You are on page 1of 2

‫‪...

‬‬ ‫‪448‬‬
‫هللا وخيىَش عقاب َ ه‬ ‫خياف َ‬ ‫هللا ‪-‬س بحانه‪ -‬يبتيل عب ادَه مبا يش ا ُء وه و الكب ُري املتع ايل ‪-‬س بحان َه‪ ،-‬والعب دُ العاق ُل ُ‬ ‫أما بعد‪ :‬ف إن َ‬
‫هللا‪ ،‬مث ال ي ُتوب ُ ون وال مه‬ ‫جعز العب ا َد إذا ج َاء أم ُر ِ‬ ‫هللا م ا أ َ‬ ‫بحان ِ‬
‫هللا ال يُغ الب وال يُ ردّ‪ ،‬وس َ‬ ‫يعرف أن أم َر ِ‬ ‫وانتقا َمه‪ ،‬وهو ُ‬
‫واخلوف والقل َق يف ادلنيا ِلكّه ا‪ ،‬وأكن ه يق ول للن اس‪ :‬م ع جتربمك ‪-‬أهيا الن اس‪-‬‬ ‫َ‬ ‫رعب‬
‫يثري ال َ‬ ‫"كوروان" ُ‬ ‫َّيذكَّ ُـرون‪ .‬ها هو املرض ُ‬
‫ودين من‬ ‫هللا علين ا بعقي د ٍة ٍ‬ ‫والتطور أنمت يف حقيقتمك ضعفا ُء عاجزون! عب ا َد هللا! حنن ‪-‬املس لمني‪َ -‬م َّن ُ‬ ‫َ‬ ‫وعتِومك وا ِ ّدعائمك َ‬
‫اذلاكء‬ ‫ِّّ‬
‫تؤثر‬
‫هللا‪ ،‬ذلكل ال ُ‬ ‫ابلقدر‪ ،‬وآ ُاثر التولكِ عىل ِ‬ ‫اإلميان ِ‬ ‫والر ِوي َّ ِة والتأين‪ ،‬وهذه آ ُاثر ِ‬ ‫والتعقل َّ‬
‫ِ‬ ‫أعظ ِم َم َزااَي ُه تربي ُة أههِل عىل ال ِ‬
‫ثبات‬
‫ائيات‪ُ { ،‬ق ْل لَ ْن يُ ِص يبَنَا اَّل َم ا‬‫املبالغات وال األرقا ُم وال اإلحص ُ‬ ‫ُ‬ ‫اإلرجاف وال‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الشائعات وال‬ ‫تؤثر فهي ُم‬‫‪-‬حبق‪ ،-‬ال ُ‬ ‫يف املسلمني ّ ٍ‬
‫ِإ‬
‫داره‪ ،‬فالص َرب الص َرب أهيا‬ ‫هللا وأق ِ‬ ‫ون}‪ .‬وه ذا ي ورث الص َرب عىل قض ا ِء ِ‬ ‫َك َت َب اهَّلل ُ لَنَ ا ُه َو َم ْواَل اَن َوعَىَل اهَّلل ِ فَلْ َي َت َولَّك ِ الْ ُم ْؤ ِمنُ َ‬
‫ابهلل ر ِِّبّمك‪ ،‬وتولَّك وا علي ه‪ ،‬واجلؤوا‬ ‫ون! اعتص ُموا ِ‬ ‫الناس؛ فإنه ( َما ُأع ِْط َي َأ َح ٌد َع َط ًاء َخرْي ً ا َوَأ ْو َس َع ِم َن َّ‬
‫الص رْب ِ)[ق]‪ .‬أهيا املس ل ُم َ‬
‫حيب ويرىَض ‪ ،‬فق د روى‬ ‫وتوس لُوا إلي ه مبا ُّ‬ ‫خالص وإ حلاحٍ‪َّ ،‬‬ ‫دق وإ ٍ‬ ‫دي الرضاع ِة بص ٍ‬ ‫إليه دلفع ِ البال ِء ورف ِعه‪ ،‬وارف ُع وا إلي ه أي َ‬
‫هللا ‪ --‬ق ال‪( :‬ال يَ ُر ُّد القض َاء إال ادلعا ُء‪ ،‬وال يزي دُ يف العم ِر إال الرِب ُّ )(‪ .)1‬وروى‬ ‫لامن ‪ --‬أ ّن رس و َل ِ‬ ‫حديث س َ‬ ‫الرتمذي من ِ‬ ‫ُّ‬
‫حيفظ َك‪،‬‬ ‫هللا ْ‬ ‫لكامت‪ :‬احف ظِ َ‬ ‫هللا ‪ --‬يوم ًا فق ال‪( :‬اي غال ُم! إين أعلم ك ٍ‬ ‫خلف رس ولِ ِ‬ ‫كنت َ‬ ‫عباس ‪ --‬قال‪ُ :‬‬ ‫ابن ٍ‬ ‫‪-‬أيض ًا‪ -‬عن ِ‬
‫متعت عىل أن ينفع وك‬ ‫ابهلل‪ ،‬واع ْمل أ َّن األم َة ل و اج ْ‬ ‫تعن ِ‬ ‫تعنت فاس ْ‬ ‫هللا‪ ،‬وإ ذا اس َ‬ ‫لت فاس ألِ َ‬ ‫هللا جَت ِدْ ُه جُت اه ََك‪ ،‬إذا سأ َ‬ ‫احفظِ َ‬
‫هللا كل‪ ،‬ول و اجمتع وا عىل أن يرضوك بيش ٍء مل يرضوك إال بيش ٍء ق د كتب ه هللا علي ك‪،‬‬ ‫بيش ٍء مل ينفعوك إال بيش ٍء قد كتب ه ُ‬
‫هللا حبف ظِ أوام ِره واحرتا ِمه ا وامتثا ِله ا‪،‬‬ ‫حيفظمك‪ ،‬احفظ وا َ‬ ‫هللا ْ‬‫احفظ وا َ‬‫حف)(‪ .)2‬أهيا املس لمون! ُ‬ ‫ُرفعت األقال ُم وجفت الص ُ‬
‫هللا ب ِه‪ ،‬إايمك أن تض يَّعوا التوحي دَ والص الةَ‪،‬‬ ‫حبفظه‪ ،‬إايمك أن تضيَّعوا ما أمرمك ُ‬ ‫وضدُّ احلفظِ التضيِي ُع؛ فإايمك أن تضيَّعوا ما ُأمرمُت ِ‬
‫نساءمك وأوالدَمك فترتكومه مه ًال بال تربي ٍة وال رعاي ٍة وال تغذي ٍة إمياني ٍة ديني ٍة‪ .‬احفظ وا‬ ‫احلقوق‪ ،‬إايمك أن تضي ُعوا َ‬ ‫إايمك أن تضي ُعوا َ‬
‫وحمار ُم هللا ح دودُه‪ ،‬فإايمك مث إايمك واحلرا َم من العقائ ِد واألق والِ واألعاملِ واملاكس ِب‬ ‫هللا حبف ظِ ح دو ِده فال تعت دوها‪ِ ،‬‬ ‫َ‬
‫ذاكر الص باحِ واملس ا ِء‬ ‫هللا العافي َة‪ ،‬وتوهجوا إلي ه ابدلعاء‪ .‬ح افظوا عىل أ ِ‬ ‫امالت‪ .‬أهيا الن اس! س لوا َ‬ ‫واملالبس واملع ِ‬ ‫ِ‬ ‫واألطعم ِة‬
‫راض واألوبئ ِة وال يت‬ ‫هللا فهيا العافي َة وقاي ًة وعالج ًا‪ ،‬وخذوا بنصا ِحئ األطبا ِء للوقاي ِة من األم ِ‬ ‫املأثور ِة عن نب ِِّي ّنا ‪ ،--‬فقد جعل ُ‬
‫واملاكن‪ ،‬وكذكل وترك خمالطة الناس والزتامح معهم يف األسواق واملناسبات الاجامتعي ة ِ‬
‫وغريه ا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من أ ِمهها النظاف ُة يف ِ‬
‫البدن‬
‫وما هذه األمور اليت فُرضت علينا إال للوقاية من وابء أ َّقض مضاج َع العامل‪ ،‬والوقاي ُة سهةل‪ ،‬والاسهتتار مثنه ابهظ‪.‬‬
‫احلديث‪َ ( :‬ك َفى اِب لْ َم ْر ِء َك ِذاًب َأ ْن حُي َ ِّد َث ِبلُك ِّ َما مَس ِ َع)[م]‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واإلرجاف‪ ،‬ويف‬ ‫القلق‬
‫مصدر ِ‬ ‫فالشائعات ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الشائعات‪،‬‬ ‫واحذروا‬
‫أقول هذا‪ ،‬وأستغفر هللا يل ولمك‪.‬‬

‫اخلطبة الثانية‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬وحسنـــه األلباني في صحيح سنن الترمـذي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬وصححه األلباني في صحيح سنن الترمــذي‪.‬‬
‫امحلد هلل ‪...‬‬
‫أما بعد‪ :‬أهيا الناس! يقول هللا –تعاىل‪{ :-‬اَي َأهُّي َا اذَّل ِ َين آ َمنُوا َأ ِطي ُعوا اهَّلل َ َوَأ ِطي ُعوا َّالر ُسو َل َوُأويِل اَأْل ْم ِر ِمنْمُك ْ }‪ .‬ويف الص حيحني‬
‫الطاعَ ُة ِفميَا َأ َح َّب َو َك ِر َه‪ ،‬اَّل َأ ْن يُ ْؤ َم َر ِب َم ْع ِص َي ٍة‪ ،‬فَ ْن ُأ ِم َر‬
‫الس ْم ُع َو َّ‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َع ِن ا ْب ِن مُع َ َر‪َ --‬ع ِن النَّيِب ِ ّ ‪َ --‬أن َّ ُه قَا َل‪( :‬عَىَل الْ َم ْر ِء الْ ُم ْسمِل‬
‫ِإ‬ ‫ِإ‬
‫أ‬
‫هللا عليمك يف غ ري ية هللا‪ ،‬وق د م رمت مبا في ه‬ ‫معص‬ ‫ِب َم ْع ِص َي ٍة‪ ،‬فَاَل مَس ْ َع َواَل َطاعَ َة)‪ .‬فأنمت مأمورون ‪-‬أهيا الناس‪ -‬بطاع ِة من واَّل ُه ُ‬
‫سالمتمك وعافيتمك من هذا الوابء الفت اك‪ ،‬ف اتقوا هللا ‪-‬أهيا الن اس‪ !-‬واس تجيبوا لأل وام ر والتوجهيات والنص احئ الص ادرة من‬
‫املسؤولني‪ ،‬وتعاونوا معهم؛ ففي ذكل صاحل العباد والبالد‪ .‬وهللا املستعان‪.‬‬
‫فقراءمك وإ خوانَمك وأرح ا َممك وج ريانَمك‪ ،‬واعل ُم وا‬ ‫هللا ِإ خ َْوااًن )‪ .‬تفقَّدوا َ‬ ‫أهيا املسلمون! ترامحوا وتعاونوا وتعاطفوا ( َو ُكون ُوا ِع َبا َد ِ‬
‫املؤن‪ ،‬أو غَلَ ِت األس عار‪ .‬ومثهُل‬ ‫وال‪ ،‬أو قَل َّ ِت ُ‬ ‫واحملن‪ ،‬إذا قَل َّ ِت األم ُ‬ ‫اإلنفاق يف الش دائ ِد ِ‬ ‫واملعروف‪َ :‬‬ ‫ِ‬ ‫الرب‬
‫بواب ِّ‬ ‫أ ّن من أعظ ِم أ ِ‬
‫ون يَ ْرمَح ُ هُ ُم َّالرمْح َ ُن)[د]‪ .‬فرتامحوا يرمحمك هللا‪ .‬وعىس هللا الكرمي اجلواد ال رحمي أن‬ ‫وضعف احلالِ ‪ .‬و( َّالرامِح ُ َ‬ ‫اإلنفاق مع ق ِةل املالِ ِ‬ ‫ُ‬
‫يأيت ابلفرج الاكمل من األوبئة واألرضار‪ ،‬ومن اخلوارج واألرشار‪ .‬حينئ ٍذ يفرح املؤمنون بنرص هللا‪ ،‬ينرص من يشاء‪ ،‬وه و‬
‫العزيز الرحمي‪.‬‬

‫‪ 23‬جامدى الثانية ‪ 1442‬هـ‬


‫‪ 05‬فربايــــــــــــــر ‪ 2021‬م‬
‫امجلل العجـــــــــــــــــــــــــوز‬
‫خ ‪425 :‬‬

You might also like