You are on page 1of 2

‫تنتص روا على جيش يق وده أمث ال خال د بن الولي د‪ ،‬وأبي عبي دة بن‬ ‫المسجد األقصى في قلب كل مسلم‬

‫الجراح‪ ،‬وسعد بن أبي وق اص‪ ،‬وعم رو بن الع اص‪ ،‬والنعم ان بن‬ ‫عب اد هللا‪ ،‬يجب أن ن درك جميع ا ً أن ع دوان اليه ود على‬
‫مقرن‪ ،‬ممن تربوا على عقيدة محمد ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،‬ومنهج‬ ‫نزاع على أرض‪ ،‬وأن ندرك أن‬ ‫ٍ‬ ‫المسلمين في فلسطين‪ ،‬ليس مجرد‬
‫محمد صلى هللا علي ه وس لم‪ ،‬ورب وا جيوش هم على ذل ك‪ ،‬وق ادوهم‬ ‫قضية فلسطين قضيةٌ إسالمية يجب أن يؤ ِّرق أمرها بال كل مس لم‪،‬‬
‫وبأس ا‬
‫ً‬ ‫إلعالء كلمة هللا؛ فلم يق ف في وجههم من هم أش د منكم ق وةً‬ ‫ففلس طين عب اد هللا‪ ،‬بل د األنبي اء‪ ،‬وفيه ا ث الث المس اجد الثالث ة‬
‫من جيوش األكاسرة والقياصرة ‪.‬‬ ‫المعظم ة‪ ،‬وهي مس رى رس ول هللا ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،‬وقبل ة‬
‫فيجب علينا عباد هللا‪ ،‬أن ن درك أن تغلب ه ذه الش رذمة المخذول ة‪،‬‬ ‫ق إال اإلسالم؛ ف إن األرض هلل‬ ‫المسلمين األولى‪ ،‬وليس ألح ٍد فيها ح ّ‬
‫وتسلطهم على المسلمين اليوم‪ ،‬إنما هو بسبب ال ذنوب والمعاص ي‪،‬‬ ‫يورثها من يشاء من عباده‪ ،‬والعاقبة للمتقين ‪.‬‬
‫وإع راض كث ير من المس لمين عن دينهم‪ ،‬ال ذي ه و س بب ِع زهم‬ ‫ب َعلَى‬‫ض ٍ‬ ‫وإلى اليهود أمة الغضب ال ذين ق ال هللا فيهم ﴿ فَبَ ا ُؤ ْ‬
‫وا بِ َغ َ‬
‫صيبَ ٍة فَبِ َما‬ ‫وفالحهم ورفعتهم في الدنيا واآلخرة ﴿ َو َما أَ َ‬
‫صابَ ُك ْم ِم ْن ُم ِ‬ ‫ين ﴾‪ ،‬إلى أم ة ال ذل واله وان ال ذين‬ ‫ب َولِ ْل َك افِ ِر َ‬
‫ين َع َذابٌ ُّم ِه ٌ‬ ‫َغ َ‬
‫ض ٍ‬
‫ير ﴾‪ ،‬فال ب د من ع ود ٍة ص ادقة‪ ،‬وأوب ة‬ ‫ت أَ ْي ِدي ُك ْم َويَ ْعفُو َع ْن َكثِ ٍ‬ ‫َك َسبَ ْ‬ ‫ضرب هللا عليهم الذلة والمسكنة بكفرهم وقتلهم األنبياء فه ذه بعض‬
‫حميدة إلى هللا ج ّل وعال‪ ،‬فيها تصحي ٌح لإليم ان‪ ،‬وص لةٌ ب الرحمن‪،‬‬ ‫صفاتكم التي اس توجبتم به ا الذل ة والمس كنة والغض ب من هللا‪ ،‬وال‬
‫وقي ام بطاع ة هللا ج ّل وعال‪ ،‬وبُع د عن الفس وق والعص يان‪ ،‬لين ال‬ ‫تقوم لكم قائمة إال بحبل من هللا وحبل من الناس إلى يومنا هذا وإلى‬
‫المؤمنون الع ّزة والتمكين والنصر والتأييد ‪.‬‬ ‫يوم القيام ة‪ ،‬فليس لكم س ند من إيم ان وعقي دة‪ ،‬وليس لكم س ند من‬
‫ثم ماذا يملك المرء في مثل هذا الضعف إال أن يعتذر!!‬ ‫رجولة وش جاعة؛ فال تزال ون تق اتلون من وراء ج در بأس كم بينكم‬
‫نحوك المهري ةَ‬ ‫ِ‬ ‫ب **** ولم نقد‬ ‫فلسطين!! إذا لم نحمل القُطُ َ‬ ‫ُ‬ ‫فعذراً‬ ‫شديد‪ ،‬إن أوصافكم الش نيعة لكث يرة ج دًا ‪ ،‬ومنه ا الخيان ة والغ در‪،‬‬
‫النجب‬
‫َ‬ ‫وإثارة الفتن وت أجيج ن ار الح روب‪ ،‬والس عي في األرض بالفس اد‪،‬‬
‫ع ذراً ف إن س يوف الق وم ق د ص ِدأت *** وخيلهم لم تع د تس تمرء‬ ‫وكلم ا أوق دتم ن ارًا للح رب أطفأه ا هللا‪ ،‬وإن ت أريخكم ألس ود‪،‬‬
‫التعب‬‫َ‬ ‫ومعروف ذلكم عنكم لدى األمم جميعًا ‪.‬‬
‫ع ذراً ف إن الس يوف الي و َم وا أس فا *** تخاله ا العين في أغماده ا‬ ‫لهذه األمة المغضوب عليها أقول ‪ -‬ويقولها ك ل مس لم ص ادق ‪ :-‬ال‬
‫حطبا ً‬ ‫تبطروا وال تغتروا بما أحرزتموه من نصر مغشوش؛ فإنكم وهللا ما‬
‫والذهب‬
‫َ‬ ‫فلسطين إن الذل قيدنا *** فكيف نُبقي عليك الدر‬ ‫ُ‬ ‫عذراً‬ ‫انتصرتم على جيش محم د ص لى هللا علي ه وس لم‪ ،‬وال على عقي دة‬
‫يستأسد القرد فيها بعد خسته *** ويرفع الهامة الخنزير مغتصبا ً‬ ‫محم د ص لى هللا علي ه وس لم عقي دة التوحي د " ال إل ه إال هللا " ‪ ،‬لم‬
‫‪1‬‬
‫وكيف نريد النص ر وأن واع الب دع منتش رة في بق اع المس لمين‬ ‫صبراً فما اسود من ذا الليل جانبه *** إال ليؤ ِذن أن الفجر قد قرُبا‬
‫يحتفلون بها ويقدسونها؟!‬ ‫إن الم ؤمن عب اد هللا‪ ،‬في ك ل أحوال ه وفي جمي ع ش ؤونه‪ ،‬في‬
‫كث ير من الن اس إن تكلم عن القض ية الفلس طينية والمس جد‬ ‫ش دته ورخائ ه‪ ،‬وفي س رائه ض رائه ال مف زع ل ه إال إلى هللا‪ ،‬وال‬
‫األقصى ألقى اللوم على ال والة والعلم اء‪ ،‬وه و ال ينظ ر إلى نفس ه‬ ‫ملجأ له إال إلى ربِّه وسيده ومواله‪ ،‬وله ذا عب اد هللا فإن ا نتوج ه إلى‬
‫وطاعته‪ ،‬وال يحافظ على صالة الفجر مع الجماع ة‪ ،‬أتري د النص ر‬ ‫هللا ج ل وعال ش اكين إلي ه م ا أص ابنا داعين ه س بحانه بم ا أل َّم بن ا‬
‫وأنت ال تص لي الفج ر‪ ،‬وإذا أخ ذتهم الحمي ة لنص رة القض ية‬ ‫فتوجهوا عباد هللا بقلوبكم إلى هللا ‪.‬‬
‫الفلسطينية ارتكبوا المحرمات كالمظاهرات‪ ،‬وخالفوا ه دي رس ول‬ ‫ين‪،‬‬ ‫اج ِد ْال ُم ْس لِ ِم َ‬
‫ص ى َو َس ائِ َر َم َس ِ‬ ‫وال َم ْس ِج َد األَ ْق َ‬
‫س ْ‬ ‫أَ َع َّز هللاُ ْالقُ ْد َ‬
‫هللا ‪ ‬باالعتصامات‪ ،‬فالنص ر الحقيقي والمقاوم ة النافع ة هي في‬ ‫ين‪ ،‬وأع ان هللا أه ل فلس طين‬ ‫س ْاليَهُ و ِد ْال ُم ْغتَ ِ‬
‫ص بِ َ‬ ‫َو َح َّر َرهُ َم ا ِم ْن َدنَ ِ‬
‫نصر الدين ومقاومة الشرك والبدع والمعاصي‪ ،‬بهذا نسترد ما لن ا‪،‬‬ ‫وغزة وفرج عنهم كربهم وعن جميع المسلمين المستضعفين‪.‬‬
‫ونرجع إلى عزنا الذي كان عليه الصحابة والقرون المفضلة‪.‬‬ ‫الخطبة الثانية‬
‫﴿وع د هللا ال ذين آمن وا وعمل وا الص الحات لَيَس تَخلفنَّهم في‬ ‫ال َح ْم ُد هَّلِل ِ‪...‬‬
‫نن لهم دينَهم ال ذي‬ ‫األرض كم ا اس تخلَف ال ذين من قبلهم ولمي ِّك َّ‬ ‫ص َرهُ‬ ‫أَ َّما بَ ْعدُ‪ :‬فَأُو ِ‬
‫صي ُك ْم َونَ ْف ِسي بِتَ ْق َوى هللاِ‪ ،‬فَ َم ِن اتَّقَى هللاَ َوقَاهُ‪َ ،‬ونَ َ‬
‫ارتضى لهم وليبدِّلنَّهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ال يش ركون بي‬ ‫َو َكفَاهُ‪.‬‬
‫شيئا ومن كفَر بعد ذلك فأولئك عن الفاسقون وأقيموا الص الة وآت وا‬ ‫ِعبَا َد هللاِ لن تكون لنا العزة والنصر‪ ،‬حتى نرجع إلى ديننا حكاما ً‬
‫الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم تُرحمون﴾‪.‬‬ ‫ومحكومين‪ ،‬قال ‪( :‬إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر‬
‫ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط هللا عليكم ذال ال ينزعه حتى‬
‫ترجعوا إلى دينكم)‪.‬‬
‫كيف نريد النصر ومظاهر الش رك بادي ة ظ اهرة في كث ير من‬
‫بلدان المسلمين من عب ادة للقب ور وتق ديس لألض رحة ب ل وبناؤه ا‬
‫واالحتفال عندها بل وعبادة غير هللا ؟!‬
‫كي ف نري د النص ر وكث ير من أبن اء المس لمين تبن وا األفك ار‬
‫اإللحادية أو الداروينية أو العلمانية أو الليبرالي ة المعادي ة لإلس الم‪،‬‬
‫وسلكوا مسالك مبتدعة واعتنقوا أفكار أحزاب ضالة مارقة؟!‬
‫‪2‬‬

You might also like