Professional Documents
Culture Documents
التفريغ درس أول
التفريغ درس أول
المسألة األولى.
في تعريف الوجود والعدم ،وب دأ بتعريفهم ا ألن تجلي ة الموض وع
أي (ما ه و الوج ود) من أهم ال رؤوس ال تي ينبغي أن يق ف عن دها
الطالب ،وقلنا إن موضوع هذا العلم هو (الوجود المطلق).
المس ائل أحك ام الموض وع ،ولكن نتع رف على الموض وع أوال ثم
نتعرف على أحكامه.
الوجود البديهي وكلما من يريد أن يعرفه وقع في الدور.
عرف الوجود بتعريفين:
األول للمتكلمين ،والثاني للحكماء ،وكالهما مشتمل على دور.
المتكلمون قالوا هو الثابت العين ،أي ما كانت عينه وذات ه ثابت ة في
الخارج ومتحققة فيه ،ويرد علي ه أن الث ابت م رادف للوج ود ،فه و
من قبي ل تعري ف الش يء بنفس ه ،وه و فاس د ،وال يمكن للش يء أن
يك ون مجه وال ومعلوم ا .نق ول :إن التعري ف ب الترادف ليس دورا
وهذا إشكال على الطوسي والحلي.
والحكم اء ق الوا :الوج ود ه و ال ذي يمكن أن يخ بر عن ه ،وبخالف ه
الع دم ،وه ذا التعري ف ال ش ك أن ه يس تبطن دورا ،ولكن بي ان ه ذا
الدور اختلف الشراح بيان ذلك.
فالحلي قال :هذا التعريف مش تمل على لفظ ة "ال ذي" ،ويش ار به ا
إلى الموجود ،فتوقف تعريف الوجود على ال ذي ،وال ذي يش ار به ا
إلى الوجود فيستلزم الدور ،ولقائ ل أن يع ترض على الحلي فيق ول،
إن مجرد أن يشار بال ذي إلى الموج ود ،فه ذا ق د ال يس تلزم ال دور
اللهم إال أن يك ون م رادك أن تعري ف "ال ذي" أن تق ول هي كلم ة
يشار بها إلى الموجود ،ويلزم الدور.
والدور اآلخر ذكره الجرجاني في حاشيته على التس ديد وه و دور
دقيق.
فقال" :الوجود هو ال ذي يمكن أن يخ بر عن ه" كأنن ا في ق وة قولن ا:
الوجود هو الذي إمكان اإلخبار عنه حاصل له وموجود له كائن له.
مقدمة
فعندما نقول "زي د ق ائم" فهن ا ثالث ة أنح اء من الوج ود )١(:وج ود
زيد )٢(،وجود القيام)٣(،وجود القيام لزيد.
فإن قلت "زيد قائم" هو في قوة قولك زيد القيام ثابت له وزيد القي ام
حاصل له ،وزيد القيام موج ود ل ه ،وج ود "زي د" ووج ود "القي ام"
وجود مستقل ،ووجود "القيام لزيد" هذا يعبر عنه ب الوجود الراب ط،
ونجده في كل تركيب ،ومفاده ثبوت شيء لشيء ،والوجود المستقل
يسمى بالوجود المحمولي ومفاده ثبوت الش يء خارج اً ،أم ا وج ود
القيام لزيد فهذا يعبرون عنه بالوجود الرابط.
نأتي لنطبق المقدمة
عندما نقول " الوجود هو الذي يخبر عنه" كأنه في ق وة قولن ا ،ه و
الذي إمكان اإلخبار موجود له ،وإمكان اإلخبار حاصل ل ه وإمك ان
اإلخبار كائن له ،فيتوقف التعريف على الوجود الراب ط ،والتعري ف
تركيب ،والتركيب يتوقف على الوجود الرابط ،فتوقف الوجود على
التعري ف وتوق ف التعري ف على الوج ود ،وإن ك ان رابط ا ،فيل زم
الدور ،وهو دور دقيق ذكره الجرجاني.
في الواقع الوجود ال يمكن أن يعرف ،وق د ذك ر ه ذه النكت ة الش يخ
الرئيس في النجاة ،فيقول :الوجود مبدأ كل قول شارح ،الوجود مبدأ
كل تعريف ،فإذا كان كذلك فإن كل تعريف يحتاج إلى الوجود ،وإذا
احتاج الوجود إلى تعريف يلزم الدور.
فه و من الب ديهيات أي حاص ل في جمي ع األذه ان ،فيرتس م في
صفحة ذهنه ارتساما أوليا ،فال يحتاج إلى تعريف ،فإذا كان حاصال
فتعريفه تحصيل للحاصل وهو ممتنع.
ال ذي يمكن أن يق ال إن ال ذي قال ه المتكلم ون والحكم اء من ه ذه
التع اريف من قبي ل التع اريف اللفظي ة ،والتع اريف اللفظي ة ليس ت
وضيفتها تجلية المعنى ،بل تجلي ة اللف ظ أو تجلي ة دالل ة اللف ظ على
المع نى ،ق د يك ون المع نى واض حا ك الوجود ،لكن ق د تخفى دالل ة
اللفظ عليه ،فنستبدل لفظا مكان آخر داللته واضحة.
قال الماتن.
«بسم هللا الرحمن الرحيم
أما بعد حمد واجب الوجود».
خص الحم د ب واجب الوج ود ألن ه وج وب الوج ود يس لزم جمي ع
الكم االت ،وه ذا يبحث في الكالم ،فوج وب الوج ود يس تلزم العلم
والقدرة والحياة والسمع وهلم جرا.
« على نعمائه والصالة على سيد أنبيائه محمد» "محمد" بدل بعض
من كل «المصطفى وعلى أكرم أحبائ ه ف إني مجيب إلى م ا س ئلت
من تحري ر مس ائل الكالم وترتيبه ا على أبل غ نظ ام » التحري ر في
األصل التخليص من الرق ،والمراد خلوص المس ائل من الص عوبة
والتعقيد ،كأنه يشبه المسائل بالرقب ة ثم يس ند إليه ا التحري ر ،فكأن ه
يقول :هذا المتن يحرر المسائل من التعقيد.
«مشيرا إلى غرر عقائد االعتقاد ونكت مسائل االجتهاد مم ا ق ادني
الدليل إليه وقوي اعتمادي عليه وسميته بتجريد االعتقاد وهللا أس أله
العصمة والسداد وأن يجعل ه ذخ را لي وم المع اد ،ورتبت ه على س تة
مقاصد:
المقصد األول في األمور العام ة وفي ه فص ول والفص ل االول في ه
مسائل»
«الفصل األول في الوجود والعدم»
المسألة األولى «وتحديدهما بالث ابت العين والمنفي العين كم ا علي ه
المتكلمون ،أو ال ذي يمكن أن يخ بر عن ه ،ونقيض ه أو بغ ير ذل ك»
دركا،
كما عرفوه بأنه القابل للفعل أو االنفعال ،والقابل ألن يكون م ِ
مدركا « يشتمل على دور ظاهر» هذا خبر لقوله والقابل ألن يكون َ
«وتحديدهما».
«بل المراد تعريف اللفظ إذ ال شيء أعرف من الوجود»
هنا اعتذر الطوس ي في تحدي دهم للوج ود فق ال أنهم أرادو تعري ف
لفظة الوجود ،ولم يري دوا تعريف ه تعريف ا حقيقي ا ،والتعري ف لفظي
فيه لفظ أوضح من لفظ آخر في الداللة وال يستفاد منه صورة غ ير
ما هو معلوم ألنه حاصل ،وليس معنى أوضح من معنى.
ال مع نى أعم من الوج ود ،واألعم أوض ح في ال ذهن من األخص،
ألن االعم ج زء من األخص ( واألعم هن ا في التعري ف) ،وه و
واألعم أعرف من األخص ألنه جزؤه ،والجزء متق دم في التص ور
على الكل.
وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
دعواتكم للكاتب.