You are on page 1of 9

‫‪1‬‬

‫الجواب عن السؤال ‪:‬‬

‫يقول العوام حلفا باألنبياء واألولياء فليس بحلف حقيقة‬


‫الحمد هلل والصبلة والسبلم على رسول اهلل وعلى آلو وصحبو‪ ،‬أما بعـد‪:‬‬
‫فأما حلف بعض العوام‪ ،‬باألولياء والشهداء‪ ،‬وأرجلهم وأيديهم‪ ،‬كقولو‪ :‬ورجل‬
‫فبلن الولي‪ ،‬ونحوه فليس حلفا حقيقة‪ ،‬بل كلمة تجرى على اللسان ‪.‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َّأما ىو فليس بحلف حقيقة كماعليو األئمة الكرام من األئمة األربعة‬
‫الكمايتوىم بعض الناس والعلماء المعاصرين ‪ ،‬ونرى ىذا الكبلم كثيرا ّما في‬
‫جنوب الهند كوالية تمل نادو وكرنادك وشمال الهند كاألجمير ودىلي ويوبي‪،‬‬
‫وىذا الكبلم على نهج األدلة المستقيمة‪،‬‬

‫والمقصود من ىذا الكبلم تعظيم جناب األنبياء واألولياء وإظهار محبّتهم في‬
‫ضمن اإلستغاثة كماقال اإلمام علي القاري الحنفي في شرح الشفا للقاضي‬
‫عياض ‪.‬‬

‫صلَّى اللَّوُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪ :‬إِ َّن اهللَ يَـ ْنـ َها ُك ْم أَ ْن تَ ْحلِ ُفوا‬ ‫ال رس ُ ِ‬
‫ول اهلل َ‬ ‫‪ - ٔٙٗٙ‬قَ َ َ ُ‬
‫بِآبَائِ ُك ْم‪ (.‬مسلم‪. )ٗٙ/ٕ :‬‬

‫ول اللَّ ِو ‪-‬صلى اهلل‬ ‫َن أَ ْعرابِيًّا َجاء إِلَى ر ُس ِ‬


‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫‪:‬‬ ‫ٕٕ‪َ -ٗٙ‬عن طَلْحةَ ب ِن عُبـي ِد اللَّ ِ‬
‫و‬ ‫ْ َ ْ َْ‬
‫ض اللَّوُ َعلَ َّى ِم َن‬ ‫ال ‪ :‬يا رس َ ِ‬
‫ول اللَّو أَ ْخبِ ْرنِى َما افْـتَـ َر َ‬ ‫س فَـ َق َ َ َ ُ‬ ‫عليو وسلم‪ -‬ثَائَِر َّ‬
‫الرأْ ِ‬
‫ال ‪ :‬أَ ْخبِ ْرنِى َما َذا‬
‫ع َش ْيئًا »‪ .‬فَـ َق َ‬ ‫س إِالَّ أَ ْن تَطََّّو َ‬‫ات الْ َخ ْم ُ‬ ‫الصلَ َو ُ‬
‫ال ‪َّ «:‬‬ ‫الصبلَةِ‪ .‬فَـ َق َ‬
‫َّ‬
‫‪2‬‬

‫ال ‪:‬‬ ‫ضا َن إِالَّ أَ ْن تَطََّو َ‬


‫ع َش ْيئًا »‪ .‬فَـ َق َ‬ ‫ام َرَم َ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ «:‬صيَ ُ‬ ‫ض اللَّوُ َعلَ َّى ِم َن ِّ‬
‫الصيَ ِام‪ .‬قَ َ‬ ‫فَـ َر َ‬
‫ض اللَّوُ َعلَ َّى ِم َن َّ‬
‫الزَكاةِ‪.‬‬ ‫أَ ْخبِ ْرنِى َما فَـ َر َ‬

‫ال ‪:‬‬ ‫ول اللَّ ِو ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ -‬بِ َ‬


‫ش َرائِ ِع ا ِإل ْسبلَِم فَـ َق َ‬ ‫ال ‪ :‬فَأَ ْخبَـ َرهُ َر ُس ُ‬
‫قَ َ‬
‫ض اللَّوُ َعلَ َّى َش ْيئًا‪ .‬فَـ َق َ‬
‫ال‬ ‫ك الَ أَتَطََّوع َشيئًا ‪ ،‬والَ أَنْـت ِق ِ‬
‫َوالَّ ِذى أَ ْك َرَم َ‬
‫ص م َّما فَـ َر َ‬
‫ُ ْ َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ْجنَّةَ‬
‫ص َد َق ‪َ ،‬د َخ َل ال َ‬ ‫ول اللَّو ‪-‬صلى اهلل عليو وسلم‪ «: -‬أَفْـلَ َح َوأَبِيو إِ ْن َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬
‫ص َد َق »‪.‬‬ ‫َواللَّو إِ ْن َ‬

‫يل بْ ِن َج ْع َف ٍر إِالَّ أَنَّوُ قَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَ ْخرجاهُ فِى َّ ِ‬


‫ال ‪ «:‬أ َْو‬ ‫يح ْي ِن َع ْن قُـتَـ ْيبَةَ َع ْن إ ْس َماع َ‬
‫الصح َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ص َد َق »‪.‬انتهى السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيلو الجوىر‬ ‫ْجنَّةَ َوأَبِيو إِ ْن َ‬
‫َد َخ َل ال َ‬
‫النقي ‪.)ٗٙٙ / ٕ( -‬‬

‫قال اإلمام الحافظ زين الدين عبد الرؤوف المناوي الشافعي ‪ ( :‬أن اهلل‬
‫ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ) ألن الحلف بشيء يقتضي تعظيمو والعظمة إنما‬
‫ىي هلل وحده وال يعارضو حديث أفلح وأبيو ألنها كلمة جرت على لسانهم‬
‫للتأكيد ال للقسم‪.‬انتهى التيسير بشرح الجامع الصغير ـ للمناوى ‪/ ٔ( -‬‬
‫ٕ‪. )٘ٙ‬‬

‫وقال الفاضل محمد أنور شاه ابن معظم شاه الكشميري الحنفي ‪ :‬وأما ما‬
‫في الصحيحين ففيو صورة القسم ال حقيقة القسم بل فيو تأكيد وىذا‬
‫أصوب‪.‬انتهى العرف الشذي للكشميري ‪. )ٕٓٚ / ٖ( -‬‬
‫‪3‬‬

‫وقال االمام أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين‬


‫الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى ‪ :‬قولو‪ " :‬أفلح َوأبيو " الواو في " وأبيو "‬
‫للقسم‪.‬‬

‫فإن قلت‪ :‬قد نهى رسول اللّو‪ -‬عليو السبلم‪ -‬أن يحلف الرجل بأبيو‪،‬‬

‫فكيف ىذا؟ قلت ‪ :‬ليس ىذا َحل َفا؛ إنما ىو كلمة جرت عادة العرب أن‬
‫تُدخلها في كبلمها غير قاصدة بَها حقيقة الحلِف؛ والنهي إنما ورد فيمن‬
‫ضاىاتو باللّو سبحانو‬
‫وم َ‬
‫قصد حقيقة الحلف لما فيو من إعظام المحلوف بو‪ُ ،‬‬
‫وتعالى ‪.‬انتهى شرح أبي داود للعيني ‪. )ٕٖٙ / ٕ( -‬‬

‫وقال العبلمة محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني المالكي ‪ :‬بأنها كلمة‬
‫جارية على اللسان ال يقصد بها الحلف كما جرى على لسانهم‪ .‬انتهى شرح‬
‫الزرقاني على موطأ اإلمام مالك‪. )٘ٓٚ / ٔ( -‬‬

‫وفي شرح الزرقاني على موطأ اإلمام مالك ايضا ‪ : )ٛٛ / ٖ( -‬وأحسن‬
‫األجوبة ما قالو البيهقي وارتضاه النووي وغيره إن ىذا اللفظ كان يجري على‬
‫ألسنتهم من غير أن يقصدوا بو القسم والنهي إنما ورد في حق من قصد‬
‫حقيقة الحلف أن في الكبلم حذفا أي أفلح ورب أبيو قالو البيهقي أيضا انتهى‬
‫‪.‬ا ى ـ ‪.‬‬

‫وقال االمام الحسين بن مسعود البغوي الشافعي ‪ ( :‬أفلح وأبيو إن صدق )‬


‫قيل ‪ :‬تلك كلمة جرت على لسانو على عادة الكبلم الجاري على األلسن ‪،‬‬
‫‪4‬‬

‫ال على قصد القسم ‪ ،‬وكانت العرب تستعملها كثيراً في خطابها تؤكد بها‬
‫كبلمها ال على وجو التعظيم ‪،‬‬

‫والنهي إنما وقع عنو إذا كان ذلك على وجو التوقير ‪ ،‬والتعظيم لو ‪،‬كالحالف‬
‫باهلل يقصد بذكر اهلل سبحانو وتعالى في يمينو التعظيم ‪ ،‬والتوقير يدل عليو أن‬
‫فيو ذكر أبي األعرابي ‪ ،‬وال يحلف بأبي الغير تعظيماً ‪،‬وتوقيراً‪.‬انتهى شرح‬
‫السنة ـ لئلمام البغوى متنا وشرحا ‪. )ٚ / ٔٓ( -‬‬

‫وقال االمام بدر الدين العيني الحنفي في شرح البخاري ‪ :‬قال النووي فإن‬
‫قيل ىذا الحديث مخالف لقولو أفلح وأبيو إن صدق فجوابو إن ىذه كلمة‬
‫تجري على اللسان ال يقصد بها اليمين وقال غيره بل ىي من جملة ما يزاد‬
‫في الكبلم لمجرد التقرير والتأكيد وال يراد بها القسم كما تزاد صيغة النداء‬
‫لمجرد االختصاص دون القصد إلى النداء‪.‬انتهى عمدة القاري شرح صحيح‬
‫البخاري ‪.)ٜٗٓ / ٕٗ( -‬‬

‫وقال الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الحنفي ‪ ( :‬قال‬
‫أفلح وأبيو ) قال الخطابي ىذه كلمة جارية على ألسنة العرب تستعملها كثيرا‬
‫في خطابها تريد بها التوكيد وقد نهى رسول اهلل صلى اهلل عليو و سلم أن‬
‫يحلف الرجل بأبيو فيحتمل أن يكون ذلك القول منو قبل النهي ويحتمل أن‬
‫يكون جرى منو ذلك على عادة الكبلم الجاري على ألسن العرب وىو ال‬
‫يقصد بو القسم‪.‬انتهى عون المعبود ‪. )ٗٓ / ٕ( -‬‬
‫‪5‬‬

‫وقال الحافظ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقبلني الشافعي في‬
‫الفتح ‪... :‬بأنها كلمة جارية على اللسان ال يقصد بها الحلف كما جرى على‬
‫لسانهم عقرى حلقي وما أشبو ذلك انتهى فتح الباري ‪ -‬ابن حجر ‪/ ٔ( -‬‬
‫‪. )ٔٓٚ‬‬

‫وقال العبلمة مبل علي القاري الحنفي في شرح المشكاة ‪ :‬قال القاضي فإن‬
‫قيل ىذا الحديث مخالف لقولو أفلح وأبيو فجوابو أن ىذه كلمة تجري على‬
‫اللسان ال يقصد بها اليمين بل ىو من جملة ما يزاد في الكبلم لمجرد التقرير‬
‫والتأكيد وال يراد بو القسم كما يراد بصيغة النداء مجرد اإلختصاص دون‬
‫القصد إلى النداء ا ه واألظهر أن ىذا وقع قبل ورود النهي أو بعده لبيان‬
‫الجواز ليدل على أن النهي ليس للتحريم ‪ ،‬متفق عليو ورواه أحمد‬
‫واألربعة‪.‬انتهى مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ‪.)ٕٗٗ / ٔٓ( -‬‬

‫وقال االمام ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد‬
‫الشافعي المصري شيخ العسقبلني ‪ :‬وفي الجمع بين ىذا وقولو ‪ -‬صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ‪" :-‬من كان حال ًفا فليحلف باهلل"‪ ،‬وقولو‪" :‬إن اهلل ينهاكم أن‬
‫تحلفوا بآبائكم" أوجو‪:‬‬

‫أصحها‪ :‬أن ىذا ليس حل ًفا إنما ىي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في‬
‫كبلمها غير قاصدة بها حقيقة الحلف‪ ،‬والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة‬
‫الحلف لما فيو من إعظام المخلوف بو ومضاىاتو بو اهلل تعالى‪.‬انتهى التوضيح‬
‫لشرح الجامع الصحيح ‪.)ٕٔٗ / ٖ( -‬‬
‫‪6‬‬

‫وقال االمام شمس الدين البِ ْرماوي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بن عبد الدائم بن‬
‫موسى النعيمي العسقبلني المصري الشافعي ‪( :‬بآبائكم) ال ينافي ذلك نحو‪:‬‬
‫ِ‬
‫س َم؛ بل ىو مما يُزاد في‬ ‫(أَفلَ َح وأبِيو إن َ‬
‫ص َد َق)؛ ألن ذلك لم يَقص ْد بو ال َق َ‬
‫الكبلم بالتقدير ونحوه‪.‬‬

‫تعظيم‬
‫َ‬ ‫لف يقتضي‬
‫الح َ‬
‫الحلف بغير اهلل‪ :‬أن َ‬ ‫قال العلماء‪ :‬حكمةُ النهي عن َ‬
‫غيره‪ ،‬وقد‬
‫ضاىى بو ُ‬
‫المحلوف بو‪ ،‬وحقيقةُ العظمة مختصةٌ باهلل تعالى‪ ،‬فبل يُ َ‬
‫بالحق الذي‬
‫ِّ‬ ‫عذر ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪ -‬عُمر في ح ِ‬
‫لفو بأبيو‪ ،‬لتأويلو‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إقسام اهلل تعالى بمخلوقاتو فؤلنو‬
‫ُ‬ ‫ت مناسبتُو لترجمة الباب‪ .‬أما‬‫ظهر ْ‬
‫لآلباء‪ ،‬وبو َ‬
‫تنبيها على شرفو‪.‬انتهى البلمع الصبيح بشرح الجامع الصحيح‬ ‫ِ‬
‫يُقس ُم بما شاء ً‬
‫‪. )ٖٔٗ / ٔ٘( -‬‬
‫ِ‬
‫وفيو ايضا ‪ :‬وأما قولو ‪ -‬صلى اهلل عليو وسلم ‪" :-‬أَفْـلَ َح َوأَبِيو إِ ْن َ‬
‫ص َد َق"‪،‬‬
‫عمودا للكبلم‪ ،‬أو زينة لو‪ ،‬ال‬ ‫ً‬ ‫فليس حقيقة حلف؛ بل أُجري على اللسان‬
‫إقسام اهلل تعالى بمخلوقاتو‪ ،‬فذلك لو تعالى‪ ،‬يقسم بما‬
‫ُ‬ ‫بقصد اليمين‪ ،‬وأما‬
‫الصافَّات} [الصافات‪]ٗٔ :‬؛ { َواَلطُّوِر} [الطور‪:‬‬
‫شاء من خلقو؛ نحو‪َ { :‬و َّ‬
‫تنبيها على شرفو‪ .‬انتهى البلمع الصبيح بشرح الجامع الصحيح ‪ٔٙ( -‬‬
‫ٔ]؛ ً‬
‫‪.)ٔٗٛ /‬‬

‫وقال االمام أحمد بن إسماعيل بن عثمان بن محمد الكوراني الحنفي في‬


‫ص َدق) وفي بعض الروايات وفي مسلم‪:‬‬ ‫الرجل إن َ‬
‫ُ‬ ‫شرح البخاري ‪( :‬أفلَ َح‬

‫"أفلح وأبيو"‪ .‬واستشكل فإنَّو نَـ َهى عن الحلف باآلباء‪ ،‬كما سيأتي في البُ ّ‬
‫خاري‬
‫‪7‬‬

‫في حلف عمر بأبيو‪ ،‬وليس بمشكل؛ ألنَّو لم يرد بو معنى الحلف‪ ،‬وىو تعظيم‬
‫ٍ‬
‫مجهول‪ ،‬بل ىذا وأمثالُوُ كلمات‬ ‫المحذوف بو لبُـ ْع ِد مقامو عن الحلف برجل‬
‫تجري في المحاورة من غير قصد إلى معناه‪ .‬والفبلح ىو الفوز بالمطلوب‪.‬‬
‫فبلح‪ ،‬أو َد َخل في الفبلح‪.‬انتهى‬
‫والهمزة فيو بمعنى التصيير أي‪ :‬صار ذا ٍ‬
‫الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري ‪. )ٔٔٙ / ٔ( -‬‬

‫الشيخ‬
‫ِ‬ ‫بن‬
‫أحم ُد ُ‬
‫ِّث الحافظ ‪ ،‬بقيَّةُ السلف ‪ ،‬أبو العبَّاس َ‬ ‫وقال المحد ُ‬
‫القرطبي‬ ‫األنصاري‬
‫ُّ‬ ‫اىيم الحافظ ‪،‬‬‫ر‬ ‫إب‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫م‬ ‫ع‬ ‫ص‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ح‬ ‫أبي‬ ‫ِ‬
‫الفقيو‬ ‫ِ‬
‫المرحوم‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ي‪:‬‬ ‫اله َر ِو ُّ‬
‫ص َد َق ‪ ،‬أي ‪ :‬فاز بمطلوبو ؛ قال َ‬ ‫المالكي ‪ :‬وقولو ‪ :‬أَفْـلَ َح وأَبِيو إ ْن َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ابن ُد َريْد ‪ :‬أَفْـلَ َح الرجلُ‬
‫خيرا ‪ُ :‬م ْفلح ‪ ،‬قال ُ‬‫لكل من أصاب ً‬ ‫العرب تقول ِّ‬
‫أدر َك مطلوبَوُ‪.‬انتهى المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم‬ ‫وأَنْ َج َح ‪ :‬إذا َ‬
‫‪.)ٚ٘ / ٔ( -‬‬

‫وقال ايضا ‪ :‬فإن قيل ‪ :‬كيف يحكم بتحريم الحلف باآلباء والنبي ـ صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ـ قد حلف بذلك لما قال ‪ (( :‬أفلح وأبيو إن صدق )) ؟ وكيف‬
‫يً ْح َك ُم بتحريم الحلف بغير اهلل وقد أقسم اهلل تعالى بغيره فقال ‪ { :‬والضحى‬
‫} ‪{ ،‬والشمس } ‪ { ،‬والعاديات } ‪ { ،‬والنازعات } ‪ ،‬وغير ذلك مما في‬
‫كتاب اهلل تعالى من ذلك ؟ فالجواب ‪ :‬أما عن قولو ـ صلى اهلل عليو وسلم ـ ‪:‬‬
‫(( أفلح وأبيو )) ‪ :‬فقد َّ‬
‫تقدم في اإليمان‪ .‬انتهى ‪ .‬المفهم لما أشكل من‬
‫تلخيص كتاب مسلم ‪. )ٙٛ / ٔ٘( -‬‬
‫‪8‬‬

‫وقال االمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن علي بن رسبلن‬
‫ال) فيو (أَفْـلَ َح َوأَبِ ِيو) يُ ْسأل عن التوفيق بَـ ْيـنَوُ‬
‫المقدسي الرملي الشافعي ‪ :‬و (قَ َ‬
‫وبَـ ْي َن َحديث "إن اهلل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم"‬

‫ليس حل ًفا [إنما ىي كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها‬ ‫)‬ ‫َن ( ِ‬
‫وأبيو‬ ‫اب‪ :‬أ َّ‬
‫َ‬ ‫الج َو ُ‬
‫َ‬
‫في كبلمها‪ ،‬غير قاصد بها حقيقة الحلف؛ والحلف المنهي عنو إنما ىو‬
‫ومعناىا [ َّبر باهلل] تعالى (إِ ْن‬
‫َ‬ ‫فيمن] قصد الحقيقة لما فيو من إعظام المحلوف‬
‫ص َد َق) فيما أقسم عليو‪ .‬انتهى شرح سنن أبي داود البن رسبلن ‪/ ٖ( -‬‬
‫َ‬
‫ٗ‪.)ٜ‬‬

‫وحاصل الجواب وأصححو وأظهره من األجوبة‬


‫قال االمام النووي الشافعي في شرح مسلم ‪ :‬قولو صلى اهلل عليو و سلم‬
‫أفلح وأبيو ليس ىو حلفا انما ىو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها فى‬
‫كبلمها غير قاصدة بها حقيقة الحلف والنهى انما ورد فيمن قصد حقيقة‬
‫الحلف لما فيو من اعظام المحلوف بو ومضاىاتو بو اهلل سبحانو وتعالى فهذا‬
‫ىو الجواب المرضي‪.‬اىـ شرح النووي على مسلم ‪. )ٔٙٛ / ٔ( -‬‬

‫وقال االمام النووي الشافعي ايضا في شرح حديث فليحلف باهلل أو ليصمت‬
‫‪ :‬فإن قيل الحديث مخالف لقولو صلى اهلل عليو و سلم أفلح وأبيو إن صدق‬
‫فجوابو أن ىذه كلمة تجري على اللسان ال تقصد بها اليمين فإن قيل فقد‬
‫أقسم اهلل تعالى بمخلوقاتو كقولو تعالى والصافات والذاريات والطور والنجم‬
‫‪9‬‬

‫فالجواب أن اهلل تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاتو تنبيها على شرفو‪.‬انتهى‬
‫شرح النووي على مسلم ‪. )ٔٓ٘ / ٔٔ( -‬‬

‫وبهذه الفوائد ختمت ىذه الكلمات الطيبة ‪ ،‬وصلى اهلل عليو وعلى آلو‬
‫وصحبو وسلم والحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬وىذه الرسالة دافعة عن الببلء‪،‬‬
‫المضر على المسلمين الهنوديّـين‪ ،‬وعن الببلء‬
‫ّ‬ ‫الفيروس الكرونا والقانون‬
‫العالمي النازل على المسلمين مثل المقتل في الفلسطين‪ ، ....‬اللهم ادفع عنّا‬
‫ّ‬
‫شر من شرور الدنيا واآلخرة ‪ ،‬آمين يارب العالمين ‪ .‬محمدعبد‬
‫كل ذي ّ‬
‫ّ‬
‫المجيد بن محمد الباقوي الكامل الثقافي المدكودي الشافعي المليباري‬
‫الهندي عفاعنو الباري ‪ ٕٕٓٔ/٘/ٔٛ -‬يوم الثبلثاء‪.‬‬

You might also like