You are on page 1of 93

‫مبادئ‬

‫االخالقيات الطبية‬
‫في المؤسسات الصحيةالعراقية‬

‫‪1‬‬
‫لجنة االخالقيات الطبية‬
‫الوكيل الفين ‪ /‬رئيس اللجنة‬ ‫الدكتور ستار جبار الساعدي‬
‫مركز تدريب و تطوير املالكات ‪ /‬مقرر اللجنة‬ ‫الدكتور عبدالسالم صاحل‬
‫سلطان‬
‫مكتب الوزير ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتور كاروان عثمان‬

‫مكتب الوكيل الفين ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتور سامي شايت‬

‫مركز تدريب وتطوير املالكات ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتورة ملى طارق حممد‬


‫دائرة االمور الفنية ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتور حممد مظفر عبدالقادر‬
‫دائرة الصحة العامة ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتور ياسر يونس جميد‬
‫أمني سر نقابة اطباء بغداد ‪ /‬عضو‬ ‫الدكتور فراس هاشم‬

‫‪2‬‬
‫تقديم‬
‫لماذا نؤكد على مبادئ االخالقيات الطبية؟‬
‫عزيزي القارئ ‪...‬‬
‫تضع وزارة الصحة بني يديك الدليل العملي الذي يساعدك يف اختاذ القرار الطيب مبنظور‬
‫اخالقي‪......‬‬
‫االخالقيات علم من علوم الفلسفة من حيث أهنا تبحث يف ذات األنسان ومعتقداته‬
‫واعرافه االجتماعية والقيم السائدة يف جمتمعه‪ .‬وهو من املوضوعات احلساسة والواسعة‪،‬‬
‫ألنه يشمل مبادئ األنسان وعالقته بكل ما حوله من الكائنات احلية‪ .‬وإن كانت قواعد‬
‫اخلري والشر ثابتة يف اجملتمعات لكنها ختتلف نسبياً حبسب طبيعة اجملتمع وتطوره ضمن‬
‫املنظور التارخيي والعلمي والديين‪ .‬وتظهر أمهية األخالق ودراستها يف تعزيز سلوك‬
‫االنسان وتوافقه الداخلي اوالً ومن مث مع اجملتمع واالقرتاب من املثالية اليت جوهرها قيم‬
‫األمانة واإلخالص والصدق والعدالة‪.‬‬
‫وتعد األخالقيات العلمية فرعاً من فروع علم األخالق ملا هلذا العلم من قدسية تنهى عن‬
‫تدنيسه بالشوائب وملا له من خصوصية يف البحث والتطبيق‪ .‬لذا فعلى مالكاتنا‬
‫الصحيةكافة أن يتحلوا باخللق احلسن واملبادىء املهنية القومية‪ ،‬ألهنما يتعامالن مع تطور‬
‫احلياة وسريها اىل األمام‪ .‬أما بطريقة مباشرة كما يف مهنة الطب‪ ،‬حيث التعامل مع‬
‫األنسان وآماله وآالمه تعامالً مباشراً وواضحاً وعميقاً أو يف العلوم األخرى اليت هلا عالقة‬
‫حبياة اإلنسان‪.‬‬
‫وأن ملهنة الطب كما ألي مهنة اخرى ابعاداً ثالثة‪ :‬البعد املعريف والسلوكي واألخالقي‪.‬‬
‫وميثل البعد الثالث "االخالقي" روح املهنة وجانبها الفين واإلنساين والذي يكسبها قيمتها‬
‫االعتبارية يف اجملتمع‪ .‬والعناية هبذا البعد من املهنة ال يقل أمهية عن اكتساب العلم الالزم‬
‫ملمارستها بل قد يتعدى تأثريه ليطغى على تأثري البعدين االوليني سواءاً كان سلباً أو‬
‫اجياباً‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إن بناء املالك الطيب والصحي األخالقي واالرتقاء به اىل ارفع الدرجات من حسن اخللق‬
‫يغين املهنة متاماً كما تغين املهنة املالكات الطبية والصحية‪ .‬وجيب الوقوف بوجه احلمى‬
‫املتسارعة تسارعاً غري مسبوق يف الوقت احلاضر يف سبيل حتقيق املكسب املادي‬
‫والتهافت الدؤوب على الشهرة والنجاح‪ .‬لذلك فالعمل على تثبيت قواعدنا األخالقية‬
‫وحتديثها هو السبيل الوحيد لبناء جمتمعاتنا اليت تكاد تنزلق يف املادية‪ .‬لذا‪ ،‬فأن تناول‬
‫موضوع االخالقيات الطبية جيب أن خيتلف عما درجنا عليه يف السابق من نصائح‬
‫وادبيات ونصوص تارخيية ومقوالت علماءنا االجالء‪ .‬إذ علينا أن ننظر إىل املوضوعات‬
‫االخالقية من منظور احلاجة اليها يف تعامالتنا اليومية مع املراجعني واملرضى واجملتمع‪.‬‬
‫ومن هنا تكون نقطة االنطالق اىل املستقبل املهين االخالقي املنتظر‪ ،‬عندما نصل اىل‬
‫مرحلة تستوقفنا فيها حلظة ارتياب من سلوك معني مع مريض هنا يأيت التوظيف احلقيقي‬
‫لألخالقيات املهنية الطبية‪.‬‬
‫وينبغي أن خيتلف السؤال اليوم عن أسئلة املاضي‪ ،‬وكنا نتساءل كيف جنعل االخالقيات‬
‫الطبية جزءاً من مهنة الطب؟ ولكن علينا اليوم أن نصحح التساؤل وحناول أن نعطي‬
‫بعداً آخراً للموضوع لنستطيع االجابة عن السؤال اآليت‪ :‬كيف ميكن أن تساعدنا‬
‫االخالقيات الطبية ومدوناهتا اليت درجنا على ترديدها يف اختاذ قراراتنا الطبية؟‬
‫وكيف نكامل موضوع االخالقيات الطبية مع املهنة بصورة ترفع من مستوى املهنة‬
‫وممتهنيها؟‬
‫اذ ال يتمكن الطبيب وطبيب االسنان والصيديل واملمرضة واملالكات الساندة أن يتعاملوا‬
‫مع مهنتهم من دون ان يكون لديهم دليل اخالقي يستندون عليه‪.‬‬
‫‪.....‬سدد اهلل خطانا لخدمة شعبنا الكريم ومن اهلل التوفيق‪.‬‬
‫الدكتورة‬
‫عديلة حمود حسين‬
‫وزيرة الصحة‬
‫‪4‬‬
‫قسم الطبيب‬
‫َولَقَ ْد َك َّرْم َنا َب ِني َ‬
‫آد َم‬
‫االسراء"‬ ‫"آية ‪07‬‬
‫‪“The health o‬‬

‫ِ‬
‫الزمن‬ ‫مخاف ُة اهلل نبراسي مدى‬ ‫ُقسم أن تبقى بال ِ‬
‫وهن‬ ‫ِ‬
‫باهلل أ ُ‬
‫رف و ِ‬
‫السنن‬ ‫الطب حسب الع ِ‬
‫لمهنة ٍ‬ ‫وأن أكون وأميناً في ُمزاولتي‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫النفس و ِ‬
‫البدن‬ ‫وسقام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن األذى ُ‬ ‫الناس أجمعهم‬ ‫أصون حياة‬
‫َ‬ ‫وأن‬
‫المهني‬ ‫فمهنة ِ‬
‫الطب إحدى أنب ُل‬ ‫اكتمه‬ ‫السر‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أحمي كرامتهم و ُ‬
‫ميزت بين فقير ٍ‬
‫معدم وغني‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫و ِمن تعاليمها ٌ‬
‫عار علّي إذا‬
‫ش ِ‬
‫جن‬ ‫يجني البعيد سوى االهمال وال َ‬ ‫وأن أُعير اهتمامي للقريب فال‬
‫وطني‬
‫ِ‬ ‫تغربت عن أهلي وعن‬
‫ُ‬ ‫وان‬ ‫ِ‬
‫منابعه‬ ‫وأنه ُل ِ‬
‫العلم من شتى‬
‫ومانحاً للورى علمي بال ِ‬
‫منن‬ ‫زودني‬ ‫ِ‬
‫بالعلم ّ‬ ‫ُمقد ارً ك ُل َمن‬
‫سالمةِ الناس من األرزاء و ِ‬
‫المحن‬ ‫ُمؤاز ارً زمالئي هادفين إلى‬
‫ِ‬
‫متزن‬ ‫بالر أي خوف قر ٍار غير‬ ‫وطالباً من مريضي أن يشاركني‬
‫نقية المحتوى في السر و ِ‬
‫العلن‬ ‫وأن تكون فعالي مثل معتقدي‬
‫ِ‬
‫مؤتمن‬ ‫جد‬
‫بأن على العهد أبقى ُ‬ ‫وأشهد اهلل والدنيا على قسمي‬
‫‪y‬‬

‫المرحوم طارق المبارك‬


‫اختصاص لغة انكليزية مترجم‬
‫محاضر في مركز تدريب وتطوير المالكات‬
‫في وزارة الصحة سابقا‬

‫‪5‬‬
‫المحتويات‬
‫‪3‬‬ ‫تقديم‬
‫‪5‬‬ ‫قسم الطبيب‬
‫‪7‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪9‬‬ ‫حاالت طبية ومشكالت اخالقية‬
‫‪11‬‬ ‫نبذة تأريخية واستشراف المستقبل‬
‫‪13‬‬ ‫القيم الروحية والصحة‬
‫‪11‬‬ ‫أعالن جنيف‬
‫‪15‬‬ ‫خصوصية مهنة الطب‬
‫‪19‬‬ ‫المهنة والمجتمع‬
‫‪02‬‬ ‫المبادئ االساسية‬
‫‪07‬‬ ‫االلتزامات المهنية‬
‫‪11‬‬ ‫الجوانب االخالقية في كلفة الرعاية الصحية‬
‫‪14‬‬ ‫اخالقيات البحث الصحي‬
‫‪42‬‬ ‫القرار االخالقي‬
‫‪47‬‬ ‫ادارة االخالقيات في المؤسسة الصحية‬
‫‪70‬‬ ‫االخطاء الطبية‬
‫‪77‬‬ ‫المسؤولية القانونية في الطب‬
‫‪72‬‬ ‫المسؤولية والملف الطبي‬
‫‪73‬‬ ‫المشكالت االخالقية المتعلقة بالموت‬
‫‪92‬‬ ‫المصادر‬

‫‪6‬‬
‫المقدمة‬
‫تتطور فلسفة الطب وعلومه وآدابه وفنونه يوماً بعد يوم‪ .‬والذي ينعكس على التفاصيل‬
‫الدقيقة يف املمارسة الطبية اليومية‪ .‬ويتطلب ذلك حتديث مفاهيم األخالقيات الطبية‬
‫والسلوك املهين للمالك الطيب والصحي لتعزيز صورة املهنة الطبية يف اجملتمع‪ .‬وتؤكد وزارة‬
‫الصحة على حاجتها املاسة ملالكات ملتزمة باملبادئ األساسية للسلوك املهين‬
‫واألخالقيات الطبية ملواكبة حجم املهام املناطة هبا‪ ،‬يف حتقيق اهلدف األمسى الذي تنشده‬
‫الوزارة؛ تقدمي رعاية صحية مسؤولة يضع مالكاهتا نصب أعينهم املعايري األخالقية يف كل‬
‫صغرية وكبرية عند ممارستهم اليومية للمهنة بتفاصيلها الدقيقة‪ .‬وهبذا يضع اجلميع املعايري‬
‫األخالقية والسلوك املهين القومي كأحداملعايري عند مواجهة أية مشكلة وكل حسب موقعه‬
‫والبيئة اليت يعمل هبا‪.‬‬
‫يقوم الطب يف العصر احلديث على التطور األنفجاري يف التقنية االحيائيةوالتقنيات‬
‫األخرى وزيادة نسبة املوارد املالية املخصصة على اجلانب الصحي وانتقال اختاذ القرارات‬
‫الصحية بيد املريض وذويه وزيادة الوعي االجتماعي ونشوء املنظمات الداعمة للمرضى‪.‬‬
‫وباملقابل تعرتي ممارسة الطب يف الوقت احلاضر حتديات مل يسبق هلا مثيل يف ُكل‬
‫الثقافات واجملتمعات‪ .‬وتتمركز هذه التحديات على زيادة التفاوت بني ازدياد احلاجات‬
‫الضرورية للمرضى تقابلها قلة املوارد املتاحة لتلبيتها‪ .‬واالعتماد املتزايد على قوى السوق‬
‫"العالقة بني املنتِج واملستهلك واملنتَج" لتحويل أنظمة الرعاية الصحية عن جادهتا‬
‫الصحيحة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬جتد املالكات الطبية والصحية صعوبة اإليفاء بإلتزاماهتم جتاه‬
‫املرضى واجملتمع‪ .‬وتغري عوامل السوق التنافسية األطباء لرتك التزاماهتم التقليدية حنو‬
‫أسبقية مصاحل املرضى‪ .‬وكذلك تعاين هذه املالكات حالياً من االحباط وذلك ألن نظام‬
‫تقدمي الرعاية الصحية يتغري يف مجيع الدول ويهدد جوهر قيم املهنة الطبية وطبيعتها‪.‬‬
‫وتشترك جميع المالكات الطبيةوالصحية في مواجهة التحديات الخارجية التي تُفرض عليهم والتي‬
‫تؤثر على رؤيتهم والتزامهم تجاه رعايتهم للمرضى‪ .‬وتدعو هذه الضغوط المسلطة على كاهل‬
‫المهنة الطبية والخارجة عن تحمل قدراتها إلى اعادة صياغة االلتزامات المهنية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ويقع عبء املسؤولية على مجيع املالكات للعمل وفق املبادئ وااللتزامات اليت ينبغي‬
‫التحلي هبا‪ .‬ويكمن التحدي اآلن يف االلتزام بقواعد املهنة واملبادئ ومقاومة الضغوط‬
‫وخلق مفهوم ذهين مهين والتعهد على االصرار على تقدمي رعاية صحية ملتزمة جلميع‬
‫افراد اجملتمع بأولوية مصلحة اجملتمع واملرضى االفراد‪.‬‬
‫وأخرياً‪ ،‬تعالت اصوات من اطراف متعددة للدفاع عن املهنة ومحايتها‪ .‬وبدأت بالدعوة‬
‫إىل جتديد اإللتزام بضوابط املهنة‪ ،‬واصالح أنظمة الرعاية الصحية وتنشيطها‪ .‬واستجابة‬
‫هلذا التحدي‪ ،‬أطلقت وزارة الصحة مشروع االخالقيات الطبية والسلوك املهين لتطوير‬
‫جمموعة من املبادئ جلميع املهن الصحية حتت شعار املريض أوالً‪ .‬ويدعم املشروع أنظمة‬
‫الرعاية الصحية يف املؤسسات الصحية يف مجيع احناء العراق‪ ،‬على أن تبقى املالكات‬
‫كافة ملتزمةبإرساء العقائد األساسية للعدالة االجتماعية يف توزيع اخلدمات الطبية املتوافرة‬
‫لديها وأسبقية االحسان للمريض‪.‬‬
‫الطب اإلجتماعي يف أثناء هذا الوقت العاصف‪ .‬نعتقد أ ّن على‬ ‫ّ‬ ‫وإلبقاء وفاء عقد‬
‫األطباء أن يُعيدوا تأكيد التزامهم الفاعل مببادئ املهنة‪ ،‬ليس فقط إلتزامهم الشخصي‬
‫باسبقية مصلحة مرضاهم لكن اجلهود اجلماعية أيضاً لتحسني نظام الرعاية الصحية‬
‫لسعادة اجملتمع‪ .‬وتشجيع مثل هذا التوجه وتعزيز تقاليد مهنة الطب يف املنظور واهلدف‪.‬‬
‫ويعرض الكتاب مقدمة أولية عن املبادئ االساسية لألخالقيات الطبية والسلوك املهين‬
‫املطلوب‪ .‬ويلفت نظر املالكات الطبية والصحية ألمهية املوضوع يف أثناء أنغماسهم‬
‫العميق بشؤون املمارسة الطبية اليومية املعقدة وحتدياهتا املختلفة‪ .‬ويربز احلاجة املستمرة‬
‫للبعد األخالقي يف الطب‪ ،‬وكيف ميكن التعامل مع املشكالت األخالقية اليت ستواجههم‬
‫وحماولة حل تضارب املبادئ األخالقية اليت تواجه املشكلة الفردية واختيار األنسب فيما‬
‫بينها‪ .‬وال يقدم الكتاب حلوالً جاهزة للمشكالت األخالقية وأنما يعطي األتجاه‬
‫الصحيح والمعلومات الضرورية التي ترشد على طرق الحلول الممكنة للمواضيع‬
‫األخالقية بشأن المشكلة موضوع البحث‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫حاالت طبية لها مشكالت اخالقية‬
‫تربز يف املمارسة الطبية مشكالت اخالقية غريبة ومعقدة ومتعددة الوجوه‪ ،‬قد ال يتمكن‬
‫األطباء من حلها مبهنية‪ .‬لذلك ينبغي التعمق واالجتهاد الجياد حلوالً معقولة هلذه‬
‫املعضالت‪.‬‬
‫تثري بعض احلاالت الطبية استفسارات وأسئلة ليس عن اجلانب العلمي والتقين للحاالت‬
‫املرضية وأمنا على اجلانب األنساين االخالقي‪،‬ويسأل األنسان نفسه‪ ،‬ما السلوك األفضل؟ وما‬
‫الطريق الختاذ القرار الطيب؟ وتناقش جممل هذه املشكالت القيم واحلقوق والواجبات‬
‫واملسؤولية اليت تربط الطبيب باجملتمع‪ .‬ويتعرض الطبيب يف حياته العملية إىل مثل هذه‬
‫املشكالت يومياً مثلما يتعرض للمشكالت العلمية والتقنية‪ .‬وكما أن هناك امجاع علمي‬
‫ملعاجلة بعض االصابات الطبية كخياطة اجلرح وجتبري الكسر هناك امجاع على بعض‬
‫املشكالت االخالقية وكيفية معاجلتها‪ ،‬مثل‪ :‬جيب أخذ موافقة املريض قبل اختاذ أي اجراء‬
‫جراحي له‪.‬وباملقابل هناك اختالفات يف وجهات النظر االخالقية عند التعامل مع مشكالت‬
‫اخالقية عويصة مثل‪ ،‬االختالفات يف وجهات النظر العلمية يف عالج الضغط والسكري‬
‫مقابل صعوبات يف توزيع املوارد املالية احملدودةوحتديد اولويات أوجه الصرف فيها‪.‬‬
‫ولتقريب املشكالت الواقعية‪ ،‬يرجى تأمل اجلوانب االخالقية يف احلاالت املرضية اآلتية اليت‬
‫تتعرض هلا وإلمثاهلا املؤسسة الصحية "مستشفى‪ ،‬مركز صحي‪ ،‬عيادة خاصة‪"....‬‬
‫يومياًكأمثلة عن املبادئ االساسية الثالث لألخالقيات الطبية‪:‬‬

‫مثال (‪)1‬يعاين املخطط الصحي من طلبات متزايدة من غري املتخصصني بالصحة بفتح‬
‫مراكز متقدمة لقسطرة وجراحة القلب يف كل حمافظة وباملقابل يرى أن جيب الرتكيز على‬
‫فتح مراكز الرعاية الصحية األولية للوقاية من االمراض اليت تصيب األم والطفل والصحة‬
‫املدرسية وسالمة البيئة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫مثال (‪)2‬يعاين طبيب االشعة من االحباط بسبب كثرة املراجعني الذين جيلبون معهم‬
‫طلبات إجراء فحص الرنني من مدير املستشفى وأطباء آخرين‪ .‬ويلحون على إجراء‬
‫الفحص خارج الضوابط بصورة مستعجلة مما يؤدي إىل التأثري على حقوق املرضى‬
‫اآلخرين‪ .‬ويبقى الطبيب يف حرية من امره‪ ،‬هل ينفذ طلبات الوساطة ويرضي املدير‬
‫واألطباء اآلخرين أم يلتزم بالضوابط وخيسر عالقاته االجتماعية؟‬

‫مثال (‪)3‬طفل حديث الوالدة مصاب بالريقان الوالدي الشديدومستوى صبغة البلروبني‬
‫عالية جداً (‪.)Total Serum Bilirubin 20 mg/dl‬طلب طبيب االطفال ادخاله ردهة‬
‫اخلدج وإجراء تبديل الدم بصورة مستعجلة خوفاً من وفاته أو اصابتة بالتخلف العقلي الناتج‬
‫عن ترسب صبغة البلروبني يف دماغه‪ .‬ورفض ذووه "أمه وابوه" ادخاله املستشفى وتبديل دمه‬
‫اعتقاداً منهم أن الطريق االفضل هو معاجلته حتفظياً‪ :‬وضعه حتت ضوء الشمعة وتغذيته باملاء‬
‫احمللى بالسكر وزيارة معاجل شعيب‪......‬ما الذي يفعله الطبيب يف هذه احلالة؟‬

‫مثال (‪)4‬امرأة يف ‪ 22‬من العمر اصيبت يف حادث مروري مروع ادى إىل اصابتها‬
‫بـكسور يف الصدر واحلوض والفك االسفل وعظم الوجنة‪ .‬ووصلت اىل املستشفى يف‬
‫حالة غيبوبة تامة‪ .‬وبعد اجراء االسعاف االويل تبني أن املريضة حامل يف الشهر الثاين‬
‫"‪ 5‬اسابيع" ووضعت حتت املنفاس "التنفس االصطناعي ‪ "Respirator‬ملدة ثالثة‬
‫ايام واعطيت جرعات من املورفني باستمرار لتخفيف االمل الذي تشعر به‪ .‬وبعد اسبوع‪،‬‬
‫اجري هلا ربط الفك االسفل وتعديل عظم الوجنة‪ .‬ويف اثناء ذلك‪ ،‬استمرت الطبيبة‬
‫النسائية جتري فحوصاً حلالة اجلنني وتؤكد الفحوص والسونار سالمة منو اجلنني‪ .‬بعد‬
‫حوايل ‪ 6‬اسابيع من العالج‪ ،‬بدأت املرأة تتماثل للشفاء ومت اخراجها من املستشفى إىل‬
‫املنزل‪.‬على الرغم من ذلك اصر االب انه يود التخلص من هذا اجلنني الذي بلغ يف ذلك‬
‫احلني ثالثة عشر اسبوعاً ‪ ..‬مدعياً انه سيلد مشوهاً مما جيعله ال يطيق حتمل فكرة أن‬
‫زوجته ستلد طفالً مشوهاً‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نبذة تاريخية واستشراف المستقبل‬
‫الطب مهنة قدمية قدم اإلنسان ذاته‪ ،‬وارتبطت يف بدايتها بأعمال السحر والشعوذة‬
‫والدجل يف العصور القدمية واجملتمعات البدائية‪ .‬ومارسها الكهنة والسحرة مث تقدمت‬
‫نوعاً ما مع احلضارات القدمية يف بالد الرافدين ومصر (وبرع الفراعنة يف حتنيط األموات)‬
‫واهلند والصني (الوخز باإلبر) إىل أن حدثت النقلة النوعية يف زمن اإلغريق واليونان‪ .‬ومع‬
‫ظهور احلضارة العربية واإلسالمية تطورت املمارسة العلمية التجريبية‪ .‬وبدأ الطب يأخذ‬
‫شكله املعروف اليوم من خالل أعمال علماء وأطباء كبار أمثال بن سينا‪ :‬الشيخ الرئيس‬
‫الذي ُعرف أنه أول الباحثني يف جمال الطب النفسي‪ ،‬وأول من أعطى الدواء عن طريق‬
‫احملقن‪ .‬وابن النفيس‪ ،‬مكتشف الدورة الدموية الصغرى ممن ظلت كتبهم وأعماهلم تدرس‬
‫يف خمتلف أحناء العامل حىت القرن السابع عشر وغري ذلك الكثري‪ .‬مما مهد الطريق أمام‬
‫التطورات الكبرية الالحقة اليت حدثت مع ظهور عصر النهضة يف أوروبا مث الثورة‬
‫الصناعية وصوالً إىل األزمنة احلاضرة واليت أدت إىل تطورات كربى يف العلوم كافة‪ .‬وميكن‬
‫تتبع تراث مبادئ األخالقيات الطبية املوغلة بالقدم اىل عصور احلضارة االنسانية القدمية‪.‬‬
‫والذي يوضح أمهية االخالق يف املمارسة الطبية‪ ،‬مثل؛ تشريعات محورايب يف الطب املادة‬
‫(‪ )225-215‬تتعلق باألطباء واجلراحني والبيطريني‪ .‬وعهد أبو قراط وناموس الطب‬
‫واعمال االحبار األوىل والتعليم املسيحي‪ .‬ولكن احلضارة احلالية مدينة لألطباء العرب‬
‫واملسلمني امثال اسحاق بن علي الرهاوي الذي كتب أول كتاب يف االخالقيات الطبية‬
‫"كتاب أدب الطبيب" وهو دليل م ّكرس لألخالق الطبية وحديثاً حققه الدكتور كمال‬
‫السامرائي والدكتور داود سلمان علي‪.‬ويف القرنيني الثامن والتاسع عشر‪ ،‬انبثق علم‬
‫االخالقيات الطبية على شكل خطاب مطول‪ .‬إذ كتب ثوماس بريسفيل ‪Thomas‬‬
‫"‪"Percival 1740-1804‬الربيطاين عن الفقه الطيب وكرر عبارة االخالق الطبية مرات‬
‫كثرية لرتسخ كمصطلح حديث يف املمارسة الطبية‪ .‬وتبنت اجلمعية الطبية االمريكية أول‬
‫دستور اخالقي سنة (‪ )1241‬والذي اعتمد كثرياً على عمل برسفيل كمثال على العمل‬
‫النقايب لألطباء يف اجملتمع‪ ،‬الذي استعار مفاهيم االخالق الطبية الكاثوليكية املتحفظة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويف القرن العشرين‪ ،‬ظهر مفهوم بروتستانيت أكثر حرية عند املفكرين مثل جوزيف فلتجر"‬
‫‪."Joseph Fletcher‬ويف عقدي الستينات والسبعينات من القرن العشرين تطور‬
‫اخلطاب االخالقي واختذ شكل آخر هو االخالقيات االحيائية "‪ "Bioethics‬والذي‬
‫أعطى بعداً خمتلفاً عن االخالقيات الطبية التقليدية‪.‬‬
‫وغالباً ما تتناول كتب االخالقيات الطبية اشارات متعددة عن أخالقيات املهنة يف‬
‫العصور القدمية على الرغم من اختالف املمارسة الطبية احلديثة وتطورها بعيداً عن تلك‬
‫االسس اليت اعتمدها االطباء يف تلك االزمان‪ .‬ومن الضروري أن نستشرف املستقبل‪ ،‬إذا‬
‫ما أردنا أن ال يسبقنا الزمن دوماً‪ .‬وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بكيفية ممارسة الطب‬
‫للخرجيني اجلدد يف العقود األوىل من األلفية الثالثة وتأثري التطور التقين والثورة البايولوجية‬
‫على املمارسة العامة‪ ،‬وما املشكالت االخالقية اليت سيواجهوهنا؟ ورغم عدم القدرة‬
‫على التنبؤ بالمستقبل‪ ،‬فأن األخالقيات الطبية تحتاج إلى تطوير وتغيير مرن مع‬
‫تعديل مسارها باستمرار لتواكب التطورات الطبية المنتظرة‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬نأمل أن‬
‫تبقى املبادئ االساسية من دون تغيري؛ التعاطف مع املريض والكفاءة املهنية واستقاللية‬
‫القرار الطيب جبانب احرتام حقوق االنسان االساسية‪ .‬ومن احملتمل جداً‪ ،‬أن يبقى زمام‬
‫االمر بيد املهنة الطبية ويستمر األطباء بأداء ادواراً مهمة يف ادارة النظام الصحي والوقاية‬
‫والعالج وتقدمي اخلدمات لآلخرين والتعاون مع اجلهات الداعمة للصحة‪ .‬وعندما تظهر‬
‫حتديات أخالقية جديدة حيتاج األطباء التعرف عليها وتدبريها كما يف الفروع الطبية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫القيم الروحية والصحة‬
‫تعد القيم الروحية مصدر القيم واملبادئ اليت تعطياملعى للحياة واألمل والراحة واالطمئنان‬
‫لالنسان‪ .‬ويشكل الدين أهم عامل روحاين يف حياة االنسان على الكرة االرضية‪ .‬ويبدو أن‬
‫القيم الروحية واملعتقدات والطقوس "الصالة والدعاء‪ "...‬تسهم اسهاماً متميزاً يف التكيّف‬
‫مع املعاناة والتعامل مع املرض ومنع حدوث بعض املضاعفات النفسية والبدنية وتقبل املوت‬
‫واالستسالم ملشيئة اهلل‪ ،‬وقد تؤدي إىل الشفاء والعافية‪ .‬وعرفت منظمة الصحة العاملية يف عام‬
‫‪" 1442‬الصحة" اهنا ‪:‬حالة من العافية الكاملة البدنية والنفسية والعقلية واالجتماعية"‪ " ،‬ولسيت‬
‫حال انتفاء املرض او العجز"‪ .‬ومازال هذا املفهوم معتمداً حىت اليوم‪.‬وأوضح معجم اللغة العربية‬
‫تامة‪ ،‬عكْسها بالء " ويقال‪ :‬نسأل اهللَ‬
‫الصحةٌ ال َّ‬
‫َّ‬ ‫المعاصر العافية بمفهوم أوسع من الصحةـ‪:‬‬
‫استرد عافيته‪ ،‬وما أنعم اهلل على عبده ٍ‬
‫بنعمة أوفى من‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫الع ْف َو والعافية‪ ،‬ويقال رزقه اهللُ العافيةَ‪،‬‬
‫َ‬
‫العافية"وتكرر مفهوم العافية في دعاء دوام العافية لالمام زين العابدين (ع) "اللهم صل على‬
‫محمد وآله والبسني عافيتك وجللني عافيتك وحصنّي بعافيتك واكرمني بعافيتك واغنني‬
‫علي بعافيتك وهب لي عافيتك وافرشني عافيتك واصلح لي عافيتك وال‬
‫بعافيتك وتصدق ّ‬
‫تفرق بيني وبين عافيتك في الدنيا واآلخرة‪".‬‬
‫وميكن مالحظة تأثري القيم الروحية على العراقيني عموماً فتجدهم يتوجهون إىل اهلل يف كل‬
‫مصيبة تصيبهم وكل مرض يعرتيهم لذلك من املهم للطبيب معرفة مدى تأثري القيم الروحية‬
‫على مشاعر املريض وافكاره ومناقشتها ألن الرعاية الصحية املتمحورة حول املريض تعتمد‬
‫على مسامهة املريض يف عالج مرضه وتشري الدراسات إىل التكامل بني الروح والعقل والبدن‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اعالن جنيف‬
‫مت تبين قسم الطبيب من قبل اجلمعية العامة للرابطة الطبية العاملية جبنيف ايلول‬
‫‪ .1442‬ومت تنقيحه يف االجتماع الثاين والعشرين للرابطة الطبية العاملية بسدين‪،‬‬
‫أسرتاليا‪ ،‬يف آب ‪ .1462‬ويبدو القسم كرد على االعمال الفظيعة اليت قام هبا‬
‫األطباء يف املانيا النازية‪ .‬ويربز القسم ضرورة أن ال يستخدم الطبيب معرفته الطبية‬
‫بطريقة خمالفة للقوانني اإلنسانية ‪.‬ومت اعتماد هذه الوثيقة من قبل الرابطة الطبية‬
‫العاملية قبل ثالثة أشهر فقط من تبين اجلميعية العامة لألمم املتحدةاالعالن العاملي‬
‫حلقوق اإلنسان عام ‪ 1442‬الذي يعطي لالنسان االمان‪.‬‬
‫والقسم كما يأيت‪:‬‬
‫بعد إن أصبحت عضواً في المهنة الطبية‪ ،‬فإنني أتعهد رسمياً وبكل حرية‪،‬‬
‫مقسماً على‪:‬‬
‫‪ ‬أن انذر حيايت خلدمة اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬وأن امنح اساتذيت ما يستحقونه من االحرتام والوفاق‪.‬‬
‫‪ ‬وأن امارس مهنيت بكرامة وضمري ّ‬
‫حي‪.‬‬
‫‪ ‬وأن حتظى صحة مرضاي باهتمامي األول‪.‬‬
‫متنت عليها حىت بعد موت أصحاهبا‪.‬‬ ‫‪ ‬وأن احرتم األسرار اليت أؤ ُ‬
‫‪ ‬وسأحافظ بكل ما يف وسعي على شرف املهنة الطبية النبيلة‬
‫وتقاليدها‪.‬‬
‫‪ ‬وسأعترب زمالئي يف املهنة اخواناً يل‪.‬‬
‫‪ ‬ولن أمسح باالعتبارات الدينية أو اجلنسية أو العنصرية أو السياسية‬
‫احلزبية أو االجتماعية أن حتول بني واجيب كطبيب وبني مرضاي‪.‬‬
‫‪ ‬وأن احرتم احلياة البشرية منذ نشأهتا‪ ،‬وادافع عنها حىت حتت ظروف‬
‫التهديد‪.‬‬
‫‪ ‬ولن استخدم معاريف الطبية مبا ينايف قوانني اإلنسانية‪.‬‬
‫‪ ‬اقسم بشريف أن ابقى خملصاً ملا تضمنّه هذه االعالن طيلة حيايت‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫خصوصية مهنة الطب‬
‫تعرف االخالقيات الطبية بـمجموعة القيّم واملبادئ والتوجهات اليت يتحلى هبا الطبيب‬
‫يف أثناء حياته املهنية وتستمد اصوهلا من الفضائل السائدة يف اجملتمع ومكارم االخالق‬
‫اليت تعارف عليه الناس واالرث احلضاري واصول املهنة والدين كما يؤكد احلديث النبوي‬
‫الشريف"انما بعثت ألتمم مكارم األخالق"‪ .‬وعلى ضوؤها تشرع التشريعات والقوانني اليت‬
‫تنظم عمل املالكات الطبيةوالصحية وحتدد مسؤولياهتم جتاه املرضى واجملتمع‪ .‬وال يوجد‬
‫نشاط إنساين من دون أخالق حتكمه وتقيده‪ .‬وينبغي على كل من ميارس الطب أن‬
‫يلتزم باملبادئ العامة اليت أمجع عليها املهتمون باألخالقيات الطبية‪.‬‬
‫وعلم األخالقيات الطبية‪ :‬العلم الذي يدرس القيّم االخالقية يف املمارسة الطبية العملية‬
‫والبت يف صحتها‪ ،‬ويشمل توجهات املالكات الطبية والصحية ملبادئه األساسية‪ .‬كما‬
‫يشمل دراسة أرث اآلداب األخالقية وجوانب الفلسفة والدين واالجتماع والقانون‬
‫املتعلقة به‪ .‬وميتد املفهوم ليشمل البحث النقدي لفلسفة علوم استخدام التقنيات‬
‫االحيائية احلديثة والذي يدعى بـاألخالقيات االحيائية "‪ "Bioethics‬وقد يتداخل‬
‫املفهومان بشكل كبري‪ .‬وحتدد منط املمارسة الطبية يف كل بلد شكل التداخل بينهما‪.‬‬
‫وكثرياً ما تشرتك أسس األخالقيات الطبية بفروع اخالقيات الرعاية الصحية األخرى مثل‬
‫اخالقيات التمريضية "‪."Nursing ethics‬وهناك اشكال كثرية من األدلة االخالقية‬
‫ويعد دليل االخالقيات الطبية جلمعية األطباء العامليةوامليثاق اإلسالمي العاملي‬
‫لألخالقيات الطبيةوالصحية واعالن هلسنكي "اليت حدد الضوابط األخالقية املطلوبة‬
‫عند إجراء البحوث الطبية على البشر" من أهم األدلة الرمسية الشائعة‪.‬‬
‫ورسم الرتاث صورة أوصاف الطبيب وكما يأيت‪ :‬الطبيب شخصية عظيمة كرمية تستحق‬
‫اإلعظام‪ ،‬وتستوجب االجالل‪ ،‬وينبغي هلا التبجيل‪ .‬وتتجلى فيها خدمة األنسانية‬
‫واألنسان‪ ،‬ويلوح فيها الرب واخلري‪ ،‬واألمانة واإلميان‪ ،‬والرمحة والرفق‪ ،‬والعمل الصاحل‬

‫‪15‬‬
‫واالحسان‪ ،‬والواجب والطوع‪ ،‬وأعطاء اجلهد واإليثار‪ ،‬مث أن الطب كسب من أطيب‬
‫الكسب‪ ،‬وعمل من أفضل األعمال‪.‬‬
‫وميتلك الطبيب اعتباراً خاصاً على مدى التاريخ ويف مجيع احناء العامل‪ .‬ويراجع البشر‬
‫األطباء لطلب املساعدة يف أهم ما ميلكون‪ :‬حياهتم وصحتهم ومعاجلة اوجاعهم وختفيف‬
‫معاناهتم واستعادة عافيتهم‪ .‬لذلك يسمحون للطبيب جبس ابداهنم حىت عوراهتم اعتقاداً‬
‫منهم وثق ًة أن الطبيب يعمل ملصلحتهم‪.‬‬
‫وختتلف مكانة الطبيب من بلد آلخر‪ ،‬ولكن يبدو أن التدهور اصاب هذه املكانة‬
‫عموماً‪ .‬ويشعر بعض األطباء حالياً أن مهنة الطب مل تعد باملكانة اليت تتمتع هبا سابقاً‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬بدأ املرضى مبسائلة األطباء حول إجراءاهتم الطبية السيما إذا ما‬
‫اختلفت مع اجراءات بعض املمارسني الصحيني اآلخرين "ممارسي الطب التكميلي أو‬
‫املمرضني أو تقنيي املخترب‪ "....‬أو املعلومات اليت اطلعوا عليها من شبكة املعلومات‬
‫العاملية‪ .‬على الرغم من هذه التغيريات اليت تؤثر على مكانة األطباء والطب‪ ،‬ما تزال هذه‬
‫املهنة معتربة ويقدر خدماهتا املرضى عالياً وحيتاجون إليها يومياً‪ .‬فضالً عن أهنا ال تزال‬
‫جتذب اعداداً هائلة من الطلبة املتفوقني‪.‬ومن الضروري أن يستمر جتسيد األطباء للقيم‬
‫العالية عند ممارسة مهنة الطب‪ :‬التعاطف والكفاءة واالستقاللية‪ ،‬وهي األسس اليت تقوم‬
‫عليها آداب مهنة الطب جبانب احرتام حقوق االنسان األساسية كما يف اعالن جنيف‪.‬‬

‫وينبغي الـتأكيد على أن هذه األسس ليست حكراً على الطب‪ .‬ولكن من املتوقع أن‬
‫جيسد األطباء هذه القيم بدرجة أعلى من اآلخرين يف املهن األخرى ويكونوا منوذجاً هلم‪.‬‬
‫وسنتناول هذه األسس باجياز‪:‬‬

‫التعاطف"‪ّ :"Empathy‬يعرف التعاطف انه‪ :‬تفهم واستيعاب حالة الشخص‪ .‬ومفتاح‬


‫التعاطف هو اجلهد املبذول لفهم املنظور الشخصي للمتعاطف معه‪ .‬وليس التعاطف‬
‫حالة انفعالية كالعطف واألسى والشفقة على حال شخص ما‪ .‬على الرغم من أن‬

‫‪16‬‬
‫الشفقة تنمي التعاطف وتدفعه باجتاه الفعل ولكنه ليس شفقة‪ .‬ويف الطب‪ ،‬فأن التعاطف‬
‫يعين االنصات إىل جممل رسائل التواصل االنسانية ‪ -‬اللفظية وغري اللفظية ‪ -‬وارسال‬
‫رسائل توحي للمريض أن الطبيب منصت لكل ما يبدر منه‪ .‬والطبيب املتعاطف هو‬
‫الطبيب العلمي ألن االدراك والفهم مها جوهر املوضوعية‪ .‬ويف كل مناقشة‪ ،‬حيتاج‬
‫االنسان املقابل إىل دليل عملي من أنه قد مت االنصات له وفُهم ما تفوه به‪ .‬ويتضمن‬
‫االنصات التعاطفي "عندما ننصت ألي حديث"حماولة فهم وتبيان للمتحدث ما يدل‬
‫على فهمنا حلديثه‪ .‬وعندما يستجيب الطبيب استجابة تعاطفية الهتمامات املريض‬
‫وقيمه وخماوفه فغالباً ما يعرب املريض تعبرياً يُفهم منه أن الطبيب ادرك مأزقه كأن يقول‪:‬‬
‫بالضبط دكتور أو لقد ادركت املوضوع أو يبدو تعبرياً غري لفظي على حميا املريض‪.‬‬
‫ورمبا يشعر الطبيب احلديث التخرج باحلرج وال يعرف كيف يتصرف بعدما يتعاطف مع‬
‫موقف املريض ومأزقه‪ .‬فيذهب إىل التطمني املبكر أو النصيحة غري اجملدية‪ .‬ولكن قبل‬
‫كل شيئ‪ ،‬ينبغي ان نتذكر احلكمة "ليس هناك نصيحة لشعور ما"‪ .‬وغالباً ال يوجد‬
‫شيئ نقدمه للمريض امام خرب ينزل عليه كالصاعقة "مثل‪ ،‬تشخيص سرطان"‪ .‬ويف هذه‬
‫احلالة‪ ،‬ينبغي الرتيث لبضعة ثو ٍان قبل االستمرار‪ .‬وينبغي التأكيد أن جمرد وجود الطبيب‬
‫وصمته وصربه امام املريض هو مبثابة إجراءٌ طيب ومواساة له‪ .‬وأن اكبر مشكلة بعد‬
‫التعاطف هو اجهاض التعاطف باالستجابة االنفعالية التي تشير إلى نفاد صبر‬
‫الطبيب فيذهب إىل التطمني املبكر غري املفيد "مثل‪ ،‬لدينا ادوية رائعة لعالج السرطان"‬
‫قبل أن يستوعب املريض الصدمة‪.‬‬

‫أهلية الطبيب "الكفاءة"‪ :"Competence‬متتاز دراسة الطب بطول املدة اليت يقضيها‬
‫الطالب يف كلية الطب‪ .‬وتستمر الدراسة أيضاً يف مراحل االقامة واالقامة القدمى ويكون‬
‫الدوام فيها ملدة اربع وعشرون ساعة يومياً‪ ،‬وتتلوها إن رغب التخصص يف جمال ما‪ .‬كل‬
‫هذا يؤهل الطبيب إىل أن يتسلح بالعلوم الطبية وميارس الطب ضمن االختصاص الذي‬
‫خيتاره‪ .‬ولكن على الرغم من هذه املراحل الطويلة واملتعددة‪ ،‬ينبغي أن يستمر التطوير‬

‫‪17‬‬
‫املهين مدى احلياة املهنية ويالحق التطورات اليت تطرأ على اختصاصه‪ ،‬ألن العصر‬
‫احلديث يتسم بسرعة تطور الطب املذهلة اليت يصعب على أي شخص أن يلحق هبا‪.‬‬
‫وباملقابل‪ ،‬فإن نقص األهلية ستؤدي إىل عواقب وخيمة من زيادة الوفيات وكثرة املراضة‪.‬‬
‫وال تنحصر أهلية الطبيب وكفاءته باملستحدثات العلمية يف جمال ختصصه ولكن عليه أن‬
‫يطور معارفه يف اجملال االخالقي ومهاراته وتوجهاته اليت تتغري مع التغري االجتماعي‪ .‬كما‬
‫ينبغي التأكيد على كفاءةاملالكات الطبية والصحية املرافقة للطبيب من ممرضات وصيادلة‬
‫ومالكات ساندة أخرى ليشكلوا فريقاً ذكياً يستطيع أن يقدم رعاية صحية كفوءة‪.‬‬

‫استقاللية الطبيب"‪ :"Autonomy‬وتعين استقاللية الطبيب يف اختاذ قراراته‪ ،‬وهي أكثر‬


‫قيمة تراجعت على مر السنني‪ .‬وكان معروفاً منذ األزل‪ ،‬أن الطبيب يتمتع بدرجة‬
‫استقالليةعالية يف اختاذ قراراته السريرية ويف كيفية عالج مرضاه‪.‬وحياول االطباء قدر‬
‫املستطاع احملافظة على استقالهلم املهين‪ .‬ولكن عانت هذه االستقاللية يف بعض الدول‬
‫واهليأت من حتديات وقد فرضت بعض الرقابة على األطباء‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬هناك قبول‬
‫عاملي واسع لالعرتاف باستقاللية املريض واالقرار أنه املوجه النهائي يف اختاذ القرارات اليت‬
‫تؤثر يف رعايته الصحية‪ .‬وقد يعاين الطبيب من موقف اخالقي ضاغط إذا ما اختذ‬
‫املريض قرارات ليست يف افضل مصلحة له‪ .‬لذلك حيتاج املريض إىل تبصريه باألمر‬
‫ووضع اخليارات املختلفة بينهما واختاذ القرارات باتفاق الطرفني‪ ،‬وتدعى هذه العملية‬
‫باستقاللية املريض املعززة "‪ . "Enhanced Autonomy‬وسنناقش يف هذا الدليل‬
‫الصراعات احملتملة بني استقاللية الطبيب واحرتام استقاللية املريض الحقاً‪.‬‬
‫وإىل جانب متسك اخالقيات املهنة الطبية هبذه اخلصائص السامية الثالث لكن هناك‬
‫اختالفات يف مواد ومبادئ االخالقيات الطبية العامة بني الدول‪ .‬يف حني يشرتك األطباء‬
‫مثل ببعض املواد االخالقية مثل‪ :‬وأن احرتم األسرار اليت اؤمتنت عليها حىت بعد موت‬
‫أصحاهبا كما جاء يف اعالن جنيف‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫المهنةوالمجتمع‪Profession and Society‬‬
‫املهنة‪ :‬حرفة مبنية على العلم وتراكم اخلربة وتتطلب مهارات وحتكمها قوانني وآداب‬
‫لتنظيم العمل هبا‪ .‬وتؤلف مهنة الطب اساساً لعقد الطب باجملتمع‪ .‬ويؤكد العقد بني‬
‫املهنة واجملتمع على وضع مصلحة املرضى فوق مصلحة الطبيب‪ ،‬وإرساء معايري مهنية‬
‫عالية وكفوءة ترفد اجملتمع باخلربة والنصيحة يف اجملاالت الصحية املتعددة‪ .‬وجيب أن تُفهم‬
‫مبادئ املهنة الطبية ومسؤولياهتا فهماً واضحاً من ذوي املهن الصحية وافراد اجملتمع‪ .‬وأن‬
‫يتوج هذا العقد بوضع افراد اجملتمع ثقتهم بالطبيب الفرد واملهنة بصورة عامة‪.‬‬
‫يف الوقت احلاضر‪ ،‬من املهم جداً اعادة التأكيد على الوفاء بالعقد املقدس بني املهنة‬
‫الطبية واجملتمع يف ظل الظروف املتغرية‪ :‬الثورة التقنية وتدخل قوى السوق بقوة يف املهنة‬
‫الطبية وتعقد مشكالت الرعاية الصحية‪ .‬ويف خضم هذا التغري اهلائل‪ ،‬جيد االطباء‬
‫صعوبة اإليفاء بالتزاماهتم جتاه املرضى واجملتمع‪ .‬لذلك ينبغي يف هذه الوقت العصيب‬
‫التأكيد من جديد على ضرورة االلتزام باملبادئ االساسية للمهنة الطبية وقيمها األصيلة‬
‫واليت ال تزال املثل العليا اليت جيب اتباعها من قبل مجيع األطباء‪ .‬وعلى املستوى‬
‫املؤسسايت‪ ،‬ينبغي أن نتأكد أن القيم األخالقية املناسبة مطبقة يف املؤسسات الصحية‪.‬‬
‫والتأكد من سالمة السبل اليت تدير هبا املستشفيات ومراكز الرعاية الصحية عملياً‬
‫االعتبارات االخالقية مثل‪ ،‬احرتام االنسان‪ ،‬سالمة املريض‪ ،‬تضارب املصاحل‪ ،‬اخالقية‬
‫البحوث‪ ،‬واألخالقيات املتعلقة بنقل األعضاء؟‬
‫على الرغم من تداخل مهنة الطب يف جمتمعات خمتلفة وثقافات متنوعة وتُبى على أسس‬
‫قانونية وتشريعية مع ّقدة ختتلف باختالف أنظمة الرعاية الصحية املتنوعة أكد مشروع‬
‫املهنة الطبية يف االلفية الثالثة على اآليت‪ :‬يشرتك اعضاء املهنة الطبية يف مجيع احناء العامل‬
‫بفكرة مشرتكة تظهر على شكل ثالثة مبادئ أساسية االحسان واستقاللية املريض‬
‫والعدالة االجتماعية‪،‬وجمموعة التزامات مهنية صارمة وسنتناول هذه املبادئ وااللتزامات‬
‫برؤيةومنظور املمارسة الطبية العراقية‪ ،‬وكما يأيت‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫‪FUNDAMENTAL PRINCIPLES‬‬ ‫المبادئ األساسية‬
‫اْلحس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ان (آية ‪ 92‬النحل)‬ ‫إ َّن اللهَ يَأ ُْم ُر بال َْع ْدل َو ِْ ْ َ‬
‫المبدأ األول‪ :‬العدالة االجتماعية‬
‫المبدأ الثاني‪ :‬االحسان‪ ،‬أسبقية مصلحة المريض‬
‫المبدأ الثالث‪ :‬استقاللية المريض‬

‫من وجهة النظر االنسانية واالسالمية يتقدم مبدأ العدل قبل املبادئ األخرى‪ ،‬ألن مبدأي‬
‫االحسان "اسبقية مصلحة املريض" واستقاللية املريض جيب أن ال يكونا على حساب‬
‫حتقيق العدل يف اجملتمع‪ .‬وحينما يتضارب مبدأ العدل مع مبدأي االحسان واالستقاللية‬
‫فتعطى االولوية له‪.‬‬
‫وينبغي التأكيد على أن هذه املبادئ وااللتزامات املهنية ال تعطي األجوبة حول كيفية‬
‫تزود الطبيب بإطار مفيد لفهم املشكلة‬ ‫تدبري ومعاجلة االشكال االخالقي‪ .‬لكن ّ‬
‫األخالقية مدار البحث‪ .‬وحينما تتضارب القيم األخالقية فيما بينها فرمبا تؤدي إىل أزمة‬
‫أخالقية‪ .‬وقد اقرتح باحثون يف األخالقيات عدة طرق تساعد على حل املشكالت اليت‬
‫تتعلق بالقيم االخالقية املتضاربة حول احلالة املرضية‪ .‬ومن حني آلخر‪ ،‬تتعارض قيم‬
‫اجملتمع الطيب ‪ -‬املستشفى واملالكات والصحية‪ -‬مع قيم املريض وعائلته أو اجملتمع‪.‬‬
‫وأحياناً‪ ،‬ال يوجد حل جيد للمشكلة االخالقية‪.‬‬
‫وسنتناول املبادئ وااللتزامات املهنية بشيئ من التفصيل‪:‬‬

‫المبدأ األول‪ :‬العدالة االجتماعية‪Principle of social justice‬‬


‫جيب أن تشيع العدالة يف نظام الرعاية الصحية يف اجملتمع العراقي وذلك الن النظام‬
‫الصحي العراقي احلكومي جماين‪ ،‬وميكن مناقشتها مبستويني‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫األول‪ ،‬املستوى املؤسسايت‪ :‬التوزيع العادل ملوارد الرعاية الصحية البشرية واملادية‪ .‬وجيب‬
‫أن يستند املخطط الصحي على معايري أخالقية عند توزيع املوارد الصحية املتوفرة‪.‬‬
‫وليضمن االستخدام األمثل لتلك املوارد مثل املوازنة بني املشاريع الوقائية والعالجية‬
‫والتأهيلية والتوزيع اجلغرايف هلاعلى مستوى العراق‪ .‬وينبغي ترشيد استخدام تلك املوارد مبا‬
‫يؤمن حصول املستفيد األكثر حاجة للخدمة الصحية‪ .‬وأن يقاوم كل متييز يف الرعاية‬
‫الصحية‪ ،‬سواء املستند على النوع االجتماعي (اجلنس)‪ ،‬املنزلة االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫أي صنف اجتماعي آخر‪ .‬وتتضمن هذه املعايري‪ :‬مدى‬ ‫االنتماء العرقي‪ ،‬الدين‪ ،‬أو ّ‬
‫االحتياج هلذه املوارد وتوزيع اخلدمات اجلغرايف العادل جلميع أفراد اجملتمع واستهداف‬
‫املخاطر الصحية األكثر هتديداً للمجتمع‪.‬وعند الرجوع للمثال (‪)1‬صفحة ‪ 4‬جند كيف‬
‫يوفق املخطط الصحي بني هذه الطلبات املختلفة مع حمدودية املوارد اليت ميتلكها‪ .‬وكيف‬
‫يقاوم الضغوط اليت متارسها اجلهات ذات العالقة‪.‬‬
‫الثاين‪ ،‬املستوى الفردي‪ :‬حيتاج الطبيب املعاجل هلذا املبدأ يومياً حينما يتخذ القرارات‬
‫اليومية عند تعامله مع املرضى فيسأل نفسه دائماً؛ مدى حاجة هذا املريض للمورد‪ ،‬وما‬
‫درجة أفضليته على باقي املرضى‪ ،‬وكيف يوزع املوارد اليت يف عهدته على املستفيدين منها‬
‫مثل‪ :‬فحوص طبية‪ ،‬شعاعية "مفراس‪ ،‬سونار‪ ،‬رنني"‪ ،‬أدوية‪ ،‬مستلزمات طبية‪ .‬وعند‬
‫الرجوع للمثال (‪ )2‬يف صفحة ‪ ،4‬نرى طبيب االشعة يف موقف ال حيسد عليه‪.‬‬

‫المبدأ الثاني‪:‬االحسان‪ ،‬أسبقية مصلحة المريض ‪Principle of primacy‬‬


‫‪of patient welfare‬‬
‫يستند هذا املبدأ على تكريس مفهوم الرعاية الصحية اليت حمورها املريض‪ .‬والتفاين من‬
‫اجل إرساء الثقة وبناء العالقة بني الطبيب واملريض‪ .‬وال جيب أن يُساوم على هذا املبدأ‬
‫أو أن تؤثر به عالقات قوى السوق اليت تعتمد على املستهلك واملنتِج واالنتاج‪ ،‬والضغوط‬
‫االجتماعية واحلضارية‪ ،‬والضرورات اإلدارية‪ .‬ويُشري مصطلح االحسان إىل األفعال اليت‬
‫تعزز صحة املرضى وعافيتهم‪ .‬ويف السياق الطيب‪ ،‬يعين تبين األعمال اليت ختدم أفضل‬

‫‪21‬‬
‫مصاحل املرضى‪ .‬ولكن الغموض حييط تعريف‪ :‬ما االعمال اليت من مصلحة املرضى؟ وقد‬
‫يظهر جدل واختالف بني الطبيب واملريض وال يتفقا على ماهية الفائدة القصوى‬
‫للمريض‪.‬‬
‫وعند الرجوع للمثال (‪ )3‬يف صفحة ‪ ،4‬نرى املعاناة النفسية واالنسانية اليت يعاهنا‬
‫الطبيب حينما يرفض ذوي الوليد ادخاله املستشفى وانقاذه من املوت أو التخلف العقلي‬
‫الذي سيعانيان منه طلية حياهتما‪.‬‬
‫وعندما تتعارض مصلحة املريض مع رؤيته‪ ،‬ختتلف اجملتمعات برؤيتها وطرقها حلل هذه‬
‫املؤهل عقلياً خ‬
‫إلختاذ قراراته‬ ‫املعضلة‪ .‬ويلجأ الطب الغريب عموماً إىل رغبات املريض ّ‬
‫يتصرف وفق مصلحته الفضلى!‬ ‫اخلاصة‪ ،‬حىت يف حاالت اعتقاد الفريق الطيب أنّه ال ّ‬
‫بينما تقدم العديد من اجملتمعات األخرى مبدأ االحسان ومصلحة املريض على‬
‫استقالليته كما يف اجملتمع العراقي‪ .‬وجادل علماء األخالقيات حول مفهوم ما هو جوهر‬
‫أمر آخر؟‬
‫املمارسة الطبية االساسي؟ هل هو يف الشفاء أم ٌ‬
‫ويرتبط مفهوم عدم اإلضرار ما أمكن)‪(Non-maleficent‬مع املبدأ األول أرتباطاً وثيقاً‪.‬‬
‫وجيسد مفهوم عدم االضرار بالعبارة " عدم اإلضرار أوالً"‪ .‬ويعد كثرياً من الباحثني مبدأ‬
‫عدم االضرار املبدأ األول يف األخالق الطبية‪ ،‬واألكثر أمهية يف الطب عدم االضرار‬
‫باملرضى بدالً عن العمل ملصلحتهم‪ .‬ويأيت جزءاً من التأكيد على هذا املفهوم أوالً من أن‬
‫الطبيب املخلص حياول أن يستخدم األدوية اليت يعتقد بفائدهتا قبل أن جيهد نفسه‬
‫بتقييم تلك االدوية واحتمال ضررها أو على األقل مستوى ضررها املسموح به‪ .‬ونتيجة‬
‫لذلك تضرر املرضى كثرياً من العالجات املستخدمة هلم كما يف استعمال االدوية الكاحبة‬
‫للمناعة ملعاجلة السرطان اليت قد تؤذي املريض أكثر من فائدته‪.‬‬

‫المبدأ الثالث‪ :‬استقاللية المريض‪Principle of patient autonomy‬‬


‫جيب على األطباء أن حيرتموا استقاللية املريض‪ .‬وأن يكونوا صادقني مع مرضاهم‬
‫إلختاذ القرارات الواعية حول معاجلتِهم‪ .‬وجيب أن تكون قرارات املرضى حول‬
‫شجعوهم ّ‬
‫ويُ ّ‬

‫‪22‬‬
‫ؤدي إىل‬ ‫ِ‬
‫عنايتهم حقيقية‪ .‬وأن تتوافق تلك القرارات مع املمارسة األخالقية على أن ال تُ ّ‬
‫طلبات عناية غري مناسبة حلاالهتم املرضية‪.‬‬
‫ويُستَمد هذا املبدأ من احرتام اجملتمع لقدرة األفراد على اختاذ القرارات املناسبة حول‬
‫األمور الشخصية‪ .‬وأصبحت االستقاللية قيمة اجتماعية ذات أمهيّة كبرية‪ .‬وتطور مفهوم‬
‫نوعية الرعاية الصحية من مفهوم طيب إىل اجتماعي يهم املريض بدالً من املالك الطيب‪.‬‬
‫ويمكن مالحظة زيادة أهمية مبدأ االستقاللية من ردة فعل المجتمع تجاه الطريقة‬
‫األبوية"‪ "Paternalistic Approach‬التقليدية للرعاية الصحية‪ .‬ورأى بعض األطباء‬
‫مساوئ ردة الفعل ضد األبوة التارخيية املفرطة ملصلحة استقاللية املريض‪ .‬وقد منعت ردة‬
‫الفعل هذه االستعمال الصحيح لألبوة الرقيقة مما ادى إىل حتمل بعض املرضى نتائج‬
‫وخيمة‪ .‬ويعد احرتام استقاللية املريض قاعدة املوافقة الواعية والتوجهات املتقدمة‪ .‬ويدور‬
‫يف أوساط الباحثني يف األخالقيات الطبية مفهوم حديث وهو االستقاللية املعززة‬
‫(‪ )Enhanced Autonomy‬والذي تعين مساعدة املريض إلختاذ القرار الصائب وذلك‬
‫بتفسري اإلجراءات املعروضة أمامه وتفضيل الطبيب للقرار املناسب له‪.‬‬
‫تعــد موافقــة امل ـريض الواعيــة لالج ـراءات الطبيــة أحــد املفــاهيم املركزيــة لالخالقيــات الطبيــة‬
‫احلديثــة‪ .‬واســتحدثت التش ـريعات القانونيــة واالخالقيــة ملبــدأ حــق املرضــى الختــاذ الق ـرارات‬
‫اخلاصة برعايتهم الصحية يف مجيع احناء العامل‪ ،‬واعلنت اجلمعية الطبية العاملية حق املـريض‬
‫مبا يأيت‪:‬‬
‫"حيق للمريض أن يتخذ القـرارات املهمـة املتعلقـة برعايتـه الصـحية حبريـة تامـة‪ .‬وعلـى الطبيـب أن‬
‫يوضــح لــه عواقــب قراراتــه وتبعاهتــا الصــحية‪ .‬وحيــق للم ـريض الراشــد العاقــل املوافقــة أو رفــض أي‬
‫إجـراء طــيب تشخيصــي أو عالجــي‪ .‬ولــه احلــق باحلصــول علــى املعلومــات الضــرورية الــيت تســاعده‬
‫الختاذ القرار‪ .‬وجيب أن يوضح للمريض ما الغرض من أي حتليـل أو عـالج ومـا النتـائج املتوخـاة‬
‫من اإلجراء وما اآلثار املرتتبة عند رفضه له‪".‬‬

‫وأصبح مفهوم استقاللية املريض اعتقاداً يف االخالقيات الطبية‪ .‬وحالياً‪ ،‬ينظر إىل العالقة‬
‫األبوية بني الطبيب واملريض على أهنا من الرتاث الطيب‪ .‬ولكن مقابل ذلك هتدد املمارسة‬

‫‪23‬‬
‫الطبية خماطر مجة عند التوجة إىل العالقة االستهالكية بني الطبيب واملريض واإلعتماد‬
‫املتزايد على قوى السوق "العالقة بني املنتِج واملستهلك واملنتَج" لتحويل أنظمة الرعاية‬
‫الصحية عن جادهتا الصحيحة‪ .‬واالقرتاح البديل أن تكون العالقة بني الطبيب واملريض‬
‫عالقة تسامهية توافقية ملناقشة اختاذ القرار الطيب املشرتك‪.‬‬
‫ويرى األطباء أن العالقة التسامهية تربز تدرجيياً يف ممارستهم العملية‪ .‬فمثالً‪ ،‬كثرياً ما‬
‫يراجع املرضى طلباً للمعلومات إلجراء وقائي كطلب تطعيم ضد مرض معني أو إجراء‬
‫فحص دهون الدم للوقاية من امراض القلب أو وصف حبوب الكالسيوم للوقاية من‬
‫هشاشة العظام "‪ ."Osteoporosis‬يتوقع‪ ،‬أن املراجعني سيتخذون قرارهم بعد معرفتهم‬
‫اليت تعتمد على مناقشة اخليارات اليت توضع بني ايديهم‪ .‬وسابقاً‪ ،‬يضع الطبيب وصاياه‬
‫ويتوقع من املرضى أن يتبعوها‪ .‬ويف دورات الردهات جتري كثرياً من املناقشة جبانب سرير‬
‫املريض والذي كان يُعتقد أن ال رأي له وال مشاعر وليس من حقه االشرتاك يف عملية‬
‫الرعاية الطبية‪ .‬رمبا التغري الكبري الذي حدث هو يف جمال البوح باملعلومات حول املرض‬
‫اخلطري أو التصريح باخلرب السيئ‪ .‬وليس بعيداً‪ ،‬كان من الطبيعي أن حتجب املعلومات‬
‫حول السرطان عن املرضى اعتقاداً أن هذه املعلومات ميكن أن تؤذيهم‪ .‬وكان األطباء‬
‫حيمون مرضاهم عن املعلومات اليت حيتمل صعوبة معايشتها‪ .‬لقد كانت مهمة األطباء‬
‫التقرير بني كتمان املعلومات والتحفظ عليها والتواطؤ مع اقارب املريض بدالً من واجب‬
‫اخبار املريض باحلقيقة‪ .‬واآلن‪ ،‬إن بندول املمارسة الطبية السيما الغربية احنرف باجتاه‬
‫حقوق املريض للحصول على املعلومات‪ .‬وإعطاء األطباء فرص اخبار املرضى بدقة حول‬
‫وحتجب املعلومات فقط‪ ،‬حينما يلوح املريض بعدم رغبته مبعرفة حالته املرضية‪.‬‬
‫مرضهم‪ُ .‬‬
‫وهناك اختالفات ثقافية موجودة يف دول خمتلفة توازن بني استقاللية الشخص وأمهية قرار‬
‫العائلة يف اختاذ القرار‪ .‬ففي العراق يلحظ مثال‪ ،‬مازال األطباء يعطون آمال تفاؤلية‬
‫للمرضى وتشاؤمية للعائلة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وقد تضعف قابلية الشخص إلختاذ القرار "الطفل والعاجز واملصاب باالمراض العقلية‬
‫والنفسية" ويعد دور صانع القرار البديل امتداداً ملفهوم االستقاللية الذي قد يكون أحد‬
‫افراد العائلة أو شخصاً مفوضاً عن املريض‪ .‬ويشري مؤشر االستقاللية إىل سالمة املريض‬
‫وحفظ حقوقه وسالمة توجه املالك الطيب‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل املثال (‪ )4‬يف صفحة ‪4‬نرى أن املوقف حرجاً جداً للطبيب والغموض‬
‫يعرتي قرار سالمة اجلنني يف بطن أمه وخيشى األب من أن يرزق بطفل مشوه ويلح على‬
‫التخلص من الكابوس الذي يعرتيه من جراء تصور أن لديه طفل مشوه أو معوق‪.‬‬

‫الواعية‪Informed consent‬‬
‫الموافقة‬
‫وهي احلالة املشروعة اليت ميكن االعالن بعدها أن الشخص قد وافق بعد تقدير النتائج‬
‫وادراك التبعات املستقبلية على اإلجراء الطيب‪ .‬ولغرض احلصول على موافقة الشخص‬
‫الواعية جيب أن يزود باالستنتاجات املنطقية ومجيع احلقائق وقت مصادقته على اإلجراء‬
‫املقرتح‪ .‬وعادة ما تشري املوافقة الواعية يف األخالق إىل الفكرةاليت تؤكد على أن كل‬
‫شخص جيب أن يُعلم جبميع الفوائد احملتملة واملخاطر اليت ترتبط باالجراءات املختارة‪.‬‬
‫إن أهلية املريض اليت تساعد على املوافقة ال تعين احلصول على موافقة بشكل ُحم ّدد‬
‫وثابت‪ .‬وال حتتاج إىل متطلبات قانونية خاصة‪ ،‬وامنا تتفاوت من مكان آلخر‪ .‬وختتلف‬
‫قوانني العامل يف احلصول على املوافقة الواعية ومن يتخذ القرار بدالً عن املريض إذا ما‬
‫معني ِمن‬‫تعطلت قدرته على اختاذ قراراته الواعية؟ هل هناك مؤسسة معينة أو شخص ّ‬
‫قِبل املريض أو أحد أقاربه؟ كما يف التخلف العقلي أو املرض الشديد‪ ،‬اإلغماء‪ ،‬الطفل‬
‫والقاصر‪ ...‬وترتبط قيمة املوافقة الواعية بقيم االستقاللية واملصداقية ارتباطاً وثيقاً‪.‬‬
‫ويف ظروف خاصة‪ ،‬حينما جيلب مريض إىل ردهة الطوارئ هو يف حالة غيبوبة ويعاين‬
‫من جروح بليغة ومل يتواجد يف ذلك احلني أي شخص إلعطاء املوافقة‪ ،‬جيب على‬
‫الطبيب اختاذ اإلجراءات الالزمة إلنقاذ حياته حىت لو تطلب ذلك إجراء عملية كربى‬
‫مثل البرت معتمداً على القسم الطيب الذي التزم به‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الموافقة‪Assessment of consent‬‬ ‫تقييم‬
‫ميكن أن تعاين عملية تقييم املوافقة من صعوبات مجة‪ ،‬ألنه ليس بالضرورة التعبري عن‬
‫املوافقة أو فهم اإلجراء يعين أن الشخص البالغ قد أعطى املوافقة الكاملة‪ ،‬ورمبا مل‬
‫يتمكن من فهم مجيع املواضيع املتعلقة باإلجراء واستيعاهبا‪ .‬ولذلك ميكن القول‪ ،‬أن‬
‫املوافقة ميكن أن تعطى بصورة عابرة وأثناء احلديث الطبيعي بدالً من املناقشة الصرحية‬
‫اللفظية أو املكتوبة‪ .‬ويف بعض احلاالت‪ ،‬قد ال تكون ممكنة قانوناً‪ .‬وهناك آليات ُمنظّمة‬
‫أيضاً لتقييم قدرة املريض إلعطاء املوافقة الواعية على الرغم من أنه ال توجد اداة مثالية يف‬
‫الوقت احلاضر‪ .‬ودائماً‪ ،‬هناك درجة من املوافقة الواعية جيب أن تُفرتض أو تُستنتج‬
‫مستندة على املالحظة أو املعرفة أو االعتماد القانوين‪ .‬ويف الظروف الرمسية الطبية‪ ،‬فأن‬
‫املوافقة الصرحية واملصادقة اخلطية هي الشائعة والطبيعية واملعتمدة قانوناً بغض النظر عن‬
‫املوافقة احلقيقة‪ .‬وترسى املوافقة الواعية يف املمارسة الطبية اجليدة على مناقشة اإلجراء قبل‬
‫اختاذه (مثل تداخل جراحي) واستخدام مناذج املوافقة اخلطية يف املستشفيات‪ .‬ولكن‬
‫االعتماد الكلي على توقيع المريض على النماذج الجاهزة من دون السماح له‬
‫بمناقشة المخاطر واستيعابها تقلل من أهمية الموافقة الواعية وتعد انتهاكاً لحرمة‬
‫المريض‪ .‬وقد يوافق الشخص لفظياً على إجراء ما نتيجة اخلوف والضغط االجتماعي‬
‫والصعوبات النفسية املسلطة عليه‪ .‬وقد يطلب اإلجراء بارادته ولكنه ال يعي كنهه ويُعتقد‬
‫ط من ذاته أو‬
‫أن املوافقة حقيقية ويُعتمد عليها‪ .‬وهنا تعد املوافقة حاصلة ولكنها مل تع َ‬
‫قد يعرب الشخص عن فهمه لإلجراء كجزء من موافقته الواعية ولكنه يف احلقيقة مل يدرك‬
‫تبعاته احملتملة وسوف ينكر موافقته مستقبالً نتيجة لذلك‪ .‬وحيتاج الطبيب إىل فهم‬
‫موافقة املريض الواعية على أهنا فهم جلميع أوجه اإلجراء وليس إمهاالً لبعضه‪.‬‬

‫وينبغي أن يهتم الطبيب االختصاص الذي جيري اإلجراء اهتماماً فائقاً باحلصول على‬
‫موافقة املريض وجيب أن يشرح للمريض مجيع االحتماالت االجيابية والسلبية وال ترتك‬

‫‪26‬‬
‫ورقة يف ملف املريض ويوقع املريض أو ذويه على الورقة من دون توضيح ٍ‬
‫كاف‪ .‬وقد ال‬
‫تنفع مثل هذه املوافقات الطبيب عند تقدمي املريض شكوى ضده‪.‬‬
‫ومن الطريف أن بعض االطباء يف الوقت الراهن وحينما يبدو أن االجراء حيتمل أن يعقبه‬
‫مضاعفات يطلب من املريض وذويه وعشريته موافقتهم على اإلجراء‪ .‬فيقول للمريض‪،‬‬
‫اجلب ثالثة من أهلك وشيخ العشرية ليوقعوا على استمارة املوافقة قبل العملية! وقد ال‬
‫يسلم من املتابعة العشائرية على الرغم من اخذ مجيع التحوطات الالزمة عند حصول‬
‫املضاعفات املتوقعة‪.‬‬

‫المهنية ‪A SET OF PROFESSIONAL RESPONSIBILITIES‬‬ ‫االلتزامات‬

‫جيب على املالكات الطبيةوالصحية مجيعاً والسيما األطباء األلتزام بـ‪:‬‬


‫الكفاءة املهنية‪ ،‬األمانة مع املرضى‪ ،‬سريّة املريض‪ ،‬بنـاء عالقـة مناسـبة مـع املرضـى‪ ،‬حتسـني‬
‫نوعيــة الرعايــة‪ ،‬حتســني احلصــول علــى الرعايــة‪ ،‬التوزيــع العــادل للمصــادر احملــدودة‪ ،‬املعرفــة‬
‫كل إلتزام باختصار‪:‬‬ ‫العلمية‪ ،‬بناء الثقة وتدبري تضارب املصاحل‪ ،‬واملهام املهنيةوسنتناول ّ‬

‫‪Commitment‬‬ ‫‪to‬‬ ‫‪professional‬‬ ‫‪ -1‬اْللتـ ــزام بادامـ ــة الكفـ ــاءة المهنيـ ــة‬
‫‪competence‬‬
‫تعتمد وزارة الصحة العراقية مفهوم التطوير املهين املستدام لتطوير كفاءة "معارف‬
‫وتوجهات وسلوك"املالكات الطبية والصحية كافة‪ .‬وتركز يف منهاجها على اسس املهنة‬
‫الطبية واخالقياهتا لتنعكس على حتسني الرعاية الصحية جبميع اوجهها االولية والثانوية‬
‫والثالثية‪.‬‬
‫ويشري قانون الصحة العامة رقم ‪ 24‬يف ‪ 1421‬مسؤولية وزارة الصحة يف الفقرة الرابعة‬
‫عشرمن املادة الثالثة على‪":‬نشر التعليم الصحي واملهين ورفع المستوى العلمي للعاملين‬

‫‪27‬‬
‫وتطوير الدراسات الطبية واالولية وتشجيع البحث العلمي يف االمور الصحية والبيئية‬
‫والفنية"‪.‬‬
‫ومن جانب آخر‪ ،‬يطالب اجملتمع املؤسسات الصحية بانواعها املختلفة مبمارسة طبية‬
‫كفوءة وعالية املستوى لتواكب التطور اهلائل يف آليات الطب وآدابه وعلومه واخالقياته‬
‫وتقنياته‪ .‬ونظراً إىل أن القطاع الصحي يف العراق من أكثر القطاعات اليت جيري الرتكيز‬
‫عليها ومطالبتها بتقدمي أفضل رعاية صحية ممكنة لإلنسان‪ ،‬فإن تطبيق التطوير املهين‬
‫املستدام يعين أمرين اثنني‪ :‬أوهلما‪ ،‬تثبيت فكرة أن التعليم حاجة دائمة ومستمرة‪،‬‬
‫وبوسائل تعليم وآلية مناسبة مثل‪ ،‬تعليم الكبار‪ .‬وثانيهما‪ :‬هو أن يصبح طب‬
‫البيّنة"‪ "Evidence Based Medicine, EBM‬جزءاً من املمارسة السريرية اليومية‪.‬‬
‫فضالً عن اكتساب املالك الصحي خربات التعلم الذايت عن طريق املمارسة اليومية‪.‬‬
‫حيسن من اداء العاملني يف املهن‬
‫وتشري الدراسات إىل أن التعليم الطيب املستمر لوحده ال ّ‬
‫الطبية‪ ،‬وال ميلك تأثرياً على رعاية املريض‪.‬وباحسن صورة‪ ،‬ميثل جتميعاً للمعلومات لفئات‬
‫معينة من املالكات الطبية كل على انفراد‪ .‬يف حني أن التطوير املهين املستدام نظاماً أمشل‬
‫ويستوعب التعليم الطيب املستمر احملدود ويغطي مجيع أعضاء الفريق الطيب والصحي‬
‫املعاجل‪ :‬الطبيب واملمرضة والصيديل والقطاعات الساندة االخرى‪ .‬وحينما يدعم بطب‬
‫البيّنة(‪ )EBM‬سوف يليب احلاجة التعليمية للمالكات الصحية يف املؤسسة اليت يعملون‬
‫هبا‪ .‬عندها ميكن احلصول على فريق عمل ذكي يؤدي إىل حتسن اخلدمة الصحية املقدمة‬
‫إىل املريض يف املؤسسة اليت تتبناه‪.‬‬
‫وخيتلف منهج التطوير املهين املستدام عن املناهج التعليمية للدراسات االولية والتخصصية‬
‫ألنه برنامج مفتوح النهايات‪ .‬وخيتار املشارك الدورات واملؤمترات والفعاليات ضمن‬
‫اختصاصه ورغبته وحاجة مؤسسته‪ .‬وينبغي استغالل مجيع الكفاءات املتواجدة يف دوائر‬
‫الصحة واملستشفيات واجلامعات والنقابات واجلمعيات العلمية واملهنية واملؤسسات‬
‫العاملية واملنظمات ذات العالقة والتعليم عن بعد العداد برامج التطوير املهين املستدام يف‬

‫‪28‬‬
‫وزارة الصحة‪ ،‬حبيث تستجيب حلاجة منتسبيها للنهوض باملهام املختلفة واملتعددة املنوطة‬
‫هبم‪.‬‬
‫‪ .‬وجيب على مجيع املالكات األلتزام الدائم بالتعليم مدى احلياة‪ .‬وهم مسؤولون عن‬
‫ادامة الكفاءة الطبية والسريرية ومهارات الفريق الضرورية لتقدمي العناية املمتازة‪ .‬ومبنظور‬
‫مؤهلون وجيب أن تضمن توفر‬ ‫أوسع‪ ،‬جيب أن جتاهد املهنة كاملة ُلرؤية مجيع أعضائها ّ‬
‫اآلليات املالئمة إلجناز هذا االلتزام السامي‪.‬‬
‫مثال‪ :‬انتقل الدكتور (س) طبيب التخدير إىل املستشفى حديثاً‪ .‬وقد ارتاب من سلوك الطبيب اجلراح‬
‫الذي امضى ما يقارب العشر سنوات يف املستشفى‪ .‬فقد الحظ أن الطبيب ال زال يستعمل تقنيات‬
‫طبية قدمية من شأهنا أن تزيد من مدة العملية‪ .‬كما تؤدي إىل احداث اوجاع مفرطة بعد العملية‪ .‬وتطيل‬
‫مدة العالج‪ .‬ومبا أنه احدث عضو يف اجملموعة فقد بقي مرتدداً يف موقفه جتاه الدكتور العتيد فماذا يفعل‬
‫حيال ذلك؟‬

‫المرضى ‪Commitment to honesty with‬‬ ‫‪ -0‬اْللتزام باألمانة مع‬


‫‪patients‬‬
‫يتعرض األطباء يومياً إىل املساءلة عن معرفتهم ودوافعهم لتربير قراراهتم من اجملتمع‪ .‬ومل‬
‫يبق اجملتمع على نظرته العمياء للثقة باملهنة‪ .‬وحالياً‪ ،‬ال يتقبل املرضى مفهوم فجوة‬
‫الكفاءة الواسعة بني الطبيب واملريض‪ .‬ويطالب اجملتمع أن يشرتك املريض باملعلومات‬
‫وارساء قاعدة فهم مشرتكة تسمح للمرضى وذويهم اختاذ القرارات املهمة اليت ختص‬
‫مشكالهتم الصحية‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬يأيت رسم الرعاية الصحية املستقبلية اليت تعد مفهوماً‬
‫أوسع من تزويد املريض باملعلومات وتع ّدل كفيت امليزان إىل توازن أكرب يف عملية اختاذ‬
‫القرار الطيب املشرتك‪.‬‬

‫وجيب على األطباء أن يضمنوا أ ّن معظم مرضاهم قد أخربوا بأمانة باملعلومات الكاملة‬
‫عن اإلجراء وتبعاته قبل أن يوافقوا على املعاجلة‪ .‬وأن يدرك الطبيب أن املريض فهم فهماً‬
‫دقيقاً ما قيل‪ ،‬واليت تدعى باالمانة املنطقية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫"مثال‪ :‬مريضة يف العقد اخلامس من العمر‪ ،‬تعاين من اآلم البطن املتكررة والشديدة وشخصت آالالم‬
‫بسبب حصى املرارة والعالج الوحيد عملية جراحية الزالتها املرارة‪ ،‬كما افادة الطبيبة املشرفة على حالتها‬
‫الصحية وهي قريبة هلا أيضاً‪ .‬ولكن كانت املريضة ترفض اجراء العملية رفضاً قاطعاً حبجة انشغاهلا‬
‫باعماهلا اخلاصة ورعاية اسرهتا‪ .‬وكانت تعاجل حالتها باالعشاب الطبية وتتناول أدوية مهدئة لآلالم يصفها‬
‫هلا طبيب قريب هلا أيضاً‪ .‬يشجعها على املهدئات من دون أن حيثها على اجراء العملية على الرغم من‬
‫حماوالت أهل املريضة القناعه ان يؤيد رؤيتهم وينصحها إلجراء العملية‪ .‬وكان مصراً على أن ما تعانيه‬
‫هو هتيج القولون نتيجة اوضاعها النفسية وضغوط احلياة‪ .‬وإهنا ستبقى تعاين من اآلالم حىت لو قامت‬
‫بإجراء العملية‪ .‬وبعد مدة بدأت تشكو من عسر اهلضم وآالم مربحة وشخصت أن بعض احلصى دخل‬
‫القناة الصفراوية‪ .‬وكان البد من اجراء عملية إزالة املرارة وفتح القناة الصفراوية اليت كانت صعبة للغاية‬
‫وتوفت بعد ستة اشهر من جراء ذلك‪".‬‬

‫يف حني تعرف االمانة احلقيقة هي امانة االجراء السليم واتباع االسلوب املتفق عليه‬
‫كل قرار دقيق حول العناية الطبية‪.‬‬
‫علمياً‪ .‬هذا ال يعين أ ّن املرضى جيب أن يشرتكوا يف ّ‬
‫شجعوا إلختاذ القرار يف شؤون العالج‪ .‬وجيب أن ي ّقر الطبيب أيضاً‬
‫باألحرى‪ ،‬جيب أن يُ ّ‬
‫أ ّن الرعاية الصحية حتمل يف طياهتا أخطاء طبية‪ .‬وعندما يتعرض املرضى لضرر أحياناً‬
‫نتيجة العناية الطبية‪ ،‬جيب أن خيُربوا‪ .‬ألن عدم االخبار آنياً ومعرفة املريض بعد حني‬
‫يؤدي إىل اهتزاز ثقة اجملتمع باملهنة الطبية‪ .‬وينبغي توفري نظام تسجيل األخطاء الطبية‬
‫وحتليلها كقاعدة للوقاية املناسبة واسرتاتيجية لتحسني الرعاية والتعويض املالئم إىل‬
‫األطراف املتضررة‪.‬‬

‫المريض‪Commitment to patient confidentiality‬‬ ‫‪ -3‬اْللتزام بسريّة‬


‫تعد سريّة معلومات املريض حجز زاوية اآلداب الطبية منذ زمن ابوقراط وحىت قسم‬
‫الطبيب العراقي احلايل "وأن ال أفشي سراً‪".....‬‬

‫"مثال‪ :‬عندما ترسى الثقة بني الطرفني يبوح املريض باالسرار اليت يعتقد أن هلا عالقة حبالته املرضية وقد‬
‫تكون تلك املعلومات من أكثر االمور احلساسة والسرية اليت تتعلق بشخص املريض‪ .‬وال يرغب أن يعرفها‬

‫‪31‬‬
‫‪Diabetes‬‬ ‫عنه اقرب االقارب له‪ .‬باح احد املرضى لطبيبه سبب معاناته‪ :‬أن اعراض مرضه "البول التفه‬
‫‪ "insipidus‬بدأت حينما رأى زوجته راكبة بسيارة رجل غريب‪".‬‬

‫ولكن ميكن أن خيرتق هذا السياق يف حاالت استثنائية حمددة‪ ،‬وهي‪ :‬موافقة املريض على‬
‫كشف املعلومات أو عندما يكون هناك هتديد حقيقي وشيك بوقوع ضرر على املريض‬
‫أو االشخاص اآلخرين او اجملتمع على شرط أن ال يزول هذا اخلطر إالّ بالبوح باملعلومات‬
‫السرية‪ .‬وهناك ثالث قيم حتكم احلفاظ على السرية‪ ،‬وهي‪ :‬احرتام املريض "استقاللية‬
‫املريض" والثقة واحرتام اآلخرين‪.‬‬

‫وتشري املدونات االخالقية العاملية‪ :‬لكشف معلومات املريض يتطلّب نيل ثقة املريض‬
‫وقناعته وبأطر حمدد‪ .‬وُمي ّدد هذا اإللتزام إىل املناقشات مع األشخاص الذين ينوبون عن‬
‫ُ‬
‫املريض عندما ال يتمكن الطبيب من احلصول على موافقة املريض اخلاصة‪ .‬ويتعرض‬
‫اإللتزام بالسريّة حالياً إىل ضغوط أكثر من أي وقت مضى‪ .‬وأعطى االستعمال الواسع‬
‫االنتشار ألنظمة املعلومات اإللكرتونية جلمع بيانات املريض جماالً إلنتهاك السرية‪ .‬وي ّقر‬
‫ني آلخر‬ ‫األطباء‪ ،‬على أية حال‪ ،‬أ ّن إلتزامهم بأسرار املريض جيب أن ينظر هلا من ح ٍ‬
‫ُ‬
‫العامة‪.‬‬
‫األهم للمصلحة ّ‬‫وبتوازن مع االعتبارات ّ‬
‫واخلصوصية أحدى املبادئ الرئيسة اليت ينبغي أن تتحلى املقابلة الطبية الناجحة هبا‪.‬‬
‫ومتنح الثقة الضرورية اليت عندها يستطيع املريض أن يبوح بأسراره لطبيبه‪ .‬وغالباً ما تكون‬
‫خفية حىت على أقرب االشخاص‪ .‬وباملقابل ينبغي على الطبيب أن يكون أهالً هلذه‬
‫الثقة‪ ،‬وأن حيفظ االسرار اليت يُطلعه املريض عليها‪ .‬وهذا هو ديدن املمارسة الطبية عرب‬
‫العصور كما ورد يف قسم أبو قراط "إن كل ما آراه أو أمسعه خالل املقابلة أو خارجها مما‬
‫يتعلق حبياة الناس جيب أن ال أنقله للغري مهما كان األمر وأعترب أن قيامي هبذا العمل‬
‫أمر خمجل" وأكدت اجلمعية الطبية العاملية نفس املبدأ "سيحافظ الطبيب على عدم‬
‫افشاء املعلومات وسريتها حىت بعد وفاة املريض"‪ .‬وهكذا يستطيع الطبيب أن يناقش مع‬

‫‪31‬‬
‫مريضه مواضيع حساسة وحمرجة وغري الئقة اجتماعياً مثل‪ :‬الكآبة والعالقات واالمراض‬
‫اجلنسية واملعدية وغريها‪ .‬وسيحصل الطبيب على املعلومات الصحيحية اليت ترسم صورة‬
‫كاملة عن املريض تيّسر التشخيص الدقيق وبناء خطة عالج مالئمة حلالة املريض‪ .‬لذا‬
‫ينبغي اختاذ مجيع التدابري الالزمة حلماية معلومات املريض‪ .‬ويتعرض الطبيب للمسائلة‬
‫حينما خيرق خصوصية مرضاه بدعوى تشويه السمعة وخرق عرف اجتماعي متفق عليه‬
‫على نطاق واسع‪ ،‬واستفادت أطراف أخرى منها‪ .‬والسرية ليست مطلقة دائماً وأنما‬
‫يضطر الطبيب في بعض األحيان الكشف عن المعلومات لطرف ثالث‪ .‬وهكذا‬
‫خيضع االلتزام اىل استثناءات معينة واليت تتطلب املوازنة بني سرية املعلومات وحقوق‬
‫اآلخرين‪ .‬وتتحكم فيها القيم االخالقية والقانون‪ ،‬حينما يكون املريض مصدر هتديد‬
‫لآلخرين‪ .‬عندها يلُزم الطبيب أما باستحصال موافقة املريض وتنازله عن حق اخلصوصية‬
‫أو جتاوز موافقته محاية لآلخرين‪ .‬وينبغي على الطبيب أن يكون على دراية بالقوانني اليت‬
‫تفرض التبليغ يف مثل هذه احلاالت‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ ‬رفض املريض الكشف عن مرض معد وحتذير الشركاء اآلخرين ومحايتهم‪.‬‬
‫وهناك ترابط بني االبالغ املطلوب والتعرف على املالمسني للمريض‪،‬‬
‫والطلب منهم اجراء الفحوص الالزمة واالخضاع للعالج‪ ،‬مما يؤدي اىل تأثري‬
‫فاعل للسيطرة على االمراض السارية واملعدية واالنتقالية كالسفلس‪ ،‬األيدز‬
‫والتدرن‪.‬‬
‫مثال‪ :‬مت اجراء فحص ماقبل الزواج ووجد أن احدمها مصاب بالتهاب الكبد الفايروسي "‪."B‬‬
‫هل جيب ابالغ املريض فقط أم جيب ابالغ الشخص اآلخر ايضاً وكيف؟‬

‫‪ ‬رفض املريض الكف عن عمل قد يؤدي اىل إيذاء االخرين‪ ،‬مثل سياقة‬
‫مركبة أو ماكنة ثقيلة حينما يعاين املريض من اعراض أو امراض ال متكنه من اداء عمله‬
‫بالشكل الصحيح؛ كنوبات الصرع والغشي واالغماء أو عندما يكون حتت تأثري أدوية أو‬
‫مركبات كيمياوية مثبطة للرتكيز وأكثر غموضاً حالة املريض النفسية كالعصاب والكآبة‬

‫‪32‬‬
‫الشديدة أو اخلرف اليت من املمكن أن يؤثر على حسن قيادة السيارة‪ .‬وجيب على‬
‫الطبيب مشاورة املريض وحماولة اقناعه برتك قيادة السيارة والتخلي طوعاً عن اجازة‬
‫السوق‪ ،‬ويف حالة اصرار املريض على السياقة ينبغي اخبار دائرة املرور بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬أفشاء السر لطرف ثالث‪:‬‬
‫أ‪ -‬اقرباء املريض واصدقاؤه الذين يهمهم أمر املريض ورعايته‪ ،‬وينبغي أن يتمتع الطبيب‬
‫باحلكمة على ما جيب الكشف عنه وما ال جيب‪ .‬ومثالياً ينبغي أخذ رأي املريض ملن وكم‬
‫من املعلومات اليت يكشف عنها‪ .‬كما أن ثقافة اجملتمعات املتنوعة تعكس مواقف خمتلفة‬
‫لرعاية املريض واملعلومات الواجب الكشف عنها‪ .‬ويشكل املراهقون مشكلة حرجة يف‬
‫الكشف عن اسرارهم آلبائهم السيما يف االحنراف اجلنسي واالدمان على الكحول واملواد‬
‫الكيمياوية األخرى‪ .‬ويشكل االشخاص املشاهري مشكلة حرجة يف افشاء االسرار اليت‬
‫تتكالب عليها وسائط االعالم والناس العاديون‪ ،‬لذا على الطبيب أن يتذكر أن ليس من‬
‫حقه مناقشة حالة املريض الصحية أو كشف معلوماته اال بعد أخذ موافقته الصرحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬من أهم االطراف األخرى اليت تطلب االطالع على سجالت املرضى شركات‬
‫التأمني‪ .‬لذلك ينبغي حتديد نوع املعلومات اليت ينبغي الكشف عنها‪،‬كما ينبغي أخذ‬
‫موافقة املريض قبل ارساهلا للجهة املعنية‪.‬وال يتم كشف هذه املعلومات اال بورقة صادرة‬
‫من احملكمة ويتم الكشف فقط عن املعلومة املطلوبة بدون الزيادة او النقصان‬
‫ج‪ -‬قد تطلب احملاكم ارسال بيانات املريض للنظر هبا وحول قضية معينة‪ .‬لذلك ينبغي‬
‫التأكد وارسال املعلومات املطلوبة واحملددة بالطلب حصراً‪.‬‬
‫تنص على إفشاء مثل هذا السر‪ ،‬أو صدر قرار بإفشائه من‬ ‫د‪ -‬إذا كانت القوانني النافذة ُّ‬
‫جهة قضائية‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اخالقيات الصحة االلكترونية ومخاطر انتهاك السرية‪:‬‬
‫وقد تتعرض السرية اىل االنتهاك بسبب استخدام تقنيات احلواسيب احلديثة ووسائل االتصال‬
‫االلكرتونية‪،‬اصدرت منظمة الصحة العاملية دستور أخالقيات الصحة االلكرتوين" ‪e-Health‬‬
‫يتبني الناس يف كل أحناء العامل ما ميكن أن يفعله‬ ‫‪ "Code of Ethics‬والغرض هو أن َ‬
‫اإلنرتنت يف جمال تدبريشؤون صحتهم وصحة من يتولون رعايتهم والعناية هبم‪ ،‬وذلك يف‬
‫ضوء فهمهم العميق لطبيعةاملخاطر اليت حتيق هبم‪ .‬وعلى املالكات الطبية والصحية الذين‬
‫يقدخمونالرعاية أو املشورة الطبية الشخصية النوعية االلكرتونية الفورية أن يراعوا األموراآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالدساتري األخالقية اليت حتكم مهنهم كممارسني يف العالقات اليت كانت‬
‫ستقوم بينهم وبني اآلخرين كما لو كانوا وجهاً لوجه ‪.‬‬
‫‪ ‬عدم احداث الضرر ‪.‬‬
‫وضع مصاحل املرضى والعمالء يف املقام األول ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫احلفاظ على أسرار املرضى‪ :‬للمستفيدين احلق يف أن يتوقعوا إبقاء املعطيات‬ ‫‪‬‬
‫الشخصية‪ ،‬اليت يقدخموهنا‪ ،‬يف سرية تامة‪ .‬فاملعطيات الشخصية الصحية على وجه‬
‫اخلصوص قد تكون بالغة احلساسية ‪ ،‬وقديرتتب على الكشف عنها بصورة غري‬
‫مالئمة عواقب سيئة ‪.‬‬
‫التبيني الواضح ملا إذا كان هناك أي نوع من أنواع الدعم املادي أو الرعاية املادية‬ ‫‪‬‬
‫أو احلوافز املالية ‪ ،‬أو أي معلومات أخرى ‪ ،‬قد تؤثخر يف إدراك دور املهين الذي‬
‫يقدخم اخلدمات‪ ،‬أو فهم اخلدمات املقدَّمة نفسها‪.‬‬
‫التبيني الواضح ملقدار أي أجور قد ترتتب لقاء املشورةاإللكرتونية الفورية‪ ،‬ولكيفية‬ ‫‪‬‬
‫دفع قيمة اخلدمات املقدَّمة ‪.‬‬
‫إطاعة القوانني واألنظمة ذات الصلة‪ ،‬مبا يف ذلك القوانني الناظمة إلجراءات‬ ‫‪‬‬
‫الرتخيص املهين ووصف الدواء‪.‬‬
‫وأحاطة املرضى والعمالء علماً حبدود الرعايةالصحية االلكرتونية الفورية وتعريفها‬ ‫‪‬‬
‫هلم‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المرضى ‪Commitment to maintaining‬‬ ‫‪ -1‬االلتزام ببناء عالقة مناسبة مع‬
‫‪appropriate relations with patients‬‬

‫"مثال‪ :‬طبيب جراح ذو خربة طويلة وباع طويل يف العمل الطيب‪ .‬اهنى خفارته الليلية الساعة السابعة صباحاً‪.‬‬
‫وعند خروجه من الردهة اعرتضته املمرضة مع مريضة حبالة طارئة‪ .‬حيث جاءت املريضة إىل املستشفى بصحبة‬
‫احدى جاراهتا‪ ،‬اليت تركتها مغادرة بعد أن اوضحت للممرضة اهنا تركت اطفاهلا لوحدهم‪ .‬وبعدما فحص‬
‫اجلراح املريضة تبني أهنا تعاين من نزف رمحي رمبا ناتج عن عملية اجهاض حديثة أو عملية اجهاض مفتعلة‪.‬‬
‫فأسرع بإجراء عملية توسيع عنق الرحم وجرفه‪ .‬وطلب من املمرضة أن تقوم باالستفسار من املريضة اكمال‬
‫إجراءات الدخول أو مغادرة املستشفى بعد ساعة‪ .‬غادر بعدها اخلفارة وجاء الطبيب اخلافر الثاين وترك الردهة‬
‫من دون ان يتكلم مع املريضة‪ .‬ما العالقة اليت نشأت بني الطبيب واملريضة اليت قام بعالجها؟"‬

‫تعــد بنــاء العالقــة وتوثقيهــا مــن البــديهيات يف الطــب‪ ،‬وقــد هتمــل وينســى ذكرهــا بســبب‬
‫انشـغال الطبيـب بــتفهم معانـاة املـريض والرتكيـز علـى املهــام الطبيـة الضــرورية‪ .‬وتسـهم مجيــع‬
‫مهــارات االتصــال الــيت حمورهــا امل ـريض يف بنــاء العالقــة املتينــة بــه‪ .‬وقــد تكــون بنــاء العالقــة‬
‫وتوثيقهــا هــدفاً بنفســه‪ -‬عنــدما يكــون دور الطبيــب مشــاوراً داعمـاً فقــط‪ .‬ولكــن يف معظــم‬
‫املقــابالت الطبيــة تســهم بنــاء العالقــة يف إجنــاز مجيــع أهــداف االتصــال الطــيب وهــي‪ :‬دقــة‬
‫املعلوم ــات املس ــتقاة وكف ــاءة االج ـ ـراءات الطبيـ ــة وزي ــادة قناع ــة الطبي ــب وامل ـ ـريض وتعزيـ ــز‬
‫مشــاركة امل ـريض‪ .‬وإن بنــاء العالقــة بــالمريض جــوهر نجــاح أيــة ممارســة طبيــة فــي أي‬
‫سياق‪.‬‬
‫وإن بنــاء العالق ــة منعط ــف ال ــدخول لرؤي ــة واســعة األف ــق يف املمارس ــة الطبي ــة‪ .‬ويف مواق ــف‬
‫عديــدة‪ ،‬متتــد العالقــة بــني الطبيــب وامل ـريض وتتجــاوز املقابلــة األوىل لتســتمر يف املقــابالت‬
‫املتالحقــة‪ .‬وهبــا تُرســى ثقــة املرضــى بأطبــائهم الــيت تعــد املكافــأة الســامية الــيت يســعى إليهــا‬
‫األطباء يف أثناء عملهم على مدى سين ممارستهم العملية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ويرغب املرضى أن يروا أطباءهم كفوئني وواسـعي االطـالع‪ ،‬ولكـنهم حباجـة إىل أن يتعلقـوا‬
‫هبــم أيض ـاً‪ ،‬ويشــعروا بــدعمهم يف أثنــاء املصــائب الــيت يعــانون منهــا وتقــديرهم هلــا‪ .‬وتــزداد‬
‫أمهيــة مهــارات بنــاء العالقــة لــيس يف ســياق العالقــة بــني الطبيــب وامل ـريض حســب‪ ،‬وإمنــا‬
‫ملقدمي الرعاية الصحية فيما بينهم أيضاً‪ .‬وإن تنسيق اجلهد اجلمعي أكثر أمهيـة مـن التـألق‬
‫الفردي يف املمارسة الطبية احلديثة‪ .‬ونشري هنا إىل ضـرورة بنـاء العالقـة الـيت تسـاعد املـريض‬
‫على اإلحساس بالراحة واإلطئنان عند مناقشة مشـكالته وعـرض قصـته وتوضـيح هواجسـه‬
‫مع شخص غريب "الطبيب" رمبا يلتقي به ألول مرة‪.‬‬
‫وأهم املهارات املستخدمة يف بناء العالقة مع املريض هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬االنتباه إلى السلوك غير اللفظي للمرضى‪ :‬حيتاج األطباء أن يدركوا تلميحات‬
‫املرضى غري اللفظية خالل أحاديثهم وعواطفهم وتعابري وجوههم ووضعية أبداهنم‪ .‬ويف‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬حيتاج األطباء أن يعوا سلوكهم غري اللفظي وكيف يضبطون التواصل‬
‫البصري ووضعية اجلسم واحلركة واإلشارات الصوتية من أجل توثيق العالقة مع املرضى‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تنمية األلفة‪ :‬وتشمل القبول والتعاطف والرقة‪.‬‬


‫‪‬القبــول‪ :‬تقبــل رؤيــة امل ـريض ومشــاعره حبياديــة مــن دون احلكــم عليهــا هــي مفتــاح تنميــة‬
‫األلف ــة ب ــدالً م ــن التطم ــني املباش ــر أو ال ــرفض أو ح ــىت املوافق ــة عل ــى آراء املـ ـريض‪ .‬ل ــذلك‬
‫س ــيكون ّرد الطبي ــب األويل ه ــي " إس ــتجابة القب ــول '‪:'accepting response‬‬
‫والــيت هتيــئ إىل قبــول مــا يقولــه امل ـريض مــن دون احلكــم عليــه‪ .‬واالع ـرتاف بشــرعية امــتالك‬
‫املــريض آلرائــه اخلاصــة ومشــاعره وتقــدير مســامهته‪ .‬وإن اســتجابة القبــول تعــرتف بعواطــف‬
‫امل ـريض أو أفكــاره وتقبلهــا بغــض النظــر عــن ماهيتهــا ومــىت حــدثت‪ .‬ويرجــى مالحظــة أن‬
‫القبــول هنــا ال يعــين أن الطبيــب يتفــق وامل ـريض بالضــرورة‪ .‬ولكــن مــع ذلــك‪ ،‬فإنــه يســتمع‬
‫ويقــدر عواط ــف امل ـريض ووجه ــة نظ ــره‪ .‬وه ــذا أس ــلوب فاعــل يف بن ــاء العالقــة ألن ــه يرس ــي‬
‫أساساً مشرتكاً بني الطبيب واملـريض مـن خـالل تفهـم مشـرتك ملنظـور املـريض‪ .‬فـالقبول هـو‬
‫أساس الثقة‪ ،‬والثقة هي حجر األساس للعالقات الناجحة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬التعـاطف‪ :‬يعـد التعــاطف مـن أهــم املهـارات لبنـاء العالقــة بـني الطبيــب واملـريض‪ .‬ورمبــا‬
‫ينظر إليه باعتباره من املقومات الشخصية أكثر مـن جمـرد كونـه مهـارة‪ .‬فعلـى الـرغم مـن أن‬
‫بعضــنا قــد يكــون بطبيعتــه أقــدر علــى إظهــار التعــاطف مــن سـواه‪ ،‬فــإن مهــارات التعــاطف‬
‫ويكمــن التحــدي يف حتديــد بنــاء اســتجابات تعاطفيــة ومتكــني املتعلمــني مــن‬
‫ميكــن تعلُمهــا‪ُ .‬‬
‫إدماجه ــا ض ــمن عناص ــر التع ــاطف يف أس ــلوهبم الطبيع ــي حبي ــث يظه ــر واض ــحاً لك ــل م ــن‬
‫الطبي ــب واملـ ـريض‪ .‬ومي ــر التع ــاطف مب ــرحلتني‪ :‬تق ــدير املتع ــاطف املره ــف مل ــأزق الش ــخص‬
‫اآلخ ــر أو مش ــاعره‪ .‬وتوصـ ــيل ه ــذا االدراك للم ـ ـريض بطريقـ ــة داعم ــة‪ .‬وال يكم ــن مفتـ ــاح‬
‫التعاطف يف كون الطبيب مرهف احلس فقط ولكن ينبغي إظهار هـذا اإلحسـاس بشـكل‬
‫تفهــم الطبيــب ودعمــه أيضـاً‪ .‬ولــيس مــن املستحســن مبــا فيــه‬ ‫مناســب للمـريض لكــي يُقـ ّدر ُ‬
‫الكفايـة أن يفكــر الطبيــب بطريقــة تعاطفيــة حسـب‪ ،‬وإمنــا بإظهــار ذلــك أيضـاً‪ .‬وإن إظهــار‬
‫التع ــاطف يف ــك العزل ــة ال ــيت تفرض ــها املعان ــاة عل ــى املـ ـريض والتع ــاطف نفس ــه يع ــد إجـ ـراءً‬
‫عالجي ـ ـاً‪ .‬وفاحتـ ــة تيّسـ ــريية قويـ ــة تسـ ــاعد املرضـ ــى علـ ــى الكشـ ــف عـ ــن املزيـ ــد مـ ــن قلقهـ ــم‬
‫وخماوفهم‪.‬‬
‫‪‬الرقــة‪ :‬ينبغــي أن يتعامــل املــالك الطــيب والصــحي مجيعــا برقــة وحنــان مــع املواضــيع املزعجــة‬
‫كــاألمل البــدين وشــرح املعانــاة الــيت قــد تصــاحب الفحــص البــدين واخــذ موافقتــه قبــل البــدء‬
‫بالفحص‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إش ــراك الم ــريض‪ :‬إن أح ــد أس ــس التواص ــل الفاع ــل ه ــو تقل ــيص الغم ــوض غ ــري‬
‫الض ــروري يف الرعاي ــة الص ــحية‪ .‬ف ــالغموض ال ــذي ي ــرتك م ــن دون ح ــل ق ــد ي ــؤدي إىل قل ــة‬
‫الرتكيــز أو التــوتر وقــد يوصــد البــاب أمــام بنــاء العالقــة‪ .‬فاش ـراك امل ـريض باالفكــار الــيت يف‬
‫ذهن الطبيب يشجعه على املسامهة باحلوار ويزرع الثقة ويوطد العالقة بني الطرفني‪.‬‬

‫"مثــال‪ :‬بعــد التأكــد مــن اصــابة م ـريض يف الثانيــة والســتني مــن عمــره بســرطان البنكريــاس‪ ،‬مت اخبــار اخ ـاه‬
‫باملوضوع قبـل اخبـاره بـذلك‪ .‬ولكـن فضـل اخـوه عـدم اخبـاره باحلقيقـة وادعـى أن اخبـاره سـيعجل يف موتـه‬

‫‪37‬‬
‫على ظنه‪ .‬ولكن الطبيب صارح املريض حبقيقة مرضـه بعـد اصـرار املـريض علـى معرفـة ممـا يعـاين؟ فهـل حيـق‬
‫ألهل املريض عدم اخبار املريض حبقيقة معاناته؟ السيما اذا كان املرض قصري املآل‪".‬‬

‫وخالص ــة الق ــول أن بن ــاء العالق ــة حم ــور جن ــاح املمارس ــة الطبي ــة‪ .‬وم ــن دون ادراك تواص ــل‬
‫الطبيــب واملـريض غــري اللفظيــني وبــذل اجلهــود خللــق األلفــة الوثيقــة والصــرب مــن أجــل مشــول‬
‫امل ـريض بالرعايــة الطبيــة‪ ،‬فــإن مش ـكالت كثــرية ســتظهر‪ .‬وال تتــأثر عالقــة الطبيــب الطويلــة‬
‫األمــد بــاملريض حســب‪ ،‬ولكــن حــىت علــى املــدى القصــري سيشــعر املـريض بأنــه مل يُفهــم ومل‬
‫يُدعم إالّ إىل حد ضئيل‪ .‬وسيتضاءل رضا املريض والتزامه أيضاً‪.‬‬

‫الرعاية ‪Commitment to improving quality‬‬ ‫‪ -5‬اْللتزام بتحسين نوعية‬


‫‪of care‬‬
‫جيب توفري االمكانات املادية واملعنوية وتكريس جهود املالكات جلعل التطوير الذايت‬
‫ينعكس مباشرة على حتسني نوعية الرعاية الصحية املستمر‪ .‬ويستلزم هذا اإللتزام ليس‬
‫احملافظة على الكفاءة السريرية حسب ولكن العمل كفريق واحد للمحافظة على سالمة‬
‫املريض وتقليل األخطاء الطبية‪ ،‬وتقلّيل من اإلفراط يف استعمال مصادر الرعاية الصحية‪.‬‬
‫واحلرص والتفاين لتحسني نتائج الرعاية الصحية‪ .‬وجيب أن تشارك االدارات الطبية‬
‫بفاعلية يف تطوير إجراءات أفضل تراقب وتقيس نوعية اداء مجيع األفراد واملؤسسات‬
‫واألنظمة املسؤولة عن تقدمي الرعاية الصحية‪ .‬وجيب على مجيع املالكات بشكل منفرد‬
‫يتحملوا مهامهم لتصميم وتشجيع اآلليات اليت حتسن‬
‫ومن خالل مجعياهتم املهنية أن ّ‬
‫نوعية الرعاية باستمرار يف خمتلف جماالت الصحة العالجية والوقاية من االمراض وتعزيز‬
‫الصحة‪ .‬وينبغي أن تعزز التشريعات اليت ترّكز على حقوق املرضى ومشاركتهم يف الرعاية‬
‫الصحية لتحسينها‪.‬‬
‫وجدير بالذكر يف سنة ‪ ،2005‬كشف تقرير معهد الطب االمريكي أن ما بني‪-44000‬‬
‫‪ 42000‬امريكي ميوتون كل عام نتيجة األخطاء الطبية‪ .‬وقدر الوفيات بسبب األدوية سنوياً‬

‫‪38‬‬
‫بـسبعة آالف وفاة وعلى الرغم أن مناقشة األخطاء الطبية ركزت على املستشفيات ولكنها‬
‫حتصل يف جماالت أخرى من املمارسة الطبية‪ .‬وحدد التقرير أهداف حتسني الرعاية الصحية‬
‫مبا يأيت‪:‬‬
‫أ‪ -‬سالمة املريض‪ :‬ينبغي عدم إيذاء املرضى اليت هتدف الرعاية الصحية مساعدهتم‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفعالية‪ :‬ينبغي أن تستند الرعاية الصحية على املعرفة العلمية املوثوقة واالمتناع عن‬
‫الركون إىل اخلدمات اليت من املرجح أن يستفيد منها املريض وجيب عدم التقصري أو االفراط‬
‫باخلدمة الصحية‪.‬‬
‫ج‪ -‬حمورية املريض‪ :‬جيب أن تتمحور الرعاية الصحية على احتياج املريض الفرد وحترتم قيمه‬
‫واولوياته وأن يتخذ القرار باملشاركة مع املريض على أن ال يتجاوز املنطق املعقول لإلجراءات‬
‫الطبية‪.‬‬
‫ء‪ -‬التوقيت‪ :‬ينبغي تقليل فرتة االنتظار ويضر التأخري مقدم اخلدمة ومستلمها‪.‬‬
‫ه‪ -‬الكفاءة‪ :‬وتتميز برصانةاألداء وكفاية املعدات واللوازم وبذل اجلهد الالزم وعدم اإلفراط‬
‫من ناحية أخرى‪.‬‬
‫و‪ -‬املساواة‪ :‬تتميز الرعاية الصحية اجليدة بعدم التمييز بالرعاية على اساس اخلصائص‬
‫الشخصية كاجلنس والع رق والوضع االجتماعي واالقتصادي واملوقع اجلغرايف وأن تعامل الناس‬
‫باملعايري نفسها‪.‬‬
‫وينبغي وضع مؤشرات جودة الرعاية يف مؤسساتنا الصحية هتدف إىل مراقبة نوعية اخلدمات‬
‫الصحية املقدمة وكيفية حتسينها باستمرار‪.‬‬

‫الرعاية ‪Commitment to improving‬‬ ‫‪ -4‬اْللتزام بتحسين الحصول على‬


‫‪access to care‬‬
‫وضع الواقع الطيب العاملي يف عصرنا احلايل «عصر العوملة»‪ ،‬وتطور العلوم الطبية املذهل‬
‫املالكات الطبية والصحية عموماً والسيما األطباء أمام حتديات أخالقية صعبة يف‬
‫ممارساهتم الطبية‪ .‬وانتشرت ظاهرة السياحة الطبية وعوامل جذب املرضى‪ .‬وازدادت‬

‫‪39‬‬
‫االغراءات املقدمة لألطباء للتأثري على مبادئهم‪ .‬ولذلك أصبح لدى بعض مزاويل املهنة‬
‫أن الطب عبارة عن سلعة جتارية يُعد فيها املريض زبون يف مؤسسة جتارية حبتة من دون‬
‫أي اعتبار للجانب األخالقي اخلدمي الطيب‪ .‬الذي يفرتض أن يكون املريض الغاية‬
‫السامية يف املمارسة الطبية‪.‬‬
‫وتطالب املهنة الطبية أ ّن يكون هدف مجيع أنظمة الرعاية الصحية توفري اخلدمة الصحية‬
‫اف ِمن الرعاية‪ .‬وجيب أن جياهد خمططوا الربامج الصحية لتقليل‬‫مبعيار موحد وبقدر و ٍ‬
‫ّ‬
‫حواجز الوصول إىل الرعاية الصحية العادلة للجميع‪ .‬وضمن كل جانب من جوانب‬
‫الرعاية الصحية‪ ،‬جيب أن يعمل املالك على إزالة موانع الوصول إىل املؤسسات الصحية‬
‫وذلك بالتثقيف‪ ،‬والتشريعات‪ ،‬والتمويل‪ ،‬وجتاوز البعد اجلغرايف‪ ،‬ومناهضة التمييز‬
‫اإلجتماعي‪ .‬ويستلزم إلتزام املساواة بإجراءات الصحة العامة والطب الوقائي ومن دون أن‬
‫يقلق املالك الصحي على مصلحتهم الشخصيّة أو عموم املهنة‪.‬‬
‫وبالنظر للظروف الطارئة اليت مير هبا العراق وصعوبة احلصول على رعاية طبية ملدة ‪24‬‬
‫ساعة وحضر التجوال ملدة ‪ 6‬ساعات ليالً‪ ،‬استحدثت وزارة الصحة مشروع االستشارة‬
‫الطبية اهلاتفيةويقدم هذا الربنامج االستشارة الطبية اجملانية يف بغداد يف املرحلة األوىل‬
‫وسوف يشمل باقي احملافظات الحقاً‪ .‬ويتكون الربنامج من مركز االستشارة الطبية يف‬
‫الوزارة ويستجيب أطباء ممارسني واختصاص التصال املواطنني برقم هاتف خاص وهو‬
‫(‪ .)404‬ومزود الربنامج بسيارات إسعاف خاصة ومسعف لنقل احلاالت احلرجة املتصلة‬
‫باملركز إىل قسم الطوارئ املناسب للحالة‪ .‬علماً أن هذه االسعافات داعمة لالسعافات‬
‫املرتبطة بقسم االسعافات االولية الذي يُتصل هبا عن طريق رقم اهلاتف (‪ )122‬املعروف‬
‫سابقاً‪ .‬ويقدم مركز االستشارة الطبية خدماته خارج اوقات الدوام الرمسي من الساعة‬
‫الرابعة عصراً حىت السابعة صباحاً وملدة سبعة أيام يف االسبوع ويعمل يف العطل الرمسية‬
‫ملدة أربع وعشرين ساعة‪ .‬وذلك لتحسني وتنويع مصادر احلصول على الرعاية الصحية‬
‫العراقية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المحدودة ‪Commitment to a just‬‬ ‫‪ -7‬اْللتزام بالتوزيع العادل للمصادر‬
‫‪distribution of finite resources‬‬

‫نعيش يف عامل تزداد فيه احلاجة إىل توسع يف الرعاية الصحية الضرورية باملقابل تقل فيه‬
‫املوارد حىت يف اغى دول العامل‪ .‬وتشري الدراسات إىل أن كبار السن سيستهلكون أكثر‬
‫من ‪ %40‬من املوارد املخصصة للصحة قريباً‪ .‬لذلك على املؤسسات الصحية أن تفكر‬
‫جلياً يف ادخال كبار السن يف رعاية حالتهم الصحية أي أن يكون املريض مسامهاً يف‬
‫عالج مرضة وما يعرف حمورية املريض وهو العامل األهم يف تقليل موارد الصحة العامة‪.‬‬
‫وينبغي أن يضع املخطط الصحي توازن املوارد بني الرعاية الصحية االولية والثانوية‬
‫والثالثية‪ ،‬على ان تتغلب املوارد املخصصة إىل الرعاية الصحية األولية لشموهلا مجيع افراد‬
‫اجملتمع‪ .‬وأن ال تتغلب بعض املؤسسات الثالثية التخصصية غالية الثمن كمراكز امراض‬
‫القلب مقابل ختصيص موارد شحيحة لالجراءات الوقائية اليت تعم فائدهتا مجيع افراد‬
‫اجملتمع‪.‬‬
‫وفي أثناء تلبية حاجات المرضى الفردية‪ ،‬ينبغي على األطباء والمالك الصحي‬
‫تقديم الرعاية الصحية المستندة على التدبير الحكيم واالقتصادي للمصادر‬
‫المحدودة‪ .‬وجيب أن ّ‬
‫يتعهدوا بالعمل مع األطباء اآلخرين‪ ،‬واملستشفيات‪ ،‬واملمولني‬
‫لتطوير دليل للرعاية االقتصادية‪ .‬وتتطلب مسؤولية الطبيب املهنية التخصيص املالئم‬
‫للموارد املالية وجتنب الفحوص غري الضرورية واملموهة واإلجراءات الزائدة عن احلاجة‪.‬‬
‫عرضهم إىل األذى‬
‫وينبغي الرتكيز إىل أن تقدمي خدمات غري ضرورية لبعض املرضى ال يُ ّ‬
‫حسب‪ ،‬وأمنا يستهلك املوارد املتوفرة لآلخرين أيضاً‪.‬‬

‫"مثال ‪ :1‬من املعروف يف مجيع مراكز الرعاية الصحية االولية العراقية يعاجل االطفال دون سن ‪ 12‬سنة‬
‫جماناً‪ .‬جلب أ حد االشخاص مجيع اطفاله البالغ عددهم ستة اطفال وطلب بطاقات عالجية جمانية من‬
‫قاطع التذاكر وسجل على كل بطاقة اسم طفل وعمره وذهب لغرفة الطبيب للفحص‪ .‬ويذكر األب‬

‫‪41‬‬
‫لل طبيب بعض االعراض مثل أن لديه رشح وسعال ومحى أو يعاين من اسهال وصداع ويطلب من‬
‫الطبيب وحيدد االدوية‪ :‬رجاءاً اكتب للطفل ادوية "مضاد حيوي وشراب للسعال وشراب وخافض حرارة‬
‫فيتامينات ‪....‬اخل" وعند بعض االطفال كان يطلب مضادات حيوية وريدية‪ .‬وكانت لديه قائمة اضافية‬
‫من االدوية اخرى يطلب اضافتها للوصفات وال ميكن ان جتتمع مثل هذه القائمة لعالج مرض معني او‬
‫حالة طبية معينة‪ .‬فما كان من الطبيب اال ان جتاوب مع املريض‪ ،‬وبالفعل استطاع الرجل ان حيصل على‬
‫ما يريد‪".‬‬

‫مثال ‪:2‬طلب أحد املرضى أن يكتب الطبيب على وصفته أن كلفة العملية مليون دينار‪ ،‬بينما يف احلقيقة‬
‫كانت تكلفت العملية مثامنائة الف دينار فقط‪.‬‬
‫الطبيب‪ :‬وملاذا اكتب مليون دينار؟‬
‫املريض‪ :‬دكتور ألن الدائرة تعوض ‪ %20‬من كلفة العالج‪ .‬هل سيوافق الطبيب على رأي املريض أم‬
‫سينحاز إىل القوانني اليت تشرعها الدوائر الر مسية؟‬

‫العلمية‪Commitment to scientific knowledge‬‬ ‫‪ -7‬اْللتزام بالمعرفة‬

‫يستندالعقد بني مهنة الطب واجملتمع على سالمة املعلومات واالستخدام املناسب‬
‫للمعرفة العلمية والتكنولوجيا‪.‬وعلى املالكات الطبيةوالصحية عموما واألطباء خصوصاً‬
‫واجب دعم املعايريالعلميةوتشجيع البحوث‪ ،‬وخلق معرفة جديدةوضمان االستخدام‬
‫املناسب هلا‪.‬فهذه املهنة هي املسؤولة عن سالمةهذه املعرفة‪ ،‬الذي يقوم على البينات‬
‫العلمية وخربة األطباء واملالكات االخرى‪ .‬وسنفرد فصالً خاصاً باخالقيات البحوث فيما‬
‫بعد‪.‬‬

‫‪ - 9‬االلتزام ببناء الثقة وتدبير تضارب المصالح‬


‫‪Commitment to maintaining trust by managing conflicts of interest‬‬

‫‪42‬‬
‫لدى األطباء واملالكات الطبية والصحية ومنظماهتم العديد من الفرص الساحنة ملساومة‬
‫مهامهم املهنية لصاحل املكسب اخلاص أو الفائدة الشخصية‪ .‬وهتدد مثل هذه املساومات‬
‫التفاعل الشخصي أو املؤسسايت السيما احلصول على الربح من منتجي األجهزة الطبية‬
‫وشركات األدوية‪ .‬وعلى األطباء اإلقرار والكشف املعلن أمام املأل يف أثناء التعامل مع‬
‫هذه الشركات واعالن تضارب املصاحل الذي يظهر أثناء واجباهتم املهنية ونشاطاهتم‪،‬‬
‫مثل يعلن الصيديل أن له اسهما يف شركة ادوية حىت ال يكلف بلجنة هلا عالقة بشراء من‬
‫هذه الشركة‪.‬‬

‫"مثال‪ :‬راجعت مريضة عيادة طبيبة‪ ،‬وبعد اجراء الفحص السريري وصفت العالج الالزم للحالة‪ .‬وابلغت‬
‫املريضة ميكنها أن حتصل على العالج مبراجعة الصيدلية ع القريبة من العيادة‪ .‬وبالفعل اشرتت املريضة‬
‫الوصفة الطبية من الصيدلية ع‪ .‬وبعد مدة قصرية‪ ،‬ارادت أن تكمل الدورة العالجية‪ ،‬ذهبت إىل صيدلية‬
‫قرب دارها لتشرتي الدواء‪ ،‬فوجئت بالصيديل املسؤول يقول هلا‪ :‬إن ما مكتوب يف الوصفة هو عبارة عن‬
‫رموز ال يستطيع فك شفرهتا! شككت املريضة يف قول الصيديل فقصدت صيدليات اخرى وفوجئت‬
‫باالجابة نفسها مما اضطرها الرجوع إىل الصيدلية ع لتتمكن من شراء الوصفة جمدداً‪".‬‬

‫‪Commitment to professional‬‬ ‫‪ -12‬االلتزام بالمهام المهنية‬


‫‪responsibilities‬‬

‫على مجيع األطباء وأطباء األسنان والصيادلة واملمرضات واملمرضني واملالكات الساندة‬
‫األخرى االنضمام إىل مجعيات ونقابات مهنية من أجل تقدمي أفضل خدمة صحية‬
‫للمرضى‪ ،‬وأن يسود االحرتام والتعاون فيما بينهم‪ .‬وأن يديروا شؤوهنم املهنية ذاتياً لتلبية‬
‫املتطلبات املهنية احملددة‪ ،‬وأن يضعوا معايري ومناهج علمية لالعضاء وآلية انضباط تراقب‬
‫أداء األعضاء وحتاسب الذين ال يستطيعوا أو خيرقوا املتطلبات املهنية املوكلة هبم‪ .‬ويتقبلوا‬
‫املراقبة اخلارجية ملنظماهتم ليضمنوا أنه مجيع االعضاء ملتزمني باملعايري املهنية احملددة‬
‫بشكل انفرادي أو مؤسسايت مجعي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الجوانب االخالقية في كلفة الرعاية الصحية‬
‫تتميز املمارسة الطبية احلالية بتزايد الكلفة املادية للرعاية الصحية تزايداً مستمراً وقد وصلت‬
‫ارقام فلكية‪ .‬وعلى الرغم من أن الكلفة تتعدى‬ ‫بعض االجراءات الطبية واالدوية إىل ٍ‬
‫امكانيات الطبيب املعاجل الفرد واجملموعة املعاجلة أيضاً‪ .‬لكن ميكن هلم أن يقللوا منها‪ ،‬إذا‬
‫اخذوا باالعتبار أمهية اجلوانب املادية عند تدبريهم حلاالت املرضى املختلفة‪ .‬وميكن أن تكون‬
‫هلم بصمات مؤثرة يف عدة جماالت وذلك يف اطار حتقيق اهداف االخالقيات الطبية وهي‬
‫العدالة يف توزيع املوارد احملدودة ومصلحة املريض أوالً‪ .‬وأهم هذه اجملاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬الفحوص الطبية‪ :‬اصبح إجراء الفحوص " املختربية والشعاعية " الباهضة الثمن وغري‬
‫الضرورية ثقافة سائدة يف االوساط الطبية‪ ،‬علماً أن هذه الفحوص ال تستعيض عن املقابلة‬
‫الطبية واستقراء التاريخ املرضي املستفيض الذي ميكن الوصول إىل التشخيص لوحده ألكثر‬
‫من ‪ %22‬من احلاالت املرضية وباضافة الفحص البدين تزداد النسبة أكثر‪ .‬ومن ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬ينبغي أن يسأل الطبيب نفسه أسئلة قبل أن يرسل املريض للفحص‪ :‬ما الفائدة اليت‬
‫سيجنيها املريض من هذا الفحص وما اخلطورة اليت سيتعرض هلا من جراء ذلك يف مقابل‬
‫الكلفة املادية اليت سيتحملها إلجراء هذا الفحص‪ .‬وميكن مراجعة مصادر طب البينة‬
‫"‪ "Evidence Based Medicine‬حول مدى امهية الفحص العلمية للمرض واملريض‪.‬‬
‫وإذا مل تتضح فائدته اجللية فيمكن امهاله‪.‬‬
‫‪ -2‬االدوية‪ :‬مع االنفتاح االقتصادي الذي مير به العراق بعد ‪ ،2003‬نرى ازدياد عدد‬
‫شركات االدوية ومكاتب استرياد األدوية وكثرة الندوات املؤمترات الداخلية واخلارجية اليت‬
‫حتتضنها يف أرقى الفنادق وزيادة عدد مروجي االدوية املتجولني بني عيادات االطباء اخلاصة‬
‫والصيدليات حاملني معهم النماذج اجملانية وهدايا متنوعة ودعوات جمانية حلضور النشاطات‬
‫"ينبغي احلذر من البيانات العلمية املتحيزة اليت يعرضوهنا" اليت يقيموهنا للتأثري على طريقة‬

‫‪44‬‬
‫كتابة األطباء واختيارهم لألدوية‪ .‬واالخطر من ذلك‪ ،‬استخدام بعض األطباء االحداث‬
‫للدعاية ملنتجاهتم مقابل اجور مغرية مما تؤثر على ممارستهم العملية املستقبلية‪.‬‬
‫وتوصي االبحاث الغربية أن الهدايا التي يتلقاها األطباء من شركات األدوية لها تأثير‬
‫متحيز على طريقة وصف األدوية‪.‬‬
‫وينبغي أن يُ ّذكر األطباء والصيادلة خصوصاً‪ ،‬أن املهام املوكولة هبم هي تقدمي أفضل رعاية‬
‫ممكنة للمرضى وجتاوز العقبات والغموض اليت تقف امامهم عند صياغة قراراهتم اجملدية‬
‫اقتصادياَ‪ .‬لذلك ينبغي كتابة األسم العلمي للدواء املوصوف من قبل الطبيب وعدم كتابة‬
‫االسم التجاري أو الشركة املنتجة ما دام مجيع األدوية املستخدمة يف االسواق احمللية حتت‬
‫نظر التقييس والسيطرة النوعية لوزارة الصحة‪ .‬وعلى الصيديل واجب اخالقي كبري حينما‬
‫يعرض انواع االدوية املتوفرة لديه للمريض من دون حتيز لشركة معينة‪.‬‬
‫كما جيب تعليم طلبة الكليات الطبية على استخدام االمساء العلمية وعدم ذكر أي دواء‬
‫بامسه التجاري حىت يغرس بالذهن أمهية املبدأ االخالقي يف عدم ارهاق املرضى حبجة اسم‬
‫الدواء لشركة مشهورة‪.‬‬
‫‪ -3‬املريض‪ :‬من أهم جوانب تقليل كلفة الطب املادية هي مشاركة املريض بفريق الرعاية‬
‫الصحية‪ .‬ويساهم باختاذ القرارات اليت ختص حالته املرضية السيما كبار السن الذي تزداد‬
‫اعدادهم بشكل كبري وتصرف حالياً ‪ %20‬من املوارد الصحية على اخلدمات املقدمة هلم‪.‬‬
‫والطريق الوحيد لتقليل االنفاق يف الرعاية الصحية هو مشاركة هذه الفئة لرعاية انفسهم‪،‬‬
‫على الرغم من عدم وضوح مدى امكانية مشاركتهم العملية فيها حلد اآلن‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الصحي‪Health Research Ethics‬‬ ‫أخالقيات البحث‬
‫البحث‬
‫يُعرف البحث بـ‪ :‬عملية اكتشاف واكتساب معرفة جديدة باستعمال طرق علمية موثوقة‪.‬‬
‫وينبغي أن ختدم هذه املعرفة اجملتمع الذي جترى فيه‪ ،‬وأن يتوافق مشروع البحث مع السمات‬
‫األخالقية السائدة يف اجملتمع جلميع مراحله التنفيذية‪ .‬وأن يضع الباحث نصب عينيه أن‬
‫هدف البحث هو مشروع لتنمية الفرد واجملتمع الذي جيرى فيه‪ .‬ويعد البحث ملكاً‬
‫للمجتمع جيب أن يطلع عليه السيما إذا كانت موراده من ثروة اجملتمع العامة‪.‬‬
‫الباحث‬
‫هو الشخص الذي يسهم إسهاماً فاعالً يف اعداد فكرة البحث ووضع تصميم له وحتليل‬
‫بياناته ومناقشة نتائجه وكتابة البحث ومراجعته بشكل شامل ويتحمل مسؤولية دقة‬
‫املعلومات وامانتها ومصداقيتها‪ .‬وطبقاً هلذا التعريف‪ ،‬ال يعد اإلشراف غري العلمي أو مجع‬
‫البيانات أو تسهيل اإلجراءات اإلدارية ومستلزمات البحث من قبل املسؤول اإلداري أو‬
‫الفين والداعم مادياً ومعنوياً باحثاً وأمنا ميكن أن يقدم هلم الشكر والتقدير يف هناية البحث‪.‬‬

‫"مثال‪ :‬بعد أن خترج طالب بورد واصبح طبيباً اختصاصياً‪ ،‬طلب منه أحد األطباء اضافة امسه بالبحث الذي‬
‫نال عليه شهادة التخرج وقال له‪ :‬أن لدي ترقية قريبة وعندما حتني ترقيتك سأكتب امسك على احد البحوث‬
‫اليت اجريها وهذا فضل ال انساه لك‪".‬‬

‫وجيب أن يتصف الباحث باألمور اآلتية‪ :‬عدم التسليم والقبول ألي أمر ما مل يقم علية دليل‬
‫أو برهان وفحص كل اآلراء ذات العالقة باملوضوع أو املشكلة‪ .‬وأن يكون متجرداً غري‬
‫متحيز وأن ال حياول أن يربهن لنتيجة معينة إمنا يبحث عن احلقيقة ويتقبل الواقع ولو خالف‬
‫رأيه‪ .‬وأن يتعامل الباحث دائماً مع الواقع‪ ،‬أما ما كان يف دائرة القيم واملبادئ املسلمة‬

‫‪46‬‬
‫كاألخالقيات والعبادات والعادات فإن هذه ال ميكن حبثها على أساس الواقع فقط بل البد‬
‫من اعتبارات أخرى مهمة ال تدخل ضمن هذه الطريقة‪ .‬وينبغي أن ال يقدم الباحث لنا‬
‫تفاصيل العالقات بني األحداث والوقائع املوجودة فحسب بل يذهب إىل أبعد من ذلك‬
‫وإعطاء حكم عن بعض ما توصل إليه من نتائج‪ .‬وأن ال يهتم بالوقائع الشاذة بل يفتش عن‬
‫الوقائع املتجانسة لفحصها وبلورهتا يف إطار واحد للخروج بنظرية حياول من خالهلا ادخال‬
‫األمثلة للخروج بقاعدة واحدة تشمل األمثلة والنماذج كافة على أن تكون خاضعة يف‬
‫املستقبل إلعادة النظر حسبما يستجد من شواهد وحقائق‪.‬‬

‫التمويل‬
‫جيب ذكر تفاصيل التمويل والدعم مثل مقدار الدعم املادي ومصدره‪ .‬وإذا كان الدعم‬
‫عينات دوائية أو مستلزمات طبية تذكر تفاصيل العينة األسم التجاري والشركة املنتجة‬
‫واالسم العلمي وهل العين ة موافق عليها من اللجنة الوطنية إلنتقاء األدوية أم جتريبية ويف أية‬
‫مرحلة أو قد يستعمل الدواء أو املادة الكيماوية لعلة أخرى أو إذا مل يدخل الدواء أو‬
‫املستلزم (أداة البحث) السوق العراقية‪.‬وينبغي احلصول على موافقة اللجنة الوطنية إلنتقاء‬
‫األدوية العراقية أو اجلهة املخولة رمسياً يف العراق قبل البدء بالبحث‪ .‬وعند طلب التمويل من‬
‫وزارة الصحة ينبغي التقدمي من خالل مركز التدريب يف وزارة الصحة أو شعب التدريب من‬
‫دوائر الصحة يف احملافظات‪.‬‬

‫اخالقيات البحث‬
‫املعايري واملبادئ األخالقية اليت حتكم سلوك الباحث يف أثناء سري البحث وتعامله مع‬
‫املبحوثني‪ .‬وتقع مسؤولية مراعاة األخالقيات يف البحث على الباحث بالدرجة األوىل‬
‫ويتحمل املسؤولية الكاملة يف أي خرق لالخالقيات البحثية أو إضرار باملبحوثني‪ .‬كما‬
‫تشرتك اطراف أخرى باملسؤولية‪ :‬املؤسسة البحثية‪ ،‬مسؤولة عن ضمان التمسك باخالقيات‬
‫البحوث اليت جتري فيها وتضع آلية ملراقبة انتهاك االخالقيات‪ .‬وتتحمل اجمللة العلمية اليت‬

‫‪47‬‬
‫نشرت البحث بعضاً من املسؤولية‪ ،‬إذ البد من أن يرفق البحث مبوافقة جلنة أخالقية قبل‬
‫املوافقة على نشره‪ .‬وعلى املمولني أن ميتنعوا عن متويل أي حبث إال بعد تقدمي ضمانات‬
‫مراقبة للمبادئ األخالقية للبحث واحملافظة عليها يف مجيع مراحل البحث‪.‬‬
‫وجيب أن يتأكد من أن الباحث واملؤسسة البحثية تتبع املبادئ عندما تقوم بتنفيذ حبث ما‬
‫والسيما عندما جيرى على البشر‪ .‬وعلى الرغم من أن هذه املبادئ عاملية‪ ،‬لكن آلية ضمان‬
‫هذه املبادئ ختتلف من مكان آلخر‪ .‬وجدير بالذكر‪ ،‬أن ال توجد حلد اآلن تشريعات عاملية‬
‫تبني كيف تنظم مراقبة التجارب السريرية‪ .‬لذلك قد يثري اشرتاك الطبيب يف هذه األحباث‬
‫بصورة مباشرة إشكاليات أخالقية جيب معرفتها لتحاشيها‪ .‬وذلك ألن دور الطبيب‬
‫المعالج في عالقته مع المريض تختلف عن دور الباحث وهذا الختالف المسؤولية في‬
‫الحالتين‪ :‬فمسؤولية الطبيب تتمحور حول صحة المريض وتقديم العالج بقصد‬
‫الشفاء‪ .‬أما مسؤولية الباحث تنحصر تجاه المعلومات التي يحصل عليها‪ ،‬وهل استفاد‬
‫املبحوث من تداخالت البحث أم ال؟‬
‫يف حالة تضارب الدورين لدى الطبيب فيجب تغليب دور الطبيب املعاجل ومسؤوليته على‬
‫دور الباحث‪ .‬وذلك ألن اخللط بني الدورين يؤدي اىل تضارب املصاحل‪ .‬ويدار البحث‬
‫الطيب حالياً من مؤسسات ذات متويل ضخم " مثل شركات االدوية" اليت ميكنها الدفع‬
‫بسخاء لألطباء ليشرتكوا يف هذه البحوث‪ .‬ويقنعوا مرضاهم واجراء حبوث عليهم أو‬
‫استعمال عينات من املادة الدوائية عليهم‪ .‬وباملقابل يدعى األطباء املشاركني حلضور ندوات‬
‫أو نقاشات عن نتائج األحباث‪ .‬وقد يتضارب اهتمام الطبيب باحلصول على هذه‬
‫االمتيازات أحياناً مع قاعدة معاجلة املريض بالدواء األنفع له‪ .‬وقد يتضارب هذا اخليار مع‬
‫حق املريض بتزويده باملعلومات الضرورية الختاذ قراره يف الرضا واملشاركة يف البحث‪ .‬ومن‬
‫هنا‪ ،‬ظهرت ضرورة تطبيق القواعد األخالقية األساسية للبحوث الطبية‪ .‬وتبى هذه‬
‫االخالقيات على ثالث مبادئ أساسية رئيسة‪ :‬احرتام االنسان وعدم االضرار به والعدالة‪.‬‬
‫وتعد هذه القواعد األسس لكل التشريعات والدالئل االخالقية‪ ،‬وهي مبادئ عاملية حتكم‬
‫أخالقيات البحوث‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫املبدأ األول‪ ،‬احرتام االنسان‪ :‬وتعين التأكد من قدرة األشخاص "املبحوثني" على اختاذ‬
‫قراراهتم واختياراهتم بأنفسهم‪ .‬ويشري كذلك إىل احرتام استقاللية املشارك‪ .‬مما يعين االعرتاف‬
‫بكرامة اإلنسان وحريته‪ .‬واملهم يف هذا املبدأ هو التعرف على الفئات املستضعفة اليت حتتاج‬
‫إىل محاية حقوقهم اليت قد تنتهك يف أثناء البحث‪ :‬مثل االمي أو االمي الوظيفي‬
‫"‪ ،"Functional illiteracy‬والفقراء والنساء والسجناء واألطفال واملعاقني ذهنياً‪.‬‬
‫لذلك فان احلصول على املوافقة الواعية الطوعية تصبح صعبة للباحث‪ .‬لذا جيب عليه أن‬
‫يكون خملصاً للتأكد من احلصول عليها‪ ،‬إن مبدأ احرتام الذات اإلنسانية يتجسد يف عملية‬
‫احلصول على املوافقة الواعية أو املستنرية الرمسية واليت تعد عملية متكني الفرد من اختاذ قرار‬
‫طوعي مستنري فيما خيص مشاركته يف البحث‪ .‬وجيب على الباحث شرح كل تفاصيل معى‬
‫املوافقة الرمسية املستنرية بكل أبعادها للمشارك‪.‬‬
‫وتعين املوافقة الطوعية باملوافقة اليت يعطيها املشارك يف البحث بعد أن تلقى املعلومات‬
‫الضرورية عن البحث وفهمها فهماً واضحاً وتوصل مبلء إرادته إىل قرار املشاركة بالبحث من‬
‫دون أن يكون قد تعرض إىل اإلكراه أو تأثري أو حث أو ختويف‪ .‬وهي عملية متواصلة بني‬
‫الباحث واملشارك املفرتض يف البحث تبدأ قبل إجراء البحث على املشارك وتستمر إىل هناية‬
‫البحث أو الدراسة‪.‬‬
‫العناصر األساسية للموافقة الواعية‪ :‬ينبغي أن تتوافر العناصر اآلتية يف املوافقة الطوعية‪ :‬أن‬
‫يوصف البحث وطبيعة املشاركة فيه "توضح طريقة التجربة بكل تفاصيلها بطريقة مبسطة‬
‫ومفهومة‪ ،‬وتناقش املخاطر والفوائد املتوقعة من البحث واحلفاظ على سرية املعلومات‬
‫الشخصية للمبحوث وجيب التعويض يف حالة الضرر وشرح طرق العالج املتاحة ومعرفة مبن‬
‫يتصل املشارك يف حالة الضرر ملقاضاة الباحث واملطالبة حبقوق املشاركة وللمشارك احلرية يف‬
‫االنسحاب يف أية حلظة من البحث‪.‬‬
‫املبدأ الثاين‪ ،‬عدم اإلضرار‪ :‬وهي مسؤولية الباحث عن سالمة املشاركني يف البحث بدنياً‬
‫وعقلياً واجتماعياً قدر تعلق ذلك بالبحث والدراسة‪ .‬وإن تعريض املشارك للمخاطر من‬
‫جراء املشاركة يف البحث جيب أن يوضع يف مقابله املنافع املبدئية للبحث اليت سيتم احلصول‬

‫‪49‬‬
‫عليها وكذلك املعرفة اليت سيتم حتصيلها علمياً‪ .‬وعلى أية حال‪ ،‬جيب أن تكون املخاطر يف‬
‫حدها األدىن يف أي حبث‪ .‬ومحاية سالمة املشارك بالبحث هي اهلدف األول واملسؤولية‬
‫األوىل للباحث وبناءاً عليه فتصبح سالمة املشارك أهم من حتصيل معرفة جديدة والفائدة‬
‫العلمية الناجتة من البحث واهتمام ومصلحة الباحث املهنية والشخصية‪.‬‬
‫املبدأ الثالث‪ ،‬العدالة‪ :‬وتعين عدالة توزيع املنافع واملخاطر من جراء البحث واالختيار العادل‬
‫للمشاركني يف البحث ومحاية اجملاميع املستضعفة‪ .‬إن احد التزامات الباحث هو أن يقوم‬
‫بإجراء البحث بعدالة بني أفراد العينة يف جمتمع الدراسة‪ .‬وان يقوم باختيار العينة بالعدالة‬
‫واملساواة‪ .‬إذ ال جيوز أن يقوم الباحث بتعريض جمموعة من املشاركني إىل خماطر على‬
‫حساب اجملموعة األخرى‪ ،‬مثال‪ :‬إجراء حبث على فعالية دواء جديد وخطري على جمموعة‬
‫من السجناء والنتيجة البحثية أو مثرة البحث ستعم بفائدهتا على فئات أخرى يف اجملتمع‬
‫ونالحظ ترابط املبدأ األول مع املبدأ الثالث من حيث السعي حلماية اجملاميع املستضعفة‬

‫السياقات األساسية ألخالقيات البحث الصحي ‪HealthResearch Ethics‬‬


‫‪Guidelines‬‬

‫حيتل البحث الطيب جماالً مهماً يف حياة املالكات الطبية والصحية كافة‪ .‬ويتطلب توافر‬
‫جمموعة من القيم واملبادئ األخالقية فيمن ميارسه‪ .‬وخيطئ من يتصور أن العملية البحثية ال‬
‫تعدو جمرد إدراك جم موعة من األسس واإلجراءات اليت تتصل بتحديد املشكلة واعداد‬
‫التصميم البحثي وجتميع البيانات والتعامل اإلحصائي مع تلك البيانات وكتابة تقارير‬
‫البحث‪ .‬وينبغي الوعي ألمهية االخالقيات منذ اللحظة األوىل من مشروع البحث ومجيع‬
‫مراحل البحث وكما يأيت‪:‬‬

‫أوالً‪ -‬تشمل املبادئ األخالقية عند التخطيط ملشروع البحث وعند التفكري يف مشكلة‬
‫البحث ويف اعداد تصميم حبث جيب أن ينظر إىل ما يأيت‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -1‬أن ال تكون خطوات البحث عبارة عن نسخة مكررة طبق األصل من دراسة سابقة‬
‫حبيث تلقي الريبة والشك على أمانة الباحث العلمية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن ال تؤدى الدراسة إىل إحلاق أي ضرر ظاهر أو باطن بأشخاص الدراسة أو‬
‫أشخاص آخرين‪.‬‬

‫ثانياً‪ -‬املبادئ األخالقية املصاحبة لعملية مجع البيانات‬

‫‪ -1‬على الباحث أن يوازن بني العديد من القرارات اليت تبدو متعارضة مع بعضها السيما‬
‫تلك اليت تتصل باألضرار احملتملة لألفراد املشاركني فيالدراسة‪.‬‬
‫مثال‪ -:‬لو أن من بني إجراءات البحث إساءة معاملة األطفال املشاركني يف الدراسة‪،‬‬
‫وذلك من أجل احلصول على معلومات معينة قد تكون هلا قيمتها من الناحية العلمية‪.‬‬
‫السؤال الذي جيب أن يطرح‪ :‬هل يتم مثل هذا البحث من أجل احلصول على معرفة جديدة‬
‫على الرغم مما يسببه هذا من انتهاك للحقوق اخلاصة لألطفال؟ أم أن محاية تلك احلقوق‬
‫اخلاصة لألفراد تقتضي منا أن نضحي مبثل هذه املعرفة؟‬

‫‪ -2‬على الباحث أن يفكر بالدراسة ومداها وجماهلا بشكل موضوعي يتناسب مع بنود‬
‫أخالقيات البحث‪ .‬فمثالً عند دراسة مضار التدخني فمن غري األخالقي أن تعرض‬
‫أشخاص غري مدخنني لدخان السكائر لدراسة مضار التدخني ‪ .‬أما إذا مل يتلق املرضى‬
‫تلك املعلومات أو أعطوا معلومات مضللة فإن الدراسة بذلك تكون قد انتهكت حقاً من‬
‫أخص حقوق اإلنسان وهو أن يعرف ماذا حيدث له متاماً قبل أن يتعرض ألي نوع من‬
‫املعاجلة‪.‬‬

‫‪ -3‬على الباحث أن يفكر يف املعطيات الناجتة عن تفاعله مع البيئة اليت جيري فيها البحث‬
‫مبا يتضمن من مشاركني على نتائج البحث‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وجدير بالذكر أن يطلع القارئ الكرمي على أكثر الدساتري األخالقية شيوعا تلك املبادئ‬
‫األخالقية العشرة اليت أقرهتا اجلمعية األمريكية لعلم النفس عند إجراء البحوث على البشر‪:‬‬

‫‪ -1‬عند التخطيط لدراسة ما‪ ،‬فإن الباحث يتحمل املسؤولية الشخصية عن املعايري‬
‫األخالقية املتصلة بالدراسة‪ .‬وإذا وجد الباحث صعوبة يف االلتزام التام بذلك املبدأ وذلك‬
‫العتبارات علمية وإنسانية فعلية أن ينشد املشورة والنصيحة من القادرين على تقدميها‪ .‬وأن‬
‫يفكر يف إجراءات وقائية حلماية وصيانة حقوق املشاركني يف البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬إن مسؤولية ترسيخ ممارسات أخالقية مقبولة يف البحث واحلفاظ عليها تقع دائماً على‬
‫الباحث‪ .‬كما أن الباحث مسؤول أيضا عن املمارسات األخالقية ملساعديه وزمالئه ومن‬
‫يستخدمهم للتعامل مع املشاركني يف البحث‪.‬‬

‫‪ -3‬يتحمل الباحث مسؤولية اعالم املشاركني بكل مسات البحث وشروطه واليت ميكن أن‬
‫يكون هلا تأثرياً على قرار املشاركني فيما يتصل برغبتهم يف املشاركة يف البحث‪ .‬كما جيب‬
‫على الباحث أن جييب عن كل استفسارات املشاركني فيما يتصل بتلك السمات اليت ميكن‬
‫أن يكون هلا تأثري على رغبتهم يف املشاركة‪.‬‬

‫‪ -4‬يعد االنفتاح واألمانة سمتين أساسيتين من السمات التي تحكم العالقة بين‬
‫الباحث والمشارك في البحث وعندما تستلزم املتطلبات املنهجية لدراسة ما ممارسة نوع من‬
‫التمويه‪ ،‬فمثالً عند اختيار العينة املدروسة والضابطة (‪ )Control group‬وإمكانية‬
‫دخول املشارك يف أحد هاتني العينتني‪ .‬جيب أن يكون الباحث مطمئناً إىل إدراك املشارك‬
‫ألسباب ذلك التصرف وأن حيرص دائما على بناء العالقة اإلجيابية بينهما‪.‬‬

‫‪ -5‬على الباحث أن حيرتم حرية الفرد الذي يرفض املشاركة يف البحث أو االستمرار فيها‬
‫يف أي وقت‪ .‬فالباحث مسؤول عن كرامة املشاركني وراحتهم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -6‬البحث املقبول من الناحية األخالقية يبدأ بإعداد اتفاق واضح وعادل بني الباحث‬
‫واملشارك يتم حتديد مسؤوليات كل منهما بوضوح‪ .‬والباحث ملزم باحرتام كل الوعود‬
‫وااللتزامات املتضمنة يف ذلك االتفاق وال ينبغي أن يقوم الباحث بتضليل األفراد واعطائهم‬
‫وعوداً ال ميكن حتقيقها‪.‬‬

‫‪ -1‬جيب محاية املشاركني من أي وضع بدين أو عقلي غري مريح ومن أي أمل أو خطر قد‬
‫يتعرضون له وعندما تكون هناك احتمالية حلدوث مثل هذه املخاطر فينبغي على الباحث أن‬
‫يعلم املشارك بذلك وحيصل على موافقته ويتخذ كل التدابري املمكنة لتقليل تلك املخاطر إىل‬
‫أقصى حد ممكن‪.‬‬

‫‪ -2‬بعد االنتهاء من جتميع البيانات‪ ،‬ينبغي على الباحث أن يزود املشارك بتوضيح كامل‬
‫لطبيعة الدراسة ومبلخص واف عنها وأن يزيل أي تصورات خاطئة ميكن أن تكون قد علقت‬
‫يف ذهنه وعندما تكون هناك اعتبارات علمية وإنسانية تقتضي تأخري عرض هذه املعلومات‬
‫أو حجبها فإن الباحث يتحمل مسؤولية خاصة يف التأكد من عدم وجود عواقب خطرية‬
‫بالنسبة للمشارك‪.‬‬

‫‪ -4‬ويف حالة وجود احتمال أن تؤدي إجراءات البحث إىل حدوث عواقب غري مرغوبة‬
‫بالنسبة للمشارك فإن الباحث مسؤول عن تلك اآلثار وإزالتها مبا يف ذلك اآلثار بعيدة‬
‫املدى‪.‬‬

‫‪ -10‬جيب أن تبقى البيانات اليت مت احلصول عليها عن املشاركني يف البحث طوال مدة‬
‫االستبيان سرية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ثالثاً‪ -‬املبادئ األخالقية املصاحبة لعملية التعامل مع البيانات‬

‫حرص الباحث على سرية البيانات اخلاصة بكل مشارك يف الدراسة حبيث‬ ‫‪-1‬‬
‫ال تستغل تلك األسرار يف التشهري باألشخاص الذين ائتمنوه عليها أو يف‬
‫ابتزازهم ‪.‬‬

‫ما يصدق على التعامل مع البيانات اخلاصة باألفراد يصدق أيضاً عند‬ ‫‪-2‬‬
‫التعامل مع البيانات اليت تشري إىل مؤسسة معينة بذاهتا السيما إذا كانت‬
‫اإلشارة تسيء إىل تلك املؤسسة‪.‬‬

‫عدم جلوء الباحث إىل إجراء تعديالت يف البيانات اخلام متكنه من أن‬ ‫‪-3‬‬
‫حيصل على نتائج تدعم وجهة النظر املتبناة يف البحث حيث يعترب ذلك‬
‫إخالال باألمانة العلمية‪.‬‬

‫جيب على الباحث أن يدرك أن النتيجة اليت يسجلها يف تقريره مبثابة وثيقة‬ ‫‪-4‬‬
‫ستداوهلا األجيال من بعده وسوف يستشهد الباحثون هبا يف مواقف عديدة‬
‫‪.‬‬

‫جيب على الباحث أن خيتار األسلوب اإلحصائي املبين على أسس علمية‬ ‫‪-5‬‬
‫وليس اختيار أسلوب إحصائي يعطيه قدراً من التباين يربز أمهية وجهة النظر‬
‫اليت يتبناها البحث‪ .‬فمثال‪ :‬قد مييل بعض الباحثني إىل إجياد ثبات أدوات‬
‫حبوثهم باستخدام أكثر من طريقة وذلك على أساس أن بعض الطرق تعطى‬
‫معامالت ثبات أقل مما تعطيه طرق أخرى لنفس البيانات‪ ،‬هذا أمر جائز‬
‫من الناحية األخالقية وال يتعارض يف الوقت نفسه من االعتبارات العلمية‪.‬‬
‫أما إذا كان اختيار األسلوب اإلحصائي مرجعه الوحيد هو أن ذلك‬
‫األسلوب سوف يؤدى إىل إبراز وجهة نظر معينة مفضلة لدى الباحث فإن‬

‫‪54‬‬
‫الباحث بذلك يقع يف مأزق أخالقي ال يتناسب ومكانته كمعاجل حمايد‬
‫للبيانات‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬املبادئ األخالقية املصاحبة لعملية اعداد التقرير البحثي‬


‫جيب على الباحث عند اعداد تقريره أن يتصف بـ‪:‬‬

‫األمانة‪ ،‬الصدق‪ ،‬املوضوعية‪ ،‬التواضع‪ :‬تتمثل صفة األمانة يف موضوعات عدة من التقرير‬
‫البحثي من بينها القسم اخلاص بعرض نتائج البحث‪ .‬حيث يضمن البيانات اخلام يف منت‬
‫الدراسة وحىت يف مالحقها وال يكتفي فقط بتلك النتائج املتضمنة يف اجلداول أو يف عرض‬
‫الباحث أدبيات ا لبحث حيث جيب عليه أن يطرح اآلراء والدراسات اليت تدعم وجهة نظر‬
‫البحث وان ال يغفل تلك اآلراء والدراسات اليت تتناقض معها‪ .‬أما االقتباس عن اآلخرين‪،‬‬
‫فاألمانة العلمية تقتضي من الباحث أن يشير إلى المصادر التي اقتبس منها سواء كان‬
‫ذلك االقتباس حرفياً أو كان تلخيصاً لفكرة وإلى أهمية تلك الصفة‪.‬‬

‫كما جيب أن يتصف الباحث باألمور اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬عدم التسليم والقبول ألي أمر ما مل يقم علية دليل أو برهان وفحص كل اآلراء ذات‬
‫العالقة باملوضوع أو املشكلة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون متجرداً غري متحيز وأن ال حياول أن يربهن لنتيجة معينة إمنا يبحث عن‬
‫احلقيقة ويتقبل الواقع ولو خالف رأيه‪.‬‬
‫‪ .3‬يتعامل الباحث دائماً مع الواقع‪ ،‬أما ما كان يف دائرة القيم واملبادئ املسلمة‬
‫كاألخالقيات والعبادات والعادات فإن هذه ال ميكن حبثها على أساس الواقع فقط‬
‫بل البد من اعتبارات أخرى مهمة ال تدخل ضمن هذه الطريقة‪ .‬وينبغي أن ال يقدم‬
‫الباحث لنا تفاصيل العالقات بني األحداث والوقائع املوجودة فحسب بل يذهب‬
‫إىل أبعد من ذلك وإعطاء حكم عن بعض ما توصل إليه من نتائج‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ .4‬أن ال يهتم بالوقائع الشاذة بل يفتش عن الوقائع املتجانسة لفحصها وبلورهتا يف‬
‫إطار واحد للخروج بنظرية حياول من خالهلا إدخال كافة األمثلة للخروج بقاعدة‬
‫واحدة تشمل كافة األمثلة والنماذج على أن تكون خاضعة يف املستقبل إلعادة النظر‬
‫حسبما يستجد من شواهد وحقائق‪.‬‬

‫المخاطر‬
‫هناك خماطر عديدة ميكن أن تكتنف البحث اجلاد يف عالقته حبل املشكالت العلمية‪،‬‬
‫وتتضمن‪:‬‬
‫‪ -1‬تكوين نتائج مبتسرة غري ناضجة‪.‬‬
‫‪-2‬جتاهل األدلة املضادة أو غري املتفقة مع النتائج اليت وصل إليها الباحث‪.‬‬
‫‪-3‬عادة التفكري داخل أطر جامدة واالفتقار إىل األصالة‪.‬‬
‫‪-4‬عدم التمكن من احلصول على مجيع احلقائق املتعلقة باملشكلة‪.‬‬
‫‪-5‬عدم الدقة يف املالحظة‪.‬‬
‫‪-6‬اخلطأ يف مطابقة أو توفيق عالمات السبب والنتيجة‪.‬‬
‫‪-1‬التأثر باألحكام الشخصية والتحيز الذايت املسبق‪.‬‬

‫وسنشرح هذه املخاطر باجياز‪ ،‬وكما يأيت‪:‬‬

‫‪ -1‬تكوين نتائج مبتسرة غري ناضجة‪ :‬كثرياً ما يدفع محاس بعض الباحثني إىل سرعة التعلق‬
‫بنظرة مثرية على الرغم من إدراكهم أن ليس هناك دليل كاف لتأييدها‪ .‬ولو تذرعوا بالصرب‬
‫والعمل فرتة أطول يف تقصي احلقائق البتعدوا عن الوقوع يف اخلطأ‪ .‬أن الباحث الدقيق ال‬
‫يعلن عما يف ذهنه إال بعد اختبار مجيع الفروض والوصول إىل الدليل احلاسم‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ -2‬جتاهل األدلة املضادة‪ :‬قد يتحمس الباحث مرة أخرى للفرض الذي يضعه مما جيعله‬
‫يتجاهل األدلة املضادة اهلامة وميكن أن يكون هلذا التجاهل ما يربره يف املناقشات السياسية‬
‫حيث يكون اهلدف كسب جولة املناقشة واحلوار بأي مثن ولكن الدراسات العلمية ال هتدف‬
‫إىل كسب املناظرة واحلوار وإمنا إىل اكتشاف احلقيقية وعلى ذلك فإن الدليل املضاد جيب أن‬
‫يعطى نفس وزن الدليل املؤيد حىت ولو كان معى ذلك تغيري الفرض املبدئي‪.‬‬

‫‪ -3‬عادة التفكري داخل أطر جامدة‪ :‬ال شيء يؤدى بالبحث املثمر إىل املوت أكثر من‬
‫العادات اليت نكوهنا خالل سنوات تفكرينا داخل حدود جامدة‪ .‬ويذهب بعض علماء‬
‫النفس إىل القول بأن حىت يف األشياء البسيطة كجمع عمود من األرقام فإننا منيل إىل تكرار‬
‫نفس اخلطأ الذي وقعنا فيه من قبل‪ .‬وعلى الباحث إذن أن يبذل كل جهده حىت يتجنب‬
‫مناذج التفكري اجلامدة وأن يشجع يف ذاته تكوين عادات األصالة يف التفكري‪.‬‬

‫‪-4‬عدم التمكن من احلصول على مجيع احلقائق املتعلقة باملشكلة‪ :‬هناك بعض الصعوبات‬
‫اليت قد يواجهها الباحث يف احلصول على احلقائق الالزمة لتكوين الدليل الكايف والذي‬
‫يؤدي بدوره إىل النتائج السليمة وكثرياً ما يرتكب الباحثون أخطاء جسيمة عندما يبنون‬
‫نتائجهم على الدليل املبتور الناقص‪.‬‬

‫‪-5‬عدم الدقة يف املالحظة‪ :‬كثرياً ما يضطر الباحث إىل اعادة التجارب اليت قام هبا للتأكد‬
‫من أن مجيع العناصر قد الحظها صحيحة وكثرياً ما يهمل بعض العوامل ويرى من هذه‬
‫العوامل فقط ما حيب أن يراه‪.‬‬

‫‪ -6‬اخلطأ يف مطابقة أو توفيق عالمات السبب والنتيجة‪ :‬وهذا خطر حمدق دائما وعلى‬
‫الباحث أن يكون حذراً يف صياغتة هلذه النتائج‪.‬‬

‫‪ -1‬االفتقار إىل املوضوعية‪ :‬جيب أن تكون احلقيقة واحلكمة ضالة الباحث العلمي‬
‫والدراسات اليت يقوم هبا بعض الباحثني لتأييد معتقدات وأيديولوجيات معينة يكون الباحث‬

‫‪57‬‬
‫ملتزما هبا من قبل هذه الدراسات وختدم أغراضاً مشكوكاً فيها من غري شك‪ .‬فعلى الباحث‬
‫أن يبحث مشكلته مبوضوعية وبال حتيز حىت تكون نتائجه صحيحة على قدر املستطاع‪.‬‬

‫األخالقية‪Ethical consideration‬‬ ‫خامساً‪ :‬االعتبارات‬

‫‪ -‬موافقة جلان مراجعة أخالقيات البحوث‪ :‬للدراسات على البشر (أَو البحث‬
‫صاد َق اللجنة األخالقية الوطنية أَو‬
‫ماد َة حيويةَ إنسانيةَ)‪ ،‬جيب أ ْن تُ ّ‬
‫املتضمن ّ‬
‫ّ‬
‫املؤسساتية أو احملليّة على أن البحث يتوافق واألخالق السائدة يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬يف الدراسات اليت جترى على احليوان‪ :‬جيب أخذ موافقة جلنة الرفق باحليوا َن يف‬
‫املعهد أَو مكافئِها يف الدائرة املعنية‪.‬‬

‫‪ -1‬اللجنة األخالقية ‪Ethical committee‬‬

‫يف حال عدم وجود جلنة ألخالقيات البحوث ينبغي تأليف جلنة مصغرة بأسرع وقت ممكن‬
‫وحلني تشكيل تلك اللجنة‪ .‬ويصادق على املوافقة االخالقية ثالثة أشخاص من ضمنهم‬
‫املدير العام ‪ -‬يف الوزارة‪ -‬أو من بدرجته يف املؤسسات التعليمية (عميد الكلية أو املعهد)‪.‬‬
‫وتؤلف اللجنة األخالقية يف كل مؤسسة هلا عالقة بالبحوث وتعرض عليها فكرة البحث‬
‫وتراقب اإلجراءات العملية والطرق البحثية املتبعة وتعطي موافقتها املبدئية على البحث‬
‫واملوافقة النهائية واليت تؤيد فيها مصادقتها على أن البحث مت وفق املعايري األخالقية املقبولة‬
‫يف اجملتمع الذي اجري فيه‪ .‬وتؤلف اللجنة من "‪ " 1-5‬أشخاص على أن تضم شخصني‬
‫ليس هلما عالقة بالتخصص وإمنا من عامة اجملتمع وهلم حضور مهم يف اجملتمع "مثل حمامي‪،‬‬
‫عضو يف مجعية جمتمع مدين أو رجل دين ‪،..‬اخل"‪ .‬وهناك معايري عاملية مت ترمجتها ووضعها‬
‫على موقع وزارة الصحة لتشكيل جلنة اخالقيات البحوث ويف املوقع‬
‫"‪"www.moh.gov.iq‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -2‬موافقة املشاركني الواعية ‪Consent form‬‬

‫جيب إنشاء صيغة مالئمة للموافقة وتُـ ْربَط مبشروع البحث وعلى أن تُكْتَب بلغة عربية‬
‫وصف ملاذا جترى الدراسةَ ؟ وما احلكمة من‬ ‫واضحة وبسيطة يفهمها املشارك تتضمن‪ِ :‬‬
‫طْلب املشاركة فيها ؟ ‪ .‬كما جيب وصف مراحل الدراسة املتسلسلة وماذا سيحدث يف أثناء‬
‫ُ‬
‫الدراسة‪ .‬وتوضيح فيما إذا كانت هناك فوائد مكتسبة للمشاركني يف أثناء الدراسة أم ال‪.‬‬
‫توضيح احتمالية مواجهة أعراض جانبية وكيفية معاجلتها وشاملة كذلك األخطار‬‫كما جيب ّ‬
‫النفسية واالجتماعية إن وجدت‪.‬‬

‫وأخرياً جيب أن تتضمن صيغة املوافقة عبارات "حيق للشخص املشارك بالبحث أن ينسحب‬
‫من البحث يف أي وقت من دون أن تتأثر رعايته الطبية املستقبلية بأي شكل من األشكال‪.‬‬
‫وتتضمن حقل أسم املشارك الكامل ومصادقته وتاريخ املصادقة"‪.‬‬

‫‪ -3‬قائمة التدقيق األخالقِية ‪Ethical checklist‬‬

‫جيب أن تتصدى قائمة التدقيق أية خماوف أخالقية ميكن أن تربز من خالل تصميم‬
‫املشروع‪ ،‬واختيار األشخاص ويف أثناء التداخل واملراقبة للبحث وتضعها يف قائمة تدقيق‬
‫أخالقية تذ ّكر الباحثني بإمكانية بروز هذه اهلواجس يف مراحل املشروع املختلفة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫االخالقي‪Ethical Decision‬‬ ‫القرار‬
‫يُعـرف الســلوك األخالقــي احلَسـن بالســلوك الــذي ينســجم مـع العــرف االجتمــاعي واملعــايري‬
‫االجتماعية املقبولـة بشـكل عـام‪ .‬يُشـار إليـه باجليـد والصـحيح والعـادل والشـريف ويسـتحق‬
‫ـلوك خــاطىء أو غــري منض ــبط‬
‫الثنــاء‪ .‬وباملقابــل فالســلوك غ ــري األخالقــي يوصــف بأنــه س ـ ٌ‬
‫اجتماعياً‪.‬‬
‫وتظه ــر المعض ــالت األخالقي ــة عن ــدما تتض ــارب المص ــالح المتع ــددة ب ــين الطبي ــب‬
‫والمريض‪ .‬لذلك ينبغي أن يوضح الطبيب الخيارات المتاحـة عنـدما يـراد اتخـاذ قـرار‬
‫فـي مجـال رعايتـه الصـحية‪ .‬وأن يبســط املعلومـات الطبيـة للمـريض بلغـة بسـيطة ومفهومــة‬
‫ودقيق ــة ويع ــرض اخلي ــارات املتاح ــة وس ــلبيات واجيابي ــات ك ــل اجـ ـراء والنت ــائج املتوخ ــاة م ــن‬
‫استعمال وسائل العالج املقرتحة‪ .‬وعند حتسن معلومات املريض تقلل مـن شـكوكه وحريتـة‬
‫وتدفع ــه ليك ــون أكث ــر فاعلي ــة يف اخت ــاذ القـ ـرار وعن ــدها ينبغ ــي مناقش ــة رؤي ــة املـ ـريض وم ــا‬
‫اخليــارات الــيت تناســبه وبالتــايل يصــل الطرفــان إىل اصــدار قـرار طــيب مشــرتك يتخــذه امل ـريض‬
‫مبس ــاعدة الطبي ــب باس ــتقاللية مع ــززة "‪ "Enhanced Autonomy‬يـ ـوازن ب ــني كاف ــة‬
‫األجتاه ــات واملص ــاحل ويتواف ــق م ــع املف ــاهيم االخالقي ــة الس ــائدة يف اجملتم ــع‪ .‬وهن ــا يلع ــب‬
‫العامل األقتصادي دوراً مهماً يف حتديد وسـيلة العـالج املختـارة والـيت يسـتطيع املـريض دفـع‬
‫مثنهــا‪ .‬ويشــكل هــذا العامــل أحــد حتــديات األخالقيــات الطبيــة اخلطــرية‪ .‬ورمبــا يهتــز مبــدأ‬
‫استقالل الطبيب إذا مل يكن واعياً هلذا التحـدي عنـد االشـرتاك باختـاذ القـرار‪ .‬لـذلك ظهـر‬
‫لدينا امنوذجاً جديداً من العالقة بني الطبيب واملـريض وهـو امنـوذج الشـراكة يف اختـاذ القـرار‬
‫حيث هناك ثالثة أطراف تشرتك يف صنع القرار وهم‪:‬‬
‫‪ .1‬املـريض ومــن ميثلــه‪ :‬جيــب توضــيح مجيــع جوانــب اإلجـراء الطــيب املزمــع اختــاذه‪ ،‬االجيابيــة‬
‫والسلبية وتكاليف اخلدمة املقدمة ليتسى له املشاركة يف اختاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .2‬املستثمر‪ :‬الذي يقوم بتجهيز اخلدمة‪.‬‬
‫‪ .3‬الطبيب املعاجل ‪ :‬وهو الطرف الذي يقدم اخلدمة والراغب بتقدمي األفضل للمريض‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫وبصورة عامة ومهما اختلفت أطراف الشراكة اال أن الطبيب هـو العنصـر القيـادي الفاعـل‬
‫يف هــذه العمليــة‪ .‬والــذي غالب ـاً مــا تكــون لــه الكلمــة األخــرية‪ ،‬ويتحمــل مســؤولية اصــدار‬
‫القـرار‪ .‬ولعــل الس ـؤال املهــم الــذي يتبادرنــا هنــا‪:‬مــا األمنــاط الســلوكية الــيت يســلكها األطبــاء‬
‫املعاجلون يف اختاذ قراراهتم األخالقية؟‬
‫عمومـاً‪ ،‬هنــاك عــدة أمنــاط ســلوكية يتبعهــا الطبيــب الختــاذ القـرار الطــيب األخالقــي‬
‫وميكن أن نقسمها إىل‪:‬‬
‫‪ .1‬الق ـ ـرارات غـ ــري املنطقيـ ــة ( ‪ ) Non-Rational‬وال نعـ ــين هبـ ــا الالعقالنيـ ــة‬
‫ولكن لتمييزها عن األساليب اليت تعتمد املنطق يف اختاذ القرار‪.‬‬
‫‪ .2‬القرارات املنطقية(‪)Rational‬‬
‫وميكن توضيح هذين النمطني كاآليت‪:‬‬

‫‪ .1‬القرارات غير المنطقية‪Non-Rational‬‬


‫أ‪ .‬االمتثــال (‪ :)Obedience‬وهــي طريق ــة شــائعة الس ــيما بــني األطب ــاء الــذين يعمل ــون‬
‫لصـ ــاحل املؤسسـ ــات احلكوميـ ــة والعسـ ــكرية أو املستشـ ــفيات اخلاصـ ــة حيـ ــث متثـ ــل الطاعـ ــة‬
‫للق ـوانني والتعليمــات اهلــدف األخالقــي‪ .‬وأن تنفــذ الق ـوانني والتعليمــات دون انتظــار رأي‬
‫الطبيب‪.‬‬
‫ب‪ .‬احملاكــاة والتقليــد (‪ : )Imitation‬وتعــين أخضــاع احلكــم الشخصــي للفــرد عــن اخلطــأ‬
‫والص ـواب ل ـرأي شــخص آخــر‪ ،‬وهــي شــائعة عنــد تعلــم الطبيــب األخالقيــات الطبيــة مــن‬
‫أستاذه والذي ميثل له مصدر االهلام‪ .‬وتتم عن طريق املالحظة واستيعاب القيم املطروحة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الرغب ــة‪ :‬وه ــو أس ــلوب شخص ــي ( ‪ )Subjective‬ويع ــين االعتم ــاد عل ــى االحس ــاس‬
‫الذايت باخلطأ والصواب‪ .‬وهذا خيتلف من شخص آلخـر حسـب قناعـات الفـرد الشخصـية‬
‫وقد خيتلف من وقت آلخر عند الشخص نفسه‪.‬‬
‫د‪ .‬احلـ ـ ــدس أو البديهـ ـ ــة ( ‪ : )Intuition‬هـ ـ ــو رد الفعـ ـ ــل الفطـ ـ ــري اآلين جتـ ـ ــاه املشـ ـ ــكلة‬
‫األخالقيــة‪ .‬وهــو مشــابه إىل الرغبــة يف أنــه ذايت متام ـاً‪ .‬وهــو أقــرب إىل الســلوك العقــالين يف‬

‫‪61‬‬
‫صــنع القـرار مقابــل االنـواع غــري العقالنيــة الســابقة‪ :‬االمتثــال والتقليــد والرغبــة‪ .‬ولكــن توجــه‬
‫القرارات األخالقية مـن خـالل ومضـة بسـيطة يف البصـرية‪ .‬ومثـل الشـعور والرغبـة‪ ،‬ميكـن أن‬
‫خيتلف اختالفاً كبرياً من فرد آلخر‪ ،‬وحىت داخل الشخص نفسه بني حني وآخر‪.‬‬
‫ه ـ‪ .‬التعــود (‪ : )Habits‬وهــي طريقــة فاعلــة يف اختــاذ القـرار حيــث يــتم معاملــة املوضــوعات‬
‫األخالقي ــة واخت ــاذ القـ ـرارات بش ــأهنا بنظائره ــا م ــن احل ــاالت املش ــاهبة الس ــابقة‪ .‬وال حيت ــاج‬
‫الطبيــب لدراســة احلالــة منهجي ـاً مــرة أخــرى‪ ،‬وامنــا هنــاك حــل جــاهز امامــه يطبقــه دائم ـاً‪.‬‬
‫وج ــدير بال ــذكر‪ ،‬أن ل ــيس مجي ــع احل ــاالت املتشـ ـاهبة ميك ــن حله ــا بطريق ــة متش ــاهبة ايضـ ـاً‪،‬‬
‫والتعود له سلبياته ايضاً‪.‬‬

‫‪ .0‬القرارات المنطقية ‪Rational‬‬


‫أ‪ .‬اعتماد علم األخالق والواجبات األدبيـة (‪ : )Deontology‬وهـي الطريقـة الـيت تـنظم‬
‫البحــث عــن الق ـوانني الــيت ختــدم قواعــد اختــاذ الق ـرار مثــال ذلــك " معاملــة النــاس بالعــدل‬
‫واألحسـ ــان " وهـ ــي قاعـ ــدة أخالقيـ ــة مـ ــىت مـ ــا أرسـ ــيت جيـ ــب تطبيقهـ ــا علـ ــى املوضـ ــوعات‬
‫األخالقيةكافة‪.‬‬
‫ب‪.‬الرتابط املنطقي (‪ :)Consequentialism‬وهي طريقة حتليل النتائج للبدائل املتعـددة‬
‫ويـتم اختيـار البـديل الصـحيح علـى أسـاس أفضــل نتيجـة متوقعـة‪ .‬وأحـد أهـم املـذاهب الــيت‬
‫نتجــت مــن هــذه الطريقــة هــو مــذهب النفعيــة(‪ )Utilitarianism‬ويــنص علــى أن النتــائج‬
‫الصحيحة هي اليت حتقق أكربنفع ألكثر عدد من األفراد ‪.‬‬
‫ج‪.‬املبدئية( ‪)Principlism‬وهي أسم على مسمى‪ ،‬تستعمل املبادىء األخالقيـة كقواعـد‬
‫ألختــاذ الق ـرارات األخالقيــة وتطبيقهــا علــى مواقــف معينــة لتحديــد مــا الص ـواب مــع األخــذ‬
‫بنظر األعتبار املبادئ والنتائج‪.‬‬
‫د‪ .‬الفضــيلة(‪)Virtue ethics‬وتركــز علــى ســلوكيات متخــذ القـرار أكثــر مــن تركيزهــا علــى‬
‫القـرار نفســه وهــي نــوع مــن املثاليــة املطلقــة‪ .‬وأهــم الفضــائل الــيت يركــز عليهــا الطبيــب هــي‪:‬‬
‫الش ــفقة (‪ ،)Compassion‬االس ــتقامة(‪ ،)Honesty‬التف ــان (‪ ، )Dedication‬الت ــدبر‬

‫‪62‬‬
‫والنظر يف عواقب األمـور (‪ .)Prudence‬والطبيـب الـذي ميتلـك هـذه الفضـائل هـو أكثـر‬
‫قدرة على اختاذ القرار الصحيح وتطبيقه بالطريقة الصحيحة‪ .‬وهـذا ال يعـين بالضـرورة عـدم‬
‫وقوعه يف اخلطأ يف قراراته األخالقية‪.‬‬
‫ولكل منط من األمنـاط املـذكورة آنفـاً نقـاط قـوة وضـعف‪ ،‬وال يوجـد تفضـيل ألسـلوب علـى‬
‫آخــر‪ .‬إذ خيتلــف األف ـراد يف التفضــيالت العقالنيــة وغــري العقالنيــة‪ ،‬ورمبــا كــان اجلمــع بــني‬
‫األســاليب العقالنيــة األربعــة أفضــل طريقــة الختــاذ القـرار األخالقــي حيــث يــتم األخــذ بنظــر‬
‫االعتبار بالقوانني واملبادىء وتقييم األمور بنتائجها‪.‬‬

‫الخطوات العملية التخاذ القرار االخالقي في المؤسسة الصحية‬


‫هتــدف الرعايــة الطبيــة مصــلحة امل ـريض بالدرجــة االســاس‪ .‬ولكــن تظهــر يف اثنــاء املمارســة‬
‫الطبية حمددات لقدرة الطبيب على اختاذ القرار الطيب النـاجع للمـريض أو للعمـل الطـيب يف‬
‫جممــل جوانبــه‪ .‬وذلــك لتعقيــد الواقــع الطــيب أكثــر ممــا كــان عليــه قبــل عقــود‪ .‬لــذلك اصــبح‬
‫الطبي ــب يتخ ــذ كثـ ـرياً م ــن قرارات ــه الطبي ــة املهني ــة املهم ــة مبش ــاركة املـ ـريض وهيئ ــة التمـ ـريض‬
‫واملالكات املساعدة األخرى‪ .‬وإن كان للطبيب الكلمة النهائيـة فيهـا باعتبـاره قائـداً للفريـق‬
‫الط ــيب‪ .‬جي ــب أن يتض ــمن القـ ـرار الط ــيب األخالق ــي ال ــذي يتخ ــذه الطبي ــب م ــا يكف ــي م ــن‬
‫احلجج الدامغة للـدفاع عنـه مـن حيـث احملتـوى أو اإلجـراء‪ .‬وبلغـة اصـحاب االعمـال‪ ،‬فـأن‬
‫اخلدم ــة الص ــحية أص ــبحت س ــلعة لالس ــتهالك والبي ــع يف الس ــوق املفتوح ــة مقاب ــل الس ــعر‬
‫والرحبيــة‪ .‬ويعتمــد توزيــع اخلدمــة وتوافرهــا ونوعيتهــا علــى املنافســة يف الس ــوق وامل ـريض هــو‬
‫املستهلك‪.‬‬
‫لذلك ينبغي املوازنة بني كـل األعتبـارات لتفـادي حصـول الفجـوة األخالقيـة والـيت تُعـرف‬
‫بــالفرق ب ــني م ــا ه ــو أخالقــي وم ــا مرغ ــوب ملص ــلحة العمــل يف املؤسس ــة‪ .‬إذ م ــع االنفت ــاح‬
‫االقتصادي‪ ،‬حتولـت املؤسسـات الصـحية مـن مؤسسـات تـدار بقـوانني حكوميـة معينـة إىل‬
‫مؤسسـ ــات صـ ــحية ذات توجهـ ــات رحبيـ ــة أو ذات توجهـ ــات بريوقراطيـ ــة للحفـ ــاظ علـ ــى‬
‫نظامها األداري العام اخلاضع لسياسات الدولة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫إن التزامات الطبيب يف حياته املهنية احلالية تتطلب املوازنة بني أمرين‪:‬‬
‫‪ .1‬التزاماته التعاقدية مع االدارة وقوانينها ولوائحها وهي عالقة تنظيمية‪.‬‬
‫‪ .2‬التزاماته جتاه املريض وهي عالقة بذل للعناية وليست عالقة شفاء‪.‬‬
‫ومــن هنــا نعــرض أمنوذجـاً بســيطاً يســاعد الطبيــب يف كــل االوقــات علــى اختــاذ قـراره الطــيب‬
‫بشـكل اخالقـي ليكامـل ويـوازن بـني مجيـع التزاماتـه آنفـة الـذكر‪ .‬ويتضـمن النمـوذج سلســلة‬
‫مــن االســئلة الــيت يوجههــا الطبيــب لنفســه‪ ،‬ومــن خــالل االجاب ـة يســتطيع االحاطــة جبميــع‬
‫جوانب املشكلة االخالقية اليت تواجهه‪.‬‬

‫نموذج اتخاذ القرار االخالقي في المؤسسات الطبية‬


‫اوالً ‪ :‬ما المشكلة األخالقية التي تواجه الطبيب؟‬
‫وتشمل األسئلة ادناه احساسه األويل حنو املشكلة اليت استوقفته كطبيب ومنعته من‬
‫التقدم إىل االمام ريثما جيد هلا حال‪:‬‬
‫‪ .1‬ما الذي ال يبدو صحيحاً يف املشكلة؟‬
‫‪ .2‬ما الذي ولّد هذا الشعور لدى الطبيب؟‬
‫‪ .3‬ما النقاط األساسية يف املوضوع؟‬
‫‪ .4‬ملاذا تُعترب هذه النقاط مهمة؟‬
‫‪ .5‬ما احلقائق اليت حتيط باملشكلة؟‬

‫ثانيا ‪ :‬قِيم الطبيب الشخصية‪ ،‬وقيم المؤسسة السائدة؟‬


‫لكل منا قيمهالشخصية حيتاج إىل أن يطبقها‪ .‬ويؤدي عدم تطبيقها إىل احساس عميق‬
‫بالذنب‪ .‬وباملقابل‪ ،‬للمؤسسة اليت يعمل هبا الطبيب قيمها العامة واخلاصة اليت تلزم‬
‫العاملني بتطبيقها قانوناً وحسب العقد مع املؤسسة‪ .‬لذا يف ادناه جمموعة من األسئلة‬
‫حياول الطبيب أن جيد املوازنة املطلوبة بني قيمه وقيم املؤسسة اليت يعمل فيها‪:‬‬

‫‪64‬‬
‫القيم الشخصية ‪:‬‬
‫مراجعة القيم الشخصية اليت يعدها الطبيب اساساً حلياته املهنية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫كيف حيل الطبيب املشكالت والصراعات الشخصية يف الظروف االعتيادية؟‬ ‫‪.2‬‬
‫قيم المؤسسة ‪:‬‬
‫‪ .1‬ما السياسات واملمارسات أو املدونات األخالقية اليت تتبعها املؤسسة؟‬
‫‪ .2‬ما الذي جعل املؤسسة تتبى هذه السياسات األخالقية؟‬
‫يف هناية هذه املرحلة واالجابة على األسئلة السابقة‪ ،‬حيصل املام لدى الطبيب باجلوانب‬
‫االساسية للمشكلة وكل ما حييط هبا‪ .‬لذا تصبح اخلطوات اآلتية أسهل يف عملية اختاذ‬
‫القرار الطيب‪ .‬حيث من املفرتض أن يتمكن الطبيب على مجع عدة قراراته والبدء يف‬
‫مناقشتها بالتفصيل ليصل للقرار الصحيح‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬تحديد القرارات مبدئياً‪ ،‬والبدء بتحليلها (يشمل كل قرار مقترح )‬


‫‪ .1‬الدافع ‪:‬‬
‫ما الذي يدفع الطبيب اىل اختاذ هذا القرار حلل هذه املعضلة ؟‬ ‫‪‬‬
‫ما الذي يدفع املؤسسة الختاذ هذا القرار؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ .0‬عملية اتخاذ القرار ‪:‬‬
‫ما خيارات القرار؟‬ ‫‪‬‬
‫كيف ستساعد الطريقة يف اختيار احلل للوصول اىل النتيجة املطلوبة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪ .3‬كيفية اتخاذ القرار األخالقي‬
‫هل أن عملية اختاذ القرار األخالقي تتماشى مع قيم الطبيب؟‬ ‫‪‬‬
‫هل أن العملية تتماشى مع مبادئه األخالقية؟‬ ‫‪‬‬
‫هل حيتاج مزيداً من الوقت للتفكري بطريقة أوعملية أخرى الختاذ قرار بديل؟‬ ‫‪‬‬
‫شخص ممكن ان تُطلب منه املشورة قبل اختاذ قرار هنائي؟‬
‫ٌ‬ ‫هل هناك‬ ‫‪‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ .1‬تبعات القرار‪:‬‬
‫هل يشكل القرار خرقا للقوانني؟‬ ‫‪‬‬
‫هل يشكل القرار حالً وسطاً بني مبادئ الطبيب ومبادئ املؤسسة اليت يعمل‬ ‫‪‬‬
‫هبا؟‬
‫هل سيسبب هذا القرار إضرارا من أي نوع وعلى أي مستوى؟‬ ‫‪‬‬
‫ما الفئات اليت ستتأثر مباشرة هبذا القرار؟‬ ‫‪‬‬

‫رابعا ‪ :‬مرحلة اتخاذ القرار النهائي‪ ،‬ماذا سيفعل الطبيب اآلن؟‬


‫البدء اآلن‪ ،‬البدء بالتنفيذ‬

‫‪66‬‬
‫ادارة االخالقيات في المؤسسات الصحية‬
‫ينبغي أن ينعكس التطور احلاصل يف العلوم االدارية على االخالقيات الطبية‪ .‬لذلك البد‬
‫من ادخال مفاهيم ادارية جديدة تساعد على تطبيق االخالقيات يف املؤسسات الصحية‪.‬‬
‫ويعد مفهوم ادارة االخالقيات يف املؤسسات الصحية مفهوماً حديثاً نسبياً‪ ،‬مل يتجاوز‬
‫مثانينيات القرن املاضي‪.‬ونتيجة للتطور التكنولوجي املستخدم يف املعاجلة الطبية مثل االجهزة‬
‫الداعمة للحياة واطفال االنابيب وزراعة االعضاء برزت مشكالت اخالقية مل تكن يف البال‬
‫وتضارباً يف املبادئ االخالقية اليت حتكم املمارسة الطبية‪ .‬لذا اصبح من الضروري تدبري هذه‬
‫املشكالت واجياد توافق مناسب بني املبادئ االخالقية املتضاربة على املستوى املؤسسايت‪.‬‬
‫وحتث وزارة الصحة مؤسساهتا السيما املستشفيات التخصصية على ضرورة استحداث برامج‬
‫ادارة اخالقيات‪ ،‬إلرساء ثقافة بني املالكات الصحة كافة وتوجهات تواكب حاجة التطورات‬
‫املستحدثة والبحث يف طرق جديدة حلل املشكالت اليت تواجههم‪ ،‬لتصبح سياقات عمل‬
‫واوامر ادارية مناسبة لتدبريها‪ .‬ومع كل جديد هناك بعض املعرتضني‪ ،‬لذلك ميكن امجال آراء‬
‫املعرتضني على ارساء ادارة اخالقية يف املؤسسات الصحية باآليت‪ :‬أن موضوع االخالقيات‬
‫هو موضوع ديين‪ .‬وال توجد عالقة بني االخالقيات والعمل اليومي يف املؤسسة‪ .‬وهذه‬
‫الربامج ليست اكثر من مواعظ يلقيها بعض املتحذلقني‪ .‬ومؤسستنا ال تواجه أي مشكالت‬
‫قانونية فلماذا نطبق برامج اخالقية؟‬
‫وتعني ادارة االخالقيات استحداث آليات عملية تراقب مدى التزام المالكات الطبية‬
‫والصحية باخالقيات المهنة في أثناء اداء مهامهم المتنوعة في مجاالت الرعاية‬
‫الصحية المختلفة‪ .‬ويمكن قياس ذلك من خالل ابعاد تتمثل بالرقابة الذاتية والوالء‬
‫الوظيفي ووضوح الدور وااللتزام بالتطوير المهني المستدام‪ .‬وتتعلق ﺍألخالقياﺕ ﲜميع‬
‫مظاهر ﺍلسلوﻙ ﺍلبشرﻱ ﻭﺍﲣاﺫ القرارات‪ .‬ﻭتتحدﺩ هذه ﺍألخالقيات من المجتمع‬
‫ﻭخصائصه (قوﺍنﲔ‪ ،‬ﺃعرﺍﻑ‪ ،‬قيم‪ ،‬دين) ﺃﻭ من خالﻝ ﺍﳋصائﺺ ﺍلفطرية للفرﺩ‪.‬‬
‫وتعتمد طبيعة الربنامج املستخدم إلدارة اخالقيات املستشفى على اهلدف االساسي الذي‬
‫ينشأ من اجله‪ ،‬لذا فقبل إنشاء أي نظام جيب معرفة الغاية االساسية املطلوبة منه وعلى‬

‫‪67‬‬
‫اساسها يتم استخدام االدوات االساسية املطلوبة لنجاحه‪ .‬وعموماً تركز الربامج االخالقية‬
‫على جانبني مهمني يف بيئة العمل ومها‪:‬‬
‫‪ .1‬اكساب مجيع املالكات السلوكيات املرغوبة يف املؤسسة الصحية‪.‬‬
‫‪ .2‬اكساب املالكات مهارات التعامل مع املتاهات األخالقية (أو األسئلة االخالقية) اليت‬
‫تواجه عملهم اليومي يف املؤسسة الصحية‪ :‬التعامل مع املرضى‪ ،‬العمل ضمن فريق واحد‪،‬‬
‫االستخدام األمثل ملوارد املستشفى‪ .....‬وهذان اجلانبان من الصعوبة مبكان حبيث يتطلب‬
‫حتقيقهما ختطيطاً وتدريبات ال يوفرها اال الربنامج االخالقي‪.‬‬
‫البرنامج االخالقي‬
‫مجموعة من التدابير والنشاطات التي تقوم بها المؤسسة لتغيير سلوك العاملين فيها‬
‫واكسابهم سلوك مرغوب يضمن جودة الرعاية الصحية ورضا المراجعين للوصول‬
‫باملؤسسة اىل مرتبة املوثوقية واكساهبا صورة اخالقية واضحة يف نظر املراجعني واجملتمع‪.‬وقد‬
‫اثبتت مؤسساتنا الصحية على وجود ثقافة اخالقية عالية والتزام منتسبيها الفطري‬
‫واحساسهم باملسؤولية السيما بعد سقوط النظام السابق يف ‪ 2003‬واهنيار املؤسسات‬
‫احلكومية االخرى‪ .‬استمرت معظم املؤسسات الصحية العراقية متماسكة وتقدم خدماهتا إىل‬
‫اجملتمع العراقي باحلك الظروف‪ .‬وهذا ما يعطي صورة على استعداد مؤسساتنا الصحية‬
‫تقبل فكرة استحدات برامج اخالقية فيها‪ ،‬وبصورة عامة فأن وجود برنامج اخالقي يف أية‬
‫مؤسسة يعود عليها بالفوائد اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬تأسيس قواعد تنظيمية إلدارة األخالقيات املهنية‪.‬‬
‫‪ .2‬التقييم املستمر للمتطلبات األخالقية يف املستشفى‪.‬‬
‫‪ .3‬تأسيس القيم والسلوكيات املطلوبة يف املؤسسة‪.‬‬
‫ضبط سلوك املالك مع االجراءات العملية يف املستشفى‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫تنمية الوعي واإلحساس جتاه القضايا األخالقية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫السعى إىل تكامل السياقات األخالقية مع منظومة اختاذ القرار يف املؤسسة‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫تبين هيكلية واضحة حلل املشكالت األخالقية يف املؤسسة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪68‬‬
‫وحنن واحلالة هذه‪ ،‬جيب أن ندرك بعض احلقائق االساسية إلدارة االخالقيات الطبية يف‬
‫املستشفى لنتمكن من تأسيس صحيح لبناء الربنامج االخالقي املطلوب يف املستشفيات‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ادارة األخالقيات يف املؤسسة عملية مستمرة‬
‫‪ .2‬اهلدف األساسي حتقيق سلوكيات مرغوبة يف املؤسسة‬
‫‪ .3‬أن أفضل طريقة حلل املعضالت األخالقية يف املؤسسة هو جتنب حدوثها يف املقام األول‪.‬‬
‫‪ .4‬جيب أن تراعي اللجنة اليت تتخذ القرارات األخالقية سياقات عمل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .5‬ينبغي دمج الربامج األخالقية مع الواقع العملي يف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .6‬إن وجود برامج أخالقية مع بعض األخطاء خري من عدم وجود برامج أخالقية‪.‬‬

‫ولكل برنامج توجد متطلبات البد من وجودها لتسهيل تنفيذه والبد من وجود ادوات‬
‫للتنفيذ‪ .‬فلو بدأنا باملتطلبات لقلنا‪ ،‬أن أهم املتطلبات هو دعم القيادة الوزارية العليا وتليها‬
‫دوائر الصحة والداعم االساس مدير املؤسسة "املستشفى" وممثليه‪ .‬ويتمثل اوالً بقناعة املدير‬
‫جبدوى الربنامج االخالقي ومساعدته يف تطبيق اجراءاته لتدبري املشكالت االخالقية‬
‫بالتعاون مع الضابط االخالقي وجملس االخالقيات يف املستشفى يف معاجلة أية مشكلة‬
‫عمل غامضة‪ .‬اما ادوات الربنامج االخالقي فهي كاأليت‪:‬‬

‫‪ .1‬نشر ثقافة التبليغ الطوعي‪ :‬التبليغ عن اخلرق االخالقي ليس باالمر االعتيادي‪ ،‬إذ ليس من‬
‫اليسري على أي شخص التبليغ عن اخلروقات االخالقية‪ .‬ويزداد الوضع سوءاً إذا كان‬
‫مرتكب اخلرق هو الرئيس يف العمل‪ .‬فاملبلغ‪ :‬هو الشخص الذي يقوم بالتبليغ عن‬
‫اخلروقات االخالقية اىل هيئة املستشفى متمثلة بضابطها االخالقي‪ ،‬عادة ما يتحمل تبعات‬
‫التبليغ السلبية‪ .‬وكثرياً من يدفع مثنها غالياً وقد يكون حمارباً من االدارة يف كثري من االحيان‬

‫‪69‬‬
‫لكشفه خروقاهتا‪ .‬لذلك تقع ضمن واجبات جملس االخالقيات يف املستشفى محاية املبلغ‬
‫من أي تعسف قد ُميارس حبقه‪.‬‬

‫‪ .2‬املدونات االخالقية والسلوكية‪ :‬وهي ادبيات يف هذا اخلصوص ومنها ما منصوص عليه يف‬
‫ال دساتري االخالقية للجمعيات الطبية العاملية واحمللية ووضعها حيز املناقشة والتطبيق‪ ،‬يأيت‬
‫معى التطبيق أي الرجوع اليها باستمرار وليس وضعها على الرف‪.‬‬

‫‪ .3‬إنشاء دليل اإلجراءات والسياسات يف املؤسسة‪:‬يعد انشاء دليل االجراءات والسياسات من‬
‫االمور االخالقية يف املؤسسة‪ .‬إذ أن وجود هذا الدليل يوضح للعاملني االولويات‬
‫والسياسات اليت ترغب الوزارة يف تبنيها وبالتايل يسهل معرفة ما املطلوب من السلوكيات‬
‫اجليدة عن السلوكيات املسيئة‪.‬‬

‫‪ .4‬إجياد هيكلية واضحة تدعم حل املشكالت األخالقية ومن مهام الربنامج االخالقي اجياد‬
‫طريقة سهلة للتعامل مع املشكلة االخالقية من البداية‪.‬‬

‫‪ .5‬الضابط االخالقي‪ :‬وهو شخص يتم اختياره من ادارة املستشفى يسعى إىل التأكد دائما أن‬
‫بيئة املستشفى تتوافر فيها املتطلبات لتكون بيئة عمل صحية اخالقية‪ .‬ويسعى إىل حل‬
‫النزاعات االخالقية عن طريق حتليل الوقائع والتأكد من صحة املعلومات واستشارة املختصني‬
‫قبل اعطاء النصيحة أو اصدار أي حكم‪ .‬وعادة ما يكون الدور االساسي هو دور‬
‫استشاري وإعطاء النصيحة‪.‬‬

‫‪ .6‬اجمللس االخالقي‪ :‬جملس استشاري متعدد التخصصات‪ ،‬يقوم مبناقشة وحل املشكالت‬
‫االخالقية يف املستشفى واليت تنشأ من العالقة بني املرضى واملالك الصحي يف اثناء العمل‬
‫اليومي‪ .‬ويهدف اجمللس يف االساس اىل حتسني الرعاية الصحية من خالل ادراك احتياجات‬
‫ومصاحل وحقوق املريض واملالكات كافة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ .1‬التدريب يف املوضوعات االخالقية‪ :‬ينبغي ادخال املوضوعات االخالقية املراد التدريب‬
‫عليها ضمن منهج التطوير املهين املستدام‪ .‬ويعد منهجاً إلزامياً جلميع املالكات وتعرض فيه‬
‫املشكالت االخالقية اليت تعاين منها املؤسسة الصحية وكيفية تدبريها‪ .‬فضالً عن الدورات‬
‫واحملاضرات والنقاشات االخالقية املنهجية‪.‬‬

‫ان تغيير سلوكيات االشخاص في المستشفى ليس باألمر اليسير بل قد يحتاج لسنين‬
‫حتى يتم قطف ثماره‪ .‬ألنه يعمل على تغيري توجهات االشخاص مع االخذ بنظر االعتبار‬
‫كون هؤالء االشخاص قادمني من خلفيات خمتلفة ومتعددة‪ .‬ويبقى العامل املشرتك بينهم‬
‫تواجدهم يف مكان عمل واحد ملدة قد ال تقل عن مثان ساعات يومياً‪ .‬لذا يطلب منهم‬
‫االلتزام طاملا هم يف حدود واجباهتم الوظيفية ولكن يف حالة املهن الطبية العراقية فيجب‬
‫احملافظة على هذه التوجهات االخالقية يف املمارسة اخلاصة‪ .‬لذا جيب التنسيق مع النقابات‬
‫املهنية واجلمعيات الطبية كوهنا املسؤول املباشر عن سلوكيات العاملني يف القطاع اخلاص‪.‬‬
‫وتعين اشاعة الثقافة االخالقية يف املؤسسات الصحية ادارك املنتسبني لنظرة اجملتمع إىل‬
‫مؤسساهتم‪ ،‬مبعى ادراك كيف ترغب املؤسسة يف أن ينظر هلا اجملتمع باستمرار‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الطبية‪Medical Error‬‬ ‫األخطاء‬
‫مثال‪ :‬اجريت لـ ابو علي عملية رتق فتق جراحي كبري يف جدار البطن مع وضع شبكة‪ .‬وحصلت له‬
‫مشكالت بعد العملية‪ ،‬وعاىن من هذه املضاعفات ملدة ثالثة سنوات وظل القيح ينز من جدار البطن بغزارة‬
‫ومل يستجيب إىل مجيع املضادات احليوية اليت تناوهلا هذه املدة‪ .‬واصبحت رائحته عفنة‪ .‬وبعد املراجعات‬
‫املتعددة لعدة اطباء اقنعه الطبيب أن يذهب إىل اجلراح نفسه الذي اجرى له العملية‪ .‬وبعد ممانعة متكررة من‬
‫اجلراح اقتنع أخرياً واجرى له العملية وتكللت بالنجاح‪ .‬وسأله الطبيب عن رأيه بالطب العراقي قال‪:‬‬
‫‪ ....‬واهلل دكتور انتم مالئكة الرمحة‪ ......‬ولكن ال اعرف ما الذي جرى لبعض األطباء‪ ...‬وال افهم ذلك‪.‬‬
‫شعرت باخلجل من هذا الرأي الرائع ‪ ......‬وتصورت أنه سيلعن الطب واألطباء بعد هذه التجربة املؤملة‪.‬‬
‫وخالل مراجعته املتعددةكان الرتكيز على أن اخلطأ الطيب مسؤولية مشرتكة تشمل الطبيب واملستشفى وليس‬
‫خطاءً شخصياً من قبل اجلراح‪.‬‬

‫تشــكل األخط ــاء الطبي ــة أح ــد األرك ــان املهمــة يف س ــالمة امل ـريض وارك ــان النظ ــام الص ــحي‬
‫كافة‪ .‬وتكتسب أمهيتها الكبرية بسبب خطورهتا على حياة املريض‪ ،‬وقد يصعب الكشـف عنهـا‬
‫مقابــل حاجــة املمارســة الطبيــة املاســة إىل معاجلتهــا جــذرياً‪ .‬ويتطلــب التصــدي هلــا تظــافر جهــود‬
‫مجيـ ــع العـ ــاملني مـ ــن املالكـ ــات الطبي ـ ــة والصـ ــحية واملسـ ــتفيدينمن اخلدمـ ــة الصـ ــحية – املرض ـ ــى‬
‫وع ـ ـوائلهم‪ -‬واجملتمـ ــع كافـ ــة‪ .‬وجيـ ــب تغيـ ــري من ــط التعامـ ــل معهـ ــا مـ ــن دون حساسـ ــية ألن اغلـ ــب‬
‫االخط ــاء الطبي ــة ه ــي اخط ــاء النظ ــام الص ــحي وليس ــت أخط ــاءاً فردي ــة‪ .‬كم ــا ينبغ ــي رص ــدها‬
‫والتعري ــف هب ــا واالخب ــار عنه ــا بش ــفافية م ــن دون التش ــهري مبرتكبيه ــا وحماول ــة ع ــدم الوق ــوع هب ــا‬
‫مســتقبالً‪ ،‬واخلــروج مــن دائــرة اللــوم والتقريــع اىل الدراســة العلميــة واملتأنيــة واعــداد منــاهج خاصــة‬
‫لتدريســها وبـرامج مكثفــة للحــد منهــا‪ .‬وينبغــي علــى مجيــع املؤسســات الصــحية أن تطبــق خططـاً‬
‫هتدف اىل التقليل منها‪.‬‬
‫ويعــرف اخلطــأ الطــيب بـ ـ‪ :‬فشــل االج ـراء أو العمــل املخطــط لــه كمــا مطلــوب أو اســتعمال خطــة‬ ‫ّ‬
‫خاطئــة للوصــول إىل اهلــدف‪ .‬وتنــتج معظــم األخطــاء الطبيــة مــن خطــأ يف النظــام الصــحي الــذي‬
‫يشــمل مجيــع أوجــه تــدبري الرعايــة الصــحية وطــرق اســتغالل املصــادر وتوظيفهــا لتقــدمي اخلــدمات‬
‫الطبيــة‪ .‬وقــد تكــون األخطــاء الطبيــة ناجتــة مــن امهــال الطبيــب أو ســوء معاجلتــه للمـريض‪ .‬وينبغــي‬

‫‪72‬‬
‫إجياد بيئة خالية من اللوم لتمكني االشخاص من االبالغ الطوعي عن حاالت اخلطـأ‪ .‬والتعـاون‬
‫بني مجيع املستويات الجياد احللول املناسبة لنقاط الضعف‪ ،‬وتوجيه املصـادر حنـو حتقيـق السـالمة‬
‫وعند حدوث األخطاء ينبغي أن نتبع اخلطوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬االعرتاف باخلطأ‪.‬‬
‫‪ ‬التحول من اللوم والعقوبة إىل دراسة وحتليل جذور اخلطأوأسبابه‪.‬‬
‫‪ ‬التعلم من اخلطأ‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على منع وقوع اخلطأ مستقبالً‪.‬‬
‫‪ ‬اجراء التعديالت على نظام الرعاية الصحية لتاليف األخطاء‪.‬‬
‫"مث ـ ـ ــال‪ :‬اخربن ـ ـ ــا أح ـ ـ ــد اس ـ ـ ــاتذتنا األج ـ ـ ــالء" يف أول حماض ـ ـ ــرة يف بريطاني ـ ـ ــا لالس ـ ـ ــتاذ ابل ـ ـ ــي‬
‫"‪"Apply‬مؤلــف كتــاب الكســور والعظــام املقــرر للكليــات الطبيــة العراقيــة أخــرج ملف ـاً مــن‬
‫املنضــدة الــيت التفينــا حوهلــا وقــال أن هــذا امللــف حيتــوي علــى مجيــع االخطــاء الــيت ارتكبتهــا يف‬
‫أثناء ممارسيت العملية وبدأنا ندرس خطاءً بعد خطأ‪".‬‬
‫ومــن خــالل الدراســات املتعــددة هبــذا اخلصــوص فــأن هنالــك نوعــان مــن األخطــاء الطبيــة‬
‫بصورة عامة‪ :‬األخطاء املباشرة اآلنية‪ ،‬وتظهر على مستوى االشخاص وغالباً ما نشعر هبـا‬
‫فوراً‪ .‬واالخطاء اخلفية املتأخرة‪ ،‬وهي األخطاء الـيت قـد ال يظهـر تأثريهـا ألشـهر أو سـنوات‬
‫لكنها تؤدي إىل اضرار متنوعة‪ ،‬كما ميكن تقسيم األخطاء الطبية حبسب نوعيتها‪:‬‬

‫‪ -1‬األخطاء الجراحية‬
‫"مثال ‪ :1‬املريضة‪ :‬دكتور طفت عيين بعد العملية االوىل اليت اجر اها يل الدكتور (و خ) اهلل يرضى عليه‪.‬‬
‫الدكتور‪ :‬أليس غريباً ان تقويل اهلل يرضى على الطبيب وقد فقديت بصرك بسببه؟‬
‫املريضة‪ :‬أي واهلل إبن أوادم هذا الطبيب‪ .‬وقال يل أمي‪ ،‬فشلت عملية قص املاء الزجاجي لعينك وأنا آسف‬
‫ملا حصل لك وسأرجع لك اجرة العملية وساعطي أجرة العملية الثانية اليت سيجريها لك الدكتور (خ ج)‬
‫وهو صديق يل‪ .‬وقلت له ال يا ابين‪ ،‬حرام عليه وانا اسرتجع اجرتك وهي حقك‪ .‬ولكنه قال وانا استحرم‬
‫ايضاً أن آخذ اجراً على عمل مل أوفق به‪ .‬وقلت له بارك اهلل بك يا دكتور‪".‬‬

‫‪73‬‬
‫"مثال ‪ :2‬أجرت طبيبة نسائية عملية رفع الرحم لزميلتها طبيبة األطفال اليت تعمل يف املستشفى نفسه‬
‫بعد أن عانت لسنني طوال من فقر الدم الشديد الناتج عن طول الدورة الشهرية وغزارهتا بسبب ورم‬
‫محيد يف الرحم حبجم الربتقالة‪ .‬وعانت يف أثناء العملية من هبوط حاد يف ضغط الدم وخفقان بسبب‬
‫التخدير "ختدير احلبل الشوكي" مما حدى باملخدر أن جيري هلا اسعاف طارئ يف أثناء العملية‪ .‬ويبدل‬
‫طريقة التخدير إىل ختدير عام وطالت مدة العملية ألكثر من ساعتني الكمال االسعاف بعد العملية‪.‬‬
‫قلق زوجها على حاالهتا وهو "طبيب أيضاً" واقف امام صالة العمليات انتظاراً لزوجته واُخرجت زوجته‬
‫من الصالة واخربته املمرضة أن زوجته اُنقذت باعجوبة‪ .‬ورقدت املريضة بعد العملية ملدة يومني يف‬
‫املستشفى مل يزرها ال طبيبة النسائية وال طبيب التخدير‪".‬‬

‫تشكل األخطاء اجلراحية نسبة عالية من جمموع األخطـاء فمـثالً يف احـدى الدراسـات يف‬
‫مستش ــفيات ك ــوالرادو‪ ،‬وج ــد أن االخط ــاء اجلراحي ــة تش ــكل ثلث ــي جمم ــوع األخط ــاء وُمث ــن‬
‫وفيـات املستشـفيات‪.‬وهنـاك العديـد مـن العوامـل الـيت تسـاعد علـى حصـول اخلطـأ اجلراحــي‬
‫منهــا‪ :‬مشــاركة أكثــر مــن جـراح يف احلالــة الواحــدة‪ ،‬اعتمــاد العديــد مــن الطــرق اجلراحيــة يف‬
‫غرفـة العمليــات‪ ،‬ضــغط الوقــت غــري الطبيعــي‪ ،‬الســيما ضــغط التسـريع بــاالجراءات مــا قبــل‬
‫العملي ــة‪ .‬كم ــا أن األخط ــاء اجلراحي ــة‪ ،‬مث ــل‪ :‬خط ــأ يف مك ــان العملي ــة‪ ،‬خط ــأ يف طريقـ ــة‬
‫العمليــة‪ ،‬هــي ليســت مســؤولية اجل ـراح فقــط بــل اهنــا تشــمل العــاملني يف صــالة العمليــات‬
‫مجيعـ ـاً وكـ ـالً ل ــه دور يف س ــالمة املـ ـريض وذل ــك بتعيـ ـني موق ــع العم ــل اجلراح ــي وتش ــخيص‬
‫اخلطأ‪.‬‬

‫‪ -2‬األخطاء التشخيصية‬
‫التشخيﺺ الصحيح هو الهـدف المطلـوب االول نحـو عـالج مـؤثر ونـاجح للمـرض‪.‬‬
‫والتش ــخيص اخل ــاطئ ي ــؤدي إىل ت ــأخري الع ــالج أو ع ــالج خ ــاطئ وغ ــري م ــؤثرأ واختب ــارات‬
‫وحتاليل غري ضرورية واليت قد تكون بعضـها تداخليـة (‪ )Invasive‬ومكلفـة وغـري ضـرورية‪.‬‬
‫وقـد يـؤدي تــأخري العـالج إىل عــوق وحـىت املــوت‪ .‬وسـوء التشــخيص (‪)Misdiagnosis‬‬
‫هو العامل االسـاس يف تـأخري العـالج‪ .‬وتعـد أقسـام الطـوارئ يف املستشـفيات مسـؤولة عـن‬

‫‪74‬‬
‫نصف حاالت الوفيات أو االصـابات الدائميـة ( ‪ )Permanent injury‬بسـبب تـأخر‬
‫العــالج‪ .‬حتــدث مثــل هــذه احلــاالت كث ـرياً يف العنايــة املركــزة‪ ،‬ردهــات الباطنيــة‪ ،‬اجلراحيــة‪،‬‬
‫ردهات االمراض النفسية‪ ،‬وصاالت العمليات‪ ،‬وحىت على مستوى العناية الطبية املنزلية‪.‬‬

‫‪ -3‬اخطاء اعطاء الدواء ‪Medication Errors‬‬


‫وهــي األكثــر شــيوعاً وتشــكل اهتمامـاً كبـرياً لــدى األطبــاء واملالكــات التمريضــية والصــيادلة‬
‫الـذين يصـرفون الــدواء‪ .‬وميكـن منـع هــذه االخطـاءعلى الـرغم مــن شـيوعها‪ .‬وحلسـن احلــظ‪،‬‬
‫أن ‪ %42‬منها ال تؤذي املريض‪.‬‬
‫"مثــال‪ :‬نقلــت مريضــة مصــابة بارتفــاع ضــغط الــدماغ "‪ "Raise Intracranial Pressure‬إىل‬
‫أح ـ ـ ـ ــد املستش ـ ـ ـ ــفيات بص ـ ـ ـ ــورة عاجل ـ ـ ـ ــة إلجـ ـ ـ ـ ـراء عملي ـ ـ ـ ــة رب ـ ـ ـ ــط س ـ ـ ـ ــائل احلب ـ ـ ـ ــل الش ـ ـ ـ ــوكي ب ـ ـ ـ ــالربيتونيوم‬
‫"‪ "Levoperitoneal shunt‬ومل تســتطع الطبيبــة املقيمــة ق ـراءة ورقــة العــالج املرافقــة ومل تعطــى‬
‫جرعةالدكساميثازون العالية يف ذلك اليوم مما أدى إىل اصابة املريضة بالعمى‪".‬‬
‫ولغــرض تــاليف األخطــاء‪ ،‬مــن الضــروري أن تكــون الوصــفة الطبيــة حمتويــة الفق ـرات اآلتيــة؛‬
‫أســم الطبيــب الثالثــي وتــاريخ الوصــفة بــاليوم والشــهر والســنة‪ ،‬أســم املـريض وعمــره وجنســه‬
‫ووزنــه إن كــان طف ـالً‪ ،‬ولالنثــى يف فــرتة احلمــل ‪ 45-15‬يــذكر هــل املريض ـة حامــل أم ال‪،‬‬
‫وأســم الــدواء املوصــوف وتركيــز اجلرعــة وتعليمــات تنــاول الــدواء باللغــة العربيــة وبتفصــيل‬
‫اف ووقــت تناولــه والفــرتة الزمنيــة الســتعماله بااليــام "مثــل اموكسيســلني ‪ 500‬ملغــم وال‬ ‫و ٍ‬
‫تكت ــب االرق ــام العشـ ـرية ‪ 0.5‬غ ــم وعن ــدما تقل ــل اجلرع ــة فتكت ــب ك ــامال م ــايكروغرام‬
‫ونــانوغرام" وعــدم كتابــة املختصـرات الالتينيــة "مثــل ‪ ."B.D‬وينبغــي اتبــاع خطـوات مهمــة‬
‫لتحسني سالمة املريض وتقليل خماطر إعطاء الدواء وهي؛ أن يكتب العـالج باللغـة العربيـة‬
‫جبانب اللغة االنكليزية وخبط واضح‪ ،‬مع حتديدمقاديره وطريقة استعماله‪ ،‬وتنبيه املـريض أو‬
‫ذوي ــه حبس ــب األح ـوال إىل ض ــرورة التقيُّدباألس ــلوب ال ــذي ح ــدَّده الطبي ــب للع ــالج‪ ،‬وإىل‬
‫اآلثار اجلانبية اهلامة واملتوقعة لذلكالعالج‪.‬وتكتب االدويـة بوصـفةنظاميةوترفق نسـخة منهـا‬
‫عن ــد طل ــب رخص ــة ممارس ــة املهن ــة الطبي ــة وبنم ــوذج خ ــاص للطبي ــب‪ .‬وكم ــا وجي ــب اخت ــاذ‬
‫االجراءات املهمة لصرف األدوية اخلطرة وكما يأيت‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫أ – حتدي ــد احلص ــول عليه ـا‪ :‬تعط ــى بص ــالحيات ص ــرف خاص ــة وحل ــاالت حم ــددة مس ــبقاً‬
‫وميك ــن ت ــداوهلا ع ــن طري ــق الص ــيدليات االهليةوخيض ــع الص ــرف إىل ت ــدقيق ص ــارم ودوريـ ـاً‬
‫للتأكد من سالمة آلية الصرف‪.‬‬
‫ب – اخلزن احملكم ‪ :‬اخلزن بطرق خاصة وبعالمات معينة وأمينة جداً‪.‬‬
‫ج – اســتعمال عالمــات حتذيريــة مثــل عالمــة محـراء عاكســة ( فلورســنت ) لالشــارة ملكــان‬
‫املواد اخلطرة‪.‬‬
‫ومـن املهـم ان نتـذكر مـس مالحظـات يف أثنـاء إعطـاء الـدواء لتجنـب الوقـوع يف األخطـاء‬
‫احملتملــة وهــي‪ :‬التأكــد مــن املـريض املعــني الصــحيح‪ ،‬الــدواء املعــني الصــحيح‪ ،‬اجلرعــة املعينــة‬
‫الص ــحيحة‪ ،‬س ــبيل اعط ــاء ال ــدواء املع ــني الص ــحيح‪( ،‬ع ــن طري ــق الف ــم‪ ،‬العض ــلة‪ ،‬الوري ــد)‪،‬‬
‫الوقت املعني الصحيح‪.‬‬
‫ينبغــي علــى املالكــات الطبيــة والصــحية أن تعلّــم امل ـريض وتثقفــه‪ ،‬توثــق امل ـواد الــيت تســبب‬
‫احلساسية يف ملف املريض‪ ،‬تعديل اجلرع لالطفـال والشـيوخ‪ ،‬حتديـد احلصـول علـى االدويـة‬
‫اخلطرة‪ ،‬تبين مفـاهيم الصـيدلة السـريرية االساسـية يف االعطـاء الوريـدي وعنـد مـزج االدويـة‬
‫أو وصــف أدويــة متع ـددة‪ ،‬جتنــب املختص ـرات يف الكتابــة والتحــدث‪ ،‬الطــرق القياســية يف‬
‫وتعليمهــا جبرعــات معياريــة للمرضــى‪،‬‬
‫التغليــف‪ ،‬ووضــع العالمــات‪ ،‬واخلــزن‪ ،‬تعليــب األدويــة ّ‬
‫كما يف عقار الوارفرين‪ :‬احلبة احلمـراء ‪ 5‬ملغـم والزرقـاء ‪ 3‬ملغـم والبـين ‪ 1‬ملغـم‬

‫‪ -1‬فشل النظام ودوره في األخطاء‬


‫بغــض النظــر عــن طبيعــة األنظمــة فــأن معظــم االشــخاص يقــاومون التغيــري والتطــور س ـواء‬
‫كانت صحية أم غري ذلك‪ :‬وميكن حتديد اسباب فشل االنظمة وزيادة األخطاء الطبيةبـ‬

‫‪ -‬التعقيد يف األنظمة الصحية‪.‬‬


‫‪ -‬تش ــعب امله ــام وع ــدم وض ــوح التوص ــيف ال ــوظيفي لغ ــرض س ــالمة االجـ ـراءات ض ــمن‬
‫املؤسسة الصحية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬عدم مراجعة السياقات املعمول هبا وحتديثها دورياً‪.‬‬
‫‪ -‬التقليل من اخلضوع لتعليمات السالمة الصحيحة الغراض تيسري العمل‪.‬‬
‫‪ -‬امهال تطبيق اإلجراءات االحرتازية‪.‬‬
‫‪ -‬التهاون يف تقدير درجة اخلطورة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد اخلاطئ أن األلتزام بالقواعد القدمية حيقق سالمة املرضى‪.‬‬
‫وبالنتيج ــة وللعوام ــل املتظ ــافرة اآلنف ــة ال ــذكر ت ــزداد األخط ــاء الطبي ــة وتتك ــرر يف املؤسس ــة‬
‫الصـ ـ ــحية‪ .‬مثـ ـ ــل مشـ ـ ــكلة األمـ ـ ــاج املعنـ ـ ــدة لألدويـ ـ ــة يف املستشـ ـ ــفيات‪ .‬حيـ ـ ــث تتظـ ـ ــافر‬
‫عادةاســتعمال املضــادات احليويــة املبكــر وعــدم غســل اليــدين واالخــالل بســياقات دخــول‬
‫صــاالت العمليــات وطــرق التعفــري القدميــة ومشــكلة الــتخلص مــن النفايــات وهندســة بنــاء‬
‫املؤسســة وهتويتهــا وغريهــا‪ .‬ولــذلك تعــاين بعــض املؤسســات الصــحية مــن زيــادة األخطــاء‬
‫الطبية بسبب فشل متعدد األوجه‪.‬‬

‫‪ -5‬العوامل التي تزيد من خطورة األخطاء‬


‫أ‪ -‬االجه ــاد والتع ــب‪ :‬العم ــل بـ ـأكثر م ــن وجب ــة دوام واح ــدة‪ ،‬األطب ــاء املقيم ــني‬
‫االقــدمني واملالكــات التمريضــية اخلف ـراء لفــرتة (‪ )24‬ســاعة أو أكثــر معرضــني‬
‫الرتكــاب األخطــاء وثبتــت البحــوث تقليــل ســاعات العمــل وتبــديل الوجبــات‬
‫تقلل من وقوع تلك االخطاء يف املستشفيات‪.‬‬
‫ب‪ -‬تناول األدويـة‪ :‬قـد يـؤدي التـوتر وضـغط العمـل وسـهولة احلصـول علـى االدويـة‬
‫إىل دفــع املالكــات الطبيــة والصــحية إىل االســتعمال والتعــود الســيئ علــى تلــك‬
‫االدوية‪.‬‬
‫ت‪ -‬امل ــرض‪ :‬عن ــد اص ــابة املالك ــات العامل ــة بـ ـاملرض ت ــؤثر عل ــى ص ــحتها وص ــحة‬
‫املرضى‪.‬‬
‫ث‪ -‬تشـتت االنتبــاه واملقاطعــة يف أثنـاء العمــل‪ :‬يــؤدي االزدحـام والتــوتر يف وحــدات‬
‫الطوارئ إىل االرتباك والوقوع يف اخلطأ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ج‪ -‬احلالــة النفســية‪ :‬الغضــب‪ ،‬التــوتر‪ ،‬اخلــوف‪ ،‬والضــغط مجيعهــا تــؤدي إىل الوقــوع‬
‫يف اخلطأ ‪.‬‬
‫ح‪ -‬قلــة امل ــالك الص ــحي وتنقل ــه املتك ــرر ب ــني وح ــدات املستش ــفى أو خارجه ــا إىل‬
‫وقوع يف اخلطأ ويقلل من اخلربة املرتاكمة يف العمل‪.‬‬
‫خ‪ -‬تصميم االجهزة واستخدامها‪ :‬ضرورة تعليم املالك الطيب والصحي على كيفيـة‬
‫استعمال االجهزة ومميزاهتا والتمكن اجليد من استعماهلا‪.‬‬
‫د‪ -‬قلة التعليمات والعالمات على االدوية واالجهـزة املسـتعملة‪ ،‬يـؤدي اىل الوقـوع‬
‫يف اخلطـ ــأ‪ ،‬ومنهـ ــا كتابـ ــة التعليمـ ــات باللغـ ــة األنكليزيـ ــة وعـ ــدم كتابتهـ ــا باللغـ ــة‬
‫العربية‪.‬‬
‫ذ‪ -‬ضـعف التواصــل وصـعوبته‪ :‬يــؤدي ضـعف مهــارات التواصـل واحلـواراليت يتحلهــا‬
‫املالكات فيما بينهم ومع املريض إىل الوقوع يف اخلطأ‪.‬‬
‫ر‪ -‬صعوبة قراءة كتابة خط اليد‪ :‬تكثر األخطاء الطبية بسبب كتابة الوصفة باليـد‬
‫وباللغة األنكليزية لدرجة وصلت اىل حالة من التندر يف اجملتمع‪ .‬وينبغـي كتابـة‬
‫الوصــفة باللغــة العربيــة وجبانبهــا باللغــة األنكليزيــة أو اســتعمال الوصــفة املكتوبــة‬
‫يف الكومبيوتر تقلل هذه املشكلة مع شرح كيفية تناول االدوية باختصار ‪.‬‬

‫المسؤولية القانونية في الطب‪Legal Resposibilty in Medicine‬‬

‫من تطبب أو تبيطرة فاليأخذ البراءة من وليه وإالّ فهو له ضامن‬


‫االمام علي بن أبي طالب"عليه السالم"‬

‫تع ــرف املس ــؤولية بوجـ ــة ع ــام بأهن ــا "حالـ ــة الش ــخص ال ــذي أرتكـ ــب أم ـ ـراً يسـ ــتوجب‬
‫املؤاخــذة" ويف حالــة تســببها ضــرراً للغــري فتســتوجب مؤاخــذة القــانون علــى ذلــك‪ .‬وتقســم‬
‫املســؤولية القانونيــة إىل مســؤولية مدنيــة ومســؤولية جنائيــة‪ .‬وقــد يكــون الفعــل الواحــد مكونـاً‬

‫‪78‬‬
‫لكلت ــا املس ــؤوليتني ويك ــون للمتض ــرر اخلي ــار يف رف ــع دع ــوى للمطالب ــة ب ــالتعويض أم ــا أم ــام‬
‫"إلت ـزام ش ــخص بتع ــويض‬ ‫احمل ــاكم املدني ــة أو اجلنائي ــة‪ .‬وتع ــرف املس ــؤولية املدني ــة أهن ــا‬
‫الضــرر الــذي ســببه لشــخص آخــر‪ ،‬واجل ـزاء يكــون فيهــا تعــويض الضــرر الــذي ترتــب علــى‬
‫اخالله بإلتزام يقع عليه"‬
‫واخلطأ املهين؛ اخلطأ الذي يرتكبه أصحاب املهـن أثنـاء ممارسـتهم ملهـنهم وخيرجـون هبـا‬
‫عن السلوك املهين املألوف طبقاً لألصـول الثابتـة‪ ،‬وهـذا اخلطـأ يـنجم عـن األخـالل بأصـول‬
‫املهنة وقواعدها املتعارف عليها"‬
‫واخلطـ ــأ الطـ ــيب‪ :‬اخـ ــالل الطبيـ ــب بواجبـ ــه يف بـ ــذل العنايـ ــة الوجدانيـ ــة اليقظـ ــة املوافقـ ــة‬
‫للحقائق العلميـة املسـتقرة‪ .‬والتأكيـد علـى ضـرورة إلتـزام الطبيـب أثنـاء مزوالتـه مهنـة الطـب‪،‬‬
‫وعدم اخلروج عن القواعد واألصـول العلميـة يف الطـب واالّ ُعـد مرتكبـاً خلطـأ طـيب‪ ،‬يوجـب‬
‫قيــام املســؤولية املدنيــة الثابتــة الــيت يعــرتف هبــا أهــل العلــم وال يتســاحمون مــع مــن جيهلهــا أو‬
‫يتخطاهـ ــا ممـ ــا ينسـ ــب إىل عملهـ ــم وفـ ــنهم‪ .‬وجيـ ــب التشـ ــديد بصـ ــفة خاصـ ــة مـ ــع األطبـ ــاء‬
‫االختصاصيني الذين ال يغفر هلم ما ميكن أن يغفر لسواهم من األطباء العموميني‪.‬‬
‫واألخطاء الطبية فـي مضـمونها تمـس سـالمة المرضـى‪ ،‬ويـُعـَ يد الطبيـب مسـؤوالً عنـدما‬
‫يخ ــل بالتزامات ــه المهني ــة‪ ،‬وال يش ــترط أن يك ــون الخط ــأ المنس ــوب إلي ــه جس ــيماً أو‬
‫بسيطاً‪ ،‬ويكفي أن يكون الخطأ واضـحاً‪ .‬ورغـم هـذا فـان مسـؤولية الطبيـب عـن أخطائـه‬
‫ال تع ــين أن يؤاخ ــذ ب ــالظن واالحتم ــال‪ ،‬ألن املس ــؤولية ترتتّــب عل ــى خط ــأ ثاب ــت حم ّق ــق ال‬
‫جدال فيه‪ .‬الطبيـب إذن مسـؤول عـن كـل خطـأ يقـع فيـه شـريطة أن يثبـت يف حقـه‪ ،‬بغـض‬
‫يتحملـه أطبـاء‬
‫النظر عن فداحـة الضـرر‪ .‬وقـد يرجـع الضـرر الـذي أصـاب املـريض إىل خطـأ َّ‬
‫عـدة اشــرتكوا ال عالجــه‪ ،‬وهنــا يبحــث كــل عامـل علــى حــده‪ ،‬أو تعتــرب مجيــع هــذه العوامــل‬
‫متعادلة من حيث حتمل املسؤولية‪.‬‬
‫وألن معظــم األخطــاء الطبيــة ميكــن التسـ ُّـرت عليهــا لعــدم درايــة املـريض مبهنـة الطــب‪ ،‬وجهلــه‬
‫مبرضــه‪ ،‬وألن معظــم املــداخالت العالجيــة هلــا مضــاعفات ميكــن التــذرع هبــا‪ ،‬أصــبح اإللتـزام‬
‫باألخالق الطبية ضرورياً لدرء املمارسات اخلاطئة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ويعد الطبيب مسؤوالً إذا توافرت العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة االصول والقواعد العلمية املتعارف عليها يف علم الطب‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بواجبات احليطة واحلذر‪.‬‬
‫‪ -‬اغفال بذل العناية اليت كانت يف استطاعته‪.‬‬
‫‪ -‬وأن ال يوجد للضرر سبب آخر غريه‬
‫ويتحمل الطبيب ومن يف حكمه ممن يزاولون املهن الطبية مسـؤولية األضـرار الـيت تنـتج عـن‬
‫ّ‬
‫أفعـاهلم‪ ،‬سـواء حــدثت نتيجــة اســتخدام ادوات ووســائل وأجهــزة‪ ،‬أو حــدثت بســبب خطــأ‬
‫شخصي‪ ،‬أو تقصري أو امهال‪ ،‬أو عدم متابعة حالة املريض‪ ،‬أو عدم إجراء مـا يلـزم إجـراؤه‬
‫يف الوقت املناسب‪ ،‬أو عدم استشـارة ذوي اخلـربة واالختصـاص إذا كانـت احلالـة تسـتدعي‬
‫االستشارة‪.‬‬
‫ـني م ــداها‪،‬‬
‫وبوج ــه ع ــام‪ ،‬ف ــإن التزام ــات الطبي ــب مناطُه ــا القواع ـ ُـد املهني ـة ال ــيت حت ـ ّد ُدها وتب ـ ُّ‬
‫ـيب هــي وحــدها الــيت ميكــن أن ُحتـ ّـرك‬ ‫فاملخالفــة الواضــحة للمبــادئ املس ـلّم هبــا يف الفـ ّـن الطـ ّ‬
‫ـيب مل يكتمــل‪.‬‬ ‫ـالفن الطـ ّ‬
‫ـاب لعجــز البشــر‪ ،‬فـ ّ‬ ‫مســؤوليّة الطبيــب ‪ ..‬وال جــرم أن يُعمــل حسـ ٌ‬
‫ـؤداهُ أنـ ـه ال يص ـ ّـح أن يُس ــأل‬
‫وتقتص ــر حماس ــبة األطب ــاء عل ــى األص ــول العلمي ــة الثابت ــة‪ ،‬وم ـ ّ‬
‫ـول دون‬‫ـف عليــه فنيـاً‪ .‬وجمــرد وجــود رأي مؤيــد لتصــرفه يشــفع لــه وحيـ ُ‬ ‫الطبيــب عــن أمـ ٍر خمتلـ ٍ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مؤاخذتــه‪ ،‬والـرأي أ ّن كـ ّـل مــن يقــوم بوظيفــة ذات نفـ ٍع اجتمــاعي جيــب أن تُرفــع عــن عاتقــه‬
‫فتضار املصلحة العامـة‪.‬‬ ‫شل نشاطُهُ ّ‬ ‫املسؤولية حىت ال يُ ّ‬
‫المسؤولية والملف الطبي‪legal Responsibility in Medical Record‬‬

‫للملف الطيب ثالثة أوجه كوثيقة قانونية وتشمل مسؤولية تدوين بيانات امللف واحملافظة‬
‫عليه وأوجه استخدام بياناته سنتناوهلا بشيء من التفصيل‪:‬‬
‫‪-1‬مسؤولية تدوين بيانات امللف الطيب‪ :‬يف البدء ينبغي التركيز على أن كل شخﺺ‬
‫يقدم خدمة طبية لمريض عليه أن يوثقها‪ .‬لذلك تقع على جميع المالكات الطبية‬

‫‪81‬‬
‫والصحية مسؤولية توثيق جميع إجراءاتهم‪ .‬وتتطلب هذه احلالة إرساء سياقات عمل‬
‫وضوابط داخلية يف املؤسسات الطبية وأوامر إدارية توضح كيفية التوثيق ونوعيته‪ .‬وهكذا‬
‫على اجلميع التقيد مبهامه املختلفة يف معرفة ماهية فقرات امللف املسؤول عن توثيقها‬
‫قانوناً وطريقة التوثيق وما النماذج املطلوبة؟ بكل وضوح مع التدريب الذي يؤهله للتوثيق‬
‫الدقيق وحتديد املسؤوليات جلمع املعلومات الضرورية عن حالة املريض وصيغة إدخاهلا يف‬
‫امللف وجعلها موحدة عن مجيع املرضى‪ .‬علماً أن حمتوى امللف الطيب يتغري استناداً إىل‬
‫نوعية املعلومات وكميتها من مؤسسة صحية إىل أخرى حبسب اخلدمة اليت تقدمه‪.‬‬
‫فاملؤسسات الوقائية تركز على عوامل التهديد احملتملة يف اجملتمع واملؤسسات العالجية‬
‫حبسب اختصاصها جتمع املعلومات الضرورية حبالة املريض مركزة على ختصصها الدقيق‪،‬‬
‫وعموما ينبغي أن حيتوي امللف الطيب احلد األدىن من املعلومات اليت تشمل‪:‬حتديد اهلوية‬
‫التعريفية للمريض‪ ،‬واملعاناة الرئيسة‪ ،‬واحلالة املرضية‪ ،‬والتاريخ العائلي والنفسي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وفحص البدن‪ ،‬وتطورات احلالة املرضية‪ ،‬وتقارير املخترب واألشعة‪ ،‬وتقارير‬
‫التخدير والعمليات اجملراة‪ ،‬واألوامر الطبية‪ ،‬وتقارير املمرضات ومتابعة العالمات احليوية‬
‫وملخص اخلروج‪ .‬وينبغي للجمعيات العلمية حبسب ختصصاهتا مراجعة بيانات حمتوى‬
‫امللف الطيب سنوياً للمستشفى واليت تأخذ باالعتبار تنظيم املستشفى وختصصه على أن‬
‫تصدر بعد املراجعة سي اقات عمل ومفردات إلغناء امللف الطيب ليليب متطلبات الرعاية‬
‫الصحية املتطورة وطريقة توثيقها‪.‬‬
‫‪-2‬مسؤولية احلفاظ على امللف‪ :‬هي مسؤولية مجاعية تضطلع هبا مالكات املستشفى‬
‫ولكنها مسؤولية شعبة امللف الطيب األولية‪ .‬فحفظ امللف من الضياع واإلمهال والعبث‬
‫مبحتوياته بقصد أو غري قصد من املالك الطيب أو املريض نفسه‪ .‬ومحاية امللف وسريته هي‬
‫هاجسهم الرئيس ويضعون نصب أعينهم قدسية حمتويات امللف الطيب وصيانة شرف‬
‫املهنة‪ .‬وأن مينعوا أي شخص حياول تغيري حمتوياته احلقيقية‪ .‬فضالً عن متابعة اكمال‬
‫امللفات الناقصة وهتيئتها للمراجعة من جلان املستشفى الداخلية أو اللجان العلمية‬
‫اخلارجية األخرى‪ .‬ويضع العاملون يف شعبة امللف الطيب موازنة بني تداول املعلومات‬

‫‪81‬‬
‫إلغراض علمية وهي اليت ال تتطلب البيانات الشخصية عنصراً ضرورياً هلا وبني ارسال‬
‫معلومات امللف الكاملة ملن يطلبها عن طريق الضوابط واإلجراءات العملية املعمول هبا‬
‫اليت حتقق هذه املوازنة‪.‬‬
‫‪ -3‬تداول بيانات امللف‪ :‬إذا ما استثنينا تداول امللف لرعاية املريض الصحية يف أثناء‬
‫دخوله املستشفى وإلغراض علمية دراسية متنوعة‪ ،‬هناك أربعة أمناط من السماح‬
‫لإلطالع على حمتويات امللف وهي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اإلطالع املباشر على امللف من املريض أو من ذويه بعد خروجه من‬
‫املستشفى على أن يكون حتت إشراف مسؤول امللف الطيب لشرح حمتوياته ومراقبة عدم‬
‫تغيري حمتواه أو أخذ بعض من هذه احملتويات‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬طلب جهة صحية أخرى اإلطالع على امللف فيمكن يف هذه احلالة إرسال‬
‫ملخص حالة املريض أو استنساخ بعض أجزائه املطلوبة لتعطي صورة واضحة عن حالة‬
‫املريض يف أثناء دخوله املستشفى‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طلب القضاء امللف الطيب‪ :‬ويف هذه احلالة ينبغي التأكد من أن احملكمة اليت‬
‫تطلب امللف األصلي أم صورة منه أم ملخص حالة املريض يف أثناء دخوله املستشفى‪.‬‬
‫ويف احلالة األخرية‪ ،‬ينبغي االستقصاء الصحيح وحتليل حمتوياته ليعطي صورة واضحة عن‬
‫اإلجراءات الطبية ونوعية الرعاية الصحية املقدمة للمريض‪ .‬على أن ال يتدخل الطبيب‬
‫املشرف على املريض يف صياغة التقرير حفاظاً على صحة املعلومات ودقتها حتقيقاً‬
‫لإلنصاف والعدل‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬الطلب عن طريق اهلاتف‪ :‬وقد تطلب معلومات امللف باهلاتف يف احلاالت‬
‫الطارئة‪ ،‬فعلى العاملني يف شعبة امللف معرفة كيفية الرد على هذا املوقف‪ ،‬وما املعلومات‬
‫الضرورية الالزمة فضالً عن سرعة استخراج امللف وحمتوياته عن طريق التنظيم اجليد‬
‫ومساعدة احلاسوب‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪Ethical‬‬ ‫المش ـ ــكالت األخالقي ـ ــة المتعلق ـ ــة باالحتض ـ ــار والم ـ ــوت‬
‫‪problems related to Dying & death‬‬
‫يف البدء جيب التأكيد على حرمة موافقة الطبيب املـريض أوذويـه لوضـع هنايـة حليـاة املـريض‬
‫وما يسمى يف الدول الغربية مبوت الرمحة‪ .‬ويعد هذا االجـراء جنايـة قتـل حـىت لـو مت مبوافقـة‬
‫امل ـ ـريض أو ذووه وذلـ ــك ألن مث ــل هـ ــذا العمـ ــل منافي ـ ـاً لطبيعـ ــة عم ــل واهـ ــداف وواجبـ ــات‬
‫الطبيــب حنــو مريضــه‪ .‬فض ـالً عــن احتمــال اخلطــأ بالتشــخيص ومالحقــة الطبيــب مــن ورثتــه‬
‫قانونياً‪ .‬وأكد امليثاق اإلسالمي العاملي لألخالقيات الطبيةوالصحيةيف‪:‬‬
‫املادة ‪ :62‬حلياة اإلنسان ُحرمتها‪ ،‬وال جيوز إهدارها إال يف امل َواطن اليت حدَّدها الشرع‬
‫َ‬
‫والقانون‪ ،‬وهذه مجيعاً خارج نطاق املهنة الطبية متاماً‪ .‬وال جيوز للطبيب أن يساهم يف إهناء‬

‫حياة املريض ولو بدافع الشفقة‪ ،‬والسيَّما يف احلاالت اآلتية مما يُعرف بقتل املرمحة‪:‬‬

‫الع ْمد ملن يطلب إهناء حياته مبلء إرادته ورغبته‪.‬‬


‫(أ) القتل َ‬
‫(ب) االنتحار مبساعدة الطبيب‪.‬‬

‫الع ْمد للولدان املولودين بعاهات ِخلقية قد هتدخد حياهتم أو ال هتددها‪.‬‬


‫(ج) القتل َ‬
‫مسمى قتل املرمحة‪:‬‬
‫املادة ‪ : 63‬ال تندرج احلاالت التالية (على سبيل املثال) يف ّ‬
‫(أ) وقف العالج الذي يثبت عدم جدوى استمراره بقرار من اللجنة الطبية املختصة مبا‬

‫يف ذلك أجهزة اإلنعاش االصطناعي‪.‬‬

‫(ب) صرف النظر عن الشروع يف معاجلة يُقطع بعدم جدواها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫(ج) تكثيف العالج القوي لدفع أمل شديد‪ ،‬رغم العلم بأن مثل هذا العالج قد يُنهي‬

‫حياة املريض‪.‬‬

‫املادة ‪ :64‬االجهاض‪ :‬ال جيوز للطبيب إجهاض امرأة حامل إال إذا اقتضت ذلك دواع طبية‬

‫هتدد صحة األم وحياهتا‪ .‬ومع ذلك جيوز اإلجهاض إذا مل يكن احلمل قد أمت أربعة أشهر‬

‫وثبت بصورة أكيدة أن استمراره يهدد صحة األم بضرر جسيم‪ ،‬على أن يتم إثبات هذا‬

‫األمر بقرار من جلنة طبية ال يقل عدد أعضائها عن ثالثة أخصائيني‪ ،‬يكون بينهم أخصائي‬

‫ملمٌّ بنوعية املرض الذي أوصي من أجله بإهناء احلمل‪ ،‬يقومون بإعداد تقرير يوضحون فيه‬

‫نوع اخلطورة املذكورة املؤكدة اليت هتدد صحة األم فيما لو استمر احلمل‪ .‬ويف حالة التوصية‬

‫بضرورة اإلجهاض يوضَّح ذلك للمريضة وزوجها أو وليها‪ ،‬مث تؤخذ موافقتهم اخلطية على‬

‫ذلك‪.‬‬

‫وسنناقش مواجهة المريض الذي ال يرجى شفاؤه واالحتضار والموت المحتم‪.‬‬

‫مواجهــة مــريض مصــاب بمــرض ال يرجــى شــفاؤه ‪Encountering patients with‬‬


‫‪short prognosis‬‬

‫يعاين الطبيب من مشكالت تعـارض بـني مبـادئ األخالقيـات الطبيـة حينمـا يواجـه مريضـاً‬
‫مصاباً مبرض خطري أو مهلك‪ ،‬وأمهها‪:‬‬

‫‪-‬كيــف ومــىت يبــوح بــاخلرب الســيئ (التشــخيص)‪ :‬حينمــا يشــخص الطبيــب مرض ـاً مهلك ـاً‬
‫فعلي ــه أن يص ــارح امل ـ ـريض باحلقيق ــة وه ــذا يناس ــب مب ــدأ االس ــتقاللية وه ــو ق ــول احلقيق ــة‬

‫‪84‬‬
‫للمريض ولكنه يتعارض مع مبدأ اإلحسان وعدم اإلضرار مـا أمكـن بـاملريض‪ .‬لـذلك علـى‬
‫الطبيــب أن ي ـوازن بــني قــول احلقيقــة وعــدم اإلض ـرار معتمــداً علــى معرفــة شــخص امل ـريض‬
‫وحالته النفسية ودوافعه فضالً عـن أن هناك اختالفاًكبيراً بين إخبـار المـريض ومصـارحة‬
‫عائلته بالمرض‪.‬‬
‫‪-‬اإلج ـ ـراء الط ــيب‪ :‬عن ــدما حيت ــاج امل ـ ـريض إىل إج ـ ـراء ط ــيب مع ــني مث ــل عملي ــة جراحيـ ــة أو‬
‫اســتعمال أدويــة كيماويــة أو أشــعة عميقــة فقــد يتعــارض اإلحســان‪ ،‬فعــل اخلــري مــا أمكــن‬
‫للمريض وعدم اإلضـرار مـا أمكـن بـه‪ .‬إذ إن كثـرياً مـن احلـاالت ال يـتمكن الطبيـب مـن أن‬
‫يتنبــأ باســتجابة امل ـريض لإلج ـراء الطــيب املتخــذ وذلــك لتعــدد العوامــل املختلفــة كاالســتعداد‬
‫الــوراثي ومناعــة اجلســم ودرجــة خبــث الســرطان وحالــة امل ـريض النفســية واألع ـراض اجلانبيــة‬
‫واملضاعفات احملتملة وغريها كثري‪.‬‬
‫ورمبــا يواجــه الطبيــب مريضـاً يــرفض التــداخل اجلراحــي املبكــر وعنــدها يتــداخل مبــدأ احـرتام‬
‫اسـتقاللية املـريض ومصــلحة املـريض أوالً‪ .‬إذ أن املـريض خيشــى التـداخل اجلراحــي ألســباب‬
‫عــدة أمههــا أن األع ـراض الــيت يعــاين منهــا ال يظــن أن هلــا أمهي ـة كب ــرية ومعاناتــه ال تســتلزم‬
‫التع ــرض لعملي ــة جراحي ــة ك ــربى‪ .‬وينبغ ــي أن يك ــون دور الطبي ــب تفض ــيل مب ــدأ مص ــلحة‬
‫املـريض أوالً"فعــل اخلــري مــا أمكــن للمـريض" والكشــف املبكــر للســرطان مـوازاة مببــدأ احـرتام‬
‫استقاللية املريض‪ .‬وعليه أن يتحلى بالصرب واملثابرة لشـرح هـذين املبـدأين تفصـيلياً علـى أن‬
‫يتخذ املريض القرار مبساعدة الطبيب‪.‬‬
‫‪-‬مناقشـة الغمـوض‪ :‬عنـدما يكتنـف الغمـوض رعايـة املصـاب مبـرض مهلـك يف سـري املــرض‬
‫واالنتكاســات احملتملــة والــتكهن مبســتقبل املــرض واإلجابــة عــن األســئلة الصــعبة‪.‬إذ تتــداخل‬
‫املب ــادئ األخالقي ــة فيم ــا بينه ــا وتتع ــارض ورمب ــا يع ــاين الطبي ــب معان ــاة جس ــيمة م ــن ه ــذا‬
‫التعارض الشديد‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫االحتضار والمشكالت األخالقية عنـد تـدبير مشـكالت المحتضـرين ‪Ethical problems‬‬
‫‪in dealing with dying patients‬‬

‫تظهر عدة مشـكالت عنـد رعايـة احملتضـرين‪ .‬وقـد يتصـادم مبـدءآن أخالقيـان مـع بعضـهما‬
‫يف تدبري املشكالت املختلفة‪ ،‬وعلى الطبيـب أن يستشـري زمـالءه ويراجـع مصـادر املوضـوع‬
‫بإسهاب للوقوف على أفضل طريقة للتعامل مع املبادئ األخالقية املتضاربة‪.‬‬
‫وتشمل املشكالت األخالقية مشكالت اخلصوصـية والصـدق واملشـاركة يف اختـاذ القـرارات‬
‫احلرجــة واألضـرار بــاملريض ومــوت الرمحــة الــذي يتعــارض وأخالقيــات اجملتمــع املســلم ولكــن‬
‫أمههما‪:‬‬
‫انعــدام جــدوى اإلج ـراءات الطبيــة‪ ،‬ومــدى الفائــدة مــن اخضــاع امل ـريض إلج ـراءات إطالــة‬
‫احلي ــاة وه ــي حي ــاة ظاهري ــة ب ــدون وع ــي وال ش ــعور وال ك ــالم وال عم ــل م ــع س ــلس الب ــول‬
‫والغائط‪ ،‬والتأثري املزدوج للعالجات املستخدمة‪.‬‬
‫‪-1‬انعـدام جـدوى اإلجـراءات العالجيـة‪ :‬يصـل الطبيـب إىل قناعـة عـدم جـدوى االسـتمرار‬
‫يف اإلجراءات الطبية العالجية اليت تبدو له مضـيعة للجهـد واملـوارد والوقـت وتطيـل معانـاة‬
‫املريض أكثر من فائـدهتا‪ .‬وحينمـا يصـارح ذوي املـريض هبـذه القناعـة وأن املـريض ينبغـي أن‬
‫حيـ ــول إىل رعاي ـ ــة تلطيفيـ ــة تقلـ ــل األمل واملعان ـ ــاة‪.‬فقـ ــد يصـ ــر ذوي احملتضـ ــر علـ ــى اس ـ ــتمرار‬
‫االجـراءات العالجيــة وبــني هــذين املــوقفني تكثــر احملاججــة واالهتــام بالتقصــريوقد تصــل إىل‬
‫الشكوى واملقاضاة‪ .‬واملشـكلة الرئيسـة يف هـذه املرحلـة هـي فشـل التواصـل النـاجح بينهمـا‪،‬‬
‫مم ــا حي ــبط الطبي ــب ويرهق ــه‪ .‬وب ــدل احملاجج ــة ينبغ ــي عل ــى الطبي ــب أن يلج ــأ إىل زمالئ ــه‬
‫ملعاونتــه باختــاذ الق ـرار واملس ــاعدة يف ح ــل املشــكلة‪.‬وتتعق ــد املش ــكلة عنــد مواجهــة م ـريض‬
‫يعتم ــد عل ــى تغذي ــة وريدي ــة كامل ــة أو ت ــنفس آيل أو إيق ــاف ال ــديلزة وال ــيت حتت ــاج إىل ق ــرار‬
‫حاسم وجريء‪.‬وعلى الطبيب احرتام استقاللية اختاذ القرار والسعي الختاذ القرار املسـتقل‬
‫اف لعائلــة احملتضــر‪ ،‬وميكــن أن يســأل الطبيــب عائلــة‬ ‫املعــزز ب ـرأي الطبيــب‪ .‬وبعــد ايضــاح و ٍ‬

‫‪86‬‬
‫املـريض‪ :‬مــا قـرار املـريض الشخصـي لــو كــان جالسـاً بيننــا؟ ومـن هــذه النقطــة ينطلــق إلختــاذ‬
‫القرارات املشرتكة مع ذوي املريض‪.‬‬
‫"مثال‪ :‬هل يوافق الطبيب أهل مريض مصاب بورم منتشر واخربهم الطبيب أن ال أمل يف شفاء هنائي‬
‫له‪ .‬فطلبوا من معاجله أن يوقف مجيع التداخالت الطبية املقدمة له ما دامت هنايته معروفة‪ ،‬ما رأي‬
‫الطبيب يف هذه احلالة؟"‬
‫‪ -2‬التأثري املزدوج‪ :‬يلجأ الطبيب إىل استخدام أدويـة متعـددة للتقليـل مـن معانـاة احملتضـر‪،‬‬
‫وقــد تــؤدي هــذه األدويــة إىل مضــاعفات تســرع مــن مــوت احملتضــر‪ ،‬مثــل اســتخدام املــورفني‬
‫جبــرع تثــبط التــنفس ومــن جانــب أخــر تقلــل مــن أمل احملتضــر‪ .‬وهــذا التــأثري املــزدوج مقبــول‬
‫أخالقياً شرط أن يتضمن ملف املريض اإليضاح الكايف وتوثـق ازديـاد حاجـة املـريض لتلـك‬
‫األدوي ــة واس ــتجابة لتف ــاقم حال ــة احملتض ــر الص ــحية‪ .‬عل ــى الطبي ــب أن يـ ـوازن ب ــني مب ــادئ‬
‫التعامل األخالقي لكل مريض وخيتار املبدأ األقل ضرراً عليه‪.‬‬
‫"مثال‪ :‬مريض عوجل لعجز القلب لبضعة ايام مث وافته املنية‪ .‬وقد انفعل أحد ابنائه مقدماً شكوى الدارة‬
‫املستشفى حول عالجه وبالتايل وفاته‪".‬‬

‫الموت المحتم ‪Imminent death‬‬

‫وه ـ ــي الس ـ ــاعات األخ ـ ــرية يف حي ـ ــاة احملتض ـ ــر (‪ )42-24‬س ـ ــاعة‪ .‬وتظه ـ ــر عل ـ ــى احملتض ـ ــر‬
‫عالم ـ ــات امل ـ ــوت األكي ـ ــدة وه ـ ــي حش ـ ــرجة امل ـ ــوت ونوب ـ ــات تب ـ ــاطؤ الت ـ ــنفس وازدياده ـ ــا‬
‫وشـهقات )‪ (gasping‬مـع فـرتات توقـف التـنفس ويـدعى تـنفس (كـاين سـتوك ‪Chyne‬‬
‫‪ ،)stock‬وقـد يصـاب احملتضـر بعـدم السـيطرة علـى اإلدرار والـرباز‪ ،‬وتبـدو األطـراف بـاردة‬
‫مع بقع زرقـاء ومنتفخـة وتقـل اسـتجابته للمحفـزات اخلارجيـة إىل أن يصـل إىل الغيبوبـة‪ .‬أو‬
‫يصــاب بــأعراض حــادة قبيــل الوفــاة ك ــاألمل وعســر التــنفس واهلــذيان وق ــد ينتــاب احملتض ــر‬
‫نوبات حاالت الوعي غري املشوش اليت تعرف يف األوساط الشعبية مبرحلة الصحوة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫وينبغي هتدئة تلك العالمات السيما حشرجة املوت الذي يعرف بالصـوت اخلشـن النـاجم‬
‫عــن جتم ــع اللع ــاب واملخ ــاط خل ــف احلنج ــرة وال ي ــتمكن الطبي ــب مــن س ــحبه وق ــد يع ــاين‬
‫املريض أكثر عند سحبه‪.‬وعلـى الـرغم مـن عـدم معرفتنـا ملعانـاة احملتضـر هلـذه العالمـة ولكنـه‬
‫عــرض مرعــب لعائلتــه ومرافقيــه‪ .‬وميكــن تقليــل الصــوت بوضــع قطـرات أتــروبني العــني حتــت‬
‫لسانه وقطع السوائل الوريديـة الـيت تزيـد السـوائل املتجمعـة خلـف احلنجـرة والرئـة واألطـراف‬
‫وميكــن ايقــاف الس ـوائل الوريديــة واســتبداهلا برتطيــب شــفاه املــريض باملــاء والكلس ـرين مــع‬
‫توضيح كاف لعائلة املريض وتغيري اعتقادهم بأمهية السوائل الوريدية‪.‬‬
‫تشخيص املوت‪ :‬غالباً ما حتدث الوفاة بصورة تدرجيية على مسـتوى اجهـزة البـدن واخلاليـا‬
‫مــع اخــتالف ق ــدرة األنس ــجة عل ــى حتم ــل نقــص األوكس ــجني‪ .‬وإن التغ ـريات احلاص ــلة يف‬
‫األنسجة أصبحت دائمية‪.‬‬
‫ويعرف بـ " الفقدان التام الراسخ للـوعي‬ ‫ويعتمد الطبيب الطرق السريرية لتشخيص املوت ّ‬
‫والفقــدان التــام للقابليــة علــى التــنفس التلقــائي واإلنعــدام التــام لألفعــال اإلنعكاســية جلــذع‬
‫ال ــدماغ"‪ .‬وي ــتمكن الطبي ــب م ــن تشــخيص امل ــوت يف الط ـوارئ والعي ــادة اخلارجيــة والرده ــة‬
‫والبيت أو يف أي مكان آخر‪ .‬وظهرت أمهيـة مصـطلح مـوت الـدماغ‪ ،‬الـذي يتضـمن حالـة‬
‫تلــف الــدماغ إىل جانــب اســتمرار عمــل التــنفس بواســطة املنفــاس (‪ ) Respirator‬ومراقبــة‬
‫عمل القلب والتغذية الوريدية ومراقبة وظائف أجهزة اجلسم املختلفـة وبقـاء أعضـاء اجلسـم‬
‫حية‪ .‬جذب هذا املصطلح أمهيته يف البلدان الغربية وذلك لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬زراعة األعضاء‪ :‬يعين اعالن موت الدماغ إيذاناً مبكراً للحصول علـى أعضـاء جسـم‬
‫األنســان احليــة لغرســها يف أجســام مرضــى آخـرين حمتــاجني هلــا‪ ،‬حيــث تكــون نتــائج الغــرس أكثــر‬
‫كفاءةً وجناحاً مما لو أجري الغرس متأخراً بعض الوقتواجلدير بالذكر أن عمليات زراعة األعضـاء‬
‫يف العراق مقتصرة على زراعة الكلى حىت اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاف أجهزة األنعاش املركبة على مييت الدماغ إلدامة حياة أجهزة اجلسم باعتبار‬
‫أن ذلك هدر ال نفع منه‪ ،‬وأن استمرار عمل هذه األجهزة ال يعد اطالة للحياة بل هو اطالة‬

‫‪88‬‬
‫لعملية املوت‪ .‬وميكن األستفادة من األجهزة الطبية الشحيحة يف مستشفياتنا إلنقاذ حياة‬
‫آخرين‪ .‬لذلك صدر قانون تشخيص موت الدماغ وعمليات زرع األعضاء البشرية املرقم(‪)25‬‬
‫لسنة (‪ )1426‬الذي وضع شروطاً أولية وفحوصاً الزمة لتشخيص موت الدماغ‪.‬‬

‫‪89‬‬
References‫المصادر‬
1. ABIM Foundation, ACP –ASIM Foundation, and
European Federation of Internal Medicine, Medical
Professionalism in the third millennium, Perspective : A
Physician Charter, Annals of internal medicine, 5 Feb.,
2002, Vol 136, Issue 3, PP 243-246.
2. How the Idea of Profession Changed the Writing of
Medical History, Richard Westcott, BMJ 1999; 319:
1011 (9 October)
3. Williams J. R., Medical Ethics in contemporary clinical
practice, J Chin Med Assoc, Nov. 2005, Vol 68 No. 11.
4. Beauchamp, Tom L., and Childress, James F. 2001.
Principles of Biomedical Ethics. New York: Oxford
University Press.
5. Rumbold, G (1999). Ethics in Nursing Practice. Balliere
Tindall. ISBN 0-7020-2312-4.
6. Jessica W. Berg, Paul S. Appelbaum, Lisa S. Parker, and
Charles W. Lidz,Informed Consent: Legal Theory and
Clinical Practice by Oxford University Press, 2001
7. Retrieved from
"http://en.wikipedia.org/wiki/Medical_ethics"
8. World Medical Association, Medical Ethics Manual
9. Kurt D. Ethics in health services management, 3ed ed.
Health professional press, Baltimore, 2002
10. Kimmelman, J. (2009). "Helsinki discords: FDA, ethics,
and international drug trials". The Lancet373: 13.
11. platt, FW, Gordon, GH, Field Guide to the difficult
patient Interview, 1999, Lipponcott Williams & Wilkins,
Philadelphia.
12. Maguire,J, Communication Skills for
Doctors2000,Arnold.
13. Platt, FW, Platt CM, Empathy: A Miracle or Nothing at
all, jcom, 1998: vol. 5, No. 2, 45-5.

91
‫‪14. Ross,E.Kobler, On death & Dying, Tavistock‬‬
‫‪publication,London,1970.‬‬
‫‪15. Pantilat, S.Z.,End of Life Care in hospitalized‬‬
‫‪patients,Jmed Clin.N.Am.,86,(2002) 749-770.‬‬
‫‪16. http://www.wma.net/e/policy/b3.htm‬‬
‫‪17. www.sehha.com/medical/IslamicCodeEthics1.htm‬‬
‫‪18. Bonnie F.Fremgen / Medical ethics and law /2002 /‬‬
‫‪19. WHO Publications / Medical ethics /1999‬‬

‫‪ .1‬عبدعلى‪ ،‬نبيل عباس‪ ،‬موت الدماغ‪ ،‬الجزء الرابع سلسلة أدب وعصب‪.0221،‬‬
‫‪ .0‬يعقوب‪ ،‬عالم عبدالحميد‪ :‬مبادئ علم األخالق الطبية‪ ،‬جامعة البصرة‪1995 ،‬‬
‫‪ .3‬حقي‪ ،‬حقي اسماعيل‪ : 1974 ،‬االساليب االساسية للمقابلة‪ ،‬مطبعة التوجيه السياسي‪،‬‬
‫بغداد‪.‬‬
‫‪ .1‬التكريتي‪ ،‬راجي‪ :1972 ،‬السلوك المهني لألطباء‪ ،‬مطبعة العاني‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪ .5‬محفوظ‪ ،‬حسين علي‪ :0222 ،‬أوصاف الطبيب في التراث العربي‪ ،‬مطبعة القيسي‪،‬‬
‫بغداد‪.‬‬
‫‪ .4‬محمد‪ ،‬محمد عبد الخالق ‪: 1979‬قلق الموت‪ ،‬سلسلة المعرفة‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫‪ .7‬سلطان‪ ،‬عبد السالم صالح‪،‬المقابلة الطبية الحديثة وتقنياتها األساسية ‪ 0221‬طبع وزارة‬
‫الصحة – مركز تدريب وتطوير المالكات‪.‬‬
‫‪ .7‬سلطان‪ ،‬عبد السالم صالح‪ ،‬المواقف المحرجة في الممارسة الطبية بغداد‪.0225 ،‬‬
‫‪ .9‬سلطان‪ ،‬عبد السالم صالح‪ ،‬دليل الطبيب في االتصال مع المرضىمعهد تحسين االتصال في‬
‫الرعاية الصحية‪ /‬كنكتاكت‪ ،‬ويست هافن‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وزارة الصحة‬
‫‪.0227‬‬
‫‪ .12‬سلطان‪ ،‬عبد السالم صالح‪ ،‬مشكالت الملف الطبي واالقتراحات لحلها مراجعة الدكتور‬
‫حكمت الشعرباف‪ ،‬غير مطبوع‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ .11‬سلطان‪ ،‬عبد السالم صالح‪ ،‬المراحل التي يمر بها المريض المحتضر وواجبات الطبيب‪ ،‬مجلة‬
‫الرصافة الطبية‪ ،‬المجلد االول‪ ،‬العدد االول حزيران ‪ 0221‬ص‪.9-7‬‬
‫‪ .10‬العربي بلحاح ‪ ،‬النظرية العامة لإللتزام‪ ،‬ج ‪ ،1‬ط ‪ -7-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،1995 ،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪ .13‬شريم محمد بشير‪ ،‬األخطاء الطبية بين األلتزام والمسؤولية‪ ،‬جمعية عمال المطابع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‬
‫‪.1،0222‬‬
‫‪ .11‬نصرالدين مروك‪ ،‬الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1997 ،‬‬
‫‪ .15‬نقابة أطباء العراق‪ ،‬دستور السلوك المهني‪ ،‬بغداد‪.0220 ،‬‬
‫‪ .14‬قانون نقابة األطباء رقم (‪ )71‬لسنة ‪.1971‬‬
‫‪ .17‬الرياحي عباس بدر‪ ،‬الطالباني نزار‪ ،‬خصائﺺ مهنة طب األسنان‪ ،‬نقابة أطباء األسنان‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪.1992‬‬
‫‪ .17‬عبدالرزاق عالء مكي‪ ،‬أخالقيات الطبيب المسلم خصائصه واجباته‪ ،‬أصدارات الحزب‬
‫األسالمي‪ ،‬بغداد‪.0221 ،‬‬
‫‪ .19‬الرهاوي اسحق بن علي‪ ،‬كتاب أدب الطبيب‪ ،‬تحقيق كمال السامرائي‪ ،‬داود سلمان علي‪،‬‬
‫سلسلة خزانة التراث‪ ،‬وزارة الثقافة واألعالم‪.1990 ،‬‬
‫‪ .02‬السلوك المهني واألخالق الطبية‪ ،‬مجموعة محاضرات سلسلة تعليمية‪ ،‬مركز تدريب وتطوير‬
‫المالكات‪ ،‬وزارة الصحة ‪ ،‬العدد السادس‪.0221 ،‬‬
‫‪ .01‬ناجي خالد‪ ،‬الرازي استاذ الطب السريري‪ ،‬ابو بكر الرازي وأثره في الطب‪ ،‬مركز احياء التراث‬
‫العلمي العربي‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬مطبعة العمال المركزية‪ 1972 ،‬ص ‪.14-05‬‬
‫‪ .00‬الجادر لمى طارق ‪ ، 0224 ،‬االخالقيات الطبية في المؤسسات الصحية العراقية ‪.‬‬

‫‪92‬‬
93

You might also like