You are on page 1of 144

‫جامعة الجزائر ‪-1 -‬‬

‫كلية الحقوق ‪ -‬بن عكنون ‪-‬‬

‫صفقات األشغال العمومية في النظام‬


‫القانوني الجزائري‬
‫‪Marches de Travaux Publics dans le Régime‬‬
‫‪Juridique Algérien‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫قدمت من الطالبة‪:‬‬


‫عمار بلحيمر‬ ‫شايبي نوال‬

‫أعضاء اللجنة ‪:‬‬


‫الدكتور‪ :‬بن ناجي شريف ‪.........................................................‬رئيسا‬
‫الدكتور‪ :‬بلحيمر عمار ‪...........................................................‬مشرفا‬
‫األستاذة‪ :‬أكرور ميريام ‪..........................................................‬عضوا‬

‫السنة الجامعية‪2112-2112 :‬‬


‫المقـدمة‪:‬‬

‫تعترب صفقات األشغال العمومية أكثر الصفقات املستعملة يف بالدنا ويف معظم دول العامل‬
‫واملرتبطة بالتنمية االقتصادية وتلبية حاجات اإلدارة‪ ،‬وتعد من جانب أخـر وسيلة إلنشاء التجهيزات‬
‫واملرافق العمومية‪ ،‬وقوام ذلك التعاون البناء املثمر بني النشاط العام والنشاط اخلاص وال جيوز لإلدارة‬
‫حتقيق حاجاهتا الضرورية للمنفعة العمومية إال مبوجب إجراءات وشكليات واحرتاما للقوانني اليت تنظم‬
‫عالقاهتا م اخلواص ومبا حيفظ املال العام و حيميه‪ ،‬وحلسن استغالل هذه األموال تقوم بإعداد طلبية‬
‫أو طلبيات تليب حاجات املرفق العمومي من جتهيزات وبناءات ومنشآت فنية‪ ،‬وتتم بواسطة أداة‬
‫قانونية أساسية يف النظام القانوين اجلزائري واليت تتمثل يف الصفقات العمومية اليت تربمها الدولة‬
‫واجلماعات احمللية ومؤسساهتا وكذا املؤسسات العمومية املستقلة اليت ال تكون ممولة كليا أو جزئيا من‬
‫ميزانية الدولة للتجهيز‪ ،‬متبعة يف ذلك جمموعة من القواعد والشكليات اليت حتكم عقود األشغال‬
‫لقانون الصفقات العمومية‬ ‫ختتلف عن العمليات األخرى منها التوريد واخلدمات‪ ،‬اليت ختض‬
‫(املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬

‫وحتظى الصفقات العمومية بأمهية كربى يف اجملال االقتصادي ثييب بواسطتها تقوم‬
‫األشخاص اإلدارية والعمومية بإشباع حاجاهتا وتسمح بتنفيذ برامج التنمية‪ ،‬عن طريق سياسة‬
‫االستثمارات العمومية اليت هلا اثر على التنمية والعكس صحيح‪ ،1‬ووصل مبلغ الظرف املايل لربنامج‬
‫اخلماسي ‪ 6103-6112‬بـ ‪ 051‬مليار دوالر‪ ،‬الذي تعطي هلا السلطات العمومية وظيفة مزدوجة‬
‫(إشباع احلاجات‪ ،‬والتنمية االقتصادية)‪ ،2‬وتستعمل يف ذلك الصفقات العمومية اليت أعطى هلا املشرع‬
‫مكانة خاصة يف القانون اجلزائري‪ ،‬ثييب يعد وسيلة اتفاقية الجناز حاجات اإلدارة و وسيلة لرقابة‬
‫‪1‬‬
‫‪A FONDS PERDUS, Les locomotives de la croissance, Par Amar Berlhimer, Le Soir D’Algérie, Le‬‬
‫‪05/04/2011, Source : www.Lesoirdalgerie.com/Articles/2011/04/05/articles.php? Sid=115282& cid = 8.‬‬
‫‪ 2‬ويف كلمة السيد أمحد أويـحىي‪ ،‬الوزير األول‪ ،‬بـمناسبة افتتاح الندوة الـمنظمة من قبل صندوق النقد الدويل حول موضوع "الـموارد الطبيعية‪ ،‬والـمالية‬
‫والتنمية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬فـي ‪ 40‬نوفمرب ‪ 0404‬يقول ‪..." :‬وقد بذلت الدولة‪ ،‬منذ مطل هذه العشرية‪ ،‬إرادهتا وطاقاهتا ومواردها الـميزانية‬
‫يف التنمية البشرية‪ ،‬وإصالح دواليب الدولة‪ ،‬وعصرنة منشآهتا القاعدية‪ ،‬وترقية الـمؤسسة‪ ،‬ويف عزمها على تنوي االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫و حتت لواء هذه الـمعركة الـمستقبلية‪ ،‬كان ال بد للدولة من أن تبذل أهم ما لديها من جهد‪ ،‬يف انتظار ازدهار حقيقي للقطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬وكذا‪ ،‬يف انتظار قبول شركائها األجانب أخريا‪ ،‬بتحويل أرباحهم يف السوق اجلزائرية وبفضل الطلبات العمومية الـمكثفة‪،‬‬
‫إىل استثمارات منتجة هنا‪ ."....‬ص‪.3.‬‬

‫‪1‬‬
‫املال العام‪ ،‬ومتثل صفقات قطاع األشغال العمومية وحدها جزء كبري من الظرف املايل املخصص‬
‫لربامج التنمية‪ ،‬ثييب أصبح قطاع األشغال العمومية يشكل اليوم حلقة أساسية ضمن النشاط‬
‫احلكومي‪ ،1‬ومن بني املشاري الضخمة هلذا القطاع هو الطريق السيار الذي أطلق عليه مشروع‬
‫القرن‪ ،2‬و متثل املرحلة الثانية ‪ 6105-6101‬من برنامج التنمية يف اجناز الشركة املهيكلة التالية‪:‬‬

‫‪ – 0‬االنطالق يف بناء الشبكة املهيكلة الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬الطريق السري للهضاب العليا‪.‬‬

‫السيار واملراكز احلضرية ل ‪ 33‬والية واملطارات واملوانئ‪.‬‬


‫‪ -‬الطرق السريعة الرابطة ما بني الطريق َّ‬
‫‪ -‬الطرق الرابطة مشال جنوب‪ ،‬للتَّحول التدرجيي من طريق عابر للصحراء إىل طريق سري ‪.‬‬

‫‪ -6‬حتسني مستوى شبكة الطرق املوجودة‪.‬‬

‫‪ -3‬متابعة برنامج تنمية الشبكة املهيكلة األوىل‪ ،‬والعمل على احملافظة عليها‪.‬‬

‫السيار‪.‬‬
‫‪ -3‬االنطالق يف أنظمة االستغالل والعمل برسوم املرور بالطريق َّ‬
‫‪ -5‬التحكم يف نظام التنسيق ما بني وسائل النقل‪.3‬‬

‫وتعرف الصفقة العمومية مبوجب املادة ‪ 3‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية بأهنا "عقود مكتوبة يف مفهوم التشري املعمول به‪ ،‬تربم وفق الشروط‬
‫املنصوص عليها يف هذا املرسوم‪ ،‬قصد إجناز األشغال واقتناء اللوازم واخلدمات والدراسات‪ ،‬حلساب‬
‫املصلحة املتعاقدة"‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذا التعريف خيتلف عن التعريفات الواردة يف األنظمة‬
‫القانونية املقارنة‪.4‬‬

‫‪ 1‬وزارة األشغال عمومية‪ ،‬خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪ ،‬تقرير ملخص‪ ،‬نوفمرب ‪ .6112‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 2‬وزارة األشغال عمومية‪ ،‬خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪ ،‬تقرير ملخص‪ ،‬نوفمرب ‪ .6112‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 3‬وزارة األشغال عمومية‪ ،‬خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪ ،‬تقرير ملخص‪ ،‬نوفمرب ‪ .6112‬ص‪.5.‬‬
‫‪ 4‬وميكن اإلشارة إىل التعريف الذي يعطيه النظام القانوين الفرنسي‪ ،‬كاآليت‪:‬‬
‫‪« les marchés publics signifient les contrats par lesquels une personne publique ou assimilée achète,‬‬
‫‪moyennant le versement d’un prix déterminé, des travaux, fournitures ou services, à une personne privée,‬‬
‫‪dans les conditions définies au Code des marchés publics. » BARACONNIER S., Le droit des marchés publics:‬‬
‫‪dix ans de jurisprudence 1988-1998, .d. Juris-Classeur, Dr. Adm., 1999, pp. 3 et s ; André• DE‬‬

‫‪2‬‬
‫إن الصفقة العمومية هتدف إىل اجناز أشغال حلساب املصلحة املتعاقدة‪-‬صاحبة املشروع‪ -‬أما‬
‫صفقات األشغال حسب املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬هتدف إىل قيام املقاول ببناء‬
‫أو صيانة أو تأهيل أو ترميم أو هدم منشأة أو جزء منها‪ ،‬مبا يف ذلك التجهيزات املشرتكة الضرورية‬
‫الستغالهلا‪ ،‬أما جمال التدخل خيتلف من صفقة إىل أخرى سواء كان ذلك أشغال عمومية أو أشغال‬
‫البناء أو أشغال الري وحىت أشغال الغابات‪.‬‬

‫إن نظام اجناز األشغال يف إطار تنظيم الصفقات العمومية يف اجلزائر خيتلف عن األنظمة‬
‫واالستغالل‬ ‫‪METP‬‬ ‫‪1‬‬
‫األخرى منها عقـد امتياز األشغال العمومية‪ ،‬وعقد مقاولة األشغال العمومية‬
‫املباشر‪ ،‬وعقد تفويض املرفق العمومي‪...‬اخل‪ ،‬والعقود الدولية اجلديدة اليت تربمها الدولة منها عقود‬
‫واليت يعطي هلا القانونيني اجلزائريني قالب عقد االمتياز مبا يتالئم‬ ‫‪ B.O.T‬و‪ B.O.O‬و‪B.O.O.T‬‬
‫‪2‬‬
‫البوت‬
‫م النظام القانوين اجلزائري للعقود اإلدارية‪ ،3‬فال تدخل ضمن قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫لقد عرف قانون الصفقات العمومية اجلزائري تطورات كثرية‪ ،‬إذ خضعت صفقات اجلزائر‬
‫لنظام خاص هبا أثناء الفرتة االستعمارية متثل يف املرسوم رقم ‪ 63-55‬املؤرخ يف ‪ 10‬جانفي ‪0255‬‬
‫املتعلق بالصفقات املربمة يف اجلزائر‪ ،‬و دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات اللوازم سنة‬
‫‪ ،0221‬ودفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال لسنة ‪ ،0250‬إذ حاولت‬
‫اإلدارة الفرنسية أن جتعل الصفقات العمومية أداة لتكريس سياستها وحتقيق أهدافها يف اجلزائر‪ ،4‬وبعد‬

‫‪LAUBADERE, Jean-Clause VENEZIA et Y. GAUDEMET, Traité de droit administratif, Tome 2, 13‬‬


‫‪.edition, L.G.D.J., 1998, n. 676, p. 377 ; ROUGEVIN-BAVILLE M. et autres, Leçon de Droit‬‬
‫‪Administratif, Hachette, 1989, pp. 191 et s ; BRECHON-MOULENES Christine, Marches publics.,‬‬
‫‪Répertoire Dalloz (Droit international), 1998, p. 10, n. 44 ; à noter. « contrat » et « Marché » ne sont pas‬‬
‫‪synonymes ; si tout marché est un contrat, tout contrat n’est pas forcément un marché•. Ainsi, lorsqu’on‬‬
‫‪se place dans une perspective économique, les termes « marchés boursiers » ou « marchés financiers » ne‬‬
‫‪comportent pas le sens de convention. Dans la science juridique, le contrat qui est une . convention faisant‬‬
‫‪naitre une ou plusieurs obligations ou créant, transférant un droit réel ., remembre, sans réciprocités•,‬‬
‫‪tous les marchés : « l’achat de biens, de services, et comprend donc non seulement l’achat de‬‬
‫‪fournitures mais aussi l’acquisition de services d’entrepreneurs et de consultants… .. Le Petit Robert, 1998,‬‬
‫‪pp. 459 et 1351.‬‬
‫‪ 1‬و هذا العقد جاء به القضاء الفرنسي‪ ،‬و مت وقف العمل به يف فرنسا منذ سنة ‪ .0220‬أنظر إلى القرار اآلتي‪:‬‬
‫‪-CE, 11 décembre 1963, Ville de Colombes, Rec. p. 62.‬‬
‫‪ 2‬و تشهد اجلزائر انتشار االلتجاء إىل أدوات و نظم قانونية حديثة و متنوعة و هي نظام ‪ B.O.T‬و (يف بناء مصان حتلية ماء البحر ‪ )Hamma water‬تعين البناء ‪Build‬‬
‫و التشييد ‪ Operate‬التحويل ‪ Transfer‬و غريها من األنظمة املماثلة‪ ،‬و اليت تعترب عقود إدارية تربمها الدولة حتت مسمى عقود االمتياز‪.‬‬
‫و نتناول يف دراستنا صفقات األشغال و العقود املشاهبة هلا يف إطار النظام القانوين اجلزائري و السيما القانون الصفقات العمومية لسنة ‪.6101‬‬
‫‪3‬‬

‫أكرور مريام‪ ،‬السعر يف الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف احلقوق‪ ،‬الفرع‪ :‬الدولة و املؤسسات العمومية‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،6110-6115‬ص‪.2.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫أن اسرتدت اجلزائر استقالهلا احتفظت بالنصوص القانونية والتنظيم االستعماري م سن أول نص‬
‫يتعلق بصفقات األشغال وهو دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬املطبق على صفقات‬
‫األشغال نظرا للضرورة امللحة الجناز أشغال البناء والبىن التحتية واملنشات الفنية الضرورية للتنمية‪ ،‬إىل‬
‫حني صدور أول نص ينظم الصفقات العمومية وهو األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪0225‬‬
‫والذي كرس التوجه االشرتاكي للجزائر‪ ،‬ثييب كانت االستثمارات العمومية يف جمال البىن التحتية بعد‬
‫االستقالل تعترب كوسيلة لدعم التنمية الزراعية والصناعية يف اجلزائر‪ 1‬وكانت متثل قيمة االستثمارات‬
‫آنذاك بـ ‪ 60‬مليار دينار‪ ،2‬وعلى إثر التحوالت اليت عرفتها اجلزائر إبان خمططات التنمية صدر مرسوم‬
‫حتت رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬أبريل ‪ 0206‬ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪ ،3‬مث‬
‫تاله صدور املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 09‬نوفمرب ‪ 0220‬الذي يتضمن الصفقات‬
‫العمومية‪ ،4‬والذي بدوره مت إلغاؤه مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية‬
‫‪5‬‬
‫‪ 6116‬الذي يتضمن الصفقات العمومية ‪ ،‬وهذا األخري مت إلغاؤه مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 632‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،6‬وهو الساري املفعول‪.‬‬

‫ومتثل الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري‪ ،‬كما سبق ذكره‪ ،‬وسيلة لتنفيذ النفقات‬
‫العمومية من أجل حتقيق الربامج االقتصادية‪ ،7‬ووسيلة ملمارسة النشاط اإلداري من جهة‪ ،‬ومن جهة‬
‫أخرى الرقابة على املال العمومي‪ ،‬عكس العقود اإلدارية األخرى اليت تعد وسيلة لتثمني املرفق‬
‫العمومي أو لتخفيض النفقات أو األعباء على اإلدارة يف إطار سياسة نقص النفقات العمومية‬
‫)‪.(Réduction Budgétaire‬‬

‫‪1‬‬
‫‪TIDADINI Aziouz, Les investissements durant le plan quadriennal, SNED, 1970, p.8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪TIDADINI Aziouz, Le plan quadriennal, SNED, 1970, p.22.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.6600.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 6‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪« L’enveloppe budgétaire allouée à ce titre dans le cadre du PCSC – y inclus l’achèvement des tronçons en‬‬
‫‪cours de réalisation – s’élève ainsi à environ 560 milliards de DA (7,8 milliards de dollars US), soit 12% du‬‬
‫‪PCSC. Cette décision implique une vitesse de réalisation en rupture radicale avec le rythme de ces dernières‬‬
‫‪années qui doit être multiplié par dix environ pour atteindre l’objectif fixé. » Rapport Banque mondiale, UNE‬‬
‫‪REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II : Annexes et Suppléments Statistiques, N° 36270, Le 15‬‬
‫‪septembre 2007, Annexe E, p.37, 38.‬‬

‫‪4‬‬
‫إن اإلدارة هلا وسائل اتفاقية متعددة ملمارسة نشاطها ومن أمهها الصفقات العمومية‬
‫والعقود اإلدارية فعند تشييد ميناء أو طريق هلا أن تلجأ إىل صفقات األشغال العمومية أو عقد‬
‫األشغال العمومية وهذا األخري ميتد إىل مدة طويلة ومن خالهلا يتقاضى املتعامل إتاوة من خالل‬
‫استغالله للميناء أو الطـريق وخيض لنظام االمتياز الـذي يستلزم عند استغالله الصيانة والرتميم‬
‫واحملافظة على امللك العمومي‪ ،‬أما يف صفقات األشغال العمومية فيتعلق األمر ببناء أو صيانة أو‬
‫تأهيل أو ترميم أو هدم منشأة أو جزء منها‪ ،‬كما تتضمن األشغال العمومية هياكل قاعدية منها منها‬
‫السيارة‪ ،‬والطرق‪ ،‬املنشآت الفنية‪ ،‬والبحرية واملطارات‪ ،1‬وكذا التجهيزات العمومية الالزمة‬
‫الطرق َّ‬
‫لتطوير املرافق العمومية الرئيسية للبالد‪.‬‬

‫ومتثل البىن التحتية االقتصادية القاعدية‪-‬األشغال العمومية والطرق‪ %52 -‬من الربنامج‬
‫و‬ ‫االستثمار العمـومي‪ ،2‬حيب أن اجلزائر متتلك ‪ 015.111‬كلم من الطرق ‪ %56‬مت تعبئتها‬
‫‪ 3.231‬كلم من خط السكة احلديدية‪ ،‬وعشرة موانئ جتارية و ‪ 33‬مطار‪ ،‬غري أهنا تعاين من ضغط‬
‫‪3‬‬
‫السيار شرق غرب من أهم املشاري املتعلقة‬
‫يعرقل التنمية االقتصادية ‪ ،‬وقد اعترب برنامج الطريق َّ‬
‫باألشغال العمومية نتيجة املبالغ املالية اجلد ضخمة املخصصة له ‪ - ،‬متثل نسبة التقدم اإلمجايل‬
‫للربنامج اخلماسي يف هناية سنة ‪ 6112‬بـ ‪ ،- 4%25‬حيب بلغت ميزانية املشروع إىل حد اليوم‬
‫‪ 00‬مليار دوالر‪ ،5‬كما خصص لقطاع األشغال العمومية ضمن الربنامج التكميلي ظرف مايل قدره‬
‫‪ 3011‬مليار دينار‪.6‬‬

‫‪ 1‬وزارة األشغال عمومية‪ ،‬خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪ ،‬تقرير ملخص‪ ،‬نوفمرب ‪ .6112‬ص‪.3.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II, op.cit., p.2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II, op.cit., p.xii.‬‬
‫‪ 4‬وزارة األشغال عمومية‪ ،‬خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‪ ،‬تقرير ملخص‪ ،‬نوفمرب ‪ .6112‬ص‪.2.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Journal El Watan, 5 avril 2011. Aussi ; A FONDS PERDUS, Les locomotives de la croissance, Par Amar‬‬
‫‪Berlhimer, Le Soir D’Algérie, Le 05/04/2011, Source :‬‬
‫‪www.Lesoirdalgerie.com/Articles/2011/04/05/articles.php? Sid=115282& cid = 8..p.1.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪« 40% des ressources du plan quinquennal 2010-2014 sont réservés au développement des infrastructures de‬‬
‫‪base et à l’amélioration du secteur public. Plus précisément, 3100 milliards de dinars sont destinés au secteur des‬‬
‫‪travaux publics, pour poursuivre l’extension et la modernisation du réseaux Routier et l’augmentation des‬‬
‫‪capacités portuaires », A FONDS PERDUS, Les locomotives de la croissance, Par Amar Belhimer, Le Soir‬‬
‫&‪D’Algérie, Le 05/04/2011, Source : www.Lesoirdalgerie.com/Articles/2011/04/05/articles.php? Sid=115282‬‬
‫‪cid = 8.‬‬

‫‪5‬‬
‫لقد انتقدت وزارة األشغال العمومية حول كيفية اختيار املتعامل وانعدام الرقابة من السلطة‬
‫الوصية‪ ،‬وخاصة بالنسبة لصفقات األشغال املتعلقة بالشركة الوطنية لنقل وحتويل احملروقات‬
‫"سونطراك" وذلك من خالل االشتباه يف اللجوء املفرط إىل إجراءات إبرام العقود عن طريق الرتاضي‪،‬‬
‫مما ينشأ عنه مناخا تنعدم فيه الثقة يف السوق اجلزائرية لدى املؤسسات سواء أكانوا من داخل أو‬
‫خارج البالد‪ ،‬أو مؤسسات التمويل الوطنية أو العاملية‪ .‬وهذا ما أدى إىل ظهور حاالت فساد تتجلى‬
‫يف عدة أشكال‪:1‬‬

‫‪ -‬اللجوء التعسفي إىل عنصر االستعجال إلبرام العقود دون اللجوء إىل املنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬فرض معايري خاصة لتوجيه اختيار متعامل مرتشح معني‪.‬‬

‫‪ -‬اللجوء غري املسبب إلجراء الرتاضي‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم اخلدمات ذات الطبيعة املتجانسة لتجنب العتبة وتفادي إبرام صفقة‪.‬‬

‫‪ -‬اللجوء إىل جمال حيتكر فيه الوسيلة التكنولوجية أو الفنية أو يف منطقة معينة لتجنب قواعد‬
‫املنافسة‪.‬‬

‫‪ -‬فتح باب املفاوضات بعد فتح األظرف واقتضاء إجراءات املتابعة غري مقررة يف دفرت شروط‬
‫املناقصة‪.‬‬

‫‪ -‬التصريح التعسفي لعدم جدوى املناقصات قصد استشارة املؤسسات يف إطار إجراء الرتاضي‬
‫بعد االستشارة بصفة حرة‪.‬‬

‫وتذهب إرادة السلطات العمومية إىل إن النزاهة يف إجراءات التعاقد تستلزم عادة مظهرين‪،‬‬
‫األول وقف الفساد مثل قبول الرشوة والثاين تامني مناخ أو بيئة النزاهة من خالل ضمانة أن املوظفني‬
‫املعنيني بالصفقات أو أعضاء جلنة املناقصات ليس لديهم مصلحة مباشرة أو غري مباشرة بالنتيجة اليت‬
‫تسفر عند عملية التحقيق املادي‪ ،‬وهذا حسب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 330-10‬املؤرخ يف ‪ 62‬أكتوبر‬
‫‪ 6110‬يعدل ويتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن‬
‫‪1‬‬
‫‪Séminaire ; Management des Marches Publics, ISGP, du 16 au 19 septembre 2006, p.38, 39.‬‬

‫‪6‬‬
‫الصفقات العمومية‪ ،1‬ونظرا ملصدر وحاالت الفساد اليت تعم قطاع األشغال العمومية أستحدث يف‬
‫قانون الصفقات العمومية بالنسبة لصفقات األشغال جلنة وطنية لصفقات األشغال وذلك مبوجب‬
‫املرسوم الرئاسي رقم ‪ ،330-10‬اليت تنظر فقط يف صفقات األشغال اليت تتجاوز مبالغها‬
‫‪ 211.111.111‬دج حسب املادة ‪ 032‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر‬
‫سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.2‬‬

‫فمعرفة فرص املنافسة يف السوق اجلزائرية وإدراك القواعد واألنظمة اليت ختض هلا مراحل‬
‫عملية اإلبرام‪ ،‬وفهم املعايري اليت على أساسها يتم التقييم واالختيار‪ ،‬وحتديد احلاالت واألوضاع اليت‬
‫ميكن أن تستبعد هبا العروض‪ ،‬عالوة على فتح نافذة لكل ذي مصلحة ينظر من خالهلا إىل‬
‫اإلجراءات العملية واملمارسات التطبيقية لتلك األنظمة‪ ،‬كل ذلك يزيد من اطمئنان املؤسسات هبذا‬
‫السوق من جهة‪ ،‬وتضمن اإلدارة حسن سري النشاط وتنفيذ النفقات العمومية من جهة أخرى‬
‫واألموال العمومية خمصصة أساسا للمنفعة العامة‪ ،‬وبذلك فهو حيظى باحلماية املقررة يف القانون‬
‫واملتعلقة منها بالرقابة على املال العام‪.‬‬

‫ويتمت مقاول األشغال مبجموعة من الضمانات منصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية‬
‫وهي حرية الوصول للطلبات العمومية واملساواة وشفافية اإلجراءات‪ ،3‬وتربز هذه املبادئ من خالل‬
‫قواعد و إجراءات التعاقد يف قانون الصفقات العمومية سواء يف حتديد اإلدارة احتياجاهتا أو يف‬
‫اإلعالن عن املناقصة أو أسلوب التعاقد أو يف عملية تأهيل مؤسسات األشغال وانتقائهم وتدعى يف‬
‫هذه احلالة بالرقابة السابقة‪ ،‬والرقابة اليت تباشرها جلنة صفقات األشغال واجلنة الوطنية لصفقات‬
‫األشغال اليت متارس يف إطار الرقابة اخلارجية‪ ،‬وهذا محاية للمال العام ولنجاعة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫غري أنه يظهر من خالل النصوص اليت نظمت موضوع الصفقات العمومية أن صفقة األشغال‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬نوفمرب ‪ ،6110‬ع‪،26.‬ص‪.2.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 13‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر‬
‫‪ ،6101‬ع‪ ،50.‬ص‪.33-3.‬‬

‫‪7‬‬
‫وباخلصوص صفقات األشغال العمومية حتظى مبكانة قانونية هامة من خالل خمتلف األحكام‬
‫والنصوص املتعلقة هبا‪.‬‬

‫وعليه فإن إشكالية البحب تدور حول املكانة القانونية لصفقات األشغال العمومية يف‬
‫النظام القانوين اجلزائري وخصوصيتها (أو خصوصية القواعد اليت حتكمها) واجلوانب االتفاقية‬
‫لصفقات األشغال العمومية؟‬

‫ويتفرع عن هذه اإلشكالية الرئيسية عدة تساؤالت وهي‪ :‬ما طبيعة صفقات األشغال يف‬
‫قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وما هو معيار متييزها عن غريها من الصفقات‪ ،‬وما األحكام القانونية‬
‫املطبقة عليها؟ وما هي خصوصية صفقات األشغال العمومية يف النظام القانوين اجلزائري؟ وما‬
‫اجلوانب االتفاقية يف صفقة األشغال العمومية يف إطار تنظيم الصفقات العمومية لسنة ‪6101‬؟‬

‫وينقسم هذا البحب إىل فصلني أساسيني‪ ،‬الفصل األول نتناول فيه حتديد صفقات األشغال‬
‫العمومية يف النظام القانوين اجلزائري من خالل التطرق إىل حتديد الصفقة العمومية أوال مث صفقة‬
‫األشغال بصفتها صنف عام اليت ترتتب فيه صفقات األشغال العمومية بصفة خاصة‪ ،‬وتتميز عن‬
‫غريها من الصفقات املسماة يف قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وخصوصا متيزها عن العقود اإلدارية‬
‫املشاهبة هلا والسيما عقد األشغال العمومية الذي يعترب عقد امتياز مسامهة يف حتديد طبيعتها وهذا يف‬
‫املبحب األول‪ ،‬مث حتديد جمال صفقات األشغال حسب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬حلصر جمال‬
‫صفقات األشغال العمومية‪ ،‬واإلحاطة بالنصوص القانونية املنظمة لألشغال العمومية لتحديد‬
‫صفقات األشغال العمومية كصنف من صفقات األشغال يف النظام القانوين اجلزائري يف املبحب‬
‫الثاين‪.‬‬

‫بينما نتناول يف الفصل الثاين اجلوانب االتفاقية لصفقات األشغال العمومية خالفا للجوانب‬
‫التنظيمية اليت ميكن أن جندها يف جمال الصفقات األشغال نتيجة لطبيعتها املختلطة‪ ،‬و تتجسد هذه‬
‫اجلوانب واملتضمنة يف النظام القانوين لصفقات العمومية يف تنفيذ األشغال وتسليمها اليت تتميز هبا‬
‫صفقات األشغال من طرف املتعامل املتعاقد ودف املقابل املايل من قبل املصلحة املتعاقدة باستعمال‬
‫أساليب تنظمها قواعد قانون الصفقات العمومية واخلاصة بصفقات األشغال العمومية‪ ،‬واليت هي قيد‬
‫‪8‬‬
‫على اإلدارة تطبيقا ملبدأ االختصاص املقيد لإلدارة والسيما يف جمال صفقات األشغال العمومية وهذا‬
‫كمبحب األول‪ ،‬أما يف املبحب الثاين نعاجل نقطة حساسة أال وهي خصوصية صفقات األشغال يف‬
‫تطبيق نظام مسؤولية العشرية اليت تنفرد هبا جبانب مسؤوليتها يف خمالفتها لبنود الصفقة‪.‬‬

‫ويف إطار هذه الدراسة املتواضعة نستبعد العناصر املتعلقة مبنازعات الصفقات العمومية اليت‬
‫سبق ومت دراستها عدة مرات من قبل الباحثني اجلزائريني‪ .‬وهذا البحب البسيط ال يهدف إىل حتديد‬
‫الطبيعة القانونية لصفقات العمومية وإمنا املسامهة يف حتديد صفقة من الصفقات املسماة املنصوص‬
‫عليها يف قانون الصفقات العمومية واليت تتمت مبكانة قانونية واقتصادية هامة‪.‬‬

‫وملعاجلة هذه الدراسة سوف نعتمد على منهج االستقراء والتحليل املوضوعي النقدي كما‬
‫استعنا مبنهج املقارنة بني النصوص‪ ،‬خاصة األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 0225‬واملرسوم‬
‫رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬ابريل سنة ‪ ،0206‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪2‬‬
‫واملرسوم الرئاسي‬ ‫نوفمرب ‪ ،0220‬واملرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪6116‬‬
‫رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬املعدل واملتمم مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪-06‬‬
‫‪ 63‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪.6106‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‬
‫مفهوم صفقات األشغال العمومية في‬
‫القانون الجزائري‬

‫‪10‬‬
‫ونتناول يف هذا الفصل مفهوم ومكانة صفقات األشغال يف النظام القانوين اجلزائري‪ ،‬نظرا‬
‫لألمهية القانونية اليت تكتسيها هذه الصفقات‪ ،‬ونقوم يف البداية بتمييز صفقات األشغال كصنف عام‬
‫م غريها من االتفاقات وخاصة املنصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية ألنه مل ينص هذا‬
‫األخري على صفقات األشغال العمومية وإمنا تعترب هذه األخرية صنف من أصناف صفقات األشغال‬
‫من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال – (املبحب األول)‪:‬‬

‫ويف هذا املبحب نقوم بتمييز صفقات األشغال م غريها من الصفقات املسماة يف قانون‬
‫الصفقات العمومية والعقود اإلدارية األخرى‪ ،‬مما يتعني علينا أوال حتديد الصفقة العمومية يف القانون‬
‫اجلزائري من خالل إبراز املعايري اليت تقوم عليها‪ ،‬والسيما يف املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.1‬‬

‫ثانيا – (املبحب الثاين)‪:‬‬

‫أما يف املبحب الثاين نتناول حتديد صفقات األشغال العمومية باعتبارها صنف من أصناف‬
‫صفقات األشغال يف املنظومة القانونية اجلزائرية‪ ،‬بعد حتديد األشغال العمومية وما ترتبه من أثار‬
‫بالنسبة للمتعامل م اإلدارة واملتمثل يف خضوع املؤسسات إىل التزام التأهيل وهو التزام قانوين يق‬
‫على عاتق املتعامل يف جمال صفقات األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث األول‬
‫الطبيعة القانونية لصفقة األشغال العمومية في‬
‫إطار تنظيم الصفقات العمومية‬
‫ويشتمل هذا املبحب على حتديد ومتييز صفقات األشغال كصنف عام م غريها من‬
‫الصفقات املسماة يف قانون الصفقات العمومية وهي أساسا صفقات اخلدمات وصفقات التوريد‬
‫وصفقات الدراسات‪ ،‬ومتييز صفقات األشغال عن خمتلف العقود اإلدارية األخرى وخاصة م عقد‬
‫امتياز األشغال العمومية الذي يشبه إىل حد معني صفقات األشغال العمومية واتفاقية تفويض املرفق‬
‫العمومي واالستغالل املباشر‪ ،‬من خالل إبراز العناصر اليت متيز صفقات األشغال عن كل هذه‬
‫االتفاقات‪ ،‬و البد من حتديد الصفقة العمومية يف القانون اجلزائري حىت ميكن القيام بتحديد طبيعة‬
‫صفقات األشغال مث صفقات األشغال العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫تحديد معايير صفقة األشغال العمومية في القانون الجزائري‬
‫ولتحديد صفقات األشغال العمومية ال بد من حتديد معايري الصفقة العمومية يف القانون‬
‫اجلزائري‪ ،‬و ميكن مجعها كاآليت المعيار العضوي ويتمثل يف املصلحة املتعاقدة صاحبة الطلبية وهي‬
‫الدولة والوالية والبلدية واملؤسسات العمومية ذات الطاب اإلداري‪(...‬املادة ‪ ،)6‬و المعيار المالي من‬
‫خالل العبارة التالية "‪...‬حمل نفقات‪ ،"...‬وهي نفقات التجهيز العمومي ثييب متول الصفقات‬
‫العمومية من ميزانية الدولة‪ ،‬واملعيار املادي (األشغال‪ ،‬التوريد‪ ،‬واخلدمات والدراسات) كون صفقات‬
‫األشغال العمومية من قبيل األشغال‪ ،‬و المعيار الشكلي من خالل العبارة التالية "‪...‬عقود‬
‫مكتوبة‪...‬تربم وفقا الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم‪ ،"...‬الذي يتعلق بكتابة يف جمال‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬و تناوهلا يف (الفرع األول)‪ ،‬وكما تتميز الصفقة العمومية مبعيار جديد مما يغري‬
‫اجتاه الفقه اجلزائري حول طبيعتها من خالل معيار التشري املعمول به املذكور يف املادة ‪ 3‬نتعرض‬
‫إليه يف (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الفرع األول‬
‫معايير الصفقة العمومية حسب المرسوم الرئاسي رقم ‪632-01‬‬

‫أوال‪ :‬المعيار العضوي‪.‬‬

‫تتعلق الصفقات العمومية بصفة عامة والصفقات األشغال بصفة خاصة يف األصل‬
‫باإلدارات العمومية واملؤسسات العمومية ذلك أن األشخاص اليت تربم صفقات األشغال حمددة‬
‫حصريا يف املادة ‪ 16‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬ثييب ال تطبق أحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية إال على الصفقات حمل نفقات‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬اهليئات الوطنية املستقلة‪.‬‬
‫‪ -‬الواليات‪.‬‬
‫‪ -‬البلديات‬
‫‪ -‬املؤسسات العمومية ذات الطاب اإلداري‪.‬‬

‫العلمي‬ ‫‪ -‬مراكز البحب والتنمية واملؤسسات العمومية اخلصوصية ذات الطاب‬


‫والتكنولوجي و املؤسسات العمومية ذات الطاب العلمي والثقايف واملهين و املؤسسات العمومية‬
‫العلمي والتقين‪ ، 1‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري و‬ ‫ذات الطاب‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية عندما تكلف بإنجاز عملية ممولة كليا أو جزئيا‪،‬‬
‫بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة‪ .‬وتدعى يف صلب النص " المصلحة المتعاقدة"‪.‬‬

‫‪ 1‬و ختض هذه املؤسسات إىل النصوص التالية‪:‬‬


‫‪ -‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ 322-00‬املؤرخ يف ‪ 63‬نوفمرب ‪ ، 6100‬الذي حيدد القانون األساسي النموذجي للمؤسسة العمومية ذات الطاب العلمي و التكنولوجي‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬ديسمرب ‪،6100‬‬
‫ع‪ ،22.‬ص‪.03-5.‬‬
‫‪،6100‬‬ ‫‪ -‬مرسوم التنفيذي رقم ‪ 325-00‬املؤرخ يف ‪ 63‬نوفمرب ‪ ، 6100‬الذي حيدد القواعد اخلاصة بتسيري املؤسسة العمومية ذات الطاب العلمي و الثقايف و املهين‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬ديسمرب‬
‫ع‪ ،22.‬ص‪.00-03 .‬‬

‫‪13‬‬
‫وتساؤل يطرح حول ماذا يقصد بالعبارة اإلدارات العمومية‪ ،‬وتعبري اإلدارة العامة ال يعترب‬
‫مدلوال قانونيا يف حد ذاته‪ .1‬ولكن توجد نصوص حاولت تعريف مصطلح اإلدارة العامة‪ ،‬إما على‬
‫أساس معيار السلطة العامة وإما معيار األموال العامة‪ ،2‬ويقصد هبا الدولة وأجهزهتا‪ ،‬وتتصرف الدولة‬
‫كإدارة عامة وليس الدولة كسيادة‪ ،‬وعادة ما تتدخل الدولة يف صفقات أجهزهتا غري املمركزة‪ ،‬ونية‬
‫الدولة يف اخلفاء وراء أجهزهتا ومؤسساهتا العمومية‪ ،‬ذلك من أجل البقاء يف دائرة اختصاصاهتا‬
‫كسلطة عمومية‪.3‬‬

‫وينص يف الفقرة الثامنة (‪ )0‬أنه "يتعني على املؤسسات العمومية االقتصادية واملؤسسات‬
‫العمومية ‪ ،‬عندما ال تكون خاضعة ألحكام هذا املرسوم‪ ،‬مبوجب املطة األخرية من هذه‬
‫املادة‪ ،‬تكييف إجراءاتها الخاصة مع تنظيم الصفقات العمومية والعمل على اعتمادها من طرف‬
‫هيأهتا املؤهلة"‪ ،‬ومت إضافة العبارة املسطرة مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 12-21‬املؤرخ يف ‪21‬‬
‫جانفي ‪ ،41121‬مما يعين أن املؤسسات العمومية االقتصادية اليت ال ختض ألحكام قانون الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬هلا نظام خاص تلجأ إليه عند إبرام صفقاهتا اخلاصة هبا‪.5‬‬

‫ويتعني على جملس مسامهات الدولة‪ ،‬فيما خيص املؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬والوزير‬
‫الوصي فيما خيص املؤسسات العمومية إعداد جهاز للمراقبة اخلارجية لصفقاهتا واملوافقة عليه‪.‬‬

‫وميكن جمللس مسامهات الدولة والوزير الوصي‪ ،‬كل فيما خيصه‪ ،‬خمالفة بعض أحكام‬
‫هذا املرسوم يف حالة الضرورة امللحة"‪ .‬ويف الفقرة األخرية من املادة تقول أنه ال ختض العقود‬
‫املربمة بني إدارتني عموميتني ألحكام قانون الصفقات العمومية‪ ،‬مبعىن تربم صفقات األشغال بني‬
‫األشخاص اإلدارية واملتعاملني اخلواص كمبدأ أساسي يف الصفقات العمومية‪ ،‬ثييب وجد قانون‬
‫الصفقات العمومية لتنظيم العالقات االتفاقية بني اإلدارة واملتعامل االقتصادي‪.‬‬

‫بن قلفاط مايا‪ ،‬وضعية األطراف املتعاقدة يف الصفقات العمومية الدولية يف القانون اجلزائري ‪ ،‬مذكرة ماجستري فرع عقود و مسؤولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة اجلامعية‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،6116-6110‬ص‪.01.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bennadj (C.), évolution de réglementation des marches publics en droit Algérien,‬‬
‫‪ -‬بن قلفاط مايا‪ ،‬وضعية األطراف املتعاقدة يف الصفقات العمومية الدولية يف القانون اجلزائري‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.01.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪LEBOULANGER (Ph.), Les contrats entre états et entreprises étrangères, economica, Paris, 1985.pp.17 et s.,‬‬
‫‪ns°29-30.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬
‫مبعىن أن قانون الصفقات العمومية هو عنصر من عناصر النظام القانوين لصفقات العمومية‪ ،‬جبانب تنظيم اخلاص بالصفقات املؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪14‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أنه عند صدور القانون رقم ‪ 10-00‬املؤرخ يف ‪ 06‬جانفي سنة ‪0200‬‬
‫املتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،1‬نص يف املادة ‪ 52‬منه على عدم‬
‫خضوع املؤسسات العمومية االقتصادية واهليئات العمومية ذات الطاب الصناعي والتجاري‪ ،‬اليت‬
‫حتكمها قواعد القانون التجاري‪ ،‬ألحكام األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جويلية سنة ‪0225‬‬
‫واملتضمن قانون الصفقات العمومية‪ .2‬واستبعدت املؤسسات العمومية االقتصادية من جمال الصفقات‬
‫ويتمم املرسوم‬ ‫ثييب نصت املادة ‪ 5‬من املرسوم رقم ‪ 56-00‬املؤرخ يف ‪ 62‬مارس ‪ 0200‬يعدل‬
‫رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬ابريل سنة ‪ 0206‬الذي ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪،3‬‬
‫أنه "تطبق أحكام هذا املرسوم على الصفقات اليت تربمها اإلدارات العمومية واملؤسسات العمومية‬
‫ذات الطاب اإلداري فقط واملسماة أدناه املتعامل العمومي"‪ .‬وأدرجت املؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪.4‬‬

‫ووفقا هلذا املعيار فإن الصفقة العمومية يكون أحد أطرافها األشخاص العمومية املذكورة‬
‫أعاله‪ ،‬واملسماة "المصلحة المتعاقدة"‪ ،‬فإذا أبرمت اهليئات املهنية عقد أشغال بناء مثال فال تعترب‬
‫صفقة عمومية طبقا للمعيار العضوي‪ ،‬وال ختض لنظام الصفقات العمومية (املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ .)632-01‬وسنرى كيفية تنفيذ نفقات موضوع الصفقات يف النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬تفويض نفقات التجهيز العمومي‪:‬‬

‫وتندرج النفقات اخلاصة بالصفقات األشغال ضمن نفقات التجهيز العمومي اليت ختصص‬
‫اعتمادات لكل برامج اهليئات العمومية‪.‬‬
‫وتعترب املصلحة املتعاقدة من ناحية قانون امليزانية "اآلمر بالصرف" ينفذ نفقات التجهيز العمومي‬
‫عن طريق إبرام صفقات عمومية‪ ،‬واآلمرون بالصرف االبتدائيون أو الرئيسيون ‪Ordonnateur‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪ ،0200‬العدد ‪ ،6‬ص‪.31.‬‬


‫‪" 2‬املادة ‪ :52‬ال ختض املؤسسات العمومية االقتصادية و اهليئات العمومية ذات الطاب الصناعي و التجاري‪ ،‬اليت حتكمها قواعد القانون التجاري‪ ،‬ألحكام األمر رقم ‪21-25‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 05‬جويلية سنة ‪ 0225‬و املتضمن قانون الصفقات العمومية"‪.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ ،0200‬ع‪،35.‬ص‪.530.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ principale‬هم الذين يصدرون أوامر بالدف لفائدة الدائنني (المتعاملين المتعاقدين) وتقوم كذلك‬
‫بتفويض اإلعتمادات لفائدة األمرين بالصرف الثانويني (اإلشراف املنتدب)‪.‬‬
‫وجاء يف املادة ‪ 20‬من قانون رقم ‪ 02-00‬املؤرخ يف ‪ 60‬ديسمرب سنة ‪ ،6100‬الذي يتضمن‬
‫قانون املالية لسنة ‪ ،16106‬يعدل ويتمم املادة ‪ 65‬من قانون رقم ‪ 60-21‬املؤرخ يف ‪ 05‬أوت‬
‫‪ ،0221‬واملتعلق باحملاسبة العمومية‪ ،‬اآلمرون بالصرف الثانويني ‪Ordonnateurs secondaires‬‬
‫مسؤولون بصفتهم املصاحل غري املمركزة‪ ،‬تفويض رخصة الربنامج‪ .‬وتضيف يف فقرهتا الثانية "غري أنه‪،‬‬
‫متاثل عمليات التجهيز العمومي املنفذة من طرف املؤسسات أو اهليئات العمومية مهما كانت‬
‫طبيعتها القانونية واليت تضمن اإلشراف املنتدب على املشروع‪ ،‬العمليات املفوضة لآلمرين بالصرف‬
‫الثانويني‪ .‬و هبذه الصفة‪ ،‬تنتهي صفة اآلمر بالصرف الثانوي لصاحب املشروع املنتدب باالستالم‬
‫النهائي للمشروع أو بفسخ اتفاقية اإلشراف املنتدب على املشروع‪ .‬م املالحظة أنه يسري مفعول‬
‫هذه الفقرة ابتداء من السنة املالية ‪.6105‬‬
‫مبعىن أن تفويض نفقات التجهيز العمومي تأخذ شكل اإلشراف املنتدب على املشروع وتتم‬
‫مبوجب اتفاقية أو مبوجب النص‪ ،‬إىل املؤسسات العمومية االقتصادية‪ 2‬أو املؤسسات العمومية ذات‬
‫الطاب اإلداري أو اهليئات العمومية األخرى‪.‬‬
‫أما الصفقات العمومية للبلدية املنفذة يف إطار خمططات التنمية‪ ،‬فإهنا تقيد االعتمادات املالية‬
‫للتجهيز بعنوان مسامهات الدولة بتخصيص خاص ضمن ميزانية الدولة‪ .‬وهذا ما جاء يف املادة ‪053‬‬
‫من قانون رقم ‪ 01-00‬املؤرخ يف ‪ 66‬جوان ‪ 6100‬يتعلق بالبلدية‪ ،3‬مما خيضعها إىل الرقابة املسبقة‬
‫للنفقات‪ ،‬يثري إشكال استقاللية املالية البلدية‪،‬كون أن ميزانية اجلماعات احمللية ال تكفي الجناز برامج‬
‫االستثمار والتجهيز العمومي‪ ،‬بالرغم من هناك صندوق اجلماعات احمللية املشرتك الذي يلعب دور‬
‫هام يف التنمية احمللية‪ ،‬ثييب يقدم للواليات والبلديات إعانات مالية لتحقيق مشاري جتهيز أو‬
‫استثمار طبقا لتوجيهات املخطط الوطين للتنمية‪ ،4‬و يف هذه احلالة تسجل االعتمادات اخلاصة‬
‫مبخططات التنمية للبلدية باسم الوايل‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬ديسمرب ‪ ،6100‬ع‪ ،56.‬ص‪ .33-3.‬ص‪.02.‬‬


‫‪ 2‬أنظر إىل امللحق رقم ‪ 10‬من هذا البحب‪.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬جويلية ‪ ،6100‬ع‪ ،35.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 2/6‬من املرسوم رقم ‪ 622-02‬املؤرخ يف ‪ 3‬نوفمرب سنة ‪ ،0202‬الذي يتضمن تنظيم صندوق اجلماعات احمللية املشرتك و عمله‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،0202/00/5‬ع ‪،35‬‬
‫ص‪.0032 .‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ - 2‬المؤسسات العمومية االقتصادية الممولة من طرف الدولة إلبرام صفقات‬
‫األشـغال العمـومية ‪:‬‬

‫املؤسسات العمومية الرئيسية اليت تربم صفقات التابعة لقطاع االشغال العمومية‪ ،‬وهي كل من‬
‫املؤسسات تسيري مصاحل املطارات‪ ،‬الوكالة الوطنية للطرق السريعة للسيارات‪ ،‬والشركة الوطنية للنقل‬
‫بالسكك احلديدية‪ ،‬واملؤسسات العمومية املينائية‪.‬‬
‫نشاطها يف إطار امتياز امللك العمومي‬ ‫‪EGA‬‬ ‫ومتارس مؤسسات تسيير مصالح المطارات‬
‫للمطارات على أساس دفرت الشروط‪ ،1‬ومن صالحياهتا اجناز املباين والرتكيبات والتجهيزات‪ ،2‬أما‬
‫االستغالل جند المؤسسة الوطنية للمالحة الجوية‪ ،3‬وكذلك الشركة الوطنية للنقل اجلوي املنشأة‬
‫مبوجب قانون الطريان املدين‪ ،‬وتقوم بتأدية تبعات اخلدمة العامة مقابل استفادهتا تعويضا ماليا من‬
‫الدولة‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ANA‬‬ ‫ويف ميدان الطرقات واملنشآت الفنية جند الوكالة الوطنية للطرق السريعة للسيارات‬
‫وتقوم باجناز جتهيزات الطرق السريعة مبوجب اتفاقية صاحب املنشأة املفوض‪ ،6‬منفصلة عن مهمة‬
‫تبعات اخلدمة العمومية اليت تضعها الدولة على عاتقها طبقا لبنود دفرت الشروط‪ ،‬ومتنح هلا مكافأة كل‬
‫سنة‪ 7‬مقابل تبعات اخلدمة العامة‪ ،‬وهذا ما تؤكده املادة ‪ 6‬من دفرت الشروط امللحق باملرسوم التنفيذي‬
‫فهي تتوىل‬ ‫‪ANGA‬‬ ‫رقم ‪ ،8632-15‬أما المؤسسة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة للسيارات‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 051-20‬املؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ، 0220‬الذي يتضمن تعديل الطبيعة القانونية ملؤسسات تسيري املصاحل املطارية و قانوهنا األساسي‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫بتاريخ ‪ 62‬ماي ‪ ،0220‬ع‪ ،65.‬ص‪.025.‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 051-20‬املؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ،0220‬النص السابق‪ ،‬ص‪.025.‬‬
‫‪ 3‬أنظر إىل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 032-20‬املؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ، 0220‬الذي يتضمن تعديل القانون األساسي للمؤسسة الوطنية الستغالل الطريان و أمنه و جيعل تسميتها‬
‫اجلديدة "املؤسسة الوطنية للمالحة اجلوية"‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬ماي ‪ ،0220‬ع‪ ،65.‬ص‪.020.‬‬
‫‪ 4‬أنظر إىل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 510-13‬املؤرخ يف ‪ 65‬ديسمرب ‪ ،6113‬الذي يتضمن دفرت الشروط املطبق على الشركة الوطنية للنقل اجلوي املكلفة بتأدية تبعات اخلدمة العامة‬
‫مقابل استفادهتا تعويضا ماليا من الدولة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬ديسمرب ‪ ،6113‬ع‪ ،06.‬ص‪.5.‬‬
‫‪ 5‬املنشأة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 632-15‬املؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ، 6115‬الذي يتضمن تعديل القانون األساسي للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جويلية‬
‫‪ ،6115‬العدد ‪ ،30‬ص‪.2.‬‬
‫‪ 6‬وفقا ألحكام املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 632-15‬املؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬النص السابق‪ ،‬ص‪.0.‬‬
‫‪ 7‬وفقا ألحكام املادة ‪ 00‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 632-15‬املؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬النص السابق‪ ،‬ص‪.0.‬‬
‫‪" 8‬املادة ‪ :6‬تتضمن تبعات اخلدمة العمومية اليت تكلف هبا الوكالة الوطنية للطرق السريعة للسيارات جمموع املهام اليت تسندها الدولة يف جمال عمل الدولة يف ميدان اجناز املنشآت‬
‫األساسية للطرق السريعة للسيارات و الطرق السريعة و لواحقها و كذا احلفاظ على املنشآت اليت ال تنتمي إىل اخلدمات التجارية للوكالة و إىل أي مادة موضوع اتفاقية صاحب‬
‫املشروع املفوض املؤسسة بأحكام املادة ‪ 2‬من هذا املرسوم‪" .‬‬

‫‪17‬‬
‫مهمة ضمان التسيري واملراقبة والصيانة على كل أجزاء الطرق السريعة والطرق السريعة للسيارات‬
‫واللواحق املسندة إليها‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SNTF‬‬ ‫ويف ميدان منشآت السكك احلديدية تقوم الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية‬
‫زيادة عن خدمات النقل‪ ،‬باجناز منشآت حمطات املسافرين ومنشآت شحن البضائ وكذا كل‬
‫املنشآت اإلضافية وتراقب مجي أشغال التسوية الرتابية وخطوط السكك احلديدية‪ ،‬م املالحظة أهنا‬
‫تتمت ثيق االنتفاع بامللكية العمومية للسكك احلديدية‪ ،3‬ثييب تستغل هذه األمالك مبوجب اتفاقية‬
‫احلاصلة بني الدولة والشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية‪.4‬‬

‫وتتكفل الدولة مبسامهة هنائية باالستثمارات املرتبطة بإقامة خطوط جديدة وحتديب مقط‬
‫الشبكة احلالية وهتيئة السكك احلديدية اجلهوية اليت أضحت ضرورة بفعل التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية للبالد (املادة ‪ 65‬من دفرت الشروط العامة الذي حيدد أعباء اخلدمة العمومية للشركة‬
‫الوطنية للنقل بالسكك احلديدية وتبعيتها ملحق بالقرار املؤرخ يف ‪ 66‬ديسمرب ‪ ،50221‬يتعلق‬
‫باملوافقة على دفرت الشروط العامة الذي حيدد أعباء اخلدمة العمومية للشركة الوطنية للنقل بالسكك‬
‫احلديدية وتبعيتها)‪ ،‬كما تضمن الدولة التمويل عن طريق مسامهات هنائية لعمليات جتديد خطوط‬
‫السكك احلديدية والدراسات اخلاصة هبا وتسيريها وحتديب منشآت األمن واالتصاالت الالسلكية‪.‬‬
‫(املادة ‪ 62‬من نفس الدفرت الشروط)‪.‬‬

‫المؤسسة العمومية لتسيير الميناء اجلزائر‪ ،‬عنابة‪ ،‬وهران‪ ،‬جباية‪ ،‬ارزيو‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬الغزوات‬
‫مستغامن‪ ،‬تنس‪ ،‬وميناء جن جن‪ ،‬حتتوي اجلزائر على عشرة (‪ )01‬موانئ جتارية تسري من طرف‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية متسكها الشركة القابضة ‪( Sogeports‬شركة تسيري مسامهات‬
‫الدولة‪ /‬املوانئ) اليت تضمن تسيري والرقابة مسامهات الدولة يف املؤسسات العمومية املينائية ‪.6‬‬
‫‪ 1‬املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 651-15‬املؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬الذي يتضمن إنشاء مؤسسة "اجلزائرية لتسيري الطرق السريعة للسيارات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جويلية‬
‫‪ ،6115‬العدد ‪ ،30‬ص‪.06.‬‬
‫‪ 2‬انظر إىل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-26‬املؤرخ يف أول ديسمرب ‪ 0221‬الذي يتضمن تغيري الطبيعة القانونية للشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية و قانوهنا األساسي‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫بتاريخ ‪ 06‬ديسمرب ‪ ،0221‬ع ‪ ،53‬ص‪.0500.‬‬
‫‪ 3‬انظر إىل املادة ‪ 13‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-26‬املؤرخ يف أول ديسمرب ‪ ،0221‬النص السابق‪ ،‬ص‪.0500.‬‬
‫‪ 4‬املرسوم رقم ‪ 060-00‬املؤرخ يف ‪ 60‬يونيو ‪ 0200‬الذي يتضمن املوافقة على االتفاقية احلاصلة بني الدولة و الشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية‪.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 63‬جانفي ‪ ،0220‬ع‪ ،3.‬ص‪.23.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II : Annexes et‬‬
‫‪Suppléments Statistiques, N° 36270, Le 15 septembre 2007, Annexe E, p.45.‬‬

‫‪18‬‬
‫ونالحظ أن معظم هذه املؤسسات تستغل املنشآت القاعدية مبوجب اتفاقية امتياز‪(1‬دفرت‬
‫تتمت ثيق االنتفاع بامللكية العمومية للسكك‬ ‫‪SNTF‬‬ ‫الشروط) ومثال على ذلك فإن الشركة‬
‫احلديدية‪ .2‬أما شركات التسيير المساهمات‪ ،‬فإنه يتدخل جملس املسامهات الدولة عند إعداد جهاز‬
‫املراقبة اخلارجية لصفقات املؤسسات العمومية الذي تتوىل (الشركات) تسيري رؤوس أمواهلا‪ ،‬وهي‬
‫املؤسسات العمومية االقتصادية املعنية بعملية اخلوصصة‪ ،3‬م اإلشارة أن جملس املسامهات الدولة‬
‫‪ CPE‬موضوعة حتت سلطة الوزير األول الذي يتوىل رئاسته‪.4‬‬
‫وجيب التفرقة بني حالتني‪ :‬الصفقات اليت تربمها املؤسسات العمومية االقتصادية يف إطار‬
‫اإلشراف املنتدب على املشروع واحلالة اليت تربم فيها الصفقات العمومية بصفتها صاحبة املشروع‪.‬‬
‫ويتجه الفقه أن الشخص من أشخاص القانون اخلاص الذي يتصرف كوكيل للشخص العمومي‬
‫ال يعترب ذلك استثناء عن املعيار العضوي‪ ،‬و إمنا تعترب كيفية من كيفيات تطبيقه‪.5‬‬
‫ثانيا‪ :‬المعيار الشكلي‬

‫ويتمثل املعيار الشكلي يف الصفقات العمومية من خالل العبارة التالية "‪...‬عقود مكتوبة‪...‬تربم‬
‫وفقا الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم‪( "...‬املادة ‪ 3‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪)632-01‬‬
‫وجنده من خالل يف األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 0225‬الذي يتضمن قانون الصفقات‬

‫و يالحظ يف جمال استغال ل األراضي أن اإلدارة ختض لنمطني‪ ،‬طريقة االمتياز عندما تكون املؤسسة من مؤسسات العمومية ذات الطاب التجاري و الصناعي و املؤسسات‬ ‫‪1‬‬

‫العمومية االقتصادية اليت ختض للقانون التجاري‪ ،‬و منط التخصيص عندما توض األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة عندما توض حتت تصرف املؤسسات العمومية‬
‫ذات الطاب اإلداري والعلمي و التكنولوجي و التقين اليت تستعملها حسب رأينا ألغراض غري التجارية‪.‬‬
‫أنظر املواد ‪ 3‬و ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ 2‬و ‪ 5‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 12-00‬املؤرخ يف ‪ 01‬جانفي ‪ 6100‬الذي حيدد كيفيات استغالل األراضي الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة‬
‫املخصصة أو امللحقة باهليئات و املؤسسات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 06‬جانفي ‪ ،6100‬ع‪ ،16.‬ص‪.0.‬‬
‫‪ 2‬انظر إىل املادة ‪ 13‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 320-26‬املؤرخ يف أول ديسمرب ‪ ،0221‬النص السابق‪ ،‬ص‪.0500.‬‬
‫‪ 3‬املؤسسات العمومية املعنية باخلوصصة وفقا ملرسوم التنفيذي رقم ‪ 025-20‬املؤرخ يف ‪ 5‬يونيو ‪ 0220‬الذي حيدد قائمة اجملموعة األوىل من املؤسسات العمومية اليت ستخض‬
‫للخوصصة (ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ،0220‬ع‪ ،30.‬ص‪ ، ).01-0.‬وتسري رؤوس أموال هذه املؤسسات من قبل جملس املسامهات الدولة‪ ،‬و ميكن تعداد هذه املؤسسات كاآليت‪:‬‬
‫املؤسسة العامة ألشغال املنشآت و البناء ‪ ،GETIC‬و شركة البناء للطرق و املطارات ‪ ،SCRA‬مؤسسة البناء و أشغال احلديد والصلب ‪ ،COSIDER‬املؤسسات الوطنية‬
‫إلشارة املرور ‪ ،ENPS‬املؤسسة العمومية ألشغال الطرقات للجنوب الشرقي ‪ ،EPTR Sud-Ouest‬الشركة الوطنية ألشغال الطرقات ‪ ،SNTR‬املؤسسة العمومية لألشغال‬
‫العمومية للجزائر ‪ ،EPTR Alger‬مؤسسة األشغال العمومية لبشار ‪ ،EPTR Béchar‬مؤسسة األشغال العمومية لسيدي بلعباس ‪،EPTR Sidi Bel Abbès‬‬
‫مؤسسة "لاير سيدار" للحديد والصلب‪ -‬عنابة ‪ ،REAL SIDER‬مؤسسة األشغال العمومية بقسنطينة‪ ،‬املؤسسة العمومية لألشغال العمومية بغرداية‪ ،‬مؤسسة إجناز املنشآت‬
‫الصناعية بالوسط (أنري الوسط)‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 0‬من األمر رقم ‪ 13-10‬المؤرخ ‪ 61‬أوت ‪ 6110‬و المتعلق بتنظيم المؤسسات العمومية االقتصادية و تسييرها و خوصصتها‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪« Il est rarement remarqué en doctrine, en règle générale, que le contrat passé par un mandataire privé d’une‬‬
‫‪personne publique ne constitue pas une véritable exception au critère organique mais une de ses modalités‬‬
‫‪d’application. », note (a l’exception notable de L.Richer, cf Droit des contrats administratifs, L.G.D.J. 1995,‬‬
‫‪p.105.), LICHERE (François), Les Contrats Administratifs Entre Personnes Privées, Représentation,‬‬
‫‪transparence et exceptions jurisprudentielles au critère organique du contrat administratif, Thèse, discipline :‬‬
‫‪Droit Public, Université Montpellier 1, Faculté de droit, Année 1997-1998, p.14.‬‬

‫‪19‬‬
‫العمومية‪ ،1‬يف املادة األوىل منه بقوهلا "أن الصفقات العمومية هي عقود مكتوبة وتربمها … ضمن‬
‫الشروط املنصوص عليها يف هذا القانون" أما يف املادة ‪ 3‬من املرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪01‬‬
‫ابريل سنة ‪ 0206‬الذي ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪ ،2‬تنص كآاليت ‪ :‬صفقات‬
‫املتعامل العمومي عقود مكتوبة ‪...‬مربمة وفق الشروط الواردة يف هذا املرسوم‪ "....،‬ويف املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬الذي يتضمن الصفقات العمومية‪،3‬‬
‫كآاليت‪" :‬أن الصفقات العمومية هي عقود مكتوبة ‪ ...‬ومربمة وفق الشروط الواردة يف هذا املرسوم‪،‬‬
‫‪ ،"...‬ويف املادة ‪ 3‬الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن الصفقات‬
‫العمومية‪ ،4‬أن "الصفقات العمومية عقود مكتوبة ‪ ،...‬وتربم وفق الشروط املنصوص عليها يف هذا‬
‫املرسوم‪."...‬‬

‫وأبقى املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬بنفس الصيغة‬
‫يف املادة ‪ 3‬منه‪ ،‬بأهنا "عقود مكتوبة ‪ ،...‬تربم وفقا الشروط املنصوص عليها يف هذا املرسوم ‪."...‬‬

‫وتنص النصوص القانونية املتعلقة بصفقات العمومية بكتابة الصفقة العمومية يف قالب‬
‫شكلي‪ ،‬وكقاعدة عامة أن صحة عقود اإلدارة ال ترتبط بشكلية الكتابة إلبرام هذه العقود إال إذا ألزم‬
‫القانون اجلزائري اإلدارة بشكل كتايب معني يربم وفقه العقد‪ ،5‬و إذا نص التنظيم كما هو احلال‬
‫بالنسبة لصفقات على استعمال الشكل الكتايب إلزاميا فان الكتابة هي شرط لصحة الصفقة‬
‫ولوجودها و إبرامها‪.‬‬

‫إن قانون الصفقات العمومية نص صراحة يف املادة ‪ 26‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪632-01‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية على بيانات الصفقة العمومية‬
‫سواء اإللزامية والبيانات والبنود التكميلية‪ ،‬أي أنه نص على إلزامية إدخال وكتابة بنود معينة يف‬
‫الصفقة العمومية وبالذات يف دفرت شروط الصفقة العمومية لكوهنا بنودا الزمة لتكوين الصفقة األمر‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬جوان ‪ ،0225‬ع‪،56.‬ص‪.500.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.6600.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪De laubadere‬‬ ‫‪(A.), Moder (F.), Delvol (P.), Traité des contrats administratif, Tome 1, L.G.D.J., 13eme‬‬
‫‪éd.p.563.‬‬

‫‪20‬‬
‫الذي يعين بدوره الطاب اإلجباري واإللزامي هلذه البنود املتعلقة واملرتبطة بتكوين الصفقة العمومية‬
‫نفسها‪.1‬‬

‫وتنص املادة ‪ 5‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬كاآليت‪" :‬تربم الصفقات العمومية قبل أي شروع يف تنفيذ اخلدمات‪ ،‬و يف‬
‫حالة وجود خطر يهدد إستثمارا‪ ،‬أو ملكا للمصلحة املتعاقدة‪ ،‬أو األمن العمومي ميكن الوزير أو‬
‫مسؤول اهليئة الوطنية املستقلة أو الوايل املعىن‪ ،‬أن يرخص مبوجب مقرر معلل بالشروع يف بداية تنفيذ‬
‫اخلدمات قبل إبرام الصفقة‪ .‬وترسل نسخة من هذا املقرر إىل الوزير املكلف باملالية‪.‬‬

‫ومهما يكن من أمر‪ ،‬فال بد من إعداد صفقة تسوية خالل ثالثة (‪ )3‬أشهر ابتداء من تاريخ‬
‫التوقي على املقرر املذكور أعاله‪ ،‬إذا كانت العملية تفوق املبالغ املذكورة يف الفقرة األوىل من املادة ‪2‬‬
‫أعاله‪ ،‬وعرضها على اهليئة املختصة بالرقابة اخلارجية للصفقات"‪.‬‬

‫مبعىن جيوز بداية تنفيذ الصفقة مبوجب مقرر من السلطة املختصة قبل إفراغ الصفقة يف قالب‬
‫شكلي‪ ،‬بشرط إعداد صفقة تسوية خالل ثالثة (‪ )3‬أشهر ابتداء من تاريخ التوقي على املقرر‪ ،‬ومت‬
‫تفسري هذه املادة على أن الكتابة يف الصفقات العمومية هي شرط لالنعقاد‪ .2‬و استبعد القانون‬
‫الصفقات العمومية هذا اللبس بعد صدور املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير‬
‫‪ ،6106‬يعدل ويتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬واملتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،3‬إذ تنص املادة ‪ 5‬يف فقرهتا الثالثة (‪ )3‬أنه "عندما ال يسمح االستعجال امللح‬
‫بإعداد الصفقة‪ ،‬يثبت اتفاق الطرفني عن طريق تبادل الرسائل" ‪ ،échange de lettre‬فال يشرتط‬
‫الكتابة يف حالة االستعجال امللح‪ ،‬مما يدل على أن الكتابة يف الصفقات العمومية هي شرط‬
‫لإلثبات‪.‬‬

‫‪ 1‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.06.‬‬
‫‪ 2‬و هذا ما ذهب إليه اجمللس الدولة اجلزائري يف قراره الصادر بتاريخ ‪ 6110/15/03‬حتت رقم ‪ 110502‬عن الغرفة الرابعة‪ ،‬قضية (م‪ ).‬ضد بلدية بوزريعة‪.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬

‫‪21‬‬
‫وجتدر اإلشارة هنا أن الكتابة ال تتم عن طريق احملررات الرمسية والتوثيقية وإمنا تربم وفق الشكل‬
‫اإلداري ويشبه الشكل اإلداري احملررات الرمسية والتوثيقية من حيب قوة اإلثبات وقوة النفاذ وإمكانية‬
‫أن ينشأ مبوجب هذه احملررات حق الرهن‪.‬‬

‫وعلى غرار النصوص القانونية اليت تشرتط الكتابة لصحة العقود اإلدارية‪ ،‬وتنص بصفة آمرة‬
‫من خالل أحكامها على بعض األنواع من البنود اإللزامية والوجوبية واملتعلقة بإبرام تلك العقود اليت‬
‫تكون اإلدارة طرفا فيها‪ ،1‬فإن الصفقة العمومية ال ختض هلذا املبدأ‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة أن الصفقة ختض إىل إجراءات املصادقة من قبل السلطة اإلدارية املختصة‬
‫واملنصوص عليها يف املادة ‪ 0‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر ‪ 6101‬الذي‬
‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعيار المادي‬

‫ويتمثل يف موضوع الصفقة والذي يشمل عدة عمليات حسب طبيعة الصفقة‪ ،‬وميكن مج‬
‫النصوص القانونية املتعلقة بالصفقات العمومية اليت تنص على موضوع الصفقة‪ ،‬وجند يف األمر رقم‬
‫‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 0225‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،2‬يف املادة األوىل منه‬
‫بقوهلا "أن الصفقات العمومية ‪....‬قصد اجناز أشغال أو توريدات أو خدمات‪ "...‬و يف املادة ‪ 3‬من‬
‫املرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬ابريل سنة ‪ 0206‬الذي ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل‬
‫العمومي‪ ،3‬تنص كآاليت ‪ :‬صفقات املتعامل العمومي ‪ ...‬قصد اجناز أشغال أو توريدات أو‬
‫خدمات"‪ ،‬و يف املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬الذي‬
‫يتضمن الصفقات العمومية‪ ،4‬تنص أن "الصفقات العمومية ‪ ...‬قصد اجناز األشغال أو اقتناء املواد‬
‫أو اخلدمات ‪."...‬‬
‫ويف املادة ‪ 3‬من الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،5‬تنص أن "الصفقات العمومية ‪ ...‬قصد اجناز األشغال واقتناء املواد‬
‫‪1‬‬
‫‪De laubadere (A.), Moder (F.), Delvol (P.), Traité des contrats administratif, Tome 1, L.G.D.J., 13eme éd.,‬‬
‫‪n°655, p.676.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬جوان ‪ ،0225‬ع‪،56.‬ص‪.500.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.6600.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬

‫‪22‬‬
‫واخلدمات والدراسات ‪ ."...‬وكذلك يف املادة ‪ 3‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية بقوهلا‪" :‬الصفقات العمومية ‪...‬قصد إجناز األشغال واقتناء اللوازم‬
‫واخلدمات والدراسات‪."...،‬‬

‫وهتدف صفقات األشغال وهو حمل دراستنا حسب املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 632‬على قيام املقاول ببناء أو صيانة أو تأهيل أو ترميم أو هدم‪ ،‬منشأة أو جزء منها‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التجهيزات املشرتكة الضرورية الستغالهلا‪ .‬وهو نفس التعريف الذي جاء به الفقه‪.1‬‬
‫فاألشغال تتضمن عملية أو عدة عمليات واقعة على املنشأة‪ ،‬وتتميز عن غريها من الصفقات وهذا‬
‫ما يستفاد من نص املادة ‪ 00‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬يف القسم األول املعنون بـ"حتديد‬
‫احلاجات ضمن الباب الثاين حتت عنوان "حتديد احلاجات والصفقات واملتعاملني املتعاقدين" أنه‬
‫"‪...‬تضبط املصلحة املتعاقدة‪ ،‬لتحديد حدود اختصاص جلان الصفقات‪ ،‬املبلغ اإلمجايل للحاجات‬
‫م أخذ ما يأيت وجوبا بعني االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة اإلمجالية ألشغال نفس العملية‪ ،‬فيما خيص صفقات األشغال‪،‬‬
‫‪ -‬جتانس احلاجات‪ ،‬فيما خيص صفقات اللوازم والدراسات واخلدمات‪".‬‬
‫ونالحظ أنه يف صفقات األشغال يأخذ بتعبري "العملية" أما بالنسبة الصفقات األخرى جتانس‬
‫احلاجات‪ .‬والعملية هي جمموعة من اإلجراءات منظمة تساهم يف قيام أو حتقيق وظيفة معينة‪.‬‬
‫بالنسبة لتجانس احلاجات هو مفهوم خيتلف من مصلحة إدارية إىل أخرى‪ ،‬ثييب تقوم اإلدارة‬
‫بتحديد احتياجها حسب خصائص نشاطها اليت متارسه ومتاسك تدخالهتا‪ ،‬ومثال عل ذلك " ِم َقص"‬
‫ميكن أن يتبني بالنسبة إلدارة املركزية أهنا من لوازم املكاتب غري أداة من أدوات اجلراحة الطبية ملؤسسة‬
‫استشفائية‪ ،‬ولتحديد جتانس حاجاهتا حسب اخلصائص املتعلقة باخلدمة ميكن للمصاحل املتعاقدة‬
‫وض ترتيب خاص القتناءات اليت تقوم هبا حسب تصنيف متماسك م نشاطها‪ ،2‬واألشغال ما هي‬
‫إال حمال لاللتزام فيمكن أن تتضمن الصفقة لوازم وأشغال‪ ،‬وتعبري الصحيح املستعمل لتحديد نوع‬
‫‪1‬‬
‫‪Séminaire ; Management des Marches Publics, ISGP, du 16 au 19 septembre 2006, p.9.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪« L’homogénéité des besoins est une notion qui peut varier d’un acheteur à l’autre, et qu’il lui appartient‬‬
‫‪d’apprécier en fonction des caractéristiques des activités qui lui sont propres et de la cohérence de son action.‬‬
‫‪A titre d’exemple, une paire de ciseaux peut tout aussi bien s’apparenter pour une administration centrale à des‬‬
‫‪fournitures de bureau, qu’à du matériel chirurgical pour des établissements hospitaliers. Pour apprécier‬‬
‫‪l’homogénéité de leurs besoins en fonction des caractéristiques propres de la prestation, les acheteurs peuvent‬‬
‫‪élaborer une classification propre de leurs achats selon une typologie cohérente avec leur activité. » Circulaire du‬‬
‫‪3 août 2006 portant manuel d’application du code des marchés publics, NOR : ECOM0620004C 4 août 2006, p.‬‬
‫‪23.‬‬

‫‪23‬‬
‫من أنواع الصفقات هو صفقة عمومية لألشغال‪ ،‬صفقة عمومية للوازم‪...‬اخل ذلك أن صفة‬
‫"العمومية" ال حتيل إىل نظام القانوين املطبق وإمنا إىل األشخاص اليت تربم تلك الصفقات‪.‬‬

‫رابعا‪:‬المعيار المالي‬

‫فمؤداه هو ختصيص أموال من اخلزينة العمومية لربنامج التجهيز للدولة أي هي مصاريف‬


‫خاصة لتجهيز الدولة وهي جزء من نفقات العمومية (عدم خلط بني ميزانية الدولة وامليزانية العامة)‬
‫وقد وض املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬مبلغا تربم على أساسه صفقات العمومية وباخلصوص‬
‫صفقات األشغال‪ ،‬فإذا قلت قيمة الطلب أو العقد عن هذا املبلغ مل يستوجب ذلك إتباع إجراءات‬
‫إبرامها‪.‬‬

‫ويستعمل القانون الصفقات املعيار املايل كمعيار حاسم لتمييز الصفقة العمومية عن غريها‬
‫من العقود اليت تشبهها من حيب وجوب إبرام صفقة عمومية إذا تعلق األمر بتنفيذ النفقات‬
‫العمومية‪ ،‬وتتعلق النفقات العمومية بفكرة حتديد مبلغ أو قيمة صفقات منها صفقات األشغال حىت‬
‫تربم الصفقة فإذا كانت النفقة تبلغ حد معني حددته املادة ‪ 2‬من قانون الصفقات العمومية جتب إبرام‬
‫الصفقة وهو ما يسمى بالعتبة‪ ،‬وسنرى أن احلد املايل مل يعرف استقرار ثييب تطور عرب كافة قوانني‬
‫الصفقات العمومية ففي األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 0225‬الذي يتضمن قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ ،1‬مل يتناول العتبة إال بعد عدة تعديالت إىل غاية سنة ‪ 0206‬وصدور املرسوم‬
‫رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬ابريل سنة ‪ 0206‬الذي ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪،2‬‬
‫حيب نص يف املادة ‪ 2‬على العتبة بقوهلا "كل عقد أو طلب يقل مبلغه أو يساوي مخسمائة ألف‬
‫دينار (‪ 511.111‬دج)‪ ،‬ال يتطلب إبرام صفقة مبفهوم هذا املرسوم‪.‬‬
‫أما املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬الذي يتضمن الصفقات العمومية‪،3‬‬
‫نص يف مادته ‪ 12‬أنه‪" :‬كل عقد أو طلب يقل مبلغه أو يساوي مليونا دينار (‪ 6.111.111‬دج)‪،‬‬
‫ال يتطلب حتما إبرام صفقة يف مفهوم هذا املرسوم"‪ .‬و أصبح احلد املايل بـ أربعة ماليني‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬جوان ‪ ،0225‬ع‪،56.‬ص‪.500.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬
‫و يالحظ أن املرسوم رقم ‪ 035-06‬ألغى بعض املواد اآلمر ‪ 0225‬مما خيالف قاعدة اجلوهرية يف التقنني كون أن األمر ال يلغى إال بأمر‪ ،‬و يعود السبب صدور قانون الصفقات‬
‫العمومية يف شكل أمر هو غياب دستور بعد االستقالل اجلزائر‪ ،‬مبوجبه يوزع االختصاصات بني السلطات‪ ،‬و صدر بتاريخ ‪ 0225‬أمر املتعلق مبجلس الثورة الذي اعترب كدستور‬
‫صغري‪ .‬و اإلشكال انه ال ميكن أن يصدر قانون الصفقات العمومية يف شكل أمر كون أن هذا امليدان هو من اختصاص التنظيم بعد صدور الدستور ‪.0252‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.1122.‬‬

‫‪24‬‬
‫(‪ 3.111.111‬دج) مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 05-20‬املؤرخ يف ‪ 5‬مارس ‪ ،0220‬يعدل و‬
‫يتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬الذي يتضمن الصفقات‬
‫العمومية‪.1‬‬

‫ويف املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن الصفقات‬


‫العمومية‪ ،2‬نص يف املادة ‪ 5‬منه أنه "كل عقد أو طلب يقل مبلغه عن أربعة ماليني دينار‬
‫(‪ 3.111.111‬دج)‪ ،‬أو يساويه ال يقتضي وجوبا إبرام صفقة يف مفهوم هذا املرسوم"‪ .‬ومت وض حد‬
‫مايل بالنسبة لصفقات املسماة مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 310-13‬املؤرخ يف ‪ 00‬سبتمرب‬
‫‪ ،6113‬يعدل ويتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،3‬وذلك حتت الصياغة التالية‪ :‬أن "كل عقد أو طلب يساوي مبلغه ستة ماليني‬
‫(‪2.111.111‬دج) أو يقل عنه‪ ،‬خلدمات األشغال أو التوريدات وأربعة ماليني دينار‬
‫(‪ 3.111.111‬دج)‪ ،‬خلدمات الدراسات واخلدمات‪ ،‬ال يقتضي وجوبا إبرام صفقة يف مفهوم هذا‬
‫املرسوم"‪ .‬و ارتف خالل صدور املرسوم الرئاسي رقم ‪ 330-10‬املؤرخ يف ‪ 62‬أكتوبر ‪ 6110‬يعدل‬
‫ويتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن الصفقات‬
‫العمومية‪ ،4‬إىل مبالغ التالية‪:‬مثانية ماليني (‪0.111.111‬دج) أو يقل عنه‪ ،‬خلدمات األشغال أو‬
‫التوريدات وأربعة ماليني دينار (‪ 3.111.111‬دج)‪ ،‬خلدمات الدراسات واخلدمات وأبقى املرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪،5‬‬
‫يف املادة ‪ 2‬منه‪ ،‬املبالغ املعدلة سنة ‪ .6110‬ويالحظ أن العتبة عرب كافة املراسيم عرفت تطورا‪ ،‬و‬
‫تتطور م التحوالت االقتصادية للبالد واحلاجات اإلدارة العامة‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 00‬مارس ‪ ،0220‬ع‪ ،03.‬ص‪.2.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬سبتمرب ‪ ،6113‬ع‪ ،55.‬ص‪.2.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬نوفمرب ‪ ،6110‬ع‪،26.‬ص‪.2.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫طبيعة صفقات األشغال حسب معيار "التشريع المعمول به"‬
‫وجاء املشرع اجلزائري مبعيار جوهري يف قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 0206‬وهو معيار‬
‫التشري الساري على العقود والذي أبقى عليه يف املرسوم التنفيذي لسنة ‪ 0220‬و املرسوم الرئاسي‬
‫لسنة ‪ 6116‬واملرسوم الرئاسي لسنة ‪ ،6101‬حيب تناول األستاذ بن ناجي شريف هذا املعيار يف‬
‫أطروحته املعنونة بـ "تطور تنظيم الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري"‪ ،‬ويشري لنا أن املشرع يض‬
‫يف تأشريات املرسوم‪ ،‬قانون املدين وقانون التجاري‪ ،‬فيحيل املشرع عند تعريف الصفقة إىل التشري‬
‫الساري على العقود وهو قانون التجاري و قانون املدين‪.‬‬

‫وجيري األستاذ بن ناجي شريف مقارنة م العقود املسماة يف القانون املدين وصفقات‬
‫العمومية املسماة ويقول أن صفقات األشغال تكيف مبوجب املعيار التشري الساري على العقود"‬
‫على أهنا عقد مقاولة م كل ما يرتتب عنه من آثار‪.1‬‬

‫إن التطور الذي عرفته اجلزائر منذ ‪ 0225‬على مستويات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫وباألخص على مستوى القطاع العام‪ ،‬انعكس هذا التطور على القانون اجلزائري‪ ،‬فالقانون ما هو إال‬
‫انعكاس‪-‬ضروري‪ -‬للمتغريات واملستجدات اإلنسانية‪ ،2‬و إذا كانت صفقات العمومية يف ظل األمر‬
‫سنة ‪ 0225‬كانت تعترب عقود إدارية فان الوض تغري بعد صدور املرسوم ‪ 035-06‬تغري ثييب‬
‫نالحظ اجتاها حنو توسي نطاق القانون العام يف جمال العقود‪ ،‬ذلك أن الفقرة الثانية من املادة األوىل‬
‫ألمر ‪ 21-25‬قد ألغيت مبوجب تعديل سنة ‪ 0253‬وأدرجت املؤسسات االشرتاكية ذات الطاب‬
‫االقتصادي ضمن األشخاص الذين جيب أن يتعاقدوا وفقا ألحكام أمر رقم ‪ 21-25‬وقد تأكد هذا‬
‫الوض يف مرسوم رقم ‪ 035-06‬الذي مل يقتصر على ذلك بل أضاف املؤسسات اليت جل رأمساهلا‬
‫عموميا‪ ،‬مما يعد خروجا عن النظام السابق واملستمد من القانون الفرنسي الذي يفصل بني األشخاص‬
‫العمومية ذات الطاب اإلداري واألشخاص العمومية ذات الطاب االقتصادي‪ ،‬كما أن تغيري التسمية‬
‫من عقود إدارية إىل عقود املتعامل العمومي قد يعين أيضا اخلروج عن دائرة النظام الفرنسي وإضفاء‬

‫‪1‬‬
‫‪Bennadj (C.), évolution de réglementation des marches publics en droit Algérien,‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SAVATIER (René), Les métamorphoses économiques et sociales du droit civil d’aujourd’hui .DALLOZ ,3eme‬‬
‫‪éd., 1964.p.10.‬‬

‫‪26‬‬
‫طبيعة خاصة على تلك العقود ختتلف عن الطبيعة اإلدارية اليت اصطبغت هبا العقود اليت تربمها اإلدارة‬
‫باعتبارها صاحبة سلطة وسيادة وفقا للنظام القدمي‪.1‬‬

‫ففي هذا اإلطار نرى أن القانون اجلزائري يذهب إىل تطبيق نظريات التقليدية وهي معيار‬
‫أعمال اإلدارة ‪ Acte de gestion‬وهي األعمال اليت تباشرها اإلدارة بذات األساليب اليت يلجأ إليها‬
‫األفراد ويف نفس ظروفهم‪ ،‬خالفا لألعمال السلطة أين تظهر اإلدارة مبظهر السلطة وتتمت ثيق اآلمر‬
‫والنهي وهذا النوع من األعمال حتكمه قواعد القانون اإلداري‪.‬‬

‫واجلدير بالذكر أن هذه النظرية هجرها الفقه والقضاء بالرغم من بساطته ووضوحه صعب‬
‫التطبيق يف الواق أو ليس من السهل التمييز بني أعمال السلطة وتصرفات اإلدارة العادية نظرا لطبيعته‬
‫وتداخل النشاط اإلداري‪ 2‬كون أن اإلدارة تظهر عادة عند إبرام االتفاقيات بصفة عامة مبظهر السلطة‬
‫العامة‪.‬‬

‫‪Dépénalisation des Actes‬‬ ‫ويف هذا اجملال هناك حوار حول عدم جترمي أعمال التسيري‬
‫‪ de gestion‬والذي يقصد من خالله الصفقات العمومية‪.3‬‬

‫وسوف نرى أن النظام القانوين لصفقات العمومية نظام ميزج بني قواعد القانون العام وقواعد‬
‫قانون اخلاص مما جيعلها ذات طبيعة خمتلطة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫معيار تمييز صفقات األشغال عن مختلف العقود اإلدارية‬
‫زيادة على املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬نص على صفقات األشغال قانون رقم ‪01-00‬‬
‫‪4‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 66‬جوان ‪ 6100‬يتعلق بالبلدية ‪ ،‬املادة ‪ 002‬منه‪ ،‬و قانون رقم ‪ 12-21‬املؤرخ يف ‪15‬‬
‫أبريل ‪ 0221‬يتعلق بالوالية‪ ،1‬يف املادة ‪ 003‬منه‪.‬‬

‫‪ 1‬الدكتور سعيد بوشعري‪ ،‬نظام املتعامل العمومي بني املرونة و الفعالية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية‪ ،‬رقم ‪ ،6‬سنة ‪ .0206‬ص‪.366.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Berthelemy, Traité élémentaire de droit administratif, 1976, p.8.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪OUTRE LA DÉPÉNALISATION DE L’ACTE DE GESTION El Watan n°6215 - Samedi 2 avril 2011 – 5‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬جويلية ‪ ،6100‬ع‪ ،35.‬ص‪ .3.‬الذي ألغى قانون رقم ‪ 10-21‬املؤرخ يف ‪ 5‬ابريل سنة ‪ 0221‬يتعلق بالبلدية‪( ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 00‬ابريل ‪ ،0221‬ع‬
‫‪،05‬ص‪ ،300.‬و نظم هذا االخري صفقات البلدية مبوجب املادة ‪ 005‬منه‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفرع األول‬
‫معيار تمييز صفقات األشغال مع غيرها من الصفقات المسماة‬
‫ويف هذا اإلطار سنحاول حتديد معيار متييز صفقات األشغال عن غريها من الصفقات‬
‫العمومية املسماة يف املرسوم الرئاسي رقم ‪ ،632-01‬واملنصوص عليها يف املادة ‪ 03‬اليت جاءت‬
‫كاليت‪ :‬تشمل الصفقات العمومية إحدى العمليات اآلتية أو أكثر‪:‬‬
‫‪ -‬اجناز األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬اقتناء اللوازم‪.‬‬
‫‪ -‬إجناز الدراسات‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي اخلدمات‪.‬‬
‫فنص املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬جاءت الصيغة التالية‪ :‬تشمل الصفقات العمومية‬
‫إحدى العمليات اآلتية أو أكثر‪ "...‬فاألشغال مثلها مثل اقتناء اللوازم‪ ...‬هي عملية يقوم هبا‬
‫املتعامل املتعاقد‪ ،‬فمحل التزام املتعامل املتعاقد إما أشغال و‪/‬أو اقتناء اللوازم‪(...‬تعدد حمل االلتزام)‪،‬‬
‫وانطالقا من نص املادة ‪ 03‬فان قانون الصفقات العمومية ال حيدد حمل الصفقة و إمنا حمل االلتزام‪.‬‬
‫وعلى أساس التقسيم املذكور يف نص املادة السابقة الذكر‪ ،‬سنقوم بتمييز صفقات األشغال عن باقي‬
‫الصفقات يف إطار املرسوم الرئاسي رقم ‪.632-01‬‬

‫أوال‪ :‬صفقات األشغال وصفقات اللوازم أو التوريد‪.‬‬

‫وهتدف صفقة اللوازم إىل اقتناء املصلحة املتعاقدة أو إجيار عتاد أو مواد موجهة لتلبية‬
‫احلاجات املتصلة بنشاطها لدى مورد‪ .‬وترتبط صفقات اللوازم بعنصري امللكية أو االنتفاع‪.‬‬

‫ويعتمد املشرع اجلزائري على املعيار االقتصادي لتميز بني صفقات األشغال وصفقات اللوازم‬
‫أو التوريد من حيب قيمة األشغال واللوازم اليت تقوم عليه هذه الصفقات إذ ينص يف املادة ‪5/03‬‬
‫من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ 2‬كاآليت‪" :‬إذا كانت أشغال وض وتنصيب اللوازم مدرجة ضمن الصفقة وال تتجاوز مبالغها‬
‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 00‬ابريل ‪ ،0221‬ع ‪،05‬ص‪.513.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬

‫‪28‬‬
‫قيمة هذه اللوازم‪ ،‬فان الصفقة تكون صفقة لوازم" ومبفهوم املخالفة فإذا كانت أشغال وض وتنصيب‬
‫اللوازم مدرجة ضمن الصفقة وتتجاوز مبالغها قيمة هذه اللوازم‪ ،‬فان الصفقة تكون صفقة أشغال‪،1‬‬
‫ويستخدم املشرع هنا معيار تقليدي‪ ،2‬وهو معيار االقتصادي‪.‬‬

‫ونظمت صفقات التوريد عرب كل القوانني والتنظيمات املتعلقة بالصفقات إذ أن الدفرت‬


‫الشروط اإلدارية العامة الصادر عن منتدب العام للحكومة يف اجلزائر بتاريخ أول أفريل سنة ‪0221‬‬
‫واملطبقة على صفقات التوريد كان يطبق إىل غاية إلغاءه سنة ‪ ،0253‬ويتمثل يف الدفرت الشروط‬
‫اإلدارية العامة اخلاصة بالصفقات التوريد ملصاحل املدنية يف اجلزائر‪ ،‬ويستمد هذا األخري قواعده من‬
‫دفرت الشروط اإلدارية العامة اخلاصة مبصاحل الدفاع واليت تتميز عن صفقات التوريد العادية‪،‬‬
‫وصفقات التوريد املعقدة واملتمثلة يف صفقات الصناعية‪ ،‬واليت بدورها تستمد من قواعد اليت حتكم‬
‫صفقات التوريد وصفقات األشغال‪ 3‬ويقول الفقيه دي لوبادر أن يف صفقات التوريد الصناعة يقوم‬
‫املورد أو الصان بصناعة اللوازم أو املنقوالت املتفق عليها م مصاحل الدفاع ويف هذا النوع من‬
‫الصفقات متارس السلطات بصفة واسعة على املورد من حيب اإلشراف والتدخل أكثر مما هو عليه‬
‫الوض يف الصفقات التوريد العادية‪.4‬‬
‫وحاول الفقهاء اجلزائريني تعريفه ومن بينهم األستاذ عمار عوابدي حيب يعرفه بأنه اتفاق‬
‫بني شخص املعنوي من أشخاص القانون العام‪ ،‬وفرد أو شركة يتعهد مبقتضاه الفرد أو الشركة بتوريد‬
‫منقوالت معينة لشخص املعنوي الزمة ملرفق عام (العمومي) مقابل مثن معني‪ .5‬يستخلص أن‬
‫التوريدات موضوعها منقوالت وموجهة ملرفق العمومي‪ ،‬ففي هذه احلالة فانه يستعمل معيار اهلدف‪،‬‬
‫فهذه التوريدات هلا خصوصية كوهنا تستجيب لضرورة املرفق العمومي‪ ،‬ثييب أهنا موجهة لتلبية‬
‫احلاجات املتصلة بنشاط اإلدارة دون أن يساهم املورد يف تسيري املرفق العمومي وترتبط صفقات‬
‫اللوازم بعنصري امللكية أو االنتفاع كما سبق ذكره وبالتايل فهذا التعريف ال يتطابق م صفقة اللوزام‬
‫املنصوص عليها‪ ،‬وصفقات اللوازم هبذا املنظور هي عقد يلتزم مبوجبه شخص (املتعامل) بتجهيـز‬
‫‪ 1‬و يف العبارة "إذا كانت أشغال وض و تنصيب اللوازم‪ "...‬نالحظ أن قانون الصفقات يستعمل كلمة أشغال‪.‬‬
‫‪ 2‬و هو نفس املعيار الذي جاءت به اتفاقية فيينا املربمة يف ‪ 00‬أفريل سنة ‪ 0201‬حول العقود البي الدولية للبضائ يف مادهتا الثالثة (‪ ،)3‬اليت اعتربت أنه إذا كانت قيمة اليد‬
‫العاملة يف عقد التوريد أعلى من قيمة اللوازم املستعملة فيكيف العقد بأنه عقد مقاولة‪ .‬ملزيد من التفاصيل أنظر إىل‪:‬‬
‫‪Hugues Périnet-Marquet, Marchés Privés de Travaux, in Malinvaud « Philippe » (S.-D.), « Droit de la‬‬
‫‪construction », DALLOZ, Le Moniteur, 2001, n°5471, p.843.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Bennadj (C.), évolution de réglementation des marches publics en droit Algérien, op.cit., p.512.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Delaubadere (Andre) , op.cit., p.275.‬‬
‫‪ 5‬الدكتور عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬طبعة ‪.0222‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلدارة (املصلحة املتعاقدة) ببعض األموال املنقولة على دفعات متتابعة خالل فرتة زمنية معينة لقـاء‬
‫مثن متفق عليه حسبما إذا كان تسليم األموال على سبيل البي أو اإلجارة –االستعمال‪ -‬ومثال ذلك‬
‫توريد مقدار معني من الوقود للوسائل النقل عرب السكك احلديدية مثال وهنا نقصد توريد اإلنتاج يف‬
‫فرتات منتظمة مثال صفقات التوريد املربمة م املنتج السيارات "رونو" لتزويد وزارة الصحة وإصالح‬
‫املستشفيات بالسيارات اإلسعاف‪ .‬واستعمل قانون الصفقات اصطالح اللوازم عوض التوريد فهذه‬
‫األخرية تشمل فضال عن التجهيزات توريد اخلدمات املتمثلة بالتوريد الصناعي كتوزي املياه والكهرباء‬
‫والغاز واهلاتف وغريها‪.‬‬
‫ويالحظ أن الصفقات املتضمنة اقتناء اللوازم ميكن أن تشمل مواد التجهيز آو منشات‬
‫إنتاجية كاملة غري جديدة واليت تكون مدة عملها مضمونة أو جمددة بضمان (املادة ‪ 5/03‬من‬
‫املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬
‫وميكن القول أن حمرري املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬عند عملية حتديد صفقات األشغال‬
‫اعتمدوا على املعيار االقتصادي املتمثل يف قيمة األعمال املقدمة (املادة ‪ )03‬كما هو معمول به‬
‫على الصعيد الدويل وباخلصوص يف اتفاقية فيينا املتعلقة بالبيوع الدولية لسنة ‪ 0252‬وترتبط فكرة‬
‫االقتناء بالنسبة لصفقات التوريد بعملية الشراء أو اإلجيار اليت تقوم هبا األشخاص اإلدارية والعمومية‪،‬‬
‫عكس صفقات األشغال‪ ،‬ويرج جذور صفقات التوريد كما سبق ذكره إىل الصفقات اليت كانت‬
‫تربمها وزارة الدفاع الفرنسية لتزويد اهليئات العسكرية بالعتاد احلريب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفقات األشغال وصفقات الخدمات‪.‬‬

‫أما صفقات اخلدمات فيعرفها املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة‬
‫‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ 1‬مبفهوم سليب ‪ définition négatif‬ثييب كل عملية‬
‫ال تتضمن أشغال أو اللوازم أو الدراسات تعترب صفقات خدمات‪.2‬‬

‫ومل حيدد معيار يسمح بتفرقة بني صفقات األشغال وصفقات اخلدمات مما يصعب تكييف‬
‫العملية املراد اجنازها من قبل صاحب املشروع‪ ،‬ذلك أنه إذا كان مبلغ العملية يفوق أربعة ماليني‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬


‫‪ 2‬تنص املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬يف فقرهتا األخرية كاآليت‪" :‬صفقة تقدمي اخلدمات هي كل صفقة ختتلف عن صفقات األشغال أو اللوازم أو الدراسات‪".‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 3.111.111‬د‪.‬ج دون أن يتجاوز مثانية ماليني وتعلق األمر مثال بأشغال الغابات فهل يربم صفقة‬
‫عمومية للخدمات أو تربم عقد طلبية‪ ،‬فالعتبة أو احلد املايل تسمح لنا بتحديد اإلجراء املتب ‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬أنه "إذا مت النص على تقدمي خدمات يف‬
‫الصفقة ومل تتجاوز مبالغها األشغال‪ ،‬فان الصفقة تكون صفقة أشغال"‪ ،‬ففي هذه احلالة يستعمل‬
‫قانون الصفقات العمومية معيار االقتصادي كما هو احلال بالنسبة لصفقات التوريد‪.‬‬
‫فاصطالح اخلدمات هو تعبري عام يشمل كل األعمال مبا فيها األشغال أما هذه األخرية‬
‫حيددها القانون اجلزائري بطريقة غري مباشرة يف خمتلف النصوص املتعلقة بالنشاطات األشغال العمومية‬
‫والبناء و الري وأشغال الغابات‪ ،‬مبوجب مدونة النشاطات املنصوص عليها يف ملحق القرار الوزاري‬
‫املشرتك بتاريخ أول مارس سنة ‪ 0203‬الذي حيدد فهرس النشاطات االقتصادية ملؤسسة األشغال‬
‫العمومية للبناء والري‪.1‬‬
‫ومن أمثلة عن اخلدمات اليت تلجأ إليها املصاحل املتعاقدة مثال‪ :‬التصليح‪ ،‬احلراسة‪...،‬وغريها‬
‫من اخلدمات اليت ال ميكن حصرها ألنه تعبري شامل‪ ،‬إذ بالرجوع إىل املادة ‪ 2‬من نفس املرسوم جند‬
‫انه يستعمل تعبري خدمات بقوهلا‪" :‬كل عقد أو طلب يساوي مبلغه مثانية ماليني دينار‬
‫(‪ 0.111.111‬دج) أو يقل عنه خلدمات األشغال أو اللوازم و أربعة ماليني (‪ 3.111.111‬دج)‬
‫خلدمات الدراسات أو اخلدمات‪ ."...‬و احدث مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪00‬‬
‫و‬ ‫يناير ‪ ،26106‬املادة ‪ 2‬مكرر وتتعلق باخلدمات النقل الربي واجلوي والفندقة و اإلطعام‬
‫اخلدمات القانونية‪ ،‬وال تعترب ثيكم طبيعتها صفقات عمومية‪ ،‬مهما كانت مبالغها‪ ،‬وإمنا صفقة‬
‫طلبات‪ ،‬ولكن إذا جتاوزت احلد املايل إلبرام الصفقة‪ ،‬ميكن إتباع اإلجراءات الشكلية املنصوص عليها‬
‫يف املادة ‪ .2‬أما بالنسبة خلدمات املاء والغاز والكهرباء واهلاتف واالنرتنت فانه تربم صفقة تسوية يف‬
‫حالة جتاوزها احلد املايل إلبرام الصفقة العمومية‪.3‬‬
‫وكلمة اخلدمات مشتقة من لفظ اخلدمة وهذه األخرية تعرف يف قانون رقم ‪ 13-12‬املؤرخ يف‬
‫‪ 65‬فيفري ‪ 6112‬الذي يتعلق ثيماية املستهلك وقم الغش‪ ،4‬بأهنا كل عمل مقدم غري التسليم‬
‫السلعة‪ ،‬حىت ولو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما للخدمة املقدمة‪ ،‬وهذا التعريف ضيق ويعتمد على‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 66‬مارس سنة ‪ ،0203‬ع ‪،06‬ص‪.022.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 5‬مكرر املستحدثة مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪ ،6106‬يعدل و يتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬و‬
‫املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪( ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.)3.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ ،6112‬ع‪ ،05.‬ص‪.06.‬‬

‫‪31‬‬
‫عنصر التسليم لتفرقته عن عملية البي ‪ ،‬وبالتايل ال يستجيب لتحديد اخلدمات بصفة عامة‪ ،‬ومثال‬
‫على ذلك األعمال ذات الطاب الفين‪.‬‬
‫وينص املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬يف املادة ‪ 03‬على أنه‪":‬إذا مت النص على تقدمي‬
‫خدمات يف الصفقة ومل تتجاوز مبالغها قيمة األشغال‪ ،‬فإن الصفقة تكون صفقة أشغال"‬
‫والعكس هنا صحيح مبعىن انه إذا كانت قيمة األشغال ال تتجاوز قيمة اخلدمات ففي هذه احلالة‬
‫نكون أمام صفقة خدمات‪ ،‬ويأخذ قانون الصفقات العمومية هنا بقيمة االقتصادية لاللتزام (املعيار‬
‫االقتصادي)‪ .‬ويطرح التساؤل إذا زادت قيمة اخلدمات عن قيمة األشغال عند التنفيذ بواسطة‬
‫امللحق؟ فهنا ختض إىل رقابة اللجنة الصفقات‪ ،‬هل يعاد تكييف الصفقة األشغال إىل صفقة‬
‫خدمات‪ .‬فمن الناحية القانونية فإن صفقات ختض إىل طبيعة واحدة‪ ،‬أما املعيار التفرقة بني هذه‬
‫الصفقات هو معيار اقتصادي‪ ،‬فانه ليس هناك فائدة يف إعادة تكييفها إال ملتطلبات حتديد‬
‫االختصاص اللجان الصفقات العمومية الوطنية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬صفقات األشغال وصفقات الدراسات‪.‬‬

‫لقد خض القانون اجلزائري صفقات الدراسات يف األمر رقم ‪ 21- 25‬بأحكام خاصة‬
‫تضمنتها املواد من ‪ 23‬إىل ‪ 25‬ويرج ذلك إىل خصوصية هذه الصفقات ومل يعاد إدراج هذا الصنف‬
‫من الصفقات إىل بعد صدور املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،1‬ثييب يكتفي بذكر الصفقات الدراسات دون حتديدها‪.‬‬

‫وينصب موضوعها على اجناز وحتقيق خدمات فكرية ال تستطي اإلدارة املتعاقدة القيام هبا‬
‫ألهنا ال متتلك الوسائل الالزمة لذلك‪ .2‬وختتلف هذا الصنف من الصفقات عن باقي الصفقات سواء‬
‫من حيب موضوعها ومن خالل إجراءات اإلبرام وكيفية اختيار املتعامل املتعاقد وتنفيذها‪.‬‬

‫وخيتلف األمر بالنسبة للصفقات الدراسات ثييب تعترب هذه األخرية ممهدة للصفقات‬
‫األشغال‪ ،‬إذا تعلق األمر بصفقات ذات الطاب التقين‪ ،‬وتعترب الصفقات الدراسات كما يسبق‬
‫اإلشارة إليها من األعمال الفكرية والذهنية وهي تتمت خبصوصية ونظام قانوين خاص هبا‪ ،‬وهلا أمهية‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪،56.‬ص‪.3.‬‬


‫‪2‬‬
‫قدوج محامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية يف نطاق صفقات املتعاقد العمومي يف اجلزائر‪-‬حتليل ومقارنة‪ -‬ثيب لنيل درجة املاجستري فرع اإلدارة و املالية العامة‪ ،‬ص‪.51.‬‬

‫‪32‬‬
‫بالغة وهناك ارتباط وثيق بني صفقات الدراسات وصفقات األشغال كون انه ميكن إشراك املقاول يف‬
‫عملية الدراسات وهذا ما يفهم من نص املادة ‪ 00‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪15‬‬
‫أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫وعند األخذ بقواعد العامة فقد يتعدد حمل االلتزام ولكن األشياء املتعددة تعترب يف حكم الشيء‬
‫الواحد‪ ،‬وتعترب كلها واجبة على املدين ونص عليه املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬إذا قام املورد‬
‫بتسليم التجهيزات وقيامه بعملية الوض والرتكيب مقابل سعر واحد‪ .‬االلتزام يف هذه احلالة يقال له‬
‫التزام متعدد احملل‪ ،‬والتعدد ال أمهية له يف هذه احلالة الن األشياء املتعددة تعترب يف حكم الشيء‬
‫الواحد‪ ،‬و االلتزام يعترب بسيطا غري موصوف‪ .‬ويأخذ حمرري املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬مبعيار‬
‫القيمة االقتصادية لاللتزامات لتحديد طبيعة االلتزام املقاول‪ ،‬وهو تطور هام يف جمال صفقات‬
‫العمومية اجلزائري‪.‬‬
‫فالتمييز بني صفقات األشغال وباقي الصفقات غري جمدي كون قانون الصفقات العمومية‬
‫جعلها (األشغال) كمجرد عملية تشمل املنشأة وكما أعترب عمليات صيانة وتأهيل وترميم وهدم من‬
‫قبيل األشغال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫معيار تمييز صفقات األشغال مع غيرها من العقود اإلدارية‬

‫تربم اإلدارة عادة اتفاقات م األفراد من أجل حسن سري وضمان اخلدمة العمومية وتلجأ إىل‬
‫سن قواعد تتبعها يف إبرام حسب طبيعة املرفق العمومي الذي تسريه مما ظهرت عدة اتفاقات ختتلف‬
‫بعضها البعض وتتميز بقواعد ذات طبيعة متغرية نتيجة أعراف اإلدارة‪ ،1‬وهي ما يسمى بالعقود‬
‫اإلدارية ويعرف العقد اإلداري بأنه توافق إرادتني إحدامها إرادة السلطة اإلدارية وهو يستهدف تنظيم‬
‫مرفق عام أو استثماره أو تسيريه وحتقيق مصلحته أو حتقيق النف العام ويتضمن بنودا خارقة أو عري‬
‫مألوفة يف القانون اخلاص ومن أبرزها عقود االمتياز وتفويض املرفق العمومي ودون اإلطالة سنتطرق‬
‫إىل معيار متييز صفقات األشغال عن غريها من العقود اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 1‬و العرف اإلداري هو جمموعة القواعد ال يت درجت اإلدارة على إتباعها يف أداء وظيفتها يف جمال معني من نشاطها و تستمر فتصبح ملزمة هلا‪ ،‬و تعد خمالفتها خمالفة للمشروعية و‬
‫تؤدي إىل إبطال تصرفاهتا بالطرق املقررة قانونا‪ .‬أنظر إىل املرج اآليت‪:‬‬
‫د‪.‬ماجد راغب احللو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0225 ،‬ص‪.35.‬‬

‫‪33‬‬
‫أوال‪ :‬صفقات األشغال واتفاقية تفويض المرفق العمومي‬

‫ونقصد من خالل هذه العبارة هنا التفويض االتفاقي وليس التفويض اإلداري احملض وتتمثل‬
‫يف أن اإلدارة املركزية أو حملية أو إدارة متخصصة تكلف أحيانا‪ ،‬يف إطار عقد الذي حيدد بدقة‬
‫التزامات املرفق العمومي وتنفيذ هذا املرفق لشخص آخر‪ .1‬ويكون عادة شخص خاص نظرا للحاجة‬
‫إىل رؤوس أموال‪ ،‬أو هيئة عمومية الرتباطها باإلدارة املفوضة أو للمرفق العمومي‪ ،‬وتلعب هذه العقود‬
‫دور هام يف عمليات التهيئة والتعمري و اليت تنجز يف إطار اتفاقية بني اجلماعات احمللية أو الستغالل‬
‫املرفق العمومي ذات الطاب الصناعي واإلدارية‪.2‬‬
‫وميثل التفويض االتفاقي للمرفق العمومي صنف عام يتضمن عدة عقود منها عقود اإلجيار‬
‫الزراعية (افرماج)‪ 3‬و إمتياز املرفق العمومي واالستغالل املباشر من طرف الغري‪ 4‬وتطبق عليها قواعد‬
‫وأحكام العقد اإلداري وتكمن أمهية هذه االتفاقات بالنسبة لإلدارة إىل االستجابة جلزء من أزمة‬
‫التمويل تدخالت العمومية بضمان سري املرفق العمومي من اخلارج ‪ externalisant‬وتتوافق م منطق‬
‫شراكة عمومية خاصة‪.5‬‬
‫وإجراء االمتياز خصوصا من مزاياه هو بناء املنشآت العمومية املعقدة واملكلفة‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫تسيريها‪ ،‬و حتدد اإلدارة العمومية خصائص املنشآت وكيفيات استغالل املرفق دون متويل من اخلزينة‬
‫العمومية‪ ،‬وتسرتد اإلدارة البناية جمانا بعد هناية االمتياز‪ .‬وبالتايل يعد أفضل وسيلة لوض شبكة من‬
‫التجهيزات واملرافق العمومية بأقل تكلفة وبنقص أعباء اإلدارية‪ .‬ومدة االمتياز عادة ترتاوح ما بني ‪31‬‬
‫و ‪ 51‬سنة ثييب تنقسم إىل عدة مراحل ففي املرحلة األول يكون صاحب االمتياز يف حالة عجز‬
‫مايل‪ ،‬ويف املرحلة الثانية استعادة األموال املستثمرة عن طريق مردودية املرفق‪ ،‬وبعد ذلك حتقيق األرباح‬
‫وهي الفائدة اليت يسعى لتحقيقها بفضل اإلتاوات اليت يقبضها من منتفعني املرفق العمومي‪ .6‬ففي‬
‫فرنسا إبان القرن التاس عشر أين استبعدت تقنية االمتياز بسبب األزمات االقتصادية اليت تلقتها‬
‫وبسبب اإليديولوجية املرتبطة بتصاعد االشرتاكية‪.7‬‬
‫‪1‬‬
‫‪CE, 15 avril 1996, Préfet des Bouches-du-Rhône c/ Commune de Lambesc, Rec. p. 137.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°350, p.204.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪IVANOV (Dmitry), Les Différentes Formes de Partenariats Public-Prive et leur Implantation en Russie,‬‬
‫‪Mémoire de Master en Administration Publique, ENA, Promotion République 2005-2007, p.22.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪« La régie intéressée est le contrat par lequel la gestion du service public est confiée par contrat à un régisseur qui va‬‬
‫‪percevoir les redevances pour le compte de la collectivité publique et dont la rémunération comprend une partie fixe versée‬‬
‫‪par la collectivité publique et une partie variable, assise sur les résultats de sa gestion », IVANOV (Dmitry), Les Différentes‬‬
‫‪Formes de Partenariats Public-Prive et leur Implantation en Russie, op.cit, p.28.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°351, p.204.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°351, p.204, 205.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°351, p.205.‬‬

‫‪34‬‬
‫ومن سلبيات هذه التقنية هو أهنا تؤدي أن متويل بناء املنشآت واستغالهلا‪ ،‬عامة‪ ،‬من طرف‬
‫منتف و ليس املكلف بالضريبة‪ ،1‬ومن سلبيات االمتياز انه يف حاله عدم جناعته يؤدي ذلك إىل‬
‫خصخصته‪.2‬‬
‫وجيعل الفقه كل من امتياز األشغال العمومية وامتياز املرفق العمومي أصناف من عقد تفويض‬
‫املرفق العمومي‪ 3‬فاألول يكلف املفوض له ببناء‪ ،‬من ماله اخلاص املنشأة مث تسيريها يف إطار املرفق‬
‫العمومي ملدة طويلة نوعا ما حىت يسرتد مبالغ االستثمار وحتقيق األرباح بفضل احلصيلة اليت يقبضها‪،‬‬
‫مبدئيا‪ ،‬من املنتف املرفق العمومي‪ .‬أما امتياز املرفق العمومي فال يتميز عن األول إال فيما يتعلق‬
‫باملنشأة اليت تشييدها اجلماعة احمللية‪ .4‬وينص القانون رقم ‪ 06-15‬املؤرخ يف ‪ 3‬أوت ‪ 6115‬الذي‬
‫يتعلق باملياه‪ ،5‬يف املادة ‪ 013‬منه أنه "ميكن لإلدارة املكلفة باملوارد املائية اليت تتصرف باسم الدولة‬
‫أو صاحب االمتياز‪ ،‬تفويض كل أو جزء من تسيري نشاطات اخلدمة العمومية للماء أو التطهري‬
‫متعاملني عموميني أو خواص هلم مؤهالت مهنية وضمانات مالية كافية"‪ .‬ويتم ذلك عادة عن طريق‬
‫عرضها للمنافسة م حتديد السيما حمتوى اخلدمات الذي يتحملها املفوض له‪ ،‬وشروط تنفيذها‪،‬‬
‫واملسؤوليات امللتزم هبا‪ ،‬ومدة التفويض‪ ،‬وكيفيات تسعرية اخلدمة املدفوعة‪ .‬وميكن أن يشمل تفويض‬
‫اخلدمة العمومية بناء منشآت الري أو إعادة تأهيلها وكذا استغالهلا يف إطار عمليات الشراكة‬
‫(املادة ‪.)012‬‬
‫أما معيار التمييز الرئيسي بينه وبني الصفقة العمومية لألشغال يكمن يف موضوع العقد ففي‬
‫الصفقات العمومية يسمح للجماعات احمللية احلصول على الوسيلة لضمان تنفيذ اخلدمات العمومية‬
‫اليت تتكفل هبا‪ .6‬أما بالنسبة لتفويض املرفق العمومي فان مسؤولية اخلدمة تق على عاتق املتعاقد‬
‫املمتاز الذي يتعامل مباشرة م املنتف من املرفق العمومي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°352, p.205.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°352, p.206.‬‬
‫‪ 3‬مبا فيها اتفاقية إجيار الزراعية (افرماج) و االستغالل املباشر عن طريق الغري‪ ،‬ففي األول يتعلق األمر بتفويض للمفوض له‪ ،‬يتقاضى املقابل املايل من املنتفعني املرفق‪ ،‬استغالل‬
‫املنشآت العمومية (مثال توزي املاء الشروب) اليت قامت اإلدارة أو اجلماعة العمومية ببنائه‪ ،‬و يدف هلا إتاوة‪ .‬أما يف االستغالل املباشر عن طريق الغري فان املسري يستغل املرفق ولكنه‬
‫يقبض مقابله املايل أساسا من قبل اإلدارة املتعاقدة و تتغري حسب عدة عناصر املرتبطة جبودة تسيريه و نتائج نشاطه‪ .‬أنظر إىل املرج اآليت‪:‬‬
‫‪- TAIB (ISSAD), Le Partenariat public-privé en Algérie en matière d’exécution du service public, RASJEP.,‬‬
‫‪n°03-07, Spécial, p. 18.‬‬
‫‪-FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°555, p.327.‬‬

‫‪CE, 29 avril 1987, Commune d’Elancourt, Rec. p. 152.‬‬ ‫‪-‬بالنسبة التفاقية إجيار الزراعية أنظر إىل القرار التايل‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°555, p.327.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬سبتمرب ‪ ،6115‬ع‪ ،21.‬ص‪.05.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Avis CE 7 avr. 1987, Gr. Avis CE. n°24 ; CE 30 juin 1999 Dép. de l’Orne, R.227.‬‬

‫‪35‬‬
‫واملعيار الثاين يتمثل يف املقابل املايل‪ ،‬وال تعترب عقود تفويض املرفق العمومي العقود اليت يكون‬
‫فيها املقابل املايل للمتعاقد م اإلدارة غري مضمون من نتائج االستغالل‪ ،1‬وبالتايل فان يف اتفاقية‬
‫التفويض املرفق العمومي يتلقى املفوض له عائده املايل من احلواصل املرتبطة مباشرة باالستغالل املرفق‪،‬‬
‫واليت تساهم اجلماعة العمومية بنسبة معينة يف عملية االستغالل‪ .2‬وخيتلف األمر بالنسبة للصفقة‬
‫العمومية اليت تقوم على أساس السعر ويعرف بأنه "املقابل املادي خلدمة معينة‪ ،"3‬فسعر الصفقة‬
‫العمومية هو املقابل املايل الذي تدفعه املصلحة املتعاقدة للمتعامل املتعاقد معها يف مقابل اخلدمات‬
‫اليت يلتزم باجنازها‪ ،4‬مما البد متيزه على اإلتاوة أو التعريفة اليت يتقاضاه صاحب االمتياز من املنتفعني‬
‫خدمات املرفق العام‪.5‬‬
‫فالنظام القانوين املطبق خيتلف فان يف صفقات العمومية لألشغال يطبق عليه قانون الصفقات‬
‫العمومية أما اتفاقيات األخرى تطبق عليها أحكام اخلاصة لكل ميدان‪ ،‬وحسب طبيعة النشاط‬
‫الشخص العمومي إذا كان مرفق إداري أو صناعي‪ ،‬فمثال بالنسبة لتوزي الغاز فيخض إىل أحكام‬
‫خاصة ختتلف عن التطهري مثال‪.‬‬
‫وختتلف أيضا من حيب إجراءات اإلبرام والوثائق املكونة هلا ففي اتفاقية تفويض املرفق‬
‫العمومي فاملفوض له خيض لدفرت الشروط منوذجي يصدر عن طريق التنظيم مما جيعلها ذو طبيعة‬
‫تنظيمية‪ ،‬أما صفقات العمومية لألشغال فهي ختض لدفرت الشروط له طبيعة خاصة‪.‬‬
‫وهناك عقود إدارية عديدة ولكن ال ميكن إجراء مقارنة وهذا ألهنا ختتلف سواء من حيب‬
‫موضوعها ونظام القانوين املطبق عليها منها عقد الشغل الدومني العمومي‪ ،‬وعقود النجاعة‪ ،‬ال‬
‫وعقود الوساطة لتشغيل اليد العاملة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفقات األشغال و اإلستغالل المباشر‬

‫وهو أسلوب من أساليب التسيري املرفق العمومي بواسطته تقوم اإلدارة مباشرة تسيري املرفق‬
‫بنفسها سواء أكانت سلطة مركزية (مثال وزارة األشغال العمومية) أو حملية (البلدية) مستخدمة يف‬

‫‪1‬‬
‫‪CE 15 avr. 1996, Préfet des bouches du Rhône, R. 137, RFDA 1996.716, concl. Chantepy.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°556, p.327.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Vincent (J.), Le prix dans les contrats internationaux, thèse, Université de Nice , 2000, p. 10.‬‬
‫ذكر يف رسالة‪ :‬أكرر مريام‪ ،‬السعر يف الصفقات العمومية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.5 .‬‬
‫‪4‬‬
‫‪DUPOUX (Jean), GROSGEORGE (Bernard), Les marchés publics en France, Que sais-je ?, P.U.F., 1997,‬‬
‫‪p.71.‬‬ ‫ذكر يف رسالة‪ :‬أكرر مريام‪ ،‬السعر يف الصفقات العمومية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪. 5 .‬‬
‫‪5‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.611.‬‬

‫‪36‬‬
‫ذلك أمواهلا وموظفيها ووسائل القانون العام وال يتمت املرفق الذي يدار هبذه الطريقة بشخصية معنوية‬
‫مستقلة‪ .‬وميكن أن متنح اإلدارة للغري استغالل املرفق‪ ،‬فان املسري يستغل املرفق ولكنه يقبض مقابله‬
‫املايل أساسا من قبل اإلدارة املتعاقدة وتتغري حسب عدة عناصر املرتبطة جبودة تسيريه ونتائج‬
‫نشاطه‪.1‬‬

‫والشك أن هذا األسلوب يسمح لإلدارة باستغالل املباشر لنشاط املرفق ويوفر املقدرة املالية‬
‫والفنية واحلماية القانونية واستخدام أساليب السلطة العامة مما ال يتوفر لدى األفراد‪ ،‬لكن اإلدارة‬
‫املباشرة منتقدة من حيب أن اإلدارة عندما تقوم باستغالل املباشر للمرفق تتقيد بالنظم واللوائح‬
‫واإلجراءات احلكومية اليت تعيق هذه املرافق عن حتقيق أهدافها يف أداء اخلدمات وإشباع احلاجات‬
‫العامة‪.2‬‬
‫وعلى سبيل املثال نص قانون رقم ‪ 01-00‬املؤرخ يف ‪ 66‬جوان ‪ 6100‬يتعلق بالبلدية‪ 3‬يف‬
‫املادة ‪ 050‬منه على االستغالل املباشر‪ 4‬وهو األصل عام يف تسيري املرافق العمومية أو عند قيام‬
‫اإلدارة بالنشاط اإلداري‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أن هذه األخرية يف جمال األشغال العمومية تتلقى‬
‫املساعدة من مديرية األشغال العمومية للوالية اليت تقوم بنشاط األشغال العمومية‪( 5‬األشغال الكربى‪،‬‬
‫األنفاق‪ )...،‬واملنظمة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 332-15‬املؤرخ يف ‪ 01‬نوفمرب سنة ‪6115‬‬
‫حيدد قواعد تنظيم مصاحل األشغال العمومية يف الوالية وعملها‪ ،6‬سواء لصيانة الطرق احلضرية والطرق‬
‫البلدية مثال‪ ،‬وجيعل قانون البلدية السالف الذكر االمتياز وسيلة من وسائل االستغالل املصاحل‬
‫العمومية‪ ،7‬ثييب تنص يف املادة ‪ 055‬قانون البلدية يف الفصل الراب حتت عنوان امتياز وتفويض‬
‫املصاحل العمومية من الباب الثالب حتت عنوان املصاحل العمومية البلدية ضمن القسم الثالب حتت‬
‫عنوان اإلدارة البلدية واملصاحل العمومية وأمالك البلدية‪ ،‬انه ميكن املصاحل العمومية البلدية املذكورة يف‬
‫املادة ‪ 032‬أن تكون حمل امتياز‪ .‬ونفس الشيء بالنسبة للوالية طبقا للمادة ‪ 031‬من قانون رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, op.cit., n°555, p.327.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Rivero (Jean), Droit administratif, Dalloz 1977, p.443., Delaubadere (Andre) , Traité de droit administratif,‬‬
‫‪1984, p.665.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬جويلية ‪ ،6100‬ع‪ ،35.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 4‬و كذلك بالنسبة للوالية املادة ‪ 003‬من قانون الوالية‪.‬‬
‫‪ 5‬املادة ‪ 015‬من قانون رقم ‪ 01-00‬املؤرخ يف ‪ 66‬جوان ‪ 6100‬يتعلق بالبلدية‪( ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬جويلية ‪ ،6100‬ع‪ ،35.‬ص‪.)3.‬‬
‫‪ 6‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،6115‬ع ‪ ،53‬ص‪.05.‬‬
‫‪ 7‬عكس الصياغة القدمية للقانون البلدية مبوجب املادة ‪ 030‬منه‪ ،‬حيب تنص أنه " إذا مل يكن استغالل املصاحل العمومية البلدية استغالال مباشرا دون أن ينجم عن ذلك ضرر‪،‬‬
‫جاز للبلديات منح هذا االمتياز"‪ ،‬و تعد طريقة االمتياز استثناء عن طريقة استغالل املباشر‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ وكان االستغالل املباشر يستعمل كثريا يف أواخر‬.1‫ يتعلق بالوالية‬0221 ‫ أبريل‬15 ‫ املؤرخ يف‬12-21
.‫الستينيات ويف بداية السبعينات من طرف البلديات‬

‫ومعيار التمييز بني الصفقة العمومية لألشغال واالستغالل املباشر من طرف الغري يكمن يف‬
‫موضوع العقد ففي صفقات العمومية يسمح للجماعات احمللية احلصول على الوسيلة لضمان تنفيذ‬
‫ أما بالنسبة االستغالل املباشر من طرف الغري فان مسؤولية‬،2‫اخلدمات العمومية اليت تتكفل هبا‬
‫اخلدمة تق على عاتق املتعاقد املمتاز الذي يتعامل مباشرة م املنتف من املرفق العمومي وال يساهم‬
.‫إىل اجناز املنشآت الفنية‬

‫ يف االستغالل املباشر من طرف الغري يكون‬،‫واملعيار الثاين يتمثل يف املقابل املايل وكيفية دفعه‬
‫ ويتلقاه مباشرة من اهليئة‬،3‫فيها املقابل املايل للمتعاقد م اإلدارة مضمون من نتائج االستغالل‬
‫ أما الصفقة‬،‫املفوضة وميكن أن تتقاسم العائدات م املتعامل إذا كانت اخلدمة العمومية غري جمانية‬
‫ كما سبق تناوله يف العنصر اتفاقية التفويض املرفق‬،‫العمومية لألشغال فإهنا تقوم على أساس السعر‬
.‫العمومي‬

‫ صفقات األشغال وعقود االمتياز‬:‫ثالثا‬


‫ بأنـه "عقــد مبوجبـه يلتــزم شـخص أو عــدة‬Aucoc ‫ فيعرفـه الفقيــه‬4‫وهنـاك عـدة تعريفــات لعقـد االمتيــاز‬
‫ بشرط أن يتلقى مقابلـه املـايل بعـد إمتـام األشـغال يف شـكل مكافـأة لـزمن طويـل‬،‫أشخاص بتنفيذ عمل‬
.1"‫ تفرض على اخلواص املستفيدين من العمل‬،‫نوعا ما‬

.513.‫ ص‬،05 ‫ ع‬،0221 ‫ ابريل‬00 ‫ر بتاريخ‬.‫ ج‬1


2
Avis CE 7 avr. 1987, Gr. Avis CE. n°24 ; CE 30 juin 1999 Dép. de l’Orne, R.227.
3
CE 15 avr. 1996, Préfet des bouches du Rhône, R. 137, RFDA 1996.716, concl. Chantepy.
4
Léon Aucoc pense que la concession est « un contrat par lequel une ou plusieurs personnes s’engagent à
exécuter un travail, à la condition d’être rémunérées de leurs soins et de leurs dépenses, non pas par une somme
d’argent que leur paye directement l’administration après l’achèvement des travaux, mais par la perception d’une
rétribution imposée pour un temps plus ou moins long aux particuliers qui profitent du travail.» Aucoc L.
Conférence sur l’administration et le droit administratif, Tome 2, 3e éd. Paris, Ch. Dunod, 1886, 866 p.302.
Lalleau considère la concession comme « un contrat par lequel une ou plusieurs personnes s’obligent envers
l’administration à faire exécuter à leurs frais, risques et périls, un travail d’utilité publique moyennant la
jouissance d’un péage ou d’autres avantages stipulés dans l’acte de concession », Lalleau (De) et al. Traité de
l’expropriation pour cause d’utilité publique, Tome 1er et 2e, 8e éd. Librairie générale de jurisprudence Marchal
et Billard, Paris, 1892, p.224. Dans son ouvrage Traité de l’expropriation pour cause d’utilité publique, Lalleau
définit la concession comme un « mode d’exécution de travaux publics qui consiste à en confier la confection à
une compagnie qu’on indemnise de ses dépenses au moyen d’un péage ou de quelques autres avantages stipulés
dans l’acte de concession ». Voir Aussi ;

38
‫حتت العبارة امتياز اخلدمة العمومية مبوجب القرار‬ ‫‪concession‬‬ ‫ويعرف القانون اجلزائري االمتياز‬
‫املؤرخ يف ‪ 62‬جويلية ‪ 6110‬الذي حيدد قواعد التقييم واحملاسبة وحمتوى الكشوف املالية وعرضها‬
‫وكذا مدونة احلسابات وقواعد سريها‪ ،2‬ضمن عنوان "التثبيتات يف شكل امتياز" بأنه عقد يسند‬
‫مبوجبه شخص عمومي (مانح االمتياز) إىل شخص طبيعي أو شخص معنوي (صاحب االمتياز)‬
‫تنفيذ خدمة عمومية على مسؤوليته ملدة حمددة وطويلة على العموم مقابل حق اقتضاء أتاوى من‬
‫مستعملي اخلدمة العمومية‪.‬‬
‫ثييب تتعاقد اإلدارة م فرد أو شركة إلدارة واستغالل مرفق من املرافق العامة االقتصادية ملدة‬
‫حمددة بأمواله وعمالة وأدواته وعلى مسؤوليته مقابل التصريح له باحلصول على الرسوم من املنتفعني‬
‫خبدمات املرفق ويسمى أيضا بعقود التزام املرافق العمومية‪.‬‬
‫وقد استقر القضاء والفقه على اعتبار عقد االلتزام عمال قانونيا مركبا يشمل على نوعني من‬
‫النصوص‪ 3‬األول منه يتعلق بتنظيم املرفق العمومي وبسريه ومتلك اإلدارة تعديل هذه النصوص وفقا‬
‫حلاجة املرفق أما النوع الثاين من النصوص فيسمى بالنصوص أو الشروط التعاقدية اليت حتكمها قاعدة‬
‫"العقد شريعة املتعاقدين" ومنها ما يتعلق بتحديد مدة االلتزام وااللتزامات املالية بني املتعاقدين وال‬
‫تتعدى ذلك لتشمل أسلوب تقدمي اخلدمات للمنتفعني‪.‬‬
‫ويالحظ تنوع مواضي عقود امتياز املرافق العامة‪ ،‬وهذا يرج إىل كثرة النشاطات اليت متارسها‬
‫اإلدارة‪ ،‬واليت تدخل يف املفهوم القانوين الصطالح "نشاط مرفق عام"‪.4‬‬

‫ويرى الفقه اجلزائري الطبيعة القانونية للتعريفة كبند من بنود امتياز املرافق العامة‪ ،‬وذلك بالرغم‬
‫‪1‬‬
‫من وجود نصوص يف التشري اجلزائري تفيد الطاب التنظيمي هلذا البند يف جمال امتياز املرافق العامة‬

‫‪TAIB (ISSAD), Le Partenariat public-privé en Algérie en matière d’exécution du service public, RASJEP.,‬‬
‫‪n°03-07, Spécial, pp.17-18.‬‬
‫‪FRIER Prière Laurent, Précis de droit administratif, .d. Montchrestien, Paris, 2001, p. 323, n. 556.‬‬
‫‪-CE, 11 décembre 1963, Ville de Colombes, Rec. p. 62.‬‬
‫‪IVANOV (Dmitry), Les Différentes Formes de Partenariats Public-Prive et leur Implantation en Russie, op.cit, p.30.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪«Léon Aucoc pense que la concession est « un contrat par lequel une ou plusieurs personnes s’engagent à‬‬
‫‪exécuter un travail, à la condition d’être rémunérées de leurs soins et de leurs dépenses, non pas par une somme‬‬
‫‪d’argent que leur paye directement l’administration après l’achèvement des travaux, mais par la perception d’une‬‬
‫‪rétribution imposée pour un temps plus ou moins long aux particuliers qui profitent du travail. », Aucoc L. op.‬‬
‫‪cit. Tome 2, p.302.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 65‬مارس ‪ ،6112‬ع‪ .02.‬ص‪.52.‬‬
‫‪ 3‬د‪ .‬عزيز الشريف‪ ،‬دراسات العقد االداري‪ ،‬موسوعة القضاء و الفقه‪ ،‬العدد ‪.52 ،53‬‬
‫‪ 4‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة) ‪ ،‬ثيب لنيل شهادة املاجستري يف اإلدارة و املالية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ ،6112-6115‬ص‪.012‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ ،‬ويعد املعيار املايل املتمثل يف الرسوم والتعريفات اليت يلتزم املنتفعون من خدمات املرفق العام بدفعها‬
‫لصاحب االمتياز‪ ،‬املعيار األساسي لتمييز عقد امتياز املرفق العمومي عن غريه من صور تفويض‬
‫تسيري املرفق العام‪ 2‬والعقود األخرى وأساسا منها الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ومرت اجلزائر حنو مرحلة التسيري االشرتاكي للمؤسسات‪ ،‬حيب كان وض املرفق العام غري‬
‫ثابت وكان يتسم بتقلبات للتوجه حنو تطبيق أساليب االشرتاكي‪ .3‬وبدأ االبتعاد شيئا فشيئا عن طرق‬
‫وأساليب التسيري الليربايل واليت من بينها امتياز املرفق العام وهتميشها يف الفرتة املمتدة ما بني ‪0250‬‬
‫و ‪ .40206‬ثييب كان إبرام الصفقات العمومية يكفي لوحده إىل حد كبري يف تقدمي ما يلزم حلسن‬
‫سري املرافق العامة‪.5‬‬

‫رابعا‪ :‬صفقات األشغال والشراكة العمومية الخاصة‬

‫وقد جلأت اجلزائر إىل اتفاقيات أخرى تعرف بـ اتفاقيات الشراكة العمومية اخلاصة‬
‫وميول السلطات العمومية إىل هذا النوع يرج أساسا إىل حتسني جناعة نفقات احلكومية وهذا‬
‫بتكليف القطاع اخلاص األخذ على عاتقه التزامات اليت هي يف األصل تضمن من طرف القطاع‬
‫العام‪ ،‬إن الرقابة التكاليف االستغالل واالستثمار تعتمد على التزامات تتمحور حول النتائج (ال‬
‫خدمة ال دف ) وحسب حتديد اإلجراءات املناقصة الشفافة من اجل حتسني املردودية وضبط شرعية‬
‫املشاري ‪.6‬‬

‫ويعرف الفقه الفرنسي باتفاقية الشراكة العمومية اخلاصة بأنه "عقد إداري مبوجبه تقوم السلطة‬
‫املزايدة بتكليف الغري لفرتة معينة‪ ،‬حسب مدة إهتالك االستثمارات أو كيفيات التمويل املقررة‪ ،‬مهمة‬
‫‪1‬‬
‫‪Rahal B. Revue idara, Volume 4, N°1, année 1994, p.14.‬‬
‫‪ 2‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة) ‪ ،‬ثيب لنيل شهادة املاجستري يف اإلدارة و املالية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ ،6112-6115‬ص‪.663‬‬
‫‪ 3‬األستاذ حممد أمني بومساح‪" ،‬املرفق العام يف اجلزائر"‪ ،‬ترمجة رحال بن أعمر و رحال موالي ادريس‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬سنة ‪ ،0225‬ص‪.05‬‬
‫‪4‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.653.‬‬
‫‪5‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.653.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪« L’attrait considérable exercé par les PPP (notamment en Algérie) réside principalement dans l’optimisation‬‬
‫‪de l’efficacité des dépenses gouvernementales en confiant au secteur privé la prise en charge des obligations‬‬
‫‪normalement assurées par le secteur public. La supervision des coûts d’exploitation et d’investissement s’appuie‬‬
‫‪sur des obligations axées sur les résultats (pas de prestation, pas de paiement), et dépend de la définition de‬‬
‫» ‪procédures d’appel d’offres transparentes pour optimiser le rendement et renforcer la légitimité des projets.‬‬
‫‪Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II : Annexes et Suppléments‬‬
‫‪Statistiques, N° 36270, Le 15 septembre 2007, Annexe E, p.37, 38.‬‬

‫‪40‬‬
‫ ببناء‬،‫ ومنشآت أو جتهيزات الضرورية للمرفق العمومي‬،‫إمجالية تتعلق بتمويل االستثمارات غري املادية‬
‫ واستغالهلا أو تسيريها وعند االقتضاء‬،‫أو التحويل املنشآت أو التجهيزات وكذلك ترميمها وصيانتها‬
‫قيام خبدمات أخرى تساهم يف نشاط الشخص العمومي املتعلقة مبهمة اخلدمة العمومية الذي‬
‫ وينطبق هذا التعريف م صور جديدة من الشراكة العمومية اخلاصة و هي اتفاقية‬،1"‫يتكلف هبا‬
‫ أما عن تقسيم أشكال‬M.O.O.T ‫ و‬D.B.F.O ‫ و‬B.T.O ‫ و‬B.L.T ‫ و‬B.O.O ‫ و‬B.O.T
‫مشاركة القطاع اخلاص يف متويل وإنشاء املرافق العامة فهي تتمثل يف ستة أشكال هي عقود اخلدمات‬
‫ وعقود التزام املرافق العامة وعقود البناء والتملك‬،‫ وعقود اإلجيار‬،‫وعقود التسيري والتشغيل والصيانة‬
.‫ وخوصصة األمالك املؤسسات‬،‫والتشغيل ونقل امللكية‬
‫ هو وسيلة‬B.O.T ‫ومن أشكال الشراكة العمومية اخلاصة اليت جلأت أليها اجلزائر جند البوت‬
‫ يف متويل وإنشاء البىن‬،‫اتفاقية لتحقيق املشاركة بني الدولة أو السلطة اإلدارية منها والقطاع اخلاص‬
‫ و إفساح اجملال للقطاع اخلاص للمسامهة يف تطوير االقتصاد الوطين وختفيض العبء‬،‫التحتية واملرافق‬
‫ مما ميكن الدولة أو احلكومة من القيام باالستثمارات‬،‫املايل واإلداري عن امليزانية العمومية‬
‫ و‬.‫اإلسرتاتيجية املطلوبة يف جماالت اخلدمات األساسية اليت ال يستطي القطاع اخلاص القيام هبا‬
‫ وأمهها مصن حتلية ماء البحر باجلزائر العاصمة‬،2‫أبرمت اجلزائر مؤخرا عقود البوت يف خمتلف اجملاالت‬
‫ وجتسد الشراكة بني‬Hamma water Desalination ‫اليت تسريها شركة حامة واتر ديسالنايشن‬
GE IONICS HAMMA HOLDI NGS ‫و ليمتيد‬.‫ر‬.‫إيونكس حامة هولدينغز إ‬.‫إ‬.‫شركة ج‬
‫( و شركة اجلزائرية للطاقة و هذه األخرية مكونة من مسامهة بني سونطراك و‬IRE) Limited
‫ اختيار شركة ايونكس الجناز مصن لتحلية مياه‬6113 ‫ أكتوبر‬00 ‫ حيب انه مت بتاريخ‬،‫سونلغاز‬
1
Ce contrat se définit comme un contrat administratif par lequel un pouvoir adjudicateur « confie à un tiers, pour
une période déterminée en fonction de la durée d’amortissement des investissements ou des modalités de
financement retenues, une mission globale relative au financement d’investissements immatériels, d’ouvrages ou
d’équipements nécessaires au service public, à la construction ou transformation des ouvrages ou équipements,
ainsi qu’à leur entretien, leur maintenance, leur exploitation ou leur gestion et, le cas échéant, à d’autres
prestations de services concourant à l’exercice, par la personne publique, de la mission de service public dont
elle est chargée. » Circulaire du 3 août 2006 portant manuel d’application du code des marchés publics, NOR :
ECOM0620004C 4 août 2006, n°2.4.3., Texte 23. voir ;
IVANOV (Dmitry), Les Différentes Formes de Partenariats Public-Prive et leur Implantation en Russie, op.cit, p.34.
2
« -Production d’eau dessalée (10 contrats de «construction-exploitation-transfert» désignés sous le nom de
BOT) Réaliser ou en cours – signés ou en cours de signature.
-Gestion de la distribution d’eau dans les grandes villes (préparation de dossiers concernant les villes de
Constantine, Oran et Annaba).
- Attribution de la gestion de l’aéroport d’Alger.
-Attribution de la gestion/concession du port à conteneurs de Djen Djen. » Rapport Banque mondiale, UNE
REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II : Annexes et Suppléments Statistiques, N° 36270, Le 15
septembre 2007, Annexe E, p.85.

41
‫البحر‪ ،‬وهذا عن طريق مناقصة للشراكة الصادرة عن الشركة اجلزائرية للطاقة ‪ AEC‬بتاريخ ‪ 60‬أكتوبر‬
‫‪.16116‬‬

‫وتعرفه جلنة األمم املتحدة للقانون التجاري الدويل بأنه "شكل من أشكال متويل املشروعات‬
‫‪ ،Projets‬متنح مبقتضاه حكومة ما جمموعة من املستثمرين يشار إليهم باالحتاد املايل ‪،Consortium‬‬
‫امتيازا لتنفيذ مشروع معني وتشغيله وإدارته واستغالله جتاريا ملدة حمددة من الزمن تكون كافية‬
‫السرتداد تكاليف البناء‪ ،‬إىل جانب حتقيق أرباح مناسبة من عائدات تشغيل املشروع ويف هناية مدة‬
‫االمتياز تنتقل ملكية املشروع إىل احلكومة دون تكلفة أو مبقابل يكون قد مت االتفاق عليه مسبقا‬
‫خالل التفاوض على منح امتياز املشروع"‪ .2‬و التسمية االجنلوساكسونية لعقد البوت ‪ B.O.T.‬ال‬
‫تؤثر على طبيعته القانونية كونه عقد امتياز‪ ،3‬وال يعترب نظام وإمنا جمموعة من العقود اليت تقوم على‬
‫أساس فكرة الوحدة التعاقدية‪.‬‬

‫وهذا النمط من التعاقد ليس جبديد يف اجلزائر‪ ،‬ثييب ظهر هذا نوع من العقود يف اجلزائر منذ‬
‫بداية السبعنيات حتت تسمية مفتاح يف اليد واملنتوج يف اليد وتتمثل يف جمموعة من العقود كانت‬
‫تربمها اجلزائر من اجل حتقيق البىن التحتية يف إطار سياسة الصناعة يف اجلزائر (تنفيذ خمطط الرباعي‬
‫واخلماسي)‪ ،‬وتظهر األشغال كجزء صغري من عقود البوت وبالتايل خيتلف موضوع صفقة العمومية‬
‫لألشغال وعقد الشراكة العمومية اخلاصة‪ ،4‬وال تعد هذه األخرية قلب الطلبية العمومية‪ 1‬ويرتبط العائد‬

‫‪ 1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬اتفاقية استثمار بني الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار و شركة ج‪.‬إ‪.‬إيونكس حامة هولدينغز إ‪.‬ر‪.‬و ليمتيد‪ ،‬اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪ 60‬جانفي‬
‫‪ ،6115‬ع‪ ،15.‬ص‪.60.‬‬
‫‪ 2‬تقرير جلنة يف الدورة التاسعة و العشرين من ‪ 60‬ماي إىل ‪ 03‬جوان ‪ 0222‬بعنوان "األعمال املقبلة املتعلقة مبشاري البناء و التشغيل و نقل امللكية"‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Décision n°585 de conseil d’état libanais du 7 juillet 2001, Il s’agit de deux marchés B.O.T. passés par le‬‬
‫‪ministère libanais des postes et des télécommunications. L’un a été conclu avec la société Télécom Finlande‬‬
‫‪internationale tandis que l’autre est passé avec France Télécom le 30 juin 1994…mais a distingué entre la‬‬
‫‪concession de service public qui requiert un texte législati et la concession de travaux publics qui ne requiert pas‬‬
‫‪un texte pareil ». Conseil d’état libanais, le 17 juillet 2001, l’Etat libanais c. /la société FTML (cellis) SAL et‬‬
‫; ‪autres, Rev. Arb., 2001, pp.855 et s.spéc.859, n°28. Voir aussi‬‬
‫‪- ZALLAM (A), Les contrats internationaux de construction – Exploitation –Transfert, thèse, paris 2, 1999,‬‬
‫‪p.227.‬‬
‫‪- ABDEL BAKI (S), « les projets internationaux de construction mené selon la formule B.O.T. », thèse Paris1,‬‬
‫‪2000, p.238.‬‬
‫‪IVANOV (Dmitry), Les Différentes Formes de Partenariats Public-Prive et leur Implantation en Russie, op.cit, p.31.‬‬
‫‪ 4‬فمن ناحية العملية تعترب كل عقود االمتياز و تفويض اخلدمة العمومية‪ ،‬شراكة عمومية خاصة‪ ،‬إال أن القانون الفرنسي قنن عقد الشراكة عمومية اخلاصة و أخضعه لنظام خاص‪،‬‬
‫لتجنب تطبيق نظام قانوين لعقود األخرى‪ ،‬مبوجب األمر رقم ‪ 552-6113‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 6113‬املتعلق بعقود الشراكة‪ ،‬و حيدد كيفيات تطبيق هذا األخري مبوجب عدة‬
‫مراسيم‪ .‬و طرح اإلشكال عند تطبيق نظام االمتياز كون هذا األخري من بني عناصره أن صاحب االمتياز يتلقى مكافأ من قبل مستعملي أو املستفيد من اخلدمة العمومية‪ ،‬إال أن هذا‬
‫األمر لي س ضروريا يف اتفاقات البوت فمن تطبيقاته أن الدولة قد تلتزم بدف املايل مقابل االستغالل املنشآت‪ ،‬فال تنشأ هنا عالقة عقدية بني مستعمل أو املستفيد من املرفق و‬
‫صاحب االمتياز‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫املايل يف اتفاقية الشراكة العمومية اخلاصة باألهداف النجاعة املكلف هبا املتعاقد م اإلدارة‪ ،2‬مما‬
‫خيتلف عن نظام السعر يف الصفقات العمومية لألشغال‪.‬‬
‫ويساهم السعر يف وض احلدود الفاصلة لتصنيف العقود اإلدارية فهو املعيار األساسي لتمييز‬
‫الصفقات العمومية عن باقي العقود اإلدارية األخرى‪ ،‬خاصة امتياز تسري املرافق العامة الذي يؤجر فيه‬
‫املتعاقد بناء على اإلتاوات اليت يتلقاها من اجلمهور‪ ،3‬فعلى الرغم من أن معيار العقد اإلداري قد بلغ‬
‫درجة كبرية من الوضوح والتطور‪ ،‬إال انه ما زال من املواضي األكثر مرونة واليت يثور حوهلا الكثري من‬
‫اجلدل واالختالف‪ ،‬ألن هذا التمييز يرتب نتائج جوهرية‪.4‬‬
‫والفرق كذلك يظهر من خالل دفرت الشروط كون ختض العقود اإلدارية على غرار الصفقات‬
‫العمومية إىل دفرت الشروط منوذجي ذات طبيعة تنظيمية حمض‪ ،‬أما يف الصفقات العمومية فتمثل دفاتر‬
‫الشروط تعبريا عن إرادة األطراف‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫مدى تطبيق نظرية العقد اإلداري على صفقات األشغال‬

‫يتعني علينا أوال أن نوضح أن مشكلة حتديد العقد اإلداري تتعلق يف األصل بالعقود اليت‬
‫تربمها اإلدارة‪ ،‬فهذه األخرية تظهر عادة مبظهر السلطة العامة كما سلف ذكره‪ ،‬ويعرف العقد اإلداري‬
‫انه العقد الذي يربمه شخص معنوي من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق عام أو مبناسبة‬
‫تسيريه‪ ،‬وأن تظهر نيته يف األخذ بأسلوب القانون العام‪ ،‬وذلك بتضمني العقد شرطا أو شروطا غري‬
‫مألوفة يف عقود القانون اخلاص‪ ،5‬وانه من خالل التعريف املتقدم تربز العناصر املميزة للعقود اإلدارية‬
‫وتتمثل يف ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« les contrats de partenariat ne sont pas destinés à devenir le cœur de la commande publique » , Contrat de‬‬
‫‪partenariat, marché public, délégation de service public… Que choisir et comment choisir ? Exposé introductif‬‬
‫‪de Jean-Marc Sauvé Vice-président du Conseil d’Etat, Entretiens du Palais-Royal, 16 décembre 2008, p.4.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪« ..des objectifs de performance assignés au cocontractant. », Circulaire du 3 août 2006 portant manuel‬‬
‫‪d’application du code des marchés publics, op.cit., n°2.4.3., Texte 23.‬‬
‫‪3‬‬
‫ذكر يف رسالة اكرور ‪DREYFUS (Jean-David), « L’externalisation, éléments de droit public », AJDA, 2002, p.1214.‬‬
‫مريام‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.6.‬‬
‫‪ 4‬لعيوين ثورية‪ ،‬معيار العقد اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عني الشمس‪ ،‬ص‪.2.‬‬
‫‪ 5‬الدكتور سليمان حممد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلداري‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،0220 ،‬ص‪ 2.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬الدكتور مجال عثمان جربيل‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬إبرام العقد اإلداري و صحته‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0222 ،‬ص‪.03.‬‬
‫‪ -‬الدكتورة سعاد الشرقاوي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية – ‪ ،0222/0220‬ص‪.05.‬‬

‫‪43‬‬
‫أن يكون أحد أطراف العقد شخصا من أشخاص القانون العام‪.‬‬ ‫‪-0‬‬
‫أن يهدف أدارة تسيري أحد املرافق العامة‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫أن يأخذ بأسلوب القانون العام بتضمينه شرطا أو شروطا استثنائية غري مألوفة يف‬ ‫‪-3‬‬
‫القانون اخلاص‬

‫وعند حتليل أحكام القضاء اإلداري والعادي بصدد معيار متييز العقود اإلدارية تشري إىل أن‬
‫اجلانب املوضوعي يف هذا املعيار يتمثل يف "نية اإلدارة يف انتهاج وسائل القانون العام يف شأن العقود‬
‫اليت تربمها"‪ .‬ومن خالل شرط نية ويتبني لنا أنه ال خيرج عن الشرط العضوي يف العقد اإلداري وهو‬
‫ظهور اإلدارة يف العقد مبظهر السلطة العامة‪ ،‬وهو يقتصر اجلانب املوضوعي يف هذا املعيار على شرط‬
‫أن يتصل موضوع العقد مبرفق عام بقصد تسيريه أو تنظيمه أو تطويره أو تنفيذه أو استغالله‪.‬‬
‫فمن خالل العقود املذكورة سابقا وهي عقد تفويض املرفق العمومي وعقد امتياز‬
‫واالستغالل املباشر من طرف الغري تنطبق عليها نظرية العقد اإلداري وباملقارنة م صفقة العمومية‬
‫لألشغال فال ميكن وضعها يف حكم العقد اإلداري متاما وهذا نظرا لطبيعتها‪ ،‬و وض قانون‬
‫الصفقات العمومية مبدأ مفاده أنه ال ختض العقود املربمة بني إدارتني عموميتني ألحكام املرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪( 632-01‬املادة ‪ )6‬وهو العكس يف قانون الصفقات العمومية الفرنسي أنه ميكن‬
‫تطبيق على عقود بني إدارتني عموميتني أحكام قانون الصفقات العمومية‪.1‬‬
‫ويستخلص من خالل ما مت دراسته أن هناك مبدأين أساسيني األول املستمد من قواعد‬
‫القانون املدين والثاين املستمد من قواعد القانون اإلداري‪.‬‬
‫وتطبق يف عقود اإلدارة مبدأ أساسي املستمد من قواعد القانون املدين واملتعلق بتنفيذ‬
‫االلتزامات التعاقدية مبجرد االنعقاد واليت ترتجم من خالل دفرت الشروط‪ 2‬أي يصبح العقد منتجا‬
‫ألثاره القانونية بعد اإلبرام واملصادقة عليه ثييب أن رضاء املتعاقدين وتوافق إراداهتما حول شروط‬
‫العقد يعترب من أول وأهم املبادئ القانونية األساسية اليت حتكم القوة اإللزامية للعقود ككل مبا فيها‬
‫عقود اإلدارة‪ ،3‬ويظهر تطبيق قواعد قانون املدين عند تنفيذ الصفقة هو ضرورة احرتام ما مت االتفاق‬
‫‪1‬‬
‫‪CE. Sect. 20 mai 1998 communauté comm. Piémont de barr, R.20, concl. Savoie.‬‬
‫‪ 2‬و يف هذا اإلطار انظر إىل املرج األيت‪:‬‬
‫‪-‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة) ‪ ،‬ثيب لنيل شهادة املاجستري يف اإلدارة و املالية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ ،6112-6115‬ص‪.033‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Delaubadère (André), n°697, p.701.‬‬

‫‪44‬‬
‫عليه‪ ،1‬وهو أساس القوة اإللزامية أي قيام املتعامل املتعاقد م اإلدارة باجناز وتنفيذ التزامه بصورة‬
‫مطابقة مل مت االتفاق عليه يف العقد‪.2‬‬
‫أما املضمون املبدأ األساسي املتعلق بتنفيذ االلتزامات العقدية واملستمدة من قواعد القانون‬
‫اإلداري‪ ،‬يتمثل يف اتصال العقد الذي يربمه األطراف (املتعامل املتعاقد واإلدارة) بنشاط املرفق العام‬
‫ومشاركته لإلدارة يف تسيري املرفق العام من خالل إبرامه للعقد اإلداري يؤديان إىل تطبيق قواعد غري‬
‫مألوفة يف القانون اخلاص على هذا العقد‪ .3‬ومعىن ذلك أن ضرورة ومقتضيات املصلحة العامة املتعلقة‬
‫ثيسن سري املرفق العام بانتظام و إطراد‪ ،‬وبقابلية املرفق العام بتغري الظروف‪ ،‬تستوجب كلها التزام‬
‫املتعاقد م اإلدارة بأن يبذل أكرب جمهود إلشباع احلاجات العامة للمنتفعني من نشاط املرفق العام‪،‬‬
‫ويف أسرع وقت ممكن‪ ،‬بصورة جيب فيها أن ال تطغى وأن ال تتغلب مصلحته اخلاصة على املصلحة‬
‫العامة املتعلقة بإشباع حاجات املنتفعني من خدمات املرفق العام‪ ،‬مبعىن أن املتعامل املتعاقد مبجرد‬
‫موافقته م اإلدارة على أن يكون مشاركا يف تسيري املرفق العام مصدرا قانونيا من مصادر القوة‬
‫اإللزامية يف العقود اإلدارية‪ ،‬وذلك على أساس أن العقد اإلداري يف حد ذاته يعترب وسيلة من الوسائل‬
‫القانونية الالزمة لتسيري املرفق العام‪ ،‬فاملرفق العمومي وطبيعته الذي يقتضي املصلحة العامة هو مصدرا‬
‫ملمارسة اإلدارة سلطتها العامة ثييب تتمت اإلدارة م املتعاقد مبجموعة من احلقوق واالمتيازات يف‬
‫مواجهة املتعاقد وهي سلطة الرقابة وسلطة اختاذ العقوبات و سلطة التعديل املنفرد للعقد وسلطة فسخ‬
‫العقد انفراديا من اإلدارة‪.4‬‬
‫وهناك اجتاه أخر يرى يف بعض العقود منها املتعلقة باألشغال العمومية يف دراسة خاصة‬
‫بأشغال العمومية املتعلقة بالسكك احلديدية أن املتعامل املتعاقد ال يساهم يف تسيري املرفق العمومي‬
‫ذلك أن امتياز األشغال العمومية ترمي إىل تنفيذ األشغال العمومية حسب تعليمات اإلدارة أما املرفق‬
‫العمومي يتعلق األمر بضمان يف مكان الدولة اخلدمة العمومية‪ .5‬ففي هذه احلالة امتياز املرفق‬

‫‪ 1‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬
‫‪ 2‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬
‫‪ 3‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.036 ،030.‬‬
‫‪ 4‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.053 .‬‬
‫‪5‬‬
‫‪« …la relation entre la concession des travaux publics et de service public. La première vise l’exécution d’un‬‬
‫‪travail public selon les règles établies par l’autorité administrative. La deuxième consiste à assurer à la place de‬‬
‫‪l’État les services publics.», Bonnard R. Précis de droit administratif, 4e éd. Paris, L.G.D.J. 1943, p.719.‬‬

‫‪45‬‬
‫ ال جيعل التسيري املرفق‬Dufour ‫ أما الفقيه‬،1‫العمومي ما هو إال التزام تاب المتياز األشغال العمومية‬
‫ إال أن من طبيعة االمتياز أن يتقاضى صاحب االمتياز‬.2‫العمومي التزام الرئيسي لصاحب االمتياز‬
‫ وهو‬.‫املقابل املايل يف شكل إتاوات من املنتفعني املرفق الذي يؤدي بالضرورة استغالل املرفق العمومي‬
‫العكس متاما يف صفقات العمومية لألشغال أين ال يساهم املتعامل املتعاقد يف تسيري املرفق العمومي‬
.3‫وال اخلدمة العمومية‬

‫ويتجه الفقه الفرنسي إىل القول أن أغلب الصفقات املتعلقة مبلك عمومي هي إدارية ألهنا‬
‫ وعبارة صفقات العمومية كانت تستعمل لإلشارة إىل صنف‬،4‫تكون دائما صفقات أشغال عمومية‬
‫ وهذه النظرة للصفقات انتقدت بشدة‬،5‫خاص من العقود الذي ساهم يف بلورة نظرية العقد اإلداري‬
‫ فمحكمة التنازع الفرنسية تتجه إىل نفس املسار ثييب قررت عدة مرات أن‬.‫من قبل الفقه الفرنسي‬
‫ إذن فان‬،6‫خضوع الصفقات العمومية إىل تقنني الصفقات العمومية ال يضفي عليها الطاب اإلداري‬
‫خضوع الصفقات العمومية إىل تقنني خاص به ال يؤثر على طبيعته حسب ما توصل إليه جملس‬
،7‫ فنظرية العقود اإلدارية عرفت عدة تطورات‬،‫الدولة الفرنسي من خالل عدة قرارات يف هذا اجملال‬
‫إىل أن جاء قانون الصفقات العمومية الفرنسي أن حسم األمر بوض تعبري يفيد أن صفقة هي عقود‬
21-25 ‫ أما يف اجلزائر فان الصفقات العمومية املنظمة مبوجب األمر رقم‬،‫إدارية بتحديد النص‬
‫ وبذلك استبعد اللجوء إىل عقد امتياز يف الفرتة املمتدة ما بني‬،‫كانت النموذج األمثل للعقود اإلدارية‬

1
« La concession de service public constitue l’accessoire de la concession du travail public », Bonnard R.,
op.cit., 719.
2
Pour Dufour « le contrat de concession embrasse un double objet : il pourvoit d’abord à l’établissement du
chemin et, en cela, son objet n’est autre que l’exécution d’un travail à faire pour le compte de l’État ou du
département, et il constitue une entreprise de travaux publics ; il pourvoit, en second lieu, à l’exploitation du
chemin et, en cela, son objet n’est autre que de donner satisfaction à un besoin de circulation, et il constitue une
entreprise de service public », Dufour G. Traité général de droit administratif, Tome 1 à 8, 3e éd. Paris,
Delamotte, 1868-1869. P.27.
.‫ و الثاين ميثل اإلدارة و هياكلها مبا فيها النشاط‬،‫ فاألول ميثل نشاط اإلدارة العامة‬،‫ و جيب التفرقة بني تعبري اخلدمة العمومية و املرفق العمومي‬3
4
RICHER L., Droit des contrats…, op. cit., 1ére .d. L.G.D.J., Paris, 1995, p. 98.
5
« L’expression marché public n’est alors employé que pour designer une catégorie particulière de contrats
qui est à L’origine des contrats administratifs », DE LAUBAD.RE André•, (et alii.), op. cit., T. 1, 13éme
éd. Paris, 1994, pp. 689 et s ; G. VEDEL et P. DELVOLVE, op. cit., T. I, P.U.F., Paris, 1992, pp. 373 et s.
6
Tribunal des Conflits, 5 juillet 1999, Commune de Sauve c./ Société Gestetner, A.J.D.A., 1999,p. 554.
7
La double juridiction est conçue pour soustraire aux juges judiciaires les procès impliquant
l’Administration afin que le Parlement ne trouve pas d’occasion d’interventionnisme légal. Crée pour
garantir la non-ingérence du Parlement dans les affaires du gouvernement, le Conseil d’Etat s’est ainsi
reconnu compétente en matière contractuelle. Il a commence• par la mise en œuvre la dualité• des contrats de
l’état ou de ses personnes morales. Cette volonté• dura peu face à l’exigence d’un dessaisissement de la justice
ordinaire, engendre par un besoin d’intérêt général. Faute de précision, le critère de la finalité de l’acte devait
laisser place à la théorie des actes d’autorité et des actes de gestion. BADAOUI Saroit, Le fait du prince dans
les contrats administratifs, L.G.D.J., Paris, 1954, p. 7.

46
‫‪ 0250‬و ‪ .10206‬ثييب كان إبرام الصفقات العمومية يكفي لوحده إىل حد كبري يف تقدمي ما يلزم‬
‫حلسن سري املرافق العامة‪ ،2‬ومل تلبب أن تراجعت بفعل تطورات اليت عرفتها اجلزائر‪ ،‬والتغيريات اليت‬
‫طرأت يف قانون الصفقات العمومية‪ ،‬بتأثري من سياسة االقتصاد االشرتاكي وضرورة تفتح االقتصادي‬
‫بالنسبة للمؤسسات العمومية يف املرتبة األوىل‪ ،‬فحقيقة النظام القانوين اجلزائري ختتلف جذريا عن‬
‫النظام القانوين الفرنسي‪ .‬وأدت هذه التطورات جمتمعة إىل صعوبة حتديد الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وهناك ما يعرف باالختصاص املقيد لإلدارة ذلك أن اإلدارة يف جمال الصفقات العمومية ال بد‬
‫أن حترتم قواعد التقنني اخلاص به‪ ،‬فاالختصاص املقيد هو اختصاص حتكمي بعيد عن اعتبارات‬
‫املالئمة نتيجة الصياغة اجلامدة للقاعدة القانونية اليت تنظم هذا االختصاص‪ ،3‬عكس العقود األخرى‬
‫اليت هي نتيجة األعراف اإلدارية غري مقننة واليت يتم وضعها حسب احتياجات النشاط اإلداري أين‬
‫تتمت اإلدارة بامتيازات بصفتها سلطة عامة‪ ،‬ويثور التساؤل حول صفقات املؤسسات العمومية‬
‫ومؤسسات‬ ‫االقتصادية غري خاضعة لقانون الصفقات العمومية والصفقات املمولة من هيئات‬
‫املالية الدولية‪.‬‬

‫أ ‪ -‬صفقات المؤسسات العمومية االقتصادية‬

‫ونقصد من خالل عبارة صفقات املؤسسات العمومية االقتصادية هي كل املؤسسات‬


‫العمومية ذات الطاب الصناعي والتجاري واملؤسسات العمومية االقتصادية اليت تكون صفقاهتا ممولة‬
‫كليا أو جزئيا من ميزانية الدولة أو غري ممولة من ميزانية الدولة‪ .‬وجيب تفرقة هنا بني معيارين أساسيني‬
‫وهذا إذا كانت اإلدارة طرفا يف صفقة األشغال أو إذا كانت املؤسسة العمومية االقتصادية غري‬
‫خاضعة للقانون الصفقات العمومية وم ذلك جيوز هلا إبرام صفقة أشغال بعد تكييف إجراءاهتا‬
‫اخلاصة م تنظيم الصفقات العمومية‪ .‬فاإلدارة تتعاقد بوصفها سلطة عامة وهو انتهاج أسلوب‬
‫القانون العام باستعمال امتيازات تكون استثناء بالنسبة إىل روابط القانون اخلاص بيد أنه يتميز بأن‬
‫اإلدارة تعمل يف إبرامها لعقد االمتياز بوصفها سلطة عامة تتمت ثيقوق وامتيازات ال يتمت مبثلها‬

‫‪1‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.653.‬‬
‫‪2‬‬
‫جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.653.‬‬
‫الدكتور حممود سامي مجال الدين‪ ،‬القرار اإلداري و السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬د راسة مقارنة بني دولة اإلمارات و مصر و فرنسا‪ ،‬جملة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد الثالب يف ذي‬ ‫‪3‬‬

‫احلجة ‪ 0312‬هـ ‪-‬يوليو‪/‬متوز‪ ،0202/‬ص‪.362.‬‬

‫‪47‬‬
‫املتعامل املتعاقد معها‪ ،‬وذلك بقصد حتقيق املنفعة العامة أو مصلحة املرفق العمومي‪ ،‬األمر خيتلف يف‬
‫جمال الصفقات العمومية‪ ،‬فاختصاصها مقيد‪ ،‬تقوم اإلدارة بإتباع اإلجراءات املنصوص عليها يف قانون‬
‫الصفقات العمومية من اجل إشباع حاجاهتا اخلاصة‪ ،‬مما يعد قبيل التصرفات العادية‪.1‬‬
‫وإذا كانت املؤسسة العمومية االقتصادية طرفا أصليا يف الصفقة‪ ،‬فهنا ختض تصرفاهتا إىل‬
‫نظامها اخلاص يف إبرام الصفقات العمومية على أن تكييف إجراءاهتا م قانون الصفقات العمومية مما‬
‫جيعل صفقة األشغال جمرد عمل من أعمال التسيري املؤسسة‪ ،‬و هذا ما جاءت به املادة ‪ 5‬مكرر ‪5‬‬
‫من األمر رقم ‪ 10-10‬املؤرخ يف ‪ 60‬فيفري ‪ 6110‬يتمم األمر رقم ‪ 13-10‬املؤرخ يف ‪ 61‬أوت‬
‫‪ 6110‬واملتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية االقتصادية وتسيريها وخوصصتها‪ ،2‬اليت تقول "ال ميكن‬
‫مسؤويل املؤسسات العمومية االقتصادية ‪...‬غري أنه جيوز ملسؤويل املؤسسات العمومية االقتصادية‬
‫اإلبالغ بأية معلومة أو وثيقة أو تعليق يدونه مفيدا لتوضيح أي عمل تسيري"‪.‬‬

‫وجيب اإلشارة إىل أن هناك استثناءات بالنسبة لصفقات األشغال املؤسسات الوطنية السيادية‬
‫اليت ختض إلجراء الرتاضي بعد االستشارة و إىل أحكام خاصة‪.‬‬

‫وختض منازعاهتا للقانون الصفقات العمومية ورقابة القضاء اإلداري فالبحب عن الطبيعة‬
‫اإلدارية للصفقات األشغال ليس له أمهية‪ ،‬ألن اهلدف من حتديد الطبيعة اإلدارية للصفقة العمومية‬
‫بصفة عامة هو حتديد القضاء املختص‪ ،‬ومبا أن قانون اإلجراءات املدنية واإلدارية ينص على أن‬
‫املعيار العضوي كمعيار الوحيد لتحديد االختصاص احملاكم اإلدارية‪ ،‬فال جدوى للبحب ما إذا كانت‬
‫الصفقة عقد إداريا أم ال‪.‬‬

‫ب ‪ -‬صفقات األشغال الممولة من الهيئات و المؤسسات المالية الدولية‬

‫ونشري هنا حالة البنك العاملي والبنك الدويل لإلنشاء والتعمري‪ ،‬ويكمن اهلدف من منح‬
‫التمويل هو حتيقي التنمية االقتصادية واالجتماعية لدى الدول األعضاء عن طريق القروض اليت‬

‫أو نشاء أمالك عمومية اخلاصة التابعة هلا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ ،6110‬ع‪ ،00.‬ص‪.05.‬‬

‫‪48‬‬
‫متنحها واإلرشادات اليت تقدمها‪ ،1‬مما يطرح التساؤل حول اإلجراءات املطبقة يف هذا اجملال والقاعدة‬
‫أن مقابل منح القروض هو خضوع املقرتض لتعليمات البنك العاملي‪.‬‬

‫ففي البند األوىل من إرشادات عامة املتعلقة بتوريد مبوجب قروض البنك الدويل لإلنشاء‬
‫والتعمري و إئتمانات املؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬يقول‪" :‬إن الغاية من هذه اإلرشادات العامة هو اطالع‬
‫األشخاص الذين ينفذون مشروعا مموال كليا أو جزئيا عن طريق قرض من البنك الدويل لإلنشاء و‬
‫التعمري أو عن طريق ائتمان أو منحة من املؤسسة الدولية للتنمية على سياسات اليت حتكم توريد‬
‫السل واألشغال واخلدمات (عدا حق اخلدمات االستشارية) اليت يتطلبها املشروع حتكم اتفاقية‬
‫القرض العالقات القانونية بني املقرتض والبنك وتسريد هذه اإلرشادات عند توريد السل واألشغال‬
‫للمشروع‪ ،‬كما هو منصوص عليه يف اتفاقية القرض ختض حقوق وواجبات املقرتضني ومقدمي السل‬
‫واألشغال‪ ،‬وليس هلذه اإلرشادات أو التفاقيات القروض‪ .‬وال حيق ألي طرف آخر من غري املوقعني‬
‫على اتفاقية القرض أن يشمل أي حقوق من تلك االتفاقية وأن يطالب بعوائد القرض‪ .2‬ويف الشطر‬
‫اخلامس "تطبيق اإلرشادات العامة" يقول أنه "تسري اإلجراءات املبينة يف هذه اإلرشادات العامة على‬
‫مجي عقود السل واألشغال املمولة كليا أو جزئيا من قروض البنك‪ ،3 "...‬فيختلف النظام القانوين‬
‫املطبق يف هذه احلالة بالنسبة لصفقات األشغال‪ ،‬أما االتفاقيات اليت يشملها القرض وهي اتفاقية‬
‫االئتمان اإلمنائي‪ ،‬واتفاقية متويل التعمري واتفاقية منحة التعمري واتفاقية املشروع‪.‬‬

‫واهليئة املكلفة بتسيري القروض هي البنك اجلزائر اليت تقوم بتنسيق م املؤسسة العمومية‬
‫والسلطة الوصية ‪ ،‬وثار جدل حول التعقديات اليت يثريها التنظيم اجلزائري يف هذا امليدان‪ ،‬ثييب‬
‫وض البنك العاملي تعليمات اليت تسعى إىل تطبيقها على الدولة املقرتضة‪ .‬وغالبا تكون موضوع‬
‫الصفقات املمولة من طرف اهليئات واملؤسسات املالية‪ ،‬أشغال لبناء منشآت اجتماعية واقتصادية‬
‫الضرورية للتنمية‪.‬‬

‫‪ 1‬بن قلفاط مايا‪ ،‬وضعية األطراف املتعاقدة يف الصفقات العمومية الدولية يف القانون اجلزائري‪ ،‬مذكرة ماجستري فرع عقود و مسؤولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ ،6116-6110‬ص‪ 31.‬و مابعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬إرشادات عامة‪ ،‬التوريد مبوجب قروض البنك الدويل لإلنشاء و التعمري و ائتمانات املؤسسة الدولية للتنمية‪ ،‬البنك الدويل لإلنشاء و التعمري‪ /‬البنك الدويل‪ ،‬واشنطن‪ ،‬واليات‬
‫املتحدة األمريكية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬أيار ‪ .6113‬ص‪.0.‬‬
‫‪ 3‬إرشادات عامة‪ ،‬التوريد ‪ ،‬املرج السابق‪ .6113 ،‬ص‪.6.‬‬

‫‪49‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫مكانة صفقات األشغال العمومية في النظام القانوني الجزائري‬

‫نتناول يف هذا املبحب حتديد صفقات األشغال العمومية باعتبارها صنف من أصناف‬
‫صفقات األشغال يف املنظومة القانونية اجلزائرية‪ ،‬بعد حتديد األشغال العمومية و وما ترتبه من أثار‬
‫بالنسبة للمتعامل م اإلدارة واملتمثل يف خضوع املؤسسات إىل التزام التأهيل وهو التزام قانوين يق‬
‫على عاتق للمتعامل يف جمال صفقات األشغال العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫موضوع صفقة األشغال في قانون الصفقات العمومية‬

‫نتناول يف هذا املطلب بالدراسة حتديد موضوع صفقة األشغال يف قانون الصفقات العمومية‬
‫صفقات األشغال العمومية باعتبارها صنف من أصناف صفقات األشغال يف املنظومة القانونية‬
‫اجلزائرية‪ ،‬وما ترتبه من أثار بالنسبة للمتعامل م اإلدارة العمومية وذلك من خالل تقسيم هذا‬
‫املطلب إىل فرعني األول حندد فيه جمال صفقات األشغال يف إطار املادة ‪ 03‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية والثاين تصنيف صفقات األشغال يف النظام القانوين اجلزائري ‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫‪03‬‬ ‫مجال صفقات األشغال طبقا للمادة‬


‫من قانون الصفقات العمومية‬

‫وتنحصر األشغال على قيام املقاول ببناء أو صيانة أو تأهيل أو ترميم أو هدم‪ ،‬منشأة أو جزء‬
‫منها‪ ،‬مبا يف ذلك التجهيزات املشرتكة الضرورية الستغالهلا‪ ،‬يف ظل احرتام البنود اليت حتددها املصلحة‬
‫املتعاقدة صاحبة املشروع (املادة ‪ 6/03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬

‫‪50‬‬
‫حيب يربطها املشرع اجلزائري مبفهوم املنشأة(‪ )1‬حسب صياغة املادة ‪ 01‬من قانون الصفقات‬
‫العمومية لسنة ‪ .6101‬ولكن بالرجوع إىل املرسوم التنفيذي رقم ‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب‬
‫‪ 0223‬الذي يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل يف إطار اجناز الصفقات العمومية يف ميدان‬
‫البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬أن تكون هلا شهادة التخصص والتصنيف املهنيني‪ ،2‬فإنه يفرق بني‬
‫نشاط البناء واألشغال العمومية وأشغال الري وأشغال الغابات‪ ،‬فصفقات األشغال تتضمن عمليات‬
‫عديدة تشمل املنشأة‪ ،‬مما يتعني حتديد هذه األخرية‪.‬‬

‫تشمل الصفقات العمومية لألشغال عمليات ‪ Opérations‬البناء واألخرى الواقعة على‬


‫البناء‪ .‬ويلجا القانون اجلزائري إىل اصطالحني العملية واملنشأة مما يتعني حتديد كل منهما على التوايل‪:‬‬

‫‪Opération‬‬ ‫أوال‪ :‬العملية‬

‫ويتعلق األمر بإحاطة حول ما يسمى بوظيفية العمل االقتصادي‪ ،‬والنظر إليه على وجه انه‬
‫جمموع مدمج يف املشروع مبجمله‪ ،3‬فأشغال بناء أسطح متعددة يتم بطريقة أحادية ‪ .Uniforme‬وال‬
‫تعترب عملية التنفيذ بطريقة أحادية ومتزامنة لصفقة التوريد (كإنتاج الصحف مثال) وصفقة أشغال‬
‫(بناء مصن إنتاج الصحف)‪.‬‬

‫وميكن أن تشمل عدة منشآت مثال إعادة بناء األسقف ملبىن معني تاب لنفس البلدية أو‬
‫اجناز رصيف خمتلف الشوارع املدينة‪ ،‬وميكن أن تتعلق ببعض األشغال املنجزة على نفس املنشأة ذات‬
‫طبيعة خمتلفة مربجمة يف نفس الوقت‪ ،‬مثال يف جمال إعادة التأهيل‪.4‬‬

‫(‪ )1‬و استخدم املشرع تعبري املنشأة و تقابلها كلمة ‪ Construction‬بالنسبة لنص املنشور باللغة الفرنسية و ثييب يستعمل تعبري ضيق و حمدد‬
‫عكس كلمة العمل ‪ Ouvrage‬الذي يعد تعبري واس يشمل كل ما يعد من قبيل أعمال التشييد و البناء‪.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ أول ديسمرب سنة ‪ ،0223‬ع ‪،52‬ص‪.06.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪VILLAVA (Bruno), Le contrôle du dépassement du seuil de marches publiques, Mémoire pour le DEA de droit‬‬
‫‪public, Année Universitaire 2001/2002, p.52.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪« Une opération peut concerner plusieurs ouvrages, par exemple la réfection des toitures des écoles d’une‬‬
‫‪même commune ou la réalisation de trottoirs dans différents quartiers de la ville.‬‬
‫‪Une opération peut aussi concerner certains travaux réalisés sur un même ouvrage de nature différente‬‬
‫‪programmés au même moment, par exemple, en matière de réhabilitation. », Circulaire du 3 août 2006 portant‬‬
‫‪manuel d’application du code des marchés publics, NOR : ECOM0620004C 4 août 2006, p. 23.‬‬

‫‪51‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنشأة‬

‫وإستخدم حمرري املرسوم الرئاسي تعبري منشأة‪ 1‬والتجهيزات املشرتكة‪ ،‬وهو أوس من تعبري‬
‫البناء حيب أن مفهوم املنشأة يف جمال التشييد والبناء غري حمدد ولذا فهو تعبري واس يشمل كل ما‬
‫يعد من قبيل البناء وذلك بعكس دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬املطبقة على صفقات‬
‫األشغال الذي جاء بتعبري أشغال البناء وأشغال اهلندسة املدنية‪ .2‬وتستعمل النصوص القانونية‬
‫األخرى تعبريا أكثر حتديدا وهو البناء والذي يقتصر على أعمال التشييد والبناء فقط ويعطي القانون‬
‫األورويب مفهوما واسعا ملا يعد من قبيل املنشأة ‪ Ouvrage‬حيب يشمل أعمال البناء مبفهومها الضيق‬
‫كبناء املستشفيات‪...‬اخل و يضم كذلك أعمال البناء كالقنوات و السدود‪ 3‬وبالتايل لتفسري مصطلح‬
‫البناء يستخدم القانون اجلزائري عدة تعريفات و منها كاآليت‪:‬‬
‫عرفت املادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 13-00‬املؤرخ يف ‪ 05‬فرباير ‪ 6100‬الذي حيدد القواعد‬
‫اليت تنظم نشاط الرتقية العقارية‪" ،4‬البناء" بأنه "كل عملية تشييد بناية أو جمموعة بنايات ذات‬
‫االستعمال السكين أو التجاري أو احلريف أو املهين"‪ .‬بينما تعرفه املادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪05-10‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 61‬يوليو سنة ‪ 6110‬حيدد قواعد مطابقة البنايات و إمتام اجنازها‪ ،5‬بقوهلا "يقصد يف‬
‫مفهوم هذا القانون ‪"...‬البناء" كل بناية أو منشأة يوجه استعماهلا لسكن أو للتجهيز أو النشاط‬
‫التجاري‪ ،‬أو اإلنتاج الصناعي أو التقليدي أو اإلنتاج الفالحي أو اخلدمات‪ .‬تدخل البناءات‬
‫واملنشآت والتجهيزات العمومية يف إطار تعريف هذه املادة"‪ .‬فيعرفها القانون اجلزائري تارة بأهنا عملية‬
‫تصب على البناء‪ ،‬وتارة أخرى بأهنا منشاة أو البناية مبعىن العقار يف حد ذاته‪ ،‬ففي احلالة األول ال‬
‫ختتلف األشغال والبناء من حيب طبيعتها‪ ،‬إال أن هذه األخرية مرتبطة بالعقار‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪« L’ouvrage est le résultat obtenu à l’achèvement des travaux de construction, de restructuration ou de‬‬
‫‪réhabilitation d’un immeuble… C’est concrètement la construction obtenue au terme des travaux réalisés d’un‬‬
‫‪immeuble.», Circulaire du 3 août 2006 portant manuel d’application du code des marchés publics, op.cit., p.23.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, éditions du sahel, 2000,‬‬
‫‪p.62.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪"Tous ce que est construit ou résulte d'opérations de construction et qui est fixé au sol. Ces derniers‬‬
‫‪comprennent, notamment, les habitant, les bâtiments industriels, commerciaux, sanitaire, scolaires, récréatifs et‬‬
‫‪agricoles, les ponts, les voies routières, les chemins de fer, les réseaux de canalisation, les stades, les piscines, les‬‬
‫‪appartements, les quais, les docks, les écluses, les canaux, les barrages, les châteaux d'eau, les citernes, les‬‬
‫‪pylônes, les tunnels etc. V. J. B. AUBY& H. PERINET-MARQUET, Droit de l'urbanisme et de la construction,‬‬
‫‪Montchrestien, 2004, p. 677.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،6100‬ع‪ ،03.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬أوت ‪ ،6110‬ع‪ ،33.‬ص‪.02.‬‬

‫‪52‬‬
‫وتتميز التنظيمات القانونية يف اجلزائر بأهنا تعرف الفكرة ذاهتا بتعاريف أو بتعبريات جديدة‬
‫وهو ما يعرف بالتوتولوجيا ‪.Tautologie‬‬

‫مما يؤدي إىل حصرها يف منشآت البناء‪ ،‬وهلذا ال بد من جتاوز هذا املفهوم الضيق القدمي‬
‫ثييب تشمل اصطالح املنشأة ما يعد من قبيل أعمال البناء املتقدمة أو غريها من األعمال األخرى‬
‫ذات الطبيعة الصناعية اإلدارية ‪...‬اخل‪ ،‬ولذا فان قانون الصفقات العمومية يوضح لنا أن األشغال‬
‫كعملية يقوم هبا مقاول البناء تكون على املنشأة أو جزء منها وميكن تشمل املنشأة البناء أو منشات‬
‫الفنية كاجلسور والطرق السريعة ومنشات الري كالسدود واملنشات الغابية‪ ،‬وميكن تقسيم صفقات‬
‫األشغال من حيب املوضوع إىل أشغال العمومية و أشغال البناء و أشغال الري وأشغال الغابات‪.‬‬
‫ويقصد بالبناء عند الفقهاء التقليدين "كل ما شيد بيد اإلنسان من مواد إنشائية‪ ،‬كحديد‬
‫وخشب وطابوق وحجر وغريها‪ ،‬و إتصل باألرض اتصال قرار‪ .‬ويستوي يف ذلك‪ ،‬أن يكون البناء‬
‫معدا لسكن اإلنسان أو إيواء احليوان أو خزن املواد أو خمصصا للمنفعة العمومية أو لغريها من‬
‫األغراض‪ .‬كالدور واإلسطبالت واملخازن واجلسور والتماثيل واملعامل‪ .‬يستوي كذلك‪ ،‬أن يقوم فوق‬
‫والغاز‪.‬‬ ‫األرض كالعمارات والنصب التذكارية‪ ،‬أو أن يستقر يف باطنها كاجملاري وأنابيب املياه‬
‫ويستوي أيضا أن يكون قائما بذاته كاخلزانات أو جزءا من البناء كأسالك الكهرباء املثبتة يف اجلدران‬
‫واألبواب والشبابيك واملداخن‪ ،‬م مالحظة أن العقار بالتخصيص ال يعترب بناء‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتجهيزات املشرتكة وأضاف قانون الصفقات التجهيزات اليت تعد جزء من‬
‫التكوين اهليكلي للمنشأة واليت ال تقبل االنفصال عنه‪ ،‬م اإلشارة أن حمرري املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 632-01‬مل يوضحوا العناصر غري القابلة لالنفصال أو التجهيزات املشرتكة ويلجا يف هذه احلالة إىل‬
‫النصوص التنظيمية يف هذا اجملال املتعلقة برتتيبات التقنية منها كيفية وض مصاعد الكهربائية مثال‪،‬‬
‫ففي هذه احلالة تشكل وحدة متماسكة م البناء أو املنشأة يف جمموعها ثييب يصعب فصلها بال‬
‫إحداث خلل يف البناء أو التأثري على حسن استخدام املنشأة ككل‪ .1‬وذلك كما يف العناصر الالزمة‬
‫لتوصيل املياه‪ ،‬أو الغاز‪ ،‬أو الكهرباء ويف هذا الصدد فان قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 0225‬يف‬
‫مادته ‪ 6‬منه ويف املرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬أبريل سنة ‪ 0206‬ينظم الصفقات اليت يربمها‬
‫املتعامل العمومي‪ ،‬الذي ينص انه ال ختض هلذا املرسوم العقود اليت تسري عليها التشريعات‬

‫‪1‬‬
‫‪"Un élément d'équipement est considéré comme formant indissociablement corps avec un ouvrage lorsque sa‬‬
‫‪dépose, son démontage ou son remplacement ne peuvent s''effectuer sans détérioration ou enlèvement de matière‬‬
‫‪de l'ouvrage". J. B. AUBY & H. PERINET-MARQUE, Droit de l'urbanisme et de la construction, op. cit. p. 701-703.‬‬

‫‪53‬‬
‫واملاء‪ ،‬واتفاقات‬ ‫والتنظيمات اخلاصة‪ ،‬السيما عقود التأمني والنقل والتزويد بالغاز والكهرباء‬
‫القرض أو التمويل (املادة ‪0‬منه)‪ ،‬م اإلشارة إىل أهنا ختض ألحكام خاصة هبا مبوجب قانون رقم‬
‫‪ 10-16‬املؤرخ يف ‪ 5‬فرباير ‪ 6116‬واملتعلق بالكهرباء وتوزي الغاز بواسطة القنوات‪ ،‬واملرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 300-21‬املؤرخ يف ‪ 66‬ديسمرب ‪ 0221‬واملتعلق باإلجراءات التطبيقية يف جمال‬
‫منشات الطاقة الكهربائية والغازية وتغيري أماكنها و باملراقبة‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن أشغال شبكة الغاز والكهرباء واملاء ال ختض إىل أحكام قانون‬
‫الصفقات العمومية‪ 1‬وإمنا إىل نظام قانوين خاص‪ .‬وتنقسم صفقات األشغال من الناحية التقنية إىل‬
‫أشغال البناء وأشغال اهلندسة املدنية‪ ،‬وخيضعان إىل نفس النظام القانوين‪ 2‬وهو دفرت الشروط اإلدارية‬
‫العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل لسنة‬
‫‪.0223‬‬

‫فاألشغال حسب املادة ‪ 03‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬هي العملية اليت يقوم هبا‬
‫املقاول البناء‪ ،‬وبعبارة أخرى اجناز الصفقات العمومية يف ميدان األشغال العمومية‪.‬‬

‫ففي النظام القانوين اجلزائري مييز بني عدة ميادين منها البناء واألشغال العمومية والري وذلك‬
‫بالرجوع إىل املرسوم سنة ‪ .0203‬ويف دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ ،0223‬مييز بني أشغال‬
‫البناء وأشغال اهلندسة املدنية‪ .3‬ثييب يضيق املشرع جمال صفقات األشغال‪ ،‬وذلك يقتصر على‬
‫العمليات الواقعة على البناء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫تصنيف صفقات األشغال في النظام القانوني الجزائري‬

‫املادة ‪ 55‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي‬


‫يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪4‬انه‪" :‬ختصص األشغال املرتبطة بالنشاطات احلرفية الفنية للحرفيني‬

‫‪1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.62, 63.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bennadj (C.), évolution de réglementation des marches publics en droit Algérien, op.cit., p.298.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, éditions du sahel, 2000,‬‬
‫‪p.62, 63.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 5‬فيفري ‪ ،0225‬ع‪ ،0.‬ص‪00.‬‬

‫‪54‬‬
‫كما هو معرفني يف التشري والتنظيم املعمول يهما‪."...‬ويعين هنا أن القانون اجلزائري مييز األشغال‬
‫حسب طبيعة املتعامل املتدخل وهي األشغال احلرفية وال ميكن تصنيفها ضمن صفقات األشغال‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ومن خالل النصوص املتعلقة بإلزامية التأهيل يف نشاط معني جيعل القانون اجلزائري تقسيم‬
‫اجملاالت اليت تربم فيها الصفقات كوسيلة لتصنيف صفقات األشغال‪ ،‬وبالتايل تصنيف الصفقات‬
‫العمومية لألشغال بطريقة تسمح للسلطة اإلدارية تنفيذ األحسن لصفقات األشغال‪.‬‬
‫ومن هذا املنظور فإن نص املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 35-25‬املؤرخ يف ‪ 3‬فيفري‬
‫‪ 0225‬الذي حيدد قائمة النشاطات املهنية‪ ،‬اخلاضعة لنظام التعويض البطالة النامجة عن سوء‬
‫األحوال اجلوية لعمال قطاعات البناء واألشغال العمومية والري‪ ،1‬أنه "تضبط القائمة موضوع هذا‬
‫املرسوم وفقا لفهرس النشاط االقتصادي واملنتجات كما هي مبينة يف املرسوم رقم ‪ 035-01‬املؤرخ يف‬
‫‪ 0201/5/01‬منها البناءات املعدنية‪ ،‬أشغال احلفر‪ ،‬وأشغال باطن األرض‪ ،‬تركيب املباين‪ ،‬األشغال‬
‫الريفية‪...،‬واألشغال البحرية والنهرية"‪ .‬انه حتدد نشاطات حسب املرسوم رقم ‪ 035-01‬املؤرخ يف‬
‫‪ .0201/5/01‬كما أنه صدر قرار املؤرخ يف ‪ 03‬أفريل سنة ‪ 0220‬الذي يتضمن حتديد قائمة‬
‫اجلديدة املتعلقة باجملموعتني ‪ 33‬و ‪ 33‬من قائمة النشاطات االقتصادية املوفق عليها مبوجب املرسوم‬
‫رقم ‪ 533-52‬املؤرخ يف ‪ 2‬ابريل ‪.20252‬‬
‫وحيدد القرار الوزاري املشرتك بتاريخ أول مارس سنة ‪ ،30203‬فهرس النشاطات االقتصادية‬
‫ملؤسسة األشغال العمومية للبناء والري‪ ،‬ويقسم يف ملحق (غري منشور) ميادين األشغال العمومية‬
‫والبناء والري وتعدد عمليات اخلاصة بكل جمال واليت متثل (العمليات األشغال العمومية والبناء‬
‫والري) كنشاط اقتصادي‪.‬‬
‫وأول نص ينظم النشاطات البناء واألشغال العمومية وهي املرسوم رقم ‪ 00-25‬املؤرخ يف ‪00‬‬
‫ماي ‪ 0225‬املتضمن حتديد الشروط اليت ميكن مبقتضاها ملقاوالت األشغال العمومية والبناء إبرام‬
‫صفقات م مصاحل وزارة األشغال العمومية والبناء (املادة‪ )15‬ويتضمن ملحق املرسوم قسمني القسم‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 5‬فيفري ‪ ،0225‬ع‪ ،0.‬ص‪00.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪ ،0220‬ع‪ ،32.‬ص‪.0120.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 66‬مارس سنة ‪ ،0203‬ع ‪،06‬ص‪.022.‬‬

‫‪55‬‬
‫األول يتعلق بالبناء والقسم الثاين باألشغال العمومية‪ ،‬فيفرق بني جمال التدخل ففي جمال البناء تربم‬
‫صفقة أشغال البناء ويف جمال األشغال العمومية تربم صفقات األشغال العمومية‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة أن املرسوم جاء بعبارة "حتديد الشروط اليت ميكن مبقتضاها ملقاوالت األشغال‬
‫العمومية والبناء إبرام صفقات م مصاحل وزارة األشغال العمومية والبناء"‪ ،‬وهي صفقات خاصة بوزارة‬
‫واحدة حسب الصيغة اليت جاء هبا املرسوم‪ ،‬إال انه عمليا فان هذا املرسوم ينطبق على مجي الوزارات‬
‫واملصاحل‪ .‬وحيدد القرار املؤرخ يف أول أفريل سنة ‪ 0220‬يتضمن تطبيق املرسوم رقم ‪ 00-25‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 00‬ماي ‪ ،10225‬الشروط اليت ميكن مبقتضاها ملقاوالت األشغال العمومية والبناء إبرام‬
‫صفقات م مصاحل وزارة األشغال العمومية والبناء‪.‬‬

‫ومن خالل النصوص املذكورة أن السلطات العمومية تقوم بتقسيم صفقات األشغال إىل عدة‬
‫صفقات ختض لقطاعات حمددة‪ ،‬وهذا راج إىل تعدد املؤسسات العمومية االشرتاكية يف هناية‬
‫السبعينات وخضوعها ملبدأ التخصص على املؤسسة‪ ،‬و يصنف صفقات األشغال عن طريق القواعد‬
‫اخلاصة بتأهيل املؤسسات يف جمال معني الذي ميثل النشاط املؤسسة‪ ،‬وهو املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬الذي يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل يف إطار اجناز‬
‫الصفقات العمومية يف ميدان البناء واألشغال العمومية والري‪ ،‬أن تكون هلا شهادة التخصص‬
‫‪ 15‬أبريل‬ ‫والتصنيف املهنيني‪ ،2‬املعدل مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 003-15‬املؤرخ يف‬
‫‪ ،6115‬يعدل ويتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪.30223‬‬

‫ففي املادة األوىل من املرسوم تلزم شهادة التخصص والتصنيف املهنيني إجبارية جلمي‬
‫املؤسسات أو جمموعات املؤسسات اليت تعمل يف إطار البناء واألشغال العمومية والري إلبرام‬
‫صفقات م الدولة والواليات والبلديات واإلدارات واملؤسسات واهليئات العمومية‪ .‬وبالتايل فان‬
‫مؤسسة أو جمموعة مؤسسات ال متتلك شهادة التخصص والتصنيف املهنيني يف جمال األشغال‬
‫العمومية ال ميكن أن تربم صفقات م األشخاص العمومية السابق ذكرها‪ .‬فعملية تصنيف الصفقات‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ افريل ‪ ،0220‬ع‪ ،32.‬ص‪.0005.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ أول ديسمرب سنة ‪ ،0223‬ع ‪،52‬ص‪.06.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬ابريل ‪ ،6115‬ع ‪،62‬ص‪.3.‬‬

‫‪56‬‬
‫األشغال تساعد على رقابة تأهيل املؤسسات وجمموعة املؤسسات يف جماالت املذكورة‪.‬فعملية‬
‫التصنيف هلا طاب مزدوج طاب الرقابة و طاب املهين‪.‬‬

‫وأضاف القانون اجلزائري أشغال أخرى خاضعة لشهادة التخصص والتصنيف املهنيني وهي‬
‫أشغال الغابات مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 001-00‬املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪ ،6100‬يتمم املرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬الذي يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل‬
‫يف إطار اجناز الصفقات العمومية يف ميدان البناء واألشغال العمومية والري أن تكون هلا شهادة‬
‫التخصص والتصنيف املهنيني‪.1‬‬

‫أما األشغال الغابية كنشاط جبانب أشغال العمومية وأشغال البناء وأشغال الري خيض إللزامية‬
‫التأهيل املؤسسات فيه‪ ،‬ويتعلق مبجال املنظم مبوجب القانون رقم ‪ 06-03‬املؤرخ يف ‪ 63‬جوان‬
‫‪2‬‬
‫‪ 0203‬الذي يتضمن النظام العام للغابات ‪ ،‬املتم و املعدل مبوجب القانون رقم ‪ 61-20‬املؤرخ ‪16‬‬
‫ديسمرب ‪ ،30220‬حيب ينص يف املادة ‪ 35‬منه أنه "ترتب أنواع االستغالل املرخص هبا على عدة‬
‫أصناف منها على اخلصوص تلك املتعلقة‪:‬‬

‫‪-‬باملنشآت األساسية لألمالك الغابية الوطنية‪.‬‬


‫‪-‬مبنتوجات الغابة‪.‬‬
‫‪-‬باملرعى‪.‬‬
‫‪-‬ببعض النشاطات األخرى امللحقة و املرتبطة بالغابة و حميطها املباشر"‪.‬‬
‫وتربم الوكالة الوطنية للغابات صفقات األشغال املتعلقة باملنشآت األساسية لألمالك الغابية‬
‫الوطنية‪ ،‬ومت إنشاء الوكالة الوطنية للغابات مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 003-21‬املؤرخ يف ‪60‬‬
‫‪4‬‬
‫أفريل سنة ‪ ، 0221‬ومت تعديل قانوهنا األساسي مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 56-23‬املؤرخ ‪2‬‬
‫فيفري ‪ 0223‬يعدل ويتمم مرسوم تنفيذي رقم ‪ 003-21‬املؤرخ يف ‪ 60‬أفريل سنة ‪ ،50221‬وذلك‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،6100‬ع‪ ،05.‬ص‪.36.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ، 0203‬ع‪ ،26.‬ص‪.252.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪ ،26.‬ص‪.6350.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ ،0221‬ت ‪ .00.‬ص‪.515.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،0221/16/01‬ع‪ ،2.‬ص‪.02.‬‬

‫‪57‬‬
‫من اجل إبرام كل الصفقات واالتفاقات والتفاقيات اليت هلا عالقة بربنامج العمل‪ .‬وتقوم املكاتب‬
‫اجلهوية للتنمية الغابية املنشئة مبوجب املرسوم التنفيذي رقم‪ 002-21‬املؤرخ يف ‪0221/13/60‬‬
‫املعدل واملتمم مبوجب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 50-23‬املؤرخ يف ‪ 12‬فيفري ‪ ،10223‬باجناز برامج‬
‫التجهيز العمومي بناء على إتفاقيات قبلية‪ .‬ويف جمال االجناز‪ ،‬تنفذ خمططات تسيري األمالك الغابية‬
‫وتقوم باستصالح األرضي املعرضة لالجنراف والتصحر‪ ،‬وتنفذ الجناز األشغال ذات املنفعة العمومية‬
‫ومحاية الطبيعة والزراعة اجلبلية‪.‬‬ ‫املرتبطة باهلياكل القاعدية‪ ،‬والتجهيزات وإستصالح األراضي‬
‫وأشغال الغابات عديدة منها بناء حائط اإلسناد ملن االجنراف أو تعبئة األراضي الغابية‬
‫وقط األشجار أو غرس األشجار أو قط أشواك الغابات ‪...Débroussaille‬وغريها من األشغال‬
‫املتعلقة بالغابات سواء يف املناطق احملمية أو املناطق التثمني الغابية أو الصحراوية‪.‬‬
‫ولكن ما يالحظ أن األشغال الغابات هلا نظام خاص ونقصد من ذلك الرتتيبات اإلدارية‬
‫العامة والشروط التقنية واليت على أساسها يتم إعداد دفاتر الشروط املتعلقة باستغالل الغابات وبي‬
‫احلطب املقطوع‪.2‬‬

‫ويظهر لنا من خالل النصوص القانونية أن صفقات األشغال تنقسم إىل أرب أصناف أساسية‬
‫وهي األشغال العمومية وأشغال الري وأشغال البناء وأشغال الغابات‪ ،‬ومن هذا املنظور فان صفقات‬
‫األشغال العمومية هي صنف من صفقات العمومية لألشغال‪.‬‬

‫واملعيار املادي للصفقة العمومية متصل مبفهوم النشاط االقتصادي الذي ميارسه املقاول‬
‫(األشغال‪ ،‬البناء‪ ،‬الري‪ ،‬أشغال الغابية)‪ ،‬فتعترب األشغال العمومية نشاط إقتصاديا‪.‬‬

‫وخالصة القول أنه إذا طرحت اإلدارة مناقصة متعلقة باجناز جسر آو طريق سري وهذه‬
‫األخرية حددها القرار الوزاري املشرتك بتاريخ أول مارس سنة ‪ ،30203‬املتعلق بفهرس النشاطات‬
‫االقتصادية ملؤسسة األشغال العمومية للبناء والري‪ ،‬يف القسم اخلاص باألشغال العمومية‪ ،‬ففي هذه‬
‫احلالة نكون أمام صفقة أشغال العمومية‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬فيفري ‪ ،0221‬ع‪ ،2.‬ص‪.05.‬‬


‫‪ 2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 051-02‬املؤرخ يف ‪ 5‬سبتمرب ‪ ، 0202‬الذي يتضمن املوافقة على الرتتيبات اإلدارية العامة و الشروط التقنية إلعداد دفاتر الشروط املتعلقة باستغالل‬
‫الغابات و بي احلطب املقطوع منها و منتوجاته‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬سبتمرب ‪ ،0202‬ع‪ ،30.‬ص‪.0125.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 66‬مارس سنة ‪ ،0203‬ع ‪،06‬ص‪.022.‬‬

‫‪58‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫صفقات األشغال العمومية كنوع من أنواع صفقات األشغال‬

‫نتناول يف هذا املطلب بالدراسة صفقات األشغال العمومية كنوع من أنواع صفقات األشغال‬
‫موضوع صفقة األشغال ونقسمه إىل فرعني األول منه نتناول فيه قطاع األشغال العمومية يف النظام‬
‫القانوين اجلزائري والثاين إلزامية تأهيل املؤسسات يف جمال األشغال العمومية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫قطاع األشغال العمومية في النظام القانوني الجزائري‬

‫أوال‪ :‬تحديد األشغال العمومية‬

‫األشغال العمومية هي مشتقة من فعل الشغل العام ويعرف بأنه العمل البناء‪ ،‬أو التصليح أو‬
‫الصيانة الواقعة على العقار املنجز من طرف أو حلساب اإلدارة العمومية هبدف حتقيق املنفعة العامة‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن هناك عناصر عديدة لتحديد طبيعة الشغل العام ولكنه خيتلط م التعبري املنشأة‬
‫العمومية مما يصعب وض تعريف جام مان لكل منهما‪.‬‬
‫فكلمة الشغل وكلمة املنشأة تعرب كل منهما على فكرتني خمتلفتني فاألول يعرب عن الفعل‬
‫والثاين هو نتيجة الفعل مما جيعل كل منهما يتشاهبان‪ .‬والعبارتني الشغل العام واملنشأة العمومية تعربان‬
‫عن العمل الذي يتم من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى العمل املنجز كالبناء املشيد فكالمها يتعلق بنشاط‬
‫البناء أو إنتاج النشاط‪ ،‬ويفرتض يف كال احلالتني تدخل اإلدارة هبدف املصلحة العامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص الشغل العام‬
‫والتعاريف املقدمة لألشغال العمومية هلا طاب عام و هذا ألهنا وضعت من اجل تطبيقات أخرى‪ ،‬غري‬
‫املعىن الذي ميكن أن تعرب عنه‪ ،‬ومن الصعب حتديد طبيعة األشغال العمومية ولكن ميكن استخالص‬
‫اعتباريني أساسني تقوم عليه األشغال العمومية‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ :1‬اعتبارات واقعية أو مادية‬
‫‪ -‬ويتمثل يف أن يكون هناك شغل (أي فعل أو إنتاج الفعل) سواء شغل أصلي كالبناء اجلديد أو‬
‫شغل تكميلي (الصيانة‪ ،‬أو الرتميم)‪ .‬وكذلك يستلزم أن يكون شغل اجيايب عكس عيب الشغل‬
‫(عيب الصيانة أو الرتميم يرتتب عنه خطا الشغل العام و املسؤولية اإلدارية)‪.‬‬
‫‪ -‬وهذا العمل جيب أن يق على العقار‪.‬‬
‫‪ :2‬اعتبارات قانونية‬
‫‪-‬جيب أن يتم العمل من السلطة العمومية أو حلساهبا‪ ،‬فطبيعة السلطة العمومية هو الذي حيدد طبيعة‬
‫األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه السلطة جيب أن متارس نشاطها هبدف املنفعة العمومية وهذه األخرية تلعب دور يف حتديد‬
‫طبيعة األشغال طبقا لعنصر التخصيص‪.‬‬

‫ويف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 602 -23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬املتمم و املعدل مبوجب‬
‫‪1‬‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 003-15‬املؤرخ يف ‪ 5‬ابريل ‪ ، 6115‬واملرسوم التنفيذي رقم ‪001-00‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 12‬مارس ‪ 26100‬الذي يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل يف إطار اجناز الصفقات‬
‫العمومية يف ميدان البناء واألشغال العمومية والري واألشغال الغابية عند اإلبرام صفقات م الدولة‬
‫والواليات والبلديات واإلدارات واملؤسسات واهليئات العمومية‪ ،‬أن تكون هلا شهادة التخصص‬
‫والتصنيف املهنيني‪ ،‬وهنا مرتبط بالنشاطات املؤسسات وليس األشغال ذات الطاب العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف القضاء‪.‬‬

‫وحيدد القضاء األشغال العمومية من ناحية املسؤولية اإلدارية‪ ،‬ويعرف األشغال العمومية يف‬
‫النظام املسؤولية اإلدارية‪ 3‬بأهنا كل إعداد مادي لعقار من أجل حتقيق مصلحة عامة ينفذ من طرف‬
‫شخص عمومي لصاحله أو لصاحل شخص عمومي آخر‪ ،‬ومن خالل هذا التعريف التقليدي لألشغال‬
‫العمومية ميكن تبيان عناصرها األساسية وهي‪:‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬ابريل ‪ ،6115‬ع ‪،62‬ص‪.3.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،6100‬ع‪ ،05.‬ص‪.36.‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،6115-6113 ،‬ص‪.065.‬‬

‫‪60‬‬
‫الشغل العمومي‪ :‬هو عمل مادي منصب على عقار بطبيعته أو بالتخصيص مثال‪ :‬بناء‪ ،‬عملية‬
‫هتدمي‪ ،‬تصليح‪ ،‬هتدمي‪...‬‬

‫‪ -‬لفظ الشغل العمومي يقصد به النشاطات واملنشآت (املبىن العمومي)‪.‬‬


‫‪ -‬عمل يهدف إىل حتقيق مصلحة عامة‪.‬‬
‫‪ -‬عمل منفذا من طرف شخص من أشخاص القانون العام أو حلسابه‪.‬‬
‫ووس الفقه والقضاء اإلداريني من التعريف التقليدي لألشغال العمومية وهذا مبناسبة فصل حمكمة‬
‫التنازع الفرنسية يف حكمها الصادر يف ‪ 0255/13/60‬يف قضية ‪ Effimief‬إذ اعترب من قبيل‬
‫األشغال العمومية تلك األشغال اليت هتدف إىل إعادة بناء عقارات تشكل ملكيات خاصة‬
‫مهددة باالهنيار يف إطار مهمة حتقيق مرفق عام أو كأشغال التشجري لصاحل شخص خاص‪.1‬‬
‫ويرى الفقهاء أن األشغال العمومية لعبت دور هام يف ظهور وبلورة نظرية املسؤولية اإلدارية‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القانون الجزائري‬

‫وجند أن القانون اجلزائري ال حيتوي على نصوص تعرف األشغال العمومية‪ ،‬عكس ما جاء به‬
‫القضاء والفقه القانون اإلداري‪ ،‬و ال حىت يف قانون األمالك الوطنية‪ ،‬يف قانون الصفقات العمومية‬
‫يوس من مفهوم األشغال من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى يضيق جماهلا إال يف ميدان املنشآت حيب‬
‫يطغى على هذه األخرية األشغال العقارية‪ ،‬ولكن إذا كانت قيمة اليد العاملة أعلى من قيمة‬
‫التجهيزات يف صفقات التوريد تعترب هذه األخرية صفقات أشغال م العلم أن موضوع هذه‬
‫التوريدات منقوالت‪.‬‬

‫فاألشغال العمومية يف النظام القانوين اجلزائري ال يقصد هبا الشغل العام مبعىن القانون اإلداري‬
‫التقليدي و إمنا العملية اليت يتم على أساسها اجناز جمموعة من املنشآت العمومية من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى النشاط الذي ينتمي إىل قطاع أو ميدان حمدد‪.‬‬

‫‪ 1‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.065.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪« On entend par travaux publics ceux qui se fond par les ordres du gouvernement dans un intérêt public, tels‬‬
‫‪que les travaux de routes, des canaux, des chemins de fer ; ceux même qui, intéressant plus spécialement un‬‬
‫‪certain nombre d’individus, sont exécutés à leurs frais, tels que les travaux de desséchement des mines (l. du 27‬‬
‫‪av.1838), de construction et d’entretien des digues destinées à protéger les propriétés contre les eaux de la mer‬‬
‫‪ou des fleuves. » FOUCART (E.V), Éléments de droit public et administratif, Tome 2, 4eme édition, Paris,‬‬
‫‪décembre 1855, n°1126, p.647.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ - 1‬مشاريع قطاع األشغال العمومية‪:‬‬
‫واملنشآت األشغال العمومية تدخل ضمن اختصاص وزير األشغال العمومية‪ ،‬ويتبني ذلك من‬
‫خالل نص املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 365-6111‬املؤرخ يف ‪ 65‬أكتوبر ‪ ،6111‬الذي‬
‫حيدد صالحيات وزير األشغال العمومية‪ ،1‬حيب تنص "يدخل ضمن اختصاص وزير األشغال‬
‫العمومية يف جمال األشغال العمومية‪...‬قصد إجناز اهلياكل األساسية للطرق واهلياكل األساسية البحرية‬
‫السريعة‪ ،‬الطرق‬ ‫واملطارية ‪ ،"...‬ويفصل على التوايل‪ :‬يف جمال اهلياكل األساسية للطرق‪ :‬الطرق‬
‫الوطنية‪ ،‬الطرق الوالئية والبلدية‪ ،‬إشارات الطرق‪ ،‬املنشآت الفنية‪ ،‬يف جمال اهلياكل األساسية البحرية‪:‬‬
‫اإلشارات البحرية واملنشآت البحرية‪ ،‬يف جمال اهلياكل األساسية املطارية ‪ :‬مساحات احلركة‪...‬‬

‫ويتم اجناز املنشآت السابقة االتصال بالوزير املعين‪ ،‬سواء وزير النقل بالنسبة مثال ملنشآت‬
‫السكك احلديدة‪ ،‬اجلماعات احمللية بالنسبة إلجناز الطرق الوالئية والبلدية‪ ،‬الدفاع الوطين بالنسبة‬
‫ملنشآت الفنية التابعة هلا أو اجناز املطارات العسكرية‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ -2‬معايير تأهيل مشاريع التجهيز لقطاع األشغال العمومية‬

‫ومت وض معايري تأهيل مشاري التجهيز لقطاع األشغال العمومية إىل مشاري كربى للتجهيز‬
‫العمومي للدولة مبوجب القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 63‬جوان ‪ ،26101‬يدرج ضمن املشاري‬
‫الكربى و فقا للمادة ‪ 6‬من القرار‪ ،‬كل مشروع مقرتح للتسجيل بكلفة تقديرية تساوي أو تفوق‬
‫وهناك استثناء هلذه‬ ‫عشرين (‪ )61‬مليار دينار جزائري (املادة ‪ )6‬أي يعتمد على معيار الكلفة‬
‫القاعدة‪ ،‬كون أن القانون اجلزائري أعطى للسلطات إمكانية إدراج أي مشروع ضمن املشاري الكربى‬
‫تكون كلفته أقل من عشرين (‪ )61‬مليار دينار جزائري‪ ،‬إذا استوىف عنصرا من العناصر اآلتية‪ :‬التأثري‬
‫املباشر أو غري املباشر للمشروع على البيئة‪ ،‬السيما الصحة العمومية والفالحة والفضاءات الطبيعية‬
‫واحليوانات والنباتات واحملافظة على املواق واملعامل األثرية أمهية التكاليف املتكررة على ميزانية الدولة‬
‫واملتعلقة بصيانة وإستغالل املشروع‪ ،‬طبيعة مشاري قطاع األشغال العمومية وتعقيدها التقين‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬أكتوبر ‪ ،6111‬ع‪ ،23.‬ص‪.63.‬‬


‫‪2‬‬
‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ ،6101‬ع‪ ،60.‬ص‪.61.‬‬

‫‪62‬‬
‫ومن املشاري قطاع األشغال العمومية وفقا مللحق القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 63‬جوان‬
‫‪ ،6101‬الذي حيدد معايري تأهيل مشاري التجهيز لقطاع األشغال العمومية إىل مشاري كربى‬
‫للتجهيز العمومي للدولة‪ ،1‬جند‪ ،‬الطرق والطرق السريعة منها املنشآت الفنية الكربى واملوانئ واهلياكل‬
‫األساسية البحرية واحملطات اجلوية‪.2‬‬

‫ويقصد باألشغال العمومية إذن كل أشغال الطرق (الطرق السريعة والطرق العادية) واألنفاق‬
‫واملنشآت الفنية (كاجلسور‪ ،‬واحملوالت‪ ،‬واجلسر ذات األعمدة الطويلة ‪ )viaduc‬وأشغال السكك‬
‫احلديدية والرتاموي واملرتو‪ ،‬املنشآت املينائية واملنشآت البحرية‪ ،‬واملطارات وكذلك التجهيزات الثانوية‬
‫مثل وض األعمدة الكهربائية واالنارات ووض اإلشارات‪...‬وغريها وهي تابعة لقطاع معني وهو قطاع‬
‫األشغال العمومية‪ ،‬وجيب التفرقة بني التشييدات األشغال العمومية املذكورة سابقا‪ ،‬ونشاطات‬
‫األشغال العمومية اليت تتضمن عدة ختصصات (منها حفر األسس ‪)...Terrassement‬‬
‫واحملددة يف مدونة النشاطات مؤسسات البناء واألشغال العمومية والري وتتعلق بالنشاط الذي يقوم‬
‫به املتعامل‪ ،‬واملؤهل فيه‪ ،3‬ومتنح اإلعتمادات فيما خيص النشاطات األشغال العمومية‪ ،‬وزارة األشغال‬
‫العمومية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫إلزامية تأهيل المؤسسات في مجال األشغال العمومية‬

‫يقصد بتأهيل املؤسسات‪ ،‬العملية اليت يتم من خالهلا تقييم مؤهالت املؤسسات وكفاءاهتم‬
‫املهنية والتقنية ومقدرهتم املالية واإلدارية‪ 4‬وما يتمتعون به من مسعة يف سوق العمل وخربة يف جمال‬
‫احلاجة املراد تأمينها وقدرهتم من ناحية املوارد البشرية أو املعدات واألجهزة أو غريها من االشرتاطات‬
‫اليت تضمن أداء العمل أو تامني احتياجات اإلدارة على الوجه املطلوب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ ،6101‬ع‪ ،60.‬ص‪.61.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪« La plus grande partie des travaux publics, ceux qui concernent les grandes routes, les chemins de fer, les‬‬
‫‪rivières, les canaux, les ponts, les ports de commerce maritime, sont confiés à l’administration des ponts et‬‬
‫‪chaussées, administration auxiliaire placée dans les attributions du ministre des travaux publics. », FOUCART‬‬
‫‪(E.V), Éléments de droit public et administratif, op.cit., n°1128, p.649‬‬
‫‪3‬‬
‫و إذا قامت اإلدارة مناقصة من اجل تعبئة الطريق العمومي فتقوم بإعالن إلى فئة المتعاملين القائمين بالنشاط األشغال العمومية اختصاص تعبئة‬
‫الطريق أو من بين مؤهالته تعبئة الطريق‪.‬‬
‫‪ 4‬املادة ‪ 32‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ " : 632-01‬يتعني على املصلحة املتعاقدة أن تتأكد من قدرات املتعامل املتعاقد التقنية و املالية و التجارية‪".‬‬

‫‪63‬‬
‫ويأخذ التأهيل املؤسسات عادة إحدى صورتني‪ :‬إما التأهيل املسبق على إجراءات التعاقد أو‬
‫التأهيل أثناء إجراءات التعاقد وميتاز التأهيل املسبق يف أنه يقلص عدد املشاركني وحيصرهم على‬
‫املؤهلني منهم فقط وجينب اجلهة اإلدارية الوقت الذي تستغرقه يف دراسة وتقييم عطاءات وعروض‬
‫مقدمة من املؤسسات غري مؤهلني لتنفيذ الصفقة أما التأهيل أثناء إجراءات التعاقد‪ ،‬فانه يتب عادة‬
‫عند تامني احتياجات اإلدارة حيدد الصنف املؤسسة املؤهلة‪.1‬‬
‫ويض القانون الصفقات مبدأ عام وهو انه ال ميكن أن ختصص املصلحة املتعاقدة الصفقة إال‬
‫ملؤسسة يعتقد أهنا قادرة على تنفيذها‪ ،‬كيفما كانت كيفية اإلبرام املقررة (املادة ‪ 35‬من املرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬
‫لقد أوىل القانون اجلزائري عناية خاصة مبوضوع تأهيل املؤسسات الن هذا املوضوع كم تقدم‬
‫يؤدي إىل تفعيل جناعة الطلبات العمومية ورقابة املتعاملني م اإلدارة وتنفيذ األحسن لصفقات‬
‫األشغال العمومية‪ ،‬ولذا فانه قد نص على ضرورة مراعاة املبادئ التالية‪:‬‬
‫وتصنف املؤسسة أو جمموعة املؤسسات يف ميدان األشغال العمومية على أساس املعايري‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬العدد اإلمجايل لعمال املؤسسة أو جمموعة املؤسسات احملسوب للسنة األخرية و املصرح به‬
‫لصندوق الضمان االجتماعي‪ ،‬والذي يظهر فيه عدد عمال التأطري التقين ‪،‬كما جيب أن ميثل‬
‫هذا التأطري املصرح به سنة على األقل لدى الصندوق الضمان االجتماعي ما بني ‪ 01‬و ‪61‬‬
‫‪ %‬من العدد اإلمجايل للعمال‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة وسائل التدخل املادية اخلاصة باملؤسسة أو جمموعة املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬رأمسال املؤسسة أو جمموعة املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬رقم األعمال احملقق يف قطاع األشغال العمومية ويتنب ذلك من خالل احلصيلة اجلبائية‬
‫ومستخرج جدول ضرائب السنوات الثالث احملاسبية األخرية‪،‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 30‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪" : 632-01‬تستعلم املصلحة املتعاقدة‪ ،‬أثناء تقييم العروض التقنية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬عن قدرات املتعهدين و مواصفاهتم املرجعية‪ ،‬حىت يكون‬
‫اختيارها هلم اختيارا سديدا‪ ،‬مستعملة يف ذلك كل وسيلة قانونية و السيما لدى مصاحل متعاقدة أخرى‪ ،‬وإدارات و هيئات مكلفة مبهمة املرفق العمومي‪ ،‬و لدى البنوك واملمثليات‬
‫اجلزائرية يف اخلارج‪".‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -‬وكذلك تقدمي الشهادات اإلدارية اليت تثبت أمهية األشغال اليت تنجزها املؤسسة أو جمموعة‬
‫املؤسسات وتكاليفها ونوعيتها التقنية وإحرتام آجال االجناز احملددة يف العقد‪.‬‬

‫وبالنسبة للمؤسسات االنشغال العمومية حديثة النشأة يتم تصنيفها على أساس املعياريني اآلتيني‪:‬‬

‫‪ -‬عدد العمال املصرح به للصندوق الوطين للتأمينات االجتماعية والذي يضم تأطريا تقنيا كما‬
‫جيب أن ميثل هذا التأطري املصرح به سنة على األقل لدى الصندوق الضمان االجتماعي ما‬
‫بني ‪ 01‬و ‪ % 61‬من العدد اإلمجايل للعمال‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة وسائل التدخل املادية اليت متلكها املؤسسة أو القابلة للرصد‪.‬‬
‫ونظم القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 13‬ديسمرب سنة ‪ ،6115‬الذي حيدد كيفيات‬
‫التصنيف املهين للمؤسسات أو جمموعة املؤسسات اليت تعمل يف إطار البناء واألشغال العمومية‬
‫والري‪ ،1‬الذي يصنف املؤسسات أو جمموعات املؤسسات يف قطاع األشغال العمومية ضمن امللحق‬
‫الثاين منه‪.‬‬
‫ففي النظام القانوين اجلزائري يعترب قطاع األشغال العمومية ذو أمهية سواء من حيب تنظم‬
‫إبرام الصفقات اخلاصة بالقطاع‪ ،‬أو يف رقابة املؤسسات اليت تربم صفقات األشغال العمومية وكانت‬
‫املؤسسات العمومية االشرتاكية تصنف على أساس امليدان اليت تنشط فيه تطبيقا ملبدأ التخصص‬
‫املؤسسة العمومية ملنشآت الكربى واليت تنشط يف جمال األشغال العمومية‪.‬‬

‫فتساهم النصوص السابقة الذكر إىل تصنيف صفقات األشغال من حيب موضوع األشغال‪،‬‬
‫وتطبيقا ملبدأ التخصص ‪ Spécialisation‬وجتدر اإلشارة إىل أن قطاع األشغال العمومية يشهد برامج‬
‫ذات أمهية كربى‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 62‬ابريل ‪ ،6112‬ع ‪،65‬ص‪.60.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الجوانب االتفاقية لصفقة األشغال العمومية في‬
‫إطار التنظيم الصفقات العمومية‬

‫‪66‬‬
‫ونتناول يف هذا الفصل اجلوانب االتفاقية لصفقات األشغال يف النظام القانوين اجلزائري نظرا‬
‫ألمهية القانونية اليت تكتسي هبا هذه الصفقات‪ ،‬و إرتأينا أن حندد يف البداية التزامات األطراف‬
‫الصفقة أساسية و اخلاصة بالصفقات األشغال العمومية من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال – (املبحب األول)‪:‬‬


‫ويف هذا املبحب نقوم بتحديد أساليب إبرام صفقات األشغال العمودية وهي نفسها جلمي‬
‫الصفقات دون التطرق إىل كل التفاصيل‪ ،‬وهذا الن البحب يتناول بصفة خاصة القواعد واألحكام‬
‫اخلاصة بصفقات األشغال العمومية أساسا‪ ،‬وإجراءات اإلبرام هلا أمهية يف عملية اختيار املؤسسة أو‬
‫مؤسسات األشغال املؤهلة وامللتزمة‪ ،‬م اإلشارة إىل حالة الصفقات املربمة على الصعيد الدويل على‬
‫أساس املناقصة الدولية‪ ،‬وجبانب املصلحة املتعاقدة تقوم بإجراءات أولية يف جمال حتصيص وإعداد‬
‫طرق تنفيذ األشغال العمومية يف قانون الصفقات العمومية‪ ،‬مما يتعني علينا أوال التطرق اىل التزامات‬
‫املصلحة املتعاقدة مث التزامات املؤسسة االشغال من خالل النصوص القانونية اخلاصة بالصفقات و‬
‫السيما يف املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪ ،1‬ومن حيب النصوص املطبقة عليها مبا فيها قانون الصفقات العمومية لسنة‬
‫‪ ،6101‬جند دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬املطبق على صفقات األشغال املصادق عليه‬
‫مبوجب قرار وزارة األشغال والتجديد والبناء‪ ،‬وهو الدفرت الوحيد الساري املفعول وخاص باألشغال‬
‫فقط‪ ،‬ولكن من خالل أحكام النصوص السابقة تظهر خصوصية صفقات األشغال من حيب تطبيق‬
‫بعض القواعد مرتبطة باحملل صفقة األشغال وبالقائم التنفيذ وهو املتعامل املتعاقد املؤهل‪.‬‬

‫ثانيا – (املبحب الثاين)‪:‬‬

‫أما يف املبحب الثاين نتناول النظام املطبق يف جمال املسؤولية األطراف الصفقة األشغال‬
‫العمومية يف املنظومة القانونية اجلزائرية‪ ،‬بعد حتديد هناية الصفقة عن طريق الفسخ املرتتب عادة يف‬
‫حالة إخالل أحد األطراف بالتزاماته‪ ،‬سواء كانت ودية أو الفسخ من جانب واحد‪ ،‬وما ترتبه من‬
‫أثار بالنسبة للمتعامل م اإلدارة‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬

‫‪67‬‬
‫وهذا العنوان (الفصل) يسمح لنا ثيصر املوضوع يف اجلانب العقدي للصفقة وتناول‬
‫املنازعات اخلاصة بالصفقات العمومية من ناحية الفسخ واملسؤولية‪ ،‬وإبراز الطاب التعاقدي من حيب‬
‫إجراءات اإلبرام وتنفيذ الذي يق على عاتق إطراف الصفقة وهذا بدراسة نظام السعر الذي يعد‬
‫معيار جوهري يساهم يف حتديد طبيعة صفقة األشغال وصفقة العمومية بصفة عامة‪.‬‬

‫وجتدر اإلشارة إىل أن دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬مت إلغاءه مبوجب األمر‬
‫‪1‬‬
‫‪ 0225‬املادة ‪ 025‬منه ‪ ،‬و يالحظ أن معظم أحكام دفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪0223‬‬
‫تتناقض م أحكام قانون الصفقات العمومية وخاصة فيما يتعلق بإجراءات اإلبرام وحل املنازعات و‬
‫حتيني و مراجة األسعار و احلصول على التسبيق و الكفالة البنكية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Séminaire ; Management des Marches Publics, ISGP, du 16 au 19 septembre 2006, p.27.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Séminaire ; Management des Marches Publics, ISGP, du 16 au 19 septembre 2006, p.27.‬‬

‫‪68‬‬
‫المبحث األول‬
‫من حيث إبرام و تنفيذ صفقات األشغال العمومية‬

‫ونتناول يف هذا املبحب أساليب إبرام صفقات األشغال العمودية وهي نفسها جلمي‬
‫الصفقات دون التطرق إىل كل التفاصيل‪ ،‬وهذا الن البحب يتناول بصفة خاصة القواعد واألحكام‬
‫اخلاصة بصفقات األشغال العمومية أساسا‪ .‬وإجراءات اإلبرام هلا أمهية يف عملية اختيار املؤسسة أو‬
‫مؤسسات األشغال املؤهلة وامللتزمة‪ ،‬م اإلشارة إىل حالة الصفقات املربمة على الصعيد الدويل على‬
‫أساس املناقصة الدولية‪ ،‬وجبانب املصلحة املتعاقدة تقوم بإجراءات أولية يف جمال حتصيص وإعداد‬
‫طرق تنفيذ األشغال العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫أساليب إبرام صفقات األشغال العمومية‬

‫ونقصد بأسلوب التعاقد جمموعة القواعد واإلجراءات اليت تلتزم اإلدارة بإتباعها يف سبيل تامني‬
‫إحتياجها املختلفة من األشغال العمومية‪ ،‬من خالل هذا العنوان سنتناول اإلجراءات اخلاصة واملطبقة‬
‫يف جمال صفقات األشغال العمومية أي األساليب املالئمة هلذا الصنف من الصفقات‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫إبرام صفقات األشغال العمومية على الصعيد الوطني‬

‫وتربم صفقات األشغال العمومية وفقا إلجراءات املنصوص عليها يف قانون الصفقات‬
‫العمومية وهي إجراء املناقصة وهي القاعدة العامة يف اإلبرام و إستثناء تربم عن طريق الرتاضي (املادة‬
‫‪ 65‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬

‫إجراء المناقصة‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫ويستهدف إجراء املناقصة إىل احلصول على عروض من عدة متعهدين متنافسني م ختصيص‬
‫‪،)632-01‬‬ ‫الصفقة للعارض الذي يقدم أفضل عرض (املادة ‪ 62‬من املرسوم الرئاسي رقم‬

‫‪69‬‬
‫واألشكال اليت تربم فيها صفقات األشغال عادة املناقصة املفتوحة أو احملدودة واملزايدة واالستشارة‬
‫االنتقائية وهي اإلجراءات اليت تنطبق م طبيعة الصفقة والعرض املراد احلصول عليه‪.‬‬
‫ونص املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬على املناقصة و هي تعزز املنافسة و املوضوعية‬
‫والشفافية‪ ،‬إذ تتطلب اإلدارة من املتنافسني‪-‬من خالل اإلعالن‪ -‬تقدمي اقرتاحات بشأن األشغال‬
‫املراد تأمينها‪ .‬و حيدد يف اإلعالن كافة املعلومات اهلامة اليت تساعد املتنافسني يف اختاذ القرار باملشاركة‬
‫كاسم اإلدارة أو املؤسسة العمومية و عنواهنا ووصف موجز عن األشغال املراد تأمينها ووسيلة‬
‫احلصول على طلب تقدمي االقرتاحات‪ ،‬وغريها (املادة ‪ 32‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬
‫ونص القانون الصفقات العمومية على تزويد الراغبني يف املشاركة بوثائق طلب االقرتاح واليت‬
‫تشتمل على املعايري اليت تستخدمها اجلهة املعنية لتقرير اختيارها (املادة ‪ 30‬من املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪.)632-01‬‬
‫لسنا هنا يف معرض تناول هذه األساليب بالشرح والدراسة وذلك حىت ال يؤدي اخلوض يف‬
‫بيان تفاصيلها إىل االبتعاد عن هدف هذا البحب الرئيسي هو استخالص القواعد االتفاقية اليت‬
‫ختض صفقات األشغال العمومية‪.‬‬
‫أما االستشارة االنتقائية هو إجراء املناقصة على مرحلتني‪ ،‬هي أسلوب من أساليب التعاقد‬
‫تدعو فيه اجلهة اإلدارية املؤسسات واملناقصني إىل تقدمي عروض أولية تتضمن اقرتاحاهتم بشان‬
‫اخلصائص التقنية والنوعية السل أو اإلنشاءات أو اخلدمات دون بيان السعر‪ ،‬وذلك يف املرحلة األوىل‬
‫(املادة ‪ 13‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ .)612-31‬وميكن للجهة اإلدارية أن تتصل باملؤسسات‬
‫للتفاوض أو لتوضيح ما ورد يف عروضهم مث تقوم اجلهة اإلدارية يف املرحلة الثانية بدعوة املؤسسات‬
‫الذين مل تستبعد عروضهم املقدمة يف املرحلة السابقة إىل تقدمي عروض هنائية تشمل هذه املرة على‬
‫السعر‪ ،‬مث جتري اجلهة اإلدارية املعنية تقييم للعروض املقدمة لتحديد العرض األحسن وفقا للمعايري‬
‫اليت حددت سلفا يف وثائق هذا النوع من املناقصات‪.‬‬
‫أما املناقصة احملدودة‪ 1‬ففيها تقوم اجلهة اإلدارية بدعوة عدد كايف من املؤسسات األشغال اليت تتوافر‬
‫فيها اخلدمات أو اجناز اإلنشاءات لتقدمي عروضهم بشان األشغال املراد تأمينها‪ ،‬وختتلف عن املناقصة‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 31‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬تقول‪ " :‬املناقصة احملدودة هي إجراء ال يسمح فيه بتقدمي تعهد إال للمرشحني الذين تتوفر فيهم بعض الشروط الدنيا املؤهلة اليت‬
‫حتددها املصلحة املتعاقدة مسبقا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫العامة يف إمكانية االكتفاء بعدد حمدود من املؤسسات األشغال مما ينعكس على الوقت احملدد إلهناء‬
‫التعاقد‪.‬‬

‫أما أسلوب طلب تقدمي االقرتاحات ففيه تقوم اجلهة اإلدارية بتوجيه دعوة إىل عدد من‬
‫املؤسسات األشغال ال يقل عن ثالثة لتقدمي اقرتاحاهتم بشأن الشيء املراد تأمينه هلا وفقا للوثائق‬
‫املعدة من قبلها‪ ،‬وميكن للجهة اإلدارية أن تطلب استفسارات أو تتفاوض م املؤسسات األشغال‬
‫املرتشحة بشأن االقرتاحات املقدمة أو تطلب تعديل أو تنقيح االقرتاحات على أن تكون املفاوضات‬
‫سرية بالنسبة لصفقات الدفاع‪ ،‬وبعد االنتهاء من املفاوضات تطلب اجلهة اإلدارية من املؤسسات‬
‫تقدمي عروض هنائية يف موعد حمدد‪ ،‬ويكون التعاقد م املؤسسات اليت تقدم أفضل عرض هنائي وفقا‬
‫للمعايري احملددة سلفا واليت تتعلق بالتأهيل ومراج املؤسسات‪ ،‬وفعالية االقرتاح املقدم‪ ،‬والسعر‪( 1‬املادة‬
‫‪ 00‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪.)632-01‬‬

‫أما أسلوب طلب تقدمي األسعار‪ ،‬ففيه تطلب اجلهة اإلدارية من عدد من املؤسسات عرض‬
‫أسعار األشغال املراد تأمينها‪ ،‬ويرسى الصفقة على مؤسسة األشغال اليت تقدم أدىن عرض‪ ،‬وميكن‬
‫لإلدارة صاحبة املروع إدراج أسعار اختيارية يف دفرت الشروط املناقصة‪ ،‬على أن تقوم اإلدارة بتقييم‬
‫هذه األسعار و اختاذ قرار بشأن اختيارها قبل منح الصفقة‪.‬‬
‫ويف امليدان العملي جند أن يف عملية الصيانة األمالك السكك احلديدية التابعة لشركة الوطنية‬
‫السكك احلديدية‪ ،‬اليت تعد من قبل األشغال العمومية‪ ،‬جلأت الشركة إىل املناقصة الوطنية والدولية‬
‫احملدودة‪ ،2‬بتاريخ ‪ 65‬أفريل ‪ ،6112‬الختيار املؤسسة أو املؤسسات املتخصصة واملؤهلة أو املوردين‬
‫املؤهلني يف تنفيذ نفس اخلدمات والذين حيوزون اإلعتمادات وشهادة املصادقة الضرورية‪ ،‬ويستعني يف‬
‫دفاتر الشروط عادة باصطالح املقاول لإلشارة إىل كل من املورد‪ 3‬واملقاول األشغال وهذا يعين أن كال‬

‫جيب أن تكون الشروط الدنيا املطلوبة‪ ،‬يف جمال التأهيل و التصنيف و املراج املهنية متناسبة م طبيعة و تعقيد و أمهية املشروع‪ ،‬بكيفية تسمح للمؤسسات اخلاضعة للقانون اجلزائري‬
‫باملشاركة يف املناقصات‪ ،‬يف ظل احرتام الشروط املثلى املتعلقة باجلودة و الكلفة و آجال االجناز"‪.‬‬
‫‪ 1‬املستحدثة مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪ ،6106‬يعدل و يتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬و املتضمن تنظيم‬
‫الصفقات العمومية‪( ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.)3.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪« éligibilité : le présent appel d’offres national et international restreint s’adresse aux seuls constructeurs et‬‬
‫‪entreprise spécialisés ayant les qualifications requise pour l’exécution du projet et aux fournisseurs qualifiés dans‬‬
‫‪l’exécution des même services et qui sont en possession des agréments et homologations nécessaires. », Avis‬‬
‫‪Appel d’offres national et international restreint : sntf/XM/M n°01 – 2009, Société nationale des transports‬‬
‫‪ferroviaires, Le MAGHREB du 27 avril 2009, n°3088, p.14.‬‬
‫‪ 3‬كلمة المورد مشتقة من فعل التوريد الذي يقصد الحصول على المعدات أو المنتوجات أو التجهيزات أو اللوازم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫من صفقة التوريد واألشغال ذو طبيعة واحدة‪ ،‬إال أن كل واحد منه خيض لنظام القانوين خمتلف (يف‬
‫جمال دخول النشاط‪ ،‬والتسجيل‪ ،‬النظام اجلبائي‪ )...،‬ويف العموم يستعمل اصطالح "املقاول"‬
‫لإلشارة إىل كل من املقاول األشغال واملورد اللوازم بال متييز‪.1‬‬

‫‪ )2‬إجراء دراسة النضج و االنجاز في ميدان األشغال العمومية‬

‫وأبقى القانون اجلزائري الصطالح "رجال الفن" املوروثة من القانون الصفقات العمومية‬
‫الفرنسي لسنة ‪ 0255‬وهذه التسمية تعني كل من فئة املعماريني وكل التقنيني‪ ،‬فاملعماري يقوم‬
‫بأعمال ذات طاب فين ومادي (املتابعة األشغال‪...،‬اخل)‪ ،‬وجند االرتباط بني صفقات األشغال‬
‫والدارسات يف املادة ‪ 00‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬اليت تنص أنه "ميكن املصلحة املتعاقدة‪،‬‬
‫بصفة استثنائية‪ ،‬أن تلجأ إىل إجراء "دراسة نضج و اجناز" عندما تقتضي أسباب ذات طاب تقين‬
‫ضرورة إشراك املقاول يف الدراسات اخلاصة باملشروع‪ ،‬ويف هذه احلالة ال تدرج مرحلة دراسة اجلدوى‬
‫ضمن دراسة النضج‪.‬‬

‫جيب أن ينص دفرت الشروط‪ ،‬يف إطار التقييم التقين‪ ،‬على تأهيل أويل يتعلق مبرحلة‬
‫الدراسات‪ ،‬ويسمح هذا اإلجراء للمصلحة املتعاقدة بأن تعهد باجناز مشروع ما إىل متعامل واحد يف‬
‫إطار صفقة أشغال‪ ،‬وهي مهمة تتضمن يف آن واحد إعداد الدراسات وإجناز األشغال‪".‬‬
‫وحسب نص املادة السالفة الذكر فإن الدراسات‪ ،‬األشغال يقوم هبا متعامل واحد ضمن صفقة‬
‫واحدة ففي هذه احلالة تأخذ شكل صفقة الدراسات وأشغال‪ ،‬فلم يفرق يف هذه احلالة بني رجل‬
‫الفن واملقاول‪.‬‬

‫وهنا نكون أمام صفقة دراسات أم أشغال؟ فال يأخذ بقيمة اإلقتصادية لاللتزام فلو أخذنا هبا‬
‫فان صفقات الدراسات اليت تتضمن أشغال‪ ،‬وتكون قيمة األشغال تتجاوز مبالغ قيمة الدراسات‬
‫فنكون أمام صفقة أشغال والعكس صحيح؟ ولكن عند الرجوع إىل نص املادة ‪ 03‬فإهنا تشمل‬
‫الدراسات الذات الطاب التقين‪ ،‬والعنصر الثاين أن تكون تابعة لصفقة أشغال "عند إبرام صفقات‬
‫األشغال"‪ ،‬فيخض املتعامل هنا إىل إجراءات كل من صفقات الدراسات واألشغال ففي املرحلة‬

‫‪1‬‬
‫‪« Entrepreneur » ce terme désigne indifféremment Entrepreneur et Fournisseur. Cahier des clauses générales‬‬
‫‪d’intervention (C.C.G.I.), Juris-classeur com. 1979, p.1.‬‬

‫‪72‬‬
‫األوىل إعداد الدراسات‪ ،‬والبد من أن تنجز كصفقة وبعد إمتامها تربم م املقاول صفقة أشغال‬
‫لتكريس املادي للدراسات‪ ،‬واعترب قانون الصفقات العمومية "دراسة النضج واالجناز" إجراء له طبيعة‬
‫مركبة‪ ،‬ولكن من خالل التعبري اليت جاءت به الفقرة األخرية من نص املادة (املسطرة) فإن صفقة‬
‫أشغال ميكن أن تتضمن مهمة األشغال‪ ،‬أو مهمة الدراسات واألشغال‪ ،‬فيأخذ قانون الصفقات‬
‫العمومية بتعدد حمل االلتزام عند إجناز األشغال‪.‬‬

‫‪ )2‬إجراء التراضي‪:‬‬

‫أما بالنسبة لإلجراءات اليت تتم بالرتاضي فهي ختصيص صفقة ملتعامل متعاقد واحد دون‬
‫الدعوة الشكلية إىل املنافسة‪ ،‬وهو استثناء عن القاعدة املناقصة‪ ،‬كما أضاف حمرري املرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪ ،16106‬املادة ‪ 26/6‬فقرة ‪ 26‬ومبوجبها مين على املصلحة‬
‫املتعاقدة جتزئة الطلبات هبدف تفادي االستشارة‪ ،‬وميكن هلذا اإلجراء أن يأخذ شكل الرتاضي البسيط‬
‫أو شكل الرتاضي بعد االستشارة وتنظم االستشارة بكل الوسائل املكتوبة املالئمة‪.‬‬

‫وميكن اإلشارة إىل احلاالت اليت يلجا إىل إبرام صفقة األشغال العمومية عن طريق الرتاضي‬
‫البسيط (املادة ‪ 32‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 126-21‬املعدل مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪12-21‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 21‬جانفي ‪ )21121‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬عندما تنفذ اخلدمات يف إطار أحكام املادة ‪ 7‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬مبعىن أن‬
‫الرتاضي البسيط هو االستثناء الوحيد ملبدأ اإلستشارة‪.‬‬

‫‪ -‬عندما يتحتم تنفيذ خدمات بصفة استعجالية وال تتالءم طبيعتها م آجال إجراءات إبرام‬
‫الصفقات‪ ،‬بشرط أنه مل يكن يف وس املصلحة املتعاقدة توق الظروف املسببة حلاالت‬
‫االستعجال هذه‪ ،‬وأن ال تكون نتيجة مناورات للمماطلة من طرفها‪ ،‬ويف هذه احللة‪،‬‬
‫جيب أن تتم املوافقة املسبقة على اللجوء إىل هذه الطريقة يف إبرام الصفقات االستثنائية‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬

‫‪73‬‬
‫أثناء اجتماع احلكومة‪ ،‬ولكن هذه احلالة تتناقض م أحكام املادة ‪ 7‬اليت تنص على أنه‬
‫يتم االتفاق مبجرد تبادل الرسائل‪.‬‬
‫عندما ال ميكن تنفيذ اخلدمات إال على يد متعامل متعاقد وحيد حيتل وضعية احتكارية‬ ‫‪-‬‬
‫أو ينفرد بامتالك الطريقة التكنولوجية اليت اختارهتا املصلحة املتعاقدة أو العتبارات ثقافية‬
‫و‪/‬أو فنية‪ ،1‬وال ميكن لإلدارة أن تستند إىل هذه احلالة عند اجناز أشغال‪ ،‬الن حمصورة‬
‫فقط يف جمال صفقات اخلدمات‪.‬‬
‫يف حاالت االستعجال امللح املعلل خبطر داهم يتعرض له ملك أو استثمار قد جتسد يف‬ ‫‪-‬‬
‫امليدان وال يسعه التكيف م آجال إجراءات إبرام الصفقات العمومية‪ ،2‬وهذه احلالة‬
‫جندها مثال عند حدوث الكوارث الطبيعية مثال زلزال زموري سنة ‪ 1112‬أين جلأت‬
‫السلطات إىل إبرام صفقات أشغال عن طريق الرتاضي‪ ،‬ويف احلاالت األخرى بشرط أنه‬
‫مل يكن يف وس املصلحة املتعاقدة توق الظروف املسببة حلاالت االستعجال‪ ،‬وأن ال‬
‫تكون نتيجة مناورات للمماطلة من طرفها‪.‬‬
‫يف حالة متوين مستعجل خمصص لضمان سري االقتصاد أو توفري حاجات السكان‬ ‫‪-‬‬
‫األساسية‪ ،‬بشرط أن الظروف اليت استوجبت هذا االستعجال‪ ،‬مل تكن متوقعة من‬
‫املصلحة املتعاقدة‪ ،‬ومل تكن نتيجة مناورات للمماطلة من طرفها‪ ،‬وميكن أن يكون التموين‬
‫باألشغال كأشغال الطريق السري الذي يعد ضروري لالقتصاد الوطين‪.‬‬
‫عندما يتعلق األمر مبشروع ذي أولوية و ذي أمهية وطنية‪ ،‬ويف هذه احلالة خيض اللجوء‬ ‫‪-‬‬
‫إىل هذه الطريقة االستثنائية إلبرام الصفقات إىل املوافقة املسبقة من جملس الوزراء‪ ،‬إذا كان‬
‫مبلغ الصفقة يساوي أو يفوق عشرة مالييري دينار (‪ 21011101110111‬دج)‪،‬‬
‫وللموافقة املسبقة أثناء اجتماع احلكومة إذا كان مبلغ الصفقة ويقل عن مبلغ الصفقة عم‬
‫املبلغ السالف الذكر‪ ،3‬يستعمل معيار الكلفة العتبار املشروع ذي أولوية وذي أمهية‬
‫وطنية‪ ،‬ولكن اعتمد على هذا املعيار لتحديد اهليئة الذي حيال عليها للموافقة على‬
‫اللجوء إىل هذه الطريقة من اإلبرام (جملس الوزراء‪/‬احلكومة)‪.‬‬

‫‪ 1‬و توضح اخلدمات املعنية باالعتبارات الثقافية و‪/‬أو الفنية مبوجب قرار مشرتك بني الوزير املكلف بالثقافة و الوزير املكلف باملالية‪.‬‬
‫‪ 2‬و مت حذف كلمة "املناقصة" و استخلفت بالعبارة التالية"إجراءات إبرام الصفقات العمومية" مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪ ،6106‬يعدل ويتمم‬
‫املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬و املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪( ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.)3.‬‬
‫‪ 3‬و مل حيدد قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 1121‬قبل صدور المرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬المؤرخ في ‪ 00‬يناير ‪ ،6106‬هذه املشاري بوض قائمة حتدد‬
‫هذه املشاري عن طريق التنظيم‪ ،‬أو على األقل اإلشارة إىل العناصر املكونة أو العتبار املشروع ذي أولوية و ذي أمهية وطنية‪ ،‬ففي هذه احلالة ميكن أن تلجأ إىل الرتاضي البسيط‬
‫بصفة مفرطة حتت لواء مشروع ذي أولوية و ذي أمهية وطنية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬عندما مينح نص تشريعي أو تنظيمي مؤسسة عمومية حقا حصريا للقيام مبهمة اخلدمة‬
‫العمومية‪ ،1‬وهذه احلالة يتعلق األمر بقيام مبهمة اخلدمة العمومية معينة‪ ،‬عندما يكون من‬
‫اختصاص مؤسسة واحدة‪ ،‬ففي هذه احلالة يلجأ إىل إبرم صفقة الرتاضي‪ ،‬مما يطرح‬
‫تساؤل حول موضوع الصفقة‪ ،‬وال يقصد هنا القيام باخلدمة العمومية‪ ،‬وإمنا العمليات اليت‬
‫تقوم هبا املؤسسة من أجل القيام مبهمتها‪ ،‬مثال على ذلك‪ ،‬الشركة اجلزائرية للكهرباء‬
‫والغاز فهي متلك حقا حصريا لقيام مبهمة نقل وتوزي الكهرباء والغاز وتوفريها للمنتف ‪،‬‬
‫فإذا تعلق األمر ببناء أسالك كهربائية أو قنوات لنقل الغاز فتربم الصفقات األشغال م‬
‫الشركة اجلزائرية للكهرباء والغاز (مؤسسة عمومية إقتصادية وطنية) أو تفوض األمر إليها‬
‫لقيام هبذه العملية‪.‬‬

‫وحسب املادة ‪ 6‬من القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 02‬يناير ‪ 6100‬الذي حيدد دفرت‬
‫الشروط العامة احملددة ألعباء وتبعات اخلدمة العمومية املسندة لغرف التجارة والصناعة‪ ،2‬تشكل‬
‫تبعات اخلدمة العمومية املوضوعة على عاتق غرف التجارة والصناعة‪ ،‬من قبل السلطات العمومية‬
‫األعمال اليت تدخل يف ميدان التنشيط وتعميم وترقية نشاطات التجارة الداخلية واخلارجية وترقية‬
‫االستثمار والنوعية اليت ال تدخل ضمن الخدمات التجارية هلذه اهليئات‪ ،‬مبعىن أن كل اخلدمات اليت‬
‫تقدمها الغرف بصفتها مؤسسات عمومية ال تدخل ضمن اخلدمات التجارية تشكل تبعات اخلدمة‬
‫العمومية‪ ،‬وإعتمادا لتنظيم اخلاص باملؤسسات العمومية ذات الطاب الصناعي والتجاري فإن‬
‫املؤسسات تعترب تاجرة يف عالقتها م الغري‪.‬‬
‫وبالرجوع إىل القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 05‬نوفمرب ‪ ،6115‬الذي حيدد قائمة صفقات‬
‫الدراسات واخلدمات املعفاة من تقدمي كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،3‬مبوجب املادة ‪ 2/6‬منه‪ ،‬أنه من‬
‫واملتعاملني‬ ‫بني الصفقات املعنية باإلعفاء هي الصفقات املربمة بني وزير الشباب والرياضة‬
‫املتعاقدين الذين يقومون بنشاط توزيع الكهرباء و الماء و الغاز ووسائل املواصالت السلكية‬

‫‪ 1‬و حتدد قائمة املؤسسات املعنية مبوجب قرار مشرتك بني الوزير املكلف باملالية و الوزير املعين‪.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬فرباير ‪ ،6100‬ع‪ ،2.‬ص‪.65.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬ديسمرب ‪ ،6115‬ع‪ ،55.‬ص‪.62.‬‬

‫‪75‬‬
‫والالسلكية‪ .‬وهذا عكس ما جاءت به النصوص الصفقات العمومية السابقة اليت نصت على عدم‬
‫تطبيق قانون الصفقات العمومية عقود التزويد بالغاز والكهرباء و املاء‪.1‬‬
‫‪ -‬عندما يتعلق األمر برتقية األداة الوطنية العمومية لإلنتاج‪ .2‬ويف هذه احلالة خيض اللجوء‬
‫إىل هذه الطريقة االستثنائية يف إبرام الصفقات إىل املوافقة املسبقة من جملس الوزراء‪ ،‬إذا‬
‫كان مبلغ الصفقة يساوي أو يفوق عشرة مالييري دينار (‪ 21011101110111‬دج)‪،‬‬
‫وللموافقة املسبقة أثناء اجتماع احلكومة إذا كان مبلغ الصفقة ويقل عن مبلغ الصفقة عن‬
‫املبلغ السالف الذكر‪.3‬‬
‫أما إبرام صفقات األشغال العمومية عن طريق إجراء الرتاضي بعد االستشارة‪( 4‬املادة ‪ 33‬من‬
‫املرسوم الرئاسي رقم ‪ 126-21‬املعدل مبوجب املرسوم رقم ‪ )12-21‬يكون يف احلاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬عندما يتضح أن الدعوة إىل املنافسة غري جمدية‪ ،‬وذلك إذا مت استالم عرض واحد فقط أو‬
‫إذا مل يتم استالم أي عرض‪ ،5‬أو إذا مت التأهيل األويل التقين لعرض واحد فقط أو مل يتم‬
‫تأهيل أي عرض‪ ،‬بعد تقييم العروض املستلمة‪ ،‬ويف هذه احلالة‪ ،‬ميكن للمصلحة املتعاقدة‬
‫إما إعادة إجراء املناقصة أو اللجوء إلجراء الرتاضي بعد االستشارة‪ ،‬وحتدد املادة ‪5/33‬‬
‫من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬انه ال ميثل إلغاء أي إجراء إلبرام الصفقات العمومية‬
‫أو عندما تكون مبالغ العروض مبالغا فيها‪ ،‬حاالت لعدم اجلدوى مما يتعني على اإلدارة‬
‫إعادة اإلجراء (املادة‪ )3/33‬ويف هذه احلالة يتم األخذ باإلجراءات اآلتية‪:‬‬

‫‪ – 0‬أن تستعمل اإلدارة نفس دفرت الشروط املناقصة‪ ،‬باستثناء‪ :‬كفالة التعهد وكيفية‬
‫اإلبرام‪ ،‬وإلزامية نشر إعالن املنافسة‪ ،‬وتشري يف رسالة االستشارة إىل هذه التعديالت‪.‬‬

‫‪ 1‬مبا أهنا ختض لنصوص القانونية اخلاصة هبا‪.‬‬


‫‪ 2‬و هنا يتعلق األمر باألداة الوطني ة بالنسبة للقطاع العمومية و اخلاصة باإلنتاج أي طاب صناعي و جتاري‪ ،‬أداة الوطنية تأخذ أشكال خمتلفة منها مصان و غريها‪ ،‬مثال على ذلك‬
‫اآلالت اخلاصة بالزراعة و اليت تقوم بإنتاجها املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ 3‬و يف هذه احللة يستعمل أيضا‪ ،‬معيار الكلفة‪ ،‬العتبار املوضوع برتقية األداة الوطنية العمومية لإلنتاج ‪ ،‬و لكن اعتمد على هذا املعيار لتحديد اهليئة الذي حيال عليها للموافقة على‬
‫اللجوء إىل هذه الطريقة من اإلبرام (جملس الوزراء‪/‬احلكومة)‪.‬‬
‫‪ 4‬و يف احلالة عدم االستالم أي عرض فإن على املصلحة املتعاقدة إعالن عدم جدوى إجراء الرتاضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫‪ 5‬و تثري العبارة اجلديدة غموض كون انه يتم إعالن عن عدم جدوى مبجرد تلقي عرض واحد‪ ،‬و يف حالة عدم االستالم فإن األمر واضح ال حيتاج لنص عليها‪ ،‬فما الفائدة من زيادة‬
‫تلك العبارة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -6‬كما جيب أن تستشري اإلدارة‪ ،‬زيادة على ثالثة (‪ )3‬متعاملني اقتصاديني مؤهلني على‬
‫األقل‪ ،‬مجي املتعهدين الذين إستجابوا للمناقصة‪ ،‬ماعدا يف حالة اإلستثناء املربر قانونا‪،‬‬
‫ويف هذه احلالة‪ ،‬ال ميكن تكوين جتم مؤسسات إال من املؤسسات اليت متت إستشارهتا‪.‬‬

‫‪ -‬يف حالة صفقات األشغال التابعة مباشرة للمؤسسات الوطنية السيادية في الدولة‬
‫ووض القانون اجلزائري للصفقات العمومية‪ ،‬مبدأ إبرام صفقات األشغال العمومية اخلاصة‬
‫باملؤسسة الوطنية السيادية يف الدولة‪ ،‬عن طريق الرتاضي بعد االستشارة مما خيالف مبدأ‬
‫حرية الوصول إىل الطلبات العمومية املنصوص عليه يف املادة ‪ 3‬من املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ ،632-01‬وإستثىن القانون الصفقات العمومية تطبيق قاعدة املناقصة على صفقات‬
‫األشغال املؤسسات الوطنية السيادية يف الدولة‪ ،‬خيتلف إذن إجراء اإلبرام حسب اجلهة‬
‫‪Institutions national de‬‬ ‫املربمة للصفقة فإذا كانت مؤسسة وطنية السيادية يف الدولة‬
‫‪ la souveraineté de l’état‬تلجأ إىل الرتاضي بعد االستشارة (املادة ‪ 33‬من املرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪.1)632-01‬‬
‫‪ -‬يف حالة العمليات املنجزة يف إطار إسرتاتيجية التعاون احلكومي‪ ،‬أو يف إطار اتفاقات‬
‫ثنائية تتعلق بالتمويالت اإلمتيازية‪ ،‬وحتويل الديون إىل مشاري تنموية أو هبات‪ ،‬عندما‬
‫تنص إتفاقات التمويل على ذلك‪ ،‬ففي هذه احلالة ميكن لإلدارة أن حتصر االستشارة يف‬
‫مؤسسات البلد املعين فقط يف احلالة العمليات املنجزة يف إطار إسرتاتيجية التعاون‬
‫احلكومي‪ ،‬أو البلد املقدم لألموال يف احلاالت املتعلقة اتفاقات ثنائية تتعلق بالتمويالت‬
‫االمتيازية‪ ،‬وحتويل الديون إىل مشاري تنموية أو هبات‪ ،‬ومثال على احلالة األوىل جند‬
‫املؤسسة العمومية ألستوم الفرنسية ‪ ALSTOM‬اليت كلفت بأشغال الرتاموي اجلزائر‪.‬‬

‫‪ 1‬و نصت أنه حتدد قائمة األشغال مبوجب قرار مشرتك بني سلطة املؤس سة الوطنية ذات السيادة أو مسؤول اهليئة الوطنية املستقلة أو الوزير املعين‪ ،‬حسب احلالة‪ ،‬و الوزير املكلف‬
‫باملالية و الوزير املعين‪ .‬مبعىن انه ليس كل صفقات األشغال التابعة مباشرة للمؤسسات الوطنية السيادية يف الدولة تربم عن طريق الرتاضي بعد االستشارة‪.‬‬
‫و مل حيدد القانون الصفقات العمومية من هي سلطة املؤسسة الوطنية السيادية يف الدولة‪ ،‬وسنحاول تعرف عليها اصطالحا و موضوعا‪ ،‬و يستعمل القانون الصفقات كلمة "السلطة"‬
‫وهو اصطالح يتميز عن اهليئات اليت تتمت بالشخصية املعنوية‪ ،‬و من صالحيات السلطة ‪ Autorité‬إصدار قرارات انفرادية تنظيمية وتقدمي الرخص‪ ،‬و إبداء الرأي يف املسائل‬
‫اإلدارية و التنظيمية‪ ،‬إذ ال تتمت بسلطة تنظيمية مباشرة‪ .‬أما كلمة "الوطنية" و هنا خالف للمؤسسات احمللية و يستعمل قانون الصفقات العمومية تعبري "الوطنية" يقصد به‬
‫املؤسسات ذات البعد الوطين و ليس املؤسسات ذات اجلنسية اجلزائرية‪ .‬ثييب يعتمد على املعيار اجلغرايف من خالل التعبري املستعمل يف املادة ‪ 5/003‬السطر األخري من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ ،6101‬مبا يلي‪..." :‬الطبيعة اجلغرافية للمؤسسة العمومية‪ ".‬ويضف كلمة "السيادية" فالشخص القانوين الوحيد الذي يتمت بالسيادة هي الدولة‪ ،‬فماذا‬
‫يقصد باملؤسسة الوطنية السيادية يف الدولة؟‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫إبرام صفقات األشغال العمومية على الصعيد الدولي‬

‫وصدر املرسوم الرئاسي رقم ‪ 221-22‬املعدل واملتمم ألحكام املادة ‪ 13‬من املرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 126-21‬الصادر يف ‪ 17‬أكتوبر ‪ 1121‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وينص على انه ''جيب أن تنص دفاتر شروط املناقصات الدولية بالنسبة للمتعهدين األجانب على‬
‫االلتزام باإلستثمار عندما يتعلق األمر مبشاري خاضعة إللزامية اإلستثمار''‪.‬‬
‫ويوضح املرسوم أن االلتزام باالستثمار جيب أن يكون بالنسبة للمؤسسات األجنبية اليت تتعهد‬
‫وحدها أو يف إطار جتم يف إطار شراكة يف نفس ميدان النشاط موضوع الصفقة م مؤسسة واحدة‬
‫أو عدة مؤسسات خاضعة للقانون اجلزائري حيوز األغلبية يف رأمساهلا االجتماعي جزائريون مقيمون‪.‬‬
‫ويرج السبب إىل وض هذا الشرط إىل أن املؤسسات الوطنية مل تستفيد من الربامج التنمية‬
‫اليت أولتها السلطات العمومية أمهية‪ ،‬ففي قطاع األشغال العمومية جند أن برنامج الطريق السيار شرق‬
‫الغرب استفادت من صفقات املتعلقة بالقطاع مؤسسات أجنبية منها جمم الصيين ‪CITIC/ERCC‬‬
‫الذي حصل على حصة من الربامج املتعلقة بالطريق وسط البالد بطول ‪ 261‬كلم والطريق الغرب‬
‫بطول ‪ 251‬كلم‪ ،‬وجند اجملم الياباين كوجال ‪ COJAAL‬الذي حصل على برنامج الطريق السيار‬
‫شرق خبط طول ‪ 211‬كلم لوحدها‪.1‬‬
‫وحتدد املشاري اليت جيب أن تكون حمل تعهد باالستثمار وطبيعته مبوجب مقرر من سلطة‬
‫املؤسسة الوطنية السيادية يف الدولة أو اهليئة الوطنية املستقلة أو الوزير املعين بالنسبة ملشاريعها أو‬
‫ملشاري املؤسسات أو اهليئات التابعة هلا حسب املرسوم‪.‬‬
‫أما عن صفقات املؤسسات العمومية االقتصادية املمولة جزئيا أو كليا مبسامهات مؤقتة أو‬
‫هنائية من الدولة حيدد الوزير املعين املشاري وطبيعة االستثمار مبوجب مقرر‪.‬‬

‫وخبصوص صفقات املؤسسات العمومية االقتصادية غري املمولة جزئيا أو كليا مبسامهات‬
‫مؤقتة أو هنائية من الدولة فإن املشاري وطبيعة االستثمار حيددها جملس مسامهات الدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪A FONDS PERDUS, Les locomotives de la croissance, Par Amar Berlhimer, Le Soir D’Algérie, Le‬‬
‫‪05/04/2011, p.1, Source : www.Lesoirdalgerie.com/Articles/2011/04/05/articles.php? Sid=115282& cid = 8.‬‬

‫‪78‬‬
‫ووفقا للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 126-21‬فإن ملف املناقصة جيب أن يتضمن قائمة غري حمددة‬
‫للمؤسسات اليت ميكنها أن جتيد عملية شراكة م املتعهد األجنيب‪.‬‬

‫أما بالنسبة لعرض املتعهد األجنيب فيجب أن يتضمن حتت طائلة رفض عرضه التزامه حسب‬
‫رزنامة زمنية ومنهجية بتلبية الشرط وإسم الشركاء اجلزائريني بعد تبليغه الصفقة على أن تكلف الوكالة‬
‫الوطنية لتطوير اإلستثمار باالتصال م املصلحة املتعاقدة مبتابعة سري عملية جتسيد اإلستثمار‪.‬‬

‫ويف حال عدم احرتام صاحب الصفقة األجنيب لاللتزام يتعرض لعقوبات وهي فسخ الصفقة‬
‫وتطبيق عقوبات مالية قد تصل إىل ‪ %11‬باملائة من قيمة الصفقة وكذا تسجيل املؤسسة األجنبية يف‬
‫قائمة املؤسسات املمنوع عليها التعهد يف الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ويف حال معاينة املصلحة املتعاقدة عدم جتسيد االستثمار حسب الرزنامة الزمنية فإهنا جيب‬
‫أن تقوم بإعذاره بضرورة تدارك ذلك يف أجل حيدد يف اإلعذار حتت طائلة عقوبات مالية‪.‬‬

‫وميكن للمصلحة املتعاقدة عند الضرورة فسخ الصفقة حتت مسؤولية املتعامل املتعاقد األجنيب‬
‫دون سواه بعد موافقة سلطة املؤسسة الوطنية السيادية يف الدولة أو اهليئة الوطنية أو الوزير املعين‬
‫حسب املرسوم الذي ينص أنه ''يسجل املتعامل املتعاقد األجنيب الذي اخل بالتزاماته يف قائمة‬
‫املتعاملني املمنوعني من التعهد يف الصفقات العمومية''‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫دفاتر الشروط جزء ال يتجزأ من الصفقة‬

‫أوال ‪ -‬دفاتر الشروط المتعلقة بصفقات األشغال العمومية‬

‫نصت املادة ‪ 31‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 612-31‬على دفاتر الشروط وتقول أنه توضح‬
‫دفاتر الشروط احملينة دوريا الشروط اليت تربم وتنفذ وفقها الصفقات‪.‬‬
‫ودفرت البنود اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال الوحيد وهو دفرت سنة‬
‫‪ ،0223‬وكمبدأ عام فإن القواعد اليت تنظم صفقات العمومية جاءت انطالقا من ضرورة تنفيذ‬
‫املخططات التنمية سنة ‪ 0222‬إىل غاية ‪ 0253‬وكون أن القانون اجلزائري يعطي األولوية جملال البناء‬
‫‪79‬‬
‫واألشغال العمومية وض بعض القواعد اليت ختص صفقات األشغال‪ ،‬وأول وثيقة تنظم الصفقات‬
‫العمومية وهو دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال العمومية التابعة لوزارة‬
‫التجديد البناء واألشغال والنقل‪ ،‬ودفرت الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬وهو املعتمد يف معاجلة‬
‫خمتلف اجلوانب اإلتفاقية هلذا البحب‪.‬‬

‫أما دفاتر التعليمات املشرتكة‪ ،‬اليت حتدد الرتتيبات التقنية املطبقة على كل الصفقات‬
‫املتعلقة بنوع واحد من األشغال فان إنعدام هذا األخري جيعلنا نستند إىل دفاتر اليت تعدها اإلدارات‬
‫لصفقاهتا اخلاصة‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لدفاتر التعليمات اخلاصة اليت حتدد الشروط اخلاصة‬
‫بكل صفقة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬ضرورة إتباع دفتر التعليمات المشتركة و دفتر التعليمات الخاصة‪.‬‬


‫جيب إلجناز األشغال العمومية أن يتب املتعامل املتعاقد التعليمات الصادرة إليه‪ ،‬وذلك عند‬
‫دمج املواد األشغال يف املنشآت العمومية مبا مقتضاه ضرورة اإلعتماد على دفرت التعليمات املشرتكة‬
‫اليت حتدد الرتتيبات التقنية لنوع واحد من األشغال‪ ،‬مثال على ذلك يف جمال اجناز الطرق جند أشغال‬
‫حفر األسس ‪ ،Terrassement‬وإنطالقا من اإلستماعات أصحاب اإلختصاص‪ ،‬فإن الوثائق‬
‫املعتمدة بعد إنشاء اللجنة املركزية للصفقات مبوجب املرسوم رقم ‪ 013-23‬املؤرخ يف ‪ 62‬مارس‬
‫‪ ،10223‬كان يعمل بدفرت التعليمات املشرتكة الفرنسي الذي يتضمن ِم َلزمة ‪ Fascicule‬املطبقة‬
‫على صفقات األشغال العمومية املربمة باسم الدولة‪ ،‬بالنسبة لدفرت التعليمات املشرتكة جند املرسوم‬
‫رقم ‪ 0220-20‬املؤرخ يف ‪ 62‬ديسمرب ‪ ،0220‬الذي جيعل ِم َلزمة دفرت التعليمات املشرتكة تطبق‬
‫على كافة صفقات األشغال العمومية املربمة باسم الدولة ووفقا ألحكام املادة األوىل من (د‪.‬ت‪.‬م)‬
‫فإنه يتضمن أحكام العامة واملشرتكة ملختلف أنواع األشغال‪.‬‬

‫وتنص على أنه" تطبق أحكام دفرت التعليمات املشرتكة (د‪.‬ت‪.‬م) على مجي الصفقات‬
‫األشغال العمومية والبناءات الصناعية املنفذة وفقا لتطبيقات اهلندسة املدنية"‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ ،0223‬ع‪ ،65.‬ص‪.301.‬‬

‫‪80‬‬
‫وأخذنا بدفرت التعليمات املشرتكة حيمل و مثال عن ِم ِِ َلزمة أشغال حفر األسس و صفائح‬
‫وم َلزمة استعمال الفوالذ يف تكوين اإلسنمت املسلح‬ ‫الفوالذية املستعملة يف البناءات احلديدية‪ِ 1‬‬
‫وتوريد املواد الزفتية املستعملة يف تشييد وصيانة الطرق‪ ،2‬وتوصلنا إىل أن التحاليل التالية‪ :‬أن ملزمات‬
‫موضوع دفرت التعليمات املشرتكة حتدد مواصفات املواد املستعملة لالجناز‪ ،‬وطبيعتها وحتدد كيفية‬
‫تنفيذها أو استعماهلا وكيفية دمج املواد‪ ،‬وقيام بالتجارب لتأكد من مطابقتها‪ ،‬كما ختتلف طرق‬
‫حتديد السعر حسب طبيعة األشغال ونتيجة اليت توصلنا إليها هو أن دفرت التعليمات املشرتكة له دور‬
‫مكمل وتطبيقي لدفرت الشروط اإلدارية العامة‪.‬‬

‫وتقسم األشغال من الناحية التقنية إىل أشغال البناء وإىل أشغال اهلندسة املدنية ويتعلق مبيدان‬
‫البناء واألشغال العمومية‪ ،‬ويقصد من هذا التقسيم إىل تفرقة بني األشغال البناء (األشغال املعمارية)‬
‫واألشغال اهلندسة املدنية‪ ،‬م اإلشارة إىل أن أشغال اهلندسة املدنية تشمل مجي امليادين (البناء‬
‫واألشغال العمومية وبعض املنشآت الري) ويالحظ أن مدونة النشاطات االقتصادية ملؤسسات البناء‬
‫واألشغال العمومية والري يف العنوان الثاين املتعلق باألشغال العمومية أنه تستثىن أشغال اهلندسة‬
‫املدنية من بني نشاط الشبكات ومنشآت الكهربائية ‪ ،3‬م اإلشارة أن هذه األخرية (الشبكات‬
‫ومنشآت الكهربائية) تندرج ضمن أشغال اهلندسة املدنية واملطبقة يف البناء‪ ،‬ويعود السبب هذا‬
‫التقسيم إىل توحيد األحكام اخلاصة بكل من دفرت النصوص والشروط العامة املفروضة على مقاول‬
‫األشغال املعماريني باجلزائر املصادق عليه بالقرار املؤرخ يف ‪ 60‬ديسمرب ‪ 0233‬ودفرت الشروط‬
‫اإلدارية املفروضة على مقاول أشغال الطرق واجلسور املصادق عليه بالقرار املؤرخ يف ‪ 05‬سبتمرب‬
‫‪ ،0250‬بعد االستقالل‪ ،‬أما مقاول أشغال الطرق واجلسور فيقصد به مقاول األشغال العمومية‬
‫غري القانون اجلزائري تسمية مصاحل الطرق واجلسور ذات األصل الفرنسي إىل مصاحل األشغال‬
‫حيب َّ‬
‫العمومية‪.4‬‬

‫‪ 1‬املرسوم الفرنسي رقم ‪ 520-25‬املؤرخ يف ‪ 5‬سبتمرب ‪ ، 0225‬الذي جيعل ملزمات موضوع دفرت التعليمات املشرتكة املطبقة على صفقات األشغال العمومية املربمة باسم الدولة‬
‫إلزامية‪ .‬أنظر إىل امللحق رقم ‪.15‬‬
‫املرسوم الفرنسي رقم ‪ 052-25‬املؤرخ يف ‪ 00‬سبتمرب ‪ ، 0225‬الذي جيعل ملزمات موضوع دفرت التعليمات املشرتكة املطبقة على صفقات األشغال العمومية املربمة باسم الدولة‬ ‫‪2‬‬

‫إلزامية‪ .‬أنظر إىل امللحق رقم ‪.12‬‬


‫‪3‬‬
‫‪« 31° Réseaux et centrales électriques (A l’exclusion des travaux de Génie-Civil).. », Nomenclature des‬‬
‫‪Activités Economiques Des Entreprises Du Bâtiment, des Travaux Publics et de L’Hydraulique, Titre 2 :‬‬
‫‪Travaux Publics, édition C.N.A.E.T.I.S.C, 1983, p.22.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 5‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال لوزارة تجديد البناء و األشغال العمومية و النقل‪ ،‬لسنة ‪.0223‬‬

‫‪81‬‬
‫وجند من بني نشاطات مؤسسة البناء ضمن قطاع البناء أشغال حفر األسس كما هو عليه‬
‫يف قطاع األشغال العمومية‪ ،‬أو تقنيات معينة مثل اإلمسنت املسلح‪.1‬‬

‫ويف العنوان الثاين مللحق مدونة النشاطات االقتصادية ملؤسسات البناء واألشغال العمومية‬
‫والري‪ ،‬جند النشاطات الرئيسية التابعة لقطاع األشغال العمومية‪ 2‬وهي ‪ :‬حفر األسس‪ ،‬املنشآت‬
‫الفنية‪ ،‬األشغال احلفرية‪ ،‬األشغال البحرية والنهرية‪ ،‬واألشغال السكك احلديدية‪ ،‬واألشغال الطرق‬
‫واملطارية‪ ،‬واألشغال احلضرية‪ ،‬والبناءات احلديدية (قسم األشغال العمومية)‪ ،‬شبكات ومنشآت‬
‫الكهربائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫كيفية تنفيذ صفقات األشغال العمومية‬

‫ويتطلب لتنفيذ صفقة األشغال العمومية اإلعداد املسبق لإلحتياج وعمليات التحصيص‬
‫الصفقة وحتديد األقساط اإلشرتاطية والثابتة عند عملية التنفيذ وهذه التزامات اليت قررها القانون‬
‫الصفقات العمومية على اإلدارة‪ ،‬كما أن التزاماهتا يف مواجهة املتعامل املتعاقد واملتمثلة أساسا يف‬
‫تطبيق نظام األسعار املطابق واملالئم‪ ،‬كما جند قواعد اخلاصة حسب طبيعة صفقات األشغال أو‬
‫اخلدمات‪ ،‬فالتسبيق املنصوص عليه يف قانون الصفقات العمومية واملتعلقة بتموينات يف األشغال جاء‬
‫مطابقا لطبيعة الصفقة األشغال (الفرع األول)‪.‬‬

‫كما يتعني على املتعامل املتعاقد تنفيذ صفقات األشغال‪ ،‬ويتبني ذلك من خالل بداية‬
‫األشغال بوض الوسائل الضرورية لألشغال وتعد شرط للحصول على تسبيق على التموينات وهي‬
‫عنصر حتقق من قيام باألشغال ويرتتب على هناية األشغال التزام رئيسي على املتعامل املتعاقد يف جمال‬
‫األشغال العمومية وهو التزام بالتسليم األشغال (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« La Technique du béton Armé intéressant aussi bien les grands ouvrages d’art, considérés comme relevant des‬‬
‫‪travaux publics, et les travaux du bâtiment proprement dis,.. », Nomenclature des Activités Economiques Des‬‬
‫‪Entreprises Du Bâtiment, des Travaux Publics et de L’Hydraulique, Titre 1 : Bâtiment, édition C.N.A.E.T.I.S.C,‬‬
‫‪1983, p.6.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Nomenclature des Activités Economiques Des Entreprises Du Bâtiment, des Travaux Publics et de‬‬
‫‪L’Hydraulique, Titre 2 : Travaux Publics, édition C.N.A.E.T.I.S.C, 1983, p.20-23.‬‬

‫‪82‬‬
‫الفرع األول‬

‫التزامات المصلحة المتعاقدة أو المصالح المتعاقدة‬


‫في صفقات األشغال العمومية‬

‫حتدد حاجات املصاحل املتعاقدة الواجب تلبيتها(املادة ‪ 00‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ ،)632‬املعرب عنها ثيصة وحيدة أو ثيصص منفصلة‪ ،‬مسبقا قبل الشروع يف أي إجراء إلبرام‬
‫صفقة‪ ،‬وجيب إعداد احلاجات من حيب طبيعتها وكميتها بدقة‪ ،‬استنادا إىل مواصفات تقنية‪.‬‬

‫تضبط املصلحة املتعاقدة‪ ،‬لتحديد حدود اختصاص جلان الصفقات‪ ،‬املبلغ اإلمجايل‬
‫للحاجات م أخذ ما يأيت وجوبا بعني االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة اإلمجالية ألشغال نفس العملية ‪ ،‬فيما خيص صفقات األشغال‪.‬‬
‫‪ -‬جتانس احلاجات ‪ ،‬فيما خيص صفقات اللوازم والدراسات واخلدمات‪.‬‬

‫ويف حالة حتصيص احلاجات‪ ،‬فإنه يؤخذ يف احلسبان لتحديد حدود اختصاص جلان‬
‫الصفقات املبلغ اإلمجايل جلمي احلص‪ ،‬كما تنص أنه مين حتصيص احلاجات هبدف تفادي‬
‫حدود االختصاصات احملددة مبوجب اإلجراءات املنصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تحصيص صفقات األشغال العمومية‬

‫ميكن تلبية احلاجات ‪ ،‬يف شكل حصة وحيدة أو يف شكل حصص منفصلة (املادة‬
‫‪ ،)05‬وختصص احلصة الوحيدة لشريك متعاقد واحد‪ ،‬وختصص احلصص املنفصلة إىل متعامل‬
‫متعاقد أو أكثر ‪ ،‬و يف هذه احلالة ‪ ،‬جيب تقييم العروض حسب كل حصة‪.‬‬
‫اللجوء للتحصيص الواجب القيام به كلما أمكن ذلك‪ ،‬حسب طبيعة وأمهية‬
‫العملية‪ ،‬ومراعاة للمزايا االقتصادية واملالية و‪ /‬أو التقنية اليت توفرها هذه العملية ‪ ،‬من‬
‫إختصاص املصلحة املتعاقدة اليت جيب عليها تعليل إختيارها عند كل رقابة متارسها أي‬
‫سلطة خمتصة وجيب النص على التحصيص يف دفرت شروط املناقصة و يف احلالة اخلاصة مبيزانية‬
‫التجهيز‪ ،‬فإن رخصة الربنامج كما هي حمددة مبوجب مقرر التسجيل الذي أعده اآلمر‬
‫بالصرف (املصلحة املتعاقدة) ‪ ،‬جيب أن هتيكل يف حصص‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫ثانيا‪ :‬القسط الثابت و األقساط اإلشتراطية في صفقات األشغال العمومية‬
‫ميكن أن تلجأ املصلحة املتعاقدة إىل صفقات تشتمل على قسط ثابت وقسط أو‬
‫أكثر اشرتاطي‪ ،‬عندما تربر شروط اقتصادية و‪ /‬أو مالية ذلك (املادة ‪ 31‬من املرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ )612-31‬وجيب أن يكون القسط الثابت وكل قسط اشرتاطي مشروعا وظيفيا‪.‬‬
‫وهذه الطريقة من طرق إجناز الصفقات األشغال العمومية اليت جاء هبا املشرع وأخذها من‬
‫القانون الفرنسي للصفقات العمومية‪ ،‬وتستعمل هذه الطريقة كثريا يف جمال الصفقات األشغال مبا‬
‫يتالءم م هذا نوع من الصفقات الذي يعد من خصوصية هذه األخرية‪ ،‬ويعين ذلك أن يتم اإلتفاق‬
‫على التزامات اليت ميكن للمقاول وخيض تنفيذ كل قسط اشرتاطي إىل قرار من املصلحة‬
‫املتعاقدة يُبلغ إىل املتعامل املتعاقد حسب الشروط احملددة يف دفرت الشروط‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيق نظام السعر المالئم في صفقات األشغال العمومية‬

‫‪ – 0‬القاعدة المطبقة في مجال صفقات األشغال العمومية‬

‫ويعين أن اإلدارة تطبق يف جمال صفقات األشغال العمومية سعر معني تتفق م املتعامل‬
‫املتعاقد عليه كمقابل املايل للصفقة‪ ،‬وجتدر اإلشارة أن السعر يف صفقات العمومية يأخذ بالقاعدة‬
‫الدف بعد تأدية اخلدمة‪ ،1‬ويعد السعر جانب من جوانب االتفاقية لصفقة األشغال العمومية‪ ،‬ألن‬
‫قيمته يتم حتديدها مبوجب إتفاق بني املتعهد واإلدارة‪ ،‬فهو بذلك يعترب من األحكام العقدية ألن‬
‫اإللتزام بدفعه يستند على توافق إراديت املتعاقدين حول قيمته‪ ،2‬وختض عملية الدف يف جمال‬
‫الصفقات األشغال العمومية والصفقات العمومية بصفة عامة إىل قواعد احملاسبة العمومية‪.3‬‬

‫و يأخذ الصور متعددة و املنصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية و هي‪ :‬السعر‬
‫اإلمجايل و اجلزايف‪ ،‬و السعر الوحدة و سعر النفقات املراقبة‪ ،‬و السعر املختلط‪ .‬و ميكن تناوهلا على‬
‫التوايل‪:‬‬

‫‪ 1‬حميو أمحد‪ ،‬حماضرات يف املؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترمجة الدكتور حممد عرب صاصيال‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬سنة ‪ .0222‬ص‪.302.‬‬
‫‪ 2‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.003.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.31.‬‬

‫‪84‬‬
‫أ‪ -‬صفقات األشغال العمومية ذات السعر اإلجمالي و الجزافي‪:‬‬

‫هي اليت تكون فيها األعمال واخلدمات املطلوب من املتعاقد القيام هبا ذات قيمة‬
‫نقدية حمسوبة وحمددة سلفا وبدقة تشمل جمموع ما جيب القيام به من أعمال وتقدميه من‬
‫خدمات‪ ،‬بصورة تصبح فيها هذه القيمة النقدية تعرب عن سعر ثابت وغري قابل للتغيري أو‬
‫للتعديل ثييب ال يبقى للمتعاقد م اإلدارة إال القيام بتنفيذ خمطط األشغال واخلدمات أو‬
‫التوريدات م إعداد بيان أو كشف كمي وتقديري يسمح بتقييم وضعية األشغال واخلدمات‬
‫املنفذة وبإعداد كشف حساب خاص بكل مرحلة من مراحل االجناز‪.‬‬

‫وهلذا فان أي أخطاء قد حتصل عند حساب مكونات السعر اإلمجايل واجلزايف‬
‫للصفقة األشغال العمومية‪ ،‬وأي تغيريات قد تؤدي إىل الزيادة يف تكاليف اإلجناز دون أن‬
‫تكون اإلدارة متسببة فيها ال يرتتب عنها بالضرورة تعديل موضوع الصفقة‪ ،‬لكن إذا أثبت‬
‫املقاول أن الزيادة يف تكاليف االجناز كانت بسبب اإلدارة‪ ،‬فان ذلك يستتب حقه يف طلب‬
‫التعويض‪.1‬‬

‫ب‪ -‬صفقات األشغال العمومية بسعر الوحدة‪:‬‬

‫هي كل صفقة تكون فيها كمية التوريدات وحجم األعمال واخلدمات املطلوب القيام هبا‬
‫حمددة بشكل ختميين وتقديري أي مبوجب سعر ابتدائي قابل للمراجعة كلما اقتضت املتطلبات التقنية‬
‫و اخلدمات‬ ‫واالقتصادية ذلك‪ ،‬ثييب يتم الدف بصورة دورية بعد تنفيذ كل جزء من األشغال‬
‫املتفق عليها‪ ،‬و حتدد املبالغ الواجب دفعها عرب خمتلف مراحل االجناز يف كشوفات للحساب م‬
‫قابلية تطبيق البنود املتعلقة مبراجعة األسعار‪.2‬‬

‫ج – صفقات األشغال العمومية المبرمة بناء على سعر المراقبة‪:‬‬

‫وتربم صفقات األشغال العمومية وفقا هلذه الشكل‪ ،‬ثييب حتدد قيمتها النقدية باالستناد على‬
‫التكاليف والنفقات احلقيقية اليت يتحملها املتعاقد الجناز األشغال ولتقدمي التوريدات واخلدمات املتفق‬

‫‪1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.020.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.022.‬‬

‫‪85‬‬
‫عليها بصورة غري قابلة للمراجعة‪ ،‬ثييب يؤخذ بعني االعتبار يف حساب هذه القيمة يف هذا النوع من‬
‫الصفقات كل املصاريف الالزمة لتنفيذ موضوع العقد‪ ،‬واليت من بينها حق اليد العاملة‪ ،‬وكمية املواد‬
‫املستعملة‪ ،‬والعتاد والنقل‪ ،‬يضاف إليها املصاريف التكميلية وامللحقة م حتديد هامش الربح‪.1‬‬

‫د‪ -‬صفقات األشغال العمومية ذات السعر المختلط‪:‬‬

‫وتربم صفقات األشغال العمومية يف هذه احلالة إذا كان جزء منها حيتوي على أشغال‬
‫وخدمات حمسوبة جزافيا‪ ،‬وأشغال أخرى ال يتم حساهبا إال بسعر الوحدة‪ ،2‬ويدخل يف هذا اجملال‬
‫صفقات األشغال العمومية املربمة على أساس القسط الثابت والقسط اإلشرتاطي‪.‬‬

‫أما التسوية فيتم عن طريق التمويل الذي له ثالث صور سواء التسبيقات وهي املبالغ املدفوعة‬
‫قبل تنفيذ اخلدمات وبدون مقابل للتنفيذ املادي لألشغال‪ ،‬والدف على احلساب وهو املبالغ املدفوعة‬
‫مقابل تنفيذ جزئي لألشغال‪ ،‬والتسوية على حساب الرصيد وهو الدف املؤقت أو النهائي للسعر‬
‫املنصوص عليه يف صفقة األشغال العمومية بعد التسليم النهائي لألشغال دون أي التحفظات من‬
‫قبل اإلدارة‪ ،‬أما الصورة اليت الفت إنتباه وهي التسبيق على التموين الذي يعد شكل من أشكال‬
‫التسبيقات الذي ينطبق على جمال األشغال مما يتعني التطرق إليه‪.‬‬

‫‪ - 6‬التسبيق على التموين كطريقة لتمويل صفقات األشغال العمومية‬

‫ميكن ألصحاب صفقات األشغال والتوريد احلصول على التسبيق على التموين‬
‫إضافة إىل التسبيق اجلزايف‪ ،‬بشرط أن يقدموا ما يثبت ويؤكد وجود املواد واملنتجات‬
‫الضرورية لتنفيذ الصفقة من عقود أو طلبات وميكن تسميتها أيضا بالتسبيقات على املواد‬
‫واملنتوجات‪.‬‬
‫إن التنظيم احلايل مل يورد أي تعريف خاص هبذا النوع من التسبيقات وأكتفى‬
‫فقط بذكر موضوعها موضوع التسبيق على التموين وشروط منحها من جهة ثانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.022.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.022.‬‬

‫‪86‬‬
‫حسب نص املادة ‪ 68‬واليت تطرقت هلذا النوع من التسبيقات فإنه ميكن احلصول‬
‫على التسبيق على التموين باإلضافة إىل التسبيق اجلزايف من طرف أصحاب صفقات‬
‫األشغال أو التزويد باللوازم‬

‫ويتحصل مقاول األشغال على هذا التسبيق هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن‬
‫املادة ‪ 20‬أوردت حكمني أو أمرين‪:‬‬

‫األمر األول ‪ :‬وهو أن التسبيق على التموين يكون يف مرحلة ثانية بعد احلصول‬
‫فال ميكن تصور وجود ‪ «...‬إضافة إىل التسبيق اجلزايف »‪ ...‬على التسبيق اجلزايف‬
‫تسبيق على التموين دون وجود تسبيق جزايف أوال‪.‬‬

‫األمر الثاني ‪ :‬هو أن األشخاص املعنيني باحلصول على التسبيق اجلزايف حمصورين‬
‫يف فئتني فقط مها‪:‬‬
‫أ ‪ -‬أصحاب صفقات األشغال‬
‫ب ‪ -‬أصحاب صفقات التوريد باللوازم‬

‫ما يفسر بأنه ال ميكن لصفقات اخلدمات وصفقات الدراسات أن متول بواسطة‬
‫دف تسبيق على التموين‪ ،‬كما أنه ال ميكن تصور وجود أولوية يستخدمها مثال املهندس‪،‬‬
‫أو مقدم اخلدمات من أجل تأدية اخلدمة موضوع العقد‪.‬‬

‫‪ -3‬طريقة التحديد السعر في صفقات األشغال العمومية‪.‬‬


‫طريقة التحديد هناك قاعدة عامة يف الصفقات "عدم قابلية السعر للمراجعة" وإستثناءا قابلية‬
‫املراجعة‪ .‬وشرط املراجعة يدرج تقريبا بصفة تلقائية يف صفقات األشغال العمومية‪ ،‬ويتم اإلتفاق على‬
‫قابلية السعر للمراجعة وحاالت تطبيقه‪ ،‬وذلك قصد موازنة الصفقة نتيجة للتقلبات والتغريات‬
‫االقتصادية املختلفة اليت تؤثر يف الصفقة كما ميكن وض شرط عدم قابلية األسعار للمراجعة‪.‬‬
‫ومراجعة السعر ناشئة من مواصلة الصفقة حيب العالقات التعاقدية قائمة بني األطراف ويكون‬
‫حقوق الغري عليها قائمة أيضا (الصندوق الضمان الصفقات العمومية‪.)...،‬‬

‫‪87‬‬
‫غري أنه ما ميكن مالحظته فيما خيص طريقة الدف بالنسبة لصفقات األشغال العمومية املربمة‬
‫بني املؤسسات العمومية واملتعاملني‪ ،‬يتم جتزئة املبلغ يف العمليات الكربى إىل أقساط تدف تدرجييا‬
‫مبعىن أن التنفيذ يكون متتاب م تقدم من األشغال على حنو معني‪.‬‬
‫وجتدر املالحظ كان هناك ما يعرف باشرتاطات احلصول على التسبيقات املالية لبداية‬
‫األعمال ثييب ال تستطي املؤسسات الوطنية قيام بصرف أي مبلغ مايل إال بعد احلصول على تأشرية‬
‫اللجنة الوطنية لصفقات العمومية وتلتزم هذه اللجنة يف أجل أقصاه ‪ 31‬يوم على األكثر إبتداء من‬
‫تاريخ إيداع امللف الكامل أمام اللجنة للحصول على تأشرية قبول طبقا لنص املادة ‪ 030‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية وهلا السلطة التقديرية يف ذلك قد متنح التأشرية وقد ترفض ويف هذه احلالة جيب‬
‫أن تسبب رفضها‪.‬‬
‫واملوافقة على األرقام االستداللية كان من إختصاص الوزير املالية وعدلت املادة ‪ 22‬من قانون‬
‫الصفقات العمومية لسنة ‪ 6101‬مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 666-00‬املؤرخ يف ‪ 02‬جوان‬
‫‪ ،16100‬وجعل هذا األخري اجلهة املختصة لتصديق و املوافقة على األرقام االستداللية من طرف‬
‫الوزير املكلف بالسكن‪ ،‬ومت تعديل هذه األخرية مؤخرا مبوجب املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 00‬يناير ‪ 26106‬الذي مدد اختصاص وزير السكن بالتصديق واملوافقة على األرقام اإلستداللية‬
‫إىل كل من قطاع األشغال العمومية والري ‪.‬‬

‫ويقوم املركز الوطين للدراسات وتنشيط مؤسسة البناء واألشغال العمومية والري (‪)CNAT‬‬
‫إعداد وحتيني املؤشرات املتعلقة باملواد واألجور الضرورية بغرض مراجعة وحتيني الصفقات العمومية‬
‫وإحصاء دوريا‪ ،‬مؤشرات أسعار املواد واللوازم وكذا تلك املتعلقة باليد العاملة يف قطاع البناء واألشغال‬
‫العمومية والري وحتليلها وإعدادها‪ ،‬تعد من تبعات اخلدمة العمومية اليت تضعها الدولة على عاتق‬
‫املركز الوطين‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 02‬جوان ‪ ،6101‬ع‪ ،33.‬ص‪.3.‬‬
‫‪2‬‬
‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬
‫‪3‬‬
‫أنظر إلى ملحق المرسوم التنفيذي رقم ‪ 025-01‬المؤرخ في ‪ 02‬أوت ‪ ،6101‬الذي يتضمن إنشاء المركز الوطني للدراسات و تنشيط مؤسسة‬
‫البناء و األشغال العمومية والري‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 66‬أوت ‪ ،6101‬ع‪ ،35.‬ص‪.3.‬‬

‫‪88‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التزامات مؤسسة األشغال في صفقات األشغال العمومية‬

‫ويف هذا اجملال نستند إىل أحكام قانون الصفقات العمومية ودفرت الشروط لسنة ‪0223‬‬
‫وجيب متييز بني اإللتزامات مؤسسة األشغال أثناء تنفيذ املادي للصفقة األشغال العمومية (أوال) وبعد‬
‫إنتهاء من األشغال (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – التزامات المتعامل المتعاقد أثناء تنفيذ األشغال‬

‫‪ -1‬بداية تنفيذ األشغال‬

‫ونص دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء‬
‫واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 10223‬ضمن العنوان‬
‫الثاين تنفيذ األشغال يف املادة ‪ 2‬منه‪.‬‬

‫ويقوم املقاول األشغال بتنفيذ الصفقة بنفسه‪ ،‬وال جيوز التنازل عن جزء من الصفقة إال مبوافقة‬
‫اإلدارة (املادة ‪ 015‬و ‪ 010‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ ،)632-01‬وللتعامل م اإلدارة جيب أن يعني‬
‫ممثل عن املؤسسة األشغال‪.‬‬

‫ونصت املادة ‪ 06‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة‬
‫بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬حتت عنوان "حتضري وتنفيذ األشغال وأوامر املصلحة"‬
‫يلتزم املقاول األشغال مبباشرة األشغال يف اآلجال احملددة يف األوامر املصلحة (اليت أن تصدر كتابة‬
‫وجيب أن تكون مؤرخة ومرقمة ومسجلة)‪ .‬ومن أجل ذلك يتلقى الوثائق املتعلقة مبقتضيات املقررة‬
‫باملشروع وعن املستندات الالزمة لتنفيذ األشغال‪.‬‬

‫كما ينفذ بدقة أوامر املصلحة اليت تبلغ له‪ ،‬كما خيض للتغيريات املفروضة عليه خالل‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬

‫‪89‬‬
‫وإذا إرتئ املقاول األشغال بان مقتضيات أمر املصلحة تتجاوز التزاماته املتعاقد عليها يف‬
‫الصفقة‪ ،‬فيجب عليه حتت طائلة الفسخ‪ ،‬تقدمي مالحظة خطية ومعللة األسباب خالل اجل عشرة‬
‫أيام ‪ ،‬وهذا اإلجراء ال تسمح للمقاول األشغال بتوقيف تنفيذ أمر املصلحة‪.‬‬

‫وتشري املواد ‪ 63 ، 66 ، 60 ، 00‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات‬
‫األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف‬
‫‪ 60‬نوفمرب سنة ‪ ،10223‬املتعلقة بتنفيذ املادي لألشغال‪.‬‬

‫‪ :-2‬إلتزام بتقديم التموينات النجاز األشغال‬

‫(عند تقدمي التسبيق على التموين ودف على احلساب) وهذا االلتزام يستشف من أحكام‬
‫املادة ‪ 01‬و املادة ‪ 6/03‬من قانون الصفقات العمومية ثييب‬

‫ميكن أصحاب صفقات األشغال التزويد باللوازم أن يقبضوا باإلضافة إىل التسبيق‬
‫اجلزايف‪ ،‬تسبيقا على التموين إذا أثبتوا حيازهتم عقودا أو طلبات مؤكدة للمواد أواملنتوجات‬
‫الضرورية لتنفيذ الصفقة‪ .‬ميكن املصلحة املتعاقدة أن تطلب من املتعامل املتعاقد معها التزاما‬
‫صرحيا بإيداع املواد واملنتوجات املعنية يف الورشة أو يف مكان التسليم خالل أجل يالئم‬
‫الرزنامة التعاقدية حتت طائلة إرجاع التسبيق‪.‬‬

‫على احلساب إذا أثبت القيام بعمليات‬ ‫وميكن أن يقدم للمقاول األشغال دف‬
‫جوهرية يف تنفيذ هذه الصفقة (املادة ‪ ،)3/41‬غري أنه ‪ ،‬جيوز حلائزي صفقة أشغال أن‬
‫يستفيدوا من دفعات على احلساب عند التموين باملنتوجات املسلمة يف الورشة واليت مل‬
‫تكن حمل دف عن طريق التسبيقات على التموين حىت نسبة مثانني يف املائة ‪ %01‬من مبلغها‬
‫احملسوب بتطبيق أسعار وحدات التموين املعدة خصيصا للصفقة املقصودة على أساس‬
‫الكميات املعاينة‪ .‬وال يستفيد املتعامل املتعاقد بأي حال من األحوال من هذا الدف على‬
‫احلساب إال فيما خيص التموينات املقتناة يف اجلزائر‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬

‫‪90‬‬
‫وبالرجوع إىل مبادئ العامة فان هناك طريقتان لتقدمي املواد‪ ،‬فإما أن يقدمها رب العمل أو‬
‫املقاول‪ ،‬ألنه مبوجب القواعد العامة يقتصر املقاول على تقدمي عمله فقط‪ ،‬فيقدم صاحب الطلب‬
‫املواد عند االقتضاء‪ ،‬كما جيوز للمقاول أيضا أن يقدم املواد م عمله‪ ،‬على انه إذا كانت املواد اليت‬
‫يقدمها الصان هي املوضوع األصلي يف العقد‪ ،‬ومل يكن العمل إال فرعا‪ ،‬وإذا قدم املقاول املواد يكون‬
‫ضامن على العيوب اليت قد تظهر يف املنشأة‪ ،‬ففي جمال الصفقات العمومية فإن مقاول األشغال هو‬
‫الذي يقوم بتوريد التجهيزات واألشغال‪.‬‬

‫ووجب الرجوع إىل طبيعة املواد املقدمة ومقارنتها بقيمة العمل‪ ،‬فإذا كانت قيمتها مرتفعة‬
‫جدا و ال يكون العمل املقدم أمهية كبرية‪ ،‬فإننا أمام صفقة توريد هلذه املواد أكثر من صفقة األشغال‪،‬‬
‫ويلتزم على املقاول حينئذ ضمان عيوب التجهيزات اخلفية‪ ،‬وال يتم التسليم إال من تاريخ إمتام العمل‬
‫أو األشغال م ما يرتتب عليه من نتائج‪ ،‬كنقل امللكية التجهيزات ووضعها وضمان عيوب‬
‫التجهيزات اخلفية‪.‬‬

‫ثانيا– التزامات بعد تنفيذ األشغال‬

‫‪ -1‬التزام بالتسليم في الصفقات األشغال‬

‫وهذا االلتزام من خصوصيات صفقات األشغال ذلك أن صفقات التوريد يستعمل فيه وصل‬
‫االستالم ‪ .Bons de livraison‬وجيب متييز مرحلينت هلذا االلتزام مرحلة التسليم املؤقت والنهائي‪.‬‬

‫‪Réception provisoire‬‬ ‫التزام بالتسليم المؤقت‬ ‫‌أ‪-‬‬

‫مل حيدد التنظيم اخلاص بالصفقات العمومية معىن االستالم املؤقت للخدمة موضوع‬
‫الصفقة وال التنظيمات السابقة له‪ ،‬غري أنه بالرجوع إىل القرار الصادر بتاريخ‬
‫‪ 0223/00/60‬املتضمن املصادقة على دفرت الشروط اإلدارية العامة جنده تطرق إىل‬
‫موضوع التسليم املؤقت يف املادة ‪ 46‬منه غري أنه مل يعرفه(‪.)1‬‬

‫عبد الغاين بن زمام‪ ،‬متويل الصفقات العمومية يف القانون اجلزائري‪ ،‬رسالة املاجستري فرع قانون األعمال‪.6110-6115 ،‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪91‬‬
‫يف غياب تعريف قانوين للتسليم ميكن القول بأنه عبارة عن ذلك العقد الذي‬
‫مبوجبه يتم استالم اخلدمة موضوع الصفقة من طرف املصلحة املتعاقدة سواء بتحفظ أو‬
‫دونه‪ ،‬ووفقا لنص املادة ‪ 0/46‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة السابق الذكر‪ ،‬فإن االستالم‬
‫املؤقت يتم بعد إعالم املقاول للمصلحة املتعاقدة بواسطة رسالة مضمنة الوصول م‬
‫اإلشعار باالستالم بإمتام األشغال‪.‬‬

‫ويتم االستالم املؤقت ثيضور املقاول أو بعد دعوته للحضور رمسيا َِ‪ ،‬ويف حالة‬
‫تغيبه يكتب ذلك يف احملضر‪.‬‬

‫وميكن أن يكون االستالم املؤقت جزئيا وذلك عندما تستعمل اإلدارة حق احليازة‬
‫املسبقة على بعض األشغال‪ ،‬وهو ما مت التطرق إليه يف املادة ‪ 6/30‬من دفرت الشروط‬
‫اإلدارية العامة تنص كاآليت‪ " :‬عندما تستعمل اإلدارة حق احليازة يف بعض أقسام األشغال قبل‬
‫إكماهلا هنائيا‪ ،‬فيجب أن يسبق تلك احليازة استالم مؤقت جزئي جيري على أثره‪ ،‬إعداد‬
‫حساب تفصيلي جزئي وهنائي‪.‬‬

‫وعمليا فإن اإلعالم على االستالم املؤقت ال يتم إال إذا تبني‪ ،‬وبعد مراقبة‬
‫اخلدمات‬

‫موضوع الصفقة املنجزة من عدم وجود أي حتفظات‪ ،‬وال يتم اإلعالن عنها إال‬
‫بعد إجراء مراقبة تثبت أن املالحظات خالل الزيارة األوىل قد مت التكفل هبا( حيب‬
‫يقوم املتعامل املتعاقد بتنظيف املوق ومجي احملالت هذا مثال يف صفقات األشغال‪ ،‬ويف‬
‫حالة اإلخالل بذلك يف املوعد احملدد لالستالم املؤقت يتم تعيني تاريخ الحق‪.‬‬

‫‪ -‬إجراءات االستالم المؤقت‪:‬‬

‫‪ -‬جيب على املقاول أن يطلب بنفسه وعن طريق الربيد املضمون أو‬
‫بوصل إستالم عن االستالم املؤقت للخدمة موضوع الصفقة فور االنتهاء من‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫جيب على صاحب املشروع خالل مدة ‪ 15‬يوما أن حيدد تاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫االستالم املؤقت من تاريخ إستالمه لربيد املتعامل املتعاقد‬

‫يف حالة عدم مباشرة املصلحة املتعاقدة لالستالم يف اآلجال املذآورة أعاله ماعدا‬
‫يف حالة الرفض فإن االستالم يعترب قد مت لفائدة املتعامل املتعاقد‪.‬‬

‫جيب إمضاء حمضر االستالم املؤقت للخدمة املنجزة موضوع الصفقة‬ ‫‪-‬‬
‫من طرف مجي األفراد‪.‬‬

‫– آثار االستالم المؤقت‪:‬‬

‫يرتتب على االستالم املؤقت للخدمات موضوع الصفقة ما يلي‪:‬‬

‫حق املقاول يف احلصول على تسويات رصيد احلساب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫بداية فرتة الضمان من تاريخ هذا االستالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتحرر املتعامل املتعاقد من بعض التزاماته‪ ،‬عدى ما تعلق منها‬ ‫‪-‬‬
‫بفرتة الضمان‪.‬‬

‫االلتزام بتحويل كل من كفالة حسن التنفيذ أو اقتطاعات حسن التنفيذ ثيسب‬


‫احلالة إىل كفالة ضمان عند ما ينص يف الصفقة على أجل الضمان‪.‬‬

‫‪ -‬التزام بالتسليم النهائي ‪:‬‬ ‫‪)0‬‬

‫مل حيدد التنظيم احلايل اخلاص بالصفقات العمومية معىن اإلستالم النهائي للخدمة‬
‫موضوع الصفقة‪ ،‬واكتفى باإلشارة إليه يف املادة ‪ 88‬كما يلي‪..." :‬يف مدة شهر من‬
‫مدة التسليم النهائي للصفقة ‪ "...‬وباإلضافة إىل املالحظة اليت سبق التطرق إليها فيما‬
‫خيص مصطلح "الصفقة" الذي اقرتحت أن حيل حمله اخلدمة موضوع الصفقة‪ ،‬فإنه‬
‫يالحظ بأن النص أورد فيه كلمة"التسليم" واألصح أن ينص على كلمة" اإلستالم" اليت‬
‫تقابلها باللغة الفرنسية االستالم النهائي ‪Réception‬‬

‫‪93‬‬
‫يف حني تطرق دفرت الشروط اإلدارية العامة يف املادة ‪ 47‬منه‪ ،‬وأعترب أن االستالم‬
‫النهائي يتم إما بعد سنة ‪ 12‬شهر بالنسبة لصفقات األشغال وستة )‪ (06‬أشهر‬
‫بالنسبة ألشغال الصيانة واحلفر لألسس‪ ،‬والطرق احلجرية‪ ،‬ابتداء من تاريخ االستالم‬
‫املؤقت‪.‬‬

‫ويبقى املتعامل املتعاقد طيلة هذه املدة مسؤوال عن األشغال املنجزة ويقوم باحملافظة‬
‫عليها وتصليح مجي العيوب الظاهرة فيها‪.‬‬

‫أ ‪ -‬إجراءات اإلستالم النهائي‪:‬‬

‫ويتم االستالم النهائي بطلب من طرف مكتب الدراسات واملصلحة املتعاقدة بطلب‬
‫من املتعامل املتعاقد عن طريق الربيد املضمون بعد زيارة حضورية لألشغال شريطة عدم‬
‫وجود أي حتفظات‪.‬‬

‫يف حالة وجود حتفظات مالحظة خالل زيارات االستالم املؤقت أو النهائي‬
‫وعدم رفعها من طرف املتعامل املتعاقد‪ ،‬فإن للمصلحة املتعاقدة احلق يف تعيني متعامل‬
‫متعاقد آخر للقيام باألشغال الضرورية على عاتق املتعامل املتعاقد‪ ،‬كما أن االستالم‬
‫النهائي يتم يف حمضر مكتوب وموق من مجي األطراف‪.‬‬

‫ب ‪ -‬آثار اإلستالم النهائي ‪ :‬يرتتب على االستالم النهائي ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬انتقال ملكية اخلدمة موضوع الصفقة إىل املصلحة املتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -‬حترر املتعامل املتعاقد من مجي التزاماته جتاه املصلحة املتعاقدة‪.‬‬
‫‪ -‬رف اليد عن الضمانات أو الكفاالت (كفالة الضمان) املقدمة من طرف‬
‫املتعامل املتعاقد ثيسب احلالة بعد أجل شهر من االستالم‪.‬‬
‫‪ -‬بداية سريان التأمينات العشرية‪ 1‬بالنسبة املقاولني واملهندسني املعماريني إن مت‬
‫النص عليها‪.‬‬

‫‪ 1‬ال تسري مدة الضمان إال من تاريخ االنتهاء تنفيذ التحفظات و تسليم البناء إىل املالك‪ ،‬ألن التحفظ يعين عدم توافر الرضاء الكامل من جانب مالك البناء (صاحب املشروع)‬
‫عنه‪ ،‬و بالتايل ال تتوافر به شروط التسلي م القانوين الذي جيب أن يعرب عن إرادة واضحة و سليمة من جانب صاحب املشروع تفيد قبوله إياه‪ .‬و هذا فضال عن أن تسليم األشغال م‬
‫التحفظ يعد من قبيل القبول املؤقت له و ليس القبول النهائي‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫وطبقا للقواعد العامة فإن التسليم ميكن أن يكون صرحيا من خالل عمل كتايب‪ ،‬كما سبق‬
‫ذكره‪ ،‬يعلن فيه صاحب املشروع أو من ميثله استالمه األشغال بأوصافه املختلفة وفقا للشروط‬
‫واملواصفات املوجودة بالعقد‪.1‬‬

‫وقد يكون هذا القبول ضمنيا من خالل دف مالك البناء (صاحب املشروع) املقابل املتفق‬
‫عليه أو املتبقى منه بينه وبني املقاول األشغال‪ ،‬وقد يكون ذلك من خالل احليازة الفعلية لألشغال‬
‫ولكن جيب أن تكون إرادة مالك البناء (صاحب املشروع) يف هذا القبول الضمين واضحة ال لبس‬
‫فيها وال غموض بشرط حتقق اإلشارة إليه (التسليم املادي) يف العقد الذي يربط املقاول األشغال م‬
‫مالك البناء (صاحب املشروع)‪.2‬‬

‫كما ميكن أن يكون استالما قضائيا إذا ما حدث خالف بني مالك البناء (صاحب‬
‫املشروع) وبني مقاول األشغال حول املواصفات اليت جيب أن يتمت هبا البناء‪ ،‬فهنا يستعني القاضي‬
‫بأحد اخلرباء وذلك ألجل تقرير مدى توافر تلك املواصفات‪ ،‬ويقرر بعدها القاضي تسليم البناء‬
‫للمالك (صاحب املشروع) إذا اثبت اخلبري توافر تلك املواصفات‪.3‬‬

‫د‪.‬فاروق األباصريى‪ ،‬حنو توسي مفهوم املعماري‪ ،‬املسؤول عن عيوب البناء (املسؤولية العشرية لصان مكونات العمل املعماري)‪ ،‬املؤمتر الثامن عشر عقود البناء و التشييد بني القواعد‬
‫القانونية التقليدية و النظم القانونية املستحدثة‪ ،6101 ،‬ص‪.653 .‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Boubli (B.), La responsabilité et l’assurance des architectes, entrepreneurs, L.J.N.A,. p.121 et s.‬‬
‫‪ 2‬د‪.‬فاروق األباصريى‪ ،‬حنو توسي مفهوم املعماري‪ ،‬املسؤول عن عيوب البناء (املسؤولية العشرية لصان مكونات العمل املعماري)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.650-651.‬‬
‫‪ 3‬د‪.‬فاروق األباصريى‪ ،‬حنو توسي مفهوم املعماري‪ ،‬املسؤول عن عيوب البناء (املسؤولية العشرية لصان مكونات العمل املعماري)‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.650 .‬‬

‫‪95‬‬
‫المطلب الثالث‬

‫التفرقة بين األمر التغييري واألعمال اإلضافية‬


‫في صفقات األشغال العمومية‪.‬‬

‫وقد أصبحت أوامر التغيري يف الصفقات العمومية ضرورة‪ ،‬يف املشاري الضخمة واملعقدة ولعل‬
‫العمل ال يكتمل بطريقة مرضية بدون اللجوء هلذه األوامر‪.‬‬
‫أن حق املتعامل املتعاقد يف طلب املصاريف اجلديدة الناجتة عن األمر التغيريي إمنا تتحدد يف‬
‫حاالت معينة‪ ،‬يف حني ال حق له يف املطالبة بأي مصاريف خارج الصفقة يف حاالت أخرى‪ ،‬ولعل‬
‫أحد أهم املعايري يف حتديد ذلك هو دخول ما قام به املتعامل املتعاقد ضمن مفهوم األعمال‬
‫اإلضافية‪ ،‬وإذا ما أردنا حتديد هذا املفهوم وجب بداية الرجوع للقواعد العامة يف العقود وحتديدا نص‬
‫املادة ‪ 015‬من قانون املدين اجلزائري واليت جاء فيها‪" :‬جيب تنفيذ العقد طبقا ملا اشتمل عليه وثيسن‬
‫نية‪ ،‬وال يقتصر العقد على إلزام املتعاقد مبا ورد فيه فحسب‪ ،‬بل يتناول أيضا ما هو من مستلزماته‬
‫وفقا للقانون‪ ،‬والعرف‪ ،‬والعدالة‪ ،‬ثيسب طبيعة االلتزام‪.‬‬
‫ومن خالل هذا النص نقول‪ ،‬أن تنفيذ العقد يقتضي بالضرورة تنفيذ كل ما يرتبط به ويشكل‬
‫مشتمالت ومستلزمات له‪ ،‬وهذه قد ال ترد صراحة بالعقد ولكنها تفهم من العرف وظروف التعامل‬
‫وطبيعته‪ ،‬كل ما سبق من أعمال ال تصلح لتكون حمال لألمر التغيريي‪ ،‬ألهنا ال تدخل ضمن مفهوم‬
‫األعمال اإلضافية‪ ،‬فتنفيذها جزء ال يتجزأ من تنفيذ ذات الصفقة أو العقد وعلى ذلك أن نطاق‬
‫األوامر التنفيذية يتحدد مبا هو عمل إضايف‪ ،‬ويشرتط أال يكون من مستلزمات العقد أو الصفقة‪.1‬‬
‫وميكن بناء العالقة التالية بني العمل اإلضايف واألمر التغيريي‪ ،‬كل عمل إضايف هو بالضرورة‬
‫أمر تغيريي ولكن ليس كل أمر تغيريي هو عمل إضايف لتفسري ذلك فإن العمل اإلضايف غالبا ما‬
‫يكون إضافة وزيادة على ما هو قائم‪ ،‬أما األمر التغيريي فقد يكون زيادة مثل إضافة أشغال‪ ،‬وقد‬
‫يكون إزالة كهدم مثال وبالنتيجة فإن األمر التغيريي أوس من العمل اإلضايف‪.‬‬

‫و ال يعين هنا تعديل العقد‪ ،‬و إمنا تكملة العقد مستلزماته الوصول إىل ما أراده طريف العقد ال التعديل و التغيري يف ذلك‪ .‬و إذا أخذنا صفقات األشغال العمومية فإن اإلدارة تريد‬ ‫‪1‬‬

‫الوصول إىل حتقيق املنشآت و املتعامل إىل حتقيق اكرب قدر من املال‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫إن نطاق األمر التغيريي يتضمن حذف أو إلغاء بعض األعمال‪ ،‬ومن املمكن هنا أن تتأثر‬
‫حقوق املتعامل املتعاقد املالية سلبا‪ ،‬حيب سيرتتب على إلغاء بعض األعمال خفض التكاليف مما‬
‫ينعكس على البدل الذي يتقاضاه املتعامل املتعاقد‪ ،‬ومن هنا ال جيوز إصدار أمر تغيريي بإلغاء جانب‬
‫من األعمال وتكليف متعامل آخر هبا‪ ،‬الن ذلك يضر مبصاحل املتعامل املتعاقد وقد يتخذ األمر‬
‫التغيريي صورة التغيري يف طرق التنفيذ وذلك ألسباب تتعلق بتغري لظروف مما يؤدي إىل صعوبات يف‬
‫التنفيذ ويرتبط بذلك أيضا تعديل تسلسل األعمال‪ ،‬حيب يقدم املتعامل عادة جدوال زمنيا يبني فيه‬
‫بالرتتيب األعمال اليت سينفذها يف األشغال فمن املمكن واحلالة تلك أن تصدر اإلدارة أمرا تغيرييا‬
‫يغري من توقيت هذه األعمال بالتقدمي أو التأخري‪ ،‬م مراعاة ما قد ينشأ عن ذلك من منح املتعامل‬
‫املتعاقد مدة إضافية أو تعويضات مىت حتمل نفقات إضافية‪.‬‬
‫واألصل يف الصفقات العمومية عدم إصدار أوامر تغيريية‪ ،‬حيب جيب أن يكون العقد مبا فيه‬
‫من بنود كافيا على التدليل على األعمال املطلوبة ونتيجة لذلك ال يكون عمال إضافيا أي عمل‬
‫منصوص عليه يف العقد‪ .‬أما ما يعترب كذلك فهو ما مل يكن مذكورا بالعقد‪ ،‬وما ال ميكن اعتباره من‬
‫مشتمالت العقد أو مستلزماته ولو مل يكن مذكورا فيه صراحة‪.‬‬
‫ومن ذلك أن أي عمل يقوم به املتعامل املتعاقد بناء على أمر مستوف للشروط‪ ،‬أو بناء على‬
‫متطلب قانوين هو عمل إضايف يستحق عليه تعويض وكذلك األعمال اإلضافية املستعجلة ويف حالة‬
‫الطوارئ‪ ،‬ختول املتعامل تعويضا‪ ،‬إذا تبني عدم إمكانية احلصول على أمر إجرائها واليت كانت ضرورية‬
‫للمحافظة على ممتلكات اإلدارة‪ ،‬أما ما خيرج عن مفهوم العمل اإلضايف فهو كل األعمال املنصوص‬
‫عليها ابتداء بالعقد‪ ،‬كقيام املتعامل باستخدام مواد أفضل من حيب نوعية بدون أمر‪ 1‬وأي عمل‬
‫يقوم به املتعامل خارج نطاق العقد وبدون أي أمر‪ ،‬واألعمال اليت تعترب ضرورة لتنفيذ العقد عندما‬
‫يكون السعر غي الصفقة حمددا بشكل إمجايل‪ ،‬و أخريا أي أوامر تغيري تتخذ من قبل اإلدارة إلصالح‬
‫أخطاء‪ 2‬إرتكبها املتعامل املتعاقد ال تعترب عمال إضافيا‪.‬‬

‫‪ 1‬و هو احلال عندما مت إعادة هدم جزء من خط الرتاموي اجلزائر نتيجة استعمال امسنت مغشوش (جريدة اخلرب سنة ‪.)6100‬‬
‫وحتديد األخطاء يف عملية االجناز يؤول االختصاص إىل هيئة الوطنية لرقابة األشغال العمومية ‪ CTTP‬بناء على تقريرها أو من طرف املشرف على األشغال‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪97‬‬
‫الفرع األول‬
‫إشكالية تعديل الصفقة أم تعديل االلتزام؟‬

‫ينعقد العقد بإرتباط اإلجياب والقبول وتطابقهما‪ ،‬وتعديل العقد بعد انعقاده إمنا حيتاج على‬
‫إجياب وقبول جديد من قبل األطراف أما الصفقة العمومية مبجرد املنح النهائي واإلعتماد وينصب‬
‫التعديل عادة على شروط العقد كالسعر موعد االستالم‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬وهذا يدفعنا إىل توضيح‬
‫مسالتني يف غاية األمهية‪ ،‬األوىل أطراف صفقة األشغال العمومية‪ ،‬حيب أن أطرافه مها املصلحة‬
‫املتعاقدة واملتعامل املتعاقد‪ ،‬مبعىن أن آثار وشروط الصفقة ال تنطبق إال بني األطراف ومها املصلحة‬
‫املتعاقدة واملتعامل املتعاقد‪ ،‬ووفقا لألصول القانونية فإن من كان غري طرف بالعقد ال ميلك أن يعدل‬
‫فيه‪ ،‬فحق التعديل يف اإلتفاقات العادية إمنا هو حق خالص لطريف العقد وحيتاج إىل تالقي اإلجياب‬
‫م القبول‪ ،‬أما يف الصفقات العمومية فحق التعديل إمنا هو حق خالص لإلدارة‪ ،‬ولكن من طبيعة‬
‫الصفقة باعتبارها طلبية فان من طبيعي أن التعديل يصدر من مانح األمر‪.‬‬

‫أما املسألة الثانية فإمنا تتعلق بالتمييز بني تعديل العقد وإبرام عقد جديد‪ ،‬إن إبرام العقد إمنا‬
‫يعين إرتباط وتوافق إرادتني على األقل ألحداث أمر قانوين معني‪ ،‬ويرتتب على ذلك إتفاق إرادة‬
‫األطراف على طبيعة التصرف والذي حيدد بدوره اآلثار القانونية املراد الوصول إليها‪ ،‬ويعرب عن هذا‬
‫املفهوم بالرتاضي‪ ،‬وال يتم الرتاضي إال باالتفاق على مجي املسائل اجلوهرية للعقد‪ ،‬أما املسائل‬
‫التفصيلية فاملبدأ العام أن االتفاق عليها ليس شرطا النعقاد العقد‪ ،‬ما مل تنصرف إرادة األطراف ألن‬
‫يكون األمر كذلك‪ ،‬وهو األمر بالنسبة للصفقة األشغال العمومية فان يف حالة تعديل ال يكون إال‬
‫مبلحق‪ ،‬ومن هنا جاز القول إن تعديل الصفقة إمنا ينصب على الشروط ولكنه ال ميس بأي حال‬
‫طبيعة الصفقة ونوعها كتصرف قانوين فعلى سبيل املثال إذا كان موضوع التعديل هو إلغاء الثمن يف‬
‫عقد البي مل يعد هذا تعديال وإمنا أصبح تصرفا قانونيا مستقال هو اإلبراء‪ ،‬وبدوره يلغي عقد البي‬
‫املربم‪ ،‬كما هو الشأن يف جمال الصفقات العمومية فان إلغاء اإلعتمادات يلغي الصفقة املربمة وعلى‬
‫ذلك فتعديل الصفقة ينصب على املسائل التفصيلية ال املسائل اجلوهرية‪.‬‬

‫ويف جمال صفقات األشغال العمومية وبقدر ما يتعلق باألمر التغيريي‪ ،‬فان األمر التغيريي هو‬
‫تغيري "ضمن العقد" وليس تغيرييا "بالعقد"‪ ،‬حيب أن التغيري بالعقد يتطلب فسخ العقد األصلي‬
‫‪98‬‬
‫وإستبداله بآخر‪ ،‬أما األمر التغيريي "ضمن حدود العقد" إمنا ينصب على التغيري بالعمل أو الوسائل‬
‫املستخدمة فيه واهلدف من وجود األوامر التغيريية يف صفقة العمومية هو جتنب احلاجة إىل التعاقد‬
‫جمددا وإلغاء العقد األصلي كلما ظهرت حاجة للتغيري‪ ،‬وهو منطق الطلبية‪.‬‬

‫وقد ورد يف املادة ‪ 36‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة اخلاصة بالصفقات األشغال التابعة‬
‫لوزارة األشغال وجتديد البناء لسنة ‪ 0223‬أنه وبعض األمثلة على ما يدخل ضمن األمر التغيريي‬
‫وهي‪" :‬عندما تتضمن الصفقة تفصيال تقديريا ينب أمهية خمتلف أنواع األشغال‪ ،‬وعندما يتبني أن‬
‫التغيريات اليت تأمر هبا اإلدارة أو تنتج عن ظروف غري متأتية من خطأ أو عمل املقاول‪"... ،‬‬
‫و"عندما يرتأى‪ ،‬دون إجراء تغيري يف موضوع الصفقة ضرورة تنفيذ األشغال غري املدرجة يف اجلدول أو‬
‫يف التسلسل‪ ،‬أو تعديل منشأ األدوات كما هي مبينة يف دفرت الشروط اخلصوصية‪ ،‬يعمد املقاول فورا‬
‫إىل تطبيق أوامر املصلحة‪( "...‬املادة ‪ 62‬من د‪.‬ش‪.‬إ‪.‬ع)‪ ،‬واملالحظة األوىل هنا أن التغيريات تندرج‬
‫ضمن التنفيذ العادي للصفقة إذا تضمن تفصيال تقديريا هذه القائمة هي على سبيل احلصر حيب‬
‫وهذه الصياغة‬ ‫أفتتح النص بتعبري "ميكن أن يشمل كل تغيري (أمر التغيريي) على ما يلي‪.‬‬
‫تنصرف إىل هذا املعىن أما املالحظة الثانية فجمي ما ورد يف النص هو من قبيل التغيري ضمن نطاق‬
‫العقد ال التغيري يف العقد ذاته‪.‬‬

‫ويف هذه اجلزئية يلتقي مفهوم التغيري م التعديل‪ ،‬ففي احلالني ال جيوز هدم أساس العقد‬
‫حيب ينصب التغيري والتعديل على التفاصيل‪ ،‬وإال كنا ثياجة إىل التعاقد من جديد وعلى سبيل‬
‫املثال‪ ،‬عندما يكون موضوع االلتزام إقامة جسر‪ ،‬ال متلك اإلدارة إصدار أمرا تغيرييا مفاده من إقامة‬
‫جسر إىل إقامة نفق‪ ،‬فهذا ليس أمرا تغيرييا وإمنا هدما للصفقة األصلية‪.‬‬

‫واملصلحة املتعاقدة هي صاحبة األمر (صاحبة املشروع) ويتم لفائدهتا إجناز املبىن وتتوىل‬
‫املسؤولية التقنية والقانونية واملالية يف قيادة األشغال العمومية وميكن أن تستعني مبصلحة أو مبؤسسة‬
‫عمومية يف إطار اإلشراف املنتدب لألشغال تفوض من خالله السلطات اليت متنحه هلا ِصفتها يف‬
‫االتفاق وليس النشاط الذي متارسه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫تمايز مفهوم الحرية التعاقدية في القانون‬


‫المدني عنه في القانون العام‬

‫ال خيتلف‪ ،‬إثنان يف ارتكاز القانون املدين يف نظرته إىل احلرية التعاقدية إىل مفهوم املساواة‬
‫القانونية بني طريف العقد‪ ،‬ثييب أن لكل من املتعاقدين احلرية يف التفاوض والدفاع عن حقوقهما‬
‫ومصاحلهما يف مواجهة بعضهما البعض على قدم املساواة فال جمال لتدخل القانون باعتبار أن العقد‬
‫هو نتاج إرادة الطرفني احلرة فاالتفاقيات املربمة بشكل قانوين تأخذ مرتبة القانون بالنسبة لعاقديها‬
‫باإلسقاط على الصفقة‪ ،‬يتعامل القانون املدين م هذا العقد كباقي العقود‪.‬‬
‫بكون الطرفني على قدم املساواة وميتلكان ذات احلرية التفاوضية والتعاقدية وذات القدرة‬
‫التفاوضية غري أن هذه احلرية يف املشارطة والتفاوض هي يف حقيقة األمر غري موجودة وغري متحققة‬
‫يف الصفقة‪ ،‬الذي مل يقدم خالل املرحلة التحرر الرأمسايل سوى النموذج األكثر وضوحا لعقد اإلذعان‬
‫منه للعقود الرضائية ومما رأينا سابقا‪ ،‬فإن التعاقد مل يكن يربر من خالل مفهوم احلرية التعاقدية‪ ،‬وإمنا‬
‫من خالل معايري خمتلفة كاحلاجة لسداد االحتياجات اإلدارة ورقابة تنفيذ نفقات التجهيز العمومي‪،‬‬
‫والبعب التنمية االقتصادية‪ ،‬دون أن يكون مصدر هذا التوافق بالضرورة اإلرادة التعاقدية املشرتكة‬
‫النابعة من مفهوم سلطان اإلرادة مما جيعل البحب عن مفهوم آخر هلذه احلرية التعاقدية‪ ،‬مفهوم يقوم‬
‫على الفلسفة االقتصادية ال املدنية‪.‬‬
‫ينص املرسوم التنفيذي رقم ‪ 661-00‬املؤرخ يف ‪ 06‬جوان ‪ ،6100‬الذي حيدد كيفيات امتياز‬
‫استعمال املوارد املائية بإقامة هياكل حتلية مياه البحر أو نزع األمالح أو املعادن من املياه املاحلة من‬
‫أجل املنفعة العمومية أو تلبية احلاجيات اخلاصة‪ ،‬يف مادته الثالثة (‪ ،)3‬على امتياز اهلياكل املنجزة‬
‫لغرض املنفعة العامة وإمتياز للهياكل املنجزة لتلبية احلاجيات اخلاصة‪ ،‬فاألول مينحه الوزير املكلف‬
‫باملوارد املائية والثاين من طرف الوايل املختص إقليميا‪ .1‬وجند يف املادة ‪ 65‬من دفرت الشروط اإلدارية‬
‫العامة لسنة ‪ 0223‬أنه ال جيوز للمقاول‪ ،‬بغية التنصل من التزامات صفقته أو بغية تقدمي أية شكوى‪،‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 02‬جوان ‪ ،6100‬ع‪ ،33.‬ص‪.5.‬‬

‫‪100‬‬
‫االدعاء مبطالب قد تكون نامجة عن‪ :‬االستغالل املباشر لألمالك العمومية و املصاحل العمومية‬
‫والسيما وجود وحفظ شبكات القنوات واجملاري واألسالك من كل نوع‪."...‬‬
‫أوال ‪ -‬المراجعة صفقة األشغال العمومية أثناء التنفيذ‪.‬‬

‫ففي قواعد القانون اخلاص فإذا كان التعديل مسموح به فاملصدر الذي يأخذ به هو حرية‬
‫التعاقدية اليت يتمت هبا األطراف‪ ،1‬أما اإلدارة يفرض عليها التعديل بسبب املصلحة العامة‪ ،‬وبند‬
‫املراجعة هي تقنية تعديل العقد يف خدمة القوة اإللزامية‪ ،2‬أما العوامل اليت تؤدي إىل التعديل هي‬
‫تطور املعطيات اليت جتعل اختالل بتوازن الصفقة إىل درجة أن تنفيذ العقد يصبح قاهر على طرف‬
‫األخر‪ ،‬مما يضعف من االلتزام الطرف األخر‪ ،‬وأحسن مثال على ذلك هو ارتفاع األسعار املواد البناء‬
‫واألشغال العمومية إىل درجة أن املؤسسات توقفت عن العمل وأصبحت تطالب السلطات العمومية‬
‫(وزارة التجارة) بالتدخل‪ .‬وجيدر بنا هنا الرجوع إىل عنصر "السبب" الصفقة الذي ميكن أن يسمح‬
‫لنا بتحديد بداية انطالق عملية املراجعة الصفقة‪ ،‬والسبب يف القانون اجلزائري هو شرط لصحة‬
‫العقد و زوال السبب أثناء تنفيذ العقد ليس له اثر على صحة العقد‪ ،‬ولكن يأخذ القاضي بعني‬
‫االعتبار هذه احلالة‪ ،‬ووجود السبب يقدر بصفة موضوعية (سبب االلتزام)‪ .‬والسبب هو اهلدف‬
‫املباشر الذي حيدد االلتزام املتعاقد (املصلحة املتعاقدة) وهي خاصة للبحب عن بواعب ‪Mobiles‬‬
‫للمتعامل املتعاقد‪ ،‬فالقاضي يتأكد من وجود مقابل التزام املدين (املتعامل املتعاقد) (السبب‬
‫املوضوعي) ففي اتفاقية ملزمة جلانبني فان سبب التزام املدين هو التزام الطرف اآلخر ويزول السبب‬
‫عند زوال سبب التزام الطرف األخر‪( 3‬أي يعجز عن تنفيذ التزامه مما يرتتب عنه زوال السبب)‪ ،‬فتغري‬
‫يف الظروف ال يكفي لتطبيق نظرية الظروف الطارئة البد من توفر شروط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« Ce que la force obligatoire du contrat ne permet pas, en raison de l'intangibilité du contrat, la liberté‬‬
‫‪contractuelle le permet : les parties sont libres de réviser le contrat, de l'amender, d'en modifier le contenu, le‬‬
‫‪prix, l'objet, etc. Cette révision peut s'opérer grâce à un aménagement dès la conclusion du contrat initial,‬‬
‫‪puisque les parties peuvent prévoir comment le mécanisme de révision du contrat sera déclenché, d'une part, et le‬‬
‫‪déroulement de la procédure de révision, d'autre part » Mekki, « Hardship et révision des contrats – 2.‬‬
‫‪L'harmonisation souhaitable des conditions de la révision pour imprévision », JCP, 2010, 1257. V. également du‬‬
‫‪même auteur « Hardship et révision des contrats – 1. Quelle méthode au service d'une harmonisation entre les‬‬
‫‪droits ? », JCP, 2010, 1219‬‬
‫‪2‬‬
‫‪« Une technique de modulation du contrat au service de sa force obligatoire », M. Mekki, « Hardship et‬‬
‫‪révision des contrats – 1. Quelle méthode au service d'une harmonisation entre les droits ? », art. préc., n° 17.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪THIERRY (Jean-Baptiste), Favoriser l’investissement grâce au droit des contrats : l’exemple de l’imprévision,‬‬
‫‪colloque 2011.pp. 166-170.‬‬

‫‪101‬‬
‫واملراجعة ألسباب خارجة عن االتفاق اجملسد بني املتعاقدين كالظروف الطارئة أصبح يف الوقت‬
‫احلديب‪ ،‬من خالل ابتذاله من طرف األفراد واألشخاص العمومية‪ ،‬ضرورة للحفاظ على العقد‬
‫وقوته‪ ،1‬وهذا ما سوف نتناوله يف الفرع التايل‪.‬‬
‫ويتم مراجعة الصفقة بواسطة امللحق‪ ،‬وميكن مبوجبه زيادة خدمات أو عمليات جديدة تدخل‬
‫يف موضوع الصفقة اإلمجايل (املادة ‪ 6/013‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪.)63-06‬‬
‫ويضيف من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 63-06‬املعدل لقانون الصفقات العمومية ‪ 6101‬أنه ميكن‬
‫للمصلحة املتعاقدة عندما تربر الظروف ذلك‪ ،‬متديد صفقة ألداء خدمات أو اقتناء لوازم‪ ،‬مبوجب‬
‫ملحق‪ ،‬للتكفل بالنفقات الضرورية لضمان مواصلة اخلدمة العمومية وميكن اإلشارة إىل املالحظات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬أن متديد صفقة خيص صفقات اخلدمات أو اقتناء لوازم دون صفقات األشغال‪.‬‬
‫‪ -6‬مل حيدد مىت يتم التحديد عند اإلبرام أو أثناء التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -3‬التكفل بالنفقات الضرورية لضمان مواصلة اخلدمة العمومية أي مبا تكلفه اخلدمة العمومية من‬
‫نفقات ال يتعلق األمر بتسيري أو أداء اخلدمة العمومية من طرق املتعامل ملتعاقد‪ ،‬أي أن اخلدمات‬
‫واللوازم يعتربان وسائل تسمح لإلدارة ضمان مواصلة اخلدمة العمومية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬تعديل صفقات األشغال العمومية بفعل عوامل خارجية‪.‬‬


‫وميكن لإلدارة أن متنح للمتعاقد معها بعض االمتيازات السلطة العامة من أجل تسهيل تنفيذ‬
‫األشغال (نزع امللكية‪ ،)...،‬وال متنح هذه االمتيازات مباشرة للمتعاقد وإمنا يتم النزع بواسطة اإلدارة‪،‬‬
‫ولكن يف جمال األشغال العمومية ولبقاء واستمرارية االتفاق واحلفاظ على التوازن املايل لالتفاقية يلجأ‬
‫إىل وسائل قانونية‪ ،‬كما أنه من الواجب علينا أن نشري إىل أن النظام القانوين اجلزائري اعتمد على كل‬
‫من نظرية الظروف الطارئة وتبعات التقنية (الصعوبات املادية غري املتوقعة)‪ ،‬م اإلشارة إىل نظرية‬
‫فعل األمري اليت ال توجد هلا مكانة يف النظام القانوين وإمنا هي من ابتكار القضاء الفرنسي وإستتبعه‬
‫القضاء اجلزائري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« L’admission de la théorie de l'imprévision ne constituerait pas nécessairement une exception à la force‬‬
‫‪obligatoire du contrat – garantie par les règles relatives à l'exécution – mais juste un aménagement de son‬‬
‫‪intangibilité », v. J.-P. Chazal, « De la signification du mot loi dans l'article 1134, alinéa 1er, du code civil »,‬‬
‫‪Rev. trim. dr. civ., 2001, p. 265.‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ - 0‬نظرية فعل األمير‪.‬‬
‫عندما تتفاقم‪ ،‬بفعل السلطة العمومية (األمري)‪ ،‬شروط تنفيذ االتفاق (مثال عند طلب‬
‫خدمات إضافية غري مقررة يف العقد أو تعديل يف اخلدمات املقررة مبناسبة ممارسة سلطاهتا)‪ ،‬وعلى‬
‫هذا األساس فإنه على اإلدارة أن تعوض املتعاقد معها تعويضا كليا‪ 1‬لضرر (النقص أو اخلسارة) الذي‬
‫حلقه‪ ،2‬ويطبق يف هذه احلالة مبدأ احرتام التوازن املايل للعقد‪.3‬‬
‫ويتعني على اإلدارة تعويض املتعامل املتعاقد معها عن كل زيادة يف الطلبات من شأهنا تفاقم‬
‫شروط تنفيذ العقد‪ ،‬والناجتة عن قرار الصادر عن اإلدارة املعنية‪ ،‬ليس مبناسبة تنفيذ العقد ولكن‬
‫على أساس ممارسة إحدى صالحياهتا أو اختصاصاهتا (مثال التعديل يف قواعد املطبقة على التعمري)‪.4‬‬
‫وال تطبق هذه النظرية عندما يكون التفاقم األعباء بفعل شخص عمومي آخر غري املتعاقد‬
‫م املتعامل املتعاقد‪ ،‬أجنبية عن العقد (مثال تفاقم بسبب وض أحكام من قبل الدولة (الئحة‪،‬نظام)‬
‫لألعباء امللقاة على الصفقة املربمة من طرف مجاعة إقليمية‪ ،‬بفرض رسم أو ضريبة جديدة‪ ،5‬مثال‬
‫فرض رسم على املواد البناء املستوردة‪.‬‬

‫‪ - 6‬نظرية الظروف الطارئة‪.‬‬

‫وتأخذ هذه النظرية بعني االعتبار التقلبات االقتصادية أثناء تنفيذ االتفاق‪ ،6‬وبالتايل فإن‬
‫تعديل يف شروط االقتصادية (كتضخم األسعار مواد األولية (وهذا بفعل زيادة يف الطلب‪ )7‬الضرورية‬
‫حلسن تنفيذ االتفاق)‪ ،‬ومتكن هذه النظرية من احلفاظ على التنفيذ املادي لالتفاق ومثال على ذلك‬
‫تضارب يف األسعار املواد األولية للبناء‪ ،‬فهنا ال ميكن تطبيق نظرية القوة القاهرة لسماح بوقف تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫‪Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière‬‬
‫‪Au droit commun, Annual Conference 18th Building and construction contracts Between Tradional legal Rules‬‬
‫‪& Developed legal Systems, 2010, p.27.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪CE 21 mars 1910 Cie Française des tramways, citée par Dr. Gherardi (Eric), Le Régime du contrat de Marche‬‬
‫‪de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière Au droit commun, op.cit., p.28.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière‬‬
‫‪Au droit commun, op.cit., p.28.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière‬‬
‫‪Au droit commun, op.cit., p.28.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière‬‬
‫‪Au droit commun, op.cit., p.28.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Le but de la révision du contrat pour imprévision est « de rééquilibrer les pouvoirs de négociation», B.‬‬
‫‪Deffains, S. Ferey « Pour une théorie économique de l'imprévision en droit des contrats », Rev. trim. dr. civ.,‬‬
‫‪2010, p. 719.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪« L’inflation des prix, mesurée par l’Indice des Prix à la Consommation (IPC du GA), elle tendrait à augmenter‬‬
‫‪en 2006 par rapport à 2005 sous la pression de la demande. », CONSEIL NATIONAL ECONOMIQUE ET‬‬
‫‪SOCIAL, NOTE DE CONJONCTURE DU PREMIER SEMESTRE 2006, Juillet 2006‬‬

‫‪103‬‬
‫ ولكن قد تؤدي إىل إفالس املتعامل املتعاقد م اإلدارة أو على األقل يصبح إفالسه مؤجال‬،‫العقد‬
‫وحلماية األمالك اخلاصة للدولة أو ضمان اخلدمة العمومية فإنه يق على اإلدارة عبء اقتسام ثقل‬
‫ بدف للمتعامل املتعاقد تعويض الذي يسمح له‬aléa économique ‫التقلب االقتصادي‬
‫ ويف حالة عدم حصول املتعامل‬،‫مبواصلة تنفيذ العقد وحصوله على الفائدة اليت تعاقد من أجلها‬
‫املتعاقد عن فائدة من تنفيذ العقد فيتعني على اإلدارة أن حتافظ على التوازن املايل بدف الزيادة‬
.2‫ ويكرس التوازن املايل عن طريق مراجعة االتفاق‬،1‫الالزمة‬
‫ مستقلة عن‬،‫ ثييب جيب أن تكون الوقائ غري متوقعة‬،‫ولتطبيق هذه النظرية البد من شروط‬
‫ وميكن أن حتدث تلك الوقائ‬،‫إرادة األطراف وتؤدي إىل اختالل يف التوازن االقتصادي العام للعقد‬
‫ وهذه احلالة ال تطبق فيها نظرية الظروف الطارئة وإمنا‬،‫من طرف شخص عمومي أجنيب عن العقد‬
‫ وعلى املتعامل املتعاقد مواصلة تنفيذ العقد حىت تعيد اإلدارة املتعاقدة التوازن‬،3‫نظرية فعل األمري‬
‫ ويف حالة املخالفة املتعاقد بالتزام استمرار التنفيذ يعرض نفسه‬،‫االقتصادي للعقد بدف املبالغ الالزمة‬
‫ وإذا استمرت التقلبات االقتصادية دون توقف يفتح اجملال إىل إهناء العقد لضرورة‬،4‫إىل عقوبة الفسخ‬
.5‫املصلحة العامة‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن النطاق الطبيعي لنظرية الظروف الطارئة تكون يف االتفاقات أو العقود‬
‫ أما العقد الفوري فال‬،‫ إلمكان تغري الظروف يف أثناء سريانه عما كانت عليه وقت إبرامه‬،‫املستمرة‬
‫ وإستعمال نظرية الظروف الطارئة يهدف إىل احلفاظ على‬،6‫خيض للنظرية إال إذا كان تنفيذه مؤجال‬
.7‫دينامكية العقد‬

1
Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière Au droit
commun, op.cit., p.28.
2
Les implications économiques de la révision du contrat sont délicates à cerner avec précision : « la révision du contrat est
certes souvent le seul moyen d'éviter la ruine d'une des parties et par là l'inexécution du contrat […]. Mais admettre la
révision dans un cas, c'est risquer de mettre le cocontractant dans l'impossibilité d'exécuter les obligations assumées par lui
dans d'autres contrats et par là même provoquer un déséquilibre généralisé […]. Or le juge est mal placé pour apprécier si
sa décision, particulière par définition, sera, au regard de l'économie nationale, bonne ou mauvaise ", Y. Lequette, Grands
arrêts de la jurisprudence civile, préc., p. 190.
3
Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière Au droit
commun, op.cit., p.22.
4
Dr. Gherardi (E.), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière Au droit
commun, op.cit., p.22.
5
CE 9 décembre 1932, Cie des tramways de Cherbourg, RDP 1933, p. 117, concl. Josse, note Jèze.Dr. Gherardi (E.), Le
Régime du contrat de Marche de travaux Publics : Exemple d’une Exception Singulière Au droit commun, op.cit., p.22.
.00.‫ ص‬،0233 ‫ القاهرة سنة‬،‫ الكتاب األول يف نظرية العقد‬،‫ أصول االلتزامات‬،‫حليمي هبجت بدوي‬.‫ د‬6
7
« Refuser l'imprévision consiste à privilégier une sécurité statique, donc trompeuse, par rapport à une sécurité dynamique,
seule à même de protéger le contrat et de permettre la survie de ses caractères d'utilité et de justice» Ph. Le Tourneau (sous
la dir.), Droit de la responsabilité et des contrats, Dalloz, 2010, 8e éd., Dalloz Action, n° 3703.

104
‫المبحث الثاني‬
‫نظام المسؤولية المطبق على صفقات األشغال العمومية‬
‫ونطرح يف هذا املبحب إىل املسؤولية املطبقة على الصفقات األشغال العمومية وجند املنازعات‬
‫االتفاقية وهي تلك اخلالفات اليت تنشأ بني املصلحة املتعاقدة من جهة واملتعامل املتعاقد من جهة‬
‫وهدفها‬ ‫أخرى مبناسبة تنفيذ الصفقة (املادة ‪ ،)005‬و املسؤولية العشرية وهي الحقة للصفقة‬
‫محاية صاحب املشروع أو صاحب املنشأة من أي عيب يف األشغال العمومية‪ ،‬واملسؤولية اإلدارة‬
‫الناجتة عن تنفيذ األشغال العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫فسخ الصفقة في مجال صفقات األشغال العمومية‬

‫ميكن أن يتم فسخ الصفقة بصفة ودية أو فسخ الصفقة من جانب واحد‪ ،‬ويف احلالة األوىل‬
‫ال تقوم على أساس اخلطأ التعاقدي‪ ،1‬وإمنا بصفة ودية واملنصوص عليها يف دفرت الشروط اإلدارية‬
‫العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل لسنة‬
‫‪ ،0223‬وهذا األخري حيدد بعض احلاالت اليت جيوز فسخ الصفقة وديا وهي كاآليت‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫حق مقاول األشغال في فسخ الصفقة‬

‫وأشار دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء‬
‫واألشغال العمومية والنقل املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 20223‬حاالت الفسخ‬
‫عكس املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬منها‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬وذلك يف حالة إجراء اإلضافة على مجلة األشغال فال جيوز للمقاول رف أية مطالبة إال‬
‫إذا جتاوزت اإلضافة املقررة يف الصفقة ثيسب األسعار االبتدائية نسبة ‪ ، %61‬ففي هذه احلالة‬
‫للمقاول األشغال احلق الفسخ الصفقة فورا دون تعويض (املادة ‪ 31‬شطر ‪ 0‬د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches publics, op.cit., p.168.‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬

‫‪105‬‬
‫ثانيا – ترتف تلك النسبة إىل مقدار ‪ %51‬فيما خيص الصيانة أو التصليح (وهي عمليات‬
‫اليت تشملها األشغال كأشغال صيانة الطريق العمومي)‪.‬‬

‫وتعطي املادة ‪ 31‬شطر ‪ 3‬د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع استثناء تطبيق املقتضيات السالف ذكرها على‬
‫صفقات التوصية‪ ،‬وصفقات العميل وصفقات النفقات املراقبة نظرا لطبيعتها‪.‬‬

‫كما نصت املادة ‪ 30‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة‬
‫بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية و النقل‪ ،‬املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب‬
‫‪ ،10223‬على نفس األحكام فيما خيص النقص من مجلة األشغال‪.‬‬

‫وذلك يف حالة إجراء نقص يف مجلة األشغال فال جيوز للمقاول تقدمي طلب تعويض يف هناية‬
‫احلساب‪ ،‬إال إذا كان النقص أعلى من التخفيض مقدار على األسعار االبتدائية بنسبة تفوق ‪،%61‬‬
‫ففي هذه احلالة للمقاول األشغال احلق الفسخ الصفقة فورا دون تعويض (املادة ‪ 30‬شطر ‪0‬‬
‫د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع)‪.‬‬

‫ثالثا – ترف النسبة إىل مقدار ‪ %51‬فيما خيص الصيانة أو التصليح (وهي عمليات اليت‬
‫تشملها األشغال كأشغال صيانة الطريق العمومي)‪.‬‬

‫وتعطي املادة ‪ 30‬شطر ‪ 3‬د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع استثناء تطبيق املقتضيات السالف ذكرها على‬
‫صفقات التوصية‪ ،‬وصفقات العميل وصفقات النفقات املراقبة نظرا لطبيعتها‪.‬‬

‫أما احلالة الثالثة املشار إليها يف دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال‬
‫اخلاصة بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف ‪60‬‬
‫نوفمرب ‪ ،20223‬واملنصوص عليها يف املادة ‪ 33‬ضمن عنوان "التغيريات احلاصلة لألشغال" املادة‬
‫الفرعية األوىل حتت عنوان"حالة الصفقة املشتملة على تفصيل تقديري" املطة "ب" بعنوان "تبديل‬
‫األسعار" ويقصد تغيريات السعر يف الشطر األول انه إذا طرأ خالل األجل التعاقدي لألشغال تبديل‬
‫على أسعار األشغال بصورة أصبح معها املصروف الكلي لألشغال املنوي تنفيذها لفرتة ما بفعل‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬

‫‪106‬‬
‫الصيغ املزادة أو املنقوصة ألكثر من النصف بالنسبة للمصروف املقدر م األسعار الناجتة من ذات‬
‫الصيغ يف التاريخ األصلي اخلاص بآجال التنفيذ احملدد بأمر املصلحة فيستطي الوزير فتح الصفقة‬
‫تلقائيا‪ ،‬وللمقاول أيضا حق افسخ بتقدميه طلبا كتابيا باستثناء احلالة اليت يكون فيها مبلغ األشغال‬
‫الباقي تنفيذها و املقدر بالسعر األصلي ال يتجاوز ‪ %01‬و على أي حال جيب على املقاول متابعة‬
‫األشغال حلني صدور مقرر باملوضوع من اإلدارة‪.‬‬

‫رابعا – إذا طلب املقاول فسخ الصفقة‪ ،‬فان أسعار األشغال املنفذة بني تاريخ طلب الفسخ‬
‫والتاريخ الذي يبلغ بالفسخ تؤدي على سعر الصفقة املراجعة طبقا لصيغ تبديل األسعار وشريطة أن‬
‫ال يتجاوز األمد أكثر من شهرين بني التارخيني املذكورين‪.‬‬

‫خامسا – وإذا انقضى أكثر من شهرين بني التارخيني املبينني يف املقط ب ‪ 6‬أعاله‪ ،‬فان‬
‫األسعار املطبقة بعد انقضاء الشهر الثاين جيري التداول بشأهنا بني املقاول و اإلدارة يف حدود‬
‫األسعار املناسبة للمصاريف احلقيقية املضافة إليها بصفة إمجالية بنسبة قدرها ‪ %5‬كربح و إذا مل‬
‫حيصل أي اتفاق تؤدى للمقاول األسعار املؤقتة احملددة من قبل اإلدارة‪ ،‬م احتفاظه بتطبيق اإلجراء‬
‫احملدد يف املادة ‪ 56‬عند اللزوم‪.‬‬

‫الفر ع الثاني‬
‫سلطة المصلحة المتعاقدة في الفسخ من جانب واحد‬

‫سوف نتناول يف هذا الفرع سلطة املصلحة املتعاقدة يف الفسخ من جانب واحد دون خطأ‬
‫املتعاقد مث سلطة املصلحة املتعاقدة يف الفسخ من جانب واحد خبطأ املتعامل املتعاقد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سلطة المصلحة المتعاقدة في الفسخ من جانب واحد دون خطأ المتعاقد‬

‫لقد نصت على هذه احلالة املادة ‪ 003‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪15‬‬
‫أكتوبر ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ 1‬أنه زيادة على الفسخ من جانب واحد‬
‫ميكن القيام بالفسخ التعاقدي للصفقة‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬

‫‪107‬‬
‫وكما نصت املادة ‪ 003‬يف فقرهتا الثانية أنه يف حالة فسخ صفقة جارية التنفيذ بإتفاق‬
‫مشرتك‪ ،‬يوق الطرفان وثيقة الفسخ اليت جيب أن تنص على تقدمي احلسابات املعدة تبعا لألشغال‬
‫املنجزة واألشغال الباقي تنفيذها وكذلك تطبيق جمموع بنود الصفقة بصفة عامة‪.‬‬

‫كما نصت املادة ‪ 33‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال اخلاصة‬
‫بوزارة جتديد البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬املصادق عليه مبوجب القرار املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب‬
‫‪ ،10223‬حتت عنوان‪" :‬التوقيف املطلق لألشغال أو تأجيلها" يف املطتني ‪ 0‬و ‪6.‬‬

‫‪ – 0‬عندما تأمر اإلدارة بتوقيف األشغال بصفة مطلقة تفسخ املقاولة (الصفقة) فورا‪.‬‬

‫‪ – 6‬عندما تقرر اإلدارة تأجيل األشغال ملدة تزيد على سنة واحدة سواء كان ذلك قبل بدء التنفيذ‬
‫أو بعده‪ ،‬حيق للمقاول فسخ صفقته إذا طلب ذلك كتابيا دون اإلخالل بالتعويض الذي جيوز تأديته‬
‫له إذا اقتضى ذلك يف إحدى احلالتني‪.‬‬
‫ويتجه الفقه إىل تأسيس سلطة اإلدارة يف فسخ الصفقة بدون خطأ إىل أسباب املصلحة العامة وهذا‬
‫جيب أن تتوفر ثالث عناصر‪:‬‬
‫‪ – 0‬أن يصدر قرار الفسخ بصفة انفرادية يف قالب التنظيم‪.‬‬
‫‪ – 6‬أن يكون أسباب فسخ الصفقة بدون خطأ راج إىل حتقيق املصلحة العامة أو دوافعه املنفعة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن تلتزم اإلدارة بدف السعر مقابل التنفيذ اجلزئي الصفقة وكل النفقات اليت قام هبا مقاول‬
‫األشغال وما فاته من كسب (فوائد االستثمار) من جراء فسخ من جانب واحد‪ ،‬وللقاضي اإلداري‬
‫سلطة الرقابة على احرتام اإلدارة هذه القواعد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سلطة المصلحة المتعاقدة في الفسخ من جانب واحد بخطأ المتعامل المتعاقد‬

‫ونصت على هذه احلالة املادة ‪ 006‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر‬
‫‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ 1‬أنه إذا مل ينفذ املتعاقد التزاماته‪ ،‬توجه له املصلحة‬
‫املتعاقدة اعذارا ليفي بالتزاماته التعاقدية يف أجل حمدد‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬

‫‪108‬‬
‫وإن مل يتدارك املتعاقد تقصريه يف األجل الذي حدده اإلعذار‪ ،‬ميكن املصلحة املتعاقدة أن‬
‫تفسخ الصفقة من جانب واحد‪.‬‬

‫ال ميكن االعرتاض على قرار املصلحة املتعاقدة بفسخ الصفقة عند تطبيقها البنود التعاقدية يف‬
‫الضمان‪ ،‬واملتابعات الرامية إىل إصالح الضرر الذي حلقها بسبب خطأ املتعاقد معها‪ ،‬مبعىن أنه ال‬
‫ميكن أن تتاب اإلدارة املتعامل املتعاقد وال فسخ الصفقة إذا مل تقوم بإعذاره وجاء بأحكام الفسخ‬
‫املرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬أبريل ‪ 0206‬ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪،2‬‬
‫وجند نفس األحكام يف املرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 12‬نوفمرب ‪ 0220‬يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،3‬ويف املرسوم الرئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬يتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،4‬ويالحظ غياب أحكام الفسخ يف األمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان‬
‫‪ 0225‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية‪.5‬‬

‫كما حيق لإلدارة فسخ الصفقة إذا رأت عدم إمكانية قبول اخللف املقرتح أو إذا مل تقم‬
‫الشركة بتمثيلها يف األجل ‪ 05‬يوما‪ ،‬وحيق لإلدارة أيضا أن تقرر فسخ الصفقة يف احلالة اليت يتنب هلا‬
‫فيها عقب املناقصة أو طلب العروض‪ ،‬بأن الشركة مل تعد قائمة أو أضحى وضعها األساسي غري‬
‫قانوين‪.‬‬

‫ومن املبادئ اليت يقوم عليها قانون الصفقات العمومية هو مبدأ االقتصاد يف الفسخ ذلك أنه‬
‫ال جييز الفسخ إال باحرتام إجراءات وبعد حماوالت إجياد حلول ودية (املادة ‪ )531‬وتستند املصلحة‬
‫املتعاقدة يف فسخ الصفقة إال يف احلاالت املنصوص عليها يف دفرت الشروط اإلدارية العامة أما مناصري‬
‫القانون اإلداري التقليدي فان ردهم على ذلك يكون يف عبارة بسيطة وهي على أساس املصلحة‬
‫العامة أو املرفق العمومي‪.‬‬

‫‪ 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬


‫‪ 2‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬
‫‪ 3‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.6600.‬‬
‫‪ 4‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪ ،56.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 5‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬جوان ‪ ،0225‬ع‪،56.‬ص‪.500.‬‬

‫‪109‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫مسؤولية األطراف في مجال صفقات األشغال العمومية‬

‫ويرتتب يف حالة إخالل املتعامل املتعاقد بالتزاماته إىل قيام مسؤولية العشرية‪ ،‬ويف هذا اجملال‬
‫تناول املنازعات العقدية املنجرة عن الصفقات األشغال العمومية‪ ،‬واملسؤولية اإلدارية املنجرة أثناء‬
‫وبعد تنفيذ األشغال العمومية‪ ،‬وهذا عن طريق دراسة دفاتر الشروط والنصوص التنظيمية املتعلقة‬
‫بصفقات العمومية‪ ،‬ويف هذا اجملال نتناول مسؤولية العشرية للمتعامل املتعاقد (الفرع األول) ومسؤولية‬
‫اإلدارة عن أضرار األشغال العمومية (الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫مسؤولية المتعامل المتعاقد في صفقات األشغال العمومية‬

‫ويستعمل القانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 6101‬عدة اصطالحات لإلشارة إىل املتعامل‬
‫املتعاقد‪ ،‬مقاول بالنسبة لصفقات األشغال‪ ،‬املورد بالنسبة لصفقات اللوازم (املادة ‪ ،)03‬احلرفيون‬
‫(املواد ‪ 2‬و ‪ 55‬و ‪ )011‬يف جمال األشغال احلرفية‪ ،‬املتعامل االقتصادي (يف املواد ‪ 30‬و ‪ 33‬و‪56‬‬
‫و ‪ 20‬و ‪ )036‬ويستند يف ذلك إىل عدة نصوص منها القانون رقم ‪ 16-13‬املؤرخ يف ‪ 63‬جوان‬
‫‪ ،6113‬الذي حيدد القواعد املطبقة على املمارسات التجارية وإىل األمر رقم ‪ 10-22‬املؤرخ يف ‪01‬‬
‫يناير ‪ 0222‬الذي حيدد القواعد اليت حتكم الصناعة اليت حتكم الصناعة التقليدية واحلرف‪ ،‬وجتدر‬
‫اإلشارة إىل أن اصطالح "املتعامل االقتصادي" يغطى كامل اصطالحات اليت سبق ذكرها‪ ،1‬ومل تنص‬
‫النصوص الصفقات العمومية السابقة إىل اصطالح "املتعامل االقتصادي" وهلذا السبب استبعدت‬
‫اإلدارة من املشاركة يف الصفقة بصفتها متعامل املتعاقد ويعود السبب هو محاية املتعاملني‪ ،‬الذين‬
‫ينشطون يف خمتلف امليادين‪ ،‬عند إبرام الصفقات ولتطبيق النصوص اخلاصة هبم (سواء حريف‪ ،‬أو عون‬
‫اقتصادي) هبدف الرقابة على ختصصهم وتأهليهم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Les termes « entrepreneur », « fournisseur » et « prestataire de service » désignent toute personne physique ou‬‬
‫‪morale ou entité publique ou groupement de ces personnes et/ou organismes qui offre, respectivement, la‬‬
‫‪réalisation de travaux et/ou d’ouvrages, des produits ou des services sur le marché.‬‬
‫‪Le terme « opérateur économique » couvre à la fois les notions d’entrepreneur, fournisseur et prestataire de‬‬
‫‪services. Il est utilisé uniquement dans un souci de simplification du texte.‬‬
‫‪Celui qui a sollicité une invitation à participer à une procédure restreinte ou négociée ou à un dialogue‬‬
‫‪compétitif est désigné par le terme « candidat ». GUIDE PRATIQUE pour la réponse des PME à la commande‬‬
‫‪publique, Février 2009.‬‬

‫‪110‬‬
‫وال يؤثر استعمال اصطالحات املذكورة سابقا (حريف‪ ،‬أو متعامل اقتصادي‪ ،‬املورد‪ ،)...‬على تطبيق‬
‫أحكام قانون الصفقات العمومية على الصفقات اليت يربموهنا‪ ،‬وإمنا طبيعة الصفقة هي اليت حتدد‬
‫صفة املتعامل املتعاقد‪.‬‬

‫وميكن أن تكون الصفقة مربمة م مصلحة أو عدة مصاحل مما يطرح أشكال املصلحة‬
‫املسئولة‪ ،‬ونصت املادة ‪ 02‬من املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬انه ميكن للمصاحل املتعاقدة أن تنسق‬
‫إبرام صفقاهتا عرب تشكيل جمموعات طلبات‪1‬فيما بينها‪ ،‬ويوق األعضاء إتفاقية تشكيل جمموعات‬
‫الطلبات (املادة ‪ ،)3/02‬كما ميكن املصاحل املتعاقدة اليت تنسق إبرام صفقاهتا أن تكلف واحدة منها‪،‬‬
‫بصفتها مصلحة متعاقدة منسقة‪ ،‬بالتوقي على الصفقة وتبليغها‪ ،‬وكل مصلحة متعاقدة مسؤولة عن‬
‫حسن تنفيذ اجلزء من الصفقة الذي يعينها (املادة ‪.)3/02‬‬

‫وتنص املادة ‪ 35‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال لوزارة جتديد‬
‫البناء واألشغال العمومية والنقل‪ ،‬لسنة ‪ 0223‬أنه‪" :‬يشرتط لصاحل الدولة حالة الدعوى اخلاصة‬
‫بالضمان املنصوص عليه يف املادة ‪ 0526‬و ‪ 6651‬من القانون املدين"‪ ،‬والعبارة األخرية ختص‬
‫القانون الفرنسي‪ ،‬ثييب مت متديد سريان مفعول القانون االستعماري بعد االستقالل‪ ،‬وال يزال دفرت‬
‫الشروط اإلدارية العامة لسنة ‪ 0223‬يعمل به‪ ،‬م أنه ألغي مبوجب أحكام اخلتامية لألمر رقم ‪-25‬‬
‫‪ 21‬املتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬وما يثري التناقض أنه مت إلغاء املرسوم ‪ 0226‬الذي مدد‬
‫تطبيق القانون اإلستعماري مبوجب املرسوم ‪ 0253‬ولكن حسب الفقيه اجلزائري األستاذ أمحد حميو‬
‫أنه ملغى بصفة سطحية‪ ،‬كون ال يزال يعمل بالقانون ذات أصل االستعماري ويف كل األحوال فان‬
‫املادة ‪ 35‬من د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع حتيل إىل تطبيق قواعد القانون املدين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪« GROUPEMENT DE COMMANDES ; Collaboration entre des personnes morales de droit public et/ou de‬‬
‫‪droit privé qui appliquent les règles du code des Marchés Publics. Ces personnes morales se regroupent pour‬‬
‫‪procéder à une consultation unique de mise en concurrence et d’achats.‬‬
‫‪Une convention constitutive est signée par les membres du groupement. Cette convention définit les‬‬
‫‪modalités de fonctionnement du groupement et désigne le coordonnateur qui est chargé de procéder à la‬‬
‫‪sélection d’un ou plusieurs cocontractants.‬‬
‫‪La personne responsable du marché de chaque membre (ou autorité compétente), pour ce qui la concerne, signe‬‬
‫‪et exécute le marché, sauf si la convention prévoit que le coordonnateur signe et notifie le marché, la personne‬‬
‫‪responsable du marché de chaque membre étant chargée de son exécution ou que le coordonnateur signe, notifie‬‬
‫‪et exécute le marché pour l’ensemble des membres du groupement.‬‬
‫‪Chaque membre du groupement signe avec le cocontractant un marché à hauteur de ses besoins propres. »,‬‬
‫‪GUIDE PRATIQUE pour la réponse des PME à la commande publique, Février 2009.‬‬

‫‪111‬‬
‫وتنص املادة ‪ 0526‬من قانون املدين الفرنسي الصادر لسنة ‪" :0013‬ترتتب مسؤولية‬
‫املعماريني واملقاولني ما حيدث خالل عشر سنوات من هالك كلي أو جزئي للبناية املنجزة بسعر ناشئا‬
‫عن عيب يف البناء أو عن عيب يف األرض‪ ،"1‬وتقابل هذه األخرية املادة ‪ 553‬من قانون املدين‬
‫اجلزائري الذي ينص أنه ‪ ":‬يضمن املهندس املعماري واملقاول متضامنني ما حيدث خالل عشر‬
‫سنوات من هتدم كلي أو جزئي فيما شيداه من مبان أو أقاماه من منشآت أخرى ولو كان التهدم‬
‫ناشئا عن عيب يف األرض ويشمل الضمان املنصوص عليه يف الفقرة السابقة ما يوجد يف املباين‬
‫واملنشآت من عيوب يرتتب عليها هتديد متانة البناء وسالمته وتبدأ مدة السنوات (‪ )01‬العشر من‬
‫وقت تسلم العمل هنائيا‪.2‬‬
‫أوال ‪ -‬شروط قيام المسؤولية العشرية لمقاول األشغال‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق فان شروط قيام مسؤولية العشرية ملقاول األشغال تنقسم إىل شروط‬
‫موضوعية وشروط شكلية وهي حمصورة يف مادتني ‪ 553‬و ‪ 555‬من قانون املدين اجلزائري‪.‬‬

‫‪ -0‬الشروط الموضوعية‪.‬‬

‫وتتمثل الشروط املوضوعية يف ضرورة وجود مقاولة أشغال الجناز منشآت م صاحب‬
‫املنشأة‪ ،‬أما الشرط الثاين وهو حدوث هتدم كلي أو جزئي يف املنشآت أو يظهر فيها عيب يهدد‬
‫سالمة املنشأة‪ 3‬ومتناهتا‪ ،‬والضمان العشري خيص املباين واملنشآت الثابتة‪ ،4‬ويوس القانون اجلزائري‬
‫من تطبيق املادة ‪ 553‬من قانون املدين إىل منشآت التابعة لقطاع العمومي أو املنجزة حلساب القطاع‬
‫اخلاص‪ ،‬فتطبق أحكام املادة السالفة الذكر على منشآت األشغال العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Article 1792. « Si l’édifice construit à prix fait périt en tout ou en partie par le vice de la construction, même‬‬
‫» ‪par la vice du sol, les architectes et entrepreneurs en sont responsables pendant dix ans.‬‬
‫‪ 2‬و يعود أصل هذه القاعدة (الضمان العشري) إىل االجتهاد القضائي يف قضية ‪ ، châtelet de Paris‬انظر إىل‪:‬‬
‫‪TROPLONG (M.), Le Droit Civil Expliqué, commentaire du titre XX du livre III du code civil, troisième‬‬
‫‪édition, tome Second, Charle Hihgray, Libraire-éditeur, Paris, 1838, n° 939, p.462.‬‬
‫‪ 3‬و املنشأة هي جمموعة من األعمال أو أعمال الثانوية و تلعب دور وظيفى‪ ،‬خاص بثالث ميادين منها‪ :‬املنشآت القاعدية‪ ،‬البناء‪ ،‬و الصناعة‪.‬‬
‫‪« Ouvrage », ensemble d’ouvrages, ouvrage ou sous-ouvrage ayant un rôle fonctionnel, spécifique dans l’un des‬‬
‫‪trois domaines infrastructure, bâtiment, industrie. Cahier des clauses générales d’intervention (C.C.G.I.), Juris-‬‬
‫‪classeur com. 1979, p.1.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪« …la responsabilité des architectes et les entrepreneurs pendant dix ans, n’a lieu que pour les gros ouvrages,‬‬
‫‪tels que constructions d’édifice ou de gros murs », TROPLONG (M.), Le Droit Civil Expliqué, commentaire du‬‬
‫‪titre XX du livre III du code civil, troisième édition, tome Second, Charle Hihgray, Libraire-éditeur, Paris, 1838,‬‬
‫‪n°941, p.462.‬‬

‫‪112‬‬
‫ويسري الضمان العشري طبقا ألحكام املادة ‪ 553‬من قانون املدين على املقاوليني األصليني‬
‫املتعاقدين (انفراديا أو يف شكل جتم ) م صاحب املنشأة األصلي دون املقاولني الفرعيني أما الشرط‬
‫الثاين التهدم كلي أو جزئي يف املنشآت أو ظهور عيب يهدد سالمة املنشأة و متناهتا فيما خيص هتدم‬
‫الكلي أو اجلزئي للمنشأة يرج أساسا إىل سوء البناء الناتج عن خمالفة قواعد الفن أو استعمال مواد‬
‫ال تراعي املقاييس الالزمة‪ ،‬ويف صفقة األشغال العمومية يف حالة خمالفة دفرت التعليمات املشرتكة ودفرت‬
‫الشروط اخلاصة‪.‬‬
‫ويف حالة ظهور عيب يف املنشأة يهدد سالمتها‪ ،‬ميتد الضمان العشري إىل ما يوجد يف‬
‫املنشأة من عيوب إذا كان يهدد متانة املنشأة وسالمتها‪ ،‬ويرج ذلك للمواد املستعملة يف املنشأة‪،‬‬
‫كأن تكون غري صاحلة أو خمالفة للمواصفات الفنية‪ ،‬أو يكون العيب على مستوى األساس‪ ،‬كأن‬
‫يكون غري متني إلقامة املنشأة عليه أو يكون العيب يف األرض اليت قام عليها املنشأة‪ ،‬كأن تكون‬
‫رملية‪ ،‬وأينما كان العيب سواء يف املواد املستعملة أو يف أصول الصناعة أو حىت يف األرض ذاهتا جيب‬
‫توفر شرطني يف العيب و مها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العيب قد بلغ درجة من اخلطورة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هذا العيب من العيوب اخلفية وقت تسليم العمل‪.1‬‬

‫‪ -6‬الشروط الشكلية‪.‬‬
‫ومها شرطني أساسيني‪ :‬األول حدوث الضرر هتدم الكلي أو اجلزئي و‪/‬أو ظهور عيب يف‬
‫املنشأة خالل مدة عشرة (‪ )01‬سنوات تبدأ سريان مفعوهلا من االستالم النهائي لألشغال‪ ،‬الثاين‬
‫وهو إجرائي أن يرف مالك املنشأة أو صحاهبا دعوى الضمان خالل مهلة ثالث (‪ )3‬سنوات‪.‬‬
‫فالشرط األول متعلق باملدة يبدأ سرياهنا من وقت االستالم النهائي للمنشأة أو من تاريخ‬
‫إعذاره باالستالم يف أجل حمدد‪ ،2‬واهلدف من ذلك هو ضمان حسن االجناز املنشآت الستغالهلا‬
‫لفرتة معينة دون تعرض ألخطار اهلدم‪ ،‬فهي مهلة الختبار متانة املباين وصالبته‪ ،‬وإذا حدث اهلدم‬

‫‪ 1‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري –حقوق‪ -‬فرع‪ :‬الدولة و املؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪-‬كلية احلقوق‪ -‬السنة اجلامعية ‪،6110/6115‬‬
‫ص‪.036-030.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪TROPLONG (M.), Le droit civil expliqué, suivant l’ordre des articles du code, de l’échange et de louage,‬‬
‫‪commentaires des Titre VII et VIII du livre III du code civil, Edition BRUXELLES, Meline, Cans et Compagnie,‬‬
‫‪1841, n°992, p.273.‬‬

‫‪113‬‬
‫بعد مرور مدة عشر سنوات فال يسأل املقاول األشغال‪ 1‬حىت إذا كان السبب يف اهلدم املنشأة من‬
‫جراء خمالفة الشروط واملواصفات الواردة يف العقد‪.2‬‬
‫و تتم عملية التسليم حسب ما هو جار يف العمل على مرحلتني‪:‬‬
‫أ) مرحلة التسليم المؤقت‪ :‬وعند انتهاء املقاول من األشغال يقوم بإعالم مهندس الدائرة أو‬
‫املهندس املعماري (املشرف على األشغال‪/‬صاحب العمل) برسالة مضمنة عن إمتام األشغال ويتم‬
‫إعداد حمضر من طرف املشرف على األشغال ثيضور املقاول أو بعد دعوته للحضور رمسيا (املادة‬
‫‪ 0/32‬من د‪.‬ش‪.‬إ‪.‬ع) ويكون سريان مدة الضمان من وقت االستالم كل جزء على حدى‪ 3‬وهذا‬
‫عندما تستعمل اإلدارة حق احليازة املسبقة على بعض األشغال (املادة ‪ 6/32‬من د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع)‪.‬‬
‫ب) مرحلة التسليم النهائي‪ :‬وتتم إجراءات االستالم النهائي بنفس الطريقة م االستالم املؤقت‬
‫ولكن بعد انتهاء أجل الضمان‪ ،‬وحيدد األجل الضمان‪ ،‬باستثناء بند صريح يف دفرت التعليمات‬
‫اخلاصة ‪ ،C.P.S‬بستة (‪ )2‬أشهر ابتداء من تاريخ التسليم املؤقت ألشغال الصيانة وحفر األسس‬
‫‪ Terrassement‬والطرق احلجرية ‪ chaussés d’empierrement‬و بسنة (‪ )0‬واحدة لألشغال‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وجاءت املادة ‪ 35‬من د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع تقريبا بالنفس الصيغة املادة ‪ 35‬من دفرت البنود‬
‫والشروط العامة لسنة ‪ ،40033‬والغاية من هذا الضمان هو إصالح العيوب اليت كانت حمل‬
‫التحفظ‪ ،‬والعيوب الالحقة اليت خيطر هبا اإلدارة‪ ،‬ويكون املقاول األشغال مسؤول عن أشغاله‬
‫ويتعني عليه صيانتها خالل مدة ذلك الضمان‪( 5‬املادة ‪ 3/35‬من د‪.‬ش‪.‬ا‪.‬ع)‪ ،‬وتكون مسؤولية‬
‫املقاول واملعماري طبقا للقواعد العامة‪ ،6‬ولكن الغاية من أجل ضمان غري تلك املذكورة سابقا‪ ،‬إذ أن‬
‫جملس الدولة الفرنسي يف قراره الصادر بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،0053‬أن اآلجال املذكورة يف املادة ‪35‬‬

‫‪1‬‬
‫‪« Article 2270 : Apres dix ans, l’architecte et les entrepreneurs sont déchargé de la garantie des gros ouvrages‬‬
‫‪qu’ils on faits ou dirigés », Code civil, promulgue le 25 mars 1804.‬‬
‫‪ 2‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪ .033.‬و يف هذا اجملال انظر العنصر املتعلق املسؤولية القائمة على أساس خمالفة األنظمة من هذا البحب‪.‬‬
‫‪ 3‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Article 35 § 2 et 3 du cahier des clauses et conditions générales: Immédiatement après l’achèvement des‬‬
‫‪travaux, il sera procédé a leur réception provisoire, et la réception définitive n’aura lieu qu’après l’expiration du‬‬
‫‪délai de garantie…ce délai de garantie sera de trois mois après la réception pour les travaux d’entretien, de six‬‬
‫‪mois pour les terrassements et les chaussées d’empierrement, d’un ou de deux ans pour les ouvrages d’art, selon‬‬
‫‪les stipulations du devis ». cité par FOUCART (E.V), Éléments de droit public et administratif, Tome 2, 4eme‬‬
‫‪édition, Paris, décembre 1855, n°1155, p.673.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪FOUCART (E.V), Éléments de droit public et administratif, op.cit., n°1155, p.674.‬‬
‫‪ 6‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬

‫‪114‬‬
‫من دفرت البنود والشروط العامة ‪ 65‬أوت ‪ ،0033‬توض إال من ناحية دف املايل لألشغال‪ ،‬وال ميكن‬
‫ومدة ضمان املذكورة‬ ‫أن ترتب‪ ،‬يف غياب بند استثنائي‪ ،‬أثر معفي للمقاول من ضمان اخلاص‬
‫‪1‬‬

‫آنفا‪ ،‬تشبه ضمان إمتام األشغال ‪.Parfait achèvement‬‬


‫بعد انتهاء مدة الضمان إمتام األشغال هنائيا وإصالح املقاول كافة العيوب اليت كانت حمال‬
‫لتحفظات‪ ،‬ويعلن عن التسليم النهائي بنفس طريقة التسليم املؤقت‪ ،‬وحيرر حمضر بذلك‪ ،2‬ويف حالة‬
‫عدم استالم اإلدارة وسكوهتا‪ ،‬فهنا التسليم قد مت ضمنيا وهذا ما يطلق عليه بالتسليم احلكمي‪،3‬‬
‫ومدة الضمان العشري يبدأ سريانه من وقت تسلم األشغال مقبولة من طرف املصلحة املتعاقدة أو‬
‫صاحب املشروع‪ ،‬فإن سريان مدة الضمان تبدأ من وقت إعذاره وهذا حسب ما جاء يف نص املادة‬
‫‪ 550‬من قانون املدين اجلزائري‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬مهلة دعوى الضمان العشري‪.‬‬


‫وجيب التفرقة بني مدة الضمان العشري عن مدة تقادم دعوى الضمان‪ ،‬فاألوىل هي املدة اليت‬
‫حيدث فيها التهدم و اكتشاف العيب‪ ،‬و الثانية هي اليت جيب أن ترف خالهلا دعوى الضمان‪.4‬‬
‫و ترف دعوى الضمان من طرف صاحب املشروع على املعماري أو املقاول خالل ثالث (‪)3‬‬
‫سنوات من وقت حصول التهدم أو اكتشاف العيب و إال سقط حقه يف رفعها‪5‬طبقا للمادة ‪555‬‬
‫من القانون املدين اجلزائري‪ .‬و ميكن إثبات حصول التهدم أو اكتشاف العيب بكافة طرق اإلثبات‪.6‬‬
‫و إذا هتدم البناء كليا أو جزئيا أو ظهر عيب يف املنشأة‪ ،‬و مرت مدة رف الدعوى يسقط حقه يف‬
‫رفعها إال إذا اخطر املقاول و املعماري عن التهدم فهنا ال يعترب تنازل عن الدعوى الضمان‪.7‬‬
‫ويتمثل موضوع دعوى الضمان‪ ،‬يف إعادة بناء ما هتدم من البناء أو املنشآت الثابتة‪ ،‬أو إصالح‬
‫العيب‪ ،‬تنفيذا عينيا‪ ،‬وإذا استحال هذا التنفيذ فيستلزم التعويض عن األضرار اليت أصابت صاحب‬

‫‪1‬‬
‫‪« …sens véritable a été établi par le conseil d’état, qui décide que « les délais spéciaux de garantie déterminés‬‬
‫‪par l’article 35 du cahier des clauses et conditions générales ne sont établies qu’au point de vue du payement des‬‬
‫‪travaux, et ne peuvent avoir pour effet, en l’absence d’une clause dérogatoire, d’affranchir l’entrepreneur de la‬‬
‫‪garantie du droit commun », (C.d’Et., 21 juillet 1853, H. Bouilaut), FOUCART (E.V), Éléments de droit public‬‬
‫‪et administratif, op.cit., n°1155, p.673.‬‬
‫‪ 2‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬
‫‪ 3‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪ 4‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪ 5‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬
‫‪ 6‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬
‫‪ 7‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬

‫‪115‬‬
‫املشروع‪ ،‬أما الغري فيكون مقاول األشغال واملعماري مسؤوالن اجتاهه مسؤولية تقصريية عن خطأ كل‬
‫منهما (الرجوع إىل قانون ‪.)0026‬‬

‫ثالثا ‪ -‬حاالت إعفاء مقاول األشغال والمعماري من المسؤولية العشرية‪.‬‬


‫ويعفى من املسؤولية إذا اثبت أن هتدم املنشآت يرج إىل خطأ من جانب املصلحة املتعاقدة أو من‬
‫جانب الغري‪ ،‬أو يرج إىل سبب أجنيب كالقوة القاهرة‪.‬‬
‫‪ -1‬خطأ المصلحة المتعاقدة أو صاحب المشروع‪.‬‬
‫وهي حالة من حاالت إعفاء املقاول واملعماري من املسؤولية التضامنية العشرية إذا اثبت كل‬
‫منهما أن السبب يف حدوث الضرر هو خطأ صاحب املشروع‪ ،‬ومل يتمكن كل منهما من جتنبه‪،‬‬
‫وإثبات خطا صاحب املشروع ال ينفي الضمان يف مجي األحوال كأن يكون العيب ناتج عن مواد‬
‫البناء املقدمة من طرف صاحب املشروع ألن املشرف على األشغال عليه أن يقوم بفحص نوعية‬
‫األرض وجودة االمسنت املسلح لدى خمابر املختصة واملعتمدة وعلى املقاول أن يتأكد من جودة مواد‬
‫البناء‪ ،‬وإخطار صاحب املشروع بذلك إلصالح العيب قبل وقوع الضرر‪( 1‬املادة ‪ 550‬من قانون‬
‫املدين)‪.‬‬
‫كذلك قد يهمل صاحب املشروع النصائح املقدمة من طرف املعماري أو هيئة الرقابة‬
‫التقنية‪ 2‬أو يتدخل ويعطي تعليمات للمقاول األشغال منافية ألصول البناء والتشييد‪ ،‬وترتتب مسؤولية‬
‫مقاول األشغال ألنه غري جمرب لتنفيذ تعليمات منافية ألصول البناء‪ ،3‬بل عليه عدم االمتثال إىل‬
‫تعليمات خمالفة لتنظيمات التقنية وقواعد الفن‪.4‬‬
‫وجيب على املقاول األشغال واملشرف على األشغال عدم األخذ باألوامر والتوجيهات اخلاطئة‬
‫اليت يصدرها صاحب املشروع‪ ،5‬إذا كان من شأنه املساس بصالبة البناء‪.6‬‬

‫‪ 1‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.036.‬‬


‫‪ 2‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.036.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪M. Tronchet soutient : « que la section avait eu raison d’écarter l’addition faite par le projet. L’architecte en‬‬
‫‪effet ne doit pas suivre les caprices d’un propriétaire assez insensé pour compromettre sa sûreté personnelle en‬‬
‫‪même temps que la sûreté publique », TROPLONG (M.), Le droit civil expliqué, op.cit., n°996, p.273.‬‬
‫‪ 4‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬
‫‪ 5‬و يرتجم تدخل صاحب املشروع عن طريق مصاحله التقنية التابعة له كالبلدية‪ ،‬أو الوالية‪ ،‬أو أي هيئة عمومية هلا مصاحلها التقنية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪« Il serait encore peut-être mieux qu’il ne put sous aucun prétexte violer les règles de son art, quand il s’agit‬‬
‫‪de la solidité d’un édifice ; l’intérêt public l’exige », TROPLONG (M.), Le droit civil expliqué, op.cit., n°996, p.273.‬‬

‫‪116‬‬
‫وجتدر املالحظة أن املشرف على األشغال أو صاحب العمل ميكن أن يكون متعاقد م‬
‫صاحب املشروع ملتابعة االجناز ‪ ،‬أو يكون من بني مصاحله التقنية أو من مصاحل غري املمركزة للدولة‬
‫على مستوى الوالية وتتمثل يف مديرية األشغال العمومية للوالية‪ ،‬ويتمثل التدخل صاحب املشروع يف‬
‫هذا اإلطار عن طريق مصاحله التقنية أو مصلحة من مصاحل األشغال العمومية‪.‬‬
‫واملشرف على األشغال يف جمال صفقات قطاع األشغال العمومية هم املهندسني (مهندس‬
‫يف األشغال العمومية‪ ،‬ويقابله بالنسبة لألجانب مثال الفرنسي مهندس يف اجلسور والطرقات‪ ،‬أو‬
‫مهندس يف احلفر األسس‪ )...،‬دون املهندسني املعماريني ألن ميدان األشغال العمومية ال يدخل‬
‫ضمن اختصاصاهتم‪.‬‬
‫‪ -2‬خطأ الغير‪.‬‬
‫إذا كان سبب العيب أو اخللل الذي حدث للمبىن خالل مدة الضمان يرج إىل خطأ من‬
‫جانب الغري األجنيب متاما عن عملية التشييد‪ ،‬وقد يكون هذا الغري متصل بعملية التنفيذ‪ ،‬إما يعفيه‬
‫أو خيفف من املسؤولية‪ 1‬كما سوف نرى‪.‬‬
‫أ – خطأ الغير األجنبي عن عملية التشييد‪.‬‬
‫إذا كان خطأ الغري األجنيب متاما على عملية تشييد املباين هو السبب يف حدوث هتدم أو‬
‫ظهور العيب فيه‪ ،‬كأن يقوم بعمليات احلفر‪ ،‬بالقرب من أساسات املبىن‪ ،‬أو استخدم آالت ضخمة‪،‬‬
‫تسببت إرجتاجات شديدة يف األرض على مقربة منه مما يؤدي إىل تصدع البناء أو إصابته بأضرار مما‬
‫يهدد متناته وسالمته‪ ،‬فإذا مل يكن املشيد مقصرا يف إقامة هذا البناء على أساسات غري كافية‪ ،‬فغن‬
‫ذلك من شأنه أن يكون من األعمال املعفية للمسؤولية‪ ،‬أما إذا ارتكب خطأ فنيا يف عملية التشييد‬
‫فإنه يتحمل جزء من املسؤولية‪.2‬‬
‫وبإمكان القاضي (قاضي اإلدارة) ختفيض مقدار التعويض الواجب على املشيد لصاحب‬
‫املنشأة بنسبة مسامهة هذه األعمال يف إحداث الضرر‪.3‬‬

‫‪ 1‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬


‫‪ 2‬د‪.‬حممد شكري سرور‪ ،‬مسؤولية املهندس و مقاول البناء‪ ،‬دار الفكر العريب سنة ‪ ،0205‬ص‪ ،350.‬ذكر يف محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬
‫‪ 3‬أ‪ .‬ابراهيم يوسف‪ ،‬املسؤولية العشرية للمهندس املعماري و املقاول‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية‪ ،‬االقتصادية و السياسية‪ ،‬اجلزء ‪ ،33‬العدد ‪ ،3‬لسنة ‪ ،0225‬ص‪ ،256.‬ذكر‬
‫يف محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.033.‬‬

‫‪117‬‬
‫ب – خطا الغير المتصل بعملية البناء‪.‬‬
‫قد حيصل أن يواصل املشرف على األشغال مهمة صاحب العمل آخر ترك متابعة األشغال‬
‫هنا البد على هذا األخري أن يتحقق من مجي األعمال اليت قام هبا صاحب العمل السابق بإتصال‬
‫م صاحب املشروع‪ ،‬وال يكون هنا مسؤوال عنها‪ ،‬وإمنا يعفى من املسؤولية‪.1‬‬
‫واملعماري ال يستطي الدف مبسؤوليته حنو صاحب املشروع بعيوب مواد البناء اليت قدمها‬
‫املقاول األشغال ألن مهمة الرقابة على األشغال تستلزم التحقق من صالحية املواد البناء قبل‬
‫‪2‬‬
‫استخدامها وهذا يستفاد من نص املادة ‪ 6‬من األمر رقم ‪ 15-25‬املؤرخ يف ‪ 65‬جانفي ‪0225‬‬
‫املتعلق بالتأمينات‪ ،3‬من خالل العبارة التالية‪...":‬املراقبة املستمرة لنوعية مواد البناء وتنفيذ‬
‫األشغال‪."...‬‬
‫ويف حالة ما إذا قدم صاحب املشروع املواد املستخدمة يف البناء‪ ،‬وكانت معيبة هنا جند‬
‫حالتني‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬يعفى املشرف على األشغال أو صاحب العمل واملقاول األشغال‪ ،‬وكذا هيئة املراقبة‬
‫التقنية كلية من املسؤولية عن الضمان العشري‪ ،‬إذا حتققوا من صالحية املواد قبل استخدامها‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬يكون صاحب املشروع وكل من املعماري‪ ،‬واملقاول األشغال‪ ،‬وكذا هيئة املراقبة التقنية‬
‫مشرتكني يف املسؤولية إذا مل يتحققوا من صالحية املواد قبل استخدمها‪ ،4‬هنا نعود إىل احلالة األوىل‬
‫إلعفاء مقاول األشغال واملعماري من املسؤولية العشرية املتعلقة بعدم تنفيذ املواد خمالفة للمقاييس‬
‫املقدمة من طرف صاحب املشروع‪ ،‬فإذا كان من املمكن توق اخلطأ وإمكانية دفعه وقت إقامة البناء‬
‫فهنا تقوم مسؤولية العشرية للمشيدين‪.‬‬
‫ج‪ -‬حالة القوة القاهرة‪.‬‬
‫هي إحدى الصور السبب األجنيب وبإثباهتا تسقط قرينة املسؤولية فيعفى املشرف على‬
‫األشغال أو املقاول األشغال أو هيئة املراقبة التقنية من املسؤولية العشرية‪ ،‬إذا اثبت أن هتدم البناء‬
‫راج إىل القوة القاهرة‪ ،‬وبالتايل ينفي عالقة السببية بني اخلطأ املفرتض وبني هتدم البناء‪ ،5‬وحىت يكون‬
‫احلادث قوة قاهرة جيب أن يتوفر فيه ثالث شروط أساسية ومها‪:‬‬
‫‪ 1‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪ 2‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪ 3‬األمر رقم ‪ 15-25‬املؤرخ يف ‪ 65‬جانفي ‪ ،0225‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ ،0225‬ع‪ ،03.‬ص‪.3.‬‬
‫‪ 4‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032-035.‬‬
‫‪5‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.032.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ -‬عدم إمكانية التوق احلادث املسبب يف هدم املنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬استحالة الدف احلادث لتفادي هتدم املنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون خارج إرادة األطراف أي يكون حادث خارجي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وال ميكن حصر حاالت القوة القاهرة نظرا لتطور أساليب فن البناء وأصول اهلندسة املعمارية‬
‫والفنية وال يشكل عيب يف األرض شكل من أشكال القوة القاهرة استثناءا يعترب كذلك إذا كان‬
‫عيب يف األرض الذي أدى إىل هتدم البناء ال ميكن كشفه بالفحص الفين الدقيق‪.2‬‬

‫رابعا ‪ -‬امتداد المسؤولية إلى كل من المنتج و الهيئة الوطنية للرقابة التقنية لألشغال العمومية‪.‬‬
‫وتقوم مسؤولية العشرية هليئة الوطنية لرقابة التقنية لألشغال العمومية‪ ،‬املنشأة مبوجب األمر‬
‫رقم ‪ 631-25‬بتاريخ ‪ 31‬جوان ‪ ،0225‬وهي مؤسسة عمومية ذات طاب الصناعي والتجاري وهذا‬
‫ما يستفاد من ‪ 050‬من األمر رقم ‪ 15-25‬املؤرخ يف ‪ 65‬جانفي ‪ ،0225‬املتعلق بالتأمينات‪.3‬‬
‫وليس من اختصاص املقاول األشغال أو املشرف على األشغال وال هيئة املراقبة التقنية التأكد‬
‫من مطابقة املنتوجات املستعملة يف البناء ملعايري اجلودة والنوعية واملقاييس التقنية‪ ،‬فتحقق إذا كانت‬
‫املنتوجات تراعي املقاييس النوعية اجلزائرية‪ ،‬يعهد االختصاص لتأكد من ذلك إىل خمابر متخصصة‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة ميكن أن تعود اإلدارة على املنتج طبقا ألحكام املادة ‪ 031‬مكرر من قانون‬
‫املدين‪ ،‬ثييب يكون املنتج مسؤول عن الضرر الناتج عن عيب يف منتوجه حىت ولو مل تربطه باملتضرر‬
‫عالقة تعاقدية ويشمل يف ذلك املنتوجات الصناعية وعلى سبيل املثال جند يف ميدان األشغال‬
‫العمومية املنتوجات املستعملة هي‪ :‬اإلمسنت‪ ،‬احلديد‪ ،‬والزفت‪ ،‬و احلصاة احلجرية‪... ،‬و غريها‪.‬‬
‫وذلك يف حالة اعتماد املقاول األشغال التعليمات املوجودة يف دفرت التعليمات املشرتكة‬
‫واخلاصة وظهر أن املواد البناء معيبة ونتج عنها هذا الضرر‪ ،‬هنا تق مسؤولية الصان بالتضامن م‬
‫املقاول األشغال‪ ،‬فقيام املسؤولية التضامنية للصان أو املنتج من عدمها هو مدى إتباع املقاول‬
‫األشغال للقواعد الفنية اليت تفرضها طبيعة املواد عند دجمها يف البناء‪.‬‬

‫د‪ .‬حممد ناجي ياقوت‪ ،‬مسؤولية املعماريني بعد إمتام األعمال و تسلمها مقبولة من رب العمل‪ ،‬منشأة املعارف‪ ،‬دار وهدان للطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪ ،662.‬ذكر يف محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.035.‬‬
‫‪ 2‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.030.‬‬
‫‪ 3‬األمر رقم ‪ 15-25‬املؤرخ يف ‪ 65‬جانفي ‪ ،0225‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ ،0225‬ع‪ ،03.‬ص‪.3.‬‬

‫‪119‬‬
‫وقد يكون عيب ليس يف املنتوج وإمنا يف كيفية االستعمال وعلى املنتج وض دليل إرشادي‪،‬‬
‫وإذا مل يتب املقاول األشغال‪ ،‬فال تقوم مسؤولية الصان أو املنتج التضامنية م املقاول األشغال يف‬
‫مواجهة صاحب املشروع‪ ،‬وذلك لتخلف أحد شروط تلك املسؤولية وهو ضرورة إتباع التعليمات‬
‫الصادرة من الصان أو املنتج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫مسؤولية اإلدارة في صفقات األشغال العمومية‬

‫وحتيل املادة ‪ 30‬من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة على صفقات األشغال‪ ،‬إىل أحكام‬
‫قانون ‪ 62‬ديسمرب ‪ 0026‬عن األضرار امللحقة للملكية اخلاصة الناجتة عن تنفيذ األشغال العمومية‪،1‬‬
‫وتنص على أنه يثبت املقاول تأديته التعويضات اليت يكون ملزما هبا مبوجب القانون السابق الذكر‪.‬‬
‫ولكن القانون السابق الذكر ال جيد تطبيقات يف اجلزائر‪ ،‬كونه قانون استعماري مت متديد‬
‫تطبيقه سنة ‪.0226‬‬
‫وإذا مت استالم األشغال بدون حتفظ وإحرتاما لتنظيمات األشغال العمومية (‪ )DTR‬املتعلقة‬
‫باألشغال العمومية و مرور مدة الضمان‪ .‬فتكون اإلدارة مسؤولة إال إذا اثبت خطأ مؤسسة األشغال‬
‫وإذا كانت األشغال يستلزم صيانتها بعد مدة معينة الذي يق على عاتق اإلدارة فهنا تقوم مسؤولية‬
‫اإلدارة املراقبة والصيانة أو التصليح‪( 2‬خطأ املرفق العمومي) ومثال على ذلك تعرية الطريق بفعل‬
‫تدخل اإلنسان أو العوامل الطبيعية‪.‬‬

‫أنظر إىل امللحق رقم ‪ 16‬من هذا البحب صفحة ‪.031‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬و يعود سبب عدم الصيانة إىل ضعف املوارد امليزانية املخصصة للصيانة الطرق‪ ،‬و الظروف األمنية يف اجلزائر منذ سنة ‪ .0221‬ثييب قدرت نفقات وزارة االنشغال العمومية‬
‫اخلاصة بصيانة الطرق الوطنية و الوالئية بنسبة ‪ %1.6‬من املنتوج الداخلي اخلام‪ ،‬زد على ذلك ضعف ميزانيات البلديات و الواليات‪ ،‬فان األموال املخصصة للصيانة الطرق متثل‬
‫النسبة اليت سبق ذكرها‪.‬‬
‫‪« La faiblesse des ressources budgétaires allouées à l’entretien routier, à laquelle s’est rajoutée l’impact de la situation‬‬
‫‪sécuritaire des années 1990, est la raison première de l’insuffisance d’entretien du réseau.‬‬
‫‪Sur les quinze dernières années, les dépenses du Ministère des Travaux Publics dans l’entretien des routes nationales et‬‬
‫‪chemins de wilayas s’élèvent en moyenne à 0,12% du PIB. Etant donné le faible niveau de ressources propres des communes‬‬
‫‪et des wilayas, on peut donc raisonnablement estimer que moins de 0,2% du PIB ont été alloués à l’entretien de l’ensemble‬‬
‫‪du réseau routier. », Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES, Volume II : Annexes et‬‬
‫‪Suppléments Statistiques, N° 36270, Le 15 septembre 2007, Annexe E, p.37.‬‬

‫‪120‬‬
‫ويف ميدان األشغال العمومية فان االلتزام برقابة والصيانة‪ ،‬يق على عاتق مديرية األشغال‬
‫العمومية وتتضمن مديريات األشغال العمومية على مستوى كل والية على املصاحل والفروع اإلقليمية‬
‫والوظيفية‪.1‬‬

‫وحسب الفقه بالنيول ‪ Planiol‬أن اخلطأ هو "خمالفة اللتزام سابق الوجود "ويكون حسب‬
‫تصرف عادي حمدد سواء مبوجب النص أو القاضي‪ ،‬ويف القانون اإلداري يتم أخذ الفارق املوجود بني‬
‫ما فعل أو عدم الفعل (يف حالة االمتناع عن الفعل) وبني ما جيب فعله وهذا اخلطأ هو اخلطأ‬
‫املرفقي‪.2‬‬

‫ففي نظام القضائي العام للمسؤولية اإلدارية‪ ،3‬وضمن هذا النظام جند ما يسمى باملسؤولية‬
‫اإلدارية بدون خطأ‪ ،4‬والعنصر الذي يهمنا هو املسؤولية اإلدارية على أساس املخاطر‪ ،5‬وتشمل هذه‬
‫األخرية املسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية‪.‬‬

‫جيم الفقه أن الضرر الناتج عن األشغال العمومية يعد تارخييا أول ضرر مل يشرتط القضاء‬
‫اإلداري لتعويضه وجود خطأ مرفقي مادامت األضرار النامجة عن األشغال العمومية يتحملها مجي‬
‫أفراد اجملتم فال مسؤولية وال تعويض إال إذا وصل هذا الضرر درجة من اجلسامة و َمس عدد حمدود‬
‫من األشخاص‪.‬‬

‫أوال – أنواع الضرر الناجم عن األشغال العمومية‪.‬‬


‫‪ – 0‬الضرر احلاصل عن إجناز األشغال العمومية‪.‬‬
‫‪ – 6‬الضرر الناتج عن عدم تنفيذ شغل عمومي ما كعدم وجود إشارات متعلقة بالشغل العمومي أو‬
‫املبىن العمومي‪.6‬‬

‫أنظر إىل القرار الوزاري املشرتك املؤرخ يف ‪ 03‬فيفري سنة ‪ ،6112‬الذي يتضمن تنظيم املصاحل و الفروع اإلقليمية و الوظيفية ملديريات األشغال العمومية يف الواليات وسريها‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪ ،6112‬ع‪ ،33.‬ص‪.63-60‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪Planiol (M.), droit civil, 3 éd. T. 2, n°913, LGDJ 1949.‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.005.‬‬
‫‪ 4‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق ‪ ،‬ص‪.062.‬‬
‫‪ 5‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق ‪ ،‬ص‪.065.‬‬
‫‪ 6‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.060.‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ – 3‬الضرر الناجم عن سري مبىن عمومي مثاله دخان أو تدفق مياه ملوثة أو روائح كريهة يعود‬
‫مصدرها إىل شغل عمومي أو مبىن عمومي‪.‬‬

‫واألضرار الواردة يف هذه القائمة هي على سبيل املثال ال احلصر‪ ،1‬ألن مسألة حتديد األضرار‬
‫النامجة عن األشغال العمومية تعود إىل السلطة التقديرية للقاضي اإلداري حسب ظروف ومالبسات‬
‫وطبيعة الضرر وعالقته بالشغل العمومي‪.‬‬

‫ثانيا – نظام المسؤولية عن األشغال العمومية‪.‬‬

‫لتحديد قواعد املسؤولية عن األضرار النامجة عن األشغال العمومية طرح الفقه على ضوء‬
‫التطبيقات القضائية للمسؤولية عن األشغال العمومية معيار يستند إىل طبيعة الضرر‪ ،‬وميز بني الضرر‬
‫الدائم وأسس مسؤولية املرفق بدون خطأ‪ ،‬على أساس املخاطر‪ ،‬وباعتبار الضرر نتيجة حتمية‬
‫وتدخل ضمن خماطر تنفيذ األشغال العمومية وبني الضرر العرضي وإشرتط لتعويضه وقوع خطأ كون‬
‫الضرر ليس نتيجة حتمية لألشغال العمومية بل ميكن أن ال حيصل‪.2‬‬

‫وقد هجر القضاء هذا املعيار ليتبىن معيار آخر يستند إىل صفة الضحية وميز مبوجبه بني‬
‫املنتف من األشغال العمومية واملشارك فيها وبني الغري‪ ،3‬و رتب املسؤولية عن األضرار الالحقة‬
‫باملنتف (أي املستفيد عادة من استعمال مبىن عمومي كوقوع أشجار على شخص يتنزه يف حديقة‬
‫عمومية) على أساس اخلطأ م ختفيفه‪ ،‬إذا اعترب القضاء اإلداري يف هذا اجملال خطا مفرتض يف‬
‫انعدام الصيانة أو عيب يف البناء يفرتض خطأ يف ذمة رب العمل ولكي يعفى من املسؤولية عليه أن‬
‫يثبت أنه صان بصفة عادية املبىن العمومي (أي خطأ الضحية) وبرر إخضاع هذه الطائفة إىل نظام‬
‫املسؤولية على أساس اخلطأ هو انتفاعها من هذه األشغال كما أسس القضاء اإلداري املسؤولية‬
‫اإلدارية عن األشغال العمومية على أساس اخلطأ يف حالة الضرر الذي يلحق باملشارك يف تنفيذ‬
‫األشغال العمومية مربرا ذلك أن املشارك ليس غريب عن خماطر اإلعداد للعقار سواء كانت مشاركته‬
‫يف اجناز‪ 4‬مبىن عمومي أو يف شغل عمومي‪ ،‬وعكس ذلك رتب املسؤولية اإلدارية عن األضرار النامجة‬

‫رشيد خلويف‪ ،‬قانون املسؤولية االدارية‪ ،‬ص‪ ،36.‬ذكر يف عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.062.‬‬ ‫‪1‬‬

‫شيهوب مسعود‪ ،‬املسؤولية عن املخاطر و تطبيقاهتا يف قانون املدين‪-‬دراسة مقارنة‪ ،‬ذكر يف عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.062.‬‬ ‫‪2‬‬

‫عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.062.‬‬ ‫‪3‬‬

‫عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪ ،‬املرج السابق‪ ،‬ص‪.062.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪122‬‬
‫عن األشغال العمومية والالحقة بالغري على أساس املخاطر‪ ،‬ولفظ الغري وفق جانب من الفقه يعين‬
‫أنه ليس مستفيد وال مشارك يف الشغل العمومي‪.‬‬

‫أما البعض األخر فريى أن الغري هو الذي يلحقه ضرر غري ناجم عن استعمال ملبىن عمومي‬
‫أو عن استفادته من أشغال عمومية‪ ،‬فيعد من الغري صاحب مزرعة غمرهتا املياه بعد اهنيار سد جماور‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬شروط الضرر المولدة للمسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية‪.‬‬

‫اشرتط جملس الدولة الفرنسي يف الضرر الذي يرتب املسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية‬
‫شروط خاصة جبانب الشروط العامة يف املسؤولية‪:‬‬

‫‪ – 1‬أن يكون الضرر ماديا‪ :‬متسك القضاء اإلداري الفرنسي وحىت هناية النصف األول من القرن‬
‫‪ 02‬باملدلول احلريف هلذه العبارة (مادي) إذ يشرتط أن تؤدي األضرار النامجة عن األشغال العمومية‬
‫إىل إتالف مثال العقار كليا أو جزئيا‪ ،‬مث لني موقفه وأعترب الضرر حمققا إذا أدت تلك األضرار إىل‬
‫إنقاص القيمة االقتصادية العقار ولو مل متسه ماديا بأذى‪ ،‬كما لو أن األشغال العمومية أدت إىل‬
‫جعل مدخل العقار متعذرا أو مستحيال ثييب يصعب االنتفاع منه حكم جملس الدولة الفرنسي يف‬
‫‪ 0262/15/63‬يف قضية ‪ Duplay‬وإنتشار رائحة كريهة يف املنطقة نتيجة إنشاء مرحاض عام‬
‫(‪ )Toilette Publique‬جبوار أحد املنازل‪ ،‬أو إنشاء حمطة جماري املياه الوسخة يؤدي إىل‬
‫إحداث أصوات مزعجة تضر بفندق أو مستشفى خاص حكم جملس الدولة الفرنسي يف‬
‫‪0233./00/10‬‬

‫‪ -2‬يجب أن يكون الضرر دائم‪ :‬كما اشرتط أن يتصف الضرر بالدميومة أو على األقل لفرتة‬
‫طويلة خترج عن نطاق األضرار العادية اليت يتحملها األفراد عادة يف إطار حتقيق املصلحة العامة‪.‬‬

‫‪ – 2‬أن الضرر غير عادي‪ :‬أي يتجاوز األضرار العادية النامجة عن خماطر اجلوار العادية وهو خاض‬
‫للسلطة التقديرية للقاضي اإلداري وفق كل حالة نزاع على حدى‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الخ ـاتمة‪:‬‬

‫تعد صفقة األشغال العمومية صنف من أصناف صفقة األشغال كما رأينا‪ ،‬ووجب علينا‬
‫القيام بتميز صفقات األشغال عن عقد امتياز األشغال العمومية ذلك أنه بالرغم من التشابه إال أن‬
‫هناك اختالف جدري بينهما كما سبق اإلشارة إليه‪ ،‬ذلك أن األشغال العمومية تعبري جاء به القضاء‬
‫الفرنسي والذي ربطها بفكرة العمليات اليت تق على العقار أو امللك العقاري العمومي إال أن القانون‬
‫اجلزائري استعمل تعبري األشغال العمومية لإلشارة إىل قطاع معني من جهة‪ ،‬والنشاط اإلقتصادي‬
‫اخلاض لرتخيص اإلداري من جهة أخرى‪.‬‬

‫واإلهتمام الذي يعطيه القانون اجلزائري لتأهيل املؤسسات املتدخلة يف قطاعات ناتج عن‬
‫إرادته لتطبيق مبدأ ختصيص ميادين اليت تربم فيها الصفقات وجند يف جمال صفقات األشغال أربعة‬
‫ميادين رئيسية وهي أشغال العمومية‪ ،‬وأشغال البناء‪ ،‬وأشغال الري‪ ،‬وأشغال الغابات‪.‬‬

‫وتعرضنا إىل اجلوانب االتفاقية الرئيسية منها التزام املتعامل املتعاقد بتنفيذ األشغال وتسليمها‬
‫والتزام املصلحة املتعاقدة بدف املقابل املايل و استالم األشغال‪ ،‬ومسؤولية املرتتبة يف حالة وجود عيب‬
‫يف األشغال اليت قام هبا املتعامل املتعاقد‪.‬‬

‫ودراسة صفقات األشغال العمومية يف القانون اجلزائري يساعد على حتديد الصفقات املسماة‬
‫املنصوص عليها يف املرسوم الرئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬بصفة خاصة والصفقة العمومية بصفة عامة نظرا لغياب حتديد واضح‬
‫لطبيعة الصفقة العمومية‪.‬‬

‫وإذا كان قد تناولنا يف الفصل الثاين من هذا البحب اجلوانب االتفاقية خالفا للجوانب‬
‫التنظيمية اليت تفرضها اإلدارة واملتعلقة ببنود اليت حتدد طرق وشروط تنفيذ األشغال واملدجمة يف دفرت‬
‫الشروط الصفقة وخاصة يف جمال صفقات األشغال العمومية‪ ،‬ال ميكن إنكار الطبيعة اإلدارية‬
‫لصفقات كون املصلحة املتعاقدة يستلزم طبيعة مهامها إىل قيام بتعديالت الالزمة للصفقة‪ ،‬وتكون‬
‫األشغال حمل تعديال خارج اإلطار االتفاقي وهي تلك التعديالت الناجتة عن تطبيق فكرة سلطات‬
‫اإلدارة واملتمثلة يف سلطيت التعديل االنفرادي وإيقاع عقوبات أو إمكانية تعديل الصفقة بواسطة‬
‫‪124‬‬
‫تدابري تتخذها السلطة العمومة مبوجب نظرية فعل األمري‪ ،‬أو انطالقا من فكرة تأقلم الصفقة العمومية‬
‫م الظروف الطارئة أو الصعوبات املادية غري املتوقعة و اليت ال جيب أن تؤدي إىل انقطاع تنفيذ‬
‫األشغال بشرط احلفاظ على التوازن بني املتعاقدين‪.‬‬

‫فالصفقة العمومية يف القانون اجلزائري هي صفقة منظمة وال ميكن اعتبارها عقدا إداريا ونظرية‬
‫العقد اإلداري املستمدة من القضاء والفقه الفرنسي ال تتماشى م مبادئ وقواعد القانون اإلداري‬
‫اجلزائري‪.‬‬

‫وسلطة اإلدارة يف االختيار املتعامل املتعاقد املستمد من امتيازات اإلدارة العامة واليت تتمت به‬
‫اإلدارة واملكرس حتت تسمية حرية اإلدارة يف االختيار‪ ،‬هو الذي يعيق تطبيق ميكانزمات حماربة‬
‫الفساد‪ ،‬كون انه طبقا للمبدأ السالف الذكر ال ميكن مسألتها حول استبعاد باقي املرتشحني‪ ،‬مما‬
‫يصعب حتديد هل هناك خمالفة للقانون الصفقات العمومية‪ ،‬إال أن هذا املبدأ يتعارض م مبدأ آخر‬
‫وهو االختصاص املقيد لإلدارة و مفاده انه على اإلدارة احرتام القواعد القانونية مثلها مثل األفراد‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫مالحق‬

‫‪126‬‬
‫قائمة النصوص القانونية‬
‫‪ )1‬النصوص القانونية‪:‬‬
‫‪ .I‬دساتير‪:‬‬
‫مرسوم الرئاسي رقم ‪ 00-02‬مؤرخ يف ‪ 60‬فرباير ‪ ،0202‬يتعلق بنشر نص تعديل الدستور املوافق‬
‫عليه يف استفتاء ‪ 63‬فرباير ‪ ،0202‬يف اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‪ ،‬ج‪.‬ر‪،‬‬
‫بتاريخ أول مارس ‪ ،0202‬ع‪ ،2.‬ص‪.631.‬‬
‫مرسوم الرئاسي رقم ‪ 330-22‬مؤرخ يف ‪ 5‬ديسمرب ‪ ،0222‬يتعلق بإصدار نص تعديل الدستور‬
‫املوافق عليه يف استفتاء ‪ 60‬نوفمرب ‪ ،0222‬يف اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية‬
‫الشعبية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 0‬ديسمرب ‪ ،0222‬ع‪ ،52.‬ص‪.2.‬‬

‫‪ .II‬نصوص تشريعية‪:‬‬
‫قـوانـيـن‪:‬‬ ‫‌أ‪-‬‬

‫قانون رقم ‪ 06-03‬املؤرخ يف ‪ 63‬جوان ‪ 0203‬الذي يتضمن النظام العام للغابات‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 62‬جوان ‪ ، 0203‬ع‪ ،26.‬ص‪.252.‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-00‬املؤرخ يف ‪ 06‬جانفي سنة ‪ 0200‬يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪ ،0200‬العدد ‪ ،6‬ص‪.31.‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-21‬املؤرخ يف ‪ 5‬ابريل سنة ‪ 0221‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 00‬ابريل‬
‫‪ ،0221‬ع ‪،05‬ص‪.300.‬‬
‫قانون رقم ‪ 12-21‬املؤرخ يف ‪ 5‬ابريل سنة ‪ 0221‬يتعلق بالوالية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 00‬ابريل‬
‫‪ ،0221‬ع ‪،05‬ص‪.513.‬‬
‫قانون رقم ‪ 61-20‬املؤرخ ‪ 6‬ديسمرب ‪ 0220‬يعدل يتمم القانون رقم ‪ 06-03‬املؤرخ يف ‪63‬‬
‫جوان ‪ 0203‬الذي يتضمن النظام العام للغابات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬نوفمرب ‪،0220‬‬
‫ع‪ ،26.‬ص‪.6350.‬‬
‫قانون رقم ‪ 06-15‬املؤرخ يف ‪ 3‬أوت ‪ 6115‬يتعلق باملياه‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬سبتمرب‬
‫‪ ،6115‬ع‪ ،21.‬ص‪.05.‬‬

‫‪127‬‬
‫قانون رقم ‪ 15-10‬املؤرخ يف ‪ 63‬فيفري ‪ ،6110‬يتضمن القانون التوجيهي للتكوين و التعليم‬
‫املهنيني‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ ،6110‬ع‪ ،00.‬ص‪.3.‬‬
‫قانون رقم ‪ 05-10‬املؤرخ يف ‪ 61‬يوليو سنة ‪ 6110‬حيدد قواعد مطابقة البنايات و إمتام اجنازها‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 3‬أوت ‪ ،6110‬ع‪ ،33.‬ص‪.02.‬‬
‫قانون رقم ‪ 13-12‬املؤرخ يف ‪ 65‬فيفري ‪ 6112‬الذي يتعلق ثيماية املستهلك و قم الغش‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫بتاريخ ‪ 0‬مارس ‪ ،6112‬ع‪ ،05.‬ص‪.06.‬‬
‫قانون رقم ‪ 13-00‬املؤرخ يف ‪ 05‬فرباير ‪ 6100‬حيدد القواعد اليت تنظم نشاط الرتقية العقارية‪،‬‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،6100‬ع‪ ،03.‬ص‪.3.‬‬
‫قانون رقم ‪ 01-00‬املؤرخ يف ‪ 66‬جوان ‪ 6100‬يتعلق بالبلدية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 3‬جويلية ‪،6100‬‬
‫ع‪ ،35.‬ص‪.3.‬‬
‫قانون رقم ‪ 02-00‬املؤرخ يف ‪ 60‬ديسمرب ‪ ،6100‬الذي يتضمن قانون املالية لسنة ‪،6106‬‬
‫ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬ديسمرب ‪ ،6100‬ع‪ ،56.‬ص‪-3.‬ص‪.65.‬‬
‫ب ‪ -‬أوام ــر‪:‬‬
‫أمر رقم ‪ 21-25‬املؤرخ يف ‪ 05‬جوان ‪ 0225‬الذي يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 65‬جوان ‪ ،0225‬ع‪،56.‬ص‪.500.‬‬
‫أمر رقم ‪ 15-25‬مؤرخ يف ‪ 65‬جانفي ‪ ،0225‬املتعلق بالتأمينات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 0‬مارس‬
‫‪ ،0225‬ع‪ ،03.‬ص‪.3.‬‬
‫أمر رقم ‪ 10-10‬املؤرخ ‪ 62‬ماي ‪ 6110‬الذي يتمم األمر رقم ‪ 13-10‬املؤرخ ‪ 61‬أوت‬
‫‪ 6110‬و املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية االقتصادية و تسيريها و خوصصتها‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪61‬‬
‫ماي ‪ ،6110‬ع‪ ،00‬ص‪.3.‬‬

‫‪ .III‬مراسيم تنظيمية‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مراسيم رئاسية‪:‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف ‪ 01‬ابريل سنة ‪ 0206‬ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل‬
‫العمومي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬ابريل ‪ ،0206‬ع‪،35.‬ص‪.531.‬‬

‫‪128‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 56-00‬املؤرخ يف ‪ 62‬مارس ‪ 0200‬يعدل و يتمم املرسوم رقم ‪ 035-06‬املؤرخ يف‬
‫‪ 01‬ابريل سنة ‪ 0206‬ينظم الصفقات اليت يربمها املتعامل العمومي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪31‬‬
‫مارس ‪ ،0200‬ع‪،35.‬ص‪.530.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 051-02‬مؤرخ يف ‪ 5‬سبتمرب ‪ ،0202‬الذي يتضمن املوافقة على الرتتيبات‬
‫اإلدارية العامة و الشروط التقنية إلعداد دفاتر الشروط املتعلقة باستغالل الغابات و بي احلطب‬
‫املقطوع منها و منتوجاته‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬سبتمرب ‪ ،0202‬ع‪ ،30.‬ص‪.0125.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬يتضمن الصفقات العمومية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 60‬جويلية ‪ ،6116‬ع‪،56.‬ص‪.3.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 310-13‬املؤرخ يف ‪ 00‬سبتمرب ‪ ،6113‬يعدل و يتمم املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬يتضمن الصفقات العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪03‬‬
‫سبتمرب ‪ ،6113‬ع‪ ،55.‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 330-10‬املؤرخ يف ‪ 62‬أكتوبر ‪ 6110‬يعدل و يتمم املرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪ 651-16‬املؤرخ يف ‪ 63‬جويلية ‪ 6116‬الذي يتضمن الصفقات العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 2‬نوفمرب ‪ ،6110‬ع‪،26.‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 632-01‬املؤرخ يف ‪ 15‬أكتوبر سنة ‪ 6101‬الذي يتضمن تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪ ،6101/01/15‬العدد ‪ ،50‬ص‪.3.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 666-00‬مؤرخ يف ‪ 02‬جوان ‪ ،6100‬يعدل املرسوم الرئاسي رقم ‪632-01‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬و املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 02‬جوان‬
‫‪ ،6101‬ع‪ ،33.‬ص‪.3.‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 63-06‬مؤرخ يف ‪ 00‬يناير ‪ ،6106‬يعدل و يتمم املرسوم الرئاسي رقم ‪-01‬‬
‫‪ 632‬املؤرخ يف ‪ 5‬أكتوبر ‪ ،6101‬و املتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬جوان‬
‫‪ ،6106‬ع‪ ،13.‬ص‪.3.‬‬

‫ب ‪ -‬مراسيم تنفيذية‪:‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 013-23‬مؤرخ يف ‪ 62‬مارس ‪ ،0223‬إنشاء اللجنة املركزية للصفقات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ‬
‫‪ 30‬مارس ‪ ،0223‬ع‪ ،65.‬ص‪.301.‬‬

‫‪129‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 035-03‬املؤرخ يف ‪ 02‬فرباير سنة ‪ 0203‬يوجب على املؤسسات الوطنية‪ ،‬العامة و‬
‫اخلاصة‪ ،‬اليت تعمل يف ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬أن تكون هلا شهادة التخصص‬
‫والتصنيف املهنيني‪ .‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 66‬فرباير سنة ‪ ،0203‬ع‪،...‬ص‪.533.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 622-02‬مؤرخ يف ‪ 3‬نوفمرب سنة ‪ ،0202‬الذي يتضمن تنظيم صندوق اجلماعات‬
‫احمللية املشرتك و عمله‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ ،0202/00/5‬ع ‪ ،35‬ص‪.0030 .‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 060-00‬مؤرخ يف ‪ 60‬يونيو ‪ ،0200‬الذي يتضمن املوافقة على االتفاقية احلاصلة‬
‫بني الدولة و الشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 051-02‬مؤرخ يف ‪ 5‬سبتمرب ‪ ،0202‬الذي يتضمن املوافقة على الرتتيبات‬
‫اإلدارية العامة و الشروط التقنية إلعداد دفاتر الشروط املتعلقة باستغالل الغابات و بي احلطب‬
‫املقطوع منها و منتوجاته‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬سبتمرب ‪ ،0202‬ع‪ ،30.‬ص‪.0125.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 003-21‬املؤرخ يف ‪ 60‬أفريل سنة ‪0221‬املتمضن إنشاء الوكالة الوطنية للغابات‬
‫اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ ،0221‬ت ‪ .00.‬ص‪.515.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 032-20‬مؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ،0220‬الذي يتضمن تعديل القانون األساسي‬
‫للمؤسسة الوطنية الستغالل الطريان و أمنه و جيعل تسميتها اجلديدة "املؤسسة الوطنية للمالحة‬
‫اجلوية"‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬ماي ‪ ،0220‬ع‪ ،65.‬ص‪.020.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 051-20‬مؤرخ يف ‪ 00‬ماي ‪ ،0220‬الذي يتضمن تعديل الطبيعة القانونية‬
‫ملؤسسات تسيري املصاحل املطارية و قانوهنا األساسي‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 62‬ماي ‪ ،0220‬ع‪،65.‬‬
‫ص‪.025.‬‬
‫مرسوم التنفيذي رقم ‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬يتضمن الصفقات العمومية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،0220‬ع‪،55.‬ص‪.6600.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 320-26‬مؤرخ يف أول ديسمرب ‪ 0221‬الذي يتضمن تغيري الطبيعة القانونية‬
‫للشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية و قانوهنا األساسي‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 06‬ديسمرب ‪ ،0221‬ع‬
‫‪ ،53‬ص‪.0500.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 50-23‬املؤرخ ‪ 2‬فيفري ‪ 0223‬يعدل يتمم مرسوم تنفيذي رقم‪002-21‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 0221/13/60‬و املتضمن القانون األساسي للمكاتب اجلهوية للتنمية الغابية‪ ،‬اجلريدة‬
‫الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬فيفري ‪ ،0221‬ع‪ ،2.‬ص‪.05.‬‬
‫‪130‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 56-23‬املؤرخ ‪ 2‬فيفري ‪ 0223‬يعدل يتمم مرسوم تنفيذي رقم ‪003-21‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 60‬أفريل سنة ‪0221‬املتمضن إنشاء الوكالة الوطنية للغابات اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪01‬‬
‫فيفري ‪ ،0221‬ع‪ ،2.‬ص‪.02.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬يوجب على مجي املؤسسات اليت‬
‫تعمل يف إطار اجناز الصفقات العمومية يف ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬أن تكون هلا‬
‫شهادة التخصص والتصنيف املهنيني‪ .‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ أول ديسمرب سنة ‪ ،0223‬ع‬
‫‪،52‬ص‪.06.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 35-25‬املؤرخ يف ‪ 3‬فيفري ‪ 0225‬حيدد قائمة النشاطات املهنية‪ ،‬اخلاضعة‬
‫لنظام التعويض البطالة للعمال قطاعات البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪5‬‬
‫فيفري ‪ ،0225‬ع ‪.0‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 05-20‬املؤرخ يف ‪ 5‬مارس ‪ ،0220‬يعدل و يتمم املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 333-20‬املؤرخ يف ‪ 2‬نوفمرب ‪ 0220‬يتضمن الصفقات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬بتاريخ ‪ 00‬مارس‬
‫‪ ،0220‬ع‪ ،03.‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 025-20‬مؤرخ يف ‪ 5‬يونيو ‪ ،0220‬حيدد قائمة اجملموعة األوىل من‬
‫املؤسسات العمومية اليت ستخض للخوصصة‪،،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ،0220‬ع‪ ،30.‬ص‪-0.‬‬
‫‪.01‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 365-6111‬مؤرخ يف ‪ 65‬أكتوبر ‪ ،6111‬الذي حيدد صالحيات وزير‬
‫األشغال العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬أكتوبر ‪ ،6111‬ع‪ ،23.‬ص‪.63.‬‬
‫مرسوم التنفيذي رقم ‪ 510-13‬مؤرخ يف ‪ 65‬ديسمرب ‪ ،6113‬يتضمن دفرت الشروط املطبق على‬
‫الشركة الوطنية للنقل اجلوي املكلفة بتأدية تبعات اخلدمة العامة مقابل استفادهتا تعويضا ماليا من‬
‫الدولة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 60‬ديسمرب ‪ ،6113‬ع‪ ،06.‬ص‪.5.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 003-15‬املؤرخ يف ‪ 5‬ابريل ‪ ،6115‬يعدل و يتمم املرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 602-23‬املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل يف إطار اجناز‬
‫الصفقات العمومية يف ميدان البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬أن تكون هلا شهادة التخصص‬
‫والتصنيف املهنيني‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 01‬ابريل ‪ ،6115‬ع ‪،62‬ص‪.3.‬‬

‫‪131‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 332-15‬مؤرخ يف ‪ 01‬نوفمرب سنة ‪ 6115‬حيدد قواعد تنظيم مصاحل‬
‫األشغال العمومية يف الوالية و عملها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬نوفمرب ‪،6115‬ع ‪،53‬‬
‫ص‪.05.‬‬
‫مرسوم التنفيذي رقم ‪ 632-15‬مؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬الذي يتضمن تعديل القانون‬
‫األساسي للوكالة الوطنية للطرق السريعة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬العدد ‪ ،30‬ص‪.2.‬‬
‫مرسوم التنفيذي رقم ‪ 651-15‬مؤرخ يف ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬الذي يتضمن إنشاء مؤسسة‬
‫"اجلزائرية لتسيري الطرق السريعة للسيارات‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 01‬جويلية ‪ ،6115‬العدد ‪ ،30‬ص‪.06.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 025-01‬مؤرخ يف ‪ 02‬أوت ‪ ،6101‬الذي يتضمن إنشاء املركز الوطين‬
‫للدراسات و تنشيط مؤسسة البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 66‬أوت ‪،6101‬‬
‫ع‪ ،35.‬ص‪.3.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 12-00‬مؤرخ يف ‪ 01‬جانفي ‪ 6100‬الذي حيدد كيفيات استغالل األراضي‬
‫الفالحية التابعة لألمالك اخلاصة للدولة املخصصة أو امللحقة باهليئات و املؤسسات العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر‬
‫بتاريخ ‪ 06‬جانفي ‪ ،6100‬ع‪ ،16.‬ص‪.0.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 001-00‬مؤرخ يف ‪ 2‬مارس ‪ ،6100‬يتمم املرسوم التنفيذي رقم ‪602-23‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب ‪ 0223‬الذي يوجب على مجي املؤسسات اليت تعمل يف إطار اجناز الصفقات‬
‫العمومية يف ميدان البناء و األشغال العمومية والري أن تكون هلا شهادة التخصص والتصنيف‬
‫املهنيني‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ ،6100‬ع‪ ،05.‬ص‪.36.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 661-00‬مؤرخ يف ‪ 06‬جوان ‪ ،6100‬حيدد كيفيات امتياز استعمال املوارد‬
‫املائية بإقامة هياكل حتلية مياه البحر أو نزع األمالح أو املعادن من املياه املاحلة من أجل املنفعة‬
‫العمومية أو تلبية احلاجيات اخلاصة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 02‬جوان ‪ ،6100‬ع‪ ،33.‬ص‪.5.‬‬
‫د ‪ -‬قرارت وزارية مشتركة‪:‬‬
‫قرار وزاري مشرتك بتاريخ أول مارس سنة ‪ 0203‬الذي حيدد فهرس النشاطات االقتصادية ملؤسسة‬
‫األشغال العمومية للبناء و الري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 66‬مارس سنة ‪ ،0203‬ع‬
‫‪،06‬ص‪.022.‬‬

‫‪132‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 3‬ديسمرب سنة ‪ ،6115‬حيدد كيفيات التصنيف املهين للمؤسسات أو‬
‫جمموعة املؤسسات اليت تعمل يف إطار البناء و األشغال العمومية و الري‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪62‬‬
‫ابريل ‪ ،6112‬ع ‪،65‬ص‪.60.‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 05‬نوفمرب ‪ ،6115‬حيدد قائمة صفقات الدراسات و اخلدمات املعفاة‬
‫من تقدمي كفالة حسن تنفيذ الصفقة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬ديسمرب ‪ ،6115‬ع‪ ،55.‬ص‪.62.‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 03‬فيفري سنة ‪ ،6112‬يتضمن تنظيم املصاحل و الفروع اإلقليمية و‬
‫الوظيفية ملديريات األشغال العمومية يف الواليات و سريها‪،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 5‬جوان ‪ ،6112‬ع‪،33.‬‬
‫ص‪.63-60‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 63‬جوان ‪ ،6101‬الذي حيدد معايري تأهيل مشاري التجهيز لقطاع‬
‫األشغال العمومية إىل مشاري كربى للتجهيز العمومي للدولة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪،6101‬‬
‫ع‪ ،60.‬ص‪.61.‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 02‬يناير ‪ ،6100‬الذي حيدد دفرت الشروط العامة احملددة ألعباء‬
‫وتبعات اخلدمة العمومية املسندة لغرف التجارة و الصناعة‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬فرباير ‪ ،6100‬ع‪،2.‬‬
‫ص‪.65.‬‬
‫قرار وزاري مشرتك مؤرخ يف ‪ 60‬جويلية ‪ 6100‬الذي حيدد تنظيم مصاحل مديرية الربجمة ومتابعة‬
‫امليزانية للوالية و سريها يف مكاتب‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،6100‬ع‪ ،55.‬ص‪.63.‬‬

‫ج ‪ -‬قرارت وزارية‪:‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 60‬نوفمرب سنة ‪ 0223‬يتضمن املصادقة على دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبقة‬
‫على صفقات األشغال اخلاصة بوزارة جتديد البناء و األشغال العمومية و النقل‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫بتاريخ جانفي ‪ ،0225‬ع‪، 15.‬ص‪.6600.‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 66‬ديسمرب ‪ 0221‬يتعلق باملوافقة على دفرت الشروط العامة الذي حيدد أعباء اخلدمة‬
‫العمومية للشركة الوطنية للنقل بالسكك احلديدية و تبعيتها‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 63‬جانفي ‪،0220‬‬
‫ع‪ ،3.‬ص‪.23.‬‬

‫‪133‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 2‬مارس ‪ ،0220‬الذي يتضمن املصادقة على األرقام االستداللية لألجور و املواد‬
‫اخلاصة باألشغال العمومية و البناء املستعملة يف الفصل الثالب من سنة ‪ 0221‬ملراجعة األسعار يف‬
‫عقود البناء و األشغال العمومية‪ ،‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 65‬ديسمرب ‪ ،0220‬ع‪ .20.‬ص‪.6223.‬‬
‫قرار مؤرخ يف ‪ 62‬جويلية سنة ‪ 6110‬الذي حيدد قواعد التقييم و احملاسبة و حمتوى الكشوف املالية‬
‫و عرضها و كذا مدونة احلسابات و قواعد سريها‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬بتاريخ ‪ 65‬مارس ‪،6112‬‬
‫ع‪ .02.‬ص‪.52.‬‬
‫هـ ‪ -‬قوانين و منشورات أجنبية‪:‬‬
‫‪Code civil, promulgue le 25 mars 1804.‬‬
‫‪Circulaire du 3 août 2006 portant manuel d’application du code des marchés‬‬
‫‪publics, NOR : ECOM0620004C 4 août 2006, p. 23.‬‬

‫و – اتفاقيات‪:‬‬
‫الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬اتفاقية استثمار بني الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار و شركة‬
‫ج‪.‬إ‪.‬إيونكس حامة هولدينغز إ‪.‬ر‪.‬و ليمتيد‪ ،‬اجلريدة الرمسية بتاريخ ‪ 60‬جانفي ‪ ،6115‬ع‪،15.‬‬
‫ص‪.60.‬‬

‫‪134‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -1‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬


‫أ ‪ -‬المراجع العامة و المتخصصة‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬عمار عوابدي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬النشاط اإلداري‪ ،‬طبعة ‪.0222‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حميو أمحد‪ ،‬حماضرات يف املؤسسات اإلدارية‪ ،‬ترمجة الدكتور حممد عرب صاصيال‪ ،‬ديوان‬
‫املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،‬سنة ‪.0222‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬عزيز الشريف‪ ،‬دراسات العقد اإلداري‪ ،‬موسوعة القضاء و الفقه‪ ،‬العدد ‪.53‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ماجد راغب احللو‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬دار املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.0225 ،‬‬
‫‪ -‬األستاذ حممد أمني بومساح‪" ،‬املرفق العام يف اجلزائر"‪ ،‬ترمجة رحال بن أعمر و رحال موالي ادريس‪،‬‬
‫ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬سنة ‪.0225‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬عمور سالمي‪ ،‬الوجيز يف قانون املنازعات اإلدارية‪.6115-6113 ،‬‬
‫‪ -‬الدكتور سليمان حممد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلداري‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬الطبعة‬
‫اخلامسة‪ ،0220 ،‬ص‪ 2.‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬الدكتور مجال عثمان جربيل‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬إبرام العقد اإلداري و صحته‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.03.‬‬
‫‪ -‬الدكتورة سعاد الشرقاوي‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬دار النهضة العربية – ‪.0222/0220‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حليمي هبجت بدوي‪ ،‬أصول االلتزامات‪ ،‬الكتاب األول يف نظرية العقد‪ ،‬القاهرة سنة ‪.0233‬‬
‫‪ -‬د‪.‬حممد شكري سرور‪ ،‬مسؤولية املهندس و مقاول البناء‪ ،‬دار الفكر العريب سنة ‪.0205‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حممد ناجي ياقوت‪ ،‬مسؤولية املعماريني بعد إمتام األعمال و تسلمها مقبولة من رب العمل‪،‬‬
‫منشأة املعارف‪ ،‬دار وهدان للطباعة و النشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬ص‪.662.‬‬
‫ب ‪ -‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ -‬لعيوين ثورية‪ ،‬معيار العقد اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة عني الشمس‪ ،‬بال سنة بال‬
‫ناشر‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -‬قدوج محامة‪ ،‬عملية إبرام العقود اإلدارية يف نطاق صفقات املتعاقد العمومي يف اجلزائر‪-‬حتليل‬
‫ومقارنة‪ -‬ثيب لنيل درجة املاجستري فرع اإلدارة و املالية العامة‪ ،‬السنة غري واردة‪.‬‬
‫‪ -‬بن قلفاط مايا‪ ،‬وضعية األطراف املتعاقدة يف الصفقات العمومية الدولية يف القانون اجلزائري‪،‬‬
‫مذكرة ماجستري فرع عقود و مسؤولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬السنة اجلامعية ‪-6110‬‬
‫‪.6116‬‬
‫‪ -‬جوادي نبيل‪ ،‬دفاتر الشروط يف القانون اإلداري اجلزائري (دراسة متعلقة بعقود اإلدارة)‪ ،‬ثيب لنيل‬
‫شهادة املاجستري يف اإلدارة و املالية‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.6112-6115‬‬
‫‪ -‬فرقان فاطمة الزهرة‪ ،‬رقابة الصفقات العمومية الوطنية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة من أجل احلصول على‬
‫شهادة املاجستري يف القانون‪ ،‬فرع الدولة و املؤسسات العمومية‪ ،‬السنة اجلامعية‪.6115/6112 ،‬‬
‫‪ -‬أكرور مريام‪ ،‬السعر يف الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف احلقوق‪ ،‬الفرع‪ :‬الدولة‬
‫و املؤسسات العمومية‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.6110-6115‬‬
‫‪ -‬محاين ساجية‪ ،‬املراقبة التقنية للبناء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة املاجستري –حقوق‪ -‬فرع‪ :‬الدولة‬
‫واملؤسسات العمومية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪-‬كلية احلقوق‪ -‬السنة اجلامعية ‪.6110/6115‬‬
‫ج – المجالت و مؤتمرات‪:‬‬
‫‪ -‬د‪.‬سعيد بوشعري‪ ،‬نظام املتعامل العمومي بني املرونة و الفعالية‪ ،‬اجمللة اجلزائرية‪ ،‬رقم ‪ ،6‬سنة‬
‫‪ ،0206‬ص‪.333-306.‬‬
‫د‪.‬حممود سامي مجال الدين‪ ،‬القرار اإلداري و السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬دراسة مقارنة بني دولة‬
‫اإلمارات و مصر و فرنسا‪ ،‬جملة الشريعة و القانون‪ ،‬العدد الثالب يف ذي احلجة ‪ 0312‬هـ ‪-‬‬
‫يوليو‪/‬متوز‪ ،0202/‬ص‪.351-300.‬‬

‫‪ -‬د‪.‬فاروق األباصريى‪ ،‬حنو توسي مفهوم املعماري‪ ،‬املسؤول عن عيوب البناء (املسؤولية العشرية‬
‫لصان مكونات العمل املعماري)‪ ،‬املؤمتر الثامن عشر عقود البناء و التشييد بني القواعد القانونية‬
‫التقليدية و النظم القانونية املستحدثة‪.6101 ،‬‬
‫‪ -‬أ‪ .‬ابراهيم يوسف‪ ،‬املسؤولية العشرية للمهندس املعماري و املقاول‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية‪،‬‬
‫االقتصادية و السياسية‪ ،‬اجلزء ‪ ،33‬العدد ‪ ،3‬لسنة ‪.0225‬‬

‫‪136‬‬
:‫ وثائق إعالمية‬- ‫د‬
‫ نوفمرب‬،‫ تقرير ملخص‬،‫ خطة عمل و برامج قطاع األشغال العمومية‬،‫ وزارة األشغال عمومية‬-
.6112
‫ بعنوان "األعمال‬0222 ‫ جوان‬03 ‫ ماي إىل‬60 ‫ تقرير جلنة يف الدورة التاسعة و العشرين من‬-
."‫املقبلة املتعلقة مبشاري البناء و التشغيل و نقل امللكية‬
:‫دليل‬
‫ التوريد مبوجب قروض البنك الدويل لإلنشاء و التعمري و ائتمانات املؤسسة‬،‫ إرشادات عامة‬-
،‫ واليات املتحدة األمريكية‬،‫ واشنطن‬،‫ البنك الدويل‬/‫ البنك الدويل لإلنشاء و التعمري‬،‫الدولية للتنمية‬
.6113 ‫ أيار‬،‫الطبعة األوىل‬

:‫ المراجع باللغة الفرنسية‬-2

I. Ouvrages Général :‌
-ADLI (Z.), Les réformes économiques en Algérie depuis 1988, CENEAP,
1994.
-Berthelemy, Traité élémentaire de droit administratif, 1976.
-Bonnard R. Précis de droit administratif, 4e éd. Paris, L.G.D.J. 1943, 786p.
-Delaubadere (Andre) , Traité de droit administratif, 1984.
-Boubli (B.), La responsabilité et l’assurance des architectes, entrepreneurs,
L.J.N.A.
-DE LAUBADERE A., VENEZIA Jean Claude et GAUDEMET Yves,
Traité de Droit administratif, L.G.D.J., 13eme éd., (1998), 16eme éd., (2001).
-Dufour G. Traité général de droit administratif, Tome 1 à 8, 3e éd. Paris,
Delamotte, 1868-1869.
-FRIER Prière Laurent, Précis de droit administratif, édition Montchrestien,
Paris, 2001.
-FRIER (P.-L.), précis de droit administratif, édition Montchrestien, LGDJ,
2003.
-Planiol (M.), droit civil, 3e éd. T. 2, n°913, LGDJ 1949.
-Rivero (Jean), Droit administratif, Dalloz, 1977,
-SAVATIER (René) , Les métamorphoses économiques et sociales du droit civil
d’aujourd’hui .DALLOZ ,3eme éd.,1964.
-TIDADINI Aziouz, Le plan quadriennal, SNED, 1970.

137
-TIDADINI Aziouz, Les investissements durant le plan quadriennal, SNED,
1970.
- TROPLONG (M.), Le Droit Civil Expliqué, commentaire du titre XX du livre
III du code civil, troisième édition, tome Second, Charle Hihgray, Libraire-
éditeur, Paris, 1838.
- TROPLONG (M.), Le droit civil expliqué, suivant l’ordre des articles du code,
de l’échange et de louage, commentaires des Titre VII et VIII du livre III du
code civil, Edition BRUXELLES, Meline, Cans et Compagnie, 1841.
-VEDEL George et DELVOLVE Pierre, Droit administratif, éd., P.U.F.,Paris,
1992.
II. Ouvrages Spécial :
-AUBY (J.B.), PERINET-MARQUET (H.), Droit de l'urbanisme et de la
construction, Montchrestien, 2004.
-GOTELLE (M.), Cours de droit Administratif Appliqué aux Travaux Publics,
Tome deuxième, Seconde édition CARLIAN-GOEURY et Ve DALMONT,
Librairies, 1839.
-LEBOULANGER (Ph.), Les contrats entre états et entreprises étrangères,
economica, Paris, 1985.
-De laubadere (A.), Moder (F.), Delvol (P.), Traité des contrats administratif,
Tome 1, L.G.D.J., 13eme éd.
-FOUCART (E.V), Éléments de droit public et administratif, Tome 2, 4éme
édition, Paris, décembre 1855.
-RICHER Laurent, Droit des contrats administratifs, L.G.D.J., 1ére édition
(1995) et 2éme (1999).
-SABRI (M.), AOUDIA (K.), LALLEM (M.), Guide des Gestion des marches
publics, éditions du sahel, 2000.
III. Thèse:
-Bennadj (C.), évolution de réglementation des marches publics en droit
Algérien, 1991.
-ABDEL BAKI (S), « les projets internationaux de construction mené selon la
formule B.O.T. », thèse Paris1, 2000.
-LICHERE (François), Les Contrats Administratifs Entre Personnes Privées,
Représentation, transparence et exceptions jurisprudentielles au critère
organique du contrat administratif, Thèse, discipline : Droit Public, Université
Montpellier 1, Faculté de droit, Année 1997-1998. 230p.
-ZALLAM (A), Les contrats internationaux de construction – Exploitation
Transfert, thèse, paris 2, 1999.

138
IV. Mémoire DEA
- IVANOV (Dmitry), Les Différentes Formes de Partenariats Public-Prive et
leur Implantation en Russie, Mémoire de Master en Administration Publique,
ENA, Promotion République 2005-2007.
- VILLAVA (Bruno), Le contrôle du dépassement du seuil des marches publics,
Mémoire pour le DEA de droit public, Année Universitaire 2001/2002.
V. Périodiques :
- Rahal B. Revue idara, Volume 4, N°1, année 1994, p.14.
- Contrat de partenariat, marché public, délégation de service public… Que
choisir et comment choisir ? Exposé introductif de Jean-Marc Sauvé Vice-
président du Conseil d’Etat, Entretiens du Palais-Royal, 16 décembre 2008.
-Dr. Gherardi (Eric), Le Régime du contrat de Marche de travaux Publics :
Exemple d’une Exception Singulière Au droit commun, Annual Conference
18th Building and construction contracts Between Tradional legal Rules &
Developed legal Systems, 2010.
- TAIB (ISSAD), Le Partenariat public-privé en Algérie en matière d’exécution
du service public, RASJEP. N°03-07, Spécial.
- Cahier des clauses générales d’intervention (C.C.G.I.), Juris-classeur com.
1979.
- CONSEIL NATIONAL ECONOMIQUE ET SOCIAL, NOTE DE CONJONCTURE DU
PREMIER SEMESTRE 2006, Juillet 2006.
- Nomenclature des Activités Economiques Des Entreprises Du Bâtiment, des
Travaux Publics et de L’Hydraulique, édition C.N.A.E.T.I.S.C, 1983, p.6

VI. Séminaire :
- Séminaire ; Management des Marches Publics, ISGP, du 16 au 19 septembre
2006, 180p.
- Rapport Banque mondiale, UNE REVUE DES DEPENSES PUBLIQUES,
Volume II : Annexes et Suppléments Statistiques, N° 36270, Le 15 septembre
2007, Annexe E.
- GUIDE PRATIQUE pour la réponse des PME à la commande publique,
Février 2009.
- THIERRY (Jean-Baptiste), Favoriser l’investissement grâce au droit des
contrats : l’exemple de l’imprévision, colloque 2011.

VII. Articles de Journaux:

1- Journal El Watan :
OUTRE LA DÉPÉNALISATION DE L’ACTE DE GESTION El Watan
n°6215 - Samedi 2 avril 2011 – 5
Journal El Watan, 5 avril 2011.

139
2- Le Soir D’Algérie :
A FONDS PERDUS, Les locomotives de la croissance, Par Amar Berlhimer,
Le Soir D’Algérie, Le 05/04/2011, source :
www.Lesoirdalgerie.com/Articles/2011/04/05/articles.php? Sid=115282& cid = 8.

VIII. Cahiers des charges et Avis d’appel d’offres :

Avis Appel d’offres national et international restreint : sntf/XM/M n°01 – 2009,


Société nationale des transports ferroviaires, Le MAGHREB du 27 avril 2009,
n°3088, p.14.

140
‫الفهرس‬

‫املقدمة‪1 .............................................................................. .‬‬


‫الفصل األول‪:‬مفهوم صفقات األشغال العمومية يف القانون اجلزائري ‪11 .......................‬‬
‫املبحب األول‪ :‬طبيعة القانونية لصفقة األشغال العمومية يف إطار التنظيم الصفقات العمومية ‪11 .‬‬
‫املطلب األول‪ :‬حتديد معايري صفقة األشغال العمومية يف القانون اجلزائري ‪11 ..................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معايري الصفقة العمومية حسب املرسوم الرئاسي رقم ‪13 ............. .132-11‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬طبيعة الصفقات األشغال حسب معيار "التشري املعمول به" ‪12 ..................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬معيار متييز صفقات األشغال عن خمتلف العقود اإلدارية‪12 .....................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬معيار متييز صفقات األشغال م غريها من الصفقات املسماة ‪12 .................‬‬
‫أوال‪ :‬صفقات األشغال و صفقات اللوازم أو التوريد‪12 .................................... .‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفقات األشغال و صفقات اخلدمات‪31 .......................................... .‬‬
‫ثالثا‪ :‬صفقات األشغال و صفقات الدراسات‪31 ...........................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬معيار متييز صفقات األشغال م غريها من العقود اإلدارية‪33 .....................‬‬
‫أوال‪ :‬صفقات األشغال و اتفاقية تفويض املرفق العمومي ‪33 .................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬صفقات األشغال و االستغالل املباشر ‪32 ............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬صفقات األشغال و عقود االمتياز‪32 ................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬صفقات األشغال و الشراكة العمومية اخلاصة‪31 .....................................‬‬
‫الفرع الثالب‪ :‬مدى تطبيق نظرية العقد اإلداري على صفقات األشغال ‪33 .....................‬‬
‫املبحب الثاين‪ :‬مكانة صفقات األشغال العمومية يف النظام القانوين اجلزائري ‪01 ................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬موضوع صفقة األشغال يف قانون الصفقات العمومية ‪01 .......................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬جمال صفقات األشغال طبقا للمادة ‪ 13‬من قانون الصفقات العمومية ‪01 .........‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تصنيف صفقات األشغال يف النظام القانوين اجلزائري ‪03 .........................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬صفقات األشغال العمومية كنوع من أنواع صفقات األشغال ‪05 ................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قطاع األشغال العمومية يف النظام القانوين اجلزائري ‪05 ...........................‬‬

‫‪141‬‬
‫أوال‪ :‬حتديد األشغال العمومية ‪05 .........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقف القضاء‪21 ................................................................ .‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقف القانون اجلزائري ‪21 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إلزامية التأهيل املؤسسات يف جمال األشغال العمومية ‪23 ..........................‬‬
‫الفصل الثاين‪:‬اجلوانب االتفاقية لصفقة األشغال العمومية يف إطار التنظيم الصفقات العمومية ‪22 .‬‬
‫املبحب األول‪ :‬من حيب إبرام و التنفيذ صفقات األشغال العمومية ‪25 .......................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أساليب إبرام الصفقات األشغال العمومية ‪25 ................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إبرام الصفقات األشغال العمومية على الصعيد الوطين ‪25 ........................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬إبرام الصفقات األشغال العمومية على الصعيد الدويل ‪22 ........................‬‬
‫الفرع الثالب ‪:‬دفاتر الشروط جزء ال يتجزأ من الصفقة…‪79………………….........‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬كيفية تنفيذ الصفقات األشغال العمومية ‪21 ..................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التزامات املصلحة املتعاقدة أو مصاحل املتعاقدة يف صفقات األشغال العمومية ‪23 ....‬‬
‫أوال‪ :‬حتصيص صفقات األشغال العمومية ‪23 ..............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬القسط الثابت و األقساط االشرتاطية يف الصفقات األشغال العمومية ‪23 ................‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطبيق نظام السعر املالئم يف صفقات األشغال العمومية ‪23 ............................‬‬
‫‪ – 1‬القاعدة املطبقة يف جمال صفقات األشغال العمومية ‪85 .................................‬‬
‫‪ - 2‬التسبيق على التموين كطريقة لتمويل صفقات األشغال العمومية ‪22 .....................‬‬
‫‪ -3‬طريقة التحديد السعر يف صفقات األشغال العمومية‪22 ................................ .‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬التزامات مؤسسة األشغال يف صفقات األشغال العمومية‪25 ......................‬‬
‫أوال – التزامات املتعامل املتعاقد أثناء تنفيذ األشغال ‪25 .....................................‬‬
‫ثانيا – التزامات بعد تنفيذ األشغال‪51 ....................................................‬‬
‫املطلب الثالب‪ :‬التفرقة بني األمر التغيريي و األعمال اإلضافية يف صفقات األشغال العمومية‪52‬‬
‫الفرع األول‪ :‬إشكالية تعديل الصفقة أم تعديل االلتزام؟ ‪52 ..................................‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬متايز مفهوم احلرية التعاقدية يف القانون املدين عنه يف القانون العام‪111 ........... .‬‬
‫أوال ‪ -‬املراجعة الصفقة األشغال العمومية أثناء التنفيذ‪111 ............................... .‬‬

‫‪142‬‬
‫ثانيا ‪ -‬تعديل صفقات األشغال العمومية بفعل عوامل خارجية‪111 ....................... .‬‬
‫‪ - 1‬نظرية فعل األمري‪113 ............................................................ .‬‬
‫‪ - 1‬نظرية الظروف الطارئة‪113 ........................................................ .‬‬
‫املبحب الثاين‪ :‬نظام املسؤولية املطبق على صفقات األشغال العمومية ‪110 ....................‬‬
‫املطلب األول‪ :‬فسخ الصفقة يف جمال صفقات األشغال العمومية ‪110 ........................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حق املقاول األشغال يف فسخ الصفقة ‪110 ....................................‬‬
‫الفر ع الثاين‪ :‬سلطة املصلحة املتعاقدة يف الفسخ من جانب واحد ‪112 ....................‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مسؤولية األطراف يف جمال صفقات األشغال العمومية ‪111 ....................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية املتعامل املتعاقد يف صفقات األشغال العمومية ‪111 .....................‬‬
‫أوال ‪ -‬شروط قيام املسؤولية العشرية للمقاول األشغال‪111 ............................... .‬‬
‫‪ :1‬الشروط املوضوعية‪111 ............................................................ .‬‬
‫‪ :1‬الشروط الشكلية‪113 .............................................................. .‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مهلة دعوى الضمان العشري‪110 .............................................. .‬‬
‫ثالثا ‪ -‬حاالت إعفاء مقاول األشغال و املعماري من املسؤولية العشرية‪112 ................. .‬‬
‫رابعا ‪ -‬امتداد مسؤولية إىل كل من املنتج و هيئة الوطنية لرقابة التقنية لألشغال العمومية‪115 .. .‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مسؤولية اإلدارة يف صفقات األشغال العمومية‪111 ............................ .‬‬
‫أوال – أنواع الضرر الناجم عن األشغال العمومية‪111 ................................... .‬‬
‫ثانيا – نظام املسؤولية عن األشغال العمومية‪111 ....................................... .‬‬
‫ثالثا ‪ -‬شروط الضرر املولدة للمسؤولية اإلدارية عن األشغال العمومية‪113 ................. .‬‬
‫اخلامتة ‪113 ............................................................................‬‬
‫مالحق ‪112 ...........................................................................‬‬
‫قائمة املراج ‪130 ......................................................................‬‬

‫‪143‬‬

You might also like