أولى باك علوم تجريبية بين ثنايا الواقع المرير و هول الماديات المنعدمة و بين التحصيل الجامعي و شرارة النضال فوق ركح المسرح سيلتقى الوجهان و يلتقي الروح المسرحي و نظرات اإلعجاب و تبعثر األفكار . "سيفاو" من جهة بعد كلمات قليلة بينه وبين "سيليا" ،سيسرح خياله للبعيد للحب ،و العشق لكن مازالت الكلمات تخونه ولم يعرف كيف تكون البداية .أمامهم "،إيناس" تحاول فك شفرات الحوار وأن تدخل محاولة منها لتلطف األجواء وتعطي نكهة للقاء . في جانب آخر تحربيلت تحاول جاهدة أن تكون في كل أناقتها وتظهر أمام الجمهور الذي ملئ القاعة ضجيجا ومتحمسا لبداية العرض المسرحي . بعد الكالم الموزون و نظرات اإلعجاب التي نزلت بتقلها على المشهد بين سيفاو و سيليا ،بدأ مخرج المسرحية بالمناداة عليهم قصد وضع آخر اللمسات لتقديم العرض ، اتجها سيفاو وسيليا نحو الكواليس التي يتواجد فيها ممثلي المسرحية Zو الصمت سيد الموقف سيفاو يريد طلب ما و سيليا تنتظر الطلب ،الكل شارد الذهن و المخرج يحفز الجميع لكي تكون المسرحية Zفي أوج العطاء و تصل الرسالة . حماس تحربيلت جعلها تعيش أروع لحظات العرض المسرحي قبل بدايته ،في لحظات التهيؤ األخير أعلن منشط العرض عن استعداد الفرقة المسرحية للدخول ،انطفأت األضواء وبدأ الركح خالي ،موسيقى هادئة حيت أن المسرحية صامتة ، Zدخلت تحربيلت في تقمص دورها تحت جنح ظالم الركح (لم تشتعل األضواء بعد) و الجمهور يصفق ويشجع ويردد كلمات تشجيعية وفي لحظة هدأت القاعة والصمت يسود القاعة. أما سيفاو بدأ مذهوال من سيليا ،خوف وتردد وضغط من طرف الجمهور جعلها ترجع للوراء لكن سيفاو حكم قبضته عليها ويقول بصوت ال يكاد يسمع ،ال تخافي أنا بجانبك ، بين الجمهور إيناس تنتظر و تلوح بعينيها لعلها تجد صديقتها األبدية سيليا ،وصلت ساعة الحسم و وصل دور سيليا وسيفاو ،دخال المنصة و هم يؤدون أدوارهم بتفاني و احترافية ظن الجميع أنهم خريجي المعاهد الكبرى للمسرح رغم أنهم لم يمارسوه مند سنوات الثانوية ، Zإيناس توثق اللحظات و تنسج خيوطا في خيالها لعلها تعلن عن عالقة حب ،لكن الخوف يسيطر عليها ،تم تقديم العرض بصيغة Zاحترافية ،ذهول الجميع جعلهم يسألون هل هؤالء نجوم المعاهد أم ارتجالية و حماس المبادئ جعلهم يتألقون ،الكل بدأ يصفق ووقفوا احتراما لهم على هذا العرض الرائع ،مضمون المسرحية (نحن أبناء أرضنا لن نسمح Zلشبر أن تكون في يد الغير) ،إيناس وثقت كل لحظات العرض بفرح و دهشة من صديقتها التي أبدعت فوق الخشبة ،لتبرز أنها من طينة الفنانين الكبار، تحربيلت صامتة Zو مشاعر النصر بادية على وجهها البشوش بعفويتها و حماسها ،حكمت قبضة الميكروفون لتقول بلغتها األم " أيت الصل أنكا أورنهجيم إلين واراتن" . صمت الجميع للحظة وبدأ الجميع بترديدها وهي كلمات مقتبسة من أغنية فنان أمازيغي " إزنزارن الشامخ" . بعد لحظات انسحب الجميع نحو الكواليس في عيون الجميع نصر كبير بنجاح العرض. بلهفة وبسرعة البرق ظهرت إيناس و مالمح وجهها تبشر بأشياء كثيرة تريد البوح لكن تنتظر الفرصة المناسبة ،سيفاو من جهة وقف صامتا يتأمل مالمح وجهها البريئة( Zسيليا) وبدأ مرة أخرى يفكر ويقول في نفسه المثل المغربي (اللهم ألف تخميمة Zوتخميمة Zوال ضربة بالمقص) وبعد تفكير عميق قرر أن يبوح بما يخالج وجدانه لكن ينتظر فقط الفرصة التي سيتكلم فيها ،انصرف الجميع وضربوا موعد للقاء غدا ليتحدثوا عن مسار المجموعة المسرحية التي لم تنشأ إال يومين قبل العرض ،سيليا و إيناس يسكنون بدار الطالبة لكن مضى الوقت بسرعة ولم يأخذوا حتى ورقة التأخير ،الساعة تشير Zللحادية عشر مساء لكن لحسن سيرتهم وبعد سنتين من تسجيلهم بدار الطالبة تأكدوا بأنه لن يكون مشكل مع البواب . استعطفت سيليا وإيناس سيفاو ليرافقهم لمكان إقامتهم ،سيفاو سلم على الجميع وأظهر ابتسامة خفيفة لتحربيلت و ذهب مع سيليا و إيناس ،على طول الطريق والسير لدار الطالبة أخد سيفاو المبادرة في الكالم وسأل إيناس كيف كان العرض فأجابت بأنه رائع و أن سيليا ظهرت فوق الركح كأنها مالك بعفويتها وخجلها أمام الجمهور لكن كانت في المستوى الكبير الدي لم يتوقعه أي كان حتى أنا بنفسي ،أما سيليا فكانت تحبس أنفاسها في انتظار ما ستؤول له األوضاع ،سيفاو أخد زمام الكالم مرة أخرى ليقول لها بفصاحة اللغة ،،،سيليا أنت تثيرين إعجابي و هل يمكن لي أن أطلب طلب صغير فأخدت سيليا تترد في الجواب وفي األخير وافقت فقالت ما هو المطلوب ،فأجاب أريد رقم هاتفك أو أي حاجة توصلني بكي ،فقالت نعم فأخد هاتفه سجل الرقم وطلب بصفحتها في موقع التواصل فكتبته Z،سيفاو كاد أن يطير فرحا وسيليا بدأت عليها نظرات الرضى وأن شيئا يجدبها و ال تستطيع المقاومة .وصلوا لباب اإلقامة و توادع معهما ورجع هو إلى مكان إقامته ،وصل المنزل وسيناريو Zاليوم يمر أمام عينيه وهو شارد الذهن ،يستحضر مالمح وجهها البريئةZ و ابتسامتها الخجولة و كذلك حياءها ،من جانبها سيليا كانت بدورها تعيش لحظات مضطربة بين قلبها وعقلها هل سيطلب سيفاو شيء وإن طلب كيف سيكون الرد ،تارة تحاكي القلب فهي معجبة به لحد كبير لكن العقل يقول ،ال تتسرعي فقد كان مجيئك للجامعة قصد التحصيل العلمي ال الدخول في عالقة ،فجأة رأت هاتفها يرن ،رقم جديد فيا ترى من يكون ،فظنت بأنه سيكون سيفاو يريد السؤال ،وبدون شعور أجابت وكان الصمت يسود المكالمة فجأة تحدث سيفاو " سيليا" كيف حالك فأجابت بخير وهي تعرف أنه سيفاو وأن كالمه ونبرات صوته ما زالت تتردد في آذانها لكن أرادت أن تسأل من معي فأجاب أنا من رأى الحب في عينيك و تيقنت بأنني Zأريد مصارحتك ،سيفاو أنا فهل يمكننيZ أن أعبر عن ما يحس به قلبي لكي من أول نظرة ،هنا اختلطت األفكار على سيليا لتقول دع لي مجال للتفكير وبدون زيادة في الكالم لها ما أرادت فودعها .سيفاو لم تجفن له عين طوال الليل الذي ألقى بضالله عليه وهو يتخيل أن له ما أراد رغم كل ما يعانيه فهو طالب في كلية العلوم القانونية شعبة الحقوق و سيليا في كلية اآلداب شعبة علم االجتماع والحياة الجامعية مليئة بالمشاكل لكن بهنا تحدت سيفاو بنبرة Zتغمرها الفرحة ليعلن عن بداية عالقة حب رغم المصائب الكثيرة ،في وجهة أخرى تحربيلت بنضالها المستميت لمصلحة الطالب كانت تقوم بتسيير مسيرة نحو رئاسة الجامعة لكن الخبر نزل كالصاعقة اعتقلت تحربيلت ومطاردة البقية ،خبر كان له وقع صعب على سيليا وسيفاو وإيناس صديقتهم وراء غيابي السجون إذن ما المطلوب ،توجهوا لوالية األمن لعلهم يستطيعوا أن يحاورها لكن طلبهم قوبل بالرفض ،سيفاو صامت وسيليا تحبس دموعها بقوة فصديقتها و ابنة البلدة في قبضة األمن ،في الساحة الجامعية تضامن كبير وأجواء مشحونة Zلكن بعد ثالثة أيام أتى الفرج ،تحربيلت تودع ذلك المكان النتن وتعانق الحرية ،في لحظة الخروج كان سيفاو وسيليا في انتظارها فكان العناق حار البكاء غزيرا ،لحظات صعبة وكأنها والدة جديدة ،بعد أخذ قسط من الراحة تحدث سيفاو وسيليا مع تحربيلت لعلها تستوعب الدرس وتعطي شبرا للجامعة في ظل األجواء المكهربة رغم أن سيفاو معها في نفس التوجه لكن حماس تحربيلت جعلها دون آدان صاغية و أرادت االستمرار في درب النضال ،بعد وصولها لقرب الجامعة تفرقوا وذهبت سيليا رفقة سيفاو لمكان إقامتها ،سيفاو تحدث مع سيليا بضرورة الجلوس على طاولة واحدة للتعرف أكتر وسيليا أبدت رغبتها في التحدث معه ،ارتياح من جانب سيليا مع سيفاو إنسان تبدو عليه صفات كانت تبحث عنها سيليا لعلها تجدها فيه لترسم لحياتها خريطة طريق ،جلسا وتحدتا بكالم موزون خال من األخطاء هنا بدأت سيليا تستلم وسيفاو استسلم لقلبه الذي انجذب حول سيليا ،لكن اقتربت امتحانات نهاية الفصل السادس سيفاو عليه أن يعمل بجد و سيليا تحاول أن ال تعطي أهمية Zكبرى للعالقة فأولى أولوياتها الدراسة . لم يعد سيليا وسيفاو يلتقيان كثيرا بل وحتى المحادثات الهاتفية تقلصت بشكل كبير ،وصل االمتحانات و سيفاو عليه ضغط كبير وأيضا سيليا تجتهد لعلها ترسل Zالفرح للعائلة ،بعد أيام قليلة اجتازوا االمتحانات ،سيليا راضية على اإلجابة وسيفاو يتحسر على ما فات من عدم تكثيف المراجعة ،ووقت المغادرة ألراضي أكادير صوب البلدة قريب جدا ،هنا فكر سيفاو أن يلتقي مع سيليا ليعلن لها عن حبه لها الذي يخالج وجدانه ،من جانبها سيليا تتهيأ لتغادر وإيناس تحاول أن يكون اللقاء تريد سيفاو لسيليا وسيليا لسيفاو ،وفي اتصال مباغت من هاتف سيليا تتصل إيناس لتعلن عن موعد اللقاء دون إخبار سيليا ، سيفاو سيطير فرحا و يحاول ترتيب األفكار مع اقتراب موعد اللقاء ،إيناس وفي محاولة منها إقناع سيليا للخروج لنسيان ضغط االمتحانات كان الموعد في حديقة جمال الدرة بالداخلة ،سيفاو في أبهى حلله و سيليا دون معرفة ما يجري إال أن هناك شعور وأحاسيس مختلطة فجأة وصلوا للحديقة وكان سيفاو يلوح بناظريه لعله يجدها ،نعم وجدهما و بخطوات ثقيلة ممزوجة بالخوف من جواب سيليا كان يحمل زهورا في يده كأنه سيجري امتحان العمر ،نعم إيناس تحاول االنسحاب لتتركهم في راحة ودون خجل . تقدم سيفاو لسيليا و سلم عليها ليكون الكالم على الحال واألحوال ثم السؤال عن كيفية االمتحانات وكيف كان االختبار ،وبعد أن زال التوتر و الخوف و كانت راحة الكالم ، إيناس تراقب بكل أحاسيسها وتتمنى أن يفوز القلب على العقل ،سيليا تحاول ترتيبZ األفكار وهي متفاجئة وما زالت مصدومة Zهل هي صدفة أم هي خطة بين إيناس وسيفاو للقاء ،وفي لحظة من التأمل وشرود الذهن تحدث سيفاو " سيليا أريد أن أصارحك بشيء و أن نضع النقط على الحروف" . سيليا تبلع ريقها لتقول نعم ماذا هناك كأنها بدون شعور محاولة أن تخفي أحاسيسها وشعورها تجاهه ،أخبرها سيفاو عن حبه لها وأنه ينوي Zالقيام بعالقة رسمية Zوأن تكون حبه األول واألخير ،سيليا تلقت الكالم كصعقة كهربائية Zممزوجة بشعور غريب ،بعد لحظات استوعبت الكالم وعينها تحاكي الفرحة التي تشعر بها وقال بفصيح الكلمات سأشتاق لكي فغدا علي الرحيل للبلدة لزيارة األهل فأتمنى أن تكوني صادقة معي و تجعلي حبي فوق كل اعتبار . في صباح الغد غادر سيفاو وبعده بيومين غادرت سيليا و إيناس ،لكن ظلت المحادثة بينهما بشكل دائم ،سيليا لم تعلن عن حبها لسيفاو إال بعد أشهر عديدة وفوات األوان ، حتى لقائهما بأكادير في االمتحانات االستدراكية التي لم يفلح سيفاو من استيفاء الفصل بأكمله على عكس سيليا التي لم يتبقى سوى مادة وحيدة ،سيفاو تحسر عن اللقاء الذي غابت عنه حرارة وشوق المحادثات ،لقاء يتيم كان الواحد واألخير في الموسم الجامعي ، ليأتي الصيف بما حمل من مفاجئات عديدة ،أتى وقت العمل ليكسب المال من أجل الموسم الجامعي الجديد لكن هل سيفلح سيفاو ليعلن عن خطوبة مرتقبة. Z إيناس في اتصال دائم مع سيفاو تحاول أن تعلن حب سيليا له لكن سيفاو ينتظر هذا كالم من سيليا . أصبحت الكلمات والرسائل قليلة بين سيفاو وسيليا ،لينشب الصراع و ليكون الشك و الحسرة من سيفاو على ما ضاع منه و أصبح حبا من جهة وحيدة ،حاول سيفاو نسيانها لعله يفلح في حلمه الذي طالما راوده هنا قرر الدخول في المغامرة و ستكون الوجهة تنشيط فعاليات مهرجان ببلدته يفوز بالرهان وينتصر Zبتشجيع من يعرفه ومن ال يعرفه سوى فوق منصة المهرجان ،تتوسع شعبيته Zوشهرته Zلتصل أصداءه لبلدة سيليا و هو حاول نسيانها و نسيان الحب بداخله الذي أصبح جمرة تكوي مشاعره بين لحظة وأخرى حاول االتصال لكن سيليا لم تتجاوب مع ليعلن عن نهاية قصة حب لم تدم طويال ، لكن من جانب سيليا وقت عصيب و مرير مرت به من عدة جوانب وهو صراع العقل والقلب و صراع مع المجتمع لتكون صدفة المواسم أكبر بكثير ويتجدد اللقاء ومحاولة من سيليا أن تكتشف أسرار قلبه الذي تحطم دون علمه بما مرت به سيليا ،لم يستطيع سيفاو المقاومة وعبر عن حبه لها مرة أخرى وأنه لم يستطيع Zنسيان مالمحها و ابتسامتها وهي أعلنت بفصيح اللغات أنها تحبه ضخ اللقاء دماء جديدة و سيفاو ينتظره الجمهور ليقف أمامهم لكن فوق المنصة بدون كاريزما و شخصيته المعهودة ،شارد للدهن و عقله في تفكير عميق على سيليا . فبعد ذلك اللقاء حاول سيفاو أن يبرهن عن حبه في المواقف ليقرر الذهاب لخطبتها ،لكن قرار األبوين كان صادما لسيفاو ،رفض طلبه و عليه أوال بناء مستقبله Z،ومن جهة أخرى تحربيلت في صراع دائم مع األهل محاولة إلقناعهم بضرورة استمرارها في الدراسة الجامعية لكن فشلت بعد أن وصل صدى اعتقالها للبلدة وكان البكاء غزيرا و حسرة على مستقبلها فهي تعيش في مجتمع ال يحق للمرأة أن تدرس في الجامعة و إن درست فال يحق لها ممارسة األنشطة السياسية ،لتتقبل قرار األهل بعد أفكار مبعثرة لتقرر في األخير ترك الجامعة. سيفاو بعد أيام قليلة من اللقاء الصدفة مع سيليا سترجع المياه لمجاريها رغم أن سرا مدفونا لم يخرج للوجود بين سيليا وسيفاو و في صباح مطر سيرسل Zرسالة صباحية مملوءة بالحب و لعلها تخرج سيليا من خجول التعبير عن الحب. مع زخات المطر ،والموسيقى الفريدة التي تطرب أرواحنا ،وتعود بنا إلى ذكريات سامقة ...نراه صباحا متمردا ،منتصرا على األمس... صباحا ينحت ابتسامتنا البكر ،يحمل داخلنا نظرات األمل والتأمل ....صباحا ننتصر فيه على كل قبح العالم ....نهدهد الحلم بين أحضانه الدافئة....نعلن فرحنا الطفولي الذي ما يزال لينا ....نشد من خالله على قبضة ما نريد ...يحمل قلوبنا الصغيرة لكنها شجاعة وصادقة وبريئة....لننتصر مجددا على كل الحزن ،متبنين كل االحتماالت الناضجة ...صباحا آخر على مقاس نبض القلب...مشاكسا الوجود...منتصرا البتسامة وديعة تقاوم شراسة الوجود لنستمر العنوان ...ونقاوم وبيدنا عريشة ياسمين باسقة .... لتقرأ سيليا الرسالة ببكاء مملوء بحب سيفاو لكن األمر ليس بيدها فقد تقرر خطبتها من أحد أفراد العائلة لتصل األخبار كأنها رصاصة الرحمة لكن لم ترحم قلب سيفاو ،لتكون العائلة والتقاليد والعادات عائقا في عالقة حب كانت ستكتب بالدماء ،وبعد تفكير طويل قرر سيفاو السفر الى المدينة Zالكبرى الرباط ليبحث عن عمل ويستقر بالرغم من خطورة األمر بحيث بدأ انتشار فيروس خطير يطلق عليه "كورونا "لم يعطي لألمر أهمية ،فهمه الوحيد أن يبرهن للكل أنه يستحق سيليا ،أما سيليا فقد فقدت األمل في عالقتها مع سيفاو ،وأصبحت تعيسة Zوتحربيلت تحاول مواساة صديقتها والبحث عن الحل إللغاء هذا الزواج أو ما تسميه سيليا "زواج مصلحة " والجمع بين سيفاو وسيليا رغم قساوة المجتمع وما تمر به الفتاة القروية وخاصة التحربيلتية ، Zأما إيناس فقد سافرت إلى فرنسا إلتمام الدراسة وحزنت كثيرا على فراق سيليا وسيفاو ،بدأ سيفاو بالبحث عن العمل منذ وصوله إلى هذه المدينة Z،وفي رحلة بحثه عن العمل التقى بصديقة طفولته تنيرت Zالتي تشتغل كصحافية واقترحت عليه العمل معها كمساعد ،وبما أن هذا حلم سيفاو وافق على الفور ،وبدأ في العمل وبعد مرور أسبوع قرر سيفاو اتصال بسيليا ،وبالتأكيد وجد هاتفها غير مشغول ،سيفاو يعمل دائما بجد لكي يعود في أقرب وقت لبلده و حبيبته ، Zتنيرت دائما بجانب سيفاو وتحاول التخفيف من ألمه ،وفي اليوم الموالي اتصل مدير اإلذاعة بسيفاو ليقترح عليه عمال ،ذهب سيفاو على الفور إلى اإلذاعة ،ليستلم المهمة التي كلف بها وهي الذهاب لتصوير ربورتاج في حي انتشر Zفيه فيروس " كورونا " بشكل كلي، تنيرت تحاول منع سيفاو لكن دون جدوى ،سيفاو يفكر في األرباح ،وفي تلك اللحظة اتصلت سيليا لتخبره أن العائلة وافقت عن زواجهما ،فرح سيفاو كثيرا وهنا ازداد اصراره عن للذهاب وتذكر القولة الشهيرة" نحن ال يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر Zإذا كان كل شيء في العالم مليئا بالفرح "،فأخد كل معدات التصوير Zوانطلق صوب الحي ، تنيرت لم تستطيع Zفعل أي شيء خوفا على سالمتها ،وفي هذه االثناء سيليا في بلدتها تطير فرحا وتحيك أحالما وردية ، ...وبدأ سيفاو بتصوير Zربورتاج مع أحد المشتبهين باإلصابة بهذا الفيروس "كورونا" وبدأ سيفاو يطرح عليه مجموعة من األسئلة حول احاسيسه وهو ينتظره النتيجة ،وفي هذه األثناء كان الطاقم الطبي والسلطات المحلية في الطريق لنقل هذا الشخص لمكافحة هذه الجائحة ،ووجدوا معه سيفاو والكل انصدم وتم القبض عليه على الفور ألنه خالف القانون ويحتمل إصابته ،ونقل على الفور للمستوصف ، Zولألسف كانت تحاليل إيجابية فقد تبت على سيفاو اإلصابة ،ونزل الخبر على سيليا كالصاعقة بعد أن رسمت في أحالمها مستقبال مع سيفاو كله فرح وسرور ، ليعود الخوف والحزن لقلب سيليا خوفا على فقدان حبيبها ،ولكن تجري الرياح بما ال تشتهي السفن ...ال تشتهي Zالسفن؛ وبعد مقاومة شديدة للمرض استسلم سيفاو للقدر ؛ استشعرت سيليا بان مكروها قد حل بحبيبها؛ لكنها تفاءلت خيرا ولم تود ان تعكر صفوها...لكن غصة في قلبها تجتاح فأيقنت ان هناك مكروها ما...ولم يمضي إال القليل من الوقت حتى رن هاتفها من طرف رقم مجهول...إنها تنيرت Zتحمل خبر وفاة زميلها في العمل تحاول ان تخبر عائلة الفقيد بما جرى ولكنها صادفت أول رقم في الهاتف وهو لسيليا فهمت باالتصال فورا... سيليا في مكانها تتنصت للمكالمة الفجائية والتي لم تستوعب كالمها وال تصدق ما قيل لها عبر الهاتف..... احست ان الكون توقف عن الحركة؛ احست بذبيب يسري في عروقها...فقدت لذة الحياة بعد أن فقدت حلمها ...سيليا كادت الجنون ،حاولت تحربيلت والعائلة التدخل لتعود لطبيعتها ولكن دون جدوى ،وكان آخر شيء نطقته سيليا " كنت في قلبي ،وقلبي مات" ، لتضع حدا لحياتها ،لتكون العائلة والتقاليد والعادات والتهور عائقا في عالقة حب كانت ستكتب بالدماء ،وكم تساقطوا كما تنفض شجرة خريف اوراقها ...كم كانوا بألف قناع ...وكم كانوا بارعين في التمثيل ...وكم عرتهم المواقف ...وكم كانت أفعالهم كما ردود أفعالهم عاكسة لطينتهم الحقيقية ...وكم نحن ممتنون جدا للمواقف التي ال تعبث أبدا.