You are on page 1of 7

‫‪ϥ΍ΩϘϔϟ΍ΡΎϳέ‬‬

‫من انجاز ‪ :‬أسماء مبشور‬


‫أولى باك علوم تجريبية‬
‫بين ثنايا الواقع المرير و هول الماديات المنعدمة و بين التحصيل الجامعي و شرارة‬
‫النضال‬
‫فوق ركح المسرح سيلتقى الوجهان و يلتقي الروح المسرحي و نظرات اإلعجاب و تبعثر‬
‫األفكار ‪.‬‬
‫"سيفاو" من جهة بعد كلمات قليلة بينه وبين "سيليا"‪ ،‬سيسرح خياله للبعيد للحب ‪ ،‬و‬
‫العشق لكن مازالت الكلمات تخونه ولم يعرف كيف تكون البداية ‪.‬أمامهم ‪"،‬إيناس" تحاول‬
‫فك شفرات الحوار وأن تدخل محاولة منها لتلطف األجواء وتعطي نكهة للقاء ‪.‬‬
‫في جانب آخر تحربيلت تحاول جاهدة أن تكون في كل أناقتها وتظهر أمام الجمهور الذي‬
‫ملئ القاعة ضجيجا ومتحمسا لبداية العرض المسرحي ‪.‬‬
‫بعد الكالم الموزون و نظرات اإلعجاب التي نزلت بتقلها على المشهد بين سيفاو و‬
‫سيليا‪ ،‬بدأ مخرج المسرحية بالمناداة عليهم قصد وضع آخر اللمسات لتقديم العرض ‪،‬‬
‫اتجها سيفاو وسيليا نحو الكواليس التي يتواجد فيها ممثلي المسرحية‪ Z‬و الصمت سيد‬
‫الموقف سيفاو يريد طلب ما و سيليا تنتظر الطلب ‪ ،‬الكل شارد الذهن و المخرج يحفز‬
‫الجميع لكي تكون المسرحية‪ Z‬في أوج العطاء و تصل الرسالة ‪.‬‬
‫حماس تحربيلت جعلها تعيش أروع لحظات العرض المسرحي قبل بدايته ‪ ،‬في لحظات‬
‫التهيؤ األخير أعلن منشط العرض عن استعداد الفرقة المسرحية للدخول ‪ ،‬انطفأت‬
‫األضواء وبدأ الركح خالي ‪ ،‬موسيقى هادئة حيت أن المسرحية صامتة‪ ، Z‬دخلت تحربيلت‬
‫في تقمص دورها تحت جنح ظالم الركح (لم تشتعل األضواء بعد) و الجمهور يصفق‬
‫ويشجع ويردد كلمات تشجيعية وفي لحظة هدأت القاعة والصمت يسود القاعة‪.‬‬
‫أما سيفاو بدأ مذهوال من سيليا ‪ ،‬خوف وتردد وضغط من طرف الجمهور جعلها ترجع‬
‫للوراء لكن سيفاو حكم قبضته عليها ويقول بصوت ال يكاد يسمع ‪ ،‬ال تخافي أنا بجانبك ‪،‬‬
‫بين الجمهور إيناس تنتظر و تلوح بعينيها لعلها تجد صديقتها األبدية سيليا ‪ ،‬وصلت‬
‫ساعة الحسم و وصل دور سيليا وسيفاو ‪ ،‬دخال المنصة و هم يؤدون أدوارهم بتفاني و‬
‫احترافية ظن الجميع أنهم خريجي المعاهد الكبرى للمسرح رغم أنهم لم يمارسوه مند‬
‫سنوات الثانوية‪ ، Z‬إيناس توثق اللحظات و تنسج خيوطا في خيالها لعلها تعلن عن عالقة‬
‫حب‪ ،‬لكن الخوف يسيطر عليها ‪ ،‬تم تقديم العرض بصيغة‪ Z‬احترافية ‪ ،‬ذهول الجميع جعلهم‬
‫يسألون هل هؤالء نجوم المعاهد أم ارتجالية و حماس المبادئ جعلهم يتألقون ‪ ،‬الكل بدأ‬
‫يصفق ووقفوا احتراما لهم على هذا العرض الرائع ‪ ،‬مضمون المسرحية (نحن أبناء‬
‫أرضنا لن نسمح‪ Z‬لشبر أن تكون في يد الغير) ‪ ،‬إيناس وثقت كل لحظات العرض بفرح و‬
‫دهشة من صديقتها التي أبدعت فوق الخشبة ‪ ،‬لتبرز أنها من طينة الفنانين الكبار‪،‬‬
‫تحربيلت صامتة‪ Z‬و مشاعر النصر بادية على وجهها البشوش بعفويتها و حماسها ‪ ،‬حكمت‬
‫قبضة الميكروفون لتقول بلغتها األم " أيت الصل أنكا أورنهجيم إلين واراتن" ‪.‬‬
‫صمت الجميع للحظة وبدأ الجميع بترديدها وهي كلمات مقتبسة من أغنية فنان أمازيغي "‬
‫إزنزارن الشامخ" ‪.‬‬
‫بعد لحظات انسحب الجميع نحو الكواليس في عيون الجميع نصر كبير بنجاح العرض‪.‬‬
‫بلهفة وبسرعة البرق ظهرت إيناس و مالمح وجهها تبشر بأشياء كثيرة تريد البوح لكن‬
‫تنتظر الفرصة المناسبة ‪،‬سيفاو من جهة وقف صامتا يتأمل مالمح وجهها البريئة‪( Z‬سيليا)‬
‫وبدأ مرة أخرى يفكر ويقول في نفسه المثل المغربي (اللهم ألف تخميمة‪ Z‬وتخميمة‪ Z‬وال‬
‫ضربة بالمقص) وبعد تفكير عميق قرر أن يبوح بما يخالج وجدانه لكن ينتظر فقط الفرصة‬
‫التي سيتكلم فيها ‪ ،‬انصرف الجميع وضربوا موعد للقاء غدا ليتحدثوا عن مسار‬
‫المجموعة المسرحية التي لم تنشأ إال يومين قبل العرض ‪ ،‬سيليا و إيناس يسكنون بدار‬
‫الطالبة لكن مضى الوقت بسرعة ولم يأخذوا حتى ورقة التأخير ‪ ،‬الساعة تشير‪ Z‬للحادية‬
‫عشر مساء لكن لحسن سيرتهم وبعد سنتين من تسجيلهم بدار الطالبة تأكدوا بأنه لن‬
‫يكون مشكل مع البواب ‪.‬‬
‫استعطفت سيليا وإيناس سيفاو ليرافقهم لمكان إقامتهم ‪ ،‬سيفاو سلم على الجميع وأظهر‬
‫ابتسامة خفيفة لتحربيلت و ذهب مع سيليا و إيناس ‪ ،‬على طول الطريق والسير لدار‬
‫الطالبة أخد سيفاو المبادرة في الكالم وسأل إيناس كيف كان العرض فأجابت بأنه رائع و‬
‫أن سيليا ظهرت فوق الركح كأنها مالك بعفويتها وخجلها أمام الجمهور لكن كانت في‬
‫المستوى الكبير الدي لم يتوقعه أي كان حتى أنا بنفسي‪ ،‬أما سيليا فكانت تحبس أنفاسها‬
‫في انتظار ما ستؤول له األوضاع‪ ،‬سيفاو أخد زمام الكالم مرة أخرى ليقول لها بفصاحة‬
‫اللغة ‪ ،،،‬سيليا أنت تثيرين إعجابي و هل يمكن لي أن أطلب طلب صغير فأخدت سيليا تترد‬
‫في الجواب وفي األخير وافقت فقالت ما هو المطلوب ‪ ،‬فأجاب أريد رقم هاتفك أو أي حاجة‬
‫توصلني بكي ‪ ،‬فقالت نعم فأخد هاتفه سجل الرقم وطلب بصفحتها في موقع التواصل‬
‫فكتبته‪ Z،‬سيفاو كاد أن يطير فرحا وسيليا بدأت عليها نظرات الرضى وأن شيئا يجدبها و ال‬
‫تستطيع المقاومة ‪.‬وصلوا لباب اإلقامة و توادع معهما ورجع هو إلى مكان إقامته ‪ ،‬وصل‬
‫المنزل وسيناريو‪ Z‬اليوم يمر أمام عينيه وهو شارد الذهن ‪،‬يستحضر مالمح وجهها البريئة‪Z‬‬
‫و ابتسامتها الخجولة و كذلك حياءها ‪ ،‬من جانبها سيليا كانت بدورها تعيش لحظات‬
‫مضطربة بين قلبها وعقلها هل سيطلب سيفاو شيء وإن طلب كيف سيكون الرد‪ ،‬تارة‬
‫تحاكي القلب فهي معجبة به لحد كبير لكن العقل يقول ‪ ،‬ال تتسرعي فقد كان مجيئك‬
‫للجامعة قصد التحصيل العلمي ال الدخول في عالقة ‪ ،‬فجأة رأت هاتفها يرن ‪ ،‬رقم جديد فيا‬
‫ترى من يكون ‪ ،‬فظنت بأنه سيكون سيفاو يريد السؤال ‪ ،‬وبدون شعور أجابت وكان‬
‫الصمت يسود المكالمة فجأة تحدث سيفاو " سيليا" كيف حالك فأجابت بخير وهي تعرف‬
‫أنه سيفاو وأن كالمه ونبرات صوته ما زالت تتردد في آذانها لكن أرادت أن تسأل من معي‬
‫فأجاب أنا من رأى الحب في عينيك و تيقنت بأنني‪ Z‬أريد مصارحتك ‪،‬سيفاو أنا فهل يمكنني‪Z‬‬
‫أن أعبر عن ما يحس به قلبي لكي من أول نظرة‪ ،‬هنا اختلطت األفكار على سيليا لتقول دع‬
‫لي مجال للتفكير وبدون زيادة في الكالم لها ما أرادت فودعها ‪.‬سيفاو لم تجفن له عين‬
‫طوال الليل الذي ألقى بضالله عليه وهو يتخيل أن له ما أراد رغم كل ما يعانيه فهو طالب‬
‫في كلية العلوم القانونية شعبة الحقوق و سيليا في كلية اآلداب شعبة علم االجتماع والحياة‬
‫الجامعية مليئة بالمشاكل لكن بهنا تحدت سيفاو بنبرة‪ Z‬تغمرها الفرحة ليعلن عن بداية‬
‫عالقة حب رغم المصائب الكثيرة ‪ ،‬في وجهة أخرى تحربيلت بنضالها المستميت لمصلحة‬
‫الطالب كانت تقوم بتسيير مسيرة نحو رئاسة الجامعة لكن الخبر نزل كالصاعقة اعتقلت‬
‫تحربيلت ومطاردة البقية ‪ ،‬خبر كان له وقع صعب على سيليا وسيفاو وإيناس صديقتهم‬
‫وراء غيابي السجون إذن ما المطلوب ‪ ،‬توجهوا لوالية األمن لعلهم يستطيعوا أن يحاورها‬
‫لكن طلبهم قوبل بالرفض ‪ ،‬سيفاو صامت وسيليا تحبس دموعها بقوة فصديقتها و ابنة‬
‫البلدة في قبضة األمن ‪ ،‬في الساحة الجامعية تضامن كبير وأجواء مشحونة‪ Z‬لكن بعد ثالثة‬
‫أيام أتى الفرج ‪ ،‬تحربيلت تودع ذلك المكان النتن وتعانق الحرية ‪ ،‬في لحظة الخروج كان‬
‫سيفاو وسيليا في انتظارها فكان العناق حار البكاء غزيرا ‪ ،‬لحظات صعبة وكأنها والدة‬
‫جديدة ‪ ،‬بعد أخذ قسط من الراحة تحدث سيفاو وسيليا مع تحربيلت لعلها تستوعب الدرس‬
‫وتعطي شبرا للجامعة في ظل األجواء المكهربة رغم أن سيفاو معها في نفس التوجه لكن‬
‫حماس تحربيلت جعلها دون آدان صاغية و أرادت االستمرار في درب النضال ‪ ،‬بعد‬
‫وصولها لقرب الجامعة تفرقوا وذهبت سيليا رفقة سيفاو لمكان إقامتها ‪ ،‬سيفاو تحدث مع‬
‫سيليا بضرورة الجلوس على طاولة واحدة للتعرف أكتر وسيليا أبدت رغبتها في التحدث‬
‫معه ‪ ،‬ارتياح من جانب سيليا مع سيفاو إنسان تبدو عليه صفات كانت تبحث عنها سيليا‬
‫لعلها تجدها فيه لترسم لحياتها خريطة طريق ‪ ،‬جلسا وتحدتا بكالم موزون خال من‬
‫األخطاء هنا بدأت سيليا تستلم وسيفاو استسلم لقلبه الذي انجذب حول سيليا‪ ،‬لكن اقتربت‬
‫امتحانات نهاية الفصل السادس سيفاو عليه أن يعمل بجد و سيليا تحاول أن ال تعطي‬
‫أهمية‪ Z‬كبرى للعالقة فأولى أولوياتها الدراسة ‪.‬‬
‫لم يعد سيليا وسيفاو يلتقيان كثيرا بل وحتى المحادثات الهاتفية تقلصت بشكل كبير ‪ ،‬وصل‬
‫االمتحانات و سيفاو عليه ضغط كبير وأيضا سيليا تجتهد لعلها ترسل‪ Z‬الفرح للعائلة‪ ،‬بعد‬
‫أيام قليلة اجتازوا االمتحانات ‪ ،‬سيليا راضية على اإلجابة وسيفاو يتحسر على ما فات من‬
‫عدم تكثيف المراجعة ‪ ،‬ووقت المغادرة ألراضي أكادير صوب البلدة قريب جدا ‪ ،‬هنا فكر‬
‫سيفاو أن يلتقي مع سيليا ليعلن لها عن حبه لها الذي يخالج وجدانه ‪ ،‬من جانبها سيليا‬
‫تتهيأ لتغادر وإيناس تحاول أن يكون اللقاء تريد سيفاو لسيليا وسيليا لسيفاو ‪ ،‬وفي اتصال‬
‫مباغت من هاتف سيليا تتصل إيناس لتعلن عن موعد اللقاء دون إخبار سيليا ‪،‬‬
‫سيفاو سيطير فرحا و يحاول ترتيب األفكار مع اقتراب موعد اللقاء ‪ ،‬إيناس وفي محاولة‬
‫منها إقناع سيليا للخروج لنسيان ضغط االمتحانات كان الموعد في حديقة جمال الدرة‬
‫بالداخلة ‪ ،‬سيفاو في أبهى حلله و سيليا دون معرفة ما يجري إال أن هناك شعور‬
‫وأحاسيس مختلطة فجأة وصلوا للحديقة وكان سيفاو يلوح بناظريه لعله يجدها ‪ ،‬نعم‬
‫وجدهما و بخطوات ثقيلة ممزوجة بالخوف من جواب سيليا كان يحمل زهورا في يده كأنه‬
‫سيجري امتحان العمر ‪ ،‬نعم إيناس تحاول االنسحاب لتتركهم في راحة ودون خجل ‪.‬‬
‫تقدم سيفاو لسيليا و سلم عليها ليكون الكالم على الحال واألحوال ثم السؤال عن كيفية‬
‫االمتحانات وكيف كان االختبار ‪ ،‬وبعد أن زال التوتر و الخوف و كانت راحة الكالم ‪،‬‬
‫إيناس تراقب بكل أحاسيسها وتتمنى أن يفوز القلب على العقل ‪ ،‬سيليا تحاول ترتيب‪Z‬‬
‫األفكار وهي متفاجئة وما زالت مصدومة‪ Z‬هل هي صدفة أم هي خطة بين إيناس وسيفاو‬
‫للقاء ‪،‬وفي لحظة من التأمل وشرود الذهن تحدث سيفاو " سيليا أريد أن أصارحك بشيء‬
‫و أن نضع النقط على الحروف" ‪.‬‬
‫سيليا تبلع ريقها لتقول نعم ماذا هناك كأنها بدون شعور محاولة أن تخفي أحاسيسها‬
‫وشعورها تجاهه ‪ ،‬أخبرها سيفاو عن حبه لها وأنه ينوي‪ Z‬القيام بعالقة رسمية‪ Z‬وأن تكون‬
‫حبه األول واألخير ‪ ،‬سيليا تلقت الكالم كصعقة كهربائية‪ Z‬ممزوجة بشعور غريب ‪ ،‬بعد‬
‫لحظات استوعبت الكالم وعينها تحاكي الفرحة التي تشعر بها وقال بفصيح الكلمات‬
‫سأشتاق لكي فغدا علي الرحيل للبلدة لزيارة األهل فأتمنى أن تكوني صادقة معي و تجعلي‬
‫حبي فوق كل اعتبار ‪.‬‬
‫في صباح الغد غادر سيفاو وبعده بيومين غادرت سيليا و إيناس ‪ ،‬لكن ظلت المحادثة‬
‫بينهما بشكل دائم ‪ ،‬سيليا لم تعلن عن حبها لسيفاو إال بعد أشهر عديدة وفوات األوان ‪،‬‬
‫حتى لقائهما بأكادير في االمتحانات االستدراكية التي لم يفلح سيفاو من استيفاء الفصل‬
‫بأكمله على عكس سيليا التي لم يتبقى سوى مادة وحيدة ‪ ،‬سيفاو تحسر عن اللقاء الذي‬
‫غابت عنه حرارة وشوق المحادثات ‪ ،‬لقاء يتيم كان الواحد واألخير في الموسم الجامعي ‪،‬‬
‫ليأتي الصيف بما حمل من مفاجئات عديدة ‪ ،‬أتى وقت العمل ليكسب المال من أجل الموسم‬
‫الجامعي الجديد لكن هل سيفلح سيفاو ليعلن عن خطوبة مرتقبة‪. Z‬‬
‫إيناس في اتصال دائم مع سيفاو تحاول أن تعلن حب سيليا له لكن سيفاو ينتظر هذا كالم‬
‫من سيليا ‪.‬‬
‫أصبحت الكلمات والرسائل قليلة بين سيفاو وسيليا ‪ ،‬لينشب الصراع و ليكون الشك و‬
‫الحسرة من سيفاو على ما ضاع منه و أصبح حبا من جهة وحيدة ‪،‬حاول سيفاو نسيانها‬
‫لعله يفلح في حلمه الذي طالما راوده هنا قرر الدخول في المغامرة و ستكون الوجهة‬
‫تنشيط فعاليات مهرجان ببلدته يفوز بالرهان وينتصر‪ Z‬بتشجيع من يعرفه ومن ال يعرفه‬
‫سوى فوق منصة المهرجان ‪ ،‬تتوسع شعبيته‪ Z‬وشهرته‪ Z‬لتصل أصداءه لبلدة سيليا و هو‬
‫حاول نسيانها و نسيان الحب بداخله الذي أصبح جمرة تكوي مشاعره بين لحظة وأخرى‬
‫حاول االتصال لكن سيليا لم تتجاوب مع ليعلن عن نهاية قصة حب لم تدم طويال ‪،‬‬
‫لكن من جانب سيليا وقت عصيب و مرير مرت به من عدة جوانب وهو صراع العقل‬
‫والقلب و صراع مع المجتمع لتكون صدفة المواسم أكبر بكثير ويتجدد اللقاء ومحاولة من‬
‫سيليا أن تكتشف أسرار قلبه الذي تحطم دون علمه بما مرت به سيليا ‪ ،‬لم يستطيع سيفاو‬
‫المقاومة وعبر عن حبه لها مرة أخرى وأنه لم يستطيع‪ Z‬نسيان مالمحها و ابتسامتها وهي‬
‫أعلنت بفصيح اللغات أنها تحبه ضخ اللقاء دماء جديدة و سيفاو ينتظره الجمهور ليقف‬
‫أمامهم لكن فوق المنصة بدون كاريزما و شخصيته المعهودة ‪ ،‬شارد للدهن و عقله في‬
‫تفكير عميق على سيليا ‪.‬‬
‫فبعد ذلك اللقاء حاول سيفاو أن يبرهن عن حبه في المواقف ليقرر الذهاب لخطبتها ‪ ،‬لكن‬
‫قرار األبوين كان صادما لسيفاو ‪ ،‬رفض طلبه و عليه أوال بناء مستقبله‪ Z،‬ومن جهة أخرى‬
‫تحربيلت في صراع دائم مع األهل محاولة إلقناعهم بضرورة استمرارها في الدراسة‬
‫الجامعية لكن فشلت بعد أن وصل صدى اعتقالها للبلدة وكان البكاء غزيرا و حسرة على‬
‫مستقبلها فهي تعيش في مجتمع ال يحق للمرأة أن تدرس في الجامعة و إن درست فال يحق‬
‫لها ممارسة األنشطة السياسية ‪ ،‬لتتقبل قرار األهل بعد أفكار مبعثرة لتقرر في األخير ترك‬
‫الجامعة‪.‬‬
‫سيفاو بعد أيام قليلة من اللقاء الصدفة مع سيليا سترجع المياه لمجاريها رغم أن سرا‬
‫مدفونا لم يخرج للوجود بين سيليا وسيفاو و في صباح مطر سيرسل‪ Z‬رسالة صباحية‬
‫مملوءة بالحب و لعلها تخرج سيليا من خجول التعبير عن الحب‪.‬‬
‫مع زخات المطر ‪،‬والموسيقى الفريدة التي تطرب أرواحنا‪ ،‬وتعود بنا إلى ذكريات‬
‫سامقة ‪...‬نراه صباحا متمردا ‪ ،‬منتصرا على األمس‪...‬‬
‫صباحا ينحت ابتسامتنا البكر ‪ ،‬يحمل داخلنا نظرات األمل والتأمل ‪....‬صباحا ننتصر فيه‬
‫على كل قبح العالم ‪....‬نهدهد الحلم بين أحضانه الدافئة‪....‬نعلن فرحنا الطفولي الذي ما‬
‫يزال لينا ‪....‬نشد من خالله على قبضة ما نريد ‪...‬يحمل قلوبنا الصغيرة لكنها شجاعة‬
‫وصادقة وبريئة‪....‬لننتصر مجددا على كل الحزن ‪ ،‬متبنين كل االحتماالت الناضجة‬
‫‪...‬صباحا آخر على مقاس نبض القلب‪...‬مشاكسا الوجود‪...‬منتصرا البتسامة وديعة تقاوم‬
‫شراسة الوجود لنستمر العنوان ‪...‬ونقاوم وبيدنا عريشة ياسمين باسقة ‪....‬‬
‫لتقرأ سيليا الرسالة ببكاء مملوء بحب سيفاو لكن األمر ليس بيدها فقد تقرر خطبتها من‬
‫أحد أفراد العائلة لتصل األخبار كأنها رصاصة الرحمة لكن لم ترحم قلب سيفاو‪ ،‬لتكون‬
‫العائلة والتقاليد والعادات عائقا في عالقة حب كانت ستكتب بالدماء ‪ ،‬وبعد تفكير طويل‬
‫قرر سيفاو السفر الى المدينة‪ Z‬الكبرى الرباط ليبحث عن عمل ويستقر بالرغم من خطورة‬
‫األمر بحيث بدأ انتشار فيروس خطير يطلق عليه "كورونا "لم يعطي لألمر أهمية ‪،‬فهمه‬
‫الوحيد أن يبرهن للكل أنه يستحق سيليا ‪ ،‬أما سيليا فقد فقدت األمل في عالقتها مع‬
‫سيفاو‪ ،‬وأصبحت تعيسة‪ Z‬وتحربيلت تحاول مواساة صديقتها والبحث عن الحل إللغاء هذا‬
‫الزواج أو ما تسميه سيليا "زواج مصلحة " والجمع بين سيفاو وسيليا رغم قساوة‬
‫المجتمع وما تمر به الفتاة القروية وخاصة التحربيلتية‪ ، Z‬أما إيناس فقد سافرت إلى فرنسا‬
‫إلتمام الدراسة وحزنت كثيرا على فراق سيليا وسيفاو‪ ،‬بدأ سيفاو بالبحث عن العمل منذ‬
‫وصوله إلى هذه المدينة‪ Z،‬وفي رحلة بحثه عن العمل التقى بصديقة طفولته تنيرت‪ Z‬التي‬
‫تشتغل كصحافية واقترحت عليه العمل معها كمساعد‪ ،‬وبما أن هذا حلم سيفاو وافق على‬
‫الفور ‪ ،‬وبدأ في العمل وبعد مرور أسبوع قرر سيفاو اتصال بسيليا‪ ،‬وبالتأكيد وجد هاتفها‬
‫غير مشغول ‪ ،‬سيفاو يعمل دائما بجد لكي يعود في أقرب وقت لبلده و حبيبته‪ ، Z‬تنيرت‬
‫دائما بجانب سيفاو وتحاول التخفيف من ألمه‪ ،‬وفي اليوم الموالي اتصل مدير اإلذاعة‬
‫بسيفاو ليقترح عليه عمال‪ ،‬ذهب سيفاو على الفور إلى اإلذاعة‪ ،‬ليستلم المهمة التي كلف‬
‫بها وهي الذهاب لتصوير ربورتاج في حي انتشر‪ Z‬فيه فيروس " كورونا " بشكل كلي‪،‬‬
‫تنيرت تحاول منع سيفاو لكن دون جدوى‪ ،‬سيفاو يفكر في األرباح‪ ،‬وفي تلك اللحظة‬
‫اتصلت سيليا لتخبره أن العائلة وافقت عن زواجهما ‪ ،‬فرح سيفاو كثيرا وهنا ازداد‬
‫اصراره عن للذهاب وتذكر القولة الشهيرة" نحن ال يمكن أن نتعلم الشجاعة والصبر‪ Z‬إذا‬
‫كان كل شيء في العالم مليئا بالفرح "‪،‬فأخد كل معدات التصوير‪ Z‬وانطلق صوب الحي ‪،‬‬
‫تنيرت لم تستطيع‪ Z‬فعل أي شيء خوفا على سالمتها ‪ ،‬وفي هذه االثناء سيليا في بلدتها‬
‫تطير فرحا وتحيك أحالما وردية‪ ، ...‬وبدأ سيفاو بتصوير‪ Z‬ربورتاج مع أحد المشتبهين‬
‫باإلصابة بهذا الفيروس "كورونا" وبدأ سيفاو يطرح عليه مجموعة من األسئلة حول‬
‫احاسيسه وهو ينتظره النتيجة ‪ ،‬وفي هذه األثناء كان الطاقم الطبي والسلطات المحلية في‬
‫الطريق لنقل هذا الشخص لمكافحة هذه الجائحة ‪،‬ووجدوا معه سيفاو والكل انصدم وتم‬
‫القبض عليه على الفور ألنه خالف القانون ويحتمل إصابته ‪ ،‬ونقل على الفور‬
‫للمستوصف‪ ، Z‬ولألسف كانت تحاليل إيجابية فقد تبت على سيفاو اإلصابة ‪،‬ونزل الخبر‬
‫على سيليا كالصاعقة بعد أن رسمت في أحالمها مستقبال مع سيفاو كله فرح وسرور ‪،‬‬
‫ليعود الخوف والحزن لقلب سيليا خوفا على فقدان حبيبها‪ ،‬ولكن تجري الرياح بما ال‬
‫تشتهي السفن ‪...‬ال تشتهي‪ Z‬السفن؛ وبعد مقاومة شديدة للمرض استسلم سيفاو للقدر ؛‬
‫استشعرت سيليا بان مكروها قد حل بحبيبها؛ لكنها تفاءلت خيرا ولم تود ان تعكر‬
‫صفوها‪...‬لكن غصة في قلبها تجتاح فأيقنت ان هناك مكروها ما‪...‬ولم يمضي إال القليل‬
‫من الوقت حتى رن هاتفها من طرف رقم مجهول‪...‬إنها تنيرت‪ Z‬تحمل خبر وفاة زميلها في‬
‫العمل تحاول ان تخبر عائلة الفقيد بما جرى ولكنها صادفت أول رقم في الهاتف وهو‬
‫لسيليا فهمت باالتصال فورا‪...‬‬
‫سيليا في مكانها تتنصت للمكالمة الفجائية والتي لم تستوعب كالمها وال تصدق ما قيل لها‬
‫عبر الهاتف‪.....‬‬
‫احست ان الكون توقف عن الحركة؛ احست بذبيب يسري في عروقها‪...‬فقدت لذة الحياة‬
‫بعد أن فقدت حلمها‪ ...‬سيليا كادت الجنون‪ ،‬حاولت تحربيلت والعائلة التدخل لتعود‬
‫لطبيعتها ولكن دون جدوى ‪ ،‬وكان آخر شيء نطقته سيليا " كنت في قلبي‪ ،‬وقلبي مات" ‪،‬‬
‫لتضع حدا لحياتها‪ ،‬لتكون العائلة والتقاليد والعادات والتهور عائقا في عالقة حب كانت‬
‫ستكتب بالدماء ‪ ،‬وكم تساقطوا كما تنفض شجرة خريف اوراقها ‪...‬كم كانوا بألف قناع‬
‫‪...‬وكم كانوا بارعين في التمثيل ‪...‬وكم عرتهم المواقف ‪...‬وكم كانت أفعالهم كما ردود‬
‫أفعالهم عاكسة لطينتهم الحقيقية ‪...‬وكم نحن ممتنون جدا للمواقف التي ال تعبث أبدا‪.‬‬

You might also like