Professional Documents
Culture Documents
4 5985615480545609873
4 5985615480545609873
محاور المحاضرة
مفهوم الغزو الفكري
الحرب الناعمة
وخطورتها
مفهوم الغزو الفكري
• مفهوم الغزو الفكري في اللغة :
تدل كلمة "الغزو" في اللغة على القصد والطلب والهجوم على الناس وقتالهم في عقر
دارهم ،وانتهابهم ،وقهرهم ،والتغلب عليهم.
ولم تكن كلمة "الغزو" تطلق في القديم إال على الغزو العسكري من خالل الحروب
والمعارك بين الجيوش في ميدان القتال..
مفهوم الغزو الفكري اصطالحا:
يطلق على (الوسائل غير العسكرية التي اتخذها العدو الصليبي إلزالة مظاهر الحياة
اإلسالمية وصرف المسلمين عن التمسك باإلسالم ،مما يتعلق بالعقيدة وما يتصل بها من
أفكار وتقاليد وأنماط وسلوك).
مخاطر الغزو الفكري :
يقوم الغزو الفكري في تصفية العقول واألفهام لتكون تابعة للغازي ،ويتسلل إليهم في
صمت ونعومة ،فيقبلون عليه عن طواعية ورضا وحب واقتناع ،دون أن تظهر منهم
مقاومة أو تمرد على الغزاة.
الغزو الفكري قليل التكلفة لكن أثره أعمق وأشمل ،ويمتد تأثيره إلى عشرات أو مئات
السنين في كثير من األحيان ،حيث يتميز بالشمول واالمتداد ،فهو حرب دائمة دائبة ،ال
يحصرها ميدان ،بل تمتد إلى شعوب الحياة اإلنسانية جميعاً ،وتسبق حروب السالح
وتواكبها.
يتميز الغزو الفكري بالخداع والتمويه والتخدير ،فإذا كان العدو في الغزو العسكري
يعتمد على المواجهة في الميدان فإن العدو في الغزو الفكري يأتيك متخفيا ً من وراء
حجاب ،ويداهمك بدون شعور منك ،فقد يأتيك في صورة مقال جذاب أو كتاب بغالف
براق أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو فيلم أو مسلسل أو مسرحية.
أساليب الغزو الفكري
اول :الستشراق:
مفهوم الستشراق في اللغة :
لفظة "استشراق" على وزن استفعال ،هي مأخوذة من كلمة شرق ثم أضيف إليها ثالثة حروف
هي األلف والسين والتاء ،ومعناها طلب الشرق ،وليس طلب الشرق سوى طلب علوم الشرق
وآدابه ولغاته وأديانه .
وقيل " :شرقت الشمس شرقا ً وشروقا ً إذا طلعت".
وقيل :أن المقصود بالشرق ليس الشرق الجغرافي وإنما الشرق المقترن بمعنى الشروق والضياء
والنور والهداية .ويرى البعض أن كلمة استشراق ال ترتبط فقط بالمشرق الجغرافي وإنما تعني أن
الشرق هو مشرق الشمس ولهذا داللة معنوية بمعنى الشروق والضياء والنور بعكس الغروب
بمعنى األفول واالنتهاء.
المفهوم االصطالحي:
• يعرف االستشراق اصطالحا ً بأنه :ذلك التيار الفكري الذي تمثل في الدراسات المختلفة
عن الشرق اإلسالمي ،والتي شملت حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته" وأحيانا ً يقصد
به" :أسلوب للتفكير يرتكز على التمييز المعرفي والعرقي واأليدلوجي بين الشرق والغرب".
ومرة يراد به" :ذلك العلم الذي تناول المجتمعات الشرقية بالدراسة والتحليل من قبل علماء
الغرب"
• إننا نعني بالمستشرقين الكتاب الغربيين الذين يكتبون عن الفكر اإلسالمي وعن الحضارة
اإلسالمية.
دوافع االستشراق وأهدافه:
• دوافع االستشراق:
أول :الدافع الديني :الستشراق عند الغربيين وهو الدافع الديني ،فقد بدأ بالرهبان ،ومن
أشهر الرُّ هبان الذين اهتموا بالدراسات العربية واإلسالمية ،الراهب أدالرد أوف باث
(،)1135 - 1070وكذلك الراهب الشهير بطرس المبجل ،وهؤالء كان يهمهم أن َيطعنوا
في اإلسالم ،ويُشوِّ هوا محاسنه ،ويُحرِّ فوا حقائقه؛ ليُثبتوا لجماهيرهم التي َتخضع لزعامتهم
الدينية أن اإلسالم هو العدو الذى يتعيَّن عليهم محاربته.
ثانيا ً :الدافع الستعماري :أنب َثق هذا الدافع من ر ِح ِم الحروب الصليبية ،التي كانت أول
ضتها أوروبا خارج حدودها ضد الشرق؛ حيث أسقط الغرب األوروبي تجربة استعمارية خا َ
ضعفه على الشرق العربي اإلسالمي ،واستفاد من المستشرقين الذين ق َّدموا إلى الغرب َ
دراسة شاملة عن المجتمع اإلسالمي ،ومواطن الضَّعف فيه ،وقد ع ِمل بعض المستشرقين
كمستشارين لوزارات خارجية ُد َولهم وكقناصل ،وتجسَّسوا على المسلمين.
• ً
ثالثا :الدافع االقتصادي:
عندما بدأت أوروبا َنهضتها العلمية والصناعية والحضارية ،وكانت في حاجة إلى المواد
األوليَّة الخام لتغذية مصانعها ،كما أنهم أصبحوا بحاجة إلى أسواق تجارية لتصريف بضائعهم
-كان ال ب َّد لهم أن يتعرفوا على البالد التي تمتلك الثروات الطبيعية ،ويمكن أن تكون أسوا ًقا
مفتوحة لمنتجاتهم ،فكان الشرق اإلسالمي والدول اإلفريقية واآلسيوية هي مالذ هذه البالد،
فنشطوا في استكشافاتهم الجغرافية ،ودراساتهم االجتماعية واللغوية والثقافية وغيرها ،وهناك ِ
َمن يرى أن الهدف االقتصادي كان هو األساس في االستشراق ،وقد استغ َّل الدين والتنصير
لتحقيق األهداف االقتصادية.
• راب ًعا :الدافع السياسي:
بعد استقالل أكثر الدول العربية واإلسالمية ،وضع الغرب في كل سفارة من سفاراته الغربية
في العالم اإلسالمي سكرتير أو ملحق ثقافي يُحسن اللغة العربية؛ ليتم َّكن من االتصال برجال
َّ
ويبث فيهم من االتجاهات السياسية ما تريده الفكر ،والصحافة ،والسياسة ،فيتعرف إلى أفكارهم،
وكثيرا ما كان لهذا االتصال أثرُه الخطير في الماضي ،حين كان السفراء الغربيون - ً دولته،
وما يزالون في بعض البالد العربية واإلسالمية َ -يبثون الدسائس للتفرقة بين الدول العربية
بعضها مع بعض ،وبين الدول العربية والدول اإلسالمية ،بحجة توجيه ال ُّنصح وإسداء المعونة،
وعرفوا نواحي الضَّعف في َ درسوا تما ًما نفسية كثيرين من المسؤولين في تلك البالد،
بعد أن َ
عرفوا االتجاهات الشعبية الخطيرة على مصالحهم واستعمارهم. سياستهم العامة ،كما َ
• ساد ًسا :الدافع العلمي:
• ومن المستشرقين نفر أقبلوا على االستشراق بدافع من حبِّ االطالع على حضارات األُمم،
وأديانها ،وثقافاتها ،ولُغاتها ،وقاموا بترجمة أُمهات الكتب اإلسالمية من العربية إلى
اإلسبانية وال ِعبرية والالتينية ،وانصبَّ الجهد على هذه الكتب لدراستها واستيعابها ،وترجمة
كتب الحديث والتفسير ،وكذلك دراسة اللغة العربية ووضْ ع المعاجم لها ،وبهذا أخذت أوروبا
الظمْ أى َتعُبُّ من منهل اإلسالم وال ترتوي ،وما العصر الذي سمَّته أوروبا بعصر النهضة،
ُّ
وتضخم العقل األوروبي أو عصر األيديولوجية العقالنية ال َعلمانية ،إال عصر امتداد
تحولت فيما بع ُد إلى مرتكزات في الفكر األوروبي، بعطاءات اإلسالم الحضارية ،التي َّ
وفرْ ز النظريات واألفكار والعلوم اإلسالمية.
أهداف االستشراق:
• -1إنكار أن يكون القرآن الكريم كتابـا ً سماويا ً منزالً من عند هللا سبحانه وتعالى ،وأن
محمداً صلى هللا عليه وسلم رسول ،أي أنه صلى هللا عليه وسلم كاذب ،وأن القرآن من
تأليفه وحده أو بمعاونة آخرين ،ومن ثم فهو كتاب بشري ،وهذا االفتراء سبق وأن جاء به
المشركون من قبل ،فقد قالوا عن الوحي :إنه أضغاث أحالم ،وتارة قول شاعر ،وتارة قول
كاهن ،وتارة قول شيطان ،وتارة قول بشر ،وتارة أساطير األولين ،وتارة إفك افتراه
وأعانه عليه قوم آخرون ،ومن ثم تتعدد وتتنوع أوصافهم للرسول صلى هللا عليه وسلم بأنه
شاعر أو كاهن أو ساحر أو مجنون.
• -2يعتبر إنكارهم لنبوة الرسول صلى هللا عليه وسلم وسماوية القرآن ،وإنكارهم أن يكون
اإلسالم دينا ً من عند هللا ،وإنما هو ملفق -عندهم -من الديانتين اليهودية والمسيحية.
• -3التشكيك في صحة الحديث النبوي.
• -4التشكيك في قيمة الفقه اإلسالمي الذاتية.
• -5حرصا ً على تمزيق الوحدة اللغوية في األمة اإلسالمية من أجل تمزيق عقيدة األمة
ووحدتها؛ صب المستشرقون وعمالؤهم أشنع االتهامات على اللغة العربية ،فزعموا أنها
عاجزة عن مسايرة ركب الحضارة المعاصرة ،وموكب العلم الحديث ،مع أن هذه اللغة
أقوى لغات العالم في توليد األلفاظ والكلمات الالزمة للمعاني المستحدثة بالبحث واالشتقاق،
والقلب واإلبدال والتعريب
• أ) زعمهم أن اللغة العربية اقتبست كلمات عربية من لغات قديمة متنوعة ،ما يدل على
قصورها في تلبية حاجات الشعوب ،والمعروف أن الشعوب تتأثر ببعضها ثقافة وحضارة..
إلى غير ذلك من األمور؛ لذا فأمر طبيعي انتقال بعض المفردات من أمة إلى أخرى ،كما
هو مالحظ اليوم بين شعوب األرض قاطبة.
• ب) زعمهم أن اللغة العربية عسيرة التعلم ،لذا تبنوا الدعوة إلى اللهجة العامية؛ ليجمدوا تقدم
العربية وتمكنها من نفوس المسلمين فيضعف فهمهم للقرآن الكريم.
• ج) الدعوة إلى إحياء اللغات القومية لكل جنس كالفارسية ،والتركية ،واألردية ،والكردية،
والبربرية ..وغيرها كما في العراق (كردستان) ،والجزائر.
• -6تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري ،بدعوى أن الحضارة اإلسالمية منقولة عن
حضارة الرومان.
• -7إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم.
• -8إضعاف روح اإلخاء اإلسالمي بين المسلمين في مختلف أقطارهم عن طريق إحياء
القوميات التي كانت لهم قبل اإلسالم ،وإثارة الخالفات والنعرات بين شعوبهم
ثانيا :التغريب
• مفهوم التغريب :
• التغريب هو تيار فكري كبير ذو أبعاد سياسية واجتماعية وثقافية وفنية ،يرمي إلى ص ْبغ
حياة األمم بعامة ،والمسلمين بخاصة ،باألسلوب الغربي ،وذلك بهدف إلغاء شخصيتهم
المستقلة وخصائصهم المتفردة وجعلهم أسرى التبعية الكاملة للحضارة الغربية.
• وعرفه أخرون :خلق عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربي ومقاييسه لتحاكم
الفكر اإلسالمي والمجتمع اإلسالمي من خاللها بهدف سيادة الحضارة الغربية وتسييدها
علي حضارات األمم ولسيما الحضارة اإلسالمية.
أسباب ظهور التغريب :
• اوالً :ظهور التخلف العقدي :الذي ترتب عليه التخلف العلمي والحضاري ،واالقتصادي،
والسياسي ،وذلك لعدم الثقة باهلل وضعف اإليمان بأن النصرة والقوة من عند هللا ،وكذلك
الفهم الخاطئ في مفهوم القضاء والقدر ففهم أن معناه االستسالم للواقع حيث هو نتيجة
لتقدير هللا السابق وقضائه النافذة ،فال سبيل إلى تغييره ،فأدى بهم هذا إلى الفهم إلى نتيجة
سيئة.
• ثانيا ً :االنبهار بحضارة الغرب :مما أدى إلى األخذ عنها بال تمييز ،وهذا االنبهار بحضارة
الغرب جاء كردة فعل بسبب ما وجده المسلمون من تقدم كبير علميا ً وحضارياً ،وفي المقابل
انتشار الجهل بين المسلمين في مسلمات أمور العقيدة اإلسالمية.
ثانيا :الحرب الناعمة وخطورتها
مفهوم الحرب الناعمة
• تعرف الحرب الناعمة في مقابل الحرب الصلبة ،وهي تشمل في الحقيقة أي نوع من
العمليات النفسية ،الدعائية ،اإلعالمية ،والثقافية ،والذي يستهدف المجتمع أو مجموعة
محددة .والذي يدفع الخصم نحو االنفعال أو االنهزام بدون قتال عسكري أو استعمال القوة
الصلبة.
• وتهدف الحرب الناعمة إلى سحق فكر المجتمع المستهدف كي تضعف مكوناته الفكرية
والثقافية ،وتشيع عدم االستقرار والتزلزل في النظام السياسي اإلجتماعي السائد من خالل
القصف الخبري والدعائي ،تتسع الحرب الناعمة لكل اإلجراءات التي تتم من خالل الحرب
الكمبيوترية واألنشطة اإلنترنتية وصوالً إلى تأسيس شبكات إذاعية وتلفزيونية وموارد
أخرى .تستخدم الحرب الناعمة أحيانا ً بصفتها بديالً لألساليب الصلبة ،وذلك عندما تضعف
فعالية تلك األساليب ،وأحيانا ً بصفتها مقدمة وتمهيداً للحرب العسكرية" .
طرق الوقاية من أخطار الحرب الناعمة
• اوالً :اإليمان باهلل واليوم االخر :كلما ازداد ايمانك باهلل ازداد خوفك منه ومحبتك له
واستشعارك لعظمته ومراقبتك لجميع افعالك فيما يرضيه ،فال تستسلم للمخاطر
الخارجية وال لإلغراءات الغربية ،ألنك في مراقبة مستمرة ،ورجوع إلى هللا في
جميع اعمالك .
• ثانيا ً :اإلستعاذة باهلل من همزات الشياطين ووساوسهم وتأثيراتهم :واالستعادة معناها
ك ِم َن ال َّش ْي َط ِ
ان نز َغ َّن َ
االلتجاء واالحتماء باهلل لكي يحميك بحمايته ،قال تعالى ( َوإِمَّا َي َ
َن ْزغ َفاسْ َت ِع ْذ ِب َّ ِ
اهلل ۚ إِ َّن ُه َس ِميع َعلِيم ) سورة األعراف.200 :
• ثالثا ً :األخذ بأسباب الرعاية والتوفيق اإللهي وعوامل الصالح والزكاء:
وهناك من األعمال ما تزيد الصالح والهداية ومنها( الصالة بخشوع ،اإلكثار من
األذكار ،الجهاد في سبيل هللا ،اإلحسان ،الصدقات) وغيرها من األعمال التي تقربك
إلى هللا .