You are on page 1of 21

‫الحمـد هلل رب العالميـن والصلا ُة والسلا ُم علـى‬

‫خاتـم النبييـن والمرسـلين ‪ ،‬وأشـهدُ أن ال إلـه إال‬


‫اهلل وحـده ال شـريك لـه وأشـهدُ أن محمـد ًا عبـده‬
‫ورسـوله‪ ‬أما بعـد‪،،‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬
‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ ‬ففـي الصحيحيـن عـن أبـي هريـرة رضـي اهلل عنـه‬


‫قال ‪ :‬قال رسـول اهلل صلى اهلل عليه وسـلم‪(« :‬قال الله‬
‫َ‬
‫لعبـادي الصالحين مـا ال عين رأت‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وجـل‪ ،‬أعـددت‬ ‫ّ‬
‫عـز‬
‫ُ ٌ‬
‫وال أذن سـمعت‪ ،‬وال خطـر علـى قلـب بشـر)‪ .‬مصـداق‬
‫ذلـك فـي كتـاب اللـه ﮉﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫‪6‬‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮈ»[[[‪.‬‬
‫ويف صحيـح مسـلم مـن حديـث سـهل بـن سـعد‬
‫ُ‬
‫السـاعدي رضـي اهلل عنـه قـال‪« :‬شـهدت مـع النبـي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وصـف فيـه الجنة حتى‬ ‫صلـى اللـه عليه وسـلم مجلسـا‬
‫انتهـى‪ ،‬ثـم قـال فـي حديثـه ‪ :‬فيهـا مـاال عيـن رأت …‪.‬‬
‫الـخ »[[[‪.‬‬
‫ويف صحيـح البخـاري مـن حديـث سـهل بن سـعد‬
‫رضـي اهلل عنـه قـال ‪ :‬سـمعت رسـول اهلل صلـى اهلل‬
‫سـوط فـي الجنـة ٌ‬
‫خير من‬ ‫عليـه وسـلم يقـول‪َ :‬‬
‫«موضـع‬
‫ٍ‬
‫الدنيـا ومـا فيهـا»[[[‪.‬‬
‫ـدر ٍ‬
‫دار‬ ‫قدر قـ ُ‬
‫قال ابـ ُن القيم رحمه اهلل‪( :‬كيف ُي ُ‬

‫[[[ فتح ‪ 318/6‬رقم ‪ 3244‬ـ م ‪.2174‬‬


‫[[[ أخرجه مسلم حديث‪:‬‏‪5160‬‏‪.‬‬
‫[[[ فتح ‪ 319/6‬ـ حديث رقم ‪3250‬‬
‫‪7‬‬

‫رسها اهلل بيده وجعلها مقر ًا ألحبابه ‪ ،‬ومألها من‬


‫َغ َ‬
‫رحمته وكرامته ورضوانه ‪ ،‬ووصف نعيمها بالفوز‬
‫العظيم ُوملكها بالملك الكبير ‪ ،‬وأودعها جميع الخير‬
‫عيب ٍ‬
‫وآفة ونقص ‪ ،‬فإن‬ ‫ٍ‬ ‫بحذافيره وطهرها من كل‬
‫سألت عن أرضها و ُتربتها فهي المسك والزعفران ‪،‬‬
‫فض ٍة و َلبِنَ ٌة من ذهب‬
‫وإن سألت عن بنائها َف َلبِنَ ٌة من ّ‬
‫وحسنهم فعلى صورة‬
‫وإن سألت عن وجوه أهلها ُ‬
‫القمر ‪ ،‬وإن سألت عن سماعهم فغنا ُء أزواجهم من‬
‫الحور العين ‪ ،‬وإن سألت عن عرائسهم وأزواجهم‬
‫الكواعب األتراب الاليت جرى يف أعضائه َّن ما ُء‬
‫ُ‬ ‫فهم‬
‫َّ‬
‫الشباب ‪ ،‬فللورد والتفاح ما لبسته الخدود ‪ ،‬وللر ّمان‬
‫ما تضمنته النهود ‪ ،‬وللؤلؤ المنظوم ما حوته الثغور‪،‬‬
‫‪ ‬واللطافة ما دارت عليه الخصور‪،‬تجري‬‫ِ‬ ‫وللر ِ‬
‫قة‬ ‫ِّ‬
‫الشمس من محاسن ِ‬
‫وجهها إذا برزت‪،‬ويضيء الربق‬
‫‪8‬‬

‫من بين ثناياها إذا ابتسمت‪،‬إذا ق َا َبلت ِح َّبها فقل ما‬


‫تشاء ُ يف تقابل الن ِّير ْي ِن ‪ ،‬وإذا حاد َثت ُه فما ظنك بمحادثة‬
‫ضمها إليه فما ظنُك بتعانق الغصنين ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الح َّبين ‪ ،‬وإن ّ‬
‫يرى وجهه يف صحن خدها كما يرى يف المرآة التي‬
‫جالّها لمعاهنا ‪ ،‬ويرى ُم َّخ ساقها من وراء اللحم‬
‫وال يسرته جلدها وال عظمها وال ُح َللها ‪ ،‬لو ا ّطل َع ْت‬
‫على الدنيا لمألت ما بين األرض والسماء ريحًا ‪،‬‬
‫و َلطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء‬
‫النجوم ‪ ،‬ونصي ُفها على رأسها ٌ‬
‫خير من الدنيا وما فيها‬
‫‪ ،‬ال تزداد علــى طول األحقاب إال حسنًا وجما ً‬
‫ال ‪،‬‬
‫وال يزداد لهـا طول المدى إال محب ًة ووصاال ‪ُ ،‬مربَّأ ًة‬
‫طهر ًة من‬
‫من الحبل والوالدة والحيض والنفاس ‪ُ ،‬م َّ‬
‫المخاط والبصاق والبول والغائط وسائر األدناس ‪،‬‬
‫ال يفنى شباهبا وال تبلى ثياهبا ‪ ،‬كلما نظر إليها مألت‬
‫‪9‬‬

‫قلبه سرور ًا ‪ ،‬وإذا برزت مألت القصر والغرفة نور ًا‪،‬‬


‫قصر قلت هذه الشمس‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫قصر إلى‬ ‫وإذا انتقلت من‬
‫متنقلة يف بــروج فلكها ‪ ،‬وإذا حاضرت زوجها فيا‬
‫حسن تلك المحاضرة ‪ ،‬وإن خاصرته فيا لذة تلك‬
‫المعانقة والمخاصرة ‪ ،‬وإن غنَّت فقيا لذة األبصار‬
‫واألسماع ‪ ،‬وإن قبلت فال شيء أشهى إليه من ذلك‬
‫التقبيل‪ ) ...‬انتهى كالمه[[[‪.‬‬

‫[[[ من حادي االرواح (‪)282/1‬‬


‫‪10‬‬

‫احلور العني من نعيم اجلنة ‪.‬‬

‫‪ ‬الحديث عن الحور العين يزيد اإليمان ويحث‬


‫المسلم إلى المسارعة إلى طاعة اهلل ‪.‬‬
‫وصف الحور العين في القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪  ‬وصـــف اهلل ســبــحــانــه ُحــــور الــجــنــة بأحسن‬
‫الخ َّطاب‬
‫لى‪،‬وشوق ُ‬
‫َّ‬ ‫الح‬
‫الصفات‪،‬وحالّهن بأحسن ُ‬
‫إليهن حتى كأنَّهم‪  ‬يروهنن رؤية العين ‪.‬‬
‫والحـــور‪ :‬جمع حــوراء ‪ ،‬وهــي المرأة الشابة‬
‫الحسناء ‪ ،‬الجميلة البيضاء ‪ ،‬شديدة سواد العين ‪.‬‬
‫والعيـــن‪ :‬جمع عيناء ‪ ،‬وهي المرأة الواسعة العين‬
‫مع شدة سوادها وصفاء بياضها ‪.‬‬
‫‪ ‬قال تعالى‪ :‬ﮉ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮈ [الرحمن]‪ ،‬والمفسرون كلهم على أن‬
‫‪11‬‬

‫قص ْر َن طر َف ُه َّن على أزواجهن فال يطمعن‬


‫المعنى‪َ :‬‬
‫يمسه َّن ولم يطأه ّن‬
‫إلى غيرهم ‪ .‬لم يطمثهن ‪ :‬أي لم ّ‬
‫إنس قبلهم وال جان ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﮉ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﮈ [الرحمن]‪.‬‬
‫قال الحسن وعامة المفسرين رحمهم اهلل‪ :‬أراد صفاء‬
‫الياقوت يف بياض المرجان ‪ ،‬شبهه َّن يف صفاء اللون‬
‫وبياضه بالياقوت والمرجان [[[‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﮉ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮈ [الواقعة]‪.‬‬
‫قال ابن سعدي رحمه اهلل يف‪ ‬تفسيره ‪ ( :‬أي إنا‬
‫أنشأنا نساء أهل الجنة نشأ َة غير النشأة التي كانت يف‬
‫الدنيا فجعلناهن أبكار ًا صغارهن‪  ‬وكبارهن‪،‬وعموم‬
‫ذلك يشمل الحور العين و نساء أهل الدنيا ‪.‬‬
‫[[[ تفسير القرطبي ‪.182/17‬‬
‫‪12‬‬

‫ُع ُربًا ‪ :‬جمع َع ُروب وهي المرأة المتح ِّببة إلى بعلها‬
‫و حسنه يأتها وداللها وجمالها ومح َّبتها ‪ .‬واألتراب ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ثالث و ثالثين سنة‪،‬التي هي غاية ما‬ ‫ٍ‬
‫واحدة‬ ‫أي يف ٍ‬
‫سن‬
‫يتمنَّى أكمل سن الشباب ) انتهى كالمه‪.‬‬
‫وقــال تعالى‪ :‬ﮉ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﮈ [الرحمن]‪،‬‬
‫فهن خيرات الصفات واألخــاق ‪ ،‬حسان الوجوه‬
‫واألجسام‪.‬‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﮉ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚ ﮈ [النبأ]‪ ‬والكواعب جمع كاعب و هي الناهدة‪،‬‬
‫أي بارزات النهود ‪ .‬قال قتادة ومجاهد والمفسرون‬
‫رحمهم اهلل‪ :‬قال الكلبي ‪ :‬ه َّن اللوايت تك ّعب ثديهن‪،‬‬
‫والمراد أن ثديهن نواهد كالرمان ليست متدلية إلى‬
‫أسفل ‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫وصف الحور العين في ّ‬


‫السنة ‪:‬‬
‫قال ابن القيم رحمه اهلل ‪ :‬فاسمع اآلن وصفهن عن‬
‫الصادق المصدوق صلى اهلل عليه وسلم‬
‫ُ‬
‫قال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن أول زمـ ٍ‬
‫ـرة تدخل‬
‫الجنة على صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬والتي تليها على‬
‫امرئ منهم زوجتان‬ ‫ُّ‬
‫كوكب در ٍي في السماء‪ ،‬لكل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أضوأ‬
‫َّ‬
‫اثنتان‪ُ ،‬يرى ُمخ ُسوقهما من راء اللحم ‪ ،‬وما في الجنة‬
‫أعزب»[[[‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫وقــال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬لو َّاطل َعت امــرأة‬
‫ً‬
‫الجنة إلى األرض لمألت ما بينهما ريحا ‪،‬‬‫ِ‬ ‫من نساء‬
‫خير من‬‫وأضاءت ما بينهما ‪ ،‬ولنصيفها على رأسها ٌ‬
‫الدنيا وما فيها» [[[‪.‬‬

‫[[[ رواه مسلم(‪ )2178‬وأحمد(‪. )7153‬‬


‫[[[ البخاري فتح‪ 15/6‬حديث ‪ ، 2796‬والرتمذي(‪.) 1651‬‬
‫‪14‬‬

‫َّ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن أزواج أهل الجنة‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أصوات ما سمعها أحد قط‪،‬‬
‫ٍ‬
‫َّ‬
‫ألزواجهن بأحسن‬ ‫ُليغ ّنين‬
‫َّ‬
‫قوم‬ ‫ُ‬
‫الحسان‪،‬أزواج ٍ‬ ‫إن مما ُيغنين‪ ‬به ‪ ( :‬نحن الخيرات‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫كرام)‪ .‬ينظرون بق َّر ِة أعين‪،‬وإن مما ُيغنين به ‪( :‬نحن‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬
‫الخالدات فال نمتنه‪،‬نحن اآلمنات فال نخف َنه ‪،‬نحن‬
‫المقيمات فال ْ‬
‫نظعنه)» [[[‪.‬‬
‫قال ابن القيم رحمه اهلل‪:‬‬

‫واأللحــان‬ ‫غناء الحور باألصوات‬‫ُ‬ ‫سماع ُهم فيها‬ ‫َ‬ ‫َأو ما سمعت‬
‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫باإلحســــان‬
‫ِ‬ ‫فإنه ُملئت به األذنان‬ ‫واهـــــــا َّ‬
‫لـــذيـــاك الــســمـــــــــــاع‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫واهـــــــا َّ‬
‫أقمار علــى أغصــــان‬
‫ٍ‬ ‫من مثل‬ ‫لـــذيـــاك الــســمـــــــــــاع‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫خيرات كامالت الحسن واإلحسـان‬ ‫نــحــن ال ــن ــواع ـ ُـم والــخــوالــد‬
‫وكذاك طوبى للذي هو حظنا لفظان‬ ‫طــــوبــــى لـــمـــن َّ‬
‫كــــنــــا لــــــــه‬

‫‪ ‬‬
‫[[[ الطــراين وصححــه األلبــاين يف صحيــح الجامــع رقــم (‪)1561‬‬
‫ورقــم ( ‪.)1557‬‬
‫‪15‬‬

‫ثـم يقـول‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫األلحـان‬
‫ِ‬ ‫ذيــاك الغنا عن هــذه‬ ‫ّنزه سماعـك إن أردت سمــاع‬
‫َّ‬ ‫ال تؤثر األدنى على األعلى ُفت ُ‬
‫ذا وذا يــاذلـــــة الــحــرمــــــــان‬ ‫حرم‬
‫عبد ليس يجتمعان‬ ‫ُح ُّب الكتـاب ُ‬
‫وح ُّب ألحـان الغنـا‬
‫قلب ٍ‬
‫في ِ‬

‫ٌ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬ال تؤذي امرأة زوجها‬
‫في الدنيا إال قالت زوجته من الحور العين ‪ :‬ال تؤذيه‬
‫يفارقك‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫دخيل يوشك أن‬ ‫قاتلك الله ‪ ،‬فإنما هو عندك‬
‫إلينا» [[[‪.‬‬
‫فالحورا ُء تغار على زوجها الذي يف الدنيا وتشتاق‬
‫إليه ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن للمؤمن في الجنة‬

‫[[[ أخرجــه أحمــد وابــن ماجــه وصححــه األلبــاين يف الصحيحــة رقــم‬


‫(‪ ) 173‬صحيــح الجامــع (‪.)7069‬‬
‫‪16‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫مجوفة طولها ستون ميال‬
‫ٍ‬ ‫ـدة‬
‫لخيمة من لؤلؤة واحـ ٍ‬
‫ُ‬
‫المؤمن فال يرى بعضهم‬ ‫فيها أهلون يطوف عليهم‬
‫ً‬
‫غير الغرف والقصور ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الخيام‬ ‫‪.‬وهذه‬‫[[[‬
‫»‬ ‫بعضا‬
‫ويف قوله تعالى‪ :‬ﮉ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ﭘ ﮈ [يــس]‪ ،‬قال عكرمة وابــن مسعود واألوزاعــي‬
‫ومقاتل وأبــو األحــوص وابــن عباس ‪ :‬أي شغلهم‬
‫افتضاض العذارى ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫ليصل في‬ ‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن الرجل‬
‫اليوم إلى مائة عذراء» [[[‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪ُ :‬‬
‫«يعطى المؤمن في‬
‫الجنة قوة كذا وكذا من الجماع ‪ ،‬قيل يا رسول الله‬

‫[[[ متفــق عليــه ‪:‬أخرجــه البخــاري حديــث‪:‬‏‪4601‬‏‪ ,‬وأخرجــه مســلم‬


‫حديــث‪:‬‏‪5177‬‏‪.‬‬
‫[[[ أخرجه البزار والطرباين صححه األلباين يف‪ ‬الصحيحة (‪.)367‬‬
‫‪17‬‬

‫َ‬
‫أ َويطيق ذلك ؟ قال ُيعطى قوة مائة» [[[‪.‬‬
‫‪ ‬قال ابن القيم رحمه اهلل‪( :‬ال يلحقهم بذلك جنابة‬
‫ضعف وال انحالل قوة‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫فيحتاجون إلى التطهر وال‬
‫ٍ‬
‫بوجه من‬ ‫بل وطؤهم وط ُء التلذذ ونعيم ال آفة فيه‬
‫الوجوه) [[[‪.‬‬
‫ً‬
‫الجنة لسوقا‬
‫ِ‬ ‫وقال صلى اهلل عليه وسلم‪« :‬إن في‬
‫ريح الشمال فتحثو في‬ ‫فتهب ُ‬‫يأتونها كل جمعة ‪ُ ،‬‬
‫ً‬
‫وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجماال ‪ ،‬فيرجعون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجماال فيقول لهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أهلوهم ‪ :‬والله لقد ازددت ــم بعدنا حسنا وجماال‬
‫ً‬
‫‪ ،‬فيقولون ‪ :‬والله وأنتم لقد ازددتــم بعدنا حسنا‬

‫[[[ أخرجــه الرتمــذي وصححــه وقــال األلبــاين يف المشــكاة (‪)5636‬‬


‫إســناده حســن بــل هــو صحيــح‪.‬‬
‫[[[ الفوائد صـ‪.269‬‬
‫‪18‬‬

‫ً‬
‫وجماال»[[[‪.‬فنسا ُء الجنة ال يزددن إال حسنًا وحبًا‬
‫وطيبًا وتودد ًا ألزواجهن يف الجنة ‪.‬‬

‫[[[ أخرجه مسلم(‪.)2178‬‬


‫‪19‬‬

‫ما جاء في اشتياق الصالحين إليهن ‪:‬‬


‫قال ابن القيم رحمه اهلل‪( :‬والصالحون يف هذه‬
‫الدار بعدما علموا بما جاء يف كتاب ربهم وسنة نبيهم‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم يف شأنهن ‪ ،‬يكونون يف‬
‫أشد الشوق والحب لهن مما له أكبر األثر يف إقبالهم‬
‫بهن )‪.‬‬ ‫ِ‬
‫على طاعة موالهم وأن ُيقر أعينهم ّ‬
‫قال ربيعة بن كلثوم رحمه اهلل‪ ( :‬نظر إلينا الحسن‬
‫ونحن حوله شباب فقال ‪ :‬يا معشر الشباب َأما‬
‫تشتاقون إلى الحور العين ؟)‪.‬‬
‫الحضرمي‬
‫ُ‬ ‫وقال لي ابن أبي الحواري ‪ :‬حدثني‬
‫فجعلت‬
‫ُ‬ ‫قــال ‪ :‬نمت أنــا وأبــو حمزة على سطح ‪،‬‬
‫أنظر اليه يتقلب على فراشه إلى الصباح ‪ ،‬فقلت يا‬
‫اضطجعت‬
‫ُ‬ ‫لما‬
‫أبا حمزة ما رقدت الليلة ‪ ،‬فقال إين ّ‬
‫‪20‬‬

‫تمثلت لي حوراء حتى كأين أحسست بجلدها وقد‬


‫مس جلدي‪ ،‬قال‪ :‬فحدثت به أبا سلمان فقال ‪ :‬هذا‬
‫ٌ‬
‫رجل كان مشتاقًا‪.‬‬
‫وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار ‪ :‬يا أبا يحيى‬
‫شوقنا ‪ ،‬قال ‪ :‬يا عطاء ‪ :‬إن يف الجنة حوراء يتباهى‬
‫ّ‬
‫أهل الجنة بحسنها ‪ ،‬لوال أن اهلل تعالى كتب على أهل‬
‫الجنة أن ال يموتوا ‪ ،‬لماتوا من حسنها ‪ ،‬فلم يزل عطاء‬
‫كمد ًا من قول مالك أربعين يومًا[[[‪.‬‬
‫فعلى المؤمن إذا أراد هذا النعيم من الجنّة أن‬
‫يجتهد يف طاعة اهلل ويحافظ على دينه فإن سلعة اهلل‬
‫غالية‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد للـه رب العالميـن‬

‫[[[ ذكره القرطبي يف التذكرة صـ‪.556‬‬

You might also like