You are on page 1of 17

‫(التكبري)‬

‫غرة ذي احلجة ‪ 1442‬هـ‬


‫مجع‪ :‬د‪.‬أمحد ديبان‬
‫‪‬‬
‫اهلل أكرب ‪ ...‬اهلل أكرب ‪ ...‬اهلل أكرب‪.‬‬
‫جيب أن يصري عقيدة عندك وتعلم أن ربك أكرب‬
‫فإذا خفت فاألمن عند األكرب‬
‫وإذا رغبت يف قضاء احلاجة فاقصد األكرب‬
‫وإذا توكلت فعلى األكرب‬
‫وإذا سألت فاألكرب‬
‫طلبت ركناً تأوي إليه فالركن الشديد هو ركن األكرب سبحانه‬ ‫وإذا َ‬
‫فإن كل كبري إذا أُضيف إىل األكرب فإنه يتصاغر ويتضاءل حىت يصري ال شيء‬
‫فعالم إذن؟!‬
‫ش ذهنَك وما يغُم قَلبك دارت عينُك‬ ‫إذا نَـَزَل بِك ما ُُيي ُفك وما يشغَلُك وما يش ِو ُ‬
‫االكرب‪.‬‬
‫تبحث عن الكرباء وتغفل عن َ‬ ‫ُ‬ ‫مين ًة ويَ ْسرة‬
‫أنت تقول اهلل أكرب فاقصده حلاجتِك‪.‬‬
‫هو سبحانه ™ وحده ال شريك له‪.‬‬
‫إذا كنت تعتمد على إنسان فرتكك فاقصد من ال يرتكك‪.‬‬
‫هذا األكرب هو شارع لك بابه‪ ،‬ومل يسدل عليك حجابه‪ ،‬وال أغلظ دونك بوابه‪،‬‬
‫مهد لك وطاءه‪ ،‬وفتح لك بابه وناداك‪ :‬عندك حاجة؟ أقبل‪ ،‬هل من داع؟‪ ،‬هل‬
‫من مستغفر؟‪ ،‬هل من ‪ ،...‬هل من ‪...‬‬
‫ومهما كان لك من احلوائج ال يضجر منك ربك وال ميل‪ ،‬وال يقول سألتين يف‬
‫الصباح وتسألين يف املساء! وسألتين أمس وقضيت لك هذه!‬
‫يفرح بك إذا دعوته‪ ،‬وأضجر منك إذا دعوتين‪ ،‬فتقصد أمثايل وترتك األكرب!‬

‫‪2‬‬
‫‪‬‬
‫نسأل اهلل ™ أال ُُيلِيَـنَا إىل أنفسنا وأال يكلنا إليها‪ ،‬نسأل اهلل تعاىل أن يرزقنا العزة‬
‫به‪.‬‬
‫هذا معىن اهلل أكرب ينبغي أن تكون عقيدة يف القلوب‪ ،‬ليس كالماً يُالك باأللسن‪،‬‬
‫ال حظ له من حياة الناس‪.‬‬

‫ولقد أحسن القائل‪:‬‬


‫"اهلل أكربُ حني يأسى خافق‬
‫ِ‬
‫املخاوف أكربُ "‬ ‫كل‬
‫واهلل من ّ‬

‫أكرب منه‪،‬‬
‫كلمة "اهلل أكرب "كلمة عظيمة مباركة‪ ،‬فاهلل ™ هو‪" :‬الكبريُ الذي ال َ‬
‫عظمة اهلل‪ ،‬وإذعان لكربيائِه‬ ‫امللك الذي ُّ ٍ ِ‬
‫كل شيء خاضع له‪ .‬والتكبري إعالن عن َ‬ ‫ُ‬
‫يف القلوب‪.‬‬

‫ومنع ًة وجالالً‪ ،‬هذه املعاين العِظام‬ ‫اهلل أكرب من كل ٍ‬


‫وعزةً َ‬
‫وقدرا‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ة‬
‫ً‬‫در‬‫ُ‬‫ق‬‫و‬ ‫ا‬‫ت‬
‫ً‬ ‫ذا‬ ‫شيء‬
‫ُياف‬
‫ف يف حياته الع َقبَات‪ ،‬وال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الظن به‪ ،‬فال تق ُ‬
‫وحسن ِّ‬ ‫املؤمن الثق َة باهلل ُ‬
‫تُعطي َ‬
‫يتحسر على ما فات‪.‬‬ ‫من ُمستقبَل‪ ،‬وال َّ‬

‫علم‬ ‫ي‬ ‫ِ‬


‫و‬ ‫ق‬ ‫ما‬ ‫كل‬‫و‬ ‫ه‪،‬‬‫عبده املتعلِّق به والالئِ َذ جبنابِ‬
‫أرح ُم من أن يرتُك َ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫أجل و َ‬
‫اهلل أكرب و ُّ‬
‫وحسن‬ ‫الرهبة والتعظيم واحملبَّة ُ‬ ‫العبد ومعرفتُه بأن اهلل أكرب ز َادت عنده اخلشية و َّ‬
‫النفوس على طاعتِه‪َّ ،‬‬
‫وتتوجهُ‪ ،‬وحتبُّه وتتوَّك ُل عليه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫العبادة و َّلذة الطاعة‪ ،‬وعندها تُقبِ ُل‬

‫‪3‬‬
‫‪‬‬
‫العلي باسم الكبري‪ ،‬كما‬ ‫ِ‬
‫النفس ثق ًة وطُمأنين ًة‪ :‬اقرتا ُن اسم ِّ‬ ‫َ‬ ‫أل‬
‫ُ‬ ‫مي‬
‫و‬ ‫النظر‪،‬‬ ‫ي‬‫يستدع‬ ‫ومما‬
‫َن َما يَ ْدعُو َن ِم ْن ُدونِِه‬ ‫َن اللَّهَ ُه َو ْ‬
‫احلَ ُّق َوأ َّ‬ ‫ك بِأ َّ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪ ™ -‬يف سورة احلج ‪َ ﴿ :-‬ذل َ‬
‫َن اللَّهَ ُه َو الْ َعلِ ُّي الْ َكبِريُ ﴾‬ ‫هو الْب ِ‬
‫اط ُل َوأ َّ‬ ‫َُ َ‬
‫وقال ‪ ™ -‬كما يف سورة املؤمن‪َ ﴿ :-‬ذلِ ُك ْم بِأَنَّهُ إِ َذا ُد ِع َي اللَّهُ َو ْح َدهُ َك َف ْرُُْت َوإِ ْن‬
‫احلُ ْك ُم لِلَّ ِه الْ َعلِ ِّي الْ َكبِ ِري ﴾‪.‬‬‫يُ ْشَرْك بِِه تـُ ْؤِمنُوا فَ ْ‬
‫ويصطفي من‬ ‫ِ‬ ‫ذل من يشاء‪،‬‬ ‫عز من يشاء‪ ،‬ويُ ُّ‬ ‫العلي الكبري‪ ،‬ال ُمعقِّب حلُكمه‪ ،‬يُ ُّ‬ ‫فهو ُّ‬
‫الرقاب‪ ،‬وتصا َغَر عند كربيائِه‬ ‫وخضعت له ِّ‬ ‫َ‬ ‫يشاء‪ ،‬عنَت له الوجوه‪ ،‬وذلَّت له اجلِباه‪،‬‬
‫كل كبري‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ومحده‬ ‫وشكره َ‬ ‫تله ُج بذك ِره ُ‬ ‫ِ‬
‫جيعل األلسنةَ َ‬ ‫وعظمته ُ‬ ‫اليقني بكربياء اهلل َ‬ ‫وهذا اإلميا ُن و ُ‬
‫وتعظيما وإجالالً‬ ‫ً‬ ‫لعظمته عباد ًة وحمبَّ ًة‬ ‫والثناء عليه ومتجيده‪ ،‬وتقرعُ اجلوارِح كلُّها َ‬
‫ِ‬
‫وذُالًّ وانك ً‬
‫سارا‪.‬‬

‫اهلل أكرب هو صوت املعركة‪ ،‬يطلِ ُقه امل ِ‬


‫جاهدون يف سبيل اهلل يف ساح الو َغى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اإلخالص‬ ‫الثبات و‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وقوته وكربيائه ومعيَّته‪ ،‬فيستمدُّون منه القوَة و َ‬
‫بعزة اهلل َّ‬
‫فيشعرون َّ‬
‫ُ‬
‫العزة‪.‬‬
‫و َّ‬

‫صنعت يف تاريخ املسلمني العجائِب‪ ،‬وبثَّت يف أهلها من القوة ما‬ ‫َ‬ ‫اهلل أكرب كلمة‬
‫ُ‬
‫عز شأنُه‪ ،-™ ،‬تنطلِ ُق من أفواه املجاهدين‬ ‫استعلَوا فيه على كل كب ٍري ِسوى اهلل َّ‬
‫‪-‬‬
‫ُِ‬
‫تكرب‪ ،‬وعظمةُ كل ُمتعاظم‪ ،‬تعلُو‬
‫أمامها كربياءُ كل ُم ِّ‬
‫وقلوهبم قوي ًة ُمدويَّة‪ ،‬تتضاءَ ُل َ‬
‫على كل مظاهر الفساد والطُّغيان‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪‬‬
‫اهلل أكرب ُمجلة عظيمة حافِظة‪ ،‬إذا ِ‬
‫س‪ ،‬فكربياءُ‬‫َ‬ ‫وخن‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ق‬‫وحتا‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫تصا‬ ‫الشيطان‬ ‫عها‬‫مس‬
‫فبادروا بالتكبري‪.‬‬‫تغولت الغيالن ِ‬ ‫فاش الشيطان‪ ،‬وإذا َّ‬ ‫ِ‬
‫تقم ُع انت َ‬
‫اجلبَّار َ‬
‫عباده إليها ورغَّبَهم فيها‪ ،‬قال‬ ‫ِ‬
‫كر اجلليل‪ ،‬وعبادة عظيمة‪ ،‬دعا اهلل َ‬ ‫التكبري ذ ُ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫ك فَ َك ِّ ْرب﴾‬‫﴿وَربَّ َ‬
‫™ كما يف سورة املدثر‪َ :‬‬
‫وتزول اخلطوب‪ ،‬وتُرفع اهلموم‪ِ ،‬‬
‫وتنقش ُع الغُموم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫وتعظيمه ُحت ُّل ال ُكروب‪ُ ُ ،‬‬ ‫بتكبري اهلل‬
‫ِ‬
‫وتعظيمه يص ُفو العيش‪ ،‬ويُش َفى الداء‪.‬‬ ‫بتكبري اهلل‬

‫قول العبد‪ :‬اهلل أكرب خري من الدنيا وما فيها‪".‬‬


‫يقول عُمر بن اخلطاب ‪ُ " :¢‬‬
‫ُ‬

‫َّخ ْذ َولَداً َوَمل يَ ُكن لَّهُ َش ِريك ِيف‬ ‫احلم ُد لِلّ ِه الَّ ِذي َمل يـت ِ‬
‫َْ‬ ‫﴿وقُ ِل َْ ْ‬ ‫وصدق اهلل القائل‪َ :‬‬
‫الذ َّل َوَك ِّ ْربهُ تَ ْكبِرياً﴾‬
‫ك َوَملْ يَ ُكن لَّهُ َوِيلٌّ ِّم َن ُّ‬‫الْم ْل ِ‬
‫ُ‬

‫بن جبَل ‪¢‬؛‬ ‫ذ‬


‫ُ‬ ‫عا‬‫م‬ ‫اجلليل‬ ‫ئ‬ ‫املقر‬ ‫ِ‬
‫الصوت‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫حبس‬ ‫ين‬ ‫ر‬‫و‬‫املشه‬ ‫الصحابة‬ ‫ومن قر ِ‬
‫اء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ميمون؛ فقال [قدم علينا ُم َعاذ َر ُس ًوال من‬ ‫بن‬ ‫ش ِه َد له‬
‫عم ُرو ُ‬
‫ضَرُم ْ‬
‫اليمين امل َخ ْ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫التابعي‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫رجال حسن الصوت]‬ ‫افعا صوته بالتكبري‪ ،‬وكان ً‬‫عند النيب ﷺ َم َع السحر‪ ،‬ر ً‬

‫اضع العِظام‪ ،‬يف الزمان‬ ‫اطن ِ‬


‫الكبار‪ ،‬واملو ِ‬ ‫وهو ‪ -‬أعين التكبري‪ -‬مشروع يف املو ِ‬
‫واملكان واحلال‪ .‬مشروع يف كثرة اجلموع و ِ‬
‫اجملامع‪ ،‬ويف اجلهاد‪ ،‬والنصر‪ ،‬واملغازي‪،‬‬ ‫ُ‬
‫حضارا لقوة احلال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫استشعارا لعظمة الفعل‪ ،‬واست ً‬
‫ً‬

‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫قال ابن تيمية ¬كما نقل يف جمموع الفتاوى (‪ ..." :)230 /24‬التكبري‬
‫مشروع يف املواضع الكبار لكثرة اجلَ ْمع‪ ،‬أو لعظمة الفعل‪ ،‬أو لقوة احلال‪ ،‬أو حنو‬
‫ذلك من األمور الكبرية؛ ليبني أن اهلل أكرب وتستويل كربياؤه يف القلوب على كربياء‬
‫مكربون فيحصل هلم‬ ‫تلك األمور الكبار فيكون الدين كله هلل‪ ،‬ويكون العباد له ّ‬
‫مقصودان‪ :‬مقصود العبادة بتكبري قلوهبم هلل‪ ،‬ومقصود االستعانة بانقياد سائر‬
‫املطالب لكربيائه‪ ،‬وهلذا شرع التكبري على اهلداية والرزق والنصر؛ ألن هذه الثالث‬
‫ِ‬
‫مصاحله‪".‬‬ ‫ِ‬
‫العبد‪ ،‬وهي مجاعُ‬
‫أكرب ما يطلُبُه ُ‬

‫وقال ابن حج ٍر ‪ - ¬ -‬عن التكبري‪" :‬ذكر مأثور عند كل أم ٍر ُ‬


‫مهول‪ ،‬وعند كل‬
‫أعداؤه"‬
‫ب إليه ُ‬ ‫ِِ ٍ‬
‫كرا هلل تعاىل‪ ،‬وتربئ ًة له من كل ما نَ َس َ‬
‫حادث ُسرور‪ُ ،‬ش ً‬

‫إن من أعظم األذكار اليت حيبها اهلل ‪ -‬عز وجل ‪ -‬واليت شرعها يف كتابه وسنة نبيه‬
‫‪ :‬ذكره سبحانه بالتكبري ؛ وذلك بقول "اهلل أكرب " ولو تتبعنا املواطن اليت شرع‬
‫اهلل فيها هذا الذكر العظيم احملبوب هلل تعاىل وندب الناس إليه وحثهم عليه‬
‫لوجدناها كثرية جداً ‪.‬‬

‫وقد جاء احلث على التكبري يف مواطن كثرية منها‪:‬‬

‫‪ -1‬الصالة‪:‬‬
‫إذ التكبري شعار الصالة‪ ،‬شرع قبلها كاألذان واإلقامة‪ ،‬وفيها‪ :‬ابتداء من تكبرية‬
‫اإلحرام‪ ،‬مث عند كل رفع‪ ،‬وخفض‪ ،‬فيما عدا الرفع من الركوع‪ ،‬وشرع بعد الصالة يف‬

‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫كربون بعد تكبري اإلمام يف م ٍ‬
‫تابعة‪،‬‬ ‫التسبيحات‪ ،‬واملصلُّون يف صالة اجلماعة يُ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فكربوا»‬
‫كرب ِّ‬ ‫ٍ‬
‫وانتظام دقيق‪ ،‬ويف احلديث‪« :‬فإذا َّ‬‫ِ‬

‫أما احلكمة من التكبري يف الصالة‪ ،‬فقد قال العز بن عبد السالم ¬ كما يف‬
‫مقاصد الصالة (ص ‪" :)86‬وملا كان مقصود الصالة الذكر‪ ،‬وجب أن يعرف قدر‬
‫املذكور‪ ،‬ومالحظته ليلزم معه األدب؛ فافتتحت بالتكبري الدال على الكربياء؛ ليعلم‬
‫ملن هو قائم وقاعد ورائع وساجد؛ ليخضع له خضوعا جيب مثله لكربيائه‪.‬‬
‫فإذا الحظ كربياءه لزم آداب الصالة والطهارة والنظافة الظاهرة والباطنة‪ ،‬واشتغل‬
‫باهلل وحده‪ ،‬وأتت اإلشارة بقوله ‪" :‬وفرغ قلبه هلل"‬
‫وقوله ‪ ‬ملا سئل عن اإلحسان‪" :‬أن تعبد اهلل كأنك تراه"‪ ،‬ومن عبد اهلل كذلك‬
‫خرج عن األكوان‪ ،‬ولذلك شرع التكبري هلل يف مجيع االنتقاالت؛ ألن اشتغاله يف‬
‫أطوار الصالة مبالحظة أذكارها قد شغله عن مالحظة الكربياء فشرع يف ابتداء كل‬
‫طور جتديد مالحظة الكربياء؛ ليويف ذلك الطور حقه من اخلضوع واخلشوع‪".‬‬

‫‪ -2‬التكبري عند رؤية اهلالل‪:‬‬


‫أخرج الدارمي يف مسنده (‪ )1729‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما قال‪ :‬كان رسول‬
‫الم ِة‬ ‫اللّه ‪ ‬إذا رأى اهلالل قال‪« :‬اهلل أ ْكرب‪ ،‬اللَّه َّم ِأهلَّه علَينا باألم ِن وا ِإلْميَ ِ‬
‫الس َ‬
‫ان و َّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫َُ ُ‬
‫ك اهلل»‪.‬‬ ‫ضى‪َ ،‬ربُّنا َوَربُّ َ‬ ‫سالم َوالتـ َّْوفِ ِيق لِ َما ُِحت ُّ‬
‫ب َوتَـ ْر َ‬ ‫وا ِإل ِ‬

‫‪ -3‬التكبري يف عشر ذي احلجة األوىل‪:‬‬


‫أخرج الطرباين يف املعجم األوسط (‪ )7779‬عن أيب هريرة ‪ ¢‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‬
‫ط‪َّ ،‬إال بُشَِّر»‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول اهلل باجلنَّة؟‬
‫كرب ُم َك ِّرب قَ ُّ‬ ‫‪« :‬ما أ ََه َّل ُم ِهلٌّ قَ ُّ‬
‫ط‪ ،‬وال ََّ‬
‫قال‪« :‬نعم»‪ .‬قال املنذري‪" :‬إسناده رجال الصحيح‪".‬‬
‫‪7‬‬
‫‪‬‬
‫وأخرج أمحد يف مسنده (‪ )6154‬عن ابن عمر رضي اهلل عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول‬
‫ب إِلَْي ِه ِم َن الْ َع َم ِل فِي ِه َّن ِم ْن َه ِذ ِه ْاألَيَّ ِام‬ ‫ِ‬ ‫اهلل ‪ٍ ِ :‬‬
‫«ما م ْن أَيَّام أ َْعظَ ُم عْن َد اهلل َوَال أ َ‬
‫َح ُّ‬ ‫َ‬
‫الْ َع ْش ِر؛ فَأَ ْكثُِروا فِي ِه َّن ِم َن التـ َّْهلِ ِيل َوالتَّ ْكبِ ِري والتحميد»‪.‬‬
‫قال ابن حجر ¬ يف األمايل املطلقة (ص‪" :)14‬هذا حديث حسن‪".‬‬

‫‪ -4‬احلج ‪:‬‬
‫فالتكبري أحد معامل احلج والعمرة وهو مشروع عند رمي اجلمرات‪ ،‬وعند الصعود من‬
‫مىن إىل عرفات‪ ،‬وعند الطواف‪ ،‬وفوق الصفا واملروة‪ ،‬وغريها من مواطن التكبري يف‬
‫املناسك‪.‬‬

‫‪ -5‬التكبري يف العيدين‪ ،‬عيد الفطر وعيد األضحى‪.‬‬


‫والتكبري يكون يف ليلة عيد الفطر حىت صالة العيد‪.‬‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫وهذا التكبري يُشريُ إىل معىن اهلداية يف قوله ™‪َ ﴿ :‬ولتُ ْكملُوا الْع َّد َة َولتُ َك ِّربُوا اللَّهَ‬
‫َعلَى َما َه َدا ُك ْم ﴾‬
‫والتكبري يف صاليت العيدين؛ فقد أخرج أمحد يف مسنده (‪ )6688‬من حديث‬
‫عيد ثِْن َ ْيت َع ْشرةَ‬ ‫كرب يف ٍ‬ ‫يب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن َجدِّه ‪َّ " :¢‬‬ ‫َعم ِرو ب ِن ُش َع ٍ‬
‫َّيب ‪َّ ‬‬ ‫أن النِ َّ‬
‫عدها"‬ ‫صل قَبلَها وال بَ َ‬ ‫ومخسا يف اآلخرة‪ ،‬ومل يُ ِّ‬ ‫األوىل‪ً ،‬‬
‫سبعا يف َ‬
‫تَكبريًة‪ً ،‬‬

‫‪ -6‬التكبري عند ركوب الدابة‪ ،‬واخلروج إىل السفر‪:‬‬


‫استوى على ظهر الدابَّة‬ ‫فقد كان ‪ ‬فيما أخرجه أبو داود يف سننه (‪ :)2602‬إذا َ‬
‫ني* َوإِنَّا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫«احلَ ْم ُد هلل»‪ ،‬مث قال‪ُ ﴿ :‬سْب َحا َن الَّذي َس َّخَر لَنَا َه َذا َوَما ُكنَّا لَهُ ُم ْق ِرن َ‬
‫قال‪ْ :‬‬
‫احلَ ْم ُد هلل‪ ،‬اهلل أَ ْك َربُ‪ ،‬اهلل أَ ْك َربُ‪،‬‬ ‫احلَ ْم ُد هلل‪ْ ،‬‬ ‫إِ َىل َربـِّنَا لَ ُمْنـ َقلِبُو َن ﴾ مث قال‪ْ :‬‬
‫«احلَ ْم ُد هلل‪ْ ،‬‬
‫وب‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الذ‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫اهلل أَ ْكرب» مث قال‪« :‬سبحانَك إِ ِّين ظَلَمت نَـ ْف ِسي فَا ْغ ِفر ِيل‪ ،‬فَِإنَّه َال يـ ْغ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َُ‬
‫‪8‬‬
‫‪‬‬
‫ت»‬‫إَِّال أَنْ َ‬
‫وكان رسول اهلل ‪ ‬كما أخرج ذلك مسلم يف صحيحه عن ابن عمر رضي اهلل‬
‫كرب ثالثاً‪"...‬‬
‫عنهما (‪" :)1342‬إذا استوى على بعريه خارجا إىل سفر َّ‬

‫‪ -7‬التكبري عند الصعود‪:‬‬


‫يف صحيح البخاري (‪ )1797‬ما يدل على أنه ‪ ‬كان إذا عال شرفاً ‪ -‬أي‪:‬‬
‫املكان املرتفع ‪ -‬كرب‪ .‬وكان يوصي بذلك أصحابه‪.‬‬
‫كربُ كلما صعد مرتفعا‪ ،‬مستشعرا معيَّة اهلل‬‫واملسلم يستصحب التكبري يف سفره‪ ،‬ويُ ِّ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫وعظمته وإحاطته وحفظه‪ ،‬ومتفكًرا يف سعة الدنيا‪ ،‬وتباعُد أطرافها‪ ،‬وآفاقها‪.‬‬
‫بتقوى اهلل‪ ،‬والتكبري على كل‬ ‫ِ‬
‫سافر بقوله‪« :‬عليك َ‬ ‫وقد كان النيب ‪ ‬يُوصي املُ َ‬
‫شرف»‬ ‫َ‬
‫أخرجه الرتمذي يف جامعه‪ ،)3445( ،‬وابن ماجه يف سننه‪.)2771( ،‬‬
‫الشرف هو املكان العايل‪ .‬ومياثله صعود السلم أو الدرج أو املصعد‪.‬‬
‫و ُ‬

‫‪ -8‬التكبري عند الذبح‪:‬‬


‫ض َّحى رسول اهلل ‪ ‬بكبشني أملحني أقرنني‪ .‬قال‪ :‬ورأيته‬ ‫عن أنس ‪ ¢‬قال‪َ " :‬‬
‫فاحهما‪ .‬قال‪ :‬ومسى وكرب"‪ .‬ويف رواية‪:‬‬ ‫يذحبهما بيده‪ .‬ورأيته واضعا قدمه على ِص ِ‬
‫ويقول‪" :‬باسم اهلل‪ ،‬واهلل أكرب»‪.‬‬
‫أخرجه مسلم يف صحيحه‪.)1966( ،‬‬

‫‪ -9‬التكبري عند مساع خرب مفرح‪ ،‬وبشارة خري‪:‬‬


‫وقد جاء يف احلديث الطويل الذي أخرجه البخاري يف صحيحه‪،)3348( ،‬‬
‫ف تِ ْس َع ِمئَ ٍة َوتِ ْس َع ًة‬
‫ث النار‪ِ ...‬من ُك ِّل أَلْ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َخرِج بَـ ْع َ‬
‫ومسلم يف صحيحه‪ :.)222( ،‬أ ْ‬
‫‪9‬‬
‫‪‬‬
‫ني"‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوت ْسع َ‬
‫وفيه يروي أبو سعيد اخلدري ‪ ¢‬أن النيب ‪ ‬قال‪" :‬أبشروا‪ ،‬فإن منكم رجال‪ ،‬ومن‬
‫يأجوج ومأجوج ألفا‪ ،‬مث قال‪ :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إين أرجو أن تكونوا ربع أهل‬
‫اجلنة‪ ،‬فكربنا‪ ،‬فقال‪ :‬أرجو أن تكونوا ثلث أهل اجلنة‪ ،‬فكربنا‪ ،‬فقال‪ :‬أرجو أن‬
‫تكونوا نصف أهل اجلنة‪ ،‬فكربنا‪"....‬‬
‫ويف رواية‪ ..." :‬إين ألطمع أن تكونوا ثلث أهل اجلنة‪ ،‬قال‪ :‬فحمدنا اهلل وكربنا‪"..‬‬

‫‪ -10‬التكبري عند احلريق وعند عصف الريح‪:‬‬


‫أخرج ابن أيب شيبة يف مصنفه [ ‪ ] 9587‬قال‪:‬‬
‫كان عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما إذا عصفت الريح فدارت يقول‪ :‬شدوا‬
‫التكبري فإهنا مذهبته‪.‬‬
‫ورِوي مرفوعا‪" :‬إذا رأيتم احلريق‪ ،‬فكربوا‪ ،‬فإن التكبري يطفئه"‬
‫ُ‬
‫قال السخاوي رمحه اهلل كما يف املقاصد احلسنة (‪" :)63( :)86 /1‬رواه الطرباين‬
‫يف الدعاء من حديث عبد الرمحن بن احلارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده مرفوعا هبذا‪ ،‬وهو عند البيهقي يف الدعوات من طريق كامل بن طلحة حدثنا‬
‫ابن هليعة حدثنا عمرو به بلفظ‪ :‬استعينوا على إطفاء احلريق بالتكبري‪ ،‬وللطرباين يف‬
‫املطوعي حدثنا أيب حدثنا حممد‬
‫الدعاء‪ ،‬ويف األوسط‪ ،‬من حديث أيوب بن نوح َّ‬
‫بن عجالن عن سعيد بن أيب املقربي عن أيب هريرة رفعه‪ ،‬بلفظ‪ :‬أطفئوا احلريق‬
‫بالتكبري‪ ،‬وقال‪ :‬مل يروه عن ابن عجالن إال نوح تفرد به ابنه‪ ،‬ويشهد له ما رواه ابن‬
‫السين عن أنس وجابر ‪ €‬مرفوعا‪ :‬إذا وقعت كبرية أو هاجت ريح عظيمة فعليكم‬
‫بالتكبري‪ ،‬فإنه جيلي العجاج األسود"‪ .‬فاحلديث ال ينزل عن درجة احلسن لشواهده‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -11‬التكبري عند التضرع يف صالة االستسقاء‪:‬‬
‫روى الدارقطين يف سننه (‪ )1800‬من حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬أنه يكرب‬
‫فيها سبعا ومخسا كالعيد ويقرأ بسبح اسم ربك األعلى‪ ،‬وهل أتاك حديث الغاشية‪.‬‬
‫قال ابن عبد الرب ¬ كما يف االستذكار (‪" :)428 /2‬ابن عباس رضي اهلل‬
‫وع ِم َل بالتكبري كصالة العيد‪".‬‬
‫عنهما رواه‪َ ،‬‬

‫‪ -12‬التكبري حال حصول الكسوف واخلسوف‪.‬‬


‫أخرج اإلمام مسلم يف صحيحه (‪ )618 /2‬عن عائشة رضي اهلل عنها‪ ،‬قالت‪:‬‬
‫خسفت الشمس يف عهد رسول اهلل ‪ ،‬فقام رسول اهلل ‪ ‬يصلي‪ ،‬فأطال القيام‬
‫جدا‪ ،‬مث ركع‪ ،‬فأطال الركوع جدا‪ ،‬مث رفع رأسه‪ ،‬فأطال القيام جدا‪ ،‬وهو دون القيام‬
‫األول‪ ،‬مث ركع فأطال الركوع جدا‪ ،‬وهو دون الركوع األول‪ ،‬مث سجد‪ ،‬مث قام‪ ،‬فأطال‬
‫القيام‪ ،‬وهو دون القيام األول‪ ،‬مث ركع‪ ،‬فأطال الركوع وهو دون الركوع األول‪ ،‬مث رفع‬
‫رأسه‪ ،‬فقام فأطال القيام وهو دون القيام األول‪ ،‬مث ركع‪ ،‬فأطال الركوع وهو دون‬
‫الركوع األول‪ ،‬مث سجد‪ ،‬مث انصرف رسول اهلل ‪ ،‬وقد جتلت الشمس‪ ،‬فخطب‬
‫الناس‪ ،‬فحمد اهلل وأثىن عليه‪ ،‬مث قال‪« :‬إن الشمس والقمر من آيات اهلل‪ ،‬وإهنما ال‬
‫ينخسفان ملوت أحد‪ ،‬وال حلياته‪ ،‬فإذا رأيتمومها فكربوا ‪ »...‬احلديث‪.‬‬

‫‪ -13‬األذان يف أذن املولود اليمىن‪ ،‬واإلقامة يف اليسرى‪.‬‬


‫قال ابن القيم ¬ كما يف حتفة املودود بأحكام املولود (ص‪ِ " :)31‬‬
‫وسُّر التأذين‬
‫املتضمنة لكربياء الرب‬
‫ِّ‬ ‫كلمات النداء العلوي‬
‫ُ‬ ‫مسع اإلنسان‬
‫َواهللُ أعلم؛ أن يقرع َ‬
‫وعظمته‪ ،‬والشهادة اليت َّأول ما يدخل هبا يف اإلسالم؛ فكان ذلك كالتلق ِ‬
‫ني له‬

‫‪11‬‬
‫‪‬‬
‫شعار اإلسالم عند دخوله إىل الدنيا‪ ،‬كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها‪،‬‬
‫وغري مستنكر وصول أثر التأذين إىل قلبه وتأثريه به وإن مل يشعر‪".‬‬

‫‪ -14‬التكبري يف الصالة على امليت‪.‬‬


‫فهو يكرب أربع تكبريات كما جاء يف السنة النبوية عن املصطفى ‪.‬‬

‫اب السماء‪:‬‬ ‫فتح أبو ُ‬


‫‪ -15‬وبالتكبري تُ ُ‬
‫أخرج مسلم يف صحيحه‪ )601( ،‬عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل عنهما قال‪:‬‬
‫ِ‬
‫حنن نُصلِّي مع رسول اهلل ‪ ،‬إذ قال رجل من القوم‪ :‬اهلل أكرب ً‬
‫كبريا‪ ،‬واحلمد‬ ‫بينما ُ‬
‫القائل كذا وكذا؟»‪،‬‬
‫رسول اهلل ‪« :‬من ُ‬ ‫كثريا‪ ،‬وسبحان اهلل بُكرًة وأصيالً‪ ،‬فقال ُ‬
‫هلل ً‬
‫اب السماء»‪ .‬قال‬ ‫ِ‬
‫بت هلا‪ ،‬فـُتِّحت هلا أبو ُ‬
‫فقال رجل‪ :‬أنا يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬عج ُ‬
‫يقول ذلك‪".‬‬
‫رسول اهلل ‪ُ ‬‬
‫مسعت َ‬ ‫هن منذ ُ‬ ‫ابن عمر رضي اهلل عنهما‪" :‬فما تركتُ َّ‬
‫ُ‬

‫‪ -16‬واإلكثار من التكبري ميأل ما بني السماء واألرض‪:‬‬


‫فقد جاء يف احلديث الذي أخرجه أمحد يف مسنده (‪ ،)23073‬والرتمذي يف‬
‫ني‬ ‫ف املِ َيز ِان‪َ ،‬و ْ‬
‫احلَ ْم ُد ميَْلَ ُؤهُ‪َ ،‬والتَّ ْكبِريُ ميََْألُ َما بَْ َ‬ ‫ص ُ‬
‫جامعه (‪« :)3519‬التَّسبِ ِ‬
‫يح ن ْ‬
‫ْ ُ‬
‫ض»‪.‬‬ ‫الس َم ِاء َواأل َْر ِ‬
‫َّ‬

‫الصاحلات‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ -17‬والتكبري من أذكار الباقِيات‬


‫احلَ ْم ُد لِلَّ ِه‪َ ،‬وَال إِلَهَ إَِّال اهللُ‪َ ،‬واهللُ أَ ْك َربُ»‬ ‫أحب الكالم إىل اهلل أربع‪« :‬سبحا َن ِ‬
‫اهلل‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫ّ‬
‫أخرجه مسلم يف صحيحه (‪.)2137‬‬

‫‪12‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -18‬التكبري عند النوم‪:‬‬
‫َّيب ‪ ‬تَ ْسأَلُهُ َخ ِاد ًما‪،‬‬
‫ت النِ َّ‬ ‫َن فَاط َم َة رضي اهلل عنها أَتَ ْ‬
‫ب ‪ ¢‬أ َّ ِ‬ ‫َع ْن َعلِ ِّي بْ ِن أَِيب طَالِ ٍ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ني اللَّه ِعْن َد منَ ِام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال ‪(:‬أََال أ ِ ِ‬
‫ك ثََالثًا َوثََالث َ‬ ‫ُخربُك َما ُه َو َخ ْري لَك مْنهُ‪ ،‬تُ َسبِّح َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫ِ‬ ‫ني‪ ،‬وتُ َك ِِّ‬ ‫وَْحتم ِدين اللَّه ثََالثًا وثََالثِ‬
‫ين اللَّهَ أ َْربَـ ًعا َوثََالث َ‬
‫ني)‬ ‫رب‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ِّني)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬وَال لَْيـلَ َة صف َ‬ ‫ِّني؟ قَ َ‬
‫يل‪َ :‬وَال لَْيـلَ َة صف َ‬
‫فَ َما تَـَرْكتُـ َها بَـ ْع ُد‪ .‬ق َ‬
‫رواه البخاري (‪ ،)5362‬ومسلم (‪)2727‬‬

‫اإلمام أمحد ¬ وغريه لِقارئ ال ُقرآن‬


‫تحب ُ‬ ‫اس ّ‬ ‫‪ -19‬وقد ْ‬
‫كرب ِمن سورة " ّ‬
‫الضحى "إىل آخر ال ُقرآن‪.‬‬ ‫إذا ختمه‪ :‬أن يُ ّ‬
‫وصفته‪ :‬أن يقف بعد كل سورة ويقول‪" :‬اهلل أكرب"‬ ‫ِ‬

‫القياس قول احلليمي ¬‪:‬‬ ‫ومن بديع ِ‬


‫ِ‬
‫فيكرب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السور ّ‬
‫لَ ّما كان إكمال ع ّدة صوم رمضان بالتكبري‪ :‬ق ْسنا عليه إكمال ع ّدة ّ‬
‫كذلك‪.‬‬

‫إن التكبري يدل على كربياء اهلل ™‪ ،‬وتكراره يف هذه املواطن هبذا العدد له أثر‬
‫إمياين يف حياة املسلم‪ ،‬واالرتقاء بصاحبه إىل املنازل العالية‪ ،‬والدرجات الرفيعة‪.‬‬
‫العلي الكبري‪،‬‬ ‫باهلل‬ ‫باط‬‫فهو جيدد عهد اإلميان‪ ،‬ويقوي امليثاق الغليظ‪ ،‬واالرتِ‬
‫ّ‬
‫وتنام العيو ُن‬
‫احتارت‪ُ ،‬‬‫القلوب إذا َ‬‫ُ‬ ‫النفوس إذا اضطربَت‪ ،‬وتس ُك ُن‬
‫ُ‬ ‫تطمئن‬
‫ُّ‬ ‫وبالتكبري‬
‫إذا س ِهَرت‪.‬‬
‫فما أحرانا أن نواظب عليه يف كل األماكن اليت يشرع فيها؛ فإن لذلك أثرا عظيما‬
‫يف الصلة مع اهلل سبحانه‪ ،‬واخلضوع لعظمته وجالله ™‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪‬‬
‫□ أما احلديث عن عشر ذي احلجة‪ ،‬وقد سبقت اإلشارة إىل كوهنا من مواطن‬
‫اإلكثار من التكبري‪:‬‬
‫فقد قال أبو عثمان النهدي ¬‪ :‬كانوا يعظمون ثالث عشرات‪ :‬العشر األخري‬
‫من رمضان وعشر ذي احلجة والعشر األول من حمرم ‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن كثري ¬ يف قول اهلل‪{ :‬وليال عشر}‪ :‬أي عشر ذي احلجة؛ وقد‬
‫روي ذلك عن ابن عباس‪ ،‬وابن الزبري ‪ ،€‬وحكى أبو موسى املديين ¬ اتفاق‬
‫املفسرين على هذا رمحهم اهلل ورضي عنهم‪.‬‬
‫وقد نقل اإلمام البخاري ¬ يف صحيحه عن ابن عباس رضي اهلل عنهما كما يف‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اس َم اللَّه ِيف أَيام َم ْعلُ َ‬
‫ومات} قوله يف هذه األيام أهنا‪ :‬أيام‬ ‫{ويَ ْذ ُك ُروا ْ‬
‫قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫العشر ‪.‬‬

‫قال احلافظ ابن رجب ¬‪ :‬الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة يف هذه األيام العظيمة‬
‫أيام العشر من ذي احلجة‪ ،‬فما منها ِعوض وال هلا قيمة ‪.‬‬
‫وقال أيضا ¬‪ :‬ومن عجز عن احلج يف عام؛ قدر يف العشر على عمل يعمله يف‬
‫بيته؛ يكون أفضل من اجلهاد ‪.‬‬
‫وقال أيضا ¬ ما معناه‪ :‬أفضل األعمال ما كثر ذكر اهلل فيها‪ ،‬ويشرع للناس‬
‫اإلكثار من ذكر اهلل يف أيام العشر خصوصاً حلديث ابن عمر رضي اهلل عنهما‪:‬‬
‫"فأكثروا فيهن من التهليل والتكبري والتحميد‪".‬‬
‫وقال أيضا ¬‪ :‬من املتأخرين من زعم أن ليايل عشر رمضان أفضل من ليايل‬
‫عشر ذي احلجة الشتماهلا على ليلة القدر‪ ،‬وهذا بعيد جدا ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪‬‬
‫قال النووي ¬‪ :‬واعلم أنه يستحب اإلكثار من األذكار يف عشر ذي احلجة‬
‫زيادة على غريه‪ ،‬ويستحب من ذلك يف يوم عرفة أكثر من باقي العشر ‪.‬‬

‫وقال احلافظ ابن حجر ¬‪ :‬والذي يظهر أن السبب يف امتياز عشر ذي احلجة‬
‫ملكان اجتماع أمهات العبادة فيها‪ ،‬وهي الصالة والصيام والصدقة واحلج ‪.‬‬

‫كان أبو هريرة وابن عمر ‪ €‬يأتيان السوق أيام العشر من ذي احلجة فيكربان‬
‫ويكرب الناس معهما‪ ،‬وال يأتيان السوق لشيء إال لذلك ‪.‬‬

‫ذكر أنه ممن كان يصوم العشر‪ :‬احلسن وابن سريين وقتادة وغريهم رمحهم اهلل‪.‬‬
‫وأفضلية صومها هو قول أكثر العلماء عليهم رمحة اهلل‪.‬‬

‫"إن مل تستطع العمل الصاحل؛ فدع عنك احملرمات "يروى عن احلسن البصري ¬‬
‫أنه قال‪ :‬ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما هناهم اهلل عنه ‪.‬‬

‫قال أبو عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود –¬‪:-‬‬


‫«لو أن رجال جلس على ظهر الطريق ومعه خرقة فيها دنانري‪ ،‬ال مير إنسان إال‬
‫أعطاه دينارا‪ ،‬وآخر إىل جانبه يكرب اهلل تعاىل‪ ،‬لكان صاحب التكبري أعظم أجرا»‬
‫حلية األولياء (‪)204/4‬‬

‫قال ميمون بن مهران ¬ (ت‪117 :‬هـ)ـ‪" :‬أدركت الناس وإهنم ليكربون يف‬
‫العشر‪ ،‬حىت كنت أشبهه باألمواج من كثرهتا‪ ،‬ويقول‪ :‬إن الناس قد نقصوا يف تركهم‬
‫التكبري‪[".‬فتح الباري البن رجب]‬

‫‪15‬‬
‫‪‬‬
‫□ صيغ التكبري الثابتة عن السلف‪.‬‬

‫‪" -1‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬ال إله إال اهلل ‪ ،‬واهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬وهلل احلمد "‬
‫قال ابن قدامة رمحه اهلل ‪:‬‬
‫"وهو قول عمر وعلي وابن مسعود وبه قال الثوري وأبو حنيفة وأمحد واسحاق"‬
‫‪ €‬مجيعا ورمحهم اهلل‬
‫[املغين (‪. ] )290/3‬‬
‫وممن اختار هذا القول من العلماء عليهم رمحة اهلل ‪:‬‬
‫ابن تيمية [الفتاوى (‪. ] )220/24‬‬
‫واحلافظ ابن رجب [لطائف املعارف (ص‪. ] )364‬‬
‫والشيخ األلباين [متام املنة (ص‪. ] )356‬‬
‫والشيخ ابن عثيمني [الشرح املمتع (‪. ] )225/5‬‬

‫‪" -2‬اهلل أكرب كبرياً ‪ ،‬اهلل أكرب كبريا ‪ ،‬اهلل أكرب وأجل ‪ ،‬اهلل أكرب وهلل احلمد "‪،‬‬
‫رويت عن ابن عباس رضي اهلل عنهما‪.‬‬
‫روى هذه الصيغة الدارقطين يف سننه [(‪ )1721( )25/2‬وابن أيب شيبة ‪490/1‬‬
‫وصححه األلباين يف اإلرواء عليهم مجيعا رمحة اهلل [(‪.])126/3‬‬

‫‪" -3‬اهلل أكرب كبرياً‪ ،‬واحلمد هلل كثرياً‪ ،‬وسبحان اهلل بكرة وأصيال "‬
‫رواه البيهقي عن الشافعي يف معرفة السنن (‪ ،)109/5‬واختارها النووي يف األذكار‬
‫عليهم مجيعا رمحة اهلل‪[ .‬األذكار (ص‪.])202‬‬

‫‪16‬‬
‫‪‬‬
‫‪" -4‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪ ،‬وهلل احلمد "‬
‫روي عن ابن مسعود ‪¢‬‬
‫[رواه ابن ايب شيبة يف مصنفه (‪.])165/2‬‬

‫‪" -5‬ال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬وهلل احلمد"‬
‫قال الشوكاين ¬‪:‬‬
‫"جاء عن عمر وابن مسعود " رضي اهلل عنهما وأرضامها‪.‬‬
‫[نيل األوطار (‪. ] )330/3‬‬
‫‪" -6‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب ‪ ،‬اهلل أكرب "‬
‫وبه قال ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ ،‬ومالك والشافعي رمحهما اهلل‬
‫[املغين (‪.]290/3‬‬

‫‪" -7‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب كبرياً "‬


‫رواه البيهقي عن سلمان ‪[ ¢‬السنن الكربى (‪ ،])316/3‬واختاره ابن حجر [فتح‬
‫الباري (‪ ،])462/2‬والشوكاين [نيل األوطار (‪])330/3‬‬
‫عليهما رمحة اهلل‪.‬‬

‫‪" -8‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬اهلل أكرب‪ ،‬وهلل احلمد‪ ،‬اهلل أكرب وأجل‪ ،‬اهلل أكرب على ما‬
‫هدانا "‬
‫رواه البيهقي عن ابن عباس رضي اهلل عنهما [السنن الكربى (‪ ،])315/3‬وقال‬
‫األلباين ¬‪ :‬سنده صحيح [اإلرواء (‪.])125/3‬‬

‫اهلل أكرب ما أجل شعارنا*إنا نراه حمببا مألوفا‪.‬‬


‫‪17‬‬

You might also like