You are on page 1of 4

‫رأي الشيخ عطية صقر رئيس جلنة الفتوى األسبق باألزهر‪ .

‬يف هذه املسألة ‪:‬‬

‫يقول ‪ :‬الكالم هنا يف ثالث نقط‪‬‬

‫‪‬النقطة األوىل ‪ :‬هل ليلة النصف من شعبان هلا فضل؟‬

‫‪‬واجلواب ‪ :‬قد ورد يف فضلها أحاديث صحح بعض العلماء بعضاً منها وضعفها آخرون‬
‫وإن أجازوا األخذ هبا يف فضائل األعمال‪ .‬ومنها حديث رواه أمحد والطرباين ‪" :‬إن اهلل عز‬
‫وجل ينزل إىل السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر ألكثر من شعر غنم بين كلب‪،‬‬
‫وهي قبيلة فيها غنم كثري وقال الرتمذي‪ : d‬إن البخاري ضعفه‪‬‬

‫ومنها حديث عائشة – رضي اهلل عنها – ويف قول رسول اهلل – صلى اهلل عليه وسلم‬
‫"أتدرين أي ليلة هذه"؟ قلت ‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال "هذه ليلة النصف من شعبان‪ ،‬إن اهلل‬
‫عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان‪ ،‬فيغفر للمستغفرين‪ ،‬ويرحم املسرتمحني‪،‬‬
‫ويؤخر أهل احلقد كما هم" رواه البيهقي من طريق العالء بن احلارث عنها‪ ،‬وقال ‪ :‬هذا‬
‫مرسل جيد‪ .‬يعين أن العالء مل يسمع من عائشة‪‬‬

‫وروى ابن ماجه يف سننه بإسناد ضعيف عن علي – رضي اهلل عنه – مرفوعاً – أي إىل‬
‫النيب – صلى اهلل عليه وسلم – "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا‪ d‬ليلها وصوموا‪d‬‬
‫هنارها‪ ،‬فإن اهلل تعاىل ينزل فيها لغروب الشمس إىل السماء الدنيا فيقول ‪ :‬أال مستغفر‬
‫فأغفر له‪ ،‬أال مسرتزق فأرزقه‪ ،‬أال مبتلى فأعافيه‪ ،‬أال كذا أال كذا حىت يطلع الفجر‬
‫هبذه األحاديث وغريها ميكن أن يقال ‪ :‬إن لليلة النصف من شعبان فضالً‪ ،‬وليس هناك نص‬
‫مينع ذلك‪ ،‬فشهر شعبان له فضله روى النسائي عن أسامة بن زيد – رضي اهلل عنهما – أنه‬
‫سأل النيب – صلى اهلل عليه وسلم – بقوله ‪ :‬مل أرك تصوم من شهر من الشهور‪ ،‬ما تصوم‬
‫من شعبان قال ‪" :‬ذاك شهر يغفل الناس عنه بني رجب ورمضان‪ ،‬وهو شهر ترفع فيه‬
‫األعمال إىل رب العاملني‪ ،‬وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم‬

‫النقطة الثانية ‪ :‬هل كان النيب صلى اهلل عليه وسلم – حيتفل بلية النصف من شعبان؟ ثبت‬
‫أن الرسول – عليه الصالة والسالم – احتفل بشهر شعبان‪ ،‬وكان احتفاله بالصوم‪ ،‬أما قيام‬
‫الليل فالرسول – عليه الصالة والسالم – كان كثري القيام‪ d‬بالليل يف كل الشهر‪ ،‬وقيامه ليلة‬
‫النصف كقيامه يف أية ليلة‬

‫ويؤيد ذلك ما ورد يف األحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة فيؤخذ هبا يف فضائل األعمال‪،‬‬
‫فقد أمر بقيامها‪ ،‬وقام هو بالفعل على النحو الذي‪ d‬ذكرته عائشة‬

‫وكان هذا االحتفال شخصياً‪ ،‬يعين مل يكن يف مجاعة‪ ،‬والصورة اليت حيتفل هبا الناس اليوم مل‬
‫تكن يف أيامه وال يف أيام الصحابة‪ ،‬ولكن حدثت يف عهد التابعني‪ .‬يذكر القسطالين يف‬
‫كتابه "املواهب اللدنية" ‪ 2/259‬أن التابعني من أهل الشام كخالد‪ d‬بن معدان ومكحول‬
‫كانوا جيتهدون ليلة النصف من شعبان يف العبادة‪ ،‬وعنهم أخذ الناس تعظيمها‪،‬‬

‫وال يعرف لإلمام أمحد كالم يف ليلة النصف من شعبان‪،‬‬


‫هذا وخالصة كالم القسطالين يف املواهب ‪ :‬أن إحياء ليلة النصف مجاعة قال به بعض‬
‫العلماء ومل يقل به البعض اآلخر‪ ،‬وما دام خالفياً فيصح األخذ بأحد الرأيني دون تعصب‬
‫ضد الرأي اآلخر‬

‫واإلحياء شخصياً أو مجاعياً يكون بالصالة والدعاء وذكر اهلل سبحانه‪ ،‬وقد رأى بعض‬
‫املعاصرين ‪ :‬أن يكون االحتفال يف هذه الليلة ليس على النسق وليس هلذا الغرض وهو‬
‫التقرب إىل اهلل بالعبادة‪ ،‬وإمنا يكون لتخليد ذكرى من الذكريات اإلسالمية‪ ،‬وهي حتويل‬
‫القبلة من املسجد األقصى‪ d‬إىل مكة‪ ،‬مع عدم اجلزم بأنه كان يف هذه الليلة فهناك أقوال بأنه‬
‫يف غريها واالحتفال بالذكريات له حكمه‬

‫والذي‪ d‬أراه ‪ :‬عدم املنع ما دام األسلوب مشروعاً‪ ،‬واهلدف خالصاً هلل سبحانه‬

‫النقطة الثالثة ‪ :‬هل هناك أسلوب معني إلحيائها وهل الصالة بنية طول العمر‪ d‬أو سعة الرزق‬
‫مشروعة‪ ،‬وهل الدعاء له صيغة خاصة؟‬

‫إن الصالة بنية التقرب إىل اهلل ال مانع منها فهي خري موضوع‪ ،‬ويسن التنقل بني املغرب‬
‫والعشاء عند بعض الفقهاء‪ ،‬كما يسن بعد العشاء ومنه قيام الليل‪ ،‬أما أن يكون التنفل بنية‬
‫طول العمر‪ d‬أو غري ذلك فليس عليه دليل مقبول يدعو إليه أو يستحسنه‪ ،‬فليكن نفالً مطلقاً‬

‫قال النووي يف كتابه اجملموع ‪ :‬الصالة املعروفة بصالة الرغائب وهي ثنتا عشرة ركعة بني‬
‫املغرب والعشاء‪ d‬ليلة أول مجعة من رجب‪ ،‬وصالة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة‪ ،‬هاتان‬
‫الصالتان بدعتان منكرتان‪‬‬
‫وقد صنف الشيخ اإلمام أبو حممد عبدالرمحن بن إمساعيل املقدسي كتاباً نفيساً يف إبطاهلما‬
‫فأحسن فيه وأجاد "جملة األزهر ‪2/515‬‬

You might also like