You are on page 1of 28

‫سلسلة السٌرة النبوٌة السٌرة وبناء األمة‬

‫السٌرة النبوٌة تعد وسٌلة عملٌة وترجمة واقعٌة لفهم القرآن؛ إذ إن‬
‫السٌرة النبوٌة هً تجسٌد عملً لألحكام التً تضمنتها اآلٌات‬
‫الكرٌمات واألحادٌث الشرٌفة‪ .‬ومن ثم تعتبر السٌرة النبوٌة التطبٌق‬
‫العملً الذي ٌسر على الناس فهم مبادئ اإلسالم وااللتزام بقواعده‪.‬‬
‫باختصار شدٌد‪ ،‬فإن سٌرة الرسول صلى هللا علٌه وسلم منهج حٌاة‬
‫لمن امتثلها واتخذها قدوة؛ إذ فً سٌرة النبً صلى هللا علٌه وسلم‬
‫الكثٌر من الدروس والمواقف والعبر‬

‫تحدث فٌها الدكتور راغب عن المرحلة المكٌة فى سٌرة النبً صلى‬


‫هللا علٌه وسلم من قبل بعثة النبً صلى هللا علٌه وسلم بطرٌقة مثٌرة‬
‫لالنتباه وممٌزة للغاٌة فً سرد األحداث والتعلٌق علٌها وربط الماضً‬
‫بالحاضر ‪ -‬حقا إنها سلسلة هامة لكل مسلم ومسلمة للتعرف على‬
‫‪.‬سٌرة نبٌهم‪..‬‬
‫محمد رسول هللا‬
‫أعظم مخلوق وطا الثرى هو محمد صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وقد جعل‬
‫هللا عز وجل فً حٌاته من العبر والعظات ما ٌجعل كل ناظر فٌها‬
‫ٌتعجب منها‪ ،‬وٌؤخذ من حٌاته علٌه الصالة والسالم نبراسا ً ٌستضًء‬
‫به‪ ،‬فهو شخصٌة عظٌمة جداً‪ ،‬كٌف ال وهو خاتم األنبٌاء والمرسلٌن‬
‫علٌه الصالة والسالم‪ ،‬وكل حركة من حركاته مإٌدة بالوحً‬

‫عظم مكانة النبً صلى هللا علٌه وسلم وكبٌر مقامه بٌن الخلق‬

‫إن الحمد هلل؛ نحمده ونستعٌنه ونستغفره ونستهدٌه‪ ،‬ونعوذ باهلل من‬
‫شرور أنفسنا ومن سٌبات أعمالنا‪ ،‬إنه من ٌهده هللا فال مضل له‪ ،‬ومن‬
‫ٌضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شرٌك له‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محمداً عبده ورسوله‪.‬أما بعد‪ :‬فها نحن الٌوم مع موضوع من أهم‬
‫الموضوعات فً حٌاة المسلمٌن‪ ،‬بل فً حٌاة األرض بؤكملها‪ ،‬نحن‬
‫مع سٌرة رجل هو أعظم رجل خلقه هللا عز وجل منذ خلق آدم وإلى‬
‫ٌوم القٌامة‪.‬‬
‫الناس عادة ٌتفوقون فً مجال وٌتؤخرون فً آخر‪ ،‬لكن هذا الرجل‬
‫تفوق فً كل مجال‪ ،‬تفوق فً عبادته‪ ،‬فً معامالته‪ ،‬فً شجاعته‪ ،‬فً‬
‫كرمه‪ ،‬فً حلمه‪ ،‬فً زهده‪ ،‬فً حكمته‪ ،‬فً ذكابه‪ ،‬فً تواضعه‪ ،‬فً‬
‫كل شًء‪ ،‬إن هذا الرجل بحق قد سبق غٌره!فمع سٌرة اإلنسان الذي‬
‫خاطبه هللا عز وجل وقال له‪َ :‬وإِ َّن َك لَ َعلى ُخلُ ٍق َعظِ ٌٍم [القلم‪.]4:‬‬
‫ُك إِ َّن ُه ْم لَفًِ‬
‫بل قد أقسم هللا جل وعال بحٌاة هذا الرجل فقال‪ :‬لَ َع ْمر َ‬
‫َس ْك َرت ِِه ْم ٌَعْ َمه َ‬
‫ُون [الحجر‪.]27:‬‬
‫مع سٌرة الرجل الذي لن ٌحاسب هللا عز وجل الخالبق ٌوم القٌامة إال‬
‫عندما ٌشفع لهم‪ ،‬وكل نبً فً الموقف لن ٌشفع حتى ألتباعه المإمنٌن‬
‫به إال بعد أن ٌشفع هذا الرجل‪.‬‬
‫مع سٌرة الرجل الذي لن ندخل الجنة إال خلفه‪ ،‬ولن نروى ٌوم القٌامة‬
‫إال من حوضه وكوثره‪ ،‬وهذا متوقف على معرفتنا بسٌرته ونهجه‪،‬‬
‫واتباعنا له فٌهما‪ ،‬فإن صنعنا ذلك كانت لنا النجاة فً الدنٌا واآلخرة‪،‬‬
‫وإن جهلنا طرٌقته أو خالفناها قٌل لنا‪ :‬سحقا ً سحقاً‪.‬‬
‫نحن أمام سٌرة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬الماحً الذي محا هللا‬
‫عز وجل به الكفر‪ ،‬وأول من ٌبعث من الخالبق ٌوم القٌامة‪ ،‬وحامل‬
‫لواء الحمد ٌوم القٌامة‪ ،‬وصاحب المقام المحمود والحوض المورود‬
‫صلى هللا علٌه وسلم‪.‬‬
‫أمام سٌرة الرجل الذي فتحت له أبواب السماء لٌخترقها بجسده إلى ما‬
‫بعدها‪ ،‬لما صعد رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم مع جبرٌل فً رحلة‬
‫المعراج إلى السماء وطرق الباب أجاب ال َملك فقال‪( :‬من؟ قال‪:‬‬
‫قال‪ :‬أو قال‪:‬أو أذن له قال ‪. :‬جبرٌل‪ .‬قال‪ :‬ومن معك؟ قال‪ :‬محمد‬
‫نعم‪ ).‬ففتح باب السماء‪ ،‬ودخل رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم إلى‬
‫مكان لم ٌدخله بشر قبل ذلك وهو حً‪.‬نعم‪ ،‬هذا هو الرجل الذي وصل‬
‫إلى مكان لم ٌصل إلٌه بشر‪ ،‬ولم ٌتجاوزه حتى جبرٌل الملك العظٌم‪،‬‬
‫وٌصل إلٌه رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪.‬إنه الرجل الذي شاهد‬
‫الجنة والنار بعٌنه ال بعقله‪.‬‬
‫ونحن هنا ال نقارن عظمة هذا الرجل صلى هللا علٌه وسلم بعظمة بوذا‬
‫وكونفوشٌوس وهتلر ولٌنٌن وستالٌن كما فعل صاحب كتاب الخالدون‬
‫المابة‪ ،‬وإن كان قد جعل أعظمهم محمداً‪ ،‬والعجٌب أنك تجد الناس‬
‫فرحٌن بذلك الكتاب‪.‬‬
‫إن مقام هذا الرجل ال ٌسمح إال بؤن نضعه فً مصافِّ األنبٌاء علٌهم‬
‫الصالة والسالم؛ فً رتبة أعلى من نوح وإبراهٌم وموسى وعٌسى‬
‫وكل أنبٌاء هللا عز وجل علٌهم الصالة والسالم أجمعٌن‪ ،‬فً مقام‬
‫ضخم جداً نقارنه بالمالبكة أجمعٌن‪،‬‬
‫بملك األرزاق‪ ،‬بملك البحار‪ ،‬بملك الجبال‪ ،‬بحملة العرش‪ ،‬بل‬
‫وبجبرٌل علٌه السالم‪ ،‬جبرٌل لما وصل إلى سدرة المنتهى لم ٌستطع‬
‫أن ٌتقدم‪ ،‬وقال لرسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪( :‬لو تقدمت خطوة‬
‫الحترقت)‪،‬‬
‫ولكن الرسول صلى هللا علٌه وسلم مكنه هللا عز وجل أن ٌتقدم‪ ،‬فتقدم‬
‫للقاء هللا عز وجل‪.‬إن عظم مقام هذا الرجل جعل له ذكراً خالداً‪ ،‬وعلى‬
‫قدر هذه العظمة ٌجب أن ٌكون اهتمامنا بسٌرته وحٌاته‪ ،‬وبكل دقٌقة‬
‫مرت من حٌاته الشرٌفة صلى هللا علٌه وسلم‬
‫‪.‬‬
‫حال أمة اإلسالم فً الوقت الحاضر‬

‫إخوانً فً هللا! إن دراسة السٌرة النبوٌة مهمة فً كل زمان‪ ،‬وهً‬


‫وال شك فً زماننا أهم‪ ،‬فحال األمة وما أصٌبت به من تصدع وتفكك‬
‫وانهٌار فً أجزاء‪ ،‬وانحالل فً أجزاء أخرى‪ ،‬ما هو إال أزمة خطٌرة‬
‫تمر بها أمة اإلسالم‪ ،‬ونجد تباٌنا ً كبٌراً بٌن ما وصف هللا عز وجل به‬
‫هذه األمة فً كتابه الكرٌم وبٌن حال األمة الواقع الذي نراه بؤعٌننا‪،‬‬
‫ت لِل َّن ِ‬
‫اس‬ ‫فاهلل عز وجل ٌقول فً كتابه مثالً‪ُ :‬ك ْن ُت ْم َخٌ َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫اهلل [آل‬‫ون ِب َّ ِ‬ ‫َتؤْ ُمر َ‬
‫ُون ِب ْال َمعْ رُوفِ َو َت ْن َه ْو َن َع ِن ْالمُن َك ِر َو ُت ْإ ِم ُن َ‬
‫ش َهدَ ا َء َعلَى‬‫عمران‪.]111:‬وٌقول‪َ :‬و َك َذل َِك َج َع ْل َنا ُك ْم أُم ًَّة َو َس ًطا لِ َت ُكو ُنوا ُ‬
‫ون الرَّ سُو ُل َعلَ ٌْ ُك ْم َش ِهٌ ًدا‬ ‫اس َو ٌَ ُك َ‬ ‫البقرة‪.]141:‬ثم تؤتً بعد ذلك [ال َّن ِ‬
‫لتنظر إلى واقع المسلمٌن وحالهم‪ ،‬فتجد التؤخر فً كل المجاالت التً‬
‫ٌجب أن تنافس أمتنا غٌرها فٌه‪،‬‬
‫فمثالً على الصعٌد العسكري انظر إلى أي دولة إسالمٌة‪ ،‬وضع فً‬
‫الحسبان أن على مساحة األمة اإلسالمٌة أكثر من ستٌن دولة‪ ،‬تجد أن‬
‫معظم الدول اإلسالمٌة تسلٌحها أقل من تسلٌح الدول المحاربة‬
‫لها‪.‬وألول مرة فً التارٌخ نسمع عن دولة تإمر بتدمٌر أسلحتها‬
‫بنفسها وإال عوقبت‪ ،‬والدول المحٌطة من دول العرب والمسلمٌن‬
‫اعتقدت أن هذا هو الطرٌق األمثل للنجاة‪،‬‬
‫ثم تتتابع إلٌها الخطابات الحادة‪ ،‬والكلمات الالذعة‪ :‬ما زال هناك‬
‫سالح لم ٌدمر‪ ،‬ما زال هناك سالح مداه طوٌل‪ ،‬ما زال هناك سالح‬
‫عند عدوك مثله‪ ..‬وٌصبح األصل أن تدمر الدولة أسلحتها بنفسها‪،‬‬
‫وإال عوقبت‪.‬ألول مرة فً التارٌخ نسمع عن دول توقع على نفسها‬
‫أنها ال تنتج سالحا ً ٌمتلكه عدوها‪ ،‬بل ونفتخر بهذا األمر‪ ،‬وٌعلن‬
‫بصٌغة الفخر‪ ،‬وأننا نشارك فً هذه المعاهدات‪ ،‬مع أن معظم دول‬
‫األرض عندها نفس السالح‪ ،‬وتصبح منتهى أحالم المسلمٌن أن ٌنزع‬
‫السالح من إسرابٌل فقط‪ ،‬مع أنهم ٌعلمون أن فرنسا وإنجلترا وأمرٌكا‬
‫وروسٌا وحتى كورٌا تمتلك نفس السالح‪ ،‬لكن ال ٌنزع السالح من‬
‫هإالء‪.‬وما هذا فً الحقٌقة إال تؤخر عسكري رهٌب لم ٌسبق فً‬
‫تارٌخ المسلمٌن‪.‬‬
‫أما الجانب االقتصادي فإن التؤخر فٌه غٌر مفهوم مع إمكانٌات األمة‬
‫الضخمة‪ ،‬فؤمة اإلسالم مشتهرة بالبترول والمعادن والكمٌات الهابلة‬
‫من منتجات المواد الخام‪ ،‬ومن سٌطرتها على ممرات بحرٌة‪ ،‬وال أحد‬
‫ٌعرف ما سبب هذا التخلف الضخم مع كل هذه األمور؟!‬

‫كذلك ٌوجد تؤخر علمً‪ ،‬بل فجوة هابلة بٌننا وبٌن غٌرنا تقدر بمبات‬
‫السنٌن‪ ،‬ال أقول بعشرات السنٌن أو بآحاد السنٌن‪.‬‬
‫تؤخر حتى فً الوحدة‪ ،‬فال تجد دولتٌن مسلمتٌن إال وبٌنهما صراع‬
‫ونزاع على الحدود‪.‬وهذا أمر ٌشق كثٌراً على النفس‪.‬‬
‫حتى فً المجال األخالقً‪ ،‬نحن دابما ً نقول‪ :‬إن الحضارة لٌست هً‬
‫األشٌاء المادٌة فقط‪ ،‬لٌست السالح أو المعمار أو األموال‪ ،‬بل‬
‫الحضارة أشٌاء كثٌرة مجتمعة مع بعضها‪ ،‬ومن أهمها األخالق‪ ،‬ثم‬
‫انظر إلى األمور األخالقٌة فً العالم اإلسالمً‪ ،‬ال تسؤل عن كٌفٌة‬
‫التعامل بٌن الجٌران فً البالد اإلسالمٌة‪ ،‬أو كٌف ٌعامل الموظفون‬
‫الجمهور‪ ،‬أو ما هً أخبار الرشوة والفساد‪ ،‬وأخبار اإلعالم وشاشات‬
‫األفالم‪ ،‬واإلباحٌة المفرطة فً األغانً واإلعالنات والشوارع وفً‬
‫كل مكان‪ ،‬حتى فً أماكن العلم كالجامعات والمدارس نرى أموراً كنا‬
‫نتخٌل أنها ال توجد إال فً ملهى لٌلً‪ ،‬ثم وجدناها فً الجامعة‪ ،‬فً‬
‫مكان العلم‪ ،‬فً المكان الذي ٌفترض أن تركز الناس فٌه أكثر تركٌز‬
‫على رفعة هذه األمة‬
‫عوامل بناء األمة وتحقٌق النصر‬
‫من المإكد أن القرآن حق ال باطل فٌه‪ ،‬وصدق ال كذب فٌه‪ ،‬فالقرآن‬
‫ٌقول‪ُ :‬ك ْن ُت ْم َخٌ َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫ت لِل َّن ِ‬
‫اس‬
‫[آل عمران‪111:‬‬
‫ٌقول‪َ :‬و َك َذل َِك َج َع ْل َنا ُك ْم أُم ًَّة َو َس ًطا [البقرة‪.]141:‬فإذا كان القرآن صادقا ً‬
‫وحقاً‪ ،‬فالخلل والعٌب فٌنا نحن عندما لم نطبق تعالٌمه‪ ،‬ولم نطبق سنة‬
‫نبٌنا صلى هللا علٌه وسلم جٌداً‪ ،‬لذلك حصل فٌنا ما حصل‪.‬وأنا مع هذا‬
‫كله ال أدعوكم إلى اإلحباط‪ ،‬ولكن أدعوكم إلى إعادة بناء األمة‬
‫اإلسالمٌة‪ ،‬وترمٌم الصدع الكبٌر الذي حدث‪ ،‬فٌها‪ ،‬وأقول لكم‪ :‬هناك‬
‫أمل كبٌر فً إعادة البناء‪ ،‬بل هناك ٌقٌن فً إعادة البناء‪ ،‬وأقسم وهللا‬
‫لسوف تقوم األمة من جدٌد وتنهض؛ ألن هذا ما وعد هللا عز وجل‬
‫ص ُر‬‫به‪ ،‬وهللا ال ٌخلف المٌعاد‪ ،‬إن هللا عز وجل ٌقول فً كتابه‪ :‬إِ َّنا لَ َنن ُ‬
‫ٌِن آ َم ُنوا فًِ ْال َح ٌَا ِة ال ُّد ْن ٌَا َو ٌَ ْو َم ٌَقُو ُم األَ ْش َها ُد‬
‫غافر‪ُ [ ،]11:‬ر ُسلَ َنا َوالَّذ َ‬
‫لٌس فقط ٌوم القٌامة‪ ،‬بل فً الحٌاة الدنٌا أٌضاً‪ٌ.‬قول الرسول صلى هللا‬
‫علٌه وسلم فً الحدٌث الشرٌف‪:‬‬
‫(إن هللا زوى لً األرض مشارقها ومغاربها‪ ،‬وإن ملك أمتً سٌبلغ‬
‫ما زوي لً منها) فسٌبلغ ملك أمة المسلمٌن حتما ً مشارق األرض‬
‫ومغاربها‪ ،‬فهذا وعد ملك الملوك على لسان الصادق المصدوق صلى‬
‫هللا علٌه وسلم‪.‬لكن فً مسؤلة الٌقٌن ال بد من الحدٌث عن نقطتٌن‬
‫‪.‬علٌهما محور هذه المسؤلة موضوع الٌقٌن‬
‫الٌقٌن الجازم بوعد هللا بالنصر‬
‫النقطة األولى‪ :‬أننا نرٌد ٌقٌنا ً مثل ٌقٌن الصحابة رضً هللا عنهم‬
‫أجمعٌن خاصة فً غزوة األحزاب‪ ،‬واألحزاب متجمعة حول المدٌنة‬
‫المنورة فً عشرة آالف رجل‪ ،‬وهذا رقم ضخم جداً فً زمان‬
‫الجزٌرة العربٌة وقت رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ .‬ضابقة شدٌدة‬
‫جداً‪ ،‬والرسول صلى هللا علٌه وسلم فً وسط هذه الضابقة ٌضرب‬
‫الحجر الضخم الذي استعصى على الصحابة وٌقول‪( :‬هللا أكبرأعطٌت‬
‫مفاتٌح الشام‪ ،‬وهللا! إنً ألرى قصورها الحمراء الساعة‪ ،‬ثم ضرب‬
‫الثانٌة وقال‪ :‬هللا أكبر! أعطٌت مفاتٌح فارس‪ ،‬وهللا! إنً ألرى قصر‬
‫المدابن األبٌض‪ ،‬ثم ضرب الثالثة وقال‪ :‬هللا أكبر! أعطٌت مفاتٌح‬
‫الٌمن‪ ،‬وهللا! إنً ألرى أبواب صنعاء من مكانً)‪.‬تخٌل حال الصحابة‬
‫وهم ٌسمعون بشرى رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم بفتح فارس‬
‫والشام والٌمن وهم فً هذه الضابقة ماذا كان حالهم؟!أما المإمنون فقد‬
‫َولَمَّا َرأَى ‪:‬قالوا كما حكى هللا عز وجل عنهم فً كتابه الكرٌم‬
‫صدَ َق َّ‬
‫هللاُ‬ ‫هللاُ َو َرسُول ُ ُه َو َ‬ ‫ون األَحْ َز َ‬
‫اب َقالُوا َه َذا َما َو َعدَ َنا َّ‬ ‫ْالم ُْإ ِم ُن َ‬
‫َو َرسُولُ ُه َو َما َزادَ ُه ْم إِ َّال إٌِ َما ًنا َو َتسْ لٌِمًا [األحزاب‪.]77:‬سبحان هللا‬
‫الصحابة فً هذه الضابقة علموا أن نصر هللا عز وجل قرٌب؛ ألن‬
‫نصر هللا عز وجل ٌؤتً بعد اشتداد األزمات‪ ،‬لكن المنافقون لما‬
‫شاهدوا الفجوة الواسعة بٌن إمكانٌات المسلمٌن فً المدٌنة المنورة‪،‬‬
‫وبٌن إمكانٌات األحزاب‪ ،‬قالوا كما حكى هللا عز وجل عنهم فً كتابه‬
‫وب ِه ْم َم َرضٌ َما َو َعدَ َنا َّ‬
‫هللاُ ‪:‬الكرٌم‬ ‫ٌِن فًِ قُلُ ِ‬ ‫َوإِ ْذ ٌَقُو ُل ْال ُم َنا ِفقُ َ‬
‫ون َوالَّذ َ‬
‫َو َرسُولُ ُه إِ َّال ُغرُورً ا [األحزاب‪ ،]17:‬هكذا قال المنافقون لما اعتمدوا‬
‫فً تقٌٌمهم على رإٌة الفجوة الواسعة الضخمة بٌن حال المإمنٌن فً‬
‫هذه اللحظة وبٌن حال الكافرٌن‪ ،‬لم ٌق ّدروا قدر هللا عز وجل‪ ،‬لم‬
‫ٌق ّدروا عظمة هللا عز وجل‪ ،‬لم ٌق ّدروا قوة هللا عز وجل‪ ،‬ولما كان‬
‫المنافقون ال ٌإمنون كان هذا هو التقٌٌم الالبق بهم‪ ،‬أما المإمنون‬
‫الصادقون الذٌن ٌعلمون قدرة هللا عز وجل وعظمته فقد علموا أن‬
‫النصر قرٌب؛ ألن األزمة اشتدت‪.‬وها هً األزمة قد اشتدت على‬
‫األمة اإلسالمٌة واستحكمت حلقاتها‪ ،‬وسٌؤتً النصر إن شاء هللا رب‬
‫العالمٌن‬
‫‪.‬النقطة الثانٌة‬
‫الدور المنوط بكل فرد وجماعة فً بناء األمة وفق المنهج الشرعً‬
‫نحن دابما ً ننتظر أناسا ً !ما هو دورك فً بناء هذه األمة اإلسالمٌة؟‬
‫من الخارج تؤتً لتعٌد بناء األمة اإلسالمٌة من جدٌد‪ ،‬لكن أٌن الدور‬
‫الذي كلفك هللا عز وجل به إلعادة إعمار األمة اإلسالمٌة‪ ،‬أو إلعادة‬
‫ترمٌم األمة اإلسالمٌة لكً تعود إلى الصدارة وكما وصفها هللا‬
‫از َرةٌ‬
‫َوال َت ِز ُر َو ِ‬ ‫اس‬ ‫عز وجل بقوله‪ُ :‬ك ْن ُت ْم َخٌ َْر أ ُ َّم ٍة أ ُ ْخ ِر َج ْ‬
‫ت لِل َّن ِ‬
‫ِو ْز َر أ ُ ْخ َرى [األنعام‪]164:‬‬
‫ت َرهٌِ َن ٌة إن قصر كل الناس فً أعمالهم فلن ٌحاسبك‬ ‫ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫س ِب َما َك َس َب ْ‬
‫هللا عز وجل إال على تقصٌرك أنت فقط‪ ،‬وهذا من عدل هللا عز وجل‪.‬‬
‫فالسإال هنا ما عالقة بناء األمة بالسٌرة النبوٌة؟؟؟‬
‫نقول إن كل واحد منا ٌرٌد أن ٌعٌد بناء األمة على طرٌقته‪ ،‬وعلى‬
‫منهجه‪ ،‬فهناك من ٌقول‪ :‬إن كنا نرٌد أن نعٌد بناء األمة اإلسالمٌة ال‬
‫بد وأن نؤخذ المنهج االشتراكً‪ ،‬ورغم ما استفاض من أنه منهج خطؤ‪،‬‬
‫إال أن بعض الدول ما زالت مستمرة فً النفاح عنه‪ ،‬مع أن الدول‬
‫التً اخترعته قد تخلت عنه‪.‬ثم جماعة أخرى تقول‪ :‬نؤخذ المنهج‬
‫الرأسمالً‪.‬وأخرى تقول‪ :‬نجرب القانون الفرنسً‪ ،‬وأخرى‬
‫اإلنجلٌزي‪ ،‬وأخرى اإلٌطالً‪ ...‬وهكذا نلملم من الشرق ومن الغرب‪،‬‬
‫ونختلف ونتصارع ونتشاحن؛ ألننا مختلفون على المناهج‪ ،‬فعندما‬
‫ٌؤتً وقت االختالف من نحكم؟‬
‫اسمع لنصٌحة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً مثل هذا الموقف‪،‬‬
‫ٌقول صلى هللا علٌه وسلم فً الحدٌث الذي رواه أبو داود والترمذي‬
‫وصححه عن العرباض بن سارٌة رضً هللا عنه وأرضاه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫(وعظنا رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم موعظة بلٌغة‪ ،‬وجلت منها‬
‫القلوب‪ ،‬وذرفت منها العٌون‪ ،‬فقلناٌا رسول هللا! كؤنها موعظة مودع‪،‬‬
‫فؤوصنا‪ ،‬قال‪ :‬أوصٌكم بتقوى هللا‪ ،‬والسمع والطاعة وإن تؤمر علٌكم‬
‫عبد‪ ،‬وإنه من ٌعش منكم فسٌرى اختالفا ً كثٌراً وهذه هً المشكلة‬
‫التً نحن واقعون فٌها اآلن‪ٌ ،‬ا ترى بمنهج من نؤخذ؟ نؤخذ بمنهج‬
‫الشرق أو الغرب!!‬
‫ثم قال‪( :‬فعلٌكم بسنتً وسنة الخلفاء الراشدٌن المهدٌٌن‪ ،‬عضوا علٌها‬
‫بالنواجذ‪ ،‬وإٌاكم ومحدثات األمور؛ فإن كل بدعة ضاللة)‪.‬من هنا‬
‫كانت دراسة حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬ودراسة حٌاة‬
‫الخلفاء الراشدٌن المهدٌٌن أمراً حتمٌا ً لمن أراد أن ٌهتدي إلى الطرٌق‬
‫الصحٌح لبناء األمة اإلسالمٌة‪ ،‬ولن ٌنفع أن نبنٌها على غٌر منهج‬
‫‪.‬رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬
‫سبب االقتصار على ذكر بعض جوانب العهد المكً فً حٌاة النبً‬
‫صلى هللا علٌه وسلم‬
‫فً هذه المجموعة من الدروس نتحدث عن جانب من حٌاة رسول هللا‬
‫صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وهو العهد المكً من السٌرة النبوٌة‪ ،‬ولٌس‬
‫الغرض من وراء هذا المجموعة استقصاء كل واقعة حدثت فً حٌاة‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً مكة‪ ،‬فهذا أمر ٌطول شرحه‪،‬‬
‫وٌعجز البٌان عن وصفه ألمورعدة‬
‫األمر األول‪:‬‬
‫منها كثرة الوقابع والتفاصٌل المسجلة فً حٌاته علٌه الصالة‬
‫والسالم‬
‫أن الفترة المكٌة قد سجلت كل وقابعها بدقة‪ ،‬وبالذات منذ مبعث رسول‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم إلى أن مات‪ ،‬كل لحظة فً حٌاة رسول هللا‬
‫صلى هللا علٌه وسلم منذ أن بعث وإلى أن مات سجلت‪ ،‬ولم تسجل‬
‫حٌاة إنسان على وجه األرض بهذه الدقة‪ ،‬حتى دخل التسجٌل إلى أدق‬
‫ح َك ِم زواجه‬ ‫تفاصٌل حٌاة الرسول صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬ولعل من ِ‬
‫صلى هللا علٌه وسلم من عدد كبٌر من النساء‪ :‬أن ٌنقلن الحكمة التً‬
‫تعلمنها من حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم الشخصٌة الداخلٌة‬
‫التً ال ٌراها غٌرهن‪ ،‬وما هذا التسجٌل الضخم الدقٌق إال ألنه صلى‬
‫هللا علٌه وسلم قدوة كاملة‪ ،‬ولٌس بعده نبً إلى ٌوم القٌامة‪ ،‬لَ َق ْد َك َ‬
‫ان‬
‫هللا َو ْال ٌَ ْو َم اآلخ َِر َو َذ َك َر‬ ‫هللا أُسْ َوةٌ َح َس َن ٌة لِ َمنْ َك َ‬
‫ان ٌَرْ جُو َّ َ‬ ‫ُول َّ ِ‬
‫لَ ُك ْم فًِ َرس ِ‬
‫هللا َك ِثٌرً ا [األحزاب‪.]71:‬‬ ‫َّ َ‬
‫إذاً‪ :‬نحن مطالبون باتباع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً كل‬
‫خطوة من خطوات حٌاتنا‪ ،‬فً رضاه وغضبه صلى هللا علٌه وسلم‪،‬‬
‫فً حزنه وسروره‪ ،‬وفً حله وترحاله‪ ،‬إذا رضً فهذا هو الموضع‬
‫الذي ٌجب أن نرضى فٌه‪ ،‬وإذا غضب فهذا هو الموضع الذي ٌجب‬
‫أن نغضب فٌه‬
‫‪.‬األمر الثانً‬
‫التنوع فً حٌاته علٌه الصالة والسالم‬
‫الذي جعل إحصاء كل أمر فً حٌاة الرسول صلى هللا علٌه وسلم أمر‬
‫صعب‪ :‬التنوع العجٌب فً حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬فتارة‬
‫ٌكون مطارداً معرضا ً لألذى واالضطهاد كما فً حادث الهجرة‪،‬‬
‫ٌخرج الرسول صلى هللا علٌه وسلم هو وأبو بكر الصدٌق رضً هللا‬
‫عنه وأرضاه فارٌن من أهل مكة‪ ,‬ورسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً‬
‫ذلك مطلوب الرأس‪ ،‬وكذلك أبو بكر الصدٌق رضً هللا عنه وأرضاه‪،‬‬
‫إلى أن ٌصال إلى المدٌنة المنورة بعد أٌام من الفرار‪،‬هذا جانب‬
‫وفً نفس سٌرة هذا الرجل العظٌم صلى هللا علٌه وسلم تجد أنه‬
‫ممكنّ فً األرض‪ٌ ،‬رسل الرسابل إلى كل عظماء األرض من محمد‬
‫صلى هللا علٌه وسلم إلى كسرى عظٌم فارس‪ .‬من محمد صلى هللا‬
‫علٌه وسلم إلى قٌصر عظٌم الروم إلى المقوقس عظٌم مصر‪.‬انظروا‬
‫الفرق الضخم الهابل بٌن حالة كان ٌعٌشها صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وبٌن‬
‫حالة أخرى عاشها ذاته‪ ،‬تارة تجد أنه صلى هللا علٌه وسلم ٌعاهد‬
‫قوماً‪ ،‬وتارة ٌحاربهم‪ ،‬تارة ٌكون فقٌراً معدما ً ٌربط على بطنه حجرٌن‬
‫من الجوع‪ ،‬وال ٌوقد فً بٌته النار ثالثة أهلة فً شهرٌن‪ ،‬وفً وقت‬
‫آخر من السٌرة تجد أن هذا الرجل ذاته قد أصبح غنٌا ً تؤتٌه األموال‬
‫من كل بقاع الجزٌرة العربٌة‪ ،‬وٌنفق األموال فً سبٌل هللا إنفاقا ً غٌر‬
‫مسبوق‪ٌ ،‬عطً هذا مابة من اإلبل‪ ،‬وهذا مابة من اإلبل‪ ،‬وهذا أكثر‪،‬‬
‫وهذا أقل‪ٌ ..‬نفق إنفاقا ً عجٌباً!‬
‫هذا هو نفس الرجل الذي كان ٌتعامل مع المشركٌن والٌهود‬
‫والنصارى والمنافقٌن والمإمنٌن‪ ،‬فتارة ٌنتصر علٌهم‪ ،‬وتارة ٌهزم‪.‬كل‬
‫تنوع ممكن ٌحصل فً حٌاة رجل أو فً حٌاة أمة قد حدث فً حٌاة‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪.‬إذاً‪ :‬هذا أمر ٌجعل إحصاء كل مواقف‬
‫السٌرة أمر صعب جداً‪ ،‬خصوصا ً وأنت ترٌد أن تالحظ كل هذه‬
‫المتغٌرات فً حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ضمن مجموعة‬
‫واحدة من الدروس‬
‫‪.‬األمر الثالث‬
‫أثره صلى هللا علٌه وسلم فً بناء الجٌل الفرٌد الذي غٌر مجرى‬
‫التارٌخ‬
‫إن جٌالً رابعا ً عظٌما ً عاش مع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬هذا‬
‫الجٌل العظٌم خلق أحداثا ً ال نهاٌة لها‪ ،‬تعجز عشرات المجلدات عن‬
‫حملها‪.‬وهكذا اإلنسان العظٌم إذا عاش فً مجتمع من الناس لٌست لهم‬
‫قٌمة ٌضٌع بٌنهم‪ ،‬لكن الرجل العظٌم هو من ٌعٌش فً وسط عظماء‬
‫ٌتفاعلون معه بصورة إٌجابٌة فً كل لحظة من لحظات الحٌاة‪،‬‬
‫ٌتحركون بحمٌة‪ٌ ،‬فكرون بجدٌة‪ٌ ،‬تناقشون بفهم ووعً وإدراك‪،‬‬
‫ٌفكرون بذكاء‪ ،‬وكل واحد من هإالء الصحابة قصة ضخمة فً حد‬
‫ذاته‪ ،‬فهذا أبو بكر مثالً ٌحتاج إلى عشرات المجلدات لوصف مواقفه‬
‫مع رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬كذلك عمر وعثمان وعلً‬
‫وعابشة وحفصة وصفٌة ‪ ،‬وكل المهاجرٌن واألنصار‪ ،‬آالف من‬
‫الكتب والمراجع كتبت عن هإالء الصحابة‪ ،‬وكل هذا فً النهاٌة هو‬
‫جزء من سٌرة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬
‫‪.‬األمر الرابع‪:‬‬
‫حٌاة النبً صلى هللا علٌه وسلم كلها أحداث عظٌمة‬
‫األحداث العظٌمة التً تحدث فً حٌاة الناس‪ ،‬كلما عظم الحدث احتاج‬
‫إلى دراسة وتحلٌل ووصف وشرح‪ ،‬أحٌانا ً تمر على حٌاة الناس‬
‫عشرات السنٌن دون حدث عظٌم ٌإثر فً حٌاة مجموع البشر‪ ،‬لكن‬
‫األحداث المإثرة تحتاج إلى تفصٌل ودراسة‪ ،‬ممكن تجد دولة تعٌش‬
‫عشرات السنٌن دون أن تجد فً حٌاتها حدثا ً ضخما ً مإثراً‪.‬فمثالً‬
‫عندما حدث فً مصر حرب رمضان المباركة‪ ،‬نسؤل هللا عز وجل أن‬
‫ٌعٌد للمسلمٌن أمثالها‪ ،‬كم جرى لها من تحلٌل ودراسة رغم أنها‬
‫وقعت من عقود‪ ،‬وإلى اآلن نكتب عنها‪ ،‬وسٌظل ٌكتب عنها المحللون‬
‫والمإرخون؛ ألنها حدث كبٌر‪.‬‬
‫فكٌف وحٌاة الرسول صلى هللا علٌه وسلم كلها أحداث ووقابع؟ ففً‬
‫كل سنة موقعة حربٌة ضخمة فمثال فً ‪ 7‬هجري غزوة بدر‪ ،‬وفً‪1‬‬
‫هجري غزوة أحد وبنو قٌنقاع‪ ،‬وفً (‪4‬هـ) بنو النضٌر‪ ،‬وفً (‪1‬هـ)‬
‫األحزاب وبنو قرٌظة وبنو المصطلق‪ ..‬وهكذا هً حٌاة رسول هللا‬
‫‪.‬صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وانظر كم نحتاج إلى تحالٌل ودراسات‬
‫قواعد فً دراسة السٌرة النبوٌة‬
‫السٌرة معٌن ال ٌنضب‪ ،‬وفً كل زمن ٌنظر المفكرون فً هذه السٌرة‬
‫ٌستخرجون منها الجدٌد‪ ،‬مع أن الحدث نفسه قد فكر فٌه من قبل آالف‬
‫من المفكرٌن والمحللٌن‪ ،‬إال أن هناك أثراً ملحوظا ً من أحداث السٌرة‬
‫النبوٌة‪ ،‬وهدفا ً كبٌراً نحن نفكر فٌه‪ ،‬وهو إعادة بناء األمة اإلسالمٌة‬
‫بدراسة السٌرة النبوٌة المطهرة المشرفة‪ ،‬وأي دراسة للسٌرة سنخرج‬
‫منها بفوابد‪ ،‬لكن نحن نرٌد أن نضع بعض القواعد التً لو جعلناها‬
‫نصب أعٌننا أثناء دراسة كل حدث سنستفٌد استفادة أكبر وأعمق‪،‬‬
‫وسنضع لهذا األمر أربع قواعد‪ ،‬فكل حدث حاول أن تالحظ فٌه هذه‬
‫القواعد‪ ،‬وكل موقف ٌمر علٌك جرب أن تطبق علٌه هذه القواعد‬
‫‪.‬القاعدة األولى‪:‬‬
‫السٌرة النبوٌة المصدر الثانً للتشرٌع فً دٌن اإلسالم‬
‫أن السنة هً المصدر الثانً للتشرٌع فً الدٌن اإلسالمً؛ إذ المصدر‬
‫األول بال جدال هو القرآن الكرٌم‪ ،‬والمصدر الثانً هو السنة‬
‫المطهرة‪.‬والسنة‪ :‬هً كل قول أو فعل أو تقرٌر لرسول هللا صلى هللا‬
‫علٌه وسلم‪.‬بمعنى‪ :‬أن أي فعل فعله أحد الصحابة وأقره علٌه رسول‬
‫هللا صلى هللا علٌه وسلم بؤن سكت عنه أو استحسنه فهو من السنة‬
‫المطهرة‪ ،‬ولٌس من الممكن أن تعرف السنة من غٌر دراسة السٌرة‬
‫النبوٌة‪.‬إذاً‪ :‬مصادر التشرٌع الربٌسٌة هً القرآن والسنة‪ ،‬وهناك‬
‫مصادر أخرى كثٌرة‪ ،‬مثل‪ :‬اإلجماع والقٌاس واالستحسان والمصالح‬
‫المرسلة واالستصحاب والعرف‪ ..‬إلخ مصادر كثٌرة اختلف الفقهاء‬
‫فً ترتٌبها‪ ،‬لكن لم ٌختلف أحد فً أن القرآن هو المصدر األول‬
‫والسنة هً المصدر الثانً‪ ،‬ولٌس عنهما بدٌل‪.‬‬
‫فالسنة فً غاٌة األهمٌة فً التشرٌع اإلسالمً‪ ،‬وكذلك السٌرة ال بد‬
‫منها لفهم السنة فً التشرٌع اإلسالمً‪ٌ ،‬قول هللا عز وجل فً كتابه‬
‫ك ِّ‬
‫الذ ْك َر لِ ُت َبٌ َِّن لِل َّن ِ‬
‫اس َما ُن ِّز َل إِلٌَ ِْه ْم [النحل‪ ،]44:‬من‬ ‫الكرٌم‪َ :‬وأَ َ‬
‫نز ْل َنا إِلَ ٌْ َ‬
‫غٌر السٌرة ومن غٌر السنة لن تستطٌع أن تفهم القرآن الكرٌم‪.‬لذلك‬
‫عندما نمر على حدث من أحداث حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪ ،‬فنحن نمر على أمر من األمور التشرٌعٌة فً الدٌن اإلسالمً‬
‫لحٌاة المسلمٌن؛ ألننا ندرس فً السٌرة الدٌن‪ ،‬فلٌست دراسة السٌرة‬
‫مجرد شًء لطٌف نقرإه‪ ،‬أو نتسلى بقراءته‪ ،‬أو مجرد سٌرة رجل‬
‫عظٌم‪ ،‬هذا هو دٌنك‪ ،‬هذا هو الذي ستقابل به هللا سبحانه وتعالى‬
‫وسٌسؤلك عنه‪ ،‬ولو فهمت السٌرة بشكل صحٌح وطبقتها ستقابل ربك‬
‫بوجه حسن‪ ،‬وبعمل صالح‪.‬ثم أحذركم من طابفة بعضهم من المسلمٌن‬
‫تشك فً أمر السٌرة النبوٌة‪ ،‬وتزعم أنها تكتفً بالقرآن الكرٌم‪ ،‬وقد‬
‫تنبؤ الرسول صلى هللا علٌه وسلم بهذه الطابفة فً الحدٌث الذي رواه‬
‫أبو داود والترمذي ‪ٌ ،‬قول رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ٌ( :‬وشك‬
‫رجل منكم متكا على أرٌكته ٌُحدث بحدٌث عنً فٌقول‪ :‬بٌننا وبٌنكم‬
‫كتاب هللا‪ ،‬فما وجدنا فٌه من حالل استحللناه‪ ،‬وما وجدنا فٌه من حرام‬
‫حرمناه‪،‬‬
‫فٌقول رسول هللا ‪ :‬أال وإن ما حرم رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬
‫مثل الذي حرم هللا)‪.‬‬
‫ونحن أٌضا ً نقول لهم‪ :‬استمعوا إلى كالم هللا عز وجل فً القرآن‬
‫الكرٌم الذي تإمنون به‪ٌ ،‬قول هللا عز وجل فً كتابه‪َ :‬منْ ٌُطِ ِع‬
‫الرَّ سُو َل َف َق ْد أَ َط َ‬
‫اع َّ َ‬
‫هللا‬
‫ُوك (أي‪ٌ :‬حكموك أنت ٌا‬ ‫ون َح َّتى ٌ َُح ِّكم َ‬
‫ِّك ال ٌ ُْإ ِم ُن َ‬ ‫وٌقول‪َ :‬فال َو َرب َ‬
‫ج ُدوا فًِ أَنفُسِ ِه ْم َح َرجً ا ِممَّا َق َ‬
‫ضٌ َ‬
‫ْت‬ ‫محمد) فٌِ َما َش َج َر َب ٌْ َن ُه ْم ُث َّم ال ٌَ ِ‬
‫َوٌ َُسلِّمُوا َتسْ لٌِمًا‬
‫وٌقول سبحانه وتعالى‪َ :‬و َما آ َتا ُك ُم الرَّ سُو ُل َف ُخ ُذوهُ َو َما َن َها ُك ْم َع ْن ُه‬
‫َفا ْن َتهُوا‬
‫والصحابة رضً هللا عنهم ما كانوا ٌفرقون بٌن قرآن وسنة‪ ،‬أما لو‬
‫كان أحد ال ٌإمن بالقرآن أصالً وبؤوامر القرآن فال داعً للكالم معه‪،‬‬
‫إذ األمر معه منقطع‪.‬إذاً‪ :‬فكل حدث فً سٌرة الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم قد ٌكون أمراً تشرٌعٌاً‪ ،‬حتى وإن كان جزبٌا ً من الدٌن‪ ،‬ال بد أن‬
‫تنتبه له لكً تطبقه‪ ،‬وإذا لم تطبقه فلعلك أن تضل وتبعد‪ ،‬ثم ٌقال لك‪:‬‬
‫سحقا ً سحقا‬
‫القاعدة الثانٌة‪ :‬هً التعرف على شخصٌة رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪،‬‬
‫نرٌد أن نعرف من هو رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم؟ هو خٌر‬
‫البشر أجمعٌن‪ ،‬وخاتم المرسلٌن‪ ،‬وسٌد األولٌن واآلخرٌن هو أعظم‬
‫شخصٌة سارت على هذه األرض منذ بدء الخلق وإلى ٌوم القٌامة‪،‬‬
‫فهو شخصٌة جدٌرة تماما بالدراسة‪ ،‬وهناك أشٌاء كثٌرة نرٌد أن‬
‫نعرفها عن شخصٌة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬ونضعها فً‬
‫أذهاننا بوضوح عند كل موقف من مواقفه صلى هللا علٌه وسلم‪.‬أهم‬
‫شًء فً حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ :‬هو أنه رسول من عند‬
‫رب العالمٌن تفكر فً كلمة رسول وهورسول من رب العالمٌن تفكر‬
‫أخً فً هللا ‪.‬‬
‫لقد شاء هللا عز وجل أال ٌكلم عباده فً الدنٌا كفاحاً‪ ،‬وأبقى ذلك نعٌما ً‬
‫لمن دخل الجنة‪ ،‬وشاء كذلك أن ٌخاطب عباده عن طرٌق رسول من‬
‫البشر‪ ،‬ومن كل الخلق اختار محمداً صلى هللا علٌه وسلم لٌبلغ الناس‬
‫الرسالة العالمٌة عنه سبحانه وتعالى‪.‬إذاً‪ :‬رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم فً حقٌقته ما هو إال ناقل عن رب العزة سبحانه وتعالى‪َ ،‬و َما‬
‫ُوحى وعلى هذا القدر من األهمٌة‬ ‫ٌَ ْنطِ ُق َع ِن ْال َه َوى إِنْ ه َُو إِ َّال َوحْ ًٌ ٌ َ‬
‫ٌجب أن ٌإخذ حدٌث رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وعلى هذا القدر‬
‫من العظمة ٌجب أن تإخذ سٌرة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬هذه‬
‫السٌرة هً النموذج العملً التطبٌقً الذي رسمه هللا عز وجل لخلقه‬
‫كً ٌقتدوا به وٌقلدوه‪.‬‬
‫والسٌرة هً المنهج الذي نمشً علٌه‪ ،‬وهً الدلٌل فً الصحراء‪،‬‬
‫ومن غٌر الدلٌل سوف نهلك ال محالة‪.‬فلو ثبت أن رسول هللا صلى هللا‬
‫علٌه وسلم فعل فعالً ما‪ ،‬فهو ما أراده هللا عز وجل منا‪ ،‬حتى لو كان‬
‫هذا الفعل من النوافل! فهً لٌست من اختراع الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪ ،‬فهناك من ٌظن أن الظهر فرضه ربنا سبحانه وتعالى علٌنا‬
‫أربع ركعات‪ ،‬ثم اجتهد الرسول علٌه الصالة والسالم وقال‪ :‬أربع‬
‫ركعات قبلها وأربع ركعات بعدها‪ ،‬األمر لٌس كذلك‪ ،‬فاهلل عز وجل‬
‫قد شرع للفرابض رواتب من السنن جاءت قبله وبعده‪ ،‬وجعل هذه‬
‫فرضا ً وجعل هذه نافلة‪ ،‬وكل شًء فً األخٌر مرده إلى هللا سبحانه‬
‫وتعالى‪ .‬حتى لو اختار رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً أمر ما‬
‫خالف األولى‪ ،‬حٌث كان من المفروض أن ٌختار كذا‪ ،‬ولكنه اختار‬
‫رأٌا ً آخر أقل منه درجة‪ ،‬فإن الوحً ٌؤتً لٌعدل المسار وٌختار‬
‫لرسول هللا صلى هللا علٌه وسلم االختٌار األكمل‪ ،‬الذي ٌصلح لهذه‬
‫األمة فً زمانه وإلى ٌوم القٌامة‪.‬إذاً‪ :‬دراسة السٌرة من هذا المنظور‬
‫تعطً لها قدراً عظٌما ً جداً من األهمٌة‪ ،‬نحن ال ندرس أي شخصٌة‪،‬‬
‫نحن ندرس شخصٌة رسول من رب العالمٌن‪ ،‬ولٌس أي رسول! بل‬
‫خٌر الرسل وخاتم النبٌٌن‪.‬هذه القاعدة الثانٌة من القواعد التً من‬
‫المفروض أن نضعها فً أذهاننا عند كل حدث من أحداث السٌرة‬
‫‪.‬النبوٌة؛ ألننا نتعامل مع وحً من رب العالمٌن‬
‫القاعدة الثالثة‪ :‬هً أن نتعلم كٌف نحب الرسول صلى هللا علٌه وسلم؟‬
‫حب الرسول صلى هللا علٌه وسلم ٌجب أن ٌفوق كل حب‪ ،‬إن لم‬
‫ٌحدث هذا الحب فهناك خلل فً اإلٌمان‪ٌ ،‬قول الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم فً الحدٌث الشرٌف‪( :‬ال ٌإمن أحدكم حتى ٌكون هللا ورسوله‬
‫أحب إلٌه مما سواهما)‪.‬وٌقول ال ٌإمن العبد حتى أكون أحب إلٌه من‬
‫أهله وماله والناس أجمعٌن)‪ ،‬رواه البخاري ومسلم ‪.‬وكلنا نحفظ‬
‫الحوار اللطٌف الذي دار بٌن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم وبٌن‬
‫عمر بن الخطاب‬
‫فقد جاء فً صحٌح البخاري أن عمر بن الخطاب قال‪ٌ( :‬ا رسول هللا!‬
‫ألنت أحب إلً من كل شًء إال نفسً)‪ ،‬كلنا ٌحب نفسه‪ ،‬ولكن انتبه‬
‫وقف وقفة صادقة مثلما وقف عمر مع نفسه‪ ،‬وراجع نفسك‪ :‬هل أنت‬
‫تقدم أحكام رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً كل شؤن من شبون‬
‫حٌاتك‪ ،‬أم أن حبك حب سطحً‪ ،‬تقدم حب أشٌاء كثٌرة فوق حب‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم؟! إن كان سٌدنا عمر قال‪ٌ :‬ا رسول‬
‫هللا! أنا أقدم حبك على كل شًء إال نفسً‪ ،‬فقال له صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪( :‬ال والذي نفسً بٌده حتى أكون أحب إلٌك من نفسك‪ ،‬فقال‬
‫عمر ‪ :‬فؤنت اآلن وهللا! أحب إلً من نفسً‪ ،‬فقال صلى هللا علٌه وسلم‬
‫اآلن ٌا عمرٌعنً‪ :‬اآلن اكتمل اإلٌمان‪ ،‬اآلن اكتمل الصدق مع هللا عز‬
‫وجل‪ ،‬لن تكون صادقا ً مع هللا عز وجل فً اتباعه وفً محبته إال‬
‫ُّون َّ َ‬
‫هللا َفا َّت ِبعُونًِ‬ ‫حب َ‬ ‫باتباع رسوله صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬قُ ْل إِنْ ُك ْن ُت ْم ُت ِ‬
‫هللاُ َغفُو ٌر َرحٌِ ٌم [آل عمران‪.]11:‬‬ ‫هللاُ َو ٌَ ْغ ِفرْ لَ ُك ْم ُذ ُنو َب ُك ْم َو َّ‬
‫ٌُحْ ِب ْب ُك ُم َّ‬
‫إن دراسة السٌرة تعٌن على حب رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪.‬وحب رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم قضٌة محورٌة فً إٌمان‬
‫العبد‪ ،‬والتعرف السطحً على شخصٌة ما ال ٌتولد عنه عمٌق حب‪،‬‬
‫إنما التعرف على دقابق الحٌاة‪ ،‬واكتشاف مواطن العظمة المختلفة فً‬
‫الشخصٌة هً التً تولد الحب فً قلب اإلنسان‪ ،‬وال أحسب إنسانا ً‬
‫صاحب فطرة سلٌمة ٌقرأ أو ٌسمع عن رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‬
‫وال ٌحبه‪ ،‬وكلما عرفته أكثر كلما أحببته أكثر‪ ،‬وكلما أحببته أكثر زاد‬
‫إٌمانك‪ ،‬إنها عالقة تفاعلٌة فً غاٌة األهمٌة فً حٌاة المإمنٌن‪.‬اقرأ‬
‫عن أي موقف من مواقف السٌرة‪ ،‬ضع إصبعك بصورة عشوابٌة‬
‫على أي موقف من مواقف رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فً حٌاته‪،‬‬
‫منذ ولد وإلى أن مات صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬اقرأ فً حٌاته كلها عن‬
‫معامالته‪ :‬كٌف كان ٌتعامل فً بٌته مع زوجته‪ ،‬مع بناته؟! كٌف كان‬
‫ٌتعامل مع أصحابه؟! كٌف كان ٌتعامل مع أعدابه؟!اقرأ عن جهاده‪،‬‬
‫عن أي غزوة قادها صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬عن صدقه‪ ،‬عن أمانته‪ ،‬عن‬
‫شجاعته‪ ،‬عن تقواه‪ ،‬عن عبادته‪ ،‬عن قضابه‪ ،‬عن سٌاسته‪ ،‬عن‬
‫المعاهدات التً عقدها صلى هللا علٌه وسلم كالحدٌبٌة مثالً‪.‬اقرأ عن‬
‫الهجرة‪ ،‬عن بدر‪ ،‬عن أحد‪ ،‬عن فتح مكة‪ ،‬عن أي موقف وستحب‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم حبا ً عمٌقاً‪.‬‬
‫لقد ع َّد هللا عز وجل محمداً صلى هللا علٌه وسلم نعمة ومنة منه على‬
‫ٌِن إِ ْذ َب َع َ‬
‫ث‬ ‫هللاُ َع َلى ْالم ُْإ ِمن َ‬ ‫الخلق‪ ،‬قال هللا عز وجل فً كتابه‪َ :‬ل َق ْد َمنَّ َّ‬
‫ُوال ِمنْ أَ ْنفُسِ ِه ْم ٌَ ْتلُوا َعلٌَ ِْه ْم آ ٌَاتِ ِه َوٌ َُز ِّك ِ‬
‫ٌه ْم َوٌ َُعلِّ ُم ُه ُم ْال ِك َت َ‬
‫اب‬ ‫ٌِه ْم َرس ً‬
‫ف ِ‬
‫ٌن [آل عمران‪.]164:‬‬ ‫الل م ُِب ٍ‬‫ض ٍ‬ ‫َو ْالح ِْك َم َة َوإِنْ َكا ُنوا ِمنْ َق ْب ُل لَفًِ َ‬
‫إذاً‪ :‬من القواعد الهامة جداً التً تضعها فً تفكٌرك وأنت تدرس‬
‫السٌرة‪ :‬أنك تحب رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم بقدر ما تستطٌع‪،‬‬
‫ركز فً كل حدث من سٌرته صلى هللا علٌه وسلم أن تزرع هذا الحب‬
‫ان‬‫فً قلبك وإال لن تنجو‪ ،‬قال هللا عز وجل فً كتابه الكرٌم‪ :‬قُ ْل إِنْ َك َ‬
‫ٌر ُت ُك ْم َوأَمْ َوا ٌل ا ْق َت َر ْف ُتمُو َها‬‫آ َباإُ ُك ْم َوأَ ْب َناإُ ُك ْم َوإِ ْخ َوا ُن ُك ْم َوأَ ْز َوا ُج ُك ْم َو َعشِ َ‬
‫هللا َو َرسُولِ ِه‬ ‫ض ْو َن َها أَ َحبَّ إِلَ ٌْ ُك ْم م َِن َّ ِ‬‫ارةٌ َت ْخ َش ْو َن َك َسادَ َها َو َم َساكِنُ َترْ َ‬ ‫َوت َِج َ‬
‫هللاُ ال ٌَ ْهدِي ْال َق ْو َم‬ ‫ج َها ٍد فًِ َس ِبٌلِ ِه َف َت َر َّبصُوا َح َّتى ٌَؤْت ًَِ َّ‬
‫هللاُ ِبؤَمْ ِر ِه َو َّ‬ ‫َو ِ‬
‫ٌِن [التوبة‪،]74:‬‬ ‫ْال َفاسِ ق َ‬
‫المسؤلة لٌست فقط ارتفاعا ً فً قدر اإلٌمان‪ ،‬بل المسؤلة مسؤلة تهدٌد‬
‫بؤن تكون من الفاسقٌن‪ ،‬كما قال هللا عز وجل‪َ :‬و َّ‬
‫هللاُ ال ٌَ ْهدِي ْال َق ْو َم‬
‫ْال َفاسِ ق َ‬
‫ٌِن [المابدة‪111:‬‬

‫تعلم الحكمة فً التعامل من خالل دراسة سٌرة النبً صلى هللا علٌه‬
‫وسلم هً القاعدة الرابعة واألخٌرة‬
‫التً نضعها فً عقولنا أثناء دراسة هذه السٌرة الشرٌفة‪ :‬أن نتعلم‬
‫الحكمة من خالل دراستنا لجزبٌات حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم بكٌفٌة وضع األمر فً نصابه‪ ،‬كٌف تفضل رأٌا ً على رأي آخر؟‬
‫حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم هً الحكمة بعٌنها‪ ،‬إذا اختار رأٌا ً‬
‫ما‪ ،‬فهذا هو الرأي الحكٌم‪ ،‬إذا فعل فعالً ما‪ ،‬فهذا هو الفعل الحكٌم‪،‬‬
‫هكذا دراسة السٌرة تعلمنا الحكمة فً أرقى صورها‪.‬‬
‫مثالً‪ :‬حكمته صلى هللا علٌه وسلم فً فن امتالك القلوب‪ ،‬كٌف كان‬
‫الرسول صلى هللا علٌه وسلم ٌكسب قلوب الذٌن ٌتعامل معهم؟ فهو‬
‫صلى هللا علٌه وسلم لم ٌكن ٌمتلك قلوب أصدقابه فقط‪ ،‬بل كان ٌمتلك‬
‫قلوب أعدابه أٌضاً‪ ،‬وهذه حكمة جدٌرة بالتؤمل‪ ،‬والوقوف معها‬
‫طوٌالً‪.‬‬
‫حكمة أخرى فً منتهى األهمٌة‪ ،‬وهً حكمة المرحلٌة‪ ،‬واالعتراف‬
‫بما ٌسمى بفقه الواقع؛ فإن الرسول صلى هللا علٌه وسلم كان فً فترة‬
‫من فترات حٌاته ٌطوف بالكعبة‪ ،‬فما رفع معوله لٌكسر صنماً‪ ،‬وكان‬
‫بها ثالثمابة وستون صنماً‪ ،‬ثم ٌؤتً وقت آخر على الرسول علٌه‬
‫الصالة والسالم ال ٌقبل فٌه بوجود صنم واحد فً جزٌرة العرب‪،‬‬
‫وعندما ٌفتح مكة ٌبعث خالداً إلى الطابف لكً ٌكسر األصنام التً‬
‫هناك‪ ،‬فهذا وضع وهذا وضع‪ ،‬فال ٌصح أن تقول‪ :‬إن الرسول صلى‬
‫هللا علٌه وسلم عمل كذا فً ٌوم كذا أو فً سنة كذا دون دراسة‬
‫المالبسات والظروف التً كانت حول الموقف الذي عمله رسول هللا‬
‫صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬والكالم هذا لن ٌستقٌم إال عن طرٌق دراسة‬
‫السٌرة‪.‬‬

‫كذلك وقد عاش الرسول صلى هللا علٌه وسلم فً مكة ثالثة عشر عاما ً‬
‫بعد البعثة وفٌها الراٌات الحمر المعلقة على خٌام الزانٌات‪ ،‬فهناك من‬
‫تعلن عن نفسها أنها تزنً‪ ،‬والرسول علٌه الصالة والسالم كان ٌعٌش‬
‫بٌنهم‪ ،‬ولم ٌحطم خٌمة من خٌام الراٌات الحمر فً وقت من األوقات‪،‬‬
‫ولكن ٌؤتً ظرف آخر ال ٌتنازل رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم فٌه‬
‫عن إقامة الحد على امرأة واحدة زنت‪ ،‬فإن الغامدٌة لما زنت أقام‬
‫الرسول صلى هللا علٌه وسلم الحد علٌها؛ ألنها زنت‪ ،‬فهذا وقت وهذا‬
‫وقت‬
‫‪.‬وكذلك كان الرسول صلى هللا علٌه وسلم فً زمن ٌعاهد الٌهود‪ ،‬وفً‬
‫زمن آخر ٌحاربهم‪ ،‬فال ٌصح أن تقول‪ :‬أنا أعاهد الٌهود كما عاهدهم‪،‬‬
‫من غٌر دراسة الظروف والمالبسات التً كانت حول تلك المعاهدات‬
‫فً زمان رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬لم ٌؤت هذا وقت الحرب‪،‬‬
‫وال ٌجوز أن أحارب فً وقت معاهدة‪ ،‬لن نعرف هذا إال عن طرٌق‬
‫دراسة السٌرة‪.‬‬

‫كذلك الحكمة فً اختٌار القرار المناسب فً الوقت المناسب‪ ،‬فقد كان‬


‫الرسول صلى هللا علٌه وسلم ٌكف ٌده ٌوما ً عن القتال‪ ،‬وٌوما ً ٌقاتل‬
‫من قاتله‪ ،‬وٌوما ً ٌقاتل كل الكفار‪.‬كان ٌمر الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم على آل ٌاسر ‪ٌ-‬اسر وسمٌة وعمار ‪ -‬وهم ٌعذبون تعذٌبا ً ألٌما ً‬
‫شدٌداً أدى إلى قتل ٌاسر وسمٌة رضً هللا عنهما‪ٌ ،‬مر علٌهم وهم‬
‫ٌعذبون فٌكتفً صلى هللا علٌه وسلم بقوله لهم‪( :‬صبراً آل ٌاسر؛ فإن‬
‫موعدكم الجنة) لم ٌرفع صلى هللا علٌه وسلم سٌفا ً لٌدفع به أبا جهل‬
‫الذي كان ٌعذبهما‪ ،‬ولم ٌؤمر أحداً من شبابه أو من أتباعه األقوٌاء‬
‫كـالزبٌر بن العوام أو سعد بن أبً وقاص أو فرسان الصحابة األشداء‬
‫فً ذلك الزمن لقتل أبً جهل ‪ ،‬أو أبً سفٌان ‪ ،‬أو أبً لهب ‪ ،‬وعنده‬
‫مبررات كثٌرة تدفعه لذلك‪ ،‬كؤن ٌقول‪ :‬من أجل أن تسٌر الدعوة فً‬
‫مكة‪ ،‬ولكن لم ٌفعل صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬لكن فً ٌوم آخر من أٌام‬
‫رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم سٌر جٌشا ً كامالً لحرب الٌهود فً بنً‬
‫قٌنقاع لقتلهم رجالً مسلماً‪ ،‬بعد كشف عورة امرأة مسلمة واحدة من‬
‫قبل ٌهودي‪.‬تخٌل الفرق الضخم بٌن الموقفٌن!وسٌر الرسول صلى هللا‬
‫علٌه وسلم جٌشا ً لحرب الروم‪ ،‬وهً دولة فً منتهى الضخامة فً‬
‫ذلك الزمان؛ ألنهم قتلوا رجلٌن من المسلمٌن‪ ،‬لكن هذا زمن وزمن‬
‫مكة آخر‪.‬‬
‫أول العهد فً المدٌنة غٌر آخر العهد فً المدٌنة‪ ،‬غزوة بدر غٌر‬
‫غزوة أحد‪.‬انتبه وأنت تدرس كل موقف إلى الظروف المحٌطة بذلك‬
‫الموقف‪ ،‬فإنك لو فعلت ذلك ستستطٌع أن تفهم ما ٌسمى بفقه الواقع‪،‬‬
‫أو بحكمة المرحلٌة فً حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪.‬‬
‫حكمة أخرى أٌضا ً فً غاٌة األهمٌة فً حٌاة الرسول صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‪ ،‬هً التدرج فً التربٌة‪ ،‬والتدرج فً تغٌٌر المنكر‪ ،‬مثل‪ :‬تحرٌم‬
‫الخمر حرم بالتدرج‪ ،‬ولٌس مرة مُنع الناس عن الخمر‪ ،‬كذلك التدرج‬
‫فً تحرٌم الربا‪ ،‬وفً أمر الناس بالجهاد فً سبٌل هللا‪ ،‬كل هذا أخذ‬
‫مراحل ومراحل طوٌلة‪ ،‬وكل مرحلة نصل إلٌها نبنً علٌها مرحلة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫وهناك حكمة أخرى رابعة فً حٌاة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم‪،‬‬
‫هً حكمة الوسطٌة‪َ ،‬و َك َذل َِك َج َع ْل َنا ُك ْم أُم ًَّة َو َس ًطا [البقرة‪ ،]141:‬ال‬
‫إفراط وال تفرٌط‪.‬ما هو تعرٌف اإلفراط؟ وما هو تعرٌف التفرٌط؟فً‬
‫كل جزبٌة من جزبٌات الحٌاة أنت لك تعرٌف‪ ،‬وأنا لً تعرٌف‪ ،‬وذلك‬
‫له تعرٌف ثالث‪ ،‬فما هو المقٌاس؟المقٌاس هو سٌرة الرسول صلى هللا‬
‫علٌه وسلم‪ ،‬فمثالً‪ :‬الرسول صلى هللا علٌه وسلم ٌؤمر بالزواج وٌحض‬
‫علٌه وٌتزوج صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬ومع ذلك ال ٌلهً الزواج عن‬
‫الجهاد فً سبٌل هللا‪ ،‬وعن النفقة فً سبٌل هللا‪ ،‬وعن الدعوة إلى هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬هذا التوازن نتعلمه من سٌرة رسول هللا صلى هللا علٌه‬
‫وسلم‬
‫‪.‬والعمل فً أعمال الدنٌا العامة‪ ،‬تعمل دكتوراً أو مهندسا ً أو عامالً أو‬
‫فالحاً‪ ،‬فهذا ٌؤمر به صلى هللا علٌه وسلم‪ ،‬وٌبارك الٌد الخشنة من‬
‫كثرة العمل‪ ،‬ولكن دون إفراط فً العمل حتى ال ٌضٌع حق هللا عز‬
‫وجل‪ ،‬وحق العباد‪ ،‬وحق األهل‪ ،‬وحق األمة‪ ،‬هناك توازن فً حٌاة‬
‫الرسول صلى هللا علٌه وسلم‪.‬كذلك الطعام‪ ،‬كان ال ٌوقد فً بٌته النار‬
‫ثالثة أهلّة فً شهرٌن‪ ،‬لكن إذا حضر الطعام أكل من أطٌبه صلى هللا‬
‫علٌه وسلم‪.‬والصالة‪،‬‬
‫كان ٌصلً وٌنام‪.‬والصٌام‪ ،‬كان ٌصوم وٌفطر‪ ،‬وهكذا الوسطٌة كمنهج‬
‫عملً واقعً لألمة تراها واضحة تماما ً فً سٌرة رسول هللا صلى هللا‬
‫علٌه وسلم‪ ،‬ال إفراط وال تفرٌط‪.‬‬

‫إذاً‪ :‬دراسة السٌرة النبوٌة أمر من أهم األمور فً حٌاة المسلمٌن‪،‬‬


‫ونحن ندرس كل موقف من مواقف السٌرة النبوٌة علٌنا أن نضع هذه‬
‫القواعد األربع فً أذهاننا‪.‬أوالً‪ :‬نفهم أن هذا الموقف ممكن أن ٌكون‬
‫موقفا ً تشرٌعٌاً‪ ،‬والعلماء لهم دور كبٌر فً استنباط األحكام من مواقف‬
‫السٌرة النبوٌة‬
‫‪.‬ثانٌاً‪ :‬ندرك أنه رسول ال ٌخطو خطوة إال بوحً أو بتعدٌل من‬
‫الوحً‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أن نتعلم كٌف نحب الرسول صلى هللا علٌه وسلم من كل موقف‬
‫من مواقف حٌاته‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬أن نؤخذ الحكمة ونعرف كٌف نضع األمور فً نصابها بدون‬
‫إفراط أو تفرٌط‬
‫‪.‬‬
‫بعض مراجع السٌرة النبوٌة‬
‫مما ٌنبغً أن ٌعلم أن السٌرة النبوٌة تإخذ من عدة كتب‪ ،‬وكثٌر من‬
‫الناس ٌغفلون عن دراسة السٌرة من خاللها‪ ،‬وهً كتب األحادٌث‬
‫وشروح األحادٌث‪ ،‬مثل كتاب البخاري رحمه هللا‪ ،‬وفتح الباري فً‬
‫شرح صحٌح البخاري لـابن حجر العسقالنً رحمهما هللا‪.‬كذلك‬
‫صحٌح مسلم وشرح النووي لصحٌح مسلم‪.‬كذلك الترمذي وأبو داود‬
‫والنسابً وابن ماجة ومسند اإلمام أحمد بن حنبل رحمهم هللا جمٌعاً‪.‬‬
‫ومن كتب السٌرة الهامة‪ :‬سٌرة ابن هشام ‪ ،‬فقد نقل معظم سٌرته عن‬
‫ابن إسحاق ‪ ،‬وسٌرة ابن إسحاق رحمه هللا لٌست موجودة‪ ،‬فالذي بقً‬
‫وهو كتاب سٌرة ابن هشام ‪ ،‬ولكن هناك أحداث كثٌرة غٌر موثقة فً‬
‫كتاب سٌرة ابن هشام ‪ ،‬لذلك ال بد أن تدرس كتابا ً محققاً‪ ،‬هناك كتاب‬
‫اسمه صحٌح سٌرة ابن هشام ‪ ،‬لألستاذ مجدي فتحً السٌد وهو كتاب‬
‫طٌب‬
‫‪.‬أٌضا ً كتاب صحٌح السٌرة النبوٌة لـإبراهٌم العلً‪.‬‬
‫وكتاب زاد المعاد فً هدي خٌر العباد للعالمة ابن القٌم رحمه هللا‪.‬‬
‫وكتاب السٌرة النبوٌة لـابن كثٌر رحمه هللا‪.‬والرحٌق المختوم‬
‫للمباركفوري‪.‬‬
‫والسٌرة النبوٌة للصالبً‪،‬‬
‫واألساس فً السنة لـسعٌد حوى ‪ ،‬هو كتاب كبٌر ٌقع فً أربع‬
‫مجلدات‪.‬‬
‫وفقه السٌرة للبوطً‪.‬‬
‫وفقه السٌرة للغزالً‪.‬‬
‫والمنهج الحركً للسنة النبوٌة لـمنٌر الغضبان‪.‬‬
‫والسٌرة النبوٌة دروس وعبر للدكتور مصطفى السباعً ‪ ،‬وهو كتاب‬
‫صغٌر لكنه ٌحتوي على معلومات هامة‬
‫وهناك موسوعة سبل الهدى والرشاد فً سٌرة خٌر العباد لإلمام‬
‫محمد بن ٌوسف الصالحً الشامً‬
‫دراسة فً السٌرة عماد الدٌن خلٌل‬
‫شعاع من السٌرة للدكتور راجح عبد الحمٌد‬

‫السٌاسة العامة أثناء دراسة هذه المجموعة‬


‫تحرى الدكتور الصحٌح فً هذه السلسلة إذ هناك بعض القصص‬
‫لكنها لم تثبت لذلك لم نوردها ألننا نإسس قواعد إلعادة بناء األمة‬
‫فٌجب أن نتحرى الصحة‬
‫هناك الكثٌر من الذٌن درسوا السٌرة قدٌما وحدٌثا ومنهم من اقتصرت‬
‫دراسته على موضوع األخالق مثال ومنهم من تناول مسؤلة اإلعجاز‬
‫فً سٌرة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ولكننا سنتاول السٌرة من‬
‫خالل استنباط القواعد التً تفٌدنا فً إعادة بناء األمة سنركز على‬
‫األحداث التً تشبه واقعنا أو سنركز على حدث قد ٌمر الناس علٌه‬
‫مرورا سرٌعا دون توقف‬
‫وقد نغفل بعض األحداث لٌس تقلٌال من أهمٌتها حاشا هلل بل ألننا‬
‫نسعى الستنباط القواعد التً تفٌدنا الٌوم كما ذكرنا سابقا‬
‫ثم إننا سنبدأ من بعثة رسول هللا صلى هللا علٌه وسلم ال من مٌالده‬
‫‪.‬هذا ‪.‬وصلى هللا وسلم على نبٌنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‬

You might also like