You are on page 1of 31

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني وأفضل الصالة وأمت التسليم على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم أمجعني وبعد فإين أضع‬
‫بني يدي القارئ حتقيق خمطوطة مهمة يف التفسري للفيلسوف املشهور ابن سينا‪ .‬وهذا التفسري هو تفسري فلسفي وقد‬
‫أخرجته بالطريقة العلمية املتبعة يف حتقيق ال رتاث‪ ،‬فاعتم دت على ثالث نسخ خمطوطة‪ ،‬وواح دة مطبوع ة‪ ،‬وق دمت‬
‫له بدراسة عن حي اة املؤلف وجه وده يف التفسري وفك ره الفلس في اإلهلي ألن ه ذا التفسري يتعلق بتفسري س ورة‬
‫اإلخالص‪ ،‬اليت تتكلم عن اهلل تع اىل وص فاته‪ .‬وجعلت البحث يف ثالثة أقس ام‪ :‬القسم األول قسم الدراسة‬
‫ويشتمل على خمسة مباحث‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬ترمجة الرئيس ابن سينا‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مؤلفات ابن سينا يف التفسري‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬صحة نسبة هذا التفسري البن سينا ووصف المخطوطات والنسخ التي حصلت عليها المعتمدة‬
‫في التحقيق‪ ،‬وغير المعتمدة‬
‫املبحث الرابع‪ :‬منهج ابن سينا يف هذا التفسري واجلانب اإلهلي عنده‪.‬‬
‫املبحث اخلامس‪ :‬عملي يف التحقيق‪ ،‬وصور عن نسخ املخطوطة‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬قسم التحقيق‬

‫النص المحقق مع الحواشي في االختالفات بين النسخ‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬التعليقات على النص‪.‬‬

‫أخيرا وضعت قائمة المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫القسم األول‬
‫المبحث األول‬
‫ترجمة الرئيس ابن سينا‪Avicenna‬‬

‫(‪428 -370‬هـ‪ 1037-980 /‬م)‬


‫أ‪ -‬اسمه وكنيته ولقبه‪:‬‬
‫العالمة الش هري الفيلس وف احلسني بن عبد اهلل بن س ينا‪ ،‬أبو علي البلخي مث البخ اري ص احب التص انيف يف الطب‬
‫‪2‬‬
‫والفلسفة واملنطق‪ .1‬من أشهر احلكماء واألطباء العرب فهو أبقراط الطب‪ ،‬وأرسطو احلكمة عند العرب واإلفرنج‬
‫"وهو رأس الفالسفة اإلسالميني مل يأت بعد الفارايب مثله"‪ .3‬ويلقب بألقاب عديدة منها‪ :‬احلكيم والوزير وشرف‬
‫امللك وحجة احلق‪ ،‬وأشهرها الشيخ الرئيس‪ ،‬ويرى الدكتور أمحد فؤاد األهواين أن الشيخ لقب اكتسبه ابن سينا من‬
‫اش تغاله ب العلم‪ ،‬وال رئيس من اش تغاله بالسياس ة‪ 4،‬فق ال‪ " :‬فالش يخ لقب علمي‪ ،‬وال رئيس لقب سياس ي‪ ،‬والش يخ‬
‫‪1‬‬

‫حممد بن أمحد بن عثم ان ال ذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء ‪ ،‬حتقيق ش عيب األرن اؤوط وحممد العرقس وس‪( ،‬ب ريوت‪ ،‬مؤسسة الرس الة ‪1409 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1986‬م )‪ ،‬ط‪ ،4‬ج‪ ،17 :‬ص‪ ،532 :‬وملزيد من املعلوم ات انظ ر‪ :‬عبد احلي بن العم اد احلنبلي‪ ،‬ش ذرات ال ذهب يف أخب ار من ذهب‪0 (،‬‬
‫ب ريوت‪ ،‬دار املس رية‪1399،‬هـ‪1979 /‬م)‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،237-234 :‬وخري ال دين ال زركلي‪ ،‬األعالم‪( ،‬ب ريوت‪ ،‬دار العلم للماليني‪،‬‬
‫‪ )1984‬ط‪ ،6‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،241 :‬وبطرس البستاين ‪ ،‬دائرة املعارف ‪( ،‬بريوت‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬ال ت‪ ،) .‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،539 -535 :‬وموجز دائرة‬
‫املعارف اإلسالمية‪ ،‬مركز الشارقة لإلبداع الفكري‪ ( ،‬الشارقة‪ ،)1995 ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،208-196 :‬وجورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن‬
‫س ينا‪( ،‬الق اهرة‪ ،‬دار املع ارف‪ ،)1950 ،‬ص‪ ،15 :‬حاش ية رقم‪ ،1 :‬و حممد ع اطف الع راقي‪ ،‬الفلس فة الطبيعية عند ابن س ينا‪( ،‬الق اهرة‪ ،‬دار‬
‫املع ارف‪ ، )1983 ،‬ط‪ ،2‬ص‪ ،37-31 :‬وخصوصا حاش ية رقم‪ ،1 :‬ص‪ ،31 :‬و ‪A.M. Goichon, art. “Ibn Sina”, in‬‬
‫‪Encyclopeadia of Islam, new ed., ed. B. Lewis, J. Schacht and others, Vol.111, (Leiden, 1986), pp.941-‬‬
‫‪947. .‬‬ ‫‪See also George Hourani, “Avicenna, essay on the Secret of Destiny”, in Classics of‬‬
‫‪Philosophy, ed. Louis P. Pojman, (Oxford: Oxford University Press, 1998), pp.429-431 and W.‬‬
‫‪Montgomery Watt, Islamic Philpsophy and Theology an Extended Survey, (Edinburgh: the University‬‬
‫‪ .Press, 19950, 2nd. ed., pp.69-74‬هناك مصادر عديدة مفصلة يف ترمجة ابن سينا ألقت الضوء على حياته وأسفاره وكتبه‪ ،‬وشيوخه‪،‬‬
‫وتالمذته‪ .‬ومن أهم هذه املصادر‪ _1 :‬ترمجة تلميذه أيب عبيد عبد الواحد اجلوزجاين اليت أخذها مباشرة عن ابن سينا وأكملها مبا يعرفه من أحوال‬
‫شيخه منذ أن لقيه وحىت أن تويف‪ .‬وتعد هذه الرتمجة مصدرا لكل من ترجم البن سينا‪-2 .‬تاريخ حكماء اإلسالم لظهري الدين أبي احلسن علي بن‬
‫زيد ال بيهقي ت‪565‬هـ ‪1169/‬م ‪-3 .‬أخب ار العلم اء بأخب ار احلكم اء ‪ ،‬أليب احلسني علي بن يوسف القفطي ت‪646‬هـ‪1248 /‬م‪ -4 .‬عي ون‬
‫األنباء يف طبقات األطباء‪ ،‬ملوفق الدين أمحد بن القاسم بن خليفة بن يونس السعدي الشهري بابن أيب أصيبعة ت‪668‬هـ ‪1269 /‬م‪ .‬وجند ترمجته يف‬
‫كتب التاريخ والرتاجم العامة مثل‪ :‬وفيات الوفيات البن خلكان‪ ،‬والوايف بالوفيات البن أيبك الصفدي‪ ،‬ومرآة اجلنان لليافعي‪ ،‬والبداية والنهاية البن‬
‫كث ري‪ ،‬وال يك اد خيلو كت اب من كتب ال رتاجم العامة أو الفلس فة أو الطب أو غريها من ذكر البن سينا‪ ،‬إال أن ابن اجلوزي أغفل يف كتابه املنتظم‬
‫ترمجت ه‪ ،‬وت أثر ب ذلك ابن األثري فلم ي ذكره يف الكامل إال باختص ار ش ديد مع ال ذم‪ .‬وهن اك مص ادر لرتمجته بالرتكية وبالفارس ية مثل ترمجة أمحد بن‬
‫عمر بن علي املعروف بالنظامي العروضي السمرقندي يف مصنفه املشهور‪ :‬جهار مقالة‪ .‬أما الكتابات احلديثة فكثرية جدا وبلغات العامل املختلفة‪،‬‬
‫فقد نش رت له ترمجة يف دمشق ب اللغتني العربية واإلفرنس ية ع ام ‪ ،1982‬حتقيق حممد فريد جحا وحمم ود الف اخوري‪ .‬وقد كتبت ع دة رس ائل‬
‫ماجستري ودكتوراه عن ابن سينا وفكره‪ ،‬ومازالت الكتابة عنه مستمرة حىت يومنا هذا‪ .‬بتصرف من رسالةوفاء تقي الدين‪ ،‬املصطلحات العلمية يف‬
‫كتاب القانون البن سينا‪ ،‬رسالة لنيل املاجستري‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم اللغة العربية وآداهبا‪ ،‬نوقشت يف ‪ ،1998 /28/5‬ج‪ ،1 :‬ص‪:‬‬
‫‪ .23-19‬وقارن كذلك مبوجز دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.202 - 201 :‬‬
‫‪2‬البستاين‪ ،‬دائرة املعارف‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.536 :‬‬
‫‪ 3‬الذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء ‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪.532 :‬‬
‫‪ 4‬ملزيد من املعلوم ات عن املفاصل الرئيسة لنظ رة ابن س ينا السياس ية واالجتماعية انظر املقالة املهمة لرض وان الس يد‪" ،‬ابن س ينا املفكر السياسي‬
‫واالجتم اعي"‪ ،‬يف كت اب ابن س ينا‪ ،‬إص دار اللجنة الوطنية اللبنانية للرتبية والعلم والثقافة (اليونيس كو)‪( ،‬ب ريوت‪ :‬مؤسسة نوف ل‪ ،)1981 ،‬ص‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الرئيس يدل على مجعه بني االشتغال بالعلم واحلكمة وبني السياسة والوزارة فهو أشبه باحلاكم الفيلسوف كما أراد‬
‫‪5‬‬
‫أفالطون يف مجهوريته"‪.‬‬
‫ب‪ -‬مولده ووفاته‪:‬‬
‫أصل وال ده من بلخ‪ ،‬وولد يف قرية من ق رى خبارى امسها‪ :‬أفش نة‪ ،‬وهي ق رب قرية خرمي ثني اليت عمل هبا أب وه‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫وك ان مول ده ع ام (‪370‬هـ‪980 /‬م)‪ ،‬ومل ي تزوج أو يعقب ذري ة‪ .‬وت ويف يف مهذان ي وم اجلمعة من ش هر رمض ان‬
‫‪7‬‬
‫بتاريخ ‪428‬هـ‪1037/‬م ‪.‬‬

‫ج‪ -‬مراحل حياته‪:‬‬


‫عاش ابن سينا يف الثلث األخري من القرن الرابع والثلث األول من القرن اخلامس اهلجريني‪ ،‬يف فرتة كثرية األحداث‪،‬‬
‫متش ابكة املؤثرات خص بة النت اج‪ ،‬وأمضى حياته متنقال بني خبارى ومهذان وأص بهان وغريها من بالد تركس تان‬
‫وخراس ان وما وراء النه ر‪ ،‬حيث تن ازعت الس يادة دول أربع هي دولة الس امانيني ودولة مل وك خ وارزم‪ ،‬ودولة‬
‫‪8‬‬
‫الغزنويني‪ ،‬ودولة البويهيني‪ ،‬وهي دول استقلت بأمرها إثر ضعف السلطة املركزية خللفاء بغداد‪.‬‬

‫ترع رع ابن س ينا يف بيت علم وسياسة حيث ك ان أب وه من العم ال املتم يزين يف خبارى اليت انتقل إليها من بلخ ع ام‬
‫‪375‬هـ‪985 /‬م‪ ،‬وك ذلك ك ان وال ده من دع اة االمساعيلية من أتب اع احلاكم العبي دي‪ 9.‬وقد اهتم أب وه بتعليمه‬
‫اهتماما بالغا فعندما بلغ العاشرة من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز‪ ،‬واألدب وحفظ أشياء من أصول الدين‬
‫‪10‬‬
‫وحساب اهلند واجلرب واملقابلة‪.‬‬

‫‪.155-131‬‬
‫‪ 5‬وفاء تقي الدين‪ ،‬املصطلحات العلمية يف كتاب القانون البن سينا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.26-25 :‬‬
‫‪ 6‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪ ،234 :‬وأمحد بن القاسم اخلزرجي‪ ،‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون األنباء يف أخبار األطباء‪ ،‬نشره‬
‫‪ ،August Muller‬وأعيد طبعه يف القاهرة ‪1299‬هـ‪ ،‬معهد تاريخ العلوم‪( ،‬فرانكفورت‪1416 ،‬هـ‪ ،)1995/‬ج‪ ،2 :‬ص‪ .20 :‬وانظر كذلك‬
‫يف ‪.A.M. Goichon, art. “Ibn Sina”, in Encyclopeadia of Islam, Vol.111, p.941‬‬
‫‪7‬تتفق معظم املصادر يف ذكر تاريخ وفاة ابن سينا على أنه كان يف ‪428‬هـ‪1037/‬م ‪ ،‬وأما تاريخ والدته فكانت عام ‪370‬هـ ‪980/‬م‪ ،‬ذكره‬
‫البيهقي يف تاريخ احلكماء وتابعه على ذلك كل من ابن خلكان يف الوفيات والصفدي يف الوايف بالوفيات وابن العماد يف الشذرات والبغدادي يف‬
‫خزانة األدب‪ ،‬فكانت مدة حياته مثان ومخسني سنة وسبعة أشهر قمرية ال مشسية كما جاء عند البيهقي‪ .‬أما ابن أيب أصيبعة يف عيون األنباء فقد‬
‫ذكر أن تاريخ والدته كان سنة ‪375‬هـ ‪985/‬م‪ ،‬وتابعه على ذلك الذهيب حيث قال‪" :‬مات هبمذان… وله ثالث ومخسون سنة"‪ ،‬وأما سبب‬
‫ه ذا ال وهم فقد أجلته وف اء تقي ال دين يف رس التها للماجس تري بقوهلا‪" :‬وبعد البحث والتتبع يظهر أن ه ذا ال رقم (‪ )53‬أخذ من عب ارة ال بيهقي ]يف‬
‫تاريخ احلكماء [ ‪" :‬وكان عمر الشيخ (نح ) سنةً من السنني الشمسية مع كسر‪ ،‬فاحلرف (ن) يقابل يف حساب اجلمل الرقم ‪ ،50‬واحلرف (ح)‬
‫يقابل الرقم ‪ ،8‬ولكن بعض من جيهل هذا االستخدام احلسايب حلروف أجبد من النساخ أو املرتمجني قد يظن حرف احلاء جيما أقول من جيهل …‬
‫ومبا أن قيمة حرف اجليم ‪ 3‬فيصبح عمر الشيخ عند وفاته ‪ 53‬بدال عن ‪ 58‬ومن هنا ينشأ اخلطأ يف سنة والدته"‪ .‬وفاء تقي الدين ‪ ،‬املصطلحات‬
‫العلمية‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،30 :‬وقارن بالذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء ‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪ ،534 :‬وابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪،234 :‬‬
‫وحممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪ ،32 :‬احلاشية رقم ‪ ،4‬وص‪ ،36 :‬احلاشية رقم‪ .5‬أما جورج قنوايت فقد ذكر تارخيا‬
‫لوالدته هو ‪373‬هـ‪983 /‬م‪ .‬انظر جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪.20 :‬‬
‫‪ 8‬وفاء تقي الدين‪ ،‬املصطلحات العلمية يف كتاب القانون البن سينا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.5 :‬‬
‫‪ 9‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،242 :‬والبستاين‪ ،‬دائرة املعارف‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ .202 :‬ال يؤيد د‪ .‬حممد عاطف العراقي أن ابن سينا كان إمساعيليا‬
‫ألنه مل يقبل آراءهم كما تدل كتبه على ذلك‪ .‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪ ،32 :‬مع احلاشية رقم ‪.4‬‬
‫‪ 10‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،3 :‬ص‪.234 :‬‬

‫‪3‬‬
‫وخالل مدة طلبه للعلم مل ينم ليلة واحدة بكاملها بل كان يتبع الليل النهار‪ 11‬قراءة وحفظا‪ ،‬وإذا أشكل عليه شيء‬
‫دخل املسجد وصلى ركعتني حىت جيليه اهلل تعاىل له‪ .‬وإذا وصل إىل معرفة أو حل مشكلة تصدق باملال الكثري كما‬
‫حصل له عن دما ع ثر على كت اب ايب نصر الف ارايب (أغ راض ما بعد الطبيع ة) ال ذي بواس طته اس تطاع فهم كت اب‬
‫‪12‬‬
‫أرسطو ما بعد الطبيعة ‪.Aristotal’s Metaphysics‬‬
‫فلم يستكمل من العمر مثاين عشرة سنة إال وقد فرغ من حتصيل العلوم بأسرها واستحكم يف علمها فلسفة وطبا‬
‫‪13‬‬

‫على وجه األخص‪ .‬واول مؤلف له ك ان كت اب (اجملم وع) وهو كت اب يف خمتلف العل وم ع دا الرياض يات‪ 14‬ألفه يف‬
‫ريعان شبابه‪ 15.‬فقد توفر البن سينا من الذكاء اخلارق والفهم الثاقب ما جعله يستوعب علوم عصره يف سن مبكر‬
‫ل ذلك ك ان ه ذا األمر مفتاحا لي دخل ع امل السياسة ويك ون طبيبا ون دميا للس الطني واألم راء‪ .‬وبقي يف خبارى حىت‬
‫تويف والده وهو يف الثانية والعشرين من عمره‪.‬‬
‫كان أول اتصال له بالسالطني هو مع أمري خراسان نوح بن منصور الساماين الذي استدعى ابن سينا ليطببه‪ 16.‬ويف‬
‫عام ‪392‬هـ‪1002/‬م إثر سقوط عرش السامانيني‪ 17‬يف يدي أمري غزنة السلطان حممود بن سبكتكني فر من خبارى‬
‫إىل كرك انج (عاص مة خ وارزم) ‪ ،‬مث أق ام يف جرج ان ع ام ‪403‬هـ‪1012/‬م وط اف يف البالد ون اظر العلم اء‬
‫‪18‬‬
‫واتسعت شهرته مث تقلد الوزارة لشمس الدولة يف مهذان‪.‬‬
‫كانت حياة ابن سينا يف مهذان تتميز بأهنا حافلة بالنشاط الفكري واالجتماعي والسياسي‪ ،‬حيث صنف فيها كثريا‬
‫من مؤلفاته املهمة مثل الشفاء وجزءا من القانون واهلداية ورسالة حي بن يقظان وكتاب القولنج وغريها‪ 19.‬استمر‬
‫على هذا احلال إىل أن ثار عليه عسكر مهذان وهنبوا بيته فتوجه إىل أصفهان وأكمل تصنيف كتبه هناك مثل النجاة‬
‫‪20‬‬
‫وكتاب العالئي وكتاب اإلنصاف‪.‬‬
‫مث م رض ابن س ينا مرضا ش ديدا ي ذكر املرتمجون أن س ببه االس راف يف ش هوات األكل والش راب واجلم اع‪ ،‬فقصد‬
‫مهذان مع عالء الدولة فأخ ذه الق ولنج مث حصل له الص رع وس قطت قوته فأمهل العالج وق ال‪ :‬املدبر ال ذي يف ب دين‬
‫قد عجز عن تدبريه فال تنفعين املعاجلة مث اغتسل وتاب وتصدق مبا معه على الفقراء ورد املظامل على من عرفه واعتق‬
‫‪21‬‬
‫مماليكه وجعل خيتم يف كل ثالثة أيام ختمة مث مات رمحه اهلل ودفن يف مهذان‪.‬‬
‫ومبوته انط وت ص فحة فيلس وف عظيم من فالس فة اإلس الم ال ذين مل ؤوا ال دنيا بعلمهم فم اتت أجس ادهم ولكن‬
‫آثارهم بقيت بعدهم حية‪ .‬فقد استوعبت مؤلفاته نتاج ومثار الثقافة املصرية والفارسية واليونانية يف عصره‪ ،‬وقدم لنا‬

‫‪ 11‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ج‪ ، 3:‬ص‪.235 :‬‬


‫‪ 12‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون األنباء‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪ ،3 :‬والذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪.532 :‬‬
‫‪ 13‬الذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪.532 :‬‬
‫‪ 14‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪34 :‬‬
‫‪ 15‬الذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء‪ ،‬ج‪ ،17:‬ص‪.532 :‬‬
‫‪ 16‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ، 3:‬ص‪235 :‬‬
‫‪ 17‬حكم السامانيون سجستان وكرمان وجرجان وما وراء النهر وخراسان من عام ‪260‬هـ وحىت ‪389‬هـ‪ .‬انظر علي بن عبداهلل الدفاع‪ ،‬روائع‬
‫احلضارة العربية واإلسالمية يف العلوم‪( ،‬الرياض‪ ،‬دار عامل الكتب للنشر والتوزيع‪ ،‬ال ت‪ ،) .‬ص‪.65 :‬‬
‫‪ 18‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪19‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪34 :‬‬
‫‪ 20‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.36 :‬‬
‫‪ 21‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪236 :‬‬

‫‪4‬‬
‫مادة غزيرة يف كل جمال من جماالت املعرفة اإلنسانية بدرجة حتار أمامها العقول فال يذكر اسم ابن سينا إال وتذكر‬
‫معه العبقرية يف الفلس فة والنب وغ يف الطب‪ 22.‬ولقد ك ان ابن س ينا حقا كما لقب الش يخ ال رئيس واملعلم الث الث‬
‫‪23‬‬
‫(أرسطو املعلم األول‪ ،‬والفارايب املعلم الثاين)‪ ،‬وجالينوس العرب‪ ،‬وأمري األطباء‪.‬‬
‫د‪.‬شيوخه‪:‬‬
‫درس املنطق والفلس فة واهلندسة وعلم النج وم على يد أس تاذه أيب عبد اهلل الن اتلي‪ 24،‬وملا رأى الن اتلي ش دة ذكائه‬
‫ح ذر وال ده من أن يش تغل ابن س ينا بغري العلم‪ .25‬وقد ف اق أس تاذه يف العل وم اليت درس ها عليه حىت إنه ك ان حيل له‬
‫بعض املسائل اليت عجز أستاذه عن فهمها‪ .‬أما يف الطبيعيات واإلهليات وعلم الطب فقد درسها وحده‪ 26.‬وقد عمل‬
‫يف الطب "أدبا ال تكس با وعلّمه وف اق فيه على األوائل واألواخر يف أقل م دة واص بح فيه ع دمي الق رين فقيد املثي ل‪،‬‬
‫واختلف إليه فض الء ه ذا الفن يق رؤون عليه أنواعه واملعاجلات املقتبسة من التجرب ة‪ ،‬وس نه إذ ذاك ست عشر‬
‫‪27‬‬
‫سنة"‪.‬‬
‫أما الفقه فقد تلقاه عن الشيخ إمساعيل الزاهد‪ 28،‬وقد اتصل بكثري من العلماء خالل حياته منهم‪ :‬ابن مسكويه‪ ،‬وايب‬
‫الرحيان البريوين ‪ ،‬وايب القاسم الكرماين وغريهم‪.‬‬

‫هـ ‪ .‬طالبه‪:‬‬
‫تلقى عليه طالب كثر منهم ‪ :‬اجلوزجاين‪ ،‬وأبو احلسن هبمنيار بن املرزبان األذربيجاين‪ ،‬وأبو منصور بن زبال‬
‫(زبلة)‪ ،‬واألمري أبا كاليجار‪ ،‬وسليمان الدمشقي‪ ،‬وأبو عبد اهلل املعصومي‪ ،‬وكان يقول عنه ابن سينا‪" :‬هو مين‬
‫‪29‬‬
‫مبنـزلة أرسطو من أفالطون"‪.‬‬

‫و‪ -‬مواقف العلماء والمترجمين من ابن سينا ‪:‬‬


‫ك ان لمخالفة ابن س ينا أسس العقي دة اإلس المية يف القض ايا اإلهليةكص فات اهلل تع اىل واحلشر اجلس ماين وغريها من‬
‫قض ايا‪ ،‬والتزامه ب الفكر األرس طي واألفالط وين ال ذي يتع ارض مع اإلس الم معارضة واض حة‪ ،‬ردة فعل عنيفة من‬
‫املسلمني‪ ،‬وانقسم املرتمجون له ما بني مؤيد ومع ارض‪ .‬ومتخض فشله يف التوفيق بني ال دين والفلسفة عن هدم الثقة‬
‫بالفلسفة حىت قال ابن رشد‪ :‬إن ابن سينا قد غري مذهب القوم يف اإلهليات حىت صار ظنيا‪ .‬كما أدى اعتباره بعض‬
‫اآلي ات رم زا وإش ارة إىل ه دم الثقة ب القرآن كل ه‪ 30،‬ف الغزايل كف ره‪ ،‬وابن الص الح ق ال عن ه‪" :‬مل يكن من علم اء‬
‫اإلسالم بل كان شيطانا من شياطني اإلنس"‪ 31.‬وسلك مسلك الغزايل وابن الصالح يف الطعن والذم واحلكم عليه‬

‫‪ 22‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪ 23‬علي بن عبداهلل الدفاع‪ ،‬روائع احلضارة العربية واإلسالمية يف العلوم‪ ،‬ص‪.66 :‬‬
‫‪ 24‬موجز دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.196 :‬‬
‫‪ 25‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون األنباء‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ 26‬موجز دائرة املعارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.196 :‬‬
‫‪ 27‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ، 3:‬ص‪.235 :‬‬
‫‪ 28‬ابن أيب أصيبعة‪ ،‬عيون األنباء‪ ،‬ج‪ ،2:‬ص‪.3 :‬‬
‫‪ 29‬موجز دائرة العارف اإلسالمية‪ ،‬ج‪1:‬ن ص‪.203 :‬‬
‫‪ 30‬محودة غرابة‪ ،‬ابن سينا بني الدين والفلسفة‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار الطباعة والنشر اإلسالمية)‪ ،‬ص‪.214-210 :‬‬
‫‪ 31‬ابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ، 3:‬ص‪.237 :‬‬

‫‪5‬‬
‫بالض الل علم اء ك ثر مثل ‪ :‬ال ذهيب وابن حجر وابن تيمي ة‪ .‬وأما ال ذين م دحوه فمنهم‪ :‬ابن خلك ان‪ ،‬وابن تغ ري‬
‫بردى‪ ،‬وابن أيب أصيبعة‪ ،‬والصفدي‪ ،‬والقفطي‪ .‬أما حكمنا عليه فهو كما حكم اإلمام بديع الزمان سعيد النورسي‬
‫عليه وعلى أمثاله من الفالسفة بقوله‪" :‬فإن فالسفة اإلسالم الدهاة الذين غرهم مظهر الفلسفة الرباق فانساقوا إىل‬
‫طريقها ك ابن س ينا والف ارايب مل ين الوا إال أدىن درجة اإلميان‪ ،‬ودرجة املؤمن الع ادي‪ ،‬بل مل مينحهم حجة اإلس الم‬
‫اإلم ام الغ زايل حىت تلك الدرج ة"‪ 32.‬ومبا أن ابن س ينا ت اب ون دم آخر حياته وك ان قص ده –ال ذي مل يوفق إليه _‬
‫‪33‬‬
‫تنزيه اهلل تعاىل وحتقيق الكمال له‪ ،‬فال ميكن احلكم عليه بالكفر‪.‬‬
‫وقد تأثر ابن سينا مبن قبله من الفالسفة وأثر فيمن بعده‪ .‬أما الذين تأثر هبم فمثل‪ :‬أرسطو‪ ،‬وأفالطون‪ ،‬وأفلوطني‪،‬‬
‫وثابت بن قرة‪ ،‬والكندي‪ ،‬والفارايب وغريهم‪ .‬وأثر ابن سينا مبن بعده كالغزايل والشهرستاين وأيب الربكات البغدادي‬
‫وابن طفيل وابن رشد وابن خل دون‪ ،‬وفخر ال دين ال رازي وأل ربت الكبري وغ ريهم كثري "ف ابن س ينا قد ت رك طابعه‬
‫الدائم على الفلسفة وهذا الطابع هو ما لفت األنظار إىل دراسة أفكاره واالنتهاء إىل دحضها أو تأييدها‪ ،‬لذا فسيظل‬
‫اسم ه ذا الفيلس وف ي رتدد ما بقيت لفظة فلس فة أو علم"‪ 34.‬وه ذه الرتمجة ترمجة خمتص رة حلي اة ه ذا الفيلس وف‬
‫العظيم الذي كان حبق أعجوبة الزمان وداهية من دهاة الفالسفة يف العامل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫مؤلفات ابن سينا في التفسير‬

‫‪32‬سعيد النورسي‪ ،‬الكلمات‪ ،‬ترمجة إحسان قاسم الصاحلي‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار سوزلر للنشر‪ ،) 1992 /1412 ،‬ص‪.645 :‬‬
‫أين من حمكم إمياين أحكم‬ ‫رجم‬
‫البن سينا رباعية يربئ فيها نفسه من الكفر يقول فيها‪ :‬كفر مثلي ليس سهال أن يُ ّ‬
‫‪33‬‬

‫افر ف إذن مل يبق يف الع امل مس لم‪ .‬انظر س يد حسن نص ر‪ ،‬ثالثة حكم اء مس لمني‪ ،‬ترمجة ص الح الص اوي ومراجعة ماجد‬
‫أوحي ُد ال دهر مثلي ك ٌ‬
‫فخري‪( ،‬بريوت‪ :‬دار النهار للنشر‪ ،)1971 ،‬ص‪.56 :‬‬
‫‪ 34‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬ص‪.26-25 :‬‬

‫‪6‬‬
‫كان ابن سينا من الكتاب املوسوعيني أو من كتاب دوائر املعارف كاجلاحظ‪ ،‬وإن كان يغلب على كتاباته الفلسفة‬
‫جبميع فروعها املعروفة يف زمانه من إهلي ات وطب ونفس ومنطق ورياضة وأخالق وغري ذل ك‪ 35.‬ونظم الش عر‬
‫الفلسفي اجليد ودرس اللغة مدة طويلة حىت بارى كبار املنشئني‪ 36.‬وقد أنافت مؤلفات ابن سينا على املائيت مؤلف‬
‫بناء على إحصاء بعض املؤلفني‪ 37.‬وانتشرت كتبه يف كل أحناء الدنيا شرقا وغربا‪ ،‬وعول على تدريس كتبه الطبية‬
‫يف أوروبا ملدة س تة ق رون خصوصا كتابه الق انون املع روف يف الغ رب باسم ‪ . Canonmedicina‬ولعل ابن‬
‫س ينا أك ثر فالس فة اإلس الم حظا من البح وث والدراس ات اليت دارت حوله‪ ،‬فقد ش غل به الق دامى مؤي دين‬
‫ومعارض ني‪ ،‬وعين به احملدثون ناش رين ومعلقني‪ ،‬بيد أنه ال يك اد ي ذكر يف ش يء ما نشر من مؤلفاته نش را علميا‬
‫حمقق ا‪ ،‬وأغلب ما ظهر منها إمنا نشر على عج ل‪ ،‬أو على أي دي غري املتخصصني ‪ ،‬وال ي زال جانبها األكرب خمطوطا‬
‫أو يف حاجة إىل نشر جديد‪ 38.‬ومن هنا تأيت أمهية دراسة وحتقيق هذا املخطوط يف التفسري‪ .‬إذ قلما يعرف أن البن‬
‫سينا تفسريا‪ .‬وسأقتصر يف هذا البحث على ذكر كتبه يف التفسري فقط مع اإلشارة إىل أهم األماكن واملكتبات اليت‬
‫توجد فيها ه ذه املخطوط ات‪ .‬أما كتبه األخ رى يف العل وم املتع ددة فقد أف رد هلا املؤلف ون كتبا خاصة أحيل الق ارئ‬
‫إليها‪ .‬ومن أهم من كتب عنها مقداد ياجلن‪ 39،‬وجورج قنوايت‪.‬‬

‫‪ -1‬مؤلفات ابن سينا المخطوطة في التفسير‪:‬‬


‫‪-1‬تفسير آية الدخان (فصلت)‪:‬‬
‫‪40‬‬

‫‪41‬‬
‫أورده قنوايت باسم ‪ :‬تفسري سورة مث استوى إىل السماء وهي دخان‪.‬‬
‫أوله‪ :‬إشارة بالدخان إىل مادة السماء فإن الدخان جوهر ظلماين واملادة منبع الظلمة‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫آخره‪ :‬إشارة إىل العقول املفارقة اليت هي حمركاهتا على سبيل التشويق واهلل أعلم حبقائق األشياء‪.‬‬
‫أما ك ارل بروكلم ان فقد ذك ره باسم ‪ :‬تفسري آية ال دخان‪ 43.‬ولالختص ار نقتصر هنا على ذكر ثالثة أم اكن يوجد‬
‫فيها هذا املخطوط ومن أراد االستزادة فلريجع إىل الفهارس اليت ذكرناها سابقا عن مؤلفات ابن سينا‪.‬‬
‫أ‪ -‬اآلصفية ‪ - [730] 3‬بروك (م) ‪.1/814‬‬
‫ب_ راغب باشا ‪ /1469 ] 140‬جمموع [‪.‬‬

‫‪ 35‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬تقدمي أمحد بك أمني‪ ،‬ص‪ ، 7 :‬وقارن بابن العماد احلنبلي‪ ،‬شذرات الذهب‪ ،‬ج‪ ، 3:‬ص‪.236 :‬‬
‫‪ 36‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،7:‬ص‪.242 :‬‬
‫‪37‬انظر جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ .‬اما سيد حسن نصر فيقول‪" :‬تدور مؤلفات ابن سينا اليت بقي منها ‪ 250‬مؤلفا تقريبا … على‬
‫مجيع املواض يع املعروفة يف العص ور الوس طى تقريبا وأغلب ه ذه الت آليف بالعربية وإن ك ان بعض ها بالفارس ية مثل داش نامة عالئي أي كت اب العل وم‬
‫املهدى إىل عالء الدولة والذي يعد أول مؤلف فلسفي بالفارسية‪ .‬وموسوعة الشفاء ‪ Sufficientia‬بالالتينية الذي يعترب أطول موسوعة علمية‬
‫كتبها إنسان مبفرده"‪ .‬سيد حسن نصر‪ ،‬ثالثة حكماء مسلمني‪ ،‬ص‪.37 :‬‬
‫‪38‬جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬تقدمي د‪.‬إبراهيم بك مدكور‪ ،‬ص‪.97:‬‬
‫‪ 39‬مقداد ياجلن‪ ،‬مؤلفات ابن سينا املخطوطة يف تركيا‪.‬‬
‫‪ 40‬مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪( ،‬عمان‪ ،)19 ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1:‬ص‪.89 :‬‬
‫‪ 41‬جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪.261:‬‬
‫‪ 42‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪.C.Brockelmann, Geschichte Der Arbischen Litteratur, Vol.1, (Lieden: Brill, 1937), p.814 43‬‬

‫‪7‬‬
‫‪44‬‬
‫ج_ رامبور‪. [ M 8261 (B) at-Tafsir 541 ] 282 /‬‬

‫‪-2‬تفسير سورة األعلى ‪:‬‬


‫أ‪ -‬الوزيري ‪117 -115(_ [ 11138/11] 1270-4/1269‬و) ضمن جمموع – ‪965‬هـ‪1557/‬م‪.‬‬
‫ب‪ -‬األكادميية األوزبكية ‪114 ( [xxx / 2385 ] 5/364‬ب ) ضمن جمموع ‪ 1075‬هـ ‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ج‪-‬رضا ] الفصل ‪ 28- [ 62– 3‬و (ضمن جمموع) –(بروك (م) ‪)814 /1‬‬
‫‪46‬‬
‫د‪-‬مشهد ‪ )66( 3/22‬سورة رقم ‪.78‬‬

‫‪-3‬تفسير سورة الفاتحة‪:‬‬


‫‪47‬‬
‫متحف موالنا (املورد ‪ ] )269/ 3 )1980( 9‬جمموع ‪ 87( - [13 /242‬ب –‪866 )180‬هـ‪.1461/‬‬

‫‪ -4‬تفسير آية الربا (البقرة ‪:)275‬‬


‫رامبور ‪6( - [ M 8991 ( B ) at-Tafsir 541 ] 1/284‬ب –‪ 9‬ب ) ضمن جمموع ق ‪10‬هـ‪/‬‬
‫‪48‬‬
‫‪631‬م ‪.‬‬

‫‪ -5‬الرسالة النيروزية في حرف أبجد‪( -‬رسالة في أسرار الحروف التي في أوائل السور القرآنية)‪:‬‬
‫‪49‬‬
‫أ‪-‬األكادميية األوزبكية ‪ 48( - [xv / 2385 ] 5/367‬ب ‪49‬أ) ضمن جمموع _ ‪ 1075‬هـ‪1664/‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬تفسير سورة اإلخالص والمعوذتين‪:‬‬


‫وردت أمساء خمطوطات تفسري سورة اإلخالص واملعوذتني يف فهارس املخطوطات على النحو التايل‪:‬‬
‫‪-1‬تفسري سورة اإلخالص واملعوذتني‪ -2 .‬تفسري املعوذتني‪-3 .‬تفسري سورة اإلخالص‪-4 .‬تفسري سورة التوحيد‪.‬‬
‫‪-5‬تفسري سورة الفلق‪-6 .‬تفسري سورة الناس‪.‬‬
‫س أكتفي هنا باإلش ارة إىل بعض أهم األم اكن اليت توجد فيها كل من س ورة اإلخالص واملع وذتني مع اإلحالة إىل‬
‫الفهارس املفصلة ملن يريد االستزادة يف املعلومات عنها‪.‬‬

‫‪ 44‬مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ ،89 :‬وجورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪ ،262-261:‬و‬
‫‪. .C.Brockelmann, Geschichte Der Arbischen Litteratur, Vol.1, p.814‬‬
‫‪ 45‬ملزيد من التفصيل انظر ‪ :‬مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.91 -90 :‬‬
‫‪46‬جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪ 264:‬رقم ‪ ،209‬ويوجد يف مركز مجعة املاجد يف ديب صورة عن هذه املخطوطة مصورة من‬
‫كتاخبانة مرعشي ب رقم ‪ 1/314‬وأما رقم املايكروفيلم يف املركز فه و‪ ، 3711 :‬وانظر ‪C.Brockelmann, Geschichte Der‬‬
‫‪. .Arbischen Litteratur, Vol.1, p.814‬‬
‫‪47‬مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.91 :‬‬
‫‪ 48‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.89 :‬‬
‫‪49‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.91 :‬‬

‫‪8‬‬
‫أ‪-‬تشسرت بييت ‪ 58( - [ 3045 )11( ] 18-1/17‬ب – ‪ 62‬أ ) ‪699‬هـ‪1299/‬م ‪ .‬ومن ه ذه النس خة‬
‫ص ورة باملايكروفيلم يف مكتبة مجعة املاجد يف ديب ورقمه ‪ .795‬وهي النس خة األص لية اليت اعتم دهتا يف التحقي ق‪.‬‬
‫ورمز إليها يف التحقيق بـ‪ :‬األصل‪.‬‬
‫ب‪-‬فهرست كتاخبانة مرعشي ‪ ،243 /1‬وعن ه ذه النس خة ص ورة باملايكروفيلم يف مكتبة مجعة املاجد يف ديب‬
‫ورقمه ‪ . 3711‬رمز إليها يف التحقيق بـ ‪ :‬م‪.‬‬
‫ج‪ -‬جامعة برنستون (خمطوطات جديدة ) ‪1( _ [ -1406 2 )1537( ] 318 -317‬ب_ ‪12‬أ ) ق‪9‬هـ‪/‬‬
‫‪630‬م‪.‬‬
‫د‪-‬املكتب اهلن دي ‪63 _ 55( _ )1079 ( )1234 ] 15-14 /2/1‬أ ) ض من جمم وع _ ‪1173‬هـ‪-‬‬
‫‪50‬‬
‫‪1179‬هـ‪1759/‬م‪1765 -‬م – ورد بعنوان تفسري سورة التوحيد واملعوذتني‪.‬‬
‫وقد طبع كل من تفسري س وريت اإلخالص والفلق يف دهلي ع ام ‪1311‬هـ‪1893/‬م‪ ،‬ويف الق اهرة‪ ،‬مطبعة الس عادة‬
‫‪51‬‬
‫عام ‪1335‬هـ‪1917/‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتناء العلماء بتفسير سورة اإلخالص البن سينا‪:‬‬


‫لقي تفسري ابن سينا عناية من العلماء‪ ،‬فكانت له شروح عدة وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تفسير سورة اإلخالص‪ :‬للعالمة جالل الدين حممد بن أسعد الصديقي الدواين (ت‪918‬هـ‪1512 /‬م)‪ ,‬وه و‬
‫‪52‬‬
‫شرح لتفسري سورة اإلخالص البن سينا‪.‬‬
‫‪ -2‬شرح تفسير سورة اإلخالص‪ :‬ملحمد بن حممد بن مصطفى أبو سعيد اخلادمي احلنفي ت‪1176‬هـ‪1762/‬م ‪.‬‬
‫يوجد منها نسخة يف جامعة برنستون (يهودا ‪ )432( 40‬الرقم ‪ . 2329‬ومنها نسخة مايكروفيلم يف مركز مجعة‬
‫‪53‬‬
‫املاجد يف دبيب ورقمه‪.3651 :‬‬
‫‪ -3‬حاش ية على تفس ير س ورة اإلخالص البن س ينا‪ :‬لأمحد الش هري بال دباين‪ .‬منها نس خة مبكتبة احلرم املكي حتت‬
‫‪54‬‬
‫رقم ‪ 12‬دهلوي‪ ،‬وهي يف ‪122‬ورقة‪21 ،‬سطرا‪21X15 ،‬سم‪.‬‬
‫‪ -4‬تفس ير س ورتي اإلخالص والفلق البن س ينا مع الترجمة والحواشي الفائقة الس نية البهية ب اللغتين العربية‬
‫واألردية‪ :‬للعامل أيب القاسم حممد بن عبد الرمحن‪ .‬وهو مدرس باملدرسة الدهلوية املوسومة بقاسم العلوم ‪.‬‬
‫‪ -1‬طبع عام ‪1311‬هـ‪1893/‬م يف دهلي‪ ،‬مطبعة مشس املطابع وهو يف ‪ 96‬صفحة‪ .‬ومن هذه الطبعة نسخة يف‬
‫مكتبة بايزيد يف تركيا ورقمها‪ 105039 :‬وقد حصلت على صورة هلذه الطبعة من هذه املكتبة‪.‬‬

‫ملزيد من املعلومات املفصلة انظر‪ :‬جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪262-261:‬و ‪C.Brockelmann, Geschichte Der‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪ . .Arbischen Litteratur, Vol.1, pp.812-14‬وقد أحصت مؤسسة آل البيت يف الفهرس الشامل ‪ 42‬خمطوطة لكل من تفسري سورة‬
‫اإلخالص واملعوذتني‪ ،‬انظر مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.92 -89:‬‬
‫‪ 51‬جورج شحاتة قنوايت‪ ،‬مؤلفات ابن سينا‪ ،‬ص‪ ،267– 266 ،264 :‬وعلي شواخ إسحاق‪ ،‬معجم مصنفات القرآن الكرمي‪( ،‬الرياض‪:‬‬
‫منشورات دار الرفاعي‪ ،)1404/1984 ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.60:‬‬
‫‪ 52‬مصطفى بن عبد اهلل حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪ ،)1402/1982 ،‬ج‪ ،1:‬ص‪-450 :‬‬
‫‪ ،451‬ومؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.545 :‬‬
‫‪ 53‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ ،90:‬وراجع بطاقات املخطوطات يف مركز مجعة املاجد يف دبيب‪.‬‬
‫‪ 54‬علي شواخ إسحاق‪ ،‬معجم مصنفات القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.60:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -2‬يوجد نسخة أخرى يف مكتبة بيت القرآن الكرمي يف الهور برقم ‪. 551-297.162‬‬
‫‪-5‬تفس ير س ورة اإلخالص مع المتن الع ربي‪ :‬وه و ترمجة باألردية لتفسري ابن س ينا‪ .‬طبع يف دهلي ع ام ‪،1905‬‬
‫‪56‬‬
‫مطبعة جمتبائي‪.‬‬
‫ومن املناسب أن نذكر اآلن اعتناء العلماء بتفسري سورة اإلخالص‪.‬‬

‫ج‪ -‬العلماء الذين ألفوا في تفسير سورة اإلخالص ‪:‬‬


‫قد أفرد العلماء تصانيف خاصة يف تفسري سورة اإلخالص‪ ،‬وذلك ألهنا تعدل ثلث القرآن ملا حتويه من معان عظيمة‬
‫يف توحيد اهلل تعاىل‪ .‬وقد كانت تآليفهم إما مستقلة عن أي سورة‪ 57،‬أو متصلة بسورة الفاحتة‪ ،‬أو بسوريت الفلق‬
‫والناس‪ .‬ومن الذين ألفوا يف تفسري هذه السورة‪:‬‬
‫ابن الدهان سعيد بن مبارك النحوي ت‪569‬هـ‪1173/‬م‪ 58,‬واإلمام فخر الدين حممد بن عمر الرازي ت‪606‬هـ‪1/‬‬
‫‪209‬م‪ 59,‬وأمحد ابن تيمية ‪728‬هـ‪1327/‬م‪ 60,‬وزين ال دين أبو الفت وح عبد ال رمحن بن أمحد بن رجب احلنبلي‪،‬‬
‫الشهري بابن رجب ت‪795‬هـ‪1392/‬م‪ 61,‬وحممد بن حممد بن مرزوق التلمساين‪ ،‬أبو عبد اهلل املعروف باحلفيد ت‪8‬‬
‫‪42‬هـ‪1438/‬م‪62,‬واألرميوين يوسف بن عبد اهلل بن سعيد احلسيين املصري الشافعي مجال الدين‪ ،‬ت‪958‬هـ‪155/‬‬
‫‪5‬م‪ 63,‬وعبد الن افع بن عمر احلم وي ت‪1016‬هـ‪ 64,‬وحممد ط اهر بن حممد مكي ال رومي القاضي احلنفي ت‪112‬‬
‫‪8‬هـ‪1715/‬م‪ 65,‬وويف ال دين بن خليل البك اين ت‪1183‬هـ‪1769/‬م‪ 66,‬وعيسى بن أمحد بن ميكائيل اخلوش ناري‬

‫‪Ismet Binark and Halit Eren, World Bibliography of Translations of the Meanings of the Holy 55‬‬
‫‪Qur'an, Printed Translatios 1515-1980 , ed. Ekmeleddin Ihsanoglu, (Istanbul: Resaearch Center for‬‬
‫‪.Islamic History, Art and Culture, 1406/1986), pp.641-642‬‬
‫‪.Ibid., p. 677 56‬‬
‫‪ 57‬معظم هذه التفاسري حتمل عنوان‪ :‬تفسير سورة اإلخالص‪ ،‬وبعضها عنوانه‪ :‬اإلخالصية أو تفسير قل هو اهلل أحد‪.‬‬
‫‪58‬حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنون‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.449 :‬‬
‫‪59‬تفسريه خمطوط ومعه تفاسري سور أخرى حمفوظة يف مكتبة جامعة امللك سعود برقم ‪ 2176/4‬م‪ .)59-47( /‬انظر‪ :‬املرجع السابق نفسه‪،‬‬
‫وانظر علي شواخ إسحاق‪ ،‬معجم مصنفات القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.22 :‬‬
‫‪ 60‬تفسريه مطبوع بتصحيح حممد بدر الدين الغساين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬املطبعة احلسينية ‪1323‬هـ‪1904/‬م‪ ,‬وبتصحيح طه يوسف شاهني‪ ،‬مطبعة السنة‬
‫احملمدية‪ .1969 ،‬انظر‪ :‬ابتسام مرهون الصفار‪ ،‬معجم الدراسات القرآنية‪( ،‬بغداد‪ :‬مطابع جامعة املوصل‪ ،)1984 ،‬ص‪.146 :‬‬
‫‪ 61‬تفسريه خمطوط حمفوظ مبكتبة اآلثار العامة ببغداد حتت الرقم‪ .36511 :‬انظر‪ :‬علي شواخ إسحاق‪ ،‬معجم مصنفات القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪،3:‬‬
‫ص‪.138 :‬‬
‫‪ 62‬املرجع السابق نفسه‪ ، ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.26 :‬‬
‫‪ 63‬املرجع السابق نفسه‪ ، ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.155 :‬‬
‫‪ 64‬املرجع السابق نفسه‪ ، ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.32:‬‬
‫‪ 65‬املرجع السابق نفسه‪ ، ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.33:‬‬
‫‪ 66‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.34:‬‬

‫‪10‬‬
‫الس هرناين الش افعي ت ‪1200‬هـ‪1785/‬م‪ 67,‬وحممد حسن خ ان فقري‪ ,‬وعبد ال رمحن خضر‪ 68،‬وأمني أحسن‬
‫‪72‬‬
‫إصالحي‪ 69،‬وشيخ اإلسالم موسى كاظم‪ 70،‬وغالم رباين‪ 71،‬وحميد الدين الفراهي‪،‬‬
‫وحسن علي مالك‪ 73،‬وحممد منر اخلطيب‪ 74،‬وعلي بن حمسن احلسين الس مناين‪ 75،‬والش يخ زاده‪ 76،‬وعبد الس الم بن‬
‫الطيب الفاسي‪ 77،‬ورجب بن حممد احللي الش يعي‪ 78،‬وأمحد بن زين ال دين اإلحس اين الش يعي‪ 79،‬وحممد بن عبد‬
‫‪81‬‬
‫الرمحن بن زكريا‪ 80،‬والواعظ القلقشندي حممد حجازي‪.‬‬

‫‪ 67‬تفسريه باللغة الرتكية‪ .‬انظر‪ :‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬


‫‪68‬طبع تفسريه يف مطبعة النجاح‪1321 ،‬هـ‪1902/‬م‪ .‬انظر‪ :‬ابتسام مرهون الصفار‪ ،‬معجم الدراسات القرآنية‪ ،‬ص‪.147 :‬‬
‫‪ 69‬حقق تفسريه أعظم كره‪ ،‬املكتبة احلامدية‪ ، 1914 ،‬وهو باللغتني العربية واألردية وترمجة لتفسري محيد الدين الفراهي السابق‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪Ismet Binark and Halit Eren, World Bibliography of Translations of the Meanings of the Holy Qur'an,‬‬
‫‪.Printed Translatios 1515-1980, p.615‬‬
‫‪ 70‬تفسريه باللغة الرتكية العثمانية‪ ،‬ومؤلف من ‪ 16‬صفحة‪ ،‬طبع يف إستانبول ‪1334‬هـ‪1918/‬م‪ ،‬مطبوعات األوقاف اإلسالمية‪ .‬انظر‪Ibid., :‬‬
‫‪.p.502‬‬
‫‪ 71‬تفسريه ترمجة إىل األردية لتفسري سورة اإلخالص واملعوذتني البن تيمية السابق‪ ،‬وهو مؤلف من ‪ 372‬صفحة‪ ،‬وطبع يف الهور ‪1344‬هـ‪/‬‬
‫‪1925‬يف مطبعة‪ .Islamic Steam Press :‬انظر‪. Ibid., p.629 :‬‬
‫‪72‬حقق تفسريه أمحد كره‪ ،‬مطبعة املعارف ‪ ،1931‬وهو مؤلف من ‪ 38‬صفحة‪ ،‬وهو تفسري مفصل لسورة اإلخالص باللغة العربية ومرتجم للغة‬
‫األردية‪ ،‬ومنه نسخة يف مكتبة بيت القرآن يف الهور ورقمها (‪ ،) 1330-297.162‬انظر‪. Ibid., p.630 :‬‬
‫‪ 73‬نشر تفسريه يف الهور ‪ ،1939‬دار املسلم للطباعة والنشر‪ ،‬باللغتني العربية واألردية‪ .‬انظر‪. Ibid., pp.630-631 :‬‬
‫‪ 74‬طبع تفسريه يف بغداد يف مطبعة النجاح‪ . 1952 ،‬انظر ‪ :‬ابتسام مرهون الصفار‪ ،‬معجم الدراسات القرآنية‪ ،‬ص‪.147 :‬‬
‫‪75‬حاجي خليفة‪ ،‬كشف الظنون‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.449 :‬‬
‫‪76‬تفسريه حاشية على تفسري سورة اإلخالص السابقة للسمناني‪ .‬انظر‪ :‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪ 77‬علي شواخ إسحاق‪ ،‬معجم مصنفات القرآن الكرمي‪ ،‬ج‪ ،3:‬ص‪.41 :‬‬
‫‪ 78‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪79‬املرجع السابق نفسه‪.‬‬
‫‪80‬تفسريه خمطوط يف مكتبة اخلزانة العامة بالرباط حتت الرقم‪2216 :‬ج‪ .‬انظر‪ :‬املرجع السابق نفسه‪،‬ج‪ ،3:‬ص‪.43:‬‬
‫‪81‬املرجع السابق نفسه‪،‬ج‪ ،3:‬ص‪.154:‬‬

‫‪11‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫صحة نسبة هذا التفسير البن سينا‬
‫ووصف المخطوطات والنسخ التي حصلت عليها المعتمدة في التحقيق‪ ،‬وغير المعتمدة‬

‫أوال‪ :‬ص حة نس بة ه ذا التفس ير البن س ينا‪ :‬أما ثب وت نس بته له من حيث املض مون فال خالف عليه ألنه متفق يف‬
‫مض مونه مع كل آرائه الفلس فية اليت سنش رحها يف املبحث الرابع‪ ،‬وأما من حيث ذكر املرتمجني له ف إن الرتمجات‬
‫القدمية مل ت ذكر معظم مؤلفاته يف التفسري ومل ت ذكر ه ذا التفسري ض من مؤلفات ه‪ ،‬أما الفه ارس احلديثة فقد ذك رت‬
‫هذا التفسري من مؤلفاته مع مؤلف ات أخرى وقد اتفقت كل النسخ اليت حصلت عليها على ذكر ابن س ينا كمؤلف‬
‫هلذا التفسري‪ .‬وهذا يؤكد نسبة هذا التفسري له‪ .‬وهناك نسخ عديدة لتفيسر سورة اإلخالص للشيخ الرئيس ابن سينا‬
‫أوصلها الفهرس الشامل إىل ‪ 39‬نسخة منتشرة يف شىت مكتبات العامل‪ 82.‬ومل أمتكن من احلصول إال على مخس منها‬
‫– تفي بإخراج املخطوط حمققا‪ -‬وهي‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬وصف المخطوطات والنسخة المطبوعة‪:‬‬
‫‪-1‬النسخة األولى‪:‬‬
‫وهي موج ودة يف دبلن يف مكتبة تشسرت بييت ‪ 58( - [ 3045 )11( ] 18-1/17‬ب – ‪ 62‬أ ) ‪699‬هـ‪/‬‬
‫‪1299‬م ‪ .‬وعن ه ذه النس خة ص ورة باملايكروفيلم يف مركز مجعة املاجد يف ديب ورقمه ‪ .795‬وهي النس خة‬
‫األصلية التي اعتمدتها في التحقيق‪ .‬ورمز إليها في التحقيق بـ‪ :‬األصل‪.‬‬
‫وصف المخطوطة‪:‬‬
‫‪-1‬العنوان‪:‬تفسري سورة اإلخالص‪.‬‬
‫‪-2‬املؤلف‪:‬للشيخ الرئيس أيب علي احلسني بن عبد اهلل بن سينا‪ ،‬قدس اهلل نفسه‬
‫‪-3‬الناسخ‪ :‬وجدت هذه العبارة يف آخر املخطوطة‪( :‬كتبه الراجي رمحة ربه) من غري ذكر االسم‪.‬‬
‫‪-4‬ت اريخ النس خ‪ :‬س نة تسع وتس عني وس تمائة هجري ة‪ ،‬وتع ادل بامليالدية س نة ‪-5 .1299‬اخلط‪ :‬نس خي‪.‬‬
‫‪-8‬املق اس‪ 16,5x :‬سم‪-9 .8,5‬الس ماعات‬ ‫‪-6‬األوراق‪/ 54] 5 :‬ب‪/58 -‬أ[ ‪-7 .‬األس طر‪.19:‬‬
‫واإلجازات واملقابالت‪ :‬يبدو أن هذه النسخة قد قوبلت بنسخة أخرى‪ ،‬ومما يدل على ذلك عبارة (بلغ) املوجودة‬
‫يف هوامش الصفحات التالية‪58 :‬أ‪61 ،‬أ‪ ،‬ويف ص‪62 :‬أ وهي آخر صفحة من تفسري املعوذتني اليت تلي مباشرة‬
‫تفسري هذه السورة‪ ،‬جند العبارة التالية‪" :‬قوبل وهلل احلمد"‪.‬‬
‫‪-10‬احلواش ي‪ :‬ت دل احلواشي العدي دة يف ه ذه النس خة على أن النس خة قد ق وبلت بنس خة أخ رى‪ ،‬إذ إن ه ذه‬
‫احلواشي اس تدراكات لس قوط يف كلمة أو مجلة أو مجل عدي دة‪ .‬وع ادة ما يشري الناسخ إىل ه ذا الس قط يف داخل‬
‫النص بوضع عالمة اإلحلاق اليت تش بة ال رقم (‪ ،)7‬مث يك رر هذه العالمة يف احلاش ية وي ذكر الش يء ال ذي س قط من‬

‫‪82‬مؤسسة آل البيت يف األردن‪ ،‬الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪.90-89 :‬‬

‫‪12‬‬
‫النص‪ ،‬وعند انتهائه من ذكر احلاشية الطويلة يضع كلمة‪( :‬صح)‪ .‬وال تكاد ختلو صفحة من هذه احلواشي ما عدا‬
‫الصفحتني األوىل واألخرية من املخطوطة‪ .‬وبعض هذه احلواشي صعب القراءة لعدم وضوح اخلط فيه‪.‬‬
‫‪-11‬الرموز املستخدمة‪ :‬يستخدم الناسخ أحيانا إشارة الدائرة اليت يف داخلها نقطة ‪ O‬للفصل بني املواضيع كما يف‬
‫ص‪55 :‬أ ‪.‬‬
‫‪-12‬طريقة رسم احلروف(اإلمالء)‪:‬‬
‫‪ -1‬كتابة األلفات‪ :‬يضع أحيانا فوق األلف املمدودة داخل الكلمة أحد العالمتني التاليتني‪:‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ ~-1‬مثل كلمة ‪ :‬الـله ص‪ 54 :‬ب‪.‬‬
‫‪ (-2‬ا ) عالمة املد الصغرية مثل كلمة اإللـه ص‪ 54 :‬ب‪.‬‬
‫‪ -2‬اهلم زة‪ :‬مل تثبت اهلم زة يف أول الكلمة ووس طها يف معظم األحي ان‪ ،‬فمثال كتبت كلم ة‪ :‬ازيد (أي‪ :‬أزي د)‪،‬‬
‫وكلمة‪ :‬اودعه (أي‪ :‬أودعه)‪ ،‬يف ص‪56 :‬أ بدون مهزة على األلف‪.‬‬
‫وأما اهلم زة يف وسط الكلمة واليت أص لها ي اء فقد أثبتت ي اء وس هلت مثل كلمة ‪ :‬لط ايف ص‪ 55 :‬أ وكلم ة‪:‬‬
‫استغنآيه‪ ،‬ص‪75 :‬ب‪ .‬وتثبت يف بعض األحيان اهلمزة مع الياء مثل كلمة أجزائه ص‪ 75 :‬ب‪.‬‬
‫واما اهلم زة آخر الكلمة فقد أثبتت يف معظم األحي ان مثل كلم ة‪ :‬ش يء ص‪65 :‬أ‪ ،‬إال أهنا ح ذفت أحيانا كما يف‬
‫كلمة مب ادي ص‪55 :‬أ‪ ،‬وقد كان من طرائق تلك العصور يف كتابة مهزة الكلمات املدودة أن يضعوا فوق األلف‬
‫عالمة مد ( ~ ) فهم هكذا يكتبون كلمة سوآ ( أي ‪ :‬سواء ) ص‪ 54 :‬ب‪.‬‬
‫ج‪-‬التنقي ط‪ :‬أثبت التنقيط يف معظم احلروف املنقط ة‪ ،‬وإن ك ان ح ذف من أم اكن عدي دة حبيث ت رى كلمة كاملة‬
‫‪84‬‬
‫غري منقطة مثل كلمة ‪ :‬يكون ( أي‪ :‬يكون ) ص‪ 85 :‬أ واليت مل تنقط أبدا ‪.‬‬
‫اعتمدت في تحقيق هذا النص على هذه النسخة لألسباب التالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهنا أقدم النسخ‪ ،‬حيث كتبت عام ‪699‬هـ‪1299/‬م‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهنا قوبلت بنسخ أخرى كما تبني من النص‪ ،‬وهذا األمر يزيد النص دقة وصحة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهنا أوضح النسخ خطاً‪ ،‬وأقلها أخطاءً‪.‬‬

‫‪-2‬النسخة الثانية‪:‬‬
‫وهي موجودة يف إيران‪ ،‬فهرست كتاخبانة مرعشي ‪ ،243 /1‬وعن هذه النسخة صورة باملايكروفيلم يف مركز مجعة‬
‫املاجد يف ديب ورقمه ‪ . 3711‬ورمز إلى هذه المخطوطة في التحقيق بـ ‪ :‬م‪.‬‬

‫وصف المخطوطة‪:‬‬
‫‪-1‬العنوان‪ :‬تفسري سورة اإلخالص واملعوذتني‪.‬‬

‫‪ 83‬إمنا أثبت هنا مناذج عن املخطوطات باحلرف الطباعي تسهيال ألمر طباعتها‪ ،‬واكتفيت بعرض مناذج حقيقية عن صور هلذه املخطوطات يف املبحث اخلامس‪.‬‬
‫اعتمدت يف وصف املخطوط على املراجع التالية‪Arther Arberry, The Chester Beaty Library, A Handlist of the :‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪ ;Arabic Manuscripts, (Dublin: Emer Walker (Irland )Ltd., 1955), pp.17-18‬و مؤسسة آل ال بيت يف األردن‪،‬‬
‫الفهرس الشامل‪( ،‬التفسري)‪ ،‬ج‪ ،1:‬ص‪ ،89 :‬وبطاقات املخطوطات يف مكتبة مركز مجعة املاجد يف ديب‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-2‬املؤل ف‪ :‬للش يخ ال رئيس ق دوة احلكم اء أيب علي حسني بن عبد اهلل بن س ينا‪ ،‬رمحة اهلل تع اىل علي ه‪-3 .‬الناس خ‪:‬‬
‫مص طفى‪-4 .‬ت اريخ النس خ‪ 1317 :‬هـ‪-5 .‬اخلط‪ :‬نس خ‪-6 .‬األوراق‪/ 1] 5 :‬ب‪/5 -‬أ[ ‪-7 .‬األس طر‪.23 :‬‬
‫‪-8‬املقاس‪ 23x 14,5 :‬سم‪.‬‬
‫‪-9‬طريقة رسم احلروف(اإلمالء)‪:‬‬
‫أ‪-‬اهلمزة‪ :‬مل تثبت اهلمزة يف أول الكلمة ووسطها يف معظم األحيان‪.‬‬
‫وأما اهلمزة يف وسط الكلمة واليت أصلها ياء‪ ،‬فقد أثبتت ياء وسهلت مثل كلمة‪ :‬حقايق ص‪ 4 :‬ب‪،‬‬
‫وكلمة‪ :‬الاليقة ص‪3 :‬ب‪ .‬وأما اهلمزة آخر الكلمة فقد أثبتت يف معظم األحيان مثل كلمة‪ :‬اإلمياء‬
‫ص‪5 :‬أ‪.‬‬
‫ب‪ -‬يالحظ يف هذه النسخة كثرة األخطاء اللغوية واإلمالئية‪ ،‬وكثرة السقط‪ ،‬وهلذا مل تعتد النسخة األم ومل تتخذ‬
‫أصال للتحقيق‪.‬‬
‫ج‪-‬يالحظ أن الناسخ يكرر دائما آخر كلمة يف الصفحات املتقابلة‪ ،‬يكررها يف أول الصفحة املقابلة‪.‬‬

‫‪-3‬النسخة الثالثة‪:‬‬
‫وهي موج ودة يف تركيا يف املكتبة الس ليمانية يف قسم بغ دتلي وهبة أفن دي‪ ،‬ورقمه ا‪ 85. 143/1 :‬وه ذه النس خة‬
‫ضمن جمموعة من رسائل البن سينا وهي‪-1 :‬رسالة يف فضائل الشراب وسياسة البدن‪-2 .‬رسالة يف احلزن‪-3 .‬‬
‫رسالة يف دفع الغم‪ .‬وقد رمزت الى هذه النسخة في التحقيق بـ‪ :‬س‪.‬‬

‫وصف المخطوطة‪:‬‬
‫‪-1‬العنوان‪ : :‬تفسري اإلخالص واملعوذتني‪.‬‬
‫‪-2‬املؤلف‪ :‬تأليف الشيخ الرئيس أبو علي احلسني بن عبد اهلل بن سينا‪ ،‬رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪-3‬الناس خ‪ :‬الس يد عبيد اهلل املع روف هباش م‪-4 .‬ت اريخ النس خ‪ :‬أواسط ذي احلجة ع ام ‪1164‬هـ‪1750 /‬م‪-5 .‬‬
‫اخلط‪ :‬فارسي‪-6 .‬األوراق‪/ 1]4 :‬ب‪/4 -‬ب[ ‪-7 .‬األسطر‪ 19 :‬متوسط‪-8 .‬املقاس‪.x 16 21 , 5:‬‬
‫‪-9‬احلواش ي‪ :‬يوجد ح واش قليل ة‪ ،‬وهي اس تدراكات لس قوط يف كلمة أو مجلة أو مجل عدي دة‪ .‬وع ادة ما يشري‬
‫الناسخ إىل هذا السقط يف داخل النص بوضع عالمة ثالث نقاط بشكل مثلث ‪ ..‬كما يف ص‪3 :‬أ و‪ 4‬ب‪.‬‬

‫‪-10‬طريقة رسم احلروف(اإلمالء)‪:‬‬


‫أ‪-‬اهلم زة‪ :‬إن طريقة كتابة اهلم زة يف ه ذه النس خة مماثل لطريقة كتابتها يف النس خة الثاني ة‪ ،‬إال أن اهلم زة يف آخر‬
‫الكلمة من هذه النسخة مل تثبت يف معظم األحيان‪.‬‬
‫ب ‪-‬تتميز هذه النسخة بأن التنقيط فيها نادر‪.‬‬
‫ج ‪-‬يالحظ أن الناسخ يكرر دائما آخر كلمة يف الصفحات املتقابلة‪ ،‬يكررها يف أول الصفحة املقابلة‪.‬‬

‫‪-4‬النسخة الرابعة‪:‬‬

‫‪ 85‬اطلعت على هذه النسخة وحصلت على صورة منها عندما زرت تركيا يف ‪.16/9/1990‬‬

‫‪14‬‬
‫وهي موجودة يف أمريكا يف مكتبة جامعة برنستون (يهودا)‪ )432(4 /‬ورقمها‪ .3329 :‬وعن هذه النسخة صورة‬
‫باملايكروفيلم يف مكتبة مجعة املاجد يف ديب ورقمه ‪ .3651‬وهي شرح لتفسري سورة اإلخالص البن سينا‪ .‬ولم‬
‫تعتمد في التحقيق‪.‬‬
‫وصف المخطوطة‪:‬‬
‫‪-1‬العنوان‪ :‬شرح تفسري سورة اإلخالص ] البن سينا[‪.‬‬
‫‪-2‬املؤلف‪ :‬حممد بن حممد بن مصطفى أبو سعيد اخلادمي احلنفي ت‪1176‬هـ‪1762/‬م ‪.‬‬
‫‪-3‬اخلط‪ :‬تعليق‪-4 .‬األوراق‪9 :‬ق ] ‪102‬ب‪110/‬ب[ ‪-5 .‬األسطر‪ 21 :‬متوسط‪-6 .‬املقاس‪.22x 16,5 :‬‬
‫‪-7‬احلواشي‪ :‬يوجد بعض احلواشي اليت هي زيادة يف شرح النص‪.‬‬
‫‪-8‬الرم وز املس تخدمة‪ :‬يضع الناسخ خطا ف وق متن ابن س ينا ليم يزه عن ش رحه‪ .‬ولم ي ورد متن ابن س ينا كله‬
‫وإنما اختار منه ما يريد شرحه فقط‪ .‬ولهذا السبب لم أعتمد على هذه النسخة في المقارنة‪.‬‬

‫‪-5‬النسخة الخامسة المطبوعة‪:‬‬


‫وهي موجودة يف اهلند يف دهلي وطبعت عام ‪1311‬هـ‪1893/‬م‪ ،‬مطبعة مشس املطابع‪ .‬ومن هذه الطبعة نسخة يف‬
‫مكتبة بايزيد يف تركيا ورقمه ا‪ 105039 :‬وقد حص لت على ص ورة هلذه الطبعة من ه ذه املكتب ة‪ .‬ويوجد نس خة‬
‫أخرى منها يف مكتبة بيت القرآن الكرمي يف الهور برقم ‪ 86. 551-297.162‬وقد رمزت الى هذه النسخة‬
‫في التحقيق بـ‪ :‬ب‪.‬‬
‫وصف المطبوعة‪:‬‬
‫‪-1‬العنوان‪ :‬تفسري سوريت اإلخالص والفلق البن سينا مع الرتمجة واحلواشي املزيلة للغواشي‪.‬‬
‫‪-2‬املؤلف‪ :‬الشيخ الرئيس أبو علي احلسني بن عبد اهلل بن سينا‪ ،‬رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪-3‬الشارح واملرتجم‪ :‬العامل أبو القاسم حممد بن عبد الرمحن‪.‬‬
‫‪-4‬اخلط‪ :‬نسخ‪-5 .‬األوراق‪ 64 :‬صفحة‪ -6 .‬األسطر‪ 5 :‬أسطر‪.‬‬
‫‪-7‬احلواش ي‪ :‬وضع نص تفسري ابن س ينا يف وسط الص فحة‪ ،‬مث وضع ح ول النص خط مس تطيل حييط ب النص‪،‬‬
‫ووضعت الرتمجة إىل األردية فوقه‪ .‬مث وضعت التعليقات العربية حول الرتمجة‪ ،‬ويفصل بني الرتمجة والتعليقات العربية‬
‫أيضا خط مس تطيل يف كل صفحة وهذه النس خة كث رية األخط اء والسقط‪ .‬وق د اعتم دت على هذه النسخة في‬
‫المقارنات بين النسخ‪.‬‬

‫‪.Halit Eren, World Bibliography, pp.641-642 86‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫منهج ابن سينا في هذا التفسير والجانب اإللهي عنده‬

‫أوال‪ :‬منهج ابن سينا في هذا التفسير ‪ :‬يعد هذا التفسير تفسيرا فلسفيا‪ .‬فابن سينا قد ضمن فيه آراءه الفلسفية‬
‫اإلهلية‪ ،‬بدءا من القول باملبدأ األول‪ ،‬وواجب الوجود‪ ،‬والعلة األوىل ‪ ،‬إىل قضية الصفات وكيفية صدور املخلوقات‬
‫عن اهلل تعاىل وغري ذلك من أمور‪.‬‬
‫وه ذا املنهج ال ذي اتبعه ابن س ينا يف ه ذا التفسري يتفق اتفاقا تاما مع فك ره الفلس في اإلهلي يف س ائر كتبه وتآليف ه‪.‬‬
‫وهو خالل شرحه لبعض القضايا يف هذا التفسري حييل إىل أهم كتاب من كتبه الفلسفية وهو الشفاء‪ .‬ويشرح ابن‬
‫سينا كل آية على حدة ‪ ،‬ويستخدم أحيانا طريقة "الفنقلة" وذلك بأن يقول مثال‪" :‬فإن قي ل …‪ .‬فنقول …‪،".‬‬
‫مث يضع خامتة لتفسريه يلخص فيها جممل األفكار اليت ناقشها يف شرحه لآليات‪ .‬وباختصار فإن هذا التفسير من‬
‫مؤلفات ابن سينا الرصينة والمتميزة في المجال الفلسفي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الجانب اإللهي عند ابن سينا‪:‬‬
‫ملا كان هذا التفسري له عالقة وثيقة بفكر ابن سينا الفلسفي كان ال بد لفهمه من تقدمي توطئة عن آرائه يف اإلهليات‬
‫بش كل مناسب وغري مط ول‪ ،‬وفهم ه ذه اآلراء اإلهلية ض روري لفهم القض ايا اإلهلية اليت ض منها يف ه ذا التفس ري‪،‬‬
‫فأقول‪:‬‬
‫يعد اجلانب اإلهلي يف فكر ابن سينا الفلسفي اجلانب األهم يف فلسفته اإلهلية‪ .‬هذه الفلسفة اليت جند فيها عمقا وأي‬
‫عمق‪ ،‬و"إثارة ملشكالت كانت موضع مناقشات مستفيضة عند فالسفة العصور الوسطى‪ ،‬وفيها إجابات هي حرية‬
‫بأن تكون موضع تأمل واهتمام املفكر الذي جتذبه دائرة امليتافيزيقيا‪ ،‬وفيها امتزاج عجيب بني فكر أرسطي وفكر‬
‫أفالط وين‪ 87،‬وفكر إس المي‪ ،‬وفيها ج دة قد نع دمها يف بعض جماالت حبوثه الطبيعية…… وإن نقطة واح دة من‬
‫مئ ات النق اط اليت أثارها يف فلس فته اإلهلية حتت اج إىل أحباث وأحباث حىت يس تطيع ال دارس أن يسرب غوره ا"‪ 88.‬وإن‬
‫اجلانب اإلهلي عنده هو الذي تعرض للنقد والرد من قبل العلماء أكثر من أي جانب من جوانب فلسفته كما ذكرنا‬
‫س ابقا يف ترمجت ه‪ .‬ويعد كت اب الش فاء (قسم اإلهلي ات)‪ ،‬والنج اة (خمتصر الش فاء)‪ ،‬واحلكمة املش رقية‪ ،‬وكت اب‬
‫اإلش ارات والتنبيه ات‪ ،‬وهو آخر ما ص نفه وأج وده‪ ،‬من أهم كتب ابن س ينا اليت ض منها آراءه يف احلكمة أو‬
‫الفلسفة‪ ،‬وقد كانت الفلسفة عنده تشمل ما يلي‪ :‬اإلهليات‪ ،‬واملنطق‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والطبيعة‪.‬‬
‫ونظرا ألن موضوع اإلهليات متشعب يف نظر ابن سينا‪ ،‬فسيقتصر حبثي على تبيان أهم األمور فيه مما خيدم فهم نص‬
‫املخطوطة اليت أحققها‪ .‬وهذه األمور هي‪:‬‬
‫‪ 87‬يقول مجيل صليبا عنه‪ :‬إنه أرسطي العقل أفالطوين القلب‪ ،‬يبين هيكال أفالطونيا حبجارة مشائية‪ .‬مجيل صليبا‪ ،‬بني ابن رشد وابن سينا‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.21‬‬
‫‪ 88‬مرفت عزت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي يف مشكليت املعرفة واأللوهية عند ابن سينا‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم الفلسفة‪،‬‬
‫‪ ،1989‬ص‪.369 :‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-1‬تعريف العلم اإلهلي‪.‬‬
‫‪-2‬واجب الوجود بذاته باعتباره املبدأ األول للوجود وطريقة االستدالل عليه‪ ،‬والرد على ابن سينا يف ذلك‪.‬‬
‫‪-3‬صفات اخلالق سبحانه وتعددها‪ ،‬والرد على ابن سينا يف ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬صفة العلم‪ ،‬والرد على ابن سينا يف ذلك‪.‬‬
‫‪-5‬نظرية الفيض عند ابن سينا‪ 89،‬والرد عليه يف ذلك‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف العلم اإللهي‪:‬‬


‫يعرف ابن سينا العلم اإلهلي‪ The Divine Science‬بأنه‪" :‬العلم الذي ندرس فيه العلل األوىل للوجود املادي‬
‫وما يتعلق هبا‪ ،‬فعلة العلل مب دأ املب ادئ وهو اهلل‪ ،‬وهو ما جيب أن نتحمس ل ه"‪ 90.‬وقد أطلق على ه ذا العلم العلم‬
‫اإلهلي ألنه يهتم مبعرفة اهلل تع اىل ومعرفة األم ور املفارقة للم ادة يف احلد والوج ود‪ ،‬فإهلي ات ابن س ينا مبقاالهتا العشر‬
‫تتكلم عن موضوعات عديدة‪ ،‬منها ما له عالقة مباشرة باهلل تعاىل كاملقالتني الثامنة والتاسعة‪ ،‬ومنها ما ليس كذلك‪،‬‬
‫فالتسمية باإلهليات من باب التوسع والتغليب‪ ،‬وهلذا يطلق على العلم اإلهلي تسميات أخرى عدة‪ 91‬وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬الفلسفة األوىل‪ :‬ألهنا العلم بأول األمور يف الوجود‪ ،‬وأول األمور يف العموم‪.‬‬
‫ب‪-‬احلكم ة‪ :‬ألهنا علم أفضل األش ياء بأفضل علم‪ ،‬فهي أفضل علم ألهنا علم اليقني‪ ،‬وأفضل معل وم ألهنا تنصب‬
‫على الب ارئ جل ش أنه‪ ،‬واألس باب اليت من بع ده‪ .‬واحلكمة عن ده قس مان ‪ :‬نظرية وعملي ة‪ ،‬واإلهلي ات من احلكمة‬
‫‪92‬‬
‫النظرية‪.‬‬
‫ج_ ما بعد الطبيع ة‪ :‬ليس املراد بالطبيعة هنا القوة اليت هي مب دأ احلركة والس كون‪ ،‬بل ي راد هبا مجلة األشياء احلادثة‬
‫عن املادة اجلسمانية مبا فيها من قوى وأعراض‪.‬‬
‫وقد ع ول ابن س ينا ‪-‬كما س نرى‪ -‬يف إهلياته كث ريا على "ميت افيزيقي" املعلم األول أرس طو‪ ،‬مع متيز ابن س ينا بأنه‬
‫كان‪" :‬أدق ترتيبا‪ ،‬وأكثر انسجاما‪ ،‬وأوضح هدفا‪ ،‬وأجلى عبارة"‪ 93‬من املعلم األول‪.‬‬

‫‪-2‬واجب الوج ود بذاته باعتب اره المب دأ األول‪ 94‬للوج ود وطريقة االس تدالل عليه عند ابن س ينا‪ ،‬وال رد عليه‬
‫في ذلك‪:‬‬

‫‪ 89‬حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫‪ 90‬مرفت عزت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي يف مشكليت املعرفة واأللوهية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.368 :‬‬
‫‪ 91‬يقول ماجد فخري‪" :‬إن قسم اإلهليات (وهو الفن الثالث عشر من موسوعته الفلسفية املعروفة بالشفاء) موضوع العلم اإلهلي(أو الفلسفة األوىل‪،‬‬
‫واحلكمة املطلقة‪ ،‬وما بعد الطبيعة كما يدعوه أيضا"‪ .‬ماجد فخري‪" ،‬موضوع اإلهليات عند ابن سينا وأسالفه"‪ ،‬يف كتاب‪ :‬ابن سينا‪ ،‬إصدار اللجنة‬
‫الوطنية اللبنانية للرتبية والعلم والثقافة (اليونيسكو)‪ ،‬ص‪.103 :‬‬
‫حممد عاطف العراقي‪ ،‬الفلسفة الطبيعية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.24 :‬‬
‫‪ 92‬عبد الرمحن بدوي‪ ،‬موسوعة الفلسفة‪( ،‬بريوت‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪)1984،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1:‬ص‪.45-44 :‬‬
‫‪ 93‬ابن سينا‪ ،‬الشفاء (اإلهليات)‪ ،‬مقدمة إبراهيم مدكور‪( ،‬القاهرة‪ :‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪1380 ،‬هـ‪1960 /‬م)‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪-7،9 :‬‬
‫‪.11‬‬
‫‪ 94‬املبدأ األول هو‪" :‬واجب الوجود بذاته‪ ،‬وما عداه ممكن يستمد الوجود منه‪ ،‬هو مبدأ ألنه يصدر عنه كل شيء‪ ،‬وأول ألنه سابق أزال على كل‬
‫وجود‪ ،‬وهو تام الوجود ألنه واجب الوجود بذاته ولذاته‪ ،‬وكل وجود فائض عن وجوده"‪ .‬ابن سينا‪ ،‬الشفاء‪ ،‬اإلهليات‪ ،‬مقدمة إبراهيم مدكور‪،‬‬
‫ج‪ ،1 :‬ص‪ .19 :‬ويعاجل ابن سينا بدقة قضية املبدأ األول يف املقالة الثامنة من اإلهليات يف الشفاء‪ .‬انظر املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪.9 :‬‬

‫‪17‬‬
‫متثل منهج ابن سينا يف حله ملشكلة األلوهية يف تطرقه ومعاجلته لألمور التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬حديثه عن واجب الوجود‪.‬‬
‫ب‪-‬دليل اإلمكان املتعلق بإمكان وجوده تعاىل‪.‬‬
‫ج‪-‬لوازم واجب الوجود‪ ،‬وهي ال خترج عن عني الذات‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫د‪-‬صفات املعاين‪.‬‬
‫فأول خطوة خطاها ابن سينا يف كالمه عن اهلل تعاىل كمبدإ أول للوجود هو إثباته لضرورة وجود واجب الوجود‬
‫ال ذي هو العلة األوىل وعلة العلل ومب دأ الكل والعلة التام ة‪ 96.‬وقد س لك يف إثباته ل واجب الوج ود طريقة مل يس بق‬
‫إليها‪ .‬ومع تأثر فلسفته اإلهلية بأرسطو إال أنه عدل يف منهجه يف إثبات وجود اهلل عز وجل عن دليل أرسطو‪ 97‬ألن‬
‫دليل أرس طو ال ي ؤدي إىل أن اهلل علة فاعلة للع امل‪ ،‬ع دل يف ذلك إىل دليله هو يف ال واجب واملمكن وال ذي يطلق‬
‫عليه أيضا الدليل الوجودي ‪ ،Preue Ontologique‬فواجب الوجود عنده هو الضروري الوجود الذي مىت‬
‫فرض غري موجود عرض منه حمال‪ ،‬أما املمكن الوجود فهو الذي مىت فرض غري موجود أو موجوداً مل يعرض منه‬
‫‪98‬‬
‫حمال‪.‬‬
‫وقد أقام ابن سينا برهانه يف التدليل على وجوب وجود اهلل تعاىل على أمرين‪:‬‬
‫‪-1‬أن العامل سلسلة مرتبة من علل ومعلوالت أي أن مجيع املوجودات اليت فيه ممكنة البد هلا من علة توجدها‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪-2‬أن هذه السلسلة تنتهي بالضرورة إىل علة ال علة هلا هو واجب الوجود بذاته‪.‬‬
‫فطريقة ابن س ينا يف إثب ات وج ود اهلل تع اىل تعتمد كل االعتم اد على التفرقة بني ال واجب واملمكن‪ ،‬فهو قد اس تدل‬
‫على وج وده تع اىل من نفس الوج ود بقطع النظر عن الواقع املش اهد من ه ذا الع امل بعكس طريقة املتكلمني ال ذين‬
‫يس تدلون حبدوث الع امل على وج وده تع اىل‪" 100،‬وي رى ابن س ينا أن ه ذا ال دليل الوج ودي هو أوثق وأش رف‬
‫وأولى من غ يره ألنه استش هاد ب الحق على كل ش يء‪ ،‬وليس استش هادا بكل ش يء على الحق تب ارك وتع الى‪.‬‬
‫وهذا الدليل هو أولى البراهين بإعطاء اليقين ألنه استدالل بالعلة على المعلول وليس استدالال بالمعلول على‬
‫‪101‬‬
‫العلة"‪.‬‬

‫‪ 95‬مرفت عزت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي يف مشكليت املعرفة واأللوهية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.371 :‬‬
‫‪ 96‬وصف اهلل تع اىل بالعلة التامة ألن مجيع األش ياء توجد من أجله ا‪ ،‬وهي ال توجد من أجل ش يء‪ .‬ابن س ينا‪ ،‬الش فاء‪ ،‬اإلهلي ات‪ ،‬مقدمة إب راهيم‬
‫م دكور‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪ ،19 :‬وك ذلك انظر كالم الفيلس وف الكن دي ال ذي يصف اهلل تع اىل بأنه (العلة األوىل اليت ال علة هلا‪ ،‬واملتممة اليت ال متتم‬
‫هلا) يف مجيل صليبا‪ ،‬املعجم الفلسفي‪( ،‬بريوت‪ :‬الشركة العاملية للكتاب‪1414 ،‬هـ‪ ،)1994/‬ج‪ ،1:‬ص‪.184 :‬‬
‫‪ 97‬دليل أرس طو هو بره ان احلركة ال ذي ع ول عليه يف اجلزء الث امن من ( الس ماع الط بيعي )‪ ،‬وع اد إليه يف كتابه (ما بعد الطبيع ة)‪ . .‬ابن س ينا‪،‬‬
‫الشفاء‪ ،‬اإلهليات‪ ،‬مقدمة إبراهيم مدكور‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 98‬مرفت عزت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي يف مشكليت املعرفة واأللوهية عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.389 :‬‬
‫‪ 99‬بدوي‪ ،‬موسوعة الفلسفة‪ ،‬ص‪ .47 :‬يقول سامل مرشان موضحا هذه الفكرة‪" :‬فعلة الوجود عند ابن سينا هي الوجوب‪ ،‬والسبب املهيئ له هو‬
‫اإلمكان‪ ،‬وهو ضروري إلثبات الوجود‪ ،‬فالوجوب إذن هو السبب الرئيس لإلخراج من حالة اإلمكان إىل حالة الوجود ولوال هذا الستمر كل‬
‫شيء يف حالة اإلمكان‪ .‬سامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.343_342 :‬‬
‫‪ 100‬مرفت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي‪ ،‬ص‪ .383 :‬ويسمى دليل املتكلمني كذلك بدليل احلدوث‪.‬‬
‫‪101‬سامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪ ،344_343 :‬وقارن بابن سينا‪ ،‬الشفاء (اإلهليات ‪ ،)2‬قدم له إبراهيم مدكور‪ ،‬وحققه حممد‬
‫يوسف موسى وسليمان دنيا وسعيد زايد‪( ،‬القاهرة‪ :‬اهليئة العامة لشؤون املطابع األمريية‪ ،)1380/1960 ،‬ص‪.354 :‬‬

‫‪18‬‬
‫وباإلضافة إىل االستدالالت السابقة على وجود اهلل تعاىل فقد عزز ابن سينا استدالالته على وجود اهلل تعاىل بآيات‬
‫اآلف اق واألنفس وباالستش هاد عليه س بحانه بكل ش يء كما دلت على ذلك آي ات الق رآن الك رمي مثل قوله تع اىل‪:‬‬
‫(سنريهم آياتنا يف اآلفاق ويف أنفسهم حىت يتبني هلم أنه احلق أومل يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)‪102،‬وهكذا‬
‫اختذ ابن س ينا من التأمل العقلي أو النظر العقلي يف النفس والوج ود طريقا إلثب ات واجب الوج ود (اهلل) عز‬
‫‪103‬‬
‫وجل‪.‬‬
‫ويالحظ أن ابن س ينا أذعن يف املق دمتني الس ابقتني من برهانه يف الت دليل على وج وب وج ود اهلل تع اىل للف ارايب‬
‫ولعلماء الكالم كاجلويين‪ ،‬الذين يقول ون بأن العامل كله جائز‪ ،‬فابن سينا أذعن هلم بالرغم من انتقاده لعلماء الكالم‬
‫ابن س ينا‬‫ابن رشد يف كت اب الكشف َ‬ ‫وزعمه أن احلاجة إىل ال واجب هي اإلمك ان ال احلدوث‪ .‬وقد انتقد ُ‬
‫علىخضوعه لعلماء الكالم يف هذا‪ .‬ويظهر أن ابن سينا مل يقدم هذه املقدمات إال ليتوصل إىل القول بإبداع العامل‬
‫على وجه ش بيه بطريقة األفالطونية احلديث ة‪ ،‬وهو هبذا املعىن ك أفالطون جيعل املادة قدمية ولكنه جيردها من كل‬
‫‪104‬‬
‫حقيقة جوهرية‪ ،‬ويزعم أهنا مقر اإلمكان والعدم‪.‬‬
‫وك ان اهلدف ال رئيس البن س ينا يف إثباته ل واجب الوج ود بالطريقة الس ابقة هو التوفيق بني نظ رة اإلس الم يف أن‬
‫للك ون خالق ا‪ ،‬وأن الك ون خمل وق‪ ،‬وبني النظ رة الفلس فية اليت تق ول بق دم الع امل‪ ،‬إال أن ابن س ينا قد أخفق يف ه ذا‬
‫التوفيق مما جعله عرضة للنقد من علم اء وفالس فة مثل الغ زايل وابن رشد وابن خل دون وغ ريهم‪ .‬فأما الغ زايل فقد‬
‫كف ره ألن آراءه ت ؤدي للق ول بق دم الع امل‪ 105،‬وأما ابن رشد فقد انتقد ابن س ينا ألنه خ رج عن املنهج األرس طي‬
‫عندما تناقض يف تقسيمه للموجودات إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪-1‬املمكن بذاته‪.‬‬
‫‪-2‬الواجب بغريه املمكن بذاته‪ ،‬وهو يشتمل على الكائنات ما خال اهلل‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫‪-3‬الواجب بذاته وهو املبدأ األول أي اهلل الذي يفيض منه الوجوب‪.‬‬
‫واع رتاض ابن رشد هو على القسم الث اين من ه ذا التقس يم إذ اعت ربه "يف غاية الس قوط وذلك أن املمكن يف ذاته‬
‫وج وهره ليس ميكن أن يع ود ض روريا من قبل فاعله إال إذا انقلبت طبيعة املمكن إىل طبيعة الض روري"‪ 107‬وه ذا‬
‫حمال‪.‬‬
‫‪ 102‬فصلت‪.53 :‬‬
‫‪103‬مرفت بايل‪ ،‬االجتاه اإلشراقي‪ ،‬ص‪.389 :‬‬
‫‪ 104‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬تد‪-‬ته‪.‬‬
‫‪ 105‬الغزايل‪ ،‬هتافت الفالسفة‪ ،‬حتق حممود بيجو‪( ،‬دمشق‪ :‬دار األلباب‪ ،)1419/1998 ،‬ص‪ ،72-69 :‬وقارن بابن سينا‪ ،‬الشفاء‪ ،‬اإلهليات‪،‬‬
‫مقدمة إبراهيم مدكور‪ ،‬ص‪ ،22:‬ووفاء تقي الدين‪ ،‬املصطلحات العلمية يف كتاب القانون البن سينا‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.78-77:‬‬
‫‪ 106‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪( ،‬دمشق‪ :‬مكتبة النشر العريب‪ ،)1356/1937 ،‬ص‪ :‬تا‪ .‬حظي تقسيم ابن سينا للوجود إىل‬
‫ممتنع وممكن وواجب بقبول الفالسفة املسلمني املتأخرين واملدرسيني الالتني‪ ،‬وهو من ابتكار ابن سينا ‪ .‬واحلقيقة أن ابن سينا يبين فلسفته كليا على‬
‫التفرقة بني هذه األقسام الثالثة والعالقة بني كل من املاهية والوجود‪ .‬انظر سيد حسن نصر‪ ،‬ثالثة حكماء مسلمني‪ ،‬ص‪.41-40:‬‬
‫‪ 107‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬تج وتد‪ .‬اخلالصة يف الفرق بني آراء ابن سينا وابن رشد فيما يتعلق بتقسيم املوجودات‬
‫إىل ال واجب واملمكن هو ‪" :‬أن ابن رشد جييز انقس ام املوج ودات إىل ممكن وواجب يف احلركة ومينعه يف اجلواهر ألن اجلواهر عن ده أزلية والبق اء هلا‬
‫من قبل ذاهتا ال من قبل غريها‪ ،‬واملمكن الوجود ال ميكن أن يصبح واجب الوجود إال إذا انقلبت فيه طبيعة اإلمكان إىل طبيعة الضرورة‪ ،‬واإلمكان‬
‫السرمدي هو الوجود الضروري‪ .‬أما عند ابن سينا فإن اجلواهر ممكنة بذاهتا وواجبة بغريها ‪ ،‬واجلزئيات أعراض ممكنة بالقياس إىل الكليات‪ ،‬وقولنا‬
‫إهنا أعراض ممكنة بذاهتا وواجبة بغريها ال جيعل العامل يف حظرية اإلمكان بل جيعله مع إمكانه مصطبغا بصبغة الوجوب"‪ .‬مجيل صليبا‪ ،‬بني ابن سينا‬
‫وابن رشد‪ ،‬فصلة من جملة جممع اللغة العربية بدمشق‪ ،‬ج‪ ،1 :‬م ‪( ،50‬دمشق‪ ،)1395/1975 ،‬ص‪.17-16 :‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -3‬صفات الخالق سبحانه وتعددها‪ ،‬والرد على ابن سينا في ذلك‪:‬‬
‫وصف اهلل تع اىل ذاته يف الق رآن الك رمي بص فات عدي دة ومنها ما أطلق عليه العلم اء اسم ص فات املع اين وهي ‪:‬‬
‫(احلي اة‪ ،‬واإلرادة‪ ،‬والق درة‪ ،‬والعلم‪ ،‬والس مع‪ ،‬والبص ر‪ ،‬والكالم)‪ ،‬وه ذه الص فات الكرمية مالزمة لل ذات وال تتن اىف‬
‫مع وحدانيته س بحانه وال ت ؤدي للتع دد يف ذاته العلي ة‪ .‬بينما رأى أك ثر الفالس فة وعلى رأس هم ابن س ينا مت أثرا مبن‬
‫سبقوه‪ ،‬وبناء على تعريفه لواجب الوجود‪ ،‬وبناء على بساطة ذات اهلل تعاىل‪ ،‬رأى أن كل الصفات اليت وردت يف‬
‫الش رع وجتب هلل تع اىل إمنا ترجع لص فة العلم واإلدراك على اعتب ار أن ذات اهلل علم حمض‪ ،‬وعقل حمض‪ ،‬وإدراك‬
‫حمض‪ 108.‬فإرادة اهلل تعاىل مثال ليست مغايرة الذات لعلمه‪ ،‬وال علمه مغاير إلرادته‪ ،‬بل إن علمه هو عني إرادته‪،‬‬
‫‪109‬‬
‫وإرادته هي عني قدرته‪ ،‬وإرادته هي كون ذاته عاقلة للكل‪.‬‬
‫وليست حماولة ابن س ينا هي احملاولة األوىل يف رد الص فات اليت وردت يف الش رع إىل ص فة ال تتن اىف مع بس اطة‬
‫واجب الوج ود بذات ه‪ ،‬فقد ق ام املعتزلة قبله ب رد الص فات إىل ص فة واح دة هي العلم ‪ ،‬وذلك هبدف تنـزيه الب اري‬
‫س بحانه‪ ،‬وك ذلك ح اول الف ارايب قبل ابن س ينا‪ ،‬إال أن ابن س ينا قد ف اق من قبله يف وض وحه ودقة تفص يالته‬
‫‪110‬‬
‫وتعليالته‪.‬‬
‫وال يخفى خطأ المعتزلة وابن سينا ومن سار على نهجهم في رد الصفات إلى صفة واحدة أو اثنتين بسبب أن‬
‫وظيفة كل ص فة تختلف عن األخ رى مع نى ومتعلق ا‪ ،‬فكيف يمكن مثال رد ص فة العلم إلى الق درة واإلرادة أو‬
‫العكس‪ ،‬مع العلم بأن وظيفة ومتعلق كل صفة مغاير لألخرى؟‪.‬‬
‫حاول ابن سينا أن يرد الصفات األخرى أي غري صفات املعاين كصفات الس لوب مثال‪ ,‬إىل نفس الذات وذلك إما‬
‫عن طريق السلب أو عن طريق اإلضافة‪ ،‬وإما عن عن طريق السلب واإلضافة معا‪ ،‬وقد علل ابن سينا سبب اختياره‬
‫له ذين الط ريقني بأهنما يع ربان فعال عن كم ال واجب الوج ود وحيافظ ان على وحدته وبس اطة ماهيته‪ .‬ويعترب هذا‬
‫‪111‬‬
‫التعليل والشرح ميزة امتاز هبا ابن سينا عمن سبقوه‪.‬‬
‫لذلك يقول ابن سينا شارحا ما تقدم يف شأن الصفات‪:‬‬
‫"مث إن العلم واإلرادة واحلياة ومجيع الصفات األخرى ليست مقومة لذات اإلله ألهنا لو كانت كذلك ألوجبت يف‬
‫ذاته كثرة ‪ ،‬وكانت هي نفسها قدمية‪ ،‬إال ان الصفات بعضها موجود يف الواجب مع إضافة‪ ،‬وبعضها موجود فيه‬
‫مع سلب‪ ،‬فليست توجب إذن يف ذاته كثرة وال مغايرة ‪ ،‬فلو قال قائل‪ :‬إن اإلله واحد مل يعن إال الوجود مسلوبا‬
‫عنه القس مة والش ريك‪ ،‬وإذا ق ال‪ :‬عقل وعاقل ومعق ول مل يعن إال ه ذا الوج ود اجملرد يف نفسه مس لوباً عنه ج واز‬

‫‪ 108‬سامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.344 :‬‬


‫‪ 109‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬تز‪ .‬يقول ابن سينا يف املقالة الثامنة من اإلهليات الفصل السابع‪ :‬فواجب الوجود ليست‬
‫إرادته مغايرة لعلمه‪ ،‬وال مغايرة املفهوم لعلمه فقد بينا أن العلم الذي له بعينه هو اإلرادة اليت له‪ .‬ابن سينا‪ ،‬الشفاء (اإلهليات ‪ ،)2‬قدم له إبراهيم‬
‫مدكور‪ ،‬وحققه حممد يوسف موسى وسليمان دنيا وسعيد زايد‪ ،‬ص‪ .367 :‬وقارن بابن سينا‪ ،‬كتاب النجاة يف احلكمة املنطقية والطبيعية واإلهلية‪،‬‬
‫حتقيق ماجد فخري‪( ،‬بريوت‪ :‬دار اآلفاق اجلديدة‪ ،)1985 /1405 ،‬ط‪ ،1‬ص‪.268 :‬‬
‫‪ 110‬سامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.345-344 :‬‬
‫‪ 111‬املرجع الس ابق نفس ه‪ ،‬ص‪ .346-345 :‬وق ارن ‪ .‬ب ابن س ينا‪ ،‬الش فاء (اإلهلي ات ‪ ،)2‬ق دم له إب راهيم م دكور‪ ،‬وحققه حممد يوسف موسى‬
‫وسليمان دنيا وسعيد زايد‪ ،‬ص‪.354 :‬‬

‫‪20‬‬
‫خمالطة املادة وعالئقها مع اعتبار إضافة‪ ،‬وإذا قيل ‪ :‬مريد مل يعن إال كون واجب الوجود مع عقليته‪ ،‬أي سلب املادة‬
‫‪112‬‬
‫عنه‪ ،‬مبدأ لنظام اخلري كله"‪.‬‬
‫فابن سينا قد تأثر يف مسألة الصفات مبن سبقوه من الفالسفة فه و أوال‪ :‬أخذ بكثري من الصفات اليت ذكرها أرسطو‬
‫لكنه قد غري بعض ها كعلم اهلل ب الكون _كما س نرى‪ -‬وأكملها لي دخل عليها ش يئا من احلي اة واحلرك ة‪ .‬فاإلله عند‬
‫أرسطو ال يفعل شيئا وليس له رغبة وال إرادة وال غاية‪ ،‬وهو فعل حمض وعقل حمض ال يعقل إال ذاته‪.‬‬
‫أما اإلله عند ابن س ينا فهو ج امع للص فات اليت ذكرها أرس طو ولكنه ف وق ذلك خري حمض وعقل حمض ومعق ول‬
‫‪113‬‬
‫حمض وعاقل حمض‪ ،‬وهو حليم وعليم وحي وقادر ومريد وهو املبدع األول‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أخذ ابن سينا بنظرية سلب الصفات اليت أخذ هبا األفالطونية احلديثة واملعتزلة والكندي والفارايب‪ ،‬إال أن ابن‬
‫سينا متيز مبنهجه وتعليالته‪ ،‬فهو قد علل سبب اختياره لطريقة السلب يف الصفات أنه للمحافظة على وحدة واجب‬
‫‪114‬‬
‫الوجود وبساطة ماهيته‪.‬‬
‫وال شك أن منهج ابن س ينا الس ابق في الص فات ال يتفق مع المنهج اإلس المي في الص فات‪ ،‬إذ إن أبسط‬
‫محظ ور يقع فيه هو تعطيله لص فات عدي دة ومتعلق ات ه ذه الص فات ال تي أثبتها اهلل تع الى لنفس ه‪ ،‬فال يعقل‬
‫إلغاؤها ال عقال وال ش رعا‪ .‬وه ذا احملظ ور ال ذي وقع فيه ابن س ينا ظهر جليا عن دما تن اول ص فة العلم وعلم اهلل‬
‫بالكون‪ .‬وهو ما سنفصله اآلن‪.‬‬

‫‪ -4‬صفة العلم‪ ،‬والرد على ابن سينا في ذلك‪:‬‬


‫أثبت ابن س ينا هلل تع اىل ه ذه الص فة‪ ،‬إال أنه خ الف كال من أرس طو والعقي دة اإلس المية ومل ينجح يف التوفيق بني‬
‫الدين والفلسفة يف هذا األمر أيضا‪.‬‬
‫أما خمالفته ألرس طو فبعدم متابعته ألرس طو الذي يقول بأن واجب الوج ود ال يعلم إال ذاته‪ ،‬فق رر ابن س ينا أن اهلل‬
‫تعاىل يعلم ذاته ويعلم غريه مبا ال يتناىف مع اخلصائص الفلسفية لواجب الوجود بذاته‪" ،‬فاألول وهو اهلل تعاىل عقل‬
‫يعقل ذاته ويل زم عن ه ذا أنه عاقل ومعق ول يف نفس ال وقت‪ ،‬وكونه معق وال وع اقال ال يتك ثر يف ذاته ولو‬
‫‪115‬‬
‫باالعتبار"‪.‬‬
‫ابن س ينا أن اهلل تع الى يعلم األش ياء علما كلي ا‪ ،‬وكي ال خيالف الق رآن اس تخلص من علم اهلل بالكلي ات‬ ‫وي رى ُ‬
‫علمه سبحانه باجلزئيات‪ ،‬أي أن اهلل يعلم األسباب ويعلم ضرورة ما يرتتب عليها فيكون مدركا لألمور اجلزئية من‬
‫حيث هي كلية‪ 116.‬وبذلك ينكر ابن سينا علم اهلل باجلزئيات وتفصيالهتا‪ ،‬وذلك مبين عنده على أمرين ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما اعتقده من تنـزيه الباري سبحانه من أي تغري يف ذاته من قريب أو بعيد‪ ،‬ألن العلم باجلزئيات يقتضي التغري‪.‬‬
‫‪ -2‬إن نظريته يف املعرفة تعترب أن العلم بالكليات أعلى رتبة من العلم باجلزئيات‪ ،‬فعلم اهلل كلي ال جزئي‪ ،‬ألن العلم‬
‫بالكلي ات يك ون بالتعق ل‪ ،‬والعلم باجلزئي ات يك ون باإلحس اس والتخي ل‪ ،‬واملعرفة احلاص لة عن طريق اإلحس اس‬

‫‪ 112‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬تو‪ . .‬وقارن بابن سينا‪ ،‬كتاب النجاة يف احلكمة املنطقية والطبيعية واإلهلية‪ ،‬حتقيق ماجد‬
‫فخري‪ ،‬ص‪.287 :‬‬
‫‪ 113‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪ :‬تط ويت‪.‬‬
‫‪ 114‬قارن باملرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪ :‬تز‪ ،‬وسامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.346– 345 :‬‬
‫‪ 115‬املرجع السابق نفسه‪ ،‬ص‪ . .346 :‬وقارن بابن سينا‪ ،‬كتاب النجاة يف احلكمة املنطقية والطبيعية واإلهلية‪ ،‬حتقيق ماجد فخري‪ ،‬ص‪.281 :‬‬
‫‪ 116‬ابن سينا‪ ،‬الشفاء (اإلهليات)‪ ،‬مقدمة إبراهيم مدكور‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.21 :‬‬

‫‪21‬‬
‫والتخيل دون املعرفة احلاص لة عن طريق التعق ل‪ ،‬وإن نت ائج املعرفة عن طريق اإلحس اس والتخيل جزئية ونس بية‬
‫ومتغرية‪ ،‬واهلل تعاىل منـزه عنها‪ ،‬فتكون النتيجة أن علم اهلل تعاىل كلي ال جزئي‪.‬‬
‫هبذا يكون ابن سينا قد وقع يف خمالفة صرحية للقرآن الكرمي الذي يثبت علم اهلل تعاىل بتفاصيل الكون حىت أنه ال‬
‫تسقط ورقة من شجرة إال ويعلمها‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ ( :‬وما تسقط من ورقة إال يعلمها)‪ 117،‬وقال تعاىل‪( :‬ال يعزب‬
‫عنه مثقال ذرة يف السماوات وال يف األرض)‪ 118،‬وانتظام الكون الذي نعيش فيه بشكل حتار منه العقول كل ذلك‬
‫ابن سينا بأنه كيف يزعم أن اهلل تعاىل يعلم األشياء علما‬
‫الغزايل َ‬
‫ُ‬ ‫يدلنا على علم اهلل احمليط بكل شيء‪ 119.‬وقد انتقد‬
‫كليا ال يدخل حتت الزمان وال خيتلف باملاضي واملستقبل واآلن‪ ،‬ومع ذلك زعم أنه ال يعزب عن علمه مثقال ذرة‬
‫‪120‬‬
‫يف السماوات وال يف األرض‪ ،‬وأنه يعلم اجلزئيات بنوع كلي‪ ،‬فهل هذا أصال يسمى علما باجلزئيات؟‬

‫‪-5‬نظرية الفيض عند ابن سينا والرد عليه في ذلك‪:‬‬


‫قد ذكر ابن سينا يف تفسري سورة اإلخالص عبارات هلا عالقة قوية بنظرية الفيض‪ 121‬وهلذا اقتضى األمر شرحها ‪.‬‬
‫تسمى هذه النظرية الفيض أو الصدور‪( 122‬صدور املخلوقات عن اهلل تعاىل)‪ ،‬وهي اليت تفسر لنا عالقة الكون‬
‫خبالقه‪ .‬وقد أخذ ابن سينا هبذه النظرية متاثرا بالفارايب قبله وكان مصدرمها الفيلسوف أفلوطني‪ ،‬وقد مجعا يف هذه‬
‫النظرية بني آراء أفالطون وأرسطو وخلطاها بعضها ببعض كل ذلك هبدف اجلمع بني الدين والفلسفة مبا يتعلق‬
‫مبسألة اخللق‪" 123.‬فأخذا من أرسطو قوله إن فوق العامل إهلا‪ ،‬وأن هناك أفالكا ذات حركات مستديرة ‪ ،‬وأهنا‬
‫تتحرك بتأثري العقول ‪ ،‬وأخذا عن أفالطون وأفلوطني قوهلم إن الكثري ال يصدر عن الواحد‪ ،‬وأن اإلله يعقل ذاته ‪،‬‬
‫ويعقل األشياء على الوجه الكلي‪ ،‬وأن عقله لذاته يولد العقل األول‪ ،‬وأن العقل يتأمل الواحد ويعود إليه‪ ،‬مث إن‬
‫هذه اآلراء قد مزجت عند ابن سينا بآراء املنجمني وتعاليمهم‪ ،‬وقد كان الطبيعيون واملنجمون يف ذلك العصر‬
‫ينسبون إىل األجرام السماوية أفعاال وآثارا يف هذا العامل خمتلفة‪ ،‬تدل على اختالف طبائعها‪ ،‬فيفيض عن اجلرم‬
‫األقصى على األجسام استعداد املادة لقبول الصورة‪ ،‬ويفيض منه على النفوس ما يهيئها لقبول العقل بالفعل‪،‬‬
‫ويفيض من كوكب زحل قوة تفعل يف األجسام بردا ومجودا‪ ،‬وتُولد يف النفوس استعدادا لقبول التخيل والتذكر‬
‫والتفكر والتوهم … وهذا التأثري الذي لألجرام السماوية يف أحوال املوجودات األرضية هو هناية ما توصلت إليه‬
‫هذه النظرية العجيبة"‪ 124.‬وتستند نظرية الفيض عند ابن سينا إىل ثالثة مبادئ‪-1 :‬تقسيم املوجودات إىل ممكن‬
‫‪125‬‬
‫وواجب‪-2 .‬أن الواحد ال يصدر عنه إال واحد‪-3 .‬أن تعقل اإلله علة للوجود على ما يعقله‪.‬‬

‫‪ 117‬األنعام‪.59 :‬‬
‫‪118‬سبأ‪.3 :‬‬
‫‪ 119‬انظر رد اإلمام بديع الزمان سعيد النورسي على الفالسفة يف هذا األمر يف كتابه‪ :‬الكلمات‪ ،‬ترمجة إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬ص‪،477-472 :‬‬
‫وص‪.646 :‬‬
‫‪ 120‬بدوي ‪ ،‬موسوعة الفلسفة‪ ،‬ص‪.49 :‬‬
‫‪ 121‬وذلك مثل قوله عند ش رحه لقوله تع اىل (مل يلد ومل يول د)‪ …( :‬ملا ك انت هويته تقتضي اإلهلية اليت معناها اإلفاضة على الكل وإجياد الكل‬
‫فلعله يفيض عن وجوده وجود مثله…) ‪.‬‬
‫‪ 122‬ابن سينا‪ ،‬الشفاء (اإلهليات)‪ ،‬مقدمة إبراهيم مدكور‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.21 :‬‬
‫‪ 123‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬مت‪.‬‬
‫‪ 124‬مجيل صليبا‪ ،‬من أفالطون إىل ابن سينا‪ ،‬ص‪.98-97 :‬‬
‫‪ 125‬مجيل صليبا‪ ،‬ابن سينا‪ ،‬درس ‪ ،‬حتليل ‪ ،‬منتخبات‪ ،‬ص‪ :‬مت‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-6‬ردود فعل العلماء والفالسفة المسلمين على نظرية الفيض‪:‬‬
‫كانت ردود فعل العلماء والفالسفة املسلمني على هذه النظرية قاسية وعنيفة‪ .‬فقد قال الغزايل معلقا عليها بتهكم‪:‬‬
‫"ما ذكرمتوه حتكمات‪ ،‬وهو على التحقيق ظلمات فوق ظلمات‪ ،‬لو حكاه اإلنسان يف نومه عن منام رآه الستدل‬
‫به عن س وء مزاج ه"‪ 126.‬وق ال ابن رش د‪" :‬والعجب كل العجب كيف خفي ه ذا على أيب نصر وابن س ينا ألهنما‬
‫‪127‬‬
‫أول من قال هذه اخلرافات فقلدمها الناس‪ ،‬ونسبوا هذا القول إىل الفالسفة"‪.‬‬
‫إن ابن س ينا ابتعد يف ه ذه النظرية املتهافتة عن أرس طو‪ ،‬وم زج آراءه ب آراء افالط ون هبدف التوفيق بني ال دين‬
‫والفلسفة بيد أنه فشل مرة أخرى‪ .‬والتزامه هبذه النظرية لزم عنه خمالفة واضحة للعقيدة اإلسالمية يف األمور التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬بالرغم من أن ابن سينا يقول خبلق العامل ليوافق بذلك العقيدة اإلسالمية فإنه يتناقض عندما يقول بأن العامل‬
‫ممكن بذاته واجب بغريه مما يلزم عنه قدم العامل وأزليته‪ ،‬فهو يرى أن اهلل تعاىل كان والعامل معه‪ ،‬ال أنه كان اهلل مث‬
‫خلق الع امل‪ ،‬وظ اهر فس اد ه ذا ال رأي ألن الع امل ح ادث وخمل وق خلقه اهلل تع اىل‪ ،‬وال ميكن أن يك ون ق دميا‪ ،‬كما‬
‫ثبت ذلك يف الق رآن‪ ،‬وك ذلك فقد أثبت العلم الح ديث أن للك ون بداي ة‪ ،‬وأنه ليس أزليا كما ك ان يظن‬
‫‪128‬‬
‫الفالسفة‪.‬‬

‫فات كص فات اخلالق س بحانه‪ ،‬وتنسب إليها اخلل ق‪ ،‬فهي‬ ‫ثاني ا‪ :‬تعطي نظرية الفيض الوس ائ َط والعق ول املفارقة ص ٍ‬
‫دير املطل َق على كل ش يء واملس تغين املطلق عن كل ش يء‪،‬‬ ‫تش ارك اهلل يف ربوبيت ه‪ ،‬وتُظهر هذه النظرية املتهافتة الق َ‬
‫تظهره على أنه حباجة للوسائط العاجزة كي خيلق‪ 129،‬سبحانه وتعاىل عن ذلك علوا كبريا‪ .‬وال ترتك هذه النظرية‬
‫جماال حلرية واختيار اخلالق سبحانه بل ختضعه للضرورة ونظام الكون العام‪ ،‬وهذا خيالف العقيدة اإلسالمية خمالفة‬
‫واضحة ألن اهلل تعاىل هو وحده خالق هذا الكون بكل عوامله ومبدعه ومدبره‪ ،‬وهو خمتار يفعل ما يشاء‪ ،‬ال يُسأل‬
‫عما يفعل وغ ريه يُس أل‪ ،‬وإرادته ناف ذة يف كل ش يء ق ال اهلل تع اىل‪( :‬إمنا أم ره إذا أراد ش يئا أن يق ول له كن‬
‫فيك ون)‪ 130،‬وق ال أيض ا‪( :‬قل أئنكم لتكف رون بال ذي خلق األرض يف ي ومني وجتعل ون له أن دادا ذلك رب‬
‫الع املني… ذلك تق دير العزيز العليم)‪ 131،‬فه ذه اآلي ات‪ ،‬وغريها كث ري‪ ،‬ص رحية يف أن اهلل تع اىل يفعل عن إرادة يف‬
‫‪132‬‬
‫أزمان متباينة‪ ،‬مما يتنايف مع فكرة اخللق باإلجياب والفرض الضروري اليت تتضمنها نظرية الفيض‪.‬‬

‫‪ 126‬الغزايل‪ ،‬هتافت الفالسفة‪ ،‬حتقيق حممد بيجو‪ ،‬ص‪.71-70 :‬‬


‫‪ 127‬مجيل صليبا‪ ،‬من أفالطون إىل ابن سينا‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫‪,Stephen Hawking, A Brief History of Time, from the Big Bang to Black Holes‬‬ ‫‪128128‬‬

‫‪( London: Bantam books:1988 ), pp. 123, 183 – 185, and Nigel Calder, The Key to the Universe,‬‬
‫‪(Rugby, Warwickshire: Jolly and Barber Ltd., 1977 ) and Dennis Overbye, Before the Big Bang,‬‬
‫‪There Was What?, The New York Times, May 22, 2001.‬‬
‫وانظر كذلك راشد املبارك‪ ,‬هذا الكون ماذا نعرف عنه‪ ( ,‬دمشق‪ :‬دار القلم‪ ,) 1417 / 1996 ،‬ص‪.63 -61 ،56 -51:‬‬
‫‪ 129‬سعيد النورسي ‪ ،‬الكلمات‪ ،‬ترمجة إحسان قاسم الصاحلي‪ ،‬ص‪.644 :‬‬
‫‪ 130‬يس‪.82 :‬‬
‫‪ 131‬فصلت‪.12-9 :‬‬
‫‪132‬سامل مرشان‪ ،‬اجلانب اإلهلي عند ابن سينا‪ ،‬ص‪.350_349 :‬‬

‫‪23‬‬
‫هذه باختصار فكرة األلوهية عند ابن سينا اليت تقوم برأيه على أساس التوحيد والتنـزيه‪ ,‬فالتقت يف بعض جوانبها‬
‫مع العقي دة اإلس المية إال أهنا خالفتها يف كثري من األم ور‪ .‬التقت معها يف إثب ات وج ود واجب الوج ود‪ ،‬وخالفتها‬
‫يف نفي الصفات وحصر علم اهلل تعاىل يف اجلزئيات ونظرية الفيض‪.‬‬
‫فابن سينا وإن مل ينجح يف الدمج بني العناصر الفلسفية والدينية اإلسالمية كسلفه الفارايب‪ ,‬إال أنه استطاع أن يبين‬
‫مذهبا فلسفيا خاصا به وأن يظهره بشكل متناسق متناغم‪.‬‬
‫المبحث الخامس‬
‫عملي في التحقيق وصور عن النسخ المخطوطة‬
‫ينقسم عملي يف حتقيق هذا املخطوط إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬القسم األول‪ :‬كتابة مقدمة تتضمن ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نب ذة عن حي اة املؤلف وأهم مؤلفاته يف التفس ري‪ ،‬وم دى ص حة نس بة ه ذا التفسري ل ه‪ .‬ووصف املخطوط ات‪،‬‬
‫والنسخة املطبوعة اليت حصلت عليها‪ ،‬ومنهج املؤلف يف هذا التفسري‪ ،‬وأهم أفكاره الفلسفية اإلهلية‪.‬‬
‫ب_ وضعت بني يدي القارئ صورا عن النسخ اليت حصلت عليها إلخراج هذا النص‪.‬‬
‫‪ -2‬القسم الثاني‪ :‬تحقيق النص المخطوط‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبا أن اهلدف من حتقيق أي نص خمط وط هو إخ راج نص ق ريب من نص املؤلف األص لي‪ ،‬فقد قمت باحلص ول‬
‫على مخس نسخ من ه ذا التفسري أربع منها خمطوط ة‪ ،‬وواح دة مطبوع ة‪ .‬وقد قمت مبقارنتها‪ 133‬حسب األص ول‬
‫املتبعة يف حتقيق النص وص‪ ،‬ف أثبت كل ما يل زم ذك ره من ف روق بني النس خ‪ .‬وقد اقتضت األمانة العلمية وال تزامي‬
‫مبنهج التحقيق العلمي أن أذكر هذه الفروق الكثرية مع أنين حاولت أن أقلل منها ما استطعت‪.‬‬
‫ب‪ -‬المصطلحات المستخدمة في التحقيق‪ :‬ذكرهتا الحقا يف صفحة مستقلة قبل النص احملقق‪.‬‬
‫ج‪-‬وضعت املقارنات بني النسخ يف حاشية النص احملقق‪ ،‬وأما التعليقات فقد أفردهتا يف القسم الثالث‪.‬‬
‫د‪ -‬قس مت النص احملقق إىل مق اطع تس هيال ملتابعة األفك ار ل دى الق ارئ‪ ،‬وقمت ب رتقيم الس طور يف اهلوامش‬
‫اليسرى منه تسهيال ملراجعة التعليقات اليت جعلتها يف القسم الثالث‪ .‬وقد وضعت يف اهلامش اليمين من النص احملقق‬
‫قوسني معقوفني وبينهما بداية أرقام صفحات املخطوطات اليت قورن هبا النص‪.‬‬
‫هـ _ اتبعت قواعد اإلمالء احلديثة خصوصا مبا يتعلق بكتابة اهلم زات يف أول الكلمة ووس طها وآخره ا‪ ،‬ومل أشر‬
‫إىل ذلك يف النص احملقق‪:‬‬
‫‪ -‬فأثبت اهلمزة يف أول كل كلمة مل تثبت فيها‪.‬‬
‫_ وأثبت اهلمزة املتوسطة واملتطرفة يف كل املواضع اليت يلزم إثباهتا فيها‪ ,‬وخصوصا يف احلاالت اليت قلبت فيها عن‬
‫ياء مثل كلمة‪ :‬لطايف ( أي‪ :‬لطائف )‪ ,‬ومثل كلمة الاليقة ( أي‪ :‬الالئقة )‪ ،‬ومثل كلمة ‪ :‬مبادي ( أي‪ :‬مبادئ)‪.‬‬
‫_ وأثبت اهلمزة يف آخر كل كلمة مل تثبت فيها‪.‬‬
‫و‪-‬مل أثبت يف اهلوامش الفروق املتعلقة بألفاظ التمجيد والتنزيه هلل عز وجل مثل‪( :‬جل جالله‪ ,‬تعاىل‪ ،‬سبحانه‪)...‬‬
‫ز_ اتبعت أس لوب إثب ات ن ون ( إذن ) ب دال عن كتابتها ب األلف (أي‪ :‬إذا)‪ ،‬ومل أثبت الف روق املتعلقة هبا يف‬
‫اهلوامش‪.‬‬

‫‪133133‬‬
‫مل أعتمد على النسخة الرابعة يف التحقيق لألسباب اليت ذكرهتا عندما وصفتها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ح‪ -‬قمت بتشكيل بعض الكلمات‪.‬‬
‫ط_ ذكرت يف أعلى كل صفحة رقم اآلية اليت هي قيد الشرح‪.‬‬
‫‪ -3‬القسم الثالث‪ :‬التعليقات على النص المحقق‪ :‬وهي تتضمن شرحا للمصطلحات الفلسفية الواردة يف النص‪،‬‬
‫ومقارنات لبعض املسائل املهمة يف النص املخطوط بأصوله من كتب ابن سينا‪ ،‬وبعضها ختريج حلديث‪.‬‬
‫‪ -4‬أخيرا ذكرت المصادر والمراجع‪.‬‬

‫‪25‬‬
26
27
28
29
30
31

You might also like