‫بسماهللالرحمنالرحيم‬

‫قميص النبي صلى اهلل عليه وسلم‬

‫سألني أحد الطلبة األعزة عن إشكال وقع له يف حديث يف "مشكاة المصابيح" ‪:‬‬

‫وهو حديث أبي بردة بن أبي موسى األشعري رضي اهلل عنه َق َال‪َ :‬أ ْخ َر َج ْت إِ َل ْينَا َعائِ َشة‬
‫ول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم فِي َ‬
‫هذ ْين»‪.‬‬ ‫كِ َسا ًء م َل َّبدً ا َوإِ َز ًارا َغلِي ًظا َف َقا َل ْت‪« :‬قبِ َض روح َرس ِ‬

‫متفق عليه ‪ .‬مشكاة المصابيح – كتاب اللباس ‪ -‬الفصل األول – الحديث ‪4306‬‬

‫المشهور أن النبي صلى اهلل عليه وسلم كفن يف قميصه الذي مات فيه‬
‫َ‬ ‫واإلشكال هو ‪ :‬أن‬
‫اد‪َ ،‬ع ْن مِ ْق َس ٍم‪َ ،‬ع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫اس‬ ‫كما يف الحديث الذي أخرجه أبوداود َعن ي ِزيدَ بن َأبِي ِزي ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ َ ْ َ‬
‫رضي اهلل عنهما ‪َ ،‬ق َال‪« :‬كف َن َرسول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم فِي َث ََل َث ِة َأ ْث َو ٍ‬
‫اب ن َْج َرانِ َّي ٍة ‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ْلح َّلة َث ْو َبان ‪َ ،‬و َقميصه ا َّلذي َم َ‬
‫ات فيه»‪ .‬سنن أبي داود – كتاب الجنائز–باب يف الكفن – الحديث‪3153‬‬
‫ِ‬

‫فإن كان كفن يف قميصه الذي مات فيه ‪ ،‬فمن أين جاء الكساء المل َّبد الذي قبِض فيه عند‬

‫عائشة ؟‬

‫فبدأت يف البحث عن حل لهذا اإلشكال ‪ ،‬فجمعت أوال روايات الباب على النحو‬

‫التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
 ‫روايات الباب ‪:‬‬

‫عند الوفاة ‪:‬‬

‫‪ -1‬حديث أبي بردة بن أبي موسى األشعري رضي اهلل عنه َق َال‪َ :‬أ ْخ َر َج ْت إِ َل ْينَا َعائِ َشة‬
‫ول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم فِي َ‬
‫هذ ْين»‪.‬‬ ‫كِ َسا ًء م َل َّبدً ا َوإِ َز ًارا َغلِي ًظا َف َقا َل ْت‪« :‬قبِ َض روح َرس ِ‬

‫متفق عليه‪ .‬البخاري ‪ -‬كتاب فرض الخمس ‪ -‬باب ما ذكر من درع النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬الحديث ‪ ، 3108‬مسلم ‪-‬‬

‫كتاب اللباس – الحديث ‪2080‬‬

‫قبل التغسيل ‪:‬‬

‫يص ِه‪َ .‬ف َس ِمعوا َص ْو ًتا‬

‫َان ِعنْدَ غسلِ ِه‪َ ،‬أرادوا ن َْزع َق ِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -2‬حديث بريدة رضي اهلل عنه ‪َ :‬ف َل َّما ك َ‬

‫يص»‪َ ،‬ف َل ْم ين َْز ِع ا ْل َق ِميص ‪ .‬ولفظ ابن ماجه ‪ :‬لما أخذوا يف غسل‬ ‫ِ‬
‫«ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫َيقول‪َ :‬‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ناداهم م ٍ‬
‫ناد من الداخل‪« :‬ال َت ِنزعوا عن رسول اهلل صلى اهلل‬

‫موطأ مالك‪-‬كتاب الجنائز‪-‬باب ماجاء يف دفن الميت‪-‬‬ ‫قميصه»‪ .‬أخرجه مالك وابن ماجه ‪.‬‬
‫َ‬ ‫عليه وسلم‬
‫الحديث‪ ، 27‬سنن ابن ماجة‪ -‬كتاب الجنائز‪-‬باب ماجاء يف غسل النبي صلى اهلل عليه وسلم‪-‬الحديث‪1466‬‬

‫وقت التغسيل ‪:‬‬

‫‪ -3‬حديث عائشة رضي اهلل عنها ‪َ :‬أن ََّها كَانَت َتقول‪ " :‬لما َأ َرادوا غسل َرسول اهلل َص َّلى‬

‫اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّلم َ َقالوا‪َ :‬واهلل َما نَدْ ِري أنجرد َرسول اهلل َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّلم َ من ثِ َيابه ك ََما‬
‫يه ثِ َيابه؟ َف َل َّما ْ‬
‫اختلفوا أ ْل َقى اهلل َع َّز َو َج َّل َع َل ْي ِهم النّو َم َحتَّى َما‬ ‫نجرد مو َتانا أم نغسله و َعلِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون من ه َو ‪َ « :‬أن‬ ‫منْهم رجل إِ َّال وذقنه في َصدره ‪َّ ،‬‬
‫ثم َك َّلمه ْم م َكلم من نَاح َية ا ْل َب ْيت َال َيدْ ر َ‬

‫يه ثِ َيابه»‪َ .‬ف َقاموا إِ َلى َرسول اهلل َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه‬
‫اغسلوا النَّبِي ص َّلى اهلل َع َلي ِه وس َّلم َ و َعلِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬

‫‪2‬‬
‫الماء َفوق ا ْل َق ِميص و َيدْ ل ِكونه بالقميص دون‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َو َس َّلم َ ف َغ َّسلوه َو َعليه َقميصه‪َ ،‬يصبون َ‬
‫َأ ْيديهم‪.‬أحمد يف المسند ‪ ،267 /6‬وأبو داود يف السنن – كتاب الجنائز‪ -‬باب يف سرت الميت عند غسله‪ ،‬الحديث ‪ ، 3141‬وابن‬

‫ماجه‪ -‬كتاب الجنائز‪ -‬باب ما جاء يف غسل الرجل امرأته وغسل المرأة زوجها‪ -‬حديث ‪.1464‬‬

‫ث رضي اهلل عنه َق َال‪َ « :‬غ َّس َل النَّبِ َّي ‪َ -‬ص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‬ ‫‪ -4‬حديث َع ْب ِد اهللِ ْب ِن ا ْل َح ِ‬
‫ار ِ‬

‫يص َف َغس َله وا ْل َق ِميص َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫ع َل ْيه» ‪.‬رواه البيهقى فِي‬ ‫‪َ -‬علِ ٌّي َو َع َلى َيده خ ْر َقة‪َ ،‬ف َأ ْد َخ َل َيدَ ه َت ْح َت ا ْل َقم ِ َّ َ‬
‫السنن الكربى‪-‬كتاب الجنائز‪-‬باب ما ينهى عنه من النظر إلى عورة الميت‪ -‬األثر (‪.)6625‬‬

‫يص»‪.‬الموطأ –‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول اهلل َص َّلى اهلل َع َل ْيه َو َس َّل َم غس َل في َقم ٍ‬ ‫ِ‬
‫مرسل م َح َّمد الباقر ‪َ « :‬أ َّن َرس َ‬
‫‪َ -5‬‬
‫كتاب الجنائز – غسل الميت – الحديث ‪751‬‬

‫التكفين يف القميص ‪:‬‬

‫اس رضي اهلل عنهما ‪َ ،‬ق َال‪« :‬كف َن َرسول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم فِي‬
‫‪ -6‬حديث ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َث ََل َثة َأ ْث َو ٍ‬
‫اب ن َْج َران َّية ‪ :‬ا ْلح َّلة َث ْو َبان ‪َ ،‬و َقميصه ا َّلذي َم َ‬
‫ات فيه»‪ .‬سنن أبي داود – كتاب الجنائز–باب يف‬

‫الكفن – الحديث‪3153‬‬

‫ول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم كف َن فِي َث ََل َث ِة َأ ْث َو ٍ‬

‫اب‪،‬‬ ‫‪ -7‬مرسل م َح َّمد الباقر‪َ :‬ب َل َغنَا َأ َّن َرس َ‬

‫‪:‬ال‪َ ،‬ث ْو َب ْي ِن ِس َوى‬

‫يه َّن ‪،‬مِنْه َّن َق ِميص ‪،‬ق ْلت‪َ :‬و ِع َما َمة؟ َق َال َ‬
‫اخ َت َلفوا فِ ِ‬
‫قِ َيل ‪َ :‬ما ه َّن ؟ َق َال ‪َ :‬ق ِد ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر َّزاق‪َ :‬وه َو ا ْل َقميص ا َّلذي غس َل فيه‪.‬المصنف لعبد الرزاق– كتاب الجنائز‪ -‬باب‬
‫ِ‬ ‫ا ْل َقم ِ‬ ‫ِ‬
‫يص‪َ .‬ق َال َع ْبد َّ‬
‫الكفن‪ -‬الحديث‪6169‬‬

‫‪ -8‬حديث ابن مسعود رضي اهلل عنه ‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم لما َثقل قلنا ‪:‬‬
‫فيم نك ّفنك ؟ قال ‪« :‬يف ثيابي هذه إن شئتم أو فِي ح َّل ٍة َي َمن ِ َّي ٍة َأ ْو َب َي ِ‬
‫اض مصر»‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫قال العراقي يف «تخريج أحاديث اإلحياء » (ص‪َ : )1851 :‬ر َواه ابْن سعد فِي «ال َّطبَ َقات» عَن م َح َّمد بن ع َمر ‪َ -‬وه َو ا ْل َواقِ ِد ّي‪ -‬بِإِ ْسنَاد‬

‫َض ِعيف إِ َلى ابْن ع َْون عَن ابْن َم ْسعود ‪َ ،‬وه َو م ْرسل َض ِعيف‪ .‬وقد روي من غير ما وجه‪ ،‬ورويناه يف «مشيخة القاضي أبي بكر‬

‫األنصاري» من رواية الحسن العرين عن ابن مسعود‪ ،‬ولكنهما منقطعان وضعيفان‪ ،‬والحسن العرين إنما يرويه عن مرة‪ ،‬كما رواه ابن‬

‫أبي الدنيا والطرباين يف «األوسط»‪.‬اهـ وذكره ابن كثير يف «البداية والنهاية» (‪ ،)232 /5‬وعزاه للبيهقي والبزار‪ ،‬وقال‪ :‬يف صحته نظر‪،‬‬

‫واهلل أعلم‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪ -9‬حديث أبي هريرة رضي اهلل عنه ‪« :‬لما مات النبي صلى اهلل عليه وسلم زر َر عليه‬
‫قميصه الذي كفن ِ‬
‫فيه» ‪.‬‬

‫قال ابن الملقن يف «البدر المنير» ‪َ : 212/5‬وه َو َح ِديث منكر؛ َر َواه َأ ْحمد بن عبيد بن نَاصح‪ ،‬عَن ْاألَ ْص َم ِعي‪ ،‬عَن م َح َّمد بن عون‬

‫معين‪ :‬لم يكن مِ َّمن يكذب‪َ .‬و َق َال ْاألَزْ ِد ّي‪:‬‬

‫يه م َقال‪َ ،‬ق َال َأبو داود‪ :‬صدوق‪ .‬و َق َال ابن ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عَنه بِ ِه‪ ،‬وأحمد َه َذا َليس بِحجة‪ ،‬واألصمعي فِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫الح ِديث‪.‬‬
‫وساق َله َه َذا َ‬
‫ِ‬
‫َضعيف‪َ .‬‬

‫التكفين بدون قميص ‪:‬‬

‫ف فِ ِ‬
‫يه‪،‬‬ ‫ف فِي بر ٍد ِحب ٍ‬
‫رة جف َ‬ ‫مرسل ِه َشا ِم ْب ِن ع ْر َو َة ‪َ :‬أ َّن النَّبِ َّي َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم ل َّ‬
‫ْ َ‬ ‫‪َ -10‬‬
‫ثم ن ِزع وج ِعل مكا َنه السحول‪ ،‬وكان الثوب ِ‬
‫الح َبرة لعبد اهلل بن أبي بكر» ‪.‬‬
‫عبد الرزاق يف‬ ‫َّ َ‬
‫«المصنف»‪ -‬كتاب الجنائز‪ -‬باب الكفن‪ -‬الحديث‪6173‬‬

‫ِ‬
‫ثَلثة‬ ‫رسول اهلل صلى اهلل َع َل ْي ِه َوسلم كفن فِي‬
‫َ‬ ‫‪ -11‬حديث عائشة رضي اهلل عنها ‪َ « :‬أن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بيض سحول َّية ؛ َل ْي َس ف َ‬
‫يها َقميص َو َال ع َما َمة»‪.‬متفق عليه ‪ ،‬البخاري(‪ )1264‬مسلم(‪)941‬‬ ‫أثواب‬

‫ويف رواية لمسلم ‪« :‬أد ِرج رسول اهللِ ص َّلى اهلل َع َلي ِه وس َّلم فِي ح َّل ٍة يمنِي ٍة كَان َْت لِعب ِد اهللِ‬
‫َْ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫يها ِع َما َمة‪َ ،‬و َال‬‫ِ‬ ‫اب سح ٍ ِ ٍ‬
‫ول َي َمان َية‪َ ،‬ل ْي َس ف َ‬ ‫ْب ِن َأبِي َب ْك ٍر‪ ،‬ث َّم ن ِز َع ْت َعنْه‪َ ،‬وكف َن فِي َث ََل َث ِة َأ ْث َو ٍ‬

‫َقميص»‪ .‬مسلم – كتاب الجنائز – الحديث ‪941‬‬

‫ِ‬

‫‪4‬‬
‫فهذه تقريبا أهم أحاديث الباب ‪ ،‬رتبتها حسب الوقائع [الوفاة ‪ ،‬التغسيل ‪ ،‬التكفين]‬

‫ووضعت خطا تحت األلفاظ الشواهد ‪ ،‬ولو انتزعنا الشواهد من الروايات السابقة ‪ ،‬فإهنا‬

‫تكون كالتالي ‪:‬‬

‫عند الوفاة ‪:‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ : )1‬قبِ َض روح َرس ِ‬

‫ول اهلل َص َّلى اهلل َع َل ْيه َو َس َّل َم في َ‬
‫هذ ْين ‪[:‬الكساء الملبد واإلزار الغليظ]‬

‫عند إرادة التغسيل ‪:‬‬

‫يص»‪َ ،‬ف َل ْم ين َْز ِع ا ْل َق ِميص‬ ‫ِ‬ ‫(‪َ : )2‬ف َس ِمعوا َص ْو ًتا َيقول‪َ :‬‬
‫«ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫ون من هو ‪َ « :‬أن ِ‬
‫اغسلوا النَّبِي َص َّلى اهلل‬ ‫ثم َك َّلمه ْم م َكلم من نَاح َية ا ْل َب ْيت َال َيدْ ر َ‬
‫َ‬ ‫(‪َّ : )3‬‬
‫يه ثِ َيابه»‪.‬‬
‫َع َلي ِه وس َّلم َ و َعلِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ‬

‫وقت التغسيل ‪:‬‬

‫الماء َفوق ا ْل َق ِميص‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫(‪ )3‬ف َغ َّسلوه َو َعليه َقميصه‪َ ،‬يصبون َ‬

‫(‪َ : )4‬ف َغ َّس َله َوا ْل َق ِميص َع َل ْي ِه‬

‫(‪ : )5‬غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫يص‬

‫التكفين يف القميص ‪:‬‬

‫ات فِ ِ‬
‫يه‬ ‫(‪َ : )6‬و َق ِميصه ا َّل ِذي َم َ‬

‫(‪َ : )7‬ث ْو َب ْي ِن ِس َوى ا ْل َق ِم ِ‬

‫يص‬

‫‪5‬‬
 ‫(‪ : )8‬يف ثيابي هذه إن شئتم‬

‫(‪ : )9‬زرر عليه قميصه الذي كفن ِ‬

‫فيه‬ ‫َ‬

‫نزع الحبرة والتكفين بدون قميص‪:‬‬

‫ف فِ ِ‬
‫يه ‪ ،‬ث َّم ن ِز َع‬ ‫ف فِي بر ٍد ِحب ٍ‬
‫رة جف َ‬ ‫(‪ : )10‬ل َّ‬
‫ْ َ‬

‫أدر َج يف ح َّل ٍة َي َمن ِ َّي ٍة كَان َْت ل ِ َع ْب ِد اهللِ ْب ِن َأبِي َب ْك ٍر‪ ،‬ث َّم ن ِز َع ْت َعنْه‬
‫(‪ِ : )11‬‬

‫يها َق ِميص‬‫ِ‬ ‫اب سح ٍ ِ ٍ‬

‫ول َي َمان َية َل ْي َس ف َ‬ ‫(‪َ : )11‬وكف َن فِي َث ََل َث ِة َأ ْث َو ٍ‬

‫أقوال أهل العلم ‪:‬‬

‫ثم ذهبت أبحث عن أقوال أهل العلم لحل هذا اإلشكال ‪ ،‬فوجدت اإلمام ابن عبد الرب‬

‫أوس َعهم كَلما ‪ ،‬فقد ساق بعض روايات الباب وأجاب عن اإلشكال المذكور ‪ .‬وفيما‬
‫يلي َّ‬
‫ملخص كَلمه ‪:‬‬

‫جواب اإلمام ابن عبد البر (ت ‪463‬هـ) ‪:‬‬

‫ول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َل ْم‬ ‫ذكر ابن عبد الرب أن بعض المالكية َج َزم بالقول بأن َرس َ‬

‫السحول ِ َّي ِة التي ذكر ْتها‬ ‫اب َّ‬ ‫يه َم َع ال َّث ََل َث ِة ْاألَ ْث َو ِ‬
‫ين َْزع َعنْه ال َقميص الذي غسل فيه ‪ ،‬وأنه كفن فِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫عائشة يف حديثها ‪.‬‬

‫واستدل هذا القائل بثَلثة أدلة ‪:‬‬

‫رسل محمد الباقر (رقم‪« : )5‬غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫يص»‬ ‫‪ -1‬بم َ‬

‫‪6‬‬
 ‫ِ‬
‫«ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫يص»‬ ‫‪ -2‬بحديث عائشة وبريدة (رقم ‪ )3-2‬يف النداء الذي سمعوه ‪َ :‬‬

‫ِ‬
‫والقميص الذي مات فيه»‬ ‫‪ -3‬بحديث ابن عباس ( رقم ‪ « : )6‬كفن يف ح َّلة‬

‫فأجاب ابن عبد البر ‪:‬‬

‫يها َق ِميص» وأنه‬‫ِ‬

‫حديث عائشة (رقم ‪ « : )11‬كفن يف َث ََل َثة أثواب َل ْي َس ف َ‬
‫َ‬ ‫‪ -1‬مرجحا‬

‫ون فِي َأ ْث َوابِ ِه َق ِميص‪ .‬وه َو‬

‫حيح م ْسنَد ‪َ ،‬وا ْلح َّجة بِ ِه َأ ْل َزم فِي ا ْل َع َم ِل ‪َ ،‬وهو َين ِْفي َأ ْن َيك َ‬
‫ص ِ‬
‫َ‬
‫َأ ْث َبت مِ ْن ِج َه ِة النَّ ْق ِل مما يعارضه‪.‬‬

‫وأجاب عن مرسل محمد الباقر (رقم‪« : )5‬غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫يص» وحديث النداء الذي‬
‫ِ‬
‫«ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫يص» بأربعة أجوبة ‪.‬‬ ‫سمعوه (رقم ‪َ : )3-2‬‬

‫اب َأ ْك َفانِ ِه‪.‬‬

‫يه ا ْل َميت َل ْي َس مِ ْن ثِ َي ِ‬
‫‪ -1‬معلوم َأ َّن ال َّثوب ا َّل ِذي ي َغسل فِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫‪ -2‬ثِياب ْاألَ ْك َف ِ‬
‫ان ال تكون َم ْبلو َل ًة‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يص» يف الرواية (رقم ‪ )3-2‬أي ‪َ :‬ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫يص َحتَّى‬ ‫‪ -3‬معنى « َال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫َت ْغ ِسلوه فِ ِ‬
‫يه ‪ .‬فوجود ال َقميص مق َّيد بال َغسل ‪.‬‬

‫يص» (رقم ‪ )5‬ا ْقت ََص َر فيه الراوي َع َلى ِذك ِْر ا ْل َغ ْس ِل ‪ ،‬ولم يتطرق‬
‫‪ -4‬وحديث «غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫إلى التكفين‪.‬‬

‫وأما حديث ابن عباس (رقم ‪ )6‬فض َّعفه بانفراد يزيد بن أبي زياد به ومخالفته للثقات ‪،‬‬

‫يما خول ِ َ‬
‫ف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫قال ‪َ :‬ه َذا ا ْل َحديث َيدور َع َلى َي ِزيدَ ْب ِن َأبِي ِز َياد ‪َ ،‬و َل ْي َس عنْدَ ه ْم م َّم ْن ي ْحتَج بِه ف َ‬

‫‪7‬‬
‫‪،‬ومِنْه ْم َم ْن َال َي ْحتَج بِ ِه فِي َش ْي ٍء ل ِ َض ْع ِف ِه‪َ ،‬و َح ِديث َعائِ َش َة َح ِديث َثابِت‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فيه َأ ِو ا ْن َف َر َد بِه َ‬
‫ي َع ِ‬
‫ارضه َو َيدْ َفعه ‪.‬‬

‫هذا ملخص كَلم ابن عبد الرب يف ‪« :‬التمهيد « ‪ ، 163-158/ 2‬و يف «التمهيد» ‪: 22/‬‬

‫‪ ،142‬ويف «االستذكار« ‪.3/ 3‬‬

‫جواب اإلمام أبي عبد اهلل المهلب بن أبي صفرة (ت ‪ 435‬هـ) ‪:‬‬

‫وهو يف «مختصر سنن أبي داود» للمنذري‪ ،381/2‬وأورده ابن بطال يف «شرح صحيح‬

‫البخاري» ‪:3/ 260‬‬

‫فرة‪ :‬قول عائشة رضي اهلل عنها ‪« :‬ليس فيه قميص وال عمامة»‬
‫قال أبو عبد اهلل بن أبي ص َ‬
‫(رقم ‪ )11‬يدل على أن القميص الذي غسل فيه النبي صلى اهلل عليه وسلم نزع عنه حين‬

‫كفن‪ ،‬ألنه ‪:‬‬

‫القميص» (رقم ‪ )3-2‬لس ْت َرته ‪ ،‬وال يكشف جسده‪ ،‬فلما سرت‬

‫َ‬ ‫‪ -1‬إنما قيل «ال َت ِنزعوا‬

‫بالكفن استغني عن القميص‪.‬‬

‫لخ َرج عن حدّ ِ‬

‫الو ْتر الذي أمر به النبي صلى اهلل عليه‬ ‫‪ -2‬ولو لم ي َنزع القميص حين كفن َ‬

‫إشعارا للتوحيد ‪ ،‬وكانت تكون أربع ًة بالثوب‬

‫ً‬ ‫واستحسنَه يف غير ما شيء ‪،‬‬
‫َ‬ ‫وسلم ‪،‬‬

‫المبلول‪.‬‬

‫ٍ‬
‫قميص مبلول‪.‬‬ ‫ستبشع أن يك َّفن على‬
‫‪ -3‬وي َ‬

‫الجواب الثاين يف عدد ثياب الكفن ‪.‬‬

‫َ‬ ‫فزاد المهلب على كَلم ابن عبد الرب‬

‫‪8‬‬
 ‫وجواب اإلمام النووي (ت ‪ 676‬هـ) يدور حول نقطتين ‪:‬‬

‫األولى ‪ :‬ترجيح حديث عائشة (رقم ‪ : )11‬لظاهر الحديث ‪ ،‬والختيار الجمهور له ‪،‬‬

‫وألن الثوب الذي غسل فيه لو بقي مع رطوبته ألفسد األكفان ‪.‬‬

‫مجمع على ضعفه ‪،‬ال‬

‫الثانية ‪ :‬تضعيف حديث ابن عباس (رقم ‪ )6‬بيزيد بن أبي زياد ألنه َ‬
‫سيما وقد خالف بروايته الثقات‪.‬‬

‫الشراح ال يخرج بحثه عن كالم هؤالء يف الجواب عن اإلشكال ‪.‬‬

‫وكل من بعدهم من َّ‬

‫أدلة الحنفية والمالكية يف إثبات تكفينه يف قميص ‪:‬‬

‫ذهب الحنفية والمالكية إلى إدخال القميص يف الكفن مستدلين باألدلة التالية ‪:‬‬

‫ٍ‬
‫أثواب ‪ :‬قميصه الذي مات فيه وح ّلة‬ ‫‪ -1‬حديث ابن عباس (رقم ‪« )6‬كفن يف ثَلثة‬

‫نجرانية»‪.‬‬

‫رسل محمد الباقر (رقم‪« : )5‬غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫يص»‪.‬‬ ‫‪ -2‬م َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬حديث عائشة وبريدة يف النداء الذي َس ِمعوه ‪َ :‬‬
‫«ال َتن ِْزعوا ا ْل َقم َ‬
‫يص»(رقم ‪.)3-2‬‬

‫قميصه كفنًا لعبد اهلل بن أبي»‪ .‬متفق‬

‫َ‬ ‫‪ -4‬حديث جابر «أنه عليه الصَلة والسَلم َج َعل‬

‫عليه (البخاري ‪ ،1269‬مسلم ‪.)2400‬‬

‫اد حس ٍن ‪-‬كما قال الحافظ‪ -‬بلف ِ‬

‫ٍ‬
‫ظ‪« :‬إ َذا‬ ‫‪ -5‬ومن َأد َّلتهم حديث جابر عندَ أبي داود بإسن َ َ‬
‫ب ِح َب َر ٍة»‪ .‬قاله يف «نيل األوطار » ‪.48/ 4‬‬
‫توفي َأحدك ْم ف َو َجد شي ًئا فليك َّفن يف ثو ِ‬

‫‪9‬‬
‫‪ -6‬حديث جابر قال‪«:‬كفن النبي ص ّلى اهلل عليه وس ّلم يف ثَلثة أثواب‪ :‬قميص‪ ،‬وإزار‪،‬‬

‫ولفافة»‪ .‬رواه ابن عدي يف "الكامل‪ .‬ويف سنده ناصح بن عبد اهلل الكويف متك َّلم فيه ‪ .‬ذكره‬

‫يف «التعليق الممجد» ‪104/2‬‬

‫تقريرات علماء الحنفية والمالكية لمذهبهم وأجوبة المخالفين ‪:‬‬

‫قال اإلمام العيني يف «شرح سنن أبي داود» ‪: 82/ 6‬‬

‫وقد َض َّعف بعضهم هذا الحديث [حديث ابن عباس رقم ‪ ]6‬بيزيد بن أبي زياد‪ ،‬وقالوا‪:‬‬

‫ال يح َتج بحديثه‪ .‬قلت‪ :‬هذا غير مس َّلم‪ ،‬فإن مسلما قد أخرج له يف المتابعات ‪ ،‬وقال يف‬

‫«الكمال» ‪ :‬روى له‪ :‬مسلم‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪.‬‬

‫وقال العَلمة السهارنفوري يف «بذل المجهود يف حل سنن أبي داود »‪: 428/ 10‬‬

‫واألخذ برواية ابن عباس أولى من األخذ بحديث عائشة؛ ألن ابن عباس حضر تكفي َن‬

‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ود َفنه‪ ،‬وعائشة رضي اهلل عنها ما حضرت ذلك‪ ،‬على أن‬

‫قميصا جديدً ا‪.‬‬

‫ً‬ ‫معنى قولها‪" :‬ليس فيها قميص" أي لم يتخذ‬

‫ويف «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح » ‪: 3838/ 9‬‬

‫قال ابن اله َمام ‪ :‬قد ذكروا أنه صلى اهلل عليه وسلم غسل يف قميصه الذي تويف فيه‪ ،‬فكيف‬

‫يلبسونه األكفان فوقه وفيه بلل؟ قلت‪ :‬ال داللة فيه على أهنم ألبسوه الكفن فوق القميص‬

‫مبلوال ‪ ،‬إذ يحتمل سرت عورته‪ ،‬ثم قلع قميصه ‪ ،‬ثم إلباس كفنه بقميص ‪ ،‬واهلل سبحانه‬

‫وتعالى أعلم‪ .‬ونحوه يف «مرقاة المفاتيح» أيضا ‪.1185/3‬‬

‫‪10‬‬
 ‫وقال العَلمة اللكنوي يف «التعليق الممجد على موطأ محمد« ‪: 104/ 2‬‬

‫أبي‪ ،‬فإن النبي‬ ‫بن‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫موت‬ ‫قصة‬ ‫يف‬ ‫جابر‬ ‫حديث‬ ‫القميص‬ ‫ثبات‬ ‫وأولى ما يحتج به ِ‬
‫إل‬
‫ّ‬
‫ص ّلى اهلل عليه وس ّلم أعطى ابنه قميصه ليكفنه فيه بعدما طلبه‪ ،‬فك َّفنه فيه‪ .‬أخرجه البخاري‬

‫المخرج ههنا َأنَّه َق َال‪« :‬ا ْل َميت ي َّ‬

‫قمص‬ ‫َّ‬ ‫وغيره‪ ،‬ويوافقه أثر عبد اهلل بن عمرو ْب ِن ا ْل َع ِ‬
‫اص‬

‫ؤزر» ‪.‬‬
‫وي َّ‬

‫جواب اإلمام العراقي يف «طرح التثريب يف شرح التقريب » ‪:278/ 3‬‬

‫يص ‪َ ،‬وا ْلم َخالِف َ‬

‫ون‬ ‫ين فِي َق ِم ٍ‬
‫اب ال َّت ْك ِف ِ‬
‫استِ ْح َب ِ‬ ‫ِ‬
‫استَدَ َّل بِ ِها ا ْل َحنَف َّية َع َلى ْ‬
‫قصة عبد اهلل بن أ َب ّي ْ‬
‫َله ْم َيقول َ‬
‫ون ‪:‬‬

‫ون َه َذا ا ْل َق ِميص َأحدَ ْاألَ ْك َف ِ‬

‫يها ؟! ي ْحت ََمل َأ ْن َيك َ‬‫ِ‬ ‫َه ِذ ِه َواقِ َعة َل ْم نَدْ ِر َك ْي َ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ف ا َّت َف َق ا ْل َحال ف َ‬
‫ال َّث ََل َث ِة ‪َ ،‬وي ْحت ََمل َأنَّه َزائِد َع َل ْي َها ‪.‬‬

‫يم ِه َو َال ك ََر َاهتِ ِه ‪َ ،‬و َغا َيته َأ َّن ْاألَ ْف َض َل ِخ ََلفه ‪َ ،‬ف َب َّي َن‬
‫َان َأحدَ َها َفنَحن َال نَقول بِتَح ِر ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َفإِ ْن ك َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وال َب ْل‬
‫الس ََلم َم ْفض ً‬ ‫النَّبِي َص َّلى اهلل َع َل ْيه َو َس َّل َم بِ َه َذا َج َو َازه ‪َ ،‬و َل ْم َيك ْن ف ْعله َع َل ْيه َّ‬
‫الص ََلة َو َّ‬
‫اضل؛ ِألَنَّه بين بِ ِه ا ْلجو َاز ‪ ،‬و ِألَم ٍر ي ْختَص بِه ِذ ِه ا ْل َق ِضي ِة وهو َشي َئ ِ‬
‫ان ‪:‬‬ ‫هو َف ِ‬
‫َّ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫( َأحدهما) م َكا َف َأته إياه َعن كِسوتِ ِه ل ِ ْلعب ِ ِ‬
‫[البخاري ‪1350‬‬ ‫اس َرض َي اهلل َعنْه َقم ً‬
‫يصا‬ ‫َ َّ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫ْس فِ ْعلِ ِه‪.‬‬
‫والنسائي‪َ ، ]1902‬ف َج َازاه مِ ْن ِجن ِ‬

‫‪11‬‬
‫الس ََلم َو َلدَ ه عبدَ اهلل بِ َذل ِ َك ‪َ ،‬فإِنَّه َل ْم َي ْف َع ْل َذل ِ َك َّإال بِس َؤال ِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫(و َثانِ ِ‬
‫يه َما) إك َْرامه َع َل ْيه َّ‬
‫الص ََلة َو َّ‬ ‫َ‬
‫يص ا َّل ِذي َيلِي ِج ْلدَ ه ‪َ ،‬ف َف َع َل َذل ِ َك النَّبِي َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم م َكا َف َأ ًة َله‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َأ ْن ي ْلبِ َسه ا ْل َقم َ‬
‫وإِكْراما ِألَبِ ِ‬
‫يه ‪َ ،‬و َب َيانًا ل ِ ْل َج َو ِاز ‪.‬‬ ‫َ َ ً‬

‫اب َخال ِ َي ٍة َع ْن‬

‫الس ََلم َوه َو َث ََل َثة َأ ْث َو ٍ‬
‫الص ََلة َو َّ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫اخت ََاره اهلل َت َعا َلى لنَبِيه َع َل ْيه َّ‬
‫َان ْاألَ ْف َضل َما ْ‬
‫َوك َ‬
‫َق ِم ٍ‬
‫يص [حديث ‪]11‬‬

‫ان ال َّث ََل َث ِة ‪:‬‬

‫َان َه َذا ا ْل َق ِميص َزائِدً ا َع َلى ْاألَ ْك َف ِ‬
‫َوإِ ْن ك َ‬

‫ِ‬ ‫جيب َ ِ‬‫ور ِة ي ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫َفا ْل َحنَابِ َلة ا ْل َقائِل َ‬

‫َان َأ َحدَ َها‬ ‫ون بِم ْث ِل َما َأ َج ْبنَا ف َ‬
‫يما إ َذا ك َ‬ ‫ون بِ َك َر َاهته في َهذه الص َ‬

‫اح ِة‬ ‫ون فِ ِ‬

‫يه َع َلى ْ ِ‬
‫اإل َب َ‬
‫لشافِ ِعية َال يرو َن كَر ِ‬
‫اه َيتَه َب ْل َي ْقت َِصر َ‬ ‫َوا َّ َّ َ َ ْ َ‬

‫َان َزائِدً ا َع َلى ال َّث ََل َث ِة‪.‬انتهى‬

‫َحبونَه فِي َه ِذ ِه ا ْل َحا َل ِة ‪َ ،‬و ِهي َما إ َذا ك َ‬
‫َ‬
‫وا ْلمالِكِية يست ِ‬
‫َ َ َّ َ ْ‬

‫خالصة األجوبة عن اإلشكال موضوع البحث ‪:‬‬

‫اب َأ ْك َفانِ ِه‪[ .‬ابن عبد الرب]‬

‫يه ا ْل َميت َل ْي َس مِ ْن ثِ َي ِ‬
‫‪ -1‬معلوم َأ َّن ال َّثوب ا َّل ِذي ي َغسل فِ ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬

‫‪ -2‬ثِياب ْاألَ ْك َف ِ‬
‫ان ال تكون َم ْبلو َل ًة‪[ .‬ابن عبد الرب]‬ ‫َ‬

‫‪ -3‬معنى « َال َتن ِْزعوا ا ْل َق ِميص» يف الرواية (رقم ‪ )3-2‬أي ‪َ :‬ال َتن ِْزعوا ا ْل َق ِميص حتَّى َت ْغ ِسلوه فِ ِ‬
‫يه ‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فوجود ال َقميص مق َّيد بال َغسل ‪[ .‬ابن عبد الرب]‬

‫القميص» (رقم ‪ )3-2‬لس ْت َرته ‪ ،‬وال يكشف جسده‪ ،‬فلما سرت بالكفن استغني‬
‫َ‬ ‫‪ -4‬إنما قيل «ال َت ِنزعوا‬

‫عن القميص‪[.‬ابن أبي صفرة]‬

‫‪12‬‬
‫يص» (رقم ‪ )5‬ا ْقت ََص َر فيه الراوي َع َلى ِذك ِْر ا ْل َغ ْس ِل ‪ ،‬ولم يتطرق إلى‬
‫‪ -5‬حديث «غس َل فِي َق ِم ٍ‬

‫التكفين‪[ .‬ابن عبد الرب]‬

‫لخ َرج عن حدّ ِ‬

‫الو ْتر الذي أمر به النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪،‬‬ ‫‪ -6‬ولو لم ي َنزع القميص حين كفن َ‬

‫إشعارا للتوحيد ‪ ،‬وكانت تكون أربع ًة بالثوب المبلول‪[.‬ابن أبي صفرة]‬

‫ً‬ ‫واستحسنَه يف غير ما شيء ‪،‬‬
‫َ‬

‫اس رضي اهلل عنهما‪« :‬كف َن َرسول اهللِ َص َّلى اهلل َع َل ْي ِه َو َس َّل َم فِي َث ََل َث ِة َأ ْث َو ٍ‬
‫اب‬ ‫‪َ -7‬ح ِديث ا ْب ِن َع َّب ٍ‬

‫اد ‪َ ،‬و َل ْي َس ِعنْدَ ه ْم مِ َّم ْن‬

‫يه» يدور َع َلى ي ِزيدَ ب ِن َأبِي ِزي ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ات ف َ‬
‫ان ‪ ،‬و َق ِميصه ا َّل ِذي م َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫نَجرانِي ٍة ‪ :‬ا ْلح َّلة َثوب ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ َ َّ‬
‫‪،‬ومِنْه ْم َم ْن َال َي ْحتَج بِ ِه فِي َش ْي ٍء ل ِ َض ْع ِف ِه‪َ ،‬و َح ِديث َعائِ َش َة َح ِديث‬ ‫ِ‬ ‫يحتَج بِ ِه فِيما خول ِ َ ِ ِ‬
‫ف فيه َأ ِو ا ْن َف َر َد بِه َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ارضه َو َيدْ َفعه ‪[.‬ابن عبد الرب]‬ ‫َثابِت ي َع ِ‬

‫هذا ما تيسر جمعه بعون اهلل يف بيان هذه المسألة باختصار ‪ ،‬ولعل فيما أوردته جوابا عن بعض اإلشكاالت ‪.‬‬

‫جمعهورتبهالعبدالضعيفالعاجزمحمدطلحةباللأحمد منيار‪،‬يوماالثنين‪2020/11/23‬‬

‫‪13‬‬