‫مسأةل ‪ :‬ما اذلي جيب عىل املرأة أن تشرتيه يف صالهتا؟‬

‫هناك أمور مجمع علهيا و أمور خمتلف فهيا‪:‬‬

‫مفن األمور اجملمع علهيا ‪:‬‬
‫وجوب سرت شعرها‪ .‬قال الرتمذي‪ :‬و العمل عليه عند أهل العمل أ َّن املرأة إذا أدركت فصلت و يشء من شعرها‬
‫مكشوف ال جتوز صالهتا‪ ،‬و قد نقل ابن قدامة اإلجامع عىل ذكل يف حق احلرة البالغة حال الصالة‬
‫كشف املرأة لوهجها يف الصالة‪ ،‬نقل هذا اإلجامع‪ :‬ابن بطال‪ ،‬و ابن املنذر‪ ،‬ابن عبد الرب‪ .‬و قال و قال ابن قدامة "ال نعمل فيه‬
‫خالفا"‪ ،‬و هذا إذا مل تكن حبرضة رجال أجانب‪.‬‬
‫و من األمور اخملتلف علهيا‪:‬‬
‫الكفني و القدمني هل جيب سرتها أم ال عىل عدة أقوال‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬أنه يستحب تغطية الكفني و القدمني يف الصالة و ال جيب‪ ،‬و هذا هو املذهب‪ o‬عند احلنفية‪ ،‬و هو اختيار‪o‬‬
‫شيخ اإلسالم ابن تميية‪.‬‬

‫((و ال ي ُ ْب ِد َين ِزينَهَت ُ َّن ال ما َظه ََر ِمهْن ا))‪ ،‬و قد روي عن ابن عباس ريض هللا‬
‫واستدلوا‪ :‬بقول هللا سبحانه ‪َ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ِإ‬
‫عنه‪ ،‬أنه فرَّس قوهل‪(( :‬إال ما َظه ََر ِمهْن ا)) ‪ :‬ابلوجه و الكفان‪ ،‬أخرجه‪ o‬ابن أيب حامت‪ ،‬و بناء عىل هذا التفسري‪ :‬فإن‬
‫هذه اآلية قد دلّت عىل عدم وجوب سرت الكفني‪.‬‬
‫و أخرجه‪ o‬ابن أيب حامت من طريق أم شبيب‪ ،‬عن عائشة – ريض هللا عهنا – أهّن ا فرّس ت ‪(( :‬إال ما َظه ََر‬ ‫‪‬‬
‫ِمهْن ا))‪ ،‬ابل َفتَخ‪ :‬وهو َحلَقٌ من فضة تكون يف أصابع الرجلني‪ ،‬و بناء عىل هذا التفسري‪ :‬فإن هذه اآلية قد دلت‬
‫كذكل عىل عدم وجوب سرت القدمني‪.‬‬
‫كام استدلوا ‪ :‬حبديث عبد هللا بن معر ريض هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صىل هللا عليه وسمل {{ال تَنْتَ ِق ِب‬ ‫‪‬‬
‫امل َ ْرَأ ُة امل ُ ْح ِر َم ُة‪ ،‬و َال تَلْبَس ال ُقفَّ ِازين}}‪ ،‬متفق عليه‪.‬‬
‫و وجه الاستدالل ‪ :‬لو اكن الوجه و الكفان عورة يف العبادات ملا حرم سرتهام يف اإلحرام‪ ،‬فدَ َّل ذكل عىل َأ َّن‬
‫الوجه و الكفني ليسا بعور ٍة يف العبادات‪.‬‬
‫حرج و مشقة كبرية‪ ،‬ال سامي أن الصالة‬ ‫و قالوا‪َّ :‬ن القول بوجوب تغطية املرأة كفهيا و قدمهيا يف الصالة فيه ٌ‬ ‫‪‬‬
‫ِإ‬
‫املكتوبة تتكرر مخس مرات يف اليوم و الليةل‪.‬‬
‫القول الثاين‪ :‬جيب سرت القدمني‪ ،‬و أما الكفان فال جيب سرتهام يف الصالة‪ ،‬و إمنا ي ُستحب‪ ،‬و إليه ذهب األوزاعي‪ ،‬و‬
‫هو مذهب املالكية‪ ،‬و الشافعية‪ ،‬و الرواية املعمتدة عند احلنابةل‪.‬‬
‫و استدلوا جلواز كشف الكفني يف الصالة بأدةل القول األول‪ ،‬و رأوا أهنا إمنا تدل عىل جواز‪ o‬كشف الكفني فقط‪ ،‬وأما‬
‫املقدمان فقد استدلوا لوجوب سرتهام يف الصالة بأدةل مهنا‪.‬‬

‫حديث الباب حديث ابن معر‪.‬‬ ‫‪‬‬

 ‫و وجه ادلالةل‪ :‬أن إذن النيب صىل هللا عليه وسمل للنساء إبرخاء ذيولهن من الشرب إىل اذلراع يدل عىل أ َّن‬
‫قديم املرأة عورة؛ إذ لو مل يكوان عورة ملا أذن َّ‬
‫لهن جبر ذيولهن‪.‬‬

‫لت النيب صىل هللا عليه وسمل‪َ :‬أت َُصيِّل امل َ ْرَأ ُة يف ِد ْرعٍ َو مِخ َا ٍر لَي َْس عَلَهْي َا َز ٌار؟‪ ،‬قال‪:‬‬‫‪ ‬و عن أ ِّم َسلَ َم َة‪َ ،‬أهَّن َا سأ ِ‬
‫ِإ‬
‫{{ َذا اَك ن ّ ِادل ْر ُع َسا ِبغًا يُغ َِّطي ُظه َُور قَدَ َمهيَا}}‪ ،‬أخرجه‪ o‬أبو داود‪.‬‬
‫ِإ‬
‫ووجه الاستدالل‪ :‬أ َّن قوهل صىل هللا عليه وسمل {{ َذا اَك ن ّ ِادل ْر ُع َسا ِبغًا يُغ َِّطي ُظه َُور قَدَ َمهيَا}}‪ ،‬يدل عىل وجوب سرت‬
‫ِإ‬
‫القدمني يف الصالة؛ إذ لو مل يكن ذكل واج ًبا ملا قيَّد النيب صىل هللا عليه وسمل جواز الصالة يف ادلرع و امخلار مبا إذا‬
‫اكن ادلرع سابغًا يغطي ظهور القدمني‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬جيب سرت الكفني و القدمني يف الصالة‪ ،‬وهو رواية عند احلنابةل‪.‬‬

‫و استدلوا‪ :‬مبا رواه ابن مسعود ريض هللا عنه أ َّن النيب صىل هللا عليه وسمل‪ {{ :‬املَرأ ُة َع ْو َر ٌة‪ ،‬ف َذا خَر َج ْت‬ ‫‪‬‬
‫ِإ‬
‫الشيطان}}‪ ،‬أخرجه الرتمذي‪ ،‬و حصحه ‪ :‬ابن القطان‪ ،‬و األلباين‪ ،‬و قال ابن رجب ‪ :‬إسناده لكهم‬ ‫ُ‬ ‫ْاست َ َ‬
‫رشفَهَا‬
‫ثقات‪.‬‬
‫و وجه الاستدالل‪َ :‬أ َّن قوهل صىل هللا عليه وسمل‪{{ :‬امل َ ْرَأ ُة َع ْورةُ}}‪ ،‬عام يقتيض وجوب سرت مجيع بدهنا‪ ،‬و‬
‫يستثىن من ذكل ما دعت احلاجة إىل كشفه اكلوجه‪ ،‬و أما ما عداه فيبقى عىل العموم‪.‬‬
‫‪ ‬و القول الراحج – و هللا أعمل‪ -‬هو األول؛ و ذكل لقوة ما استدل به أحصاب هذا القول‪ .‬و ميكن أن جياب‬
‫عن أدةل أحصاب القول الثاين‪:‬‬
‫‪ ‬بأ َّن حديث الباب – حديث‪ o‬ابن معر ريض هللا عنه – خارج عن موضع اخلالف‪َّ ،‬‬
‫فإن احلديث فامي تلبسه املرأة‬
‫ليسرتها عن أعني األجانب‪ ،‬و ذكل يف الغالب إمنا يكون عند‪ o‬خروهجا من البيت ‪ ،‬و حمل اخلالف إمنا هو يف‬
‫حمك سرت قديم املرأة داخل الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬و أما حديث أم سلمة ‪-‬ريض هللا عهنا‪ -‬اذلي أفاد سرت ظاهر القدمني‪ ،‬فهو ضعيف‪.‬‬
‫و أما اجلواب عن دليل أحصاب القول الثالث‪:‬‬

‫حديث ابن مسعود ريض هللا عنه‪{{ :‬املَرأ ُة َع ْور ٌة}}‪ ،‬جياب عنه‪ :‬بأنه إذا اكن موجب ختصيص الوجه من معوم‬ ‫‪‬‬
‫فإن احلاجة داعية كذكل إىل كشف الكفني‪ ،‬ال سامي و أن الصالة املكتوبة‬ ‫هذا احلديث هو احلاجة إىل كشفه‪َّ ،‬‬
‫تتكرر مخس مرات يف اليوم و الليةل‪ ،‬و يشق الاحرتاز من ظهور الكفني‪ ،‬و القدمني فهيا‪.‬‬

‫امس ‪ :‬عريق أوىف‬

‫قاعة ‪١٢٤ :‬‬