‫حبث يف العمل البالغة‬

‫ادلكتور املادة‪ :‬د‪ .‬محمد سلامن سلمي امحلدي‬

‫امس الطالب‪ :‬عريق أوىف‬
‫رمق القاعة‪٢٢٨:‬‬
‫اللكية‪ :‬احلديث الرشيف‬

‫البالغة‬

‫البالغة يف اللغة ‪:‬بلغ (بلغ اليشء يبلغ بلوغا‪ :‬الوصل وانهتى‬ ‫‪‬‬
‫البالغة يف اصطالح‪ :‬يه مطابقة الالكم ملقتىض احلال فال بد فهيا من التفكري يف املعاين الصادقة القمية القوية املبتكر‬ ‫‪‬‬
‫منسقة حسنة الرتتيب مع تويخ ادلقة يف انتقاء اللكامت واألساليب عىل حسب مواطن الالكم مواقعه وموضوع عاته‬
‫وحال من يكتب أو يلقى إلهيم‬

‫عالقة البالغة ابإلجعاز القرآين‬ ‫‪‬‬

‫قال تعاىل يف حممك آايته ( وإ نه لتزنيل رب العاملني‪:‬الشعراء‪)١٩٢:‬‬
‫وجد فيه العرب أسلواب معيارا ألساليهبم ‪،‬وفصاحة مل يرق إىل مثلها برش ‪،‬وبالغة مل يوصف مبثلها الكم ‪.‬‬
‫ولهذا متحورت حوهل ادلراسات دلرس لغته حتول ورصفا وبالغة ‪،‬فاكن هذا البيان الساطح حافزا لدلراسات‬
‫البالغة اليت اكن القرآن موضوعها الوحيد‪ .‬وال نغايل ‪،‬إن ذهبنا إىل أن القرآن الكرمي تسبب بنشأة علوم البالغة‬
‫‪.‬‬
‫استخدم ابو عبيدة ألول مرة لفظ اجملاز ‪ ،‬وكشف عن معاين األلفاظ يف سياقها من القرآن الكرمي ‪.‬وبني طرائق‬
‫القرآن يف التغري عن املعاين وما يستحسن قوهل يف تفسريه ‪.‬وقد توقف فيه عند وجوه‪ ¤‬املعىن ‪،‬واألوجه اإلعرابية‬
‫فبات رشحا إعرابيا لغواي بالغيا يف القرآن‪ .‬ومن ظواهر البالغية اليت تطرق إلهيا نذكر عىل سبيل املثال ال‬
‫احلرص ‪:‬إجياز احلذف أو اجملاز املرسل بعالقته‪ ¤‬احمللية عند ما فرس قوهل تعاىل ‪( :‬وسئل القرية‬
‫‪:‬يوسف‪٨٢:‬‬

‫العمل املعاين‬ ‫‪‬‬

‫تعريفه‪ :‬هو أحد علوم البالغة العربية وهو العمل اذلي يعرف به ما يلحق اللفظ من أحوال حىت يكون مطابقا‬ ‫‪‬‬
‫ملقتىض احلال>>‪.‬‬
‫عمل املعاين يتضمن‬ ‫‪‬‬

‫مثانية أبواب‬ ‫‪‬‬

‫إسناد‬ ‫‪‬‬
‫مسند اليه‬ ‫‪‬‬
‫مسند‬ ‫‪‬‬
‫متعلقات فعل‬ ‫‪‬‬
‫قرص‬ ‫‪‬‬
‫إنشاء‬ ‫‪‬‬
‫وفصل والوصل‬ ‫‪‬‬
‫إجياز اطناب مساواة‬ ‫‪‬‬

‫الباب األول‪ :‬اإلسناده‬

‫هو‪:‬احلمك بثبوت أمر ألمر‪ ،‬أو نفيه عنه )‬ ‫‪‬‬
‫الشاهد‪:‬‬
‫كقوكل "سافر زيد"؛ حفمكك بثبوت السفر لزيد هو‪ :‬اإلسناد‪ ،‬سافر‪ ،‬مسند‪،‬‬
‫و زيد‪ :‬مسند اليه ‪ ،‬ومن هذه الثالثة ‪-‬اإلسناد ‪ ،‬واملسند‪ ،‬املسند اليه تتكون‬
‫امجلةل‪.‬‬
‫مفن أحوال اإلسناد ‪:‬التوكيد ودمعه ‪.‬‬
‫وأحوال اخملاطبني ثالثة‬

‫خايل اذلهن من اخلرب ‪،‬فيبقى عليه اخلرب خاليا من التوكيد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املرتدد يف اخلرب ؛ فيستحسن القاء اخلرب اليه مؤكدا مبؤكد واحد‬ ‫‪‬‬
‫منكر اخلرب ؛ فيجب التوكيد هل حسب قوة إناكر‬ ‫‪‬‬

‫الباب الثاين‪ :‬اذلكر واحلذف‬ ‫‪‬‬

‫األصل يف جزأي امجلةل ‪-‬املسند واملسند اليه ذكر اجملهول ليعمل‬
 ‫‪،‬وحذف املعلوم لو وجد ادلليل عليه‪.‬‬
‫مث قد تقع يف السياق مرحجات لذلكر أو احلذف ؛مفن مرحجات اذلكر‪.‬‬
‫ان يكون املقام مقام بسط وإ طاةل‬ ‫‪‬‬
‫ومنه قول معرو بن لكثوم يف معلقة القامئة عىل الفخر‬

‫“وقد عمل القبائل من معد ‪ -‬اذا قبب‪ ¤‬بأبطحها بنينا‬

‫بأان املطعمون إذا قدران ‪ -‬وأان املهلكون إذا ابتلينا‬
‫‪ ‬من مرحجات احلذف‬
‫‪ ‬ان يكون املقام مقام إجياز و اختصار‪¤‬‬
‫كقول شاعر وهو مريض‬
‫"قال يل ‪ :‬كيف أنت؟ قلت ‪:‬عليل – سهر دامئ ‪ ،‬وحزن طويل‬

‫الباب الثالث ‪:‬التعريف والتنكري‬ ‫‪‬‬

‫األصل التعبري عن األمر معلوم ‪،‬بواحد من املعارف الستة‪ ،‬اليت جيمعها‬
‫قول ابن ماكل رمحه هللا "وغريه معرفة ىك مه‪،‬وذي وهند‪ ،‬وابين ‪ ،‬والغالم ‪،‬واذلي‬

‫‪ ‬الباب الربع ‪:‬التقدمي والتأخري‬

‫األصل أن العرب تقدم ما هو أمه ‪ ،‬ومه بشأنه أعىن ‪ ،‬وال خيفى أن اليشء قد يكون حتديد رس الاهامتم يف لك مقام بعيه‬
‫واسباب الاهامتم كثرية مهنا‬
‫‪ ‬التعجيل ابلتخويف أو التطمني كقوهل تعاىل ‪ :‬قل أفأنبئمك برش من ذلمك النار وع‪¤¤‬دها هللا اذلين كف‪¤¤‬روا وبئس املص‪¤¤‬ري)‪.‬احلج‪:‬‬
‫‪٧٢‬‬

‫الباب اخلامس ‪:‬القرص‬ ‫‪‬‬

‫هو‪ :‬ختصيص أمر بأمر ‪،‬بطريق خمصوص)‬
‫ففيه‪ :‬إثبات أمر ألمر ‪،‬ونفي هل عام عداه‪ ،‬كقوكل‪" :‬ما جنح إال زيد"‪ ،‬فقد‬
‫خصصت زيدا ابلنجح ‪،‬بطريق خمصوص ‪،‬هو‪ :‬النفي والاستثناء ‪.‬‬
‫‪ ‬وينقسم القرص ابلنظر إىل معوم النفي ايل قسمني‬

‫قرص حقيقي ‪(:‬وهو ما اكن النفي فيه عاما)‪،‬سوى اكن ذكل العموم ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(حتقيقيا) مطابقا للواقع ‪،‬او (تزنيليا ) غري مطابق للواقع‬
‫قرص اضايف ‪:‬هو ما اكن النفي فيه خاصا حمددا سوى اكن ذكل النفي‬ ‫‪‬‬
‫اخملص‪¤‬وص ‪:‬حتقيقي‪¤‬ا ‪،‬أو تزنيلي‪¤‬ا ‪،‬وال ب‪¤‬د من وج‪¤‬ود قرين‪¤‬ة‪ ¤‬ت‪¤‬دل عىل خص‪¤‬وص النفي وحتدد املنفي ح‪¤‬ىت يق‪¤‬ال إن القرص من‬ ‫‪‬‬
‫النوع اإلضايف ‪.‬‬
 ‫‪ ‬ومن طرق القرص‬
‫النفي والاستثناء‬ ‫‪‬‬
‫امنا‬ ‫‪‬‬
‫تقدمي ما حقه التأخري‬ ‫‪‬‬
‫تعريف جزأي امجلةل‬ ‫‪‬‬

‫الباب السادس ‪:‬اإلنشاء هو‬ ‫‪‬‬

‫) ال حيمتل الصدق والكذب ذلاته ) وضده اخلرب‬

‫وهيمت البالغيون‪ ¤‬عادة ابإلنشاء الطليب وهو)ما يستدعي حدوث يشء غري‬
‫حاصل وقت الطلب‪.‬‬
‫وهو مخسة انواع‬

‫األمر‪ :‬طلب الفعل‬ ‫‪‬‬

‫الهني‪ :‬طلب الكف‬ ‫‪‬‬
‫واإلسفهام‪ :‬طلب الفهم‬ ‫‪‬‬
‫والمتين‪ :‬طلب احملبوب اذلي يستعبد أو ميتنع وقوعه ‪،‬وأداته الوضعية‬ ‫‪‬‬
‫والنداء‪ :‬طلب اإلقبال بأداة انئبه مناب أدعو‪ ،‬مثل (اي)‬ ‫‪‬‬

‫الباب السابع ‪:‬الفصل والوصل‬ ‫‪‬‬

‫الفصل (ترك العطف بني امجللتني فأكرث)‬
‫والفصل والوصل ثالث احوال رئيسية‬

‫احلاةل األوىل ‪:‬الوصل عند(التوسط بني اللكمتني )‪ ،‬ويكون ذكل بتحقيق رشطني)‪.١‬إلتفاق امجللتني يف اخلربية واإلنشانية‬ ‫‪‬‬
‫( ‪)٢‬وجود اجلامع وهو أمر جيمع بني امجللتني‬
‫احلاةل الثانية‪ :‬الفصل عند (كامل الانقطاع)‬ ‫‪‬‬
‫احلاةل الثالثة‪ :‬الفصل عند (كامل االتصال) ذكل عند وجود عالقة قوية بني امجللتني ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الباب الثامن‪:‬اإلجياز واإلطناب واملساواة‬ ‫‪‬‬

‫اإلجياز (توفيه‪ ¤‬املعىن املراد بلفظ أقل منه )‪.‬‬
‫واإلطناب (تأدية املعىن املراد بلفظ زائد عنه ‪،‬لنكته)‪.‬‬
‫واملساواة (تأدية املعىن املراد بلفظ مساو هل)‪.‬‬
‫فقوكل ‪":‬أان زيد " مساواة وقوكل‪" :‬زيد" مع وجود قرينة‪ ¤‬حالية تدل عىل أنك تريد التعريف ابمسك ‪( :‬اجياز) وق‪¤¤‬ول عيل‬
‫ريض هللا عنه يف غزوة خيرب "اان اذلي مستين أيم حيدره‪ " ¤‬إطاةل نكتهتا ‪ :‬زايدة الفخر يف مق‪¤¤‬ام مب‪¤¤‬ارزة األع‪¤¤‬داء فاكنت ‪:‬‬
‫(إطناب)‪.‬‬

‫إجياز نوعان‬
‫‪ ‬إجياز حذف وهو (لك إجياز سببه احلذف ) سواء اكن احلذف للكمة أو أكرث ‪.‬‬
‫‪ ‬إجياز قرص هو (لك إجياز ليس سببه احلذف‪).‬وهو اذلي يتنافس فيه كبار البلغاء يف لك عرص‪.‬ومن ‪¤‬ه‪ ¤‬قوهل تع‪¤¤‬اىل ‪:‬‬
‫وما أرسلنك إال رمحة للعلمني‪ ١٠٧.‬األنبياء‪.‬‬

‫وأما اإلطناب ‪،‬قصوره كثرية مهنا‬

‫التكرير‬ ‫‪‬‬
‫اإليضاح بعد اإلهبام‬ ‫‪‬‬
‫عطف اخلاص عىل العام‬ ‫‪‬‬

‫العمل البيان‬ ‫‪‬‬

‫هو(عمل تعرف به كيفية تأدية املعىن الواحد بطرق خمتلفة يف وضوح ادلالةل‪.‬‬
‫ف‪¤¤‬إذا أردت التعب‪¤¤‬ري عن جشاعة القائ‪¤¤‬د‪-‬مثال‪-‬فإن‪¤¤‬ك تع‪¤¤‬رف بعمل البي‪¤¤‬ان طرق‪¤¤‬ا خمتلف‪¤¤‬ة يف وض‪¤¤‬وح ادلالةل عىل ه‪¤¤‬ذا‬
‫املعىن ‪،‬مثل "القائد اكألسد " فإد املسلمني أس‪¤‬د"‪" ،‬قائ‪¤‬دان ال يع‪¤‬رف اخلوف ‪،‬كام أن عمل البي‪¤‬ان يقي من الوق‪¤‬وع‬
‫يف التعقيد املعنوي اذلي سبقت اإلشارة إليه يف املقدمة‪.‬‬
‫وأوابه ثالثة‬ ‫‪‬‬
‫التشبيه‬ ‫‪‬‬
‫واجملاز‬ ‫‪‬‬
‫والكناية‬ ‫‪‬‬

‫التشبيه ‪:‬هو ادلالةل عىل اشرتاك أمرين يف معىن بأداة خمصوصة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حنو‪ :‬الكمك اكلعسل يف احلالوة‪.‬‬
‫وأراكنه أربعة‪:‬‬

‫املشبه‬ ‫‪‬‬
‫املشبه به‬ ‫‪‬‬
‫وجه الشبه‬ ‫‪‬‬
 ‫األداة‬ ‫‪‬‬

‫فاملشبه‪ ،‬واملشبه به ‪:‬هام ركنا التشبيه األساسيان فال ميكن حذفهام‪.‬‬

‫ووجه الشبه ‪:‬ال خيلو من أن يكون جمرورا يب (يف)أو منصواب عىل المتزي كقوكل‪ :‬القائد اكجلبل يف الثبات وأكس‪¤¤‬د‬
‫جشاعة‪.‬‬
‫ادوات التشبيه ‪ :‬والاكف‪ ،‬أو أكن‪ ،‬أو اك __ مثل ) أداته ‪ ،‬وقد بذكر الفعل‪.‬‬

‫الثاين ‪:‬اجملاز‬ ‫‪‬‬

‫نوعان‬
‫‪ ‬اجملاز لغوي‬
‫‪ ‬اجملاز عقيل‬
‫هو اللفظ املستعمل يف غري ما وضع هل ‪،‬لعالقة قرينة مانعة من إرادة املعىن األصيل‪.‬‬
‫مثهل‪ :‬اكستعامل لفظ (البحر)و (األسد)‪ .‬مجع أسد يف غري معانهيا األصلية‪¤‬‬
‫يف قول املتنيب‪ :‬فمل أر قبيل من مىش البحر حنوه – وال رجال قامت تعانقه األسد‪.‬‬

‫اجملاز العقيل‪ :‬هو إسناد الفعل وماهل حمك الفعل ‪.‬إىل غري ما حقه أن يسند إليه مما هو من مالبساته‪ .‬كقوكل "فاضت عيين"‬ ‫‪‬‬
‫حفق الفعل ‪( :‬فاض)أن يسند إىل ادلمع اذلي فاض ‪،‬أي‪ :‬كرث حىت سال‪ ،‬لكنه أسند إىل مالبس هل متعلق به‪ ،‬وهو‪ :‬العني‬
‫‪ ،‬اليت يه ماكن فيضان ادلمع ‪ ،‬كقوكل ‪":‬هنار زيد صامئ "حفق امس الفاعل ‪(:‬صامئ) أن يسند لزيد ‪ ،‬لكنه مالبس هل متعلق‬
‫ب‪¤‬ه‪ ،‬وه‪¤‬و‪ :‬الهنار ‪،‬اذلي ه‪¤¤‬و زم‪¤¤‬ان الص‪¤¤‬يام وكقوكل‪ ":‬س يل مفعم "أي ممل‪¤¤‬وء ‪،‬حفق امس املفع‪¤‬ول (مفعم) أن يس ند لل‪¤¤‬وادي‬
‫‪،‬لكنه أسند إىل مالبس هل هو السيل اذلي افعم ومأل الوادي‪.‬‬
‫ومالبسات الفعل و ما يف معناه مهنا‬ ‫‪‬‬
‫الزمان‬ ‫‪‬‬
‫اماكن‬ ‫‪‬‬
‫املفعول‬ ‫‪‬‬
‫الفاعل‬ ‫‪‬‬

‫الثالث الكناية ‪:‬يه لفظ أريد الزم معناه ‪،‬مع جواز إرادة املعىن األصيل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كقوكل ‪" :‬زيد ال يغلق اببه" فاملراد "ال يغلق اببه" ‪:‬الزم املعىن ‪ ،‬وهو ‪ :‬الك‪¤¤‬رم‪ ،‬و م‪¤¤‬ع ذكل ف‪¤¤‬إن املع‪¤¤‬ىن األص‪¤¤‬يل‬
‫الظاهر من "ال يغلق اببه"‪ :‬جائز غري ممتنع عقال ‪.‬‬
‫وميكن تقسمي الكناية ابعتبار املكىن عنه املستور إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫كناية عن صفة‬ ‫‪‬‬
‫كناية عن موصوف‬ ‫‪‬‬
‫كناية عن نسبة‬ ‫‪‬‬

‫ما الفرق بني التشبيه و الاستعار ؟‬

‫ال فرق بيهنام جماز اللغوي عالقهتام مشاهبا‬
‫الشاهد ‪ :‬فمل أرى من مىش البحر حنوه – وال رجال قامت تعانقه األسد‬
‫وجود عالقة املشاهبة بني احليوان املفرتس والرجل الشجاع‬

‫هذا ما استطعت وهللا أعمل ابلصواب‬