You are on page 1of 5

‫"عند صعود ربنا يسوع المسيح‪ ...

‬قال لتالميذه" ها أنا معكم وإلي انقضاء الدهر‬


‫كانت خدمته‪ ..‬تتمحور حول دعوة الناس إلي الملكوت" قد اقترب منكم ملكوت السماوات" كما كان يوصي‬
‫‪.‬الرسل ليكرزوا بهذا أيضا‬
‫وأيضا خدمته تمحورت حول شفاء المرضي و المصروعين من ارواح شريرة وهذا ايضا لكي يؤمنوا‬
‫‪.‬ويصدقوا انه قد اقترب منهم ملكوت السماوات‬

‫"هل يصح أن نقول" كان المسيح يشفي المرضي" أم نقول " مازال المسيح يشفي المرضي‬

‫و ان صدقنا ان المسيح مازال يشفي المرضي‪ ...‬فبالتأكيد هو ايضا يجول يصنع خيرا كما كان علي األرض‬
‫ولكننا ال نراه اآلن ألنه مختفي فينا ألننا اعضاء جسده الحي الذي يصنع إرادة الرأس الذي هو المسيح كما‬
‫قال بولس الرسول‬
‫فنحن اعضاء جسده من لحمه ومن عظامه‬
‫لنتقدم اآلن نحوه للشفاء من امراضنا‪ ....‬فهي ليست فقط منها الجسدية بل النفسية والروحية‬

‫المرض هو اعتالل في وظيفة او عمل احد اجزاء تكوين االنسان‪ ...‬نفس أو جسد أو روح‬

‫كما يمتلئ الجو من الملوثات ‪...‬التي تصيبنا باالمراض الجسدية إن ضعفت مناعتنا‬
‫‪.‬فبنفس الطريقة نصاب باالمراض الروحية والنفسية إن لم تكن مناعتنا الروحية قوية‬

‫و لتقوية المناعة و اخذ العالج المناسب والحصول علي الشفاء‪ ...‬علينا دراسة‬
‫أمراض الروح والنفس ‪.Pathology‬متتبعين إرشاد آباء الكنيسة ‪...‬‬
‫مرض الحسد‬

‫ما هو؟ ‪+‬‬


‫احد اسوأ امراض النفس ‪ ....‬يسبب عطبا لصاحبه وضيقا شديدا لالخرين‪ ....‬وال يعرف صاحبه انه مصاب‬
‫‪.‬به‪ ...‬سمته المرض أنه يجعل االنسان غير سعيد‬
‫ال يريد المصاب ان يعترف بمرضه او بجرحه ولذا يكون بائسا علي الدوام‬
‫باختصار‪ :‬الحسد هو‬
‫)الحزن لسعادة القريب والفرح لتعاسته(‬

‫اعراضه‬
‫يكون المصاب قلقا وحزينا‪ ...‬ان شئ سعيد حدث لقريبه‪ ...‬يتعذب بسعادة اخيه‪ ..‬حزين الن اخاه سعيد ‪-‬‬
‫‪.‬ويمتلك اشياء اكثر منه‬
‫‪.‬ناسيا بركات هللا الشخصية له و بركاته اليومية له ‪ ....‬فلهذا ال يشكر هللا علي خيراته له‬
‫‪.‬وإن شكر فهو يشكر هللا علي شئ كما لقوم عادة وليس من قلبه‬

‫الحسود‪ ...‬يقارن حالة باالخرين‪ ...‬ماديا‪..‬بدنيا‪ ...‬روحيا‪ ...‬فيدع الحسد يظهر نفسه‪ ...‬باعراض‪- :‬‬
‫‪..‬اكتئاب ‪..‬ضيق‪..‬بؤس( اليفارقه الحزن ابدا) حتي ان ممتلكاتهم المادية تزعجهم‬
‫ويصير الرجل المصاب باالكتئاب مثل" رجل عريان يُجرح من كل أحد" ‪ "،‬تخترق كل هذه الجراح‬
‫‪..‬واالصابات إلي أعماق قلبه"‪ ....‬و هذا ماقاله القديس باسيليوس الكبير‬

‫قد يكون الحسد مختفيا بعناية وراء الحزن والميل للنقد وايضا يختفي وراء مدح االخرين‬

‫الحسد عالمة عن الحياة الجسدانية‪ ...‬واعمال الجسد عكس ثمار الروح القدس‬
‫الحسود اعمي روحيا‪ ...‬ال يستطيع ان يري الجيد من الردئ وال ادراك نعمة هللا‪ .‬وبالتالي يقول بافتراء ان‬
‫الجيد ردئ‬

‫ينتهي الحال باالنسان المغلوب من الحسد ‪..‬بعدم االيمان ( كما اليهود الذين حسدوا المسيح ‪...‬فانكروه)‬
‫‪.‬وبسبب نقص إيمانه لن يعاين هللا أو يعرف هللا‬

‫‪.‬المحبة ال تشتهي الشر ألي أحد‪ ...‬وبالتالي الحسود ال يستطيع ان يحب وال يريد ذلك‬

‫ابليس معلم الحسد األول‪ ...‬حسد االنسان علي شركته مع هللا ومحبة هللا العظيمة له‪ .‬فاراد ان يخرجه من‬
‫شركة هللا‬
‫قايين الذي حسد اخيه هابيل وقتله‪ .‬وشاول الملك حسد صالح داود واعماله‪ ....‬فطارده واراد قتله‬

‫يأكل الحسد الشخص الذي يأويه‪ ...‬ويدمر مقتنايانه‬


‫سهام الحسود ترتد عليه وتصيبه دون المحسود‪ .‬ولكنها في اوقات تؤذي االخرين وخصوصا الضعفاء منهم‬

‫أسبابه‬

‫‪.‬أنه مرض خطير يولد من جذر كل االهواء‪ ،‬اال و هو الكبرياء‪ .‬فالحسد هو السمه المميزة للكبرياء‬

‫إذا كنت مغلوبا من الحسد‪ ....‬فبالتاكيد مازلت في قبضة امه الكبرياء‪ .‬فقد نبدو متواضعين ولكن إذا كنا‬
‫‪.‬حسودين نكون متكبرين‬

‫الحسد مرتبط بمديح االخرين‬


‫نغار من االخرين الذين يُمدحون وال ُنمدح نحن‬
‫قد يسكن الحسد خفيه في االنسان الذي يمدح الناس باستمرار‬

‫‪..‬المصاب بمرض الحسد (الحسود)‬


‫دوما عيناه تجوالن وتالحظ الناس لكي يجد اساسا يبني عليه اتهامه‪ ...‬مستعدا دوما ان يعمل تعليقات عن‬
‫‪.‬االخر خصوصا امام االخرين‪ ...‬ليزهو بنفسه ويقلل من االخر في اعين االخرين‬
‫عندما يُمدح ضحيه الحسود‪ ...‬يكون مستعدا لالعتراض الظهار الجوانب الخفيه من حياته الظهار انه ال‬
‫‪.‬يستحق المديح‬
‫ال يجد الحسودين‪ ..‬اي شئ جيد في االخرين يستحق المدح‪..‬هم مثل الطيور المفترسة التي تطير باحثه‬
‫‪....‬بنظرها عن الجثث أو مثل الذباب الذي يترك ما هو نظيف و يستقر علي النتن‬
‫انهم يبحثون باجتهاد عن شئ قبيح في االخرين ليكون سببا في انتقادهم ويتغاضون عن الجانب الجيد في‬
‫‪.‬حياتهم‬

‫هنا يظهر ايضا الغضب‪ ...‬من خالل الحزن و البؤس الذي يحرق قلب الحسود‪ ......‬وهو يختفي في‬
‫‪.‬الجسد‪ ...‬يعبر عن نفسه في اصطياد االخطاء و يظهر ذاته من خالل االدانه ولوم االخرين‬

‫‪.‬‬

‫مشكلة أخري للحسد‬


‫الكلب يهدأ إذا أكل‪ ...‬و ُتروض االسود عندما يُعتني بها‪ ،‬أما الحسود يصبح اكثر شراسة عندما يعامل‬
‫‪.‬حسنا‪ ...‬تجعله االعمال الصالحة أكثر غضبا ً‬
‫للشفاء من الحسد ( العالج)‬

‫ينبغي أن نحب الذين نحسدهم أو الذين نميل الن نحسدهم ونمدحهم من كل قلوبنا‪ ...‬نحبهم محبة خاصة‬
‫نصلي هلل من أجل منْ نحسدهم‬
‫نصلي هلل ليشفينا من هذا المرض ألنه يمنع من دخول الملكوت‬

‫ننظر لمقتنيات اخينا‪ ...‬نظرة حقيقية عوض وهم الحسد‪ ....‬ننظر ان كل ما عنده هو عطية من هللا سواء‬
‫الجسدية والروحية‪ .....‬والجسدية منها ما إال أدوات لتقودنا للفضيلة‪ ...‬وبهذا لو حسدنا‪ ...‬تكون مقاومين‬
‫واعداء هلل‪ ...‬فالحسد يعلم العداوة هلل‬

‫ماذا لو كنا محسودين من احد؟‬


‫نصبر ونحتمل‬
‫نبتعد عن مصادقة الحسودين مثل ابعاد المواد القابلة لالشتعال عن النار أو الحرارة ( لو في امكاننا‬
‫وخصوصا لو كنا ضعفاء روحيا ونضطرب بسهولة)‪ .‬ولكننا ال ننسي ان نصلي الجله‬

‫عندما نغار من اخوتنا( نحسدهم)‪ ...‬فاننا نعد لهم مجدا و نعد النفسنا خزيا‪ ...‬كما حدث الخوة يوسف‬
‫فبحسدهم نفذوا نبوة احالم يوسف ليتمجد‪ ...‬ووضعوا علي انفسهم خزي شرهم‬

‫اسلموا المسيح حسدا بسبب محبة الناس له‪ ...‬وقتلوه‪ ...‬فالقتل ثمرة الحسد‬

You might also like