‫مفهوم المعامالت التجارية‬

‫لغة‪:‬‬
‫جمع معاملة؛ وهي مأخوذة من العمل وهو لفظ عام في كل فعل‬
‫يقصده المكلف‪ ،‬والمعاملة على وزن مفاعلة وهي االشتراك في‬
‫العمل‪.‬‬
‫ومصدرها عامل‪ ،‬وعاملت الرجل أعامله معاملة‪ :‬إذا ساومته في‬
‫العمل‪ ،‬والعين والميم والالم هي أصل واحد صحيح‪ ،‬وهو عام في‬
‫‪1‬‬
‫كل فعل يفعل‪.‬‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫فهي تلك األحكام الشرعية المتعلقة بأمور الدنيا سواء تعلقت‬
‫باألموال أو النساء حيث قال ابن عابدين‪ – ‬رحمه‬
‫هللا‪ – ‬والمعامالت خمسة‪ :‬المعاوضات المالية‪ ،‬والمناكحات‪،‬‬
‫والمخاصمات‪ ،‬واألمانات‪ ،‬والتركات‪.‬‬

‫األصل في المعامالت التجارية في الشريعة اإلسالمية‬

‫اختلفوا في المعاملة التي سكت عنها الشرع أو كانت حادثة على‬
‫قولين‪:‬‬
‫أن األصل في المعامالت الحل واإلباحة‪ ،‬وال تحرم إال بوجود‬
‫دليـل‪ ،‬وهذا قول جمهور الفقهاء من الحنفية‪ 1‬والمالكية‪،2‬‬
‫والشافعية‪ ،3‬والحنابلة‬
 ‫أدلة القول األول‪:‬‬
‫استدل القائلون بأن األصل في المعامالت اإلباحة بالكتاب والسنة‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الدليل من الكتاب‪:‬‬
‫جميع اآليات الواردة في وجوب الوفاء بالعقود وحفظ األمانة‪:‬‬
‫كقـول هللا عز وجل‪ ( :‬يا أيها الذين آمنوا أوفواـ بالعقود )‪ 6.‬حيث‬
‫أن هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬أمر بالوفاء بـالعهود والعقـود‪ ،‬والمعامالت‬
‫عبارة عن عقود وعهود‪ ،‬وإطالق األمر وعدم التخصيص يـدل‬
‫علـى أن األصل هو اإلباحة‪2.‬‬
‫القول الثاني‬
‫أن األصل في المعامالت والعقود الحظر إال ما ورد الدليل‬
‫بجوازه وإباحته‪ ،‬وذهب إلى هذا القول بظاهرية‪.‬‬
‫ومقتضى هذا القول‪:‬‬
‫نفي إرادة المتعاقدين بالكلية‪ ،‬والتوقف عند العقود والشروط‬
‫المنصوص عليها‪ .‬قال هللا تعالى‪ ( :‬حرمت عليكم الميتة والدم‬
‫ولحم الخنزير وما أهل لغير هللا به والمنخنقة والموقوذة‬
‫والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إال ما ذكيتم وما ذبح على‬
‫النصب وأن تستسقموا باألزالم ذلكم فسق اليوم قال هللا تعالى‪:‬‬
‫( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير هللا به‬
‫والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إال ما‬
‫ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستسقموا باألزالم ذلكم فسق‬
‫اليوم‬
‫أن هللا أخبر في هذه اآلية أن الدين قد اكتمل‪ ،‬ومـن أراد أن يبـيح‬
‫شرطا ً أو عقداً ليس في كتاب هللا وال سنة نبيه صلى هللا عليه‬
‫وسلم فقد خالف صريح هذه اآلية‪2.‬‬