Professional Documents
Culture Documents
الاندماج و الاستحواذ
الاندماج و الاستحواذ
جامعة جياللي اليابس.
ســــــيــــــــدي بــــــلــــعــــبـــــاس.
االندماج و االستحواذ
تحت اشراف: من طرف :
ا .بالحة لحسن -سي علي فاطمة الزهراء
-زيتوني لطيفة
1
المقدمة:
يشهد االقتصاد العالمي تتابعا مستمرا لتغيرات متالحقة مست كل قطاعاته ،فبعد انهيار
النموذج االشتراكي والتحول نحو آليات السوق ،و قرار اتفاقية الجات التي تضمنت مبدأ
تحرير تجارة الخدمات باإلضافة إلى الثورة الهائلة في مجال االتصاالت وتكنولوجيا
المعلومات تزيد التوجه نحو المزيد من االندماج المالي اإلقليمي والعالمي ،يدعمه في ذلك
تبني العديد من الدول لسياسات اقتصادية ومالية تحررية في ظل برامج اإلصالح المعتمدة.
وتشير الدالئل ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين بأن األعوام القادمة ستشهد مزيدا من
التهيؤ لعالم تسوده هيمنة الشركات المتعددة الجنسيات على اقتصاديات معظم الدول ،عالم
التحالفات االستراتيجية والتكتالت االقتصادية والكيانات العمالقة ،عالم سمته األساسية
الشرسة المنافسة ولغة البقاء فيه تكون لألقوى .و من هنا نتطرق الى اإلشكالية التالية ماهية
كل من االندماج و االستحواذ و أوجه االختالف بينهما؟
2
خطة البحث:
المطلب األول :ماهية االندماج
الفرع األول :تعريف االندماج
الفرع الثاني :تصنيفات االندماج
المطلب الثاني :ماهية االستحواذ
الفرع األول :تعريف االستحواذ
الفرع الثاني :أنواع االستحواذ
المطلب الثالث :الفرق بين االستحواذ و االندماج
3
المطلب األول :ماهية االندماج
الفرع األول :تعريف االندماج
عملية االندماج هي عبارة عن أداة تستخدمها الشركات بغرض التوسع في عملياتها
التشغيلية وتهدف في كثير من األحيان إلى زيادة ربحيتها عل المدى البعيد .وعادة ما تحدث
عمليات االندماج بالتوافق والتراضي بين الطرفين حيث يقوم المدراء التنفيذيون من الشركة
المستهدفة باالندماج بمساعدة نظرائهم من الشركة الراغبة في الشراء في إطار يتسم ببذل
العناية الالزمة لضمان أن الصفقة ستعود بالفائدة على كال الطرفين.
وفي أدبيات عالم األعمال والشركات يعني مصطلح االندماج توحد شركتين في شركة
واحدة أكبر حجما ،وتتم مثل هذه القرارات في الغالب بصورة طوعية وتشتمل على عمليات
مبادلة أسهم أو تسديد دفعة نقدية للشركة المستهدفة .إن طريقة مبادلة األسهم هي األكثر
استخداما إذ أنها تسمح لمساهمي الشركتين بتقاسم المخاطر التي تنطوي عليها الصفقة.
ويمكن أن تكون عملية االندماج شبيهة بعملية استرداد األسهم ولكن ينتح عنها تكوين
شركة باسم جديد ( عادة ما يتكون هذا االسم من اسمي الشركتين األصليتين ) وعالمات
تجارية جديدة .وفي بعض الحاالت يطلق على توحد الشركتين مصطلح ( اندماج ) بدالا عن
استحواذ ألسباب سياسية أو تسويقية محضة.
إذا نظرنا إلى عمليات االندماج تاريخيا ا نجدها قد فشلت في تحقيق إضافة كبيرة إلى
قيمة أسهم الشركات المستحوذة .وربما تهدف عمليات االندماج بين الشركات إلى تقليل
التكاليف ( مثالا تسريح الموظفين أو تشغيل الشركة بمستوى أكثر كفاءة باستخدام أفضل
التقنيات ....الخ )وخفض الضرائب وتغيير إدارة الشركة وبناء" اإلمبراطوريات االقتصادية
"بواسطة المدراء المستحوذين أو أي أغراض أخرى .وهكذا يمكن أن تكون عمليات
االندماج هذه منظمة بشكل كبير .وتسعى الحكومات عند وضعها لألنظمة الخاصة بعمليات
االندماج إلى وضع تشريعات محكمة وتطبيق األنظمة الالزمة بغرض منع أي محاولة
لالحتكار.
الفرع الثاني :تصنيفات االندماج
أ-االندماج األفقي :يحدث عندما يكون المنتج لدى الشركتين المندمجتين متشابه ويتم إنتاجه
في نفس الصناعة.
4
ب -االندماج الرأسي :يكون عند انضمام شركتين تعمل كل منهما في مراحل مختلفة من
أنتاج نفس السلعة.
ج-االندماج المتجانس :يحدث مثل هذا االندماج عندما تكون الشركتان المندمجتان تعمالن
في نفس النوع من أنواع الصناعة بشكل عام ولكن ال تكون بينهما عالقة مشتري /عميل أو
مورد متبادلة.
د-االندماج المختلط :ويحدث ذلك عندما تكون الشركتان المندمجتان تعمالن في صناعات
مختلفة.
ه-االندماج العكسي :يستخدم كطريقة سريعة لتحول الشركات الخاصة إلى شركات مساهمة
عامة عن طريق السيطرة على شركة مدرجة ولكن ال يوجد لديها نشاط تشغيلي أو أية أصول
اسمية.
إن اكتمال عملية االندماج ال يضمن نجاح الشركة الجديدة الناتجة عن عملية االندماج .وفي
حقيقة األمر ،نتج عن العديد من عمليات االندماج ( وفي بعض الصناعات معظم هذه
العمليات )خسارة صافية لقيمة الشركة بسبب بعض المشاكل .إن تصحيح المشاكل التي
تحدث نتيجة لعدم التوافق سواء من جانب التقنية أو المعدات أو ثقافة الشركة يؤدي إلى تحول
الموارد بعيدا ا عن االستثمار الجديد كما أن هذه المشاكل يمكن أن تتفاقم نتيجة لعدم وجود
البحوث الكافية أو المالئمة أو نتيجة إلخفاء أحد الشركاء لخسائره أو التزاماته .وربما يسمح
باستمرار الشركات التابعة المتداخلة أو العاملين الفائضين عن حاجة الشركة مما يؤدي إلى
تفشي عدم الكفاءة في أوساط الموظفين أو على العكس من ذلك ،وربما تقوم اإلدارة الجديدة
بخفض عدد كبير من العمليات التشغيلية أو العاملين مما يفقدها خبرة هؤالء العاملين
المؤهلين ويلحق الضرر ببيئة العاملين .إن هذه المشاكل شبيهة في طبيعتها بالمشاكل التي
تواجهها الشركات في عمليات االستحواذ .وحتى ال تعتبر عملية االندماج فاشلة ،فإنه ال بد
لها أن تزيد من قيمة حقوق المساهمين بمعدل أسرع مما لو كانت هذه الشركات منفصلة ،أو
الحيلولة دون حدوث انخفاض في قيمة حقوق المساهمين بمعدل أسرع مما لو كانت الشركات
منفصلة.
المطلب الثاني :ماهية االستحواذ
الفرع األول :تعريف االستحواذ
إن عملية االستحواذ ،و التي تعرف أيضا ا بعملية الشراء هي عبارة عن شراء شركة
(الشركة المستهدفة ) بواسطة شركة أخرى .ويمكن أن تكون عملية االستحواذ ودية أو غير
ودية .وفي الحالة األولى ،يكون هناك تعاون بين الشركتين في المفاوضات أما في الحالة
الثانية فإن الشركة المستهدفة باالستحواذ تكون غير راغبة في أن يتم شراؤها أو أن مجلس
5
إدارة الشركة المستهدفة ال يكون لديه معرفة سابقة بعرض االستحواذ .وتشير عملية
االستحواذ عادة إلى شراء شركة أصغر بواسطة شركة أكبر ،بيد أنه في بعض األحيان
تقوم شركة أصغر باالستحواذ على حصة اإلدارة المسيطرة في شركة أكبر أو شركة أكثر
رسوخا ا في السوق وتحتفظ بأسهمها ليطلق على اسم الكيان الجديد المتحد ،ويسمى هذا النوع
من االستحواذ عملية استرداد األسهم أو الشراء المعكوسة.
الفرع الثاني :أنواع االستحواذ
أ-شراء األسهم :يقوم المشتري بشراء أسهم الشركة المستهدفة وبالتالي تتم له السيطرة على
الشركة المستهدفة ،وتفضي سيطرة المالك على الشركة بدورها إلى سيطرة فعالة على
أصول الشركة ،ولكن حيث أن الشركة تم االستحواذ عليها بشكل سليم كشركة مستمرة في
ممارسة أعمالها ،فإن هذا الشكل من أشكال الصفقات تلحق به كافة االلتزامات العائدة لتلك
الشركة خالل سنواتها الماضية وكذلك جميع المخاطر التي تواجه الشركة في بيئتها التجارية.
ب-شراء األصول :في هذه العملية يقوم المشترى بشراء أصول الشركة المستهدفة .ووفقا
لهذه العملية،يتم إعادة دفع النقد الناتج عن عملية شراء الشركة إلى مساهميها ،إما عن
طريق أرباح األسهم الموزعة أو عن طريق تسييل األصول أو التصفية .عالوة على ذلك،
وفي كثير من األحيان ،يقوم المشتري بتنظيم الصفقة على أساس أنها شراء لألصول وذلك
بانتقاء األصول التي يرغب فيها وترك األصول وااللتزامات التي ال يرغب فيها.
المطلب الثالث :الفرق بين االستحواذ و االندماج
رغما ا عن أن هذين المصطلحين يستخدمان في كثير من األحيان كلفظين مترادفين فإن
مصطلحي االندماج واالستحواذ يعنيان أشياء مختلفة ،وحسب المعنى المحض للمصطلح
فإن االندماج يحدث عندما تتفق شركتان ،عادة ما يكونان من نفس الحجم تقريباا ،لتصحبان
شركة فردية واحدة بدالا من أن يظال مستقلتين من حيث الملكية والتشغيل .ويشار إلى مثل
هذا النوع من أنواع االندماج بصورة أكثر دقة ب " اندماج المتماثلين أو النظيرين ".وفي
هذه الحالة يتم التنازل عن أسهم كال الشركتين ويتم إصدار أسهم تحل محل األسهم القديمة.
على سبيل المثال ،فقد توقفت كل من شركتي ديملر بنز وكرايسلر عندما اندمجت الشركتان
وتم قيام شركة جديدة هي شركة ديملر كرايسلر.
أما في الواقع ،فإن االندماج الفعلي بين المتماثلين أو النظيرين ال يحدث كثير ا ا .فعادة ما تقوم
إحدى الشركات بشراء شركة أخرى ،وكجزء من شروط الصفقة ،تسمح هذه الشركة
ببساطة للشركة المستحوذ عليها باإلعالن عن أن هذا اإلجراء هو عبارة عن " اندماج بين
شركتين متماثلتين " حتى و إن كان من الناحية الفنية هو عبارة عن استحواذ .إن عملية
شراء شركة يحمل في طياته في كثير من األحيان دالالت سلبية ،وعليه فإن معدي الصفقة
وكبار المدراء ،يلتفون حول المصطلح الحقيقي ويصفون الصفقة باالندماج في محاولة منهم
لجعل عملية الشراء مستساغة أكثر .وتسمى صفقة الشراء أيضا ا اندماجا ا عندما يتفق
6
الرئيسان التنفيذيان للشركتين على أن انضمام الشركتين إلى بعضهما البعض يصب تماما ا في
مصلحة شركتيهما .ولكن عندما تتم الصفقة بشكل غير ودي ،أي عندما تكون الشركة
المستهدفة غير راغبة في أن يتم شراؤها ،فإن هذه العملية تعتبر دائما ا عملية استحواذ.
وسواء اعتبرت عملية الشراء اندماجا ا أو استحواذا ا فإنها تعتمد في حقيقة األمر على ما إذا
كانت عملية الشراء قد تمت بصورة ودية أو غير ودية وكيف تم اإلعالن عنها .وبعبارة
أخرى ،فإن االختالف الرئيسي يكمن في الكيفية التي يتم بها إبالغ وتلقي قرارات الشراء لكل
من مجلس اإلدارة والعاملين فيها ومساهمي الشركة المستهدفة .ومن الطبيعي جداا ،أن تتم
االتصاالت الخاصة بعمليات االندماج واالستحواذ في ما يسمى ب " فقاعة السرية " حيث
يحاط تدفق المعلومات بسياج من القيود نظرا ا التفاقيات المحافظة على السرية.
7
خاتمة:
يعد االندماج االقتصادي عامة التحالف بين مختلف الشركات والبنوك خاصة واحدا من أهم
المستجدات العالمية ،التي لها تأثير على مختلف األنشطة االقتصادية نظرا لآلثار والنتائج
اإليجابية التي تفرزها تلك العمليات ،ففي ظل المتغيرات االقتصادية سيطر على العالم ما
يعرف بظاهرة االندماج و االستحواذ االقتصادي حتى غدا المشروع الكبير في الوقت
الراهن المحرك الفعال لتحقيق التقدم االقتصادي ،وبذلك فال سبيل أمام المنظمات والكيانات
الصغيرة والمتوسطة أو حتى الكبيرة سوى أن تندمج لتكون كيانا عمالقا قادرا على المقاومة
و االستمرار في ظل منافسة شرسة سمتها الوحيدة البقاء لألقوى.
8