You are on page 1of 39

1

‫ﺷﺒﻜﺔ‬
www.alukah.net

2

‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه ومن وااله‪ ..‬وبعد‪/‬‬
‫فتلك إطاللة علمية ودراسة نظاميّة فقهية حول " اتفاقية حقوق الطفل ‪1989‬م "‬
‫وأحكامها الفقهية والنظاميّة مع مقارنتها بأنظمة اململكة العربية السعوديّة‪ ،‬قسمتها إىل‬
‫ثالثة مباحث حتت كل مبحث مجلة من املسائل‪:‬‬
‫نبذه حول اتفاقية حقوق الطفل ‪1989‬م‪.‬‬
‫أوجه االتفاق يف حق الطفل بني القوانني الدولية والشريعة الربانية‪.‬‬
‫املواد اليت ختالف الشريعة اإلسالمية يف اتفاقية حقوق الطفل‪1989‬م‪...‬‬
‫وهذه الدراسة أحسب إن شاء اهلل أهنا ستفيد كل مهتم حبقوق الطفل من فقهاء و ُشرّاح‬
‫للقانون ومربني‪ ،‬وأشري إىل أنّي كنت قد حبثتها بشكل مفصل يف رساليت " حتفظات‬
‫اململكة العربية السعودية على معاهدات حقوق اإلنسان " واليت نشرهتا دار األلوكة عام‬
‫‪1438‬هـ‪ ،‬أسأل اهلل تعاىل أن ينفع فيها ويبارك‪ ،‬وجيعلها خالصة لوجهه‪ ،‬وأن يغفر ما‬
‫فيها من زلل وخطأ‪ ،‬وصلى اهلل وسلم على نبينا حممد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اعتمدت هذه االتفاقية يف ‪ 20‬نوفمرب ‪1990‬م‪ ،‬وفقاً للمادة التاسعة واألربعني‬


‫منها‪..‬وانضمت إليها اململكة العربية السعودية يف ‪ 25‬فرباير ‪1996‬م‪ .‬موردةً حتفظاً عامًا‬
‫( ‪)1‬‬
‫على املواد اليت ختالف الشريعة اإلسالمية دون حتديد لتلك املواد‪.‬‬
‫‪..‬‬
‫‪ :‬فتحدثت بأن األسرة باعتبارها الوحدة األساسية للمجتمع والبيئة الطبيعية‬
‫لنمو ورفاهية مجيع أفرادها وخباصة األطفال‪ ،‬لذلك ينبغي أن توىل احلماية واملساعدة‬
‫الالزمتني لتتمكن من االضطالع الكامل مبسؤولياهتا داخل اجملتمع‪ ،‬واالتفاقية تقر بأن‬
‫الطفل‪ ،‬كي تترعرع شخصيته ترعرعاً كامالً ومتناسقاً‪ ،‬ينبغي أن ينشأ يف بيئة عائلية يف‬
‫جو من السعادة واحملبة والتفاهم‪ ،‬وترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعداداً كامالً ليحيا حياة‬
‫فردية يف اجملتمع وتربيته بروح املثل العليا املعلنة يف ميثاق األمم املتحدة‪ ،‬وخصوصا بروح‬
‫السلم والكرامة والتسامح واحلرية واملساواة واإلخاء‪ ،‬وتضع يف اعتبارها أن احلاجة إىل‬
‫توفري رعاية خاصة للطفل قد ذكرت يف إعالن جنيف حلقوق الطفل لعام ‪1924‬م‪ ،‬وىف‬
‫إعالن حقوق الطفل الذي اعتمدته اجلمعية العامة يف ‪ 20‬تشرين الثاين‪/‬نوفمرب ‪1959‬م‪،‬‬
‫واملعترف به يف اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان وىف العهد الدويل اخلاص باحلقوق املدنية‬
‫والسياسية )والسيما يف املادتني الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين) وىف العهد الدويل‬

‫(‪)1‬‬
‫ومل تنضم اململكة إىل الربتكول االختياري التفاقية حقوق الطفل اخلاص باشتراك األطفال يف النزاع املسلح‪،‬‬
‫والذي أقر يف ‪ 25‬مايو ‪2000‬م‪ ،‬أو الربتكول اخلاص ببيع األطفال‪ ،‬بغاء األطفال‪ ،‬واستغالل األطفال يف‬
‫املواد اإلباحية املقر أيضاً يف ‪ 25‬مايو ‪2000‬م‪ ،‬انظر‪ :‬دراسة مدى انسجام األنظمة السعودية مع اتفاقيات‬
‫حقوق اإلنسان ص‪ .60‬وااللتزامات الناشئة على املواثيق الدولية لد الرييب ص‪.415‬‬

‫‪4‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اخلاص باحلقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية (وال سيما يف املادة العاشرة) وىف النظم‬
‫األساسية والصكوك ذات الصلة للوكاالت املتخصصة واملنظمات الدولية املعنية خبري‬
‫الطفل‪.‬‬
‫كما توضح أنّ الطفل بسبب عدم نضجه البدين والعقلي‪ ،‬حيتاج إىل إجراءات وقاية‬
‫ورعاية خاصة‪ ،‬مبا يف ذلك محاية قانونية مناسبة‪ ،‬قبل الوالدة وبعدها "وذلك كما جاء يف‬
‫إعالن حقوق الطفل‪ ،‬وتشري إىل أحكام اإلعالن املتعلق باملبادئ االجتماعية والقانونية‬
‫املتصلة حبماية األطفال ورعايتهم‪ ،‬مع االهتمام اخلاص باحلضانة والتبين على الصعيدين‬
‫الوطين والدويل‪ ،‬وإىل قواعد األمم املتحدة الدنيا النموذجية إلدارة شئون قضاء األحداث‬
‫(قواعد بكني)‪ ،‬وإىل اإلعالن بشأن محاية النساء واألطفال أثناء الطوارئ واملنازعات‬
‫املسلحة‪،‬‬
‫وتسلم املقدمة بأن مثة_ يف مجيع بلدان العامل_ أطفالٌ يعيشون يف ظروف صعبة للغاية‪،‬‬
‫وبأن هؤالء األطفال حيتاجون إىل مراعاة خاصة‪ ،‬ونبهت الديباجة إىل أنّ االتفاقية تأخذ يف‬
‫االعتبار أمهية تقاليد كل شعب وقيمه الثقافية حلماية الطفل وترعرعه ترعرعا متناسقا‪ ،‬و‬
‫تدرك أمهية التعاون الدويل لتحسني ظروف معيشة األطفال يف كل بلد‪ ،‬وال سيما يف‬
‫( ‪)2‬‬
‫البلدان النامية‪..‬‬
‫فمن املادة األوىل إىل املادة احلادية واألربعني‪ ،‬ويتناول هذا اجلزء حقوق‬
‫الطفل‪ ،‬والتدابري الواجبة على الدولة العضو من أجل إنفاذ واحترام هذه احلقوق‪ ،‬اليت‬
‫تتعلق باحلقوق األساسية للطفل كاحلق يف احلياة‪ ،‬ويف الرعاية الصحية‪ ،‬ويف التعليم‪ ،‬ويف‬
‫التعبري‪ ،‬ويف كرامته‪ ،‬وسالمة جسده‪ .‬وكذلك احلقوق املتصلة بوالديه أو أسرته بإقامته‬
‫معهم‪ ،‬وحقه يف احلصول على جنسية دولة ما منذ والدته‪ ،‬وكذلك حقوقه الثقافية‪ ..‬كما‬

‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ديباجة اتفاقية حقوق الطفل ‪1989‬م‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نصت هذه املواد على محاية خاصة بالطفل يف جمال التجرمي و العقاب‪ ،‬ونصت أيضاً على‬
‫حقوق خاصة باألطفال ذوي االحتياجات اخلاصة ( املعوقني)‪.‬‬
‫فمن املادة الثانية واألربعني إىل املادة اخلامسة واألربعني‪ ،‬وهذه املواد‬
‫تنظم اهليكل الرقايب لالتفاقية من خالل " جلنة حقوق الطفل " اليت تتلقى تقارير الدول‬
‫املنظمة لالتفاقية وتقترح التوصيات االزمة لتفعيلها‪.‬‬
‫‪ :‬فمن املادة السادسة واألربعني إىل املادة الرابعة واخلمسني‪ ،‬وتنظم هذه‬
‫( ‪)3‬‬
‫املواد األحكام اخلاصة بنفاذ هذه االتفاقية‪.‬‬

‫حتديد سن الطفل وهو مادون س ّن الثامنة عشرة‪.‬‬


‫يغلب على مواد االتفاقية الطابع العام الذي يعتمد على رصد نتيجةٍ أو هدف‬
‫ٍوحتديد الطريقة اليت ينبغي على الدولة سلوكها هلذا النتيجة‪.‬‬
‫تتميز هذه االتفاقية بورود استثناءات تسمح هبد التقيّد ببعض ماتقضي به لدواعي‬
‫الصاحل العام أو اآلداب العامة أو حقوق اآلخرين وحرياهتم على حنو ماورد يف املادة‬
‫العاشرة الفقرة الثانية‪ ،‬وأيضاً الثالثة عشر الفقرة الثانية‪ ،‬والرابعة عشر الفقرة الثالثة‪،‬‬
‫( ‪)4‬‬
‫واخلامسة عشر الفقرة الثانية‪..‬من االتفاقية‪..‬‬
‫تنسجم مواد االتفاقية غالباً مع األوضاع النظامية والشرعية للمملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬واألمثلة على ذلك كثرية‪ :‬فوضع نظام لألطفال ذوي االحتياجات اخلاصة(‬
‫املعاقني ) ينسجم مع املادة الثالثة والعشرين من االتفاقية‪ ،‬والرعاية الصحية للطفل ينسجم‬
‫مع املادة الرابعة والعشرين من االتفاقية‪ ،‬كما أنّ الباب العاشر من نظام العمل يتفق مع‬

‫(‪ )3‬انظر‪ :‬دراسة مدى انسجام األنظمة السعودية مع اتفاقيات حقوق اإلنسان ص‪ .60‬وااللتزامات الناشئة على‬
‫املواثيق الدولية لد الديريب ص‪.416‬‬
‫(‪ __ )4‬انظر‪ :‬دراسة مدى انسجام األنظمة السعودية مع اتفاقيات حقوق اإلنسان ص‪.63‬‬

‫‪6‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫الفقرة الثانية والثالثة من املادة الثامنة والثالثني من االتفاقية‪ ،‬ومجلة األنظمة العسكرية تتفق‬
‫مع املادة الثامنة والثالثني اليت تقضي بعدم جتنيد من مل يبلغ مخسة عشر عاما‪.‬‬
‫( ‪)5‬‬

‫مثة بعض النقاط يف االتفاقية قد يفهم منها خمالفة األنظمة السعودية (‪)6‬اليت تطبق‬
‫الشريعة‪..‬سأذكرها يف املطلب قادم بإذن اهلل‪.‬‬

‫(‪ )5‬املرجع السابق ص‪.66‬‬


‫(‪ )6‬ومثة ماهو نظامي حبت يف مثل جنسية املولود يف اململكة إذا كانت أمه سعودية ووالده جمهول أو عدمي اجلنسية‪..‬‬
‫سبق اإلشارة إليها يف ص ‪.191‬‬

‫‪7‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اهتمت املعاهدات الدولية حبقوق الطفل‪ ،‬ومن أبرز ما يبني ذلك اتفاقية حقوق الطفل‬
‫(‪1989‬م) اليت حتدثت عنها يف املبحث السابق‪ ..‬وتتعلق هذه احلقوق حبقوق الطفل‬
‫األساسية‪ :‬كاحلق يف احلياة‪ ،‬ويف الرعاية الصحية‪ ،‬ويف التعليم‪ ،‬ويف التعبري‪ ،‬ويف كرامته‪،‬‬
‫وسالمة جسده‪ ..‬كما تتناول هذه املواد حقوقاً أخرى عديدة للطفل مثل احلقوق املتصلة‬
‫بأسرته أو والديه‪ ،‬بإقامته معهم‪ ،‬وحقه يف احلصول على جنسية دولة ما منذ والدته‪ ،‬وله‬
‫أيضا حقوق ثقافية‪ ..‬وكذلك حقوق خاصة حبمايته يف جمال التجرمي والعقاب‪ ،‬وأيضا‬
‫( ‪)7‬‬
‫هناك لفته حلقوق األطفال أصحاب االحتياجات اخلاصة ( املعوقني )‪.‬‬
‫وهذه احلقوق تنسجم مع التشريع اإلسالمي بشكل عام (‪ ،)8‬اليت سبقت يف تنظيم تلك‬
‫احلقوق‪ ،‬تنظيماً دقيقاً يسبق مولد الطفل ويواكب نشأته ويستهدف حفظ بدنه وصحته‬
‫وإمناء ذهنه وإحياء ضمريه‪ ،‬وحتسني خلقه‪ ،‬حىت يبلغ احللم ويتحمل تبعة التكليف الشرعي‬
‫اإلميان والعمل الصاحل‪ ،‬فيسهم يف عمران الكون وحيقق اخلري لذاته و أمته(‪ .)9‬ومن‬
‫أمـــثلة ذلك‪:‬‬

‫وقد دلت على ذلك أدلة كثرية‪ ،‬كما يف قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬

‫(‪ )7‬انظر‪ :‬اتفاقية حقوق الطفل اعتمد يف ‪ 20‬نوفمرب ‪1989‬م‪ .‬وانظر كذلك‪ :‬دراسة مدى انسجام األنظمة‬
‫السعودية مع اتفاقيات حقوق اإلنسان جملموعة من الباحثني ص‪60‬‬
‫(‪ )8‬مثة خمالفة يف بعض االتفاقية‪ ،‬سأدرسها بإذن اهلل يف املبحث الثالث عند التحفظات على االتفاقية‪.‬‬
‫(‪ )9‬انظر‪ :‬تعامل الرسول صلى اهلل عليه وسلم مع األطفال تربوياً‪ ،‬لد حصة الصغيّر ص‪ (.30‬رسالة دكتوراه‪ .‬اجلامعة‬
‫األمريكية ص‪)30‬‬
‫(‪ )10‬وهذه سبق اإلسالم هبا تلك االتفاقية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ (‪..)11‬وقوله صلى اهلل عليه‬


‫ض‬
‫ض ْونَ خُلُ َقهُ َودِيَنهُ‪َ ،‬فزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْ َعلُوا تَكُنْ فِتَْنةٌ فِي الْأَرْ ِ‬
‫وسلم‪ِ ":‬إذَا أَتَاكُمْ مَنْ َترْ َ‬
‫وَفَسَادٌ َعرِيضٌ (‪ ")12‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪ " :‬تُنْ َكحُ الْ َم ْرَأةُ لِأَرْبَعٍ‪ :‬لِمَاِلهَا‪،‬‬
‫(‪)13‬‬
‫ت الدِّينِ َترِبَتْ يَدَاكَ" ‪.‬‬
‫وَلِحَسَِبهَا‪ ،‬وَلِجَمَاِلهَا‪ ،‬وَلِدِيِنهَا‪ ،‬فَاظْ َف ْر بِذَا ِ‬
‫وفيما خيص الصغار جاء‬ ‫‪.2‬‬
‫اهتمام اإلسالم باجلنني وهو يف بطن أمه‪ ،‬مث الرضاعة وحترمي االعتداء عليه‪ ..‬وما‬
‫قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬ ‫(‪)14‬‬
‫يتلوها من إحسان‬
‫ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ‬

‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬

‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬

‫ويف حترمي االعتداء عليه‬ ‫(‪)15‬‬


‫ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﭼ‬

‫(‪ :)16‬ﭽ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ‬

‫ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬

‫ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬
‫(‪)17‬‬
‫ﰁ ﰂ ﰃﭼ‬

‫(‪ )11‬سورة البقرة (‪.)221‬‬


‫(‪ )12‬رواه الترمذي برقم‪ 1058‬وابن ماجة واللفظ له يف كتاب النكاح باب األكفاء‪ ،‬برقم ‪1957‬‬
‫(‪ )13‬رواه مسلم يف كتاب الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين برقم‪2669‬‬
‫(‪ )14‬انظر‪ :‬تعامل الرسول صلى اهلل عليه وسلم مع األطفال تربوياً‪ ،‬لد الصغيّر ص‪ 33‬وحقوق اإلنسان لد البقمي‬
‫ص ‪ ،199‬وحقوق اإلنسان لد الوزان ج‪ 2‬ص‪ 79‬ومابعدها‪.‬‬
‫(‪ )15‬سورة البقرة آية‪233 :‬‬
‫(‪ )16‬نصت املادة الرابعة والعشرون من نظام مزاولة مهنة الطب البشري الصادر باملرسوم امللكي رقم‪:‬م ‪ 3/‬يف‬
‫‪1409/2/21‬هـ على أن حيظر إجهاض املرأة احلامل إال إذا اقتضت ذلك ضرورة إنقاذ حياهتا‪.‬‬
‫(‪ _)17‬سورة األنعام آية (‪.)151‬‬

‫‪9‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫يضمن اإلسالم للطفل حق النسب واالنتساب ألبيه حىت ال يكون‬ ‫‪.3‬‬

‫عرضه للجهالة ومن مث ضياع حقوق أخرى مثل اإلنفاق واإلرث‪ ..‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ‬

‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ‬

‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬
‫(‪)18‬‬
‫ﯗﭼ‬
‫(‪)20‬‬
‫أمجع أهل العلم على أن على املرء نفقة أوالده األطفال الذين ال مال هلم‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وقد دل على ذلك الكتاب والسنة‪ ..‬فمن الكتاب قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ‬

‫ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ‬

‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬

‫ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﭼ (‪.)21‬ومن‬
‫(‪)22‬‬
‫السنة قوله صلى اهلل عليه وسلم هلند‪ " :‬خذي ما يكفيك و ولدك باملعروف"‬
‫والنفقة على األوالد‪ ،‬تشمل املسكن واملأكل واملشرب وامللبس والتعليم وكل ما‬
‫حيتاجون إليه‪ ،‬وتقدر باملعروف‪ ،‬ويراعى فيها حال الزوج ؛ لقوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭶ ﭷ‬

‫(‪ )18‬سورة األحزاب آية (‪.)5‬‬


‫(‪ )19‬قد أشارت املادة السابعة والعشرون من اتفاقية حقوق الطفل(‪1989‬م) حبق كل طفل يف مستوى معيشي مالئم‬
‫لنموه البدي والعقلي والروحي واملعنوي و االجتماعي‪ .‬وحتمّل الفقرة الثانية من نفس املادة الوالدين أو‬
‫أحدمها أو األشخاص اآلخرين املسؤولني عن الطفل املسؤولية األسرية يف حدود إمكاناهتم املالية وقدراهتم‬
‫بتأمني ظروف املعيشة االزمة للطفل‪.‬‬
‫(‪ )20‬املغين البن قدامة ج‪11‬ص‪.373‬‬
‫(‪ )21‬سورة البقرة آية (‪.)233‬‬
‫(‪ )22‬رواه البخاري يف كتاب األحكام باب القضاء على الغائب برقم ‪ ،7180‬ومسلم يف كتاب األقضية باب قضية‬
‫هند برقم ‪.1714‬‬

‫‪10‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ﭸ ﭹ ﭺﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ‬

‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ (‪ ،)23‬وهذا خيتلف من بلد آلخر‪ ،‬ومن شخص آلخر‪ .‬وإذا مل‬


‫(‪)24‬‬
‫يستطع الوالد اإلنفاق على ولده فلهم حق اإلعاشة من بيت مال املسلمني‪.‬‬
‫وحق التعليم شامل للكبار والصغار‪ .‬ويتأكد من الصغر يقول‬ ‫‪.5‬‬
‫اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬

‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ (‪ .)25‬روي عن علي رضي‬


‫(‪)26‬‬
‫اهلل عنه يف تفسري اآلية‪ :‬علموهم وأدبوهم‪.‬‬
‫قال ابن القيم رمحه اهلل‪ " :‬من أمهلَ تعليم ولده ما ينفعه‪ ،‬وتركه سُدى‪ ،‬فقد أسا َء‬
‫إليه غاية اإلساءة‪ ،‬وأكثرُ األوالد إمنا جاءهم الفساد من قبل اآلباء وإمهاهلم‪ ،‬وترك‬
‫تعليمهم فرائض الدين وسننه‪ ،‬فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم‪ ،‬ومل ينفعوا‬
‫(‪)28‬‬
‫آباءهم كباراً‪ )27("...‬وقد سبق اإلشارة إىل هذا احلق من جهة الدولة املسلمة‪..‬‬
‫وهذا احلق مما اعتنت به الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقد عقد‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلمام ابن مفلح رمحه اهلل فصالً يف " استحباب االنبساط واملداعبة مع الزوجة و الولد‬
‫"(‪ ..)29‬ويكفي يف هذا حديث عائشة رضي اهلل عنها‪" :‬كنت ألعب بالبنات عند النيب‬

‫(‪ )23‬سورة الطالق آية (‪.)7‬‬


‫(‪ )24‬انظر يف تفصيل ذلك‪ :‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق البن جنيم ج‪ 4‬ص‪(219‬دار الكتاب اإلسالمي )‪،‬‬
‫وروضة الطالبني للنووي ج‪9‬ص‪ ،40‬واملغين البن قدامة ج‪11‬ص‪.373‬‬
‫(‪ )25‬سورة التحرمي آية (‪.)6‬‬
‫(‪ )26‬تفسري الطربي ج‪29‬ص‪.491‬‬
‫(‪ )27‬حتفة املولود يف أحكام املولود ص‪.38‬‬
‫(‪ )28‬وجتدر اإلشارة هنا إىل أن املبدأ السابع من إعالن حقوق الطفل(‪ )1959‬ينص على متتع الطفل حبق التعليم‬
‫وجمانيته واإللزام به يف املراحل األوىل‪.‬‬
‫(‪ )29‬اآلداب الشرعية البن مفلح ج‪3‬ص‪(388‬مؤسسة الرسالة)‬

‫‪11‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫صلى اهلل عليه وسلم وكان يل صواحب يلعنب معي فكان رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫(‪)30‬‬
‫وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسرهبن إيل فيلعنب معي‪".‬‬
‫وقد أقرت اتفاقية حقوق الطفل يف الفقرة األوىل من املادة الواحدة والثالثني حق‬
‫الطفل يف اللعب‪ ،‬واليت تنص على أن‪ ( :‬تعترف الدول األطراف حبق الطفل يف‬
‫الراحة ووقت الفراغ‪ ،‬ومزاولة األلعاب‪ ،‬وأنشطة االستجمام املناسبة لسنه‪،‬‬
‫واملشاركة حبرية يف احلياة الثقافية ويف الفنون)(‪.)31‬‬

‫من حيث القبض‬ ‫(‪)33‬‬


‫اهتمت أنظمة اململكة حبقوق احلدث‬ ‫‪.1‬‬
‫والتوقيف والتحقيق واحملاكمة والسجن ومنها‪:‬‬
‫يف القفرة التاسعة من املادة السادسة‬ ‫(‪)34‬‬
‫أ‪ .‬ما ورد يف الئحة أصول االستيقاف‬
‫عشرة‪ (:‬إذا كان املوقوف حدثاً بلغ العاشرة ومل يتجاوز اخلامسة عشر ومل تكن مثة‬
‫ضرورة موجبة لتوقيفه أو مل يكن القاضي قد أذن بتوقيفه‪ .‬جيب على اجلهة اليت‬

‫(‪ )30‬رواه البخاري يف كتاب األدب‪ ،‬باب االنبساط إىل الناس‪ ،‬برقم‪ .6130‬وكان عليه الصالة والسالم يراعي‬
‫ذلك ألهنا جارية حديثة السن‪ ،‬كما يف حديث رؤيتها للحبشة عندما قالت‪ " :‬فاقدروا للجارية احلديثة‬
‫السن احلريصة على اللهو" رواه البخاري يف كتاب النكاح باب نظر املرأة إىل احلبش وغريهم وهم يلعبون‬
‫يف املسجد يرقم‪.5236‬‬
‫(‪ )31‬ومما متيز به اإلسالم عن تلك القوانني البشرية‪ .‬قضية العدل بني األوالد يف النفقة والعطايا كما يف قوله صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬اتقوا اهلل واعدلوا بني أوالدكم " رواه مسلم برقم ‪ 1623‬ج‪ 3‬ص‪ ،1242‬كتاب باب‬
‫كراهية تفضيل بعض اأوالد يف اهلبة‪.‬‬
‫(‪ )32‬وقد سنت اململكة عدداً من األنظمة القانونية واللوائح التنفيذية والقرارات والتعاميم الوزارية بلغ عددها مائة‬
‫وواحد وثالثون ) تعىن باألسرة والطفل شددت فيها على رعاية ومحاية األطفال وتوفري احلقوق األساسية‬
‫والثانوية هلم لتتوافق مع التشريعات اإلسالمية واالتفاقيات الدولية فضال عن وجود اكثر من ‪ 20‬وزارة‬
‫وإدارة حكومية ترعى حقوق الطفل‪( .‬حقوق األطفال يف األنظمة السعودية واالتفاقيات الدولية ألمحد بن‬
‫إبراهيم احمليميد‪.‬ص‪ 2‬الطبعة‪ :‬بدون)‬
‫(‪ )33‬مت تعريف احلدث بأنه‪ :‬الذي اليقل عمره عن سبع سنوات ومل يتم مثانية عشر عاما‪ ،‬كما يف قرار اهليئة القضائية‬
‫العليا رقم ‪ 124‬وتاريخ ‪1396/5/12‬هـ‪..‬‬
‫(‪ )34‬الصادرة بقرار وزير الداخلية رم‪233‬وتاريخ‪1404/1/17‬هـ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ترفع إليها املعاملة باألمر باطالق سراحه بالكفالة احلضورية أو الغرمية أو هبما‬
‫معاً‪).‬‬
‫ب‪ .‬وينص تعميم رئاسة القضاة إىل حماكم اململكة العربية السعودية(‪)35‬على يلي‪:‬‬
‫(ال خيفى أن الشباب عندما حيصل من أحدهم هفوة أو احنراف أو توجه إىل‬
‫أحدهم هتمة بارتكاب شيء من ذلك حيتاجون عند حماكمتهم إىل طريقة تربوية‬
‫تساعد على توجيههم وتقومي سلوكهم‪).‬‬
‫اليت حددت املسؤولية اجلنائية‬ ‫(‪)36‬‬
‫ج‪ .‬صدرت أيضا تعليمات مسو وزير الداخلية‬
‫لألحداث واليت من أبرزها‪ :‬عدم توقيف القاصر( دون اخلامسة عشرة )‪ ،‬ومن بلغ‬
‫اخلامسة عشرة اليوقف إال يف حاالت حمدودة معينة كالقضايا الكبرية‪ ،‬وبعد األمر‬
‫القضائي ومراعاة الفحص الطيب والتقرير االجتماعي للحدث لتقرير حالته‪ ،‬وجيب‬
‫أن يكون املراقب بثياب مدنية لكي ال يتأثر الطفل‪.‬‬
‫د‪ .‬إنشاء سجن يتالءم مع األحداث ( دور املالحظة االجتماعية)‪ .‬وحماكمة دور‬
‫األحداث والفتيات تتم داخل تلك الدور ‪.‬‬
‫(‪)38( )37‬‬

‫(‪ )35‬تعميم رقم ‪/2/46‬ت وتاريخ ‪1389/4/29‬هـ‪.‬‬


‫(‪ )36‬رقم ‪ 3808‬وتاريخ ‪1389/7/23‬هـ‬
‫(‪ )37‬كمايف قرار جملس الوزراء رقم‪611‬وتاريخ ‪1395/5/12‬هـ‪ .‬ماعدا جرائم اخلطف والسطو فداخل احملاكم‬
‫الشرعية العامة‪ ،‬كما يف األمر السامي رقم‪ 8/1894‬وتاريخ ‪1402/8/12‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )38‬نالحظ أن هذه التعاميم كلها قبل اتفاقية حقوق الطفل(‪1989‬م)‪ ،‬واليت تنص املادة الثالثة منها على‪ /1 :‬يف‬
‫مجيع اإلجراءات اليت تتعلق باألطفال‪ ،‬سواء قامت هبا مؤسسات الرعاية االجتماعية العامة أو اخلاصة‪ ،‬أو‬
‫احملاكم أو السلطات اإلدارية أو اهليئات التشريعية‪ ،‬يويل االعتبار األول ملصاحل الطفل الفضلى ‪ /2‬تتعهد‬
‫الدول األطراف بأن تضمن للطفل احلماية والرعاية الالزمتني لرفاهه‪ ،‬مراعية حقوق وواجبات والديه أو‬
‫أوصيائه أو غريهم من األفراد املسؤولني قانونا عنه‪ ،‬وتتخذ‪ ،‬حتقيقا هلذا الغرض‪ ،‬مجيع التدابري التشريعية‬
‫واإلدارية املالئمة‪ /3 .‬تكفل الدول األطراف أن تتقيد املؤسسات واإلدارات واملرافق املسؤولة عن رعاية أو‬
‫محاية األطفال باملعايري اليت وضعتها السلطات املختصة‪ ،‬وال سيما يف جمايل السالمة والصحة وىف عدد‬
‫موظفيها وصالحيتهم للعمل‪ ،‬وكذلك من ناحية كفاءة اإلشراف‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .2‬الطفل وأنظمة التعليم وفرت الدولة التعليم للجميع دون استثناء‪.‬‬


‫‪ .3‬الطفل ونظام العمل‪ ..‬عرف نظام العمل احلدث بأنه من أمت اخلامسة عشرة ومل يبلغ‬
‫الثامنة عشرة‪)39(،‬وحدَّد أيضا ضوابط تشغيل األحداث والسن املسموح به ملمارسة‬
‫العمل(‪ ،)40‬وذلك يف الباب العاشر من النظام نفسه حيث نصت املادة احلادية والستون‬
‫على أنه‪( :‬ال جيوز تشغيل األحداث يف األعمال اخلطرة أو الصناعات الضارة‪ ،‬يف‬
‫املهن واألعمال اليت حيتمل ألن تعرض صحتهم أو سالمتهم أو أخالقهم للخطر‪،‬‬
‫بسبب طبيعتها أو الظروف اليت تؤدي فيها‪ 0‬وحيدد الوزير بقرار منه األعمال‬
‫والصناعات واملهن املشار إليها ) وأيضا نصت املادة الثانية والستون على أنه‪/1 ( :‬‬
‫ال جيوز تشغيل أي شخص مل يتم اخلامسة عشرة من عمره و ال يسمح له بدخول‬
‫أماكن العمل‪ ،‬وللوزير أن يرفع هذه السن يف بعض الصناعات أو املناطق أو بالنسبة‬
‫لبعض فئات األحداث بقرار منه ‪ /2 0‬إستثناء من الفقرة األوىل من هذه املادة جيوز‬
‫للوزير أن يسمح بتشغيل أو عمل األشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بني ‪-13‬‬
‫‪ 15‬سنة يف أعمال خفيفة‪ ،‬يراعى فيها اآليت‪ -1/2 :‬أال تكون ضارة بصحتهم أو‬
‫منوهم ‪ -2/2‬أال تعطل مواظبتهم يف املدرسة و اشتراكهم يف برامج التوجيه أو‬
‫(‪)41‬‬
‫التدريب املهين‪ ،‬وال تضعف قدرهتم على اإلستفادة من التعليم الذي يتلقونه )‪.‬‬

‫(‪ )39‬نظام العمل اجلديد الصادر باملرسوم امللكي م‪ 51/‬وتاريخ‪1426/8/23 :‬هـ‪.‬‬


‫(‪ )40‬انظر حقوق اإلنسان لد البقمي ص‪.210‬‬
‫(‪ )41‬وهنا جند املادة الثانية والثالثني من اتفاقية حقوق الطفل (‪1989‬م) متالئمة مع هذه املواد من نظام العمل حيث‬
‫نصت على‪/1 :‬تعترف الدول األطراف حبق الطفل يف محايته من االستغالل االقتصادي ومن أداء أي عمل‬
‫يرجح أن يكون خطريا أو أن ميثل إعاقة لتعليم الطفل‪ ،‬أو أن يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدين‪ ،‬أو‬
‫العقلي‪ ،‬أو الروحي‪ ،‬أو املعنوي‪ ،‬أو االجتماعي‪ /2 .‬تتخذ الدول األطراف التدابري التشريعية واإلدارية‬
‫واالجتماعية والتربوية اليت تكفل تنفيذ هذه املادة‪ ،‬وهلذا الغرض‪ ،‬ومع مراعاة أحكام الصكوك الدولية‬
‫األخرى ذات الصلة‪ ،‬تقوم الدول األطراف بوجه خاص مبا يلي‪:‬‬
‫(أ) حتديد عمر أدىن أو أعمار دنيا لاللتحاق بعمل‪(..‬ب)وضع نظام مناسب لساعات العمل وظروفه‪( .‬ج) فرض‬
‫عقوبات أو جزاءات أخرى مناسبة لضمان بغية إنفاذ هذه املادة بفعالية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ .4‬حق الطفل يف اجلنسية‪ :‬تكفل األنظمة السعودية حق الطفل يف احملافظة على هويته‬
‫ويأخذ نظام اجلنسية حبق الدم يف‬ ‫(‪)42‬‬
‫الوطنية وقد حددت السن املناسب لذلك‪.‬‬
‫اجلنسية‪ ،‬ومبنح اجلنسية السعودية ملن ولد داخل اململكة ألبوين جمهولني‪،‬كم مينح‬
‫(‪)43‬‬
‫النظام اجلنسية للقيط باعتباره مولوداً على إقليمها‪.‬‬
‫ومع أن اململكة تعتمد يف ثبوت اجلنسية حبق الدم بصفة أساسية‪ ،‬إال أنه يف هذا‬
‫النظام أضاف االعتماد على حق اإلقليم بصفة نظامية بالنسبة إىل الطفل اجملهول‬
‫األبوين حبكم ميالده على األراضي السعودية‪ ،‬وكذلك اللقيط الذي ال يعرف‬
‫نسبة‪ ،‬ويف ذلك حمافظة واضحة وصرحية على حق الطفل يف التمتع باجلنسية (‪.)44‬‬
‫ما سبق جممل ألبرز نقاط التوافق ما بني معاهدات حقوق اإلنسان الدولية وأنظمة اململكة‬
‫املستمدة من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫(‪ )42‬انظر‪ :‬املادة السابعة والستني من نظام األحوال املدنية رقم م‪ 7/‬وتاريخ‪1407/4/20 :‬هـ واليت نصت على‬
‫ضرورة استخراج بطاقة للهوية الوطنية ملن أكمل اخلامسة عشرة من عمره من املواطنني‪ ..‬وقد صدر مؤخرا‬
‫تعديل هلذه املادة يف تاريخ ‪1434/5/13‬هـ ونص التعديل‪" :‬جيب على من أكمل سن اخلامسة عشرة من‬
‫املواطنني السعوديني أن حيصل على بطاقة شخصية ‪ -‬هوية وطنية ‪ -‬خاصة به‪ ،‬ويكون ذلك اختيارياً ملن‬
‫هم بني العاشرة واخلامسة عشرة بعد موافقة ويل أمره‪ ،‬وتستخرج البطاقة من واقع قيود السجل املدين‬
‫املركزي "‬
‫(‪ )43‬انظر‪ :‬املادة السابعة من نظام اجلنسية الصادر برقم ‪ 5604/20/8‬وتاريخ‪1374/2/22:‬هـ‬
‫(‪ )44‬انظر‪ :‬حقوق اإلنسان لد البقمي ص‪.211‬‬

‫‪15‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ذكرت االتفاقية يف املادة األوىل منها أنه‪ ":‬يعىن الطفل كل إنسان مل يتجاوز الثامنة عشرة‪،‬‬
‫ما مل يبلغ سن الرشد قبل ذلك مبوجب القانون املنطبق عليه " وهذه املادة يفهم منها خمالفة‬
‫الشريعة اإلسالمية يف حتديد سن البلوغ(‪..)45‬‬
‫وهنا نالحظ أنّ االتفاقية حددت سن الرشد بالثامنة عشرة‪ ،‬مامل خيالف القوانيني الداخلية‬
‫يف حتديدها لسن أقل‪ ،‬وأيضاً تعترب مادون سن الثامنة عشرة طفالً الجتري عليه أحكام مثل‬
‫هذه االتفاقية‪.‬‬
‫الذي هو " انتهاء حد الصغر يف اإلنسان‪ ،‬ليكون‬
‫أهالً للتكاليف الشرعية‪ ،‬أو هو‪" :‬قوة حتدث يف الصيب خيرج هبا عن حالة الطفولية إىل‬
‫الذي هو‪ " :‬الصالح يف املال ال غري وهذا عند أكثر العلماء " (‪.)47‬‬ ‫غريها"(‪،)46‬‬

‫(‪ )45‬غري أنّ فيها استثناء وهو قوهلا "مامل يبلغ سن الرشد قبل ذلك مبوجب القانون املنطبق عليه"‪ .‬والنظام املطبق هو‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ .‬وهذا االستثاء يزيل احلرج الذي ذكره بعض الباحثني مثل د‪.‬الديريب يف كتابه‬
‫وااللتزامات الناشئة عن املواثيق الدولية ص‪418‬‬
‫(‪ _)46‬انظر‪ :‬املوسوعة الفقهية ج‪ 8‬ص‪186‬‬
‫(‪ )47‬انظر‪ :‬املغين البن قدامة ج‪ 6‬ص‪ ،607‬وقال ابن العريب يف أحكام القران‪ " :‬حقيقة الرشد‪ :‬فيه ثالثة أقوال ‪:‬‬
‫األول‪ :‬صالح الدين والدنيا‪ ،‬والطاعة هلل‪ ،‬وضبط املال ; وبه قال احلسن والشافعي‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬إصالح الدنيا واملعرفة بوجوه أخذ املال واإلعطاء واحلفظ له عن التبذير ; قاله مالك‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬بلوغ مخس وعشرين سنة ; قاله أبو حنيفة‪ .‬وعول الشافعي على أنه ال يوثق على دينه فكيف يؤمتن على‬
‫ماله‪ ،‬كما أن الفاسق ملا مل يوثق على صدق مقالته مل جتز شهادته‪ .‬قلنا له‪ :‬العيان يرد هذا‪ ،‬فإنا نشاهد‬
‫املتهتك يف املعاصي حافظا ملاله‪ ،‬فإن غرض احلفظني خمتلف ; أما غرض الدين فخوف اهلل سبحانه‪ ،‬وأما‬
‫غرض الدنيا فخوف فوات احلوائج واملقاصد وحرمان اللذات اليت تنال به ; وخيالف هذا الفاسق ; فإن قبول‬
‫الشهادة مرتبة والفاسق حمطوط املنزلة شرعاً‪ .‬وعول أبو حنيفة على أن من بلغ مخسا وعشرين سنة صلح أن‬

‫‪16‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪:‬‬ ‫ومن هنا فقد يبلغ اإلنسان لكنه اليصل إىل الرشد‪،‬‬
‫قال ابن قدامة رمحه اهلل‪ " :‬يف البلوغ‪ ،‬وحيصل يف حق الغالم واجلارية بأحد ثالثة أشياء‪،‬‬
‫ويف حق اجلارية بشيئني خيتصان هبا‪ ،‬أما الثالثة املشتركة بني الذكر واألنثى‪ ،‬فأوهلا خروج‬
‫املين من قبله‪ ،‬وهو املاء الدافق الذي خيلق منه الولد‪ ،‬فكيفما خرج يف يقظة أو منام‪،‬‬
‫جبماع‪ ،‬أو احتالم‪ ،‬أو غري ذلك‪ ،‬حصل به البلوغ‪ .‬ال نعلم يف ذلك اختالفا ; لقول اهلل‬
‫تعاىل‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬

‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ (‪)48‬وقوله‪ :‬ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ (‪)49‬وقول‬


‫النيب صلى اهلل عليه وسلم‪ ( :‬رفع القلم عن ثالث ; عن الصيب حىت حيتلم) (‪ .)50‬وقوله عليه‬
‫السالم ملعاذ‪( :‬خذ من كل حامل ديناراً) (‪)51‬روامها أبو داود‪.‬‬

‫يكون جدا فيقبح أن حيجر عليه يف ماله‪ .‬قلنا‪ :‬هذا ضعيف ألنه إذا كان جدا ومل يكن ذا جد فماذا ينفعه‬
‫جد النسب وجد البخت فائت ؟ وقد قال ابن عباس‪ :‬إن الرجل ليبلغ مخسا وعشرين سنة لتنبت حليته‬
‫ليشيب وهو ضعيف األخذ لنفسه ضعيف اإلعطاء‪ .‬وقد قال الشافعي‪ :‬رأيت جدة هلا إحدى وعشرون‬
‫سنة‪ ،‬ولعل ذلك يف النساء أقرب منه يف الرجال‪ ".‬ج‪ 1‬ص‪ .421‬وهنا يف االتفاقية‪ ،‬فاألصل أنه يقصد‬
‫بالرشد الصالح يف املال ويدخل فيه اليت يترتب عليها أثر قانوين‪.‬‬
‫(‪ )48‬سورة النور آية (‪.)59‬‬
‫(‪ )49‬سورة النور آية (‪.)58‬‬
‫(‪ )50‬واحلديث بتمامه كما رواه أبوداود‪ :‬عن َعلِيٍّ رضي اهلل عنه‪َ ،‬عنِ النَّبِيِّ صَلَّى َّ‬
‫الل ُه َعلَيْهِ وَسََّلمَ‪ ،‬قَالَ‪ " :‬رُِفعَ اْل َقلَمُ‬
‫جنُونِ حَتَّى يَ ْع ِقلَ" ‪ ،‬قَالَ أَبُو دَاوُد‪:‬‬ ‫حَتِلمَ‪ ،‬وَ َع ِن اْلمَ ْ‬
‫َع ْن َثلَاثَةٍ‪َ :‬عنِ النَّاِئمِ حَتَّى َيسَْتيْ ِقظَ‪ ،‬وَ َعنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَ ْ‬
‫ِي صَلَّى اللَّ ُه َعلَيْهِ وَسَلَّمَ زَادَ فِيهِ‬‫رَوَا ُه اْبنُ ُج َريْجٍ َعنِ اْلقَا ِسمِ بْنِ َيزِيدَ‪ ،‬عَ ْن َعلِيٍّ َرضِيَ اللَّهُ عَنْهُ‪َ ،‬عنِ النَّب ِّ‬
‫ق أَ ْو يُصِيبُ حَدًّا برقم ‪،3827‬‬ ‫سرِ ُ‬ ‫حدُودِ‪ ،‬بَاب فِي اْلمَجْنُونِ َي ْ‬ ‫خرِفِ‪ .‬رواه أبوداود يف سننه يف كِتَاب اْل ُ‬ ‫وَاْل َ‬
‫والترمذي يف جامعه و قال‪ :‬والعمل على هذا احلديث غند أهل العلم ج‪4‬ص‪ 32‬حبديث رقم ‪،1432‬‬
‫واحلديث صححه األلباين يف اجلامع الصغري ج‪ 1‬ص‪ 659‬حديث رقم ‪.3508‬‬
‫(‪ )51‬واحلديث بتمامه َع ْن مُعَا ِذ ْبنِ جََبلٍ‪ ،‬قَالَ‪ :‬بَ َعثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّ ُه َعلَيْهِ وَسََّلمَ إِلَى الَْي َمنِ "فََأ َمرَنِي أَ ْن آ ُخذَ ِمنْ ُكلِّ‬
‫َثلَاِثنيَ َب َقرَةً تَبِيعًا أَ ْو تَبِيعَةً‪ ،‬وَ ِم ْن كُلِّ َأرْبَ ِعنيَ ُمسِنَّةً‪ ،‬وَمِنْ كُلِّ حَالِ ٍم دِينَارًا أَ ْو ِعدْلَهُ مَعَاِفرَ "رواه أبوداود يف‬
‫كتاب الزكاة باب زكاة السائمة برقم ‪ 1576‬ج‪2‬ص‪ 101‬والترمذي يف كتاب الزكاة باب زكاة البقر‬
‫سنٌ‪.‬‬
‫برقم ‪566‬وقال" قَالَ أَبُو عِيسَى‪َ :‬هذَا َحدِيثٌ َح َ‬

‫‪17‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقال ابن املنذر‪)52(:‬وأمجعوا على أن الفرائض واألحكام جتب على احملتلم العاقل‪ ،‬وعلى‬
‫املرأة بظهور احليض منها‪.‬‬
‫فهو أن ينبت الشعر اخلشن حول ذكر الرجل‪ ،‬أو فرج املرأة‪ ،‬الذي استحق‬
‫أخذه باملوسى‪ ،‬وأما الزغب الضعيف‪ ،‬فال اعتبار به‪ ،‬فإنه يثبت يف حق الصغري" (‪.)53‬‬
‫فهو علم على البلوغ‪ ،‬ال نعلم فيه خالفا "(‪.)54‬‬ ‫وقال أيضا‪" :‬‬

‫البلوغ يف الغالم واجلارية خبمس عشرة سنة وهو قول بعض األحناف(‪ )56‬و‬
‫الشافعية(‪ )57‬و احلنابلة(‪ )58‬واختاره األوزاعي (‪.)59‬‬
‫البلوغ يكون بثمان عشرة سنة للغالم واجلارية سبع عشرة سنة‪ ،‬وهو قول‬
‫مروي عن أيب حنيفة (‪ .)60‬وبعض املالكية (‪.)61‬‬
‫ال حد للبلوغ من السن‪ ،‬وهو قول منسوب لداوود الظاهري(‪.)62‬‬

‫(‪ )52‬ابن املنذر‪ :‬هو حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابورىّ‪ ،‬أبو بكر‪ :‬فقيه جمتهد‪ ،‬من احلفاظ‪ .‬كان شيخ احلرم مبكة‪.‬‬
‫منها " املبسوط " يف الفقه‪ ،‬و " األوسط يف السنن واإلمجاع واالختالف "تويف عام ‪ 319‬هـ انظر‪:‬‬
‫األعالم للزركلي ج‪ 5‬ص‪.294‬‬
‫(‪ )53‬انظر‪ :‬املغين ج‪ 6‬ص‪597‬‬
‫(‪ )54‬انظر املرجع السابق ج‪6‬ص‪599‬‬
‫(‪ )55‬هذه أبرزها‪.‬‬
‫(‪ )56‬وهو رأي أليب يوسف وحممد بن احلنفية صاحبا أيب حنيفة‪.‬انظر‪ :‬حاشية ابن عابدين ج ‪ 5‬ص‪.97‬‬
‫(‪ )57‬انظر‪ :‬احلاوي الكبري للماوردي ج‪ 6‬ص‪.343‬‬
‫(‪ )58‬انظر‪ :‬املغين ج‪6‬ص‪.597‬‬
‫(‪ )59‬انظر‪ :‬املرجع السابق نفس الصفحة‪.‬‬
‫(‪_ )60‬انظر‪ :‬حاشية ابن عابدين ج‪ 5‬ص‪.135‬‬
‫(‪ )61‬انظر‪ :‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبري ج‪3‬ص‪ 293‬واختلفوا فيما بينهم فمنهم ومنهم بستة عشره‪،‬ومنهم‬
‫بسبع عشرة سنة‪ ،‬ومنهم مثانية عشرة‪ ،‬ومنهم تسعة عشرة‪...‬‬

‫‪18‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫حديث ابن عمر رضي اهلل عنهما قال‪ :‬عرضت على النيب صلى اهلل عليه وسلم يوم أحد‬
‫وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يُجزين‪ ،‬ومل َيرَين بلغتُ‪ ،‬وعرضت عليه يوم اخلندق وأنا ابن‬
‫(‪)63‬‬
‫مخس عشرة سنة فأجازين وراين قد بلغت‪.‬‬
‫‪ :‬قوله " ومل يرين قد بلغت " مث قوله "ورآين قد بلغت " فقد حدد السن‬
‫وهو ابن مخس عشرة سنة‪.‬‬

‫ما روي عن أنس أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬إذا استكمل املولود مخس عشرة‬
‫سنة كتب ما له وما عليه‪ ،‬وأخذت منه احلدود‬
‫واضح يف كون التكليف يقع عليه بعد سن اخلامسة عشر وهو سن البلوغ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وألن السن معىن حيصل به البلوغ‪ ،‬يشترك فيه الغالم واجلارية‪ ،‬فاستويا‬
‫(‪)65‬‬
‫فيه‪،‬كاإلنزال‪.‬‬

‫‪ :‬وهو أن البلوغ يكون بثمان عشرة سنة للغالم واجلارية سبع عشرة‬
‫سنة‪.‬‬

‫(‪ )62‬انظر‪ :‬املغين ج‪6‬ص‪597‬‬


‫(‪ )63‬رواه ابن ماجه يف كتاب احلدود باب من الجيب عليه احلد برقم‪ 2543‬ج‪2‬ص‪ ،850‬والدار قطين يف كتاب‬
‫السري برقم ‪ 4202‬ج‪ 5‬ص‪ ،203‬وصححه األلباين يف صحيح ابن ماجه ج‪2‬ص‪ 850‬وقد ورد يف البخاري‬
‫بلفظ‪ ":‬عرضه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وهو ابن أربع عشرة سنة‪ ،‬فلم جيزين‪ ،‬مث عرضين يوم اخلندق‬
‫وأنا ابن مخس عشرة‪ ،‬فأجازين" رواه البخاري يف كتاب الشهادات باب بلوغ الصبيان برقم‪2664‬‬
‫(‪ )64‬أخرجه البيهقي يف كتاب يف كتاب احلجر باب البلوغ بالسن ج‪6‬ص‪.57‬‬
‫(‪ )65‬املغين البن قدامة ج‪6‬ص‪.598‬‬

‫‪19‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ‬

‫ﯟ ﯠﯡﭼ‬
‫قالوا‪ :‬قال ابن عباس رضي اهلل عنهما‪ :‬األشد مثاين عشرة سنة‪ .‬وهي أقل ما‬
‫(‪)67‬‬
‫قيل فيه‪ ،‬فأخذ به احتياطاً هذا أشد الصيب واألنثى أسرع بلوغاَ فنقصت سنة‪.‬‬

‫بأن حديث ابن عمر رضي اهلل عنه منطوقه صريح الداللة يف املسألة‬
‫ويفسر مفهوم اآلية به‪.‬‬

‫(‪)68‬‬
‫قالوا‪ :‬احلد ال يثبت إال بتوقيف‪ ،‬أو اتفاق‪ ،‬وال توقيف يف ما دون هذا‪ ،‬وال اتفاق‪.‬‬

‫مبا ورد من أدلة القول الثاين‪ ،‬قال ابن قدامة‪ :‬وماذكره أصحاب أيب حنيفة ففيما رويناه‬
‫(‪)69‬‬
‫جواب عنه‪..‬‬

‫وهو أنه ال حد للبلوغ من السن‬


‫اللهُ عَلَْيهِ وَسَلَّمَ‪" ،‬رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاَثةٍ‪ :‬عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَْيقِظَ‪ ،‬وَعَ ِن‬
‫قول النَّبِيِّ صَلَّى َّ‬
‫ِي حَتَّى يَحْتَلِمَ‪ ،‬وَعَ ِن الْمَجْنُو ِن حَتَّى يَعْقِلَ"‬
‫الصَّب ِّ‬
‫‪ :‬قالوا‪ :‬وإثبات البلوغ بغريه خيالف اخلرب‪.‬‬

‫(‪ )66‬سورة اإلسراء آية (‪.)34‬‬


‫(‪ )67‬انظر‪ :‬حاشية ابن عابدين ج‪5‬ص‪.132‬‬
‫(‪ )68‬انظر املرجع السابق‪ ،‬و املغين ج‪6‬ص‪598‬‬
‫(‪ )69‬املغين ج‪6‬ص‪599‬‬

‫‪20‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪:‬‬
‫قال ابن قدامة‪" :‬وما احتج به داود ال مينع إنبات البلوغ بغري االحتالم إذا ثبت بالدليل‪،‬‬
‫وهلذا كان إنبات الشعر علما "(‪.)70‬‬

‫الراجح هو القول األول لقوة دليله وضعف أدلة املخالف‪.‬‬


‫‪ ،‬فقد يأيت مع البلوغ‪ ،‬وقد يتأخر عنه قليالً أو‬
‫كثرياً‪،‬تبعاً لتربية الشخص واستعداده وتعقد احلياة االجتماعية أو بساطتها‪ ،‬فإذا بلغ‬
‫الشخص رشيداً كملت أهليته‪ ،‬وارتفعت الوالية عنه وسلمت إليه أمواله باتفاق الفقهاء‬
‫(‪)71‬لقول اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ‬

‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ‬
‫(‪)72‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭼ‬

‫باختباره‪ ،‬لقوله تعاىل " ﯥ ﯦ " أي اختربوهم‪ )73(.‬قال القرطيب‪:‬‬


‫(‪)74‬‬
‫" وابتلوا اليتامى االبتالء االختبار"‬
‫واالختبار بأن تفوض إليه التصرفات اليت يتصرف فيها أمثاله‪ ،‬وخيتلف ذلك باختالف‬
‫طبقات الناس‪ ،‬فولد املزارع خيترب يف أمر الزراعة واإلنفاق على القوام هبا واحملترف فيما‬
‫يتعلق حبرفته‪ ،‬وولد التاجر يف البيع والشراء‪ ،‬واملرأة يف تدبري املنزل وحفظ الثياب وصون‬

‫(‪ )70‬املرجع السابق‪.‬‬


‫(‪ )71‬انظر‪ :‬تفسري القرطيب ج‪5‬ص‪ ،34،35‬املوسوعة الفقهية ج‪22‬ص‪214‬‬
‫(‪ )72‬سورة النساء آية (‪.)6‬‬
‫(‪ )73‬انظر ؛ تفسري ابن كثري ج‪2‬ص‪216‬‬
‫(‪ )74‬تفسري القرطيب ج‪5‬ص‪.32‬‬

‫‪21‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫األطعمة‪ )75(،‬إال أن هذا األمر كان يف األزمان املاضية‪ ،‬يف الوقت الذي مل تكن فيه املرأة‬
‫معلمة أو مهندسة أو عاملة فلك‪ ،‬أو تاجرة‪.‬‬
‫وقد ذكره الفقهاء وجهني يف كيفية االختبار‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أن يدفع إليه قدر من املال وميتحن يف املماكسة واملساومة فإذا آل األمر إىل العقد‬
‫عقد الويل‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أن الصيب يعقد ويصح منه هذا العقد للحاجة(‪.)76‬‬
‫وذكر ابن العريب رمحه اهلل وجهني يف كيفية اختبار الصيب‪:‬‬
‫"أحدمها‪ :‬أن يتأمل أخالقه ويستمع إىل أغراضه‪ ،‬فيحصل له العلم بنجابته واملعرفة بالسعي‬
‫يف مصاحله وضبط ماله أو اإلمهال لذلك‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أن يَدفعَ إليه شيئاً يسرياً من ماله إن توسم اخلري منه ويبيح له التصرف فيه‪ ،‬فإن‬
‫مناه وأحسن النظر فيه فليسلم إليه ماله مجيعه‪ ،‬وإن أساء النظر فيه وجب عليه إمساك ماله‬
‫عنه"(‪.)77‬‬
‫خنلص من هذا أن سن البلوغ هو سن اخلامسة عشرة وقد يبلغان الصيب أو الفتاة قبلها‪،‬‬
‫والرشد ليس له سن حمددة بل ميتحن الصيب يف ذلك‪ ..‬وبناءً عليه جاءت أنظمة اململكة‬
‫متفاوته يف هذا فما يتعلق بالعمل يف التجارة والتعامل مع البنوك فالعربة بسن الثامنة عشر‪،‬‬
‫وما يتعلق بالعمل كموظف حكومي ففي سن السابعة عشر‪ ،‬كما حددته املادة الرابعة من‬
‫نظام اخلدمة املدنية‪ ،‬وما يتعلق باملسؤولية اجلنائية فأغلب احملاكم تأخذ بسن اخلامسة عشر‪،‬‬
‫وليس هناك حتديد لسن معينة يف الزواج‪ .‬وجند أيضاً تعريف احلدث بأنه‪ :‬الذي اليقل‬
‫عمره عن سبع سنوات ومل يتم مثانية عشر عاما‪ ،‬كما يف قرار اهليئة القضائية العليا رقم‬

‫(‪ )75‬أنظر‪ :‬روضة الطالبني للنوري‪ ،‬ج‪4‬ص‪.181‬‬


‫(‪ )76‬انظر املغين ج‪6‬ص‪608‬‬
‫(‪ )77‬أحكام القران البن العريب ج‪1‬ص‪.320‬‬

‫‪22‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ 124‬وتاريخ ‪1396/5/12‬هـ‪ .‬وهذا كله مبين على العرف وما يناسب ذلك من‬
‫األعمار يف كل جمال ومصلحة الناس اليت يقدرها ويل األمر بنا ًء على القواعد الشرعية‪.‬‬

‫" ‪ /1‬للطفل احملروم بصفة مؤقتة أو دائمة من بيئته العائلية أو الذي ال يسمح له‪ ،‬حفاظا‬
‫على مصاحله‪ ،‬بالبقاء يف تلك البيئة‪ ،‬احلق يف محاية ومساعدة خاصتني توفرمها الدولة‪.‬‬
‫‪ /2‬تضمن الدول األطراف‪ ،‬وفقا لقوانينها الوطنية‪ ،‬رعاية بديلة ملثل هذا الطفل‪.‬‬
‫‪ /3‬ميكن أن تشمل هذه الرعاية‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬احلضانة‪ ،‬أو الكفالة الواردة يف القانون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أو التبين‪ ،‬أو‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬اإلقامة يف مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال‪.‬‬
‫وعند النظر يف احللول‪ ،‬ينبغي إيالء االعتبار الواجب الستصواب االستمرارية يف تربية‬
‫الطفل وخللفية الطفل اإلثنية والدينية والثقافية واللغوية "‪.‬‬

‫" ‪ /1‬تعترف الدول األطراف حبق كل طفل يف مستوى معيشي مالئم لنموه البدين‬
‫والعقلي والروحي واملعنوي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪/2‬يتحمل الوالدان أو أحدمها أو األشخاص اآلخرون املسؤولون عن الطفل‪ ،‬املسؤولية‬
‫األساسية عن القيام‪ ،‬يف حدود إمكانياهتم املالية وقدراهتم‪ ،‬بتأمني ظروف املعيشة الالزمة‬
‫لنمو الطفل‬
‫‪/3‬تتخذ الدول األطراف‪ ،‬وفقا لظروفها الوطنية وىف حدود إمكانياهتا‪ ،‬التدابري املالئمة من‬
‫أجل مساعدة الوالدين وغريمها من األشخاص املسؤولني عن الطفل‪ ،‬على إعمال هذا احلق‬

‫‪23‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وتقدم عند الضرورة املساعدة املادية وبرامج الدعم‪ ،‬وال سيما فيما يتعلق بالتغذية والكساء‬
‫واإلسكان‪.‬‬
‫‪ /4‬تتخذ الدول األطراف كل التدابري املناسبة لكفالة حتصيل نفقة الطفل من الوالدين أو‬
‫من األشخاص اآلخرين املسؤولني ماليا عن الطفل‪ ،‬سواء داخل الدولة الطرف أو يف‬
‫اخلارج‪ .‬وبوجه خاص‪ ،‬عندما يعيش الشخص املسؤول مالياً عن الطفل يف دولة أخرى‬
‫غري الدولة اليت يعيش فيها الطفل‪ ،‬تشجع الدول األطراف االنضمام إىل اتفاقات دولية أو‬
‫إبرام اتفاقات من هذا القبيل‪ ،‬وكذلك اختاذ ترتيبات أخرى مناسبة‪".‬‬

‫وهذه املواد من حيث الظاهر ال إشكالية فيها شرعاً يف الوالية واحلضانة‪ ،‬حيث نصت‬
‫على أنه ميكن أن تشمل هذه الرعاية‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬احلضانة‪ ،‬أو الكفالة الواردة يف‬
‫(الشريعة اإلسالمية)‪ ..‬ومادام كذلك فال إشكال‪ ،‬لكن ما قد يفهم منه خمالفة للشريعة هي‬
‫قضية التبين وهذا سيبحث يف مسألة قادمة إن شاء اهلل‪ ،‬وأيضاً ما يثري إشكال هنا قضية‬
‫الوالية يف زواج الصغرية فهل ستتطبق هذه املادة وفق للشريعة اإلسالمية كما هو‬
‫ظاهرها؟!‪ ،‬أم تستثىن نظراً لتحديد سن الطفل بالثامنة عشر‪ ،‬وعليه فال تزوج وال والية‬
‫عليها من حيث الزواج نظراً ألهنا قاصر يف نظر القانون ؟‪.‬‬
‫إذاَ فتحديد نقطة البحث "هي الوالية على الصغرية يف الزواج "‪ .‬حيث جاء يف الفقرة‬
‫الثانية من املادة السادسة عشر مانصه‪ " :‬ال يكون خلطوبة الطفل أو زواجه أي اثر قانوين‪،‬‬
‫وتتخذ مجيع اإلجراءات الضرورية‪ ،‬مبا يف ذلك التشريعي منها‪ ،‬لتحديد سن أدىن للزواج‬
‫وجلعل تسجيل الزواج يف سجل رمسي أمراً إلزامياً‪ ".‬وحتديد سن الزواج يف الشريعة‬
‫اإلسالمية فيه حديث عائشة رضي اهلل تعاىل عنها قالت‪ :‬تزوجين رسول اهلل صلى اهلل عليه‬

‫‪24‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وسلم لست سنني‪ ،‬وبىن يب وأنا بنت تسع سنني‪) .‬ويف رواية‪ ( :‬تزوجها وهي بنت سبع‬
‫(‪)78‬‬
‫سنني‪.‬‬
‫وهذا صريح يف جواز تزويج األب الصغرية بغري إذهنا ؛ ألنه ال إذن هلا‪ ،‬وأمجع املسلمون‬
‫على جواز تزوجيه ابنته البكر الصغرية هلذا احلديث(‪ .)79‬ولكن وقت الدخول هبا وتسليمها‬
‫للزوج مرجع ذلك إىل العرف وقدرهتا على تتحمل مسؤوليات الزواج‪ ،‬ومع ذلك‬
‫(‪)80‬‬
‫ت مث مل ترضَ بذلك الزوج‪.‬‬
‫فالفقهاء جعلوا للفتاة احل َق يف فسخ العقد مىت ما بلغ ْ‬
‫هذا يف ما دون سن اخلامسة عشر أمّا سن اخلامسة عشر وما فوق فاحلديث صريح يف‬
‫اللهُ عَلَْي ِه وَسَلَّم‪ ،‬قَالَ‪:‬‬
‫ِي صَلَّى َّ‬
‫استئذاهنا‪ ،‬كما يف حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما َأنّ النَّب َّ‬
‫(‪)81‬‬
‫سهَا‪َ ،‬وِإذُْنهَا صُمَاُتهَا‪".‬‬
‫سهَا مِ ْن وَلِِّيهَا‪ ،‬وَالْبِ ْكرُ تُسْتَ ْأ َذنُ فِي َنفْ ِ‬
‫َق بِنَفْ ِ‬
‫"الْأَيِّ ُم َأح ُّ‬
‫وبناءً على هذا ميكن أن خنرج هبذا التحفظ الدقيق فال مننع املرأة حقها يف الزواج فيما‬
‫خاصة فيما دون الثامنة عشر وفوق البلوغ‪.‬‬

‫(‪ )78‬رواه مسلم‪ ،‬كتاب النكاح‪ ،‬باب تزويج األب البكر الصغرية برقم ‪.1422‬‬
‫(‪ )79‬انظر‪:‬شرح النووي على مسلم ج‪ 9‬ص‪(549‬دار اخلريط‪ 3‬عام‪1416‬هـ)‪ ،‬اإلمجاع البن املنذر ص‪،103‬املغين‬
‫البن قدامة ج‪9‬ص‪.398‬‬
‫(‪ )80‬وهذا على القول الصحيح‪ .‬قال النووي رمحه اهلل‪ :‬وأما وقت زفاف الصغرية املزوجة والدخول هبا فإن اتفق‬
‫الزوج والويل على شيء ال ضرر فيه على الصغرية عمل به‪ ،‬وإن اختلفا فقال أمحد وأبو عبيد‪ :‬جترب على‬
‫ذلك بنت تسع سنني دون غريها‪ .‬وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة‪ :‬حد ذلك أن تطيق اجلماع‪ ،‬وخيتلف‬
‫ذلك باختالفهن‪ ،‬وال يضبط بسن‪ .‬وهذا هو الصحيح‪ .‬وليس يف حديث عائشة حتديد‪.‬اهـ (شرح النووي‬
‫على مسلم ج‪9‬ص‪)550‬‬
‫(‪ )81‬رواه مسلم يف كتاب النكاح بَاب ا ْستِْئذَا ِن الثَّيِّبِ فِي النِّكَاحِ ب ُّ‬
‫ِالن ْطقِ برقم‪.2553‬‬

‫‪25‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نصت الفقرة الثالثة من املادة العشرين من اتفاقية حقوق الطفل على‪ " :‬ميكن أن تشمل‬
‫هذه الرعاية‪ ،‬يف مجلة أمور‪ ،‬احلضانة‪ ،‬أو الكفالة الواردة يف القانون اإلسالمي‪ ،‬أو التبين‪،‬‬
‫أو‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬اإلقامة يف مؤسسات مناسبة لرعاية األطفال‪ .‬وعند النظر يف احللول‪،‬‬
‫ينبغي إيالء االعتبار الواجب الستصواب االستمرارية يف تربية الطفل وخللفية الطفل اإلثنية‬
‫والدينية والثقافية واللغوية "‪.‬‬

‫أ‪ /‬تضمن أال تصرح بتبين الطفل إال السلطات املختصة اليت حتدد‪ ،‬وفقا للقوانني‬
‫واإلجراءات املعمول هبا وعلى أساس كل املعلومات ذات الصلة املوثوق هبا‪ ،‬أن التبين‬
‫جائز نظرا حلالة الطفل فيما يتعلق بالوالدين واألقارب واألوصياء القانونيني وأن األشخاص‬
‫املعنيني‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬قد أعطوا عن علم موافقتهم على التبين على أساس حصوهلم على‬
‫ما قد يلزم من املشورة‪.‬‬
‫ب‪/‬تعترف بأن التبين يف بلد آخر ميكن اعتباره وسيلة بديلة لرعاية الطفل‪ ،‬إذا تعذرت‬
‫إقامة الطفل لدي أسرة حاضنة أو متبنية‪ ،‬أو إذا تعذرت العناية به بأي طريقة مالئمة يف‬
‫وطنه‪.‬‬
‫ج‪ /‬تضمن بالنسبة للتبين يف بلد آخر‪ ،‬أن يستفيد الطفل من ضمانات ومعايري تعادل تلك‬
‫القائمة فيما يتعلق بالتبين الوطين‪.‬‬
‫د ‪ /‬تتخذ مجيع التدابري املناسبة كي تضمن‪ ،‬بالنسبة للتبين يف بلد آخر‪ ،‬أن عملية التبين ال‬
‫تعود على أولئك املشاركني فيها بكسب مايل غري مشروع‬

‫‪26‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هـ‪/‬تعزز عند االقتضاء‪ ،‬أهداف هذه املادة بعقد ترتيبات أو اتفاقات ثنائية أو متعددة‬
‫األطراف‪ ،‬وتسعى‪ ،‬يف هذا اإلطار‪ ،‬إىل ضمان أن يكون تبىن الطفل يف بلد آخر من خالل‬
‫السلطات أو اهليئات املختصة‪".‬‬
‫هذه املواد كأهنا أصبغت للتبين صبغة قانونية مع أهنا يف املادة العشرين احترمت حق الدول‬
‫اليت ال جتيز التبين‪.‬‬
‫اختاذ الشخص ولد غريه ابناً له‪ ،‬قال يف خمتار الصحاح‪" :‬تبنيّتُ فالنًا‬
‫اختذته ابناً"(‪.)82‬‬
‫وقد غلب يف استعمال العرب لفظ (ادعاء ) على لفظ التبين إذا جاء يف مثل ادعى فالنٌ‬
‫(‪.)83‬‬ ‫فالناً‪ ،‬ومنه الدعي وهو املتبىن‪ ،‬قال اهلل تعاىل‪ :‬ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﭼ‬
‫‪.‬‬
‫(‪)84‬‬

‫أنّ البنوة ترجع إىل النسب األصلي‪ ،‬أمّا التبين فهو ادعاء‬
‫(‪)85‬‬
‫الرجل أو املرأة من ليس ولداً هلما‪.‬‬
‫وقد حرم اإلسالم التبين بعد أن كان معموالً به‪.‬‬
‫قال القرطيب رمحه اهلل‪ " :‬التبين كان معموال به يف اجلاهلية واإلسالم‪ ،‬يتوارث به ويتناصر‪،‬‬
‫إىل أن نسخ اهلل ذلك بقوله‪ .‬ادعوهم آلبائهم هو أقسط عند اهلل أي أعدل‪ .‬فرفع اهلل حكم‬
‫التبين ومنع من إطالق لفظه‪ ،‬وأرشد بقوله إىل أن األوىل واألعدل أن ينسب الرجل إىل‬
‫أبيه نسبا ; فيقال‪ :‬كان الرجل يف اجلاهلية إذا أعجبه من الرجل جلده وظرفه ضمه إىل‬

‫(‪ )82‬خمتار الصحاح للرازي مادة بين ص‪56‬‬


‫(‪ )83‬سورة األحزاب آية (‪.)4‬‬
‫(‪ )84‬انظر‪ :‬تفسري القرطيب ج‪ 14‬ص‪،113‬و املصباح املنري للفيومي مادة (دعو) ص‪195‬‬
‫(‪ )85‬انظر املوسوعة الفقهية (تبين) ج‪10‬ص‪.120‬‬

‫‪27‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫نفسه‪ ،‬وجعل له نصيب الذكر من أوالده من مرياثه‪ ،‬وكان ينسب إليه فيقال فالن بن‬
‫(‪)86‬‬
‫فالن"‪.‬‬
‫وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه اهلل )بعد قوله تعاىل‪ :‬ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬

‫ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ‬

‫ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ‬

‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ‬

‫قال رمحه اهلل‪ ":‬فأوجب علينا دعاءه‬ ‫(‪)87‬‬


‫ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ‬
‫ألبيه الذي ولده‪ ،‬دون من تبناه‪ .‬وحرم التبين‪ ،‬مث أمر عند عدم العلم باألب بأن يدعى‬
‫أخاه يف الدين ومواله‪ ،‬كما قال النيب صلى اهلل عليه وسلم لزيد بن حارثة‪ :‬أنت أخونا‬
‫وموالنا‪ ،‬وقال صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬إخوانكم خولكم‪ ،‬جعلهم اهلل حتت أيديكم‪ ،‬فمن‬
‫كان أخوه حتت يده فليطعمه مما يأكل‪ ،‬وليكسه مما يلبس‪.‬‬
‫فجعل سبحانه الوالء نظري النسب‪ ،‬وبني سبب الوالء يف قوله ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬

‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾ‬

‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ (‪)88‬فبني أن سبب الوالء‪ :‬هو‬


‫اإلنعام باإلعتاق‪ ،‬كما أن سبب النسب هو اإلنعام باإليالد‪ .‬فإذا كان قد حرم االنتقال عن‬
‫املنعم باإليالد‪ ،‬فكذلك حيرم االنتقال عن املنعم باإلعتاق ألنه يف معناه‪ ،‬فمن اشترط على‬
‫املشتري أن يعتق ويكون الوالء لغريه فهو كمن اشترط على املستنكح أنه إذا أولد كان‬

‫(‪ )86‬تفسري القرطيب ج‪14‬ص‪.113‬‬


‫(‪ )87‬سورة األحزاب اآليتان (‪4‬و‪.)5‬‬
‫(‪ )88‬سورة األحزاب آ ية (‪.)37‬‬

‫‪28‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫النسب لغريه‪ .‬وإىل هذا املعىن أشار النيب صلى اهلل عليه وسلم يف قوله‪" :‬إمنا الوالء ملن‬
‫(‪)90‬‬
‫أعتق"(‪".)89‬اهـ‪.‬‬
‫ومع هذا ينبغي أن اليفهم أن اإلسالم بتحرميه التبين يكون ضيّق على الطفل حقه بالرعاية‪،‬‬
‫بل ذكر اهلل تعاىل أهنم إخوانكم يف الدين عوضاً عما فاهتم من النسب‪ ،‬فقد ذكر اهلل تعاىل‬
‫يف اآلية السابقة‪ " :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬

‫ﮤ ﮥ"‪.‬‬
‫قال ابن كثري رمحه اهلل‪ :‬أمر اهلل تعاىل برد أنساب األدعياء إىل آبائهم‪ ،‬إن عرفوا‪ ،‬فإن مل‬
‫يعرفوا آباءهم‪ ،‬فهم إخواهنم يف الدين ومواليهم‪ ،‬أي‪ :‬عوضا عما فاهتم من‬
‫النسب"(‪.)91‬اهــ‪.‬‬

‫نصت املادة السابعة والثالثون من اتفاقية حقوق الطفل على ما يلي‪ " :‬تكفل الدول‬
‫األطراف‪:‬‬
‫أ‪ /‬أال يعرض أي طفل للتعذيب أو لغريه من ضروب املعاملة أو العقوبة القاسية أو‬
‫الالإنسانية أو املهينة‪ .‬وال تفرض عقوبة اإلعدام أو السجن مدي احلياة بسبب جرائم‬
‫يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن مثاين عشرة سنة دون وجود إمكانية لإلفراج عنهم‪.‬‬
‫ب‪ /‬أال حيرم أي طفل من حريته بصورة غري قانونية أو تعسفية‪ .‬وجيب أن جيرى اعتقال‬
‫الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون وال جيوز ممارسته إال كملجأ أخري وألقصر فترة‬
‫زمنية مناسبة‪.‬‬

‫(‪ )89‬سبق خترجيه‪.‬‬


‫(‪ )90‬القواعد النورانية لشيخ اإلسالم ابن تيمية ص‪(.287‬دار ابن اجلوزي ط‪1422:‬هـ)‬
‫(‪ )91‬تفسري ابن كثري ج‪6‬ص‪ (378‬دار طيبة ط‪1422:‬هـ )‬

‫‪29‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫ج‪ /‬يعامل كل طفل حمروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة املتأصلة يف اإلنسان‪،‬‬
‫وبطريقة تراعى احتياجات األشخاص الذين بلغوا سنه ‪.‬وبوجه خاص‪ ،‬يفصل كل طفل‬
‫حمروم من حريته عن البالغني‪ ،‬ما مل يعترب أن مصلحة الطفل تقتضي خالف ذلك‪ ،‬ويكون‬
‫له احلق يف البقاء على اتصال مع أسرته عن طريق املراسالت والزيارات‪ ،‬إال يف الظروف‬
‫االستثنائية‪.‬‬
‫د‪ /‬يكون لكل طفل حمروم من حريته احلق يف احلصول بسرعة على مساعدة قانونية‬
‫وغريها من املساعدة املناسبة‪ ،‬فضال عن احلق يف الطعن يف شرعية حرمانه من احلرية أمام‬
‫حمكمة أو سلطة خمتصة مستقلة وحمايدة أخرى‪ ،‬وىف أن جيرى البت بسرعة يف أي إجراء‬
‫من هذا القبيل‪" .‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ ،‬فلو ارتكب جناية توجب القصاص من‬
‫قتل أو دونه فال يقتص منه بال خالف بني أهل العلم (‪.)92‬‬
‫قال ابن قدامة رمحه اهلل‪ " :‬مسألة‪ :‬قال‪ :‬والطفل‪ ،‬والزائل العقل‪ ،‬ال يقتالن بأحد‪ ..‬ال‬
‫خالف بني أهل العلم‪ ،‬أنه ال قصاص على صيب وال جمنون‪ ،‬وكذلك كل زائل العقل‬
‫بسبب يعذر فيه‪ ،‬مثل النائم‪ ،‬واملغمى عليه‪ ،‬وحنومها‪ .‬واألصل يف هذا قول النيب صلى اهلل‬
‫عليه وسلم‪" :‬رفع القلم عن ثالثة ; عن الصيب حىت يبلغ‪ ،‬وعن النائم حىت يستيقظ‪ ،‬وعن‬
‫اجملنون حىت يفيق"(‪ .)93‬وألن القصاص عقوبة مغلظة‪ ،‬فلم جتب على الصيب وزائل العقل‬
‫كاحلدود‪ ،‬وألهنم ليس هلم قصد صحيح‪ ،‬فهم كالقاتل خطأ‪)94( ".‬ا هـ‪.‬‬

‫(‪ )92‬انظر‪ :‬البحر الرائق شرح كنز الدقائق البن جنيم ج‪8‬ص‪(435‬دار املعرفة بريوت)‪ ،‬و الذخرية للقرايف‬
‫ج‪12‬ص‪ (317‬دار الغرب بريوت‪1994‬م) واملغين البن قدامة ج‪11‬ص‪.483‬‬
‫(‪ )93‬سبق خترجيه‪.‬‬
‫(‪ )94‬املغين ج‪11‬ص‪481‬‬

‫‪30‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫(‪)95‬‬
‫‪.‬‬
‫وقد وردت آثارٌ عن بعض السلف تدل على ذلك‪ ،‬فمنها ما روى عن عمر رضي اهلل‬
‫قوله‪" :‬عمدُ الصيب وخطؤه سواء "‪ ،‬ومثله عن علي رضي اهلل عنه‪" :‬عمدُ اجملنون والصيب‬
‫(‪)96‬‬
‫خطأ"‬
‫قال ابن اهلمام احلنفي‪" :‬وعم ُد الصيب واجملنون خطأٌ‪ ،‬وفيه الدية على العاقلة"(‪,)97‬‬
‫وقال احلافظ ابن عبد الرب‪ ":‬على هذا مذهب مالك وأيب حنيفة وأصحاهبما واألوزاعي‬
‫والليث بن سعد يف قتل الصيب عمداً أو خطأً‪ ،‬أنه كله خطأ حتمل منه العاقلة ما حتمل من‬
‫خطأ الكبري‪...‬وقول مالك إن ذلك على عاقلة الصيب‪ ،‬ألن عمده خطأ‪ ،‬والسنة أن حتمل‬
‫(‪)98‬‬
‫العاقلة دية اخلطأ"‬
‫وبناءً على ما سبق فإن الصيب إذا قتل أو قلع عيناً فتلزم الدية على عاقلته‪ ،‬وال جيوز أن‬
‫يقال إنه صيب غري مكلف‪ ،‬فال يتحمل تبعة أفعاله‪ ،‬ألنه من املقرر عند العلماء أن لزوم‬
‫الدية على جنايته وكذا ضمان ما أتلف من مالٍ‪ ،‬ألنّ ذلك من باب خطاب الوضع وليس‬
‫من باب خطاب التكليف‪ ،‬إذ بينهما فرقٌ واضحٌ‪.‬‬
‫قال الشوكاين‪ :‬أقول قد تقرر أن جناية الصيب واجملنون مضمونة من ماهلما ألن ذلك من‬
‫أحكام الوضع ال من أحكام التكليف "(‪.)99‬‬
‫‪ ،‬فإن الصيب املميز يؤدب ويعزر على ما‬
‫ارتكب من جناية أو فاحشة حسب ظروف واقعته مبا يراه اإلمام أو من ينوب عنه‬
‫(‪)100‬‬
‫مصلحة يف ذلك‪ ،‬وهذا الخالف فيه بني العلماء‪.‬‬

‫(‪ )95‬انظر‪ :‬املراجع السابقة‬


‫(‪ )96‬رواه البيهقي يف سننه باب ما روي يف عمد الصيب‪،‬ج ‪8‬ص‪61‬‬
‫(‪ )97‬فتح القدير ج ‪23‬ص‪.418‬‬
‫(‪ )98‬االستذكار ج‪8‬ص‪51‬‬
‫(‪ )99‬السيل اجلرار ج‪4‬ص‪422‬‬

‫‪31‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وقال الكاساين احلنفي‪" :‬أما شرط وجوب التعزير فالعقل فقط; فيعزر كل عاقل ارتكب‬
‫جناية ليس هلا حد مقدر ‪,‬سواء كان حرا أو عبدا‪ ,‬ذكرا أو أنثى‪ ,‬مسلما أو كافرا‪ ,‬بالغا‬
‫أو صبيا بعد أن يكون عاقال ; ألن هؤالء من أهل العقوبة ‪ ,‬إال الصيب العاقل فإنه يعزر‬
‫تأديبا ال عقوبة; ألنه من أهل التأديب‪ ,‬أال ترى إىل ما روي عنه عليه الصالة والسالم أنه‬
‫قال‪" :‬مروا صبيانكم بالصالة إذا بلغوا سبعا‪ ،‬واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا"(‪ )101‬وذلك‬
‫بطريق التأديب والتهذيب ال بطريق العقوبة‪ ،‬ألهنا تستدعي اجلناية‪ ,‬وفعل الصيب ال يوصف‬
‫بكونه جناية" (‪)102‬اهـ ‪.‬‬
‫وذكر القرايف يف الفرق بني قاعدة احلدود وقاعدة التعازير‪ ،‬يف الرابع من الفروق ‪ ":‬أن‬
‫التعزير تأديب يتبع املفاسد‪ ,‬وقد ال يصحبها العصيان يف كثري من الصور‪ ،‬كتأديب‬
‫الصبيان والبهائم واجملانني استصالحا هلم مع عدم املعصية"(‪ )103‬اهـ ‪.‬‬
‫وقال السيوطي‪" :‬كون التعزير يف غري معصية يف صور‪ ،‬منها‪ :‬الصيب واجملنون‪ ،‬يعزران إذا‬
‫(‪)104‬‬
‫فعال ما يعزر عليه البالغ‪ ,‬وإن مل يكن فعلهما معصية‪ ،‬نص عليه يف الصيب‪"..‬‬
‫(‪،)105‬فإن هذا بنا ًء‬
‫على ما سبق ترجيحه يكون بالغاً وجتري عليه أحكام التكليف كالكبري‪ ،‬وهنا يكون‬

‫(‪ )100‬انظر‪ :‬شرح منتهى اإلرادات للبهويت ج‪3‬ص‪(365‬عامل الكتب) وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية يف (منهاج السنة‬
‫النبوية ‪):‬وال نزاع بني العلماء أن غري املكلف كالصيب املميز يعاقب على الفاحشة تعزيرا بليغا‪ ،‬وكذلك‬
‫اجملنون يضرب على ما فعله لينزجر‪ ،‬لكن العقوبة اليت فيها قتل أو قطع هي اليت تسقط عن غري املكلف اهـ‬
‫منهاج السنة النبوية ج‪6‬ص‪(50‬ط‪ :‬جامعة اإلمام‪1411‬هـ)‬
‫(‪ )101‬احلديث رواه أبو داود بلفظ‪ :‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده‪ :‬قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪ ":‬مروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنني واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينم يف‬
‫املضاجع " يف كتاب الصالة باب مىت يؤمر الغالم بالصالة برقم ‪ .495‬واحلديث صححه األلباين كما يف‬
‫التعليق على سنن أيب داوود ج‪1‬ص‪ 133‬ويف صحيح اجلامع الصغري ج‪2‬ص‪.744‬‬
‫(‪ )102‬بدائع الصنائع ج‪7‬ص‪64‬‬
‫(‪ )103‬الفروق للقرايف ج‪4‬ص‪.144‬‬
‫(‪ )104‬األشباه والنظائر ص‪601‬‬

‫‪32‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫اإلشكال مع مع هذه املادة إذ تعامله كطفل‪ ،‬أما بناءً على الرأي الفقهي الراجح(‪ )106‬فيعامل‬
‫كرجل‪ ،‬وغالب احملاكم باململكة العربية السعودية تتجه باألخذ بأن مافوق سن اخلامسة‬
‫عشر يعترب بالغاً وليس طفالً(‪ ،)107‬لكن حني التأمل يف املادة األوىل من االتفاقية جندها‬
‫نصت على أنه‪ ":‬يعىن الطفل كل إنسان مل يتجاوز الثامنة عشرة‪ ،‬ما مل يبلغ سن الرشد‬
‫قبل ذلك مبوجب القانون املنطبق عليه‪ ".‬فقوهلا‪ ":‬ما مل يبلغ سن الرشد قبل ذلك مبوجب‬
‫القانون املنطبق عليه" يفيد بأنه إذا كان القانون الداخلي أو النظام الداخلي للدولة يعترب‬
‫سن الرشد أقل من الثامنة عشر فللدولة احلق بالعمل بنظامها يف حتديد سن الرشد‪،‬‬
‫ومادامت اململكة تعترب يف حماكمها أن سن البلوغ هو اخلامسة عشر فلها احلق يف ذلك وال‬
‫اعتراض عليها يف كوهنا خالفت االتفاقية وما التزمت به منها‪ ،‬هذا مع أنّ اململكة العربية‬
‫السعودية قد حتفظت على ما خيالف الشريعة أصالً‪ ،‬وقد تقررت القاعدة يف املقصود‬
‫مبخالفة الشريعة يف هذه املادة وبنا ًء عليه فيمكن التحفظ عليها‪.‬‬

‫(‪ )105‬أو من ثبت بلوغه بإحدى عالمات البلوغ ولوكان دون اخلامسة عشر‪.‬‬
‫(‪ )106‬انظر‪ :‬تفصيل املسألة يف البلوغ والرشد فيا سبق‪.‬‬
‫(‪ )107‬هذا بنا ًء على دراسة مدى انسجام األنظمة السعودية مع أنظمة حقوق اإلنسان ص‪ ،.66‬وكذا ما يستفاد مما‬
‫أورده نظام األحوال املدنية الصادر باملرسوم امللكي رقم م‪ 7/‬وتاريخ‪1407/4/20‬هـ بأن إمتام اخلامسة‬
‫عشر عامًا قرينة على البلوغ بنصه يف املادة السابعة والستون " جيب على كل من أكمل اخلامسة عشرة من‬
‫عمره من املواطنني السعوديني الذكور مراجعة دوائر األحوال املدنية للحصول على بطاقة خاصة به‪ "..‬وكذا‬
‫ما نصت عليه املادة ( ‪ ) 162‬من نظام العمل الصادر باملرسوم امللكي رقم م ‪ 51 /‬وتاريخ ‪1426/8/23‬‬
‫بنصها " ال جيوز تشغيل أي شخص مل يتم اخلامسة عشرة من عمره وال يُسمح بتواجده يف أماكن العمل‪"..‬‬

‫‪33‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫وذلك متّ بالنظر إىل شروط التحفظ الشكلية‬


‫واملوضوعية‪ ،‬ومدى انطباقها على حتفظات اململكة العامة فيما خيالف الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ولذا جند أنّ تلك التحفظات منطبقة الشروط متاماً‪ ،‬وكذلك خمالفة املعاهدة للشريعة‬
‫اإلسالمية تعترب خمالفة للنظام الداخلي للمملكة العربية السعودية‪ .‬و ما تزعمّه كثري من‬
‫الشرّاح للقانون الدويل(‪ ،)108‬يقوم على أساس أن القانون الدويل منبثق أصالً من القوانني‬
‫الداخلية‪ ،‬مع تفضيل القانون الداخلي واعتبار أن القانون الدويل هو القانون اخلارجي‬
‫للدولة‪ ،‬ألنه خيتص بتنظيم عالقاهتا مع الدول األخرى‪ ،‬ويقوم أيضاً على سيادة الدولة‬
‫نفسها‪ ،‬وخيرجون يف النهاية بأنه إذا تعارضت قاعدة دولية مع أخرى داخلية كان على‬
‫القاضي الداخلي تغليب القاعدة الداخلية وإمهال القاعدة الدولية‪ ....‬هذا على اعتبار‬
‫خمالفة بند من بنود املعاهدة للقانون الداخلي فمن باب أوىل حال التحفظ أن يعمل به ؟!‬
‫واملنطق وهو مستند معترب يف القانون‪ ،‬إذ ليس املنطق أن تكون دولة ‪ %100‬سكاهنا‬
‫مسلمون‪ ،‬وهي مئرز اإلسالم ومنبعه‪ ،‬وحتكم اإلسالم داخلياً ويف عالقاهتا اخلارجية‪ ،‬ومع‬
‫ذلك تتحفظ على ماخيالف الشريعة يف معاهدهتا‪ ،‬مث تطالب بعدم قبول التحفظ!!‬
‫والعرف الدويل كذلك‪ :‬فقد درجت الدول على اعتبار التحفظ العام‪ ،‬وقد ذكر الباحث‬
‫أمثلة على ذلك‪..‬‬
‫فيكون بذلك التحفظ العام (عدم خمالفة الشريعة اإلسالمية ) قانونياً جيب العمل به خاصة‬
‫(‪)109‬‬
‫مع تفسري وتوضيح املقصود به‪.‬‬

‫(‪ )108‬أمثال‪ :‬موسر زورن‪ ،‬وماكس ونزل وغريهم‪ ..‬راجع حبث عالقة القانون الداخلي بالقانون الدويل لـ أ‪/‬حسينة‬
‫شرون‪ .‬ص‪(.161‬منشور يف جملة الباحث عدد‪2007/5‬م)‬
‫(‪ )109‬مع أنّ صاحب القرار لو نص على املادة املراد التحفظ عليها بعينها لكان أسلم وأوىل‪ ..‬وهو مانصت عليه‬
‫التوصية يف دراسة مدى انسجام األنظمة السعودية مع حقوق اإلنسان اليت سبق اإلشارة إليها‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫هذا من جهة أي حتفظ عام لللمملكة‪ ،‬وخبصوص هذه االتفاقية (اتفاقية حقوق الطفل)‬
‫فبعد التأمل يف موادها جند أنّ بعضاً من موادها قد يفسر مبخالفة الشريعة خاصةً يف‬
‫إشكالية سن البلوغ وحتديداً مابني اخلامسة عشر والثامنة عشر من حيث إيقاع العقوبات‬
‫وزواج القُصَّر والويل يف ذلك والتبين وهذا يدخل يف حتفظ اململكة التحفظ العام‪ ،‬علمًا‬
‫بأنّ االتفاقية أصالً يف مسألة حتديد سن الطفل قد نصت يف املادة األوىل على‪ ":‬ما مل يبلغ‬
‫سن الرشد قبل ذلك مبوجب القانون املنطبق عليه" وهذا يبعد اإلشكال القانوين حىت ولو‬
‫مل تتحفظ اململكة‪ .‬وأيضاً يف مسألة التبين نصت االتفاقية يف املادة احلادية والعشرين على‬
‫أنه‪ " :‬تضمن الدول اليت تقر أو جتيز نظام التبين‪ "...‬فقوهلا تقر أو جتيز يفهم منها أن‬
‫الدول اليت التقر وال جتيز ليس هلا عالقة هبذه املادة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫احلمد هلل الذي جعل شريعته ديناً صاحلاً لكل زمان ومكان‪ ،‬والصالة والسالم على معلم‬
‫البشرية حممد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان‪ ،‬إىل يوم لقاء امللك الدّيان‪ ...‬وبعد ‪/‬‬
‫فمن أبرز النتائج يف هذا البحث ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬هناك توافق كبري وانسجام بني األنظمة الداخلية السعودية‪ ،‬املستمدة من الشريعة‬
‫ومعاهدات حقوق الطفل‪..‬‬
‫‪ ‬حق اإلقليم املطلق وهو‪ :‬حق الفرد يف كسب جنسية الدولة اليت ولد على إقليمها‬
‫دون أي اعتبار آخر‪ .‬وهذا كله ما يسمى باجلنسية األصلية‪.‬‬
‫‪ ‬اجلنسية املكتسبة فهي اليت يكتسبها الفرد بإرادته بعد ميالده‪ ،‬خاصة بعد بلوغه‬
‫سن الرشد‪ ،‬طبقاً لقانون الدولة اليت يرغب يف اكتساب جنسيتها‪ ،‬ويتم منحها يف‬
‫القوانني املقارنة بناءً على ثالثة أسس هي‪ :‬التجنس‪ ،‬والزواج املختلط‪ ،‬وتغيري‬
‫السيادة‬
‫‪ ‬اململكة العربية السعودية تأخذ حبق الدم يف اجلنسية‪ .‬وهي وجهه قانونية معتربة يف‬
‫القانون الدويل‪.‬‬
‫‪ ‬أوجه اختالف األنظمة الداخلية السعودية مع معــــــاهدات حقوق‬
‫الطفل‪ :‬قد حتفظت عليها اململكة بتحفظ عام وهو ( عدم خمالفة الشريعة‬
‫اإلسالمية)‪ .‬وهو ماتبيّن يف عدد من املسائل كـــ‪ :‬حتديد سن الطفل‪ ،‬وعدم‬
‫التفريق والتفصيل بني البلوغ والرشد‪ ،‬والتبين‪ ،‬طريقة الوالية على الصغرية ‪،110‬‬
‫والتفصيل يف جناية الطفل‪ ،‬و مىت تعترب عمدا أو خطأ‪.‬‬

‫‪ 110‬وهذه املسألة مت شرحها بإسهاب يف رسالة‪ :‬حتفظات اململكة العربية السعودية على معاهدات حقوق اإلنسان‬
‫للباحث‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫‪ ‬يف الفقه اإلسالمي متييز مابني البلوغ الذي هو " انتهاء حد الصغر يف اإلنسان‪،‬‬
‫ليكون أهالَ للتكاليف الشرعية ويعرف بأحد عالمات البلوغ‪ ،‬وبني الرشد الذي‬
‫هو‪" :‬الصالح يف املال ال غري‪ ،‬وهذا عند أكثر العلماء‪.‬‬
‫‪ ‬الراجح من أقوال أهل العلم يف البلوغ عند الغالم واجلارية مخس عشرة سنة‪.‬‬
‫‪ ‬يعرف رشد الصيب باختباره‪.‬‬
‫‪ ‬الفرق بني البنوة والتبين‪ :‬أنّ البنوة ترجع إىل النسب األصلي‪ ،‬أمّا التبين فهو ادعاء‬
‫الرجل أو املرأة من ليس ولداً هلما‪.‬‬
‫‪ ‬حرم اإلسالم التبين بعد أن كان معمو ًال به وهذا باإلمجاع‪.‬‬
‫‪ ‬اليفهم أن اإلسالم بتحرميه التبين يكون ضيّق على الطفل حقه بالرعاية‪ ،‬بل ذكر‬
‫اهلل تعاىل أهنم إخوانكم يف الدين عوضًا عما فاهتم من النسب‪.‬‬
‫‪ ‬الطفل لو ارتكب جناية توجب القصاص من قتل أو دونه و كان سنّه دون‬
‫اخلامسة عشر‪ ،‬فال يقتص منه بال خالف بني أهل العلم‪.‬‬
‫‪ ‬عمد الصغري يعتربه الفقهاء كخطأ املكلف‪.‬‬
‫‪ ‬الصيب املميز يؤدب ويعزر على ما ارتكب من جناية أو فاحشة حسب ظروف‬
‫واقعته مبا يراه اإلمام أو من ينوب عنه مصلحة يف ذلك‪ ،‬وهذا الخالف فيه بني‬
‫العلماء‪.‬‬
‫‪ ‬القول الراجح يف من كان سنة فوق اخلامسة عشر ودون الثامنة عشر يكون بالغًا‬
‫وجتري عليه أحكام التكليف كالكبري‪.‬‬

‫‪salsogr@gmail.com‬‬

‫‪37‬‬
‫‪‬‬
‫ﺷﺒﻜﺔ‬
‫‪www.alukah.net‬‬

‫مقدمة‪3 ................................................................................‬‬

‫املبحث األول نبذه حول اتفاقية حقوق الطفل ‪1989‬م‪4 ...................................‬‬

‫املبحث الثاين أوجه االتفاق يف حق الطفل بني القوانني الدولية والشريعة الربانية ‪8 .............‬‬

‫املبحث الثالث املواد اليت ختالف الشريعة اإلسالمية يف اتفاقية حقوق الطفل ‪16 ...............‬‬

‫اخلامتة ‪36 ..............................................................................‬‬

‫‪38‬‬
‫‪‬‬
39

You might also like