You are on page 1of 10

‫ملخص الفصلين‬

‫األول والثاني‬
‫من كتاب‬
‫أصول الموازنة العامة‬
‫لمحمد شاكر عصفور‬

‫أعداد‬
‫فارس بن طامي العتيبي‬
‫أوال‪ :‬ملخص الفصل األول (تعريف الموازنة العامة)‪:‬‬
‫الموازنة العامة هي المحور الذي تدور حوله جميع أعمال الدولة ونشاطاتها في جميع‬
‫المجاالت على اختالف أنواعها‪ .‬فبدونها يصعب أن تسير الوزارات والمؤسسات‬
‫الحكومية سيرا منتظما‪ ،‬وال تستطيع الدولة القيام بالوظائف الموكلة إليها‪ ،‬وتصعب‬
‫إدارة االقتصاد الوطني وتوجيهه في االتجاه المخطط له‪.‬‬

‫‪ .1‬تعريف الموازنة العامة‪:‬‬


‫هي تقدير مفصل‪ ،‬ومعتمد‪ ،‬لنفقات الدولة‪ ،‬وإيراداتها لمدة مقبلة من الزمن‪ .‬وهي‬
‫تقدير تفصيلي لنفقات الدولة وإيراداتها‪ ،‬خالل سنة مالية مقبلة‪ ،‬تعده أجهزة الحكومة‪،‬‬
‫وتعتمده السلطة التشريعية بإصدار ما يسمى بنظام الميزانية‪ ،‬الذي يجيز لهذه‬
‫األجهزة تنفيذ الميزانية بجوانبها التحصيلي واالنفاقي‪.‬‬
‫وهي أيضا خطة مالية للدولة‪ ،‬تتضمن تقديرات للنفقات‪ ،‬واإليرادات العامة‪ ،‬لسنة‬
‫مالية مقبلة‪ ،‬وتجاز بواسطة السلطة التشريعية قبل تنفيذها‪ ،‬وتعكس األهداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية التي تتبناها الدولة‪.‬‬
‫‪ .1‬خطة مالية للدولة‪ :‬قصيرة األجل (لمدة سنة)‪ ،‬تتضمن جميع أوجه اإلنفاق‬
‫للدولة (النفقات العامة)‪ ،‬وتشمل البرامج والمشاريع التي تنوي الحكومة تنفيذها‬
‫خالل السنة المالية القادمة‪ ،‬ووسائل تمويلها (اإليرادات العامة) من مختلف‬
‫مصادر اإليرادات للدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬الصفة التقديرية للموازنة العامة‪ :‬وثيقة الموازنة العامة تتكون من جداول‬
‫النفقات وجداول اإليرادات‪ ،‬وهي أرقام تقريبية وتقديرات متوقعة‪.‬‬
‫‪ .3‬إجازة الجباية واإلنفاق‪ :‬قبل البدء في تنفيذ الموازنة‪ ،‬البد أن تعرض على‬
‫السلطة التشريعية في البالد للموافقة عليها وإجازتها‪ .‬وإجازة اإلنفاق تعني‬
‫الموافقة على الصرف‪ ،‬في حدود االعتمادات المخصصة ألوجه اإلنفاق المختلفة‬
‫في فصول الموازنة العامة‪ ،‬واإلجازة ال تعني وجوب صرف كل ما خصص من‬
‫اعتمادات لوزارة من الوزارات‪ ،‬ولكن تعني إمكانية إنفاق هذه األموال حسب‬
‫حاجة الوزارة‪ ،‬وضمن األنظمة والتعليمات المالية الموضوعة لهذا الغرض‪ .‬أما‬
‫إجازة الجباية فهي تحصيل اإليرادات العامة‪ ،‬واألرقام المقدرة في الموازنة‬
‫لإليرادات ال تعني الحد األعلى الذي يجب أن ال تتعداه اإليرادات المحصلة‪ ،‬وقد‬
‫تتجاوز هذه التقديرات عند التحصيل‪.‬‬
‫‪ .4‬الموازنة العامة تعكس األهداف االقتصادية واالجتماعية التي تتبناها الدولة‪:‬‬
‫تتضمن الموازنة العامة برامج ومشاريع ستنفذ خالل السنة المالية المقبلة‪ ،‬وتكون‬
‫مدرجة ضمن خطة التنمية للدولة‪ ،‬ويؤدي تنفيذها إلى تحقيق األهداف االقتصادية‬
‫واالجتماعية للدولة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .2‬أهمية الموازنة العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬بالنسبة للسلطة التنفيذية‪ :‬تعتبر الموازنة العامة خطة عمل للوزارات‪ d‬والمصالح‬
‫الحكومية التي تتكون منها السلطة التنفيذية‪ ،‬للسنة المالية القادمة‪ .‬وتتضمن‬
‫الخدمات التي ستقدمها للمواطنين‪ d‬والمشاريع التي ستنفذها‪ ،‬واألموال الالزمة‬
‫لسير العمل‪ .‬وتستخدم الموازنة بواسطة السلطة التنفيذية كأداة لتوجيه السياسة‬
‫االقتصادية نحو تحقيق األهداف اإلستراتيجية للدولة‪ ،‬ويمكن استخدامها أيضا‬
‫لمعالجة المشكالت االقتصادية التي تواجه البالد‪.‬‬
‫‪ .2‬بالنسبة للسلطة التشريعية‪ d:‬هي وسيلة لممارسة الرقابة على أعمال السلطة‬
‫التنفيذية (الحكومة)‪ ،‬والموازنة‪ d‬البد أن تعرض على السلطة التشريعية إلجازتها‬
‫قبل بدء السلطة التنفيذية في تنفيذها‪ .‬وتستطيع السلطة التشريعية تعديل أرقام‬
‫االعتمادات المالية المطلوبة من قبل السلطة التنفيذية أثناء مناقشة الموازنة‬
‫العامة‪ ،‬أي أنها تؤثر على السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ .3‬بالنسبة للمواطنين‪ :‬الموازنة العامة تتضمن البرامج االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬
‫وهي تساعد في توزيع الدخول والثروات بين المواطنين‪ d،‬وتتضمن إعانات‬
‫متنوعة وخدمات مجانية يستفيد منها المواطنون‪.‬‬
‫‪ .3‬موازنة عامة أم ميزانية عامة؟‬
‫الموازنة العامة مرتبطة بالدولة وهي نفقات وإيرادات الدولة (لسنة مالية قادمة)‪ ،‬أما‬
‫الميزانية فهي مرتبطة بالشركات والمؤسسات والمنشآت الموجودة في القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬ففيها يستخدم اصطالح الميزانية العمومية‪ ،‬والميزانية العمومية هي عبارة‬
‫عن كشف بالمركز المالي للشركة في لحظة معينة‪ ،‬وتتضمن موجودات ومطلوبات‬
‫الشركة في تاريخ معين (فترة زمنية سابقة)‪.‬‬
‫‪ .4‬التفريق بين الموازنة العامة والحسابات األخرى‪:‬‬
‫‪ .1‬الموازنة العامة وخطة التنمية للدولة‪ :‬توضع خطة التنمية لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتتضمن برامج ومشروعات تنفذ خالل مدة الخطة‬
‫(خمس سنوات في الغالب) وتكون في أطار األهداف العامة للدولة‪ .‬وعالقتها‬
‫بالموازنة العامة عالقة وثيقة‪ ،‬وتقسم خطة التنمية إلى خطط سنوية وتتضمن‬
‫الموازنة العامة السنوية االعتمادات الالزمة لتمويل الخطة السنوية المنبثقة من‬
‫خطة التنمية للدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬الموازنة العامة والموازنة الخاصة‪ :‬يقصد بالموازنة الخاصة الموازنات‬
‫التقديرية للشركات التجارية أو المنشآت أو المؤسسات الخاصة أو األفراد‪.‬‬
‫وتتشابه الموازنة العامة للدولة مع الموازنة الخاصة للشركات أن لكل منهما‬
‫جدول لإليرادات والنفقات وتتضمن تقديرات اإليرادات والنفقات المتوقعة لسنة‬
‫مقبلة في معظم األحيان‪ .‬وتختلف الموازنة العامة عن الموازنة الخاصة في‬
‫جوانب منها‪:‬‬
‫طريقة تنظيم الموازنة‪ :‬تقوم الدولة بتقدير نفقاتها أوال ثم تنظر في أمر‬ ‫(‪)1‬‬
‫اإليرادات الالزمة لتغطية هذه النفقات‪ ،‬أما بالنسبة للمؤسسات الخاصة‬

‫‪3‬‬
‫واألفراد فأنها تقوم بتقدير إيراداتها أوال وعلى ضؤها يتم تقدير وتحديد‬
‫النفقات‪.‬‬
‫الهدف‪ :‬بالنسبة للوزارات والمصالح الحكومية هو تقديم الخدمات‬ ‫(‪)2‬‬
‫للمواطنين‪ ،‬أما المؤسسات الخاصة واألفراد فهدفها هو تحقيق الربح‪.‬‬
‫االدخار‪ :‬القاعدة العامة التقليدية أنه ال يجوز للدولة أن تدخر قسما من‬ ‫(‪)3‬‬
‫اإليرادات‪ ،‬أما الشركات فتهدف إلى تحقيق وفر لكي يتم اللجوء إليه وقت‬
‫الشدة‪.‬‬
‫‪ .3‬الموازنة العامة والحساب الختامي‪ :‬الحساب الختامي هو بيان بالنفقات التي‬
‫أنفقت واإليرادات التي حصلت فعال خالل الفترة التي سرت فيها الموازنة‪ .‬ويعد‬
‫بعد انتهاء السنة المالية ببضعة شهور بواسطة السلطة التنفيذية‪ ،‬ويعتمد من قبل‬
‫السلطة التشريعية‪ .‬ويساعد الحساب الختامي في إعداد الموازنة العامة للسنة‬
‫المالية المقبلة‪.‬‬
‫‪ .5‬التطور التاريخي للموازنة العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬ظهور فكرة الموازنة‪ :‬لما انتقل المجتمع من الحياة القبلية (البدائية) إلى مرحلة‬
‫تكوين الدولة‪ ،‬والتي لها وظائف أساسية البد من القيام بها‪ ،‬كان البد من إيجاد‬
‫إيرادات عامة دائمة لتغطية نفقات هذه الوظائف‪ ،‬لهذا قامت الدولة بفرض‬
‫الضرائب‪ ،‬وعينت الجباة لتحصيل األموال الالزمة لها‪ ،‬وكانت الضرائب مرتفعة‬
‫ومرهقة وغير عادلة‪ ،‬وهذا ما حمل الشعب على التفكير في أمر الضرائب‬
‫ومحاولة تحديد سلطة الحكم في فرضها عليهم‪ ،‬وبذلك نشأت فكرة الموازنة‪ .‬ففي‬
‫البداية اهتم الشعب باإليرادات (الضرائب)‪ d،‬وكانت تدور مطالبهم بضرورة‬
‫موافقة ممثليهم على ما يفرض عليهم‪ ،‬ثم تحول االهتمام فيما بعد بالنفقات وعلى‬
‫ضرورة عرضها عل ممثليهم‪ ،‬وإجازتها‪ ،‬ثم أخيرا التركيز على الموافقة على‬
‫الجباية واألنفاق بشكل دوري‘ وبهذا يكون اإلطار العام للموازنة قد تحدد‬
‫وخرجت فكرته إلى الوجود‪.‬‬
‫‪ .2‬تطور الموازنة العامة في بعض الدول الغربية‪ :‬الفضل في تطوير فكرة‬
‫الموازنة العامة يرجع إلى انجلترا‪ ،‬وتعود جذور الموازنة العامة في انجلترا إلى‬
‫بدء الصراع بين الحاكم والبرلمان‪d:‬‬
‫(‪ )1‬في عام ‪1217‬م وقع الملك يوحنا (جون) عل الوثيقة العظمى (الماغنا‬
‫كارتا) (حددت صالحيات الحاكم فيما يتعلق بالضرائب على أفراد الشعب‪،‬‬
‫البد من عرض الضريبة على مجلس العموم (البرلمان) وأخذ موافقته عليها)‪.‬‬
‫(‪ )2‬في أثر ثورة سنة ‪1688‬م صدرت وثيقة الحقوق (للبرلمان الحق في‬
‫الرقابة على إنفاق حصيلة الضرائب‪ ،‬والمصادقة على النفقات بصورة‬
‫إجمالية)‪ ،‬بعد ذلك أصبح للبرلمان سلطة على جميع النفقات‪.‬‬
‫(‪ )3‬منذ عام ‪1822‬م أصبح وزير الخزانة يظهر سنويا في البرلمان ليعرض‬
‫صورة شاملة عن الوضع المالي للدولة‪ ،‬ويعرض موازنة الدولة وما تحتويه‬
‫من إيرادات ونفقات‪ ،‬والفائض أو العجز المتوقع في الموازنة العامة‪ ،‬وخطة‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بعد ذلك انتقلت فكرة الموازنة العامة إلى الدول األوربية األخرى‪ ،‬وإلى الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ .‬وكانت البداية في فرنسا بعد الثورة الفرنسية عام ‪1789‬م‪ .‬ومن‬
‫انجلترا وفرنسا وأمريكا أنتقلت فكرة الموازنة العامة والتطورات التي أُدخلت عليها‬
‫إلى الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬الموازنة العامة في اإلسالم‪ :‬اصطالح الموازنة العامة لم يكن مستخدما قديما‪،‬‬
‫ويعتبر مصطلح محدث شاع استخدامه في لغة الحياة العامة في العصر الحديث‪.‬‬
‫إال أنه كانت هناك مالية عامة للدول اإلسالمية القديمة تتكون من إيرادات عامة‬
‫تنفق من حصيلتها النفقات العامة‪ .‬وتشمل المالية العمة في اإلسالم‪:‬‬
‫مصادر اإليرادات في اإلسالم‪ :‬تتكون من الزكاة والغنائم والجزية‬ ‫(‪)1‬‬
‫والخراج والفيء والعشور‪ .‬وكان يغلب عليها التخصص لتغطية أنواع محددة‬
‫من النفقات (الزكاة والغنائم لمساعدة الفقراء والمساكين)‪.‬‬
‫أنواع النفقات في اإلسالم‪ :‬تبوب النفقات في بابين رئيسين (باب‬ ‫(‪)2‬‬
‫المصالح العامة‪ ،‬وباب اإلعانات)‪ ،‬وباب المصالح العامة يشمل رواتب‬
‫الخلفاء والوالة والقضاة والجند‪ ،‬وبناء القناطر والجسور‪ ،‬وحفر‬
‫اآلبار‪...‬وغيرها‪ ،‬وتغطى من الجزية والخراج والفيء والعشور‪ .‬أما باب‬
‫اإلعانات فهو ما يكون كإعانات ومساعدات للفقراء والمسكين‪.‬‬
‫بيت المال‪ :‬وهو المكان الذي كان يضم األموال المجتمعة من مصادر‬ ‫(‪)3‬‬
‫اإليرادات المختلفة في الدولة اإلسالمية لتكون تحت تصرف الخليفة أو‬
‫الوالي‪ ،‬لينفقها فيما أمر هللا به أن تنفق‪ .‬وأول من أنشاء ديوان بيت المال هو‬
‫الخليفة عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪.‬‬
‫‪ .4‬تطور الموازنة العامة في المملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫(‪ )1‬الوضع االقتصادي للمملكة في الفترة األولى‪ :‬كان اقتصادا بدائيا بسيطا‪،‬‬
‫زكام في مرحلة ركود‪ ،‬ويعتمد على الزراعة وتربية الماشية والتجارة وموسم‬
‫الحج‪ .‬ثم بدأت الحكومة في محاولة زيادة إيراداتها عن طريق إعطاء‬
‫االمتيازات للشركات األجنبية الستخراج الذهب واستكشاف الزيت‪ .‬وبدأت‬
‫عوائد الذهب تتدفق بسرعة إال أن تأثير ذلك على اقتصاد البالد لم يكن‬
‫ملحوظا‪ .‬وبسبب الحرب العالمية الثانية تعرضت المملكة إلى أزمة مالية حادة‬
‫بسبب انخفاض إيرادات البترول موسم الحج‪ .‬وبعد انتهاء الحرب بدء‬
‫الوضع المالي للدولة بالتحسن تدريجيا‪.‬‬
‫(‪ )2‬موازنات المملكة في الفترة األولى‪ :‬من أقدم الموازنات‪ ،‬الموازنة العامة‬
‫التي صدرت للسنة المالية (‪1350/1351‬هـ) من شعبان ‪1350‬هـ إلى نهاية‬
‫رجب عام ‪1351‬هـ ونشرت في جريدة أم القرى على شكل جدول إجمالي‬
‫للنفقات (لم يظهر إجمالي الواردات)‪ d،‬وقدرت اإلعتمادات المخصصة‬
‫لإلدارات الحكومية (‪ )106،442،544‬قرشا أميريا (عشرة ماليين لاير‬
‫تقريبا)‪ .‬وهناك الموازنة العامة عام ‪1367‬هـ‪ ،‬والتي تعتبر متكاملة من ناحية‬
‫الشكل (ظهر فيها جدوال اإليرادات (‪ 214،5‬مليون لاير)والنفقات‪214،5( d‬‬
‫مليون لاير))‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التطور التاريخي لنظام الموازنة العامة في المملكة‪d:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫(‪ )1‬أنشئت إدارة المالية العامة سنة ‪1344‬هـ‪ ،‬ثم تحولت إلى مديرية‬
‫المالية العامة سنة ‪1346‬هـ‪ ،‬ثم إلى وكالة المالية العامة سنة ‪1347‬هـ‪،‬‬
‫وفي سنة ‪1351‬هـ صدر نظام المالية وتحولت الوكالة إلى وزارة المالية‬
‫( الوزارة مسئولة عن تنظيم أموال الدولة وجبايتها‪ ،‬وتأمين طرق‬
‫وارداتها ومصروفاتها)‪.‬‬
‫(‪ )2‬بعد أنشاء أول مجلس للوزراء سنة ‪1373‬هـ‪ ،‬أصبحت كل وزارة‬
‫تقوم بكافة أعمال الصرف في حدود اإلعتمادات المدرجة في ميزانيتها‪.‬‬
‫وأصبحت الميزانية تبدأ مع بداية السنة الهجرية وتنتهي بنهاية شهر ذي‬
‫الحجة‪.‬‬
‫(‪ )3‬في سنة ‪1377‬هـ حدثت أزمة مالية واقتصادية نتيجة لعدم وجود‬
‫رقابة مالية فعالة على إيرادات الدولة ونفقاتها‪ .‬ووفقا لتوصيات لجنة‬
‫خبراء صندوق النقد الدولي حدثت عدة إصالحات مالية‪ ،‬منها إعداد‬
‫ميزانية سنوية للدولة تتم الموافقة عليها سنويا من قبل مجلس الوزراء‬
‫وجاللة الملك‪ ،‬وتقوية الرقابة على الصرف واالقتراض‪ .‬وتم إنشاء‬
‫مديرية الميزانية العامة بموجب قرار من وزير المالية واالقتصاد‬
‫الوطني‪.‬‬
‫(‪ )4‬في عام ‪1383‬هـ وقعت حكومة المملكة اتفاقية مع مؤسسة فورد‬
‫األمريكية لتنفيذ برنامج لإلصالح اإلداري في المملكة‪ ،‬وتضمن‬
‫البرنامج موضوع تحسين اإلدارة المالية‪ .‬وفي عام ‪1385‬هـ قدمت‬
‫مؤسسة فورد تقريرا تضمن توصيات بإجراءات الميزانية والمحاسبة‪،‬‬
‫منها تصنيف أبواب الميزانية إلى أربعة أبواب (الرواتب والعالوات‪،‬‬
‫المصروفات العامة‪ ،‬اإلعتمادات الخاصة‪ ،‬المشاريع العامة)‪ .‬وتم‬
‫تطبيقها في ميزانية ‪1385/1386‬هـ‪ .‬وفي عام ‪1391‬هـ تم محاولة ربط‬
‫الميزانية العامة بخطة التنمية‪.‬‬
‫(‪ )5‬في عام ‪1406‬هـ صدر قرار مجلس الوزراء بتأجيل إصدار‬
‫الميزانية (قاعدة الميزانية اإلثنا عشرية لمدة عشرة شهور) بسبب‬
‫انخفاض إيرادات البترول‪ .‬وبعد ذلك أصبحت السنة المالية تبدأ من‬
‫األول من برج الجدي وتنتهي في آخر برج القوس من كل عام‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ :‬ملخص الفصل الثاني (قواعد الموازنة العامة)‪:‬‬

‫تم وضع معظم قواعد الموازنة العامة خالل القرن التاسع عشر الميالدي‪ ،‬عندما‬
‫كانت مالية الدولة محدودة‪ ،‬وكان الخروج على هذه القواعد‪ ،‬وعدم التقيد بها‪ ،‬يعتبر‬
‫تقصيرا من قبل الحكومة‪ .‬إال أن األمور تغيرت منذ الحرب العالمية األولى‪ ،‬فقد‬
‫زادت وظائف الدولة ‪ ،‬وأتسع نشاطها ‪ ،‬وأصبحت تتدخل لتؤثر على الحياة‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ولتعالج آثار األزمات االقتصادية‪ ،‬والحروب‪ ،‬ولتحقيق‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مما استدعى إعادة النظر في تلك القواعد‪ .‬وهناك‬
‫من المفكرين من يرى ضرورة التخلص من هذه القواعد (بعد تغير دور الدولة في‬
‫الحياة االقتصادية‪ ،‬واتساع نطاق وظائفها)‪ ،‬ومنهم من يرى أن هذه القواعد ال تخلو‬
‫من الفوائد‪ ،‬وأن من األفضل تطويرها‪ ،‬وتحديد االستثناءات التي أُدخلت عليها‪ ،‬وهو‬
‫الرأي السائد في الوقت الحاضر‪ .‬وهذه القواعد هي‪:‬‬
‫‪ .1‬قاعدة سنوية الموازنة العامة‪:‬‬
‫وهي أن تكون المدة التي توضع لها الميزانية العامة لسنة من الزمن‪ ،‬وأن تكون‬
‫موافقة السلطة التشريعية عليها سنويا (العتبارات مالية‪ ،‬وإدارية‪ ،‬وسياسية)‪.‬‬
‫‪ .1‬االعتبارات المالية‪ :‬من الصعب تقدير النفقات واإليرادات في حالة كانت‬
‫الموازنة لمدة أطول من سنة‪ ،‬سنتين أو ثالث سنوات أو أكثر‪ ،‬بسبب التغيرات‪ d‬أو‬
‫الظروف غير المتوقعة‪ ،‬مثل التغير في األسعار أو على اقتصاد البالد بشكل عام‪.‬‬
‫وكذلك الحال لو كانت المدة أقل من سنة‪ ،‬لشهرين أو ثالثة أو ستة أشهر‪ ،‬فهذا‬
‫يؤدي إلى تفاوت اإليرادات والنفقات‪ ،‬فالسنة مكونه من فصول ولكل فصل‬
‫إيراداته المتنوعة والمتفاوتة‪ .‬ولغرض إيجاد توازن بين النفقات واإليرادات فقد‬
‫رؤي أن تعد الموازنة العامة لمدة سنة كاملة‪ ،‬تتضمن الفصول األربعة ومواردها‬
‫الموسمية‪.‬‬
‫‪ .2‬االعتبارات اإلدارية‪ :‬عملية إعداد الموازنة العامة من قبل السلطة التنفيذية‬
‫والموافقة عليها من قبل السلطة التشريعية تأخذ وقتا طويال‪ ،‬من أربعة إلى ستة‬
‫شهور‪ ،‬وأطول من ذلك‪ .‬ولو كانت الموازنة أقل من سنة سيؤدي إلى إشغال‬
‫السلطة التنفيذية بصورة مستمرة في عمليات اإلعداد‪ .‬ولو كانت أطول من سنة‬
‫فإن التقديرات ال تكون دقيقة وبعيدة عن الواقع‪.‬‬
‫‪ .3‬االعتبارات السياسية‪ :‬لو كانت الموازنة العامة أطول من سنة فإن الرقابة عليها‬
‫من قبل السلطة التشريعية تكون ضعيفة وغير مجدية‪ ،‬ولو كانت مدتها أقصر من‬
‫سنة فإن الرقابة تصبح شديدة ومرهقة وتؤدي إلى تعطيل إنجاز األعمال‪.‬‬
‫هناك اتفاق بين معظم دول العالم على أن تكون مدة الموازنة العامة سنة‪ ،‬لكن‬
‫االختالف بشأن تحديد بداية السنة المالية ونهايتها‪ ،‬وتختار كل دولة التوقيت الذي‬
‫يناسب أوضاعها من النواحي االقتصادية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬واالجتماعية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ .2‬استثناءات قاعدة سنوية الموازنة العامة‪:‬‬
‫‪ .1‬الموازنات واالعتمادات ألقل من سنة‪:‬‬
‫الموازنة االثنا عشرية‪ :‬وهي الموازنة التي تحضر لمدة شهر واحد‬ ‫(‪)1‬‬
‫(جزء من اثنتي عشر جزءا (‪ )1/12‬من السنة)‪ .‬وذك في حالة تأخر‬
‫تصديق السلطة التشريعية على الموازنة العامة في موعدها المحدد‪ ،‬بسبب‬
‫ظروف اقتصادية وسياسية غير عادية تواجه البالد‪ ،‬أو لتأخير السلطة‬
‫التنفيذية في تحضير الموازنة‪.‬‬
‫الموازنة لبضعة أشهر‪ :‬وتشمل على جميع بنود النفقات في الموازنات‬ ‫(‪)2‬‬
‫العادية‪ ،‬ويحدث ذلك بسبب ظروف اقتصادية وسياسية معينة وصعبة تمر‬
‫بها البالد‪ ،‬أو عند تغيير موعد بداية ونهاية السنة المالية فيها‪.‬‬
‫االعتمادات اإلضافية‪ :‬قد يحدث أثناء السنة المالية أن االعتمادات‬ ‫(‪)3‬‬
‫المالية لبند من البنود أو لنوع من اإلنفاق غير كافية‪ ،‬فيظهر عجز واضح‬
‫على هذا البند‪ ،‬ولتغطية العجز في هذا البند وبنود أخرى‪ ،‬فيُلجأ إلى إضافة‬
‫اعتمادات جديدة إلى االعتمادات السابقة‪ ،‬وتسمى باالعتمادات التكميلية‪.‬‬
‫وهناك االعتمادات االستثنائية نتيجة ظروف طارئة أو حاجات جديدة‬
‫تستدعي إنفاق بعض األموال والتي لم تخصص لها اعتمادات في الموازنة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬الموازنات واالعتمادات ألطول من سنة‪:‬‬
‫الموازنات لسنتين أو أكثر‪ :‬لمواجهة اقتصادية وسياسية معينة‬ ‫(‪)1‬‬
‫( بنما لمدة سنتين عام ‪1935‬م‪ ،‬والسويد خمس سنوات ‪1973‬م)‪.‬‬
‫اعتمادات البرامج‪ d:‬تقوم الحكومات بتنفيذ مشاريع إنمائية كبيرة‬ ‫(‪)2‬‬
‫يحتاج تنفيذها إلى عدد من السنوات (بناء السدود والمطارات والموانئ ‪..‬‬
‫وغيره)‪ ،‬لذلك تؤخذ الموافقة بصورة مبدئية ثم بالتعهد بتمويلها حسب خطة‬
‫تمويل مقترحة‪ ،‬يتم فيها رصد االعتمادات سنة بعد سنة‪ ،‬إلى حين انتهاء‬
‫البرامج أو المشاريع الموافق على تنفيذها‪.‬‬
‫االعتمادات الثابتة (الدائمة)‪ :‬هي االعتمادات التي تجيزها‬ ‫(‪)3‬‬
‫السلطة التشريعية لعدة سنوات (لمدة طويلة)‪ ،‬وتبقى أرقامها ثابتة بدون‬
‫تغييرات خالل تلك المدة‪ ،‬وال تعرض سنويا على السلطة التشريعية‬
‫إلجازتها‪.‬‬
‫‪ .3‬قاعدة الشمول (عمومية الموازنة)‪:‬‬
‫تقتضي أن يُدون في وثيقة الموازنة العامة جميع إيرادات الدولة أيا كان مصدرها‪،‬‬
‫وجميع نفقاتها مهما كانت أنواعها (ال تسمح بخصم نفقات وزارة أو مصلحة من‬
‫إيراداتها)‪.‬‬
‫‪ .1‬مزايا قاعدة الشمول‪:‬‬
‫تسهيل عملية مراقبة السلطة التشريعية على اإليرادات والنفقات‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫تبين األوضاع المالية على حقيقتها (كل باب من أبواب اإليرادات‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫تكاليف كل نوع من أنواع النفقات)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫تساعد على التقليل من اإلسراف والتبذير‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ .2‬عيوب قاعدة الشمول‪:‬‬
‫تلزم كل وزارة أو مصلحة بالتقيد في جداول اإليرادات والنفقات‬ ‫(‪)1‬‬
‫(تفاصيل كثيرة قد ال تكون لها قيمة كبيرة أو أهمية تذكر)‪.‬‬
‫ال تشجع المصالح والمرافق على بذل الجهد والعمل على زيادة‬ ‫(‪)2‬‬
‫اإليرادات‪.‬‬
‫‪ .4‬استثناءات قاعدة الشمول‪:‬‬
‫‪ .1‬الموازنات المستقلة‪ :‬هي موازنات المؤسسات العامة (شخصية معنوية‬
‫اعتبارية) تمنحها الدولة نوعا من االستقالل إداريا وماليا (الن إيراداتها ونفقاتها‬
‫ال تتقيد بالتفصيل في الموازنة العامة للدولة)‪.‬‬
‫‪ .2‬الموازنات الملحقة‪ :‬هي موازنات بعض المؤسسات العامة التي تغلب عليها‬
‫الصبغة التجارية أو الصناعية أو االجتماعية أو التعليمية‪ ،‬وتمنحها الدولة‬
‫االستقالل المالي (ال تتمتع بالشخصية االعتبارية)‪ ،‬وتظهر كأجزاء ملحقة بوثيقة‬
‫الموازنة العامة للدولة (موازنة معهد اإلدارة العامة‪ ،‬موازنة جامعة الملك سعود‪،‬‬
‫موازنة المؤسسة العامة لخطوط السعودية‪ ..‬وغيرها)‪.‬‬
‫‪ .3‬بقايا قاعدة الناتج الصافي‪ :‬مثل مقدار اإلعفاء الجزئي من دفع الضرائب‬
‫(للتشجيع عل تسديد الضرائب) يخصم من القيمة اإلجمالية للضريبة‪ ،‬ويسجل‬
‫المبلغ الصافي في جداول اإليرادات‪ ،‬ويدخل ضمن هذا االستثناء تعويضات‬
‫القناصل الفخريين‪.‬‬
‫‪ .5‬قاعدة وحدة الموازنة‪:‬‬
‫تعني تدرج جميع إيرادات الدولة ونفقاتها في موازنة واحدة‪ ،‬وتظهر في وثيقة واحدة‬
‫(مجلد واحد)‪ ،‬ويكون جدولي اإليرادات والنفقات منفصلين وغير متداخلين‪ .‬ومن‬
‫مزايا قاعدة الوحدة ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬عرض الموازنة العامة للدولة بشكل واضح وبسيط‪ ،‬يجعل من السهولة التعرف‬
‫على المركز المالي لها‪.‬‬
‫‪ .2‬تساعد السلطة التشريعية في ممارسة رقابتها على الموازنة‪ ،‬وأعمال السلطة‬
‫التنفيذية بشكل فعال‪.‬‬
‫‪ .6‬استثناءات قاعدة الوحدة‪:‬‬
‫‪ .1‬الموازنات غير العادية‪ :‬وتتضمن النفقات غير العادية (تتصف بعدم التكرار‪،‬‬
‫وتشمل المشاريع اإلنمائية الكبيرة‪ ،‬ونفقات الحروب الطارئة)‪ ،‬واإليرادات غير‬
‫العادية (وهي غير المتكررة‪ ،‬كالقروض‪ ،‬واإلعانات الخارجية‪ ،‬واإلصدار النقدي‬
‫الجديد)‪.‬‬
‫‪ .2‬الموازنات المستقلة‪.‬‬
‫‪ .3‬الموازنات الملحقة‪.‬‬
‫‪ .7‬قاعدة عدم تخصيص اإليرادات‪:‬‬
‫تعني أال يخصص إيراد معين لتغطية نوع معين من النفقات (جميع اإليرادات تجمع‬
‫وتقابل بمجموع النفقات العامة‪.‬ومن مزايا قاعدة عدم التخصيص ما يلي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .1‬تحقيق المساواة بين جميع النفقات العامة‪.‬‬
‫‪ .2‬تساعد الحكومة على توزيع اإليرادات على وجوه اإلنفاق المتنوعة حسب مبدأ‬
‫األولوية في اإلنفاق‪.‬‬
‫‪ .8‬استثناءات قاعدة عدم التخصيص‪:‬‬
‫‪ .1‬تخصيص بعض القروض لإلنفاق على مشاريع معينة‪.‬‬
‫‪ .2‬تخصيص بعض اإليرادات لتسديد الدين العام‪.‬‬
‫‪ .3‬تخصيص بعض اإليرادات لمؤسسات عامة ذات شخصية معنوية‪.‬‬
‫‪ .4‬التخصيص ألغراض اقتصادية ‪.‬‬
‫‪ .5‬تخصيص أموال الهبات والوصايا لغايات معينة‪.‬‬

‫‪10‬‬

You might also like