Professional Documents
Culture Documents
تجربة النمور الاسيوية
تجربة النمور الاسيوية
الباحث
Abstract
قدمت اقتصاديات جنوب شرق اسيا عالية االداء HPAESنموذج تنموي قائم على التصدير ،ونظ11را
لالداء والنتائج المبهرة فقد استخدم البحث هذه التجربة كمعيار مرجعي 1الثبات او نفى امكاني11ة تك11رار
ه11ذه التجرب11ة ب11التطبيق 1على تجرب11تي المكس11يك والص11ين .ومن اج11ل تحقي11ق ه11دف البحث فق11د تم
اس11تعراض االط11ار النظ11ري 1للعالق11ة بين التج11ارة الخارجي11ة والنم11و االقتص11ادي ،ثم اس11تعراض اداء
التجربة التنموية HPAESوتفسيراتها من اجل استخالص اربعة متغ11يرات تس11تخدم كمعي11ار لتحدي11د
مدى اقترابها او ابتعادها عن تجربتي المكسيك والصين .وق11د خلص البحث الى ان التجرب11ة الص11ينية
اقرب نسبيا من تجربة المكسيك لنموذج HPAESالتنموي 1ومخرجاته .فالتجرب11ة الص11ينية ق11د حققت
معدالت نمو مرتفعة اعتمادا على الصادرات مص1حوب بت11دخل حك1ومي فع11ال ونس1بة مرتفع1ة للس1لع
المصنعة الى اجمالي الصادرات 1وهو ما يعد استنساخ نسبي لنموذج .HPAES
1
مقدمة
حققت اقتصادات 1ش1رق اس11يا عالي1ة االداء ،HPAESوهي الياب11ان ،النم1ور االس11يوية (ه11ونج ك11ونج
وت11ايوان وكوري 1ا 1الجنوبي11ة وس11نغافورة) باالض11افة الى االقتص11ادات الثالث11ة حديث11ة التص11نيع (تايلن11د
وماليزيا 1واندونيسيا) 1نموا اقتصاديا ينظر اليه على انه معجزة طبقا لدراسة صادرة عن البن11ك ال11دولي
في 1993بعنوان "معجزة شرق اسيا ،النمو االقتصادي والسياسات العامة" .فتجربة HPAESتؤكد
على الص11لة الوثيق11ة بين التج11ارة الدولي11ة من جه11ة والتنمي11ة االقتص11ادية من جه11ة اخ11رى .وكي11ف تم
استخدام استراتيجة النمو القائمة على التصديرمن اجل تحقيق نمو اقتصادي قياسي 1وتح11والت هيكلي11ة
في اقتصاديات تلك الدول في فترة زمنية ال تتجاوز 1ثالثة عقود.
ومن وجهة نظر البعض فان تلك التجربة يمكن ان تستنسخ في اماكن اخ11رى من الع11الم الح11داث نفس
االثر المذهل للنمو االقتص11ادي ،بينم11ا ي11رى اخ11رون ان مث11ل تل11ك التج11ارب ال يمكن محاكاته11ا نظ11را
لتوافر عدد من العوامل الموضوعية سواء االقتصادية اوالتاريخية او السياسية والتي ال تت11وافر 1ل11دى
دول اخرى تمكنهم 1من استنساخ التجربة.
ومن العوامل التي تدعم وجهة النظر االخيرة ه11و ان كث11ير من الب11احثين يتن11اولون التج11ارب التنموي11ة
المعتمدة على التصدير 1مثل كوريا الجنوبية او غيرها منزوع11ة عن س11ياقها 1الت11اريخي 1مم11ا يرس11خ من
فك11رة "المعج11زة" وبالت11الي ي11ترك انطباع11ا ب11ان مث11ل ه11ذه التج11ارب غ11ير قابل11ة للتك11رار 1.بينم11ا تع11ود
استراتيجيات النمو الموجه11ة نح11و التص11دير إلى الخمس11ينيات 1والس11تينيات من الق11رن الماض11ي بري11ادة
اليابان والمانيا الغربية .ثم بين عامي 1970و ، 1984ابتعدت "النمور" 1عن التوجه نح11و االس11تيراد
وحماية السوق 1المحلية واختارت التوجه نحو التص11دير (جمهوري11ة كوري11ا وهون11غ كون11غ وس11نغافورة
وت1ايوان) .وح1ذت ح11ذوهم مجموع1ة أخ1رى من ال1دول في المنطق1ة ولكن بالفع11ل بدرج11ة مختلف1ة من
النجاح (ماليزيا ،تايالند ،من ناحية ،والفلبين وإندونيسيا من ناحية أخرى) .وحديثا نجد تجارب دول
اخرى من امريكا 1الالتنية وجنوب اسيا وكذلك 1شرق اوروبا.
وبالتالي فان استراتيجية النمو الموجهة نحو التصدير تطورت 1ونمت عبر اجي11ال متعاقب11ة مم11ا يجعلن11ا
نركن – ولو نظريا -الى امكانية استنساخ التجربة مرة اخرى.
وبناء عليه ،يوظف 1هذا البحث تجربة HPAESكمؤشر 1معياري لالجابة على اش1كالية م1دى امكاني1ة
تك11رار تج11ربتهم 1التنموي11ة تطبيق11ا على تجرب11تي 1المكس11يك والص11ين .ومن اج11ل ذل11ك ،يع11رض البحث
لالط11ار النظ11ري لعالق11ة التنمي11ة االقتص11ادية بالتج11ارة الخارجي11ة ،ثم اس11تعراض الهم مالمح اداء
HPAESوالتفس11يرات المختلف11ة له11ذا االداء .بع11د ذل11ك ،تم اس11تخالص اربع11ة متغ11يرات من تجرب11ة
HPAESيمكن من خاللهم قياس مدى التشابة بين تجربتهم وتجربة كال من المكسيك والصين.
2
االطار النظري
يظهر االرتباط بين التجارة الخارجية والتنمية االقتصادية بش1كل ص1ريح تما ًم1ا في عم1ل المركنتل1يين
في القرن السادس عشر ،وطبقا لهم فان التنمية االقتصادية تعني زيادة الثروة او على وجه الدقة زيادة
مخزون المعادن الثمين11ة ال11تي تمتلكه11ا الدول11ة .ووفقً11ا له11ذا الفهم ،يعتق11دون أن التج11ارة الخارجي11ة هي
السبيل الوحيد لزيادة الثروة ،من خالل ان تكوين فائض في ميزان المدفوعات.
تجاو ًزا للمفهوم المركنتلي 1الضيق حول الثروة وتوسيع التحليل في مجال اإلنتاج ،يمكن اقامة الراب11ط
بين التنمي11ة االقتص11ادية بالتج11ارة الخارجي11ة من خالل ارث مؤسس11و المدرس11ة الكالس11يكة رغم ع11دم
نصهم على ذلك صراحة .فوفقا لنموذج ادم سميث تصريف 1الفائض ،فإن تصريف الفائض من الق1درة
إالنتاجية نتيجة للفروق 1في التكلفة المطلقة على اساس التقسيم ال1دولي للعم1ل ي1ؤدي 1الى زي1ادة "ث1روة
األمم" .يكون ذلك في شكل صادرات والتي كانت لوال ذلك بدون اس11تخدام .ويف11ترض النم11وذج زي11ادة
الصادرات دون انخفاض اإلنتاج المحلي ،وبالتالي 1فإن التجارة تزيد من مس11توى النش11اط االقتص11ادي
ككل.
بدوره ،يعمق ديفيد ريكاردو 1التحليل حيث ينتقل من الميزة المطلقة الى الميزة النس11بية .فم11ع اف11تراض
ثابت الموارد و التكنولوجيا ، 1تؤثر الصادرات التي تتمتع الدولة فيها بميزة نسبية بش11كل إيج11ابي على
شروط التبادل التجاري مم11ا ي11ؤدي إلى ش11راء ال11واردات بش11روط 1أفض11ل مم11ا ل11و تم إنتاجه11ا محليً11ا ،
وبالتالي يزيد من إجمالي االستهالك.
وبناء على نظرية H-Oطرح Samuelsonنظرية "معادلة سعرعوامل االنتاج" ال11تي تنص على
أنه عندما تتساوى اسعار 1المنتج11ات بين البل11دان بس11بب التج11ارة الح11رة ،ف11إن أس11عار عوام11ل االنت11اج
(رأس المال والعمل) سيتم أيضًا تساويها 1بين البلدان .وتبعا ل11ذلك ،التج11ارة الدولي11ة تق11ود الى مس11توى1
توازني Paretoاعلى عن طريق اعادة تخصيص الموارد بين القطاعات المختلفة .لذلك ،فإن البلدان
التي تنخرط 1في التجارة الدولية بطريقة نموذج H-Oتحس11ن الرفاهي11ة وال11دخل وتغ11ير توزي11ع ال11دخل
عبر البلدان ،من خالل أفضل توزيع 1لعوامل االنتاج بالمقارنة مع االكتفاء الذاتي [ CITATION Spi \l
]1033
تفترض النظرية "معادلة سعرعوامل االنت11اج" وج11ود جرك11ة كامل11ة لعوام11ل االنت11اج فبن11اء على ذل11ك
تفترض مرونة االجور مثال وانها تتغير 1في المدى القصير وهو ما يتعارض مع الواقع .واخ11يرا ف11ان
نموذج H-Oيغفل عوامل تتدخل في تحديد الميزة النسبية بجانب الوفرة النسبية لعوامل االنتاج مث11ل
3
العوامل القطاعية والتكنولوجيا 1القائم11ة ؛ جم11ود س11وق العم11ل ومؤسس11اته ومس11توى مه11ارات عنص11ر
العمل السائدة ؛ ومدى تجانس دالة االنتاج ومدى 1القدرة على اكنساب التكنولوجيا الجديدة.
تشير Joan Robinson’sطبقا [ ]CITATION Tho11 \l 3073الى ان البلدان التي تحاول التصدير1
كطريقة للخروج من نقص الطلب وهو الذي يؤثر 1بالسلب على جيرانها بشكل ضمني من خالل سرقة
الطلب والعمالة .ب11التطبيق اس11تراتيجية التوجه11ه نح11و التص11دير ،يش11ير نق11د روبنس11ون الى ان ال11دول
المصدرة النامية قد تعاني من اثر المزاحمة وبالتالي 1يلغي اثر صادرات بعضها البعض.
واخيرا ،فان النمو القائم على التصدير 1يعزز الهياك11ل االقتص11ادية ال11تي تحق11ق نمً 1وا منخفض الج11ودة.
فعلى الصعيد الدولي ،يعزز النمو القائم على التصدير السباق 1إلى القاع حيث تحاول البل11دان اكتس11اب
ميزة تنافسية ب11أي وس11يلة .وينتج عن ذل11ك قم11ع األج11ور ،وتجاه11ل مع11ايير 1العم11ل والبيئ11ة ،وتجاه11ل
ظروف 1العمل ،وضعف التنظيم بهدف إرضاء رأس المال [ . ]CITATION Tho11 \l 3073
4
8102 0691- متوسط معدل نمو ا3لناتج 3ا3لمحلي ا3الجمالي للفرد متوسط معدل نمو ا3لنا3تج 3ا3لمحلي ا3الجمالي
8102-0691
acirfA narahaS-buS 7.0
acirfA narahaS-buS 5.3
acirfA htroN & tsaE elddiM 8.1
acirfA htroN & tsaE elddiM 3.4
aisA htuoS 1.3
aisA htuoS 1.5
naebbiraC & aciremA ni taL 7.1
naebbiraC & aciremA ni taL 6.3
aera oruE 4.2
aera oruE 8.2
aciremA htroN 0.2
aciremA htroN 1.3
ci ifcaP & aisA tsaE 7.3 ci ifcaP & aisA tsaE 1.5
dlroW 9.1 dlroW 5.3
SEAPH 3.4 SEAPH 0.6
0 1 2 3 4 5 6
المصدر :البنك الدولي
وبمقارنة معدل نمو الناتج المحلي االجم11الي خالل الف11ترة من 1960الى ، 2018نج11د ان HPAES
حققت معدل متوسط %6متفوقة بذلك على مناطق مثل امريكا الجنوبي11ة واوروب1ا 1وامريك11ا الش11مالية.
ويتضح مدى االنجاز 1عندما نقارنة بمتوسط معل النمو العالمي البالغ %3.6خالل نفس الفترة .كذلك،
وخالل نفس الف11ترة نج11د ان متوس11ط مع11ل نم11و الن11اتج االجم11الي المحلي للف11رد بل11غ %4.3مقارن11ة
بالمتوسط 1العالمي وهو .%1.9
متوسط نسبة ا3لسلع 3ا3لصناعية ا3لى 3ا3جمالي ا3لصادرا3ت متوسط نسبة ا3لصادرا3ت ا3لى 3ا3لنا3تج 3ا3لمحلي ا3الجمالي
8102-0691 8102-0691
acirfA narahaS-buS 3.12 acirfA narahaS-buS 8.42
htroN & tsaE elddiM acirfA
6.71htroN & tsaE elddiM 9.73
aisA htuoS 9.26 aisA htuoS 2.11
biraC & aciremA ni taL naebbiraC6.33& aciremA ni taL 3.61
aera oruE 7.67 aera oruE 7.03
aciremA htroN 0.66 aciremA htroN 5.11
ci ifcaP & aisA tsaE ci ifcaP
3.87& aisA tsaE 9.32
dlroW 0.56 dlroW 5.22
SEAPH 2.46 SEAPH 3.76
0.0 0.02 0.04 0.06 0.08 0.00.010.020.030.040.050.060.07
المصدر :البنك الدولي
احد المؤشرات الدالة على مدى مركزي11ة الص11ادرات بالنس11بة لمكون11ات GDPفي تجرب11ة HPAES
نجد ان متوسط 1نسبة الصادرات الى GDPتقدر %67.3وهي ب1ذلك متفوق1ة بش1كل كب1ير على ب1اقي
مناطق العالم مثل اوروبا 1وامريكا الشمالية تقدر %30.7و %11.5على الترتيب خالل نفس الفترة.
اما متوسط 1العالم يقدر %22.5خالل نفس الفترة.
اما متوسط 1نسبة السلع الصناعية الى اجمالي الصادرات HPAES 1يق11در %64.2خالل نفس الف11ترة
وهو اقل من متوسط 1جنوب ش11رق اس1يا واوروب1ا 1وامريك1ا 1الش1مالية والع1الم حيث يق11در بـ %78.3و
5
%76.7و %66و %65على الترتيب خالل نفس الفترة .وقد يعزى ذل11ك الى انخف11اض نس11بة الس11لع
المص11نعة الى اجم11الي الص11ادرات في الف11ترة االولى للتنمي11ة االقتص11ادية حيث بلغت %52.5خالل
الفترة 1990-1960وترتفع هذه النسبة الى %76.3خالل الفترة 2018-1991
التفسير النيوكالسيكي
يؤكد على ان التجارة الحرة مستندة على االقتصاد الكلي الجيد يفسران نجاح التجربة .فالنمو 1الم11دفوع
بالتصدير 1هو دليل على االلتزام بحرية التجارة .في حقيق11ة االم11ر انهم ق11اموا بالتص11دير النهم ادرك11وا
الماكس11ب من التخص11ص وتعزي11ز الميزاي11ا النس11بية (العمال11ة الوف11يرة) له11ذه االقتص11اديات 1بن11اء على
تخصيص الموارد من خالل اليات السوق .إن التغيير الهيكلي ال1ذي ح1دث في ه11ذه االقتص1ادات 1ن1اتج
عن الماكس11ب من االنفت11اح على التج11ارة الخارجي11ة واالس11تثمار 1ال11ذي ادى الى ت11وافر 1رأس الم11ال
والحصول على القدرات التكنولوجية واالدارية.
دراسة البنك الدولي "معجرة شرق 1اس11يا" ( )1993تمث11ل وجه11ة نظ11ر الج11انب النيوكالس11يكي .فطبق11ا
للدراسة ،يمكن تفس1ير نج1اح "النم1ور" 1بم1زيج من "األساس1يات" 1النيوكالس1يكية والت1دخل الح1ذر من
جانب الدولة لتصحيح فشل السوق .أهم العوامل المشتركة التي ساهمت في نجاح شرق آسيا:
ح11افظت ك11ل دول11ة على األساس11يات بص11ورة ص11حيحة .وه11ذا يع11ني أن11ه تم الحف11اظ على المؤش11رات
الس11عرية من اج11ل التخلص من الفج11وات بين الع11رض والطلب ؛ وتم فتح الس11وق أم11ام التكنولوجي11ا
ورأس المال األجنبي ؛ ونظم مالية آمنة ومستقرة كما ان تركز االستثمار 1العام بشكل كبير على توفير
وتحسين رأس المال البشري 1والبنية التحتية .
تجنبت كل دولة السياسات المض11ادة للتص11دير 1حيث تح11ركت بعي11دا عن اس11تراتيجية احالل ال11واردات
لصالح استراتيجية معتمدة على الصادرات 1والتي بدورها ادت الى زيادة المنافس1ة ومن ثم تحس1ين في
الكفاءة في اطار سياسات كلية متوازنة ومستقرة.
تدخلت الدولة لمعالجة فش11ل الس11وق ، 1وليس الس11تبدال الس11وق .تم التعام11ل م11ع مش11اكل ع11دم التنس11يق
والمعلومات غير الكاملة من خالل نظام يقوم على اعتبارات الكفاءة (مس11ابقات الكف11اءة) contests
بحيث يجمع كال من المنافسة ومن11افع 1التع11اون بين الش11ركات وبين الحكوم11ة والقط11اع الخ11اص ،ال11تي
كانت األداة االنتقائية في شرق آسيا لتبادل المعلومات وتنس11يق 1االس11تثمار 1وتش11جيع 1الس11لوك التع11اوني
القائم على عالقة طويلة األمد بين المشاركين في المس1ابقة .كم1ا تم اس1تخدام المس1ابقات لتق1ديم أنظم1ة
مكافآت قائمة على األداء تتعلق بأداء الصادرات.
كانت كل دولة قادرة على تطوير 1إدارة تكنوقراطية معزولة عن الضغط والتدخل السياس11ي .تص11رفت1
هذه اإلدارة بالتنسيق مع األسواق واألعمال وتغلبت على فشل االسواق.
تلعب الحكومة دو ًرا 1تنسيقيًا ولكن بالتواصل الفعال المستمر ومحاولة فهم القيود التي يواجهها القط11اع
الخاص وكيفية تخفيفها وعدم محاولة إدارة الصناعة.
6
government playing a coordinating role but with ongoing effective
communication and an attempt to understand the constraints faced by the
private sector and how to relax them, and not trying to manage the industry.
في كل بلد ،تمت مش1اركة فوائ11د النم11و االقتص11ادي على نط1اق 1واس1ع وتم تجنب التف11اوت النم11وذجي
المرتبط بالنمو السريع .وقد عزز ذلك االس11تقرار السياس11ي واالقتص11ادي 1وع1زز االل11تزام االجتم1اعي
بهدف متابعة النمو السريع .يرجع توزيع الدخل األكثر مساواة إلى :استقرار االقتصاد 1الكلي ،والنمو
الصناعات كثيفة العمالة الموجهة نحو التصدير ، 1واالستثمار 1المكثف في التعليم.
ويخلص التقرير الى انه بالرغم من على أن تدخل الدولة الحذر أدى إلى تسهيل عمليات السوق 1اال أنه
ال يوجد دليل على أن هذه السياسات النشطة وأشكال التدخل قد أح11دثت أي ف11رق في عم11ل االقتص11اد1.
فالهيكل الصناعي الذي تم تطويره يتوافق 1مع النموذج النيوكالسيكي 1من حيث انه على المدى الطوي11ل
سيؤدي االستخدام 1المكثف لوفرة عوامل االنتاج ،إلى جانب التخصص والتج11ارة الدولي11ة ،إلى تح11ول
هيكلي لالقتص1اد بس1بب معادل1ة س1عر عوام1ل االنت1اج .كم1ا ال يب1دو أن الص1ناعات المس1تهدفة تحق1ق
إنتاجية أعلى من إجمالي عوام11ل اإلنت11اج أعلى من الص11ناعات غ11ير المس11تهدفة .وبالت11الي ،يجب أن
تكون السياسات الصناعية النشطة غير ضرورية وبالتالي 1غير فعالة.
في النهاية ،يشدد تقرير البنك على أن تدخل الدول11ة يُفض11ل على آلي11ة الس11وق إذا ،وفق11ط إذا ،ت11دخلت
الدول لمعالجة فشل السوق 1وتسهيل عم11ل آلي11ة الس11وق .يمكن لت11دخل الدول11ة أن يس11اعد األس11واق على
العمل بسالسة أو على التط11ور ،ولكن ال يمكنه11ا أداء مه11ام تخصيص11ية ،نظ1رًا ألن ال11دول موج11ودة
لتصحيح فشل السوق ،وليس الستبدال دور السوق.
يجب مالحظة ان هونج ك11ونج الدول11ة الوحي11دة بين النم11ور 1االس11يوية ال11تي لم تتب11ع سياس11ات ص11ناعية
انتقائية حيث بدأت حملة التصنيع في هونغ كونغ بصادرات 1كثيف11ة العمال11ة من المنس11وجات والمالبس
واأللع11اب الرخيص11ة ،مث11ل معظم "النم11ور" 1.وم11ع ذل11ك ،بع11د ثالث11ة عق11ود ،لم يح11دث تغ11ير هيكلي
صناعي جذري ،في حين طورت سنغافورة وكوريا 1الجنوبية وت1ايوان (ال1تي اتبعت جميعه1ا سياس1ات
ص11ناعية وتكنولوجي11ة انتقائي11ة قوي11ة) هياك11ل ص11ناعية عالي11ة الكف11اءة ومعق11دة للغاي11ة .وذل11ك يثبت ان
سياس11ات الت11دخل االنتق11ائي واالس11تهداف ض11روريان لتعزي11ز التغي11ير الهيكلي وليس بس11بب معادل11ة
اسعارعوامل االنتاج.
[ CITATION تحدى آخرون ( )Akyuz and Gore 1996، Lall 1994، Stiglitz 1996طبقا
، ]Car96 \l 3073حجة البنك القائلة ب11أن السياس1ات الص11ناعية فش1لت في رفع TFP total-factor
productivityللص11ناعات المس11تهدفة أك11ثر من TFPللص11ناعات غ11ير المس11تهدفة .فربم11ا ك11انت
الص1ناعات غ1ير المس11تهدفة هي تل11ك ال11تي تتمت11ع بإمكاني11ة نم11و إنتاجي1ة أعلى وبالت1الي 1ال تحت1اج إلى
استهداف على اإلطالق .كما انه هناك احتمال انه اذا لم يتم استهداف 1الص11ناعات لم تكن للتتط11ورعلى1
اإلطالق في غياب االستهداف 1.باالضافة الى انه ربما ساهمت صناعات مختارة ،عادةً ما يك11ون له11ا
تأثيرات غير مباشرة ،في تحقيق مكاسب إنتاجية في صناعات غير مختارة.
7
ويشير المصدر 1السابق الى ان هناك عدد من االقتص11اديين ( Amsden 1994و Chang 1، 1989
)Wade 1990 ،Lall 1996 and 1994 ،1994قد تحدوا استنتاج البنك الدولي بان االبتعاد عن
سياسة احالل الواردات لصالح السياسات الموجهة للتصدير 1كان كان محوريا 1في نجاح تجربة النمور
االسيوية .أوالً ،في ك11ل دول ش11رق آس11يا (باس11تثناء س11نغافورة وه11ونج ك11ونج) ،ك11ان هن11اك ارتب11اط
إيجابي كبير بين احالل الواردات وأداء الصادرات العالي .فعلى سبيل المث11ال ،اتبعت ت11ايوان وكوري1ا1
سياسات احالل الواردات بقوة وعلى نطاق واسع.
ثانيًا ،ما يميز "النمور" عن النظريات والممارسات السابقة هو أنه تم فهم سياسة احالل الواردات في
شرق آسيا على أنها خط11وة نح11و المنافس11ة وتعزي11ز الص11ادرات ،وليس نح11و هيك11ل ص11ناعي مس11تقل
لالكتفاء الذاتي .وبعبارة أخرى ،لم يكن استبدال الواردات موجهاً 1نحو الداخل .ونتيجة ل11ذلك ،تم منح
الحماية واإلعانات بشروط انتقائية للغاية ،لفترات زمني11ة مح11دودة ،وبش11رط 1أن الش11ركات المخت11ارة
يجب أن تتعلم وتصبح قادرة على المنافسة في أقصر فترة ممكنة.
عالوة على ذلك ،تجنبت شرق آسيا المراحل المتعاقب11ة والمس11تمرة من تعمي11ق الهيك11ل الص11ناعي من
خالل سياسة احالل الواردات .بدالً من ذلك ،اتبعت سياسات التوجهه نحو التص11دير بع11د ك11ل مرحل11ة
من مراحل احالل الواردات ،بحيث يتعين على الشركات أن تصبح قادرة على المنافس11ة وتس11تفيد من
اقتصادات الحجم الكبير ،ويمكن أن تطور من خبرته 1ا 1اإلداري11ة والتكنولوجي11ة ،ويمكن لالقتص11اد أن
يحشد الموارد االقتص11ادية (مث11ل العمالت األجنبي11ة و الم11دخرات) لمرحل11ة جدي11دة من تعمي11ق الهيك11ل
الصناعي .واخيرا ،تم استخدام الحماية لدعم الصادرات من خالل اس11تخدام أالرب11اح محلي11ة المرتفع11ة
لتعويض الصادرات الرخيصة ،وكذلك دعم الصادرات 1الموجهه لالسواق المحمي.
العوامل التي على اساسها سيتم مقارنة التجربة التنموية لكل من المكسيك والصين بتجرب11ة HPAES
التنموية:
معدل نمو الناتج المحلي االجمالي حيث تميزت تجربة HPAESبارتفاع معدالت النمو. -1
نسبة مساهمة الصادرات في الناتج المحلي االجمالي -2
نسبة مساهمة الصادرات الصناعية بالنسبة الى اجمالي الصادرات -3
دور الدولة في عملية التنمية والذي يتراوح م11ا بين ح11د ادنى لدورالدول11ة انطالق11ا من التوج11ه -4
النيوكالسيكي 1الى دور ايجابي وفعال 1في عملية التنمية.
وتم اختيار العوامل السابقة بناء على ان تجربة HPAESالتنموي11ة اعتم11دت على ان الص11ادرات 1هي
مصدر النم11و االقتص11ادي المرتف11ع وان التح11ول الهيكلي لتعمي11ق التص11نيع تحق11ق من خالل ص11ادرات
السلع الصناعية .وايضا 1من اهم ما يميز التجربة هو دور الدولة االيج11ابي في معالج11ة فش11ل االس11واق1
وسياسات صناعية انتقائية من اجل احداث التحول الهيكلي في بنية االقتصاد1.
المكسيك
8
انتهجت المكسيك استراتيجية احالل الواردات والتي كانت عمو ًما ناجح11ة .ح11ولت البالد من الزراع11ة
إلى مجتم11ع حض11ري ش11به ص11ناعي .من ع11ام 1940إلى منتص11ف الس11بعينيات ،نم11ا الن11اتج المحلي
اإلجمالي الحقيقي للفرد بمعدل سنوي متوسط قدره .%3كان التصنيع القوة الدافعة لعملية النمو هذه ،
مع نمو الن11اتج س11نويًا بمع11دل 8بالمائ11ة تقريبً11ا م11دعو ًما ب11الطلب المحلي .خالل ه11ذه الف11ترة ،ارتفعت
حصة التصنيع بالناتج المحلي اإلجمالي من 15في المائة إلى 25في المائة .في أواخ1ر 1الس11بعينيات ،
فقد التوس11ع االقتص11ادي ال11زخم ،خاص11ة بس11بب الص11عوبات في اس11تبدال احالل ال11واردات من الس11لع
الرأسمالية عالية التقنية .في المقابل ،زادت واردات السلع الوسيطة والرأسمالية بصورة كبيرة ،مم11ا
تسبب في عجز الميزان التجاري.
نظرًا لهشاشة االقتصاد المكس11يكي خالل الس11بعينات أم11ام الص11دمات الخارجي11ة بس11بب االعتم11اد على
صادرات البترول ،فانهيار 1سوق النفط الدولية في ع11ام ، 1981إلى ج11انب ارتف11اع أس11عار الفائ11دة في
الواليات المتحدة ،أثر بشكل كبير على االقتصاد ،مما تسبب في عجز في الموازنة وعجز في م11وارد
النق11داالجنبي مم11ا انعكس على ازم11ة في م11يزان الم11دفوعات .انهت ه11ذه األح11داث توس11ع المكس11يك
االقتصادي 1لم11دة أربعين عا ًم11ا حيث نف11ذت الحكوم11ة المكس11يكية سلس11لة من اإلص11الحات االقتص11ادية
للتحول عن استراتيجية التنمية التقليدية التي تقودها الدولة ووضع القطاع الخ11اص والس11وق كعناص11ر
محورية لالستثمار والتصنيع 1.وكان التغيير الرئيسي 1في السياسة االقتص11ادية ه11و التح11ول من احالل
الواردات إلى التوجه نحو التصدير1.
وصاحب التوجه للتصدير 1أيضا جهود أكبر في التكامل اإلقليمي .كجزء من سياسة أوسع للخصخصة
وإلغاء القيود والتحري11ر ،انض11مت المكس11يك إلى االتفاقي11ة العام11ة للتعريف11ات والتج11ارة (، 1)GATT
سلف التجارة العالمي11ة منظم11ة (منظم11ة التج11ارة العالمي11ة) ،في ع11ام .1986كم11ا تم تعزي11ز الرواب1ط1
التجارية مع الواليات المتحدة وكندا من خالل العض11وية في اتفاقي11ة التج11ارة الح11رة ألمريك11ا الش11مالية
(نافتا) في عام .1994
ينظر Mereno-Bridوآخرون طبق11ا [ ]CITATION Wai10 \l 1033ك11ان ينظ11ر إلى نافت11ا على أنه11ا
وس11يلة لتحقي11ق ه11دفين .األول وض11ع االقتص11اد 1المكس11يكي على مس11ار نم11و غ11ير تض11خمي م11دفوع
بالصادرات ،مدفوعًا بمبيعات السلع المصنعة إلى الواليات المتحدة بشكل رئيسي .والثاني هو الفرار
من سلسلة األزمات االقتصادية والمالية المتكررة التي مرت بها البالد من منتص1ف الس1بعينيات ح1تى
منتصف التسعينات من خالل ضمان عملية إصالح االقتصاد الكلي.
اجماال ،منذ عام ، 1985تم اتخاذ عدد من المبادرات لتعزيز الصادرات غير النفطي11ة ،مث11ل تخفي11ف
متطلبات استيراد السلع الوسيطة والرأسمالية ،وزي11ادة ف11رص الحص11ول على االئتم11ان للمص11درين ،
وخفض القيود المفروضة على استخدام 1عائدات التصدير .ارتبط تحرير 1التجارة ،الذي توجته اتفاقي11ة
التجارة الحرة ألمريكا 1الشمالية (نافتا) ،بإدخال المكسيك إلى األسواق العالمية وأهميتها المتزاي11دة في
الصادرات غير النفطية ،مما سمح بالتالي لالقتصاد بأن يكون أكثر مرون11ة تج11اه التغ11يرات المحتمل11ة
في األسعار في أسواق النفط الدولية وأقل عرضة للصدمات الخارجية.
9
الصين
قبل الشروع 1في اإلصالحات االقتص11ادية وتحري1ر 1التج11ارة من11ذ اك11ثرمن 40عا ًم11ا ،انتهجت الص11ين
سياسات أبقت االقتصاد ضعيفًا جدًا ،وفي حالة ركود ، 1وخاضً 1عا 1للس11يطرة المركزي11ة ،وغ11ير فع11ال
إلى حد كبير ،ومعزول 1نسبيًا عن االقتصاد 1العالمي .منذ االنفتاح على التجارة الخارجي11ة واالس11تثمار
وتنفيذ إصالحات السوق الحرة في ع1ام ، 1979ك1انت الص1ين من بين أس11رع االقتص1ادات 1نمً 1وا في
العالم ،بمتوسط 1نمو سنوي للناتج المحلي اإلجمالي الحقيقي بمتوسط ٪9.5 1ح11تى ع11ام ، 2018وه11و
معدل وصفه البنك الدولي باعتب1اره "التوس1ع 1األس1رع واالك1ثر اس1تدامة في الت1اريخ من قب1ل اقتص1اد1
كبير ".وم ّكن هذا النمو الصين من مض11اعفة ناتجه11ا المحلي اإلجم11الي بالمتوس1ط 1ك11ل ثم11اني س11نوات
وساعد في انتشال ما يقدر بنحو 800مليون شخص من الفقر .أصبحت الصين أكبر اقتصاد 1في العالم
(على أساس تعادل القوة الشرائية) ،والشركة المصنعة ،وتاجر 1البضائع ،وصاحب احتياطيات 1النقد
األجنبي .وهذا بدوره جعل الصين شري ًكا تجاريًا رئيس1يًا 1للوالي1ات المتح1دة .الص1ين هي أك1بر ش1ريك
تجاري للبضائع األمريكية وأكبر مصدر للواردات وثالث أكبر سوق تصدير 1أمريكي.
وطبقا لتقرير الصعود االقتصادي للصين :التاريخ واالتجاهات والتح11ديات واآلث11ار 1بالنس11بة للوالي11ات
المتحدة الصادرعن الكونجرس االمريكي في ،2019منذ عام ، 1980تضاعف حجم تجارتها تقريبًا
مرة واحدة كل أربع سنوات .ففي عام ، 1990احتلت الصادرات الص11ينية المرتب11ة 14على مس11توى1
العالم ووارداتها 1المرتبة 17فقط .اما في ع11ام ، 2012ك11انت الص11ين أك11بر مص11در في الع11الم وث11اني
أكبر مستورد .بالنظر 1إلى نسبة إجمالي التج11ارة إلى الن11اتج المحلي اإلجم1الي ،ف1إن الص11ين (عن1د م11ا
يقرب من )٪70تكون أكثر انفتاحًا بشكل كبير من الواليات المتحدة (حوالي )٪20أو اليابان (حوالي
.)٪30
هناك اربع عوامل رئيسية س11اهمت في نم11و تج11ارة الص11ين الخارجي11ة .اوال قب11ل ع11ام ، 1980ك11انت
الصين مغلقة اقتصاديا 1.إلى جانب الحواجز التجارية التقليدية ،كان احتك11ار الدول11ة للحق11وق التجاري11ة
حاج ًزا رئيسيًا للتج11ارة .فلم تتمكن غالبي11ة الش11ركات الص11ينية من االنخ11راط في التص11دير واالس11تيراد1
مباش11رة ب11ل ع11بر ش11ركات تجاري11ة مملوك11ة للدول11ة .وق11د أدى ذل11ك إلى رف11ع تكلف11ة التج11ارة الدولي11ة
ضا إلى تقليل التعلم الذي يمكن أن تحصل عليه الش11ركات الص11ينية وانخفاض حجمها .وقد أدى ذلك أي ً
من التعامل مع العمالء الدوليين أو الم1وردين الع11الميين مباش11رة .اتخ11ذت الدول11ة ع1دة مراح1ل إللغ11اء
احتكار الحقوق التجارية للدولة من خالل منح المزيد من الشركات تدريجياً 1الحق في التجارة مباشرة.
وقد ساهم هذا بشكل كبير في توسيع 1حجم التجارة.
الشركات األجنبية مساهم رئيسي آخر في توسع الصادرات الصينية .ك11انت معظم الش11ركات الص11ينية
تفتقر إلى المعرفة التقني1ة أو التس1ويقية أو اإلداري1ة للتص1دير بنج1اح إلى الس1وق 1العالمي1ة .س1دت تل1ك
الش11ركات ه11ذه الفج11وة عن طري11ق أخ11ذ التص11اميم 1واآلالت وأوام1ر 1الس11وق ،وأحيانً11ا ح11تى البض11ائع
الوس11يطة األجنبي11ة إلى الص11ين .في معظم التس11عينات و ، 2000ش11كلت ص11ادرات الش11ركات ذات
10
االستثمارات األجنبية أكثر من ٪50من إجمالي صادرات 1الصين .وفي الوقت نفس11ه ،تمث11ل واردات
الشركات ذات االستثمار األجنبي أيضًا حصة كبيرة ( )٪50من إجمالي حصص االستيراد 1في البالد.
وثالث العوامل هو انضمام 1الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001مما ادى الى تخفيضات
مستويات التعريفات ،تقليل او ازالة الحواجز غير الجمركية ومعايير 1وانظمة اكثر شفافية للشركات.
فقد وفرت 1اإلصالحات التجارية دفعة كبيرة للصادرات والواردات1.
تشير دراسة ) Ju, Shi, and Wei (2012طبقا ( )Fan et al., 2013إلى أن االنضمام 1إلى
منظم11ة التج11ارة العالمي11ة ق11د يفس11ر ثلث او نص11ف النم11و الملح11وظ في التوس11ع التج11اري للص11ين (في
الصادرات والواردات).
واخيرا ،لفهم التوسع التجاري الصيني ،ال يمكن تجاهل اث11ر العولم11ة فم11ع التخفيض11ات في الح11واجز
التجارية ،وتحسن الشحن وتقنيات النقل األخرى ، 1وانخفاض تكاليف االتصاالت ،أصبح اإلنت11اج في
معظم القطاعات مقسم بشكل متزايد عبر الحدود الوطنية وبالتالي بروز الصين كأحد ابرز الالعبيين
في سالسل التوريد 1العالمية.
مقارنة اداء كال من المكسيك والصين بأداء اقتصاديات جنوب شرق اسيا عالية االداء
HPAESبناء على العوامل االربع:
معدل نمو الناتج المحلي االجمالي -1
0.03
0.02
0.01
SEAPH
0.0 ocixeM
anihC
0.01- 691 691 691 791 791 791 791 891 891 891 991 991 991 002 002 002 002 102 102 102
1 4 7 0 3 6 9 2 5 8 1 4 7 0 3 6 9 2 5 8
0.02-
0.03-
يالح11ظ من الرس11م البي11اني ان مع11دل النم11و الس11نوي 1للص11ين اك11بر من مثيل11ه في HPAESمن بداي11ة
االص11الح االقتص11ادي من 1979الى 2018حيث بل11غ متوس11ط 1مع11دل النم11و %9.5خالل الف11تره
11
المذكورة وهو يفوق متوسط معدل النمو الذي حققت11ه مجموع11ة HPAESوال11ذي يق11در %5.1خالل
نفس الفترة .اما المكسيك فان متوسط 1معل النمو من بداية االصالح االقتص11ادي 1985وح11تى 2018
فيقدر %2.4وهو يمثل نص11ف المع11دل في مثيل11ه في مجموع11ة HPAESال11ذي يق11در %4.8خالل
نفس الفترة.
91 691 691 791 791 891 891 891 991 991 002 002 002 102 102
16 5 9 3 7 1 5 9 3 7 1 5 9 3 7
نسبة اجمالي الصادرات للناتج القومي -المصدر :البنك الدولي
من الرس11م البي11اني الس11ابق يمكن مالحظ11ة ارتف11اع نس11بة اجم11الي الص11ادرات للن11اتج الق11ومي بالنس11بة
HPAESحيث تبل1غ في المتوس1ط 67.3%بين ع1امي 1961و 2018وال1ذي تبل1غ اقص1اه بنس1بة
%96.6في عام . 2008بينما الصين يصل فيها متوسط 1النسبة سابقة الذكر الى %19.2عن الف11ترة
1979الى 2018مقارن11ة بـ %76.6لـ HPAESعن نفس الف11ترة .بينم11ا متوس11ط نفس النس11بة في
المكسيك تبلغ %25.2بين عامي 1985الى 2018مقارنة %79.6لـ HPAESعن نفس الفترة.
12
0.001
0.09
0.08
0.07
0.06
0.05 SEAPH
0.04 ocixeM
anihC
0.03
0.02
0.01
0.0
91 691 791 791 791 891 891 991 991 991 002 002 102 102 102
26 6 0 4 8 2 6 0 4 8 2 6 0 4 8
نسبة السلع الصناعية الى اجمالي الصادرات السلعيةالمصدر :البنك الدولي
هناك تقارب بين نسبة السلع الصناعية الى اجمالي الصادرات السلعية بين HPAESوالمكسيك 1حيث
تبلغ في المتوسط %74.7 1و %71على الترتيب في الفترة من 1985الى .2018اما بالنسبة للصين
فان تلك النسبة كمتوسط تبلغ %82في الفترة 1983الى 2018مقارنة بـ %73.7بالنسبة لـ
HPAESعن نفس الفترة.
كان التصورهو 1تحف11يز النم11و عن طري1ق 1زي11ادة الص11ادرات ، 1وخاص11ة الص11ادرات الص11ناعية ،دون
مساعدة من إعانات الدولة .كان أحد األسباب الرئيسية للتخلي عن الحمائية أنها كانت تؤدي 1إلى تح11يز
ضد الصادرات .وقد تم التحيزلهذه االستراتيجية إلجراء التغيير الهيكلي ألنه من المف11ترض أن ي11ؤدي1
تحري1ر 1التج11ارة وت11دفقات رأس الم11ال إلى تس11ريع التص11نيع .وه11ذا يع11ني التغي11ير من اقتص11اد 1ك11انت
صادراته بشكل رئيسي 1من النفط ومنتجات أولية أخرى إلى اقتصاد قائم على الصادرات الصناعية.
13
ام11ا م11ا يع11رف برأس11مالية الدول11ة في الص11ين فهي ديناميكي11ة .فمن11ذ بداي11ة ف11ترة اإلص11الح في أواخ11ر
السبعينيات ،تطور نموذج الصين االقتصادي الهجين باستمرار ،مع حدوث تحوالت كب11يرة في دور
الدول11ة .لق11د انتقلت الش11ركات المملوك11ة للدول11ة من انت11اج %80من اجم11الي الن11اتج في بداي11ة ف11ترة
اإلصالح إلى ما يقرب من %20من الناتج حاليا .تمثل المؤسسات 1الخاصة الج11زء األك11ثر ديناميكي11ة
في االقتصاد الصيني ، 1حيث تساهم في معظم الناتج والعمالة والتي تعتبررائدة االبتكار1.
لكن الدول111ة ال ت111زال تلعب دورمح111وري في االقتص111اد ، 1ال س111يما في القطاع111ات ذات األهمي111ة
االستراتيجية .تسيطر 1الشركات المملوكة للدولة على ما يق11رب من ٪ 40من األص11ول الص11ناعية في
الصين .تعكس هذه الحصة جزئياً 1هيمنة الشركات المملوك1ة للدول1ة في الص1ناعات كثيف1ة رأس الم1ال
مث11ل النف11ط والغ11از 1والص11ناعة الثقيل11ة واالتص11االت ،وال11تي ال ت11زال محظ11ورة إلى ح11د كب11ير على
الشركات الخاصة واألجنبية .تهيمن البنوك المملوكة للدولة على النظام المصرفي ، 1وعلى ال11رغم من
االتج11اه التج11اري المتزاي11د ،إال أنه11ا تمث11ل الي11ة مهم11ة للدول11ة لتوجي11ه رأس الم11ال إلى القطاع11ات أو
المبادرات وفقا لسياسات واولويات الدولة .ام1ا السياس1ات الص1ناعية ،فانه1ا تس1تخدم االعان1ات بش1كل
مكثف بشروط 1غير سوقية ،والذي يعتقد انه احد االسباب التي ادت إلى اإلفراط في االستثمار1.
واجم11اال ،نج11د ان الص11ين ق11د حققت نم11و اقتص11ادي يف11وق HPAESبينم11ا المكس11يك ك11ان نموه11ا
االقتصادي 1ضعيفا للغاية .اما اجمالي الصادرات الى الناتج القومي في HPAESقد تف11وق على ك11ل
من الصين والمكسيك بصورة كبيرة .وتتف1وق الص1ين على HPAESفي نس1بة الس1لع الص1ناعية الى
اجمالي الصادرات بينما تتق11ارب نس11ب ك11ل من HPAESوالمكس11يك .بينم11ا دور الدول11ة االقتص11ادي
محوري في الصين مماثل لدور الدولة في HPAESنجد ان الدولة في المكسيك ق11د انس11حبت من اي
دور اقتصادي 1محوري في اطار التوجه النيوليبرالي1.
ونخلص مما سبق الى ان الصين بناء على معدل النمو االقتصادي ونسبة صادرات السلع الصناعية
الى اجم33الي الص33ادرات ودور الدول33ة المح33وري في االقتص33اد تتش33ابه تجربته33ا التنموي33ة نس33بيا
والمعتمدة على التصدير مع HPAESبينما المكسيك ذات معدل النمو المنخفض جدا ودور الدول33ة
شبه الحيادي تبتعد عن النموذج التنموي HPAESبالرغم من ان اس33تراتيجيتها التنموي33ة معتم33دة
على التصدير.
نظرة مستقبلية3
واالن بعد ان ثبت لدينا ان تجربة الص1ين على ق1در كب1ير من التش1ابه م1ع نم1وذج ، HPAESيث1ور1
التسؤال عن مدى امكانية تكراره في المس11تقبل .في البداي11ة ،نالح11ظ ان نم11و ص11ادارات ه11ذا النم11وذج
مؤسس على معدالت نم11و اقتص11اديات ال11دول المتقدم11ة وخاص11ة الوالي11ات المتح11دة وال11تي اخ11ذت في
التباطؤ وتشبعت بال11ديون خاص11ة بع11د ازم11ة . 2009كم11ا يالح11ظ تب11ني المزي11د من ال11دول لمث11ل ه11ذه
االستراتيجية االمر الذي يؤدي 1الى تدهور معدالت التبادل التجاري للسلع الصناعية .اض11ف الى ذل11ك
النزاع التجاري بين الواليات المتحدة والصين والذي قد يؤدي 1الى سيادة النزعة الحمائية عالمي11ا .ك11ل
العوامل السابقة تشير 1الى ان نم11وذج HPAESعلى االرجح غ11ير قاب11ل للتك11رار في المس11تقبل .يبقى
14
المستجد الذي كشف عن هشاشة عولمة سالسل االمداد1 كورورنا1عامل اخر وهو تبعات ازمة فيروس
،الين11ؤدي الى احتم11د ي11ا ق11ين مم11ل الص11العالمية وخصوصا بسبب تمركزها في اقتصاديات بعينها مث
وذج11ة نم11داد ومن ثم قابلي11 لمصادر سالسل االم1االول مزيد من العولمة عن طريق التوزيع الجغرافي
ل11ة سالس11اد لعولم11 للتكرار في دول اخرى او ان يأخذ منحى معاكس تماما وهو اتجاه مضHPAES
ة أو في11 في الدول1تثمار11 واالس1نيع11ة والتص11وطين التنمي11و ت11تقبلي نح11اه مس11االمداد وذلك من خالل اتج
ة1احبة للعولم1اطر المص1ف من المخ1ا تكش1ة م1بية نتيج1ا النس1 وإن خالفت التكلفة مفهوم المزاي،اإلقليم
. HPAES وبالتالي نهاية نموذج
المراجع
Castel-Branco, Carlos. "WHAT ARE THE MAJOR LESSONS FROM
EAST ASIAN DEVELOPMENT EXPERIENCE?" 1996.
Fan, Shenggen, Ravi Kanbur, Shang-Jin Wei, and Xiaobo Zhang. The
Economics Of China Successes and Challanges. NBER, 2013.
Hirson, Michael. "State Capitalism and the Evolution of “China, Inc.”: Key
Policy Issues for the United States." Testimony before the U.S.-China
Economic and Security Review Commission on “China’s Internal and
External Challenges”, 2019.
15
Report, CRS. China’s Economic Rise: History, Trends, Challenges, and
Implications for the United States. Congressional Research Service,
2019.
. والسياسات العامة1 النمو االقتصادي: معجزة شرق اسيا. البنك الدولي لبحوث السياسات,العامة
2000 ,مركز االمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية.
16