You are on page 1of 18

‫‪ 1‬من ‪18‬‬

‫املبجلني‬
‫رسائل للمتقاعدين َّ‬ ‫عنوان اخلطبة‬
‫‪/1‬بعض ما جيب على املسلم يف األشهر احلرام‬ ‫عناصر اخلطبة‬
‫‪/2‬وجوب اإلخالص وتطهري عقيدة املسلم من‬
‫الشوائب والبدع ‪/3‬اجلوانب اإلجيابية يف اإلحالة‬
‫للتقاعد ‪/4‬اإلحالة للتقاعد فرصة لالنطالق يف أعمال‬
‫الرب واخلري ‪/5‬ضرورة احرتام املتقاعدين وتوقريهم‬
‫‪/6‬رسالة للموظَّفني ‪/7‬على املسلمني مجيعا التكاتف‬
‫والتعاون لعبور األزمات ‪/8‬وجوب حتقيق شعار‬
‫نتهاو ْن" ‪/9‬التحذير من التشكيك يف‬
‫"نتعاو ْن وال َ‬
‫َ‬
‫اللقاحات‬
‫الخطبة األولى‪:‬‬

‫كله‪ ،‬اللهم‬
‫اخلري َّ‬
‫ونثنِي عليه َ‬‫إنَّ احلمدَ هلل‪ ،‬حنم ده ونس تعينه ونس تغفره‪ُ ،‬‬
‫احلمد أنت‬
‫فيهن‪ ،‬ولكَ ُ‬‫لك احلمدُ أنتَ ن ورُ الس موات واألرض ومَْن َّ‬ ‫َ‬
‫ك حق‬ ‫وقول َ‬
‫احلق ُ‬
‫ولك احلمدُ أنتَ ُّ‬
‫ومْن فيهنَّ‪َ ،‬‬
‫وم الس مواتِ واألرضِ َ‬ ‫قيُّ ُ‬
‫حق‪ ،‬وأنتَ على كل شيء قدير‪.‬‬‫ولقاؤكَ ٌّ‬
‫ووعدَُك حقٌّ‪ُ ،‬‬
‫‪ 2‬من ‪18‬‬

‫عليك املعوَّلُ‬
‫لك احلمدُ موالنا َ‬
‫ومبارًكا *** َ‬
‫محدا طيبًا َ‬‫لك احلمدُ ً‬‫َ‬
‫أعز وأزكى ما يكونُ وأفضلُ‬
‫والشكر والثنا *** ُّ‬
‫ِ‬ ‫لك احلمدُ أعلى احلمدِ‬
‫َ‬

‫وآلفَها إيالفً ا‪،‬‬


‫قدر األزم انَ َ‬
‫ريك ل ه‪َّ ،‬‬
‫وحده ال ش َ‬‫اهلل َ‬ ‫إله إال ُ‬
‫وأش هد ألَّا َ‬
‫أخالق ا‬
‫خري الربيةِ ً‬ ‫اهلل ورس ولُه‪ُ ،‬‬‫وأش هد أن س يدَنا ونبيَّنا حممدًا عبدُ ِ‬
‫وأعطافً ا‪ ،‬ص لى عليه اهلل‪ ،‬ومالئكته واملؤمن ون والص احلون مِْن عب اده‪،‬‬
‫أضعافا‪ ،‬والتابعنيَ ومَْن َتبَِعهم بإحسان‬
‫ً‬ ‫صالة مضاعفةً‬
‫وعلى آله وصحبه‪ً ،‬‬
‫مزيدا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫إىل يوم الدين‪ ،‬وسلم‬

‫أما بعدُ‪ :‬ف اتقوا اهلل ‪-‬عب اد اهلل‪ ،-‬واعلم وا أن التق وى نُ ور ال ُقلُ ِ‬
‫وب‬ ‫ُ‬
‫يل حَمَبَّة اهلل َو ِم ْرقَا ُت َه ا‪َ ،‬وبُْر َه ا ُن َر ْهبَتِ ِه َو َدالالهُت ا؛ (يَا أَيُّ َها‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْش َكا ُت َها‪َ ،‬و َس ب ُ‬
‫ِ‬ ‫الَّ ِذين آمنوا َّات ُقوا اللَّه ولْتْنظُر َن ْفس ما قَدَّم ِ ٍ‬
‫ت لغَد َو َّات ُقوا اللَّهَ إ َّن اللَّهَ َخبِ ريٌ‬ ‫َََ ْ ٌ َ َ ْ‬ ‫َ َُ‬
‫مِب َا َت ْع َملُو َن)[احْلَ ْش ِر‪.]18 :‬‬

‫الزهَُر‬
‫نضُر عن َوْسِمِّيِه َّ‬ ‫ويف التَُّقى ِعبٌَر تُشفى القلوبُ هبا *** كالغيث يَ ُ‬
‫شُر‬
‫شيء نالَه َب َ‬
‫زاد أنتَ حامُِله *** والبُِّر أفضلُ ٍ‬
‫خري ٍ‬
‫إن التُّقى ُ‬
‫‪ 3‬من ‪18‬‬

‫أيها المس لمون‪ :‬تعيش األمةُ اإلس الميةُ ش هرًا من أش هر اهلل احلرام‪ ،‬ق ال‬
‫اب اللَّ ِه‬‫الش هو ِر ِعْن َد اللَّ ِه ا ْثنَا َع َش ر َش ْهرا يِف كِتَ ِ‬
‫َ ً‬
‫ِ‬
‫اهلل ‪-‬تع اىل‪( :-‬إِ َّن ع َّد َة ُّ ُ‬
‫ِ‬
‫ِّين الْ َقيِّ ُم فَاَل‬ ‫ض ِمْن َها أ َْر َب َع ةٌ ُح ُر ٌم َذل َ‬
‫ك ال د ُ‬
‫ِ‬
‫الس َم َاوات َواأْل َْر َ‬
‫َي ْو َم َخلَ َق َّ‬
‫تَظْلِ ُم وا فِي ِه َّن أَْن ُف َس ُك ْم)[الت َّْوبَ ِة‪ ،]36 :‬ق ال املفس ِّرون ‪-‬رمحهم اهلل‪:-‬‬
‫"أي‪ :‬باملعاصي"‪.‬‬

‫وعن أيب بك رة ‪-‬رضي اهلل عن ه‪ -‬ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ‪-‬ص لى اهلل عليه‬
‫‌الزما َن‌قَ ِد‌استَ َدار َكهيئتِ ِه يوم خلَق اللَّه َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫الس َم َوات َواأل َْر َ‬ ‫ْ َ َ َْ َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫وسلم‪" :-‬إ َّن َّ َ‬
‫ات‪ :‬ذُو ال َق ْع َد ِة‪،‬‬ ‫الس نةُ ا ْثنا عش ر ش هرا‪ِ ،‬مْنها أَربع ةٌ ح رم‪ ،‬ثَاَل ٌ ِ‬
‫ث ُمَت َواليَ ٌ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ ْ ً َ ْ َ َ ُ ُ ٌ‬
‫ض َر؛ الَّ ِذي َبنْي َ مُجَ َادى‪َ ،‬و َش ْعبَا َن"(متفق‬
‫ب ُم َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوذُو احل َّجة‪َ ،‬واملُ َح َّر ُم‪َ ،‬و َر َج ُ‬
‫عليه)‪.‬‬

‫دين ه وعقيدتُ ه؛ فعقي دتنا مسحةٌ‬ ‫سلم له ُ‬ ‫لم أن يَ َ‬ ‫اهلل‪ :‬حسبَ املس ِ‬
‫عب ادَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫صافيةٌ؛ قال تعاىل‪( :‬فَ ِ‬
‫ص)‬ ‫ِّين * أَاَل للَّه الد ُ‬
‫ِّين اخْلَ ال ُ‬ ‫اعبُ د اللَّهَ خُمْل ً‬
‫ص ا لَ هُ الد َ‬ ‫ْ‬
‫[الز َم ِر‪ ،]3-2 :‬وروى اإلمام أمحد يف مسنده أن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل‬ ‫ُّ‬
‫محة"‪ ،‬وس بيلُ النج اةِ ِ‬
‫والفك اكِ‬ ‫عليه وس لم‪ -‬ق ال‪" :‬بعِثْت باحلنيفيَّ ِة الس ِ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واهلالك‪،‬‬ ‫العطب‬ ‫احلذر من ُس بُل اإلحلاد واإلش راك؛ فإهنا تُ و ِرد م َ‬
‫وارد‬ ‫ُ‬
‫‪ 4‬من ‪18‬‬

‫واحملدثات امل َخالَِف ات‪ ،‬ومس الك اخلرافة‬


‫وك ذا البِ َدع وامل َخالََف ات َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بعض الناس يف أعقاب الزمن‪ ،‬بنو ِر‬ ‫ُ‬ ‫استبدل‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫واخلزعبالت‪،‬‬ ‫والشعوذة‬
‫أعرض فئ ٌام‬
‫تبدلُوا ال ذي هو أدىن بال ذي هو خ ري‪ ،‬ف َ‬ ‫ني ِس َوامُه ا اس َ‬
‫الوح ي ِ‬
‫منهم عن منهج النبوة والص حابة‪ ،‬والسلف الص احل خ ِري الق رون‪ُ ،‬‬
‫وابتلُ وا‬
‫بعض هم باألنواء‬ ‫ِ‬
‫واعت َقد ُ‬
‫بالفَرق واالختالفات‪ ،‬والطوائف واالنقسامات‪َ ،‬‬
‫ابن‬
‫واألي ام‪ ،‬والش هور واألع وام‪ ،‬وقد أمجَع احملقِّق ون ‪-‬ومنهم احلافظ ُ‬
‫وشيخ اإلسالم‪ ،‬والشوكاينُّ‪ ...‬وغريهم‪ -‬على أنه مل‬ ‫ُ‬ ‫وابن رجب‪،‬‬ ‫حجر‪ُ ،‬‬
‫للح َّجة‪ ،‬وإمنا‬
‫عيف يَص لُح ُ‬‫حيح وال ض ٌ‬ ‫ديث ص ٌ‬ ‫رجب ح ٌ‬ ‫يَثبُت يف ش هر ٍ‬
‫شرع‬ ‫ص َّح‪ ،‬فال يُ َ‬
‫َّعف أو موضوع ولو َ‬ ‫كل ما ورد فيه حديث شديد الض ْ‬
‫والسنَّة‪ ،‬أو عمل سلف األمة‪،‬‬‫دليل من الكتاب ُّ‬ ‫ُ ٍ‬
‫إحداث عبادة ليس عليها ٌ‬
‫شر من ابتداع َم ْن خلَف"‪.‬‬ ‫وكل خ ٍري يف اتباع َم ْن سلَف‪ُّ ،‬‬
‫وكل ٍّ‬ ‫ُّ‬

‫أن حياة اإلنسان ما هي إال‬ ‫خباف على أويل األلباب َّ‬‫إخوةَ اإليمانِ‪ :‬ليس ٍ‬
‫العاملي‬
‫ُّ‬ ‫والنظام‬
‫ُ‬ ‫قررتْه املدني ةُ احلديث ةُ‪،‬‬ ‫منازل‪َّ ،‬‬
‫وإن ممَّا َ‬ ‫مراحل‪ ،‬وعُ ُم ُره فيها ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املعاص ُر؛ تلك النُظُ ُم الوظيفي ةُ‪ ،‬والقواع ُد التنظيمي ةُ لألعم ال والوظ ائف‪،‬‬
‫واإلنس ان يتقلَّب يف مراحل حياته بني األعم ال ودرجاهتا‪ ،‬والوظ ائف‬
‫‪ 5‬من ‪18‬‬

‫وترقياهتا‪ ،‬حىت يبلغ درج ةَ التقاع ِد؛ وتلك قض يةٌ آنِيَّةٌ مهم ةٌ لفئ ٍة عزي ز ٍة‬
‫اب أعماره ا‪ ،‬يف خدمة ِدينها ووطنها‬ ‫ت زه ر َة ش باهبا‪ ،‬ولُبَ َ‬
‫َّم ْ‬
‫ٍ‬
‫غالي ة ق د َ‬
‫الوظيفي لغريها‬ ‫اجملال‬
‫يح َ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫ترتجل عنها؛ لتُت َ‬ ‫تكدح يف أعماهلا مث َّ‬ ‫وجمتمعها‪َ ،‬‬
‫من الش باب الص اعد‪ ،‬وهك ذا متضي احلي اةُ بنا يف تقلُّباهتا وتنقالهتا‪،‬‬
‫َّاس ِ‬
‫)[آل‬ ‫(وتِْل َ‬
‫ك اأْل َيَّ ُام نُ َدا ِوهُلَا َبنْي َ الن ِ‬ ‫وص دق رب الع املني ‪-‬س بحانه‪َ :-‬‬
‫ِع ْمَرا َن‪.]140 :‬‬

‫وه ذا التص نيف ال وظيفي ‪-‬غري متقاعِ د ومتقاعِ د‪ -‬ليس هناي ةَ املط اف‪،‬‬
‫ين من‬ ‫ِِ‬
‫الزع اف‪ ،‬وليس َمْن ًعا للمتقاع د َ‬ ‫كما على اإلنس ان ب املوت ُّ‬ ‫وليس ُح ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مزي د العط اء يف خدمة دينهم ووطنهم ووالة أم ِرهم وجمتمعهم يف مي َ‬
‫ادين‬
‫املتقاع ِد‪ ،‬إذ‬
‫ِ‬ ‫بقية ِ‬
‫حياة‬ ‫أبدا على ِ‬ ‫تصنيف ال يَصلُح أن يسري ً‬ ‫ٌ‬ ‫أخرى‪ ،‬فهذا‬
‫احب اهلم ِة العالي ِة إذا بلَغ ه دفًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن املتقاع َد قد ُول َد والد ًة جدي د ًة‪ ،‬وص ُ‬
‫آخَر مثلِه‪ ،‬أو أَمْسَى منه ليصل إليه‪ ،‬وال يُوقِفه عن استباقه‬ ‫ٍ‬
‫حبَث عن هدف َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ذاته‪.‬‬‫ض ْع ُ‬ ‫جملد الدنيا واآلخر ِة إال توقُّ ُ‬
‫ف َن َفسه أو َ‬

‫المتقاع دون الفض الء‪ :‬قد زادت مس ؤولياتُكم بع َد أن ك ان‬


‫ِ‬ ‫فيا أيها‬
‫وم‬
‫النِّط اق احلك ومي حُيَ دِّدها يف جمال اختصاص كم وعملكم فق ط‪َّ ،‬أما الي َ‬
‫‪ 6‬من ‪18‬‬

‫ال كلُّه ا‪ ،‬واملي ُ‬


‫ادين الفس اح‬ ‫َس ِرها‪ ،‬واألعم ُ‬ ‫ص وال دنيا بأ ْ‬
‫فأم َامكم ال ُف َر ُ‬
‫ُس ِركم أو حيِّ ُكم أو مدينتِ ُكم فقط‪ ،‬بل‬ ‫مجيعها‪ ،‬فمسؤوليتُكم ليست عن أ َ‬
‫أنتم مس ؤولون مس ؤولية جمتمعية عام ة‪ ،‬بالتوجيه والنصح واإلرش اد‬
‫َح َس َن وأج اد َم ْن ق ال‪" :‬ال‬ ‫والتوعية واملش اركة يف املي ادين كله ا‪ ،‬ولقد أ ْ‬
‫يعيش يف َّأمة ج ديرة باحلض ارة والتق دُّم"‪ ،‬وحنن أم ةُ‬ ‫تقاعُ َد ملَ ْن أراد أن َ‬
‫السلف الصاحل ‪-‬رضي اهلل عنهم‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫احلضارة والتقدُّم منذ األزل؛ لذا كان‬
‫عمر‬
‫ورِحَمُهم يكرهون أن يكون الرجل فار ًغا من العمـل‪ ،‬قال الفاروق ُ‬ ‫َ‬
‫بن اخلط اب ‪-‬رضي اهلل عن ه‪" :-‬إين أَل ك ره أن أرى أح َدكم فار ًغا‬ ‫ُ‬
‫والس َب ْهلَ ُل‪ :‬ال ذي جَيِ يء‬
‫َس َب ْهلَاًل ‪ ،‬ال يف عمل دني اه وال يف عمل آخرت ه"‪َّ ،‬‬
‫وي ذهب يف غري ش يء وال فائ دة‪ ،‬فنحن أمة العمل والعب ادة‪ ،‬ق ال تع اىل‪:‬‬
‫)[الذا ِري ِ‬ ‫ِ‬ ‫(وما خلَ ْقت اجْلِ َّن واإْلِ نْ ِ ِ‬
‫ات‪.]56 :‬‬ ‫س إاَّل لَي ْعبُ ُدون َّ َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬

‫إن أعم َاركم‬ ‫فيا أيها الم ترجِّلون عن ص هوة ج واد ال دوام النظ امي‪َّ :‬‬
‫رؤوس أموالِكم‪ ،‬ورصيدكم الذي ينفعكم يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬فاغتنِ ُموها‬ ‫ُ‬
‫مسؤول عن عمره‪ ،‬فهو‬‫ٌ‬ ‫قبل فواهتا‪ ،‬وكما أن اإلنسان‬ ‫باألعمال الصاحلة َ‬
‫وخْبَرتِِه وجتاربه‪ ،‬فينقل ِخْبَرتَهُ لألجيال الالحقة‪،‬‬
‫مسؤول عن ِع ْل ِم ِه ِ‬
‫ٌ‬ ‫أيضا‬
‫ً‬
‫‪ 7‬من ‪18‬‬

‫وال يبخل عليهم ب الرأي واملش ورة‪ ،‬والتوجيه والنص يحة‪ ،‬كون وا أيها‬
‫الشريعة وم ِ‬
‫بادئها العِظام‪ ،‬وخرْيِ يّتِها على‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫املتقاعدون املِْرآ َة العاكسةَ جِلَمال‬
‫سائر األنام‪.‬‬

‫وتلك هي امل َداميك اليت حُتَقِّق الطُّ ُموح ات ذات العزمية‪ ،‬وتش َم ِخُّر عنها‬
‫َ‬
‫اص ةُ الكرميةُ‪ ،‬ال َت ْر َك ْن أيها املتقاع ُد الك رمي إىل الكسل‬ ‫املرت َّ‬
‫ات َ‬ ‫اجملتمع ُ‬
‫تنو َعت‬‫احينه‪ ،‬مهما َّ‬ ‫وتنس م َش َذى ري ِ‬ ‫ث يف اخل ِ ِ ِ‬ ‫والوهن‪ ،‬وا ْنبَعِ ْ‬
‫ََ‬ ‫وميَادينه‪ْ َّ ،‬‬ ‫َرْي َ‬
‫َّدت جماالتُ ه‪ِ ،‬علميَّةً أو خريي ةً‪ ،‬إمياني ةً أو ِطِّبيَّةً‪ ،‬إنس انِيّةً أو‬‫أش كالُه‪ ،‬وتع د َ‬
‫مظلوم ا‪ِ ،‬ص ْل‬
‫ً‬ ‫صر‬ ‫مكلوم ا‪ ،‬انْ ُ‬
‫ً‬ ‫آس‬‫ث َملهوفً ا‪ ،‬ابْ ُذ ْل معروفً ا‪ِ ،‬‬ ‫عُ ْمرانِيَّةً‪ :‬أ َِغ ْ‬
‫رغب يف‬ ‫ودا‪ِّ ،‬‬‫واس مَْفئُ ً‬‫بني خصمنيِ‪ِ ،‬‬ ‫استعص ْم بالوحيني‪َ ،‬أصِْلْح َ‬ ‫ِ‬ ‫حمروم ا‪،‬‬
‫ً‬
‫علم ا أو كتابً ا‪ ،‬أعن منقطِ ًع ا أو منتابً ا‪ ،‬أتقن عملًا‪،‬‬ ‫اخلري كن ودًا‪ ،‬انش ُْر ً‬
‫يتيم ا‪ ،‬ع الِْج س قيمًا‪ ،‬صِْل‬ ‫ظ ج ائرًا‪ ،‬اكفُ ْل ً‬ ‫أملا‪ ،‬أَْرشِْد ح ائرًا‪ِ ،‬ع ْ‬ ‫حقْق ً‬ ‫ِّ‬
‫مركزا‬
‫ك نقريًا‪َ ،‬أنْش ِئْ ً‬ ‫تعطف فقريًا‪ ،‬فلن َيسلَُب َ‬ ‫أرحامً ا‪ ،‬تعهَّْد أي امى‪َّ ،‬‬
‫ومث الًا‪َ ،‬ح ًالا ومَق الًا‪،‬‬ ‫خرييا‪ُ ،‬كْن ق دوةً يف األمة ِ‬ ‫رحا ًّ‬ ‫سص ً‬ ‫جمتمعيًّا‪ ،‬أَسِّ ْ‬
‫مفتاحا للخري إجيابيًّا يف حب اخلري للن اس‪ ،‬والس يما األهل واألق ارب‬ ‫ُك ْن ً‬
‫واجلريان‪.‬‬
‫‪ 8‬من ‪18‬‬

‫بسُام‬
‫الورد َّ‬
‫كل ِ‬ ‫ك ُّ‬ ‫رحيق َ‬
‫ف َ‬ ‫كل الكونِ إهلامُ *** َوْارشُ ْ‬
‫ك‪ُّ ،‬‬
‫خيال َ‬
‫أَْطِلْق َ‬
‫حاملة *** َوَأْرَوعُ الفعلِ ما ُتهديه أحالمُ‬
‫طِْر حيثُما شئتَ فاألجواءُ ٌ‬

‫وإن أعظم ما ُيفين املرءُ فيه عم ره‪ ،‬هو نشر دين اهلل الق ومي‪ ،‬وهداياته‬
‫للع املني‪ ،‬فهي وظيفة األنبي اء واملرس َلني‪ ،‬فهنيئً ا ملن حظي بنص يب من‬
‫املرياث النب وي؛ ف ذلكم هو طريق اجملد‪ ،‬وس بيل الرشد والس عة‪ ،‬وجمال‬
‫كرمي ا‪ ،‬واستثمار وسائل‬
‫عظيم ا‪ ،‬ميمونً ا ً‬
‫العظمة ملن شاء أن يكون نبيلًا ً‬
‫العصر وتقاناته يف حتقيق ه ذه الرس الة العظيم ة‪ ،‬واحلرص على مجع‬
‫الكلمة‪ ،‬ووحدة الصف‪ ،‬واإلصالح بني الناس‪.‬‬

‫فتول أحسنَ ما يكون ِفعالَا‬


‫حيث ِفعالُه *** َّ‬
‫أَُأَخَّي إنَّ املرءَ ُ‬
‫محَالا‬
‫فات ف َكُْن هلا َّ‬
‫لعار ِ‬
‫يتحملوا *** ِل ِ‬
‫فإذا تَحامى الناسُ أن َّ‬

‫قدم للمتقاعدين‪ ،‬كلمات الشكر والثناء‪ ،‬والعرفان واالمتنان‬


‫وإن أقل ما يُ َّ‬
‫والوفاء‪ ،‬ملا قدموه من خدمات يف تنمية األوطان واجملتمعات‪ ،‬واحلذر من‬
‫الزراية هبم؛ فال خري فيمن ال يع رف للس ابق فض له‪ ،‬واألمم واجملتمع ات‬
‫ت هلم مؤسَّسات ومجعيات تُعىن بشئوهنم‪ ،‬وتتكلَّف حبقوقهم‪،‬‬ ‫جعَل ْ‬
‫الراقية َ‬
‫‪ 9‬من ‪18‬‬

‫حقق خدماهتم‪ ،‬وتفيد منهم‪ ،‬يف إثراء خرباهتم وجتارهبم‪ ،‬كبيوت خربة‬‫وتُ ِّ‬
‫ومك اتب استش ارية متنقِّل ة‪ ،‬تَس ِ‬
‫تثمر يف العق ول‪ ،‬وتفيد من التج ارب‪،‬‬
‫وتصقل املواهب‪.‬‬

‫يا أيها الموَّظف ون‪ :‬كون وا ق دو ًة يف احملافَظة على األمانة واملس ؤولية‪،‬‬
‫باط يف احلض ور‬ ‫والنزاهة والش فافية‪ ،‬ومكافَحة الفس اد‪ ،‬واالنض ِ‬
‫ِ‬
‫تغالل‬ ‫ني‪ ،‬وع ِ‬
‫دم اس‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫معاملة املراجع َ‬
‫وح ْس ن َ‬ ‫واالنص راف واإلنتاجيَّة‪ُ ،‬‬
‫اظ على األم وال العام ة‪ ،‬ومق دَّرات البل دان‬ ‫الس لطات الوظيفيَّة‪ ،‬واحلف ِ‬
‫أعط وهم من‬ ‫ومكتَ َس بات األوط ان‪ ،‬ف أنتم الي ومَ ق دوةٌ للش باب واجلي ل‪ُ ،‬‬
‫خربتكم‪ ،‬كما أخذمت من خربة غريكم‪ ،‬وإن ديننا اإلسالمي العظيم دين‬
‫فجدُدوا النيةَ‪ ،‬واجعل وا‬ ‫العمل والعب ادة‪ ،‬فال رهبانية فيه وال تواكُ َل‪ِّ ،‬‬
‫أعم الَكم خالصةً ل رب الربي ة‪ ،‬واهلل ‪-‬عز وج ل‪ -‬يق ول‪( :‬قُ ْل إِ َّن َ‬
‫ص اَل يِت‬
‫يك لَ ه وبِ َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اي َومَمَ ايِت لِلَّ ِه َر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ك أُم ْر ُ‬ ‫ني * اَل َش ِر َ ُ َ‬
‫ب الْ َع الَم َ‬ ‫َونُ ُس كي َوحَمْيَ َ‬
‫ني)[اأْل َْن َع ِام‪.]163-162 :‬‬ ‫ِِ‬
‫َوأَنَا أ ََّو ُل الْ ُم ْسلم َ‬
‫‪ 10‬من ‪18‬‬

‫وبلغْنا ش هرَ‬
‫وبلغْنا ش هرَ رمض انَ‪ِّ ،‬‬
‫اللهم ب ارك لنا يف رجب وش عبان‪ِّ ،‬‬
‫رمض انَ‪ ،‬اللهم ب ارك لنا يف الق رآن العظيم‪ ،‬وانفعنا هبدي س يد املرس لني‪،‬‬
‫وثبِّتْنا على اهلدى والصراط املستقيم‪.‬‬

‫أق ول ق ويل ه ذا‪ ،‬وأس تغفر اهلل العظيم اجلليل يل ولكم‪ ،‬ولكافة املس لمني‬
‫واملسلمات من كل الذنوب واخلطيئات‪ ،‬فاستغفُِروه وتوبوا إليه‪ ،‬إنه كان‬
‫لألوَّابني غفورًا‪.‬‬
‫‪ 11‬من ‪18‬‬

‫الخطبة الثانية‪:‬‬

‫غامرة عظامً ا‪ ،‬وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال‬


‫ً‬ ‫عم ا‬
‫احلمد هلل‪ ،‬أسبََغ علينا نِ ً‬
‫إجاللا وإعظامً ا‪ ،‬وأش هد أن نبينا حممدًا عبد اهلل‬
‫ش ريك ل ه‪ ،‬تقدَّس ً‬
‫ومقامً ا‪ ،‬اللهم صل على نبينا وحبيبنا‬‫ورس وله‪ ،‬اجملتىب من الع الَمني رس الةً َ‬
‫وق دوتنا وش فيعنا حممد بن عبد اهلل‪ ،‬وآله وص حبه الب الغنيَ من حمبته‬
‫وداما‪.‬‬
‫تعاقب النَِّّيرانِ َ‬
‫نام‪ ،‬والتابعنيَ ومَْن َتبَِعهم بإحسانٍ ما َ‬
‫السِّ َ‬

‫ربكم يف السر واإلعالن‪ ،‬واعلم وا أن‬ ‫اهلل‪ :‬اتق وا َ‬


‫اهلل َّ‬ ‫أما بعدُ‪ :‬فيا عب ادَ ِ‬
‫أص دق احلديث كت اب اهلل‪ ،‬وخري اهلدي ه دي حممد ‪-‬ص لى اهلل عليه‬
‫وس لم‪ ،-‬وشر األم ور حمدثاتُها‪ ،‬وكل بدعة ض اللة‪ ،‬وعليكم باجلماع ة؛‬
‫شذ يف النار‪.‬‬
‫شذ َّ‬
‫يد اهلل مع اجلماعة‪ ،‬ومَْن َّ‬
‫فإنَّ َ‬

‫إخ وةَ اإليم انِ‪ :‬إن ال واجب على العبد أن يك ون ق دو ًة يف طاعة اهلل‬
‫‪-‬تع اىل‪ ،-‬وطاعة رس وله ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ ،-‬وطاعة أُويِل األمر‬
‫ب املعروف‪ ،‬خاص ةً يف ظل األزم ات والن وازل واجلوائح‪ ،‬اليت حتت اج إىل‬
‫تمرا بأمهية التقيُّد‬
‫تك اتُف وتع ُاون اجلمي ع‪ ،‬وال ي زال الت ذكري مس ًّ‬
‫‪ 12‬من ‪18‬‬

‫حرص ا‬
‫باإلجراءات االحرتازية‪ ،‬والتدابري الوقائيَّة‪ ،‬واالشرتاطات الصحيَّة؛ ً‬
‫على ص حتكم وص حة وس المة غ ريكم من ُأسَِركم وأبن ائكم وإخ وانكم‬
‫املس لمني‪ ،‬وه ذه اإلج راءات واالح رتازات من األخذ باألس باب اليت‬
‫ج اءت هبا ش ريعتُنا الغ َّراءُ‪ ،‬فالتقيُّد ب اإلجراءات االحرتازية واجب ديينٌّ‪،‬‬
‫اري‪ ،‬ونُْب ٌل ِقيَِميٌّ‪ ،‬وأم انٌ‬
‫ك حض ٌّ‬
‫ومسل ٌ‬
‫وطين‪َ ،‬‬ ‫ومطلبٌ ٌّ‬‫ومقصِد ش رعيٌّ‪َ ،‬‬
‫ووقاء صحيٌّ‪ ،‬ورقيٌّ اجتماعيٌّ‪.‬‬
‫حيوي‪ٌ ،‬‬‫ٌّ‬

‫فكون وا ‪-‬يا رع اكم اهلل‪ -‬على ق در املس ئولية‪ ،‬وعونً ا للجه ات املعني ة؛‬
‫الت ْق َوى)[الْ َمائِ َد ِة‪،]2 :‬‬
‫(وَت َع َاونُوا َعلَى الْرِب ِّ َو َّ‬
‫حتقي ًقا لقوله ‪-‬تع اىل‪َ :-‬‬
‫وتفعيلًا لشعار "نتعاوَنْ وال نتهاوَنْ"‪ ،‬السيما مع انتشار املوجة املتجدِّدة‬
‫املتحورة من هذه اجلائحة واملنحىن املقلِ ق يف ارتفاع اإلصابات؛‬ ‫والساللة ِّ‬
‫احلذر واجلديَّةَ يف تطبيق االحرتازات‪ ،‬خاص ةً التباعُد اجلسدي‪،‬‬ ‫يتطلب َ‬ ‫مما َّ‬
‫التجمع ات‪ ،‬ولُْبس الكمام ات‪ ،‬واحلرص على غسل الي دين‬ ‫وع دم ُّ‬
‫وتعقيمهما‪ ،‬وأن تكون املصافَحة يف القلوب‪.‬‬

‫ومما ُيش اد به ال وعي اجملتمعي يف حتقيق ه ذه اإلج راءات االحرتازي ة‪ ،‬غري‬


‫ني‪ ،‬جيرُّون ألنفس هم ولغ ريهم وجملتمعهم‬
‫نني غري مُب الِ َ‬
‫أن يف الن اس مته اوِ َ‬
‫‪ 13‬من ‪18‬‬

‫أسباب العدوى وانتشار الوباء‪ ،‬وهلذا فإن احلزم مع هؤالء هو األجدى‪،‬‬ ‫َ‬
‫رات واألنظم ِة الص ِ‬
‫ارمة‪ ،‬يف األخذ على أي دي‬ ‫ويل األم ِر س ُّن التعزي ِ‬
‫ول ِّ‬
‫َ‬
‫رر ألنفس هم وغ ريهم‪ ،‬ويُ ؤثِّروا على‬ ‫ور ْد ِعهم حىت ال ُّ‬
‫جيروا الض َ‬ ‫ه ؤالء َ‬
‫ومكْتَسبات أوطاهنم وجمتمعاهتم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُم َقدَّرات ُ‬
‫ومما ُيستبش َر به يف ه ذا اجملال ت وفر اللقاح ات الفعَّال ة‪ ،‬فينبغي للجميع‬
‫الس عي يف احلص ول على اللقاح ات يف حينه ا‪ ،‬واملش ارَكة يف التطبيق ات‬
‫َّهلُ َك ِة)‬ ‫ِ‬
‫(واَل ُت ْل ُق وا بِأَيْدي ُك ْم إِىَل الت ْ‬
‫املخصصة لذلك‪ ،‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫واملنصات‬
‫َّ‬
‫ِّس ِاء‪،]29 :‬‬ ‫(واَل َت ْقُتلُ وا أَْن ُف َس ُك ْم)[الن َ‬
‫ِ‬
‫[الَْب َق َرة‪ ،]195 :‬وقال جلَّ وعال‪َ :‬‬
‫وأنزل له ش فاءً‪،‬‬ ‫اهلل من داء إال َ‬ ‫أنزل ُ‬‫وق ال ص لى اهلل عليه وس لم‪" :‬ما َ‬
‫وج ِهلَه َم ْن جهل ه"(رواه البخ اري)‪ ،‬وق ال عليه الص الة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعل َمه َم ْن َعل َم ه‪َ ،‬‬
‫حبرام"(رواه أمحد وأبو داود)‪.‬‬ ‫والسالم‪" :‬تَ َداووا عباد ِ‬
‫اهلل وال َتتَ َداووا ٍ‬
‫َْ‬ ‫َْ َ‬

‫كل احلذر من التش كيك والتش غيب على اجله ات املعني ة‪ ،‬ونَ ْش ر‬ ‫واحلذر َّ‬
‫َ‬
‫املغرض ة‪ ،‬واالف رتاءات الكاذب ة‪ ،‬عن ه ذه اللقاح ات املأمونة‬ ‫الش ائعات ِ‬
‫أفكارهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغريها‪ ،‬والعجب كل العجب َّممن يُ ْسل ُمو َن عقوهَل م ويُسْل ُس لونَ َ‬
‫ويصدقون ك َّل ذائعة دون تثبُّت ورويَّة‪ ،‬وقد أض حت تلك‬ ‫ِّ‬ ‫لكل ش ائعة‪،‬‬
‫‪ 14‬من ‪18‬‬

‫حرب ا س افرةً غري خافية‬


‫املؤدلجة ً‬ ‫احلمالت املغرض ة‪ ،‬اجملنَّدة‪ ،‬املمنهَج ة‪َ ،‬‬
‫الوقوف ضدَّها‬
‫َ‬ ‫ضد ِدينِنا ووطنِنا وقياداتِنا؛ ممَّا يتطلَّب‬
‫ب‪َّ ،‬‬
‫على كل ذي لُ ّ‬
‫واحدا‪.‬‬
‫صفًّا ً‬

‫وإن من فضل اهلل على هذه البالد املبارَكة‪ ،‬ما ُوِّفقت إليه من جلب هذه‬
‫جعَلت من‬‫اللقاح ات ملواطنيها واملقيمني على أرض ها‪ ،‬كيف ال وقد َ‬
‫ص حة اإلنس ان وس المته أَْوَلى أولوياهتا‪ ،‬وأهم اهتماماهتا؟! وقد خصَّت‬
‫ين والزائ رينَ مبزيد االهتم ام والعناية‬
‫ُرَّوَاد احلرمنيِ الش ريفنيِ من املعتمِ ِر َ‬
‫اهلل يف م وازين أعم اهلم الص احلة‪ ،‬حفظ اهلل بالدن ا‪ ،‬بالد‬‫جعَل ه ُ‬
‫والرعاي ة‪َ ،‬‬
‫احلرمني الشريفني من كل سوء ومكروه‪ ،‬وسائر بالد املسلمني‪.‬‬

‫ه ذا وص لُّوا وس لِّموا ‪-‬رمحكم اهلل‪ -‬على النيب الك رمي‪ ،‬ذي النسب‬
‫الص ميم‪ ،‬واألصل العظيم‪ ،‬كما أم َر َكم ب ذلك املوىل الك رمي‪ ،‬يف ال ِّذ ْكر‬
‫ِ‬
‫احلكيم فق ال ‪-‬ج َّل يف عُاله‪( :-‬إِ َّن اللَّهَ َو َماَل ئ َكتَ هُ يُ َ‬
‫ص لُّو َن َعلَى النَّيِب ِّ يَا‬
‫َح ز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب‪ ،]56 :‬وق ال‬ ‫يما)[اأْل ْ َ‬ ‫ص لُّوا َعلَْي ه َو َس لِّ ُموا تَ ْس ل ً‬ ‫أَيُّ َها الذ َ‬
‫ين َآمنُ وا َ‬
‫عشرا"‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫"م ْن صلَّى َّ‬
‫علي صالةً صلى اهللُ عليه هبا ً‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪َ :‬‬
‫‪ 15‬من ‪18‬‬

‫إن شئت من بعد الضاللة هتتدي *** صل على اهلادي البشري ِ‬


‫حممد‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫فوز َم ْن صلَّى عليه فإنه *** حيوي األماين بالنعيم السرمدي‬
‫يا َ‬

‫ليت على إب راهيم وعلى‬ ‫اللهم ص ِّل على حمم د‪ ،‬وعلى آل حمم د‪ ،‬كما ص َ‬
‫ك محيد جمي د‪ ،‬وب ارك على حمم د‪ ،‬وعلى آل حمم د‪ ،‬كما‬ ‫آل إب راهيم‪ ،‬إن َ‬
‫ك محيد جمي د‪،‬‬ ‫املني إن َ‬
‫اركت على إب راهيم وعلى آل إب راهيم‪ ،‬يف الع َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫ض ْوا باحلق‬
‫املهديني‪ ،‬الذين قَ َ‬
‫َ‬ ‫الراشدين‪ ،‬واألئمة‬
‫َ‬ ‫وارض اللهم عن اخللفاء‬
‫َ‬
‫وعلي‪ ،‬وعن س ائر الص حابة‬ ‫وبه ك انوا يع دلون؛ أيب بكر وعمر وعثم ان ّ‬
‫ابعني‪ ،‬ومن تبعهم بإحس ان إىل ي وم ال دين‪ ،‬وعنَّا معهم برمحتك‬ ‫َ‬ ‫والت‬
‫وكرمك وجودك يا أجود األجودين‪.‬‬

‫اللهم أع َّز اإلس الم واملس لمني‪ ،‬اللهم أع َّز اإلس الم واملس لمني‪َّ ،‬‬
‫وأذل‬
‫ودمر أع داءَ ال دي ِن‪ ،‬واجعل ه ذا البلد ِآمنًا مطمئنًّا‬
‫الش رك واملش ركني‪ِّ ،‬‬
‫ائر بالد املس لمني‪ ،‬اللهم ِآمنَّا يف أوطانن ا‪ ،‬اللهم ِآمنَّا يف أوطانن ا‪،‬‬
‫وس َ‬
‫وويل أمرن ا‪ ،‬اللهم أيِّ ْده‬
‫إمامنا َّ‬ ‫ِ‬
‫وأص ل ْح أئمتنا ووالة أمورن ا‪ ،‬وأيِّد ب احلق َ‬
‫بتأيي دك‪ ،‬ووفقه بتوفيقك اللهم اجعل خ ادم احلرمني الش ريفني َّ‬
‫موف ًقا‬
‫وويل عهده‬ ‫وف ْقه َّ‬‫ِّك وكرمك يا أكرم األكرمني‪ ،‬اللهم ِّ‬ ‫َّدا‪ ،‬مبن َ‬
‫مؤيَّ ًدا مسد ً‬
‫‪ 16‬من ‪18‬‬

‫عز اإلسالم وصالح املسلمني‪ ،‬وإىل ما فيه اخلريُ للبالد والعباد‪،‬‬


‫إىل ما فيه ُّ‬
‫اللهم وفِّق مجي َع والة أم ور املس لمني‪ ،‬اللهم اجعلهم لش رعك ِّ‬
‫حمكمني‪،‬‬
‫أرحم‬
‫رين‪ ،‬وألوليائك مؤيِّدين‪ ،‬يا َ‬ ‫ولنبيك ‪-‬ص لى اهلل عليه وس لم‪ -‬ناص َ‬
‫الرامحني‪.‬‬

‫اللهم اشف مرضانا‪ ،‬اللهم اشف مرضانا‪ ،‬وارحم موتانا‪ ،‬وأيدنا بتوفيقك‬
‫ك ‪-‬صلى‬ ‫وس نَّةَ نبيِّ َ‬
‫وتأييدك يا رب العاملني‪ ،‬اللهم انصر دينك وكتابك‪ُ ،‬‬
‫اهلل عليه وس لم‪ -‬يا رب الع املني‪ ،‬يا حي يا قي وم يا ذا اجلالل واإلك رام‪،‬‬
‫ني‪ ،‬وأصلح لنا شأنَنا كلَّه‪،‬‬ ‫برمحتك نستغيث‪ ،‬فال تَ ِك ْلنا إىل أنفسنا طرفةَ ع ٍ‬
‫اللهم ادفع عنا الغال والوبا والربا والزنا وال زالزل واحملن وس وء الفنت‪ ،‬ما‬
‫واجلذام‬
‫َ‬ ‫ربص واجلن و َن‬ ‫راض وال َ‬
‫ظهر منها وما بطَن‪ ،‬اللهم ادفع عنَّا األم َ‬ ‫َ‬
‫األسقام‪ ،‬يا ذا اجلالل واإلكرام‪ ،‬يا ذا الطول واإلنعام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وكورونا وسيءَ‬
‫هم‬
‫اللهم اكشف الغم ة‪ ،‬اللهم اكشف الغمة عن ه ذه األم ة‪ ،‬اللهم ف ِّرج َّ‬
‫ف‬ ‫واقض ال دين عن املدينني‪ ،‬واش ِ‬
‫رب املك روبني‪ِ ،‬‬
‫َ‬ ‫املهم ومني‪ ،‬ونفِّس ك َ‬
‫مرض انا ومرضى املس لمني‪ ،‬حس بنا اهلل ونعم الوكي ل‪ ،‬حس بنا اهلل ونعم‬
‫‪ 17‬من ‪18‬‬

‫الوكيل‪ ،‬حسبنا اهلل ونعم الوكيل‪ ،‬على من آذانا وآذى مشاعر املسلمني‪،‬‬
‫يا رب العاملني‪.‬‬

‫اللهم انصر جنودن ا‪ ،‬اللهم انصر جنودن ا‪ ،‬ورج ال أمنن ا‪ ،‬املرابطني على‬
‫آج ل‪ ،‬يا ذا‬‫ثغورنا وح دودنا‪ ،‬اللهم انص رهم نص را م ؤزَّرا ع اجاًل ‪ ،‬غري ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اجلالل واإلك رام‪ ،‬اللهم احفظ مقدَّس ات املس لمني‪ ،‬اللهم احفظ‬
‫مقدَّس ات املس لمني‪ ،‬اللهم احفظ مقدس ات املس لمني‪ ،‬من الغاص بني‬
‫املعتدين‪ ،‬اللهم أنقذ املسجد األقصى‪ ،‬اللهم أنقذ املسجد األقصى‪ ،‬اللهم‬
‫عزيزا إىل يوم الدين يا رب العاملني‪.‬‬
‫أنقذ املسجد األقصى‪ ،‬واجعله شاخمًا ً‬
‫اب النَّا ِر)[الَْب َق َر ِة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(ربَّنَا آتنَا يِف ال ُّد ْنيَا َح َس نَةً َويِف اآْل خ َر ِة َح َس نَةً َوقنَا َع َذ َ‬
‫َ‬
‫‪ ،]201‬اللهم أنت اهلل ال إله إال أنت‪ ،‬أنت الغين وحنن الفق راء‪ ،‬أن زل‬
‫علينا الغيث وال جتعلنا من القانطني‪ ،‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا‪،‬‬
‫اللهم أغث قلوبنا باإلميان واليقني‪ ،‬وبالدنا ب اخلريات واألمط ار والغيث‬
‫العميم‪.‬‬
‫‪ 18‬من ‪18‬‬

‫الس ِم ِ‬
‫اب‬
‫ت الت ََّّو ُ‬ ‫ب َعلَْينَا إِن َ‬
‫َّك أَنْ َ‬ ‫يم * َوتُ ْ‬
‫يع الْ َعل ُ‬
‫ُ‬ ‫ت َّ‬ ‫(ربَّنَا َت َقبَّ ْل ِمنَّا إِن َ‬
‫َّك أَنْ َ‬ ‫َ‬
‫يم)[الَْب َق َر ِة‪ ،]128-127 :‬واغفر لنا ولوال دينا وجلميع املس لمني‬ ‫ِ‬
‫ال َّرح ُ‬
‫واملسلمات‪ ،‬األحياء منهم واألموات‪ ،‬إنك مسيع قريب جميب الدعوات‪،‬‬
‫العاملني‪.‬‬
‫َ‬ ‫وآخُر دعوانا أن احلمد هلل ِّ‬
‫رب‬ ‫ِ‬

You might also like