You are on page 1of 2

‫وهو ما يبرز لنا ظهور ثنائية المعنى والمغنى في مقامات بديع الزمان‪ ،‬وقد أشار‬ ‫ملخص العربية‬

‫عدد من القدماء إلى أن النص الهزلي للمقامة الهمذانية يخفي وراءه بعداً مختلفاً‬
‫عن ظاهره الفكاهي‪ ،‬وعلى الرغم من أن الهمذاني قد أسس مقاماته على فكرة‬
‫هزلية‪ ،‬فإن الهمذاني يمزج في أسلوبه بين الجد والهزل‪ ،‬إذ يعبر الهمذاني عن‬ ‫تهدف المقامات إلى إعطاء دروس في الدنيا والدين بقالب فكاهي سهل االستيعاب وال‬
‫طريقة توظيفه الفكاهة في إرسال رسائل جدية إلى معاصريه فهي ليست فكاهة‬ ‫يسبب الملل للقارئ‪ ،‬وهذا أحد أسباب خلود تلك المقامات‪ ،‬فحتى القارئ في يومنا‬
‫الحماميّين‬ ‫هذا يمكن أن يستمتع بها ويستفيد منها‪.‬‬
‫عبثية بال مغزى‪ ،‬وإ نما هي رداء يرتديه الهمذاني لنقد مجتمعه‪ ،‬كحادثة ّ‬
‫التي تبدو في ظاهرها مضحكة غير أنها تحمل في باطنها مظاهر تكالب الناس‬ ‫الخصائص الفنية‪:‬‬
‫على المال وظهور أهل الجمع والمنع في تلك الفترة‪ .‬إضافة إلى لجوءهما‬
‫‪ .1‬اختالف األداء اللغوي وتنوعه بين الرقة و العذوبة والغرابة والخشونة و التزام‬
‫لصاحب الحمام وهمو ما يعكس تردي أوضاع القضاء واضمحالل قيم العدل في‬
‫السجع واإلكثار من المحسنات البديعية و كثرة االستعارات وتعدد صور‬
‫ذاك العصر‪.‬‬
‫الجناس و التالعب باأللفاظ‪:‬‬
‫الثنائيات‪:‬‬
‫إذ تعتمد المقامة في صياغتها وأسلوبها على التزام السجع‪ ،‬واإلغراق في الصنعة‬
‫انبنت المقامة على جملة من الثنائيات كثنائية التكليف و اإلنجاز بين ابو فتح‬ ‫اللفظية وتوظيف غريب اللغة‪ ،‬والمحسنات البديعية المختلفة ال سيما الجناس منها‬
‫اإلسكندري وغالمه وذلك بتواتر األفعال في صيغة األمر "إختر لنا‪ "...‬وإمالئه لجملة‬ ‫" قفل–نزل‪ ,‬طويال–قليال‪ ،‬الرقعة‪-‬البقعة"‬
‫الرقعة ‪ +‬النّظافة ‪ +‬طيّب الهواء ‪ +‬اعتدال الماء"‬
‫من الشروط "واسع ّ‬ ‫وفنون البالغة المتنوعة من تشبيهات وكنايات واستعارات كـ ـ ـ ـ"خفيف اليد" وهي‬
‫كما كتب الهمذاني مقاماته بأسلوب الراوي‪ ،‬الذي يروي قصة للجمهور‪ ،‬وكان الراوي‬ ‫كناية عن صفة المهارة‪.‬‬
‫في مقاماته شخصية خيالية اسمها عيسى بن هشام‪ ،‬ويقص هو بدوره قصصا عن بطل‬
‫إضافة إلى الطباق مثال "خرج و دخل‪ ،‬شئت أم أبيت‪"...‬‬
‫السند و المتن‪ ،‬و هي‬
‫المقامات أبو الفتح اإلسكندري‪ ،‬اذ تبنى هذه المقامة على ثنائيّة ّ‬
‫ثنائيّة ترتقي إلى منزلة الثابت في شكل المقامة‪ .‬وذلك مرتبط بذلك التنازع بين ثقافة‬ ‫‪ .2‬النقد االجتماعي والسلوكي وعرض قطاعات من الحياة والميل إلى الفكاهة‬
‫والمرح وإمتاع القارئ تحت جلباب عيسى بن هشام‪:‬‬
‫المشافهة وثقافة التدوين في ذلك العصر‪ ،‬فالراوي عيسى بن هشام هو شخصية تتردد‬
‫في النص لتنقل أحداثه وتروي أقوال شخصياته بأمانة و معرفة تذكر بالرواة في علم‬
‫الحديث وتكرار هذا السند بالذات في المقامات يوحي برغبة في البحث عن نوع من‬
‫المصداقية‪.‬‬

‫إضافة إلى ثنائية المعنى والمغنى أو الظاهر والباطن (الجد والهزل) [النقد اإلجتماعي‬
‫والسلوكي]‬

‫ال يخلو النص من متعة أدبية من خالل الحبكة القصصية وعناصر التشويق واإلثارة‪ ،‬إذ‬
‫تكامل فيه السرد والوصف والحوار وبُني على ثنائية التقابل بين الرغبة وقمع الرغبة‪ ،‬بين‬
‫القيم الجميلة والقيم المتر ّدية‪ ،‬حاول من خاللها الهمذاني أن يكشف حقيقة تر ّدي القيم‬
‫في عصره ومخاطر سيطرته المال على عالقات الناس‪.‬‬

You might also like