You are on page 1of 1

‫المقدمة‪:‬‬

‫مرحبا‪ ،‬اسمي ريان‪ ،‬عمري سبعة وعشرين سنة‪ ،‬لست متزوج ‪،‬وال املك كثيرا من االصدقاء انا تقريبا وحيد‪ ،‬أعيش في شقة بسيطة‬
‫بإيجار شهري‪ ،‬واعمل في األشغال العمومية بدخل متوسط‪ ،‬انا شخص عادي مثل أي شخص آخر واعيش حياة عادية جدا‪ ،‬حياة‬
‫مملة ال شيء مميز فيها‪ ،‬لم أذهب إلى مدرسة للكتابة من قبل ولم اتعلم اي مهارات تتعلق بالكتابة‪ ،‬ولكنني قمت‪ 5‬بكتابة هذا الكتاب‬
‫ألقص بعض يومياتي‪ ،‬وال تنتظر شيء مميز فكل ما ستقرأه من أحداث هي أحداث عادية تحصل ألي شخص آخر‪ ،‬وال تتوقع أن‬
‫ترى مغامرات تغير حياتي الى أبد‪ ،‬بل ستبقى حياتي مثل ماهي‪ ،‬فأنا لست هنا بصدد جذبك لقراءة هذا الكتاب بل العكس تماما‪ ،‬فأنت‬
‫لن تستفيد شيء ولن تكتسب معلومات او مهارات جديدة بل فقط ستضيع وقتك بقراءة يوميات رجل ممل من دون أن تنتفع بشيء‪،‬‬

‫الفصل األول‪ :‬علبة الحليب‬


‫استيقظت ذات يوم من النوم متأخر بعد أن اكتشفت بأن المنبه الذي ضبطته البارحة لم يرن‪ ،‬فكان علي أن أسرع في تناول الفطور‬
‫حتى ال أتأخر عن العمل‪ ،‬وبينما أنا أعد فطوري‪ ،‬إذا بي أكتشف بأن الحليب قد إنتهى كله فما كان علي إال أن أخرج بسرعة لشراء‬
‫علبة حليب جديدة‪ ،‬خرجت مسرعا من الشقة واذا بي اجد جاري الشرطي أمامي وهو يطلب مني ان اساعده في حمل بعض‬
‫األغراض وبالرغم من أنني كنت في عجلة من أمري إال أنني عجزت عن قول "ال" فنزلنا الى الشارع‪ ،‬وقد كانت الشاحنة التي‬
‫تحمل األغراض أمام باب العمارة‪ ،‬فسلمني ثالجة حتى احملها الى باب بيته وهو حمل تلفازا‪ ،‬وبعد عناء طويل أوصلتها له وشكرني‬
‫ثم نزلت مرة اخرى الى الشارع حتى اشتري علبة الحليب التي تنقصني ‪ ،‬فاتجهت‪ 5‬صوب المتجر‪ ،‬السوبر ماركت المفضل لدي‬
‫الذي يقع الى جانب العمارة التي أقطن فيها‪ ،‬دخلت الى المتجر وكان "سمير" البائع امام الة الصراف‪ ،‬فألقيت عليه التحية ثم إتجهت‬
‫إلى الثالجة الي يتواجد فيها الحليب ولكنني تفاجئت بأن الحليب قد نفذ كله ثم عدت الى "سمير" البائع حتى أسأله‬
‫انا‪ :‬سمير‪ ،‬هل نفذ الحليب كله‬
‫سمير‪ :‬انظر في الثالجة الثانية‬
‫ذهبت لكي أرى إذا كان يوجد بعض منه في تلك الثالجة التي أخبرني عنها ولكنني لم اجد شيء‪ ،‬فعدت اليه‬
‫وقلت‪ :‬ال يوجد في هذه الثالجة أيضا‬
‫سيمر‪ :‬هل تحققت من الطابق الثاني‬
‫فنظرت في الطابق الثاني ولم اجد أيضا‬
‫قلت‪ :‬ال يوجد‬
‫سمير‪ :‬إذا لقد نفذ الحليب‪ ،‬اسف‬
‫بعد خيبة األمل هذه عدت إلى المنزل حتى أتناول فطوري دون حليب وبينما انا افتح باب الشقة سمعت‪ 5‬صوت يأتي من الداخل‪،‬‬
‫فشعرت بالذعر‪ ،‬لكنني تشجعت وبدأت بفتح الباب‪ ،‬شيئا فشيئا‪ ،‬ثم ألقيت نظرة على الشقة حتى اكتشف إذا كان أحد ما هناك في‬
‫الداخل أو ربما شيء ما وكل ما يدور في ذهني هو (هل هذا لص؟ ماذا لو كان شبح)‪ ،‬الى ان اكتشفت بأن مصدر ذلك الصوت كان‬
‫هاتفي وهو يهتز بدل ان يرن النني كنت قد نسيته بالوضع الصامت‪ 5،‬فأرتحت وذهبت ألرى من المتصل‪ ،‬فإذا بي أجد ما يفوق‬
‫العشرين مكالمة فائتة من صاحب العمل وقد كان هو من يتصل بي طوال الوقت أثناء غيابي‪ ،‬ثم إتصل مرة أخرى فرددت عليه‬
‫وقبل أن أتفوه بأي كلمة بدأ بتوبيخي بسبب عدم حضوري الى العمل حتى األن وكل عباراته كانت تدور حول كم انني مهمل وكسول‬
‫وبدون اية فائدة‪ ،‬وبعد كل هذا الصراخ علي سكت حتى يسمع إجابتي‪ ،‬فلم اعرف ماذا اقول وما كان علي إال انجيب عليه بنبرة تردد‬
‫بأنني مريض ‪ ،‬فقال‪(:‬هممم هكذا إذا‪ ،‬حسنا انا انتظر بان تحضر لي ورقة طبية فيها تشخيص مرضك)‪...‬وقطع اإلتصال‪ .‬رائع االن‬
‫علي ان اترجى الطبيب بأن يزيف لي وصفة حتى أخذها كمبرر على غيابي‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مبرر الغياب‬
‫خرجت من بيت متجها نحو العيادة لعل الطبيب يقدم لي ورقة طبية حتى أقدمها كتبرير على غيابي‪ ،‬وانا في طريقي صادفت‬
‫مجموعة من األشخاص يصورون ما يبدو كبرنامج تلفزيوني‪ ،‬نظرت إليهم قليال ثم واصلت طريقي حتى وصلت إلى العيادة‪ .‬ما إن‬
‫دخلت حتى وجدت عدداً هائال من الناس ينتظرون أدوارهم‪ ،‬لذلك كنت مضطرا إلى الجلوس واالنتظار‪ ،‬كنت جالسا على كرسي من‬
‫كراسي غرفة اإلنتظار وقد كان كرسي حديدي غير مريح لدرجة انني كنت احس بأن مؤخرتي تتحلل من كثرة الجلوس و كانت هذه‬
‫الكراسي في مجموعات كل مجموعة منهم تتكون من ثالث كراسي ملتصقة ببعضها وقد كانت تصدر صوت صرير مزعج من اقل‬
‫حركة‪ ،‬كما انني احسست‪ 5‬احيانا بأنها سوف تنكسر بي وأسقط أرضا ً في منظر محرج‪ .‬نظرت الى طاولة كانت أمامنا وكانت فوقها‬
‫مجالت قديمة‪ ،‬نعم مجالت وجرائد تاريخ صدورها كان منذ سنوات مجرد التفكير في األمر يصيبني بالغثيان‪ ،‬رفعت رأسي وكان‬
‫هناك بعض الفتيات الجميالت في الجهة المقابلة‪ ،‬كنت أتمنى أن تعجب بي أحدهن بالرغم أنني لم اكن جذابا ً إطالقا‬

You might also like