You are on page 1of 19

‫( مالحظة عامة ‪ :‬ما ستقرأه الحقا مكتوب بأسلوب روائي ‪ .

‬يصلح لفيلم قصير )‬

‫احد الليالي بعد نصف سكرة وراس ثقيلة من المشروب واالرغيلة‬


‫وكأي بداية حلم سابق احلمه ‪ ,‬عندما اضع رأسي على المخدة أبدأ التفكير بأبرز ما‬
‫حصل في هذا اليوم او بأكثر شخص كان مؤثرا فيه ‪.‬‬
‫فاذا بها تأتي الى خاطري فتاتي اللذيذة ‪ ,‬ذاك الجمال الهائل المدفون في اعماق‬
‫ذاكرتي‪ .‬والذي بدأ منذ ايام قليلة بالتجدد فيها ‪.‬‬
‫ثقلت عياني ولم اشعر اال بانني اتابع استلقائي كما انا ‪ ,‬وخطر برأسي فكرة غريبة‬
‫ماذا لو كان هناك غرفة سرية في منزلي ؟‬
‫وفي غرفتي بالذات ؟؟‬
‫ما الذي من الممكن ان يوجد فيها ؟‬
‫كان الجو صقيع وحسب ما اتذكر انني كنت متلحفا ببطانيتين على االقل ‪ ..‬فلم انا‬
‫غير مغطى ؟ واين البطانيات ؟‬

‫عندها ايقنت انني في الحلم ‪..‬و كمان عودت دماغي سابقا على ان استطيع ان احلم‬
‫بمن أشاء كيفما اشاء بمساعدة عقلي الالواعي ‪ ,‬وحالة االرهاق او الرأس الثقيلة‬
‫ساعدتني على التحكم بما ستقرأه الحقا‬

‫سيطر عليي فضولي كالعادى كي اتفحص خزانتي ‪ ,‬فتركت خيالي يصنع ما يشاء ‪,‬‬

‫وتماما كما توقعت ‪ ,‬باب قديم يشبه احد االبواب الدمشقة القديمة ‪ ..‬علمت ان ثمة‬
‫طريقة لفتحه ‪ ( ..‬محاولة فتح باب وايجاد طريقة معينة لفتحه من مسكة الباب او‬
‫دفع بعض اماكن في الحائط )‬
‫دخلت داخل الحائط ‪ ..‬كان المكان غير مألوف ‪ ,‬غرفة في منتصفها كرسي ‪ ,‬يسود‬
‫فيها اللون الرمادي‪ ,‬لوحات سريالية متنوعة لسيلفادور دالي على جدران الغرفة ‪,‬‬
‫امام الكرسي حقيبة بداخلها اجهزة غريبة ‪ .‬اقتربت من الكرسي واذ بورقة على‬
‫مسنده كتب عليه "اجلس واسترخ وفكر بمكان" ‪ ,‬استسلمت لفضولي وكنت اعلم‬
‫اني انا بداخل حلمي اتحكم به لكن سرعان ما نسيت هذه الفكرة مباشرة ‪.‬‬
‫جلست واسترخيت عبر عدة انفاس طويلة و استلقاء تام دون أي حركة ‪ -‬شهيق‬
‫وزفير حتى بدات اشعر بدوخة في رأسي ‪.‬‬

‫اول مكان خطر في بالي هو بلد صديقتي عذراء ‪ ,‬ال اعرف اسم مدينتها ‪ ,‬و منزل‬
‫تخيلي يشبه منزال رأيته بأحد افالم السينما العالقة بذاكرتي ‪ ,‬يتالف من طابقين و‬
‫حديقة متواضعة امامه ‪ ,‬وشارع خال من اي شيء عدا االشجارعلى الجوانب ‪.‬‬
‫علمت حينها اني سأغفو داخل حلمي إن استمريت باالسترخاء والهدوء والتفكير بهذا‬
‫المكان وانا مغمض عيني‬
‫فتحت عيني بسرعة ‪ ..‬فإذا بي واقفا امام هذا المنزل ‪ ,‬ال اعلم ما الذي جعلني‬
‫اشعر انها في الطابق األعلى ‪ ,‬وبما انني اعرف بأني أحلم واعلم بقدرتي على‬
‫التحكم بالحلم ‪ ,‬جعلت جميع من في المنزل نائمين نوما ثقيال ‪ ,‬صعدت الى األعلى‬
‫بخطوات حذرة ال اعلم لما كنت حذرا مع العلم أني انا من يسيطرعلى الحلم ‪.‬‬
‫وصلت غرفتها ‪ ..‬ودخلت ‪ ..‬دون احداث اي ضجة ‪.‬‬
‫لما رأيتها انتفض قلبي من مكانه واحسست بدفعة قشعريرة تسري في جسدي ‪.‬‬
‫كم من السنين ؟ ست ؟ ام سبع ؟ لم اعد اذكر اخر مرة التقيتها ‪ ,‬ابتسمت فيما كانت‬
‫مستلقية كطفلة بريئة نائمة تفوح منها رائحة الليمون والصابون ‪ ,‬غارقة بنومها‬
‫العميق ‪ ,‬كم كنت مشتاقا الحضنها واستمع لنبضها الهادئ‪.‬‬
‫قررت حينها ان ايقظها ‪ ..‬رحت اناديها بصوت هادئ قرب اذنيها‬
‫((‪ ..‬عدرا ‪.....‬‬
‫عدرا ‪.. ..‬‬
‫صغيرتي ))‬
‫لم تستجب كأني لم افعل شيء ‪ ...‬ال ردة فعل وال اي استجابة ‪ ,‬علمت ان شيء‬
‫ما خاطئ ‪ ,‬تسائلت كيف ال تستمع الي ؟ وال تتاثر ؟ انا من يتحكم بحلمي ‪ ..‬؟؟؟‬
‫كيف هذا؟؟؟؟؟؟ ‪ .‬انا من خلقت هذه الصورة والمكان !! من ذاكرتي انا !!! ما‬
‫االمر ؟؟ حلمي !!!!!؟؟؟؟؟؟؟‬
‫نعم حلمي ‪,‬‬
‫انا مسيطر على حلمي انا !!! وليس حلمها هي ‪.‬‬
‫بعد التفكير‪ ,‬خطر برأسي فكرة جريئة ‪,‬لما ال اشاركها حلمها ؟؟ نعم حلمها ‪,‬‬
‫حلمها هي ‪ ,‬بما ان كل ما يحدث ‪ ,‬يحدث في الوعي عقلي أنا ‪ ,‬خلف خزانتي في‬
‫الغرفة السرية ‪ ,‬وهو جزء من الواعي عقلي الحقيقي (جسدي الحقيقي الحقيقي‬
‫المستلقي على السرير ) ‪,‬اذا ‪...‬انامحتاج الى ان اتبع نفس الطريقة التي دخلت بها‬
‫في الوعي عقلي الثاني ‪ ,‬اذا‪ ...‬كيف سأتصل بالوعيها هي ؟؟؟؟؟؟؟ ‪.‬‬
‫ساتبع نفس الخطوات السابقة االسترخاء والتفكير والتركيز و التنفس بهدوء ‪,‬‬
‫ايقنت لحظتها اني سألقا روحها حية أمامي ‪ ,‬استلقيت جانبها على السرير‪ ,‬قلبي‬
‫اصبح سريع الخفقان لشدة تأثري بالفكرة هدئت‪ ..‬ثم بدأت التنفس العميق‬
‫واالسترخاء ‪.‬‬
‫بدأت عيناي تغرقان بنوم عميق ‪ ,‬ال اعلم متى اصبحت بهذا المكان ‪ ,‬مدينة تشبه‬
‫الى حد كبير دمشق ‪ ,‬بحرة دمشقية متناسقة وبيت عربي كبير يشبه قصرالعظم او‬
‫مطعم بيت جبري ‪ ,‬ياسمينة تسلقت اغصانها الى اعال سقف المنزل وتدلت وردات‬
‫الياسمين على معظم جدران هذا البيت ‪ ,‬لم استطع الشعور ان كان الجو صباحا‬
‫باكرا او غروبا ‪ ,‬اخذني المنظر حتى لدرجة أني نسيت لما انا هنا ‪.‬‬
‫صحيح ‪ !!!! ....‬تذكرت ‪!!!!!.‬‬
‫فإذا بيد رقيقة تلمس كتفي وصوت من الخلف يأتي ‪ ...‬ويقول‬
‫((انا هون))‬
‫تجمدت في مكاني لحظتها ودق قلبي ‪ ,‬التفت نحوها ببطئ‬
‫فإذا بفتاتي الرقيقة ‪,‬عسلية واسعة العينين ‪ ,‬تفوقني طوال بحوالي ‪ 4‬اصابع ‪ ,‬فائقة‬
‫الجمال ‪ ,‬تلبس ثوبا رقيق الملمس ‪ ,‬فاتحا اصفر اللون يكشف خالله من جسدها اكثر‬
‫مما يستر منه ‪ ,‬تضع على شعرها الطويل المنسدل على صدرها وجسدها االنثوي‬
‫حلقة من وردات الياسمين المتفتحة الفتية‪.‬‬
‫احسست حينها ان الزمن قد بدا بطيئا جدا الى حد كاد ان يتوقف تماااما ‪ ,‬ال اعلم ما‬
‫كانت تقول فقد كنت شارد الذهن تمااما بموجة الجمال واالنوثة الهائلة المنبعثة منها‪.‬‬
‫عاد الزمن للتحرك من جديد عندما سمعتها تقول ‪:‬‬

‫((انت معي؟؟ عم تسمعني ؟؟‬


‫كيف اجيت ؟؟ هي مدينتي ؟؟ وهي بيتي كل ما بحب كون لوحدي بجي لهون ‪ ,‬و‬
‫كل ما بكون حزينة او فرحانة او حتى عم صلي بجي بقعد هون ‪ ,‬بحب الياسمين‬
‫وبحب الشام وبحب عالمي ‪ ,‬يلي فاجأني انك انت هون ‪,‬كتير متغير علي‪ ,‬كيف‬
‫اجيت لعندي ‪ ,‬ما حدا زارني لهون وال حدا بيعرف عن عالمي هاد‪ ,‬كيف انت‬
‫اجيت ؟؟ حكيلي لي ساكت انت معي ؟؟!! عم تسمعني ؟؟!! ))‬
‫هرت حينها دمعتين على خدي ‪ ,‬وانا مبتسم ابتسامة فرح ‪ ,‬ضممتها بشدة بين‬
‫ذراعي ‪ ,‬شممتها بعمق ‪ ,‬كمن يشتم رائح عطر جذابة ‪ ,‬كان جسدها دافئا مفعما‬
‫بطاقة الحياة والفرح ‪ ,‬لم تكن رائحة االستحمام تلك ‪ ,‬بل كانت رائحة شابة رقيقة‬
‫ممتلئة باالنوثة والحيوية ‪ ,‬ضممنا بعضنا حوالي الدقيقتين ‪ ,‬لم ينطق احدنا باي‬
‫كلمة ‪ ,‬لم اجب على اي من تساؤالتها ‪ ,‬فقد كنت اعلم ان ما يجري هو في عقلي انا‬
‫فانا من احضرتها الى عالمي حقا ولست انا من دخل عالمها ‪ ,‬فالمكان الدمشقي هو‬
‫ما اعشقه انا ‪ ,‬اما تلك الهيئة التي أتتني بها فهي كما اراها حقيقة‪.‬‬
‫جلسنا بالقرب من بحرة تتوسط الدار‪ ,‬ننظر بعينيي بعضنا ‪ ,‬و كل منا يتفحص‬
‫االخر بعينيه ‪ ,‬ابتسامتنا عريضة مرسومة على وجهينا والصمت يعوم المكان ‪,‬‬
‫فقالت لي ‪:‬‬
‫((خدني على اكتر مكان انت بتحبو‪ ,‬انت عايش حياتك بالشام وبتعرف الجمال‬
‫الموجود فيا‪ ..‬انا ما بعرف اال هاد البيت‪)) .‬‬
‫فقلت ‪:‬‬
‫((ليكي انا ما عم صدق عيوني ‪ ..‬ما بعرف ازا هالشي حقيقي او ال ‪ ..‬بس الي‬
‫بعرفو انو ما رح خليكي تروحي بدون ما اشبع منك وشبعك مني ))‬
‫(وانا اداعب وجنتها بيدي) (( حتى لو كنا بعاد عن بعض بالمسافات قلوبنا رح‬
‫تضال بتحكي ‪ ,‬ورح تبقى قادرة تتجاوز كل المسافات مهما كانت بعيدة وطويلة (‬
‫لمست وجنتها االخرى بيدي األخرى ) (( رح اخدك على عالمي انا هالمرة شو‬
‫رأيك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ‪.)) .‬‬

‫مشينا الى احد غرف البيت العربي ‪ ,‬كانت خطواتها سريعة لعوبة كطفلة ذاهبة الى‬
‫مدينة المالهي ‪ ,‬علمتها كيفية االسترخاء ‪,‬استلقينا و امسكنا يدي بعضنا واغمضنا‬
‫عينانا معا ‪.‬‬

‫أصبحنا في مكان ما في الشام ‪ ,‬حديقة النيربين‬


‫قلت لها ‪(( :‬هاد المكان انا كمان بجي عليه وقت بكون ضايج وكتير تعبان او معي‬
‫حدا مهم بحياتي ‪ ,‬بعتبرو مخبأي السري من العالم ‪ ,‬ما حدا بيعرف فيه او بيخطر‬
‫ببالو يقعد هون مع العلم انودائما مفتوح وموجود ‪ ,‬قبل ما ندخل عهاد المكان بدي‬
‫منك تغمضي عيونك وتعملي كل الي بقلك عليه ‪ ,‬امسكي بأيدي انا رح كون‬
‫عيونك ومشيكي ‪ ,‬محضرلك مفاجأة ‪ ,‬موافقة ؟؟ ))‬
‫ردت ‪ :‬انا موافقة ‪.‬‬

‫قمت بتغطية عينيها بمنديل قماشي رقيق عليه زخرفات معقدة‪ ,‬لونه موف ‪.‬‬
‫الحديقة كانت عبارة عن عدة ادراج عالية ‪ ,‬سبع طبقات متدرجة فوق بعضها كل‬
‫طبقة فيها الوان واشكال ازهار واشجار وروائح تختلف عن التي تليها ‪ ,‬مع كل‬
‫طبقة كنا نصعدها كنت ممسكا بيدها اليمنى ويدي األخرى تالمس خصرها حتى‬
‫اسندها كي ال تخطو خطوة خاطئة ‪ ,‬كان لون السماء ببداية الغروب ‪ ,‬و شمس‬
‫لطيفة بنهايتها من اليوم ‪.‬‬
‫هذه المدينة التي نسجتها من عقلي نفسها دمشق لكن خالية من اي بشر اال انا وهي‬
‫و االلوان الكثيرةالتي تحيط بلحدائق التي حولنا على امد نظرنا ‪.‬‬
‫صعدنا الى اخر درجة موجودة في الحديقة وقفنا على الدرابزين ‪ ,‬كنت واقفا خلفها‬
‫ممسكا بذراعها بيد وبخصرها باليد االخرى وقفنا حوالي الدقيقة دون اي كالم حتى‬
‫التقطنا انفاسنا ‪.‬‬

‫((جاهزة ؟‬
‫اي جاهزة ))‬
‫( قمت بفك المنديل عن عينيها ) تركت يدها و امسكت برقة خصرها بيدي‬
‫االثنتين ‪..‬‬
‫شو رأيك بهاد المكان ؟‬
‫كانت الشام كلها مكشوفة ٌامامنا ‪ ,‬اضواء المنازل والبنايات ‪ ,‬دار االوبرا ‪ ,‬ساحة‬
‫االموويين ‪ ,‬دمشق القديمة ‪ ,‬الحميدية ‪ ,‬كلها مكشوفة امامنا‬
‫فردت ‪ ( :‬بتفاجؤ )‪..‬‬
‫(( يا اللللهيييي شو هااااااااااد ‪ ...‬هالمكان عنجد بالشام موجود ؟ ؟؟؟ ؟؟ كيف انا‬
‫وقت كنت بسوريا ما اجيت لهون ؟؟ وال عرفت هاد المكان ‪ (..‬بقهقهة خفيفة تدل‬
‫على االندهاش ) ))‬
‫((ليكني عم عرفك عليه و هالمرة معي ‪)) ):‬‬
‫( اقتربت منها حتى المس خدي األيسر خدها االيمن وصرت اهمس بأذنيها عن‬
‫قرب بصوتي الهادئ )‬
‫(( قبل ما تسافرتي والتقينا مرة بالمركز ‪ ,‬من زمان تمنيت لو اقدر اخدك مشوار‬
‫ونطلع لحالنا ومشيكي بهاد العالم ‪,‬‬
‫عفكرة بهداك اليوم كنت منفصل عن بنت كنا انا وهي بعالقة حب طويلة بس وقت‬
‫شفتك وضميتيني بقوة يومتا ‪ ,‬خليتيني انسا كلشي مؤلم كنت عم عيشو معا بسبب‬
‫الخيانة ‪ ,‬لهلق بتزكر هداك اليوم ‪ ,‬اعتبريا هي تعويض عن هديك الضمة ‪, ):‬‬
‫يمكن الكالم ما بيكفي ألحكيلك شوانتي بتعنيلي‪ ,‬كنتي انتي اول حدا بحياتي‬
‫بتواصل معو بالعيون وبس ‪ ,‬و بدون ما احكي اي كلمة ‪ ,‬مع العلم انا ماني جديد‬
‫عالحب او عالعالقة العاطفية بس كنتي انتي اول حدا بيخليني اتعرف عهي اللغة ‪,‬‬
‫كنت اتمسخر عأي حدا بيقول اعجاب من اول نظرة او العيون بتحكي او هي‬
‫المفردات الي كنت اعتبرا تفاهة ‪ ,‬بس معك كان الشي مختلف ‪ ,‬بيكفي انك تطلعي‬
‫فيي مرة وحدة بالكورال حتى تخربطيني كلي من فوق لتحت ‪ ,‬لدرجة انو ارجع‬
‫على بيتي وحتى بوقت متأخر بباب توما وانا عم امشي ‪ ,‬ارجع استذكر نظراتك‬
‫بزاكرتي ‪ ,‬عيونك بيوجعو ‪ ,‬بيوجعو القلب كتير‪ ,‬بتعرفي ليش ‪.,.‬؟؟ ألن ما بينشبع‬
‫منهن ( ابتسامة مع المحافظة على التون بالكالم _ صمت لثواني ثم أكمل قائال ) ))‬
‫((بهي اللحظة وانا عم شوفك من جديد بهاد الحلم ‪ ,‬وكأنو الزمن كان كل يوم بعد‬
‫يوم من هديك األيام لهلق كان يحط جواتك شي مميز ‪ ,‬يحط فيكي لمسة سرية ‪ ,‬اي‬
‫لمسة سرية ما بعرف شو هي اللمسة‬
‫يمكن رقة‬
‫يمكن انوثة‬
‫يمكن جرأة‬
‫و يمكن كتير اشيا‬
‫ويمكن كلن سوى ‪ ..‬ويوم بعد يوم عم تكوني انضج واحال وألز وعم تنبضي‬
‫باألنوثة والجمال االلهي‬
‫ما بعرف وقت رح تكبري اكتر لوين رح توصلي بجمالك‪.‬‬
‫ما عم احكي عن جمالك جسديا بس ‪ ,‬كمان عم احكي عن روحك الصافية ‪ ,‬يمكن‬
‫تحسيني انو عم بالغ شوي بكالمي ه ه ‪ ..‬بس يمكن الني عم احلم بهي اللحظة من‬
‫زمان ‪ ..‬وعم خليكي متل ما انا حابب شوفك ‪ ,‬كتير فيكي اشيا متكاملة ‪ ,‬بحبا تكون‬
‫موجودة بأي بنت ‪ ..‬صح مانك سودا حبشية متل ما انا بحب وبيغريني بس عندك‬
‫اشيا‬
‫اهم بكتير من الي انا بحبو ))‬
‫تقاطعني وتقول ‪:‬‬
‫((اهم بكتير ؟؟؟ متل شو ؟ ))‬
‫أرد قائال ‪:‬‬
‫((بيعجبني فيكي انك ‪ ... ...‬انك ‪ (( ....‬صمت ))‬

‫ننظر بعيني بعض‪ ..‬ابتسامة من كلينا ‪ ...‬بينما اتكلم المس خدها االيسر وأقول ‪:‬‬
‫((بيعجبني انك حدا غير متوقع ‪ ,‬وكتير ممكن تفاجئيني ‪ ,‬ما بعرف كيف وليش‬
‫بحس انك هيك ‪ ,‬بحسك حدا قوي بالرغم انك حساسة وطيبة ‪ ,‬بحسك لئيمة ونفسية‬
‫بالرغم من انك عقالنية وكمان بحسك طماعة ‪ ,‬و بنفس الوقت ممكن يكون فيكي كل‬
‫هدول االشيا المتناقضة مجتمعة سوى ‪ ,‬بس االحلى انك انتي عندك القدرة تتحكمي‬
‫فيهن كلن هدول ‪ ,‬هي االشيا بتخليكي بنظري فريدة من نوعك ))‬

‫تبتسم ابتسامة عريضة تحمر خدودها و تحني نظرها لالسفل خجال ‪.‬‬
‫ينتهي المشهد بعدة مناظر ونحن نتمشى في طبقات الحديقة المختلفة ‪ ,‬نقطف بعض‬
‫الورود الملونة ونلعب كاالطفال بأي شيء موجود هناك ‪.‬‬

‫المرحلة التالية من الحلم ‪:‬‬


‫ننزل من الحديقة تكون دراجتي الهوائية جاهزة‪ ,‬نركب و ننطلق الى دار االوبرا او‬
‫المعهد العالي للفنون المسرحية‬
‫((تمسكي فيي بقوة رح تكون سريعة الن نحنا على جبل ))ينتهي المشهد ‪.‬‬

‫نصل دار االوبرا و نستقر على شرفة تطل على جبل قاسيون‬
‫ال يوجد طالب في المعهد ‪ ,‬الجو غروب ممزوج باول الليل ‪ ,‬السماء حمراء وفيها‬
‫قليل من اللون االزرق البنفسجي ‪ ,‬الشجرة الكبيرة امامنا مخضرة ‪ ,‬واضواء دار‬
‫االوبرا في البهو العام مضاءة ‪.‬‬
‫نقف ونحن نتأمل المنظر على الشرفة (صمت )‬
‫ابدأ انا بالكالم وأقول ‪:‬‬
‫((مو حابة تقليلي شي او تحكي شي ‪ ,‬عبالي اسمعك عم تفكري ‪ ,‬فكري بصوت‬
‫عالي ما تسكتي يمكن ما نقدر نرجع نلتقي مرة تانية )) ( صمت وهي مبتسمة )‬
‫كالنا ينظربعيدا الى الجبل والشجرة واالضواء‪.‬‬
‫( صوت جرس يشبه هاتف ‪ ,‬يرن جرس يشبه رنة هاتف قديم في بيت مظلم ال‬
‫يوجد موسيقى تصويرية للمشهد فقط صمت عام وصوت حفيف االشجار مع‬
‫صوت هذا الجرس الذي يبدو بعيدا ثم يعلو شيئا فشيئا‪ ..‬أكثر وأكثر )‬
‫((سمعانة ؟؟ صوت غريب ‪,‬شو هاد الصوت ؟ ))‬
‫(يصبح صوت الهاتف الرنان واضحا تماما وقريبا جدا كأنه يرن بأذني )‬
‫اتفاجأ انا وكأنني نسيت شيئا او تذكرت شيئا او ادركت شيئا ‪.‬‬
‫أقفز من مكاني بسرعة وامسكها من كتفيها واقول ‪:‬‬
‫(( اوعك تتحركي وما تخافي ‪ ..‬انا بيجوز اختفي ‪ ..‬التليفون بغرفتي عم يرن واكيد‬
‫رح فيق ‪ ..‬التليفون عم يرن وبما انو سمعناه هون تنيناتنا معناها صرلو زمان عم‬
‫يرن وبما اني ادركت هاد الشي ف انا متاكد انو رح فيق ‪,‬ال تخافي وعديني انو ما‬
‫تخافي و عديني انو ما رح تتحركي ‪ ..‬وعديني !!!!! ‪ ..‬رح ارجعلك ما شبعت‬
‫منك ابداا ))‪.‬‬

‫عند ابتعادي عنها تبقى ممسكة بيدي الى ان اختفي اشعر حينها انني نسحب انسحابا‬
‫عنيفا للخلف ‪..‬‬
‫اجد نفسي مستقيظا في غرفتي على سريري وصوت الهاتف يرن ثم ينفصل‪,‬‬
‫وضعت الهاتف صامت ثم نظرت الى الخزانة نظرة سريعة ‪,‬علمت ان كل ما‬
‫يجري هو حلم ‪ ..‬واريد بشدة ان اكمله ‪ ,‬استلقيت على ضهري واسترخيت وظللت‬
‫اردد برأسي ما كنت اردده لنفسي داخل الحلم ( ال تحرك وال عضلة ‪ ..‬استرخي‬
‫وبس هلق بترجع تغفى ) الى ان بدأت اغفو من جديد ‪.‬‬
‫اقل من دقيقتين كنت قد غفوت تماما و بدأ عقلي يستجمع مابدأت به ‪.‬‬
‫مشهد العودة ‪:‬‬
‫المكان ‪ :‬المعهد العالي للموسيقى البهو العام ‪,‬ال يوجد احد في المعهد ‪ ,‬قاعة الرقص‬
‫في الطابق الثاني مرايا على جميع جدرانها‪ ,‬منتصف الليل ‪ ,‬بيانو في منتصف‬
‫القاعة ‪ ,‬ضوء ازرق غامق ليلي خفيف جدا قادم من لون السماء التي يضيئها‬
‫ضوء القمر ‪ ,‬وصوت بكاء احد ما‪.‬‬
‫صعدت على االدراج الى ان وصلت الى هذه القاعة لمحت على بابها المنديل‬
‫الذي غطيت به عينيها في الحديقة ‪.‬‬
‫داخل القاعة وجدتها جالسة متقوقعة على نفسهة الى جانب البيانو يسترها ثوب‬
‫ابيض رقيق طويل يصل اسفل فخذيها بقليل ‪ ,‬ترتدي بقدميها البيلورينا التي‬
‫يستعملنها راقصات الباليه ‪ ,,,‬تبكي ‪ ,,,,‬شعرها مبعثرعلى وجهها ‪ ,‬وطوق‬
‫الياسمين موضوع امام قدميها ‪.‬‬

‫دخلت القاعة ‪ ..‬كنت مذعورا مما اراه ‪ ,‬تقدمت اليها بخطوات سريعة ملهوفة‬
‫اتفحصها ‪..‬‬

‫((عدرا ‪....‬‬
‫عدرا ‪....‬‬
‫شو في ‪..‬‬
‫لي هيك صار ‪...‬‬
‫انتي منيحة ‪ ..‬؟؟ ( المس شعرها ) ‪..‬‬
‫يا عمري ردي عليي انا جمبك ما لحقت غيب شو صار ‪ ..‬لي هيك ‪)) .‬‬
‫( رفعت رأسها ‪ ..‬دون ان تغير وضعية جلستها )‬
‫((انت ؟؟؟؟؟)) ( دموع على الوجه وعيون حمراء ) صمت ‪...‬‬
‫((احكي عدرا خوفتيني ‪ ( )) ..‬وانا امسح دموعها بيدي االنتين ) انا اسف عدرا‬
‫طولت عليكي شي ‪.‬؟‬
‫هي تبدأ بصراخ جنوني يدل على قهر ‪ ,‬تتحرك من مكانها بوضعية كالم هجومية‬
‫((عم تحكي جد ‪ ..‬طولت عليكي ‪.‬؟؟ ))‬
‫تدفعني بكل ما أتاها من القوة الى ان أوقعتني ارضا‪,‬‬

‫(( سنتيييييييين ‪ ..‬سنتين ‪ ...‬بتتركني هون ‪ ..........‬لحالي ‪)) .....‬‬


‫صمت‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫تصفعني بشدة على وجهي مباشرة ‪...‬‬

‫صمت ‪..‬‬

‫ثم‬
‫تنفجر هي بكاء ‪....... ..‬‬

‫اقتربت منها ‪ ,‬حضنتها بين يديي كأني احضن طفلة صغيرة ‪.‬‬
‫(( سامحيني ‪ ..‬نسيت انو نحنا بقلب ‪ 3‬منامات جوا بعض ونسيت انو دماغنا عم‬
‫يشتغل بسرعة ‪ 3‬اضعاف الزمن الطبيعي ‪ ,‬فأكيد الزمن رح يصير بطيء بالنسبة‬
‫للشخص الموجود بالمستوى التالت ‪ ,‬انا غبت اقل من خمس دقايق ‪...‬‬
‫سامحيني ‪....‬‬
‫بترجاكي ‪...‬‬
‫ما بعرف شو الكلمة يلي بتخليكي تهدي ‪ ....‬بس انا بستاهل هالكف منك ))‬

‫تتفاعل هي معي ‪ ,‬و تضمني هي بقوة ايضا ‪.‬‬


‫( انا وهي نجلس على االرض و على يميننا البيانو انظر الى انعكاسنا على المرايا‬
‫فال اجد انعكاسها ابدا ‪ ,‬المس شعرها واحضنها بين يدي فتقوم بضمي بقوة اكبر‪,‬‬
‫فأشعر حينها بحرارة دموعها على رقبتي ‪.‬‬
‫نهدأ قليال ‪ ..‬ثم اقول ‪:‬‬

‫((قومي معي انا بعرف كيف عوضك ‪)) ..‬‬


‫جلسنا امام البيانو ‪ ..‬بدأت اعزف مقطوعة ضوء القمر لبيتهوفن ‪ ,‬هدأت هي تماما‪,‬‬
‫وامالت راسها على كتفي وبدأت تظهر عالمات ااالرتياح والطمأنينة عليها ‪.‬‬

‫كان صوت البيانو مشوها غير مفهوم وغير واضح ‪ ,‬وال اعلم كيف قررت انها‬
‫مقطوعة ضوء القمر ‪ ..‬ربما ذلك النها خطرت برأسي حينها ‪ ,‬او الن القمر كان‬
‫بدرا ليلتها ‪ ,‬وكلما تقدمت في المقطوعة اصبح العزف مشوها اكثر واصبحت‬
‫اصابعي ثقيلة اكثر وغير منتظمة ‪.‬‬
‫لم اشعر انها تكترث ‪ ,‬لم اشعر انها تستمع اصال ‪ ,‬كل ما كانت تحتاجه هو حضن‬
‫يخبئها ‪ ,‬حضن دافئ يشعرها بالمأنينة والسالم ‪.‬‬
‫كنت متضايقا من الصوت و العزف المشوه ‪ ,‬اوقفت العزف التفت اليها وقلت‪:‬‬

‫(( ه ه ‪ ..‬لك حتى لما جربت عوضك ما قدرت ‪ ,‬نسيت انو نحنا بحلمين مختلفين ‪.‬‬
‫وكل حلم بيشوه تفصيل دقيق اكتر من يلي قبل فما ببالك انو نحنا جوا ‪ 4‬احالم عم‬
‫تشوه فكرة العزف براسي ‪ ,‬سامحيني من جديد ))‬

‫اضع يدي االثنتين على ركبتيي واطأطئ رأسي الى االسفل كأنني نادم على ذلك ‪.‬‬
‫تضع هي يدها على يدي وتبادر الول مرة منذ ان بدأت الحلم ‪ ..‬وتقول ‪:‬‬

‫(( شتقتلك كتير ‪.........‬‬


‫شتقتلك وشتقت لكلماتك ‪ ..‬ولألمان يلي بحسو بين ايديك ‪ ...‬شتقت تحكيلي عني‬
‫وتوصفني ‪ ..‬شتقت تقلي صغيرتي ‪ ,‬شتقت تقلي عذرائي او طفلتي ‪ ,‬ال تبعد مرة‬
‫تانية شتقتلك كتير من قلبي ))‬

‫المس خديها بيدي ‪....‬‬

‫((كنت مفكرك نفسية بس ‪ ......‬اكتشفت اني بحبك وانتي نفسية حتى )‬

‫نبتسم معا ‪ .....‬المح المنديل على باب القاعة ‪,‬‬


‫نذهب باتجاه الباب ‪..‬‬

‫((عطيني ايدك ‪ )) ..‬واربطه على معصمها ‪ ((..‬هاد رح يكون زكرى مني ) كل‬
‫ما تطلعي فيه ‪ .‬تزكريني اني موجود ‪.‬‬
‫تبتسم ‪..‬‬

‫صمت لثواني‬
‫((ما عندك رد فعل اهدى من هيك ‪ (_)) -_-‬بمسخرة )‬

‫فتقول هي قبل ان نخرج من القاعة ‪:‬‬

‫((استنى ‪.‬‬

‫غمض عيونك ووعدني ما تفتح ابدا ‪)).‬‬


‫اغمضت عيني ‪..‬‬
‫ظللت اشعر بخطواتها وصوت انفاسها يقترب اكثر فأكثر ينتقل بين ‪left , right‬‬

‫لم اشعر اال وشفتاها تالمس شفتاي ‪ ..‬ولم استطع فتح عيني حينها‪ ..‬سرعان ما‬
‫اصبحنا مدموجين تمااما كانت القبلة طويلة شغوفة ومليئة باشتياق عظيم ‪ ..‬كان‬
‫صوت القبلة الشرهة يمأل المكان ‪ ,‬شفتانا تداعبان بعضهما بجوع‪ ..‬لم نشعراال‬
‫وأننا جالسان على االرض نتابع قبلتنا ‪.‬‬
‫كلما بدأ احد بتقبيل االخر بطريقة ما ‪ ,‬كان االخر يبادربفكرة جديدة او طريقة‬
‫مختلفة في التقبيل ‪ ,‬كأننا نعبر عما ال يستطيع الكالم والعيون التعبيرعنه ‪ ,‬نقبل‬
‫بعض بمهارة عالية ‪ ,‬نفرغ ما في دواخلنا بهذه القبلة الطويلة التي استمرت حوالي‬
‫‪ 7‬دقائق متواصلة‬

‫كانت دقات قلبينا تخفق بشدة ‪ ..‬استرقت النظر اليها ببعض لحظات من قبلتنا ‪..‬‬
‫كانت غارقة تماااما بنشوة هائلة ال تقوى على فتح عينيها من شدتها ‪,‬‬
‫كان طعم شفتيها كطعم الورد انا ايضا احسست بتلك النشوة العظيمة ‪ ,‬كأنني كنت‬
‫قد شربت زجاجة من النبيذ االحمر المعتق او كأني وصلت برحلة سريعة الى الجنة‬
‫وعدت مجددا منها ‪ ,‬اصبحنا مخدران مما حصل ‪ ,‬كل منا غارق بنشوته ‪.‬‬
‫عندما فتحنا عينينا بعدما صحونا من النشوة ‪ ,‬كنت المس اذنها اليمنى واداعب‬
‫خديها وهي كانت تلمس شفتي وتداعب ذقني ونحن ننظر بعيني بعضنا ونبتسم‬
‫ابتسامة اثمة نحيي بعضنا على هذه الخطئية الجميلة التي سنكررها مؤكدا في‬
‫المستقبل الحقيقي ‪..‬‬

‫نسمع صوت الجرس ‪ .‬السابق ‪. ..‬تختفي االضاءة ‪ (...‬الكاميرا تبتعد عنا )‬

‫انا استيقض ‪.‬‬

‫المشهد النهائي ‪:‬‬

‫مشهد االستيقاظ‬
‫(سقف غرفتي)‬
‫في غرفتي ‪ ..‬صوت العصافير تزقزق ‪ ..‬وصوت التليفون االرضي يرن ‪ ,‬صباحا‬

‫في غرفتها ‪ ..‬مازالت نائمة ‪ ..‬يدها موضوعة قريبا من رأسها ‪.‬مربوط على‬
‫معصمها المنديل الموف ‪..‬‬
‫تفتح عينيها ‪ ..‬تتثائب بهدوء ‪ .‬تسقط يدها على المخدة كما كانت ‪ .‬وتنظر الى‬
‫المنديل لعشر ثواني‪ .. ..‬تختفي االضاءة ‪..‬‬
‫النهاية‬

‫‪.‬‬
‫افكار للجزء الثاني ‪:‬‬

‫المنديل في الحقيقة ‪ ..‬التواصل في االحالم‬


‫المرايا في قاعة الرقص‬
‫المنديل عيد ميالد نورس ‪.‬‬
‫انتقال اغراض الالواعي الى الالواعي‬
‫االستيقاظ في غرفتها ‪ .‬والمنديل مربوط على يديها ‪ ..‬ثم تذكر ما حدا في الليلة‬
‫الماضية من عيد احد ما‬

You might also like