You are on page 1of 21

‫"‪"X‬‬

‫ظالم‪ .‬زمن قصير‬


‫نسمع صوت خطوات تقترب من الغرفة‬
‫( الغرفة تحتوي على كنبة ثالثية وكنبة مفردة وكرسي هزاز )‬
‫المكان مرتب بشكل بسيط ‪.‬‬
‫هناك طاولة في احد الزوايا وضع عليها بعض الكتب‬
‫باب الغرفة يظهر بوضوح للمشاهد ‪.‬‬
‫تدخل امرأة من باب الغرفة ‪.‬‬
‫هي جميلة المظهر شعرها مصفف مالبسها انيقة‬
‫تضع المفاتيح في احد الزوايا ‪.‬‬
‫تنير المكان ‪ .‬تبدو عليها انها كانت خارج المنزل لمدة ليست بقليلة‬
‫( اسبوع تقريبا ً ) نالحظ ذلك من تعاملها مع االغراض في المكان ‪.‬‬
‫تخلع مالبسه و تبقى في الشلحة ‪.‬‬
‫نالحظ بعد انارة المكان وجود كرسي هزاز يجلس عليه رجل (‪. )X‬‬

‫الرجل ايضا جميل شعره طويل وغير مرتب يرتدي بيجامة منزل مهملة‬
‫يمسك بيده سيجارة ويتأمل السقف ‪.‬‬
‫تقترب هي لتجلس على الكنبة ‪ .‬تنظر الفتاة الى الرجل دون ان تتحدث معه ‪.‬‬
‫يخرج صوت ضرب قوي من الخارج تسقط الفتاة القداحة التي كانت بيدها‬
‫ثم يقطع التيار الكهربائي ‪.‬‬
‫ظالم في المكان ‪.‬‬
‫ال نرى شيء سوى اننا نسمع صوتها وهي تتحرك وتصدر بعض الشتائم ‪.‬‬
‫الرجل على الكرسي يصدر صوت ضحكة خفيفة ساخرة ‪.‬‬
‫هي‪ :‬لم يكن أمامي خيار أخر ‪ ,‬العودة ‪.‬‬
‫بعد غياب قصير ألم تشتاق الي ؟‬
‫وهي تبحث عن القداحة ‪.‬‬
‫يبدو انها وجدتها‬
‫هو ‪ :‬بصراحة ‪ ...‬ال‬
‫تذهب وهي ممسكة بالقداحة تود ان يقوم بتشغيل االضائة البديلة‬

‫هي‪ :‬أحترم مشاعرك ‪ ,‬لكن تعلم أنا أشتقت اليك ‪...‬‬


‫هو‪ :‬هذه مشكلتك ‪...‬‬
‫اضاءة في المكان ‪ ,‬تعود الفتاة لتجلس على الكنبة‬
‫هي ‪ :‬كنت تتمنى لو أنني لم أرجع ‪.‬‬
‫هو‪ :‬انا ال أتمنى ‪ ,‬ألم تفهمي ‪...‬‬
‫هي ‪ :‬كيف ذلك ؟‬
‫هو‪ :‬ال أود التحدث كثيرا ً‬

‫أنا متعب‪...‬‬
‫البارحة اشتد الرعد‬
‫و الكهرباء لم تأتي سوى بضع ساعات قليلة‬
‫والبرد كان شديد‬
‫شعرت بالملل ألول مرة ‪...‬‬
‫صحيح اتصل هو ‪ ( ...‬صمت )‬
‫لكنني لم أستطع االجابة عليه‬

‫صمت طويل ‪...‬‬


‫في هذا االثناء تكون الفتاة واقفة أمام النافذة تتأملها‬
‫جالس في مكانه يتأمل السقف ‪.‬‬
‫ً‬ ‫و الرجل‬
‫النافذة تحتوي على ستار خشبية الستارة ال تكشف لنا الخارج اال‬
‫اذا قمنا برفع احد مفاصلها وهذا ما تقوم به الفتاة في كل مرة‬
‫عندما تقف امام النافذة‬

‫الفتاة هي تتأمل الشارع من خالل النافذة ‪ :‬جائع ؟‬


‫الرجل وهو ينظر الى السقف بإمعان ‪ :‬ال‬
‫هي ‪ :‬كيف ذلك ؟‬
‫هو ‪ :‬الم أخبركي أنني متعب كثيرا ً وال أود التحدث في االمور المعقدة ‪...‬‬
‫البارحة اشتد الرعد‬
‫و الكهرباء لم تاتي سوى بضع ساعات قليلة‬
‫شعرت بالملل ألول مرة‬
‫صمت‬
‫أخبريني‪ ....‬هل وافق المخرج على أدائك ؟‬
‫صمت ‪.‬‬

‫هي ‪:‬هل تعلم‬


‫ال انت التعلم‬
‫انا ممثلة موهوبة جدا ً‬

‫أضع الجميع فيجيبتي الصغرى‪ ,‬تلك التي التصلح لشيء‬


‫انااعلم ذلك ‪...‬‬
‫لدي الثقة الكاملة بشخصيتي و مااملك ‪.‬‬
‫لكن ماذا لو قلت لك بانني لم اعد ارغب‪...‬‬
‫يجب ان‬
‫تصدقني‬
‫فقدتها ‪ .‬ذلك الشيءالصغير يقولون عنه انه الشغف‬
‫هل سبق وشعرت به ؟‬
‫الشغف نعم الشغف‬
‫تسبقه الرغبة‬
‫وتتبعه النشوة ‪.‬‬
‫صمت‬
‫هل الزلت تسمعني‪...‬‬
‫انامملة‬
‫نعم انت عل ىحق (انامملة ) وسخيفة ايضا كلماتي التعنيك‬
‫حسنا ً سوف اذهب ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬الى أين ؟‬
‫هي‪ :‬الاعلم الى اين‬
‫الى مكان ما‬
‫اناكحولية ‪ .‬الويسكي ‪ .‬شاب جميل في البار وموسيقى‬
‫وداعا‬
‫اناسوف اذهب‬
‫الى مكان ما‬
‫حيث الهدوءوالعزلة‬
‫الخيب تأمل هناك‬
‫اعلى الجبل‬
‫فوقي تماما السماء‬
‫وتحتي حتما ً المقبرة‬
‫انااكره كوكب االرض‬
‫اكره اسمي وشخصيتي‬
‫انافاشلة‬
‫صمت ‪..‬‬
‫يعلو صوتها ‪.‬‬
‫اتحدث االن عن الفشل‬
‫اقول بانني فاشلة‬
‫بصوت عالي امام الجميع‬
‫فاشلة‬
‫تضحك‬
‫ماالعيب ‪ .‬ما العيب في ان تكون انسان فاشل ‪.‬‬
‫اساسا انا لم افهم حتى االن‬
‫من هوالناجح‬
‫وسط هذا الفشل‬
‫هو ‪" :‬يضحك"‬
‫تقترب الفتاة لتجلس بجانب الرجل وهي تشعل سيجارة ‪.‬‬
‫الفتاة ‪:‬‬
‫كانو يقولون عن الرجل الذي لم تكن زوجته تحب أم كلثوم ( منحوس )‬
‫انا لم اكن احب أم كلثوم ‪ ,‬مراهقة غبية‬
‫تمسك هاتف مرمي على الكنبة و تقوم بوضع أغنية ألم كلثوم ( األمل )‬
‫يستمعان معا ً الى األغنية ‪ ,‬بعض الوقت ‪ ,‬تحمل الفتاة نفسها مجددا ً وتذهب لتقف‬
‫امام النافذة وتتأمل الخارج مع ترديد بعض الكلمات من االغنية ‪...‬‬

‫زمن قصير يرن هاتف المنزل ‪.‬‬

‫تلتفت الفتاة باتجاه الهاتف ثم تنظر الى الرجل ‪.‬‬

‫الرجل يضحك بسخرية ‪ :‬انه هو‬

‫هي ‪ :‬ال مستحيل ‪.‬‬

‫هو‪ :‬بال هو اجيبي‬


‫هي ‪ :‬ال استطيع ‪......‬‬

‫الرجل يضحك بسخرية ‪ :‬غبية و جبانة أيضا ً‬

‫هيا اجبي عليه ‪...‬‬


‫ماذا لو كان يريد العودة ؟‬

‫الفتاة ‪ :‬العودة الي ! مستحيل ؟‬

‫س ‪ :‬مغفلة‬

‫هي ‪:‬و ماعالقتك باالمر انت ؟‬


‫ها‪ ,‬ما الذي تعرفه عن شخصيتي ؟‬
‫وغبائي ( تقترب لتجلس بجانبه ويبدو انها منفعلة جدا ً )‬
‫هل تعرف شيئا عن الذي حصل بيني وبينه‬
‫اجبني هل تعرف شيئا عن الذي حصل بيني وبينه‬

‫صمت قصير ‪ ,‬يذهب الرجل ليحضر من البراد قنينة ماء‬


‫يعود ليعطي كاس ماء للفتاة ثم يجلس على الكنبة‬

‫" صمت "‬


‫الفتاة ‪ :‬أحببته النه يعرف كيف يجعلني اغضب‬
‫يعرف كيف يجعلني اضحك‬
‫حتى عند رحيله االخير‬
‫جعلني اضحك دون توقف‬
‫دون ان ادرك حتى انه في الحقيقة سوف يرحل ‪...‬‬
‫و دون عودة‬

‫نسمع صوت طرقات على باب المنزل ينظران االثنان الى بعضهما البعض‬

‫الفتاة ‪ :‬ال أنتظر احد ‪ ,‬ماذا عنك ؟‬


‫هو ‪ :‬وال انا ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬افتح الباب ‪.‬‬
‫هو‪ :‬افعلها انت ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬ال املك الرغبة بمقابلة االخرين‬
‫هو ‪ :‬وال انا ‪.‬‬
‫هي‪ :‬من يكون ؟‬
‫هو ‪ :‬قد يكون هو ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬ال بالتأكيد ‪.‬‬
‫يتوقف جرس المنزل عن الرنين‬
‫صمت لمدة قصيرة‬
‫الفتاة تنهض من على الكنبة و تذهب الى النافذة تنظر من خاللها لتكتشف من‬
‫الذي قام برن المنزل ‪.‬‬
‫الرجل على الكنبة‬
‫هي ‪ :‬رجل سمين بلحية ‪ ,‬هل تعرف احدا على هذا الشكل‬
‫هو‪ :‬ال ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬حسنا ً افضل اننا ال نعرف ‪.‬‬
‫تلتفت الفتاة الى الرجل ثم تقترب منه وتجلس بالقرب منه ‪.‬‬

‫هي ‪:‬أحب أن أختبر في غيابه شخصيتي‬


‫أحب أنني لم أعد أعرف من هو الصحيح هنا ‪.‬‬
‫احب أنه رفضني ‪...‬‬
‫و أحب انني لم أتغير ألجله ‪.‬‬
‫أتذكر جيدا ً كل األشياء التي حدثت بيننا‬
‫اتذكر صوته حين قال ( أنني مذنبة في حق نفسي وأنني ألنني مذنبة في حق نفسي‬
‫كنت مذنبة معه )‬
‫ضعيفة أنا في غيابه ‪ ,‬تماما ً كذلك الغصن الذي قطعته البلدية‬
‫وبكينا عليه معا ‪...‬‬
‫أتمنى لو انني أملك القدرة التي تقودني الى باب منزله ألردد بصوت عالي أنني‬
‫انا التي لم تكسرها احالمها التي لم تتحق‬
‫وال الرجال من قبله‬

‫( وال وجه امي مع صديقي الشاذ في الفراش )‬


‫أنا التي تجاهلت مرارا ً كل هزات العيش الزائفة‬
‫انا التي وقعت في الفخ ألف مرة ‪.‬‬

‫كسرني هو‬
‫بكامل جماله وبساطته‬
‫دون ان يفعل شيء‬
‫فعل كل شيء‬
‫و مشى‬

‫مع شتيمته اللعينة لحبوبي المهدئة‬


‫وشخصيتي المهترئة‬
‫وحبي الضعيف له‬
‫وانكساري امام جسده‬
‫وبكائي عليه حين يتأخر دقيقتان في الحمام‬
‫ولطفي الشديد بالتعا مل مع قدميه ونحن في السرير‬
‫واحاديثي احاديثي الكثيرة و الوحيدة عنه‬
‫رحل كما ترحل االشياء الجميلة كلها‬
‫تارك خلفه الذكرى و الخسارة و الفقدان ‪.‬‬

‫هو ‪:‬رجل جميل ‪...‬بعينان عسلية‬


‫كان يجب عليك أن تكوني أذكى ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬ما الذي تقصده ؟‬
‫هو ‪ :‬كان من الضروري جدا ً ان تنتبهي أنه لم يكن رجل عادي‬
‫هي ‪ :‬ومن قال أنني لم أنتبه‬
‫هو قال ذلك ؟‬
‫هو ‪ :‬هو لم يقل شيء ‪ ,‬فقط إكتف بالرحيل‬
‫هي ‪ :‬اذا أنت من يقول أنني لم أكن أمرأة بما يكفي إلنعاش رجل وسيم ؟‬
‫هو ‪ :‬ال ‪ .‬أنا لم أقل ذلك‬
‫انا فقط أردت أن أنبهك أنكي لم تكوني منتبها كم كان جميل‬
‫رجل حقيقي ‪ ,‬مليئ بالشهوة و الجمال ‪.‬‬
‫يرمي خلفه حياة كاملة ليحظا بلحظة حب مليئة بالشهوة‬
‫هي ‪:‬عليك أن تعرف أنني كنت أدرك ذلك لكنه كان دائما ً يرغب بالمزيد‬
‫وما قدرتي انا إلعطائه المزيد ‪.‬‬
‫كان أمامي وجها ً جميالً وصوت ‪ .‬ماكنت قوية ألدافع عنه أمام خيبتي ‪.‬‬
‫هشا ً وضعيفا ً وقعت على خروجه من منزلي و اكتفيت بإحساس األلم ‪.‬‬
‫قدمان من نمرة ‪. 44‬‬

‫أتذكر كيف أخبرته في أول أسبوع من عالقتنا‬


‫هو ‪ :‬على المرأة التي تحظى بفرصة الحب مع رجل يملك نمرة‪ 44‬ان تكون ذكية و‬
‫واعية ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬صحيح ‪ .‬لم أكن ذكية أبدا ً ‪.‬‬
‫هو‪ :‬أو ربما كنت وألنك كنت ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬قدرتك على تخديري لم تعد تعنيني‬
‫هو‪:‬أنت لست وحدك ‪.‬‬
‫كنا اثنان يعرفان جيدا ً كيف يتم رفض الواقع ‪.‬‬
‫على أية حال تذكري جيدا ً ماذا قال قبل أن يرحل ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬قال أنني سوداء لعينة مغرورة و متكبرة‬
‫هو ‪ :‬قال انك مثالية أكثر من الالزم‬
‫هي ‪ :‬كان يعرف جيدا ً كيف يستخدم الكلمات‬
‫هو ‪ :‬كان يعرف جيدا ً أنكي أفضل منه بكثير‬
‫ي الى هذا الحد‬
‫هي ‪ :‬ما الذي يجعلك قو ً‬
‫رغم أنني ضعيفة الى النهاية‬
‫هو ‪ :‬الذي يجعلني قوي هو انني لم اختبر الخروج أبدا ً‬

‫هي ‪ :‬وربما النني إختتبرته وعرفت جيدا ً كل ما فيه‬


‫أعيش مهزومة وهشة و وحيدة ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬ربما النك عرفتي مافيكي ‪ .‬تعيشي مهزومة وهشة و وحيدة ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬ال أرغب أن أفهمك‬
‫لكنني أعرفك جيدا ً‬

‫تعتقد أنني سوف ارحل‬


‫تخاف مني أن أرحل‬
‫تمنعني يوميا ً من الرحيل ‪.‬‬
‫لماذا ؟ صمت خفيف و ما الذي يجعلك متمسكا ً هكذا في البقاء ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬الذي يجعلني متمسكا ً في البقاء هو انت ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬يكفي ‪ .‬أصبحت تعرف جيدا ً كيف تستخدم الكلمات تماما مثله‬
‫س ‪ :‬على مهلك قليالً ‪ ,‬الحياة ال تستحق كل ذلك‬
‫إهدئي وتأكدي ان ماحدث لم يكن النهاية ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬نعم أنت على حق ‪...‬‬
‫ماحدث كان مجرد حدث ‪.‬‬

‫هو ‪ :‬ما رأيك ان ناكل ؟‬

‫هي ‪ :‬لكنك لم تكن جائع ‪,‬‬


‫هو ‪ :‬استطيع أن أأكل معك ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬شكرا ً‬
‫يذهب الرجل الى المطبخ الذي هو جزء من الغرفة ‪ .‬يقوم بتحضير العشاء‬
‫في هذا االثناء تكون الفتاة قد اقتربت من النافذة وبدأت بتأمل الخارج من جديد‬

‫الرجل من المطبخ وهو يقوم بتحضير العشاء ‪ :‬أخبرنيي ماذا حدث معك في المدة‬
‫الماضية ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬ال شيء مهم ‪...‬‬
‫افكر ان اقدم له هدية ثمينة هذه المرة‬
‫البارحة كان عيد ميالده ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬صحيح‬
‫هي ‪ :‬هذه المرة األولى التي لم أنتبه‬
‫هذه المرة األولى التي أتناسا ذلك ألنني اريد أن ال أنتبه‬

‫يحضر الرجل الطعام من المطبخ ويقوم بوضعه على الطاولة‬

‫هو ‪:‬هل تذكري ذلك اليوم حين قابلتيه في الديسكو مع صديقته‬


‫انت لم تكوني على علم بذلك ‪ ,‬رجعتي الى المنزل حزينة ‪ ,‬ضعيفة‬
‫تشعري بالهزيمة ‪.‬‬
‫لم تتفوهي بكلمة واحدة اكتفيتي بالبكاء بعدها بفترة أتى ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬في الحقيقة هو لم يكن على ذنب ‪.‬‬
‫كل ما حدث كان خطأي أنا ‪.‬‬
‫وليس فقط معه ‪ ,‬فمنذ أن ولدت وحتى هذه اللحظة انا أمرأة خائبة ‪.‬‬
‫ال استطيع الحفاظ على كل ما ارغب بالحفاظ عليه‬
‫هو رحل ‪ .‬هو قال انني انا السبب الوحيد في رحيله ‪ .‬ووصفني بالغبية مرارا ً‬

‫كان على حق ‪ .‬انتبه االن انه كان على حق‬


‫انا غبية‬
‫صمت‬
‫الرجل يجلس ويقوم بسكب الشاي ‪.‬‬
‫الفتاة وهي تتامل الخارج ‪:‬كان دائما على حق‬
‫حتى حين اخبرني ان افكاري هي التي قتلتني كان على حق‬
‫نعم ‪ ,‬االفكار ‪ ,‬و حدها االفكار الثقيلة تقتل اصحابها‬
‫احالمي لم تكن على مقاسي‬
‫كانت اكبر من حجمي بكثير‬
‫لم اقوى على حملها ‪ ,‬أسقطها منتصف الطريق ‪ ,‬في مكان أجهله‬
‫حيث انني ال استطيع العودة و البحث و البدء من جديد‬
‫أسقطها واستسلمت عدت الى منزلي احمل الخيبة على اكتافي غير مدركة لخسارتي‬
‫انسانة غبية وقتها اخبرته و اذكر كيف تحدث عن امله الذي خاب بي ‪.‬‬
‫لكن في الحقيقة انا لم اخيب امل احد‬
‫الشخص الوحيد الذي خيبت امله هو انا‬

‫اكله حتى اظافره الغرور‬


‫والرغبة بالبروز في المجتمع‬
‫ارتبط من فتاة والدها ذو شأن‬
‫لماذا ؟‬
‫من اجل المرسيدس‬
‫من اجل السرعة في االوراق‬
‫اتخيل احاديثه في الليل معها‬
‫هل هذا هو الذي تطمحن له‬
‫غريب هو امرك يا‬
‫صمت‬
‫كنت احدثه عن السعادة حين نمارس الجنس قبل األكل وبعد األكل وقبل النوم وبعد‬
‫النوم في الفجر و بعد اذان العشاء‬

‫السعادة حين نأكل أجسادنا من الرغبة‬


‫و حين أختبئ داخله و أنا أحارب الكون ‪.‬‬
‫وحين نشاهد السينما‬
‫وال ندفع الفاتورة في المطاعم الفخمة ونهرب‬

‫صوت ضحكة ساخرة من الرجل ‪.‬‬


‫تعود الفتاة ليجلس على طاولة العشاء مع الرجل‬

‫هو ‪:‬الحب أو الكراهية ( وهو يأكل )‬


‫ال خيار اخر امامنا‬
‫هي ‪:‬اما نحبه حتى اخر انفاسنا او نكرهه حتى اخر انفاسها هي النني اجزم ان‬
‫عمره اطول من عمرنا بكثير‬
‫هو ‪:‬هذا في حال لم تتحقق فرضية القتل المحتملة‬

‫هي ‪:‬ك االفالم االمريكية السخيفة‬


‫اتخيل نفسي امرأة شهوانية اطارده النه جميل‬
‫أخطفه في ليلة شتاء قاسية‬
‫أضعه في منزلي اسبوع دون طعام‬
‫هو‪ :‬اغتصبها و هي جائعة بابشع اشكال االغتصاب‬
‫وبعد ان انتهي‬
‫اقتلها بخفة عصفور‬
‫وانا اردد في اذنيها كان البد لك ان تموتي‬
‫هي ‪:‬فالكون ‪ ,‬كل الكون يا هارون ال يحتمل هذا الجمال ‪.‬‬

‫صمت " تضحك الفتاة ‪.‬‬


‫يرن جرس المنزل مجددا ً ينظران االثنان ببعضهما‬
‫ثم يذهب الرجل لينظر من العين الساحرة‬
‫يعود ‪.‬‬
‫هل تنتظري احد ؟‬
‫رجل سمين‬
‫بلحية خفيفة ؟‬
‫هي ‪ :‬ال ‪.‬‬
‫هو‪ :‬تعالي و القي نظرة علكي تتذكري‬
‫هي ‪ :‬حسنا ً ‪.‬‬
‫تذهب الفتاة لتنظر من العين الساحرة ‪.‬‬
‫يعود الرجل والفتاة‪.‬‬
‫يجلسان على الكنبة ويتأمالن بعضهما‬
‫هو ‪ :‬من يكون !‬
‫هي ‪ :‬ال اعرفه ابدا‬
‫هو‪ :‬لكنها المرة الثانية التي يأتي بها في نفس اليوم‬
‫هي ‪ :‬اعتقد انه لن يعود‬
‫ومن الجيد جدا ً أن ال يعود‬
‫هو‪ :‬لماذا ؟‬
‫هي ‪:‬النني لست في حال جيد انا متعبة‬
‫البارحة اشتدت الرعد كثيرا و الكهرباء لم تاتي سوى بضع ساعات قليلة‬
‫بعد عودتي من المقابلة أدركت أنني ممثلة فاشلة‬
‫و انتبهت انني اذا لم اتواصل معك‬
‫فكيف سأتواصل مع االخرين‬
‫او بوضوح اكبر و مصداقية‬
‫انا ال ارغب بالتواصل مع احد غيرك‬
‫وبعيدا عن رغبتي ( انا ال اعرف سوى ان اتواصل معك ) ‪...‬‬

‫في طريق العودة الى المنزل مررت بجانب احدى المقاهي‬


‫حاولت الدخول و الجلوس و االحتكاك‬
‫لكنني مجرد ان وضعت قدمي اليمنى امام الباب تمنيت الموت‬
‫ورجعت ألف خطوة الى الخلف‬
‫وسرت اليك كعادتي ‪.‬‬
‫صمت ‪...‬‬
‫اعترف انا فاشلة من جديد‬
‫لكنني واضحة وصريحة ومنطقية‬
‫ليس لدي أي صلة او عالقة حتى ولو كانت افتراضية مع احالمي‬
‫اكره السياسيين والمثقفين والعالكين وكل من يتحدث بالفن والالجدوى‬
‫اكره انني الزلت على قيد الحياة وسط هؤالء المنافقين و المتسخين بالوحل الناشف‬
‫سؤال ‪ ,‬ما الذي يجعلني حتى هذا اليوم متمسكة بالبقاء ؟‬
‫الرجل مستمرا ً في األكل ‪.‬‬
‫طالما انني ال أجيد أي وسيلة على التواصل مع االخرين‬
‫هو ‪ :‬اهداي ‪ .‬االمر ابسط‬
‫هي‪ :‬تزوج ‪ ...‬بصوت عالي‬
‫هو ‪ :‬مخطئة‪ ....‬أنه لم يتزوج ‪,,,‬انتي من اعتقد ذلك‬
‫هو موجود في مكان ما االن وفي هذه اللحظة‬
‫ينتظر اشارة واحدة للعودة ( مستمرا ً في األكل )‬
‫هي ‪ :‬تتخيل دائما ً تتخيل‬
‫هو‪ :‬ال انا متاكد‬
‫وبوضوح كونك تحب الوضوح‪ ....‬انتي من يتخيل دائما ً وليس انا ‪.‬‬
‫انتي من يرفض دائما ان ينتبه الى الحقيقة ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬حقيقة ماذا ؟‬
‫هو‪ (:‬مستمرا ً باالكل ) انك تعرفي جيدا ً كيف يكون االستسالم‬
‫هي ‪ :‬انا ال اعرف كيف يكون االستسالم و لو كنت اعرفه حقا كما تدعي لما كنت‬
‫هنا االن و اليوم ‪.‬‬
‫هو‪ :‬ما عالقة هذا باالمر ‪.‬‬
‫هي ‪ :‬حقا ً ال تعرف‬
‫هو ‪ :‬ال‬
‫هي ‪ :‬انهاء حياتي لم يكن سهال كما اعتقدت‬
‫متمسكة بالبقاء لكنني ال أبالي باالستمرار‬
‫ال اعرف ما الذي منعني من ان ارمي نفسي امام تلك الشاحنة‬
‫هو‪ :‬اعتقد انك تعرفي جيدا ً ما الذي منعك‬
‫هي ‪ :‬اعرف ‪ ... .‬لكن هل سيستطيع من منعني في تلك المرة ان يمنعني في المرة‬
‫القادمة ايضا‬
‫هو ‪ :‬سأكرر ما قلته لك في البداية‬
‫انا فاشل ‪.‬‬
‫وممثل ايضا موهوب‬
‫اضع الجميع في جيبتي الصغرى تلك التي ال تصلح لشيء‬
‫لكنني فقدتها ‪.‬‬
‫ذلك الشيء الصغير يقولون عنه انه الشغف‬
‫فقدته ‪.‬‬
‫تسبقه الرغبة فقدتها‬
‫وتتبعه النشوة ‪ .‬فقدتها‬

‫هي ‪ :‬يبدو انك حقيقة متعب ‪.‬‬


‫هو ‪ :‬يبدو انني حاولت ان ال اتعب كثيرا‬
‫لكن شيئا ً ما‬
‫اسمه الحظ‬
‫اراد لي كل هذا التعب ‪..‬‬
‫هي ‪ :‬اتمنى لو انني استطيع المساعدة‬
‫هو ‪ :‬كما اتمنى ايضا ‪. .‬‬
‫يبدو انك ترغب كثيرا بالحياة ‪..‬‬
‫هي ‪ :‬ويبدو انك ترغب كثيرا بالموت ‪..‬‬
‫هو ‪ :‬يبدو اننا منذ البداية أخطأنا باختيار انفسنا‬
‫هي ‪ :‬يبدو اننا منذ البداية لم نعرف طريقة صحيحة للكالم‬
‫هي ‪ :‬هل تعرف شيئا ً عن اإلنهاء ‪.‬‬
‫هو‪ :‬اعرف شيئا ً يعنيني ويعنيك ‪ .‬انت االفضل لي ( بصوت حنون )‬
‫هي ‪ :‬يبدو انني لم أكن خيارك الجيد‬
‫صمت‬
‫يرن هاتف المنزل‬
‫هي ‪ :‬اعتقد أنها هي‬
‫هو ‪ :‬هي لن تتصل ولن تعود‬
‫هي ‪ :‬آمن بي وحاول ان تتفهم لمرة واحدة لماذا اقول انها هي ‪.‬‬
‫هو ‪ :‬في حال لم تكن هي ؟‬
‫هي ‪ :‬سوف اطلب منك الرحيل ‪...‬‬
‫هو ‪ :‬لن تمنعني ؟‬
‫هي ‪ :‬متاكد انها هي ‪ ,‬ولو كانت حقا هي ‪ ,‬فلن تمنعك هي ‪.‬‬
‫هو ‪:‬متاكد انه شخص مخطا بالنمرة‬

‫هي ‪ :‬اذا أجب ودعنا نكتشف معا ً ‪....‬‬


‫يذهب ليجيب على الهاتف ‪ .‬يتوقف الرنين ‪.‬‬
‫تعود الفتاة لتقف امام النافذة تتأمل الخارج بصمت ‪.‬‬
‫ينهض الرجل من على الطاولة يذهب ليرتدي مالبسه ا ‪ .‬يقوم بتسريح شعره‬
‫على المرأة ‪.‬‬
‫يضع عطر خفيف على رقبته ‪.‬‬
‫يشغل موسيقى ألم كلثوم اغنية دليلي احتار ‪ .‬يطفئ الضوء ويخرج من المنزل ‪.‬‬
‫اعتام‬

You might also like