You are on page 1of 128

‫نيبال قندس‬

‫ ‬

‫أح ٌ‬
‫َـــــالم ‪..‬‬
‫َعلى َقا ِئ َم ِة اال ْنتِ َظار‬

‫‪1‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫نبال قندس‬

‫اإلنتِ َ‬
‫ظار״‬ ‫‪..‬على قَائِ َم ِة ْ‬
‫الم َ‬
‫״أح ٌ‬
‫َ‬

‫(نصوص)‬

‫الطبعة األولى (‪)2013‬‬

‫صدرت عن‬

‫دار الجندي للنشر والتوزيع ‪ -‬القدس‬


‫‪009722340035‬‬
‫‪info@aljundi.biz‬‬
‫‪www.aljundi.biz‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‪ .‬ال يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب‪ ،‬أو أي‬
‫جزء منه‪ ،‬بأي شكل من األشكال‪ ،‬بدون إذن خطي من الناشر‪.‬‬
‫‪All rights reserved. No part of this book may be‬‬
‫‪reproduced in any form or by any means without prior‬‬
‫‪permission of the publisher.‬‬

‫‪2‬‬
‫نيبال قندس‬

‫نبال قندس‬
‫__________________‬

‫‪..‬على قَائِ َم ِة اإلنْتِ َظار‬


‫الم َ‬
‫أح ٌ‬
‫َ‬

‫‪3‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪4‬‬
‫نيبال قندس‬

‫إهداء‪..‬‬
‫�إىل �أمي التي �أهدتني دعواتها يف ُكل خطوة‪،‬‬

‫و �أبي الذي �أورثني حب الأبجدية‪،‬‬

‫العمل‪،‬‬ ‫ُ‬
‫لكل من وقف َمعي و �ساعدين يف �إ�صدار هذا َ‬
‫ال�صديقات‪،‬‬
‫ِللأ�صدقاء و َ‬
‫يا�سمينة ‪ ،‬قُبلة‪،‬‬
‫َ‬
‫ال�سماء!‬
‫عوات بحجم َ‬
‫ِ‬ ‫و َد‬

‫نبال قندس‬

‫‪5‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫و ألنين مَل أُحب يَوماً رتابة املُقدمات‬


‫سأعفيكم يف كتابي هذا من قراءة إحداها !‬

‫‪6‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َهكذا هي حَيا ُتنا‬


‫ُلم يَتعثَّر ‪..‬‬
‫ُلم يتحقق ‪ ..‬وح ٌ‬
‫حٌ‬
‫و َتبقى أحالمنا قيد االنتظار ‪!..‬‬

‫أحالم مستغامني‬

‫‪7‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪8‬‬
‫نيبال قندس‬

‫‪1‬‬
‫َرسائل إىل جمهول‬

‫‪9‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫على َشفا ِنسيان‬

‫سمة َرقيقة َعبرت روحي حين ذكرتك ‪،‬‬ ‫َن َ‬


‫َ ُ َ‬
‫ضم كل األشياء‬ ‫في ِخ‬
‫َ‬
‫التي َتتكدس في ذاكرتي و قلبي ‪،‬‬
‫َ‬
‫تبقى أنت األهم و األجمل و األرقى‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الكتابة !‬
‫من كل ما يستحق ِ‬
‫َم َّر َ من ُمنذ َه ُ‬
‫مست ِبك في ِحروفي ‪،‬‬ ‫ز‬
‫الحب الذي َجمعنا ِلسنوات‬‫و كأن هذا ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نهاية قصيدة عابرة !‬
‫ال يمكن أن ينتهي ِبنقطة في ِ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫و كأن الكلمات التي ألقي ِبها َبعيدا كلما أمسكت ِّبيد ال ِنسيان‬
‫تأبى أن ترحل َعني ‪..‬‬
‫َفتعود مرا ًرا ل ُ‬
‫تسد ظمأ روحي !‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫أنت و الكتابة َ‬
‫ضيفان ال َيجتمعان في قلب إمرأة ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪10‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ِمزاجية ‪ ،‬نرجسية ‪،‬‬


‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تعشق الكلمات التي تغتسل في أنهار ِعطرك !‬
‫ً‬
‫َيقولون ‪“ :‬مواليد الشهرالواحد متشابهون كثيرا”‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫و كنا نحن املثال الذي َّيشذ عن هذه القاعدة‬
‫َ‬
‫لم نتشابه يا سيدي‪،‬‬
‫َ‬ ‫إال في هذا ُ‬
‫الحب الذي قرع أبواب قلوبنا‬
‫َ‬
‫ِبرقة َحبات املطر‬
‫و َقطرات َ‬
‫الندى !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫اليوم ‪:‬‬
‫َ‬
‫هل َيعنيك أن تعلم أنني أستلم برقية َحضورك ِبملل باذخ ‪،‬‬

‫جه اآلخرألرسم‬ ‫َ‬


‫أقلبها على الو ِ‬
‫ُ‬
‫ِبكل دقة خارطة الفراق الذي أخشاه ‪،‬‬

‫السعادة التي أتمناها معك‬


‫أهرب من َ‬

‫‪11‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫ألنني ال أأمن الحب على قلبي !‬
‫د إليك سالتك ُمغلفة بالغياب و ُ‬
‫الدموع ‪.‬‬ ‫ِر‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫أكتم صراخ قلبي املحموم بك !‬

‫و أمد ُعنقي لمِ قصلة الغياب‪،‬‬

‫قه بكامل إرادتنا‬ ‫َ‬ ‫َهذا الغياب الذي ّ ُ‬


‫نوقع على وثا ِئ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫موجع حد املوت و أكثر!‬

‫‪12‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ِح ُ‬
‫كاية فراق ‪..‬‬
‫ُ ُ‬
‫كَما ك َّل فراق‬

‫ثيرغيابها َحنقك‬
‫ُي ُ‬
‫َ‬ ‫يأكل ُ‬
‫الحزن من أطراف ثوبك‬

‫حطات إنتظارها‬ ‫َ‬


‫حياتك في َم‬ ‫تعطل ِق ُ‬
‫طار‬ ‫ُ‬ ‫ِي‬
‫ِ‬
‫الكون في َع َ‬ ‫َ‬ ‫ُي ُ‬
‫ينيك أكثر‬ ‫ظلم هذا‬
‫ُ‬
‫هي ‪ ،‬كانت تحبك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و قريبة ِبما َيكفي ِلتكو َن في ق ِلبك‬
‫َ‬ ‫لكنها َ‬
‫اليوم أبعد من غيمة‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫من نجمة‬
‫ً‬
‫من ِذكرى هربت َبعيدا‬
‫َ‬
‫هي ‪ ،‬كانت قريبة‬

‫على ُبعد َهمسة‬


‫‪13‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫لمَ‬
‫سة‬

‫وإبتسامة‬
‫َ‬
‫إنما اليوم ما عاد قلبها َيكترث‬

‫َحزمت َمتاعها‬
‫و غادرت الكوكب الذي كان ُي ُ‬
‫مسك ِبزمام أحالمها‬
‫َ‬
‫أوصدت خلفها الباب الذي‬
‫كان يأتيها بريح ُ‬
‫الحب ‪ِ ،‬لتستريح !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫نت تشتاقها‬ ‫أ َ‬
‫َ‬
‫لكن ِكبريائك الشرقي الطراز ُيكابر‬
‫القهوة و علب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫السجائر‬ ‫بأكواب‬
‫ِ‬ ‫تحاو ُل قتلها‬
‫َ‬
‫تنفثها مع ُدخانك‬
‫َ ُ َ‬
‫تبرز لك ذكراها مع َرشات ِعطرها‬ ‫ف‬

‫الذي كان َيختلط بأنفاسك‬

‫‪14‬‬
‫نيبال قندس‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الشتاء‬
‫ليال ِ‬
‫أنت متعب ‪ ،‬ك ِ‬
‫َي َ‬
‫قهرك إهمالها و اهتمامك‬
‫َ‬
‫تجاهلها و إنكسارك‬

‫َسعادتها و احتضارك‬
‫يأخذك َ‬
‫الحنين إليها‬
‫َ‬ ‫َتنهمرمن َق َ‬
‫لبك الحمم كبركان إنفجرللتو‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫إنما ُيعزي نفسه بأنه ال يزال شامخا !‬
‫تبات بابها ُتغطي جراحك بذات َ‬
‫اليد‬ ‫َ‬
‫على ع ِ‬
‫ِ‬
‫صفعت الحب الذي َجمعكما‬ ‫التي َ‬
‫َ ُ ُ‬
‫صرخ ‪ ..‬و تزمجر‬ ‫ت‬

‫َتتوعدها بالنسيان‬

‫سأنساك إن إستمر ُبعدك ‪ ..‬أقسم سأفعل “‬


‫ِ‬ ‫“‬

‫‪15‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ َ‬ ‫َلكنها أجزمت حين غاد َ‬
‫تك أنها لن تعود‬‫ر‬
‫َ ً‬ ‫ال ُيرعب الن ُ‬
‫سيان يا َسيدي امرأة اختارته طوعا !‬ ‫ِ‬

‫‪16‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ُرح َمفتوح ‪..‬‬


‫ٍ‬ ‫ج‬ ‫فا‬ ‫َ‬
‫ش‬ ‫على‬

‫مساء الخذالن سيدي ‪..‬‬

‫مساء سقوط األقنعة ‪..‬‬

‫مساء انهيارالوجوه ‪..‬‬

‫وظهور الوحوش التي كانت تسترنفسها خلفها ‪..‬‬


‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫سيدي ‪..‬في كل ليلة كنت أسهرلك فيها‪،‬‬

‫و أظن أنك على الطرف املقابل‬

‫من املدينة ‪ ،‬تسهرليلي ‪..‬‬


‫ً ً‬
‫كنت ساذجة جدا !‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫في كل مرة كنت أجلس فيها للصالة‬

‫أرفع يديي للسماء مع كل ركعة‬

‫‪17‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫سجود في أذن األرض باسمك‬


‫ٍ‬ ‫وأهمس في كل‬

‫مشابهة تفعل ذلك ألجلي !‬


‫ٍ‬ ‫كنت أظن أنك في ليلة‬
‫ً ً‬
‫كنت بريئة جدا‪..‬‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫في كل مرة أسمع تلك األغنية األثيرة ‪،‬‬

‫وأظن أنك ذات صدفة قد تسمعها ‪،‬‬


‫ك بي‪..‬‬
‫واثقةً جداً أنها ستُذكر ُ‬
‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫كنت عاطفية جدا ‪!..‬‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫في ُكل جلسة ُيذكرفيها ُ‬


‫الحب ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫والشوق للحبيب ‪،‬‬

‫واإلخالص والثقة ‪..‬‬

‫ترتسم مالمحك في فنجان قهوتي ‪،‬‬

‫حب و خجل ‪..‬‬ ‫ُ‬


‫تبتسم لي ب ٍ‬
‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫كنت واهمة جدا‬

‫‪18‬‬
‫نيبال قندس‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫مرة يهاجمني املرض فيها ‪،‬‬


‫في كل ٍ‬
‫وأق�ضي األيام في السرير‪،‬‬
‫ً‬
‫ُمتمنية أن تكون إلى جانبي ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫دقة ودقة !‬
‫هاذية باسمك بين كل ٍ‬
‫ً‬
‫ُمؤمنة أنني سأكون مالكك الحارس ‪،‬‬
‫َ‬
‫حين تمرض ‪،‬‬

‫وجليستك األولى واألخيرة ‪..‬‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت بعيدة عن الواقع جدا ‪!..‬‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫في كل مرة ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أرى فتاة تبكي حبيبا هجرها ‪،‬‬
‫ً َ ً‬
‫وكسرا لها قلبا ‪..‬‬

‫وحطم لَها ِذكرى‪..‬‬

‫‪19‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫أهمس في قلبي ‪،‬‬

‫أن ال �شيء ِمثلك ‪.‬‬


‫َ‬
‫وال ُحب كحبك ‪،‬‬

‫وال إخالص كإخالصك ‪،‬‬

‫وال �شيء َيعدل ثقتي ‪،‬‬

‫بقلبك الذي ال َيجرح ‪،‬‬

‫و روحك التي ال َتهطل إال بالخير‪،‬‬


‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫كنت غبية جدا !‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫في كل مرة ‪،‬‬
‫ُ‬
‫كنت أرى فيها عروسين ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫بلقاء كتبه هللا لهما ‪،‬‬
‫يرقصان فرحا ٍ‬
‫ً‬
‫ُمتخيلة فرحتك بي في فستاني األبيض ‪،‬‬
‫ُ‬
‫و عظيم شكرك هلل الذي جعلني نصيبك ‪،‬‬
‫ً ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت امرأة حاملة جدا !‬
‫‪20‬‬
‫نيبال قندس‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫في كل مرة أستعيد ذكرياتنا ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫واحدة تلو األخرى ‪،‬‬
‫ً‬
‫ُحبا تلو اآلخر‪،‬‬
‫ً‬
‫وابتسامة تلو األخرى ‪،‬‬
‫َ‬
‫ألصطدم بحاجزخذالنك ‪،‬‬

‫و بجداروهمي ِبك ‪،‬‬


‫وأذكرأنني ُكنت أعيش هذا ُ‬
‫الحب وحدي ‪،‬‬

‫اشتاقك وحدي ‪،‬‬

‫أذكرك وحدي ‪،‬‬

‫أكتبك وحدي ‪،‬‬

‫وأبكيك حتى اآلن وحدي !‬

‫تصغرالدنيا في عين قلبي ‪،‬‬


‫ُ‬
‫حتى تصبح بحجم خرم إبرة !‬

‫‪21‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫َمقهى و ٌ‬
‫حديث مل يكتمل !‬

‫أ َُيها النادل ‪:‬‬


‫سأر ُ‬‫َ‬
‫حل اآلن‬
‫و سيأتي َبعدي َر ٌ‬
‫جل أنيق‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫َيرتدي بدلة َسوداء و ساعة فضية‬

‫بمحاذاة النافذة‬
‫ِ‬ ‫الطاولة‬
‫ِ‬ ‫سيجلس على‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سيدة‬
‫ٍ‬ ‫يصمت قليال ‪ ..‬ث َّم يجول ِب ِ‬
‫عينيه بحثا عن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أنيقة ‪ ،‬ترتدي ِمعطفا خمريا !‬
‫َ‬ ‫َ ُ ً‬
‫طلب كوبا من القهوة‬ ‫َسوف ي‬
‫جيدا و ال ُتكثرمن ُمكعبات ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫السكر!‬ ‫َحضرها له‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫سينتظرطويال‬ ‫أظن َّأنه‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ساعته تارة و يكتب املالحظات في‬ ‫ِ‬ ‫ينظ ُرفي‬
‫ًُ‬ ‫ُ‬
‫فكرته تارة أخرى !‬ ‫م ِ‬
‫‪22‬‬
‫نيبال قندس‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الحظت أنه بدأ يسأم من فرط االن ِتظار‬ ‫و إذا ما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫تأت‬
‫قل له ‪ :‬أن السيدة التي ينتظرها لن ِ‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫قدم لها الزهور و أخذها بعيدا‬ ‫نبيال َّ‬ ‫و َأن سيدا‬
‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫مجالسة‬
‫ِ‬ ‫قل له ‪ :‬أنها تفضل أن تقرأ كتابا بدال من‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫هذا األحمق َ‬
‫ستهرب بعيدا‬ ‫لذلك‬

‫“كما هربت منك ذات مساء”‬

‫قل له ‪:‬‬
‫لقد تركت َ‬
‫لك قلبها تحت الوسادة‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫و زجاجة عطربين رفوف ذاكرتك لتذكرها كثيرا !‬

‫‪23‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ال و ُ‬
‫ألف َنعم ‪..‬‬
‫َ‬
‫بوضوح ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ذكر‬ ‫أ‬

‫ذلك اليوم الذي جئت فيه تقرع باب القلب‬

‫ذات الوقت الذي كانت فيه‬ ‫ُ‬


‫فقلت “ال” في ِ‬
‫ُ َ‬
‫األشياء املكدسة في َّ‬
‫علي ِة القلب تصرخ “نعم”‪..‬‬ ‫كل‬
‫انطلقت “ال” من شفتي كقنبلة ُت ُ‬
‫بعدك عن طريقي‬

‫لكنها لم تردعك‬
‫ً‬
‫فاليوم ُعدت تطرق الباب ذاته ثانية‬

‫تشرع راية الحب من جديد‬

‫تقذف بأحزاني إلى أبعد طريق‬


‫ُ َّ ً‬
‫حمال بكل الحب و الود‬ ‫ُعدت م‬

‫ونثرت السعادة من جديد‬

‫في حدائقي الجدباء املقفرة‬

‫‪24‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ُعدت وعاد ربيعك‬

‫والبهجة تسكنني‬

‫وما أشد شبهي باألطفال أوقات بهجتي‬


‫ُ‬
‫أرقص ‪ ..‬أغني ‪..‬أطرب ‪..‬أدندن‬

‫ال تستطيع السماء احتضان فرحي‬

‫فتمطره على أرا�ضي الحزن ُلت ِّنب َت فيها‬


‫ُ‬
‫نور تحلق في األرجاء‬ ‫أزهارالفرح ‪..‬فراشات ٍ‬
‫بمرح األطفال‬

‫ثم تستقرعلى جناح الغيمات‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫ناقشة أبجدية ُ‬
‫الحب األسطوري‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫أخبرو الفراق أنني حزمت أمتعة ُ‬


‫الحزن‬

‫ألقيت ِبها في عرض شالل الغياب‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الوقت بعيدا ‪..‬‬ ‫أخذها‬
‫فليضرب الغياب بحسده وقهره عرض الحائط‬

‫‪25‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫فالفرح ال يحتمل التأجيل ‪..‬‬

‫والوقت ال يحتمل الكآبة‪..‬‬

‫وأنا اليوم لحبيبي ‪..‬‬

‫وحبيبي لي ‪..‬‬

‫والبهجة لي‪..‬‬

‫والفرح لي ‪..‬‬
‫ُ‬
‫حتى الطيور تغني لي ‪..‬‬

‫والفراشات ترقص ألجلي ‪..‬‬


‫ُ‬ ‫فافرحي يا سماء وانزعي يا أرض غطاء ُ‬
‫الحزن املخملي عن وجهك‬

‫الجميل ‪..‬‬

‫فاليوم عدنا ‪...‬اليوم ُعدنا‬

‫‪26‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ُظلم احلبيب‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫حين يكون قلبك سماءي ِ‬
‫الواسعة‬
‫فك غيمة أسند رأ�سي إليها‬ ‫و َكت َ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫سيكون ظلما ْأن تغيب !‬

‫َ‬
‫حين أنام و أستيقظ‬
‫على أمل لقاءك‬
‫ً‬
‫َسيكو ُن ظلما أن تغيب !‬

‫ساعات‬
‫ٍ‬ ‫حين أقف ثالث‬
‫أتجم ُل ألجلك‬ ‫َ‬
‫أمام املرآة َّ‬
‫ُ ً‬
‫َسيكون ظلما أن تغيب !‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫املطر‬
‫حين أنتظرك تحت ِ‬
‫ساعات و ساعات‬
‫ٍ‬

‫‪27‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ُ ً‬
‫سيكو ُن ظلما أن تغيب !‬

‫َ ُ ّ ُ‬
‫قب ُل كل أطفال الحي‬
‫حين أ ِ‬
‫وأقدم لهم الحلوى مزهوة‬
‫“أحبك”‬ ‫َ‬
‫نطقت‬ ‫ألنك‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫سيكون ظلما أن تغيب !‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫حين يكون أق�صى املنى‬
‫َ‬
‫أن أرتدي ل َك الثوب األبيض‬
‫ُ ً‬
‫سيكون ظلما أن تغيب !‬

‫‪28‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ال أُري ُد أن أموت حُزناً ‪..‬‬


‫تاهت مراكبي‬

‫َ‬
‫ما ُعدت أشعربي ‪..‬بأنفا�سي‬

‫ً‬
‫قلبي يرتجف بردا قبل أن تفعل ضلوعي‬

‫ضجيج وصخب ُيحيطان بي‬

‫ُيعلقانني في دوامة من األسئلة التي ال تنتهي‬

‫ُ‬
‫ُيغلقان أمامي كل األبواب‬

‫ُ‬
‫أريد القليل من الهدوء والدفء‬
‫ً‬
‫ال أحتاج تذكرة تؤهلني للبكاء على كتف غيمة‬

‫‪29‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ً‬
‫و ال موكبا يأخذني ألرا�ضي الفرح‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫أحتاج قلبا دافئا يضمني بقوة‬

‫يهمس في ذاكرتي املرة تلو األخرى‬

‫أن كل �شيء سيكون بخير‬

‫اكتفيت من الخيبات‬

‫الحزن ‪..‬قلبي‬ ‫مر ُ‬


‫غت في سرمدية ُ‬ ‫أنا التي َّ‬

‫واعتنقت مذاهب الوجع حتى البكاء‬

‫ً‬
‫قضاء‬
‫ٍ‬ ‫أنا التي ما اعترضت لك يا هللا يوما على‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫أريد فقط صبرا ودفئا يا هللا ‪ ..‬صبرا ودفئا‬

‫ً ُ‬ ‫فأنا ال ُأ يد أن َ‬
‫أموت ُحزنا ‪..‬ال أريد‬ ‫ر‬

‫‪30‬‬
‫نيبال قندس‬

‫احلي‬
‫يف ِّ‬
‫ّ‬
‫الحي ر ٌ‬
‫جل ساذج‬ ‫في ِ‬
‫ُ‬
‫يظن أن كل أنثى تفتح شرفتها‬
‫ُ‬
‫تبتسم للصباح و تغريد العصافيرتبتسم له !‬ ‫و‬

‫جل ُم ّ‬
‫سن‬ ‫الحي ر ٌ‬
‫في َّ‬
‫يغطي رأسه كل َ‬
‫صباح بأغطية السري‬
‫ر َينتظرزوجته الحنون ‪،‬‬
‫و حين تتأخريبدأ الصراخ و البكاء‬
‫“ لم ُتمت بعد ‪ ..‬ستأتي”‬

‫الحي ر ٌ‬
‫جل آخر‬ ‫في َّ‬
‫َ‬
‫يشرب فنجان قهوة‬
‫أعدته زوجته البدينة ‪،‬‬
‫بشغف‬
‫ٍ‬ ‫و ينظرمن أسفل نظاراته‬

‫‪31‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫إلى شرفة جارته الشقراء !‬

‫ّ‬
‫الحي ٌ‬
‫طفل صغير‬ ‫في ِ‬
‫ُ‬
‫صباح‬
‫ٍ‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫َيقطف لصديقته‬
‫وردة !‬

‫ّ‬
‫الحي ر ٌ‬
‫جل وحيد‬ ‫في ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫لعمله صباحا ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫يخرج‬
‫يعود آخرالنهارإلى املنزل الفارغ ‪،‬‬
‫ُ‬
‫من فتحة الباب املقابل‬
‫ُ‬
‫تراقبه ابنة الجيران‪،‬‬
‫سره “ال أحد ينتظرني”‬ ‫ّ‬
‫يتمتم في ِ‬

‫في ّ‬
‫الحي رجل‬
‫يستيقظ قبل طلوع الفجر‬
‫يرتدي حذائه املمزق و يغادر‬
‫أطفاله الجياع !‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫كي ال يرى وجوه‬
‫‪32‬‬
‫نيبال قندس‬

‫في ّ‬
‫الحي شابة جميلة‬
‫تنتظرصديقها كل صباح‬
‫عند الشجرة الكبيرة ‪،‬‬
‫تسرق من جيب معطفه الورد و الحلوى!‬

‫ّ‬
‫الحي ‪ ...‬كل األشياء‬
‫في هذا ِ‬
‫تشتكي الوحدة و الضجر‪،‬‬
‫ُكل األشياء ُمتعبة ألن ال أحد ُي ّ‬
‫قدرقيمتها‬
‫ِ‬
‫في هذا َّ‬
‫الحي‬
‫ال أحد ُ‬
‫يجيد االستمتاع بما يملك !‬

‫‪33‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫إىل َسيِّد َ‬
‫الصمت ‪!.‬‬
‫ُ‬
‫تكابرعلى نفسك وقلبك‬
‫تتهمني بالفهم الخاطئ لألمور‬
‫تسترسل في إلحاق األوجاع بقلبي‬
‫ً‬
‫وجعا تلو اآلخر‬
‫ً‬
‫خيبة تلو األخرى ‪..‬‬
‫ً‬
‫خذالنا يتلوه ما هو أق�سى منه‬
‫سلسلة ال تتوقف‬
‫ٍ‬ ‫في‬
‫بنزف ‪ ..‬ودهشة ‪..‬وانكسار‬
‫إال ٍ‬
‫تزرع مع كل وردة في طريقي‬
‫شوكة تنخرذاكرتي ِبعمق‬
‫ٍ‬ ‫ألف‬
‫ّتدعي البراءة الساذجة حد البذخ ‪..‬‬
‫حد إصابتي بالجنون‬
‫تسرق قلبي بكلمة ‪..‬‬
‫َّ ً‬
‫وتتركني معلقة على مشنقة الصمت‬
‫‪34‬‬
‫نيبال قندس‬

‫الصمت ‪..‬‬
‫مسموم مزروع في رحم قلبي‬
‫ٍ‬ ‫بخنجر‬
‫ٍ‬ ‫الذي ال ينتهي إال‬
‫حمل وديع‬ ‫َ‬
‫نساءك بقناع ٍ‬ ‫تتنقل بين ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ً ُ ً‬
‫‪..‬حبا ‪..‬تورث ذكرى وتم�ضي‬ ‫تسرق قلبا‬
‫تترك بصماتك على ليالي الشجن والحنين‬
‫تسرق من الليل نجومه ‪..‬‬
‫ترصفها على طرقات الذاكرة‬
‫بحروف من نور ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫تنقش‬
‫لحظة حافلة بالكبرياء والجنون‬
‫ٍ‬ ‫تاريخ‬
‫ً‬
‫لحظة تساوي في سعادتها عمرا ‪..‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫ُحلما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نقشا فرعونيا ‪..‬‬
‫ً‬
‫إسطورة إغريقية ‪..‬‬
‫ً َ‬
‫جنة أبدية‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫‪35‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫أي طرق النسيان أسلك ‪..‬إن كانت كل الطرق‬
‫ً‬
‫ملتوية ال تأخذني منك إال ‪..‬‬
‫ُ‬
‫لـ تعيدني إليك‬
‫ً‬
‫أي األشياء تملئ فراغا بحجم غيابك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذي ترك فراغا صغيرا بحجم كوكب‬
‫باتساع َّ‬
‫مجرة ‪.‬‬
‫بامتداد كو ٍن يبدأ منك ‪..‬‬
‫و ينتهي إليك‬
‫ً‬
‫نرجسية تضم تحت اسمها رجال‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫ً‬
‫ُمتقلبا ‪..‬‬
‫ُّ‬
‫تقلب الفصول ‪..‬حد الذهول‬
‫نائم‬
‫ضمير ٍ‬
‫ٍ‬ ‫أي‬
‫عاتقه ُبكاء آالالف النساء‬
‫ِ‬ ‫يحمل على‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫بربك يا سيد الصمت والغياب ‪..‬‬
‫ملرة واحدة‬
‫إترك خلفك ولو ٍ‬

‫‪36‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ً ُ‬ ‫ُ ً‬
‫كرها ‪..‬حقدا ‪..‬يغلفك في القلب ويحتويك‬
‫َ‬
‫بربك يا سيد الخيبات املتراكمة في القلب‬
‫على رصيف االنتظارواالنكسار‬
‫ً‬
‫عد يوما ‪..‬‬
‫َ‬
‫خلفته بعدك‬ ‫و انتزع مني كل هذا الحزن الذي‬
‫ً‬
‫عد يوما ‪..‬‬
‫ذكريات ال تنتهي‬
‫ٍ‬ ‫واحمل معك صناديق‬
‫شرفات ليلي‬
‫ِ‬ ‫واسترد من‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ليال ال تح�صى وال تعد‬
‫سهر ٍ‬
‫ً‬
‫عد يوما ‪..‬‬
‫ُ‬
‫حنين ال يغفو إال بين يديك‬
‫و اهمس في أذن ٍ‬
‫ً‬
‫عد يوما‬
‫و أثبت للقلب أنه ما عاد يحتاج إليك‬
‫وال ينام كالحلم في مقلتيك‬
‫أنه سأم الظمأ إليك ‪..‬والخوف عليك‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫‪37‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫لكن و بعد تفكيرطويل ‪..‬‬
‫َ‬
‫أقول لك سيدي‬
‫ال تعد‬
‫فما عاد املكان هو املكان‬
‫وال الزمان هو الزمان‬
‫ُ ُ‬
‫الحب أغلقها بعدك الرحمن‬ ‫وكل أبواب هذا‬

‫‪38‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ٌ‬
‫هاتف متأخر‬
‫الوقت ‪ :‬ما َبعد منتصف الليل‬
‫ّ ِيرن هاتفها النقال‬
‫صوته هادئ و ُمتعب‬‫على الجهة املقابلة َ‬
‫ِ‬
‫َُ‬
‫اتصاله املتأخر‬
‫ِ‬ ‫يعتذرعلى‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫يبدأ ثرثرة ال َمعنى لها‬
‫َيشتكي من القهوة اإلنجليزية‬
‫َ‬
‫من زحمة الشوارع‬
‫البشراملُ ّ‬
‫تجهمة‬ ‫وجوه َ‬
‫ِ‬
‫من صابونه الجديد ال�سيء‬
‫ً‬
‫َيصمت قليال‬
‫ثم‬
‫ُ‬
‫“أشتاق ِك”‬

‫‪39‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ِذكرى ‪..‬‬
‫الذكرى الـ‪ .....‬ال أذكرالرقم بالتحديد‬
‫ال يزال الصمت جليس السوء‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املرافق لحكايتنا املرهقة‬
‫وحبنا املتهالك على مشا ف ْ‬
‫املوت‬ ‫رِ‬
‫و طقوس رحيلنا األخير‬
‫شوقنا أو شوقي وحدي ‪،‬‬
‫منذ صارالشوق مهنتي وجوازسفري‬
‫فقاعات الحنين التي تتفجرفي‬
‫عروقي التي تغلي على الدرجة‬
‫ً‬
‫الثامنة بعد املئة ‪..‬وجال‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫صندوق الذكرى مفتوح عن ِ‬
‫آخره‬
‫ات املطر‪..‬‬
‫أرصفه قلبي مبللة بقطر ِ‬
‫والفقد‬
‫ُ‬
‫تسابق الزمن املشغول عنا‬ ‫سيار ٌ‬
‫ات‬

‫‪40‬‬
‫نيبال قندس‬

‫بعمرالورد يتراقصون‬ ‫ٌ‬


‫و أطفال ِ‬
‫تحت زخات املطر‬
‫ٌ‬
‫كل األشياء في شوارع الذكرى مألوفة و معتادة‬
‫لاّ‬
‫إ طيفنا‬
‫الش ُ‬
‫تاء الذي يفتقدنا‬ ‫وهذا ِ‬
‫و ذرات املطرالساخطة علينا‬
‫كل األشياء متوافرة ‪..‬إال نحن‬
‫نجمنا أفل ‪..‬‬
‫رحل ‪..‬أو انطفئ ُ‬
‫نوره‬
‫َ‬
‫بسذاجة ُمر ِاهقين‬
‫ِ‬ ‫يوم قررنا‬
‫األنيقة بالصمت‬
‫ِ‬ ‫تلويث التفاصيل‬
‫ُ ّ ُ ً‬
‫�ضي قدما‬‫ثم امل‬
‫في اتجاهين مختلفين كل االختالف‬

‫تدور بنا األيام‬

‫و تتخبط بنا مسالك الحياة‬

‫‪41‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫و ينهش ُ‬
‫البعد قلوبنا‬
‫ُ‬
‫بنشاط في ذاكرتنا ‪...‬امل َّعتقة‬
‫ٍ‬ ‫و ينخرالنمل‬
‫نن�سى ‪..‬أو نتنا�سى‬
‫نجهل ‪ ..‬أو نتجاهل‬
‫أنيننا املُنبعث من أق�صى براكين الحزن‬
‫السطراألخير‬
‫ِ‬ ‫نغلق الدفترعلى الحكاية قبل‬
‫نضغط بقوة‬
‫ُ‬
‫نخنق الصوت املنبعث‬
‫ُ‬
‫نقفل الصندوق ‪ ..‬و نم�ضي‬

‫‪42‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ال َر ُ‬
‫جل األنيق ‪..‬‬
‫ُ َ‬
‫فيما َم�ضى كنت أغبط أمهات وأخوات الشبان‬
‫ُ‬
‫اللطفاء املثقفين ‪،‬الطيبين‬
‫َ‬
‫متلكن حق مصادقتهم‬ ‫ألنهن الوحيدات الالتي َي‬
‫والنهل من بحرحنانهم ‪،‬‬
‫وعطفهم‬
‫لكن‪..‬‬
‫وبعد أن َع ُ‬
‫رفتك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب ُّت أحسدها هي ‪-‬ال غيرها‪-‬‬
‫َ‬
‫ِتلك التي لم أعرفها قط‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َمن تمتلك ِزمام قلبك‬
‫وحدها من َبين النساء الالتي َق ّ‬
‫طعن أيديهن‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وقلوبهن شغفا وهياما ِبك‬
‫قلبك‬ ‫َ َ‬
‫يتدافعن على حدود ِ‬
‫شق‬
‫بانتظارتأشيرة ِع ٍ‬
‫ذكرة ُدخول‬ ‫َ‬
‫أو ت ِ‬

‫‪43‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬ ‫ت َ‬
‫لك األنثى التي تجري َمجرى الدم في وريدك‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ويحق لها مهاتفك‬
‫إليك ِلساعات‬ ‫والحديث َ‬

‫وصمتك‬ ‫مسك َ‬ ‫َسماع َه َ‬

‫والنظرفي عينيك دون َوجل‬


‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وحدها َمن تسيرفي أ ِزقة قلبك‬
‫ِبكل ِثقة‬
‫َ‬
‫وترافقك إلى محا ِفلك بكل فخر‬
‫َ‬
‫وتنظر ِلجواريك بإزدراء وشماتة‬
‫َ‬
‫هي‪-‬ال غيرها‪-‬‬
‫َ‬
‫من دون النساء‬
‫وعثراتك‬ ‫من َتسند َهفواتك َ‬
‫َ‬
‫وتمتص ُهمومك وآالمك َ‬
‫ُ َ ُ ُ‬
‫فق ِلكل انتصاراتك‬ ‫وتص‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ِتلك التي تك ِملك وتجملك‬
‫َ ُ‬
‫وتنثر ِعطرها بين سطورك و أحرفك‬
‫ًَ‬
‫كم أحسدها فهنيئا لها ِبك‬
‫ًَ‬
‫َهنيئا لها ِبك !‬

‫‪44‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َعينان ِبلون الشوكاله !‬


‫َهذا َ‬
‫اليوم‬
‫الذي ُيمكنني أن أطلق َعليه‬
‫سالة منك”‬
‫“اليوم الذي لم أستيقظ فيه على ِر ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ال َيبدو يوما جيدا على اإلطالق‬
‫ً ً‬ ‫ُ َ ُ‬
‫فض أ ْن أسميه “يوما سيئا”‬ ‫في الحقيقة ‪ :‬أر‬
‫ُ‬ ‫حتى ال أجل َب لنف�سي َ‬
‫املزيد ِم َن الشؤم‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ ُ ُ َ ً‬
‫صادفة‬ ‫فقد تكون م‬
‫بحساسية في العيون‬ ‫صبت‬ ‫َأنني ُأ ُ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نسيت نظارتي الشمسية في املنزل‬ ‫وقد‬
‫ً َ ً‬ ‫َ‬
‫قد تكون مصادفة أيضا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مشوارطويل‬ ‫ٍ‬ ‫في‬ ‫هاب‬
‫ِ‬ ‫للذ‬ ‫أضطر‬ ‫ن‬‫أ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫دون َّ‬
‫كتابي الذي نسيته على ر ِف املكتبة‬
‫كان من املُمكن أن َيكون‬ ‫والذي َ‬
‫جيدا خالل هذا َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫اليوم‬ ‫رفيقا‬
‫ً ً‬ ‫َ‬
‫‪..‬ليس هذا يوما سيئا‬ ‫هاااا ‪ ..‬أرأيت‬
‫‪45‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ِإنما يوم املصادفات الغيرمتوقعة‬


‫ُ‬
‫مررت فيها أمام َمنزلك ‪..‬‬ ‫لك التي‬‫كت َ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َُ‬
‫و لم تك ْن َموجودا‬
‫أمك تشتكي ِغيابك‬ ‫هار َ‬
‫و كانت أز ُ‬
‫ُ‬
‫جاملتها أنا‬ ‫إلى أن‬
‫ببضع كلمات من َ‬
‫تلك التي أقولها ِلنف�سي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫في الليالي الطويلة‬
‫التي أفتقدك فيها و أبكي‬
‫برفقة أكواب القهوة التي تتناثرحولي!‬
‫أتعلم ‪..‬‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫عالم الطب‬
‫أحيانا أتمنى لو يظهرفي ِ‬
‫ً‬ ‫من ُ‬
‫يرفع شعارا مثل ‪:‬‬

‫“ال للغياب”‬
‫الجسدية والنفسية”‬
‫ِ‬ ‫بالصحة‬
‫ِ‬ ‫“الغياب ُم ٌّ‬
‫ضر‬
‫َ‬
‫ال عليك ُمجرد ٍ‬
‫فكرة مجنونة تخطرببالي ليس إل‬
‫ال تقلق جنوني الذي تعرفه لم يدفعني بعد‬

‫‪46‬‬
‫نيبال قندس‬

‫للترويج ملثل هذه الحملة‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ً ً‬ ‫ُ‬
‫نسيت أن أخبرك أمرا ُمهما‬
‫ً‬
‫عادته‬
‫غير ِ‬ ‫ِ‬ ‫على‬ ‫جيدا‬ ‫الطقس اليوم يبدو‬
‫ُ‬
‫السماء زرقاء تتخللها ٌ‬
‫غيوم إسفنجية‬
‫كحبات املارشميلو‬
‫النافذة‬
‫ِ‬ ‫و ٌ‬
‫نسيم عليل يتسلل من‬
‫ليداعب الدمعات التي تتسرب من َّ‬
‫عيني‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ذكرته أعاله‬ ‫على أي حال قد ال ُي َ‬
‫همك كل ما‬
‫ُ َ َ ُ‬
‫ناك أس ِئلة تراودني‬ ‫لكن ه‬
‫هل ما زالت عيناك بلون الشوكالتة ؟‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫تلك التي قلت لك يوما أنني أحبها أكثر ِمنك‬

‫باملناسبة ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫أما َ‬
‫لت غاضبا من ذاك املوقف ؟‬ ‫ز‬
‫في الحقيقة ال أستطيع أن أذكر‬

‫‪47‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إن كنت يومها أداعبك أم أقول الحقيقة !‬
‫ُ‬
‫ال عليك فأنا أحبك‬
‫ً‬ ‫أخي ًرا إن ُك َ‬
‫نت ُمهتما‬
‫ال تقلق ّ‬
‫علي ‪ ..‬فأنا بخير‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ابتسم كثيرا هذه األيام‬
‫يقولون ابتسامتي جميلة‬
‫و استعادت حيويتها‬
‫لكن‬
‫ُ‬
‫ال تصدقهم‬
‫كانت لتكون أجمل لو َ‬
‫كنت ُهنا !‬

‫‪48‬‬
‫نيبال قندس‬

‫لِقاء (‪)1‬‬
‫قمرهذا املساء‬
‫يذكرني بعينيك‬
‫ويرسم خطوات نبضك على جسدي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يمألني شوقا وشغفا‬
‫وأشياء كثيرة‬
‫لم أعلم أنها متوافرة لك في الحيزالكبيرداخلي‬
‫سيمر َزمن قبل أن يأتي موعد اللقاء التالي‬
‫ولكن صوت الحنين إليك‬
‫يصرخ وينادي الضحكة الخجولة‬
‫في ابتسامتك اللطيفة‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫أشتاقك‬
‫ً‬
‫فهنيئا لك ‪،‬‬

‫‪49‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫اليوم اكتسحت عالمي بأسره‬

‫وسرقتي من الجميع ‪،‬‬

‫بصورتك الرقيقة املرتسمة بمخيلتي‪،‬‬


‫وصوتك الهادئ العالق بأذني‬
‫منذ األمس‪،‬‬
‫تلك النغمة الحنون التي التصقت في ثنايا‬
‫القلب والذاكرة‪،‬‬
‫لكأنك املطرالذي زارني على استحياء‬
‫وغسل قلبي من تراكم الحزن واألنين‪،‬‬
‫ومأل بربيعه األرجاء‪،‬‬
‫لكأنك الزائرالغريب الذي جاء القبيلة ‪،‬‬
‫وأبى إال أن يسكن القلب‬
‫آآه يا سيد القلب‬
‫َ‬
‫كم اشتهى االرتماء على شواطئ قلبك‪،‬‬
‫والقاء رأ�سي املتعب من دوامة‬

‫‪50‬‬
‫نيبال قندس‬

‫األفكارالتي تصول بي وتجول‬


‫إلى كتفك الدافئ !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫حديثك على قدرجماله أتعبني‬


‫فماذا فعلت بي‬
‫دس َ‬
‫ست لي بين كلماتك املنمقة‬ ‫وماذا َ‬

‫لتتعبني حتى النخاع !‬

‫‪51‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫على املَقعد اجملاو ِر ‪ ..‬أنت !‬


‫َ ُ ُ‬
‫لعت قشور ُحبك‬ ‫خ‬
‫َ َ ُ‬
‫سد استزف كل طاق ِته‬ ‫َ‬
‫مسمات ج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْن‬
‫والحنين إ ْ‬
‫ليك‬ ‫في انتظارك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬
‫طل املطر ِإذا ‪..‬‬ ‫ه‬
‫الذكرى بي‬ ‫وزاد اش ِتعال ِ‬
‫َ‬
‫�شيء في ُبعدك تغير‬ ‫وال َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫أشواقنا املخبأة في َحقا ِئب ال ِغياب كما ِهي‬
‫ال كما َأ ْ‬
‫نت‪..‬‬ ‫َأ ْ‬
‫نت‪..‬ال َتز ُ‬
‫ُ‬
‫بدقة و ِثقة‬
‫بِـ برودك املصطنع ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫النظرة التي َت َ‬
‫وتلك َ‬
‫فع ُل في نف�سي األثرالكبير‬ ‫ِ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫َ َ ُ‬ ‫َج َ‬
‫قع ِد املجاور‬ ‫لست على امل‬
‫ْ‬
‫شاءت َجمعنا ذاك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫النهار‬ ‫لكأنها األقدار‬

‫‪52‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ستمرة‬ ‫لـ ُت ّثب َت َلنا ْأن ُ‬


‫اللعبة ُم َ‬
‫ِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫وأ ْن أجراس ال ِنسيان لم تقرع َبعد‬
‫ُ‬
‫َمالمحك الشاحبة ال تخفى احمرار َوجهك‬
‫َ‬
‫الرجفة التي كانت تزحف قي ُعروقك‬ ‫َ‬
‫َ ً‬
‫توترك الذي كانت َيرتسم لوحة في َعينيك‬
‫َ‬
‫ال تزال ُعيوننا واجهتنا للحياة ‪..‬‬
‫َ َّ ُ‬
‫فض ُح كل ٌمحاوالتنا الكاذبة‪/‬البا ِئسة‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫‪/.‬وتصنع الالمباالة ‪..‬وعدم االك ِتراث‬ ‫الدعاء النسيان‬ ‫ِ‬
‫السهولة التي َتت ْ‬
‫خيل‬ ‫تلك ُ‬ ‫كد َل َك َ‪..‬لن َتنساني ب َ‬‫ُأ َأ ُ‬
‫ِ‬
‫َأقولها َل ْك بكامل ثقتي ب َ‬
‫قلبك‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ال َينب ُ‬
‫ض بي‬ ‫َ‬
‫الذي ال ز ِ‬
‫ْ َ ً َ‬
‫ضرتي‬‫ذب في َح َ‬
‫الك َ‬ ‫ُعيونك التي ما استطاعت يوما‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫العهود املقدسة التي َجمعت قلبينا‬ ‫بكل ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫آآه ما أ َّشد فاجعة ُ‬
‫الحب ِبنا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫َ َّ‬ ‫تال�شي َ‬
‫الجميع ‪..‬و توقف الزمان‬

‫‪53‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫الصامتة‬
‫ِ‬ ‫بة‬
‫ِ‬ ‫عات‬ ‫للم‬ ‫رصة‬ ‫ف‬ ‫ِلـ تكون لنا‬
‫َ ً ً‬ ‫الت َ‬ ‫اللكنات َجعل َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫صعبا ِجدا‬ ‫فاهم بيننا‬ ‫متنا املتعدد‬ ‫ص‬
‫صمتي‬ ‫فهم َ‬ ‫نت َت ُ‬ ‫ال َأ ْ‬
‫َ َ ُ َ َ‬
‫ْ‬
‫الساكن‬ ‫طيع أنا ترجمة َهمسك‬ ‫وال أست‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ٌ َ‬
‫تعبة أنا من كل ما َيحصل َحولي‬ ‫م‬
‫ُ ً َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪..‬متكئا ِلرأ�سي‬ ‫حتاجك‪..‬معطفا ِلقلبي‬ ‫ِ‬ ‫أ‬
‫ُ‬
‫املمتلئ ِب ْك‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ركب َعينيك‬ ‫َ‬
‫وددت ِتلك اللحظة لو ارتميت في م ِ‬
‫َ‬
‫ً‬ ‫وه ُ‬ ‫َ‬
‫ربت َبعيدا ‪..‬‬
‫صخب َشواطئ الغياب َّ‬
‫املستعر‬ ‫َعن َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫لكن ‪..‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كبريائي‪..‬وغروراألنثى بي ش َّدا ِوثاقي ِبقوة‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وجك‬
‫لمِ نع ِانهيارقلعتي الرملية على عتبات م ِ‬
‫ارتطمت بالواقع ‪..‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وعدت ِل ُرشدي في اللحظة‬
‫ُ‬
‫ناسبة ‪! ..‬‬
‫امل ِ‬

‫‪54‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َصمت ‪ ..‬و ابتسامة َمكسورة !‬


‫َ ٌ ُ‬
‫شياء أخرى‬ ‫لقاء ‪..‬وأ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يوب قلبي‬‫مكدسة في ج ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫مت َعينيك‬ ‫َ‬
‫قاب ِل ِلص ِ‬ ‫جلست على املقع ِد امل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َ َ َ َ‬
‫واحد‬
‫مر ِ‬ ‫شاركك لحظة ال تتكرر في ع ٍ‬ ‫أ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫املسافة َبيننا َبعيدة ‪ُ /..‬رغم ق ِربها‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قلوبنا تراقب ُهدوئنا ِبوجل ‪..‬‬
‫صمتنا‬ ‫وصمت آخر َ‪..‬يفوق َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ينيك َبحثا َعن َحقيقة‬ ‫غوص في َع َ‬‫َأ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تخفيها ور َاء ق ِلب َك‬
‫َ‬
‫وجهك ‪..‬‬ ‫ُت ُ‬
‫شيح ِب‬
‫الصغيرة التي َينط ُق بها َ‬
‫األسئلة َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫صمتي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ها ِربا من‬
‫الصغيرة‬ ‫َأسئلتي َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫التي ال تكف َعن تعذيبك‪..‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫كونها تحتاج الكثير‬

‫‪55‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫جابات الكبيرة ‪..‬‬ ‫اإل ِ‬ ‫ِمن ِ‬
‫َ‬
‫أكبر ِمن كبريئنا ‪..‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جرة نحتويها وال تحتوينا‬ ‫ِمن م ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الباهتة على أبواب ُجمودك القا ِتل‬ ‫َ‬
‫تتكسرابتسامتي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تحارب الكلمات ‪..‬‬
‫النجاة‬‫و ُتحاو ُل َ‬
‫َ‬ ‫الصمت الذي َ‬ ‫من طوفان َ‬
‫اقتحم خلوتنا‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ ٌ‬
‫تخرج ك ِلمة أولى وأخيرة في آن‬ ‫ف‬

‫“وداعاً”‬
‫َ‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫أحزم كبريائي املجروح ‪..‬‬
‫وفتات أنيني َ‬
‫وحنيني ‪..‬‬
‫وأم�ضي !‬

‫‪56‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َثرثرة َمسائية‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لست ُمضطرة ِلـ قو ِل الكثير‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َبعض األوجاع املتكدسة بداخلي ال تقال‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫كل ما أستطيع قوله‬
‫َ‬ ‫هو أنني ال ُ‬
‫لت على قيد األمل ‪ /..‬األلم‬ ‫ِز‬
‫ُ‬
‫ملاذا َيقتحم األلم كل محاوالتي الهاربة للنجاة ‪..‬‬
‫َ‬
‫ِحقد دفين‪/ !.‬ثأر‬
‫َ‬
‫أم ُمجرد تسيلة ‪..‬‬
‫َ ُ‬
‫في أوقات ا�ل�ملل املمتدة طوال ساعات أستيقاظي‬
‫َ‬
‫‪ ...‬أشتهي وسادة ‪ /..‬نوم عميق ‪ /..‬وراحة ال َمثيل لها‬
‫ُ‬
‫ال تحاول َسرقتي من أحالمي‬
‫أ يد البقاء هنا ‪ُ /..‬ه َ‬
‫ناك‬ ‫ر‬
‫أي َمكان هادئ‬
‫َيفصلني مسافات عن الشوق ‪ /..‬الشوك‬
‫الذي َيزرعه غيابك بين جفوني ‪ /..‬وقلبي‬
‫َ ُ‬
‫ملاذا أقول لك كل هذا الكالم ‪..‬‬

‫‪57‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬
‫ملاذا أكتب‪ / ..‬أهذي‪ / ..‬أبكي‪.‬‬
‫َ‬
‫أصمت ‪ /..‬أن�سى ‪..‬أتنا�سى‬
‫أبقى ‪ /..‬أرحل ‪..‬أحلم‬
‫أستيقظ من كابوس ِغياب ‪..‬بركان يغلي في ذاكرتي‬
‫ال َيهدأ‪ /..‬قبيلة أنين َت ُ‬
‫دق طبولها في رأ�سي‬
‫هيا ‪..‬هيا ‪..‬‬
‫ُ‬
‫‪..‬قربان ُ‬
‫‪..‬للبركان ‪..‬‬ ‫كبش فداء‬
‫زول َ‬
‫السخط‬ ‫حتى َي ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ماذا لو لم َيتوقف ‪..‬ماذا لو كانت خدعة‬
‫إلي أين يأخذني الكالم ‪..‬‬
‫ُ‬
‫إذا كانت كل الطرق إلى القصيدة‬
‫َ‬
‫“وعرة “ ‪..‬جبلية ‪ /.‬خ ِطرة‬

‫َهذا الكابوس َيجب أن ينتهي ‪.‬‬


‫َ‬
‫‪.‬قرع الطبول َ‪..‬يتوقف‬
‫يتوقف‬
‫يتوقف‬

‫‪58‬‬
‫نيبال قندس‬

‫يتوقف‬
‫ي‬
‫ت‬
‫و‬
‫ق‬
‫ف‬
‫الستار‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وعند النقطة األخيرة يموت النهار‪..‬ويسدل ِ‬
‫واحد ‪..‬اثنان ‪..‬ثالثة‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫صف الغياب‪..‬تدق‬
‫الثانية عشربعد منت ِ‬
‫صمت‪..‬‬ ‫َ‬

‫ُهدوء ‪..‬‬
‫َ‬
‫وكوب قهوة بارد ال َيصلح للشرب !‬

‫‪59‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ِب َ‬
‫فضلك أنت !‬
‫َ َ‬
‫بفضلك أنت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أدمنت النوم لعلي‬
‫أقتل الوقت الذي أحكم قبضته‬
‫على أنفا�سي في غيابك‬
‫َتمنيت أن ّ‬
‫أحيا غيبوبة‬
‫ال تنتهي ‪.‬‬
‫ً ً‬
‫أو ُحلما أبديا ينتهي بي إليك‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫بفضلك أنت‬
‫كشجرة وحيدة‬
‫ٍ‬ ‫وقفت‬
‫عاصفة هوجاء‬‫ٍ‬ ‫في وسط‬
‫ض انتظارك‬ ‫ُ‬
‫تكاد تقتلعني من أر ِ‬
‫أقاومها ِبضراوة‬
‫ً ُ‬
‫و أحاول جاهدة أن أ ِّثبت نف�سي‬

‫غبرالذي جمعني بك‬ ‫في ذلك املكان املُ َّ‬


‫‪60‬‬
‫نيبال قندس‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫بفضلك أنت‬
‫ذبلت أزهاري‬
‫َّ‬
‫اصفرت أوراقي‬ ‫و‬
‫و طال خريف عمري في انتظارربيعك‬
‫و انقضت كل الفصول دون ٍ‬
‫خبرمنك‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫بفضلك أنت‬
‫تعلمت كيف أتحرر من عبودية الوقت‬
‫تعلمت كيف أكون سيدة الزمن‬
‫أحيا حياتي كما أر ُيد أنا‬
‫و كيف ّ‬
‫ال كما ُت ُ‬
‫ريد أنت‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫بفضلك أنت‬
‫تعلمت أن أصبرو أثابر‬
‫و أتحدى غيابك الذي ّ‬
‫عودني على غياب كل ما أحببت‬
‫‪61‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫بفضلك أنت‬
‫ً‬ ‫ل ُ َ ً‬ ‫ُ‬
‫الحب فصال فصال‬ ‫أتقنت فصو‬
‫ُ‬
‫و ِبكل أسف‬
‫فصله األخير‬
‫ِ‬ ‫عجزت عن فهم‬
‫ُ‬
‫بمشنقة النسيان !‬
‫ِ‬ ‫تعلق‬
‫امل ِ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫بفضلك أنت‬
‫ِ‬
‫ِب ُّت أكره كل األسماء‬
‫التي تأتي على صيغة “ أفعل “‬
‫ألنني أفعل فيما أنت ال تفعل‬
‫و لن تفعل‬
‫ُ‬
‫سوى أن تذكرني باسمك‬
‫و ببؤ�سي معك !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫و في النهاية بفضلك أنت‬
‫‪62‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ُّ‬
‫فوت قطارك‬
‫ُ‬
‫نسيت محطتك‬
‫ُ‬
‫نسيت أن أنتظرك‬
‫ُ‬
‫نسيت أن أحبك‬
‫ُ‬
‫نسيت أن أشتاقك‬ ‫و‬
‫ُ‬
‫نسيت أن أكتبك‬ ‫ثم‬
‫ًُ‬ ‫ُ‬
‫أضعت أمرأة تشبنهي كانت تحيا ألجلك‬
‫ً‬ ‫و َأ ُ‬
‫ضعت رجال ُيشبهك في التحاف الغياب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فعد سيدي خذ غيابك‬
‫ما عاد يعنيني الغياب !‬

‫‪63‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫رسالة ما قبل الرحيل‬


‫إليك سيدي رسالتي االخيرة‬
‫يعلم هللا كم أحببتك‬
‫ويعلم هللا كم إشتقتك‬
‫ويعلم هللا كم أنفقت من عمري انتظرك‬
‫أبك أحد من قبل‬
‫يشهد هللا أنني بكيتك كما لم ِ‬
‫ألحد من قبلك‬
‫ودعيت هللا لك كما لم أدعوه ٍ‬
‫ليال عديدة‬
‫حلمت بك ٍ‬
‫وهذيت بك مرات عديدة‬
‫وكتبت لك دون أن تقرأني مرات عديدة‬
‫وناديت باسمك إلى ان ُب َح صوتي‬
‫ً‬
‫لكنك ما أحببتني يوما‬
‫ً‬
‫وما أحسست بي يوما‬
‫ً‬
‫وما شعرت بي يوما‬
‫ً‬
‫وما فكرت بي يوما‬

‫‪64‬‬
‫نيبال قندس‬
‫ً‬
‫وما انتظرتني يوما‬
‫ً‬
‫بال يوما‬
‫وما خطرت لك في ٍ‬
‫وكأنك أغلقت كل أبواب قلبك دونك ودوني‬
‫أغلقت قلبك عن جنوني بك‬
‫وهيامي بك‬
‫وولعي بك‬
‫أغلقت كل األبواب التي كانت لتجمعني بك‬
‫تجاهلت كل ما بداخلي وأتهمتني بالجنون‬
‫نعم مجنونة أنا لوقوعي في شباك حبك‬
‫مسجونة في قصرأوهامك‬
‫مخذولة أنا بك‬
‫مخذولة بصمتك‬
‫مخذولة بهدوئك‬
‫مخذولة بصممك‬
‫مخذولة ببرودك‬
‫مخذولة بكل ما هو متعلق بك‬
‫ً‬
‫رسمتك يوما في قلبي في أبهى ُحلة‬
‫‪65‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ً‬
‫وأسكنتك عرشا لم يسكنه أحد قبلك‬
‫فدست قلبي‬
‫وشوهت جدران حبي بعبثك‬
‫وحطمت مشاعري‬
‫باق لي من نف�سي في ضريح الفراق‬
‫والقيت كل ما هو ٍ‬
‫لست أعاتبك بكالمي‬
‫وال أطلب استرحامك بي‬
‫وال أستجدي شفقة منك‬
‫وال ولن انتظرعلى عتبات بابك لتلقي علي بفتات حبك‬
‫مشفقة أنا على حالك‬
‫مشفقة عليك عندما ستمد َ‬
‫يدك لتلتقط ذاك الكتاب‬
‫الذي أحببتك به‬
‫وانتظرتك به‬
‫وتأملت بسببك به‬
‫وغضبت عليك به‬
‫وصرخت في وجهك به‬
‫َّ‬
‫وجملتك به‬
‫‪66‬‬
‫نيبال قندس‬

‫وشوهتك به‬
‫وكرهتك به‬
‫مشفقة أنا عليك لحجم خسارتك‬
‫ستمسك كتابي ذاك‬
‫وستصافح فصول حبي لك‬
‫ومراحل جنوني بك‬
‫وستصدم لحجم الحب الذي أكننته لك‬
‫وقدمته لك دون علمك على أطباق من الياسمين‬
‫ً‬
‫فركلته بغباءك أرضا‬
‫ً‬
‫وفقدت أنثى لن تجد لها مثيال‬
‫لن تجد مثلي من تهتم بك‬
‫وتسهرلك‬
‫وتكتب لك‬
‫وتجن بك‬
‫إحتفظ بكتابي ليذكرك بخيباتك‬
‫وخساراتك التي كان آخرها أنا‬
‫وأقرأه على نفسك كتعويذة في أوقات حزنك‬
‫‪67‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ً‬
‫لتجد لنفسك مبررا للبكاء والنحيب والجنون‬
‫َ ً‬
‫ص ِرعا‬ ‫ستخرج من منزلك‬
‫تبحث عني في شوارع‬
‫مألتها بضحكاتي ودموعي وحزني وفرحي‬
‫وستجد كل ما يذكرك بي إال أنا‬
‫لن تجدني‬
‫ً‬
‫فقد أقلعت من عاملك ولن تستطيع اللحاق برحلتي أبدا‬
‫ستصرخ باسمي ‪...‬ستناديني‬
‫سترتسم لك صورتي في وجه كل أنثى تلتقيها‬
‫عندها حقا ستبكيني‬
‫ً‬
‫ستركع على قدميك راجيا هللا ان يعيدني إليك‬
‫ولكن ما من سبيل‬
‫فأنت من رفضت نعمة َّ‬
‫من هللا بها عليك‬
‫وسيحرمك هللا منها لالبد‬
‫ً‬
‫ستعود ملنزلك مخذوال‬
‫ً‬
‫مهموما‬
‫ً‬
‫مقهورا‬
‫‪68‬‬
‫نيبال قندس‬
‫ً‬
‫مجروحا‬
‫ستنزوي في غرفتك‬
‫وتوصد األبواب خلفك‬
‫ً‬
‫هاربا من ذكراي‬
‫التي ستبقى تالحقك‬
‫ستحاول أن تدخل غياهب النسيان‬
‫وستالحقك ذكراي أينما ذهبت‬
‫وكيفما إلتفت‬
‫ال ‪..‬ال مفر‬
‫ستحاول قتلي باآلف النساء غيري‬
‫وال ‪..‬لن تكون إحداهن كأنا‬
‫لن تكون إحداهن كأنا‬
‫لن تكون إحداهن كأنا‬

‫‪69‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪70‬‬
‫نيبال قندس‬

‫‪II‬‬
‫ِشتاء‬
‫ال يرمم الشتا ُء شيئاً ‪ ،‬بل يزيد طني‬
‫الذاكرة بلَّالً !‬
‫ِ‬

‫‪71‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫حن ٌ‬
‫ني إىل وطن‬
‫ً‬
‫الساعة الحادية عشرة وجعا‬
‫يتسرب حنين األيام املاضية‬
‫إلى ذاكرتي املحمومة بذكريات الوطن‬
‫يصفعني بتاريخها املُ َّ‬
‫بجل حد الفخر‬
‫يأخذني على بساط الريح ألماكن لم أزرها‬
‫إال على شاشات التلفزة و األنترنت‬
‫لكنها موشومة على جدران قلبي‬
‫كاسمي و تاريخ ميالدي و رقم هويتي الفلسطينية‬
‫عطراملجد ما زال يعبق بأنفا�سي‬
‫حيفا ‪..‬‬
‫رائحة البحر‪..‬‬
‫بيارات البرتقال ‪..‬‬
‫و أنا الفلسطينية التي ولدت على بعد ثورة عن حيفا‬

‫‪72‬‬
‫نيبال قندس‬

‫كجدول ٍ‬
‫ماء جفت مياهه‬
‫كوردة حمراء فقدت عبيرها‬
‫ٍ‬
‫كعصفور قطعت أجحته‬
‫ٍ‬
‫خاو ألم مفجوعة بطفلها الوحيد‬
‫كقلب ٍ‬
‫ٍ‬
‫أقف على أطالل الذكرى‬
‫أبحث في األفق عن صالح الدين املرتقب‬
‫إلعادة مجد فلسطين‬
‫أنقب بين ركام البارود والهزائم‬
‫وانكسارات غزة ‪ ..‬وجثث الشهداء‬
‫نصرجديد‬
‫عن ٍ‬
‫قدس حرة‬
‫عن ٍ‬
‫فلسطيني يلمؤه البحارة‬
‫ٍ‬ ‫ساحل‬
‫ٍ‬ ‫و‬
‫اية تحلق فوق قبة املسجد األق�صى‬
‫عن ر ٍ‬
‫حلم محقق‬
‫على ٍ‬
‫واعدة بالخير‪ ..‬و األبطال‬
‫ٍ‬ ‫ض‬
‫و أر ٍ‬
‫ً‬
‫الذين يسطرون بدمائهم حروفا من نور‬
‫عن جدي و أرضه‬
‫‪73‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫عن جدتي‬
‫وحكايات املجد القديمة التي تعيد طقوسها من جديد‬
‫أقبض على الحلم بكلتا يدي‬
‫أزرعه غرسة زيتون في قلبي‬
‫أخ�شى عليه من الضياع‬
‫أحفظه كآية الكر�سي‬
‫ألطلق عنانه‬
‫ذات مساء‬
‫من ساحات املسجد األق�صى‬
‫و ساحل حيفا‬

‫‪74‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َهمسة ‪..‬‬
‫الثانية بعد ُمنتصف كل األشياء املوجعة‬
‫ُ‬
‫تعانق وسادتك‬
‫ثم تخلد للنوم‬
‫ً‬
‫و تتركني فريسة سهلة‬
‫لشياطين الحرف و القلق‬
‫ُمعلقة بين ‪،‬‬
‫سماء الحلم‬
‫و أرض الواقع ‪.‬‬
‫ُ‬
‫حيث كل األشياء ُمبهمة‬
‫و كل اإلجابات فارغة‬
‫أنا‬
‫لساعات متأخرة‬
‫ٍ‬ ‫و طيفك الذي يؤرقني‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫نتقلب في دوامة األفكاراملشتعلة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫أترك جسدي ُملقا على سريراألرق‬

‫‪75‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫أرحل إليك‬
‫أحاصرأحالمك‬
‫أهمس في أذنك‬
‫وقت م�ضى”‬
‫“أحبك اليوم أكثرمن أي ٍ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ينقصني الكثيرمن حضورك‬
‫أق�ضى به ساعات الليل املُ َّتب َّ‬
‫قية‬
‫في رصيد الوقت‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫التاسعة صباحاً‬
‫كوب من القهوة‬
‫أستقبل النهاربرفقة ٍ‬
‫و اسمك بحروفه الذهبية‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كسلحفاة طاعنة‬
‫ٍ‬ ‫الوقت بطيئا‬ ‫يم�ضي‬
‫في السن ‪ ...‬و الضجر‬
‫صوت الساعة يهذي‬
‫تيك ‪..‬تاك ‪..‬تيك ‪..‬تاك‬

‫‪76‬‬
‫نيبال قندس‬

‫أطل من نافذة يومي إلى شارع ُحضورك‬


‫ُّ‬

‫لكن ‪ ..‬ال فرح قادم‬


‫أعود ملمارسة طقوس امللل و اإلنتظار‬
‫آآآه صوتك الخافت‬
‫صورتك‬
‫تحتل كل أماكن ذاكرتي الشاغرة ‪ /‬املمتلئة بك !‬
‫أحاول االنشغال عنك بالنوم‬
‫لكنه مثلك اعتذراليوم عن الحضور‬
‫بحجج واهية !‬
‫ٍ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫همسة ‪:‬‬
‫ً‬
‫بعيدا عن زحمة هذا اليوم‬
‫و صخب إخوتي الصغار‬
‫و محبرتي املمتلئة بك‬
‫ً‬
‫أنا حقا أشتاقك !‬

‫‪77‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫اخلامس عشر من شباط‬


‫الخامس عشرمن شباط‬
‫اليوم الذي حمل على عاتقه‬
‫كل الخيبات و الطعنات‬

‫ثم ألقى بها فوق قلبي‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫اليوم الذي ُق ِّدرله أن يكون‬
‫أول أيام املنخفض القطبي الذي‬
‫عصف بقلبي قبل أن َّيمس‬
‫رحم السماء !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫اليوم الذي جمع في جعبته‬
‫كل املصادفات القاسية ‪،‬‬
‫الخانقة حد الوجع و البكاء‬

‫‪78‬‬
‫نيبال قندس‬

‫ً‬
‫مصادفة أن َّ‬
‫أمرمن‬ ‫كانت‬
‫شارع الذكرى‬
‫فأجدك واقفا على أبواب ذاكرتي‬
‫تحزم أمتعة صمتك‬
‫و تم�ضي ببقايا قلبي‬
‫إلى حيث ال أدري‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ً‬
‫كانت ُمصادفة أن أكتشف اليوم أنني‬

‫وقت م�ضى‬
‫أحبك أكثرمن أي ٍ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫و املصادفة األعظم‬
‫ُ‬
‫من كل ذلك‬
‫أن َيكون املطر‬
‫مصدرلقائنا و فراقنا في آن‬
‫ُ ّ ُ‬
‫أوجاعه‬
‫ِ‬ ‫حملنا كل‬
‫أن ي ِ‬
‫‪79‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫و أنينه‬
‫و ُّيدس في جيوب قلوبنا‬
‫ً‬
‫غيابا آخر‬
‫أن يجعل من حكايتنا التي لم ُيكتب‬
‫لها طول العمر‬
‫ً ً‬
‫مقاال هزليا‬
‫في صحف الفراق‬
‫أن أحبك و أكرهك‬
‫أجدك و أفقدك‬
‫أشتاقك و ال أحتاج إليك‬
‫واحد‬
‫يوم ٍ‬‫سماء ٍ‬
‫سقف ِ‬
‫ِ‬ ‫تحت‬
‫ال أكثر!‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫سيدي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ليس الكره مرادفا للحب كما َيقولون‬
‫أكرهك ‪ ..‬أكره صمتك‬

‫برودك‬
‫‪80‬‬
‫نيبال قندس‬

‫و ال مباالتك ‪..‬‬
‫و في أعماق أعماقي يتردد هذا الصدى‬
‫الذي ينتحب على كبرياء َخ َنق ُ‬
‫ته َيداك‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫ملاذا ك ِّتب ِلهذا النهارأن ال ينتهي‬
‫ملاذا كان على املساء‬
‫أن يكون‬
‫بهذا الظلم ‪ /‬الظلمة !‬

‫ملاذا كان على قلبي‬

‫أن يقع ضية جنوني‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫سيدي‬
‫ُ‬
‫بساعات قليلة‬
‫ٍ‬ ‫كنت أفكرقبل شجارنا العنيف‬
‫أن أكتب في ُمفكرتي‬
‫“ قد تكون كل األشياء التي حدثت لنا محظ صدفة ‪،‬‬
‫إنما لم يكن من املصادفة أنني أحببتك “‬

‫‪81‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫لكن ريح الفراق جرت‬


‫بما ال تشتهي السفن‬
‫إنقلبت املراكب‬
‫تمزق الشراع‬
‫خاننا البحر‬
‫و انطفئ الكون في أعين القلب ‪.‬‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫سيدي‬
‫ثلج لوثته آثارأقدام الغرباء‬
‫كقالب ٍ‬
‫كمدينة إجتاحها الطاعون‬
‫كجداررطب فآجأه الزلزال‬
‫ٍ‬
‫ُ‬
‫خذلته أجنحته ‪ /‬حنجرته‬ ‫كطائر‬
‫ٍ‬
‫فاعتزل الغناء ‪..‬‬
‫كغيمة عقيم ‪ ..‬هجرها املطر‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫آملتني قسوتك أكثرمما كنت أتخيل أنها قد تفعل يوما !‬

‫‪82‬‬
‫نيبال قندس‬

‫الليلة الثانية بعد الفقد !‬


‫ال ُ‬
‫أجد في ذاكرتي‬
‫أثناء هذا املساء السرمدي‬
‫ُ َ‬
‫يغسله املطر‬ ‫الذي‬
‫ً‬
‫و يزيده إشتعاال‬
‫ُ‬
‫يستحق الكتابة‬ ‫أي �شيء‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫تلتصق‬ ‫هذه األمطارالتي‬
‫بزجاج النافذة بخجل‬
‫و ُ‬
‫حبات َّ‬
‫البرد التي تقرع النافذة بعنف‬
‫لم تتركا في حيزالال �شيء‬
‫ً َ‬
‫�شيء آخر!‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫أل‬ ‫ُمتسعا‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ً‬
‫ال أنتظردفئا‬
‫ً ً‬
‫وال قلبا طيبا يحتوي‬
‫‪83‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ُ‬
‫نب�ضي املتحشرج في أوعيتي الدموية‬
‫األماكن فارغة‬ ‫ُ‬
‫فكل‬
‫ِ‬
‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫أتشار ُك مع الوحدة‬
‫املنفرد في‬
‫ِ‬ ‫هذا السرير‬
‫اوية الغرفة ‪.‬‬
‫ز ِ‬
‫يباغتني ُ‬
‫النعاس ‪،‬‬
‫لكن طبول القلق ال تتوقف‬

‫عن عزف لحنها الصاخب ‪.‬‬


‫ُأ ّ‬
‫حد ُق في جدران الغرفة املوشومة‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫نكهة البرد املجحف‬
‫ِب ِ‬
‫و ترتدي هذا الطالء الوردي‬
‫و بعض الرسوم‬
‫و الذكريات‬
‫لساعات طويلة‬
‫ٍ‬ ‫التي تستمرفي اإلنهمار‬
‫مساء الحنين هذا‬
‫في ِ‬

‫‪84‬‬
‫نيبال قندس‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ُ‬
‫السماء في الخارج غاضبة‬
‫صوت الرعد َيدوي‬
‫الخالية من‬
‫ِ‬ ‫في شوارع املدينة‬
‫مالمح الحياة البشرية !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫الليلة الثانية بعد الفقد ‪ /‬فقدك !‬
‫ً ً‬
‫ال تبدو َسهلة أبدا‬
‫َتتعرقل أثناء مسيرها‬
‫بِذكرياتنا الم ِ‬
‫لقاة على‬ ‫ُ‬
‫الغياب !‬‫رصيف ِ‬

‫‪85‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫َصباح خُمتلف ‪..‬‬


‫ٌ‬
‫برد قارس ‪. .‬‬
‫َ‬
‫نحاول قتله بأكواب القهوة الساخنة ‪،‬‬
‫ُ‬
‫وبخارها املتطاير‬
‫َ‬
‫وحات ضبابية ‪..‬‬
‫يرسم ل ٍ‬
‫ّ‬
‫األس َرة كما عهدناها دافئة ‪،‬‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ًَ‬
‫تمنحنا شعورا أفضل في مثل األيام املطرية ‪. .‬‬
‫ُ‬ ‫َم ٌ‬
‫عين من حنان أمي الذي ال َينضب ‪. .‬‬

‫تدعوني لالستيقاظ ‪..‬‬

‫وبدأ الدراسة املتراكمة ‪..‬‬

‫تدعو لي بالخيروتم�ضي إلى شؤونها ‪..‬‬


‫َ‬ ‫ً‬
‫و أبقى أنا ُمعقلة ما بين أفكاري الصباحية ‪..‬‬

‫‪86‬‬
‫نيبال قندس‬

‫جُدران ‪..‬‬
‫لم أعتد َ‬
‫منك كل هذا الجفاء !‬
‫َْ‬
‫أصابعك التي كانت تتخل َل خصالت شعري ‪،‬‬

‫باتت خناجرتتربص ‪ ..‬لتغدربي !‬

‫تنغرس في صدري ‪..‬‬


‫تخنقني ‪..‬‬

‫لم ترحمني ذكراك ‪..‬‬


‫َ‬
‫لم ترأف بي ‪..‬‬
‫كل األشياء بعدك تتآمر َّ‬
‫علي !‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫يدوسني غيابك‬

‫هرم فوق قلبي‬


‫فيل ٍ‬
‫يخطو بأقدام ٍ‬
‫َّ‬
‫عششت فيها الشقوق‬ ‫و عكازة األبجدية‬
‫‪87‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫حتى تسربت لفسحة األمل الوحيدة ‪،‬‬


‫املرصوفة على ناصية عمري‬
‫َ‬
‫أفسدتها حتى حولتها لخربة‬
‫ال َيسكنها ٌ‬
‫إنس وال جآن‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬

‫أتعلم ؟‬

‫الحافلة ذاك الصباح أفزعني ‪،‬‬


‫ِ‬ ‫موت سائق‬

‫ذلك الرجل الطيب‬


‫ً‬ ‫َ‬
‫أضاف رعبا إلى رعبي‬

‫إحتجتك وناديتك و ناجيتك‬

‫كنت أطمع بحنانك الذي يحتضن خوفي‬


‫ُ‬
‫لكنك لم تجبني‬

‫تردد صدى صوتي في ظلمة الليل‬

‫حتى ابتلعته الجدران !‬

‫‪88‬‬
‫نيبال قندس‬

‫تساؤل ‪!.‬‬
‫ُ َ‬
‫الشتاء ‪..‬‬
‫ِإذا كانت كل األشياء تنكمش في ِ‬
‫شدة البرد‬
‫من ِ‬
‫ُّ‬
‫ملاذا َيشذ الحنين عن هذه القاعدة‬
‫ً ُ َ‬
‫يلة با ِردة ‪!..‬‬
‫ويزداد اتساعا مع كل ل ٍ‬

‫‪89‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ِنهاية‬

‫يقولون أن الشتاء أوشك على االنتهاء ‪،‬‬


‫وأنه قد بدأ يحزم أمتعته ‪،‬‬
‫ً‬
‫و قريبا سيم�ضي ‪،‬‬
‫ً‬
‫ما ُيقلقني شخصيا‬
‫هل سيأخذ ذكراك معه !‬
‫أم أنه سوف ينساها‬
‫عند عتبة الباب‬
‫ُتعكر َّ‬
‫علي صفو صباحاتي ؟‬

‫‪90‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َرجاء ‪..‬‬
‫ال تترك قلبي‬
‫فريسة لبرد الشتاء ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كن منصفا في غيابك !‬

‫‪91‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫بائعة الكربيت‪..‬‬
‫َُ‬
‫الكبريت يا سادة ‪..‬‬ ‫با ِئع ِ‬
‫ة‬
‫ً‬
‫ماتت ُحزنا‬
‫ً‬
‫ال َبردا ‪!.‬‬

‫‪92‬‬
‫نيبال قندس‬

‫َمطر‬
‫جدران ذاكرتي تنزف ‪،‬‬

‫عقلي النزق ما عاد يحتمل ‪،‬‬

‫بنايات في قلبي تنهار‪،‬‬

‫سفن تغرق ‪،‬‬

‫و رصيف ال يزوره أحد ‪،‬‬

‫ال أعلم‬

‫هل هو املطرمن يثيرفينا‬

‫كل هذا الحنين أم أن الحنين هو‬


‫من يستدعي املطر!‬

‫‪93‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫بيع و فرح‬
‫َر ٌ‬
‫جئت تهدهد على قلبي الفرح ‪،‬‬

‫تسقيني من بحار‬

‫كانت يوما ما بعيدة‬


‫ً‬
‫يموت قلبي شغفا للوصول إليها‬

‫أنت الوحيد‬

‫الذي زرع في كفي زهرة و ابتسامة‬

‫بينما كان اآلخرون يحاول سرقة أناملي‬

‫والبحث عن هفواتي‬

‫ذات وصال همست لي بتنهيدة عشق‬

‫لم تكن أول كلمة اسمعها ‪..‬‬

‫لكنها كانت مختلفة‬


‫هادئة ‪ ،‬دافئة كنجمة‬
‫‪94‬‬
‫نيبال قندس‬

‫صادقة ك موجة‬

‫لم تكن األكثروسامة ‪..‬‬

‫كنت األكثرقربا حتى في أيام بعدك‬

‫حين استيقطت يوما على صوتك ‪..‬‬

‫غنت طيور قلبي فرح‬

‫و ولد الربيع في ذاكرتي أول أطفاله !‬

‫‪95‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫ ‬

‫‪96‬‬
‫نيبال قندس‬

‫‪III‬‬ ‫ ‬
‫أحالم على قائمة اإلنتظار ‪..‬‬

‫‪97‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫أحالم على قائمة اإلنتظار ‪..‬‬


‫ُ ُ‬
‫بأمريا صديقي ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ك‬ ‫ف‬ ‫طر‬
‫سأ ِ‬
‫َ‬
‫أنا ال أزال أنا‬
‫َ‬
‫البداية أبدأ‪،‬‬‫ِبنون ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫وبالجنون أخط َعلى ناصية الطريق املضمحل حكايتي ‪،‬‬
‫َألهو بين ُحقول ِذكرياتي ُ‬
‫فيتعبني َ‬
‫الجر ُي ‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪...‬يرهقني ‪،‬‬

‫يشاكسني ُويلقي بي‬


‫َ‬
‫َعلى ذراع الزيزفونة الخضراء‬
‫الواقفة ُتعانق َأ ُكف َ‬
‫السماء ‪،‬‬
‫ُألقي ُجروح الروح إلى ضاد َ‬
‫العربية ُ‬
‫الفصحى ‪،‬‬
‫َ‬
‫فتسندني‪،‬‬
‫ُ‬
‫تعانقني ‪،‬‬
‫‪98‬‬
‫نيبال قندس‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وأشكو لها َهما يكاد َيخنقني ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأصرخ في َوجه األلم أن ابتعد‬
‫َ‬ ‫فأنا يا صديقي كنت وال لت ال أملك َ‬
‫الضمان على َعقلي الن ِزق‪،‬‬ ‫ز‬
‫وال أثق‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫وما سيأتيني ُ‬
‫بح ٍلم ُمرتق ْب‬ ‫أن ي‬
‫ُ‬
‫ال تبالي يا صديقي‬

‫فأنا ال أزال كما أنا‬


‫على الم األحالم كاملتسولين أرَت ِز ْق‬

‫‪99‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫َثرثرة !‬
‫صداع ٌ‬
‫فريد من نوعه‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫طبوله في رأ�سي منذ أيام‬ ‫يقرع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫محاوالت النوم تفشل منذ أسبوع‬
‫ُ‬ ‫بسبب َ‬
‫الصخب الذي يمأل أروقة املنزل‬

‫والذاكرة التي ال تكاد تتركني‬

‫بوجع أكبرمن الذي يسبقه‬


‫حتى تعود ٍ‬
‫كل هذا الضجرحولي‬
‫ُ‬
‫يجعلني أحاول كسرحاجزالصمت‬

‫ما بيني و بيني‬

‫أو حبس سيل الدموع الذي يفيض‬

‫كلما قرأت تلك الحروف املكدسة‬


‫في صندوق بريدي‬
‫‪100‬‬
‫نيبال قندس‬
‫ُ‬
‫طريقة‬
‫ٍ‬ ‫أحاول إختراع‬
‫ً‬
‫تأخذني بعيدا عن هذا الوطن ‪،‬‬
‫ُ‬
‫حاولت أن أسرق‬ ‫الذي كلما‬
‫ً‬
‫من حروفه ابتسامة زرع على شفاهي‬
‫ألف سبب ُ‬ ‫َ‬
‫للبكاء‬ ‫ٍ‬
‫ُمتعبة حد الال وعي ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يتربص بأبطال‬ ‫حد املوت الذي‬

‫معركة األمعاء الخاوية‬

‫املوت الذي َيجعلني‬


‫ً‬
‫احتقارتام‬
‫ٍ‬ ‫أقف با ِئسة في‬
‫ُ‬
‫ِلك ِل َملذات الحياة‬

‫اآلونة األخيرة ‪،‬‬


‫أني في ِ‬ ‫حتى ّ‬
‫ً‬ ‫ما ُع ُ‬
‫دت أشبنهي كثيرا‬
‫ُ‬
‫لست وحدي ‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫كثيرة هي األشياء التي باتت ُمختلفة جدا‬

‫عما كانت عليه‬


‫ً ُ‬
‫بدأ من كتبي و غرفتي الوردية‬
‫ً‬
‫و انتهاءا بهذا الوطن الكبير‬

‫حد الضيق و االختناق‬

‫☁‬ ‫☁‬ ‫☁ ☁‬
‫ً‬
‫أبصرمن خلف النافذة لوحة للربيع‬
‫الذي لم يلبث في ّ‬
‫حينا‬
‫ِ‬
‫الفاصلة‬
‫ِ‬ ‫املسافة‬
‫ِ‬ ‫أكثرمن‬
‫بين البرق و الرعد‬
‫ً َ‬
‫و طيورا فقدت في ازدحام الحياة‬
‫ً‬
‫كثيرا من بهجتها‬
‫مبان تشكتي بضجر‬
‫و ٍ‬
‫من حرارة هذا الصيف الذي أتانا على عجل‬
‫و ُأغنية قديمة ُ‬
‫تثيرفي نف�سي الشجن‬
‫‪102‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)1‬‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ ََْ ُ ُ ً‬ ‫َ‬
‫زيدنا قربا دو َن أ ْن نعلم‬ ‫املسافات البعيدة ت‬
‫ً‬
‫قطعا ُيحلق بنا َفوق ُ‬ ‫َ ً‬
‫رحا ُم َ‬ ‫َ‬
‫األحزان املُتعاقبة ُ‬
‫النجوم‬ ‫ِ‬ ‫ست‬ ‫ف‬ ‫هدينا‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫صالبة ‪ُ ،‬قد ة على َ‬
‫التحمل‬ ‫الحياة َتزيدنا َ‬ ‫ضغوط َ‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ناقة في ُم َ‬
‫واجهة املستقبل القادم‬ ‫أ ِ‬
‫ً‬ ‫ًَ ً‬
‫ُحضن دافئ َيزيدنا أمنا ‪..‬استقرارا ‪ِ ،‬ثقة‬
‫َ ً َ ً ُ ً‬ ‫َ‬
‫‪..‬صفاءا‪،،‬طهرا‬ ‫ُهطول املطر َ‪..‬يزيدنا نقاءا‬
‫صديق ُم َّقرب َيزيدنا َ‬
‫‪..‬حياة ‪..‬‬ ‫َ‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫فشكرا ِلكل ذلك ألنه َيزيدا قربا ِمن هللا‬
‫ُ ًَ‬
‫شكرا لك يا هللا‬

‫(‪)2‬‬
‫كثر َأناقة ‪،‬حتى في َّ‬
‫خضم األلم يبدون‬ ‫الحزن َأ ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫األشخاص في ُ‬ ‫بعض‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫أجمل!‬

‫‪103‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫(‪)3‬‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫سعيدة ‪،‬ألنني لم أحمل يوما في قلبي حقدا على أحد‪،‬ألنني كل‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫مساء أسامح كل من سبب لي أملا في قلبي‪ ،‬ألنني أغفو كل ليلة‬

‫بضميرمرتاح !‬
‫ٍ‬
‫(‪)4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يحدث أحيانا أن تقرأ شيئا يشبهك كثيرا ‪ ،‬حد األلم ‪ ،‬أن تكون‬

‫نج َب لك‬ ‫ُ‬


‫الكلمات بمثابة ذاكرة إضافية تندمج مع ذاكرتك ‪ ،‬لت ِ‬
‫املا�ضي كأنه واقع يمرأمام عينيك من جديد‬

‫(‪)5‬‬
‫ً‬
‫نمارس الفرح بشكل مختصرجدا ‪،‬‬

‫أما الحزن فمواسمه كاملة ال تقبل القسمة وال التجزئة !‬

‫(‪)6‬‬
‫يوم نطقت شفاهك اسمي ‪،‬‬
‫صارأجمل !‬
‫‪104‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)7‬‬

‫أخ�شى عودتك ‪،‬‬

‫ألنها تمأل حقائب ذاكرتي باملزيد من الذكريات الجديدة التي‬

‫ما تلبث أن تتحول بعد غيابك لنواقيس صدئة تدق في دمي ‪،‬و‬

‫خناجرمسمومة تنغرس في رحم أيامي !‬

‫(‪)8‬‬
‫َ‬
‫خص آلخر‬
‫ِمن ش ٍ‬
‫َ‬
‫تختلف الطموحات‪،‬األحالم‪،‬املواهب ‪،‬االهتمامات‪،‬والهوايات‬
‫ملك من َ‬
‫الحياة‪،‬‬ ‫وقد َتكون أحالم ُكل َفرد منا ه َي ُكل ما َن ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬
‫السري الوحيد الذي يربطنا بالواقع‪،‬‬ ‫والحبل ُ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ِلذا ال تحتقرأحالم غيرك ‪ ،‬مهما بدا صغرها في عينيك‬
‫َ‬
‫وال تستهزأ بمواهبهم وهواياتهم ‪،‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪،‬صلة‬ ‫فقد تكون بعض املواهب واالهتمامات على ق ِ‬
‫درسخافتها ِ‬
‫اآلخرين الوحيدة بالحياة‬

‫‪105‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ُ ّ َ‬ ‫َ‬
‫والقوت اليومي الذي يغذون ع ِ‬
‫ليه أحالمهم وأيامهم ‪،‬‬

‫فبدونها َينطفئ العالم في عيونهم‪،‬‬


‫ِ‬
‫ُ‬
‫وتسدل الستارة على واقعهم و تطلق شارة النهاية على حياتهم‬

‫(‪)9‬‬

‫عندما ترتبط ذكرياتنا بأشياء و تفاصيل نتعامل معها بشكل‬


‫ً‬
‫يومي مباشرفإن صباحاتنا تغدو مرهقة جدا !‬‫ٍ‬
‫(‪)10‬‬

‫الكلمة التي نذرف ُعمرنا و سهرالليالي في انتظارها ‪،‬عندما تتأخر‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫كثيرا ‪..‬تأتي باردة جدا ‪ ،‬متحنطة ‪،‬تثيرفي أنفسنا سخرية كبيرة ‪،‬‬

‫نابعة من بحاراأللم !‬

‫(‪)11‬‬

‫غياباتك السابقة علمتني أن ال أثق بلطفك املفاجئ هذا‬

‫لست متطلبة وال جاحدة ‪ ،‬لكني أخ�شى على قلبي !‬

‫(‪)12‬‬

‫‪106‬‬
‫نيبال قندس‬

‫حديث الليلة املاضية‪ ،‬قابع على طاولة اللقاء التي تفرش ذراعيها‬

‫ما بيني و بينك !‬

‫(‪)13‬‬

‫خيباتي استثنائية ‪ ،‬ربما هذه هي ضريبة أن تكون طيبا حد‬

‫السذاجة!‬

‫(‪)14‬‬
‫ً‬
‫الفتاة التي تسهركثيرا‪،‬‬
‫ً‬
‫تشتكي دوما من الوحدة و الضجر‪،‬‬

‫و تكتب في مفكرتها كل مساء عبارات مبهمة ال يقرأها أحد‬


‫ً‬
‫تشبنهي كثيرا !‬

‫(‪)15‬‬
‫َ‬ ‫ُمؤسف أن َتكتشف َأنك ال َ‬
‫لت ُت ُ‬
‫فكربهم بالطريقة الغبية ذاتها !‬ ‫ز‬

‫‪107‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫(‪)16‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ت ُّم ُرعلينا في الحياة لحظات َعصيبة ‪،‬‬
‫َ ُ ً‬ ‫َ‬
‫يام دكا ‪،‬‬ ‫ت ُّدكنا فيها األ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫بالحياة وتفاصيلها ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فيها‬ ‫زهد‬ ‫ن‬ ‫حظات‬
‫ٍ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫لاّ َ‬ ‫ُ‬
‫هللا أقرب !‬
‫لحظات ال نريد منها ِإ أن تجعلنا من ِ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َألنه وحده ٌ‬
‫قادرعلى فهم أوجاعنا الصغيرة مقارنة بعظمته‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قادرعلى َسكب الطمأنينة َليجعلنا نبرأ‬
‫وحده ٌ‬

‫(‪)71‬‬

‫كاألطفال‬
‫ً‬ ‫تقرع باب ذاكرتي ثم ُ‬
‫تهرب بعيدا !‬

‫(‪)18‬‬

‫هذا الصباح ‪ ،‬بداية جديدة لكنها مرهقة‬

‫ذاكرة خالية و فرمانات نسيان جديدة االصدار!‬

‫‪108‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)91‬‬

‫البعد بيننا مسافة رسالة واحدة ‪،‬لكن كبريائنا يمنعنا !‬

‫(‪)20‬‬

‫بريئة تلك االبتسامة التي ترتسم على شفاهي عندما تعلن والدتها‬

‫أنت !‬

‫(‪)21‬‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الغائب حتماً يعود ول ِكن بعد ينفذ رصيد االن ِتظار ِب ِ‬
‫داخلنا‬

‫(‪)22‬‬
‫طفل مشاغب َ‬
‫صغير‪ ،‬ين�سى إساءة اليوم‬ ‫واحد منا ٌ‬
‫ألن في قلب كل ٍ‬
‫ً‬
‫املا�ضي ‪ ،‬نبتسم دوما للصباحات ‪ ،‬و قطرات الندى‪ ،‬وعصافير‬

‫الشروق الجميلة !‬

‫يوم جديد ‪،‬‬ ‫ِّ ُ‬


‫نطل من نافذة األمل على ٍ‬
‫ُ‬
‫نلقي التحية على الحياة و الوطن و الكون البديع ‪،‬‬
‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫تنبض ثقة‬ ‫بريشة‬
‫ٍ‬ ‫سعادة و حب ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫نكتب للصباح املجهول حكاية‬

‫‪109‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫باهلل !‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫شعب ال ُّ‬
‫يمل من األمل نفتح مع دقائق الفجراألولى ميثاقا‬ ‫ألننا‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ورديا بلون أشعة الشمس الطفولية‬

‫(‪)32‬‬
‫وميا ن َيبتسم لنا ‪،‬و ُيخبرنا َأشياء َجميلة َعنا ‪،‬و ُي ُ‬
‫ربت‬
‫َ ُ َ ً‬
‫ِ‬ ‫نحتاج ي لمِ‬
‫الحزن ُدروبنا‬ ‫على َكتفنا إذا َم َّشط ُ‬
‫ِ‬
‫سيفعلون ذلك !‬ ‫َأصدقائنا املُقربون بال َشك َ‬

‫(‪)24‬‬
‫َ‬ ‫األصدقاء‪ :‬هم أولئك الذين َتكون َأيامنا َمعهم َأ ٌ‬
‫عياد ُمزركشة‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بألوان َقوس ُق ْ‬
‫زح‬ ‫ِ‬

‫(‪)25‬‬
‫ً‬
‫هذا الصباح يشبه شيئا أعرفه ‪ ،‬يشبه ذكرى جميلة مرت جانبي‬

‫و لم تجلس عندي !‬

‫‪110‬‬
‫نيبال قندس‬
‫ً‬
‫يشبه عصفورا ترك على نافذتي ياسمينة و رحل حزين‬
‫ً ً‬
‫يشبه تعبا مرا يعلق في حلقي‬

‫(‪)26‬‬
‫ٌ‬ ‫لاَّ‬
‫قصة ُح ٍب فاشلة !‬ ‫شرط جز ّ‬
‫ائي على ِ‬ ‫الرحيل‪ :‬ما هو إ‬

‫(‪)27‬‬

‫للشتاء ‪،‬‬ ‫َ‬


‫حنين ِ‬
‫للمعاطف َ‬
‫السميكة‪،‬‬

‫للنوافذ الباردة‪،‬‬

‫للقهوة الساخنة‪،‬‬
‫ُ‬
‫للطرقات املبللة‪،‬‬
‫َ‬
‫للوقوف تحت املطرو الدعاء‬

‫(‪)28‬‬
‫ُ‬
‫الجدران‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ًَ‬ ‫َ‬
‫تفهمنا أحيانا أكثرمن أ ّ ِي َبشر؛ َيكفي أنها ال تديرلنا ظهرها !‬

‫‪111‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫(‪)29‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫صيبك‬ ‫كل عادل ‪،‬خذ ن‬‫دعنا نتقاسم الحزن هذا املساء بش ٍ‬
‫ُ‬
‫األ َّ‬ ‫َ‬
‫نثيين!‬ ‫للذكر ِمثل حظ‬
‫ِ‬ ‫ليس‬ ‫‪..‬أ‬ ‫الشرعي من ميراث الحزن‬

‫(‪)30‬‬
‫ً‬
‫أبدا ‪ ،‬من َي ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫عزعليه فراقنا‬ ‫الذي َيذهب دون كلمة وداع ال َيعود‬

‫لحين‬ ‫َ‬
‫يأخذ حفنة من مالمحنا قبل أن يذهب ‪ ،‬حفنة يقتات عليها ِ‬
‫َعودته !‬

‫(‪)31‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫هل جربت يوما طعم الوقت املرالذي َيضيع في االنتظار‪ ،‬هل‬

‫ملح في جرحك كما فعلت أنت ؟‬ ‫َ‬


‫سكب أحدهم حفنة ٍ‬
‫(‪)32‬‬

‫عندما ت�ضيء شاشتي برسالة منك يهطل على قلبي الفرح‪ ،‬رسالة‬

‫واحدة كفيلة بأن تنقش على كفي حناء السرورو ألوان قوس قزح‬

‫‪112‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)33‬‬

‫هناك صباحات تستحق أن نفتح نوافذنا و قلوبنا الستقبالها‬

‫(‪)34‬‬
‫ً‬
‫أغلق الباب جيدا ‪ ،‬وال تسألني عن الوقت و ال من أين ِجئت‬
‫ٌ‬
‫شرس يطاردني !‬ ‫غياب‬ ‫‪،‬فقط خبئني في َ‬
‫قلبك فخلف الباب ٌ‬
‫ِ‬
‫(‪)35‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كلما أغلقت للحزن بابا ‪ . .‬حمل اآلخرون أبوابا جديدة و وضعوها‬
‫ً‬
‫في طريقي ‪ ..‬أال يحق لي أن أفرح قليال !‬

‫(‪)36‬‬
‫َ‬
‫الفرح َبعد سنين َ‬ ‫َ َ‬
‫الجفاف‬ ‫�شيء أجمل ِمن االرِتواء ِبعطر‬ ‫ال‬

‫(‪)37‬‬
‫ُكنت ِطفلة ُمشاكسة ‪ ،‬أختارمعاطفي دون ُجيوب ألدس َي ّ‬
‫دي‬

‫الباردتين في َجيب ِمعطفك !‬

‫‪113‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫(‪)38‬‬
‫َ ً َ‬
‫السماء ال َينغلق في َوجه َدعواتنا أبدا فقط قولوا “ يا هللا “‬
‫َبريد َ‬
‫ُ ُ َ‬
‫صبح األحالم َحقيقة‬ ‫َ‬
‫وسوف ت‬

‫(‪)39‬‬

‫يالحظ أجهزتنا اإللكترونية ‪ ،‬إذا ما تعبت تتوقف عن العمل‬

‫بكامل إرادتها و تجبرنا على تنظيف ذاكرتها من كل ما يعلق بها ‪،‬‬

‫و تبقى ذاكرتنا نحن مثقلة بالتفاصيل التي ال تنتهي ‪ ،‬بالحكايات‬

‫التي تأبى أن ترحل !‬

‫(‪)40‬‬
‫َ‬
‫ُهناك أحاسيس تصعب مشاركتها مع اآلخرين‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫نحتفظ بطهرها داخل القلب خوفا عليها‪،‬‬
‫ُ َ‬ ‫من َ‬
‫يعلق ِبها فور خروجها‬ ‫التلوث الذي قد‬
‫َ‬
‫ُهناك ُح ٌب ُ‪..‬يولد ويموت ‪ ..‬دون أن ُيدركه أحد‬

‫بهدوء قاتل‬
‫ٍ‬ ‫ُهناك ذكرى تنخرالجسد‬

‫‪114‬‬
‫نيبال قندس‬

‫قاء يفوق كل حدود الدهشة ‪..‬‬ ‫ُهناك ِل ٌ‬


‫قت ُل َقبل أن ُي َ‬
‫قتل‬ ‫و فراق َي ُ‬
‫ُ‬ ‫َّ ٌ ُ‬
‫صدف تحطمنا أكثرمما تسعدنا‬ ‫هناك‬

‫(‪)41‬‬
‫ُ ْ َ ً‬
‫ريبا بما َيكفيني ألتكئ على َكت َ‬ ‫ُ ُ‬
‫فك و أبكي‬ ‫ِ‬ ‫إن كنت تحبني كن ق‬
‫(‪)42‬‬

‫السابع من إبريل ‪ ،‬ال أثرلك يذكر!‬

‫إذن هذا الفراق لم يكن كذبة !‬

‫(‪)43‬‬

‫بعد أن تخطيت مرحلة الفراق والبكاء والوجع و الحنين واالنتظار‬

‫و الشوق ‪ ،‬هل يمكنني اليوم أن أدخل بقدمي اليمنى إلى حدائق‬

‫النسيان ؟‬

‫(‪)44‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تشابك فيها يدي بـ يدك‬ ‫األيام املاطرة التي يزورني فيها صوتك و ت‬
‫ً‬ ‫َتطبع على قلبي َبصمة سعادة‪ ،‬يصيرفيها َ‬
‫صوتي املالح عذبا و‬
‫‪115‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أصابعي الباردة نجوما دافئة و أكثرمن هذا يصيرقلبي معطفا‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كبيرا يتسع لكل الطرقات املبللة !‬

‫(‪)45‬‬
‫َ‬ ‫َ ً‬
‫ال يعنينا أحيانا أن َيعرف َبعض األشخاص حجم االحترام الذي‬
‫ً‬
‫عادة أن ُنهديهم َدعوة صادقة ِبظهر‬ ‫نحمله َلهم َ‪،‬يكفينا من َ‬
‫الس‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫منيات بالخير‪ ،‬دون أن ننتظر ِمنهم أي ُمقابل‬
‫الغيب و أ ٍ‬
‫(‪)46‬‬
‫ً‬
‫ندعي الال مباالة كثيرا‬

‫نمل االنتظار‪..‬يرهقنا التفكير‬

‫نتنا�سى‬

‫لكننا أبدا ال نن�سى‬

‫(‪)47‬‬

‫مل بالنسيان أكثر وأكثر‬ ‫لت َأ َ‬


‫تج ُ‬ ‫ال ال َّيدعي الغياب‪ ،‬و ال ُ‬
‫ز‬ ‫ز‬

‫‪116‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)48‬‬
‫ُ‬
‫حتضن بين َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َّ ً‬ ‫َ‬
‫يدي‬ ‫الطاولة ذاتها‪ ،‬أ‬
‫ِ‬ ‫على‬ ‫هكذا‬ ‫قة‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫أبقى‬ ‫أن‬ ‫كره‬ ‫أ‬
‫سوداء بربطة ُ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ُ ُ ُ ً‬
‫نق‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫بدلة‬ ‫يرتدي‬ ‫زنا‬ ‫قهوة بارد‪ ،‬و أجالس ح‬
‫فنجان ٍ‬
‫خمرية‬

‫(‪)49‬‬

‫قل للحنين يا سيدي إذا ما طرق بابك ذات ليلة تشبعت بعبق‬

‫الذكريات ‪ ،‬أن الفراق كان ذنبك و خطيئتك و أن اليد التي دبرته‬

‫كانت يدك ال يدي‬

‫(‪)50‬‬

‫ملاذا تتشبث بي‪ ،‬إن كنت تبحث عنها‬

‫اتركني ‪..‬لست طوق نجاة‬

‫(‪)51‬‬

‫يدور الزمن بشكل مذهل سيأتي ذلك اليوم الذي سأمرفيه‬

‫بجانب‬

‫‪117‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫�شيء أحببته و لم أمتلكه‬


‫كأنك لم تكن أغلى ٍ‬
‫(‪)52‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ال َتلمني إن إبتعدت َ‬
‫عنك ِمرارا فيما أنت تقترب‪ ،‬أريدك بالحالل‪..‬‬ ‫ِ‬
‫بالحالل فقط !‬

‫(‪)53‬‬
‫صديقتها آالف املَرات ب ْ‬
‫سببك ‪،‬كانت‬
‫َ‬
‫ف‬
‫َ َّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الفتاة التي بكت على ك ِت ِ‬
‫ُ‬
‫تحبك أقول “ كانت”‬

‫(‪)54‬‬
‫بوسعي أن أتغا�ضى عن كل ما حدث‪ ،‬أن أتجاهل هذا الحزن‬

‫الذي يستلقي بجانبي على السرير‪ ،‬أن أنفض عن وجهي مالمح‬

‫االنكسار‬

‫و التعب‪ ،‬أن أرتدي ابتسامتي الباهتة املستهلكة‪ ،‬أستطيع أن‬

‫أفعل أي �شيء‬

‫إال نسيانك‬

‫‪118‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)55‬‬

‫الصديق الحقيقي هو ليس من يصونك وأنتما متفقان إنما هو‬

‫من يظل على العهد والوعد عند الخصام‬

‫(‪)56‬‬
‫ٌ َ‬ ‫عالق بنا ُرغم َ‬
‫�شيء من َعبق املا�ضي ٌ‬
‫�شي تعجز َيد‬ ‫الزمن‪،‬‬ ‫و َيبقى ٌ‬

‫النسيان أن تطاله‬

‫(‪)57‬‬
‫الحب على أ ض الواقع َي َنتهي ‪ ،‬و َّأن النسيانَ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ ًَ‬
‫خيرا أنْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ْ ر ِ‬ ‫وعرفت أ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫عادي يمكن أن يحدث‬‫مر ٌ‬ ‫َأ ٌ‬

‫(‪)58‬‬

‫كل أمنية تموت في قلوبنا قبل أن ترى النور ‪ ،‬تترك خلفها آالف‬

‫األمنيات الجديدة التي تنبض ثقة باهلل‬

‫(‪)59‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تعبين َنحن ‪َ ،‬حتى َأخمص ُ‬
‫الروح‪ُ ،‬م َ‬
‫رهقين وقلوبنا تقطر ُحزنا ‪،‬‬ ‫ُم َ‬

‫جاملة َ‬
‫الصباح بابتسامة‪ ،‬ودعوته‬ ‫لكن ُكل َهذا ال َي َ‬
‫منعنا من ُم َ‬
‫ِ‬

‫‪119‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫القادم أفضل‬
‫نكهة األمل أن ِ‬‫ِلكوب قهوة ِب‬

‫(‪)60‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وكب َمهجور‪ ،‬كمصباح طريق َيجلس على‬ ‫وحيدة كإبهام‪ ،‬كـ ك ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قارعة الطريق ُيفني نفسه ِلي�ضيء طريق الغرباء ‪ ،‬إنما ال َيكترث‬

‫ِلوجوده أحد !‬

‫(‪)61‬‬
‫ً‬
‫حتى لو أخذتك األيام بعيدا‪ ،‬و كان ما بيني و بينك فراق بحجم‬
‫ً‬
‫مجرة‪ ،‬ستبقى حاضرا في قلبي و ذاكرتي‬

‫(‪)62‬‬
‫َ‬ ‫كر ُه الع َ‬ ‫َ‬
‫يد الذي ال َيأتيني ِبك‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجودك‬ ‫والفرحة التي َينقصها‬

‫فت ِق ُد وجهك‬‫واالحتفاالت التي َت َ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َأحتاج َ‬
‫صوتك ِليبدأ عيدي‬

‫‪120‬‬
‫نيبال قندس‬

‫(‪)63‬‬
‫َ ََ ً ُ ً‬ ‫ً َ‬ ‫َ ُ َ ُ ً‬
‫كاء‬
‫انت ِظر ِمنك سؤاال واحدا فقط ‪ ،‬النفجربوحا ‪ ،‬حزنا ‪ ،‬و ُب ً‬
‫(‪)64‬‬
‫ُ ٌ ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫تعب جدا ‪ ..‬و ما‬ ‫قف عكازا ‪ ،‬ألحزان اآلخرين ‪،‬م‬ ‫َ‬ ‫الق ُ‬
‫لب الذي ي ِ‬ ‫َهذا‬

‫أحد يكترث ِبه‬


‫من ٍ‬
‫(‪)65‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َبعض األشخاص ‪ِ ،‬ولشدة َروعتهم تجد أن كل ما فيهم ُيذهلك‬
‫َ‬ ‫و ُي ّرب ُت على َكتفك ‪َ ..‬حتى َك ُ‬
‫لماتهم التي َيهمسون لنا ِبهم ‪ ..‬داف ِئة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫نبض قلوبهم‬
‫ك ِ‬
‫(‪)66‬‬

‫في مثل هذا الوقت من العام املا�ضي كنت أتوسد سجادة الصالة‬

‫و أدعو لك و اليوم أدعو هللا أن يديم علي نعمة الكتابة فعكاز‬

‫األبجدية خيرمن وقف معي في غيابك‬

‫‪121‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫(‪)67‬‬
‫َ‬
‫عامك الجديد‬ ‫ُ‬
‫دقائق قليلة وستبدأ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أعلم جيدا أننا لن نكون َمعا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عامك هذا مع أخرى ال تشبنهي‬ ‫و أنك ستبدأ‬

‫ليست ِبعفويتي وجنوني‬


‫َ‬
‫ال تحمل في وريدها ُحبك‬

‫وال بين أوراقها ِطفلك‬

‫وال في ذاكرتها طيفك‬

‫لذا‬
‫ً‬
‫يا سيدي الذي أهداني جراحا بحجم الحب الذي قدمته له‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أتمنى َ‬
‫لك عاما سعيدا‬
‫ُ‬
‫ك ْن بخير‬

‫(‪)68‬‬

‫‪122‬‬
‫نيبال قندس‬

‫لقاؤنا الفوضوي ذاك بعثر َّفي أشياء كثيرة‪ ،‬أكبرمن أن يرتبها‬

‫الزمن‬

‫(‪)69‬‬
‫َ‬
‫فرعلى َعجل‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ‬
‫وجهك غا ِئب كالهدوء‪ ،‬كاملساء‪ ،‬كالس ِ‬
‫َ‬

‫(‪)07‬‬

‫َّ َ َ‬
‫علي أن أكسر َالكوب وأعبث بالزجاج املكسور وأخرج في‬ ‫كم َمرة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫البرد بمالبس َ‬
‫الغرباء وأصافح قطاع الطرق‬ ‫صيفية وأتحدث مع‬ ‫ِ‬
‫لتخاف َّ‬
‫علي و تأتي !‬

‫‪123‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪124‬‬
‫نيبال قندس‬

‫يف النِهاية ‪:‬‬

‫هَل عُدنا دون َقص ٍد منا ‪،‬‬


‫حملط ِة االنتظار‬
‫من جديد !‬

‫‪125‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪126‬‬
‫نيبال قندس‬

‫‪127‬‬
‫أحالم على قائمة االنتظار‬

‫‪128‬‬

You might also like