You are on page 1of 16

‫حتليل دوال انتاج حماصيل احلبوب يف اجلزائر ابس تعامل مناذج املعطيات الطولية (‪)Panel Data‬‬ ‫جامعة اجلزائر

ئر ‪3‬‬ ‫راحب بوعراب‬


‫فتح هللا مسعودة‬
‫تحليل دوال إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر باستعمال نماذج المعطيات الطولية (‪)Panel Data‬‬

‫الملخص‬

‫يكتسي إنتاج الحبوب أهمية كبيرة في الجزائر‪ ،‬نظ ار لطبيعة ومميزات المجتمع الجزائري الذي يعتبر‬
‫الحبوب من بين المنتجات االساسية واسعة االستهالك‪ .‬لكن بالرغم من ذلك لم يرتق إنتاج الحبوب في‬
‫الجزائر إلى المستوى المطلوب و ال يغطي إال جزء ضئيل من الطلب الوطني‪ .‬وتهدف هذه الدراسة إلى‬
‫تحليل دالة اإلنتاج الزراعي لهذا المحصول عبر بعض واليات الوطن بهدف تحديد التباين في اإلنتاج من‬
‫خالل تحليل المرونة اإلنتاجية واإلنتاجية الحدية لمختلف عناصر اإلنتاج (المدخالت) باإلضافة إلى‬
‫تحديد الشكل االنسب للنموذج وفق منهجية البيانات الطولية ذات البعد المقطعي والزمني‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬دالة اإلنتاج‪ ،‬اإلنتاج الزراعي‪ ،‬إنتاج الحبوب‪ ،‬المعطيات الطولية‪.‬‬

‫‪Summary‬‬

‫‪Cereal production is of great importance in Algeria given the fact that it is a staple food‬‬
‫‪for the Algerian society. However, cereal production in Algeria has not risen to the required‬‬
‫‪levels and covers only a fraction of the national demand. The goal of this study is to analyze‬‬
‫‪the agricultural production function of this crop across some of the country’s provinces in‬‬
‫‪order to determine the variation in production through the analysis of output elasticity and‬‬
‫‪marginal productivity of the various factors of production (input), in addition to determining‬‬
‫‪the appropriate formula of the model according to the methodology of panel data.‬‬
‫‪Keywords: production function, agricultural production, grain production, panel data.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يلعب القطاع الزراعي دو ار بار از في اقتصاديات بعض دول العالم وفي الجزائر على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬ونظ ار لإلمكانيات الهامة التي تتوفر عليها‪ ،‬من شأنها ان ترتقي بالقطاع وتحقيق أهدافها‬
‫التنموية والتخلص من التبعية الغذائية للخارج‪ .‬وتعتبر محاصيل الحبوب من بين أكثر المحاصيل اهمية‬
‫في الجزائر نظ ار للطلب الكبير والمتزايد عليها‪ ،‬والذي يرجع اساسا إلى اعتبارها من المواد االساسية‬
‫األكثر استهالكا لدى المجتمع الجزائري‪ .‬ونظ ار للعجز الكبير في تلبية الطلب الوطني باإلنتاج المحلي‬
‫تجد الجزائر نفسها أمام عائق التحكم في زيادة اإلنتاج واالعتماد على الواردات من الخارج لمواجهة هذا‬
‫العجز‪ .‬فالبرغم من االمكانيات المتوفرة والبرامج التنموية المسطرة إال أن القطاع الفالحي بصفة عامة لم‬
‫يرتق إلى المستوى المطلوب‪ .‬ومن هنا تظهر الحاجة إلى تحليل السلوك اإلنتاجي في القطاع الزراعي‬
‫‪437‬‬
‫لتحديد العوامل التي تحول دون الزيادة في الكميات المنتجة من مختلف المحاصيل الزراعية بصفة عامة‬
‫ومحاصيل الحبوب بصفة خاصة‪.‬‬

‫تجدر االشارة إلى أن شكل دالة اإلنتاج االقتصادية تختلف من قطاع إلى آخر‪ ،‬وفي حالة اإلنتاج‬
‫الزراعي تأخذ أبعادا أخرى نظ ار لتعدد المدخالت من عوامل اإلنتاج غير المتجانسة والتي ال يمكن‬
‫تجميعها في عنصري العمل ورأس المال وفق ما اشارت اليه النظرية االقتصادية الجزئية والكلية‪ .‬ومن هنا‬
‫تنبثق إشكالية هذا البحث المتمثلة في صياغة دالة إنتاج في شكل نموذج اقتصادي قياسي للتعبير عن‬
‫سلوك اإلنتاج من محاصيل الحبوب في الجزائر‪.‬‬

‫أهداف البحث‪ :‬يهدف هذا البحث إلى‪:‬‬

‫‪ -‬تحليل واقع إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر؛‬


‫‪ -‬تقدير وتحليل دالة اإلنتاج لمحاصيل الحبوب عبر بعض المناطق الجغرافية في الجزائر وفق‬
‫منهجية البيانات الطولية (‪ )Panel Data‬ذات البعد الزماني والمكاني؛‬
‫‪ -‬تفسير التباين في اإلنتاج عبر مختلف المناطق من خالل شكل النموذج األمثل للعالقة بين العملية‬
‫اإلنتاجية الزراعية وكمية اإلنتاج من محاصيل الحبوب من جهة‪ ،‬والمعامالت المقدرة والتي تعبر عن‬
‫مرونة اإلنتاج بالنسبة لمختلف عوامل اإلنتاج وكذا معامل الكفاءة اإلنتاجية والتي تلعب دو ار هاما في‬
‫تفسير االختالف في كميات اإلنتاج من هذه المحاصيل خالل فترة الدراسة‪.‬‬

‫‪ .1‬االطار النظري لدالة ال نتاج الزراعي‪:‬‬

‫لقد حظي تحليل السلوك اإلنتاجي باهتمام واسع من طرف الباحثين االقتصاديين منذ القدم‪ ،‬وقد زاد‬
‫هذا االهتمام بظهور الفكر الحدي الذي دعم التحليل االقتصادي للسلوك اإلنتاجي بما يعرف بدالة اإلنتاج‬
‫في شكلها الرياضي للتعبير عن العالقة بين مخرجات ومدخالت العملية اإلنتاجية‪ .‬وقد عرفت دالة اإلنتاج‬
‫منذ أن طورها الباحثان كوب ودوغالس سنة ‪ ،1928‬استعماال واسعا في مجال قياس وتحليل اإلنتاج‬
‫بصفة عامة واإلنتاج الزراعي بصفة خاصة‪ ،‬وذلك في مختلف دول العالم‪.‬‬

‫‪ .1-1‬الشكل العام لدالة ال نتاج في القطاع الزراعي‪:‬‬


‫ان الصيغة العامة لدالة اإلنتاج لكوب دوغالس المعروفة في االدبيات االقتصادية تأخذ الشكل التالي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪Y  AL K ‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫بحيث تمثل ‪ Q‬كمية اإلنتاج و ‪ L،K‬عاملي اإلنتاج رأس المال والعمل على التوالي‪ α ،‬و ‪ β‬ثابتان‪ ،‬يمثل‬
‫‪ A‬معامل حجم يرتبط بوحدات القياس المستخدمة‪ 1‬ويعرف بمعامل الكفاءة اإلنتاجية أو إنتاجية التكنولوجيا‬

‫‪438‬‬
‫المستعملة‪ ،2‬أما ‪ α‬فتمثل مرونة اإلنتاج بالنسبة لعنصر العمل‪ ،‬و ‪ β‬تمثل مرونة اإلنتاج بالنسبة لعنصر‬
‫رأس المال‪.3‬‬
‫إن صياغة الدالة اإلنتاجية وفق الصيغة رقم (‪ ،)1‬تأخذ بعين اإلعتبار عاملين من عوامل اإلنتاج‬
‫فقط‪ ،‬وهذا ينطبق على دراسة اإلنتاج في حالة عامة‪ ،‬بحيث يمكن فيها دمج عوامل اإلنتاج والتعبير عنها‬
‫بمتغيرتين فقط وهما راس المال والعمل مع افتراض تجانس وحدات القياس‪ .‬بينما اظهرت الدراسات‬
‫االقتصادية التي اجريت في مجال البحث عن مصادر النمو االقتصادي بداية من ابحاث سولو سنة‬
‫‪ 1956‬أنه يمكن لدالة اإلنتاج وفق صياغة كوب ودوغالس أن تحتوي على أكثر من عاملين لإلنتاج‬
‫حسب الحاالت المدروسة‪ ،4‬ونخص بالذكر إضافة متغيرة رأس المال البشري إلى جانب عاملي رأس المال‬
‫والعمل في نماذج النمو الداخلي‪ .‬بالنسبة للقطاع الزراعي‪ ،‬عوامل اإلنتاج متعددة وليس من السهل دمجها‬
‫وتلخيصها في عاملين فقط‪ ،‬و نذكر منها‪ :‬كميات التساقط‪ ،‬كميات األسمدة المستعملة‪ ،‬كميات البذور‬
‫والحبوب المزروعة‪ ،‬كثافة المكننة الزراعية‪ ،‬المساحة الزراعية وغيرها من العوامل التي يمكن ان تتدخل‬
‫في تحديد الكمية المنتجة من المحاصيل الزراعية‪ ،‬نظ ار لعدم تجانس وحدات القياس‪ .‬ومن هذا المنطلق‪،‬‬
‫تأخذ دالة اإلنتاج الزراعي المقترحة للدراسة الشكل العام التالي‪:‬‬

‫‪Qt  1 .X 2t2 .X 3t3 ...X kt‬‬


‫‪k‬‬
‫)‪(2‬‬
‫بحيث تمثل‪:‬‬
‫‪ :Q‬كمية اإلنتاج من المحصول؛‬
‫‪ :X2, X3,...., Xk‬مختلف عوامل اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ :  k‬تمثل مرونات اإلنتاج بالنسبة لمختلف عوامل اإلنتاج‪ .‬بينما تمثل ‪ 1‬‬ ‫‪/ k  2 ,3 ,...., K‬‬

‫الكفاءة اإلنتاجية للعملية اإلنتاجية‪.‬‬


‫ومن هذا المنطلق‪،‬و من أجل تحليل تباين دالة إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر حسب المناطق‬
‫الجغرافية (البعد المقطعي) ‪ ،‬تم اعتماد الوالية للتعبير عن المنطقة الجغرافية‪ ،‬باإلضافة إلى البعد الزماني‬
‫(فترة الدراسة)‪ ،‬وعليه يصبح شكل دالة اإلنتاج على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪Qt  1 .X 2it2i .X 3it3i ....X kit‬‬
‫‪ ki‬‬
‫)‪(3‬‬
‫بحيث‪ i :‬يعبر عن الوالية (‪ ،)i‬و‪ t‬يعبر عن الزمن (الموسم الزراعي أو السنة)‪.‬‬

‫‪ .2-1‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫إن موضوع دوال اإلنتاج كحقل للدراسة ليس بجديد‪ ،‬فقد تناولته العديد من الدراسات المتعلقة بنماذج‬
‫النمو االقتصادي الذي حضي باهتمام العديد من الباحثين االقتصاديين سواء داخل الوطن أو خارجه من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية نجد الدراسات التي تناولت دراسة واقع القطاع الزراعي في الجزائر في ظل‬
‫اإلصالحات الهيكلية‪ ،‬وكذلك دراسة دوال اإلنتاج الزراعي في الجزائر‪.‬‬
‫‪439‬‬
‫ومن بين الدراسات التي تناولت موضوع اإلنتاج في القطاع الزراعي‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة سالم يونس النعيمي و أسوان عبد القادر زيدان بعنوان‪" :‬مصادر نمو ال نتاجية في‬
‫زراعات دول عربية مختارة للفترة ‪ ،5"2003-1980‬استهدف الباحثان من خاللها تحليل معدالت نمو‬
‫اإلنتاج ية للقطاع الزراعي وتحديد حجم مصادر النمو للكشف عن إمكانيات تطور القطاع الزراعي للدول‬
‫العربية كل من السعودية والمغرب وتونس وسوريا‪ ،‬وذلك من خالل التعرف على التغيرات في الناتج‬
‫الزراعي‪ ،‬ومثلت العالقة بين الناتج الزراعي باعتباره متغي ار تابعا والعوامل المحددة له وهي كل من‬
‫األرض والعمل ورأس المال كمتغيرات مستقلة‪ ،‬كما تم احتساب مساهمة العناصر في نمو اإلنتاجية‬
‫بتطبيق صيغة توسع تايلور‪ ،‬وتحديد اإلنتاجية الكلية للعناصر (‪ .)TFP‬وكانت أهم النتائج التي توصلت‬
‫اليها الدراسة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أنه هناك نمو في اإلنتاج ية الكلية للعوامل لكل دولة من الدول المذكورة‪ ،‬وأيضا هناك تفاوت في نمو‬
‫اإلنتاجية بين دولة وأخرى‪ ،‬و قد احتلت السعودية أكبر نسبة في نمو إنتاجيتها بـ ‪ ،% 91.3‬تلتها المغرب‬
‫بـ ‪ ،% 87.39‬ثم تونس بحوالي ‪ ،%71.48‬ومصر بـ ‪ ،% 62.11‬أما سوريا فاحتلت المرتبة األخيرة‬
‫بطي قدر بـ ‪ ،% 5.18‬لذلك أوصى بإعادة النظر في برامج التنمية االقتصادية الزراعية فيها‬ ‫ْ‬ ‫وبنمو‬
‫والعمل على االستغالل األمثل لمواردها الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة مبارك باللطة بعنوان‪(:‬دوال نواتج بعض المحاصيل الزراعية في الجزائر( دراسة اقتصادية‬
‫قياسية إحصائية"‪ ،6‬كان هدف البحث هو دراسة دوال اإلنتاج لبعض المحاصيل الزراعية في الجزائر‬
‫وبصفة خاصة فرع إنتاج الحبوب‪ ،‬وما ينطوي عليه من دراسة تأثير تغير كل من مقادير المدخالت الزراعية‬
‫كمتغيرات مستقلة في مقدار ناتج الحبوب أو القمح كمتغيرات تابعة‪ ،‬وتوصل الباحث من خالل الدراسة‬
‫القياسية إلى أهم النتائج التالية‪:‬‬
‫تتمثل العوامل المتحكمة في إنتاج الحبوب في المساحة الزراعية واألمطار والعمل االلي وسعر الشعير‪،‬‬
‫حيث قدرت المرونة اإلنتاجية لكل عامل بـ‪ 0.013- ،0.393 ،0.809 :‬و‪ 0.155‬على التوالي‪ ،‬حيث‬
‫تشير الدراسة أن القانون الذي يحكم إنتاج الحبوب في الجزائر هو قانون تزايد الغلة ‪ ،‬إذ بلغ مجموع المرونات‬
‫اإلنتاجية ‪ ،1.43‬أما بالنسبة للقمح الصلب فإن المرونة اإلجمالية بلغت ‪ 1.24‬مما يدل على أن إنتاج القمح‬
‫الصلب يخضع لقانون تزايد الغلة ‪ ،‬كما بلغت مرونة القمح اللين ‪ 1.36‬وخضوعها لنفس قانون القمح الصلب‪،‬‬
‫كما بلغت المرونة اإلجمالية للشعير ‪ 2.19‬مما يدل كذلك على خضوعها لنفس القانون ‪ ،‬أما بالنسبة للبقول‬
‫فقد بلغت المرونة اإلجمالية ‪ ، 0.39‬مما يدل على أن البقول يحكمها قانون تناقص الغلة‪ .‬بينما بلغت المرونة‬
‫اإلجمالية في الزراعة الجزائرية ككل ‪ ، 0.42‬مما يعني أن القانون الذي يحكم الزراعة الجزائرية هو قانون‬
‫تناقص غلة الحجم‪ .‬ومن جانب آخر أشار الباحث إلى استحالة استخدام اسلوب البرمجة الخطية فيما‬
‫يتعلق بمشكلة اإلحالل‪ ،‬نظ ار لعدم توفر شرط أساسي وهو أن تكون الدوال خطية مستقيمة في آن واحد‪،‬‬
‫واالعتماد على أسلوب األداة الحدية في التعظيم‪ .‬وفي األخير قدم الباحث بعض التوصيات فيما يتعلق‬
‫بالمساحة المزروعة وكيفية استخدامها االستخدام الكفؤ‪ ،‬حيث اشار إلى أنه يمكن استخدام توقعات األسعار‬
‫‪440‬‬
‫العالمية كمؤشر عند تحديد التركيب المحصولي‪ ،‬وذلك يتحقق بطريقتين‪ :‬تتمثل االولى في تخفيض المساحة‬
‫المزروعة من المحاصيل التي تمثل أهم بنود الواردات من أجل زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل‬
‫التي تمثل اهم بنود الصادرات في حالة االرتفاع النسبي ألسعار محاصيل الصادرات عن أسعار محاصيل‬
‫الواردات‪ ،‬والثاني في حالة العكس‪ .‬باإلضافة إلى توصيات اخرى تعلقت بالمكننة الزراعية واعارة االهتمام‬
‫للتسميد الزراعي نظ ار ألهمية هذين العاملين في تطوير مردودية العملية اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة سعدون فرج خاطر بعنوان‪" :‬االستخدام االقتصادي للعوامل المؤثرة في إنتاج محصول‬
‫‪7‬‬
‫تقدير دالة اإلنتاج من شكل كوب دوغالس‬
‫الشعير في قضاء المقدادية" ‪ ،‬كان الهدف من البحث هو ٌ‬
‫لمحصول الشعير في قضاء المقدادية خالل الموسم الزراعي ‪ ،2009 - 2008‬باتخاذ كمية اإلنتاج‬
‫كمتغير تابع لعدة عوامل إنتاجية تمثلت في كمية البذور‪ ،‬كمية األسمدة الكيماوية‪ ،‬ساعات العمل اليدوي‪،‬‬
‫ساعات العمل اآللي وعدد الريات‪ .‬وتوصلت الدراسة من خالل تقدير الدالة اإلنتاجية إلى تحديد قيم‬
‫المرونة اإلنتاجية الجزئية لمختلف العوامل التي تضمنتها الدالة والتي اظهرت المعنوية االحصائية‬
‫لغالبيتها ما عدى العمل اليدوي والريات والتي ارجعها الباحث إلى التفاعل المشترك بين العوامل اإلنتاجية‬
‫الداخلة في العملية اإلنتاجية‪ ،‬أما المرونة االجمالية فقد قدرت بـ ‪ 1.17‬وهي تدل على الدالة المقدرة ذات‬
‫غلة حجم متزايدة مما يشير إلى امكانية زيادة إنتاج محصول الشعير بزيادة الكميات من جميع الموارد‬
‫المستخدمة معا‪ .‬وبناءا على النتائج المتوصل اليها أوصى الباحث بدعم اسعار عوامل اإلنتاج وزيادة‬
‫سعر الشراء للمحصول ومنح القروض للمزارعين لتشجيعهم على استخدام المستحدثات التكنولوجية في‬
‫اإلنتاج والعمل على ايجاد بدائل لمعالجة الفاقد من المياه واصالح وتطوير شبكات الري‪ .‬كما أوصى‬
‫بإجراء االبحاث الخاصة بهذا المحصول باشتراك الباحثين من مختلف االختصاصات العلمية لتنفيذ‬
‫برنامج متكامل والوصول إلى نتائج أكثر دقة وأوسع شموال تتوافق فيها الكفائتين الفنية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة زهير عماري بعنوان‪ :‬تحليل اقتصادي قياسي ألهم العوامل المؤثرة على قيمة الناتج المحلي‬
‫الفالحي الجزائري خالل الفترة (‪ ،8)2009-1980‬تناول من خاللها الباحث تحليل واقع القطاع الفالحي‬
‫خالل فترة الدراسة حيث كان الهدف من البحث هو تحليل وتحديد أهم العوامل المؤثرة على زيادة الناتج‬
‫الفالحي في الجزائر‪ ،‬والوقوف على األهمية النسبية لهذه العوامل‪ ،‬ومدى كفاءة استخدامها‪ ،‬وبالتالي وضع‬
‫صورة واضحة عن مدى أهمية القطاع الفالحي في عملية التنمية االقتصادية‪ .‬وقد استخدم الباحث في‬
‫الدراسة القياسية لدالة الناتج الزراعي دالة من شكل كوب دوغالس باستخدام معطيات منظمة الزراعة‬
‫والتغذية العالمية‪ ،‬واعتبر الباحث أن دالة كوب – دوغالس هي األنسب في تقدير دالة اإلنتاج الفالحي‬
‫الجزائري‪ ،‬وبناءا عليها توصل إلى جملة من النتائج من أهمها‪ ،‬أن الزراعة الجزائرية تتسم بالكثافة‬
‫الرأسمالية أكثر من كونها ذات كثافة للعمل الزراعي‪ ،‬وذلك نظ ار لغياب آلية لسوق العمل الزراعي لتحديد‬
‫اقتصاديات األجور الزراعية ال سيما وأن نمط القطاع الفالحي في الجزائر تقليدي وبذلك تعد أجور العمل‬
‫الزراعي تكاليف ثابتة ال متغيرة‪ ،‬وهو ما يشكل عبئا على متوسط التكاليف اإلنتاجية‪ ،‬كما توصلت الدراسة‬

‫‪441‬‬
‫إلى أن الفالحة الجزائرية تتسم بعوائد الحجم المتزايدة وتعتمد اعتمادا كامال على حجم الوفرة النسبية‬
‫للمدخالت اإلنتاجية‪.‬‬
‫ويأتي هذا البحث إلى جانب البحوث السابقة الذكر وبحوث اخرى لم يتم ذكرها انجزت في مجال‬
‫دراسة وتحليل دالة اإلنتاج الزراعي‪ ،‬ويحمل في طياته إضافة إلى أساليب القياس والتحليل المنتهجة‪،‬‬
‫في تقدير دالة اإلنتاج الزراعي عبر واليات‬ ‫والمتمثلة في استعمال تقنية تحليل المعطيات الطولية‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬واقع إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪:2012-2000‬‬

‫‪ .1-2‬تحليل تطور إنتاج الحبوب في الجزائر‪:‬‬

‫يحتل إنتاج الحبوب في الجزائر مكانة هامة من حيث كميات اإلنتاج والمساحات الزراعية‬
‫المخصصة له عبر مختلف واليات الوطن‪ ،‬بحيث قدر متوسط المساحة المزروعة من الحبوب خالل‬
‫الفترة ‪ 2012-2000‬بحوالي ‪ 45,16%‬من اجمالي المساحة الصالحة للزراعة حسب احصائيات وزراة‬
‫الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫وتحتاج عملية إنتاج الحبوب إلى ظروف مناخية خاصة ومساحات واسعة نسبيا مقارنة بالمحاصيل‬
‫الزراعية األخرى‪ ،‬مما يسمح للواليات التي تتوفر على هذه الظروف باستغاللها إلنتاج الحبوب‪ .‬والشكل‬
‫التالي يبين تطور كمية اإلنتاج في الجزائر حسب نوع المحصول‪.‬‬
‫(الوحدة‪ 1000 :‬طن)‬ ‫الشكل رقم (‪ :)01‬تطور إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪2012-2000‬‬
‫‪6000.0‬‬
‫‪5000.0‬‬
‫‪4000.0‬‬
‫‪3000.0‬‬
‫‪2000.0‬‬
‫‪1000.0‬‬
‫‪0.0‬‬

‫الحبوب‬ ‫القمح الصلب‬ ‫القمح اللين‬ ‫الشعير‬


‫لعدة سنوات (امللحق رقم (‪.))1‬‬ ‫الريفية ‪SERIE B‬‬ ‫املصدر‪ :‬مت اعداده بناءا على معطيات وزارة الفالحة والتنمية‬
‫يظهر جليا من خالل الشكل رقم (‪ ،)01‬أن كميات اإلنتاج من مختلف محاصيل الحبوب عرفت‬
‫تذبذب خالل الفترة ‪ ،2012-2000‬وهذا راجع أساسا إلى التغيرات المناخية خاصة منها كميات تساقط‬
‫األمطار والتي تلعب دو ار أساسيا في إنتاج المحاصيل الزراعية‪ ،‬حيث أن انخفاض كميات التساقط ال‬
‫تسمح بنمو المحاصيل وتُ َخ ِفض من مردودية األرض‪ ،‬والتساقط بكميات كبيرة يؤدي إلى إتالف المحاصيل‬
‫وبالتالي انخفاض المردودية وانعدامها في بعض األحيان‪ .‬باإلضافة إلى ان زراعة محاصيل الحبوب‬
‫يستدعي كميات تساقط االمطار في فترات زمنية معينة خالل الموسم الزراعي وأي اختالل في ذلك‬

‫‪442‬‬
‫ينعكس على مردودية المحصول‪ .‬وقد سجلت كميات اإلنتاج من هذه المحاصيل أدنى مستوى لها في سنة‬
‫‪ 2000‬وهذا راجع إلى تراجع المساحات المزروعة من هذه المحاصيل بنسبة ‪ ،%4.5‬باإلضافة إلى‬
‫انخفاض كميات التساقط وتراجع كميات البذور الموزعة على الفالحين بأكثر من ‪ ،%40‬وفي الفترة‬
‫الموالية عاد مستوى إنتاج الحبوب إلى التزايد بمعدالت متذبذبة ليشهد تراجع كبير في سنة ‪ 2008‬قدر‬
‫بنسبة ‪ %50‬حيث انخفض اإلنتاج من ‪ 3601.9‬الف طن إلى ‪ 1535.7‬الف طن سنة ‪ ،2008‬نظ ار لما‬
‫شهده الموسم الزراعي من تراجع في كميات اإلنتاج لمختلف المحاصيل الزراعية‪ ،‬لكن خالل الموسم‬
‫الزراعي ‪ 2009/2008‬عاد اإلنتاج إلى االرتفاع حيث حقق اقصى حد له خالل هذه الفترة بمستوى إنتاج‬
‫قدر بـ ‪ 5253,15‬ألف طن‪ ،‬وهذا راجع إلى عمل الدولة على اتخاذ إجراءات خاصة ركزت على توسيع‬
‫اإلنتاج الزراعي بعد االزمة التي شهدها العالم خالل سنة ‪ 2008‬والتي نتج عنها ارتفاع اسعار المواد‬
‫الغذائية خاصة الحبوب في السوق العالمية‪ ،‬األمر الذي جعل الدولة تعيد النظر في توسيع اإلنتاج‬
‫المحلي وتقليص فاتورة الواردات من هذه المادة الحيوية‪ .‬وخالل الفترة ‪ 2012-2009‬عرف إنتاج الحبوب‬
‫نمو شبه مستقر في كميات اإلنتاج بمتوسط إنتاج قدر بـ ‪ 4528.7‬ألف طن خالل الفترة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ‪ ،2012-2000‬يغلب عليه إنتاج‬
‫المحاصيل الموجهة لالستهالك البشري والتي تتمثل في القمح الصلب واللين إضافة إلى الشعير‪ ،‬بينما‬
‫يبقى إنتاج الحبوب الموجهة لالستهالك الحيواني كالذرة و الخرطال (الشوفان) ضئيلة جدا بالرغم من‬
‫الطلب المحلي الواسع عليها والذي يتميز بالتزايد المستمر‪ .‬ويبين الشكل التالي هيكل اإلنتاج الوطني من‬
‫الحبوب حسب نوع المحاصيل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪:)2‬هيكل ال نتاج الوطني من الحبوب حسب نوع المحاصيل (‪ %‬متوسط الفترة ‪)2012-1998‬‬

‫‪%23,17‬‬
‫قمح صلب‬
‫‪%46,56‬‬ ‫‪%30,47‬‬ ‫قمح لين‬
‫الشعير‬
‫الخرطال‬
‫الذرة‬
‫‪%0,06‬‬ ‫‪%2,02‬‬

‫املصدر‪ :‬مت اعداده بناءا على معطيات وزارة الفالحة والتنمية الريفية‬
‫من خالل الشكل البياني‪ ،‬يتبين أن زراعة الحبوب في الجزائر يغلب عليها منتوج القمح بنوعيه‬
‫الصلب واللين‪ ،‬حيث يمثل ‪ %69.7‬من اإلنتاج (متوسط الفترة ‪ ،)2012-1998‬ويليه في المرتبة الثانية‬
‫إنتاج الشعير بـ ‪ %30.47‬من اجمالي اإلنتاج ويبقى إنتاج الخرطال (الشوفان) و الذرة ضعيف جدا بحيث‬
‫يمثل ‪ %2.02‬و ‪ %0.06‬من اإلنتاج على التوالي‪.‬‬
‫ان هذا الوضع إلنتاج الحبوب في الجزائر والذي يبقى ضعيف جدا مقارنة باإلمكانيات الطبيعية‬
‫والبشرية المتوفرة‪ ،‬جعل من الجزائر تتميز بالعجز في تلبية حاجات المجتمع من هذه المواد‪ ،‬وبالتالي‬
‫‪443‬‬
‫تبعيتها المباشرة للخارج واستيرادها بفاتورة باهظة تشكل عبئا كبي ار على عاتق الدولة‪ ،‬خاصة وان أسعار‬
‫المنتجات الزراعية في تزايد مستمر في السوق الدولية‪ ،‬حيث انتقل سعر الطن الواحد من القمح من ‪156‬‬
‫دوالر‪/‬طن سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 464‬دوالر‪/‬طن في سنة ‪ .92011‬وتشير احصائيات التجارة الخارجية إلى ان‬
‫واردات الجزائر من الحبوب تفوق ‪ 11‬مليون طن‪ %68 ،‬منها تتمثل في القمح بنوعيه الصلب واللين‪،‬‬
‫‪ %29‬من الذرة و ‪ %3‬من الشعير‪.‬‬

‫‪ .2-2‬تحليل إنتاج الحبوب حسب الواليات‪:‬‬

‫يبين الشكل التالي متوسط إنتاج محاصيل الحبوب في عشر واليات و التي اعتمدنا على المعطيات‬
‫الخاصة بها‪ ،‬وذلك من أجل تقدير دالة اإلنتاج خالل الفترة ‪ 2012-2000‬بالمعطيات الطولية‪ ،‬هذه‬
‫الواليات هي‪ :‬البويرة‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬قالمة‪ ،‬معسكر‪ ،‬المدية‪ ،‬غليزان‪ ،‬سطيف‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬تيارت وتلمسان‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)3‬توزيع متوسط كميات إنتاج الحبوب حسب الواليات‬
‫‪115.1‬‬
‫‪120.0‬‬
‫‪97.9 95.7‬‬
‫‪100.0‬‬ ‫‪87.8‬‬ ‫‪90.0‬‬
‫‪72.4‬‬ ‫‪75.9‬‬
‫‪80.0‬‬ ‫‪64.5‬‬ ‫‪66.9‬‬
‫‪55.5 52.1‬‬ ‫‪56.5‬‬
‫‪60.0‬‬ ‫‪51.7‬‬ ‫‪49.9 51.8‬‬
‫‪34.3‬‬ ‫‪38.2‬‬ ‫‪36.2‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪34.3‬‬
‫‪40.0‬‬ ‫‪25.8 25.9‬‬ ‫‪27.8 30.7‬‬ ‫‪34.2 31.8‬‬
‫‪23.1‬‬
‫‪17.6‬‬
‫‪20.0‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪12.8‬‬

‫‪0.0‬‬

‫القمح الصلب‬ ‫القمح اللين‬ ‫الشعير‬

‫املصدر‪ :‬مت اعداده بناءا على معطيات وزارة الفالحة والتنمية الريفية‬
‫من خالل الشكل (‪ )3‬المبين أعاله‪ ،‬يظهر التباين في كميات اإلنتاج بين مختلف الواليات بحيث‬
‫يتضح جليا أن والية سطيف تحتل المرتبة األولى من حيث إنتاج محصول القمح الصلب‪ ،‬بينما ترجع‬
‫المرتبة األولى في إنتاج القمح اللين إلى والية تيارت‪ .‬أما من حيث متوسط اإلنتاج لمختلف المحاصيل‪،‬‬
‫فقد قدر متوسط إنتاج القمح الصلب في هذه الواليات بـ ‪ 65.9‬ألف طن وهي نسبة ضعيفة مقارنة‬
‫بمتوسط اجمالي اإلنتاج الوطني‪ ،‬وهذا راجع إلى استبعاد بعض الواليات التي تتميز بإنتاجية مرتفعة لهذا‬
‫المحصول لعدم توفر المعطيات حول عوامل اإلنتاج‪ ،‬بينما يقدر متوسط اإلنتاج من القمح اللين في‬
‫مختلف الواليات بـ ‪ 41.07‬ألف طن‪ ،‬أما إنتاج الشعير فقد قدر متوسط اإلنتاج بين مختلف الواليات بـ‬
‫‪ 43.34‬ألف طن‪ .‬مع احتالل والية تيارت المركز األول في إنتاج هذه الحبوب‪.‬‬
‫ان ظروف اإلنتاج المتاحة على مستوى هذه الواليات سامحة لإلنتاج لكل نوع لكن نجد انه يتم اختيار‬
‫التخصص في اإلنتاج بناءا على مردودية األرض من المحاصيل الزراعية ما عدا الشعير والذي نالحظ‬
‫ان إنتاجه يكون أكثر في واليات اخرى غير تلك التي ينتج فيها القمح بنوعيه‪ .‬أما الواليات المتبقية فإن‬
‫‪444‬‬
‫كميات اإلنتاج فيها قليلة مقارنة بالواليات المذكورة في الشكل أعاله‪ .‬والبعض منها ال تتوفر لدينا‬
‫المعلومات الكافية حول عوامل اإلنتاج خاصة كميات التساقط التي يتم رصدها من خالل محطات‬
‫االرصاد الجوية وهي ال تغطي كامل التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ .3‬نمذجة دالة إنتاج الحبوب في الجزائر بالمعطيات الطولية‪:‬‬

‫يعتبر االقتصاد القياسي أحد فروع علم االاقتصاد‪ ،‬يهتم بتحليل الظواهر االقتصادية بالمزج بين‬
‫النظرية االقتصادية واألساليب الرياضية واإلحصائية‪ ،‬من أجل تحديد التأثير الكمي للمتغيرات التي تعتبر‬
‫ُمفَ ِّسرة (مستقلة) على متغيرات أخرى تعتبر ُمفَ َّسرة (تابعة)‪ ،‬وتشتهر طرق القياس االقتصادي في تقدير‬
‫وتحليل نماذج االنحدار للمتغيرات الكمية‪ ،‬وهي من األساليب األكثر استعماال من طرف الباحثين في‬
‫مختلف مجاالت البحث ‪ ،‬بحيث يتم افتراض وجود عالقة خطية بين المتغير التابع ومختلف المتغيرات‬
‫المستقلة عبر الزمن‪.‬‬
‫ونظر لتطور المنظومة االحصائية في مختلف دول العالم مع بداية منتصف القرن العشرين‪،‬‬
‫ا‬
‫اكتسبت منهجية المعطيات الطولية اهتماما بالغا وخصوصا في الدراسات االقتصادية والطبية‪ ،‬ويعود ذلك‬
‫‪10‬‬
‫بحيث تأخذ في االعتبار اثر التغير في الزمن إلى‬ ‫إلى أنها تمزج بين نماذج االنحدار والسالسل الزمنية‬
‫جانب اثر التغير في المشاهدات المقطعية‪ .11‬و تعرف البيانات الطولية بأنها مجموعة مشاهدات لعينة‬
‫من األفراد عبر الزمن‪ ،‬وقد عرفت استخداما واسعا في اقتصاديات العمل التي تعتمد على نتائج‬
‫االستقصاءات والمعاينات لعينة من األفراد‪ ،‬ثم انتشرت بشكل اوسع في تحليل مختلف الظواهر‬
‫االقتصادية‪ ،‬حيث تشمل المشاهدات مجموعة من البلدان‪ ،‬المحافظات‪ ،‬المؤسسات‪ ،‬العائالت‪...،‬وغيرها‪،‬‬
‫بذلك يصبح النموذج القياسي بهذه المعطيات يتعامل مع ديناميكية الزمن (الوقت) ومتغيرات متعددة‪.‬‬

‫‪ .1-3‬المتغيرات والمعطيات المستعملة‪:‬‬

‫من أجل تحليل العالقة بين مختلف عوامل اإلنتاج الزراعية وكميات اإلنتاج من محاصيل الحبوب‬
‫في الجزائر وفق منهجية المعطيات الطولية (‪ ،)Panel Data‬سنعتمد على تقدير دالة اإلنتاج من الشكل‬
‫المقترح في الصياغة (‪ ،)3‬بحيث اعتمدنا على إدخال معطيات المتغيرات المتوفرة على مستوى و ازرة‬
‫الفالحة و التنمية الريفية‪ ،‬خالل الفترة ‪ ،2012-2000‬نذكرها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬كمية اإلنتاج من مختلف المحاصيل الزراعية (‪.)Qt‬‬
‫‪ -‬المتوسط السنوي لكمية تساقط االمطار (‪)X2‬؛‬
‫‪ -‬كمية البذور المستعملة (‪)X3‬؛‬
‫‪ -‬كمية األسمدة المستعملة (‪)X4‬؛‬
‫‪ -‬عدد اآلالت الزراعية (‪)X5‬؛‬
‫‪ -‬المساحة المزروعة (‪)X6‬؛‬

‫‪445‬‬
‫بحيث تم االعتماد على البيانات اإلحصائية حول كميات اإلنتاج والمساحة الزراعية المأخوذة من‬
‫الحوليات االحصائية الخاصة باإلنتاج وتوزيع المساحة الزراعية (سلسلة "ب" لمختلف السنوات)‪ ،‬والبيانات‬
‫االحصائية الخاصة باألسمدة والبذور من الحوليات االحصائية الخاصة باإلمدادات الزراعية‬
‫(‪ ،)Approvisionnements Agricoles‬وكذلك المعطيات الخاصة باآلالت والمكننة الزراعية المأخوذة‬
‫من الحوليات االحصائية الخاصة بالمكننة (‪.)Matériels Agricoles‬‬
‫وعليه يصبح شكل دالة اإلنتاج الزراعية المراد تقديرها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪Qt  1 .X 2it2i .X 3it3i .X 4it4i .X 5it5i .X 6it6 i .e it‬‬ ‫)‪(4‬‬
‫بحيث‪ : t :‬متغير عشوائي يتمثل في اخطاء التقدير؛‬
‫‪ t‬و‪ :i‬تمثالن الزمن (السنة) والفرد (الوالية) على التوالي‪.‬‬
‫ومن أجل تقدير النموذج بطريقة المربعات الصغرى العادية‪ ،‬يتم تحويل هذه الدالة (الصيغة ‪ )4‬من شكلها‬
‫األسى إلى الشكل الخطي بإدخال اللوغاريتم النيبيري على أطراف المعادلة (‪ ،)4‬فينتج‪:‬‬
‫‪ln Qt  ln( 1 )   2i .ln( X 2it )   3i .ln( X 3it )   4i .ln( X 4it )   5i .ln( X 5it )  6 i .ln( X 6 it )   it‬‬ ‫)‪(4‬‬

‫وهو الشكل النهائي للنموذج المراد تقديره‪.‬‬


‫‪ .2-3‬منهجية االختيار بين نماذج المعطيات الطولية‪:‬‬

‫تطرقت أدبيات االقتصاد القياسي إلى العديد من االختبارات االحصائية التي تسمح باختيار تشخيص‬
‫اء في نماذج االنحدار البسيط أو المتعدد‪ ،‬وحتى‬‫معين للعالقة بين المتغير التابع والمتغير المستقل سو ً‬
‫تشخيص نماذج السالسل الزمنية وعملية انتقاء احسن النماذج‪ .‬أما في حالة البيانات الطولية فمنهجية‬
‫اختيار النماذج وتحديد نموذج البانل المناسب لمعطيات الدراسة نلجأ إلى اختبار التجانس‪ ،12‬وهو اختبار‬
‫‪13‬‬
‫بحيث يثبت وجود عالقة مشتركة بين االفراد تظهر من‬ ‫مهم جدا لتشخيص هيكل المعطيات الطولية‬
‫خالل تقدير مجموعة من العالقات بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع‪ .‬ومن ثم يأتي البحث عن‬
‫أحسن نموذج يمثل العالقة أحسن تمثيل وتفسير التباين بين األفراد‪ .‬ويتم التمييز بين ثالث نماذج‪:‬‬
‫‪ -‬النموذج التجميعي‪ :‬وفيه يعتبر ان افراد العينة لهم نفس السلوك عبر الزمن‪ ،‬والمعلمات المقدرة في‬
‫النموذج هي نفسها لكل األفراد‪.‬‬
‫‪-‬نموذج األثر الثابت‪ :‬يكون فيه لكل فرد حد ثابت (معلمة القطع) خاص به‪ ،‬بينما يشترك األفراد في‬
‫معلمات المتغيرات المستقلة‪ ،‬وفيه يظهر التباين بين افراد العينة في االختالف في الحد الثابت‪.‬‬
‫‪ -‬نموذج االثر العشوائي‪ :‬ويعرف كذلك بنموذج الخطأ المركب‪ ،‬كونه يعتبر ان االختالف بين األفراد يعود‬
‫إلى خطأ عشوائي يضاف للحد الثابت‪ ،‬وهذا ناتج عن عوامل عشوائية ال يمكن تحديدها أو تقديرها بدقة‪.‬‬
‫وبعد تقدير هذه النماذج يتم المفاضلة بينها باستخدام األساليب اإلحصائية والتي تتمثل في اختبار‬
‫‪14‬‬
‫للمفاضلة بين نموذج األثر الثابت‬ ‫‪ Wald‬للمفاضلة بين النموذج التجميعي‪ ،‬واختبار ‪Hausman‬‬
‫ونموذج األثر العشوائي‪.‬‬
‫‪446‬‬
‫‪ .3-3‬نتائج تقدير دالة ال نتاج الزراعي في الجزائر‪:‬‬

‫بحد تحديد النموذج وفق الصيغة )‪ ،(4‬تم تقدير مختلف النماذج الخاصة بدالة اإلنتاج لـ ‪ 10‬واليات خالل‬
‫الفترة ‪ ،2012-2000‬وكانت هذه النماذج على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪K‬‬
‫) ‪Qit  1    k xkit   it / i  1,2 ,..., N ; t  1,2 ,...,T ( 5‬‬ ‫النموذج التجميعي‪:‬‬
‫‪k 2‬‬
‫‪K‬‬
‫‪Qit   1i    k X kit   it / i  1,2 ,..., N ; t  1,2 ,...,T‬‬ ‫نموذج األثر الثابت‪( 6 ) :‬‬
‫‪k 2‬‬
‫‪K‬‬
‫‪Qit   1    k X kit  ui   it / i  1,2 ,..., N ;t  1,2 ,...,T‬‬ ‫) ‪(7‬‬
‫‪k 2‬‬
‫‪K‬‬ ‫نموذج األثر العشوائي‪:‬‬
‫‪ 1   k X kit  wit / wit  ui   it‬‬
‫‪k 2‬‬
‫والجدول التالي بين مختلف النتائج‪:‬‬
‫(*)‬
‫الجدول رقم (‪ :)1‬نتائج تقدير مختلف النماذج لمحاصيل الحبوب‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المعلمات‬ ‫المحصول‬
‫النموذج التجميعي‬
‫‪*0,968‬‬ ‫‪-0,004‬‬ ‫‪*0,217‬‬ ‫‪-0,104‬‬ ‫‪0,240‬‬ ‫‪-0,131‬‬
‫‪*1,251‬‬ ‫‪-0,020‬‬ ‫‪0,120‬‬ ‫‪-0,116‬‬ ‫‪0,007‬‬ ‫‪-0,367‬‬ ‫نموذج األثر الثابت‬ ‫القمح‬
‫‪*1.025‬‬ ‫‪-0.006‬‬ ‫‪*0,190‬‬ ‫‪-0.116‬‬ ‫‪0,185‬‬ ‫‪0,034‬‬ ‫نموذج األثر العشوائي‬ ‫اللين‬

‫نموذج األثر العشوائي هو االفضل‬ ‫‪11.07>10.02‬‬ ‫اختبار ‪Hausman‬‬

‫‪*0,619‬‬ ‫‪0,056‬‬ ‫‪0,087‬‬ ‫‪0,091‬‬ ‫‪*0,508‬‬ ‫‪1,282‬‬ ‫النموذج التجميعي‬

‫‪0,201‬‬ ‫‪0,049‬‬ ‫‪*0,389‬‬ ‫‪-0,046‬‬ ‫‪*0,400‬‬ ‫‪*4,580‬‬ ‫نموذج األثر الثابت‬ ‫القمح‬
‫‪*0,554‬‬ ‫‪0,058‬‬ ‫‪0,130‬‬ ‫‪0,065‬‬ ‫‪*0,489‬‬ ‫‪1,878‬‬ ‫نموذج األثر العشوائي‬ ‫الصلب‬

‫نموذج االثر الثابت هو األفضل‬ ‫‪22.34<11.07‬‬ ‫اختبار ‪Hausman‬‬

‫‪*0,660‬‬ ‫‪0,065‬‬ ‫‪0,087‬‬ ‫‪-0,045‬‬ ‫‪*0,764‬‬ ‫‪0,393‬‬ ‫النموذج التجميعي‬

‫‪0,609‬‬ ‫‪*-0,031‬‬ ‫‪0,477‬‬ ‫‪-0,061‬‬ ‫‪0,353‬‬ ‫‪*0,057‬‬ ‫نموذج األثر الثابت‬


‫الشعير‬
‫‪0,660‬‬ ‫‪0,065‬‬ ‫‪0,087‬‬ ‫‪*-0,045‬‬ ‫‪0,764‬‬ ‫‪0,393‬‬ ‫نموذج األثر العشوائي‬

‫نموذج االثر الثابت هو األفضل‬ ‫‪11.07<16.32‬‬ ‫اختبار ‪Hausman‬‬

‫املصدر‪ :‬مت اعداده بناء على خمرجات الربنامج ‪Eviews 10.1‬‬


‫‪ .4-3‬تحليل النتائج‪:‬‬
‫أ‪ -‬دالة إنتاج القمح اللين‪ :‬ومن خالل هذه النتائج‪ ،‬تظهر المعنوية االحصائية لمعلمات كميات‬
‫األسمدة والمساحة المزروعة عند مستوى ‪ ،%5‬بينما باقي المعلمات (الحد الثابت‪ ،‬متوسط كميات‬
‫التساقط‪ ،‬البذور واآلالت الزراعية) ليست معنوية‪ ،‬بحيث ان قيمة ‪ t‬ستودنت المحسوبة أقل من القيمة‬
‫‪447‬‬
‫المجدولة عند مستوى ‪ .%5‬لكن بالنظر إلى قيمة احصائية فيشر والتي تساوي ‪ 22.92‬وهي أكبر من‬
‫‪15‬‬
‫فهي تدل على االنحراف‬ ‫القيمة المجدولة يمكن االقرار بالمعنوية الكلية للنموذج‪ .‬أما قيمة ‪ ̂ u‬و ‪̂ ‬‬
‫المعياري لألخطاء العشوائية بين األفراد (االثر الثابت) وداخل األفراد على التوالي‪ ،‬اما قيمة ‪ Rho‬فهي‬
‫تقيس نسبة تباين الخطأ المنسوب إلى كل المكونات‪ ،16‬وتسمى كذلك بمعامل االرتباط داخل الوحدات‬
‫المقطعية‪ 17‬وهي هنا تساوي ‪ 0.04‬دليل على ان ‪ % 0.04‬من التباين تعود إلى الفروقات بين األفراد‪.‬‬
‫أ ما من الناحية االقتصادية فنقبل االشارة الموجبة للمعلمات المقدرة والتي تدل على مرونة اإلنتاج بالنسبة‬
‫لمختلف عوامل اإلنتاج‪ ،‬وهي تدل على العالقة الطردية بين كميات اإلنتاج والكميات المستخدمة من‬
‫عوامل اإلنتاج المدرجة‪ ،‬وقد قدرت بالنسبة لكمية التساقط واألسمدة بـ ‪ 0.18‬و‪ 0.19‬على التوالي وهي‬
‫قيم متقاربة تدل على أن زيادة كمية التساقط واألسمدة بـ ‪ %1‬يؤدي إلى زيادة في اإلنتاج من القمح اللين‬
‫بـحوالي ‪ .%0.19‬بينما تظهر القيم المقدرة لمرونة اإلنتاج بالنسبة للبذور واآلالت الزراعية باالشارة‬
‫السالبة (‪ 0.11-‬و ‪ -0.006‬على التوالي) ‪ -‬مخالفة للقيمة النظرية‪ ،-‬وهذا يدل على ان زيادة عدد‬
‫الوحدات المستعملة من هذه العوامل يؤدي إلى انخفاض في اإلنتاج‪ ،‬ويمكن تفسير ذلك بأن االمدادات‬
‫من البذور أخذت مجرى آخر كاستعماله لالستهالك المباشر مثال أو ان نوعية البذور رديئة وقديمة ذات‬
‫مردودية ضعيفة‪ ،‬أما بالنسبة لآلالت الزراعية فيمكن تفسير ذلك بتشتت المساحة الزراعية (التوزيع غير‬
‫المنتظم للمساحة) في رقع جغرافية متباعدة‪ ،‬مما يستدعي امكانيات اضافية من اآلالت الزراعية فكلما زاد‬
‫تمركز المساحة الزراعية في مناطق متقاربة كلما كانت لها مردودية أكبر‪ ،‬خاصة وان الحضيرة الوطنية‬
‫للعتاد الفالحي تعاني من التقدم في عمر االالت الزراعية‪ .‬أما مرونة اإلنتاج بالنسبة للمساحة الزراعية‬
‫فقدرت بـ ‪ 1.02‬وهذا يدل على ان زيادة المساحة بـ ‪ %1‬يؤدي إلى زيادة في اإلنتاج بـ ‪ ،%1.02‬وهذا‬
‫راجع إلى االستخدام الكثيف لألراضي الزراعية في توسع افقي دون ترك االراضي مستريحة‪.‬‬
‫بينما قدر معامل الكفاءة االنتاجية بـ ‪ ،)e0.03(1.03‬وهي منخفضة جدا‪ ،‬وهذا راجع إلى أن عملية إنتاج‬
‫القمح اللين ال يزال يعتمد على الطرق التقليدية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا التقدير يتبين ان إنتاج القمح اللين في الجزائر تتحكم فيه المساحة الزراعية وكميات‬
‫التساقط باإلضافة إلى كميات األسمدة بدرجة كبيرة‪ ،‬أما التفاوت الملحوظ في مستويات اإلنتاج بين‬
‫الواليات يرجع إلى عوامل عشوائية تدخل ضمن حد الخطأ العشوائي‪.‬‬
‫ب‪ -‬دالة إنتاج القمح الصلب‪ :‬أظهرت النتائج أن النموذج األمثل لهذه الدالة هو نموذج األثر‬
‫الثابت‪ ،‬وهنا يمكن اختبار صالحيته مقارنة بالنموذج التجميعي‪ ،‬بتقدير النموذج بالمتغيرات الصورية‬
‫(المعبرة عن األفراد) واختبار تساوي معامالتها فيما بينها أي‪ ، H0 : 1   2  ...  10 :‬ومن خالل‬
‫نتائج االختبار كانت القيمة المحسوبة لفيشر مقدرة بـ ‪ 3.6‬وهي أكبر من القيمة المجدولة ‪F(9,115)=1.96‬‬
‫عند مستوى معنوية ‪ ،%5‬مما يدل على ان النموذج االمثل هو نموذج األثر الثابت‪ ،‬أي انه يوجد‬
‫اختالف في معامل الكفاءة اإلنتاجية بين الواليات وهو ما يفسر التباين في اإلنتاج عبر هذه الواليات‪،‬‬
‫بينما تشترك في معلمات عوامل اإلنتاج‪ .‬ويمكن التعبير عن هذا االختالف بالتمثيل البياني التالي‪:‬‬
‫‪448‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)4‬التمثيل البياني لآلثار الثابتة‬

‫‪1.00‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪0.71‬‬


‫‪0.56‬‬ ‫‪0.50‬‬
‫‪0.50‬‬ ‫‪0.26‬‬

‫‪0.00‬‬

‫‪-0.50‬‬ ‫‪-0.27‬‬ ‫‪-0.31‬‬


‫‪-0.37‬‬ ‫‪-0.55‬‬
‫‪-1.00‬‬
‫‪-1.21‬‬
‫‪-1.50‬‬

‫وهي تدل على الفوارق المسجلة في الحد الثابت لكل والية مقارنة بمتوسط معامالت المتغيرات‬
‫الصورية (معلمة الحد الثابت في نموذج األثر الثابت)‪ .‬بحيث يظهر من خالل الشكل رقم (‪ ،)4‬أن‬
‫االختالف الكبير يظهر في والية معسكر وهذا يدل على ان هذه الوالية تتميز بأدنى معامل لكفاءة‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وتليها واليات تلمسان ثم سطيف وقسنطينة والبويرة‪ ،‬بينما الواليات التي يكون فيها الفارق‬
‫موجب فهذا دليل على ارتفاع معامل الكفاءة مقارنة بالواليات المذكورة‪ ،‬مع االشارة إلى أن والية سطيف‬
‫هي الوالية التي تتميز بأكبر معامل للكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لقيم مرونة اإلنتاج بالنسبة لعوامل اإلنتاج لمحصول القمح الصلب فقد قدرت بـ ‪،0.38 ،0.4‬‬
‫‪ 0.04‬و ‪ 0.2‬بالنسبة لمتوسط كمية التساقط‪ ،‬األسمدة‪ ،‬اآلالت والمساحة الزراعية على التوالي‪ ،‬وهي‬
‫أكثر منطقية مقارنة بدالة إنتاج القمح اللين‪ ،‬تشير إلى العالقة الطردية بين اإلنتاج وهذه العوامل‪ ،‬فأي‬
‫زيادة في أحد هذه العوامل مع افتراض باقي المعامالت ثابتة يؤدي إلى زيادة في الناتج‪ .‬بينما ظهرت‬
‫قيمة مرونة اإلنتاج بالنسبة للبذور بالقيمة السالبة (‪ )0.04-‬وهي مخالفة للقيمة النظرية‪ ،‬لكن يمكن‬
‫تفسير ذلك بعدم صالحية البذور (قدمها مثال أو عدم نضجها‪...‬الخ) أو انها وجهت لالستهالك المباشر‪.‬‬
‫أما معلمة الحد الثابت التي قدرت بـ ‪ 4.58‬وهي تعادل القيمة ‪ e4.58=97.5‬مما يدل على ارتفاع الكفاءة‬
‫اإلنتاجية لعملية إنتاج محصول القمح الصلب‪ ،‬مع وجود تباين بين الواليات يمكن تحديده بمعامالت األثر‬
‫الثابت‪.‬‬
‫جـ‪ -‬دالة إنتاج الشعير‪ :‬أظهرت نتائج تقدير دالة إنتاج محصول الشعير‪ ،‬أن النموذج المالئم هو‬
‫نموذج األثر الثابت‪ ،‬مما يقودنا إلى اختبار صالحيته مقارنة بالنموذج التجميعي‪ .‬وبإجراء االختبار تبين‬
‫ان النموذج التجميعي هو النموذج األمثل لدالة إنتاج الشعير ألن القيمة المحسوبة لفيشر تساوي إلى‬
‫‪ 1.14‬من القيمة المجدولة ‪ F(9,115)=1.96‬عند مستوى معنوية ‪ .%5‬وفي هذه الحالة يمكن االقرار‬
‫بتجانس مختلف الواليات في إنتاج محصول الشعير‪ ،‬وأن لها نفس الدالة اإلنتاجية بنفس المعامالت‪.‬‬
‫من الناحية االحصائية أظهرت النتائج المعنوية االحصائية لمعلمتي متوسط كمية التساقط والمساحة‬
‫الزراعية‪ ،‬بينما باقي المعلمات ليست معنوية عند مستوى ‪ .%5‬أما من الناحية االقتصادية فتظهر النتائج‬
‫أن قيمة المرونة المقدرة لمختلف عوامل اإلنتاج مقبولة بحيث قدرت بـ ‪ 0.06 ،0.08 ،0.076‬و‪0.6‬‬
‫‪449‬‬
‫بالنسبة لمتوسط كميات التساقط‪ ،‬األسمدة‪ ،‬اآلالت والمساحة الزراعية‪ ،‬وهذا يدل على العالقة الطردية بين‬
‫هذه العوامل وكمية اإلنتاج‪ ،‬أو أي زيادة في مدخالت هذه العوامل تؤدي إلى زيادة في الكمية المنتجة من‬
‫الشعير‪ ،‬إال ان هذه الزيادة تكون مرتفعة بالنسبة للمساحة الزراعية نظ ار لالعتماد على االستعمال المكثف‬
‫األراضي الزراعية إلنتاج هذا المحصول‪ ،‬بينما هي ضعيفة جدا بالنسبة لباقي العوامل (أقل من ‪،)0.1‬‬
‫وهذا دليل على ان إنتاج الشعير ال يزال يعتمد على الطرق التقليدية لإلنتاج من حيث األسمدة واآلالت‬
‫الزراعية‪ ،‬أما انخفاض مرونة اإلنتاج بالنسبة لمتوسط كمية التساقط فهذا دليل على عدم تأثير هذا العامل‬
‫على الكميات المنتجة من الشعير‪ ،‬نظ ار لخصوصية هذا المحصول الذي غالبا ما ينتج في المناطق‬
‫الجبلية والهضاب العليا‪ ،‬وقليل الحساسية لنقص كميات االمطار مقارنة بالقمح الصلب واللين‪.‬‬
‫كما قدرت معلمة الحد الثابت بـ ‪ ،)e0.39=1.47( 1.47‬وهي تدل على انخفاض الكفاءة اإلنتاجية‬
‫لمحصول الشعير في الواليات المدروسة‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫ان الهدف من هذا البحث‪ ،‬هو تحليل وتقدير دوال اإلنتاج لمحاصيل الحبوب في الجزائر وفق‬
‫منهجية البيانات الطولية‪ ،‬باتخاذ بعض الواليات كوحدات مالحظة خالل الفترة ‪ ،2012-2000‬وحسب‬
‫ما توفر لنا من البيانات االحصائية حول كميات اإلنتاج ومختلف عوامل اإلنتاج التي لها عالقة مباشرة‬
‫بمدخالت العملية اإلنتاجية الزراعية‪ .‬وهذا من اجل تحليل التباين بين الدالة اإلنتاجية حسب المحاصيل‬
‫من جهة وحسب المنطقة الجغرافية من جهة ثانية‪.‬‬
‫وقد توصلنا من خالل تقدير مجموعة من النماذج القياسية‪ ،‬إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إن سلوك اإلنتاج يختلف من محصول إلى آخر بحيث تبين أن النموذج المالئم لدالة إنتاج القمح اللين‬
‫هو نموذج األثر العشوائي‪ ،‬والقمح الصلب هو نموذج األثر الثابت ومن خالله اتضح ان التباين في إنتاج‬
‫هذا المحصول من والية إلى أخرى يعود إلى االختالف في الكفاءة اإلنتاجية في كل والية‪ ،‬بينما تأثير‬
‫العوامل اإلنتاجية ال يختلف من والية إلى أخرى‪ .‬أما بالنسبة لدالة إنتاج محصول الشعير فقد كان على‬
‫شكل نموذج تجميعي مما يعني ان كل الواليات لها نفس دالة اإلنتاج وال يوجد اختالف في شكل الدالة‬
‫اإلنتاجية من والية إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬عدم معنوية بعض المعلمات المقدرة في النموذج‪ ،‬مما يدل على عدم مساهمة المتغيرات المتعلقة بها‬
‫في تفسير كمية اإلنتاج‪ ،‬ويتعلق األمر باألسمدة واآلالت الزراعية‪ ،‬وهذا ما يوضح أن الزراعة الجزائرية ال‬
‫تزال تعتمد على طرق تقليدية في اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور بعض المرونات المقدرة خاصة تلك المرتبطة بالبذور والمكننة الزراعية باإلشارة السالبة‪ ،‬وهذا‬
‫يدل على أن البذور الموزعة على الفالحين رديئة من حيث الجودة‪ ،‬أو أنها أخذت مجرى آخر كتوجيهها‬
‫لالستهالك المباشر‪ ،‬أما بالنسبة لآلالت الزراعية فهذا يعكس قدم اآلالت وتكثيف استعمالها في مساحات‬
‫شاسعة مما يقلل من مردوديتها‪.‬‬

‫‪450‬‬
‫‪ -‬اعتماد زراعة الحبوب على المساحة الزراعية أكثر من مختلف العوامل األخرى‪ ،‬مما يعكس االستعمال‬
‫المكثف لآلراضي الزراعية‪ ،‬مع ضعف استعمال األسمدة الزراعية التي من شأنها المساهمة في زيادة‬
‫إنتاجية األرض المستخدمة دون االعتماد على التكثيف الزراعي‪.‬‬
‫بناءا على هذه النتائج ارتأينا تقديم بعض التوصيات‪:‬‬
‫‪ -‬تطوير منظومة احصائية من شأنها توفير معلومات دقيقة وشاملة لكل المتغيرات في القطاع الفالحي‬
‫وتوضيح الرؤية الحالية والمستقبلية الحتياجات القطاع‪.‬‬
‫‪ -‬بناء نموذج إنتاجي بمختلف المتغيرات المؤثرة في اإلنتاج الزراعي حسب المناطق الجغرافية‪ ،‬من أجل‬
‫التحكم أكثر في طرق اإلنتاج وتطويره‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الموارد الزراعية والمحافظة عليها من خالل ترشيد استخدامها والعمل على توجيهها بكيفية سليمة‪،‬‬
‫حتى يتسنى تحقيق مستويات مرتفعة من اإلنتاجية الزراعية وتحسين معدالت االكتفاء الذاتي خاصة في‬
‫محاصيل الحبوب‪ ،‬التي ال تزال تمثل عبئا على الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بطرق تسيير الموارد المائية المتاحة في سبيل توسيع اإلنتاج والتخلص من التبعية‬
‫لكميات التساقط‪ ،‬وخاصة العمل على توسيع اإلنتاج في المساحات الصحراوية‪ ،‬خاصة وان التجارب‬
‫الزراعية اثبتت مردودية اراضيها في مختلف المحاصيل‪.‬‬
‫‪ -‬اعطاء أهمية أكبر للتطور التكنولوجي في مجال العتاد الفالحي‪ ،‬وتدعيم اسعاره قصد تجديد الحضيرة‬
‫الوطنية منها مع وضع نظام لمراقبة تسييرها‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد اإلحتياجات المحلية منها‪.‬‬
‫االحاالت والمراجع‪:‬‬

‫‪ 1‬وسام مالك‪ :‬تطور الفكر االقتصادي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬دار المنهل اللبناني الطبعة األولى ‪ ،2012‬ص ‪386‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Gregory N. Mankiw : « MACROECONOMICS », Worth Publishers, 7th Edition, New‬‬
‫‪York, 2009 ; page 57.‬‬
‫‪ 3‬يشار إليها في بعض األحيان بـ ‪ α-1=1‬بافتراض ثبات غلة الحجم لهذا النوع من الدوال بحيث نستنتجها انطالقا من‬
‫العالقة ‪ .1 α =1‬للمزيد من التفاصيل انظر في ذلك‪ :‬محمد شريف المان‪" :‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية"‪،‬‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2003 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Keizo Tsuchiya: Productivity and Techbological progress in Japonese Agriculture,‬‬
‫‪university of Tokyo press, 1975, p 44.‬‬
‫‪ 5‬سالم يونس النعيمي وأسوان عبد القادر زيدان‪" :‬مصادر نمو اإلنتاجية في زراعات دول عربية متتارة للفترة ‪-1980‬‬
‫‪ ،"2003‬مجلة زراعة الرافدين بكلية اإلدارة واالقتصاد جامعة الموصل بالعراق العدد ‪ 37‬سنة ‪2009‬‬
‫‪ 6‬مبارك باللطة‪ :‬دوال نواتج بعض المحاصيل الزراعية في الجزائر دراسة اقتصادية احصائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه الدولة‬
‫في االقتصاد فرع التتطيط‪ ،‬جامعة الجزائر ‪1997/1998‬‬
‫‪ 7‬سعدون فرج خاطر‪" :‬االستتدام االقتصادي للعوامل المؤثرة في انتاج محصول الشعير في قضاء المقدادية"‪ ،‬مجلة ديالى‬
‫للعلوم الزراعية العدد ‪ )1( 2‬ص ‪ 161-152‬جامعة ديالى العراقي ‪.2010‬‬
‫‪ 8‬زهير عماري‪" :‬تحليل اقتصادي قياسي ألهم العوامل المؤثرة على قيمة الناتج المحلي الفالحي الجزائري خالل الفترة‬
‫(‪ ،")2009-1980‬أطروحة دكتوراه علوم في العلوم االقتصادية‪ ،‬تتصص اقتصاد تطبيقي‪ ،‬جامعة محمد خيضر – بسكرة‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪. 2014/2013‬‬

‫‪451‬‬
9
Jean-Louis Rastoin et El Hassan Benabderrazik : « Céréales et oléoprotéagineux au
Maghreb -Pour un co- développement de filières territorialisées », I.P.E.M.E.D, Mais 2014,
p.10
10
Edward W. Frees: «Longitudinal and Panel Data Analysis and Applications in the Social
Sciences » Cambridge University Press, New York, 2004, p 2.
‫ المجلة العراقية للعلوم اإلحصائية‬،" ‫" اختيار النموذج في نماذج البيانات الطولية الثابتة والعشوائية‬:‫ زكريا يحيى الجمال‬11
.268 ‫ ص‬،2012 )21(
12 nd
CHENG HSIAO: “Analysis of Panel Data” 2 Edition, Cambridge University Press, New
York، 2003, p 14.
13
Régis Borbonnais : «Économétrie -Cours et exercices corrigés-», 9e édition, DUNOD, paris
2015, p 349
14
Greene, W., H. , “Econometrics Analysis", 7th edition , Pearson Education, Inc., NJ. 2012 p
380.& George G. Judge, William E. Griffiths, R. Carter Hill Helmut Liitkepohl Tsoung-
Chao Lee : “The Theory and practice of econometrics”, John Wiley & Sons 1985. p 528
.%5 ‫(*) االشارة (*) تدل على معنوية المعلمة المقدرة عند مستوى‬
)4 ،3 ،2( ‫ الملحق رقم‬15
،2012 ،‫ األردن‬،‫ إربد‬،‫ دار الكتاب الثقافي‬،"Eviews ‫ "أساسيات القياس االقتصادي باستتدام‬:‫ خالد محمد السواعي‬16
.267 ‫ص‬
17
Damodar Gujarati : « Econometrics by Example », Palgrave Macmillan, London 2011, p
299.

:‫المالحق‬
.2012-2000 ‫ تطور إنتاج بعض محاصيل الحبوب في الجزائر خالل الفترة‬:1 ‫الملحق رقم‬
)‫ طن‬1000 :‫(الوحدة‬
)*( ‫اإلنتاج‬
‫الشعير‬ ‫قمح لين‬ ‫قمح صلب‬ ‫الحبوب‬
‫السنة‬
163,3 274,0 486,3 934,2 2000
574,7 800,3 1238,9 2659,2 2001
416,1 550,8 951,0 1952,9 2002
1222,0 1162,6 1802,3 4266,0 2003
1211,6 729,0 2001,7 4032,8 2004
1032,8 846,0 1568,7 3527,4 2005
1235,9 915,1 1772,8 4011,7 2006
1186,7 790,0 1529,0 3601,9 2007
395,9 297,2 813,8 1535,7 2008
2203,4 952,1 2001,0 5253,2 2009
1308,0 796,2 1809,0 4001,6 2010
1104,2 627,5 1927,5 3726,5 2011
1591,7 1025,1 2407,1 5133,6 2012
1498,6 966,7 2332,4 4911,0 2013
1081,8 766,6 1617,2 3539,1 ‫متوسط الفترة‬

452

You might also like