Professional Documents
Culture Documents
تحليل دوال إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر باستعمال نماذج
تحليل دوال إنتاج محاصيل الحبوب في الجزائر باستعمال نماذج
الملخص
يكتسي إنتاج الحبوب أهمية كبيرة في الجزائر ،نظ ار لطبيعة ومميزات المجتمع الجزائري الذي يعتبر
الحبوب من بين المنتجات االساسية واسعة االستهالك .لكن بالرغم من ذلك لم يرتق إنتاج الحبوب في
الجزائر إلى المستوى المطلوب و ال يغطي إال جزء ضئيل من الطلب الوطني .وتهدف هذه الدراسة إلى
تحليل دالة اإلنتاج الزراعي لهذا المحصول عبر بعض واليات الوطن بهدف تحديد التباين في اإلنتاج من
خالل تحليل المرونة اإلنتاجية واإلنتاجية الحدية لمختلف عناصر اإلنتاج (المدخالت) باإلضافة إلى
تحديد الشكل االنسب للنموذج وفق منهجية البيانات الطولية ذات البعد المقطعي والزمني.
الكلمات المفتاحية :دالة اإلنتاج ،اإلنتاج الزراعي ،إنتاج الحبوب ،المعطيات الطولية.
Summary
Cereal production is of great importance in Algeria given the fact that it is a staple food
for the Algerian society. However, cereal production in Algeria has not risen to the required
levels and covers only a fraction of the national demand. The goal of this study is to analyze
the agricultural production function of this crop across some of the country’s provinces in
order to determine the variation in production through the analysis of output elasticity and
marginal productivity of the various factors of production (input), in addition to determining
the appropriate formula of the model according to the methodology of panel data.
Keywords: production function, agricultural production, grain production, panel data.
مقدمة:
يلعب القطاع الزراعي دو ار بار از في اقتصاديات بعض دول العالم وفي الجزائر على وجه
الخصوص ،ونظ ار لإلمكانيات الهامة التي تتوفر عليها ،من شأنها ان ترتقي بالقطاع وتحقيق أهدافها
التنموية والتخلص من التبعية الغذائية للخارج .وتعتبر محاصيل الحبوب من بين أكثر المحاصيل اهمية
في الجزائر نظ ار للطلب الكبير والمتزايد عليها ،والذي يرجع اساسا إلى اعتبارها من المواد االساسية
األكثر استهالكا لدى المجتمع الجزائري .ونظ ار للعجز الكبير في تلبية الطلب الوطني باإلنتاج المحلي
تجد الجزائر نفسها أمام عائق التحكم في زيادة اإلنتاج واالعتماد على الواردات من الخارج لمواجهة هذا
العجز .فالبرغم من االمكانيات المتوفرة والبرامج التنموية المسطرة إال أن القطاع الفالحي بصفة عامة لم
يرتق إلى المستوى المطلوب .ومن هنا تظهر الحاجة إلى تحليل السلوك اإلنتاجي في القطاع الزراعي
437
لتحديد العوامل التي تحول دون الزيادة في الكميات المنتجة من مختلف المحاصيل الزراعية بصفة عامة
ومحاصيل الحبوب بصفة خاصة.
تجدر االشارة إلى أن شكل دالة اإلنتاج االقتصادية تختلف من قطاع إلى آخر ،وفي حالة اإلنتاج
الزراعي تأخذ أبعادا أخرى نظ ار لتعدد المدخالت من عوامل اإلنتاج غير المتجانسة والتي ال يمكن
تجميعها في عنصري العمل ورأس المال وفق ما اشارت اليه النظرية االقتصادية الجزئية والكلية .ومن هنا
تنبثق إشكالية هذا البحث المتمثلة في صياغة دالة إنتاج في شكل نموذج اقتصادي قياسي للتعبير عن
سلوك اإلنتاج من محاصيل الحبوب في الجزائر.
لقد حظي تحليل السلوك اإلنتاجي باهتمام واسع من طرف الباحثين االقتصاديين منذ القدم ،وقد زاد
هذا االهتمام بظهور الفكر الحدي الذي دعم التحليل االقتصادي للسلوك اإلنتاجي بما يعرف بدالة اإلنتاج
في شكلها الرياضي للتعبير عن العالقة بين مخرجات ومدخالت العملية اإلنتاجية .وقد عرفت دالة اإلنتاج
منذ أن طورها الباحثان كوب ودوغالس سنة ،1928استعماال واسعا في مجال قياس وتحليل اإلنتاج
بصفة عامة واإلنتاج الزراعي بصفة خاصة ،وذلك في مختلف دول العالم.
438
المستعملة ،2أما αفتمثل مرونة اإلنتاج بالنسبة لعنصر العمل ،و βتمثل مرونة اإلنتاج بالنسبة لعنصر
رأس المال.3
إن صياغة الدالة اإلنتاجية وفق الصيغة رقم ( ،)1تأخذ بعين اإلعتبار عاملين من عوامل اإلنتاج
فقط ،وهذا ينطبق على دراسة اإلنتاج في حالة عامة ،بحيث يمكن فيها دمج عوامل اإلنتاج والتعبير عنها
بمتغيرتين فقط وهما راس المال والعمل مع افتراض تجانس وحدات القياس .بينما اظهرت الدراسات
االقتصادية التي اجريت في مجال البحث عن مصادر النمو االقتصادي بداية من ابحاث سولو سنة
1956أنه يمكن لدالة اإلنتاج وفق صياغة كوب ودوغالس أن تحتوي على أكثر من عاملين لإلنتاج
حسب الحاالت المدروسة ،4ونخص بالذكر إضافة متغيرة رأس المال البشري إلى جانب عاملي رأس المال
والعمل في نماذج النمو الداخلي .بالنسبة للقطاع الزراعي ،عوامل اإلنتاج متعددة وليس من السهل دمجها
وتلخيصها في عاملين فقط ،و نذكر منها :كميات التساقط ،كميات األسمدة المستعملة ،كميات البذور
والحبوب المزروعة ،كثافة المكننة الزراعية ،المساحة الزراعية وغيرها من العوامل التي يمكن ان تتدخل
في تحديد الكمية المنتجة من المحاصيل الزراعية ،نظ ار لعدم تجانس وحدات القياس .ومن هذا المنطلق،
تأخذ دالة اإلنتاج الزراعي المقترحة للدراسة الشكل العام التالي:
.2-1الدراسات السابقة:
إن موضوع دوال اإلنتاج كحقل للدراسة ليس بجديد ،فقد تناولته العديد من الدراسات المتعلقة بنماذج
النمو االقتصادي الذي حضي باهتمام العديد من الباحثين االقتصاديين سواء داخل الوطن أو خارجه من
جهة ،ومن جهة ثانية نجد الدراسات التي تناولت دراسة واقع القطاع الزراعي في الجزائر في ظل
اإلصالحات الهيكلية ،وكذلك دراسة دوال اإلنتاج الزراعي في الجزائر.
439
ومن بين الدراسات التي تناولت موضوع اإلنتاج في القطاع الزراعي:
-دراسة سالم يونس النعيمي و أسوان عبد القادر زيدان بعنوان" :مصادر نمو ال نتاجية في
زراعات دول عربية مختارة للفترة ،5"2003-1980استهدف الباحثان من خاللها تحليل معدالت نمو
اإلنتاج ية للقطاع الزراعي وتحديد حجم مصادر النمو للكشف عن إمكانيات تطور القطاع الزراعي للدول
العربية كل من السعودية والمغرب وتونس وسوريا ،وذلك من خالل التعرف على التغيرات في الناتج
الزراعي ،ومثلت العالقة بين الناتج الزراعي باعتباره متغي ار تابعا والعوامل المحددة له وهي كل من
األرض والعمل ورأس المال كمتغيرات مستقلة ،كما تم احتساب مساهمة العناصر في نمو اإلنتاجية
بتطبيق صيغة توسع تايلور ،وتحديد اإلنتاجية الكلية للعناصر ( .)TFPوكانت أهم النتائج التي توصلت
اليها الدراسة ما يلي :
-أنه هناك نمو في اإلنتاج ية الكلية للعوامل لكل دولة من الدول المذكورة ،وأيضا هناك تفاوت في نمو
اإلنتاجية بين دولة وأخرى ،و قد احتلت السعودية أكبر نسبة في نمو إنتاجيتها بـ ،% 91.3تلتها المغرب
بـ ،% 87.39ثم تونس بحوالي ،%71.48ومصر بـ ،% 62.11أما سوريا فاحتلت المرتبة األخيرة
بطي قدر بـ ،% 5.18لذلك أوصى بإعادة النظر في برامج التنمية االقتصادية الزراعية فيها ْ وبنمو
والعمل على االستغالل األمثل لمواردها الزراعية.
-دراسة مبارك باللطة بعنوان(:دوال نواتج بعض المحاصيل الزراعية في الجزائر( دراسة اقتصادية
قياسية إحصائية" ،6كان هدف البحث هو دراسة دوال اإلنتاج لبعض المحاصيل الزراعية في الجزائر
وبصفة خاصة فرع إنتاج الحبوب ،وما ينطوي عليه من دراسة تأثير تغير كل من مقادير المدخالت الزراعية
كمتغيرات مستقلة في مقدار ناتج الحبوب أو القمح كمتغيرات تابعة ،وتوصل الباحث من خالل الدراسة
القياسية إلى أهم النتائج التالية:
تتمثل العوامل المتحكمة في إنتاج الحبوب في المساحة الزراعية واألمطار والعمل االلي وسعر الشعير،
حيث قدرت المرونة اإلنتاجية لكل عامل بـ 0.013- ،0.393 ،0.809 :و 0.155على التوالي ،حيث
تشير الدراسة أن القانون الذي يحكم إنتاج الحبوب في الجزائر هو قانون تزايد الغلة ،إذ بلغ مجموع المرونات
اإلنتاجية ،1.43أما بالنسبة للقمح الصلب فإن المرونة اإلجمالية بلغت 1.24مما يدل على أن إنتاج القمح
الصلب يخضع لقانون تزايد الغلة ،كما بلغت مرونة القمح اللين 1.36وخضوعها لنفس قانون القمح الصلب،
كما بلغت المرونة اإلجمالية للشعير 2.19مما يدل كذلك على خضوعها لنفس القانون ،أما بالنسبة للبقول
فقد بلغت المرونة اإلجمالية ، 0.39مما يدل على أن البقول يحكمها قانون تناقص الغلة .بينما بلغت المرونة
اإلجمالية في الزراعة الجزائرية ككل ، 0.42مما يعني أن القانون الذي يحكم الزراعة الجزائرية هو قانون
تناقص غلة الحجم .ومن جانب آخر أشار الباحث إلى استحالة استخدام اسلوب البرمجة الخطية فيما
يتعلق بمشكلة اإلحالل ،نظ ار لعدم توفر شرط أساسي وهو أن تكون الدوال خطية مستقيمة في آن واحد،
واالعتماد على أسلوب األداة الحدية في التعظيم .وفي األخير قدم الباحث بعض التوصيات فيما يتعلق
بالمساحة المزروعة وكيفية استخدامها االستخدام الكفؤ ،حيث اشار إلى أنه يمكن استخدام توقعات األسعار
440
العالمية كمؤشر عند تحديد التركيب المحصولي ،وذلك يتحقق بطريقتين :تتمثل االولى في تخفيض المساحة
المزروعة من المحاصيل التي تمثل أهم بنود الواردات من أجل زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل
التي تمثل اهم بنود الصادرات في حالة االرتفاع النسبي ألسعار محاصيل الصادرات عن أسعار محاصيل
الواردات ،والثاني في حالة العكس .باإلضافة إلى توصيات اخرى تعلقت بالمكننة الزراعية واعارة االهتمام
للتسميد الزراعي نظ ار ألهمية هذين العاملين في تطوير مردودية العملية اإلنتاجية الزراعية.
-دراسة سعدون فرج خاطر بعنوان" :االستخدام االقتصادي للعوامل المؤثرة في إنتاج محصول
7
تقدير دالة اإلنتاج من شكل كوب دوغالس
الشعير في قضاء المقدادية" ،كان الهدف من البحث هو ٌ
لمحصول الشعير في قضاء المقدادية خالل الموسم الزراعي ،2009 - 2008باتخاذ كمية اإلنتاج
كمتغير تابع لعدة عوامل إنتاجية تمثلت في كمية البذور ،كمية األسمدة الكيماوية ،ساعات العمل اليدوي،
ساعات العمل اآللي وعدد الريات .وتوصلت الدراسة من خالل تقدير الدالة اإلنتاجية إلى تحديد قيم
المرونة اإلنتاجية الجزئية لمختلف العوامل التي تضمنتها الدالة والتي اظهرت المعنوية االحصائية
لغالبيتها ما عدى العمل اليدوي والريات والتي ارجعها الباحث إلى التفاعل المشترك بين العوامل اإلنتاجية
الداخلة في العملية اإلنتاجية ،أما المرونة االجمالية فقد قدرت بـ 1.17وهي تدل على الدالة المقدرة ذات
غلة حجم متزايدة مما يشير إلى امكانية زيادة إنتاج محصول الشعير بزيادة الكميات من جميع الموارد
المستخدمة معا .وبناءا على النتائج المتوصل اليها أوصى الباحث بدعم اسعار عوامل اإلنتاج وزيادة
سعر الشراء للمحصول ومنح القروض للمزارعين لتشجيعهم على استخدام المستحدثات التكنولوجية في
اإلنتاج والعمل على ايجاد بدائل لمعالجة الفاقد من المياه واصالح وتطوير شبكات الري .كما أوصى
بإجراء االبحاث الخاصة بهذا المحصول باشتراك الباحثين من مختلف االختصاصات العلمية لتنفيذ
برنامج متكامل والوصول إلى نتائج أكثر دقة وأوسع شموال تتوافق فيها الكفائتين الفنية واالقتصادية.
-دراسة زهير عماري بعنوان :تحليل اقتصادي قياسي ألهم العوامل المؤثرة على قيمة الناتج المحلي
الفالحي الجزائري خالل الفترة ( ،8)2009-1980تناول من خاللها الباحث تحليل واقع القطاع الفالحي
خالل فترة الدراسة حيث كان الهدف من البحث هو تحليل وتحديد أهم العوامل المؤثرة على زيادة الناتج
الفالحي في الجزائر ،والوقوف على األهمية النسبية لهذه العوامل ،ومدى كفاءة استخدامها ،وبالتالي وضع
صورة واضحة عن مدى أهمية القطاع الفالحي في عملية التنمية االقتصادية .وقد استخدم الباحث في
الدراسة القياسية لدالة الناتج الزراعي دالة من شكل كوب دوغالس باستخدام معطيات منظمة الزراعة
والتغذية العالمية ،واعتبر الباحث أن دالة كوب – دوغالس هي األنسب في تقدير دالة اإلنتاج الفالحي
الجزائري ،وبناءا عليها توصل إلى جملة من النتائج من أهمها ،أن الزراعة الجزائرية تتسم بالكثافة
الرأسمالية أكثر من كونها ذات كثافة للعمل الزراعي ،وذلك نظ ار لغياب آلية لسوق العمل الزراعي لتحديد
اقتصاديات األجور الزراعية ال سيما وأن نمط القطاع الفالحي في الجزائر تقليدي وبذلك تعد أجور العمل
الزراعي تكاليف ثابتة ال متغيرة ،وهو ما يشكل عبئا على متوسط التكاليف اإلنتاجية ،كما توصلت الدراسة
441
إلى أن الفالحة الجزائرية تتسم بعوائد الحجم المتزايدة وتعتمد اعتمادا كامال على حجم الوفرة النسبية
للمدخالت اإلنتاجية.
ويأتي هذا البحث إلى جانب البحوث السابقة الذكر وبحوث اخرى لم يتم ذكرها انجزت في مجال
دراسة وتحليل دالة اإلنتاج الزراعي ،ويحمل في طياته إضافة إلى أساليب القياس والتحليل المنتهجة،
في تقدير دالة اإلنتاج الزراعي عبر واليات والمتمثلة في استعمال تقنية تحليل المعطيات الطولية
الجزائر.
.2واقع إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة :2012-2000
يحتل إنتاج الحبوب في الجزائر مكانة هامة من حيث كميات اإلنتاج والمساحات الزراعية
المخصصة له عبر مختلف واليات الوطن ،بحيث قدر متوسط المساحة المزروعة من الحبوب خالل
الفترة 2012-2000بحوالي 45,16%من اجمالي المساحة الصالحة للزراعة حسب احصائيات وزراة
الفالحة والتنمية الريفية.
وتحتاج عملية إنتاج الحبوب إلى ظروف مناخية خاصة ومساحات واسعة نسبيا مقارنة بالمحاصيل
الزراعية األخرى ،مما يسمح للواليات التي تتوفر على هذه الظروف باستغاللها إلنتاج الحبوب .والشكل
التالي يبين تطور كمية اإلنتاج في الجزائر حسب نوع المحصول.
(الوحدة 1000 :طن) الشكل رقم ( :)01تطور إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة 2012-2000
6000.0
5000.0
4000.0
3000.0
2000.0
1000.0
0.0
442
ينعكس على مردودية المحصول .وقد سجلت كميات اإلنتاج من هذه المحاصيل أدنى مستوى لها في سنة
2000وهذا راجع إلى تراجع المساحات المزروعة من هذه المحاصيل بنسبة ،%4.5باإلضافة إلى
انخفاض كميات التساقط وتراجع كميات البذور الموزعة على الفالحين بأكثر من ،%40وفي الفترة
الموالية عاد مستوى إنتاج الحبوب إلى التزايد بمعدالت متذبذبة ليشهد تراجع كبير في سنة 2008قدر
بنسبة %50حيث انخفض اإلنتاج من 3601.9الف طن إلى 1535.7الف طن سنة ،2008نظ ار لما
شهده الموسم الزراعي من تراجع في كميات اإلنتاج لمختلف المحاصيل الزراعية ،لكن خالل الموسم
الزراعي 2009/2008عاد اإلنتاج إلى االرتفاع حيث حقق اقصى حد له خالل هذه الفترة بمستوى إنتاج
قدر بـ 5253,15ألف طن ،وهذا راجع إلى عمل الدولة على اتخاذ إجراءات خاصة ركزت على توسيع
اإلنتاج الزراعي بعد االزمة التي شهدها العالم خالل سنة 2008والتي نتج عنها ارتفاع اسعار المواد
الغذائية خاصة الحبوب في السوق العالمية ،األمر الذي جعل الدولة تعيد النظر في توسيع اإلنتاج
المحلي وتقليص فاتورة الواردات من هذه المادة الحيوية .وخالل الفترة 2012-2009عرف إنتاج الحبوب
نمو شبه مستقر في كميات اإلنتاج بمتوسط إنتاج قدر بـ 4528.7ألف طن خالل الفترة.
وتجدر اإلشارة إلى أن إنتاج الحبوب في الجزائر خالل الفترة ،2012-2000يغلب عليه إنتاج
المحاصيل الموجهة لالستهالك البشري والتي تتمثل في القمح الصلب واللين إضافة إلى الشعير ،بينما
يبقى إنتاج الحبوب الموجهة لالستهالك الحيواني كالذرة و الخرطال (الشوفان) ضئيلة جدا بالرغم من
الطلب المحلي الواسع عليها والذي يتميز بالتزايد المستمر .ويبين الشكل التالي هيكل اإلنتاج الوطني من
الحبوب حسب نوع المحاصيل.
الشكل رقم (:)2هيكل ال نتاج الوطني من الحبوب حسب نوع المحاصيل ( %متوسط الفترة )2012-1998
%23,17
قمح صلب
%46,56 %30,47 قمح لين
الشعير
الخرطال
الذرة
%0,06 %2,02
املصدر :مت اعداده بناءا على معطيات وزارة الفالحة والتنمية الريفية
من خالل الشكل البياني ،يتبين أن زراعة الحبوب في الجزائر يغلب عليها منتوج القمح بنوعيه
الصلب واللين ،حيث يمثل %69.7من اإلنتاج (متوسط الفترة ،)2012-1998ويليه في المرتبة الثانية
إنتاج الشعير بـ %30.47من اجمالي اإلنتاج ويبقى إنتاج الخرطال (الشوفان) و الذرة ضعيف جدا بحيث
يمثل %2.02و %0.06من اإلنتاج على التوالي.
ان هذا الوضع إلنتاج الحبوب في الجزائر والذي يبقى ضعيف جدا مقارنة باإلمكانيات الطبيعية
والبشرية المتوفرة ،جعل من الجزائر تتميز بالعجز في تلبية حاجات المجتمع من هذه المواد ،وبالتالي
443
تبعيتها المباشرة للخارج واستيرادها بفاتورة باهظة تشكل عبئا كبي ار على عاتق الدولة ،خاصة وان أسعار
المنتجات الزراعية في تزايد مستمر في السوق الدولية ،حيث انتقل سعر الطن الواحد من القمح من 156
دوالر/طن سنة 2000إلى 464دوالر/طن في سنة .92011وتشير احصائيات التجارة الخارجية إلى ان
واردات الجزائر من الحبوب تفوق 11مليون طن %68 ،منها تتمثل في القمح بنوعيه الصلب واللين،
%29من الذرة و %3من الشعير.
يبين الشكل التالي متوسط إنتاج محاصيل الحبوب في عشر واليات و التي اعتمدنا على المعطيات
الخاصة بها ،وذلك من أجل تقدير دالة اإلنتاج خالل الفترة 2012-2000بالمعطيات الطولية ،هذه
الواليات هي :البويرة ،قسنطينة ،قالمة ،معسكر ،المدية ،غليزان ،سطيف ،سيدي بلعباس ،تيارت وتلمسان.
الشكل رقم ( :)3توزيع متوسط كميات إنتاج الحبوب حسب الواليات
115.1
120.0
97.9 95.7
100.0 87.8 90.0
72.4 75.9
80.0 64.5 66.9
55.5 52.1 56.5
60.0 51.7 49.9 51.8
34.3 38.2 36.2 36.7 34.3
40.0 25.8 25.9 27.8 30.7 34.2 31.8
23.1
17.6
20.0 10.4 12.8
0.0
املصدر :مت اعداده بناءا على معطيات وزارة الفالحة والتنمية الريفية
من خالل الشكل ( )3المبين أعاله ،يظهر التباين في كميات اإلنتاج بين مختلف الواليات بحيث
يتضح جليا أن والية سطيف تحتل المرتبة األولى من حيث إنتاج محصول القمح الصلب ،بينما ترجع
المرتبة األولى في إنتاج القمح اللين إلى والية تيارت .أما من حيث متوسط اإلنتاج لمختلف المحاصيل،
فقد قدر متوسط إنتاج القمح الصلب في هذه الواليات بـ 65.9ألف طن وهي نسبة ضعيفة مقارنة
بمتوسط اجمالي اإلنتاج الوطني ،وهذا راجع إلى استبعاد بعض الواليات التي تتميز بإنتاجية مرتفعة لهذا
المحصول لعدم توفر المعطيات حول عوامل اإلنتاج ،بينما يقدر متوسط اإلنتاج من القمح اللين في
مختلف الواليات بـ 41.07ألف طن ،أما إنتاج الشعير فقد قدر متوسط اإلنتاج بين مختلف الواليات بـ
43.34ألف طن .مع احتالل والية تيارت المركز األول في إنتاج هذه الحبوب.
ان ظروف اإلنتاج المتاحة على مستوى هذه الواليات سامحة لإلنتاج لكل نوع لكن نجد انه يتم اختيار
التخصص في اإلنتاج بناءا على مردودية األرض من المحاصيل الزراعية ما عدا الشعير والذي نالحظ
ان إنتاجه يكون أكثر في واليات اخرى غير تلك التي ينتج فيها القمح بنوعيه .أما الواليات المتبقية فإن
444
كميات اإلنتاج فيها قليلة مقارنة بالواليات المذكورة في الشكل أعاله .والبعض منها ال تتوفر لدينا
المعلومات الكافية حول عوامل اإلنتاج خاصة كميات التساقط التي يتم رصدها من خالل محطات
االرصاد الجوية وهي ال تغطي كامل التراب الوطني.
يعتبر االقتصاد القياسي أحد فروع علم االاقتصاد ،يهتم بتحليل الظواهر االقتصادية بالمزج بين
النظرية االقتصادية واألساليب الرياضية واإلحصائية ،من أجل تحديد التأثير الكمي للمتغيرات التي تعتبر
ُمفَ ِّسرة (مستقلة) على متغيرات أخرى تعتبر ُمفَ َّسرة (تابعة) ،وتشتهر طرق القياس االقتصادي في تقدير
وتحليل نماذج االنحدار للمتغيرات الكمية ،وهي من األساليب األكثر استعماال من طرف الباحثين في
مختلف مجاالت البحث ،بحيث يتم افتراض وجود عالقة خطية بين المتغير التابع ومختلف المتغيرات
المستقلة عبر الزمن.
ونظر لتطور المنظومة االحصائية في مختلف دول العالم مع بداية منتصف القرن العشرين،
ا
اكتسبت منهجية المعطيات الطولية اهتماما بالغا وخصوصا في الدراسات االقتصادية والطبية ،ويعود ذلك
10
بحيث تأخذ في االعتبار اثر التغير في الزمن إلى إلى أنها تمزج بين نماذج االنحدار والسالسل الزمنية
جانب اثر التغير في المشاهدات المقطعية .11و تعرف البيانات الطولية بأنها مجموعة مشاهدات لعينة
من األفراد عبر الزمن ،وقد عرفت استخداما واسعا في اقتصاديات العمل التي تعتمد على نتائج
االستقصاءات والمعاينات لعينة من األفراد ،ثم انتشرت بشكل اوسع في تحليل مختلف الظواهر
االقتصادية ،حيث تشمل المشاهدات مجموعة من البلدان ،المحافظات ،المؤسسات ،العائالت...،وغيرها،
بذلك يصبح النموذج القياسي بهذه المعطيات يتعامل مع ديناميكية الزمن (الوقت) ومتغيرات متعددة.
من أجل تحليل العالقة بين مختلف عوامل اإلنتاج الزراعية وكميات اإلنتاج من محاصيل الحبوب
في الجزائر وفق منهجية المعطيات الطولية ( ،)Panel Dataسنعتمد على تقدير دالة اإلنتاج من الشكل
المقترح في الصياغة ( ،)3بحيث اعتمدنا على إدخال معطيات المتغيرات المتوفرة على مستوى و ازرة
الفالحة و التنمية الريفية ،خالل الفترة ،2012-2000نذكرها في ما يلي:
-كمية اإلنتاج من مختلف المحاصيل الزراعية (.)Qt
-المتوسط السنوي لكمية تساقط االمطار ()X2؛
-كمية البذور المستعملة ()X3؛
-كمية األسمدة المستعملة ()X4؛
-عدد اآلالت الزراعية ()X5؛
-المساحة المزروعة ()X6؛
445
بحيث تم االعتماد على البيانات اإلحصائية حول كميات اإلنتاج والمساحة الزراعية المأخوذة من
الحوليات االحصائية الخاصة باإلنتاج وتوزيع المساحة الزراعية (سلسلة "ب" لمختلف السنوات) ،والبيانات
االحصائية الخاصة باألسمدة والبذور من الحوليات االحصائية الخاصة باإلمدادات الزراعية
( ،)Approvisionnements Agricolesوكذلك المعطيات الخاصة باآلالت والمكننة الزراعية المأخوذة
من الحوليات االحصائية الخاصة بالمكننة (.)Matériels Agricoles
وعليه يصبح شكل دالة اإلنتاج الزراعية المراد تقديرها على الشكل التالي:
Qt 1 .X 2it2i .X 3it3i .X 4it4i .X 5it5i .X 6it6 i .e it )(4
بحيث : t :متغير عشوائي يتمثل في اخطاء التقدير؛
tو :iتمثالن الزمن (السنة) والفرد (الوالية) على التوالي.
ومن أجل تقدير النموذج بطريقة المربعات الصغرى العادية ،يتم تحويل هذه الدالة (الصيغة )4من شكلها
األسى إلى الشكل الخطي بإدخال اللوغاريتم النيبيري على أطراف المعادلة ( ،)4فينتج:
ln Qt ln( 1 ) 2i .ln( X 2it ) 3i .ln( X 3it ) 4i .ln( X 4it ) 5i .ln( X 5it ) 6 i .ln( X 6 it ) it )(4
تطرقت أدبيات االقتصاد القياسي إلى العديد من االختبارات االحصائية التي تسمح باختيار تشخيص
اء في نماذج االنحدار البسيط أو المتعدد ،وحتىمعين للعالقة بين المتغير التابع والمتغير المستقل سو ً
تشخيص نماذج السالسل الزمنية وعملية انتقاء احسن النماذج .أما في حالة البيانات الطولية فمنهجية
اختيار النماذج وتحديد نموذج البانل المناسب لمعطيات الدراسة نلجأ إلى اختبار التجانس ،12وهو اختبار
13
بحيث يثبت وجود عالقة مشتركة بين االفراد تظهر من مهم جدا لتشخيص هيكل المعطيات الطولية
خالل تقدير مجموعة من العالقات بين المتغيرات المستقلة والمتغير التابع .ومن ثم يأتي البحث عن
أحسن نموذج يمثل العالقة أحسن تمثيل وتفسير التباين بين األفراد .ويتم التمييز بين ثالث نماذج:
-النموذج التجميعي :وفيه يعتبر ان افراد العينة لهم نفس السلوك عبر الزمن ،والمعلمات المقدرة في
النموذج هي نفسها لكل األفراد.
-نموذج األثر الثابت :يكون فيه لكل فرد حد ثابت (معلمة القطع) خاص به ،بينما يشترك األفراد في
معلمات المتغيرات المستقلة ،وفيه يظهر التباين بين افراد العينة في االختالف في الحد الثابت.
-نموذج االثر العشوائي :ويعرف كذلك بنموذج الخطأ المركب ،كونه يعتبر ان االختالف بين األفراد يعود
إلى خطأ عشوائي يضاف للحد الثابت ،وهذا ناتج عن عوامل عشوائية ال يمكن تحديدها أو تقديرها بدقة.
وبعد تقدير هذه النماذج يتم المفاضلة بينها باستخدام األساليب اإلحصائية والتي تتمثل في اختبار
14
للمفاضلة بين نموذج األثر الثابت Waldللمفاضلة بين النموذج التجميعي ،واختبار Hausman
ونموذج األثر العشوائي.
446
.3-3نتائج تقدير دالة ال نتاج الزراعي في الجزائر:
بحد تحديد النموذج وفق الصيغة ) ،(4تم تقدير مختلف النماذج الخاصة بدالة اإلنتاج لـ 10واليات خالل
الفترة ،2012-2000وكانت هذه النماذج على الشكل التالي:
K
) Qit 1 k xkit it / i 1,2 ,..., N ; t 1,2 ,...,T ( 5 النموذج التجميعي:
k 2
K
Qit 1i k X kit it / i 1,2 ,..., N ; t 1,2 ,...,T نموذج األثر الثابت( 6 ) :
k 2
K
Qit 1 k X kit ui it / i 1,2 ,..., N ;t 1,2 ,...,T ) (7
k 2
K نموذج األثر العشوائي:
1 k X kit wit / wit ui it
k 2
والجدول التالي بين مختلف النتائج:
(*)
الجدول رقم ( :)1نتائج تقدير مختلف النماذج لمحاصيل الحبوب
6 5 4 3 2 1 المعلمات المحصول
النموذج التجميعي
*0,968 -0,004 *0,217 -0,104 0,240 -0,131
*1,251 -0,020 0,120 -0,116 0,007 -0,367 نموذج األثر الثابت القمح
*1.025 -0.006 *0,190 -0.116 0,185 0,034 نموذج األثر العشوائي اللين
0,201 0,049 *0,389 -0,046 *0,400 *4,580 نموذج األثر الثابت القمح
*0,554 0,058 0,130 0,065 *0,489 1,878 نموذج األثر العشوائي الصلب
0.00
وهي تدل على الفوارق المسجلة في الحد الثابت لكل والية مقارنة بمتوسط معامالت المتغيرات
الصورية (معلمة الحد الثابت في نموذج األثر الثابت) .بحيث يظهر من خالل الشكل رقم ( ،)4أن
االختالف الكبير يظهر في والية معسكر وهذا يدل على ان هذه الوالية تتميز بأدنى معامل لكفاءة
اإلنتاجية ،وتليها واليات تلمسان ثم سطيف وقسنطينة والبويرة ،بينما الواليات التي يكون فيها الفارق
موجب فهذا دليل على ارتفاع معامل الكفاءة مقارنة بالواليات المذكورة ،مع االشارة إلى أن والية سطيف
هي الوالية التي تتميز بأكبر معامل للكفاءة اإلنتاجية.
أما بالنسبة لقيم مرونة اإلنتاج بالنسبة لعوامل اإلنتاج لمحصول القمح الصلب فقد قدرت بـ ،0.38 ،0.4
0.04و 0.2بالنسبة لمتوسط كمية التساقط ،األسمدة ،اآلالت والمساحة الزراعية على التوالي ،وهي
أكثر منطقية مقارنة بدالة إنتاج القمح اللين ،تشير إلى العالقة الطردية بين اإلنتاج وهذه العوامل ،فأي
زيادة في أحد هذه العوامل مع افتراض باقي المعامالت ثابتة يؤدي إلى زيادة في الناتج .بينما ظهرت
قيمة مرونة اإلنتاج بالنسبة للبذور بالقيمة السالبة ( )0.04-وهي مخالفة للقيمة النظرية ،لكن يمكن
تفسير ذلك بعدم صالحية البذور (قدمها مثال أو عدم نضجها...الخ) أو انها وجهت لالستهالك المباشر.
أما معلمة الحد الثابت التي قدرت بـ 4.58وهي تعادل القيمة e4.58=97.5مما يدل على ارتفاع الكفاءة
اإلنتاجية لعملية إنتاج محصول القمح الصلب ،مع وجود تباين بين الواليات يمكن تحديده بمعامالت األثر
الثابت.
جـ -دالة إنتاج الشعير :أظهرت نتائج تقدير دالة إنتاج محصول الشعير ،أن النموذج المالئم هو
نموذج األثر الثابت ،مما يقودنا إلى اختبار صالحيته مقارنة بالنموذج التجميعي .وبإجراء االختبار تبين
ان النموذج التجميعي هو النموذج األمثل لدالة إنتاج الشعير ألن القيمة المحسوبة لفيشر تساوي إلى
1.14من القيمة المجدولة F(9,115)=1.96عند مستوى معنوية .%5وفي هذه الحالة يمكن االقرار
بتجانس مختلف الواليات في إنتاج محصول الشعير ،وأن لها نفس الدالة اإلنتاجية بنفس المعامالت.
من الناحية االحصائية أظهرت النتائج المعنوية االحصائية لمعلمتي متوسط كمية التساقط والمساحة
الزراعية ،بينما باقي المعلمات ليست معنوية عند مستوى .%5أما من الناحية االقتصادية فتظهر النتائج
أن قيمة المرونة المقدرة لمختلف عوامل اإلنتاج مقبولة بحيث قدرت بـ 0.06 ،0.08 ،0.076و0.6
449
بالنسبة لمتوسط كميات التساقط ،األسمدة ،اآلالت والمساحة الزراعية ،وهذا يدل على العالقة الطردية بين
هذه العوامل وكمية اإلنتاج ،أو أي زيادة في مدخالت هذه العوامل تؤدي إلى زيادة في الكمية المنتجة من
الشعير ،إال ان هذه الزيادة تكون مرتفعة بالنسبة للمساحة الزراعية نظ ار لالعتماد على االستعمال المكثف
األراضي الزراعية إلنتاج هذا المحصول ،بينما هي ضعيفة جدا بالنسبة لباقي العوامل (أقل من ،)0.1
وهذا دليل على ان إنتاج الشعير ال يزال يعتمد على الطرق التقليدية لإلنتاج من حيث األسمدة واآلالت
الزراعية ،أما انخفاض مرونة اإلنتاج بالنسبة لمتوسط كمية التساقط فهذا دليل على عدم تأثير هذا العامل
على الكميات المنتجة من الشعير ،نظ ار لخصوصية هذا المحصول الذي غالبا ما ينتج في المناطق
الجبلية والهضاب العليا ،وقليل الحساسية لنقص كميات االمطار مقارنة بالقمح الصلب واللين.
كما قدرت معلمة الحد الثابت بـ ،)e0.39=1.47( 1.47وهي تدل على انخفاض الكفاءة اإلنتاجية
لمحصول الشعير في الواليات المدروسة.
الخاتمة:
ان الهدف من هذا البحث ،هو تحليل وتقدير دوال اإلنتاج لمحاصيل الحبوب في الجزائر وفق
منهجية البيانات الطولية ،باتخاذ بعض الواليات كوحدات مالحظة خالل الفترة ،2012-2000وحسب
ما توفر لنا من البيانات االحصائية حول كميات اإلنتاج ومختلف عوامل اإلنتاج التي لها عالقة مباشرة
بمدخالت العملية اإلنتاجية الزراعية .وهذا من اجل تحليل التباين بين الدالة اإلنتاجية حسب المحاصيل
من جهة وحسب المنطقة الجغرافية من جهة ثانية.
وقد توصلنا من خالل تقدير مجموعة من النماذج القياسية ،إلى النتائج التالية:
-إن سلوك اإلنتاج يختلف من محصول إلى آخر بحيث تبين أن النموذج المالئم لدالة إنتاج القمح اللين
هو نموذج األثر العشوائي ،والقمح الصلب هو نموذج األثر الثابت ومن خالله اتضح ان التباين في إنتاج
هذا المحصول من والية إلى أخرى يعود إلى االختالف في الكفاءة اإلنتاجية في كل والية ،بينما تأثير
العوامل اإلنتاجية ال يختلف من والية إلى أخرى .أما بالنسبة لدالة إنتاج محصول الشعير فقد كان على
شكل نموذج تجميعي مما يعني ان كل الواليات لها نفس دالة اإلنتاج وال يوجد اختالف في شكل الدالة
اإلنتاجية من والية إلى أخرى.
-عدم معنوية بعض المعلمات المقدرة في النموذج ،مما يدل على عدم مساهمة المتغيرات المتعلقة بها
في تفسير كمية اإلنتاج ،ويتعلق األمر باألسمدة واآلالت الزراعية ،وهذا ما يوضح أن الزراعة الجزائرية ال
تزال تعتمد على طرق تقليدية في اإلنتاج.
-ظهور بعض المرونات المقدرة خاصة تلك المرتبطة بالبذور والمكننة الزراعية باإلشارة السالبة ،وهذا
يدل على أن البذور الموزعة على الفالحين رديئة من حيث الجودة ،أو أنها أخذت مجرى آخر كتوجيهها
لالستهالك المباشر ،أما بالنسبة لآلالت الزراعية فهذا يعكس قدم اآلالت وتكثيف استعمالها في مساحات
شاسعة مما يقلل من مردوديتها.
450
-اعتماد زراعة الحبوب على المساحة الزراعية أكثر من مختلف العوامل األخرى ،مما يعكس االستعمال
المكثف لآلراضي الزراعية ،مع ضعف استعمال األسمدة الزراعية التي من شأنها المساهمة في زيادة
إنتاجية األرض المستخدمة دون االعتماد على التكثيف الزراعي.
بناءا على هذه النتائج ارتأينا تقديم بعض التوصيات:
-تطوير منظومة احصائية من شأنها توفير معلومات دقيقة وشاملة لكل المتغيرات في القطاع الفالحي
وتوضيح الرؤية الحالية والمستقبلية الحتياجات القطاع.
-بناء نموذج إنتاجي بمختلف المتغيرات المؤثرة في اإلنتاج الزراعي حسب المناطق الجغرافية ،من أجل
التحكم أكثر في طرق اإلنتاج وتطويره.
-تنمية الموارد الزراعية والمحافظة عليها من خالل ترشيد استخدامها والعمل على توجيهها بكيفية سليمة،
حتى يتسنى تحقيق مستويات مرتفعة من اإلنتاجية الزراعية وتحسين معدالت االكتفاء الذاتي خاصة في
محاصيل الحبوب ،التي ال تزال تمثل عبئا على الدولة.
-ضرورة االهتمام بطرق تسيير الموارد المائية المتاحة في سبيل توسيع اإلنتاج والتخلص من التبعية
لكميات التساقط ،وخاصة العمل على توسيع اإلنتاج في المساحات الصحراوية ،خاصة وان التجارب
الزراعية اثبتت مردودية اراضيها في مختلف المحاصيل.
-اعطاء أهمية أكبر للتطور التكنولوجي في مجال العتاد الفالحي ،وتدعيم اسعاره قصد تجديد الحضيرة
الوطنية منها مع وضع نظام لمراقبة تسييرها ،باإلضافة إلى تحديد اإلحتياجات المحلية منها.
االحاالت والمراجع:
1وسام مالك :تطور الفكر االقتصادي ،الجزء الثاني ،دار المنهل اللبناني الطبعة األولى ،2012ص 386
2
Gregory N. Mankiw : « MACROECONOMICS », Worth Publishers, 7th Edition, New
York, 2009 ; page 57.
3يشار إليها في بعض األحيان بـ α-1=1بافتراض ثبات غلة الحجم لهذا النوع من الدوال بحيث نستنتجها انطالقا من
العالقة .1 α =1للمزيد من التفاصيل انظر في ذلك :محمد شريف المان" :محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية"،
ديوان المطبوعات الجامعية ،2003 ،ص .38
4
Keizo Tsuchiya: Productivity and Techbological progress in Japonese Agriculture,
university of Tokyo press, 1975, p 44.
5سالم يونس النعيمي وأسوان عبد القادر زيدان" :مصادر نمو اإلنتاجية في زراعات دول عربية متتارة للفترة -1980
،"2003مجلة زراعة الرافدين بكلية اإلدارة واالقتصاد جامعة الموصل بالعراق العدد 37سنة 2009
6مبارك باللطة :دوال نواتج بعض المحاصيل الزراعية في الجزائر دراسة اقتصادية احصائية ،أطروحة دكتوراه الدولة
في االقتصاد فرع التتطيط ،جامعة الجزائر 1997/1998
7سعدون فرج خاطر" :االستتدام االقتصادي للعوامل المؤثرة في انتاج محصول الشعير في قضاء المقدادية" ،مجلة ديالى
للعلوم الزراعية العدد )1( 2ص 161-152جامعة ديالى العراقي .2010
8زهير عماري" :تحليل اقتصادي قياسي ألهم العوامل المؤثرة على قيمة الناتج المحلي الفالحي الجزائري خالل الفترة
( ،")2009-1980أطروحة دكتوراه علوم في العلوم االقتصادية ،تتصص اقتصاد تطبيقي ،جامعة محمد خيضر – بسكرة،
السنة الجامعية . 2014/2013
451
9
Jean-Louis Rastoin et El Hassan Benabderrazik : « Céréales et oléoprotéagineux au
Maghreb -Pour un co- développement de filières territorialisées », I.P.E.M.E.D, Mais 2014,
p.10
10
Edward W. Frees: «Longitudinal and Panel Data Analysis and Applications in the Social
Sciences » Cambridge University Press, New York, 2004, p 2.
المجلة العراقية للعلوم اإلحصائية،" " اختيار النموذج في نماذج البيانات الطولية الثابتة والعشوائية: زكريا يحيى الجمال11
.268 ص،2012 )21(
12 nd
CHENG HSIAO: “Analysis of Panel Data” 2 Edition, Cambridge University Press, New
York، 2003, p 14.
13
Régis Borbonnais : «Économétrie -Cours et exercices corrigés-», 9e édition, DUNOD, paris
2015, p 349
14
Greene, W., H. , “Econometrics Analysis", 7th edition , Pearson Education, Inc., NJ. 2012 p
380.& George G. Judge, William E. Griffiths, R. Carter Hill Helmut Liitkepohl Tsoung-
Chao Lee : “The Theory and practice of econometrics”, John Wiley & Sons 1985. p 528
.%5 (*) االشارة (*) تدل على معنوية المعلمة المقدرة عند مستوى
)4 ،3 ،2( الملحق رقم15
،2012 ، األردن، إربد، دار الكتاب الثقافي،"Eviews "أساسيات القياس االقتصادي باستتدام: خالد محمد السواعي16
.267 ص
17
Damodar Gujarati : « Econometrics by Example », Palgrave Macmillan, London 2011, p
299.
:المالحق
.2012-2000 تطور إنتاج بعض محاصيل الحبوب في الجزائر خالل الفترة:1 الملحق رقم
) طن1000 :(الوحدة
)*( اإلنتاج
الشعير قمح لين قمح صلب الحبوب
السنة
163,3 274,0 486,3 934,2 2000
574,7 800,3 1238,9 2659,2 2001
416,1 550,8 951,0 1952,9 2002
1222,0 1162,6 1802,3 4266,0 2003
1211,6 729,0 2001,7 4032,8 2004
1032,8 846,0 1568,7 3527,4 2005
1235,9 915,1 1772,8 4011,7 2006
1186,7 790,0 1529,0 3601,9 2007
395,9 297,2 813,8 1535,7 2008
2203,4 952,1 2001,0 5253,2 2009
1308,0 796,2 1809,0 4001,6 2010
1104,2 627,5 1927,5 3726,5 2011
1591,7 1025,1 2407,1 5133,6 2012
1498,6 966,7 2332,4 4911,0 2013
1081,8 766,6 1617,2 3539,1 متوسط الفترة
452