You are on page 1of 153

‫الكتاب‪ :‬عمدة السالك وعدة الناسك‬

‫المؤلف‪ :‬شهاب الدين أبو العباس أحمد بن النقيب المصري (‪769–706‬هـ)‬


‫إعداد‪ :‬دائرة اإلفتاء العام ‪ -‬المملكة األردنية الهاشمية – عمان‪.‬‬
‫الطبعة اإللكترونية‪ :‬األولى – عام ‪1431‬هـ‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫طباعة‪ :‬الباحث الدكتور نضال سلطان‬
‫تدقيق‪ :‬الباحث زهير رياالت – الباحث سعيد فرحان‬
‫[ترقيم الكتاب موافق للطبعة اإللكترونية لدائرة اإلفتاء العام األردنية‪ ،‬الترقيم داخل‬
‫الكتاب للصفحة السابقة]‬

‫*****‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫مقدمة المؤلف‬

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬وصلى اهلل على سيدنا محمد‪ ،‬وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫اقتصرت‬
‫ُ‬ ‫هذا مختصر على مذهب اإلمام الشافعي رحمة اهلل تعالى عليه ورضوانه‪،‬‬
‫فيه على الصحيح من المذهب عند الرافعي والنووي‪ ،‬أو أحدهما‪ ،‬وقد أذكر فيه خالفاً في‬
‫بعض الصور‪ ،‬وذلك إذا اختلف تصحيحهما‪ ،‬مقدماً لتصحيح النووي جازماً به‪ ،‬فيكون‬
‫مقابله تصحيح الرافعي‪.‬‬
‫وسميته‪" :‬عمدة السالك وعدة الناسك"‪.‬‬
‫واهلل أسأل أن ينفع به‪ ،‬وهو حسبي ونعم الوكيل‪.‬‬
‫قسم العبادات‬
‫كتاب الطهارةِ‬
‫ُ‬
‫[أقسامُ المياهِ]‪:‬‬
‫وطاهر‪ ،‬ونجسٌ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أقسام‪ :‬طهورٌ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫المياهُ‬
‫نفسه المطهر لغيرهِ‪.‬‬
‫الطاهر في ِ‬
‫ُ‬ ‫‪ -1‬فالطهورُ‪ :‬هو‬
‫نفسه وال يطهر غيره‪.‬‬
‫‪ -2‬والطاهرُ‪ :‬هو الطاه ُر في ِ‬
‫‪ -3‬والنجسُ‪ :‬غيرهما‪.‬‬
‫فال يجوز رفع حدث وال إزالة نجس إال بالماء المطلق‪ ،‬وهو الطهور على أي صفة‬
‫كان من أصل الخلقة‪.‬‬
‫وتكره الطهارة بالماء المشمس في البالد الحارة في األواني المنطبعة‪ ،‬وهي ما‬
‫يطرق بالمطارق‪ ،‬إال الذهب والفضة‪ ،‬وتزول بالتبريد‪.‬‬
‫كثيرا بحيث ُيسلب عنه اسم الماء‪ ،‬بمخالطة شيء طاهر‪ ،‬يمكن‬
‫ً‬ ‫وإ ذا تغير الماء تغيراً‬
‫الصون عنه كدقيق وزعفران‪ ،‬أو استعمل دون القلَّتين‪ ،‬في فرض طهارة الحدث ولو‬
‫لصبي‪ ،‬أو لنجس ولو لم يتغير‪ ،‬لم تجز الطهارة به‪ ،‬فإن تغير بالزعفران ونحوه يسيراً‪،‬‬
‫أو بمجاورة كعود ودهن مطيبين‪ ،‬أو بما ال يمكن الصون عنه‪ ،‬كطحلب ‪ 1/‬وورق شجر‬
‫تناثر فيه‪ ،‬وبتراب وطول مكث‪ ،‬أو استعمل في النفل كمضمضة وتجديد وضوء وغسل‬
‫مسنون‪ ،‬أو جمع المستعمل فبلغ قلتين‪ ،‬جازت الطهارة به‪.‬‬
‫جنبٌ بعد النية‪ ،‬في دون القلتين‬
‫ولو أدخل متوضئٌ يده بعد غسل وجهه مرة‪ ،‬أو ُ‬
‫ال‪.‬‬
‫فاغترف ونوى االغتراف‪ ،‬لم يضره‪ ،‬وإ ال صار الباقي مستعمَ ً‬

‫‪1‬‬
‫ولو انغمس جنبان فأكثر دفعة‪ ،‬أو واحداً بعد واحد في قلتين‪ ،‬ارتفعت جنابتهم‪ ،‬وال‬
‫يصير مستعمالً‪.‬‬
‫وعمقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫طوال وعرضاً‬
‫ً‬ ‫تقريبا‪ ،‬ومساحتها‪ :‬ذراع وربع‬
‫ً‬ ‫والقلتان خمسمئة رطل بغدادية‬
‫يسيرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فالقلتان ال تنجس بمجرد مالقاة النجاسة‪ ،‬بل بالتغير بها ولو‬
‫ثم إن زال التغير بنفسه أو بماء طهر‪ ،‬أو بنحو مسك أو بخل أو بتراب‪ ،‬فال‪.‬‬
‫ودونهما ينجس بمجرد مالقاة النجاسة وإ ن لم يتغير‪ ،‬إال أن يقع فيه نجس ال يراه‬
‫البصر‪ ،‬أو ميتة ال دم لها سائل‪ ،‬كذباب ونحوه‪ ،‬فال يضر‪.‬‬
‫وسواء الجاري والراكد‪.‬‬
‫فإن كوثر القليل النجس فبلغ قلتين‪ ،‬وال تغير‪ ،‬طهر‪.‬‬
‫والمراد بالتغير بالطاهر أو بالنجس إما‪ :‬اللون أو الطعم أو الريح‪.‬‬
‫ويندب تغطية اإلناء‪ ،‬فلو وقع في أحد اإلناءين نجس توضأ من أحدهما باجتهاد‬
‫تحير أراقهما‪ ،‬ويتيمم بال إعادة‪،‬‬
‫وظهور عالمة‪ ،‬سواء قدر على طاهر بيقين أم ال‪ .‬فإن ّ‬
‫طهور بماء ورد توضأ بكل واحد مرة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫واألعمى يجتهد‪ ،‬فإن تحير قلد بصيراً‪ .‬ولو اشتبه‬
‫أو ببول أراقهما وتيمم‪.‬‬
‫فصل [في األواني]‪:‬‬
‫تحل الطهارة من كل إناء طاهر‪ ،‬إال الذهب والفضة‪ ،‬والمطلي بأحدهما بحيث‬
‫يتحصل منه شيء بالنار‪ ،‬فيحرم استعماله على الرجال والنساء‪ ،‬في الطهارة واألكل‬
‫الميل من الفضة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫والشرب وغير ذلك‪ .‬وكذا اقتناؤه بال استعمال‪ ،‬حتى‬
‫[أحكام التضبيب]‪2/ :‬‬
‫مطلقا‪ ،‬وقيل‪ :‬كالفضة‪ .‬والمضبب بالفضة‪ :‬إن كانت الضبة‬
‫ً‬ ‫والمضبب بالذهب حرام‬
‫كبيرة للزينة فهي حرام‪ ،‬أو صغيرة للحاجة حل‪ ،‬أو صغيرة للزينة‪ ،‬أو كبيرة للحاجة‪،‬‬
‫ُكره ولم يحرم‪.‬‬
‫ومعنى التضبيب‪ :‬أن ينكسر موضع من اإلناء فيجعل موضع الكسر فضة تمسكه‬
‫بها‪.‬‬
‫وتكره أواني الكفار وثيابهم‪ ،‬ويباح اإلناء من كل جوهر نفيس كياقوت وزمرد‪.‬‬
‫فصل [السواك وأوقات استعماله]‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ويندب السواك في كل وقت‪ ،‬إال لصائم بعد الزوال فيكره‪ ،‬ويتأكد استحبابه لكل‬
‫صالة‪ ،‬وقراءة‪ ،‬ووضوء‪ ،‬وصفرة أسنان‪ ،‬واستيقاظ من النوم‪ ،‬ودخول بيته‪ ،‬وتغيير الفم‬
‫من أكل كل كريه الريح‪ ،‬وترك أكل‪.‬‬
‫ويجزئ بكل خشن‪ ،‬إال أصبعه الخشنة‪ ،‬واألفضل بأراك يابس ُندِّي بالماء‪ ،‬وأن‬
‫يستاك عرضاً‪ ،‬ويبدأ بجانبه األيمن‪ ،‬ويتعهد كراسي أضراسه‪ ،‬وينوي به السنة‪.‬‬
‫[بعض خصال الفطرة]‪:‬‬
‫ويسن قلم ظفر‪ ،‬وقص شارب‪ ،‬ونتف إبط وأنف لمن اعتاده‪ ،‬وحلق عانة‪ ،‬واالكتحال‬
‫ثالثا في كل عين‪ ،‬وغسل البراجم‪ ،‬وهي‪ :‬عقد ظهور األصابع‪ ،‬فإن شق نتف اإلبط‬
‫وتراً ً‬
‫حلقه‪.‬‬
‫ويكره القزع‪ ،‬وهو‪ :‬حلق بعض الرأس وترك بعضه‪ ،‬وال بأس بحلق كله‪.‬‬
‫ويجب الختان‪ .‬ويحرم خضب شعر الرجل والمرأة بسواد إال لغرض الجهاد‪ ،‬ويسن‬
‫بصفرة أو حمرة‪.‬‬
‫تعميما بحناء‪ ،‬ويحرم على الرجال إال لحاجة‪ ،‬ويكره‬
‫ً‬ ‫مزوجة ورجليها‬
‫ٍ‬ ‫وخضب ْ‬
‫يدي‬
‫نتف الشيب‪.‬‬
‫باب الوضوء‬
‫[فرائض الوضوء]‪:‬‬
‫فروضه ستة‪ :‬النية عند غسل الوجه‪ ،‬وغسل الوجه‪ ،‬وغسل اليدين إلى المرفقين‪،‬‬
‫ومسح القليل من الرأس‪ ،‬وغسل الرجلين إلى الكعبين‪ ،‬والترتيب على ما ذكرناه‪.‬‬
‫وسننه ما عدا ذلك‪3/ .‬‬
‫[‪ -1‬النية]‪:‬‬
‫فينوي المتوضئـ رفع الحدث‪ ،‬أو الطهارة للصالة‪ ،‬أو ألمر ال يستباح إال بالطهارة‪،‬‬
‫ومتيمما‪ ،‬فينوي استباحة‬
‫ً‬ ‫كمس المصحف أو غيره‪ ،‬إال المستحاضة ومن به سلس البول‪،‬‬
‫فرض الصالة‪.‬‬
‫وشرطه النية بالقلب‪ ،‬وأن تقترن بغسل أو جزء من الوجه‪ .‬ويندب أن يتلفظ بها‪ ،‬وأن‬
‫تكون من أول الوضوء‪ ،‬ويجب استصحابها إلى غسل أول الوجه‪ ،‬فإن اقتصر على النية‬
‫عند غسل الوجه كفى‪ ،‬لكن ال يثاب على ما قبله من مضمضة واستنشاق وغسل كف‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ً‬
‫سهوا‬ ‫ثالثا‪ ،‬فإن ترك التسمية عمداً‪ ،‬أو‬
‫ويندب أن يسمي اهلل تعالى‪ ،‬وأن يغسل كفيه ً‬
‫أتى بها في أثنائه‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬‬
‫فإن شك في نجاسة يده كره غمسها في دون القلتين قبل غسلها ً‬
‫غْرفة ثم‬
‫غرفات‪ ،‬فيتمضمض من ُ‬
‫ثالثا بثالث ُ‬
‫ثم يستاك‪ ،‬ويتمضمض‪ ،‬ويستنشق ً‬
‫يستنشق‪ ،‬ثم يتمضمض من أخرى ثم يستنشق‪ ،‬ثم يتمضمض من الثالثة ثم يستنشق‪،‬‬
‫صائما فيرفق‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويبالغ فيهما إال أن يكون‬
‫[‪ -2‬غسل الوجه]‪:‬‬
‫طوال‪،‬‬
‫ً‬ ‫ثالثا‪ ،‬وهو‪ :‬ما بين منابت شعر الرأس في العادة إلى الذقن‬
‫ثم يغسل وجهه ً‬
‫عم الجبهةَ‬
‫ومن األذن إلى األذن عرضاً‪ .‬فمنه موضع الغََمِم‪ ،‬وهو‪ :‬ما تحت الشعر الذي َّ‬
‫كلَّها أو بعضها‪.‬‬
‫ويجب غسل شعور الوجه كلها ظاهرها وباطنها‪ ،‬والبشرة تحتها‪ ،‬خفيفة كانت أو‬
‫نفقة والعِذار والهُْدب وشعر الخد‪ ،‬إال اللحية والعارضَْين‬
‫والع َ‬
‫كثيفة‪ ،‬كالحاجب والشارب َ‬
‫فإنه يجب غسل ظاهرهما وباطنهما والبشرة تحتهما عند الخفة‪ ،‬فظاهرهما فقط عند‬
‫الكثافة‪ ،‬لكن يندب التخليل حينئذ‪ ،‬ويجب إفاضة الماء على ظاهر النازل من اللحية عن‬
‫ن أن‬
‫وس َّ‬
‫الذقن‪ ،‬ويجب غسل جزء من الرأس‪ ،‬وسائر ما يحيط بالوجه‪ ،‬ليتحقق كماله‪ُ .‬‬
‫ُيخلل اللحية من أسفلها بماء جديد‪4/ .‬‬
‫[‪ -3‬غسل اليدين]‪:‬‬
‫ثالثا‪ ،‬فإن ُقطعت من الساعد وجب غسل الباقي‪ ،‬أو من‬
‫ثم يغسل يديه مع المرفقين ً‬
‫مفصل المرفق لزمه غسل رأس العضد‪ ،‬أو من العضد ندب غسل باقيه‪.‬‬
‫[‪ -4‬مسح الرأس]‪:‬‬
‫ثم يمسح رأسه فيبدأ بمقدم رأسه فيذهب بيديه إلى قفاه‪ ،‬ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ‬
‫طويال أو مضفوراً لم يندب‬
‫ً‬ ‫ثالثا‪ ،‬فإن كان أقرع أو ما نبت شعره أو كان‬
‫منه‪ ،‬يفعل ذلك ً‬
‫بل ما ينطلق عليه االسم‪ ،‬وهو بعض شعرة لم تخرج‬
‫الرد‪ ،‬فلو وضع يده بال مد بحيث ّ‬
‫كمل عليها‬
‫بالمد عن حد الرأس‪ ،‬أو قطّر ولم يسل‪ ،‬أو غسله‪ ،‬كفى‪ ،‬فإن شق نزع عمامته ّ‬
‫بعد مسح ما يجب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ثالثا‪ ،‬ثم ِ‬
‫صماخيه بماء جديد ثالثاً‪ ،‬فيدخل‬ ‫وباطنا بماء جديد ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ظاهرا‬ ‫ثم يمسح أذنيه‬
‫خنصريه فيهما‪.‬‬
‫[‪ -5‬غسل الرجلين]‪:‬‬
‫ثالثا‪.‬‬
‫ثم يغسل رجليه مع كعبيه ً‬
‫[‪ -6‬الترتيب وبعض المسنونات]‪:‬‬
‫يقينا‪.‬‬
‫ثالثا ً‬
‫فلو شك في تثليث عضو أخذ باألقل‪ ،‬فيكمل ً‬
‫وخد وأذنٍ‪ ،‬فيطهرهما ُدفعة‪.‬‬
‫ويقدم اليمنى من يد ورجل‪ ،‬ال كفٍّ ٍّ‬
‫ويطيل الغرة بأن يغسل مع وجهه من رأسه وعنقه زائداً عن الفرض‪ ،‬والتحجيل بأن‬
‫فرق‬
‫يغسل فوق مرفقيه وكعبيه‪ ،‬وغايته استيعاب العضد والساق‪ ،‬ويوالي األعضاء‪ ،‬فإن ّ‬
‫طويال صح بغير تجديد نية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو‬
‫محمدا عبده‬
‫ً‬ ‫ويقول بعد فراغه‪ :‬أشهد أن ال إله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن‬
‫ورسوله‪ .‬اللهم اجعلني من التوابين‪ ،‬واجعلني من المتطهرين‪ ،‬واجعلني من عبادك‬
‫الصالحين‪ .‬سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬أشهد أن ال إله إال أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬
‫ولألعضاء أدعية تقال عندها ال أصل لها‪.‬‬
‫[آداب الوضوء]‪:‬‬
‫وآدابه‪ :‬استقبال القبلة‪ ،‬وال يتكلم لغير حاجة‪5/ .‬‬
‫ويبدأ بأعلى وجهه‪ ،‬وال يلطمه بالماء‪.‬‬
‫فإن صب عليه غيره بدأ بمرفقيه وكعبيه‪ ،‬وإ ن صب على نفسه بدأ بأصابعه‪.‬‬
‫ويتعهد آماق عينيه وعقبيه ونحوهما مما يخاف إغفاله سيما في الشتاء‪.‬‬
‫خاتما ليدخل الماء تحته‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويحرك‬
‫ويخلل أصابع رجليه بخنصر يده اليسرى‪ :‬يبدأ بخنصر رجله اليمنى من أسفل ويختم‬
‫بخنصر اليسرى‪.‬‬
‫ويكره أن يغسل غيره أعضاءه إال لعذر‪ ،‬وتقديم يساره‪ ،‬واإلسراف في الماء‪.‬‬
‫ويندب أن ال ينقص ماء الوضوء عن مد‪ ،‬وهو رطل وثلث بغدادي‪ ،‬وال َي ْنقُص ماء‬
‫الغسل عن صاع‪ ،‬والصاع خمسة أرطال وثلث رطل بالعراقي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وال ينشف أعضاءه‪ ،‬وال ينفض يديه‪ ،‬وال يستعين بأحد يصب عليه‪ ،‬وال يمسح‬
‫الرقبة‪.‬‬
‫ولو كان تحت أظفاره وسخ يمنع وصول الماء لم يصح الوضوء‪.‬‬
‫ولو شك في أثناء الوضوء في غسل عضو لزمه مع ما بعده‪ ،‬أو بعد فراغه لم يلزمه‬
‫شيء‪.‬‬
‫نفال‪.‬‬
‫فرضا أو ً‬
‫ً‬ ‫ويندب تجديد الوضوء لمن صلى به‬
‫نوما أو جماعاً آخر‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫شربا أو ً‬
‫ً‬ ‫ويندب الوضوء لجنب يريد أكالً أو‬
‫باب المسح على الخفين‬
‫سفرا مباحاً تقصر فيه الصالة ثالثةَ‬
‫ً‬ ‫يجوز المسح على الخفين في الوضوء للمسافر‬
‫يوما وليلة‪.‬‬
‫أيام ولياليهن‪ ،‬وللمقيم ً‬
‫ً‬
‫سفرا‬ ‫وابتداء المدة من الحدث بعد اللُّْبس‪ ،‬فإن مسحهما أو أحدهما حضراً ثم سافر‪ ،‬أو‬
‫حضرا‪ ،‬أتم مسح مقيم فقط‪.‬‬
‫ً‬ ‫سفرا أو‬
‫ً‬ ‫ثم أقام‪ ،‬أو شك‪ :‬هل ابتدأ المسح‬
‫سفرا أتم مدة مسافر‪ ،‬سواء مضى عليه وقت الصالة بكماله‬
‫ً‬ ‫حضرا ومسح‬
‫ً‬ ‫ولو أحدث‬
‫في الحضر أم ال‪.‬‬
‫فإن شك في انقضاء المدة لم يمسح في مدة الشك‪ ،‬ألن المسح رخصة‪.‬‬
‫فإن شك هل أحدث وقت الظهر أو العصر‪ ،‬بنى أمره على أنه الظهر‪.‬‬
‫ولو أجنب في المدة وجب النزع للغسل‪6/ .‬‬
‫[شروط المسح على الخفين]‪:‬‬
‫وشرطه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يلبسه على وضوء كامل‪.‬‬
‫طاهرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬وأن يكون‬
‫‪ -3‬وساتراً لجميع محل الفرض‪.‬‬
‫ومانعا لنفوذ الماء‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪-4‬‬
‫لتردد مسافر لحاجاته‪ ،‬سواء كان من جلد‪ ،‬أو‬
‫‪ -5‬ويمكن متابعة المشي عليهما ُّ‬
‫مشقوقا شد ب َش َرج‪.‬‬
‫ً‬ ‫ِل ْب ٍد‪ ،‬أو ِخ َر ٍ‬
‫ق مطبَّقة‪ ،‬أو خشب‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬أو‬

‫‪6‬‬
‫ولو لبس خفاً في رجل ليمسحه ويغسل األخرى‪ ،‬أو ظهر من الرجل شيء ‪-‬وإ ن َق َّل‪-‬‬
‫من خرق في الخف لم يجز‪.‬‬
‫[الجرموق]‪:‬‬
‫مخرقا فله مسح‬
‫ً‬ ‫قويا واألسفل‬
‫وق‪ :‬هو خف فوق خف‪ ،‬فإن كان األعلى ً‬ ‫واْل ُج ْر ُم ُ‬
‫األعلى‪ ،‬وإ ن كانا قويين أو القوي األسفل لم يكف مسح األعلى‪ ،‬فإن وصل البلل منه إلى‬
‫األسفل كفى‪ ،‬سواء قصد مسحهما أو األسفل فقط أو أطلق‪ ،‬ال إن قصد األعلى فقط‪.‬‬
‫خطوطا‪ ،‬بال استيعاب وال تكرار‪ ،‬فيضع يده‬
‫ً‬ ‫ويسن مسح أعلى الخف وأسفله وعقبه‬
‫وي ِم ُّر اليمنى إلى الساق واليسرى إلى األصابع‪.‬‬
‫اليسرى تحت عقبه‪ ،‬ويمناه عند أصابعه‪ُ ،‬‬
‫فإن اقتصر على مسح أقل جزء من ظاهر أعاله محاذياً لمحل الفرض كفى‪ ،‬وإ ن‬
‫اقتصر على األسفل أو العقب أو الحرف أو الباطن مما يلي البشرة فال‪.‬‬
‫ومتى ظهرت الرجل بنزع أو بخرق ‪-‬وهو بوضوء المسح‪ -‬كفاه غسل القدمين فقط‪.‬‬
‫باب أسباب الحدث‪:‬‬
‫وهي أربعة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الخارج من قبل أو دبر‪ ،‬أو ثُْقَب ٍة تحت الس َُّّرة مع انسداد المخرج المعتاد‪ً ،‬‬
‫عينا‬
‫معتادا أو نادراً‪ ،‬كدودة وحصاة‪7/ .‬‬
‫ً‬ ‫ريحا‪،‬‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫المني فإنه يوجب الغسل وال ينقض الوضوء‪ ،‬وصورة ذلك‪ :‬أن ينام ِّ‬
‫ممكنا مقعده‬ ‫َّ‬ ‫إال‬
‫مضطجعا فأنزل انتقض باللمس‬
‫ً‬ ‫فيحتلم‪ ،‬أو ينظر بشهوة فينزل‪ ،‬وإ ال فلو جامع أو نام‬
‫وبالنوم‪.‬‬
‫ممكنا مقعده من األرض‪ ،‬سواء الراكب والمستند‬
‫ً‬ ‫الثاني‪ :‬زوال عقله‪ ،‬إال النوم قاعداً‬
‫‪-‬ولو لشيء لو أزيل لسقط‪ -‬وغيرهما‪.‬‬
‫ممكنا فزالت أليتاه قبل انتباهه انتقض‪ ،‬أو بعده أو معه أو َش َّ‬
‫ك‪ ،‬أو سقطت يده‬ ‫ً‬ ‫فلو نام‬
‫على األرض وهو نائم ممكن مقعده‪ ،‬أو َن َعس وهو غير ممكن‪ ،‬وهو يسمع وال يفهم‪ ،‬أو‬
‫ممكنا أو غير ممكن‪ ،‬فال ينقض‪.‬‬
‫ً‬ ‫شك هل نام أو نعس‪ ،‬أو هل نام‬
‫الثالث‪ :‬التقاء شيء وإن َّ‬
‫قل من بشرتي رجل وامرأة أجنبيين‪ ،‬ولو بغير شهوة‬
‫مقطوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وظفرا وشعراً وعضواً‬
‫ً‬ ‫وقصد‪ ،‬حتى اللسان واألشل والزائد‪ ،‬إال ً‬
‫سنا‬

‫‪7‬‬
‫وينقض هرم وميت‪ ،‬ال محرم وطفل ال يشتهى في العادة‪.‬‬
‫محرما‪ ،‬لم ينقض‪.‬‬
‫ً‬ ‫شعرا أو بشرة‪ ،‬أو أجنبية أو‬
‫ً‬ ‫رجال‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫فلو شك‪ :‬هل لمس امرأة أم‬
‫سهوا أو بال شهوة‪،‬‬
‫ً‬ ‫الرابع‪ :‬مس فرج اآلدمي بباطن الكف واألصابع خاصة‪ ،‬ولو‬
‫ب وإن‬
‫ج ٍّ‬
‫دبرا‪ ،‬ذكراً أو أنثى‪ ،‬من نفسه أو من غيره‪ ،‬ولو من ميت وطفل ومحل َ‬
‫قبال أو ً‬
‫ً‬
‫جلدا‪ ،‬أو أشل ‪-‬ولو مقطوعاً‪ -‬وبيد شالء‪ ،‬ال فرج بهيمة‪ ،‬وال برؤوس األصابع‬
‫اكتسى ً‬
‫وما بينها وحرف الكف‪.‬‬
‫ص ٍّل‪ ،‬وأكل لحم جزور‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫وال ينقض قيء‪ ،‬وفصد‪ ،‬ورعاف‪ ،‬وقهقهة ُم َ‬
‫[الشك في الوضوء]‪:‬‬
‫طهرا وشك في ارتفاعه فهو‬
‫ً‬ ‫من تيقن حدثاً وشك في ارتفاعه فهو محدث‪ ،‬ومن تيقن‬
‫متطهر‪ .‬وإ ن تيقنهما وشك في السابق منهما‪ ،‬فإن لم يعرف ما كان قبلهما‪ ،‬أو عرفه وكان‬
‫طهراً‪ ،‬وكان عادته تجديد الوضوء‪ ،‬لزمه الوضوء‪ ،‬فإن لم يكن عادته تجديد الوضوء‪ ،‬أو‬
‫كان [ما قبله] حدثاً‪ ،‬فهو اآلن متطهر‪.‬‬
‫[محرمات الحدث]‪:‬‬
‫ومن أحدث حرم عليه الصالة‪ ،‬وسجود التالوة والشكر‪ ،‬والطواف‪ ،‬وحمل المصحف‬
‫ولو بعالقته أو في صندوقه‪ ،‬ومسه سواء المكتوب وبين األسطر ‪ 8/‬والحواشي‪ ،‬وجلده‬
‫وعالقته وخريطته وصندوقه وهو فيهما‪ .‬وكذا يحرم مس وحمل ما كتب لدراسة ‪-‬ولو‬
‫آية‪ -‬كاللوح وغيره‪ ،‬ويحل حمل مصحف في أمتعة‪.‬‬
‫وحل حمل دراهم ودنانير وخاتم وثوب كتب عليهن قرآن‪ ،‬وكتب فقه وحديث وتفسير‬
‫فيها قرآن‪ ،‬بشرط أن يكون غير القرآن أكثر‪.‬‬
‫ويمكن الصبي المحدث من حمله ومسه‪.‬‬
‫قرآنا ولم يمسه ولم يحمله جاز‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو كتب محدث أو جنب‬
‫ولو خاف على المصحف من حرق أو غرق أو يد كافر أو نجاسة‪ ،‬وجب أخذه مع‬
‫مستودعا له‪ ،‬لكن يتيمم إن قدر‪.‬‬
‫ً‬ ‫الحدث والجنابة‪ ،‬إن لم يجد‬
‫ويحرم توسده وغيره من كتب العلم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫باب قضاء الحاجة‬
‫وينحِّي ما فيه ذكر اهلل ورسوله‬
‫يندب لمريد الخالء أن ينتعل إال لعذر‪ ،‬ويستر رأسه‪َ ،‬‬
‫وكل اسم معظم‪ ،‬فإن دخل بالخاتم ضم كفه عليه‪ ،‬ويهيء أحجار االستنجاء‪.‬‬
‫ويقول عند الدخول‪ :‬بسم اهلل‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث‪.‬‬
‫وعند الخروج‪ :‬غفرانك‪ ،‬الحمد هلل الذي أذهب عني األذى وعافاني‪.‬‬
‫وخارجا يمينه‪.‬‬
‫ً‬ ‫داخال يساره‬
‫ً‬ ‫ويقدم‬
‫وال يختص ذكر الدخول للخالء والخروج‪ ،‬وتقديم اليسرى واليمنى‪ ،‬وتنحية ذكر اهلل‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعالى ورسوله‪ -‬بالبنيان‪ ،‬بل يشرع بالصحراء‬
‫وال يرفع ثوبه حتى يدنو من األرض‪ ،‬ويرخيه قبل انتصابه‪.‬‬
‫ويعتمد في الجلوس على يساره‪ ،‬وال يطيل‪ ،‬وال يتكلم‪.‬‬
‫ثالثا‪.‬‬
‫فإذا انقطع البول مسح بيساره من دبره إلى رأس ذكره‪ ،‬وينتر بلطف ً‬
‫ترششا‪ ،‬وال ينتقل‬
‫ً‬ ‫قائما بال عذر‪ ،‬وال يستنجي بالماء في موضعه إن خاف‬
‫وال يبول ً‬
‫في المراحيض‪.‬‬
‫ويبعد في الصحراء ويستتر‪.‬‬
‫وال يبول في جحر‪ ،‬وموضع صلب‪ ،‬ومهب ريح‪ ،‬ومورد‪ ،‬ومتحدث للناس‪ ،‬وطريق‪،‬‬
‫وتحت شجرة مثمرة‪ ،‬وعند قبر‪ ،‬وفي الماء الراكد‪ ،‬وقليل جار‪.‬‬
‫ومستدبره‪9 /.‬‬
‫َ‬ ‫وال مستقبل الشمس والقمر‪ ،‬وبيت المقدس‪،‬‬
‫ويحرم البول على مطعوم‪ ،‬وعظم‪ ،‬ومعظم‪ ،‬وقبر‪ ،‬وفي مسجد ولو في إناء‪.‬‬
‫ويحرم استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط في الصحراء بال حائل‪ ،‬ويباحان في‬
‫البنيان إذا قرب من الساتر نحو ثالثة أذرع‪.‬‬
‫ويكفي مرتفع ثلثي ذراع من جدار‪ ،‬ووهدة‪ ،‬ودابة‪ ،‬وذيله المرخي قبالة القبلة‪.‬‬
‫واالعتبار في الصحراء والبنيان بالسترة‪ ،‬فحيث قرب منها على ثالثة أذرع ‪-‬وهي‬
‫بعد جدارها‬
‫ثلثا ذراع‪ -‬جاز فيهما‪ ،‬وإ ال فال‪ ،‬إال في المراحيض فيجوز مع كراهة‪ ،‬وإ ن ُ‬
‫صر‪.‬‬
‫أو قَ ُ‬
‫ويجب االستنجاء من كل عين ملوثة خارجة من السبيلين‪ ،‬ال ريح ودودة وحصاة‬
‫وبعرة بال رطوبة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وتكفي األحجار ولو في نادر كدم‪ ،‬وتعقيبها بالماء أفضل‪.‬‬
‫ويغني عن الحجر كل‪ :‬جامد طاهر قالع للنجاسة غير محترم ومطعوم‪ ،‬كجلد المذكى‬
‫قبل الدباغة‪.‬‬
‫نجسا‪ ،‬أو طرأت نجاسة أجنبية‪ ،‬أو انتقل ما خرج‬
‫ً‬ ‫مائعا غير الماء‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫فلو استعمل‬
‫منه عن موضعه‪ ،‬أو جف‪ ،‬أو انتشر حال خروجه وجاوز األلية أو الحشفة‪ ،‬تعين الماء‪،‬‬
‫فإن لم يجاوزهما كفى الحجر‪.‬‬
‫ويجب إزالة العين‪ ،‬واستيفاء ثالث مسحات‪ ،‬إما بثالثة أحجار‪ ،‬أو بحجر واحد له‬
‫ي بدونها‪ ،‬فإن لم تنق الثالثة وجب اإلنقاء‪ ،‬وندب إيتار‪.‬‬
‫ثالثة أحرف وإ ن ُأْنِق َ‬
‫ويندب أن يبدأ باألول من مقدم صفحة اليمنى ويمره إلى موضع ابتدائه‪ ،‬ثم يعكس‬
‫والمسربة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بالثاني‪ ،‬ثم الثالث على الصفحتين‬
‫أوال بموضع طاهر ثم يمره‪.‬‬
‫ويجب وضعه ً‬
‫ويكره االستنجاء بيمينه‪ ،‬فليأخذ الحجر بيمينه والذكر بشماله ويحركها‪.‬‬
‫واألفضل تقديم االستنجاء على الوضوء‪ ،‬فإن أخره عنه صح‪ ،‬أو عن التيمم فال‪.‬‬
‫باب الغسل‬
‫[موجبات الغسل]‪:‬‬
‫قبال أو‬
‫يجب على الرجل من خروج المني‪ ،‬ومن إيالج الحشفة في أي فرج كان‪ً ،‬‬
‫ذكرا كان أو أنثى‪ ،‬ولو بهيمة‪ ،‬أو صغيراً في صغيرة‪10/ .‬‬
‫دبراً‪ً ،‬‬
‫ويجب على المرأة من خروج منيها‪ ،‬ومن أي ذكر دخل في قبلها أو دبرها‪ ،‬ولو‬
‫أشل‪ ،‬أو من صبي‪ ،‬أو بهيمة‪.‬‬
‫جافا‪.‬‬
‫ومن الحيض والنفاس وخروج الولد ً‬
‫وإ نما يتعلق الغسل بتغييب جميع الحشفة‪.‬‬
‫منيا في ثوب‪ ،‬أو فراش ينام فيه مع من يمكن كونه منه‪ ،‬ندب لهما الغسل‬
‫ولو رأى ً‬
‫وال يجب‪ ،‬وال يقتدي أحدهما باآلخر‪ ،‬فإن لم ينم فيه غيره لزمه الغسل‪ ،‬ويجب إعادة كل‬
‫صالة ال يحتمل حدوث المني بعدها‪ ،‬لكن يندب إعادة ما أمكن كونها بعده‪.‬‬
‫ولو جومعت في قبلها فاغتسلت‪ ،‬ثم خرج منيه منها‪ ،‬لزمها غسل آخر بشرطين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون ذات شهوة ال صغيرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ -2‬أن تكون قضت شهوتها‪ ،‬ال نائمة ومكرهة‪.‬‬
‫رطبا‪ ،‬أو بياض بيض‬
‫ً‬ ‫ويعرف المني بتدفق أو تلذذ‪ ،‬أو ريح طلع أو عجين إذا كان‬
‫جافا‪.‬‬
‫إذا كان ً‬
‫منيا‪.‬‬
‫موجبا للغسل‪ ،‬ومتى فقدت كلها لم يكن ً‬
‫ً‬ ‫فمتى وجد واحد منها كان ً‬
‫منيا‬
‫والرقَّة في مني المرأة‪.‬‬
‫وال يشترط البياض والثخانة في مني الرجل‪ ،‬وال الصفرة ّ‬
‫وال غسل في َم ْذ ٍي‪ ،‬وهو‪ :‬ماء أبيض رقيق لزج يخرج بال شهوة عند المالعبة‪ .‬وال‬
‫في َو ْد ٍي‪ ،‬وهو‪ :‬ماء أبيض كدر ثخين يخرج عقب البول‪.‬‬
‫منيا واغتسل فقط‪ ،‬وإ ن شاء‬
‫فإن شك‪ :‬هل الخارج مني أو مذي؟ تخير‪ ،‬إن شاء جعله ً‬
‫مذيا‪ ،‬وغسل ما أصاب بدنه وثوبه منه‪ ،‬وتوضأ‪ ،‬وال يغتسل‪ .‬واألفضل أن يفعل‬
‫جعله ً‬
‫جميع ذلك‪.‬‬
‫[محرمات الجنابة]‪:‬‬
‫ويحرم بالجنابة ما حرم بالحدث‪ ،‬وكذا اللبث في المسجد‪ ،‬وقراءة القرآن ولو بعض‬
‫آية‪ ،‬ويباح أذكاره ال بقصد القرآن‪ ،‬فإن قصد القرآن عصى‪ ،‬أو الذكر أو ال شيء جاز‪.‬‬
‫وله المرور في المسجد‪ ،‬ويكره لغير حاجة‪.‬‬
‫فصل [كيفية الغسل]‪11/ :‬‬
‫يبدأ المغتسل بالتسمية‪ ،‬ثم بإزالة قذر‪ ،‬ثم وضوء كوضوء الصالة‪ ،‬ثم يفيض الماء‬
‫ناويا رفع الجنابة أو الحيض أو استباحة الصالة‪ ،‬ويخلل شعره‪ ،‬ثم على‬
‫ثالثا‪ً ،‬‬
‫على رأسه ً‬
‫ويدلُك جسده‪.‬‬
‫ثالثا‪ .‬ويتعهد معاطفه‪ْ ،‬‬
‫ثالثا‪ ،‬ثم األيسر ً‬ ‫شقه األيمن ً‬
‫ِ‬
‫فطينا‪،‬‬
‫ً‬ ‫فطيبا غيره‪ ،‬فإن لم تجده‬
‫ً‬ ‫وفي الحيض تُتْبِعُ أثر الدم ف ْر َ‬
‫صةَ مسك‪ ،‬فإن لم تجده‬
‫فإن لم تجده كفى الماء‪.‬‬
‫والواجب منه شيئان‪:‬‬
‫‪ -1‬النية عند أول غسل مفروض‪.‬‬
‫‪ -2‬وتعميم شعره وبشره بالماء‪ ،‬حتى ما تحت ُقْلفَ ِة غير المختون‪ ،‬وما يظهر من‬
‫فرج الثيب إذا قعدت لحاجتها‪.‬‬
‫ولو أحدث في أثنائه تممه‪ ،‬ولو تلبد شعره وجب نقضه إن لم يصل الماء إلى باطنه‪،‬‬
‫ومن عليه نجاسة يغسلها ثم يغتسل‪ ،‬ويكفي لهما غسلة في األصح‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ولو كان عليها غسل جنابة وغسل حيض فاغتسلت ألحدهما كفى عنهما‪.‬‬
‫ومن اغتسل مرة واحدة بنية جنابة وجمعة حصال‪ ،‬أو نية أحدهما حصل دون اآلخر‪.‬‬
‫فصل [األغسال المسنونة]‪:‬‬
‫يسن غسل الجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬والكسوفين‪ ،‬واالستسقاء‪ ،‬ومن غسل الميت‪ ،‬والمجنون‬
‫والمغمى عليه إذا أفاقا‪ ،‬ولإلحرام‪ ،‬ولدخول مكة المشرفة‪ ،‬وللوقوف بعرفة‪ ،‬وللطواف‬
‫والسعي‪ ،‬ولدخول مدينة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وبالمشعر الحرام‪ ،‬وثالثة لرمي‬
‫الجمار أيام التشريق‪.‬‬
‫باب التيمم‬
‫وشروط التيمم ثالثة‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أن يقع بعد دخول الوقت‪ ،‬إن كان لفرض أو لنفل مؤقت‪.‬‬
‫بل يجب نقل التراب في الوقت‪ ،‬فلو تيمم شاكاً في الوقت لم يصح وإ ن صادفه‪ ،‬ولو‬
‫تيمم لفائتة ضحوة‪ ،‬فلم يصلِّها حتى حضرت الظهر‪ ،‬فله أن يصلِّيها به أو فائتة أخرى‪/ .‬‬
‫‪12‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون بتراب طاهر خالص مطلق له غبار‪ ،‬ولو بغبار رمل‪ ،‬ال رمل‬
‫متمحض‪ ،‬وال بتراب مختلط بدقيق ونحوه‪ ،‬وال ب ِج ّ ٍ‬
‫ص وسحاقة خزف‪ ،‬ومستعمل ‪-‬وهو‬
‫ما على العضو أو ما تناثر عنه‪.-‬‬
‫الثالث‪ :‬العجز عن استعمال الماء‪ ،‬فيتيمم العاجز عن استعماله‪.‬‬
‫ويكون عن األحداث كلها‪.‬‬
‫ويستبيح به الجنب والحائض ما يستبيحان بالغسل‪ ،‬فإن أحدثا بعده حرم عليهما ما‬
‫يحرم بالحدث األصغر‪.‬‬
‫وللعجز أسباب‪:‬‬
‫[أسباب العجز المبيح للتيمم]‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬فقد الماء‪ ،‬فإن تيقن عدمه تيمم بال طلب‪ ،‬وإ ن توهم وجوده وجب طلبه من‬
‫رحله ورفقته حتى يستوعبهم‪ ،‬أو ال يبقى من الوقت إال ما يسع الصالة‪.‬‬
‫وال يجب الطلب من كل واحد بعينه‪ ،‬بل ينادي‪ :‬من معه ماء ولو بالثمن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ثم ينظر حواليه إن كان في أرض مستوية‪ ،‬وإ ال تردد إلى حد الغوث ‪-‬وهو‪ :‬بحيث‬
‫ما لو استغاث برفقته‪ ،‬مع اشتغالهم بأقوالهم وأفعالهم ألغاثوه‪ -‬إن لم يخف ضرر نفس أو‬
‫قريبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جبال صغيراً‬
‫مال‪ ،‬أو صعد ً‬
‫ويجب أن يقع الطلب بعد دخول الوقت‪ ،‬فإن طلب فلم يجده وتيمم‪ ،‬ومكث موضعه‪،‬‬
‫فرضا آخر‪ :‬فإن لم َي ْح ُدث ما يوهم ماء ‪-‬وكان تيقن العدم بالطلب األول‪ -‬تيمم بال‬
‫ً‬ ‫وأراد‬
‫طلب‪ .‬وإ ن لم يتيقنه‪ ،‬أو وجد ما يوهمه ‪-‬كسحاب وركب‪ -‬وجب الطلب اآلن إال من‬
‫رحله‪.‬‬
‫وإ ن تيقن وجود الماء على مسافة يتردد إليها المسافر لالحتطاب واالحتشاش ‪-‬وهي‬
‫فوق حد الغوث‪ -‬أو علم أنه يصله ٍ‬
‫بحفر قريب‪ ،‬وجب قصده إن لم يخف ضرراً‪ ،‬وإ ن‬
‫كان فوق ذلك فله التيمم‪.‬‬
‫ولكن إن تيقن أنه لو صبر إلى آخر الوقت وجده فانتظاره أفضل‪ ،‬وإ ن ظن غير ذلك‬
‫فاألفضل التيمم أول الوقت‪.‬‬
‫ولو وهبه إنسان ماء‪ ،‬أو أقرضه إياه‪ ،‬أو أعاره دلواً‪ ،‬لزمه القبول‪ ،‬وإ ن وهبه أو‬
‫أقرضه ثمنهما فال‪13/ .‬‬
‫وإ ن وجد الماء والدلو يباعان بثمن مثله ‪-‬وهو ثمنه في ذلك الموضع وذلك الوقت‪-‬‬
‫ذهابا ورجوعاً‪،‬‬
‫ً‬ ‫مؤجال‪ -‬ومؤنة سفره‬
‫ً‬ ‫لزمه شراؤه‪ ،‬إن وجد ثمنه فاضالً عن دين ‪-‬ولو‬
‫فإن امتنع من بيعه ‪-‬وهو مستغن عنه‪ -‬لم يأخذه غصباً إال لعطش‪.‬‬
‫طهّر‬
‫ولو وجد بعض ماء ال يكفي طهارته لزمه استعماله‪ ،‬ثم تيمم للباقي‪ ،‬فالمحدث ُي َ‬
‫وجهه‪ ،‬ثم يديه على الترتيب‪ ،‬والجنب يبدأ بما شاء‪ ،‬ويندب أعالي بدنه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬خوف عطش نفسه ورفقته وحيوان محترم معه‪ ،‬ولو في المستقبل‪ ،‬ويحرم‬
‫الوضوء حينئذ‪ ،‬فيتزود لرفقته‪ ،‬ويتيمم بال إعادة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬مرض يخاف معه تلف النفس‪ ،‬أو عضو‪ ،‬أو فوات منفعة عضو‪ ،‬أو حدوث‬
‫فاحشا في عضو‬
‫ً‬ ‫مرض مخوف‪ ،‬أو زيادة مرض‪ ،‬أو تأخير البرء‪ ،‬أو شدة ألم‪ ،‬أو ً‬
‫شينا‬
‫طبيبا ُي ْقَب ُل فيه خبره‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظاهر‪ ،‬ويعتمد فيه معرفته‪ ،‬أو‬

‫‪13‬‬
‫[المسح على الجرح والجبيرة]‪:‬‬
‫فإن خاف من جرح وال ساتر عليه غسل الصحيح بأقصى الممكن‪ ،‬فال يترك إال ما لو‬
‫غسله تعدى إلى الجرح‪ ،‬وتيمم للجرح في الوجه واليدين في وقت جواز غسل العليل‪،‬‬
‫مقدما ما‬
‫ً‬ ‫وتيمما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غسال‬ ‫فالجنب يتيمم متى شاء‪ ،‬والمحدث ال ينتقل عن عضو حتى َي ْك ُم َل‬
‫شاء‪.‬‬
‫فإن جرح عضواه‪ ،‬فتيممان‪.‬‬
‫وال يجب مسح الجرح بالماء وإ ن لم يضره‪ ،‬فإن كان الجرح على عضو التيمم وجب‬
‫مسحه بالتراب‪.‬‬
‫فإن احتاج لعصابة أو لصوق أو جبيرة وجب وضعها على طهر‪ ،‬وال يستر إال ما ال‬
‫بد منه‪ ،‬فإن خاف من نزعها ضرراً وجب المسح عليها كلها بالماء مع غسل الصحيح‬
‫والتيمم كما تقدم‪.‬‬
‫فإن كانت الجراحة في غير عضو التيمم لم يجب مسحها بتراب‪.‬‬
‫غسال‪ ،‬وكذا المحدث‪ ،‬وقيل‪ :‬يغسل ما‬
‫ً‬ ‫فرضا آخر لم يعد الجنب‬
‫ً‬ ‫فإن أراد أن يصلي‬
‫بعد عليله‪.‬‬
‫وإ ن وضع بال طهر وجب النزع‪ ،‬فإن خاف فعل ما تقدم وهو آثم‪ ،‬ويعيد الصالة‪/ .‬‬
‫‪14‬‬
‫وال يعيد إن وضع على طهر ولم يكن في أعضاء التيمم‪ ،‬وال من تيمم لمرض أو‬
‫جرح بال ساتر‪ ،‬إال من بجرحه دم كثير يخاف من غسله فيعيد‪.‬‬
‫ولو خاف من شدة البرد مرضاً مما تقدم‪ ،‬ولم يقدر على تسخين الماء وتدفئة عضو‪،‬‬
‫تيمم وأعاد‪.‬‬
‫وترابا وجب أن يصلي الفرض وحده‪ ،‬ويعيد إذا وجد الماء‪ ،‬أو التراب‬
‫ً‬ ‫ومن فقد ماء‬
‫حيث ُي ْس ِقطُ التيمم اإلعادة‪ ،‬فال يعيد إذا وجد ً‬
‫ترابا في الحضر‪.‬‬
‫[واجبات التيمم]‪:‬‬
‫وواجباته سبعة‪:‬‬
‫األول‪ :‬النية‪ :‬فينوي استباحة فرض الصالة‪ ،‬أو استباحة مفتقر إلى الطهارة‪.‬‬
‫وال يكفي نية رفع الحدث‪ ،‬وال فرض التيمم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فإن تيمم لفرض وجب نية الفرضية‪ ،‬ال تعيينه من ظهر أو عصر‪ ،‬بل لو نوى فرض‬
‫نفال أو جنازة أو الصالة لم‬
‫ونفال أبيحا‪ ،‬أو ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فرضا‬ ‫الظهر استباح به العصر‪ ،‬ولو نوى‬
‫منفردا‪ ،‬وكذا النفل قبله وبعده‪ ،‬في الوقت وبعده‪.‬‬
‫ً‬ ‫فرضا فله النفل‬
‫ً‬ ‫يستبح الفرض‪ ،‬أو‬
‫ويجب قرنها بالنقل واستدامتها إلى مسح شيء من الوجه‪.‬‬
‫الثاني والثالث‪ :‬قصد التراب ونقله‪ ،‬فلو كان على وجهه تراب فمسح به ‪-‬أو ألقته‬
‫قادرا على‬
‫ً‬ ‫الريح عليه فمسح به‪ -‬لم يكف‪ ،‬ولو أمر غيره حتى يممه جاز‪ ،‬وإ ن كان‬
‫األظهر‪.‬‬
‫الرابع والخامس‪ :‬مسح وجهه ويديه مع مرفقيه‪.‬‬
‫السادس‪ :‬الترتيب‪.‬‬
‫السابع‪ :‬كونه بضربتين‪ :‬ضربة للوجه وضربة لليدين‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إن أمكن بضربة كفى‪ ،‬كخرقة ونحوها‪.‬‬
‫وال يجب إيصاله باطن شعر خفيف‪.‬‬
‫[سنن التيمم]‪:‬‬
‫وسننه‪ :‬التسمية‪ ،‬وتقديم يمينه وأعلى وجهه‪15/ .‬‬
‫وفي اليد‪ :‬يضع أصابع اليسرى ‪-‬سوى اإلبهام‪ -‬على ظهور أصابع اليمنى سوى‬
‫اإلبهام ويمرها إلى الكوع‪ ،‬ثم يضم أطراف أصابعه إلى حرف الذراع ويمرها إلى‬
‫المرفق‪ ،‬ثم يدير بطن كفه إلى بطن الذراع ويمرها وإ بهامه مرفوعة‪ ،‬فإذا بلغ الكوع‬
‫مسح ببطن إبهام اليسرى ظهر إبهام اليمنى‪ ،‬ثم يمسح اليسرى باليمنى كذلك‪ ،‬ثم يخلل‬
‫أصابعه‪ ،‬ويمسح إحدى الراحتين باألخرى‪.‬‬
‫وتخفيف الغبار ويفرق أصابعه عند الضرب على التراب فيهما‪.‬‬
‫ويجب نزع الخاتم في الضربة الثانية‪.‬‬
‫ولو أحدث بين النقل ومسح الوجه بطل‪ ،‬ووجب أخذ ثان‪.‬‬
‫[مبطالت التيمم]‪:‬‬
‫ويبطل التيمم عن الوضوء بنواقض الوضوء‪ ،‬وتوهم قدرته على ماء يجب استعماله‪،‬‬
‫كرؤية سراب أو ركب قبل الصالة‪ ،‬أو فيها وكانت مما تعاد‪ ،‬كتيمم حاضر لفقد الماء‪،‬‬
‫فإن لم تُ َع ْد كتيمم مسافر فال‪ ،‬ويتمها وتجزئه‪ ،‬لكن يندب قطعها ليستأنفها بوضوء‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وإ ن رآه في نفل ونوى عدداً أتمه‪ ،‬وإ ال فركعتين‪.‬‬
‫وال يجوز بتيمم أكثر من فريضة واحدة مكتوبة أو منذورة‪ ،‬وما شاء من النوافل‬
‫والجنائز‪.‬‬
‫باب الحيض‬
‫تقريبا‪ ،‬فلو رأته قبل تسع سنين لزمن‬
‫ً‬ ‫أقل سن تحيض فيه المرأة استكمال تسع سنين‬
‫وحيضا فهو حيض وإ ال فال‪ ،‬وال حد آلخره‪ ،‬فيمكن إلى الموت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال يسع طهراً‬
‫يوما‪.‬‬
‫وأقل الحيض يوم وليلة‪ ،‬وغالبه ست أو سبع‪ ،‬وأكثره خمسة عشر ً‬
‫يوما‪ ،‬وال حد ألكثره‪.‬‬
‫وأقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر ً‬
‫دما في سن الحيض ‪-‬ولو حامالً‪ -‬وجب ترك ما تترك الحائض‪ ،‬فإن‬
‫فمتى رأت ً‬
‫انقطع لدون أقله تبين أنه غير حيض‪ ،‬فتقضي الصالة‪ ،‬فإن انقطع ألقله أو أكثره أو ما‬
‫بينهما فهو حيض‪ ،‬وإ ن جاوز أكثره فهي مستحاضة‪ ،‬ولها أحكام طويلة مذكورة في كتب‬
‫الفقه‪ .‬والصفرة والكدرة حيض‪16/ .‬‬
‫دما‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ولم يجاوز الخمسة عشر‪ ،‬ولم‬
‫ووقتا ً‬
‫ً‬ ‫نقاء‪،‬‬
‫ووقتا ً‬
‫ً‬ ‫دما‪،‬‬
‫وقتا ً‬
‫وإ ن رأت ً‬
‫ص مجموع الدماء عن يوم وليلة‪ :‬فالدماء والنقاء المتخلل كلها حيض‪.‬‬
‫َي ْنقُ ْ‬
‫يوما‪ ،‬فإن جاوزه‬
‫يوما‪ ،‬وأكثره ستون ً‬
‫وأقل النفاس لحظة‪ ،‬وغالبه أربعون ً‬
‫فمستحاضة‪.‬‬
‫[محرمات الحيض والنفاس]‪:‬‬
‫ويحرم بالحيض والنفاس ما يحرم بالجنابة‪ ،‬وكذا الصوم‪ ،‬ويجب قضاؤه دون‬
‫الصالة‪.‬‬
‫ويحرم عبور المسجد إن خافت تلويثه‪ ،‬والوطء‪ ،‬واالستمتاع فيما بين السرة والركبة‪،‬‬
‫والطالق‪ ،‬والطهارة بنية رفع الحدث‪ ،‬فإن انقطع الدم ارتفع تحريم الصوم والطالق‬
‫والطهارة وعبور المسجد‪ ،‬ويبقى الباقي حتى تغتسل‪.‬‬
‫ولو ادعت الحيض ولم يقع في قلبه صدقها حل له وطؤها‪.‬‬
‫[أحكام المستحاضة]‪:‬‬
‫وتغسل المستحاضة فرجها وتشده وتعصبه ثم تتوضأ‪ ،‬وال تؤخر بعد الطهارة إال‬
‫لالشتغال بأسباب الصالة‪ ،‬كستر عورة‪ ،‬وأذان‪ ،‬وانتظار جماعة‪ ،‬فإن أخرت لغير ذلك‬

‫‪16‬‬
‫استأنفت الطهارة‪ .‬ويجب غسل الفرج وتعصيبه والوضوء لكل فريضة‪ .‬ومن به سلس‬
‫البول كالمستحاضة فيما تقدم‪.‬‬
‫[باب النجاسات]‪:‬‬
‫والنجاسة هي‪ :‬البول‪ ،‬والغائط‪ ،‬والدم‪ ،‬والقيح‪ ،‬والقيء‪ ،‬والخمر‪ ،‬والنبيذ‪ ،‬وكل مسكر‬
‫ي‪ ،‬وما ال يؤكل لحمه إذا ذبح‪،‬‬
‫والم ْذ ُ‬
‫والو ْدي‪َ ،‬‬
‫مائع‪ ،‬والكلب‪ ،‬والخنزير‪ ،‬وفرع أحدهما‪َ ،‬‬
‫ولبن ما ال يؤكل لحمه غير اآلدمي‪ ،‬وشعر الميتة‪،‬‬
‫والميتة إال السمك والجراد واآلدمي‪ُ ،‬‬
‫ومني الكلب والخنزير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وشعر غير المأكول إذا انفصل في حياته‪ ،‬إال اآلدمي‪،‬‬
‫واإلنفحة طاهرة‪ ،‬إن أخذت من سخلة مذكاة لم تأكل غير اللبن‪ .‬وما يسيل من فم‬
‫النائم‪ :‬إن كان من المعدة ‪-‬بأن كان ال ينقطع إذا طال نومه‪ -‬نجس‪ ،‬وإ ن كان من‬
‫اللهوات ‪-‬بأن كان ينقطع‪ -‬فطاهر‪ .‬والعضو المنفصل من الحي حكمه حكم ميتة ذلك‬
‫الحيوان‪ :‬إن كانت طاهرة ‪-‬كالسمك‪ -‬فطاهر‪ ،‬وإ ال ‪-‬كالحمار‪ -‬فنجس‪17/ .‬‬
‫والعلقة‪ ،‬والمضغة‪ ،‬ورطوبة فرج المرأة‪ ،‬وبيض المأكول وغيره‪ ،‬ولبنه وشعره‬
‫وصوفه ووبره وريشه ‪-‬إذا انفصل في حياته أو بعد ذكاته‪ -‬وعرق الحيوان الطاهر‪،‬‬
‫ومنُِّيه غير نجس‪ ،‬وكذا َمنِ ُّي غيره‪ ،‬غير‬
‫طاهر‪ ،‬حتى الفأرة‪ .‬وريقه ودمعه ولبن اآلدمي َ‬
‫الكلب والخنزير‪ ،‬وقيل‪ :‬نجس‪.‬‬
‫[الطهارة باالستحالة]‪:‬‬
‫وال يطهر شيء من النجاسات‪ ،‬إال الخمر إذا تخلل‪ ،‬والجلد إذا دبغ‪ ،‬ونجساً يصير‬
‫حيوانا‪.‬‬
‫ً‬
‫فإذا تخللت الخمر بغير إلقاء شيء فيها ‪-‬إما بنفسها أو بنقلها من الشمس إلى الظل‬
‫وعكسه أو بفتح رأسها‪ -‬طهرت مع أجزاء َّ‬
‫الد ّنِ المالقية لها‪ ،‬وما فوقها مما أصابته عند‬
‫الغليان‪ ،‬وإ ن ألقي فيها شيء فال‪.‬‬
‫[الدباغة]‪:‬‬
‫نجسا‪ ،‬وال يكفي ملح وتراب وشمس‪.‬‬
‫ً‬ ‫حريف ولو‬
‫الدبغ هو‪ :‬نزع فضالت بكل ّ‬
‫نجس‪ ،‬فيجب غسله بماء‬
‫وال يجب استعمال ماء في أثنائه‪ ،‬لكنه بعد الدبغ كثوب مت ّ‬
‫طهور‪ .‬وال يطهر بالدبغ جلد كلب وخنزير‪.‬‬
‫ولو كان على الجلد شعر لم يطهر الشعر بالدبغ‪ ،‬ويعفى عن قليله‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫[ما يتعلق بالكلب والخنزير والهرة]‪:‬‬
‫وما تنجس بمالقاة شيء من الكلب والخنزير لم يطهر إال بغسله سبعاً‪ ،‬إحداهن بتراب‬
‫طاهر يستوعب المحل‪ ،‬ويجب مزجه بماء طهور‪ ،‬ويندب جعله في غير األخيرة‪ ،‬وال‬
‫يقوم غير التراب مقامه كصابون وأُ ْشنان‪.‬‬
‫ولو رأى هرة تأكل نجاسة‪ ،‬ثم شربت من ماء دون ُقلَّتَْي ِن قبل أن تغيب عنه نجسته‪.‬‬
‫وغها في قلتين‪ ،‬ثم شربت من القليل‪ ،‬لم تنجسه‪.‬‬
‫زمنا يمكن فيه ُولُ ُ‬
‫وإ ن غابت ً‬
‫ودخان النجاسة نجس‪ ،‬ويعفى عن يسيره‪ ،‬فإن مسح كثيره عن ُّتنور بخرقة يابسة‬
‫فزال طهر‪ ،‬أو رطبة فال‪ ،‬فإن خبز عليه فطاهر وأسفل الرغيف نجس‪.‬‬
‫[بول الرضيع]‪18/ :‬‬
‫الر ُّ‬
‫ش مع غلبة الماء‪ ،‬وال يشترط‬ ‫ويكفي في بول الصبي الذي لم يأكل غير اللبن َّ‬
‫سيالنه‪ ،‬وبول الصبية ‪-‬وكذا الخنثى‪ -‬يغسل كالكبيرة‪.‬‬
‫وما سوى ذلك من النجاسات إن لم يكن له عين كفى جري الماء عليه‪ ،‬وإ ن كان له‬
‫عين وجب إزالة ٍ‬
‫طعم وإ ن َع ُسر‪ ،‬ولون وريح إن َسهُال‪ ،‬فإن عسر إزالة الريح وحده أو‬
‫اللون وحده لم يضر بقاؤه‪ ،‬وإ ن اجتمعا ضراه‪.‬‬
‫الغسالة]‪:‬‬
‫[حكم ُ‬
‫ويشترط ُو ُرود الماء على المحل ال العصر‪ ،‬ويندب بعد طهارته غسله ثانية وثالثة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بذائب المكاثرة بالماء‪ ،‬وال يشترط ُنضوبه‪.‬‬ ‫ويكفي في أرض نجسة‬
‫ولو ذهب أثر نجاسة األرض بشمس أو نار أو ريح لم تطهر حتى تُغسل‪.‬‬
‫ً‬
‫جامدا‬ ‫وكل مائع غير الماء ‪-‬كخل ولبن‪ -‬إذا تنجس ال يمكن تطهيره‪ ،‬فإن كان‬
‫‪-‬كالسمن الجامد‪ -‬ألقى النجاسة وما حولها‪ ،‬والباقي طاهر‪.‬‬
‫فنجس‪ ،‬وإ ال فال‪ ،‬فإن بلغ قلتين فمطهر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وما َغ َسل به النجاسة إن تغير أو زاد وزنه‬
‫وإ ال فحكمه حكم المحل بعد الغسل به‪ ،‬إن كان قد ُح ِك َم بطهارته فطاهر‪ ،‬وإ ال فنجس‪.‬‬
‫كتاب الصالة‬
‫[وجوب الصالة]‪:‬‬
‫إنما تجب على كل مسلم بالغ عاقل طاهر‪ ،‬فال قضاء على من زال عقله بجنون أو‬
‫مرض‪ ،‬وكافر أصلي‪ ،‬ويقضي المرتد‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ويؤمر الصبي المميز بها لسبع‪ ،‬ويضرب عليها لعشر‪.‬‬
‫ومن نشأ بين المسلمين‪ ،‬وجحد وجوب الصالة أو الزكاة أو الصوم أو الحج‪ ،‬أو‬
‫ُج ِمع على وجوبه أو تحريمه وكان معلوماً من‬
‫تحريم الخمر أو الزنا‪ ،‬أو غير ذلك مما أ ْ‬
‫الدين بالضرورة كفر‪ ،‬وقتل بكفره‪.‬‬
‫تهاونا ‪-‬مع اعتقاده وجوبها‪ -‬حتى خرج وقتها وضاق وقت‬
‫ً‬ ‫ومن ترك الصالة‬
‫ضرورتها‪ ،‬لم يكفر‪ ،‬بل يضرب عنقه‪ ،‬ويغسل ويصلى عليه‪ ،‬ويدفن في مقابر المسلمين‪.‬‬
‫‪19/‬‬
‫نائما أو ناسياً‪ ،‬أو من أخر ألجل الجمع في السفر‪.‬‬
‫وال يعذر أحد في التأخير إال ً‬
‫باب المواقيت‬
‫المكتوبات خمس‪:‬‬
‫‪ -1‬الظهر‪ :‬وأول وقتها إذا زالت الشمس‪ ،‬وآخره مصير ظل كل شيء مثله‪ ،‬سوى‬
‫ظل الزوال‪.‬‬
‫‪ -2‬العصر‪ :‬وأوله آخر وقت الظهر‪ ،‬وآخره الغروب‪ .‬لكن إذا صار ظل كل شيء‬
‫ِمثْلَْيه خرج وقت االختيار وبقي الجواز‪.‬‬
‫‪ -3‬المغرب‪ :‬وأوله تكامل غروب الشمس‪ ،‬ثم يمتد بقدر وضوء وستر عورة وأذان‬
‫وإ قامة وخمس ركعات متوسطات‪ ،‬فإن أخر الدخول فيها عن هذا القدر عصى وهي‬
‫قضاء‪ ،‬وإ ن دخل فيه فله استدامتها إلى غيبوبة الشفق األحمر‪.‬‬
‫‪ -4‬العشاء‪ :‬وأوله غيبوبة الشفق األحمر‪ ،‬وآخره الفجر الصادق‪ ،‬ولكن إذا مضى‬
‫ثلث الليل خرج وقت االختيار وبقي الجواز‪.‬‬
‫‪ -5‬الصبح‪ :‬وأوله الفجر الصادق‪ ،‬وآخره طلوع الشمس‪ .‬لكن إذا أسفر خرج وقت‬
‫االختيار وبقي الجواز‪.‬‬
‫واألفضل أن يصلي أول الوقت‪ ،‬ويحصل بأن يشتغل أول دخوله باألسباب‪ ،‬كطهارة‬
‫وستر عورة وأذان وإ قامة‪ ،‬ثم يصلي‪.‬‬
‫ويستثنى الظهر‪ ،‬فيسن اإلبراد بها في شدة الحر‪ ،‬ببلد حار‪ ،‬لمن يمضي إلى جماعة‬
‫بعيدة‪ ،‬وليس في طريقه ِك ٌّن يظله‪ ،‬فيؤخر حتى يصير للحيطان ظل يظله‪ ،‬فإن فقد شرط‬
‫من ذلك ندب التعجيل‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ولو وقع في الوقت دون ركعة والباقي خارجه فكلها قضاء‪ ،‬أو ركعة فأكثر والباقي‬
‫خارجه فكلها أداء‪ ،‬ولكن يحرم تعمد التأخير عن الوقت حتى يقع بعضها خارج الوقت‪.‬‬
‫ومن جهل دخول الوقت‪ ،‬فأخبره ثقة عن مشاهدة وجب قبوله‪ ،‬أو عن اجتهاد فال‪،‬‬
‫فلألعمى أو البصير العاجز عن االجتهاد تقليده‪ ،‬ال القادر عليه‪20/ .‬‬
‫ً‬
‫مخبرا‬ ‫مجرب‪ ،‬فإن فقد األعمى أو البصير‬
‫ويجوز اعتماد مؤذن ثقة عارف‪ ،‬وديك َّ‬
‫بورد ونحوه‪ ،‬وإ ن أمكنهما اليقين بالصبر‪ ،‬فإن تحيرا صبرا حتى يظنا‪ ،‬فإن صليا‬
‫ٍ‬ ‫اجتهدا‬
‫بال اجتهاد أعادا وإ ن أصابا‪.‬‬
‫فج ّنَ أو حاضت‪ ،‬وجب القضاء‪.‬‬
‫وإ ن مضى من أول الوقت ما يمكن فيه الصالة‪ُ ،‬‬
‫ب الفور في القضاء‪ ،‬وإ ن فاتت بغير عذر وجب الفور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومتى فاتت المكتوبة بعذر ُند َ‬
‫والصوم كالصالة‪ ،‬ويحرم تراخيه لرمضان القابِل‪.‬‬
‫ويندب ترتيب الفوائت وتقديمها على الحاضرة‪ ،‬إال أن يخشى فوات الحاضرة فيجب‬
‫تقديمها‪.‬‬
‫ظانا سعة الوقت‪ ،‬فبان ضيقه‪ ،‬وجب قطعها وفَ َع َل الحاضرة‪.‬‬ ‫وإ ن شرع في فائتة ً‬
‫ب تقديم الفائتة منفرداً‪ ،‬ثم الحاضرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ومن عليه فائتة فوجد جماعة الحاضرة قائمة ُند َ‬
‫ومن نسي صالة فأكثر من الخمس‪ ،‬ولم يعرف عينها لزمه الخمس‪ ،‬وينوي بكل‬
‫واحدة الفائتة‪.‬‬
‫باب األذان واإلقامة‬
‫وهما سنتان في المكتوبات حتى لمنفرد وجماعة ثانية‪ ،‬بحيث يظهر الشعار‪.‬‬
‫واألذان أفضل من اإلمامة‪ ،‬وقيل عكسه‪.‬‬
‫صلَِّيت فيه جماعة لم يرفع صوته‪ ،‬وإ ال رفع‪ .‬وكذا‬ ‫َّ‬
‫فإن أذن المنفرد في مسجد ُ‬
‫الجماعة الثانية ال يرفعون صوتهم‪.‬‬
‫وي َس ّنُ لجماعة النساء اإلقامة دون األذان‪.‬‬
‫ُ‬
‫وال يؤذن للفائتة في الجديد‪ ،‬ويؤذن لها في القديم‪ ،‬وهو األظهر‪ .‬فإن فاتته صلوات لم‬
‫يؤذن لما بعد األولى‪ ،‬وفي األولى الخالف‪ ،‬ويقيم لكل واحدة‪.‬‬
‫وألفاظ األذان واإلقامة معروفة‪ ،‬ويجب ترتيبهما‪ ،‬فإن سكت أو تكلم في أثنائه طويالً‬
‫ص َر فال‪.‬‬
‫ط َل أذانه‪ ،‬فيستأنفه‪ ،‬وإ ن قَ ُ‬
‫َب َ‬

‫‪20‬‬
‫وأقل ما يجب أن يسمع نفسه إن أ ّذن وأقام لنفسه‪ ،‬فإن أ ّذن وأقام لجماعة وجب إسماع‬
‫واحد جميعهما‪21/ .‬‬
‫وال يصح األذان قبل الوقت‪ ،‬إال الصبح فإنه يجوز أن يؤذن لها بعد نصف الليل‪.‬‬
‫الح ْي َعلَتَْين‪ :‬في األولى ً‬
‫يمينا‬ ‫ِ‬
‫ويندب الطهارة‪ ،‬والقيام‪ ،‬واستقبال القْبلة‪ ،‬وااللتفات في َ‬
‫شماال‪ ،‬فيلوي عنقه وال يحول صدره وقدميه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وفي الثانية‬
‫ويكره للمحدث‪ ،‬وكراهة الجنب أشد‪ ،‬وفي اإلقامة أغلظ‪.‬‬
‫وأن يؤذن على موضع عال‪ ،‬وبقرب المسجد‪ ،‬ويجعل أصبعيه في صماخيه‪ ،‬ويرتل‬
‫وي ْدرج اإلقامة‪.‬‬
‫األذان ُ‬
‫مميزا‪ ،‬ذكراً‪ ،‬إن أ ّذن للرجال‪.‬‬
‫ً‬ ‫عاقال‪،‬‬
‫ً‬ ‫مسلما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويشترط أن يكون المؤذن‬
‫عدال‪ ،‬صيتاً حسن الصوت‪ ،‬من أقارب مؤذني النبي صلى اهلل عليه‬
‫حرا ً‬‫وندب كونه ً‬
‫وسلم‪ ،‬ويكره لألعمى إال أن يكون معه بصير‪.‬‬
‫وحائضا أو في قراءة‪ -‬أن يقول مثل قوله عقب كل كلمة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ويندب لسامعه ‪-‬ولو جنباً‬
‫الح ْي َعلَتَْين‪ :‬ال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬وفي (الصالة خير من النوم)‪ :‬صدقت وبررت‪،‬‬
‫وفي َ‬
‫وفي كلمتي اإلقامة‪ :‬أقامها اهلل وأدامها ما دامت السماوات واألرض‪ ،‬وجعلني من‬
‫صالحي أهلها‪ .‬فإن كان مجامعاً أو على الخالء أو مصلياً أجاب بعد فراغه‪.‬‬
‫ويندب للمؤذن وسامعه بعد فراغه الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬ثم يقول‪:‬‬
‫محمدا الوسيلة والفضيلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫"اللهم رب هذه الدعوة التامة‪ ،‬والصالة القائمة‪ ،‬آت سيدنا‬
‫مقاما محموداً الذي وعدته"‪.‬‬
‫ً‬ ‫والدرجة الرفيعة‪ ،‬وابعثه‬
‫باب طهارة البدن والثوب وموضع الصالة‬
‫وطهارة البدن والملبوس ‪-‬وإ ن لم يتحرك بحركته‪ -‬وما يمسهما‪ ،‬وموضع الصالة‪،‬‬
‫شرط لصحة الصالة‪.‬‬
‫ولو قبض طرف حبل‪ ،‬أو ربطه معه‪ ،‬وطرفه اآلخر متصل بنجس‪ ،‬لم تصح صالته‪.‬‬
‫ولو تنجس بعض بساط فصلى على موضع طاهر منه‪ ،‬وتحرك الباقي بحركته‪ ،‬أو على‬
‫سرير قوائمه على نجس‪ ،‬وهو يتحرك بحركته‪ ،‬صحت صالته‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ف عنها‪ ،‬وإ ن أدركها لم يعف عنها‪ ،‬إال‬
‫ف ُي ْع َ‬
‫طر ٌ‬
‫والنجاسة ‪-‬غير الدم‪ -‬إن لم يدركها ْ‬
‫عن دم براغيث وقمل وغيرهما‪ ،‬مما ال نفس له سائلة‪ ،‬فيعفى عن قليله وكثيره‪ ،‬وإ ن‬
‫انتشر بعرق‪22/ .‬‬
‫وأما الدم والقيح‪ :‬فإن كان من أجنبي ُعفي عن يسيره‪ ،‬وإ ن كان من المصلي عفي‬
‫عن قليله وكثيره‪ ،‬سواء خرج من َبثَْرة عصرها أو من ُد َّم ٍل أو من قَ ْرح أو ْ‬
‫فصد أو‬
‫حجامة أو غيرها‪.‬‬
‫النفّاطات‪ :‬إن كان له رائحة كريهة فهو نجس‪ ،‬إو ال فال‪.‬‬
‫وأما ماء القروح و َ‬
‫ولو صلى بنجاسة جهلها أو نسيها‪ ،‬ثم رآها بعد فراغه‪ ،‬أعادها‪ ،‬أو فيها بطلت‪.‬‬
‫ولو أصابه طين الشوارع‪ :‬فإن لم يتحقق نجاسته فهو طاهر‪ ،‬وإ ن تحققها ُعفي عن‬
‫عرفا‪ ،‬وهو ما يتعذر االحتراز منه‪ ،‬ويختلف‪ :‬بالوقت كأن كان أيام األمطار‪،‬‬
‫ً‬ ‫قليله‬
‫وبموضعه من البدن والثوب‪ ،‬وال يعفى عن كثيره‪.‬‬
‫ومن عجز عن إزالة نجاسة ببدنه‪ ،‬أو ُحبِس في موضع نجس‪ ،‬صلى وأعاد‪ ،‬وينحني‬
‫بسجوده بحيث لو زاد أصابها‪ ،‬ويحرم وضع الجبهة عليها‪.‬‬
‫حريرا صلى فيه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو عجز عن تطهير ثوبه صلى ُع ْرياناً بال إعادة‪ ،‬ولو لم يجد إال‬
‫وإ ن خفيت النجاسة في ثوب وجب غسله كله وال يجتهد‪ ،‬فإن أخبره ثقة بموضعها‬
‫اعتمده‪.‬‬
‫وإ ن اشتبه طاهر بمتنجس اجتهد‪ ،‬وإ ن أمكن طاهر بيقين‪ ،‬أو َغ ْس ُل أحدهما‪ ،‬فإن تحير‬
‫نجسا‬
‫ً‬ ‫صلى ُع ْرياناً وأعاد‪ ،‬إن لم يمكنه غسل ثوبه‪ ،‬فإن أمكن وجب‪ ،‬وإ ذا غسل ما ظنه‬
‫منفردا‪ ،‬ولو صلى بال اجتهاد في كل ثوب مرة لم تصح‪.‬‬
‫ً‬ ‫صلى فيهما معاً‪ ،‬أو في كل‬
‫ولو خفيت النجاسة في فالة صلى حيث شاء بال اجتهاد‪ ،‬أو في أرض صغيرة أو في‬
‫بيت وجب غسل الكل‪ .‬ولو اشتبه بيتان اجتهد‪.‬‬
‫وال تصح الصالة في مقبرة َعِل َم َن ْب َشها واختالطها بصديد الموتى‪ ،‬فإن لم يعلم نبشها‬
‫كرهت‪ ،‬وصح‪.‬‬
‫وتكره في حمام ومسلخة‪ ،‬وقارعة الطريق‪ ،‬ومزبلة‪ ،‬ومجزرة‪ ،‬وكنيسة‪ ،‬وموضع‬
‫متوجها إليه‪ ،‬وأعطان اإلبل‪ ،‬ال مراح غنم‪23/ .‬‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫مكس‪ ،‬وخمر‪ ،‬وظهر الكعبة‪ ،‬وإ لى قبر‬

‫‪22‬‬
‫وتحرم في ثوب وأرض مغصوبين‪ ،‬وتصح بال ثواب‪.‬‬
‫باب ستر العورة‬
‫هو واجب باإلجماع حتى في الخلوات إال لحاجة‪ ،‬وهو شرط لصحة الصالة‪ ،‬فإن‬
‫رأى في ثوبه بعد الصالة خرقاً فكرؤية النجاسة‪.‬‬
‫وعورة الرجل ما بين السرة والركبة‪ ،‬وعورة الحرة كل بدنها إال الوجه والكفين‪.‬‬
‫وشرط الساتر‪ :‬أن يمنع لون البشرة‪ ،‬فال يكفي زجاج وماء صاف‪ ،‬ويكفي التطيين‬
‫ولو مع وجود الثوب‪ ،‬ويجب عند فقده‪.‬‬
‫وأن يشمل المستور لُبساً‪ :‬فلو صلى في خيمة ضيقة ُعرياناً لم تصح‪.‬‬
‫مرتفعا بحيث ترى عورته‬
‫ً‬ ‫ويشترط الستر من األعلى والجوانب ال األسفل‪ ،‬فلو صلى‬
‫من أسفل‪ ،‬أو كان في سترته خرق فستره بيده‪ ،‬جاز‪.‬‬
‫ويندب المرأة خمار‪ ،‬وقميص‪ ،‬وملحفة غليظة وتُجافيها‪ ،‬ولرجل أحسن ثيابه‪،‬‬
‫ويتقمص ويتعمم‪ ،‬فإن اقتصر فثوبان‪ :‬قميص معه رداء أو إزار أو سراويل‪ ،‬فإن اقتصر‬
‫حبال‪ ،‬فإن فقد ً‬
‫ثوبا‬ ‫على ستر العورة جاز‪ ،‬لكن يندب له وضع شيء على عاتقه ولو ً‬
‫وأمكن ستر بعض العورة وجب‪ ،‬ويستر السوأتين حتماً‪ ،‬فإن أمكن أحدهما فقط تعين‬
‫القُُبل‪ ،‬فإن فقدها بالكلية صلى ُعرياناً بال إعادة‪ ،‬فإن وجد السترة في الصالة ‪-‬وهي‬
‫بقربه‪ -‬ستر وبنى إن لم يعدل عن القبلة‪ ،‬أو كانت بعيدة ستر واستأنف‪.‬‬
‫وتندب الجماعة للعراة‪ ،‬ويقف إمامهم وسطهم‪.‬‬
‫عريانا لم تصح صالته‪ ،‬وإ ن وهبه لم‬
‫ً‬ ‫ثوبا لزمه القبول‪ ،‬فإن لم يقبل وصلى‬
‫وإ ن أُعير ً‬
‫يلزمه القبول‪ .‬وسبق في التيمم مسائل‪ ،‬فيعود مثلها ههنا‪.‬‬
‫باب استقبال القبلة‬
‫وهو شرط لصحة الصالة إال في شدة الخوف ونفل السفر‪ ،‬فللمسافر التنفل راكباً‬
‫راكبا وأمكن استقباله وإ تمام الركوع والسجود في‬
‫ً‬ ‫قصر سفره‪ ،‬فإن كان‬
‫وماشيا وإ ن ُ‬
‫ً‬
‫َم ْح ِمل أو سفينة لزمه‪ ،‬وإ ن لم يمكنه لزمه االستقبال عند ُّ‬
‫التحرم فقط إن َسهُل‪ ،‬بأن كانت‬
‫واقفة وأمكن انحرافه أو تحريفها‪ ،‬أو سائرة سهلة وزمامها بيده‪ .‬وإ ن شق ‪-‬بأن كانت‬
‫عسرة أو مقطورة‪ -‬فال‪24/ .‬‬

‫‪23‬‬
‫ويومئ إلى مقصده بركوعه وسجوده‪ ،‬ويجب كونه أخفض‪ ،‬وال يجب غاية ُو ْسعه‪،‬‬
‫وال وضع الجبهة على الدابة‪ ،‬فلو تكلفه جاز‪.‬‬
‫والماشي يركع ويسجد على األرض ويمشي في الباقي‪ ،‬ويشترط االستقبال في‬
‫اإلحرام والركوع والسجود فقط‪.‬‬
‫ويشترط دوام سفره ولزوم جهة مقصده إال إلى القبلة‪ ،‬فإن بلغ في أثنائها منزله أو‬
‫مقصده ‪-‬أو بلداً أو نوى اإلقامة به‪ -‬وجب إتمامها بركوع وسجود واستقبال‪ ،‬وعلى‬
‫األرض أو دابة واقفة‪.‬‬
‫ومن حضر الكعبة لزمه استقبال عينها‪ ،‬فلو استقبل ِ‬
‫الح ْج َر أو خرج بعض بدنه عنها‬
‫لم تصح‪ ،‬إال أن يمتد صف بعيد في آخر المسجد الحرام ‪-‬ولو قَ ُرُبوا لخرج بعضهم‪ -‬فإنه‬
‫يصح للكل‪.‬‬
‫ومن صلى داخل الكعبة واستقبل جدارها‪ ،‬أو بابها المردود‪ ،‬أو المفتوح وعتبته ثلثا‬
‫ذراع تقريبا‪ ،‬صح‪ ،‬وإ ال فال‪.‬‬
‫وإ ن كان بمكة وبينه وبين الكعبة حائل ِخْل ٌّ‬
‫قي أو طارئ فله االجتهاد‪ ،‬وإ ن وضع‬
‫العيان صلى إليه أبداً‪ ،‬ومن غاب عنها فأخبره بها مقبول الرواية عن‬
‫محرابه على َ‬
‫مشاهدة وجب قبوله‪ ،‬وكذا يجب اعتماد محراب ببلد أو قرية يكثر طارقها‪.‬‬
‫ِّن‪ ،‬وال يجتهد فيه‬
‫وكل مكان صلى إليه النبي صلى اهلل عليه وسلم وضبط موقفه متعي ٌ‬
‫ال بتيامن وال بتياسر‪ ،‬ويجتهد بهما في غيره من المحاريب‪.‬‬
‫وإ ن لم يجد من يخبره عن مشاهدة اجتهد بالدالئل‪ ،‬فإن لم يعرفها أو كان أعمى قلد‬
‫بصيراً‪ ،‬وإ ن تيقن الخطأ بعد الصالة باالجتهاد أعاد‪.‬‬
‫[سترة المصلي]‪:‬‬
‫ويندب للمصلي أن يكون بين يديه سترة ثلثا ذراع‪ ،‬أو يبسط مصلى‪ ،‬فإن عجز خطَّ‬
‫خطاً‪ ،‬على ثالثة أذرع‪ ،‬فيحرم المرور حينئذ‪.‬‬
‫فهدر‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫ويندب دفع المار باألسهل‪ ،‬ويزيد قدر الحاجة‪ ،‬كالصائل‪ ،‬فإن مات ٌ‬
‫سترةٌ أو تباعد عنها‪ ،‬كره المرور‪ ،‬وليس له الدفع‪.‬‬
‫ولو وجد في صف فرجة فله المرور ليسترها‪.‬‬
‫باب صفة الصالة ‪25/‬‬

‫‪24‬‬
‫[سنن ما قبل الصالة]‪:‬‬
‫يندب أن يقوم لها بعد فراغ اإلقامة‪ ،‬ويندب الصف األول‪ ،‬وتسوية الصفوف‪ ،‬ولإلمام‬
‫آكد‪ ،‬وإ تمام الصف األول فاألول‪ ،‬وجهة يمين اإلمام أفضل‪.‬‬
‫[أركان الصالة]‪:‬‬
‫[الركن األول‪ :‬النية]‪:‬‬
‫فرضا‪ ،‬وتعيينها‪:‬‬
‫ً‬ ‫ثم ينوي بقلبه‪ ،‬فإن كان فريضة وجب نية فعل الصالة‪ ،‬وكونها‬
‫ظهراً‪ ،‬أو عصراً‪ ،‬أو جمعة‪.‬‬
‫ً‬
‫مقارنا‬ ‫ندبا‪ ،‬ويقصده‬
‫حتما‪ ،‬ويتلفظ به ً‬
‫فيحضره في ذهنه ً‬
‫ويجب قرن ذلك بالتكبير‪ُ ،‬‬
‫ألول التكبير ويستصحبه حتى ِ‬
‫يفر َغه‪.‬‬
‫وال يجب التعرض لعدد الركعات‪ ،‬وال اإلضافة إلى اهلل تعالى‪ ،‬وال األداء أو القضاء‪،‬‬
‫بل يندب ذلك‪.‬‬
‫وإ ن كانت نافلة مؤقتة وجب التعيين‪ :‬كعيد‪ ،‬وكسوف‪ ،‬وإ حرام‪ ،‬وسنة الظهر‪ ،‬وغير‬
‫ذلك‪ .‬وإن كانت نافلة مطلقة أجزأه نية الصالة‪.‬‬
‫ولو شك بعد التكبير في النية أو في شرطها فيمسكك‪ :‬فإن ذكرها قبل فعل ركن‬
‫وقصر الفصل لم تبطل‪ ،‬وإ ن طال أو بعد ركن قولي أو فعلي بطلت‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولو قطع النية‪ ،‬أو عزم على قطعها‪ ،‬أو شك‪ :‬هل قطعها‪ ،‬أو نوى في الركعة األولى‬
‫يقينا أو توهما ‪-‬كدخول زيد‪-‬‬
‫ط َعها في الثانية‪ ،‬أو علق الخروج بما يوجد في الصالة ً‬
‫قَ ْ‬
‫بطلت في الحال‪.‬‬
‫نفال‪.‬‬
‫جاهال انعقدت ً‬
‫ً‬ ‫عالما لم تنعقد‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ولو أحرم بالظهر قبل الزوال‬
‫[الركن الثاني‪ :‬تكبيرة اإلحرام]‪:‬‬
‫ِّن بالعربية‪ ،‬وهو‪ :‬اهلل أكبر‪ ،‬أو‪ :‬اهلل األكبر‪.‬‬
‫ولفظ التكبير ُمتَ َعي ٌ‬
‫واوا‪ ،‬أو بين الباء والراء‬
‫حرفا منه‪ ،‬أو سكت بين كلمتيه‪ ،‬أو زاد بينهما ً‬
‫ً‬ ‫ولو أسقط‬
‫ألفا‪ ،‬لم تنعقد‪.‬‬
‫ً‬
‫فإن عجز لخرس ونحوه وجب تحريك لسانه وشفتيه طاقته‪ .‬فإن لم يعرف العربية‬
‫كبر بأي لغة شاء‪ ،‬وعليه أن يتعلم إن أمكنه‪ ،‬فإن أهمل مع القدرة ‪-‬وضاق الوقت‪ -‬ترجم‬
‫َّ‬
‫وأعاد الصالة‪26/ .‬‬

‫‪25‬‬
‫وأقل التكبير والقراءة وسائر األذكار أن يسمع نفسه ‪-‬إذا كان صحيح السمع‪ -‬بال‬
‫عارض‪ ،‬ويجهر اإلمام بالتكبيرات كلها‪.‬‬
‫قائما في الفرض‪ ،‬فإن وقع منه حرف في غير القيام لم تنعقد‬
‫ويشترط أن يكبر ً‬
‫نفال لجاهل التحريم دون عالمه‪.‬‬
‫فرضا‪ ،‬وتنعقد ً‬
‫ً‬
‫ً‬
‫سهوا‬ ‫عمدا أو‬
‫ً‬ ‫ويندب رفع يديه حذو منكبيه ‪-‬مفرقة األصابع‪ -‬مع التكبير‪ ،‬فإن تركه‬
‫وي ُحطُّهما بعد التكبير‬
‫أتى به في أثناء التكبير ال بعده‪ ،‬وتكون كفّاه إلى القبلة مكشوفتين‪َ ،‬‬
‫إلى تحت صدره وفوق سرته‪ ،‬يقبض كوعه األيسر بكفه األيمن‪ ،‬وينظر إلى موضع‬
‫سجوده‪.‬‬
‫[دعاء االستفتاح]‪:‬‬
‫حنيفا‬
‫ً‬ ‫ثم يقرأ دعاء االستفتاح‪ ،‬وهو‪ :‬وجهت وجهي للذي فطر السماوات واألرض‬
‫وما أنا من المشركين‪ ،‬إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل رب العالمين‪ ،‬ال شريك‬
‫له‪ ،‬وبذلك أمرت وأنا من المسلمين‪.‬‬
‫وصبي وامرأة ومسافر‪ ،‬ال في‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬
‫مصل‪ :‬مفترض ومتنفل وقاعد‬ ‫ويندب ذلك لكل‬
‫جنازة‪.‬‬
‫عمدا أو سهواً وشرع في التَّ ُّ‬
‫عوذ لم يعد إليه‪.‬‬ ‫ولو تركه ً‬
‫أمن معه‪ ،‬ثم استفتح‪ .‬ولو أحرم فسلَّم اإلمام قبل قعوده‬
‫فأمن اإلمام عقبه َّ‬
‫ولو أحرم َّ‬
‫استفتح‪ ،‬وإ ن قعد فسلَّم فقام فال‪.‬‬
‫ولو أدرك اإلمام قائماً‪ ،‬وعلم إمكانه مع التعوذ والفاتحة أتى به‪ ،‬فإن شك لم يستفتح‬
‫ولم يتعوذ‪ ،‬بل َي ْشرعُ في الفاتحة‪ ،‬فإن ركع اإلمام قبل أن يتمها ركع معه إن لم يكن‬
‫استفتح وال تعوذ‪ ،‬وإ ال قرأ بقدر ما اشتغل به‪ ،‬فإن ركع ولم يقرأ بقدره بطلت صالته‪،‬‬
‫وإ ن قرأ حيث قلنا يركع فتخلَّف بال عذر‪ ،‬فإن رفع اإلمام قبل ركوعه فاتته ركعة‪.‬‬
‫[التعوذ]‪:‬‬
‫ويندب بعده‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬ويتعوذ في كل ركعة‪ ،‬وفي األولى آكد‪،‬‬
‫السرية‬
‫سر به في ِّ‬
‫وي ُّ‬
‫سواء اإلمام والمأموم والمنفرد‪ ،‬والمفترض والمتنفل حتى الجنازة‪ُ ،‬‬
‫والجهرية‪27/ .‬‬

‫‪26‬‬
‫[الركن الثالث‪ :‬قراءة الفاتحة]‪:‬‬
‫ثم يقرأ الفاتحة في كل ركعة‪ ،‬سواء اإلمام والمأموم والمنفرد‪ ،‬والبسملة آية منها ومن‬
‫كل سورة غير براءة‪.‬‬
‫ط َع القراءة‪ ،‬أو‬
‫قصر وقصد قَ ْ‬
‫ويجب ترتيبها وتواليها‪ ،‬فإن سكت فيها عمداً وطال‪ ،‬أو ُ‬
‫خللها بذكر أو قراءة من غيرها مما ليس من مصلحة الصالة انقطعت قراءته‪ ،‬ويستأنفها‪.‬‬
‫وإ ن كان من مصلحة الصالة كتأمينه لتأمين إمامه‪ ،‬أو فَتْ ِح ِه عليه ذا غلط‪ ،‬أو سجوده‬
‫لتالوته ونحوها‪ ،‬أو سكت أو ذكر ناسياً لم تنقطع‪.‬‬
‫ولو ترك منها حرفاً‪ ،‬أو تشديدة‪ ،‬أو أبدل حرفاً بحرف‪ ،‬لم تصح‪.‬‬
‫الضالِّيِ َن) قال‪ :‬آمين‪ ،‬سراً في السرية وجهراً في الجهرية‪ِّ ،‬‬
‫ويؤمن‬ ‫(وال َّ‬
‫وإ ذا قال‪َ :‬‬
‫ثانيا لفراغ فاتحته‪.‬‬
‫مقارنا لتأمين إمامه في الجهرية‪ ،‬ويؤمن ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جهرا‬ ‫المأموم‬
‫[مندوبات القراءة بعد الفاتحة]‪:‬‬
‫ثم يندب ٍ‬
‫إلمام ومنفرد في الركعة األولى والثانية فقط ‪-‬بعد الفاتحة‪ -‬قراءة سورة‬
‫كاملة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ومغرب قصاره‪ ،‬إن‬ ‫ٍ‬
‫وعشاء أوساطه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وعصر‬ ‫ٍ‬
‫وظهر طوال المفصَّل‪،‬‬ ‫لصبح‬
‫ٍ‬ ‫ويندب‬
‫رضي بطواله وأوساطه مأمومون محصورون‪ ،‬وإ ال خفف‪ .‬ولصبح الجمعة‪( :‬الم‪.‬‬
‫ولسنة الصبح وركعتي الطواف واالستخارة‪ُ ( :‬ق ْل َيا‬ ‫(ه ْل أَتَى) ولسنة المغرب ّ‬ ‫تَْن ِزي ُل) و‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ون) واإلخالص‪.‬‬ ‫أَُّيهَا اْل َكاف ُر َ‬
‫ويندب الترتيل والتدبر‪ ،‬وتكره السورة لمأموم يسمع قراءة اإلمام‪ ،‬فإن كانت سرية أو‬
‫جهرية ولم يسمع لبعد أو صمم ندبت له أيضاً‪ ،‬وكذا لو كان يسمع قراءة اإلمام ولم يفهم على‬
‫األصح‪.‬‬
‫ويطول األولى على الثانية‪ .‬ولو فات المسبوق ركعتان‪ ،‬فتداركهما بعد السالم‪ ،‬ندبت‬
‫ّ‬
‫السورة فيهما سراً‪.‬‬
‫ويجهر اإلمام والمنفرد في‪ :‬الصبح‪ ،‬والجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬واالستسقاء‪ ،‬وخسوف‬
‫القمر‪ ،‬والتراويح‪،‬ـ واألوليين من المغرب والعشاء‪ ،‬ويسر في الباقي‪.‬‬
‫ليال جهر‪ ،‬أو فائتة النهار والليل نهاراً أسر‪ ،‬إال الصبح‬
‫فإن قضى فائتة الليل والنهار ً‬
‫مطلقا‪28/ .‬‬
‫ً‬ ‫فإنه يجهر بقضائها‬

‫‪27‬‬
‫[العجز عن قراءة الفاتحة]‪:‬‬
‫ومن ال يحسن الفاتحة لزمه تعلمها‪ ،‬وإ ال فقراءتها من مصحف‪ ،‬فإن عجز‪-‬لعدم ذلك‪،‬‬
‫حرمت بالعجمية‪ ،‬فإن أحسن غيرها لزمه سبع آيات‬
‫معلما‪ ،‬أو ضاق الوقت‪ُ -‬‬
‫ً‬ ‫أو لم يجد‬
‫قرآنا لزمه سبعة أذكار بعدد‬
‫ً‬ ‫ص حروفها عن حروف الفاتحة‪ ،‬فإن لم يحسن‬
‫ال َي ْنقُ ُ‬
‫حروفها‪ ،‬فإن أحسن بعض الفاتحة قرأه‪ ،‬وأتى بدله من قرآن أو ذكر‪ ،‬فإن حفظ األول‬
‫شيئا وقف بقدر الفاتحة‪،‬‬
‫قرأه ثم أتى بالبدل‪ ،‬أو اآلخر أتى بالبدل ثم قرأه‪ ،‬فإن لم يحسن ً‬
‫وال إعادة عليه‪.‬‬
‫[الركن الرابع‪ :‬القيام]‪:‬‬
‫ب فقا َر ظهره‪ ،‬فإن مال بحيث خرج‬ ‫ِ‬
‫والقيام ركن في المفروضة‪ ،‬وشرطه‪ :‬أن َي ْنص َ‬
‫عن القيام‪ ،‬أو انحنى وصار إلى الركوع أقرب‪ ،‬لم يجز‪ ،‬ولو تقوس ظهره ‪-‬لكبر أو‬
‫انحناء للركوع إن قدر‪.‬‬
‫ً‬ ‫غيره‪ -‬حتى صار كراكع‪ ،‬وقف كذلك‪ ،‬ثم زاد‬
‫ق قدميه‪ ،‬وأن يقدم إحداهما على األخرى‪.‬‬
‫صَ‬‫ويكره أن يقوم على رجل واحدة‪ ،‬وأن يْل ِ‬
‫َ‬
‫وتطويل القيام أفضل من تطويل السجود والركوع‪.‬‬
‫ومضطجعا مع القدرة على القيام‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قاعدا‬ ‫ويباح النفل‬
‫[الركن الخامس‪ :‬الركوع]‪:‬‬
‫ثم يركع‪ ،‬وأقله‪ :‬أن ينحني بحيث لو أراد وضع راحتيه على ركبتيه مع اعتدال ِ‬
‫الخلقة‬
‫لقدر‪.‬‬
‫وتجب الطمأنينة‪ ،‬وأقلها سكون بعد حركته‪ ،‬وأن ال يقصد بهُويّه غير الركوع‪.‬‬
‫رافعا يديه‪ ،‬فيبتدئ الرفع مع التكبير‪ ،‬فإذا حاذى كفَّاه منكبيه‬
‫ً‬ ‫وأكمل الركوع‪ :‬أن يكبر‬
‫وي ُم ُّد ظهره‬
‫وي ُم ُّد تكبيرات االنتقاالت‪ ،‬ويضع يديه على ركبتيه مفرقة األصابع‪َ ،‬‬
‫انحنى‪َ ،‬‬
‫وعنقه‪ ،‬وينصب ساقيه‪ ،‬ويجافي ِم ْرفَقَْيه عن جنبيه‪ ،‬وتضم المرأة‪ ،‬ويقول‪ :‬سبحان ربي‬
‫ثالثا‪ ،‬وهو أدنى الكمال‪ ،‬ويزيد المنفرد وكذا اإلمام ‪-‬إن رضي المأمومون وهم‬
‫العظيم‪ً ،‬‬
‫محصورون‪ -‬خامسة وسابعة وتاسعة وحادي عشر‪ ،‬ثم يقول‪" :‬اللهم لك ركعت‪ ،‬وبك‬
‫آمنت‪ ،‬ولك أسلمت‪ ،‬خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي وشعري وبشري‬
‫وما استقلت به قدمي"‪29/ .‬‬

‫‪28‬‬
‫[الركن السادس‪ :‬االعتدال]‪:‬‬
‫ثم يرفع رأسه‪ ،‬وأقله‪ :‬أن يعود إلى ما كان عليه قبل الركوع‪ ،‬ويطمئن‪ ،‬ويجب أن ال‬
‫فزعا من حية ونحوها لم يجزئه‪.‬‬
‫ً‬ ‫يقصد غير االعتدال‪ ،‬فلو رفع‬
‫قائال‪" :‬سمع اهلل لمن حمده"‪ ،‬سواء اإلمام‬ ‫وأكمله‪ :‬أن يرفع يديه حال ارتفاعه‪ً ،‬‬
‫والمأموم والمنفرد‪ .‬فإذا انتصب قائماً قال‪" :‬ربنا لك الحمد‪ِ ،‬م ْل َء السماوات و ِم ْل َء‬
‫ن قلنا يزيد في الركوع‪" :‬أه َل الثناء‬ ‫األرض و ِم ْل َء ما شئت من شيء بعد‪ .‬ويزيد َم ْ‬
‫أحق ما قال العبد‪ ،‬وكلنا لك عبد‪ ،‬ال مانع لما أعطيت‪ ،‬وال معطي لما منعت‪ ،‬وال‬ ‫والمجد‪ُّ ،‬‬
‫الجد منك ُّ‬
‫الجد"‪.‬‬ ‫ينفع ذا ِّ‬
‫[الركن السابع‪ :‬السجود]‪:‬‬
‫مكشوفا‪ ،‬ويطمئن‪،‬‬
‫ً‬ ‫ثم يسجد‪ ،‬وشروط إجزائه‪ :‬أن يباشر مصاله بجبهته أو بعضها‬
‫وأن ينال مصاله ثِ َق َل رأسه‪ ،‬وأن تكون عجيزته أعلى من رأسه‪ ،‬وأن ال يسجد على‬
‫متصل به يتحرك بحركته ككم وعمامة‪ ،‬وأن ال يقصد به ِوي ِ‬
‫ِّه غير السجود‪ ،‬وأن يضع‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫جزءا من ركبتيه وبطون أصابع رجليه وكفيه على األرض‪.‬‬
‫ً‬
‫ولو تعذر التنكيس لم يجب وضع وسادة ليضع الجبهة عليها‪ ،‬بل يخفض القدر‬
‫الممكن‪.‬‬
‫عمتها وشق إزالتها سجد عليها بال إعادة‪ .‬هذا أقله‪.‬‬
‫ولو عصب جبهته لجراحة ّ‬
‫وأكمله‪ :‬أن يكبر‪ ،‬ويضع ركبتيه‪ ،‬ثم يديه‪ ،‬ثم جبهته وأنفه دفعة‪ ،‬ويضع يديه حذو‬
‫القْبلة‪ ،‬مضمومة مكشوفة‪ ،‬ويفرق ركبتيه وقدميه قدر شبر‪،‬‬ ‫منكبيه منشورة األصابع نحو ِ‬
‫ويرفع الرجل بطنه عن فخذيه وذراعيه عن جنبيه‪ ،‬وتضم المرأة‪ .‬ويقول‪" :‬سبحان ربي‬
‫تسبيحا كما سبق في الركوع‪ ،‬ثم‪:‬‬
‫ً‬ ‫ن قلنا يزيد في الركوع‬
‫ثالثا‪ ،‬ويزيد َم ْ‬
‫األعلى وبحمده"‪ً ،‬‬
‫"اللهم لك سجدت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬ولك أسلمت‪ ،‬سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه‬
‫وبصره بحوله وقوته‪ ،‬تبارك اهلل أحسن الخالقين"‪ .‬وإ ن دعا فحسن‪.‬‬
‫[الركن الثامن‪ :‬الجلوس بين السجدتين]‪:‬‬
‫مطمئنا‪ ،‬وأن ال يقصد برفعه غيره‪30/ .‬‬
‫ً‬ ‫ثم يرفع رأسه‪ ،‬ويجب الجلوس‬

‫‪29‬‬
‫مفترشا‪ :‬يفرش يسراه ويجلس عليها‪ ،‬وينصب يمناه‪،‬‬
‫ً‬ ‫وأكمله‪ :‬أن يكبر ويجلس‬
‫ويضع يديه على فخذيه بقرب ركبتيه‪ ،‬منشورة‪ ،‬مضمومة األصابع‪ ،‬ويقول‪" :‬اللهم اغفر‬
‫لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬وعافني‪ ،‬واجبرني‪ ،‬واهدني‪ ،‬وارزقني"‪.‬‬
‫واإلقعاء ضربان‪:‬‬
‫أحدهما‪ :‬أن يضع أليتيه على عقبيه‪ ،‬وركبتيه وأطراف أصابعه باألرض‪ ،‬وهو‬
‫مندوب بين السجدتين‪ ،‬لكن االفتراش أفضل‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬أن يضع أليتيه ويديه باألرض‪ ،‬وينصب ساقيه‪ .‬وهذا مكروه في كل صالة‪.‬‬
‫ثم يسجد سجدة أخرى مثل األولى‪ ،‬ثم يرفع رأسه مكب اًر‪.‬‬
‫مفترشا جلسة لطيفة لالستراحة عقب كل ركعة ال يعقبها تشهد‪ ،‬ثم‬
‫ً‬ ‫ويسن أن يجلس‬
‫وي ُمد التكبير إلى أن يقوم‪ ،‬وإ ن تركها اإلمام جلسها المأموم‪،‬‬
‫ينهض معتمداً على يديه‪َ ،‬‬
‫وال تشرع لرفع من سجود التالوة‪.‬‬
‫ثم يصلي الركعة الثانية كاألولى‪ ،‬إال في النية واإلحرام واالستفتاح‪.‬‬
‫مفترشا‪ ،‬وتشهد‪ ،‬وصلى على النبي‬
‫ً‬ ‫فإن زادت صالته على ركعتين جلس بعدهما‬
‫معتمدا على يديه‪ ،‬فإذا قام رفعهما‬
‫ً‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم وحده دون آله‪ ،‬ثم يقوم مكبراً‬
‫حذو منكبيه‪.‬‬
‫ويصلي ما بقي كالثانية إال في الجهر والسورة‪.‬‬
‫[الركن التاسع والعاشر‪ :‬التشهد األخير والجلوس فيه]‪:‬‬
‫ويجلس في آخر صالته للتشهد متوركاً‪ :‬يفرش يسراه‪ ،‬وينصب يمناه‪ ،‬ويخرجها من‬
‫تحته‪ ،‬ويفضي بوركه إلى األرض‪ .‬وكيف قعد هنا وفيما تقدم جاز‪.‬‬
‫وهيئة االفتراش والتورك سنة‪ .‬ويفترش المسبوق في آخر صالة اإلمام‪ ،‬ويتورك‬
‫آخر صالة نفسه‪ ،‬وكذا يفترش هنا من عليه سجود سهو‪ ،‬وإ ذا سجد تورك وسلم‪.‬‬
‫ويضع في التشهدين يسراه على فخذه عند طرف ركبته‪ ،‬مبسوطة مضمومة‪ ،‬ويقبض‬
‫وي ْرسل المسبحة ويضع إبهامه عل حرفها‪ ،‬ويرفع المسبحة مشيراً بها عند قوله‪ :‬إال‬
‫يمناه ُ‬
‫اهلل‪ ،‬وال يحركه عند رفعها‪31/ .‬‬
‫وأقل التشهد‪" :‬التحيات هلل‪ ،‬سالم عليك أيها النبي ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬سالم علينا‬
‫محمدا رسول اهلل"‪.‬‬
‫ً‬ ‫وعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل وأن‬

‫‪30‬‬
‫وأكمل التشهد‪" :‬التحيات المباركات الصلواتـ الطيبات هلل‪ ،‬السالم عليك أيها النبي‬
‫ورحمة اهلل وبركاته‪ ،‬السالم علينا وعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬
‫محمدا رسول اهلل"‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأشهد أن‬
‫وألفاظ التشهد متعينة‪ ،‬ويشترط ترتيبها‪ ،‬فإن لم يحسنه وجب التعلم‪ ،‬فإن عجز ترجم‪.‬‬
‫[الركن الحادي عشر‪ :‬الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم في التشهد األخير]‪:‬‬
‫ثم يصلي على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأقله‪" :‬اللهم صل على محمد"‪.‬‬
‫وأكمله‪" :‬اللهم ِّ‬
‫صل على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل‬
‫إبراهيم‪ ،‬وبارك على محمد وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪،‬‬
‫في العالمين إنك حميد مجيد"‪.‬‬
‫ويندب بعد الصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم الدعاء بما يجوز من أمر الدين‬
‫والدنيا‪ ،‬ومن أفضله‪" :‬اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬وما‬
‫أسرفت وما أنت أعلم به مني‪ ،‬أنت المقدم وأنت المؤخر‪ ،‬ال إله إال أنت"‪.‬‬
‫ويندب أن يكون الدعاء أقل من التشهد والصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫[الركن الثاني عشر‪ :‬السلام]‪:‬‬
‫ثم يسلم‪ ،‬وأقله‪" :‬السالم عليكم"‪ .‬ويشترط وقوعه في حال القعود‪.‬‬
‫ملتفتا عن يمينه حتى ُيرى خده األيمن‪ ،‬ينوي به‬
‫ً‬ ‫وأكمله‪" :‬السالم عليكم ورحمة اهلل"‪،‬‬
‫الخروج من الصالة‪ ،‬والسالم على من عن يمينه من مالئكة ومسلمي إنس وجن‪ .‬ثم‬
‫أخرى عن يساره كذلك حتى يرى خده األيسر‪ ،‬ينوي بها السالم على من عن يساره‬
‫منهم‪ .‬والمأموم‪ :‬ينوي الرد على اإلمام باألولى إن كان عن يساره‪ ،‬وبالثانية إن كان عن‬
‫يمينه‪ ،‬ويتخير إن كان خلفه‪.‬‬
‫[ما يطلب بعد السلام]‪:‬‬
‫ويندب أن ال يقوم المسبوق إال بعد تسليمتي إمامه‪ ،‬فإن قام المسبوق بعد التسليمة‬
‫األولى جاز‪ ،‬أو قبلها بطلت صالته إن لم ينو المفارقة‪32/ .‬‬
‫ولو مكث المسبوق بعد سالم إمامه وأطال‪ :‬جاز إن كان موضع تشهده‪ ،‬لكن يكره‪،‬‬
‫وإ ال بطلت إن تعمد‪.‬‬
‫ولغير المسبوق بعد سالم اإلمام إطالة الجلوس للدعاء‪ ،‬ثم يسلم متى شاء‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ولو اقتصر اإلمام على تسليمة سلَّم المأموم ثنتين‪.‬‬
‫ويندب ذكر اهلل تعالى والدعاء سراً عقيب الصالة‪ ،‬ويصلي على النبي صلى اهلل عليه‬
‫وسلم أوله وآخره‪.‬‬
‫ويلتفت اإلمام للذكر والدعاء‪ :‬فيجعل يمينه إليهم‪ ،‬ويساره إلى القبلة‪.‬‬
‫ويفارق اإلمام مصاله عقيب فراغه إن لم يكن ثََّم نساء‪ ،‬ويمكث المأموم حتى يقوم‬
‫اإلمام‪.‬‬
‫ب الفصل بكالم أو انتقال‪ ،‬وهو أفضل‪ ،‬وفي بيته أفضل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نفال بعد فرضه ُند َ‬
‫ومن أراد ً‬
‫[دعاء القنوت]‪:‬‬
‫يقنت في اعتدال الركعة الثانية‪ ،‬فيقول‪" :‬اللهم اهدني‬
‫فإن كان في الصبح فالسنة أن ُ‬
‫فيمن هديت‪ ،‬وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك لي فيما أعطيت‪ ،‬وقني‬
‫شر ما قضيت‪ ،‬فإنك تقضي وال يقضى عليك‪ ،‬وإ نه ال يذل من واليت‪ ،‬تباركت ربنا‬
‫وتعاليت‪ ،‬فلك الحمد على ما قضيت‪ ،‬نستغفرك ونتوب إليك"‪.‬‬
‫ولو زاد‪" :‬وال يعز من عاديت" فحسن‪.‬‬
‫إماما أتى بلفظ الجمع‪ :‬اللهم اهدنا‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬
‫ً‬ ‫فإن كان‬
‫وال تتعين هذه الكلمات‪ ،‬فيحصل بكل دعاء وثناء‪ ،‬وبآية فيها دعاء كآخر البقرة‪،‬‬
‫ولكن هذه الكلمات أفضل‪.‬‬
‫ثم يصلي على النبي صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫ويندب رفع يديه دون مسح وجهه أو صدره‪ ،‬ويجهر به اإلمام‪ :‬فيؤمن مأموم يسمعه‬
‫يسر به‪.‬‬
‫للدعاء‪ ،‬ويشارك في الثناء‪ ،‬وإ ن لم يسمعه قنت‪ ،‬والمنفرد ُّ‬
‫وإ ن نزل بالمسلمين نازلة قنتوا في جميع الصلوات‪.‬‬
‫باب مفسدات الصالة ومكروهاتها وشروطها وأركانها‬
‫[مفسدات الصالة]‪:‬‬
‫[‪ -1‬الكالم]‪:‬‬
‫ق) من الوقاية‪ِ ،‬‬
‫و(ل) من‬ ‫متى نطق بال عذر بحرفين‪ ،‬أو بحرف مفهم ‪-‬مثل‪ِ ( :‬‬
‫الوالية‪ -‬بطلت صالته‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫والضحك‪ ،‬والبكاء‪ ،‬واألنين‪ ،‬والتنحنح‪ ،‬والنفخ‪ ،‬والتأوه‪ ،‬ونحوها‪ ،‬يبطل الصالة إن‬
‫ك أو سعا ٌل‪ ،‬أو تكلم ناسياً‪ ،‬أو‬
‫عذر ‪-‬بأن سبق لسانه‪ ،‬أو غلبه ضح ٌ‬
‫بان حرفان‪ ،‬فإن كان ٌ‬
‫عرفا أبطل‪ ،‬وإ ن َّ‬
‫قل فال‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جاهالً تحريمه لقرب عهده باإلسالم‪ -‬وكثر‬
‫ولو علم التحريم وجهل كونه مبطالً‪ ،‬أو قال من خوف النار‪ :‬آه‪ ،‬بطلت‪.‬‬
‫ولو تعذرت الفاتحة إال بالتنحنح تنحنح لها وإ ن بان حرفان‪ ،‬وإ ن تعذر الجهر بها إال‬
‫وأسر بها‪ ،‬وال يتنحنح له‪.‬‬
‫به تركه ّ‬
‫ولو رأى أعمى يقع في بئر ونحوه وجب إنذاره بالنطق إن لم يمكن بغيره‪ ،‬وتبطل‬
‫صالته‪.‬‬
‫وال تبطل الصالة بال ّذِْكر‪ ،‬وتبطل بالدعاء خطاباً‪ :‬كرحمك اهلل‪ ،‬وعليك السالم‪ ،‬ال‬
‫غيبة‪ :‬كرحم اهلل زيداً‪.‬‬
‫ولو نابه شيء في الصالة سبح الرجل‪ ،‬وصفقت المرأة ببطن اليمنى على ظهر‬
‫بطنا ببطن‪.‬‬
‫اليسرى‪ ،‬ال ً‬
‫اب) وقصد إعالمه فقط أو أطلق بطلت‪ ،‬أو‬ ‫ِ ِ‬
‫ـ(يا َي ْحَيى ُخذ اْلكتَ َ‬
‫ولو تكلم بنظم القرآن ك َ‬
‫تالوة فقط أو تالوة وإ عالماً فال‪.‬‬
‫[‪ -2‬بوصول عين إلى الجوف]‪:‬‬
‫ً‬
‫جهال‬ ‫وتبطل الصالة بوصول عين ‪-‬وإ ن قلَّت‪ -‬إلى جوفه عمداً‪ ،‬وكذا سهواً أو‬
‫عرفا‪ ،‬ال إن قلَّت‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالتحريم إن كثرت‬
‫[‪ -3‬الحركة]‪:‬‬
‫[أ‪ -‬الحركة من جنس الصالة]‪:‬‬
‫بقولي عمداً‪:‬‬
‫ٍّ‬ ‫وتبطل الصالة بزيادة ركن فعلي ‪-‬كركوع‪ -‬عمداً‪ ،‬ال سهواً‪ ،‬وال‬
‫كتكرار الفاتحة‪ ،‬أو التشهد أو قراءتهما في غير محلهما‪.‬‬
‫[ب‪ -‬الحركة من غير جنس الصالة]‪34/ :‬‬
‫سهوا‪ -‬من غير جنس الصالة إن كثر متوالياً‪،‬‬
‫ً‬ ‫وتبطل الصالة بزيادة فعل ‪-‬ولو‬
‫إن ق ّلَ‪ ،‬كخطوتين‪ ،‬أو كثُر وتفرق بحيث يعد‬
‫كثالث خطوات أو ضربات متواليات‪ .‬ال ْ‬
‫فحش ‪-‬كوثبة‪ -‬بطلت‪.‬‬
‫منقطعا عن األول‪ ،‬فإن ُ‬
‫ً‬ ‫الثاني‬

‫‪33‬‬
‫سكوت طوي ٌل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وال تضره حركات خفيفة‪ ،‬كحك بأصابعه‪ ،‬وكإدارة سبحة في يده‪ ،‬وال‬
‫وإ شارة مفهمة من أخرس‪.‬‬
‫[مكروهات الصالة]‪:‬‬
‫وتكره وهو يدافع األخبثين‪ ،‬وبحضرة طعام أو شراب يتوق إليه‪ ،‬إال إن خشي خروج‬
‫الوقت‪.‬‬
‫ويكره تشبيك األصابع‪ ،‬وااللتفات لغير حاجة‪ ،‬ورفع بصره إلى السماء‪ ،‬والنظر إلى‬
‫ما يلهيه‪ ،‬وكف ثوبه وشعره ووضعه تحت عمامته‪ ،‬ومسح الغبار عن جبهته‪ ،‬والتثاؤب‪،‬‬
‫فإن غلبه وضع يده على فمه‪ ،‬والمبالغة في خفض الرأس في الركوع‪ ،‬ووضع يده على‬
‫ل وجهه ويمينه‪ ،‬بل عن يساره في ثوبه أو تحت قدمه‪.‬‬
‫خاصرته‪ ،‬والبصاق ِقَب َ‬
‫وللصالة شروط وأركان وأبعاض وسنن‪:‬‬
‫فشروطها ثمانية‪:‬‬
‫‪ -1‬طهارة الحدث والنجس‪.‬‬
‫‪ -2‬وستر العورة‪.‬‬
‫‪ -3‬واستقبال القبلة‪.‬‬
‫واجتناب المناهي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -4-5-6‬الكالم‪ ،‬واألكل‪ ،‬والفعل الكثير‪.‬‬
‫ظناً‪.‬‬
‫‪ -7‬ومعرفة دخول الوقت ولو ّ‬
‫‪ -8‬والعلم بفرضية الصالة وبكيفيتها‪.‬‬
‫فمتى أخ ّلَ بشرط منها بطلت الصالة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫سهوا‪ ،‬أو تصيبه نجاسة رطبة ولم ُيْل ِ‬
‫ق الثوب‪ ،‬أو يابسةٌ‬ ‫ً‬ ‫أن يسبقه الحدث فيها ولو‬
‫فيلقيها بيده أو كمه‪ ،‬أو تكشف الريح عورته وتبعد السترة‪ ،‬أو يعتقد بعض أفعالها ‪35/‬‬
‫َ‬
‫فرضا وبعضها سنة ولم يميزهما‪ ،‬فلو اعتقد أن جميعها فرض‪ ،‬أو بادر بإلقاء الثوب‬
‫ً‬
‫النجس وبنفض اليابسة‪ ،‬وستر العورة‪ ،‬لم تبطل‪.‬‬
‫وأركانها سبعة عشر‪:‬‬
‫‪ -1‬النية‪.‬‬
‫وتكبيرة اإلحرام‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪34‬‬
‫والقيام‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫والفاتحة والبسملة آية منها‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ -5-6‬والركوع والطمأنينة‪.‬‬
‫‪ -7-8‬واالعتدال والطمأنينة‪.‬‬
‫‪ -9-10‬والسجود والطمأنينة‪.‬‬
‫‪ -11-12‬والجلوس بين السجدتين والطمأنينة‪.‬‬
‫‪ -13-14‬والتشهد األخير وجلوسه‪.‬‬
‫‪ -15‬والصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم فيه‪.‬‬
‫‪ -16‬والتسليمة األولى‪.‬‬
‫‪ -17‬والترتيب هكذا‪.‬‬
‫وأبعاضها ستة‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التشهد األول وجلوسه‪.‬‬
‫‪ -3-4‬والصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم فيه‪ ،‬وآله في األخير‪.‬‬
‫‪ -5-6‬والقنوت وقيامه‪.‬‬
‫سنن‪.‬‬
‫وما عدا ذلك ٌ‬
‫باب صالة التطوع‬
‫أفضل عبادات البدن الصالة‪ ،‬ونفلها أفضل النفل‪ .‬وما شرع له الجماعة ‪-‬وهو‪:‬‬
‫العيدان والكسوفان واالستسقاء‪ -‬أفضل مما ال يشرع له الجماعة‪ ،‬وهو ما سوى ذلك‪،‬‬
‫لكن الرواتب مع الفرائض أفضل من التراويح‪36/ .‬‬
‫والسنة أن يواظب على رواتب الفرائض‪ ،‬وأكملها‪ :‬ركعتان قبل الصبح‪ ،‬وأربعٌ قبل‬
‫الظهر وأربعٌ بعدها‪ ،‬وأربعٌ قبل العصر‪ ،‬وركعتان بعد المغرب‪ ،‬وركعتان بعد العشاء‪.‬‬
‫والمؤكد من ذلك عشر ركعات‪ :‬ركعتان قبل الصبح والظهر وبعدها‪ ،‬وبعد المغرب‬
‫والعشاء‪.‬‬
‫ويندب ركعتان قبل المغرب‪ ،‬والجمعة كالظهر‪ .‬وما قبل الفريضة وقته وقت الفريضة‪،‬‬
‫وتقديمه عليها أدب‪ ،‬وهو بعدها أداء‪ ،‬وما بعدها يدخل وقته بفعلها ويخرج بخروج وقتها‪.‬‬
‫[الوتر]‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫وأقل الوتر‪ :‬ركعة‪ ،‬وأكمله‪ :‬إحدى عشرة‪ ،‬ويسلم من كل ركعتين‪.‬‬
‫َعلَى)‪ .‬وفي‬ ‫اس َم َرِّب َ‬
‫ك األ ْ‬ ‫ِّح ْ‬
‫(سب ِ‬
‫وأدنى الكمال‪ :‬ثالث بسالمين‪ ،‬يقرأ في األولى‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫َح ٌد) والمعوذتين‪.‬‬ ‫الثانية‪ُ ( :‬ق ْل يا أَُّيهَا اْل َكاف ُر َ‬
‫ون)‪ .‬وفي الثالثة‪ُ ( :‬ق ْل ُه َو اللهُ أ َ‬
‫وله وصل الثالث واإلحدى عشرة بتسليمة‪ ،‬ويجوز بتشهد وبتشهدين في األخيرة‬
‫والتي قبلها‪ ،‬وبتشهدين أفضل‪ ،‬فإن زاد على تشهدين بطلت صالته‪.‬‬
‫واألفضل تقديمه عقيب سنة العشاء‪ ،‬إال أن يكون له تَهَ ُّج ٌد فاألفضل تأخيره ليوتر‬
‫تهجدا صلى مثنى مثنى وال يعيده‪ ،‬وال يحتاج إلى نقضه بركعة‬
‫ً‬ ‫بعده‪ .‬ولو أوتر ثم أراد‬
‫قبل التهجد‪ .‬ويندب أن ال َيتَ َع ّمَد بعده صالة‪.‬‬
‫[التراويح أو قيام رمضان]‪:‬‬
‫ويندب التراويح‪ ،‬وهي‪ :‬ك ّلَ ليلة من رمضان عشرون ركعة في الجماعة‪ ،‬ويسلم من‬
‫أربعا بتسليمة لم يصح‪.‬‬
‫ً‬ ‫كل ركعتين‪ ،‬فلو صلى‬
‫ويوتر بعدها جماعة‪ ،‬إال لمن يتهجد فيؤخره‪ ،‬ويقنت في األخيرة في النصف األخير‬
‫بقنوت الصبح‪ ،‬ثم يزيد‪ :‬اللهم إنا نستعينك‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬
‫ووقت الوتر والتراويحـ ما بين صالة العشاء وطلوع الفجر‪.‬‬
‫[الضحى]‪:‬‬
‫ندب أن يصلي ُّ‬
‫الض َحى‪ ،‬وأقلها‪ :‬ركعتان‪ ،‬وأكملها‪ :‬ثمان‪ ،‬وأكثرها‪ :‬اثنتا ع ْشرة‪،‬‬ ‫وي َ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ويسلم من كل ركعتين‪ ،‬ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال‪37/ .‬‬
‫[قضاء النوافل]‪:‬‬
‫وكل نفل مؤقت ‪-‬كالعيد والضحى والوتر ورواتب الفرائض‪ -‬إذا فات ندب قضاؤه‬
‫أبداً‪ ،‬وإ ن فعل لعارض ‪-‬كالكسوف واالستسقاء والتحية واالستخارة‪ -‬لم يقض‪.‬‬
‫[قيام الليل والتهجد]‪:‬‬
‫متأكد وإ ن ق ّلَ‪ ،‬والنفل المطلق في الليل أفضل من المطلق في النهار‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والنفل في الليل‬
‫أسداسا‪ ،‬فإن قسمه نصفين فأفضله األخير‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫وأفضله السدس الرابع والخامس إن قسمه‬
‫أثالثا فاألوسط‪.‬‬
‫ً‬
‫دائما‪.‬‬
‫ويكره قيام كل الليل ً‬

‫‪36‬‬
‫ويندب افتتاح التهجد بركعتين خفيفتين‪ ،‬وينوي التهجد عند نومه‪ ،‬وال يعتاد منه إال ما‬
‫يمكنه الدوام عليه بال ضرر‪.‬‬
‫ط ّوَع بركعة‪ -‬جاز‪ .‬وله‬
‫ويسلم من كل ركعتين‪ ،‬فإن جمع ركعات بتسليمة ‪-‬أو تَ َ‬
‫التشهد في كل ركعتين أو ثالث أو أربع وإ ن كثرت التشهدات‪ ،‬وله أن يقتصر على تشهد‬
‫واحد في األخيرة‪ ،‬وال يجوز في كل ركعة‪.‬‬
‫وإ ذا نوى عدداً فله الزيادة والنقص‪ ،‬بشرط أن يغير النية قبلهما‪ ،‬فلو نوى أربعاً فسلَّم‬
‫أربعا وسجد للسهو‪.‬‬
‫ً‬ ‫عمدا بطلت‪ ،‬أو سهواً‪ :‬أتم‬
‫ً‬ ‫من ركعتين بنية النقص جاز‪ ،‬أو بال نَِّية‬
‫[تحية المسجد]‪:‬‬
‫ويندب لمن دخل المسجد أن يصلي ركعتين تحيته كلما دخل‪ ،‬وإ ن كثر دخوله في‬
‫ساعة‪ ،‬وتفوت بالقعود‪.‬‬
‫مطلقا‪ ،‬أو منذورةً أو راتبةً أو فريضةً فقط أو الفرض والتحية‬
‫ً‬ ‫ولو نوى ركعتين‬
‫حصال‪.‬‬
‫[نوافل مكروهة]‪:‬‬
‫وإ ذا دخل اإلمام في المكتوبة أو شرع المؤذن في اإلقامة كره افتتاح كل نفل‪ :‬التحية‬
‫والرواتب وغيرهما‪.‬‬
‫والنفل في بيته أفضل من المسجد‪.‬‬
‫ويكره تخصيص ليلة الجمعة بصالة‪38/ .‬‬
‫وصالة الرغائب في رجب وصالة نصف شعبان بدعتان مكروهتان‪.‬‬
‫باب سجود السهو‬
‫أسباب سجود السهو اثنان‪ :‬ترك مأمور به‪ ،‬وارتكاب منهيٍّ عنه‪.‬‬
‫[أ‪ -‬ترك مأمور به]‪:‬‬
‫ركنا واشتغل بما بعده‪ ،‬ثم ذكر‪ ،‬تداركه وأتى بما بعده‪ ،‬وسجد للسهو‪.‬‬
‫فإن ترك ً‬
‫ولو ترك بعضاً ‪-‬ولو عمداً‪ -‬سجد‪ ،‬ولو ترك غيرهما لم يسجد‪.‬‬
‫[ب‪ -‬ارتكاب منهي عنه]‪:‬‬
‫منهياً‪ :‬فإن لم ُي ْب ِط ْل َع ْم ُدهُ الصالة لم يسجد‪ ،‬وإ ن أبطل سجد لسهوه إن لم‬
‫وإن ارتكب ّ‬
‫يبطل سهوه أيضاً‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ويستثنى مما ال يبطل عمده ما إذا قرأ الفاتحة أو التشهد أو بعضهما في غير‬
‫موضعه؛ فإنه يسجد لسهوه‪ ،‬وال ُي ْب ِطل عمده‪.‬‬
‫واالعتدال من الركوع والجلوس بين السجدتين ركنان قصيران‪ ،‬تبطل الصالة‬
‫طولهما سهواً سجد‪.‬‬
‫بإطالتهما عمداً‪ ،‬فإن َّ‬
‫عمدا بطلت‪،‬‬
‫ً‬ ‫حرم العود إليه‪ ،‬فإن عاد‬
‫ولو نسي التشهد األول‪ ،‬فذكره بعد انتصابه‪ُ ،‬‬
‫جاهال سجد‪ ،‬ويلزمه القيام إذا ذكره‪.‬‬
‫ً‬ ‫سهوا أو‬
‫ً‬ ‫أو‬
‫وإ ن عاد قبله لم يسجد إن لم يكن إلى القيام أقرب‪ ،‬وإ ال فيسجد‪.‬‬
‫عامدا‪ ،‬ثم عاد بعد ما صار إلى القيام أقرب بطلت‪ ،‬وإ ال فال‪.‬‬
‫ً‬ ‫ولو نهض‬
‫والقنوت كالتشهد‪ ،‬ووضع الجبهة باألرض كاالنتصاب‪.‬‬
‫ولو نهض اإلمام لم يجز للمأموم القعود له إال أن ينوي مفارقته‪ ،‬فلو انتصب مع‬
‫اإلمام فعاد اإلمام إليه حرمت موافقته‪ ،‬بل يفارقه أو ينتظره قائماً‪ ،‬فإن وافقه عمداً بطلت‪.‬‬
‫ولو قعد اإلمام وقام المأموم سهواً لزمه العود لموافقة إمامه‪.‬‬
‫منهيا‪ ،‬لم يسجد‪.‬‬
‫ً‬ ‫ركنا‪ ،‬أو‪ :‬هل ارتكب‬
‫ولو شك‪ :‬هل سها‪ ،‬أو هل زاد ً‬
‫أربعا‪ ،‬بنى‬
‫ً‬ ‫ثالثا أو‬
‫معينا‪ ،‬أو‪ :‬هل سجد للسهو‪ ،‬أو‪ :‬هل صلى ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعضا‬ ‫أو‪ :‬هل ترك‬
‫على أنه لم يفعله‪ ،‬ويسجد‪39/ .‬‬
‫واحتُ ِمل أنه زائد‪ ،‬وإ ن‬
‫لكن إن زال شكه قبل السالم يسجد أيضاً لما صاله متردداً ْ‬
‫وجب فعله على كل حال لم يسجد‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬شك في الثالثة‪ :‬أهي ثالثةٌ أم رابعةٌ؟ فتذكر فيها‪ ،‬لم يسجد‪ ،‬أو بعد قيامه‬
‫للرابعة سجد‪.‬‬
‫وسجود السهو وإ ن تعددت أسبابه سجدتان‪.‬‬
‫ولو سجد المسبوق مع إمامه أعاده في آخر صالته‪.‬‬
‫وإ ن سها خلف اإلمام لم يسجد‪ ،‬فإن سها قبل االقتداء به أو بعد سالم اإلمام سجد‪ ،‬ولو‬
‫سها اإلمام ‪-‬ولو قبل االقتداء به‪ -‬وجب متابعته في السجود‪ ،‬فإن لم يتابع بطلت صالته‪،‬‬
‫فإن ترك اإلمام سجد المأموم‪.‬‬
‫ولو نسي المسبوق فسلّم مع اإلمام‪ ،‬ثم ذكر‪ ،‬تدارك‪ ،‬وسجد للسهو‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وسجود السهو سنة‪ ،‬ومحله قبل السالم‪ :‬سواء سها بزيادة أو نقص‪ ،‬فإن سلَّم قبله‬
‫ً‬
‫عائدا‬ ‫قصر وأراد السجود سجد‪ ،‬وكان‬
‫مطلقا ‪-‬أو سهواً وطال الفصل‪ -‬فات‪ ،‬وإ ن ُ‬
‫ً‬ ‫عمداً‬
‫إلى الصالة‪ ،‬فيعيد السالم‪.‬‬
‫فصل [في سجود التالوة والشكر]‬
‫سجود التالوة سنةٌ للقارئ والمستمع والسامع‪.‬‬
‫ويسجد المصلي المنفرد واإلمام لقراءة نفسه‪ ،‬فإن سجدا لقراءة غيرهما بطلت‬
‫صالتهما‪.‬‬
‫ويسجد المأموم لقراءة إمامه معه‪ ،‬فلو سجد لقراءة نفسه أو غير إمامه أو دونه أو‬
‫تخلف عنه بطلت‪.‬‬
‫بع ع ْشرة سجدة‪ ،‬منها ثنتان في الحج‪.‬‬
‫وهو أر َ‬
‫وي ْب ِط ُل تعمدها‬
‫وليس منها سجدة (ص) بل هي سجدة شكر تفعل خارج الصالة‪ُ ،‬‬
‫الصالة‪.‬‬
‫قائما‪ ،‬ويندب أن‬
‫ندبا‪ ،‬ويجب أن ينتصب ً‬ ‫وإ ذا سجد في الصالة َّ‬
‫كبر للسجود والرفع ً‬
‫شيئا ثم يركع‪ .‬وفي غير الصالة تجب تكبيرة اإلحرام والسالم‪ ،‬وتندب تكبيرة‬
‫يقرأ ً‬
‫ص َر الفصل سجد‪ ،‬وإ ال لم يقض‪.‬‬
‫أخر السجود وقَ ُ‬
‫السجود والرفع‪ ،‬ال التشهد وإ ن َّ‬
‫ولو كرر آية في مجلس أو ركعة ولم يسجد لألولى كفته سجدة‪40/ .‬‬
‫ويندب لمن قرأ في الصالة وغيرها آية رحمة‪ :‬أن يسأل اهلل الرحمة‪ ،‬أو آية عذاب‪:‬‬
‫أن يتعوذ منه‪ .‬ولمن تجدد له نعمة ظاهرة‪ ،‬أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة ‪-‬ومنه رؤية‬
‫مبتلى بمعصية أو مرض‪ -‬أن يسجد شكراً هلل تعالى‪ ،‬ويخفيها‪ ،‬إال لفاسق فيظهرها‬
‫ً‬
‫ليرتدع‪ ،‬إن لم يخف ضرراً‪.‬‬
‫وهي كسجدة التالوة خارج الصالة‪ ،‬وتبطل بفعلها الصالة‪.‬‬
‫ولو خضع فتقرب هلل بسجدة منفردة بال سبب َح ُر َم‪.‬‬
‫وحكم سجود التالوة حكم صالة النفل في القبلة والطهارة والستارة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ِ‬
‫الجماعة‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫بحيث‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المؤديات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المكتوبات الخمس‬ ‫المقيمين‪ ،‬في‬ ‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫كفاية في ِّ‬
‫حق‬ ‫هي فرض ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫مؤداة‬ ‫خلف‬
‫خلف مثلها‪ ،‬ال َ‬ ‫ِ‬
‫وللمقضية َ‬ ‫وللمسافرين‪،‬‬ ‫سن للنساء‪،‬‬ ‫يظهر ِّ‬
‫الش َع ُار‪ ،‬وتُ ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فرض ٍ‬
‫عين‪.‬‬ ‫ومقضية غيرها‪ ،‬وهي في الج ِ‬
‫معة‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫العص ُر‪.‬‬ ‫ثم‬
‫شاء َّ‬ ‫الجماعات الصبح َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ثم الع ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وآكد‬
‫وأكثرها جماعةً‬ ‫ِ‬
‫المساجد أفض ُل‪،‬‬ ‫للرجال في‬‫ِ‬ ‫وهي‬ ‫ُّ‬
‫ومأموم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫إمام‬
‫وأقل الجماعة ٌ‬
‫إمامهُ‬
‫يكون ُ‬ ‫أن َ‬ ‫الجمع أولى‪ ،‬إال ْ‬ ‫ِ‬ ‫الكثير‬
‫ُ‬ ‫فالبعيد‬
‫ُ‬ ‫الجمع‬
‫ِ‬ ‫مسجد قلي ُل‬
‫ٌ‬ ‫بجوار ِه‬
‫ِ‬ ‫كان‬
‫فإن َ‬ ‫أفض ُل‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫مسجد‬ ‫ِ‬
‫البعيد جماعةُ‬ ‫ِ‬
‫بذهابه إلى‬ ‫األركان‪ْ ،‬أو يتعط َل‬ ‫ِ‬ ‫مبتدعاً‪ْ ،‬أو فاسقاً‪ْ ،‬أو ال يعتقد بعض‬
‫ٍ‬
‫لمشتهاة‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫حضور‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ويكرهُ‬ ‫بيوتهن أفض ُل‪ُ ،‬‬ ‫والنساء في‬
‫ُ‬ ‫الجوار أولى‪،‬‬ ‫فمسجد‬
‫ُ‬ ‫الجوار‬
‫ِ‬
‫الفتنة‪.‬‬ ‫عند ِ‬
‫أمن‬ ‫غير ِهما َ‬ ‫شاب ٍة‪ ،‬ال ِ‬ ‫ْأو َّ‬
‫ِ‬
‫الجماعة]‪:‬‬ ‫[أعذار‬
‫ُ‬
‫حر ْأو‬ ‫ِ‬
‫بالليل‪ ،‬أو ٍّ‬ ‫الثوب‪ْ ،‬أو َو َح ٍل‪ْ ،‬أو ٍ‬
‫ريح‬ ‫َ‬ ‫ثلج َيُب ُّل‬
‫كمطر ْأو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وتسقطُ الجماعةُ بالع ْذ ِر‪،‬‬
‫خوف على ٍ‬
‫نفس‬ ‫ٍ‬ ‫حد ٍث‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫مدافعة َ‬ ‫يتوق ِ‬
‫إليه‪ْ ،‬أو‬ ‫شراب ُ‬ ‫ٍ‬ ‫حضور ٍ‬
‫طعام ْأو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شديدين‪ْ ،‬أو‬ ‫بر ٍد‬
‫حضور ِ‬
‫موت‬ ‫ِ‬ ‫يخاف ضياعه‪ ،‬أو كان يأنس ِ‬
‫به‪ْ ،‬أو‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أو ٍ‬
‫َ ْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫تمريض ْ‬ ‫مرض‪ْ ،‬أو‬ ‫مال‪ْ ،‬أو‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫فوت ٍ‬
‫رفقة ترح ُل‪ ،‬أو ِ‬ ‫ق‪ ،‬أو ِ‬ ‫ٍ‬
‫غريمه وهو‬ ‫مالزمة‬ ‫كريهة‪ ،‬أو‬ ‫رائحة‬ ‫أكل ذي‬ ‫ْ‬ ‫قريب ْأو صدي ٍ ْ‬
‫معسر‪.‬‬
‫ٌ‬
‫وشروط الجماعة‪:‬‬
‫ِ‬
‫واإلمامة]‪41/ :‬‬ ‫[‪ -1‬نيةُ القدو ِة‬
‫فإن تابع بال ٍ‬
‫بطلت صالتُهُ‬
‫ْ‬ ‫نية‬ ‫انعقدت فرادى‪َ ْ ،‬‬‫ْ‬ ‫فإن أهملَهُ‬
‫االقتداء‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫المأموم‬
‫ُ‬ ‫ينوي‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫اقتدائه‬ ‫ٍ‬
‫بمأموم حا َل‬ ‫اتفق فال‪ِ ،‬‬
‫ولو اقتدى‬ ‫فإن َّ‬
‫قل‪ْ ،‬أو َ‬ ‫انتظر أفعالَهُ انتظاراً طويالً‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫بطلت صالتهُ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ثواب‬ ‫وصح االقتداء ِ‬
‫َّ‬
‫اإلمام ُ‬
‫َ‬ ‫وفات‬
‫َ‬ ‫به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫انعقدت فرادى‪،‬‬
‫ْ‬ ‫فإن أهملَهُ‬
‫اإلمام اإلمامةَ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ولينو‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلمامة في‬ ‫ِ‬
‫الجماعة‪ ،‬ويشترطُ نيةُ‬
‫ِ‬
‫اإلحرام‪،‬‬ ‫ِ‬
‫فضيلة تكبير ِة‬ ‫ِ‬
‫إدراك‬ ‫ٍ‬
‫بسكينة‪ ،‬ويحافظُ على‬ ‫المشي‬ ‫ِ‬
‫الجماعة‬ ‫ِ‬
‫لقاصد‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أتمهُ‬
‫نفل فأقيمت الجماعةُ َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‪ ،‬ولو دخ َل في ٍ‬ ‫تحرِم‬ ‫بالتحرِم َ‬
‫عقب ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫يشتغل‬
‫َ‬ ‫بأن‬
‫وتحص ُل ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫فأقيمت الجماعةُ‬ ‫ِ‬
‫الفرض منفرداً‬ ‫دخل في‬
‫ولو َ‬ ‫ِ‬
‫قطعهُ‪ْ ،‬‬ ‫فوات الجماعة‪ ،‬وإ ال َ‬
‫َ‬ ‫يخش‬
‫إن ْلم َ‬
‫ْ‬

‫‪40‬‬
‫صح و ُك ِرهَ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصالة َّ‬ ‫يفعل ونوى االقتداء في ِ‬
‫أثناء‬ ‫فإن ْلم ْ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ثم يقتدي‪ْ ،‬‬ ‫ركعتين َّ‬ ‫قلبهُ نفالً‬
‫دب ُ‬ ‫ُن َ‬
‫مع‬ ‫َّ‬
‫أحرم َ‬
‫َ‬ ‫ولو‬
‫انتظر في التشهد ْأو سل َم‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫تمت صالةُ المقتدي أوالً‬‫فإن ْ‬ ‫ولزمهُ المتابعةُ‪ْ ،‬‬
‫َ‬
‫لكن ُيكرهُ بال ُع ٍ‬
‫ذر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاز‪ْ ،‬‬
‫وأتم منفرداً َ‬ ‫الجماعة َّ‬ ‫من‬‫أخرج نفسهُ َ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫اإلمام َّ‬
‫[صالة المسبوق]‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلحرام‬ ‫بعض تكبير ِة‬‫وقع ُ‬ ‫ثم َّ‬
‫فإن َ‬‫للركوع‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫كب َر‬ ‫أحرم منتصباً َّ‬
‫َ‬ ‫اإلمام راكعاً‪،‬‬
‫َ‬ ‫وجد‬
‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫ِعن‬
‫رفع اإلمام ْ‬ ‫قبل ِ‬ ‫َّ‬
‫واطمأن َ‬ ‫الركوع المجزئ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وصل إلى ِّ‬
‫حد‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫تنعقد‪ْ ،‬‬ ‫غير ِ‬
‫القيام ْلم ْ‬ ‫في ِ‬
‫الحد المجزئ قب َل‬ ‫عن ِّ‬ ‫اإلمام ِ‬ ‫رفع‬ ‫فإن َّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫هل َ‬‫شك ْ‬ ‫حصلت لهُ الركعةُ‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫الركوع المجزئ‬
‫ِ‬ ‫حد‬
‫ٍ‬
‫كمحدث‪ ،‬وكذا‬ ‫ِ‬
‫لإلمام‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫محسوب‬ ‫غير‬ ‫ِ‬
‫وصوله إلى ِّ‬
‫كان الركوعُ َ‬ ‫بعدهُ‪ْ ،‬أو َ‬
‫الحد المجزئ‪ْ ،‬أو َ‬
‫يدرك‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫خامسة‪ْ ،‬لم‬ ‫ركوع‬
‫َ‬ ‫خفيةٌ‪ ،‬أو‬
‫به نجاسةٌ ّ‬ ‫من ِ‬
‫ويتشهد معهُ في غير‬
‫ُ‬ ‫ويسبح‬
‫ُ‬ ‫معهُ مكبِّراً‪،‬‬
‫بعدهُ انتق َل َ‬
‫االعتدال فما َ‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ومتى أدر َ‬
‫وهو‬ ‫جلس بال ٍ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام َ‬
‫ُ‬ ‫سلم‬
‫ولو َ‬‫تكبير‪ْ ،‬‬ ‫سجد ْأو َ‬ ‫ولو أدركهُ ساجداً ْأو متشهداً َ‬ ‫موضعه‪ْ ،‬‬
‫تكبير‪.‬‬
‫موضعهُ فال َ‬ ‫يكن‬
‫فإن ْلم ْ‬
‫قام مكبراً‪ْ ،‬‬ ‫جلوس المسبو ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ق َ‬ ‫موضعُ‬
‫ِ‬
‫صالته‪،‬‬ ‫فهو أو ُل‬ ‫ِ‬
‫ك فضيلةَ الجماعة‪ ،‬وما أدر َكهُ َ‬‫يسلم أدر َ‬
‫أن َ‬ ‫اإلمام قب َل ْ‬
‫َ‬ ‫أدرك‬
‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫القنوت‪.‬‬ ‫في‬
‫فيعيد ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫صالته‬ ‫آخر‬ ‫ِ‬ ‫به َ ِ‬ ‫وما يأتي ِ‬
‫َ‬ ‫فهو ُ‬‫بعد سالم اإلمام َ‬
‫[‪ -2‬الثاني من شروط الجماعة‪ :‬متابعة اإلمام]‪:‬‬
‫ومتقدماً على‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ابتدائه‪،‬‬ ‫فعله متأخراً عن‬ ‫األفعال‪ ،‬وليكن ابتداء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام في‬ ‫ويجب متابعةُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلحرام‪،‬‬ ‫قارنهُ في تكبير ِة‬‫ولو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التأمين فيقارنهُ فيه‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫األقوال أيضاً‪ ،‬إال‬ ‫ويتابعهُ في‬
‫ُ‬ ‫فراغه‪،‬‬
‫ِ‬
‫الجماعة‪42/ .‬‬ ‫قارنهُ ْلم تنعقدْ‪ْ ،‬أو في غير ِه ُك ِرهَ وفاتتْهُ فضيلةُ‬ ‫هل َ‬ ‫شك ْ‬ ‫أو َّ‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بركن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وإ ْن سبقهُ إلى ٍ‬
‫ود إلى متابعته‪ ،‬وإ ْن سبقهُ‬ ‫الع ُ‬‫وندب َ‬
‫َ‬ ‫ركع قبلهُ ُكرهَ‪،‬‬ ‫بأن َ‬ ‫ركن‪ْ ،‬‬
‫بطلت صالتهُ‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫بركنين عمداً‬ ‫تبطل‪ْ ،‬أو‬
‫ْ‬ ‫ولم‬
‫حر َم ْ‬ ‫اإلمام ُ‬
‫ُ‬ ‫رفع‬
‫مكث حتى َ‬ ‫ثم َ‬ ‫ورفع َّ‬
‫َ‬ ‫ركع‬
‫بأن َ‬
‫ِ‬
‫الركعة‪.‬‬ ‫عتد ِ‬
‫بهذه‬ ‫ْأو سهواً فال‪ ،‬وال ُي ُّ‬
‫بعد‬
‫والمأموم ُ‬
‫ُ‬ ‫ركع واعتد َل‬
‫فإن َ‬ ‫بطلت‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫بركنين‬ ‫عذر ُكرهَ‪ْ ،‬أو‬ ‫بركن بال ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تخلف‬
‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫كم َل‬‫السجود‪ ،‬ألنهُ َّ‬
‫َ‬ ‫بطلت وإ ْن ْلم يبلغ‬
‫ْ‬ ‫قائم‬
‫بعد ٌ‬ ‫وهو ُ‬ ‫ليسجد َ‬‫َ‬ ‫فإن هوى‬ ‫تبطل‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫قائم ْلم‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫قراءته ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تخلف ٍ‬ ‫ِ‬
‫لزمهُ‬
‫اإلمام َ‬ ‫ُ‬ ‫ركع‬
‫لعجز ال لوسوسة‪ -‬حتى َ‬ ‫‪-‬كبطء‬ ‫بعذر‬ ‫َ‬ ‫الركنين‪ ،‬وإ ْن‬
‫زاد وافقَه فيما هو ِ‬
‫فيه‬ ‫فإن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أركان‪ْ ،‬‬ ‫من ثالثةِ‬‫بأكثر ْ‬
‫إتمام الفاتحة‪ ،‬ويسعى خلفَهُ ما ْلم يسب ْقهُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫سالمه‪.‬‬ ‫بعد‬
‫ك ما فاتهُ َ‬ ‫ثم يتدار ُ‬ ‫َّ‬

‫‪41‬‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بشرط ْ‬ ‫انتظارهُ‬
‫ُ‬ ‫دب‬
‫األخير‪ُ ،‬ن َ‬ ‫التشهد‬ ‫وهو راكعٌ ْأو في‬‫اإلمام بداخل َ‬ ‫ُ‬ ‫أحس‬‫وإ ذا َّ‬
‫بأن‬
‫كرامهُ‪ْ ،‬‬‫تمييزهُ وإ َ‬‫يقصد الطاعةَ ال َ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫فح َش الطو ُل‪ْ ،‬‬ ‫وأن ال َي ُ‬‫المسجد‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫قد دخ َل‬ ‫يكون ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫والتشهد‪.‬‬ ‫الركوع‬ ‫ويكرهُ في ِ‬
‫غير‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫الحقير‪ُ ،‬‬ ‫دون‬
‫الشريف َ‬
‫َ‬ ‫ينتظر‬
‫َ‬
‫فيه ِ‬
‫بغير‬ ‫الجماعة ِ‬
‫ِ‬ ‫يكن مطروقاً‪ُ ،‬كرهَ لغير ِه إقامةُ‬ ‫ٍ‬
‫ولم ْ‬‫راتب ْ‬‫ٌ‬ ‫إمام‬
‫ولو كان لمسجد ٌ‬ ‫ْ‬
‫يكره‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إمام لهُ ْلم ْ‬‫كان مطروقاً ْأو ال َ‬ ‫إذنه‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫يعيد معهم ِ‬
‫بنية‬ ‫أن َ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫دب ْ‬ ‫وجد جماعةً تصلي‪ُ ،‬ن َ‬ ‫ثم َ‬ ‫جماعة َّ‬ ‫ومن صلى منفرداً ْأو في‬ ‫ْ‬
‫الفريضة‪ ،‬وتقعُ نفالً‪.‬‬‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويندب‬
‫ُ‬ ‫حينئذ‪.‬‬ ‫ندب‬
‫بالتطويل َ‬ ‫محصورين‬
‫َ‬ ‫ضى‬‫علم ِر َ‬
‫التخفيف‪ ،‬فإن َ‬ ‫ُ‬ ‫لإلمام‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫فإن‬ ‫ليسمعهُ‪ْ ،‬أو فعالً َّ‬ ‫وقفت قراءتُه‪ ،‬وإ ْن نسي ِذ ْكراً جهر ِ‬ ‫ِ‬
‫سب َح‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫المأموم‬
‫ُ‬ ‫به‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫إن‬‫إمامه ْ‬ ‫تلقين‬
‫ُ‬
‫غيرهم وإ ْن‬ ‫المأمومين وال‬ ‫به‪ ،‬وإ ْن لم يتذكره لم يجز العم ُل ِ‬
‫بقول‬ ‫عمل ِ‬‫اإلمام َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫تذكرهُ‬
‫َ‬
‫كثروا‪.‬‬
‫ُ‬
‫حر َم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وجب فراقُهُ‪ْ ،‬أو سنةً ال تفع ُل إال بتخلف فاحش ‪-‬كتشهد‪ُ -‬‬ ‫َ‬ ‫ك فرضاً‬ ‫وإ ْن تر َ‬
‫‪-‬كجْل َس ِة‬
‫أمكنت قريباً َ‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬
‫بطلت صالتُهُ‪ ،‬ولهُ فراقُهُ ليفعلها‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫فإن فعلَها‬‫فعلُها‪ْ ،‬‬
‫فعلها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االستراحة‪َ -‬‬
‫[االستخالف]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومتى قطع اإلمام صالتَه َ ٍ‬
‫صالحيته‬ ‫بشرط‬ ‫يتمهَا‪،‬‬
‫استخالف من ُّ‬‫ُ‬ ‫بحدث ْأو غير ِه فلهُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كان الخليفةُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلمامة ِ‬
‫ِ‬
‫فإن َ‬ ‫االستخالف‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫امتنع‬
‫َ‬ ‫االستخالف‬ ‫قبل‬
‫فإن فعلوا ركناً َ‬ ‫الصالة‪ْ ،‬‬ ‫هذه‬
‫قام ‪43/‬‬ ‫ِ‬
‫غ منهُ َ‬ ‫اإلمام‪ ،‬فإذا فَ َر َ‬ ‫نظم‬
‫المسبوق َ‬
‫ُ‬ ‫جاز استخالفُهُ مطلقاً‪ ،‬ويراعي‬ ‫مأموماً َ‬
‫ِ‬
‫بالقيام‬ ‫فإن َه ُّموا‬ ‫راقبهم‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‬ ‫نظم‬
‫ْ‬ ‫وهو أفض ُل‪ ،‬وإ ْن جه َل َ‬ ‫وأشار ليفارقوهُ‪ْ ،‬أو ينتظروهُ َ‬ ‫َ‬
‫قعد‪.‬‬
‫قام وإ ال َ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫الثانية‬ ‫الرباعية‪ ،‬ال في‬ ‫ِ‬ ‫الثالثة ِم َن‬
‫ِ‬ ‫جاز في األولى وفي‬ ‫ٍ‬
‫مأموم َ‬ ‫غير‬
‫وإ ْن كان الخليفةُ َ‬
‫اإلمام واحداً‬ ‫ولو َّ‬
‫قد َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تموا فرادى‪ْ ،‬‬ ‫أن ُي ُّ‬
‫لهم ْ‬
‫بل ْ‬ ‫بالخليفة‪ْ ،‬‬ ‫تجب نيةُ االقتداء‬‫والرابعة‪ ،‬وال ُ‬
‫فمقدمهُ ْم أولى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫آخر‬
‫والقوم َ‬
‫ُ‬
‫فصل [في اإلمامة]‪:‬‬
‫ُّ‬
‫األسن‬ ‫ثم‬
‫وولدهُ‪َّ ،‬‬
‫األقدم هجرةً ُ‬ ‫ثم‬
‫ثم األورعُ‪َّ ،‬‬
‫ثم األقرأُ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫باإلمامة األفقهُ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الناس‬ ‫أولى‬
‫ُ‬
‫ثم‬
‫األنظف بدناً وثوباً‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫األحسن ِذ ْكراً‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬
‫األحسن سيرةً‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫النسيب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‪َّ ،‬‬ ‫في‬

‫‪42‬‬
‫ِ‬
‫هؤالء قُ ِّد َم‪ ،‬وإ ن اجتمعوا ْأو‬ ‫من‬
‫واحد ْ‬
‫جد ٌ‬ ‫األحسن صورةً‪ ،‬فمتى ُو َ‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫األحسن صوتاً‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫ُقرع‪.‬‬
‫وتشاحا أ َ‬
‫ّ‬ ‫بعضهم ُرتِّبوا هكذا‪ ،‬فإن استويا‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ولو بإجار ٍة َّ‬
‫مقد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقديم ْ‬
‫بعدهُ‪ ،‬ولهما ُ‬ ‫األفقه وما َ‬ ‫مان على‬ ‫وساكن البيت ْ‬
‫ُ‬ ‫المسجد‬ ‫مام‬
‫وإ ُ‬
‫ِ‬
‫الساكن‬ ‫مون على‬ ‫ِ‬
‫والوالة‪ُ ،‬ي َّ‬ ‫ِ‬
‫قد َ‬ ‫القضاة‬ ‫من‬
‫والسلطان األعظم‪ ،‬واألعلى فاألعلى َ‬
‫ُ‬ ‫أرادا‪.‬‬
‫ِ‬
‫المسجد وغيرهما‪.‬‬ ‫وإ ِ‬
‫مام‬
‫وصبي‪ ،‬وإ ْن كانوا أفقهَ‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫ق‬ ‫مسافر ٍ‬
‫وعبد وفاس ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وحر وعد ٌل وبالغٌ على‬
‫حاضر ٌّ‬ ‫وي َّ‬
‫قد ُم‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫سواء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والبصير واألعمى‬
‫ُ‬
‫شرعي‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫يكرههُ أكثرهم ٍ‬
‫بسبب‬ ‫ُ‬ ‫يؤم قوماً‬
‫أن َّ‬
‫ويكرهُ ْ‬
‫ٍ‬
‫بامرأة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫نجاسة ظاهر ٍة‪ ،‬وال رج ٌل وخنثى‬ ‫ٍ‬
‫مجنون وال ذي‬ ‫االقتداء ٍ‬
‫بكافر وال‬ ‫يجوز‬
‫وال ُ‬
‫ُ‬
‫بعد‬
‫ظهر َ‬ ‫بأخرس ْأو َّ‬ ‫ٍ‬ ‫بمن ُّ‬
‫فإن َ‬‫ألثغ‪ْ ،‬‬
‫أرت ْأو َ‬ ‫َ‬ ‫بحرف منها‪ْ ،‬أو‬ ‫يخل‬ ‫وال من يحفظُ الفاتحة ْ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة َّ‬
‫كان عليه نجاسةٌ خفيةٌ‪ ،‬أو َ‬‫لزمهُ اإلعادةُ‪ ،‬إال إذا َ‬
‫من هؤالء َ‬ ‫واحد ْ‬
‫أن إمامهُ ٌ‬
‫ِ‬
‫وجبت‬ ‫األربعون‬ ‫كملت ِ‬
‫به‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫محدثاً في ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫األربعين‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫زائد على‬
‫وهو ٌ‬ ‫غير الجمعة‪ْ ،‬أو فيها َ‬
‫اإلعادةُ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قضاء‪،‬‬ ‫خلف‬
‫وأداء َ‬ ‫خلف ٍ‬
‫قاعد‪،‬‬ ‫وقائم َ‬ ‫خلف ٍ‬ ‫خلف ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ٌ‬ ‫ظهر‪ٌ ،‬‬ ‫وصبح َ‬
‫ٌ‬ ‫نفل‪،‬‬ ‫فرض َ‬ ‫ٌ‬ ‫ويصح‬
‫واالعتبار‬ ‫ٍ‬
‫بواجب‪ ،‬وإ ال فال‪،‬‬ ‫يتيقن أنهُ َّ‬
‫أخل‬ ‫إن ْلم ْ‬ ‫شافعي َّ‬
‫صح ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫ولو اقتدى ِ‬
‫بغير‬ ‫وبالعكس‪ِ .‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫والحن‪44/ .‬‬ ‫ٍ‬
‫وتمتام‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وفأفاء‪،‬‬ ‫ق‪،‬‬‫وراء فاس ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫المأموم‪ ،‬وتكرهُ‬ ‫باعتقاد‬
‫فصل [شروطُ القدو ِة ُ‬
‫وآدابها]‪:‬‬
‫آخر‬ ‫الواحد عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاء ُ‬ ‫فإن َ‬ ‫يمينه‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫والذكر‬
‫ُ‬ ‫اإلمام‪،‬‬ ‫خلف‬
‫الذكران فصاعداً َ‬ ‫يقف‬
‫أن َ‬ ‫السنةُ ْ‬
‫اإلمام‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تقدم‬
‫أمكن‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫إن َ‬ ‫ِ‬
‫يتأخران ْ‬ ‫عن يسار ِه‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫أحرم ْ‬ ‫َ‬
‫وتقف إمامةُ‬‫ُ‬ ‫النساء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫الصبيان‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫تقدم الرجا ُل‪َّ ،‬‬ ‫ونساء‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫وصبيان‬
‫ٌ‬ ‫حضر رجا ٌل‬ ‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫وس َّ‬
‫طهن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫النساء ْ‬
‫تعليمهم أفعا َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام َ‬ ‫ُ‬ ‫يريد‬
‫أن َ‬ ‫وعكسهُ‪ ،‬إال ْ‬
‫ُ‬ ‫المأموم‬ ‫اإلمام على‬ ‫موقف‬
‫ُ‬ ‫يرتفع‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ويكرهُ ْ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫إن كانا في ِ‬ ‫ِ‬ ‫المأموم مبلِّغاً عن‬ ‫ِ‬
‫وجب ْ‬
‫َ‬ ‫مسجد‬ ‫غير‬ ‫لكن ْ‬‫فيندب‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫اإلمام‬ ‫ُ‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫الصالة‪ْ ،‬أو‬
‫ِ‬
‫الخلقة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اعتدال‬ ‫ِ‬
‫بشرط‬ ‫ببعض ِ‬
‫بدنه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يحاذي األسف ُل األعلى‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الصف فُرجةً أحرم‪ِ َّ ،‬‬
‫ليقف معهُ‪،‬‬
‫الصف َ‬ ‫من‬
‫ب لنفسه واحداً َ‬ ‫ثم َي ْجذ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ْ‬ ‫يجد في‬
‫ومن ْلم ْ‬ ‫ْ‬
‫تصح صالتُهُ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام ْلم‬ ‫المأموم على ِ‬
‫عقب‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫لذلك مساعدتُه‪ .‬ولو َّ ِ‬
‫تقد َم َعق ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ويندب َ‬ ‫ُ‬

‫‪43‬‬
‫اختلف‬
‫َ‬ ‫االقتداء مطلقاً‪ ،‬وإ ْن تباعدا أو‬ ‫مسجد َّ‬
‫صح‬ ‫ٍ‬ ‫واإلمام في‬ ‫المأموم‬ ‫اجتمع‬ ‫ومتى‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ُغلق باب‬ ‫ِ‬
‫المسجد‪ ،‬وإ ْن أ َ‬ ‫بئر في‬‫واآلخر في ٍ‬ ‫السطح‪،‬‬ ‫يقف أحدهما في‬ ‫أن َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫البناء‪ ،‬مثل ْ‬
‫ُ‬
‫سماع مبلِّ ٍغ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بمشاهدة أو‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‪ ،‬إما‬ ‫ِ‬
‫بانتقاالت‬ ‫العلم‬
‫ٍ‬ ‫لكن يشترطُ ُ‬ ‫السطح‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫كمسجد ٍ‬
‫واحد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫والمساجد المتالصقةُ المتنافذةُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المأموم‬ ‫اقتداء‬ ‫صح‬‫واسع َّ‬
‫ٍ‬ ‫فضاء كصحراء أو ٍ‬
‫بيت‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مسجد‪ ،‬في‬ ‫ولو كانا في ِ‬
‫غير‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫صفوف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ولو صلى خلفَهُ‬ ‫ذراع تقريباً‪ ،‬وإ ال فال‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫الثالثمئة‬ ‫يزد ما بينهما على‬ ‫إن ْلم ْ‬‫باإلمام ْ‬
‫ِ‬
‫واإلمام‬ ‫ِ‬
‫األخير‬ ‫بين‬ ‫ِّ‬ ‫ٍّ‬ ‫برت األذرعُ بين ِّ‬
‫بلغ ما َ‬‫والصف الذي قُدامهُ‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫صف‬ ‫كل‬ ‫اعتُ ْ‬
‫مطروق ْأم ال‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫سباحة ْأو شارعٌ‬ ‫حو ُج إلى‬ ‫بحر ُي ِ‬
‫ٌ‬ ‫نار أو ٌ‬ ‫سواء حال بينهما ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أميا ٌل‪،‬‬
‫صفّ ٍة ِم ْن ٍ‬
‫دار‬ ‫واآلخر في ُ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫صحن‬ ‫أحد ُهما في‬‫كبيتين‪ْ ،‬أو ُ‬ ‫ِ‬ ‫كل منهما في ٍ‬
‫بناء‬ ‫وقف ٌّ‬
‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫كشباك‪،‬‬ ‫االستطراق‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْأو ٍ‬
‫َ‬ ‫أن ال يحو َل ما يمنعُ‬ ‫حكم الفضاء‪ ،‬بشرط ْ‬ ‫فحكمهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫مدرسة‬ ‫خان ْأو‬
‫ٍ‬
‫مردود‪.‬‬ ‫أو الرؤيةَ ٍ‬
‫كباب‬
‫ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ِ‬
‫بحيث ال يبقى ما يسعُ‬ ‫ُ‬ ‫وجب االتصال‪،‬‬ ‫َ‬ ‫شماله‬ ‫يمينه ْأو‬ ‫المأموم ْ‬ ‫بناء‬
‫كان ُ‬ ‫إن َ‬ ‫وقي َل‪ْ :‬‬
‫أذرع‪.‬‬ ‫يزيد على ِ‬
‫ثالثة‬ ‫أن ال َ‬
‫ٍ‬ ‫وجب ْ‬
‫َ‬ ‫كان خلفَهُ‬ ‫واقفاً‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫به َّ‬‫متصل ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يزد ما بينهُ‬
‫إن ْلم ْ‬ ‫صح‪ْ ،‬‬ ‫فضاء‬ ‫والمأموم في‬
‫ُ‬ ‫المسجد‬ ‫اإلمام في‬
‫ُ‬ ‫وقف‬
‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫وهو ‪45/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبين ِ‬
‫يقف قُبالَةَ الباب َ‬ ‫أن َ‬‫يح ْل حائ ٌل‪ ،‬مث ُل ْ‬ ‫ولم ُ‬‫ذراع‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثمئة‬ ‫المسجد على‬ ‫آخر‬ ‫َ‬
‫فإن‬ ‫بالة ِ‬ ‫عن قُ ِ‬ ‫لمن خلفَه ِأو اتص َل ِ‬
‫الباب‪ْ ،‬‬ ‫به‪ ،‬وإ ْن خرجوا ْ‬ ‫ُ‬ ‫صحت لهذا صحت ْ‬ ‫ْ‬ ‫مفتوح‪ ،‬فإذا‬
‫ٌ‬
‫قف ْل‪-‬‬
‫المردود ‪-‬وإ ْن ْلم ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫عدل ْ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫بابهُ‬
‫جدار المسجد‪ْ ،‬أو شبا ُكهُ‪ْ ،‬أو ُ‬
‫عن قُبالة الباب‪ْ ،‬أو حا َل ُ‬ ‫َ‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫ْلم‬
‫األوقات التي ُنهي عن الصالة فيها‬
‫ُ‬ ‫باب‪:‬‬
‫تنعقد‪:‬‬
‫تحرم الصالةُ وال ُ‬
‫ُ‬
‫رمح‪.‬‬
‫قدر ٍ‬
‫ترتفع َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الشمس حتى‬ ‫طلوع‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫َ‬ ‫‪-1‬‬
‫تزول‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫االستواء حتى‬ ‫وعند‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫تغرب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫االصفرار حتى‬ ‫وعند‬
‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫الصبح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫وبعد‬
‫َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫العصر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫وبعد‬
‫َ‬ ‫‪-5‬‬

‫‪44‬‬
‫ركعتي‬ ‫ٍ‬
‫وفائتة‪ ،‬ال‬ ‫ِ‬
‫وسنة وضو ٍء‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مسجد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتحية‬ ‫سبب كجناز ٍة‪،‬‬‫حر ُم فيها ما لهُ ٌ‬
‫ْ‬ ‫وال َي ُ‬
‫ٍ‬
‫إحرام‪.‬‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪.‬‬ ‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫وال تكرهُ الصالةُ في ِ‬
‫عند االستواء َ‬ ‫حرم مكةَ مطلقاً‪ ،‬وال َ‬
‫باب صالة المريض‬ ‫ُ‬
‫أن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫القيام مشقةً ظاهرةً‪ ،‬أو‬
‫يشق عليه ُ‬ ‫العج ِز ْ‬
‫من ْ‬ ‫والمراد َ‬
‫ُ‬ ‫الفرض قاعداً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للعاجز صالةُ‬
‫ٍ‬
‫سفينة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرأس في‬ ‫دوران‬ ‫منه مرضاً ْأو زيادتَهُ‪ْ ،‬أو‬‫يخاف ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫رجله‪.‬‬ ‫اإلقعاء ُّ‬
‫ومد‬ ‫ُ‬ ‫االفتراش‪ ،‬ويكرهُ‬
‫ُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬ ‫شاء‪،‬‬
‫كيف َ‬ ‫ويقعد َ‬
‫ُ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جبهته َّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫سجوده‪ْ ،‬‬ ‫موضع‬
‫َ‬ ‫ركبتيه‪ ،‬وأكملُهُ‪ :‬محاذاتُها‬ ‫قد َام‬ ‫ركوعه‪ :‬محاذاةُ‬ ‫وأقل‬
‫عجز‬
‫فإن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ركوع وسجو ٍد َ‬
‫من األرض‪ْ ،‬‬ ‫تقريب الجبهة َ‬ ‫الممكن من‬ ‫فعل نهايةَ‬ ‫ٍ‬ ‫عن‬
‫َع َج َز ْ‬
‫القيام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط َّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫لدمل ونحوه أتى بالقعود قائماً‪ ،‬ولو أمكنهُ ُ‬ ‫القعود فق ْ‬ ‫عجز عن‬ ‫أومأَ بهما‪ ،‬ولو َ‬
‫جاز‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫أمكن مداواتُ َ‬ ‫ِ‬
‫صليت مستلقياً َ‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫معتمد‪ْ :‬‬
‫ٌ‬ ‫طبيب‬
‫ٌ‬ ‫غيرهُ‪ -‬فقا َل لهُ‬
‫رمد أو ُ‬ ‫‪-‬وبه ٌ‬
‫االستلقاء‪.‬‬
‫ُ‬
‫قدِم ِ‬
‫بدنه‪،‬‬ ‫وم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫عن ٍ‬
‫اضطجع على جنبه األيمن مستقبالً بوجهه ُ‬ ‫َ‬ ‫وقعود‬ ‫قيام‬ ‫ولو َع َج َز ْ‬ ‫ْ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فبطرفه‪ْ ،‬‬ ‫عجز‬
‫فإن َ‬ ‫أخفض‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫والسجود‬
‫ُ‬ ‫برأسه‪،‬‬ ‫أمكن‪ ،‬وإ ال أومأ‬‫إن َ‬ ‫ويسجد ْ‬
‫ُ‬ ‫ويركعُ‬
‫دام يعق ُل‪46/ .‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خر َس قرأَ بقلبه‪ .‬وال تسقطُ الصالةُ ما َ‬ ‫فإن َ‬ ‫فبقلبه‪ْ ،‬‬ ‫عجز‬
‫َ‬
‫عجز في أثنائها‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫خف‬ ‫إن َ‬ ‫ِ‬
‫الفاتحة ْ‬ ‫االستمرار في‬
‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬ ‫قعد‪،‬‬
‫عجز في أثنائها َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ْ‬
‫يعتد ِ‬
‫به‪،‬‬ ‫نهوضه ْلم َّ‬‫ِ‬ ‫فإن قرأَ في‬ ‫ِ‬
‫ك ليقرأَ قائماً‪ْ ،‬‬ ‫وجب اإلمسا ُ‬ ‫َ‬ ‫الفاتحة‬ ‫كان في أثناء‬‫فإن َ‬ ‫قام‪ْ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإ ْن َّ‬
‫ارتفع راكعاً‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫الطمأنينة‬ ‫الركوع قب َل‬
‫ِ‬ ‫ليركع منهُ‪ ،‬أو في‬ ‫َ‬ ‫الفاتحة قام‬ ‫بعد‬
‫خف َ‬
‫قام ليعتد َل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يسجد‪ْ ،‬أو في اعتداله قب َل الطمأنينة َ‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬
‫انتصب بطلت‪ْ ،‬أو بعدها اعتد َل قائماً َّ‬ ‫َ‬
‫يقوم‪.‬‬
‫سجد وال ُ‬‫بعدها َ‬‫أو َ‬
‫ِِ‬
‫المسافر‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫للقصر]‪:‬‬ ‫المبيح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السفر‬ ‫[شروطُ‬
‫ٍ‬
‫معصية‪.‬‬ ‫سافر في ِ‬
‫غير‬ ‫إذا َ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫يومان‬ ‫وهو‬
‫بالهاشمي‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫وأربعين ميالً‬
‫َ‬ ‫سفراً تبلغُ مسيرتُهُ ذهاباً ثمانيةً‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫األثقال‪.‬‬ ‫بسي ِر‬
‫بلياليهما ْ‬

‫‪45‬‬
‫ٍ‬
‫مؤديات‪ْ ،‬أو فائتةً‬ ‫كانت‬ ‫ِ‬
‫ركعتين إذا ْ‬ ‫ِ‬
‫ركعتين‬ ‫والعشاء‬ ‫والعصر‬ ‫الظهر‬ ‫يصلي‬ ‫أن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فلهُ ْ‬
‫أتم‪ ،‬وفي‬
‫عكسهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫السفر أو ُ‬ ‫فإن فاتتْه في الحضر فقضاها في‬ ‫ِ‬
‫السفر‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫السفر فقضاها في‬ ‫في‬
‫ٍ‬ ‫البحر تعتبر ِ‬
‫ِ‬
‫قص َد بلداً لهُ‬
‫ولو َ‬
‫قص َر‪ْ ،‬‬
‫فلو قطعها في لحظة َ‬
‫البر‪ْ ،‬‬
‫هذه المسافةُ كما في ِّ‬ ‫ُ‬
‫قصر‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لغرض‪ٍ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كأمن وسهولة ونزهة‪َ ،‬‬ ‫األبعد‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫القصر‪ ،‬فسل َ‬ ‫مسافة‬ ‫دون‬
‫طريقان أحدهما َ‬
‫أتم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القصر َّ‬ ‫مجرد‬
‫َ‬ ‫قصد‬
‫وإ ْن َ‬
‫يعرف موضعهُ‪ ،‬أو‬ ‫طلب آبقاً ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫القصد]‪ :‬وال َّ‬
‫ُ‬ ‫فلو َ‬ ‫معلوم‪ْ ،‬‬ ‫مقصد‬ ‫من‬
‫بد ْ‬ ‫[‪ -3‬معرفةُ‬
‫المقصد‪ْ ،‬لم يقصروا‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ولم يعرفوا‬ ‫ٍ‬ ‫وجندي مع ٍ‬
‫َ‬ ‫وأمير ْ‬ ‫وزوج‬
‫ٍ‬ ‫سيد‬ ‫ٌّ َ‬ ‫عبد وامرأةٌ‬
‫سافر ٌ‬
‫َ‬
‫ق وناشز ٍة‪ُّ -‬‬
‫يتم‪.‬‬ ‫بشرطه‪ ،‬والعاصي بسفر ِه ‪-‬كآب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قص ُروا‬
‫عرفوهُ َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫قص َر بمجر ِد‬ ‫ِ‬
‫سواء َ‬
‫ٌ‬ ‫مجاوزته‪،‬‬ ‫سور َ‬ ‫كان للبلد ٌ‬ ‫إن َ‬‫ثم ْ‬ ‫[‪ -4‬مجاوزةُ العمران]‪َّ :‬‬
‫العمران كلِّ ِه‪ ،‬وال ُيشترطُ مجاوزةُ‬
‫ِ‬ ‫سور فبمجاوز ِة‬‫يكن لهُ ٌ‬
‫خارجهُ عمارةٌ ْأم ال‪ ،‬وإ ْن ْلم ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والمقابر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والبساتين‬ ‫المزارع‬
‫ِ‬
‫خيام ِ‬
‫قومه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بمفارقة ِ‬ ‫يقص ُر‬ ‫ِ‬
‫والمقيم في الصحراء ُ‬ ‫ُ‬
‫غير‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أتم‪ ،‬وينتهي بوصوله إلى وطنه‪ْ ،‬أو بنية إقامة أربعة أيام َ‬ ‫السفر َّ‬
‫ثم إذا انتهى ُ‬ ‫َّ‬
‫غير يومي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقام أربعةَ أيام َ‬
‫والخروج‪ ،‬أو بنفس اإلقامة وإ ن لم ينوها‪ ،‬فمتى َ‬ ‫ِ‬ ‫الدخول‬ ‫يومي‬
‫ِ‬
‫االرتحال ‪ 47/‬إذا‬ ‫نجازها وينوي‬ ‫ٍ‬
‫لحاجة يتوقعُ َ‬ ‫يقيم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫اللهم إال ْ‬
‫أتم‪َّ ،‬‬ ‫والخروج َّ‬
‫ِ‬ ‫الدخول‬
‫وغيرهُ‪.‬‬
‫الجهاد ُ‬
‫ُ‬ ‫وسواء‬
‫ٌ‬ ‫أتم‪،‬‬
‫ت عنها َّ‬
‫تأخر ْ‬
‫فإن َ‬ ‫يقص ُر إلى ثمانيةَ ع َش َر يوماً‪ْ ،‬‬ ‫انقضت‪ ،‬فإنهُ ُ‬
‫ْ‬
‫أيام‪ْ ،‬أو ثمانيةَ‬ ‫ِ‬
‫أربعة ٍ‬ ‫قصر إلى‬ ‫فإن نوى اإلقامةَ المؤثِّرةَ َّ‬
‫أتم‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫مقصدهُ ْ‬
‫َ‬ ‫ولو وص َل‬‫ْ‬
‫وقت‪.‬‬‫كل ٍ‬ ‫إن توقع حاجتَهُ َّ‬
‫َ‬ ‫ع َش َر ْ‬
‫وشروط القصر‪:‬‬
‫ِ‬
‫السفر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصالة كلِّها في‬ ‫وقوعُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬
‫اإلحرام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القصر في‬ ‫ونيةُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫الصالة‪.‬‬ ‫بمتم في جز ٍء َ‬
‫من‬ ‫يقتدي ٍّ‬
‫َ‬ ‫وأن ال‬ ‫‪-3‬‬
‫ذكر قريباً أنهُ نواهُ‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪ ،‬أو َّ‬
‫ثم َ‬‫القصر ْأم ال‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫هل نوى‬‫شك ْ‬ ‫ْ‬ ‫فلو نوى اإلقامةَ في‬ ‫ْ‬
‫قصر‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫إن َ‬ ‫إمامه فنوى ْ‬ ‫جهل نية‬
‫ولو َ‬ ‫أتم‪ْ .‬‬
‫مقيم ْأم ال‪َّ ،‬‬
‫إمامهُ ٌ‬ ‫هل ُ‬ ‫يتم ْأم ال‪ْ ،‬أو ْ‬
‫هل ُّ‬
‫ترد َد ْ‬
‫أتم‪.‬‬
‫أتم َّ‬
‫قصر‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫قصر َ‬ ‫فإن َ‬ ‫صح‪ْ ،‬‬ ‫ت َّ‬ ‫أتمم ُ‬
‫أتم ْ‬‫قصرت‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫ُ‬

‫‪46‬‬
‫ِ‬
‫الصالة بسبب السفر]‪:‬‬ ‫[جمعُ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والعشاء كذل َ‬ ‫ِ‬
‫المغرب‬ ‫وبين‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعصر في وقت أحدهما‪َ ،‬‬ ‫الظهر‬ ‫بين‬
‫ويجوز الجمعُ َ‬
‫ُ‬
‫كان‬ ‫فإن كان نازالً في ِ‬ ‫ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫في ِّ‬
‫فالتقديم أفض ُل‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ُ‬ ‫وقت األولى‬ ‫قص ُر الصالةُ فيه‪َ ْ ،‬‬
‫سفر تُ َ‬
‫فالتأخير أفض ُل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سائراً‬
‫جمع تقديماً فشرطُهُ‪:‬‬
‫وإ ذا َ‬
‫ِ‬
‫السفر‪.‬‬ ‫دوام‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫وتقديم األولى‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫اإلحرام‪ْ ،‬أو في أثنائها‪.‬‬ ‫إما في‬
‫فراغ األولى‪ّ :‬‬
‫قبل ِ‬ ‫الجمع َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬ونيةُ‬
‫خفيف‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫طلب‬ ‫ِ‬
‫للمتيمم ٌ‬ ‫فيغتفر‬ ‫يضر‪،‬‬
‫ق يسيراً ْلم َّ‬‫فر َ‬
‫فإن َّ‬
‫فرق بينهما‪ْ ،‬‬
‫وأن ال ُي َ‬ ‫‪ْ -4‬‬
‫ُ‬
‫الجمع في األولى‪،‬‬ ‫ينو‬ ‫ِ‬
‫الثانية‪ْ ،‬أو ْلم ِ‬ ‫ِ‬
‫شروعه في‬ ‫قبل‬
‫أقام َ‬
‫َ‬ ‫قد َم الثانيةَ فباطلةٌ‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫فإن ّ‬
‫ْ‬
‫الص َّح ِة‪.‬‬
‫بعد فراغهما مضتا على ِّ‬ ‫أقام َ‬ ‫ِ‬
‫تأخير الثانية إلى وقتها‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ُ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫فرق كثيراً‪،‬‬
‫ْأو َ‬
‫وقت األولى ِ‬ ‫خروج ِ‬
‫بقدر ما َيسعُ فعلَها أنهُ‬ ‫ِ‬ ‫قبل‬
‫ينوي َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫يلزمهُ إال ْ‬
‫جمع تأخيراً ْلم ْ‬ ‫وإ ذا َ‬
‫قضاء‪48/ .‬‬ ‫أثم وكانت‬ ‫يؤخر ليجمع‪ ،‬فلو لم ِ ِ‬
‫ً‬ ‫ينوه َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫الجمع في األولى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الترتيب‪ ،‬والمواالةُ‪ ،‬ونيةُ‬
‫ُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫[جمع الصالة بسبب المطر]‪:‬‬
‫مسجد ٍ‬
‫بعيد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫يقصد جماعةً في‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫لمطر َيُب ُّل‬ ‫ِ‬
‫للمقيم الجمعُ تقديماً ٍ‬
‫َ‬ ‫بشرط ْ‬ ‫الثوب‪،‬‬
‫َ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫ك ما‬ ‫ِ‬
‫الثانية‪ ،‬ويشترطُ مع ذل َ‬ ‫وافتتاح‬
‫ِ‬ ‫والفراغ منها‬
‫ِ‬ ‫افتتاح األولى‬
‫ِ‬ ‫عند‬
‫المطر َ‬ ‫يوجد‬
‫َ‬ ‫وأن‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫الص َّح ِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الثانية‪ ،‬مضتا على ِّ‬ ‫بعد ُهما أو في ِ‬
‫أثناء‬ ‫ْ‬ ‫انقطع َ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬
‫السفر تقديماً‪ْ ،‬‬ ‫جمع‬
‫تقدم في ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بالمطر تأخيراً‪.‬‬ ‫يجوز الجمعُ‬
‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الخوف‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫[العدو في غير جهة ِ‬
‫القبلة]‪:‬‬
‫ِ‬
‫فرقتين‪ ،‬فرقةً في‬ ‫الناس‬ ‫الق ِ‬
‫جهة ِ‬
‫والعدو في غير ِ‬
‫اإلمام َ‬
‫ُ‬ ‫فرق‬
‫بلة َّ‬ ‫ُّ‬ ‫كان القتا ُل مباحاً‬
‫إذا َ‬
‫منفردين‪،‬‬ ‫نووا مفارقتهُ‪ ،‬وأتموا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫قام إلى الثانية َ‬
‫العدو‪ ،‬ويصلي بفرقة ركعةً‪ ،‬فإذا َ‬ ‫وجه ِّ‬
‫مون‪،‬‬ ‫في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وذهبوا إلى ِ‬
‫حر َ‬ ‫قائم في الصالة يقرأُ‪ُ ،‬‬
‫وهو ٌ‬ ‫ك إلى اإلمام َ‬ ‫وجاء أولئ َ‬
‫َ‬ ‫العدو‪،‬‬
‫وجه ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويطي ُل‬
‫ألنفسهم‪ُ ،‬‬
‫ْ‬ ‫وأتموا‬
‫للتشهد قاموا ُّ‬ ‫بقد ِر الفاتحة وسور ٍة قصير ٍة‪ ،‬فإذا َ‬
‫جلس‬ ‫لهم ْ‬
‫ويمكث ْ‬
‫ُ‬

‫‪47‬‬
‫ِ‬
‫وبالثانية ركعةً‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫ركعتين‬ ‫كانت ِ‬
‫مغرباً صلى باألولى‬ ‫فإن ْ‬ ‫التشهد َّ ِّ‬
‫بهم‪ْ ،‬‬‫ثم يسل ُم ْ‬ ‫َ‬ ‫هو‬
‫َ‬
‫فرقة ركعةً َّ‬
‫صح‪.‬‬ ‫بكل ٍ‬ ‫ق وصلى ِّ‬ ‫أربع فر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بكل ٍ‬ ‫رباعيةً صلى ِّ‬
‫قهم َ‬‫فر ْ‬‫فإن َّ‬
‫ركعتين‪ْ ،‬‬ ‫فرقة‬
‫[العدو في جهة ِ‬
‫القبلة]‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫اإلمام‬ ‫المسلمين كثرةُ‪ ،‬صفهم‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪ ،‬وفي‬ ‫من في‬ ‫الق ِ‬
‫العدو في ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫شاهدون ْ‬
‫َ‬ ‫بلة ُي‬ ‫كان ُّ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫واستمر‬ ‫الصف الذي ِ‬
‫يليه‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫سجد معهُ‬
‫سجد َ‬ ‫بالكل‪ ،‬فإذا َ‬ ‫ورفع‬
‫َ‬ ‫وركع‬
‫َ‬ ‫وأحرم‬
‫َ‬ ‫فأكثر‪،‬‬
‫صفين َ‬
‫ِّ‬
‫بالكل‪ ،‬فإذا‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ثم يركعُ ويرفعُ‬
‫اآلخر‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الصف‬ ‫سجد‬
‫رؤوسهم َ‬
‫ْ‬ ‫اآلخر قائماً‪ ،‬فإذا رفعوا‬
‫ُ‬ ‫الصف‬
‫ُّ‬
‫الصف‬ ‫سجد‬
‫اآلخر‪ ،‬فإذا رفعوا َ‬‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الصف‬ ‫وحرس‬
‫َ‬ ‫حرس أوالً‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫الصف الذي‬ ‫سجد معهُ‬
‫سجد َ‬ ‫َ‬
‫اآلخر‪.‬‬
‫ُ‬
‫السالح في صالة الخوف‪.‬‬
‫ِ‬ ‫حم ُل‬
‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬
‫ُ‬
‫[حالة التحام القتال]‪:‬‬
‫الق ِ‬
‫بلة وغيرها‪ ،‬جماعةً‬ ‫الخوف‪ ،‬أو التحم القتا ُل‪ ،‬صلوا رجاالً وركباناً إلى ِ‬
‫ُ‬ ‫وإ ذا َّ‬
‫اشتد‬
‫َ‬
‫أخفض‪ ،‬وإ ِن اضطروا إلى‬
‫ُ‬ ‫والسجود‬
‫ُ‬ ‫عج ُزوا‪،‬‬ ‫بالركوع والسجو ِد ْ‬
‫إن َ‬ ‫ِ‬ ‫وفرادى‪ ،‬ويو ِم َ‬
‫ئون‬
‫الصياح‪49/ .‬‬
‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫عليهم‪ ،‬وال ُ‬ ‫ْ‬ ‫المتتابع ضربوا‪ ،‬وال إعادةَ‬ ‫ِ‬ ‫الضر ِب‬‫ْ‬
‫لبسهُ‬
‫يحر ُم ُ‬
‫باب ما ُ‬ ‫ُ‬
‫حشو ُجَّب ٍة‬ ‫ويجوز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ولو بطانةً‪،‬‬ ‫ِِ‬
‫وسائر وجوه استعماله‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحرير‬ ‫لبس‬ ‫ِ‬
‫حر ُم على الرجل ُ‬ ‫َي ُ‬
‫للولي‬ ‫ويجوز‬ ‫َّ‬
‫عليهن افترا ُشهُ‪،‬‬ ‫يحر ُم‬ ‫ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫وفر ٍ‬ ‫َّ ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ويجوز للنساء استعمالُهُ‪ ،‬وقي َل‪ُ :‬‬ ‫ُ‬ ‫به‪،‬‬ ‫ومخدة ْ‬
‫حر َم‪ ،‬وإ ِن‬ ‫ِ‬ ‫حرير وغير ِه ْ‬‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫الحرير ُ‬ ‫وزن‬
‫زاد ُ‬ ‫إن َ‬ ‫ب من‬ ‫والمرك ُ‬ ‫يبلغ‪،‬‬
‫للصبي ما لم ِ‬‫ِّ‬ ‫إلباسهُ‬
‫ُ‬
‫معتاد‪.‬‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ومجي ٌ‬ ‫ف‬
‫ومطر ٌ‬ ‫أصابع‪،‬‬ ‫أربع‬ ‫مطرز ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫يجاوز َ‬ ‫ُ‬ ‫به ال‬ ‫ٌ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫جاز‪،‬‬
‫استويا َ‬
‫لحر ٍ‬
‫وبرد‬ ‫لبسهُ ٍّ‬‫ويجوز ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويجلس فوقهُ‪،‬‬‫ُ‬ ‫ونحوهُ‬ ‫ِ‬
‫الحرير منديالً‬ ‫ط على ِ‬
‫فرش‬ ‫أن يبس َ‬ ‫ولهُ ْ‬
‫َ‬
‫ديباج‬
‫ٌ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫قمل‪،‬‬ ‫ولحك ٍة ِ‬
‫ودفع ٍ‬ ‫َّ‬ ‫غيرهُ‪،‬‬
‫قد ُ‬ ‫حرب إذا فُ َ‬‫ٍ‬ ‫وستر عور ٍة‪ ،‬ومفاج ِ‬
‫ـأة‬ ‫ِ‬ ‫ُم ْهِل َك ْي ِن‪،‬‬
‫ِ‬
‫الحرب‪.‬‬ ‫مقامهُ في‬
‫غيرهُ َ‬ ‫يقوم ُ‬ ‫ثخين ال ُ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫كمفاجأة‬ ‫ميتة إال لضرور ٍة‪،‬ـ‬ ‫جلد ٍ‬ ‫حر ُم ُ‬ ‫ِ‬ ‫نجس في ِ‬ ‫ثوب ٍ‬ ‫لبس ٍ‬
‫وي ُ‬‫غير الصالة‪َ ،‬‬ ‫ويجوز ُ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫والخنزير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكلب‬ ‫الجلد النجس سوى ِ‬
‫جلد‬ ‫أن ُيلبِ َس دابتهُ َ‬ ‫حرب ونحو ِه‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬
‫فلو صدئ وصار‬ ‫ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الذهب‪ ،‬حتى ُّ‬
‫والمطلي به‪ْ ،‬‬ ‫الخاتم‪،‬‬ ‫سن‬ ‫حلي‬
‫ويحر ُم على الرجال ُّ‬
‫ُ‬
‫أصبع‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وأنملة منهُ‪ ،‬ال‬ ‫بذهب‪ ،‬واتخا ُذ ٍ‬
‫أنف‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأنملة‬ ‫سن‬ ‫ويباح ُّ‬
‫شد ٍّ‬ ‫جاز‪،‬‬
‫يبين َ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫بحيث ال ُ‬‫ُ‬
‫غير ُهما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بذهب‪ ،‬وخوذةٌ طُ ْ ِ‬‫ٍ‬
‫يجد َ‬
‫ولم ْ‬‫ليت به‪ ،‬لمفاجأة حرب ْ‬ ‫نسجت‬
‫ْ‬ ‫ويجوز درعٌ‬
‫ُ‬

‫‪48‬‬
‫ٍ‬
‫وسهم‪ ،‬و ِد ْر ٍع‪،‬‬ ‫ط ْب ٍر‪،‬‬
‫ورمح‪ ،‬و َ‬ ‫ٍ‬
‫كسيف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحرب بها‪،‬‬ ‫الفضة‪ ،‬وتحليةُ ِ‬
‫آلة‬ ‫ِ‬ ‫خاتم‬
‫ٍ‬ ‫ويجوز ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ودواة‬ ‫ور‪،‬‬‫وطرف ُسُي ٍ‬‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وقالدة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وركاب‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ولجام‪،‬‬ ‫وخف‪ ،‬ال َس ْر ٍج‪،‬‬‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫وخوذة‪،‬‬ ‫وجو َش ٍن‪،‬‬
‫ق‬‫الحلي كطو ٍ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مهنة و ِمهفّ ٍة‪ ،‬وتعلي ِ‬ ‫وسكين ٍ‬ ‫ِ‬ ‫و ِم ْقلَ َم ٍة‬
‫ِّ‬ ‫وغير الخاتم َ‬ ‫بمسجد‪،‬‬ ‫ولو‬
‫ق قنديل ْ‬
‫والمسجد وجدرانهما‪ ،‬فلو استُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سقف ِ‬ ‫وتاج‪ ،‬وفي ِ‬ ‫ٍ‬
‫بحيث ال يجتمعُ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬
‫هل َ‬ ‫ْ‬ ‫البيت‬ ‫وسوار ٍ‬ ‫ود ْملُ ٍج‬‫ُ‬
‫جازت االستدامةُ وإ ال فال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫بالسب ِك‬
‫شيء ْ‬ ‫ٌ‬ ‫منهُ‬
‫ِ‬
‫المصحف‬ ‫ويجوز تحليةُ‬ ‫ِ‬
‫والرجل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالفضة للمرأة‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ويجوز تحليةُ المصحف وال َكتْ ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الرجل‪.‬‬ ‫ويحر ُم على‬ ‫ِ‬
‫للمرأة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالذهب‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بشرط ِ‬ ‫ِ‬ ‫الذهب كلُّه حتى النع ُل‪ ،‬والمنسوج ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن‬
‫اإلسراف‪ْ ،‬‬ ‫عدم‬ ‫به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ِ ُ‬ ‫حلي‬
‫للمرأة ُّ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫بفضة‪50/ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫ولو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫لخال مئتا ٍ‬ ‫كخ ٍ‬
‫عليهن تحليةُ آلة الحرب ْ‬ ‫ويحر ُم‬
‫حر َم‪ُ ،‬‬ ‫دينار ُ‬ ‫أسرفت َ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫الجمعة‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ولو‬ ‫ٍ‬
‫العبد والمرأةَ والمسافر في غير معصية‪ْ ،‬‬ ‫الظهر لزمتْهُ الجمعةُ‪ ،‬إال َ‬ ‫ُ‬ ‫لزمهُ‬
‫من َ‬ ‫ْ‬
‫وغير ذلك‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتمريض‬ ‫ِ‬
‫كالمرض‬ ‫ط الجماعةَ يسقطُ الجمعةَ‪،‬‬ ‫وكل ما أسق َ‬ ‫سفراً قصيراً‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الصوت‬ ‫بحيث ْلو نادى رج ٌل عالي‬ ‫كان‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫فإن َ‬ ‫كاملون‪ْ :‬‬
‫َ‬ ‫أربعون‬
‫َ‬ ‫ليس فيها‬ ‫والمقيم بقرية َ‬ ‫ُ‬
‫مصغ‬ ‫ِ‬ ‫الجمعة الذي من ِ‬ ‫ِ‬ ‫بطرف ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫لسمعهُ‬
‫َ‬ ‫والرياح ساكنةٌ‪-‬‬
‫ُ‬ ‫‪-‬واألصوات‬
‫ُ‬ ‫القرية‬ ‫جهة‬ ‫بلد‬
‫كل ِ‬
‫أهل‬ ‫لزمت الجمعة َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجمعة‬ ‫القرية الذي من جهة بلد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بطرف‬ ‫واقف‬
‫ٌ‬ ‫السمع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫صحيح‬
‫ُ‬
‫تلزمهُ ْم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يسمع فال ُ‬
‫ْ‬ ‫القرية‪ ،‬وإ ْن ْلم‬
‫يشق ِ‬
‫عليه‬ ‫المريض الذي ال ُّ‬ ‫االنصراف‪ ،‬إال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الجامع لهُ‬
‫َ‬ ‫حضر‬
‫َ‬ ‫تلزمهُ إذا‬
‫ومن ال ُ‬‫ْ‬
‫فتلزمهم الجمعةُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫طريقه وح ٌٌل‬ ‫ومن في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الوقت‪ ،‬واألعمى‪ْ ،‬‬ ‫دخول‬ ‫بعد‬
‫وجاء َ‬ ‫َ‬ ‫االنتظار‪،‬‬
‫ُ‬
‫هم‪،‬‬
‫عذر ْ‬
‫خفي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن َ‬ ‫الظهر ْ‬ ‫ويخفون الجماعةَ في‬ ‫الظهر‪ُ ،‬‬ ‫وبين‬
‫مخير بينها َ‬ ‫تلزمهُ ٌ‬ ‫ومن ال ُ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫الجمعة‪،‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪-‬كمريض ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لمن يرجو زوا َل عذر ِه‬
‫اليأس َ‬ ‫الظهر إلى‬ ‫تأخير‬
‫ُ‬ ‫وعبد‪-‬‬ ‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬
‫ُ‬
‫فيندب تعجيلهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالمرأة‬
‫ُ‬ ‫يرج زوالَهُ‬
‫وإ ْن ْلم ُ‬
‫ِ‬ ‫يصح ظهره قب َل ِ‬
‫طلوع‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫السفر ْ‬
‫ُ‬ ‫ويحر ُم عليه‬
‫ُ‬ ‫الجمعة‪،‬‬ ‫فوات‬ ‫َّ ُ ُ‬ ‫ومن لزمتْهُ الجمعةُ ْلم‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالتخلف‪.‬‬ ‫ويتضرر‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ترح َل رفقتُهُ‬
‫يكون في طريقه موضعُ جمعة‪ْ ،‬أو َ‬ ‫أن َ‬ ‫الفجر‪ ،‬إال ْ‬
‫[شروطُ الجمعة]‪:‬‬
‫شروط الصالة ستةٌ‪:‬‬‫ِ‬ ‫بعد‬
‫الجمعة َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صحة‬ ‫وشروطُ‬
‫تقام جماعةً‪.‬‬
‫أن َ‬ ‫‪ْ -1‬‬

‫‪49‬‬
‫ِ‬
‫الظهر‪.‬‬ ‫‪ -2‬في ِ‬
‫وقت‬
‫ِ‬
‫خطبتين‪.‬‬ ‫بعد‬
‫‪َ -3‬‬
‫ٍ‬
‫مجتمعة‪.‬‬ ‫خطة ٍ‬
‫أبنية‬ ‫‪ -4‬في ِ‬
‫تقام الجمعة‪ ،‬ال‬
‫حيث ُ‬‫مستوطنين ُ‬‫َ‬ ‫عقالء‪،‬‬
‫َ‬ ‫بالغين‬
‫َ‬ ‫بأربعين رجالً أحراراً‬
‫َ‬ ‫‪-5‬‬
‫ٍ‬
‫لحاجة‪.‬‬ ‫نون عنهُ إال‬
‫يظع َ‬
‫َ‬
‫موضع‬
‫ٍ‬ ‫حيث ال َي ُش ُّ‬
‫ق االجتماعُ في‬ ‫وأن ال تسبِقها وال ِ‬
‫تقارَنها جمعةٌ أخرى ُ‬ ‫‪ْ -6‬‬
‫ٍ‬
‫واحد‪.‬‬
‫الوقت في‬ ‫خرج‬ ‫األربعين‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫الصالة عن‬ ‫نقصوا في‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فلو ُ‬‫األربعين‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫من‬
‫واحد َ‬
‫واإلمام ٌ‬
‫ُ‬
‫الوقت صلوا ظهراً‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫شق‬ ‫ِ‬ ‫قبل افتتاحها في ِ‬
‫بقاء‬ ‫ولو شكوا َ‬‫أتموها ظهراً‪ْ ،‬‬
‫أثنائها‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬
‫الحاجة‪ ،‬وإ ْن ْلم ‪َّ 51/‬‬
‫يشق‬ ‫بحس ِب‬
‫الج َم ِع َ‬‫جازت زيادةُ ُ‬
‫ْ‬ ‫وبغداد‬
‫َ‬ ‫كمصر‬
‫َ‬ ‫بموضع‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫االجتماعُ‬
‫هي األولى والثانيةُ باطلةٌ‪ ،‬وإ ْن وقعتا معاً‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فأقيمت جمعتان فالجمعةُ َ‬
‫ْ‬ ‫والمدينة‬ ‫كمكةَ‬
‫استؤنفت جمعةٌ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َّبق‪،‬‬
‫هل الس ُ‬
‫ُج َ‬
‫ِ‬
‫الخطبة]‪:‬‬ ‫[أركان‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الخطبة خمسةٌ‪:‬‬ ‫وأركان‬
‫ُ‬
‫الحمد هلل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬والصالةُ على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -3‬والوصيةُ بالتقوى‪.‬‬
‫يتعين لفظُ‬ ‫ِ‬
‫والصالة‪ ،‬وال‬ ‫الحمد هلل‬
‫ُ‬ ‫ويتعين لفظُ‬ ‫الخطبتين‪،‬‬
‫كل من ُ‬ ‫يجب ذلك في ٍّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الوصية فيكفي‪ :‬أطيعوا اهلل‪.‬‬
‫إحداهما‪.‬‬ ‫والرابع‪ :‬قراءةُ ٍ‬
‫آية في‬ ‫‪-4‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والخامس‪ :‬الدعاء للمؤمنين في الثانية‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫وسننها]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الخطبة ُ‬ ‫[شروط‬
‫والقيام‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪،‬‬ ‫قبل‬ ‫ِ‬
‫الظهر َ‬ ‫وشرطُهما‪ :‬الطهارةُ‪ ،‬والستارةُ‪ ،‬ووقوعهما في ِ‬
‫وقت‬
‫ُ‬ ‫ُُ‬
‫تنعقد بهم الجمعةُ‪.‬‬
‫أربعون ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يسمعهُ‬
‫ُ‬ ‫بحيث‬
‫ُ‬ ‫الصوت‬ ‫والقعود بينهما‪ ،‬ورفعُ‬
‫ُ‬ ‫فيهما‪،‬‬
‫يؤذن‪،‬‬
‫ويجلس حتى َ‬ ‫َ‬ ‫صعد‪،‬‬
‫َ‬ ‫وأن ُيسلِّ َم إذا دخ َل وإ ذا‬
‫عال‪ْ ،‬‬‫وسننهما‪ :‬منبر أو موضع ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ُُ‬
‫ويقبِ َل عليهم في جميعهما‪.‬‬ ‫ويعتمد على ٍ‬
‫سيف ْأو ٍ‬
‫قوس ْأو عصا‪ُ ،‬‬ ‫َ‬

‫‪50‬‬
‫[فصل]‪:‬‬
‫مع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أدرك َ‬
‫َ‬ ‫ومن‬
‫الثانية (المنافقون)‪ْ .‬‬ ‫ركعتان‪ ،‬يقرأُ في األولى (الجمعة) وفي‬ ‫والجمعةُ‬
‫بعدهُ فاتتْهُ الجمعةُ‪ ،‬فينوي‬
‫أدرك الجمعةَ‪ ،‬وإ ْن أدركهُ َ‬
‫َ‬ ‫فقد‬ ‫َّ‬
‫واطمأن ْ‬ ‫ِ‬
‫الثانية‬ ‫ركوع‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‬
‫الظهر‪.‬‬
‫َ‬ ‫أتم‬
‫سلم َّ‬
‫الجمعةَ خلفَهُ‪ ،‬فإذا َ‬
‫[سنن مريد الجمعة]‪:‬‬
‫ُ‬
‫وأن‬
‫تيم َم‪ْ ،‬‬ ‫عج َز َّ‬
‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫الفجر‪ْ ،‬‬ ‫من‬
‫ويجوز َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الذهاب إليها‪،‬‬ ‫عند‬
‫أن يغتس َل َ‬ ‫ويندب لمريدها‪ْ :‬‬
‫ُ‬
‫كريهة‪ ،‬ويتطيب‪ ،‬ويلبس أحسن ِ‬
‫ثيابه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫رائحة‬ ‫وقطع‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وشعر‪،‬‬ ‫وأخذ ٍ‬
‫ظفر‬ ‫بسواك‪ِ ،‬‬‫ٍ‬ ‫يتنظف‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الزينة‪.‬‬ ‫عليهم في‬ ‫يزيد‬
‫واإلمام ُ‬ ‫البيض‪،‬‬ ‫وأفضلُها‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الثياب‪52/ .‬‬ ‫وفاخر‬ ‫الطيب‬ ‫ِ‬
‫للمرأة إذا حضرت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويكرهُ‬
‫ويدنو ِم َن‬
‫َ‬ ‫يركب إال ٍ‬
‫لعذر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ووقار‪ ،‬وال‬ ‫ٍ‬
‫بسكينة‬ ‫الفجر‪ ،‬ويمشي‬ ‫ِ‬ ‫ويَب ِّك َر وأفضلهُ َ‬
‫من‬ ‫ُ‬
‫وجد فرجةً ال‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬فإذا َ‬ ‫رقاب‬ ‫ِ‬
‫والصالة‪ ،‬وال يتخطى‬ ‫بالذكر والتالو ِة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‪ ،‬ويشتغ َل‬
‫َ‬
‫يكره‪.‬‬
‫يص ُل إليها إال بالتخطي ْلم ْ‬
‫قام باختيار ِه َ‬
‫جاز‪.‬‬ ‫فإن َ‬
‫ويجلس مكانهُ‪ْ ،‬‬‫َ‬ ‫يقيم رجالً‬
‫أن َ‬ ‫ويحر ُم ْ‬
‫ُ‬
‫أن‬ ‫وبكل ٍ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫قربة‪.‬‬ ‫اإلمام‪،‬‬ ‫من‬
‫بالقرب َ‬ ‫األول‪ْ ،‬أو‬ ‫بالصف‬ ‫غيرهُ‬
‫يؤثر َ‬
‫أن َ‬ ‫ويكرهُ ْ‬
‫من يأخ ُذ له موضعاً يبسطُ شيئاً ِ‬
‫والجلوس مكانهُ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ولكن لغير ِه إزالتُهُ‬
‫فيه‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫يبعث ْ‬
‫َ‬
‫ط‬
‫فإن دخ َل صلى التحيةَ فق ْ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ِ‬
‫يحرمان‪ْ ،‬‬ ‫طبة وال‬ ‫حال ُ‬ ‫الكالم والصالةُ َ‬
‫ُ‬ ‫ويكرهُ‬
‫ويخففها‪.‬‬
‫[سنن يوم الجمعة]‪:‬‬
‫كثر‬ ‫ِ‬
‫وي ُ‬‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ليلةَ الجمعة ويومها‪ُ ،‬‬
‫الكهف‪ ،‬والصالةُ على ِّ‬
‫ُ‬ ‫ندب‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫فراغ‬ ‫ِ‬
‫المنبر إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام على‬ ‫ِ‬
‫جلوس‬ ‫بين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهي ما َ‬
‫رجاء ساعة اإلجابة‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫الدعاء‬
‫َ‬ ‫في يومها‬
‫ِ‬
‫الصالة‪.‬‬
‫ِ‬
‫العيدين‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ويندب من ارتفاعها‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الشمس‪،‬‬ ‫طلوع‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ويندب لها الجماعةُ‪ ،‬ووقتُها ْ‬
‫ُ‬ ‫هي سنةٌ مؤكدةٌ‪،‬‬
‫َ‬
‫فالصحراء أفض ُل‪،‬‬ ‫ضاق‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اتسع‪ْ ،‬‬
‫رمح إلى الزوال‪ ،‬وفعلُها في المسجد أفض ُل إن َ‬ ‫قدر ٍ‬‫َ‬
‫ٍ‬
‫تمرات وتراً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصالة‬ ‫ِ‬
‫الفطر قب َل‬ ‫ويأكل في‬ ‫يأكل في األضحى حتى يصلي‪،‬‬ ‫أن ال َ‬
‫َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬
‫الليل‪ ،‬ويتطيب ويلبس أحسن ِ‬
‫ثيابه‪.‬‬ ‫نصف ِ‬‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِّ‬ ‫بعد الف ِجر وإ ْن ْلم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫يصل‪،‬‬ ‫ويغتس َل َ‬

‫‪51‬‬
‫طيب وال ٍ‬
‫زينة‪،‬‬ ‫بغير ٍ‬ ‫ِ‬
‫النساء ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ومن ال تُشتهى َ‬‫الصبيان بزينتهم‪ْ ،‬‬ ‫حضور‬
‫ُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫طريقه‪ ،‬ويتأخر اإلمام إلى ِ‬
‫وقت‬ ‫ِ‬ ‫ويرجع في ِ‬
‫غير‬ ‫ِ‬
‫الفجر ماشياً‪،‬‬ ‫بعد‬
‫ويبكر َ‬ ‫ٍ‬
‫لمشتهاة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويكرهُ‬
‫ِ‬
‫واالستسقاء‪ :‬الصالةُ جامعةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وللكسوف‬ ‫الصالة‪ ،‬وينادى لها‬‫ِ‬
‫ٍ‬
‫تكبيرات‪ ،‬وفي‬ ‫سبع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستفتاح وقب َل التعوذ َ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ويكبر في األولى َ‬ ‫ُ‬ ‫ركعتان‪،‬‬ ‫وهي‬
‫َّ‬
‫بينهن‪،‬‬ ‫ويذكر اهلل تعالى‬ ‫التعوذ خمساً غير تكبير ِة ِ‬
‫القيام‪ ،‬يرفعُ فيها اليدين‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫قبل‬ ‫ِ‬
‫الثانية َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫زاد ِ‬
‫ولو نسيهُ‬‫للسهو‪ْ ،‬‬ ‫يسجد‬
‫ْ‬ ‫فيه ْلم‬ ‫التكبير ْأو َ‬
‫َ‬ ‫ترك‬
‫ولو َ‬ ‫ويضعُ اليمنى على اليسرى‪ْ ،‬‬
‫شاء قرأ ‪53/‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وشرع في التعو ِذ َ‬
‫فات‪ ،‬ويقرأُ في األولى (ق) وفي الثانية (ا ْقتََرَبت)‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ويفتتح األولى‬ ‫ِ‬
‫كالجمعة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫خطبتين‬ ‫يخطب بعدهما‬ ‫اشَي ِة)‪َّ ،‬‬
‫ثم‬ ‫َعلَى) و(اْل َغ ِ‬
‫ِّك األ ْ‬
‫اس َم َرب َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّح ْ‬ ‫(سب ِ‬
‫َ‬
‫جاز‪.‬‬
‫خطب قاعداً َ‬ ‫ولو‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫بسبع‪ْ ،‬‬ ‫تكبيرات والثانيةَ ٍ‬ ‫بتسع‬
‫ندباً ِ‬
‫[سنة التكبير]‪:‬‬
‫ومقيد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والتكبير مرس ٌل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫العيدين‬ ‫ق‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫سن في‬ ‫ِ‬
‫والمنازل والطر ِ‬ ‫ِ‬
‫المساجد‬ ‫بل في‬ ‫يتقيد ٍ‬
‫بحال‪ْ ،‬‬ ‫وهو ما ال ُ‬‫فالمرس ُل‪َ :‬‬ ‫ُ‬
‫بصالة ِ‬
‫العيد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اإلمام‬ ‫أن ُي ْح ِر َم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن‬
‫ُ‬ ‫العيدين إلى ْ‬ ‫ليلتي‬
‫الشمس ِ‬ ‫غروب‬
‫ظهر ِ‬ ‫صالة ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسن في ِ‬ ‫ِ‬
‫النحر‬ ‫من‬
‫ط ْ‬ ‫النحر فق ْ‬ ‫الصلوات‪،‬ـ ُّ‬ ‫والم َّقي ُد‪َ :‬‬
‫هو ما يؤتى به عقيب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والمقضية‪،‬‬ ‫المؤد ِاة‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الفرائض‬ ‫خلف‬
‫يكبر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صبح ِ‬ ‫ِ‬
‫وهو رابعُ العيد‪ُ ،‬‬ ‫آخر التشريق َ‬ ‫ِ‬ ‫صالة‬ ‫إلى‬
‫يكبر‪.‬‬
‫المدة بعدها ْلم ّ‬‫فوائت ِ‬ ‫ولو قضى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫م َن المدة وقبلها‪ ،‬والمنذورة والجنازة والنوافل‪ْ ،‬‬
‫أكبر‬
‫وهو‪ :‬اهللُ ُ‬
‫فحسن َ‬‫ٌ‬ ‫الناس‬
‫زاد ما اعتادهُ ُ‬
‫فإن َ‬‫أكبر‪ْ ،‬‬
‫أكبر اهللُ ُ‬
‫أكبر اهللُ ُ‬
‫وصيغتُهُ‪ :‬اهللُ ُ‬
‫فليكبر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األنعام ّ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ولو رأى في ِ‬ ‫ِ‬
‫عشر ذي الحجة شيئاً َ‬ ‫كبيراً إلى آخره‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫الكسوف‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫من‬
‫ويحضرها من ال هيئةَ لها َ‬
‫ُ‬ ‫الجامع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ويندب لها الجماعةُ في‬
‫ُ‬ ‫هي سنةٌ مؤكدةٌ‪،‬‬‫َ‬
‫ِ‬
‫النساء‪.‬‬
‫يركع‬ ‫ثم‬
‫ثم يرفع فيقرأ الفاتحةَ َّ‬ ‫ثم يركع‪َّ ،‬‬ ‫أن ِ‬
‫يحر َم فيقرأَ الفاتحةَ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ركعتان‪ ،‬وأقلها‪ْ :‬‬ ‫وهي‬
‫َ‬
‫يصلي الثانيةَ‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫وركوعان‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وقراءتان‬ ‫ِ‬
‫قيامان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سجدتين‪ ،‬فهذه ركعةٌ فيها‬ ‫يسجد‬
‫َ‬ ‫ثم‬ ‫َّ‬
‫فيطمئن‪َّ ،‬‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫لتجلية‪.‬‬ ‫النقص‬ ‫يجوز‬
‫الكسوف‪ ،‬وال ُ‬
‫ِ‬ ‫وركوع لتمادي‬
‫ٍ‬ ‫يجوز زيادةُ ٍ‬
‫قيام‬ ‫ُ‬ ‫ك‪ ،‬وال‬ ‫كذل َ‬
‫ُ‬
‫عمران‬ ‫وآل‬ ‫ِ‬
‫األول‪َ ،‬‬ ‫القيام‬ ‫ِ‬
‫والفاتحة‪ :‬البقرةَ في ِ‬ ‫االفتتاح والتعو ِذ‬ ‫بعد‬
‫أن يقرأَ َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫وأكملها‪ْ :‬‬
‫الركوع‬ ‫ويسبح في‬ ‫ك‪،‬‬‫نحو ذل َ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫الرابع‪ْ ،‬أو َ‬
‫ِ‬ ‫الثالث‪ ،‬والمائدةَ في‬ ‫والنساء في‬
‫َ‬ ‫في الثاني‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫سبعين‪ ،‬وفي‬ ‫ثمانين‪ ،‬وفي الثالث ِ‬
‫بقدر‬ ‫من البقر ِة‪ ،‬وفي الثاني ِ‬
‫بقدر‬ ‫األول ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بقدر مئة آية َ‬
‫فإن ْلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرابع ِ‬
‫كالجمعة‪ْ ،‬‬ ‫خطبتين‬ ‫يخطب‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫من الصلوات‪ّ ،‬‬ ‫خمسين‪ ،‬وباقيها كغيرها َ‬
‫َ‬ ‫بقدر‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫يصل‪،‬‬ ‫خاسف‪ْ ،‬لم‬
‫ٌ‬ ‫والقمر‬
‫ُ‬ ‫الشمس‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫طلعت‬ ‫غابت كاسفةً‪ْ ،‬أو‬
‫ْ‬ ‫يصل حتى تَجلَّى الجميعُ‪ ،‬أو‬
‫ِّ‬
‫أتمها‪54/ .‬‬
‫غابت كاسفةً َّ‬ ‫ْ‬ ‫فتجلت ْأو‬
‫ْ‬ ‫أحرم‬
‫َ‬ ‫ولو‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫االستسقاء‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫انقطعت المياهُ ْأو قلَّت‪،‬‬
‫ِ‬ ‫األرض‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫ويندب لها الجماعةُ‪ ،‬فإذا أجدبت‬‫ُ‬ ‫هي سنةٌ مؤكدةٌ‪،‬‬ ‫َ‬
‫ثم‬ ‫ثالثة ٍ‬
‫أيام‪َّ ،‬‬ ‫وصوم ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومصالحة األعداء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والصدقة‬ ‫ِ‬
‫بالتوبة‬ ‫الناس‪ ،‬وأمرهم‬ ‫اإلمام َ‬‫ُ‬ ‫ظ‬
‫وع َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثياب بِ ْذلَ ٍة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الصحراء صياماً‪ ،‬في ٍ‬
‫غير ذوات الهيئة َ‬ ‫ويخرج ُ‬
‫ُ‬ ‫الرابع إلى‬
‫ِ‬ ‫يخرجون في‬
‫َ‬
‫رسول ِ‬
‫اهلل‬ ‫ِ‬ ‫وأقارب‬ ‫والصلحاء‬ ‫والصغار‬ ‫والعجائز واألطفا ُل‬
‫ُ‬ ‫والشيوخ‬
‫ُ‬ ‫والبهائم‬ ‫ِ‬
‫النساء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫به‪ ،‬وإ ْن‬ ‫عمله ويستشفع ِ‬ ‫نفسه صالح ِ‬ ‫كل في ِ‬ ‫ويستسقون بهم‪ ،‬ويذكر ٌّ‬ ‫وسلم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫صلى اهللُ عليه َ‬
‫يختلطون بنا‪.‬‬ ‫لكن ال‬ ‫خرج أه ُل ِ‬
‫َ‬ ‫الذمة لم ُيمنعوا ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫باالستغفار بدل‬ ‫ِ‬
‫كالعيد‪ ،‬إال أنهُ يفتتحهُما‬ ‫يخطب خطبتين‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫كالعيد‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ركعتان‬ ‫وهي‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والدعاء‪،‬‬ ‫والصالة على النبي صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستغفار‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫كثر فيهما َ‬ ‫وي ُ‬
‫التكبير‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫الثانية‪،‬‬ ‫الخ ِ‬
‫طبة‬ ‫القبلةَ في ِ‬
‫أثناء ُ‬ ‫ومن‪( :‬استغفروا ربكم إنه كان غفاراً) اآلية‪ ،‬ويستقب ُل ِ‬
‫ْ ُ َ‬
‫ولم ُيسقَ ْوا‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫كذلك‪ ،‬ويبالغُ في الدعاء سراً وجهراً‪ ،‬فإن صلوا ْ‬ ‫الناس َ‬ ‫ويحو ُل رداءهُ‪ ،‬ويفع ُل ُ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫الصالة صلوا شكراً وسألوا الزيادةَ‪.‬‬ ‫فسقُوا قب َل‬
‫أعادوها‪ ،‬وإ ْن تأهبوا ُ‬
‫ِ‬ ‫الجد ِب َ‬ ‫أن يدعوا ِ‬ ‫ويندب ِ ِ‬
‫الصلوات‪.‬ـ‬ ‫خلف‬ ‫ألهل ْ‬ ‫ص ِب ْ‬‫ألهل الخ ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬
‫السنة‪.‬‬ ‫مطر يقعُ في‬ ‫يكشف بعض ِ‬
‫بدنه ليصيبهُ أو ُل ٍ‬ ‫أن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫السنة‪:‬‬ ‫ورد في‬ ‫ِ‬
‫برفعه بما َ‬ ‫ضررهُ دعا‬ ‫وخشي‬ ‫المطر‬ ‫كثر‬ ‫ِ‬
‫للرعد والبر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‪ ،‬وإ ذا َ‬ ‫سبح‬
‫وي ُ‬‫ُ‬
‫"اللهم حوالينا وال علينا" إلى آخر ِه‪.‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الجنائز‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالتوبة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لكل ٍ‬‫يندب ِّ‬
‫آكد‪ ،‬ويستعد لهُ‬
‫والمريض ُ‬
‫ُ‬ ‫الموت‪،‬‬ ‫ذكر‬
‫يكثر َ‬
‫أن َ‬‫أحد ْ‬ ‫ُ‬
‫فإن كان ذمياً فإن اقترن ِ‬
‫به‬ ‫من ٍ‬
‫َ‬ ‫والصديق‪َ ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫العدو‬
‫ويعم بها َّ‬
‫رمد‪ُّ ،‬‬ ‫ولو ْ‬
‫المريض ْ‬
‫َ‬ ‫ويعود‬
‫ُ‬
‫أبيحت‪.‬‬
‫ْ‬ ‫قرابة ْأو ِجوار ْ‬
‫ندبت عيادتهُ وإ ال‬
‫ك ِ‬
‫به‪-‬‬ ‫يأنس ْأو يتبر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتندب غّباً إال ألقاربه ونحوهم ‪-‬مما ُ‬
‫ُ‬ ‫القعود عندهُ‪،‬‬ ‫ويكرهُ إطالةُ‬
‫ِ‬
‫التوبة‬ ‫وانصرف‪ ،‬وإ ال َّ‬
‫رغبهُ في‬ ‫ِ‬ ‫فكل ٍ‬
‫َ‬ ‫طمع في حياته دعا لهُ‬
‫فإن َ‬ ‫وقت ما لم ُي ْنهَ‪ْ ،‬‬

‫‪53‬‬
‫ِ‬ ‫لة على ِ‬
‫القْب ِ‬
‫ووجهه إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األيمن‪،‬‬ ‫جنبه‬ ‫والوصية‪ ،‬وإ ْن رآه منزوالً به أطمعهُ في رحمة اهلل‪ُ َّ ،‬‬
‫إلحاح‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫قول ال إلهَ إال اهلل ليسمعها‪ ،‬فيقولها بال‬ ‫تعذر فقفاهُ‪ ،‬ولقَّنه َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫فاأليسر‪ْ ،‬‬ ‫تعذر‬
‫فإن َ‬ ‫ْ‬
‫متهم ٍ‬
‫بإرث‬ ‫وأن يكون الملَقِّن غير ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫يتكلم بغيرها‪ْ ،‬‬ ‫ك حتى َ‬ ‫وال َي ُقل‪ُ :‬ق ْل‪ .‬فإذا قالها تُر َ‬
‫وعداو ٍة‪55/ .‬‬
‫ثم‬ ‫مفاصله‪ ،‬ونزعُ ِ‬
‫ثيابه‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫وتليين‬ ‫حي ْي ِه‪،‬‬ ‫تغميضهُ‪ُّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ندب ألرف ِ‬
‫ُ‬ ‫وشد لَ َ‬ ‫ُ‬ ‫محارمه‬ ‫ق‬ ‫مات َ‬ ‫فإذا َ‬
‫شيء ثقي ٌل‪.‬‬ ‫خفيف‪ ،‬ويجع ُل على ِ‬
‫بطنه‬ ‫ٍ‬ ‫ُيستر ٍ‬
‫بثوب‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‬
‫مات فجأةً تُر َ‬‫وصيته‪ ،‬وتجهيز ِه‪ ،‬فإذا َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتنفيذ‬ ‫دينه ْأو إبرائِ ِه منهُ‪،‬‬
‫قضاء ِ‬‫ِ‬ ‫ويبادر إلى‬
‫ُ‬
‫تيقن موتُهُ‪.‬‬
‫ُلي َ‬
‫ودفنه فروض ٍ‬
‫كفاية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وتكفينهُ والصالةُ عليه وحملهُ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫وغسلُهُ‬
‫فص ٌل [في غسل الميت]‪:‬‬
‫ثم‬
‫العم‪َّ ،‬‬
‫ثم ُّ‬‫األخ‪َّ ،‬‬
‫ثم ُ‬ ‫االبن‪َّ ،‬‬ ‫ثم ُّ‬ ‫ِ‬
‫ثم ُ‬ ‫الجد‪َّ ،‬‬ ‫األب‪َّ ،‬‬
‫كان رجالً فاألولى بغسله ُ‬ ‫يغس ُل‪ ،‬فإذا َ‬‫ثم َّ‬‫َّ‬
‫النساء‬ ‫ثم‬
‫ثم الزوجةُ‪َّ ،‬‬
‫األجانب‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬
‫األقارب‪َّ ،‬‬ ‫ثم الرجا ُل‬ ‫ِ‬
‫العصبات‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ترتيب‬ ‫ابنهُ‪ ،‬على‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ثم الرجا ُل‬ ‫الزوج‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫األجانب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫األقارب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫النساء‬
‫ُ‬ ‫كان امرأةً غسَّلها‬ ‫المحارم‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ُ‬
‫الكفار ُّ‬
‫أحق‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫فأقاربهُ‬
‫ُ‬ ‫كان كافراً‬
‫المحارم‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الغاسل‬ ‫يحض ُر سوى‬ ‫ِ‬
‫الغسل‪ ،‬وال‬ ‫الميت في‬ ‫ستر‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وي ُ‬‫الغاسل أميناً‪ُ ،‬‬ ‫كون‬
‫ويندب ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تحت ٍ‬ ‫أول ُغس ِ‬ ‫ِ‬
‫لحاجة‪.‬‬ ‫وبماء ٍ‬
‫بارد إال‬ ‫سقف‬ ‫واألولى َ‬ ‫ْ‬ ‫له إلى آخر ِه‪،‬‬ ‫من ِ ْ‬ ‫ويبخ ُر ْ‬
‫ومعينه‪ّ ،‬‬
‫يمسهُ إال‬ ‫بخر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ينظر إلى غيرها‪ ،‬وال ّ‬ ‫أن ال َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫قة‪،‬‬ ‫نظر عورته ومسُّها إال ْ‬ ‫ويحر ُم ُ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بخرقة‪.‬‬
‫رأسه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خرج ما في بطنه من الفضالت‪ ،‬ويستنجيه ويوضئهُ‪ ،‬وينوي ُغ ْسلَهُ‪ ،‬ويغسل َ‬ ‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫زاد‬
‫ينظف َ‬ ‫فإن ْلم‬ ‫ِ‬ ‫كل مر ٍة إمرار ِ‬ ‫يتعهد َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وجسده ٍ‬
‫ْ‬ ‫البطن‪ْ ،‬‬ ‫اليد على‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وسدر ثالثاً‪،‬‬ ‫بماء‬ ‫َ‬ ‫ولحيتَه‬
‫كافور‪ ،‬وفي األخير ِة ُ‬
‫آكد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وتراً‪ ،‬ويجع ُل في الماء قلي َل‬
‫الغ ِ‬ ‫ف ٍ‬ ‫ثم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫تعميم ِ‬
‫سل كفاهُ‬ ‫بعد ُ‬
‫شيء َ‬
‫ٌ‬ ‫خرج منهُ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫بثوب‪ْ ،‬‬ ‫ينش ُ‬ ‫بالماء‪َّ ،‬‬ ‫البدن‬ ‫ُ‬ ‫وواجبهُ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫المحل‪.‬‬ ‫َغ ْس ُل‬
‫فص ٌل [في ِ‬
‫بيان الكفن]‪:‬‬
‫كل‬ ‫ٍ‬
‫واحدة تستر َّ‬ ‫كل‬ ‫ٍ‬
‫مغسولة‪ُّ ،‬‬ ‫لفائف ٍ‬
‫بيض‬ ‫ثالث‬
‫ندب لهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كان رجالً َ‬
‫فإن َ‬
‫يكفن‪ْ ،‬‬
‫ثم ُ‬ ‫َّ‬
‫الحرير‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ويحرم‬
‫ُ‬ ‫جاز‪،‬‬
‫زاد عليها قميصاً وعمامةً َ‬
‫فإن َ‬
‫قميص فيها وال عمامةً‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البدن‪ ،‬ال‬

‫‪54‬‬
‫ومعصفر‪،‬‬ ‫ومزعفر‬ ‫حرير‬ ‫ويكرهُ لها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫سابغتان‪ُ ،‬‬ ‫ولفافتان‬ ‫وقميص‬
‫ٌ‬ ‫وخمار‬
‫ٌ‬ ‫إزار‬
‫وللمرأة ٌ‬
‫يستر العورةَ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والواجب في الرجل والمرأة ما ُ‬‫ُ‬
‫ومواضع‬
‫ِ‬ ‫منافذ ِه‬
‫بحنوط على ِ‬‫ٍ‬ ‫والكافور‪ ،‬ويجع ُل قطناً‬
‫ُ‬ ‫الحنوطُ‬ ‫ِ‬
‫ذر عليه َ‬ ‫وي ُّ‬
‫الكفن ُ‬
‫ُ‬ ‫بخر‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫طيب جميع ِ‬ ‫ِ‬
‫والمخيطُ ‪56/‬‬
‫الطيب َ‬
‫ُ‬ ‫حر َم‬‫مات ُم ْح ِرماً ُ‬
‫فإن َ‬ ‫فحسن‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫بدنه‬ ‫َ‬ ‫ولو َّ‬
‫السجود‪ْ ،‬‬
‫من‬ ‫أن يقطع ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بحله‪ْ ،‬أو ْ‬ ‫َ‬ ‫لنفسه كفناً إال ْ‬ ‫يعد‬ ‫يندب ْ‬
‫الرجل ووجهُ المرأة‪ ،‬وال ُ‬ ‫وتغطيةُ رأس‬
‫أهل ِ‬
‫الخير‪.‬‬ ‫أثر ِ‬
‫ِ‬
‫الصالة على الميت]‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫فص ٌل [في‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ثم يصلَّى ِ‬
‫فإن ْلم‬‫حضرهن رج ٌل‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن‬
‫النساء ْ‬ ‫الفرض ب َذ َك ٍر واحد َ‬
‫دون‬ ‫ُ‬ ‫عليه‪ ،‬ويسقطُ‬ ‫َّ ُ‬
‫بهن‪.‬‬‫الفرض َّ‬ ‫ُ‬ ‫لزمهن‪ ،‬ويسقطُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫غيرهن‬ ‫يوجد‬
‫ْ‬
‫من‬ ‫بالغ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتندب فيها الجماعةُ وتكرهُ في المقبر ِة‪ ،‬وأولى الناس‬
‫سل ْ‬ ‫بالصالة ْأوالهم ُ‬ ‫ُ‬
‫األفقه وغير ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واألسن على‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫السلطان‪،‬‬ ‫الولي على‬ ‫ُّ‬ ‫ويقدم‬ ‫حق َّ‬
‫لهن‪،‬‬ ‫النساء فال َّ‬ ‫ِ‬
‫أقاربه إال‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أن يصلي ِ‬
‫الولي‬
‫ُّ‬ ‫أجنبي قُ ِّد َم‬
‫ٌّ‬ ‫عليه‬ ‫َ‬ ‫ولو أوصى ْ‬ ‫السن ُرتِّبوا كباقي الصلوات‪،‬ـ ْ‬ ‫استووا في ِّ‬ ‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫عليه‪.‬‬
‫إفراد ِّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫جنائز فاألفض ُل‬ ‫ُ‬ ‫اجتمع‬ ‫المرأة‪ِ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫الرجل وعجيز ِة‬ ‫ِ‬ ‫عند رأس‬ ‫اإلمام َ‬ ‫ويقف‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫خلف‬
‫بعضهُ ْم َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بين يديه َ‬ ‫ويضعهُم َ‬ ‫ُ‬ ‫يصلي عليهم ُدفعةً واحدةً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫بصالة‪،‬‬ ‫واحد‬
‫ثم األفض ُل فاألفض ُل‪ ،‬وال‬ ‫ثم المرأةُ‪َّ ،‬‬ ‫الصبي َّ‬ ‫ثم‬
‫الرج ُل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُّ‬ ‫بعض هكذا إلى القبلة‪ ،‬ويليه ُ‬
‫ولو مفضوالً‬ ‫ِ‬ ‫بعد ٍ‬
‫واحد قُ ِّد َم إلى‬ ‫ِ‬ ‫بالر ِّ‬
‫األسبق‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫اإلمام‬ ‫واحد َ‬ ‫والحرية‪ ،‬ولو جاء ٌ‬ ‫ق‬ ‫اعتبار ِّ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫فتؤخر َّ‬
‫دون‬
‫التعرض للفريضة َ‬ ‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬ ‫ثم ينوي‪،‬‬ ‫المتأخر مجيئهُ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫كر‬‫للذ ِ‬ ‫وصبياً‪ ،‬إال المرأةَ َّ ُ‬
‫صح‪.‬‬‫حاضر َّ‬ ‫ٍ‬ ‫خلف من يصلي على‬ ‫غائب َ‬ ‫الكفاية‪ ،‬ولو صلى على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫فرض‬
‫ْ‬
‫كبر خمساً‬ ‫فإن َّ‬ ‫ِ‬ ‫بين ِّ‬ ‫ِ‬
‫تكبيرتين‪ْ ،‬‬ ‫كل‬ ‫ويكبر أربعاً رافعاً يديه‪ ،‬ويضعُ يمناهُ على يسراهُ َ‬ ‫ُ‬
‫ليسلم معهُ‪ ،‬ويقرأُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫المأموم في الخامسة بل ينتظرهُ‬ ‫ُ‬ ‫يتابعهُ‬
‫لكن ال ُ‬ ‫تبطل‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ولو عمداً ْلم‬
‫االستفتاح والسور ِة‪ ،‬ويصلي على ِّ‬
‫النبي‬ ‫ِ‬ ‫دون‬
‫والتأمين َ‬
‫ُ‬ ‫ويندب التعو ُذ‬ ‫ُ‬ ‫بعد األولى‪،‬‬ ‫الفاتحةَ َ‬
‫الثالثة فيقو ُل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫للميت بعد‬‫ِ‬ ‫ثم يدعو‬ ‫للمؤمنين‪َّ ،‬‬ ‫ثم يدعو‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بعد الثانية‪ّ ،‬‬ ‫وسلم َ‬ ‫صلى اهلل عليه َ‬
‫ومحبوبهُ وأحباؤهُ فيها‪ ،‬إلى‬ ‫ُ‬ ‫من َر ْو ِح الدنيا وسعتِها‪،‬‬ ‫خرج ْ‬ ‫َ‬ ‫ك‪،‬‬ ‫ك وابن ِ‬
‫عبد َ‬ ‫عبد َ ُ‬ ‫اللهم هذا ُ‬ ‫َّ‬
‫وأن محمداً‬ ‫ك‪َّ ،‬‬ ‫شريك ل َ‬ ‫وحدك ال‬ ‫أنت‬
‫أن ال إله إال َ‬ ‫ِ‬ ‫ظلمة ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫يشهد ْ‬‫ُ‬ ‫كان‬
‫القبر وما هو القيه‪َ ،‬‬
‫وأصبح فقيراً‬ ‫منزول ِ‬
‫به‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫خير‬
‫َ‬ ‫وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫نزل ب َ‬ ‫اللهم إنهُ َ‬ ‫أعلم به منا‪َّ ،‬‬ ‫وأنت ُ‬ ‫َ‬ ‫ك‪،‬‬‫ك ورسولُ َ‬ ‫عبد َ‬ ‫ُ‬

‫‪55‬‬
‫كان‬ ‫ِ‬
‫إن َ‬ ‫اللهم ْ‬
‫شفعاء لهُ‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ك‬‫راغبين إلي َ‬
‫َ‬ ‫ك‬‫وقد جئنا َ‬
‫عذابه‪ْ ،‬‬ ‫عن‬
‫غني ْ‬‫وأنت ٌّ‬
‫رحمتك َ‬‫َ‬ ‫إلى‬
‫ك‪ ،‬و ِق ِه‬
‫ك ‪ 57/‬رضا َ‬ ‫فتجاوز عنهُ‪ ،‬ولقِّ ِه برحمت َ‬
‫ْ‬ ‫كان مسيئاً‬ ‫ِِ‬
‫فز ْد في إحسانه‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫محسناً ِ‬
‫األمن‬
‫َ‬ ‫جنبيه‪ ،‬ولقِّ ِه برحمت َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫األرض عن‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫وجاف‬ ‫وافسح لهُ في قبر ِه‪،‬‬
‫ْ‬ ‫فتنةَ ِ‬
‫القبر وعذابهُ‪،‬‬
‫الراحمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫أرحم‬
‫َ‬ ‫ك‪ ،‬يا‬ ‫عذابك‪ ،‬حتى تبعثه آمناً إلى جنت َ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وكبيرنا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وصغيرنا‬ ‫اغفر ِل َحيِّنا وميِّتنا‪ ،‬وشاهدنا وغائبنا‪،‬‬
‫اللهم ْ‬
‫عليه‪َّ :‬‬‫أن يقَ ِّدم ِ‬
‫وح ُس َن ْ ُ َ‬‫َ‬
‫ومن توفيتَهُ منا فتوفَّهُ على‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‪ْ ،‬‬ ‫من أحييتَهُ منا فأحيِ ِه على‬
‫اللهم ْ‬
‫وذكرنا وأنثانا‪َّ ،‬‬
‫ِ‬
‫اإليمان‪.‬‬
‫ِ‬
‫ألبويه‪ ،‬وسلَفاً و ُذ ْخراً‬ ‫اللهم اجعلهُ فَ َرطاً‬
‫الطفل مع هذا الثاني‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصالة على‬ ‫ويقو ُل في‬
‫الصبر على قلوبهما‪.‬‬ ‫موازينهُما‪ ،‬وأ ْف ِر ِغ‬
‫َ‬ ‫وعظةً واعتباراً وشفيعاً‪ ،‬وث ّق ْل ِ‬
‫به‬
‫َ‬
‫واغفر لنا ولهُ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫أجرهُ‪ ،‬وال ت ْفتِّنا بعدهُ‪،‬‬ ‫تحرمنا َ‬
‫ْ‬ ‫اللهم ال‬
‫الرابعة‪َّ :‬‬‫ِ‬ ‫ويقو ُل بعد‬
‫ِ‬
‫تسليمتين‪.‬‬ ‫يسلم‬
‫ثم ُ‬ ‫َّ‬
‫النبي صلى‬ ‫تكبيرات‪ ،‬والفاتحةُ‪ ،‬والصالةُ على ِّ‬ ‫ٍ‬
‫والقيام‪ ،‬وأربعُ‬
‫ُ‬ ‫وواجباتُها سبعةٌ‪ :‬النيةُ‪،‬‬
‫الميت‪ ،‬والتسليمةُ األولى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اغفر لهذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللهم ْ‬ ‫وهو‪َّ :‬‬ ‫وسلم‪ ،‬وأدنى الدعاء للميت‪َ ،‬‬ ‫اهلل عليه َ‬
‫الجناز ِة‪ .‬وتكرهُ قب َل ِ‬
‫الكفن‪،‬‬ ‫يتقدم على َ‬ ‫ويزيد تقديم ُ ِ‬
‫الغسل‪ ،‬وأن ال َ‬ ‫ُ َ‬ ‫وشرطُها كغيرها‪،‬‬
‫يصل ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إخراجهُ وغسلُهُ ْلم‬ ‫وتعذر‬ ‫تحت ٍ‬
‫هدم‬ ‫بئر ْأو َ‬ ‫مات في ٍ‬‫فإن َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الذكر ترتيب ِ‬
‫نفسه‪ ،‬فإذا‬ ‫أحرم وقرأَ وراعى في ِ‬ ‫ِ‬
‫التكبيرات‬ ‫ِ‬
‫ببعض‬ ‫اإلمام‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ومن سبقهُ‬
‫ْ‬
‫يتم‬
‫أن ال تُرفَ َع الجنازةُ حتى َّ‬
‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫بقي‪ ،‬ويأتي ِبذ ْك ِر ِه َّ‬
‫ثم يسلِّ ُم‪،‬‬ ‫كبر ما ِ‬ ‫اإلمام َ‬
‫ُ‬ ‫سلم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ط عنهُ‬‫كبر معهُ وحصلتا وسق َ‬ ‫عقيب تكبيرته األولى َ‬ ‫َ‬ ‫اإلمام‬
‫ُ‬ ‫كبر‬
‫فلو َ‬‫المسبوق صالتهُ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫المأموم‬ ‫فلم يكبرها‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اإلمام تكبيرةً ْ‬
‫ُ‬ ‫كبر‬
‫ولو َ‬ ‫وتابع‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫الفاتحة قطعها‬ ‫وهو في‬
‫كبر َ‬ ‫ولو َ‬‫القراءةُ‪ْ ،‬‬
‫بطلت صالتُهُ‪.‬‬
‫ْ‬ ‫اإلمام بعدها‬
‫ُ‬ ‫كبر‬
‫حتى َ‬
‫إن كان يوم ِ‬
‫موته بالغاً‬ ‫ومن فاتتهُ صلى على ِ‬
‫القبر ْ َ َ‬ ‫يعيد‪ْ ،‬‬ ‫أن ال َ‬‫يندب لهُ ْ‬
‫ومن صلى ُ‬ ‫ْ‬
‫يجوز‬
‫بت مسافتُهُ‪ ،‬وال ُ‬ ‫قر ْ‬ ‫الغائب ِ ِ‬‫ِ‬
‫عن البلد وإ ْن ُ‬ ‫أن يصلي على‬ ‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫عاقالً وإ ال فال‪.‬‬
‫من تُيقِّن موته ُغ ِّس َل و ُكفِّن وصلِّي ِ‬ ‫ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫بعض ْ ُ َ‬ ‫ولو ُو ِج َد ُ‬ ‫ٍ‬
‫على غائب في البلد‪ْ ،‬‬
‫قتالهم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بسبب‬ ‫ِ‬
‫الكفار‬ ‫ِ‬
‫معركة‬ ‫مات في‬‫من َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫وهو ْ‬
‫غس ُل الشهيد والصالةُ عليه‪َ ،‬‬ ‫ويحر ُم ْ‬
‫ُ‬
‫نزعها‬ ‫ِ‬
‫الملطخة ِ‬ ‫ببقية ِ‬ ‫أن يدفن ِ‬ ‫ِ‬
‫وللولي ُ‬
‫ِّ‬ ‫بالدم‪،‬‬ ‫ثيابه‬ ‫ثم األفض ُل ْ ُ َ‬ ‫الحرب‪َّ ،‬‬ ‫ثياب‬
‫فتُ َنزعُ عنهُ ُ‬
‫وتكفينهُ‪58/ .‬‬
‫ُ‬

‫‪56‬‬
‫ولم‬
‫بلغ أربعةَ أشهر ُغ ِّس َل ْ‬ ‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫الكبير‪ ،‬وإ ال ْ‬ ‫حكم‬
‫فحكمهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫اختلج‬
‫َ‬ ‫إن بكى ِأو‬ ‫والسِّقطُ ْ‬
‫دفنهُ فقط‪.‬‬
‫وجب ُ‬
‫َ‬ ‫صل عليه‪ ،‬وإ ال‬ ‫ُي َّ‬
‫ِ‬
‫الميت‪،‬‬ ‫تغير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خش ُ‬ ‫ولم ُي َ‬ ‫ب ْ‬‫قر َ‬
‫إن ُ‬
‫نتظر إال الولي ْ‬
‫بعد الصالة‪ ،‬وال ُي ُ‬‫بالدفن َ‬ ‫وليباد ْر‬
‫َ‬
‫بين‬ ‫أن ِ‬
‫يكون َ‬ ‫والخامس ُ‬
‫ُ‬ ‫من قوائمها‪ ،‬وتارةً خمسةٌ‬
‫يحم َل الجنازةَ تارةً أربعةٌ ْ‬ ‫واألفض ُل ْ‬
‫ض َّر الميت‪ ،‬وإ ْن‬ ‫الخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ْلم َي ُ‬‫بب ْ‬ ‫دون َ‬
‫فوق العادة َ‬
‫ويندب اإلسراعُ َ‬
‫ُ‬ ‫المقدمين‪.‬‬ ‫العمودين‬
‫ينسب‬
‫ُ‬ ‫بحيث‬
‫ُ‬ ‫اتباعها إلى ِ‬
‫الدفن بقربها‬ ‫ِ‬
‫للرجال ُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬ ‫اإلسراع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫زيد على‬
‫انفجارهُ َ‬ ‫خيف‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫عند ِ‬
‫الدفن‪.‬‬ ‫والبخور في المجمر ِة‪ ،‬وكذا َ‬
‫ُ‬ ‫إليها‪ ،‬ويكرهُ اتباعها ٍ‬
‫بنار‪،‬‬
‫فص ٌل [في ِ‬
‫الدفن]‪:‬‬
‫أن ْيبلى األو ُل ُكلُّهُ‪ ،‬وال‬ ‫ميت على ٍ‬
‫ميت إال ْ‬ ‫دفن ٌ‬‫دفن وفي المقبر ِة أفض ُل‪ ،‬وال ُي ُ‬‫ثم ُي ُ‬ ‫َّ‬
‫من ٍ‬
‫تراب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫واحد إال لضرور ٍة‪ ،‬ككثر ِة ِ‬ ‫قبر ٍ‬
‫ميتان في ٍ‬ ‫ِ‬
‫ويجع ُل بينهما حائ ٌل ْ‬‫القتل والفناء‪ُ ،‬‬
‫األجنبي ْي ِن‪.‬‬
‫َّ‬ ‫آكد سيما‬ ‫ِ‬
‫والرجل ٌ‬ ‫ِ‬
‫المرأة‬ ‫وبين‬
‫َ‬
‫لوحين وأُلقي في ِ‬
‫البحر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫دفنه في ِّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫البر ُجع َل َ‬ ‫مات في سفينة ولم يمكن ُ ُ‬ ‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫ويندب توسيعهُ وتعميقهُ قامةً وبسطةً‪،‬‬ ‫السباع‪،‬‬ ‫وأقل ِ‬‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يكتم الرائحةَ ويمنعُ‬
‫القبر ما ُ‬
‫األرض ِرخوةً فيندب الشق‪ .‬ويكره في تابوت إال‬
‫ُ‬ ‫تكون‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ق‪ ،‬إال ْ‬ ‫من َّ‬
‫الش ِّ‬ ‫واللحد أفض ُل َ‬
‫ُ‬
‫أن تكون األرض رخوة أو ندية‪.‬‬
‫ِ‬
‫بالصالة‪ِ ،‬‬
‫لكن‬ ‫ثم أوالهم‬ ‫صلح ِ‬
‫للدفن‪َّ ،‬‬ ‫الزوج إن‬ ‫وأوالهم‬ ‫ٍ‬
‫المرأة‪،‬‬ ‫ولو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويتوالهُ الرجا ُل ْ‬
‫عند‬
‫بثوب َ‬‫ويغطى ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫أن يكونوا وتراً‪ُ ،‬‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫الصالة‪،‬‬ ‫عكس‬
‫األسن‪ُ ،‬‬ ‫مقدم على‬
‫األفقهُ ٌ‬
‫اهلل وعلى‬‫بسم ِ‬ ‫ِ‬
‫رأسه‪ ،‬ويقو ُل الدافن‪ِ :‬‬ ‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫وي ُّ‬ ‫رجل ِ‬‫عند ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫سل ْ‬ ‫القبر ُ‬ ‫رأسهُ َ‬ ‫الدفن‪ ،‬ويوضعُ ُ‬
‫ِ‬
‫األرض‪،‬‬ ‫ِّده لَبِنةً‪ ،‬ويفضي ِ‬
‫بخده إلى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وسلم‪ ،‬ويدعو لهُ ويوس ُ ُ‬ ‫ملة رسول اهلل صلى اهلل عليه َ‬
‫عليه اللبِ ُن‪ ،‬ويحثو من دنا‬ ‫بلة حتماً‪ ،‬وينصب ِ‬ ‫الق ِ‬
‫مستقبل ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األيمن ندباً‪،‬‬ ‫ويوضع على ِ‬
‫جنبه‬
‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫ويستغفر لهُ‪،‬‬ ‫بعد ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫يلقنهُ ويدعو لهُ‬
‫الدفن ُ‬ ‫ويمكث ساعةً َ‬‫ُ‬ ‫ثم يها ُل بالمساحي‪،‬‬ ‫حثيات َّ‬ ‫ثالث‬
‫َ‬
‫ش‬‫وي َر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويرفع القبر شبراً إال في ِ‬
‫يزاد على ترابه‪ُ ،‬‬ ‫وتسطيحهُ أفض ُل‪ ،‬وال ُ‬‫ُ‬ ‫الحرب‪،‬‬ ‫بالد‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫وماء ور ٍد‪ ،‬وكتابةٌ‬ ‫وخلوق‬ ‫وبناء‪،‬‬ ‫تجصيص‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عليه الماء ويوضعُ عليه حصى‪ ،‬ويكرهُ‬
‫ومخدةٌ ومضربةٌ تحتهُ‪59/ .‬‬

‫‪57‬‬
‫ِ‬
‫كحياته‪ ،‬ويقو ُل إذا‬ ‫ِ‬
‫بمشيه في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النعل‪ ،‬ويدنو منهُ‬ ‫بأس‬
‫القبور‪ ،‬وال َ‬ ‫للرجال زيارةُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫الحقون"‪ ،‬ويقرأُ ويدعو لهم‬
‫َ‬ ‫بكم‬
‫شاء اهللُ ْ‬
‫إن َ‬‫مؤمنين‪ ،‬وإ نا ْ‬
‫َ‬ ‫دار ٍ‬
‫قوم‬ ‫عليكم َ‬
‫ْ‬ ‫"سالم‬
‫ٌ‬ ‫زار‪:‬‬
‫َ‬
‫بالمغفر ِة‪.‬‬
‫وتكرهُ للنساء‪.‬‬
‫ِ‬
‫التعزية]‪:‬‬ ‫فص ٌل [في‬
‫أيام تقريباً‬ ‫الموت إلى ِ‬
‫ثالثة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يندب تعزيةُ ِّ‬
‫أقارب الميت ‪-‬إال الشابةَ األجنبيةَ‪َ -‬‬ ‫كل‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المسلم‬ ‫ِ‬
‫تعزية‬ ‫عزاهُ‪ ،‬ويقو ُل في‬ ‫بعد ٍ‬
‫مدة َّ‬ ‫الدفن‪ .‬ويكره الجلوس لها‪ ،‬فلو كان غائباً ِ‬
‫فقد َم َ‬ ‫بعد ِ‬‫َ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫"أعظم اهلل‬ ‫ِ‬
‫بالكافر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المسلم‬ ‫ك"‪ ،‬وفي‬‫وغفر لميت َ‬ ‫ك‬
‫وأحسن عزا َ‬ ‫ك‬‫"أعظم اهللُ أجر َ‬ ‫ِ‬
‫بالمسلم‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الكافر‬ ‫ك"‪ ،‬وفي‬
‫وغفر لميت َ‬ ‫عزاك‬
‫َ‬ ‫"أحسن اهلل‬ ‫ِ‬
‫بالمسلم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكافر‬ ‫عزاك"‪ ،‬وفي‬
‫َ‬ ‫وأحسن‬ ‫أجرك‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الجزية‪.‬‬ ‫تكثير‬ ‫ِ‬
‫ك"‪ ،‬وينوي به ُ‬ ‫نقص عدد َ‬
‫عليك وال َ‬‫َ‬ ‫"أخلف اهللُ‬
‫َ‬ ‫بالكافر‪:‬‬
‫ُّ‬
‫وشق‬ ‫واللطم‬ ‫ب والنياحةُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الند ُ‬
‫ويحرم ْ‬
‫ُ‬ ‫خالف األولى‪،‬‬
‫ُ‬ ‫جائز وبعدهُ‬
‫الموت ٌ‬ ‫قبل‬
‫والبكاء َ‬
‫ُ‬
‫الثوب ونشر َّ‬
‫الش ِ‬
‫عر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫األقربين‬ ‫ِ‬
‫الميت‬ ‫أن يصلحوا طعاماً ِ‬
‫ألهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وجيرانه ْ‬ ‫البعداء‬
‫ألقارب الميت ُ‬ ‫ندب‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫وجمع‬ ‫ـٍٍِ‬
‫طعاِم‬ ‫إصالح‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫يومهُم وليلتهم‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الميت ْ‬ ‫عليهم ليأكلوا‪ ،‬وما يفعلُهُ أه ُل‬
‫ْ‬ ‫ويلح‬ ‫يكفيهم َ‬
‫ٍ‬
‫حسنة‪.‬‬ ‫غير‬ ‫ِ ِ‬
‫الناس عليه بدعةٌ ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫[وجوب‬
‫ُ‬
‫ب وال‬ ‫المكاتَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫حر ٍ‬ ‫تجب الزكاةُ على ِّ‬
‫تلزم ُ‬
‫تم مل ُكهُ على نصاب َح ْوالً‪ ،‬فال ُ‬ ‫مسلم َّ‬ ‫كل ٍّ‬ ‫ُ‬
‫مات مرتداً فال‪.‬‬
‫لزمهُ لما مضى‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫رجع إلى اإلسالم َ‬‫َ‬ ‫فإن‬
‫المرتد ْ‬ ‫الكافر‪ ،‬وأما‬
‫َ‬
‫الصبي‬
‫َّ‬ ‫لزم‬
‫وي ُ‬ ‫خرج عصى‪َ ،‬‬ ‫فإن ْلم ُي ْ‬ ‫ِ‬
‫والمجنون‪ْ ،‬‬ ‫الصبي‬
‫ِّ‬ ‫من مال‬‫الولي إخراجها ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ويلزم‬
‫ُ‬
‫الولي‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫إخراج ما أهملَهُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫مكلفين‬ ‫والمجنون إذا صارا‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫مماطل‪،‬‬ ‫دين على‬ ‫وقع في ِ‬
‫البحر‪ْ ،‬أو كان لهُ ٌ‬ ‫ضاع‪ْ ،‬أو َ‬
‫َ‬ ‫رق‪ْ ،‬أو‬
‫صب مالُهُ‪ْ ،‬أو ُس َ‬
‫ولو ُغ َ‬ ‫ْ‬
‫ذلك لزمهُ زكاة ما مضى‪ ،‬وإ ال فال‪.‬‬
‫بعد َ‬ ‫فإن قدر ِ‬
‫عليه َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫سنتين‪ ،‬فإذا‬ ‫آخر‬ ‫وبقيت في ِ‬
‫ملكه إلى ِ‬ ‫ْ‬ ‫بأربعين ديناراً وقبضها‬ ‫ِ‬
‫سنتين‬ ‫أج َر داراً‬
‫ولو ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫العشرين التي ‪60/‬‬
‫َ‬ ‫ط‪ ،‬وإ ذا حا َل الحو ُل الثاني زكى‬
‫عشرين فق ْ‬
‫َ‬ ‫حال الحو ُل األو ُل زكى‬
‫َ‬

‫‪58‬‬
‫من ِ‬
‫الدين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العشرين التي لم ِّ‬ ‫زكاها ٍ‬
‫ط وعليه َ‬ ‫ملك نصاباً فق ْ‬ ‫ولو َ‬ ‫لسنتين‪ْ ،‬‬ ‫يزكها‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫لسنة‪ ،‬وزكى‬
‫الوجوب‪.‬‬ ‫بيده‪َّ ،‬‬ ‫مثلُه لزمه زكاةُ ما ِ‬
‫َ‬ ‫والد ْي ُن ال َيمنعُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تجب فيها الزكاةُ]‪:‬‬ ‫[األموا ُل التي ُ‬
‫روض التجار ِة‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع ُ‬ ‫والذهب والفضة‪ُ ،‬‬ ‫والنبات‪،‬‬ ‫تجب الزكاةُ إال في المواشي‪،‬‬ ‫وال ُ‬
‫جاز‪،‬‬ ‫من غير ِه َ‬ ‫أخرج ْ‬
‫َ‬ ‫لكن ْلو‬
‫المال‪ْ ،‬‬‫عين ِ‬ ‫وتجب الزكاةُ في ِ‬ ‫ُ‬ ‫والر ِ‬
‫كاز‪،‬‬ ‫المعدن ِ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫يوجد َ‬ ‫ُ‬
‫ط‬
‫درهم فق ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ك مئتي‬ ‫الفرض‪ ،‬حتى ْلو مل َ‬ ‫ِ‬ ‫قدر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فبمجرد َح َو ِ‬
‫من المال َ‬ ‫الفقراء َ‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫الحول يمل ُ‬ ‫الن‬
‫للسنة األولى فقط‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫لزمهُ الزكاةُ‬ ‫ِّ‬
‫ولم يزكها أحواالً َ‬ ‫ْ‬
‫تلف‬
‫سقطت الزكاةُ‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫اإلخراج‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫التمكن َ‬ ‫وقبل‬
‫الحول َ‬ ‫بعد‬
‫تلف مالُهُ كله َ‬ ‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بقس ِط الباقي وسق َ‬ ‫ِ‬ ‫بحيث نقص ِ‬
‫تلف مالهُ‬‫التالف‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫بقسط‬ ‫ط‬ ‫لزمهُ ْ‬ ‫عن النصاب َ‬ ‫ُ‬ ‫بعضهُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحول‬ ‫ولو زا َل مل ُكهُ في‬ ‫ِ‬
‫والتمكن لزمهُ زكاةُ الباقي والتالف‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحول‬ ‫كلُّهُ ْأو بعضهُ َ‬
‫بعد‬
‫ِ‬
‫سقطت‬ ‫ِ‬
‫الحول‬ ‫مات في ِ‬
‫أثناء‬ ‫يعد‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬
‫الحول‪ْ ،‬أو ْلم ْ‬ ‫ملكه في‬‫عاد إلى ِ‬ ‫ثم َ‬
‫‪-‬ولو لحظةً‪َّ -‬‬ ‫ْ‬
‫الزكاةُ‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحول‬ ‫لكن ْلو أزا َل مل َكهُ في‬ ‫ملك ِ‬ ‫حين ِ‬ ‫من ِ‬
‫المال‪ْ ،‬‬ ‫والوارث الحو َل ْ‬ ‫ُ‬ ‫ويبتدئُ المشتري‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقبل‬
‫الحول َ‬ ‫بعد‬
‫باع َ‬ ‫ولو َ‬ ‫ويصح البيعُ‪ْ ،‬‬‫ُّ‬ ‫حرام‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫واألصح َّأنهُ‬
‫ُّ‬ ‫الزكاة فإنهُ يكرهُ‪،‬‬ ‫من‬
‫فراراً َ‬
‫وصح في الباقي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الزكاة‬ ‫بطل في ِ‬
‫قدر‬ ‫اإلخراج َ‬‫ِ‬
‫باب صدقة المواشي‬ ‫‪-1‬‬
‫[شروطُ ِ‬
‫زكاة المواشي]‪:‬‬
‫ك منها نصاباً‪ ،‬حوالً كامالً‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والغنم‪ ،‬فمتى مل َ‬ ‫ِ‬
‫والبقر‬ ‫تجب الزكاةُ إال في ِ‬
‫اإلبل‬ ‫ال ُ‬
‫ِ‬
‫للحراثة‪،‬‬ ‫تكون معدةً‬ ‫ِ‬ ‫وأسامهُ َّ‬
‫أن َ‬ ‫تكون ماشيتُهُ عاملةً‪ ،‬مث َل ْ‬
‫أن َ‬ ‫الحول لزمتهُ الزكاةُ إال ْ‬ ‫كل‬ ‫َ‬
‫فلو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المباح‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫من الكأل‬
‫أن ترعى َ‬ ‫باإلسامة ْ‬ ‫والمراد‬
‫ُ‬ ‫للنضح فال زكاةَ فيها‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الحمل‪ ،‬أو‬ ‫أو‬
‫يؤثر‪.‬‬ ‫سقطت الزكاةُ‪ ،‬وإ ْن َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان أقل فال ُ‬ ‫األكل‬
‫َ‬ ‫تركت‬ ‫تعيش دونهُ ْلو‬
‫علفها زماناً ال ُ‬
‫[زكاةُ ِ‬
‫اإلبل]‪:‬‬
‫الضأن‪ ،‬وهي‬‫ِ‬ ‫من‬ ‫اإلبل خمس‪ ،‬فتجب فيها شاةٌ ْ ِ ِ‬ ‫نصاب ِ‬‫ِ‬
‫وهي َج ْذعةٌ َ‬
‫من غنم البلد َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫أو ُل‬
‫ولو كانت اإلب ُل إناثاً‪/ .‬‬
‫الذكر‪ْ ،‬‬
‫سنتان‪ ،‬ويجزئُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وهي ما لها‬ ‫ِ‬
‫من المعز َ‬ ‫ما لها سنةٌ‪ْ ،‬أو ثنيةٌ َ‬
‫‪61‬‬
‫ِ‬
‫شاتان‪.‬‬ ‫وفي ٍ‬
‫عشر‬

‫‪59‬‬
‫ثالث ٍ‬
‫شياه‪.‬‬ ‫وفي خمسةَ ع َش َر ُ‬
‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫عن‬ ‫أخرج ِ‬ ‫وفي عشرين أربع ٍ‬
‫العشرين فما دونها بعيراً يجزئ ْ‬ ‫َ‬ ‫عن‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫شياه‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وعشرين قُب َل منهُ‪.‬‬
‫َ‬
‫يكن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫الثانية‪ْ ،‬‬ ‫ودخلت في‬
‫ْ‬ ‫مخاض‪ ،‬وهي التي لها سنةٌ‬ ‫بنت‬
‫وعشرين ُ‬ ‫َ‬ ‫خمس‬ ‫وفي‬
‫ابن ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫في ِ‬
‫وهو مالهُ‬
‫لبون‪ ،‬ذكراً ْأو أنثى‪َ ،‬‬ ‫كانت وهي معيبةً‪ ،‬قُب َل منهُ ُ‬ ‫مخاض‪ْ ،‬أو ْ‬ ‫بنت‬
‫إبله ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ليس لهُ‬
‫لكن َ‬ ‫ف إخراجها‪ْ ،‬‬ ‫مخاض كريمةً ْلم يكلّ ْ‬ ‫بنت‬
‫ملك َ‬ ‫ولو َ‬ ‫سنتان ودخ َل في الثالثة‪ْ ،‬‬
‫شاء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لبون‪ ،‬فيلزمه تحصي ُل ِ‬ ‫ابن ٍ‬ ‫العدو ُل إلى ِ‬
‫إن َ‬ ‫بالكريمة ْ‬ ‫يسمح‬
‫ُ‬ ‫مخاض‪ْ ،‬أو‬ ‫بنت‬ ‫ُ‬
‫بنت ٍ‬
‫لبون‪.‬‬ ‫ست وثالثين ُ‬ ‫وفي ٍّ‬
‫ِ‬
‫الرابعة‪.‬‬ ‫ودخلت في‬ ‫سنين‬ ‫َ ِ َّ‬ ‫وفي ٍّ‬
‫ْ‬ ‫ثالث َ‬ ‫وهي التي لها ُ‬ ‫وأربعين حقةٌ‪َ ،‬‬ ‫ست‬
‫ِ‬
‫الخامسة‪.‬‬ ‫ودخلت في‬ ‫سنين‬
‫ْ‬ ‫وستين َج َذعةٌ‪ ،‬وهي التي لها أربعُ َ‬ ‫َ‬ ‫وفي إحدى‬
‫ِ‬
‫حقتان‪.‬‬ ‫وتسعين‬
‫َ‬ ‫لبون‪ ،‬وفي إحدى‬ ‫وسبعين بنتا ٍ‬ ‫َ‬ ‫ست‬‫وفي ٍّ‬
‫بنات ٍ‬
‫لبون‪.‬‬ ‫ثالث ِ‬‫وعشرين ُ‬ ‫مئة وإ حدى‬ ‫وفي ٍ‬
‫َ‬
‫خمسين ِحقّةٌ‪ ،‬ففي‬
‫َ‬ ‫لبون‪ ،‬وفي ِّ‬
‫كل‬ ‫بنت ٍ‬ ‫أربعين ُ‬ ‫َ‬ ‫ذلك وجب َفي ِّ‬
‫كل‬ ‫زادت إبلُهُ على َ‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬
‫ْ‬
‫وخمسين‬ ‫وحقتان‪ ،‬وفي ٍ‬
‫مئة‬ ‫ِ‬ ‫بنت ٍ‬
‫لبون‬ ‫وأربعين ُ‬ ‫لبون‪ ،‬وفي ٍ‬
‫مئة‬ ‫وثالثين حقّةٌ وبنتا ٍ‬ ‫مئةٌ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫أربعينات‪.‬‬ ‫بنات ٍ‬
‫لبون‬ ‫خمسينات‪ ،‬أو خمس ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫مئتين أربعُ حقا ٍ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬وفي‬ ‫ثالث حقا ٍ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫[جبر‬
‫ُ‬
‫فإن فقدهما‬ ‫ِ‬ ‫لبون وأربعُ حقا ٍ‬ ‫بنات ٍ‬ ‫ملكه خمس ِ‬ ‫فإن كان في ِ‬
‫للفقراء‪ْ ،‬‬ ‫ق لزمهُ األغبطُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ومن لزمهُ ٌّ‬
‫سن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حصل ما شاء منهما‪ ،‬وإ ْن كان في ِ‬
‫اآلخر دفعهُ‪ْ ،‬‬ ‫دون‬
‫الصنفين َ‬ ‫أحد‬
‫ملكه ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫عشرين‬ ‫عشِر من ِ‬
‫اإلبل‪ ،‬أو‬ ‫جزيان في ـٍٍِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شاتين تُ‬ ‫صعد درجةً واحدةً وأخ َذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وليس عندهُ‬
‫َ‬
‫يصعد‬
‫َ‬ ‫أن ينز َل أو‬
‫أراد ْ‬
‫ولو َ‬ ‫عشرين درهماً‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫شاتين‪ْ ،‬أو‬ ‫ودفع‬
‫َ‬ ‫درهماً‪ْ ،‬أو نز َل درجةً‬
‫جاز‪ ،‬وإ ْن وجدها فال‪.‬‬
‫فقد أيضاً الدرجةَ القربى َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫برانين‪ْ ،‬‬ ‫بج‬ ‫ِ‬
‫درجتين ُ‬
‫لمن أعطاهُ‪ ،‬وال يدخ ُل‬ ‫ِ‬
‫والدراهم ْ‬ ‫والنزول للمزكي‪ ،‬وفي ِ‬
‫الغنم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصعود‬ ‫واالختيار في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والبقر‪62/ .‬‬ ‫الجبران في ِ‬
‫الغنم‬ ‫ُ‬
‫[زكاةُ ِ‬
‫البقر]‪:‬‬
‫ِ‬
‫الثانية‪.‬‬ ‫ودخل في‬ ‫وهو ما لهُ َسنةٌ‬ ‫نصاب ِ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫فيجب فيها تبيعٌ‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثالثون‪،‬‬
‫َ‬ ‫البقر‬ ‫وأو ُل‬
‫ِ‬
‫الثالثة‪.‬‬ ‫ودخلت في‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫سنتان‬ ‫أربعين مسنةٌ‪ ،‬وهي ما لها‬ ‫وفي‬
‫َ‬

‫‪60‬‬
‫أربعين مسنةٌ‪ ،‬فإذا‬
‫َ‬ ‫ثالثين تبيع‪ ،‬وفي ِّ‬
‫كل‬ ‫تبيعان‪ ،‬وعلى هذا أبداً في ِّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫ستين‬
‫وفي َ‬
‫َ ٌ‬
‫بلغت مئة وعشرين فهي كبلوغ اإلبل مئتين‪.‬‬
‫[زكاةُ ِ‬
‫الغنم]‪:‬‬
‫ضأن‪ْ ،‬أو ثنيةُ ٍ‬
‫معز‪.‬‬ ‫فتجب فيها شاةٌ َج َذعةُ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أربعون‪،‬‬ ‫نصاب ِ‬
‫الغنم‬ ‫ِ‬ ‫وأو ُل‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫شاتان‪.‬‬ ‫وعشرين‬ ‫مئة وإ حدى‬ ‫وفي ٍ‬
‫َ‬
‫ثالث ٍ‬
‫شياه‪.‬‬ ‫وواحدة ُ‬ ‫ٍ‬ ‫وفي مئتين‬
‫كل ِ‬
‫مئة شاةٌ‪.‬‬ ‫ثم هكذا أبداً في ِّ‬ ‫أربعمئة أربع ٍ‬
‫شياه‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫وفي‬
‫ُ‬
‫النصاب في ِ‬
‫أثناء‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ص ِب ع ْف ٌو ال‬ ‫بين ُّ‬ ‫ِ‬
‫تج َ‬ ‫شيء فيها‪ ،‬وما ُن َ‬‫َ‬ ‫الن ُ‬ ‫األوقاص التي َ‬ ‫ُ‬ ‫وهذه‬
‫ماتت كلُّها‪،‬‬
‫األمهات أو ْ‬
‫ُ‬ ‫عليه حو ٌل‪ ،‬سواء ِ‬
‫بقيت‬ ‫ٌ‬
‫يمض ِ‬ ‫ِ‬ ‫أصله وإ ْن ْلم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لحول‬ ‫زكى‬‫الحول ُي َّ‬
‫ِ‬

‫األمهات لزمهُ شاةٌ‬


‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وماتت‬ ‫أربعين‬ ‫بشهر‬ ‫ِ‬
‫الحول ٍ‬ ‫فولدت قب َل ِ‬
‫تمام‬ ‫ْ‬ ‫أربعين شاةً‬ ‫ملك‬
‫فلو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫للنتاج‪.‬‬
‫ِ‬
‫من المواشي]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫إخراج الزكاة َ‬ ‫ِ‬ ‫[كيفيةُ‬
‫كانت ماشيتُهُ ِمراضاً أخ َذ منها مريضةً متوسطةً‪ْ ،‬أو صحاحاً أخ َذ منها صحيحةً‪،‬‬ ‫فإن ْ‬ ‫ْ‬
‫أربعين نصفُها‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫بالقسط‪ ،‬فإذا مل َ‬ ‫وبعضها مراضاً أخ َذ صحيحةً‬ ‫بعضها صحاحاً‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْأو ُ‬
‫كم تساوي واحدةٌ منها‪ ،‬فإذا قي َل أربعةُ دراهم مثالً‪،‬‬ ‫كانت كلها صحاحاً ْ‬ ‫صحاح‪ ،‬قلنا ْلو ْ‬ ‫ٌ‬
‫حص ْل‬ ‫ِ‬
‫درهمين مثالً‪ ،‬قلنا لهُ ِّ‬ ‫كم تساوي واحدةٌ منها‪ ،‬فإذا قي َل‬ ‫كانت كلها مراضاً ْ‬ ‫ولو ْ‬ ‫قلنا ْ‬
‫دراهم‬ ‫ثالثين لزمهُ شاةٌ تساوي ثالثة‬ ‫الصحاح‬ ‫لنا شاةً صحيحةً بثالثة دراهم‪ ،‬ولو ِ‬
‫كانت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬
‫الصحيح‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫وأخرج صحيحةً تساوي ُرُبعُ ُع ْش ٍر كفى‪ْ ،‬‬
‫نعم ْلو َ‬ ‫َ‬ ‫ونصفاً‪ ،‬ومتى قَ َّو َم الجملةَ‬
‫ِ‬
‫الواجب أجزأهُ صحيحةٌ ومريضةٌ‪.‬‬ ‫دون‬
‫فيها َ‬
‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫وإ ْن كانت إناثاً‪ ،‬أو ذكوراً وإ ناثاً‪ْ ،‬لم يؤخ ْذ في فرضها إال أنثى‪ ،‬إال ما َّ‬
‫تقد َم في‬
‫ابن‬ ‫من ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عند ف ْق ِد ِ‬
‫اإلبل‪ ،‬فإنهُ يجزئ ُ‬ ‫خمس َ‬ ‫ثالثين بقرةٌ‪ ،‬وفي‬
‫َ‬ ‫مخاض‪ ،‬وفي‬ ‫بنت‬ ‫وعشرين َ‬
‫َ‬
‫الذكر ‪ 63/‬مطلقاً‪،‬‬
‫ضت ذكوراً أجزأهُ ُ‬ ‫تمح ْ‬ ‫ثني ٍ‬
‫معز‪ ،‬وإ ْن َّ‬ ‫لبون‪ ،‬وتبيعٌ‪ ،‬وجذعُ ٍ‬
‫ضأن‪ْ ،‬أو ُّ‬ ‫ٍ‬
‫وعشرين‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫ابن ٍ‬
‫لبون يؤخ ُذ في‬ ‫أكثر قيمةً من ِ‬ ‫ابن ٍ‬
‫لبون ُ‬ ‫وثالثين ُ‬
‫َ‬ ‫لكن يؤخ ُذ في ٍّ‬
‫ست‬ ‫ْ‬
‫والن ِ‬
‫سبة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالتقويم ِّ‬

‫‪61‬‬
‫سوي‬
‫بحيث ال ُي ِّ‬
‫ُ‬ ‫ويجتهد‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الفرض أخ َذ منها صغيرةً‪،‬‬ ‫دون ِّ‬
‫سن‬ ‫كانت كلها صغاراً َ‬
‫وإ ْن ْ‬
‫وعشرين‪ ،‬وإ ْن‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫خمس‬ ‫ِ‬
‫فصيل‬ ‫من‬
‫يكون خيراً ْ‬
‫وثالثين ُ‬
‫َ‬ ‫ست‬ ‫ِ‬
‫والكثير‪ ،‬ففصي ُل ٍّ‬ ‫ِ‬
‫القليل‬ ‫بين‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المتقدم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الفرض‬ ‫وهو ُّ‬
‫سن‬ ‫كانت كباراً وصغاراً لزمهُ كبيرةٌ‪َ ،‬‬
‫ْ‬
‫أي‬
‫من ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ومعز أخ َذ ْ‬ ‫ٍ‬
‫كضأن‬ ‫كانت أنواعاً‬
‫العيب‪ ،‬وإ ْن ْ‬‫ِ‬ ‫ط في‬‫كانت معيبةً أخ َذ األوس َ‬
‫وإ ْن ْ‬
‫تقدم‪.‬‬ ‫كم تساوي واحدةٌ منها‪ ...‬إلى ِ‬ ‫بالقسط‪ ،‬فيقا ُل‪ :‬لو ْ ُّ‬
‫ِ‬
‫آخر ما َ‬ ‫كانت كلها ضأناً ْ‬ ‫ْ‬ ‫شاء‬
‫نوع َ‬ ‫ٍ‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫لألكل‪ ،‬إال ْ‬ ‫المسمنةُ‬
‫َّ‬ ‫الخيار‪ ،‬وال‬ ‫ولدت‪ ،‬وال الفح ُل‪ ،‬وال‬
‫ْ‬ ‫وال تُؤخ ُذ الحام ُل‪ ،‬وال التي‬
‫ُ‬
‫ك‪.‬‬
‫يرضى المال ُ‬
‫صاب المشترك]‪:‬‬ ‫الن ُ‬‫[الخليطان و ِّ‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫الماشية ْأو غيرها مث َل ْ‬ ‫من‬
‫ك َ‬‫نصاب مشتر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫الزكاة‬ ‫أهل‬ ‫نفسين ْ‬ ‫بين‬
‫كان َ‬ ‫ولو َ‬
‫ْ‬
‫عشرون شاةً مثالً مميزةً‪ ،‬إال أنهما اشتركا في‬ ‫لكل منهما‬ ‫بل ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫مشترك ْ‬ ‫غير‬
‫َ‬ ‫ورثاهُ‪ ،‬أو َ‬
‫والفحل والراعي‪ ،‬وفي غيرها‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحلب‬ ‫وموضع‬
‫ِ‬ ‫والمس َرح والمرعى والم ْش َر ِب‬
‫ْ‬ ‫راح‬
‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الواحد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرجل‬ ‫ِ‬
‫الحفظ‪ -‬ز ّكيا زكاةَ‬ ‫ِ‬
‫ومكان‬ ‫والجرين والدكان‬ ‫ِ‬
‫الناطور َ‬ ‫‪-‬من‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫النبات‬ ‫باب زكاة‬ ‫‪-2‬‬
‫وييبس‬
‫ُ‬ ‫اآلدميون‬
‫َ‬ ‫من ِ‬
‫جنس ما يستنبتهُ‬ ‫قتات ْ‬
‫الزرع إال فيما ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫تجب الزكاةُ في‬
‫ال ُ‬
‫تجب في‬ ‫وعلَ ٍ‬ ‫وج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وشعير وذر ٍة ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫س‪ ،‬وال ُ‬ ‫لبان َ‬ ‫وحمص وباقال ُ‬ ‫وعدس‬ ‫وأرز‬ ‫كحنطة‬ ‫خر‪،‬‬
‫وي ّد ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الكمون‬ ‫األبازير ِ‬
‫مثل‬ ‫ِ‬ ‫ِـ‬
‫الخضراوات وال‬ ‫تجب في‬
‫نب‪ ،‬وال ُ‬
‫طب ِ‬
‫والع ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ِ‬
‫الثمار إال في ُّ‬
‫رطب أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نصاب ٍّ‬ ‫انعقد في ِ‬ ‫والكزبر ِة‪ِ ،‬‬
‫عنب لزمتهُ‬ ‫ْ‬ ‫نصاب‬ ‫صالح‬
‫ُ‬ ‫حب‪ْ ،‬أو َب َدا‬ ‫ُ‬ ‫ملكه‬ ‫فمن َ‬
‫الزكاةُ‪ ،‬وإ ال فال‪.‬‬
‫[نصاب الزروع والثمار]‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وستمئة‬ ‫ألف‬
‫وهو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والتبن خمسةَ أوسق‪َ ،‬‬ ‫القشر‬ ‫من‬
‫يبلغ جافاً خالصاً َ‬
‫أن َ‬ ‫والنصاب ْ‬
‫ُ‬
‫مع قشر ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فنصابهُما‬
‫ُ‬ ‫خر َ‬ ‫من الحنطة ُي َّد ُ‬‫صنف َ‬‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫والعلَ َس‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫األرز َ‬ ‫بغدادية‪ ،‬إال‬ ‫رطل‬
‫ِ‬
‫التصفية‪ ،‬وال في الثمر ِة إال‬ ‫بعد‬ ‫ِّ‬
‫الحب إال َ‬ ‫خرج الزكاةُ في‬ ‫ع َش َرةَ أوس ٍ‬
‫ق بق ْشرهما‪ ،‬وال تُ ُ‬
‫ِ‬
‫الجفاف‪64/ .‬‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫البعض‬ ‫أطلع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ضم ثمرةُ ِ‬
‫ُ‬ ‫بعض في تكميل النصاب‪ ،‬حتى ْلو َ‬ ‫الواحد بعضها إلى‬ ‫العام‬ ‫وتُ ُّ‬
‫ضمه ِ‬
‫إليه في‬ ‫نوعه أو ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واحد‪ُ َّ ،‬‬
‫والجنس ٌ‬‫ُ‬ ‫واحد‬
‫والعام ٌ‬
‫ُ‬ ‫بلده‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫الختالف‬ ‫البعض‬ ‫بعد جداد‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫النصاب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تكميل‬

‫‪62‬‬
‫عام ٍ‬
‫واحد‪.‬‬ ‫حصاد ُهما في ٍ‬ ‫اتفق‬
‫إن َ‬ ‫ِ‬
‫النصاب ِ‬ ‫بعض في‬‫ٍ‬ ‫بعضهُ إلى‬
‫ُ‬ ‫الزرع ُ‬
‫ِ‬ ‫ضم أنواعُ‬‫وي ُّ‬
‫ُ‬
‫ط ٍب وال ُبٌّر‬
‫عنب ُلر َ‬
‫عه‪ ،‬وال ٌ‬ ‫عام آخر أو زر ِ‬ ‫زرعهُ إلى ثمر ِة ٍ‬ ‫ضم ثمرةُ ٍ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫عام ْأو ُ‬ ‫وال تُ ُّ‬
‫لشعير‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بمؤنة‬ ‫قي‬ ‫ِ‬ ‫كالمطر ونحو ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إن سقي بال ٍ‬
‫إن ُس َ‬‫العشر ْ‬ ‫ونصف‬ ‫مؤنة‬ ‫شر ْ ُ َ‬ ‫الع ُ‬
‫الواجب ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬
‫سنين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كساقية ونحوها‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫دام في ملكه َ‬ ‫شيء فيه وإ ْن َ‬
‫َ‬ ‫ثم ال‬
‫قي بهما‪َّ ،‬‬
‫إن ُس َ‬‫والقسطُ ْ‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫اج‬
‫قبل إخر ِ‬ ‫ِ‬
‫بالمال َ‬ ‫ِ‬
‫التصرف‬ ‫[حرمةُ‬
‫ببيع وغير ِه َ‬
‫قبل‬ ‫يتصرف فيها ٍ‬ ‫من الثمر ِة‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يأكل شيئاً َ‬‫أن َ‬ ‫المالك ْ‬ ‫يحر ُم على‬ ‫ُ‬
‫يبعث خارصاً عدالً َي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْر ِ‬
‫الثمار‪ ،‬ومعناهُ‬
‫َ‬ ‫ص‬‫خر ُ‬ ‫أن َ‬ ‫لإلمام ْ‬ ‫ندب‬
‫وي ُ‬ ‫فعل ضمنهُ‪ُ ،‬‬ ‫فإن َ‬ ‫ص‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫ضم ُن‬
‫وي ِّ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التمر كذا‪ُ ،‬‬ ‫الرطب كذا‪ ،‬ويأتي منهُ َ‬ ‫من‬
‫يدور حو َل النخلة فيقو ُل‪ :‬فيها َ‬ ‫أنهُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫حينئذ ُّ‬ ‫بحسابه في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حق الفقراء منهُ‬ ‫ك‪ ،‬فينتق ُل‬ ‫ك ذل َ‬‫ذمته‪ ،‬ويقب ُل المال ُ‬ ‫الفقراء‬ ‫نصيب‬
‫َ‬ ‫المالك‬
‫َ‬
‫ذلك سقطت الزكاةُ‪.‬‬ ‫بعد َ‬ ‫ٍ‬
‫سماوية َ‬ ‫تلف ٍ‬
‫بآفة‬ ‫فإن َ‬ ‫إلى ِ‬
‫التصرف‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ذلك‬
‫بعد َ‬ ‫ذمته‪ ،‬ولهُ َ‬
‫ِ‬
‫والفضة‬ ‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫باب زكاةُ‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬
‫عشرون‬ ‫ِ‬
‫الذهب‬ ‫ونصاب‬ ‫حوالً لزمتهُ الزكاةُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫من الذهب والفضة نصاباً ْ‬ ‫ك َ‬ ‫من مل َ‬‫ْ‬
‫ٍ‬
‫مثقال‪.‬‬ ‫نصف‬
‫ُ‬ ‫مثقاالً‪ ،‬وزكاتُهُ‬
‫دون‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫دراهم خالصة‪ ،‬وال زكاةَ فيما َ‬ ‫َ‬ ‫خالصة‪ ،‬وزكاتهُ خمسةُ‬ ‫درهم‬ ‫الفضة مئتا‬ ‫ونصاب‬
‫ُ‬
‫ك‪،‬‬
‫المضروب‪ ،‬والسبائ ُ‬ ‫ك‬‫سواء في ذل َ‬ ‫ِ‬
‫بحسابه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫النصاب‬ ‫زاد على‬ ‫وتجب فيما َ‬ ‫ك‪،‬‬
‫ذل َ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫مباح‬ ‫ٍ‬
‫الستعمال ٍ‬ ‫عداً‬
‫الحلي ُم ّ‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫محرٍم‪ْ ،‬أو مكرو ٍه‪ْ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ُّ‬ ‫فإن َ‬ ‫للقنية‪ْ ،‬‬ ‫الستعمال َّ‬ ‫المعد‬ ‫والحلي‬
‫ُّ‬
‫فال زكاةَ فيه‪.‬‬
‫باب زكاة العروض‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬ ‫وكان قيمتُهُ في ِ‬
‫آخر الحول نصاباً‪ ،‬لزمتهُ زكاتُهُ‪ ،‬وهي ربعُ‬ ‫ك َع ْرضاً حوالً‪َ ،‬‬ ‫إذا مل َ‬
‫فلو ملكهُ ‪65/‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حال التملك التجارةَ‪ْ .‬‬
‫ينوي َ‬
‫َ‬ ‫وأن‬
‫بمعاوضة‪ْ ،‬‬ ‫أن يتملكهُ‬
‫بشرطين‪ْ :‬‬ ‫العشر‪،‬‬
‫ِ‬
‫النقدين‪،‬‬ ‫من‬ ‫بنصاب ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ولم ِ‬ ‫بإرث‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كامل َ‬ ‫ينو التجارةَ فال زكاةَ‪ .‬فإن اشتراهُ‬ ‫بيع ْ‬‫هبة‪ْ ،‬أو ٍ‬ ‫ْ‬
‫نصاب‪ ،‬أو ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك إما ِ‬ ‫بنى حولَه على حول ِ‬
‫النقد‪ ،‬وإ ِن اشتراهُ ِ‬
‫فح ْولُهُ‬
‫بغير نقد‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫بدون‬ ‫بغير َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الشراء‪.‬‬ ‫من‬
‫َ‬

‫‪63‬‬
‫ِ‬
‫النصاب‪ِ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ولو ِ‬
‫بدون‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخر الحول بما اشتراهُ به إن اشتراهُ بنقد ْ‬
‫قو ُم ما َل التجارة َ‬
‫وي ِّ‬
‫ُ‬
‫زكاه‪ ،‬وإ ال فال حتى يحو َل ِ‬
‫عليه حو ٌل‬ ‫َّ‬ ‫بنقد ِ‬‫قومه ِ‬ ‫اشتراه ِ ٍ‬
‫بلغ نصاباً ُ‬ ‫البلد‪ ،‬فإذا َ‬ ‫بغير نقد َّ ُ‬ ‫ُ‬
‫ط‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحول فق ْ‬ ‫كونهُ نصاباً إال في ِ‬
‫آخر‬ ‫فيقو ُم ثانياً‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وال ُيشترطُ ُ‬
‫آخر‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫الصيرفي‬ ‫باع‬
‫ولو َ‬ ‫بعرض تجار ٍة ْلم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض التجار ِة في‬
‫ُّ‬ ‫ينقطع الحو ُل‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الحول‬ ‫عر َ‬
‫باع ْ‬
‫ولو َ‬‫ْ‬
‫الحول ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحول للتجار ِة‬ ‫ببع ٍ‬
‫وربح وأمسكهُ‬
‫ٍ‬ ‫بنقد‬ ‫باع في‬
‫ولو َ‬ ‫انقطع‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫ض في‬ ‫النقود بعضها َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫نضوضه‬ ‫من ِ‬
‫حين‬ ‫بحوله‪ ،‬وأو ُل ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحول‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫إلى ِ‬
‫الربح ْ‬
‫ِ‬ ‫حول‬ ‫والربح‬
‫َ‬ ‫بحوله‬ ‫األصل‬
‫َ‬ ‫زكى‬ ‫آخر‬
‫حين ظهور ِه‪.‬‬
‫من ِ‬‫ال ْ‬
‫ِ‬
‫المعدن والركاز‬ ‫باب زكاة‬
‫‪ُ -5‬‬
‫فضة‪ ،‬في ٍ‬
‫دفعة‬ ‫ذهب أو ٍ‬ ‫نصاب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫إذا استُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫أرض مباحة ْأو مملوكة لهُ‬ ‫معدن في‬ ‫خر َج من‬
‫الع ْش ِر‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ينقطع فيها عن العمل بترك ْأو إهمال‪ ،‬ففيه في الحال ربعُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫دفعات‪ْ ،‬لم‬ ‫ْأو‬
‫ض َّم‪ ،‬وإ ْن و ِج َد في‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫العمل ٍ‬ ‫ِ‬
‫صالح آلة‪ُ ،‬‬ ‫كسفر وإ‬ ‫بعذر‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫فإن تر َ‬
‫التصفية‪ْ ،‬‬ ‫بعد‬
‫خر ُج إال َ‬‫تُ َ‬
‫فهو لصاحبها‪.‬‬ ‫الغير َ‬‫أرض ِ‬
‫موات‪ِ ،‬‬
‫ففيه‬ ‫ٍ‬ ‫فضة في أرض‬ ‫ذهب أو ٍ‬ ‫نصاب ٍ‬ ‫وهو‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫دفين الجاهلية َ‬ ‫وإ ْن وجد ركازاً ْ‬
‫شارع ْأو‬ ‫ٍ‬
‫مسجد ْأو في‬ ‫لصاحب ِ‬
‫الملك‪ْ ،‬أو في‬ ‫ِ‬ ‫فهو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫الخمس في الحال‪ ،‬وإ ْن وجدهُ في ملك َ‬ ‫ُ‬
‫فهو لُقطةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫دفين اإلسالم َ‬ ‫كان ْ‬
‫َ‬
‫باب زكاة الفطر‬
‫[وجوب زكاة الفطر وعلى من تلزم]‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫حر ٍ‬ ‫تجب على ِّ‬
‫وقوت من‬ ‫قوته‬ ‫يؤديه في الفطر ِة فاضالً ْ‬ ‫وجد ما‬
‫مسلم‪ ،‬إذا َ‬ ‫كل ٍّ‬ ‫ُ‬
‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وعن َد ْي ٍن‬ ‫ِ‬
‫فلو فض َل ُ‬‫ومسكن وعبد يحتاجهُ‪ْ ،‬‬ ‫ويومهُ‪ْ ،‬‬
‫تلزمهُ نفقتُهُ وكسوتُهُم ليلةَ العيد َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫يؤديه لزمهُ إخراجهُ‪.‬‬ ‫ما‬
‫إن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ومن لزمتهُ فطرتُهُ لزمتهُ فطرةُ ِّ‬
‫ومملوك‪ْ ،‬‬ ‫وقريب‬ ‫زوجة‬ ‫من‬
‫تلزمهُ نفقتهُ‪ْ ،‬‬
‫من ُ‬ ‫كل ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ومستولدته‪،‬‬ ‫المع ِ‬
‫سر‬ ‫ِ‬
‫زوجة ِ‬
‫األب ْ‬ ‫تلزمهُ فطرةُ‬
‫لكن ال ُ‬ ‫ووجد ما يؤدي عنهم‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫مسلمين‬
‫َ‬ ‫كانوا‬
‫وإ ْن لزمتْهُ نفقتُهُما‪66/ .‬‬
‫ثم‬ ‫ثم ِ‬
‫أبيه‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصغير‪َّ ،‬‬ ‫ثم ِ‬
‫ابنه‬ ‫ِ‬
‫زوجته‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫بنفسه‪َّ ،‬‬ ‫ووجد بعضها بدأ‬ ‫لزمهُ فطرةٌ‬
‫َ‬ ‫ومن َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ألمته‪ ،‬وال‬ ‫األمة ِفطرةٌ‬
‫سيد ِ‬‫لزمت َ‬
‫ْ‬ ‫الكبير‪ ،‬ولو تزوج معسر بموسر ٍة أو ٍ‬
‫بأمة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ثم ِ‬
‫ابنه‬ ‫ِ‬
‫أمه‪َّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫َ ُ ٌ‬ ‫ْ‬
‫يلزمها‪.‬‬
‫تلزم الحرةَ فطرةُ نفسها‪ ،‬وقي َل ُ‬‫ُ‬

‫‪64‬‬
‫ِ‬
‫الفطر ومقدارها]‪:‬‬ ‫[سبب ِ‬
‫زكاة‬ ‫ُ‬
‫تزوج‪ ،‬أو‬ ‫فلو وِل َد لهُ ٌ‬
‫ولد‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الفطر‪ْ ،‬‬ ‫الشمس ليلةَ‬ ‫غروب‬ ‫ك‬
‫الوجوب إدرا ُ‬ ‫سبب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الغروب لم‬ ‫فطرتهم‪ ،‬وإ ْن ُو ِجدوا َ‬
‫بعد‬ ‫ِ‬
‫الغروب لزمتْهُ‬ ‫عقب‬
‫ومات َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الغروب‬ ‫اشترى قب َل‬
‫ْ‬
‫تجب فطرتهم‪.‬‬
‫وبالمصري‬ ‫ٍ‬
‫أرطال وثلُث بغداديةٌ‪،‬‬ ‫وهو خمسةُ‬ ‫ٍ‬ ‫الواجب صاعٌ ْ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫عن كل شخص‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬
‫قوت‬‫غالب ِ‬‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫تجب فيها الزكاةُ ْ‬
‫من األقوات التي ُ‬ ‫ور ْبعٌ وسبعُ أوقية‪َ ،‬‬ ‫ونصف ُ‬
‫ٌ‬ ‫أربعةٌ‬
‫قوت ِ‬
‫بلده أجزأهُ‪ْ ،‬أو‬ ‫من أعلى ِ‬ ‫البلد‪ ،‬ويجزئ ِ‬ ‫ِ‬
‫أخرج ْ‬‫َ‬ ‫فإن‬
‫ذلك‪ْ ،‬‬
‫هم َ‬ ‫لمن قوتُ ْ‬‫واللبن ْ‬
‫ُ‬ ‫األقطُ‬
‫دونه فال‪.‬‬
‫يجوز‬ ‫ِ‬
‫الصالة‪ ،‬وال ُ‬ ‫جميع رمضان‪ ،‬واألفض ُل يوم ِ‬
‫العيد قب َل‬ ‫ِ‬ ‫اإلخراج في‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫القضاء‪.‬‬ ‫أثم ولزمهُ‬ ‫فإن َّ‬ ‫ِ‬ ‫عن ِ‬
‫ُ‬ ‫أخ َر عنهُ َ‬ ‫الفطر‪ْ ،‬‬ ‫يوم‬ ‫تأخيرها ْ‬
‫ِ‬
‫الصدقات‬ ‫باب قَ ْس ُم‬
‫األصناف ومالُه حاضر‪ ،‬حرم ِ‬
‫عليه‬ ‫وجد‬
‫بأن َ‬
‫ٌ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اإلخراج‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وقد َر على‬‫متى حا َل الحو ُل َ‬
‫وأحوج‪.‬‬
‫َ‬ ‫وأصلح‬
‫َ‬ ‫كقريب ٍ‬
‫وجار‬ ‫ٍ‬ ‫الموجودين‪،‬‬
‫َ‬ ‫من‬ ‫ينتظر فقيراً َّ‬
‫أحق َ‬ ‫أن‬
‫التأخير‪ ،‬إال ْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تعجيل‬ ‫[جواز‬
‫ُ‬
‫بعد ِم ِ‬
‫لك‬ ‫ِ‬
‫الحول َ‬ ‫ِ‬
‫الزكاة على‬ ‫تقديم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وكل ٍ‬‫ُّ‬
‫جاز ُ‬ ‫ونصاب َ‬ ‫بحول‬ ‫وجبت زكاتُهُ‬‫ْ‬ ‫مال‬
‫ِ‬
‫بصفة‬ ‫بصفة االستحقا ِ‬ ‫ِ‬ ‫لحول ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ق‪ ،‬والدافعُ‬ ‫‪-‬والقابض‬
‫ُ‬ ‫حال الحو ُل‬‫واحد‪ ،‬وإ ذا َ‬ ‫النصاب‬
‫الفقير أو استغنى ِ‬
‫بغير‬ ‫ِ‬ ‫وقع المعج ُل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مات ُ‬ ‫الزكاة‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫عن‬ ‫الوجوب‪ ،‬والما ُل بحاله‪َ -‬‬
‫يقع‬
‫ببيع‪ْ -‬لم ِ‬‫‪-‬ولو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نقص مالُهُ ِ‬ ‫ِ‬
‫من المعجل ْ‬ ‫بأكثر َ‬
‫عن النصاب َ‬ ‫مات الدافعُ ْأو َ‬ ‫الزكاة‪ ،‬أو َ‬
‫ِ‬
‫المتصلة‬ ‫ِ‬
‫بزيادته‬ ‫كان باقياً َّ‬ ‫إن َّبي َن أنهُ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ردهُ‬ ‫فإن َ‬‫معج ٌل‪ْ ،‬‬ ‫ويستردهُ ْ‬ ‫الزكاة‪،‬‬ ‫المعج ُل عن‬
‫ِ‬
‫الوجوب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بصفة‬ ‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كالس َم ِن‪ ،‬ال‬
‫إن َ‬ ‫خرج ثانياً ْ‬
‫ثم ُي ُ‬ ‫تلف أخ َذ بدلهُ‪َّ ،‬‬
‫كالولد‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫المنفصلة‬ ‫ّ‬
‫عن ٍ‬ ‫ثم المخرج كالباقي على ِم ِ‬
‫ولد لهُ سخلةٌ لزمهُ‬ ‫ثم َ‬ ‫وعشرين َّ‬
‫َ‬ ‫مئة‬ ‫عجل شاةً ْ‬ ‫لكه‪ ،‬حتى ْلو ّ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬
‫شاةٌ أخرى‪67/ .‬‬
‫وهو أفض ُل إال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن يدفعها إلى اإلمام‪َ ،‬‬‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫بوكيله‪،‬‬ ‫بنفسه ْأو‬ ‫ق زكاتَهُ‬ ‫يفر َ‬
‫أن ِّ‬
‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بنفسه أفض ُل‪.‬‬ ‫يكون جائراً فتفريقُهُ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫ك‬
‫وبارك ل َ‬
‫َ‬ ‫أعطيت‪،‬‬
‫َ‬ ‫ك اهللُ فيما‬
‫يدعو للمعطي فيقو ُل‪ :‬آجر َ‬
‫أن َ‬ ‫للفقير والساعي ْ‬ ‫ندب ِ‬ ‫وي ُ‬‫ُ‬
‫أبقيت‪ ،‬وجعلهُ لك طهوراً‪.‬‬
‫َ‬ ‫فيما‬

‫‪65‬‬
‫هذه زكاةُ‬‫أن ِ‬ ‫ِ‬
‫الوكيل َّ‬ ‫الدفع إلى ِ‬
‫الفقير ْأو إلى‬ ‫عند ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلجزاء‪ :‬النيةُ‪ ،‬فينوي َ‬ ‫ِ‬
‫شرط‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫الدفع‪.‬‬
‫عند ِ‬ ‫ِ‬
‫الوكيل َ‬ ‫تجب نيةُ‬
‫ك ْلم ْ‬ ‫مالي‪ ،‬فإذا نوى المال ُ‬
‫هاشمي‬ ‫غير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍّ‬ ‫يبعث عامالً مسلماً حراً عدالً‪ ،‬فقيهاً في الزكاة‪َ ،‬‬ ‫أن َ‬ ‫لإلمام ْ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫ومطَّ ٌّ‬
‫لبي‪.‬‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫[مصارف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة‪.‬‬ ‫ثم ُن‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صرف الزكاة إلى ثمانية أصناف لكل صنف ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬
‫أحدها‪ :‬الفقراء‪:‬‬
‫كسب ُ ِ‬ ‫عن ٍ‬ ‫ِ‬
‫يليق به‪ْ ،‬أو شغلَهُ‬ ‫وعجز ْ‬
‫َ‬ ‫كفايته‪،‬‬ ‫من‬‫يقدر على ما يقعُ موقعاً ْ‬ ‫من ال ُ‬ ‫والفقير ْ‬
‫ُ‬
‫غائب‬ ‫كان لهُ ما ٌل‬ ‫فليس ٍ‬ ‫االشتغال ٍ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ولو َ‬
‫بفقير‪ْ ،‬‬ ‫التعبد َ‬
‫ُ‬ ‫فإن شغلهُ‬
‫شرعي‪ْ ،‬‬‫ٍّ‬ ‫بعلم‬ ‫الكسب عن‬
‫ُ‬
‫وقريب فال‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫زوج‬
‫من ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تلزمهُ نفقتُهُ ْ‬
‫من ُ‬ ‫كان مستغنياً بنفقة ْ‬ ‫ُعطي‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫بمسافة القصر أ َ‬
‫المساكين‪:‬‬
‫ُ‬ ‫والثاني‪:‬‬
‫يريد خمسةً فيجد‬ ‫كفايته وال ِ‬
‫يكفيه‪ ،‬مث ُل أن َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬
‫وجد ما يقعُ موقعاً ْ‬
‫من َ‬ ‫والمسكين ْ‬
‫ُ‬
‫فيه ما قي َل في ِ‬
‫الفقير‪.‬‬ ‫ثالثةً‪ ،‬أو أربعةً‪ ،‬ويأتي ِ‬
‫ْ‬
‫مال يتّجر ِ‬
‫به على‬ ‫يكتسب بها‪ ،‬أو ٍ‬ ‫عد ٍة‬
‫من َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫والمسكين ما يزي ُل حاجتَهُما ْ‬
‫ُ‬ ‫الفقير‬
‫ويعطى ُ‬
‫ِ‬
‫والبقال وغيرهم‪ ،‬فإن لم يحترف‬ ‫ِ‬
‫والبزاز‬ ‫الجوهري‬ ‫بين‬ ‫يليق ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫فيتفاوت َ‬
‫ُ‬ ‫به‪،‬‬ ‫حسب ما ُ‬
‫ِ‬
‫الزكاة‪،‬‬ ‫مع كثر ِة‬ ‫وقيل كفايةَ ٍ‬ ‫الغالب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مفروض َ‬
‫ٌ‬ ‫ط‪ ،‬وهذا‬
‫سنة فق ْ‬ ‫لمثله‪َ ،‬‬ ‫العمر‬ ‫ُعطي كفايةَ‬
‫أ َ‬
‫كيف‬
‫الثم ُن َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫رب ِ‬ ‫اإلمام الزكاةَ‪ْ ،‬أو ُّ‬
‫وكان الما ُل كثيراً‪ ،‬وإ ال فلكل صنف ُ‬
‫المال َ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬‫فر َ‬
‫بأن َّ‬
‫إما ْ‬
‫كان‪68/ .‬‬
‫الثالث‪ :‬العاملون‪:‬‬
‫ُ‬
‫والقاسم‪ ،‬فيجع ُل‬
‫ُ‬ ‫والحاشر‬
‫ُ‬ ‫والكاتب‬
‫ُ‬ ‫فمنهم الساعي‬ ‫ُ‬ ‫تقدم‪،‬‬
‫اإلمام كما َ‬
‫ُ‬ ‫يبعثهم‬
‫ُ‬ ‫الذين‬
‫وهم َ‬‫ُ‬
‫كان َّ‬ ‫ِ‬
‫أجرته َّ‬ ‫ِ‬
‫كملهُ‬
‫أقل َّ‬ ‫الباقين‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫َ‬ ‫رد الفاض َل على‬ ‫أكثر من‬
‫الثمن َ‬
‫كان ُ‬ ‫فإن َ‬‫للعامل الثمن‪ْ ،‬‬
‫ط العام ُل‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫سبعة وسق َ‬ ‫ك قسَّم على‬ ‫ق المال ُ‬
‫فر َ‬
‫فإن َّ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ق‬
‫فر َ‬
‫الزكاة‪ ،‬هذا إذا َّ‬ ‫من‬
‫َ‬
‫قلوبهُم‪:‬‬
‫الرابعُ‪ :‬المؤلفةُ ُ‬
‫أشراف يرجى‬
‫ٌ‬ ‫قوم‬
‫مسلمين أُعطوا‪ ،‬والمؤلفة‪ٌ :‬‬
‫َ‬ ‫ط ْوا‪ ،‬وإ ْن كانوا‬
‫فإن كانوا كفاراً ْلم ُيع َ‬
‫ْ‬
‫يقاتلون عنا‬
‫َ‬ ‫بون الزكاةَ من مانعيها بقربهم‪ ،‬أو‬
‫إسالم نظرائهم‪ْ ،‬أو َي ْج َ‬
‫ُ‬ ‫حسن إسالمهم‪ْ ،‬أو‬
‫ُ‬
‫مؤنة ٍ‬
‫ثقيلة‪.‬‬ ‫فعه إلى ٍ‬
‫عدواً يحتاج في َد ِ‬
‫ُ ُ‬

‫‪66‬‬
‫الخامس‪ :‬الرقاب‪:‬‬
‫ُ‬
‫يؤدون إن لم يكن معهم ما يؤدون‪.‬‬
‫َ‬ ‫ون ما‬
‫ط َ‬‫المكاتبون‪ ،‬فيع َ‬
‫َ‬ ‫وهم‬
‫ُ‬
‫السادس‪ :‬الغارمون‪:‬‬
‫إليه مع ِ‬
‫الغنى‪ ،‬وإ ن‬ ‫مال ُدفع ِ‬
‫دم أو ٍ‬ ‫ِ ِ ٍ‬ ‫فإن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لتسكين فتنة ْ‬ ‫ديناً‬
‫استدان ْ‬
‫َ‬ ‫إلصالح بأن‬
‫ٍ‬ ‫غر َم‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫الفقر دون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معصية‬ ‫استدان وصرفهُ في‬
‫َ‬ ‫الغَنى‪ ،‬وإ ن‬ ‫مع ِ َ‬ ‫فع إليه َ‬
‫استدان لنفقته ونفقة عياله ُد َ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫األصح‪.‬‬ ‫وتاب ُدفع ِ‬
‫إليه في‬ ‫َ َ‬
‫السابع‪ :‬في ِ‬
‫سبيل اهلل تعالى‪:‬‬
‫طون مع ِ‬
‫الغَنى ما يكفيهم لغزوهم من‬ ‫ِ‬ ‫الذين ال َّ‬
‫الديوان‪ ،‬فيع َ َ َ‬ ‫لهم في‬
‫حق ْ‬ ‫وه ُم الغزاةُ َ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ونفقة‪.‬‬ ‫وفرس وكسو ٍة‬
‫ٍ‬ ‫سالح‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫السبيل‪:‬‬ ‫ابن‬
‫الثامن‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫فيعطى نفقةً ومركوباً‬ ‫ٍ‬ ‫للسفر في ِ‬ ‫ِ‬
‫غير معصية‪ُ ،‬‬ ‫المجتاز بنا‪ ،‬أو المنشئ‬ ‫ُ‬ ‫المسافر‬
‫ُ‬ ‫وهو‬
‫َ‬
‫الحاجة وإ ْن كان له في ِ‬
‫بلده ما ٌل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مع‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫بلد ِ‬
‫المال فََن ْق ُل‬ ‫األصناف في ِ‬
‫ُ‬ ‫ت هذه‬ ‫ط إال بأحدهما‪ ،‬فمتى ِ‬
‫وج َد ْ‬ ‫ِ‬
‫سببان ْلم يع َ‬ ‫ومن ِ‬
‫فيه‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ببادية ْأو‬ ‫كان مالهُ‬‫اإلمام فلهُ النق ُل‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ُ‬ ‫ق‬‫يفر َ‬‫أن ِّ‬‫ولم َي ُج ِز‪ ،‬إال ْ‬ ‫حرام ْ‬ ‫ٌ‬ ‫الزكاة إلى غيرها‬
‫بلد إليه‪.‬‬ ‫أقرب ٍ‬
‫نقل إلى ِ‬ ‫ببلده َ‬ ‫األصناف كلُّها ِ‬ ‫ُ‬ ‫قدت‬
‫فُ ْ‬
‫ِ‬
‫الزكاة]‪:‬‬ ‫[كيفيةُ ِ‬
‫تقسيم‬
‫صنف‬ ‫قد‬
‫فإن فُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫األصناف ِّ‬
‫ٌ‬ ‫أجرته‪ْ ،‬‬ ‫فقد ُر‬
‫صنف الثُ ُم ُن إال العام ُل ْ‬ ‫لكل‬ ‫بين‬
‫وتجب التسويةُ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫صنف‬ ‫فلكل ‪69/‬‬ ‫صنفان ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صنف السُُّبعُ‪ْ ،‬أو‬ ‫الباقين فيعطي ِّ‬
‫لكل‬ ‫ق نصيبهُ على‬ ‫فر َ‬ ‫في ِ‬
‫بلده َّ‬
‫َ‬
‫وأمكن‬ ‫اإلمام مطلقاً‬ ‫َّم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫محصورون‪ ،‬أو قس َ‬
‫َ‬ ‫الصنف‬ ‫وآحاد‬
‫ُ‬ ‫ك‬
‫َّم المال ُ‬ ‫فإن قس َ‬ ‫ُّد ُس وهكذا‪ْ ،‬‬ ‫الس ُ‬
‫أن‬‫يجوز ْ‬ ‫فأقل ما ُ‬ ‫محصورين ُّ‬ ‫غير‬ ‫االستيعاب لكثر ِة ِ‬
‫َ‬ ‫ك وهم ُ‬ ‫َّم المال ُ‬‫وجب‪ ،‬وإ ْن قس َ‬ ‫َ‬ ‫المال‬ ‫ُ‬
‫واحد‪.‬‬
‫فيجوز ٌ‬ ‫صنف‪ ،‬إال العام َل‬ ‫ٍ‬ ‫من ِّ‬
‫كل‬ ‫يدفع إلى ٍ‬
‫ُ‬ ‫ثالثة ْ‬ ‫َ‬
‫الحاجة‪ ،‬فيعطي‬ ‫ِ‬ ‫يفرق على ِ‬
‫قدر‬ ‫وأن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الذين ال يلزمهُ نفقَتهم‪ْ ،‬‬ ‫الصرف ألقاربه َ‬ ‫ُ‬ ‫ويندب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مئتين‪.‬‬ ‫يحتاج‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫نصف ْ‬ ‫قدر‬
‫يحتاج إلى مئة مثالً َ‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫كزوجة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يدفع ٍ‬
‫تلزمهُ نفقتُهُ‬
‫لكافر‪ ،‬وال لبني هاشم وبني المطلب‪ ،‬وال لمن ُ‬ ‫أن َ‬ ‫يجوز ْ‬
‫وال ُ‬
‫دين له ِ‬ ‫أن يرده ِ‬ ‫ٍ‬
‫جعلت مالي في‬
‫ُ‬ ‫عليه‪ْ ،‬أو قا َل‪:‬‬ ‫من ٍ ُ‬
‫عليه ْ‬ ‫ُ‬ ‫دفع ٍ‬
‫لفقير وشرط ْ‬ ‫ولو َ‬
‫وقريب‪ْ ،‬‬

‫‪67‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ذمتك زكاةً فخذهُ ْلم ُي ِ‬
‫اقض مالي ألعطيكهُ‬ ‫قال‪:‬‬
‫يقضيه منهُ‪ْ ،‬أو َ‬ ‫دفع إليه بنية أنهُ‬
‫جز‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫َ‬
‫جاز‪ ،‬وال يلزم الوفاء ِ‬
‫به‪.‬‬ ‫المديون‪ :‬أعطني ألقضي َكهُ َ‬ ‫زكاةً‪ْ ،‬أو قا َل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫جمع جماعةٌ‬ ‫غير ْفر ٍ‬
‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫كزكاة ِ‬ ‫ِ‬
‫فلو َ‬‫ق‪ْ ،‬‬ ‫المال ْ‬ ‫جميع ما ذكرناهُ‬
‫ِ‬ ‫الفطر في‬ ‫وزكاةُ‬
‫الباقين جازَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫أحدهم ِ‬
‫بإذن‬ ‫ُ‬ ‫فرقها‬
‫فطرتَهُ ْم وخلطوا وفرقوها‪ ،‬أو َّ‬
‫[صدقةُ التطوِع]‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ومكان‬ ‫وكل ٍ‬
‫وقت‬ ‫ِ‬
‫الحاجات ِّ‬ ‫وأمام‬ ‫رمضان‬ ‫وقت‪ ،‬وفي‬ ‫كل ٍ‬ ‫التطوع َّ‬
‫ِ‬ ‫تندب صدقةُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫التصدق بما‬ ‫ويحر ُم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شريف ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫منهم‪ ،‬وبأطيب ماله أفض ُل‪ُ ،‬‬ ‫وعدوه ْ‬ ‫وأقاربه‬ ‫وللصلحاء‬ ‫آكد‪،‬‬
‫ِ‬
‫اإلضاقة‪.‬‬ ‫صبر على‬ ‫ويندب ِّ‬ ‫َّ‬ ‫عياله أو يقضي ِ‬ ‫ِ‬
‫إن َ‬ ‫بكل ما فض َل ْ‬ ‫ُ‬ ‫الحال‪،‬‬ ‫دينهُ‬
‫به ْ‬ ‫ْ‬ ‫ينفقهُ على‬
‫بوجه ِ‬
‫اهلل شيئاً ُكرهَ ُّ‬
‫ردهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجنة‪ ،‬وإ ذا سأ َل سائل‬ ‫غير‬ ‫ِ ِ‬
‫أن يسأ َل بوجه اهلل َ‬ ‫ويكرهُ ْ‬
‫ويبط ُل ثوابها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫حرام ُ‬
‫ٌ‬ ‫بالصدقة‬ ‫والمن‬
‫ِ‬
‫الصيام‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫يجب عليه الصوم]‪:‬‬
‫[من ُ‬
‫ْ‬
‫الخلو عن‬‫مع ِّ‬ ‫ِ‬ ‫عاقل ٍ‬ ‫بالغ ٍ‬ ‫كل‪ٍ :‬‬ ‫رمضان على ِّ‬
‫الصوم‪َ ،‬‬ ‫قادر على‬ ‫مسلم ٍ‬ ‫َ‬ ‫صوم‬
‫ُ‬ ‫يجب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫مرض‬ ‫الصوم ٍ‬
‫لكبر ْأو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ومن أجهدهُ‬
‫ومجنون‪ْ ،‬‬‫ٌ‬ ‫وصبي‬
‫ٌّ‬ ‫كافر‬
‫يخاطب به ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ونفاس‪ .‬فال‬ ‫حيض‬
‫مد ٍ‬
‫طعام‪،‬‬ ‫يوم ُّ‬ ‫من أجهدهُ الصوم ِّ‬
‫لكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ال يرجى برؤه‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫يلزم ْ‬
‫لكن ُ‬ ‫بقضاء‪ْ ،‬‬ ‫بأداء وال‬
‫تكلف‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫األداء‪ْ ،‬‬ ‫دون‬
‫والنفساء بالقضاء َ‬
‫ُ‬ ‫والحائض‬
‫ُ‬ ‫والمرتد‬ ‫والمسافر‬
‫ُ‬ ‫المريض‬
‫ُ‬ ‫ويخاطب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والنفساء‪70/ .‬‬ ‫ِ‬
‫والحائض‬ ‫ِّ‬
‫المرتد‬ ‫دون‬ ‫والمسافر فصاما َّ‬
‫صح‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫المريض‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫يجبان‪،‬‬ ‫والقضاء وال‬ ‫ك‬
‫دب اإلمسا ُ‬ ‫ِ‬ ‫بلغ مفطراً في ِ‬
‫ُ‬ ‫النهار ُن َ‬ ‫أثناء‬ ‫أسلم ْأو أفاق أو َ‬ ‫فإن َ‬
‫وقضت‬
‫ْ‬ ‫أمسكت َندباً‬
‫ْ‬ ‫الحائض‬
‫ُ‬ ‫ولو طهَُر ِت‬
‫القضاء‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وندب‬‫ك ُ‬ ‫بلغ صائماً لزمهُ اإلمسا ُ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫مفطران‪ ،‬أمسكا ندباً وقضيا حتماً‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫المريض وهما‬
‫ُ‬ ‫المسافر ْأو برئَ‬
‫ُ‬ ‫قدم‬
‫حتماً‪ْ ،‬أو َ‬
‫ِ‬
‫صائمان أمسكا حتماً‪.‬‬
‫ك ِ‬
‫بقيته وقضاؤهُ‪.‬‬ ‫وجب إمسا ُ‬ ‫يوم ِّ‬
‫الشك‬ ‫ِ‬
‫برؤية ِ‬ ‫ولو ِ‬
‫قامت البينةُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ضرب ٍ‬
‫لعشر‪.‬‬ ‫وي‬ ‫الصبي ِ‬
‫ُ‬ ‫لسبع ُ‬
‫به ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ويؤمر‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الفطر]‪:‬‬ ‫[مبيحات‬
‫ُ‬
‫الفطر‪:‬‬
‫َ‬ ‫ويبيح‬
‫ُ‬

‫‪68‬‬
‫ك أو المرض‪ ،‬ولو طرأ في ِ‬
‫أثناء‬ ‫بحيث يخشى الهال َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والعطش‬ ‫الجوع‬
‫ِ‬ ‫‪ -1‬غلبةُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الصوم‪.‬‬ ‫شق‬ ‫ِ‬
‫اليوم‪ ،‬إذا َّ‬
‫ُ‬
‫سافر‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن َ‬‫الليل‪ْ ،‬‬ ‫الفجر‪ ،‬وإ ْن نواهُ َ‬ ‫العمران قب َل‬
‫َ‬ ‫فارق‬
‫َ‬ ‫إن‬
‫القصر ْ‬ ‫وسفر‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫فالصوم أفض ُل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الصوم‪ ،‬وإ ال‬
‫ُ‬ ‫ضرهُ‬
‫إن َّ‬ ‫ِ‬
‫للمسافر أفض ُل ْ‬ ‫والفطر‬
‫ُ‬ ‫بعدهُ فال‪،‬‬
‫خافت مرضعٌ ْأو حام ٌل على أنفسهما ْأو ولديهما‬ ‫ْ‬ ‫ولو‬
‫‪[ -3‬المرضعُ والحام ُل]‪ْ :‬‬
‫لكل ٍ‬
‫يوم مداً‪.‬‬ ‫الخوف على ِ‬
‫الولد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫عند‬ ‫ِ‬
‫تفديان َ‬ ‫أفطرتا وقضتا‪ ،‬لكن‬
‫ِ‬
‫الصوم]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وجوب‬ ‫[وقت‬
‫ُ‬
‫ثم‬
‫ثالثين َّ‬ ‫شعبان‬ ‫وجب استكما ُل‬ ‫غم‬
‫فإن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الهالل‪ْ ،‬‬ ‫برؤية‬ ‫رمضان إال‬
‫َ‬ ‫صوم‬
‫ُ‬ ‫يجب‬
‫وال ُ‬
‫عم‬
‫فإن تقاربا َّ‬ ‫بلد دون ٍ‬ ‫لة‪ ،‬وإ ْن رؤي في ٍ‬ ‫لليلة المستقب ِ‬
‫فإن رؤي نهاراً فهو ِ‬
‫بلد ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يصومون‪ْ ،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫بمسافة‬ ‫وقيل‬
‫ومصر‪َ ،‬‬ ‫كالحجاز والعرا ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫المطالع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باختالف‬ ‫والبعد‬
‫ُ‬ ‫الحكم‪ ،‬وإ ال فال‪،‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مكلف‪ ،‬وال يقب ُل في‬ ‫حر‬
‫ذكر ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫واحد‪ٌ ،‬‬
‫الصوم عد ٌل ٌ‬ ‫بالنسبة إلى‬ ‫رمضان‬
‫َ‬ ‫القصر‪ ،‬ويقب ُل في‬
‫رمضان ْلم يجب‬ ‫من‬
‫أن غداً ْ‬ ‫ِ‬
‫والنجوم َّ‬ ‫ِ‬
‫بالحساب‬ ‫ف رج ٌل‬ ‫عر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ولو َ‬ ‫عدالن‪ْ ،‬‬ ‫الشهور إال‬ ‫سائر‬
‫اجتهد‬ ‫أسير ونحو ِه‬
‫الشهور على ٍ‬ ‫ِ‬
‫اشتبهت‬ ‫ط‪ ،‬وإ ِن‬ ‫والمن ِّجِم فق ْ‬ ‫ِ‬
‫للحاسب‬ ‫يجوز‬ ‫لكن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫الصوم‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫وافق ما قبلهُ‬ ‫رمضان ْأو ما بعدهُ َّ‬
‫صح‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫وافق‬
‫استمر اإلشكا ُل ْأو َ‬
‫َّ‬ ‫وصام‪ِ ،‬‬
‫فإن‬ ‫َ‬ ‫وجوباً‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫ْلم‬
‫ِ‬
‫الصوم]‪:‬‬ ‫[شروطُ‬
‫ِ‬
‫المفطرات‪71/ .‬‬ ‫ك ِ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫الصوم النيةُ‪ ،‬واإلمسا ُ‬ ‫وشرطُ‬
‫أن‬ ‫من ِ‬
‫الليل‪ ،‬وأكملُهُ‪ْ :‬‬ ‫تعيينهُ وتبييتهُ َ‬
‫وجب ُ‬ ‫َ‬ ‫كان فرضاً‬
‫فإن َ‬ ‫يوم‪ْ ،‬‬ ‫[النيةُ]‪ :‬فينوي ِّ‬
‫لكل ٍ‬
‫السنة ِ‬
‫هلل تعالى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فرض رمضان ِ‬
‫هذه‬ ‫ِ‬ ‫عن ِ‬
‫أداء‬ ‫ينوي صوم ٍ‬
‫َ‬ ‫غد ْ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫وعبيد‬ ‫من نسو ٍة‬ ‫يثق ِ‬ ‫ِ‬
‫بالرؤية ليلةَ ِّ‬
‫الحاكم ْ‬
‫ُ‬ ‫ممن ال يقبلهُ‬‫به ْ‬ ‫من ُ‬‫الشك ْ‬ ‫ولو أخبرهُ‬
‫ْ‬
‫فكان منهُ ْلم‬ ‫ِ ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫فكان منهُ َّ‬ ‫ٍ‬
‫إخبار أحد َ‬ ‫غير‬ ‫صح‪ ،‬وإ ْن نواهُ ْ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫بناء على ذل َ‬
‫وصبيان‪ ،‬فنوى ً‬
‫فمفطر‪،‬‬ ‫صائم وإ ال‬ ‫رمضان فأنا‬ ‫من‬
‫كان غداً ْ‬ ‫إن َ‬ ‫فقال‪ْ :‬‬
‫ترد َد َ‬‫جزم النيةَ ْأو َّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫سواء َ‬‫ٌ‬ ‫يصح‪،‬‬
‫فكان‬
‫فمفطر‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫صائم وإ ال‬
‫ٌ‬ ‫من رمضان فأنا‬ ‫كان غداً ْ‬‫إن َ‬ ‫رمضان‪ْ :‬‬
‫َ‬ ‫من‬
‫الثالثين ْ‬
‫َ‬ ‫ولو قا َل ليلةَ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الزوال‪.‬‬ ‫قبل‬ ‫ٍ‬
‫مطلقة َ‬ ‫ويصح النف ُل ٍ‬
‫بنية‬ ‫ُّ‬ ‫رمضان َّ‬
‫صح‪.‬‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫احتَقَ َن‪ْ ،‬أو َّ‬
‫صب‬ ‫ط أو ْ‬ ‫استَ َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِ‬
‫شرب‪ ،‬أو ْ‬ ‫َ‬ ‫الصائم ْأو‬
‫ُ‬ ‫المفطرات]‪ :‬وإ ْن أك َل‬ ‫عن‬ ‫[اإلمسا ُ‬
‫عند‬
‫وراء ما يبدو َ‬ ‫َ‬ ‫أدخل أصبعاً أو غيرهُ في دبر ِه ْأو قُُبِلها‬ ‫َ‬ ‫فوصل دماغهُ‪ْ ،‬أو‬
‫َ‬ ‫في ِ‬
‫أذنه‬

‫‪69‬‬
‫دون‬ ‫طعنة أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫القَ ْع َد ِة‪ْ ،‬أو‬
‫باشر فيما َ‬ ‫جامع‪ْ ،‬أو َ‬‫َ‬ ‫دواء‪ْ ،‬أو تقيأَ‪ ،‬أو‬ ‫من‬
‫شيء ْ‬
‫ٌ‬ ‫جوفه‬ ‫وصل إلى‬
‫َ‬
‫ق فنز َل جوفهُ‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫المضمضة أو االستنشا ِ‬ ‫بالغ في‬
‫فأنزل‪ْ ،‬أو َ‬‫َ‬ ‫فأنزل‪ِ ،‬أو استمنى‬
‫َ‬ ‫الفرج‬
‫ِ‬
‫وبلع‬ ‫فتله فانفص َل ِ‬ ‫عند ِ‬ ‫ط في ِ‬ ‫من ِ‬
‫ردهُ َ‬ ‫ثم ّ‬ ‫ريق ّ‬
‫عليه ٌ‬ ‫فمه َ‬ ‫جر الخي َ‬‫فمه‪ ،‬كما إذا َّ‬ ‫أخرج ريقهُ ْ‬ ‫َ‬
‫دمي‬ ‫بصبغه‪ ،‬أو َ ِ‬ ‫ِ‬
‫كان نجساً‪ ،‬كما إذا َ‬ ‫ْ‬ ‫فتغير‬
‫بلع ريقهُ متغيراً‪ ،‬كما إذا فت َل خيطاً َ‬
‫ريقهُ‪ْ ،‬أو َ‬
‫قدر على‬ ‫من أقصى ِ‬
‫إن َ‬ ‫الفم‪ْ ،‬‬ ‫ابتلع نخامةً ْ‬‫ولم يغسلهُ‪ْ ،‬أو إذا َ‬‫فبصق حتى صفا ريقهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫فمهُ‬‫ُ‬
‫وهو في‬
‫ولو لحظةً‪َ ،‬‬ ‫فاستدام ْ‬
‫َ‬ ‫وهو مجامعٌ‬ ‫الفجر َ‬
‫ُ‬ ‫طلع‬
‫نزلت‪ْ ،‬أو َ‬
‫ْ‬ ‫ومجها فتركها حتى‬ ‫قطعها ِّ‬
‫ِ‬
‫النهار‪.‬‬ ‫ك ِ‬
‫بقية‬ ‫قضاء وإ مسا ُ‬ ‫ِ‬
‫وعليه‬ ‫ِ‬
‫بالتحريم‪ ،‬بطُ َل صومهُ‪،‬‬ ‫عالم‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫للصوم‪ٌ ،‬‬ ‫ذاكر‬
‫ذلك ٌ‬ ‫جميع َ‬ ‫ِ‬
‫وضابطُ المفطّ ِر‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جوف‪.‬‬ ‫مفتوح إلى‬
‫ٍ‬ ‫من ٍ‬
‫منفد‬ ‫عين وإ ْن قلَّ ْ‬
‫ت ْ‬ ‫‪ -1‬وصو ُل ٍ‬
‫‪ -2‬والجماعُ‪.‬‬
‫ِ‬
‫للصوم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالتحريم ذاكراً‬ ‫ٍ‬
‫استمناء عالماً‬ ‫عن مباشر ٍة أو‬
‫‪ -3‬واإلنزا ُل ْ‬
‫ِ‬
‫الصوم]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫إفساد‬ ‫[كفارةُ‬
‫وهي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بالجماع مع القضاء الكفارةُ‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫رمضان‬
‫َ‬ ‫فسد صومهُ في‬
‫يلزم من َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ٍ‬
‫ِ‬
‫متتابعين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شهرين‬ ‫فصيام‬
‫ُ‬ ‫يجد‬ ‫العيوب المضر ِة‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫من‬
‫عتق رقبة مؤمنة‪ ،‬سليمة َ‬
‫ِ‬
‫الموطوءة‬ ‫يجب على‬ ‫ِ‬ ‫عج َز ََِـ‬
‫ثبِت في ذمته‪ ،‬وال ُ‬ ‫فإن َ‬
‫ستين مسكيناً‪ْ ،‬‬
‫فإطعام َ‬
‫ُ‬ ‫يستطع‬
‫ْ‬ ‫فإن ْلم‬
‫ْ‬
‫كفارةٌ‪72/ .‬‬
‫[حكم الناسي والمكره والجاهل]‪:‬‬
‫ٍ‬
‫باحتالم ْأو‬ ‫القيء‪ْ ،‬أو أنز َل‬ ‫ك ناسياً‪ْ ،‬أو جاهالً‪ْ ،‬أو مكرهاً‪ْ ،‬أو غلبهُ‬ ‫جميع ذل َ‬ ‫فعل‬
‫فإن َ‬‫ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الريق بما‬ ‫مبالغة‪ْ ،‬أو جرى‬‫ٍ‬ ‫ق بال‬ ‫ٍ‬
‫بمضمضة أو استنشا ٍ‬ ‫فكر ْأو ٍ‬‫عن ٍ‬
‫ُ‬ ‫نزل جوفهُ‬ ‫نظر‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ْ‬
‫مج ِه‪ ،‬أو جمع ريقه في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمه‬ ‫ُ‬ ‫عن ِّ ْ‬ ‫وعج َز ْ‬ ‫بعد تخليله َ‬ ‫أسنانه َ‬ ‫خالل‬ ‫الطعام في‬ ‫من‬
‫بقي َ‬ ‫َ‬
‫باطنه ولفظها‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ثم َّ‬ ‫ِ‬ ‫وابتلعه ِ‬
‫اقتلع نخامةً ْ‬
‫ردهُ وبلعهُ‪ ،‬أو َ‬ ‫لسانه َّ‬ ‫ص ْرفاً‪ْ ،‬أو أخرجهُ على‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫النهار‪ْ ،‬أو‬ ‫جميع‬ ‫نام‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فنزع في الحال‪ْ ،‬أو َ‬ ‫َ‬ ‫كان مجامعاً‬ ‫طعام فلفظهُ‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ٌ‬ ‫الفجر وفي فمه‬
‫ُ‬ ‫طلع‬
‫َ‬
‫صومهُ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ويصح‬ ‫ك‬‫جميع ذل َ‬
‫ِ‬ ‫يضرهُ في‬
‫وأفاق لحظةً منهُ‪ْ ،‬لم ُّ‬ ‫َ‬ ‫أُغمي ِ‬
‫عليه فيه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وجب‬
‫َ‬ ‫واستمر اإلشكا ُل‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫للغروب‬ ‫نهار‪ ،‬أو أكل ظاناً‬ ‫فبان أنهُ ٌ‬
‫أكل معتقداً أنهُ لي ٌل َ‬ ‫وإ ذا َ‬
‫قضاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫واستمر اإلشكا ُل فال‬
‫َّ‬ ‫فأكل‬
‫يطلع َ‬ ‫ْ‬ ‫الفجر ْلم‬
‫ظن أن َ‬ ‫القضاء‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫ُ‬

‫‪70‬‬
‫ِ‬
‫باإلغماء‪ْ ،‬أو‬ ‫أثناء ِ‬‫وإ ْن طرأَ في ِ‬
‫استغرق نهارهُ‬
‫َ‬ ‫ولو في لحظة منهُ‪ ،‬أو‬ ‫جنون ْ‬‫ٌ‬ ‫اليوم‬
‫الصوم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫بطل‬
‫نفاس َ‬ ‫حيض ْأو ٌ‬‫ٌ‬ ‫طرأَ‬
‫ِ‬
‫الصوم]‪:‬‬ ‫[سنن‬
‫ُ‬
‫الصبح‪.‬‬ ‫تأخيرهُ ما ْلم يخف‬ ‫قل‪ ،‬ولو ٍ‬
‫بماء‪ ،‬واألفض ُل‬ ‫ويندب السُّحور وإ ْن َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫يجد‬ ‫تمرات ِوتراً‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫فطر على‬‫وي ُ‬ ‫الغروب‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫تحقق‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الفطر إذا‬ ‫واألفض ُل تعجي ُل‬
‫ت‪.‬‬
‫أفطر ُ‬
‫رزقك ْ‬ ‫َ‬ ‫ت وعلى‬‫صم ُ‬‫لك ْ‬ ‫اللهم َ‬
‫فالماء أفض ُل‪ ،‬ويقو ُل‪َّ :‬‬
‫ُ‬
‫واالعتكاف سيما العشر‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرحم‪ ،‬وكثرةُ تالو ِة‬ ‫ِ‬
‫الجود‪ ،‬وصلةُ‬ ‫ويندب كثرةُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الغيبة‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫الفجر‪ ،‬وتر ُ‬ ‫ِ‬
‫الجنابة على‬ ‫وتقديم ُغ ْس ِل‬
‫ُ‬
‫الصوام ولو ٍ‬
‫بماء‪،‬‬ ‫َّ َ ْ‬ ‫وأن ُيفَطِّ َر‬
‫األواخر‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫صائم‪.‬‬ ‫فليقل‪ :‬إني‬
‫شوتم ْ‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫والحجامة‪ْ ،‬‬ ‫والفصد‬ ‫والشهوات‪،‬‬ ‫والفحش‬ ‫والكذب‬
‫شرب‬ ‫فلو‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫بأن ال يتناو َل في الليل شيئاً‪ْ ،‬‬
‫لمن حركت شهوتهُ‪ ،‬والوصا ُل ْ‬ ‫وتحر ُم القُْبلةُ ْ‬
‫ُ‬
‫تحريم‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫السحور فال‬ ‫عند‬
‫ولو جرعةً َ‬ ‫ماء ْ‬‫ً‬
‫لكل ٍ‬
‫أحد‬ ‫ِ‬
‫الزوال‪ ،‬ال ُك ْح ٌل واستحمام‪ ،‬ويكرهُ ِّ‬ ‫بعد‬
‫ك َ‬ ‫ك‪ ،‬وسوا ٌ‬‫وعْل ٌ‬ ‫ِ‬
‫الطعام ِ‬ ‫ذوق‬
‫ويكرهُ ُ‬
‫ٌ‬
‫يوم إلى ِ‬
‫الليل‪.‬‬ ‫صمت ٍ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الصوم]‪:‬‬ ‫[قضاء‬
‫ُ‬
‫يجوز‬ ‫يقضيهُ متتابعاً على ِ‬
‫الفور‪ ،‬وال ُ‬ ‫أن‬ ‫ومن لزمه قضاء ٍ‬
‫َ‬ ‫يندب لهُ ْ‬
‫رمضان ُ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫شيء ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫عن ‪ِّ 73/‬‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫فإن َّ‬ ‫بغير ٍ‬
‫آخر ِ‬
‫القضاء ْ‬ ‫مع‬
‫أخ َر لزمهُ َ‬ ‫عذر‪ْ ،‬‬ ‫رمضان َ‬
‫َ‬ ‫القضاء إلى‬
‫َ‬ ‫يؤخر‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫وعليه‬ ‫مات‬
‫ومن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مد ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يوم ُّ‬
‫السنين‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫بتكرر‬ ‫يتكرر‬
‫ُ‬ ‫فمدان‪ ،‬وهكذا‬ ‫رمضانين‬ ‫أخر‬
‫فإن َ‬‫طعام‪ْ ،‬‬
‫مد ٍ‬
‫طعام‪.‬‬ ‫يوم َّ‬ ‫عن ِّ‬
‫كل ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫صوم َّ‬
‫أطعم عنهُ ْ‬
‫َ‬ ‫فعله‪،‬‬ ‫تمك َن ْ‬ ‫ٌ‬
‫يندب صومها]‪:‬‬‫[األيام التي ُ‬
‫ُ‬ ‫فص ٌل‪:‬‬
‫وتاسوعاء‬ ‫جاز‪،‬‬
‫فرقها َ‬‫فإن َّ‬ ‫ٍ‬ ‫يندب صوم ٍ‬
‫َ‬ ‫العيد‪ْ ،‬‬
‫وتندب متتابعةً تلي َ‬‫ُ‬ ‫شوال‪،‬‬ ‫ستة من‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫والخميس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واإلثنين‬ ‫ِ‬
‫وتالييه‪،‬‬ ‫الثالث ع َش َر‬
‫َ‬ ‫شهر‪:‬‬ ‫البيض في ِّ‬
‫كل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وعاشوراء‪ِ ،‬‬
‫وأيام‬ ‫َ‬
‫والمحرم‬ ‫ِ‬
‫الحجة‬ ‫ِ‬
‫القعدة وذو‬ ‫وهي أربعةٌ‪ :‬ذو‬ ‫ِ‬
‫الحجة‪ ،‬واألشهُ ِر ُ ِ‬ ‫وع ْش ِر ذي‬
‫َّ‬ ‫الح ُرم‪َ ،‬‬
‫ورجب‪.‬‬
‫ِّ‬
‫للحاج‬ ‫شعبان‪ ،‬وصوم ِ‬
‫يوم عرفةَ إال‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫رجب َّ‬
‫ٌ‬ ‫ثم‬
‫المحرم َّ‬
‫َّ‬ ‫رمضان‬
‫َ‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫الصوم َ‬ ‫وأفض ُل‬
‫ُ‬
‫ضرهُ ْأو‬
‫إن َّ‬ ‫ِ‬
‫الدهر ْ‬ ‫صوم‬
‫ُ‬ ‫ترك األولى‪ ،‬ويكرهُ‬ ‫يكره َّ‬
‫لكنهُ َ‬ ‫صام ْلم ْ‬
‫فإن َ‬
‫ففطرهُ أفض ُل‪ْ ،‬‬
‫بعرفةَ ُ‬
‫يكره‪.‬‬
‫ت حقاً‪ ،‬وإ ال ْلم ْ‬
‫فو َ‬
‫َّ‬

‫‪71‬‬
‫يحرم صومها]‪:‬‬
‫ُ‬ ‫[األيام التي‬
‫ُ‬
‫ق وهي ثالثةٌ بعد األضحى‪ِ ،‬‬
‫ويوم‬ ‫العيدين‪ِ ،‬‬
‫وأيام التشري ِ‬ ‫ِ‬ ‫صوم‬ ‫ُّ‬
‫يصح أصالً‬ ‫ويحر ُم وال‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫وفسقة‬ ‫من ٍ‬
‫عبيد‬ ‫ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن َّ‬ ‫ِّ‬
‫بقوله ْ‬ ‫يثب ُ‬
‫من ال ُ‬ ‫شعبان ْ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫الثالثين ْ‬
‫َ‬ ‫يوم‬
‫ث بالرؤية َ‬ ‫يتحد َ‬ ‫وهو ْ‬
‫الشك َ‬
‫ٍ‬ ‫بيوم ٍّ‬
‫وقضاء‪ ،‬وأما‬ ‫عن ٍ‬
‫نذر‬ ‫بل ْ‬ ‫رمضان‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫عن‬
‫يصح صومهُ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫شك‪ ،‬فال‬ ‫فليس ِ‬ ‫ونسو ٍة‪ ،‬وإ ال َ‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫ولم‬ ‫نصف شعبان َّ‬ ‫ِ‬ ‫التطوعُ ِ‬
‫حرم ْ‬‫صح‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫قبل‬
‫وافق عادةً لهُ ْأو وصلهُ بما َ‬ ‫فإن َ‬ ‫به ْ‬
‫ومن دخ َل‬ ‫ِ‬
‫ولم يصلهُ بما قبلهُ‪ْ ،‬‬ ‫يوافق عادةً ْ‬
‫ْ‬ ‫إن ْلم‬‫شعبان ْ‬
‫َ‬ ‫نصف‬ ‫بعد‬
‫صوم ما َ‬‫ُ‬ ‫ويحر ُم‬
‫ُ‬
‫جاز‬
‫كان نفالً َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫فإن َ‬
‫قطعهُما‪ْ ،‬‬ ‫حرم ُ‬ ‫قضاء ْأو نذراً‪َ -‬‬
‫ً‬ ‫كان ْأو‬
‫‪-‬أداء َ‬
‫ً‬ ‫وصالة فرضاً‬ ‫صوم‬ ‫في‬
‫قطعهُما‪.‬‬
‫ُ‬
‫[االعتكاف]‬
‫لطلب ِ‬
‫ليلة‬ ‫آكد ِ‬ ‫آكد‪ ،‬والعشر ِة األخير ِة ُ‬
‫ورمضان ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫وقت‪،‬‬ ‫االعتكاف ُسَّنةٌ في ِّ‬
‫ُ‬ ‫فص ٌل‪:‬‬
‫ُ‬
‫رمضان‪ ،‬وفي العشر ِة األخير ِة ْأرجى‪ ،‬وفي أوتار ِه‬
‫َ‬ ‫جميع‬
‫ِ‬ ‫تكون في‬‫َ‬ ‫أن‬
‫ويمكن ْ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫القدر‪،‬‬
‫عفو‬
‫ك ٌّ‬ ‫"اللهم إن َ‬
‫َّ‬ ‫القد ِر‪:‬‬
‫ليلة ْ‬ ‫والثالث والعشرين أرجى‪ ،‬ويكثِر في ِ‬
‫ِ‬ ‫ْأرجى‪ ،‬وفي الحادي‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫فاعف عني"‪74/ .‬‬ ‫ُ‬ ‫العفو‬
‫تحب َ‬ ‫ُ‬
‫وكونهُ مسلماً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الطمأنينة‪،‬‬ ‫أقل‬ ‫ِ‬
‫وزيادته على ِّ‬ ‫بشرط ِ‬
‫النية‬ ‫ِ‬ ‫ث وإ ْن َّ‬
‫قل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫االعتكاف لُْب ٌ‬ ‫ُّ‬
‫وأقل‬
‫ِ‬
‫جوانبه‪ ،‬وال يكفي‬ ‫ولو ِّ‬
‫متردداً في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األكبر‪ ،‬وفي المسجد ْ‬ ‫الحدث‬ ‫من‬
‫عاقالً‪ ،‬صاحياً‪ ،‬خالياً َ‬
‫ِ‬
‫المرور‪.‬‬ ‫مجرد‬
‫ُ‬
‫عن ٍ‬
‫يوم‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫وأن ال ينقُ َ‬
‫الجامع‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫كونهُ بصوم‪ ،‬وفي‬
‫واألفض ُل ُ‬
‫ِ‬
‫المدينة تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لكن يجزئُ‬
‫عي َن‪ْ ،‬‬ ‫مسجد‬ ‫الحرام أو األقصى ْأو‬ ‫المسجد‬ ‫االعتكاف في‬
‫َ‬ ‫نذر‬
‫ولو َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫بخالف‬ ‫المدينة عن األقصى‪،‬‬‫ِ‬ ‫مسجد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫العكس‪ ،‬ويجزئُ‬ ‫بخالف‬ ‫الحرام عنهما‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المسجد‬
‫ُ‬
‫ذلك ْلم َّ‬
‫يتعي ْن‪.‬‬ ‫غير َ‬‫عي َن مسجداً َ‬ ‫ولو َّ‬
‫العكس‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫نذر مدةً متتابعةً لزمهُ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عن مباشرة بشهوة‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫وباإلنزال ْ‬ ‫بالجماع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫االعتكاف‬
‫ُ‬ ‫ويفس ُد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وقضاء‬ ‫يمكن ِ‬
‫فيه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫بد منهُ ٍ‬ ‫خرج لما ال َّ‬
‫إن ْلم ْ‬ ‫وشرب ْ‬ ‫المسجد‪،‬‬ ‫أمكن في‬‫كأكل وإ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المسجد لزيار ِة‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫خرج َ‬ ‫َ‬ ‫يبطل‪ ،‬وإ ْن‬
‫ْ‬ ‫ذلك ْلم‬
‫ونحو َ‬ ‫والحيض‬ ‫والمرض‬ ‫اإلنسان‪،‬‬ ‫حاجة‬
‫ِ‬
‫المسجد وهي‬ ‫خرج لمنار ِة‬ ‫ط َل اعتكافُهُ‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ٍ‬
‫جمعة‪ ،‬ب َ‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫ِ‬
‫صالة جناز ٍة ْأو‬ ‫ٍ‬
‫مريض‪ْ ،‬أو‬
‫َ‬
‫خرج لما ال َّ‬
‫بد منهُ‬ ‫الراتب‪ ،‬وإ ال فال‪ ،‬وإ ْن‬ ‫المؤذن‬ ‫هو‬ ‫خارجةٌ عنهُ ِّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫كان َ‬
‫إن َ‬ ‫جاز ْ‬‫ليؤذ َن َ‬
‫ألجل ِه بط َل‪.‬‬
‫عرج ِ‬
‫جاز‪ ،‬وإ ْن َّ َ‬ ‫يعر ْج َ‬ ‫ولم ِّ‬
‫مار ْ‬‫وهو ٌّ‬ ‫ِ‬
‫عن المريض َ‬ ‫فسأل ِ‬ ‫َ‬

‫‪72‬‬
‫وتحر ُم المباشرةُ بشهو ٍة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وزوج‪.‬‬ ‫إذن ٍ‬
‫سيد‬ ‫دون ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬ ‫ويحر ُم على العبد والزوجة َ‬ ‫ُ‬
‫كتاب الحج‬
‫الحج والعمر ِة]‪:‬‬
‫[شروطُ ِ‬
‫أن ُين َذرا‪.‬‬
‫الع ُم ُر إال مرةً واحدةً إال ْ‬ ‫ِ‬
‫يجبان في ُ‬ ‫ِ‬
‫فرضان‪ ،‬وال‬ ‫ُّ‬
‫الحج والعمرةُ‬
‫المستطيع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغير‬ ‫حج ِ‬
‫العبد‬ ‫فيصح ُّ‬
‫ُّ‬ ‫مستطيع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫حر‬ ‫بالغ ٍ‬
‫عاقل ٍّ‬ ‫كل ٍ‬
‫مسلم ٍ‬ ‫يلزمان َّ‬
‫ِ‬ ‫وإ نما‬
‫الولي‪ْ ،‬أو‬
‫ِّ‬ ‫المميز ِ‬
‫بإذن‬ ‫ُ‬ ‫الصبي‬
‫ُّ‬ ‫أحرم‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫المميز استقالالً‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وغير‬ ‫ِ‬
‫الكافر‬ ‫من‬
‫يصح َ‬ ‫ُّ‬ ‫وال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يقدر عليه‪ ،‬فيغسلُهُ‬ ‫الولي ما ُ‬ ‫ُّ‬ ‫جاز‪ ،‬ويكلفُهُ‬ ‫يميز َ‬‫الطفل الذي ال ُ‬ ‫المجنون أو‬ ‫الولي عن‬
‫ُّ‬ ‫أحرم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫كالطيب ونحو ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويجردهُ ِ‬
‫ويحضرهُ‬
‫ُ‬ ‫المحظور‬
‫َ‬ ‫اإلحرام‪ ،‬ويجنبهُ‬ ‫ثياب‬
‫ويلبسهُ َ‬‫ُ‬ ‫المخيط‬ ‫عن‬ ‫ِّ‬
‫والرمي‪.‬‬ ‫كاإلحرام وركعتي الطواف‬ ‫ِ‬ ‫يمكن منهُ‬
‫ِ‬ ‫المشاهد ويفع ُل عنهُ ما ال ُ‬ ‫َ‬
‫[االستطاعة]‪:‬‬
‫بنفسه‪ ،‬ومستطيعٌ بغير ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والمستطيعُ ِ‬
‫اثنان‪ :‬مستطيعٌ‬
‫بنفسه]‪75/ :‬‬ ‫ِ‬
‫أما األو ُل [مستطيعٌ‬
‫جرت العادةُ‬ ‫ِ‬ ‫المواضع التي‬ ‫بثمن ِ‬
‫مثله في‬ ‫ِ‬
‫والماء ِ‬ ‫للز ِاد‬‫يكون صحيحاً واجداً َّ‬ ‫أن‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫فهو ْ‬‫َ‬
‫المشي‪،‬‬ ‫أطاق‬ ‫القص ِر وإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫وراحلة تصلح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫من مكةَ على مسافة ْ‬ ‫كان ْ‬
‫إن َ‬ ‫لمثله ْ‬ ‫ُ‬ ‫بكونه فيها‪،‬‬
‫شق ِ‬
‫ركوب القَتَ ِب‪ ،‬وشريكاً يعادلُهُ‪ ،‬يشترطُ ذلك‬ ‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫إن َّ‬ ‫ومح ِمالً ْ‬‫إن ْلم يط ْقهُ‪ْ ،‬‬ ‫وكذا دونها ْ‬
‫وكسوتهم ذهاباً وإ ياباً‪ ،‬وعن‬ ‫ِ‬
‫عياله‬ ‫عن ِ‬
‫نفقة‬
‫ْ‬ ‫ذلك فاضالً ْ‬ ‫يكون َ‬ ‫وأن َ‬ ‫كلهُ ذاهباً وراجعاً‪ْ ،‬‬
‫يجد طريقاً‬ ‫وأن َ‬ ‫وعن ٍ‬ ‫لمنصب أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫يليق ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ولو مؤجالً‪ْ ،‬‬ ‫دين ْ‬ ‫عجز‪ْ ،‬‬ ‫به‬ ‫وخادم ُ‬ ‫يناسبهُ‬
‫ُ‬ ‫مسكن‬
‫يريد ماالً وإ ْن‬ ‫ِ‬
‫رصدّياً ُ‬ ‫كان كافراً ْأو‬ ‫ِ‬ ‫آمناً يأمن فيها على ِ‬
‫ولو َ‬‫وعدو ْ‬
‫ٍّ‬ ‫سب ٍع‬
‫من ُ‬‫وماله ْ‬ ‫نفسه‬ ‫ُ‬
‫إن ِ‬
‫غلبت السالمةُ وإ ال فال‪.‬‬ ‫يجد طريقاً إال في ِ‬ ‫َّ‬
‫البحر لزمهُ ْ‬ ‫قل‪ ،‬وإ ْن ْلم ْ‬
‫من‬
‫تأمن معهُ على نفسها ْ‬ ‫من ُ‬ ‫يكون معها ْ‬
‫بأن َ‬ ‫وتزيد ْ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫كالرجل‪،‬‬ ‫ك‬ ‫والمرأةُ في ِّ‬
‫كل ذل َ‬
‫محرم‪.‬‬ ‫أحد َّ‬
‫منهن‬ ‫يكن مع ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫محرم ْأو نسوة ثقات وإ ْن ْلم ْ َ‬ ‫زوج ْأو‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫العادة ْلم يلزمهُ‪ ،‬وإ ْن‬ ‫يمكنه ِ‬
‫فيه ُّ‬
‫الحج على‬ ‫يدرك زمناً ُ ُ‬
‫ْ‬ ‫ولم‬
‫جدت هذه الشروطُ ْ‬ ‫فمتى ُو ْ‬
‫ذلك لزمهُ‪.‬‬
‫ك َ‬ ‫أدر َ‬
‫مات عاصياً‪،‬‬ ‫التمكن قب َل ِ‬
‫فعله َ‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫مات َ‬
‫لكن ْلو َ‬ ‫ِ‬
‫التأخير‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ندب المبادرةُ به‪ ،‬ولهُ‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫تركته‪.‬‬ ‫من‬
‫ووجب قضاؤهُ ْ‬‫َ‬

‫‪73‬‬
‫وأما [الثاني] المستطيعُ بغير ِه‪:‬‬
‫لزمان ٍة ْأو ِكَب ٍر ولهُ ما ٌل ْأو ْ‬
‫ولو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من يطيعهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫الراحلة‬ ‫الثبوت على‬ ‫يقدر على‬
‫من ال ُ‬ ‫فهو ْ‬
‫َ‬
‫أن َّ‬ ‫للمطيع في ِّ‬ ‫ِ‬
‫يحج عنهُ‬ ‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫الحج عنهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫يأذن‬
‫يستأجر بماله ْأو َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫فيلزمهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫أجنبياً‪،‬‬
‫تطوعاً أيضاً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫لمن ِ‬
‫أن َّ‬
‫يحج نذراً‬ ‫يحج عن غير ِه وال ْ‬
‫أن يتنف َل وال ْ‬ ‫أن َّ‬ ‫اإلسالم ْ‬ ‫فرض‬
‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫يجوز ْ‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫كان‪ ،‬وبعدهُ‬
‫إن َ‬ ‫النذر ْ‬
‫كان عليه‪ ،‬وبعدهُ َ‬ ‫إن َ‬‫القضاء ْ‬
‫َ‬ ‫الفرض وبعدهُ‬
‫َ‬ ‫فيحج أوالً‬ ‫قضاء‪،‬‬
‫ً‬ ‫وال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫فرض‬
‫ُ‬ ‫وعليه‬ ‫التطوع ِأو َ‬
‫النذر مثالً‬ ‫َ‬ ‫الترتيب فنوى‬
‫َ‬ ‫فإن َّ‬
‫غي َر هذا‬ ‫النف َل أو النيابةَ‪ْ ،‬‬
‫اإلسالم‪ ،‬وقس ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫حج ِة‬
‫عن َّ‬
‫ْ‬ ‫ووقع ْ‬‫َ‬ ‫ت نيتهُ‬
‫لغ ْ‬
‫َ‬
‫الدخول في النسك]‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫[كيفيةُ‬
‫ثم التمتعُ‬
‫اإلفراد َّ‬
‫ُ‬ ‫بالحج‪ :‬إفراداً وتمتُّعاً وقراناً وإ طالقاً‪ ،‬وأفض ُل َ‬
‫ذلك‬ ‫ِّ‬ ‫اإلحرام‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫اإلطالق‪76/ .‬‬ ‫ثم‬
‫ران َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ثم الق ُ‬
‫حرم بالعمر ِة‪.‬‬ ‫ثم يخرج إلى ِّ‬ ‫ميقات ِ‬
‫ِ‬ ‫أن َّ‬
‫في َ‬ ‫الحل ُ‬ ‫بلده َّ‬ ‫من‬
‫يحج أوالً ْ‬ ‫فاإلفراد‪ْ :‬‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫ِ‬ ‫بلده في ِ‬ ‫ميقات ِ‬
‫ِ‬
‫عامه‬ ‫يح َّج ْ‬
‫من‬ ‫ثم ُ‬‫الحج‪َّ ،‬‬‫أشهر ِّ‬ ‫من‬
‫يعتمر أوالً ْ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫‪ -2‬والتمتعُ‪ْ :‬‬
‫ِ‬
‫الحجة‪،‬‬ ‫ثامن ذي‬ ‫ِّ‬
‫بالحج َ‬ ‫للهدي‪-‬‬
‫ِ‬ ‫كان واجداً‬‫‪-‬إن َ‬
‫حرم المتمتعُ ْ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫من مكةَ‪.‬‬ ‫ْ‬
‫كالمكي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫حرماً‬‫المسجد ُم ِ‬
‫َ‬ ‫دار ِه‪ ،‬فيأتي‬ ‫من ِ‬
‫باب ِ‬ ‫فسادسهُ في مكةَ ْ‬ ‫َ‬ ‫وإ ال‬
‫ط‪،‬‬ ‫بلده ويقتصر على ِ‬
‫أفعال ِّ‬
‫الحج فق ْ‬ ‫ميقات ِ‬‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫حرم بهما معاً ْ‬
‫أن ُي َ‬ ‫ران‪ْ :‬‬ ‫والق ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫الحج في أشهر ِه‪.‬‬
‫يشرع في طوافها ُيدخ ُل عليها َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫حرم بالعمر ِة أوالً َّ‬
‫ثم قب َل ْ‬ ‫ْأو ُي َ‬
‫دم‪.‬‬
‫والقارن ٌ‬
‫َ‬ ‫المتمتع‬
‫َ‬ ‫ويلزم‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحرم‬ ‫وهم أه ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫من حاضري المسجد الحرام‪ْ ،‬‬‫يكون ْ‬
‫أن ال َ‬‫القارن إال‪ْ :‬‬ ‫يجب على‬
‫وال ُ‬
‫القص ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كان منهُ على ِ‬
‫دون مسافة ْ‬ ‫ومن َ‬
‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إلحرام ِّ‬
‫يكون ْ‬
‫وأن ال َ‬ ‫الميقات‪ْ ،‬‬ ‫من‬
‫الحج َ‬ ‫يعود‬
‫أن ال َ‬‫المتمتع إال‪ْ :‬‬
‫ِ‬ ‫يجب على‬
‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الحرام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫حاضري‬
‫أيام في ِّ‬
‫الحج‪،‬‬ ‫ثمن ِ‬
‫مثله صام ثالثةَ ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫فقد َّ‬
‫َ‬ ‫بأكثر ْ‬
‫هناك ْأو ثمنهُ ْأو وجدهُ ُيباعُ َ‬
‫الد َم َ‬ ‫فإن َ‬
‫ْ‬
‫عن ِ‬
‫يوم‬ ‫وسبعة إذا رجع إلى ِ‬
‫ٍ‬ ‫قبل ِ‬
‫وتفوت الثالثةُ بتأخيرها ْ‬
‫ُ‬ ‫أهله‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يوم عرفةَ‪،‬‬ ‫كونها َ‬
‫ندب ُ‬‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫وهو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق في األداء َ‬ ‫يفر ُ‬
‫كان ِّ‬
‫ق بينها وبين السبعة بما َ‬
‫ويفر ُ‬
‫السبعة ِّ‬ ‫قبل‬
‫قضاؤها َ‬
‫ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬ ‫عرفةَ‪،‬‬
‫أربع ٍ‬
‫أيام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السير وزيادةُ ِ‬ ‫ُم َّدةُ‬

‫‪74‬‬
‫حج ْأو‬ ‫ِ‬
‫اإلحرام َّأنهُ ٌّ‬ ‫يعين حالةَ‬‫أن َ‬ ‫النس ِك من ِ‬
‫غير ْ‬ ‫الدخول في ُ‬
‫َ‬ ‫ينوي‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫واإلطالق‪ْ :‬‬
‫ُ‬ ‫د‪-‬‬
‫ك صرفُهُ كما شاء‪.‬‬
‫بعد ذل َ‬‫ثم له َ‬ ‫قران‪َّ ،‬‬
‫عمرةٌ ْأو ٌ‬
‫الحج والعمر ِة]‪:‬‬
‫[ميقات ِّ‬
‫ُ‬
‫من ذي‬ ‫ليال ْ‬ ‫بالحج إال في أشهر ِه وهي‪ :‬شوا ٌل وذو القَ ْع َد ِة وع ْشر ٍ‬
‫ِّ‬ ‫اإلحرام‬ ‫يجوز‬
‫وال ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫للحاج‬ ‫وقت إال‬ ‫كل ٍ‬
‫وينعقد اإلحرام بالعمر ِة َّ‬ ‫انعقد عمرةً‪،‬‬
‫به في غيرها َ‬ ‫فإن أحرم ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الحجة‪َ َ ْ ،‬‬
‫للرمي بمنى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المقيم‬
‫الحج والعمر ِة‪:‬‬
‫ميقات ِّ‬
‫ُ‬ ‫فصل‪:‬‬
‫ِ‬
‫المدينة‪.‬‬ ‫ألهل‬ ‫ِ‬
‫الحليفة ِ‬ ‫‪ -1‬ذو‬
‫ِ‬
‫والمغرب‪.‬‬ ‫ومصر‬ ‫والج ْحفةُ ِ‬
‫للشام‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫َ‬
‫اليمن‪77/ .‬‬ ‫ِ‬
‫لتهامة ِ‬ ‫ويلَ ْملَ ُم‬
‫‪َ -3‬‬
‫ِ‬
‫الحجاز‪.‬‬ ‫اليمن ِ‬
‫ونجد‬ ‫لنجد ِ‬ ‫‪ -4‬وقَر ٌن ِ‬
‫ْ‬
‫العقيق‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وخراسان‪ ،‬واألفض ُل‬
‫َ‬ ‫ق للعرا ِ‬
‫ق‬ ‫وذات ِع ْر ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫وميقات عمرتِ ِه أدنى ِّ‬
‫الحل‪ ،‬واألفض ُل منهُ‬
‫ميقات حج ِ‬
‫ِّه مكةَ‬ ‫ولو ماراً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ومن في مكةَ ْ‬ ‫ْ‬
‫الح َد ْيبيةُ‪.‬‬
‫ثم ُ‬‫التنعيم َّ‬
‫ُ‬ ‫ال ِج ْعرانةُ َّ‬
‫ثم‬
‫موضعهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫من الميقات إلى مكةَ فميقاتُهُ‬ ‫أقرب َ‬
‫ُ‬ ‫ومن مسكنهُ‬‫ْ‬
‫المواقيت ِ‬
‫إليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أقرب‬ ‫أحرم إذا حاذى‬ ‫ميقات ِ‬
‫فيه‬ ‫َ‬ ‫سلك طريقاً ال‬ ‫ومن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الميقات وقي َل ْ‬ ‫من‬
‫حرم إال َ‬
‫أن ال ُي َ‬ ‫الميقات إلى مكةَ‪ ،‬فاألفض ُل ْ‬ ‫من‬‫أبعد َ‬ ‫دارهُ ُ‬ ‫ومن ُ‬
‫ْ‬
‫دار ِه‪.‬‬
‫قبل‬
‫إليه ُمحرماً َ‬‫عاد ِ‬
‫فإن َ‬ ‫دم‪ْ ،‬‬ ‫وأحرم دونهُ لزمهُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ك‬‫النس َ‬
‫يريد ُ‬‫وهو ُ‬ ‫الميقات َ‬
‫َ‬ ‫جاوز‬
‫ومن َ‬ ‫ْ‬
‫ط َّ‬
‫الد ُم‪.‬‬ ‫س ٍ‬
‫بنسك سق َ‬ ‫التلب ِ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫اإلحرام]‪:‬‬ ‫[سنن ما قبل‬ ‫فصل ُ‬
‫ط‪،‬‬
‫قل ماؤهُ توضأَ فق ْ‬‫فإن َّ‬ ‫ِ‬ ‫أن يحرم اغتس َل ‪-‬ولو حائضاً‪ِ -‬‬
‫بنية ُغ ْس ِل‬
‫اإلحرام‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أراد ْ ُ َ‬ ‫إذا َ‬
‫الوسخ‬ ‫الشارب وإ ِ‬
‫زالة‬ ‫ِ‬ ‫وقص‬‫اإلبط ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العانة ونتف‬ ‫ويتنظف بحل ِ‬
‫ق‬ ‫تيم َم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالكلية َّ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وإ ْن فقدهُ‬
‫ِ‬
‫أبيضين‬ ‫ورداء‬ ‫ويلب ُس إزاراً‬ ‫ِ‬ ‫بسدر ونحو ِه‪َّ ،‬‬
‫بأن يغس َل رأسهُ ٍ‬
‫ً‬ ‫يتجر ُد عن المخيط َ‬ ‫ثم َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫كالرجل إال‬ ‫ك‬
‫ِّب بدنهُ وال يطيب ثيابهُ‪ ،‬والمرأةُ في ذل َ‬ ‫محيطين‪ ،‬ويطي ُ‬‫ِ‬ ‫غير‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونعلين َ‬ ‫نظيفين‪،‬‬
‫وتلطخ بها وجهها‪ ،‬هذا‬ ‫ِ‬
‫بالحناء‬ ‫ب كفيها كلي ِهما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تنزعهُ‪ ،‬وتخض ُ‬ ‫نزع المخيط فإنها ال ُ‬ ‫في ِ‬

‫‪75‬‬
‫ثم‬ ‫ِ‬
‫اإلحرام‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الكراهة ينوي بهما سنةَ‬ ‫غير ِ‬
‫وقت‬ ‫ركعتين في ِ‬
‫ِ‬ ‫ثم يصلي‬ ‫ِ‬
‫اإلحرام‪َّ ،‬‬ ‫كلُّهُ قب َل‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪.‬‬ ‫أحرم‬ ‫شرع ِ‬
‫فيه‬ ‫َ‬ ‫ليشرع في ِ‬
‫السير فإذا‬ ‫َ‬ ‫ينهض‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫[أركان ِّ‬
‫الحج]‪:‬‬ ‫ُ‬
‫واإلحرام]‪:‬‬
‫ُ‬ ‫[‪ -1‬الركن األول‪ :‬النيةُ‬
‫إن كان‬ ‫بقلبه الدخو َل في ِّ‬ ‫الدخول في النس ِك فينوي ِ‬ ‫ِ‬
‫الحج هلل تعالى ْ‬ ‫ُ‬ ‫هو نيةُ‬
‫واإلحرام َ‬
‫ُ‬
‫القران‪.‬‬
‫َ‬ ‫يريد‬
‫كان ُ‬ ‫إن َ‬ ‫الحج والعمر ِة ْ‬
‫كان يريدها‪ ،‬أو ِّ‬ ‫إن َ‬ ‫حجاً‪ ،‬أو العمر ِة ْ‬
‫يريد ّ‬
‫ُ‬
‫تخفضهُ‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ثم يلبي رافعاً صوتهُ والمرأةُ‬ ‫ِ‬
‫بلسانه َّ‬ ‫بذلك أيضاً‬
‫ظ َ‬ ‫أن يتلف َ‬
‫ُ‬ ‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬
‫ُ‬
‫ثم‬
‫ك)‪َّ .‬‬‫كلَ‬ ‫ك‪ ،‬ال شري َ‬ ‫ك والمل َ‬ ‫الحمد ِّ‬
‫والنعمةَ ل َ‬ ‫َ‬ ‫ك‪َّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ك لبي َ‬ ‫كلَ‬‫ك ال شري َ‬ ‫لبيك‪ ،‬لبي َ‬
‫اللهم َ‬
‫ك َّ‬ ‫(لبي َ‬
‫ك‪ ،‬ويسأ ُل اهلل تعالى‬‫من ذل َ‬ ‫ٍ‬
‫أخفض ْ‬
‫َ‬ ‫بصوت‬ ‫وسلم‬
‫النبي صلى اهلل عليه َ‬ ‫ويسلم على ِّ‬ ‫ُ‬ ‫يصلي‬
‫إحرامه قائماً وقاعداً‪ 78/ ،‬وراكباً‬ ‫ِ‬ ‫النار‪ ،‬ويكثر التلبيةَ في ِ‬
‫دوام‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الجنةَ ويستعي ُذ به َ‬
‫ِ‬
‫واألزمان‬ ‫ِ‬
‫األحوال‬ ‫عند ِ‬
‫تغير‬ ‫استحبابها َ‬
‫ُ‬ ‫ويتأكد‬
‫ُ‬ ‫وجُنباً وحائضاً‪،‬‬
‫وماشياً ومضطجعاً‪ُ ،‬‬
‫قبال ِ‬
‫الليل‬ ‫َّحر وإ ِ‬
‫وعند الس ِ‬ ‫واجتماع الرفا ٍ‬
‫ق‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ونزول‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫وركوب‬ ‫ٍ‬
‫وهبوط‪،‬‬ ‫كص ٍ‬
‫عود‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫واألماكن‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫وسعيه‪ ،‬وال يقطعُ التلبيةَ‬ ‫ِ‬
‫طوافه‬ ‫ِ‬
‫المساجد‪ ،‬وال يلبي في‬ ‫سائر‬ ‫ِ‬
‫الصالة وفي ِ‬ ‫ِ‬
‫وأدبار‬ ‫ِ‬
‫والنهار‪،‬‬
‫عيش‬
‫العيش ُ‬ ‫لبيك َّ‬
‫إن‬ ‫إنسان َّ‬
‫رد عليه‪ ،‬وإ ذا رأى شيئاً فأعجبهُ قا َل‪َ :‬‬ ‫فإن سلم ِ‬
‫عليه‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫بكالم‪َ ْ ،‬‬
‫اآلخر ِة‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلحرام]‪:‬‬ ‫[محرمات‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫أشياء‪:‬‬ ‫وإ ذا أحرم حرم ِ‬
‫عليه خمسةُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫والقباء ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وكل مخيط‪ ،‬وما استدارتُهُ‬ ‫والخف‬ ‫والسراويل‬ ‫القميص‬ ‫المخيط‪:‬‬ ‫لبس‬
‫أحدها‪ُ :‬‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو َ‬ ‫ٍ‬
‫وتلبيد‬ ‫بنسج‬ ‫ِ‬
‫المخيط ٍ‬ ‫كاستدار ِة‬
‫ِ‬ ‫بمخيط وغير ِه مما ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يضرهُ‬
‫العادة ساتراً‪ ،‬فال ُّ‬ ‫يعد في‬ ‫رأسه‬ ‫ستر‬
‫ويحرم عليه أيضاً ُ‬ ‫ُ‬
‫أن‬
‫يزر رداءهُ وال ْ‬ ‫أن َّ‬ ‫وليس لهُ ْ‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو ذل َ‬ ‫ٍ‬
‫وزنبيل‬ ‫بالمحم ِل‪ ،‬وحم ُل ِع ْد ٍل‬
‫ِ‬ ‫االستظال ُل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫اآلخر‪ ،‬ولهُ‬ ‫بالطرف‬ ‫ثم يربطهُ‬ ‫طرفه َّ‬ ‫ط خيطاً في‬ ‫أن يرب َ‬‫بخالل‪ ،‬وال ْ‬ ‫أن يخلهُ‬‫يعقدهُ وال ْ‬
‫َ‬
‫خيط ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫وشد ٍ‬ ‫اإلزار ُّ‬
‫ِ‬ ‫عقد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والكافور‬ ‫ِ‬
‫كالمسك‬ ‫ِـ‬
‫والفراش‬ ‫ِ‬
‫والبدن‬ ‫ِ‬
‫الثوب‬ ‫الطيب في‬ ‫ِ‬
‫اإلحرام‬ ‫بعد‬
‫يحرم َ‬ ‫الثاني‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الورد‬ ‫رش ِ‬
‫ماء‬ ‫ويحرم ُّ‬ ‫مشموم ٍ‬
‫طيب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والنيلوفر ِّ‬
‫وكل‬ ‫ِ‬ ‫والبنفسج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الورد‬ ‫وشم‬ ‫ِ‬
‫والزعفران‪ُّ ،‬‬
‫ُ‬
‫والبنفسج‬ ‫ِ‬
‫الورد‬ ‫ِ‬
‫كدهن‬ ‫بدنه ِ‬
‫به‬ ‫جميع ِ‬ ‫وده ُن‬
‫شمهُ ْ‬ ‫يحرم ُّ‬ ‫المطيب‬ ‫هن‬ ‫ك ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الد ُ‬ ‫الزهر‪ ،‬وكذل َ‬ ‫وماء‬

‫‪76‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يدهن به لحيتهُ‬
‫أن َ‬
‫حرم ْ‬
‫غير مطيب كزيت و َش ْي َر ٍج ونحوه‪َ ،‬‬ ‫كان َ‬‫ذلك‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫وما أشبهَ َ‬
‫ودهن جميع ِ‬
‫بدنه‪.‬‬ ‫شمهُ ْ ُ‬ ‫يحرم ُّ‬
‫ُ‬ ‫أصلع‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫يكون‬
‫أن َ‬ ‫ورأسهُ إال ْ‬
‫كرائحة ِ‬
‫ماء الور ِد‬ ‫ِ‬ ‫ريحهُ‪،‬‬ ‫طعام ِ‬ ‫ويحرم ِ‬
‫عليه أك ُل ٍ‬
‫طعمهُ أو لونهُ ْأو ُ‬
‫ظاهر ُ‬‫ٌ‬ ‫طيب‬
‫فيه ٌ‬ ‫ُُ‬
‫الجوارش ونحو ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العنبر في‬ ‫وطعم‬ ‫ِ‬
‫وطعمه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الزعفران‬ ‫ِ‬
‫ولون‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المطيبين‪.‬‬ ‫ق وال ُك ْح ِل‬ ‫الع َر ِ‬
‫دواء َ‬
‫ويحرم ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رأسه ْأو‬ ‫بعض شعر ٍة تقصيراً ْ‬
‫من‬ ‫ولو َ‬ ‫ق شعره ونتفه‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫اإلحرام] حْل ُ‬ ‫[بعد‬
‫يحرم َ‬ ‫ُ‬ ‫الثالث‪:‬‬
‫بعض ٍ‬
‫ظفر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ولو َ‬ ‫وتقليم أظافره ْ‬ ‫ُ‬ ‫جسده‪،‬‬ ‫وسائر‬ ‫شاربه‬ ‫عانته ْأو‬ ‫إبطه ْأو‬
‫دون‬
‫باشر فيما َ‬ ‫أظفار‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ٍ‬ ‫شعرات‪ْ ،‬أو قلَّ َم ثالثةَ‬
‫ٍ‬ ‫ثالث‬
‫حلق َ‬ ‫لبس ْأو َ‬ ‫تطيب ْأو َ‬ ‫َ‬ ‫فإذا‬
‫مخير‪79/ :‬‬ ‫الفرج بشهو ٍة‪ْ ،‬أو َد َه َن‪ ،‬لزمهُ شاةٌ‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ِ‬
‫صوم ِ‬
‫ثالثة‬ ‫ِ‬ ‫وبين‬ ‫ٍ‬ ‫آصع ِّ‬
‫صاع‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫نصف‬
‫ُ‬ ‫مسكين‬ ‫لكل‬ ‫طعم ثالثةَ ٍ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫وبين ْ‬
‫بين ذبحها‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫فلو خل َل ْأو غس َل وجههُ‬ ‫ك‪ْ ،‬‬ ‫حر َم ذل َ‬
‫شعر ُ‬ ‫سر َح لحيتهُ ْأو خللها انتتف ٌ‬ ‫إن َّ‬ ‫علم أنهُ ْ‬ ‫فإن َ‬‫أيام‪ْ ،‬‬
‫هو الذي نتفهُ حين غس َل وجههُ ْأو خلَّ َل لزمهُ الفديةُ‪ ،‬وإ ْن‬ ‫وعلم أنهُ َ‬
‫ِ‬
‫فرأى في كفه َش ْعراً َ‬
‫ق‬‫احتاج إلى حْل ِ‬ ‫ذاك فال شيء ِ‬
‫عليه‪ ،‬وإ ِن‬ ‫يعلم هذا وال َ‬ ‫ِ‬ ‫علم أنه كان ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫انتتف بنفسه ْأو ْلم ْ‬ ‫َ‬ ‫قد‬ ‫َ ُ َ‬
‫للحر أو البر ِد‪ْ ،‬أو إلى‬ ‫ِ‬
‫المخيط ِّ‬ ‫احتاج إلى ِ‬
‫لبس‬ ‫قمل‪ ،‬أو‬‫حر أو كثر ِة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لمرض ْأو ٍّ ْ‬ ‫الشعر‬
‫ك ويفدي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرأس فلهُ ذل َ‬ ‫ِ‬
‫تغطية‬
‫الفرج بشهو ٍة‬ ‫دون‬ ‫ِ‬
‫اإلحرام] ِ‬
‫ِ‬ ‫الفرج والمباشرةُ فيما َ‬ ‫ِ‬ ‫الجماعُ في‬ ‫يحرم بعد‬
‫الرابعُ‪ُ [ :‬‬
‫واللمس بشهو ٍة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمعانقة‬ ‫كالقُ ِ‬
‫بلة‬
‫فسد نس ُكهُ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األول‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫التحلل‬ ‫قبل‬
‫الحج َ‬ ‫جامع عمداً في العمر ِة َ‬
‫قبل فراغها‪ْ ،‬أو في ِّ‬ ‫فإن‬
‫ْ‬
‫َ‬
‫ويجب ِ‬
‫عليه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫يفسدهُ‪.‬‬
‫يتمهُ ْلو ْلم ْ‬
‫كان ُّ‬
‫‪ -1‬إتمامهُ كما َ‬
‫الفاسد تطوعاً‪.‬‬
‫ُ‬ ‫كان‬ ‫والقضاء على ِ‬
‫الفور وإ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫يجد‬
‫فإن لم ْ‬ ‫يجد فسبع ٍ‬
‫شياه‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫فإن ْلم ْ‬
‫يجد فبقرةٌ‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫وهي بدنةٌ‪ْ ،‬‬
‫‪ -3‬والكفارةُ َ‬
‫كل ِّ‬
‫مد يوماً‪.‬‬ ‫عن ِّ‬ ‫ق ِ‬ ‫َّ‬
‫صام ْ‬
‫يجد َ‬
‫فإن ْلم ْ‬
‫به‪ْ ،‬‬ ‫ويتصد ُ‬ ‫والدراهم طعاماً‬
‫ُ‬ ‫دراهم‬
‫َ‬ ‫قو َم البدنةَ‬
‫َّ‬
‫من‬ ‫فإن كان أحرم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫به ْ‬ ‫َ‬ ‫أحرم باألداء‪َ ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫حيث‬
‫من ُ‬ ‫بالقضاء ْ‬ ‫حرم‬
‫أن ُي َ‬
‫ويجب ْ‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫الميقات‪.‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحرم بالقضاء َ‬
‫َ‬ ‫الميقات‬ ‫دون‬
‫وهي معهُ‪.‬‬ ‫وطئها ِ‬ ‫ِ‬
‫إن قضى َ‬ ‫فيه ْ‬ ‫المكان الذي َ‬ ‫يفارق الموطوءةَ في‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬

‫‪77‬‬
‫ِ‬
‫وعليه شاةٌ‪.‬‬ ‫يفسد‬ ‫ِ‬
‫األول ْلم ْ‬ ‫ِ‬
‫التحلل‬ ‫بعد‬
‫جامع َ‬ ‫وإ ْن‬
‫َ‬
‫وإ ْن جامع ناسياً فال شيء ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يخطب امرأةً‬ ‫أن‬ ‫ويحرم ِ‬
‫َ‬ ‫فإن فع َل فالع ْق ُد باط ٌل‪ ،‬ويكرهُ لهُ ْ‬
‫يزو َج ْ‬
‫يتزوج ْأو ِّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫عليه ْ‬ ‫ُُ‬
‫نكاح‪.‬‬
‫يشهد على ٍ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ْ‬
‫تولد‬ ‫ٍ‬
‫مأكول‪ْ ،‬أو ما ُ‬ ‫بري‬
‫صيد ٍّ‬‫كل ٍ‬ ‫يصطاد َّ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يحر ُم ْ‬
‫الخامس [من محرمات اإلحرام]‪ُ :‬‬
‫كان‬ ‫مات في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فإن َ‬‫الجزاء‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫أتلف جزءاً لزمهُ‬
‫يده ْأو أتلفهُ ْأو َ‬ ‫فإن َ‬ ‫مأكول‪ْ ،‬‬ ‫وغير‬ ‫مأكول‬ ‫من‬‫ْ‬
‫صوم ِّ‬
‫لكل‬ ‫ٍ‬ ‫وبين ‪80/‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬
‫من َّ‬
‫وبين طعام بقيمته َ‬ ‫يخير بينهُ َ‬ ‫وجب مثلُهُ من النعم‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫عم‬ ‫لهُ مث ٌل َ‬
‫شاء‬
‫إن َ‬ ‫ثم ْ‬
‫وه َد َر فشاةٌ‪َّ ،‬‬
‫عب َ‬ ‫الح َم ِام وما َّ‬
‫يكن لهُ مث ٌل وجبت القيمةُ‪ ،‬إال في َ‬ ‫يوم‪ ،‬وإ ْن ْلم ْ‬ ‫مد ٌ‬ ‫ٍّ‬
‫لكل ٍّ‬
‫مد يوماً‪.‬‬ ‫بالقيمة طعاماً أو يصوم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫خرج‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُي ُ‬
‫ِ‬
‫الرأس‬ ‫ِ‬
‫وكشف‬ ‫ِ‬
‫المخيط‬ ‫فعل التجر ِد َ‬
‫من‬ ‫ِ‬
‫والمرأة‪ ،‬إال َ‬ ‫ِ‬
‫الرجل‬ ‫ذلك كلُّهُ على‬
‫ويحرم َ‬ ‫ُ‬
‫الستر عن الناس‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن أرادت َ‬ ‫يلزم المرأة كشف وجهها‪ْ ،‬‬ ‫وجوبهُ بالرجل‪ ،‬لكن ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيختص‬
‫ُّ‬
‫يضر‪،‬‬ ‫من ِ‬ ‫سدلت ِ‬
‫غير اختيارها ْلم ّ‬ ‫فإن مسَّهُ ْ‬
‫يمس وجهها‪ْ ،‬‬ ‫أن ال َ‬ ‫عليه شيئاً بشرط ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وللمحرم ُّ‬
‫أن‬ ‫القم ِل‪ْ ،‬‬
‫لكن يكرهُ ْ‬ ‫بحيث ال يقطعُ شعراً‪ ،‬ولهُ قت ُل ْ‬ ‫ُ‬ ‫وجسده بأظفار ِه‬ ‫رأسه‬ ‫حك‬ ‫ِ‬
‫ق ولو ٍ‬
‫بلقمة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يفلِّ َي‬
‫يتصد َ ْ‬ ‫أن‬
‫ندب ْ‬‫قتل منها قملةً َ‬ ‫فإن َ‬‫المحرم رأسهُ‪ْ ،‬‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫دخول مكة]‪:‬‬ ‫[سنن‬
‫فصل ُ‬
‫باب‬‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اغتسل خارج مكةَ ِ‬
‫بالنهار ْ‬ ‫دخول مكةَ‪ ،‬ويدخ ُل‬ ‫بنية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أراد دخو َل مكةَ‬ ‫إذا َ‬
‫يخف نجاسةً‪.‬‬ ‫إن ْلم ْ‬ ‫ِ‬
‫اء‪ ،‬ماشياً حافياً ْ‬ ‫المعلّى من ثنية َك َد َ‬
‫الحرام‪ ،‬فإذا وقع بصره على ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫نحو‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ ُُ‬ ‫وال يؤذي أحداً بمزاحمة‪ ،‬وليمض َ‬
‫يقف‬
‫فهناك ُ‬ ‫الر ْدِم‪،‬‬
‫رأس َّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫موضع يقا ُل لهُ‪ُ :‬‬ ‫ٍ‬ ‫من‬
‫المسجد ْ‬ ‫خارج‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫وهو يراهُ ْ‬ ‫رفع يديه حينئذ َ‬ ‫َ‬
‫ويرفع ِ‬
‫شرفهُ‬‫من ّ‬ ‫وزد ْ‬
‫البيت تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابةً‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫زد هذا‬ ‫"اللهم ْ‬
‫َّ‬ ‫يديه ويقو ُل‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ك‬‫السالم ومن َ‬
‫ُ‬ ‫أنت‬
‫اللهم َ‬ ‫وبراً‪َّ ،‬‬ ‫حجهُ واعتمرهُ تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ّ‬ ‫مم ْن ّ‬ ‫وعظَّمهُ َّ‬
‫من‬
‫المسجد ْ‬
‫َ‬ ‫ثم يدخ ُل‬ ‫أمر ِ‬
‫الدين والدنيا‪َّ ،‬‬ ‫من ِ‬ ‫أحب ْ‬‫بالسالم"‪ .‬ويدعو بما َّ‬ ‫ِ‬ ‫السالم فحيِّنا ربنا‬
‫ُ‬
‫عند‬ ‫ِ‬
‫الرفقة َ‬ ‫بعض‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يشتغل بحطِّ‬ ‫ِ‬
‫يقف ُ‬ ‫بل ُ‬ ‫ك‪ْ ،‬‬ ‫منزل وغير ذل َ‬ ‫وكراء‬ ‫رحله‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫قبل ْ‬
‫باب َش ْيبةَ َ‬
‫أن ال‬‫األسود ويدنو منهُ بشرط ْ‬ ‫َ‬ ‫الحجر‬
‫َ‬ ‫ويقصد‬
‫ُ‬ ‫المسجد َّ‬
‫بالنوبة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫هم يأتي‬ ‫وبعض ْ‬
‫ُ‬ ‫المتاع‬
‫ِ‬
‫والسجود‬
‫َ‬ ‫ويكرر التقبي َل‬ ‫ويسجد ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫صوت‬ ‫ثم يقبلُهُ بال‬ ‫ٍ‬
‫بمزاحمة فيستقبلُهُ‪َّ ،‬‬ ‫يؤذي أحداً‬
‫ُ‬
‫غ منهما‪.‬‬ ‫يفر َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫سعي حتى ُ‬ ‫طواف وال ٍ‬ ‫ومن هنا يقطعُ التلبيةَ‪ ،‬وال يلبي في‬ ‫عليه ثالثاً‪ْ ،‬‬

‫‪78‬‬
‫ِ‬
‫الطواف]‪:‬‬ ‫[كيفيةُ‬
‫ِ‬
‫األيسر‬ ‫عاتق ِه‬
‫طرفيه على ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويطرح‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫األيمن‬ ‫عاتق ِه‬
‫تحت ِ‬ ‫ردائه َ‬ ‫ِ‬ ‫ط‬
‫ثم يضطبعُ فيجع ُل وس َ‬ ‫َّ‬
‫الحجر‬ ‫ويكون‬ ‫فيقف مستقب َل ِ‬
‫البيت‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الطواف ُ‬ ‫ثم َي ْش َرعُ في‬
‫األيم َن مكشوفاً‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫منكبهُ َ‬ ‫ك َ‬‫ويتر ُ‬
‫الحجر قليالً إلى ِ‬
‫جهة‬ ‫ِ‬ ‫ويتأخر ِ‬
‫عن‬ ‫ِ‬
‫شماله‪،‬‬ ‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫جهة ِ‬ ‫من ِ‬
‫ُ‬ ‫اليماني ْ‬
‫ُّ‬ ‫والركن‬
‫ُ‬ ‫يمينه‬ ‫األسود ْ‬
‫ُ‬
‫ويسجد ِ‬
‫عليه‬ ‫ثم يستلم الحجر ِ‬ ‫واف ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ثم ‪ُ 81/‬يقَّبلهُ‬
‫بيده َّ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫هلل تعالى‪َّ ،‬‬ ‫اليماني فينوي الطّ َ‬
‫ِّ‬ ‫الركن‬
‫بعهدك واتباعاً‬‫َ‬ ‫ووفاء‬
‫ً‬ ‫ك‬
‫ك وتصديقاً بكتاب َ‬ ‫اللهم إيماناً ب َ‬‫تقدم‪ ،‬ويكب ُِّر ثالثاً ويقو ُل‪َّ :‬‬ ‫ثالثاً كما َ‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫نبيك‬
‫لسنة َ‬ ‫ِ‬
‫وهو مستقبلُهُ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الح َج ِر‬ ‫جهة ِ‬ ‫ثم يمشي إلى ِ‬
‫بجميع بدنه َ‬ ‫األسود‬ ‫جميع َ‬‫ِ‬ ‫يمينه‪ ،‬ماراً على‬ ‫َّ‬
‫البيت‬
‫َ‬ ‫إن هذا‬ ‫اللهم َّ‬
‫الباب‪َّ :‬‬ ‫عند ِ‬ ‫ويطوف ويقو ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫عن يسار ِه‪،‬‬ ‫البيت ْ‬‫َ‬ ‫وجعل‬
‫َ‬ ‫فإذا جاوزهُ انفت َل‬
‫من ِ‬
‫النار‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ك َ‬ ‫العائذ ب َ‬ ‫مقام‬
‫ك وهذا ُ‬ ‫ك واألمن أمن َ‬ ‫ك والحرم حرم َ‬ ‫بيت َ‬
‫من ِّ‬
‫الشك‬ ‫الح ْج ِر قا َل‪َّ :‬‬ ‫فتحة ِ‬‫عند ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َ‬ ‫اللهم إني أعو ُذ ب َ‬ ‫الركن الذي َ‬ ‫وصل إلى‬‫َ‬ ‫فإذا‬
‫والولد‪ .‬ويقو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألهل‬ ‫المنقلب في ِ‬
‫المال‬ ‫ِ‬ ‫ق وسو ِء‬ ‫ق وسو ِء األخال ِ‬ ‫ق والنفا ِ‬ ‫والشرك والشقا ِ‬‫ِ‬
‫محمد صلى‬ ‫ٍ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫بكأس نبي َ‬ ‫ك‪ ،‬واسقني‬ ‫ظل إال ظلُّ َ‬ ‫ك يوم ال َّ‬ ‫ِّ‬
‫اللهم أظلني في ظل َ َ‬
‫الميزاب‪َّ َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫قُبالةَ‬
‫بعدهُ أبداً‪.‬‬‫وسلم َم ْش َرباً هنيئاً ال أظمأُ َ‬ ‫اهلل عليه َ‬
‫وعمالً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اللهم اجعلهُ حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً َ‬ ‫واليماني‪َّ :‬‬
‫ِّ‬ ‫الثالث‬ ‫الركن‬ ‫بين‬
‫ويقو ُل َ‬
‫غفور‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عزيز يا‬
‫ُ‬ ‫تبور يا‬ ‫لن َ‬ ‫مقبوالً وتجارةً ْ‬
‫ك‪ ،‬وال ي ّقب ُل شيئاً من ِ‬
‫البيت‬ ‫بعد ذل َ‬
‫يدهُ َ‬ ‫ويقِّّب ُل َ‬
‫ُ‬ ‫يستلمهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫بل‬
‫اليماني ْلم ُي ّقبْلهُ ْ‬
‫َّ‬ ‫الركن‬
‫َ‬ ‫فإذا بلغ‬
‫وصل‬
‫َ‬ ‫الحجر األسو ِد‪َّ ،‬‬
‫ثم إذا‬ ‫ِ‬ ‫وهو الذي ْقب َل‬ ‫اليماني‪َ ،‬‬‫َّ‬ ‫يستلم شيئاً إال‬‫ُ‬ ‫األسود‪ ،‬وال‬
‫َ‬ ‫الحجر‬
‫َ‬ ‫إال‬
‫ك سبعاً‪.‬‬ ‫لت لهُ طوفةٌ‪ ،‬يفع ُل ذل َ‬ ‫كم ْ‬‫فقد ُ‬ ‫الحجر األسو ِد ْ‬ ‫ِ‬ ‫إلى‬
‫ِ‬
‫هو واالضطباعُ‬
‫الر َم َل‪ ،‬وإ نما ُي ْشرعُ َ‬ ‫األو ِل منها اإلسراعُ‪ُ ،‬‬
‫ويسمى‪َّ :‬‬ ‫وي ُّ‬
‫سن في الثالثة َ‬ ‫ُ‬
‫عقب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫القدوم فعلهما‪ ،‬وإ ْن رامهُ َ‬ ‫طواف‬ ‫عقب‬
‫السعي َ‬
‫َ‬ ‫رام‬
‫فإن َ‬
‫سعي‪ْ ،‬‬‫يعقبهُ ٌ‬‫في طواف ُ‬
‫رهما ِ‬
‫إليه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اإلفاضة َّ‬ ‫ِ‬
‫أخ ُ‬ ‫طواف‬
‫اللهم اجعلهُ حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً‪.‬‬ ‫له‪َّ :‬‬‫ويقو ُل في رم ِ‬
‫َ‬
‫واعف عما‬ ‫وارحم‬ ‫اغفر‬ ‫ِ‬
‫األربعة األخير ِة ويقو ُل فيها‪ِّ :‬‬ ‫وأن يمشي على ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫رب ْ‬ ‫مهله في‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫آكد‪،‬‬
‫األوتار ُ‬ ‫(رَّبَنا آتَنا في الد ْنَيا َح َسَنةَ) اآلية‪َ ،‬‬
‫وهو في‬ ‫األكرم‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫األعز‬ ‫أنت‬
‫ك َ‬ ‫تعلم إن َ‬
‫ُ‬
‫عن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫األسود في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫عجز ْ‬
‫فإن َ‬‫آكد‪ْ ،‬‬‫األوتار ُ‬ ‫اليماني‪ ،‬وفي‬
‫َّ‬ ‫يستلم‬
‫ُ‬ ‫طوفة‪ ،‬وكذا‬ ‫كل‬ ‫َ‬ ‫الحجر‬
‫َ‬ ‫ويقب ُل‬

‫‪79‬‬
‫وقبلها‪،‬‬
‫عجز استلمهُ بعصا ّ‬ ‫فإن َ‬ ‫أن يؤذي الناس استلمه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بيده وقبلها‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خاف ْ‬ ‫لزحمة ْأو َ‬ ‫تقبيله‬
‫إليه ِ‬
‫بيده‪.‬‬ ‫عجز أشار ِ‬ ‫فإن َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫فعند‬
‫البيت‪َ ،‬‬‫القة وهو من ِ‬ ‫والز ِ‬‫كالصفَّ ِة َّ‬ ‫شاذروان‬ ‫بجدار ِ‬
‫البيت‬ ‫ِ‬ ‫وهو َّ‬
‫أن‬
‫َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫وهنا دقيقةٌ َ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحجر يكون الرأس في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يثبت قدميه إلى فراغه َ‬ ‫أن َ‬ ‫فيجب ْ‬
‫ُ‬ ‫الشاذروان‬ ‫هواء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫تقبيل‬
‫مطامن ‪82/‬‬ ‫وهو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫انتقلت قدماهُ إلى جهة الباب َ‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬
‫يمر‪ْ ،‬‬‫ذلك ُّ‬
‫بعد َ‬‫ثم َ‬ ‫ويعتدل قائماً‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫التقبيل‬
‫تلك الطوفةُ‪ ،‬فاالحتياطُ إذا اعتد َل‬
‫تصح َ‬ ‫َّ‬ ‫هو ْلم‬ ‫ِ‬
‫ُصبع‪ ،‬ومضى كما َ‬ ‫قدر أ ٍ‬ ‫ولو َ‬
‫في التقبيل‪ْ ،‬‬
‫يتحقق ِ‬
‫به أنهُ كما‬ ‫اليماني‪ -‬قدراً‬ ‫ِ‬
‫الركن‬ ‫‪-‬وهي جهةُ‬ ‫أن يرجع إلى ِ‬
‫جهة يسار ِه‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫التقبيل ْ‬ ‫من‬‫َ‬
‫ِ‬
‫التقبيل‪.‬‬ ‫قبل‬
‫كان َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الطواف‪:‬‬ ‫واجبات‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المرأة ْلم‬ ‫شعر ِ‬
‫رأس‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫ولو شعرةً ْ‬
‫شيء منها ْ‬
‫ٌ‬ ‫ظهر‬
‫ستر العورة‪ ،‬فمتى َ‬
‫ُ‬ ‫‪-1‬‬
‫تصح‪.‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫الطواف‪.‬‬ ‫وموضع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والثوب‬ ‫البدن‬ ‫ِ‬
‫والنجس في ِ‬ ‫ِ‬
‫الحدث‬ ‫وطهارةُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫الحرام‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫داخل‬
‫َ‬ ‫يطوف‬
‫َ‬ ‫وأن‬ ‫‪-3‬‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫طوفات‪.‬‬ ‫سب َع‬
‫يستكمل ْ‬
‫َ‬ ‫وأن‬ ‫‪-4‬‬
‫ْ‬
‫بكل ِ‬
‫بدنه‪،‬‬ ‫يمر ِ‬
‫عليه ِّ‬ ‫وأن َّ‬ ‫الحجر األسو ِد كما ّ‬
‫ِ‬
‫تقد َم‪ْ ،‬‬ ‫من‬
‫وأن يبتدئ طوافهُ َ‬‫ْ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬
‫طوافه‪.‬‬ ‫ابتداء‬ ‫َ ِ‬ ‫من غير ِه ْلم َّ‬
‫ُ‬ ‫يصل إليه‪ ،‬فمنهُ‬ ‫أن‬
‫بذلك إلى ْ‬‫يعتد َ‬ ‫فإن بدأَ ْ‬
‫ْ‬
‫جهة ِ‬
‫الباب‪.‬‬ ‫ويمر إلى ِ‬‫البيت على يسار ِه َّ‬‫َ‬ ‫يجعل‬
‫َ‬ ‫وأن‬ ‫‪-6‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫يطوف خارج ِ‬
‫من‬
‫ويخر ُج َ‬
‫من إحدى فتحتيه ُ‬ ‫الح ْج ِر‪ ،‬وال يدخ َل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ْ‬ ‫‪-7‬‬
‫األخرى‪258/ .‬‬
‫طاف ال يجع ُل يده في ِ‬
‫هواء‬ ‫البيت‪ ،‬فإذا َ‬ ‫كل ِ‬ ‫عن ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫يكون كلهُ خارجاً ْ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫ْ‬ ‫‪-8‬‬
‫كل ِ‬
‫البيت‪.‬‬ ‫عن ِّ‬‫خرج بكلِّ ِه ْ‬‫َ‬ ‫فيكون ما‬
‫ُ‬ ‫الشا َذ ْر ِ‬
‫وان‪،‬‬
‫والدعاء وغيرهما مما َّ‬
‫تقد َم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫كالر َم ِل‬
‫سنن‪َّ ،‬‬ ‫ك ٌ‬ ‫وما سوى ذل َ‬
‫خلف الم ِ‬
‫قام‪ ،‬ويزي ُل هيئةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ركعتين سنةَ الطواف َ َ‬ ‫الطواف صلى‬ ‫غ من‬ ‫ثم إذا فر َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثانية‪ُ ( :‬ق ْل‬ ‫ون) وفي‬‫بعد الفاتحة‪ُ ( :‬ق ْل َيا أَُّيهَا اْل َكاف ُر َ‬
‫االضطباع فيهما‪ ،‬ويقرأُ في األولى‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫من ِ‬
‫باب‬ ‫يخرج ْ‬ ‫ثم‬
‫األسود‪َّ ،‬‬ ‫الحجر‬ ‫فيستلم‬ ‫خلف الم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ثم يرجعُ‬‫قام‪َّ ،‬‬ ‫ثم يدعو َ َ‬ ‫َح ٌد)‪َّ ،‬‬
‫ُه َو اهللُ أ َ‬
‫ِ‬
‫اإلفاضة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫طواف‬ ‫أن يسعى اآلن‪ ،‬وله تأخيره إلى ِ‬
‫بعد‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أراد ْ‬
‫إن َ‬ ‫الصفا ْ‬

‫‪80‬‬
‫ِ‬
‫أركان ِّ‬
‫الحج‪ :‬السعي]‪:‬‬ ‫الركن الثاني من‬
‫ُ‬ ‫[‪-2‬‬
‫من ِ‬
‫باب‬ ‫أراد السعي بالصَّفا فيرقى عليها الرج ُل قدر ٍ‬
‫البيت ْ‬
‫َ‬ ‫قامة حتى يرى‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫من َ‬ ‫يبدأُ ْ‬
‫ك‬‫شريك لهُ‪ ،‬لهُ المل ُ‬
‫َ‬ ‫ويكبر ويقول‪ :‬ال إله إال اهللُ وحدهُ ال‬ ‫المسجد‪ ،‬فيستقب ُل ِ‬
‫القبلةَ ويهل ُل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ك‬
‫قدير‪ ،‬ال إلهَ إال اهللُ وحدهُ ال شري َ‬ ‫ٍ‬ ‫ويميت ِ‬
‫بيده الخير وهو على ِّ‬
‫كل شيء ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫الحمد يحيي‬
‫ُ‬ ‫ولهُ‬
‫نعبد ‪ 83/‬إال إياهُ‬
‫األحزاب وحدهُ‪ ،‬ال إلهَ إال اهللُ‪ ،‬وال ُ‬
‫َ‬ ‫وهزم‬
‫َ‬ ‫ونصر عبدهُ‪،‬‬
‫َ‬ ‫أنجز وعدهُ‪،‬‬
‫لهُ‪َ ،‬‬
‫والدعاء‬ ‫َّ‬ ‫ثم يدعو بما َّ‬
‫َ‬ ‫الذكر كلهُ‬
‫يعيد هذا َ‬
‫ثم ُ‬ ‫أحب‪َّ ،‬‬ ‫الكافرون‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ولو كرهَ‬
‫الدين ْ‬
‫مخلصين لهُ َ‬
‫َ‬
‫ثانياً وثالثاً‪.‬‬
‫األخضر ‪-‬المعلَّ ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫وبين ِ‬
‫الميل‬ ‫بينهُ َ‬ ‫ته حتى يبقى َ‬‫ثم ينز ُل من الصفا فيمشي على ِه َين ِ‬ ‫َّ‬
‫بين‬ ‫ٍ‬ ‫المسجد على يسار ِه‪ -‬قدر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط َ‬ ‫فحينئذ يسعى سعياً شديداً حتى يتوس َ‬ ‫أذرع‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ستة‬ ‫َ‬ ‫بركن‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ‬ ‫ِ‬
‫العباس‪،‬‬ ‫واآلخر متص ٌل ِ‬
‫بدار‬ ‫ِ‬
‫المسجد‬ ‫اللذين أحدهما في ِ‬
‫ركن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األخضرين‬ ‫ِ‬
‫الميلين‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالذكر‬ ‫فيصعد عليها‪ ،‬ويأتي‬ ‫يأتي المروةَ‬ ‫ِ ِ‬
‫الشديد ويمشي على ه َينته حتى َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫السعي‬ ‫ك‬ ‫يتر ُ‬
‫َ‬
‫فهذه مرةٌ‪.‬‬‫والدعاء‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الذي قي َل على الصفا‬
‫ِ‬
‫مرتان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫سعيه إلى الصفا فهذه‬ ‫موضع‬
‫ِ‬ ‫مشيه ويسعى في‬ ‫ِ‬ ‫موضع‬
‫ِ‬ ‫ثم ينز ُل فيمشي في‬ ‫َّ‬
‫يختم‬ ‫ثم يذهب إلى المرو ِة‪ِ ،‬‬
‫تكم َل سبعاً ُ‬ ‫ذلك حتى ُ‬‫فهذه ثالثةٌ‪ ،‬يفع ُل َ‬ ‫ُ‬ ‫والدعاء‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫الذكر‬
‫فيعيد َ‬ ‫ُ‬
‫بالمرو ِة‪.‬‬
‫السعي أربعةٌ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫وواجبات‬
‫ُ‬
‫حتسب ِ‬
‫هذه المرةُ‪،‬‬ ‫السعي بالصفا‪ ،‬فلو بدأ بالمرو ِة إلى الصفا ْلم تُ‬ ‫أن يبدأَ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أحدها‪ْ :‬‬
‫السعي‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وحينئذ ابتدأ‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫ك شبراً أو َّ‬ ‫ِ‬
‫عقبهُ‬
‫يلصق َ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫فيجب ْ‬
‫ُ‬ ‫يصح‪،‬‬ ‫أقل منهُ ْلم‬ ‫ْ‬ ‫فلو تر َ‬‫جميع المسافة‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ثانيها‪ :‬قطعُ‬
‫ِ‬
‫بحائط المرو ِة‪َّ ،‬‬
‫ثم إذا ابتدأَ‬ ‫األصابع‬
‫ِ‬ ‫رؤوس‬ ‫ألصق‬
‫َ‬ ‫بحائط الصفا‪ ،‬فإذا انتهى إلى المرو ِة‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بحائط المرو ِة‬
‫عقبهُ‬
‫لصق َ‬ ‫بحائط الصفا‪ ،‬وهكذا أبداً ُي ُ‬ ‫أصابعه‬ ‫ورؤوس‬
‫َ‬ ‫ألصق عقبهُ‬
‫َ‬ ‫الثانيةَ‬
‫أصابعه بما يذهب ِ‬
‫إليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ورؤوس‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يذهب منهُ‬
‫ُ‬ ‫بما‬
‫ومن المرو ِة‬ ‫ٍ‬
‫من الصفا إلى المرو ِة مرةً‪َ ،‬‬ ‫يحسب ذهابهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫مرات‪،‬‬ ‫سبع‬
‫ثالثها‪ :‬استكما ُل ِ‬
‫وكم َل‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫باألقل َّ‬ ‫ِ‬
‫الطوفات أخ َذ‬ ‫ِ‬
‫أعداد‬ ‫شك ِ‬
‫فيه ْأو في‬ ‫إلى الصفا مرةً‪ ،‬وهكذا كما تقدم‪ ،‬فلو َّ‬
‫َ ْ‬
‫الوقوف‬ ‫أن ال يفص َل بينهما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫بشرط ْ‬ ‫القدوم‬ ‫اإلفاضة أو‬ ‫طواف‬ ‫بعد‬
‫أن يسعى َ‬ ‫رابعها‪ْ :‬‬
‫بعرفة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫[سنن السعي]‪:‬‬
‫ُ‬
‫وأن يكون على طهار ٍة ِ‬
‫وارحم‬
‫ْ‬ ‫اغفر‬
‫رب ْ‬ ‫وستار ٍة‪ْ ،‬‬
‫وأن يقو َل بينهما‪ِّ :‬‬ ‫َ‬ ‫وسننهُ ما َّ‬
‫تقد َم‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫األكرم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫األعز‬ ‫أنت‬
‫إنك َ‬ ‫تعلم َ‬
‫وتجاوز عما ْ‬ ‫ْ‬
‫القرآن‬
‫َ‬ ‫ولو قرأ‬
‫النار‪ْ .‬‬
‫عذاب ّ‬
‫َ‬ ‫اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي اآلخر ِة حسنةً وقنا‬
‫َّ‬
‫تكرار السعي‪84/ .‬‬ ‫ُ‬ ‫ندب‬
‫فهو أفض ُل‪ ،‬وال ُي ُ‬ ‫َ‬
‫[الخروج إلى ِمنى]‪:‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الظهر بمكةَ‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫بعد‬
‫يخطب ُخطبةً واحدةً َ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫فإذا كان سابع ذي ّ ِ‬
‫َ‬ ‫لإلمام ْ‬ ‫دب‬
‫الحجة ُن َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بالخروج إلى منى من ِ‬
‫الغد‪.‬‬ ‫ويأمرهم‬ ‫ِ‬
‫المناسك‬ ‫من‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫أيديهم َ‬
‫ْ‬ ‫يعلمهُم فيها ما بين‬
‫والعصر‬ ‫الظهر‬ ‫الصبح إلى منى‪ ،‬فيصلي‬ ‫ِ‬
‫صالة‬ ‫ِ‬
‫الثامن بعد‬ ‫يوم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫اإلمام َ‬
‫ُ‬ ‫يخرج‬
‫ُ‬
‫الصبح‪ ،‬فإذا طلعت الشمس على ٍ‬
‫جبل بمنى‬ ‫ويبيت بها ويصلي‬ ‫شاء بمنى‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والمغرب والع َ‬ ‫َ‬
‫قد‬
‫الوقت سنةٌ ْ‬ ‫ِ‬ ‫المبيت بمنى واإلقامةُ بها إلى هذا‬ ‫ِ‬
‫الموقف‪ ،‬وهذا‬ ‫سار إلى‬
‫ُ‬ ‫يسمى ثبيراً َ‬
‫اإليقاد بدعةٌ‬ ‫ِ‬
‫الموقد‪ ،‬وهذا‬ ‫مع‬ ‫الموقف َس َحراً َّ‬
‫بالش ِ‬ ‫ِ‬
‫الناس‪ ،‬فإنهم يأتون‬ ‫من‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كثير َ‬ ‫تركها ٌ‬
‫فاجعل ذنبي‬
‫ْ‬ ‫أردت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الكريم‬ ‫ولوجهك‬
‫َ‬ ‫هت‪،‬‬‫توج ُ‬‫إليك ّ‬ ‫قبيحةٌ‪ ،‬ويقو ُل في مسير ِه‪َّ :‬‬
‫اللهم َ‬
‫والدعاء والصالةَ‬
‫َ‬ ‫والذكر‬
‫َ‬ ‫كثر التلبيةَ‬
‫وي ُ‬
‫مغفوراً‪ ،‬وحجِّي مبروراً‪ ،‬وارحمني وال تخيبني‪ُ .‬‬
‫محمد صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫على النبي‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬ ‫يدخلون‬ ‫ك‪ ،‬وال‬ ‫دخول عرفةَ نزلوا هنا َ‬‫ِ‬ ‫موضع يسمى َن ِم َرةً قب َل‬
‫ٍ‬ ‫فإذا وصلوا إلى‬
‫َ‬
‫الظهر‬ ‫ثم يصلي‬ ‫ِ‬
‫الصالة َّ‬ ‫ِ‬
‫خطبتين قب َل‬ ‫اإلمام‬ ‫يخطب‬ ‫أن‬ ‫عرفةَ فإذا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الشمس فالسنةُ ْ‬
‫ُ‬ ‫زالت‬
‫من يفعلُها أيضاً‪.‬‬ ‫والعصر َجمعاً وهي سنةٌ َّ‬
‫قل ْ‬ ‫َ ْ‬
‫الوقوف بعرفة]‪:‬‬
‫ُ‬ ‫[‪ -3‬الثالث من األركان‪:‬‬
‫ف بارزاً‬‫أن َي ِق َ‬
‫ندب ْ‬‫وي ُ‬ ‫خاضعين‪ُ ،‬‬
‫َ‬ ‫ملبين‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫للوقوف‬ ‫بعد أن يغتسلوا‬‫يدخلون عرفةَ َ‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬
‫كثر التلبيةَ والصالةَ على النبي‬ ‫لة حاضر ِ‬ ‫القْب ِ‬
‫مستقبل ِ‬ ‫ِ‬
‫وي ُ‬
‫من الدنيا‪ُ ،‬‬
‫القلب فارغاً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫للشمس‬
‫العثرات‬
‫ُ‬ ‫العبرات وتقا ُل‬
‫ُ‬ ‫سكب‬
‫فثم تُ ُ‬‫والبكاء‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫والدعاء‬
‫َ‬ ‫واالستغفار‬
‫َ‬ ‫وسلم‬
‫صلى اهلل عليه َ‬
‫الحمد وهو على ِّ‬
‫كل‬ ‫وليكن أكثر ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ك ولهُ‬‫ك لهُ‪ ،‬لهُ المل ُ‬‫قوله‪ :‬ال إله إال اهللُ وحدهُ ال شري َ‬ ‫ْ َ‬
‫المسلمين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ولسائر‬ ‫ِ‬
‫وأصحابه‬ ‫ِ‬
‫ألهله‬ ‫قدير‪ ،‬وليدعُ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫شيء ٌ‬
‫الصعود‬ ‫ِ‬
‫الرحمة‪ ،‬وأما‬ ‫جبل‬ ‫ِ‬
‫المفروشة أسف َل ِ‬ ‫ِ‬
‫الكبار‬ ‫عند الص َخ ِ‬
‫رات‬
‫ُ‬ ‫يقف َ َ‬ ‫أن َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬
‫صحيح‬ ‫فالوقوف‬ ‫ِ‬
‫طلوعه فضيلةٌ زائدةٌ‪،‬‬ ‫فليس في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫إلى جبل الرحمة الذي في وسط عرفةَ َ‬

‫‪82‬‬
‫سواء‪ ،‬والوقوف عند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫وغيرهُ‬
‫جزء منها هو ُ‬ ‫وذلك الجب ُل ٌ‬
‫َ‬ ‫المتسعة‬ ‫األرض‬ ‫تلك‬
‫جميع َ‬
‫ِ‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫حاشية الناس‪.‬‬ ‫الجلوس في‬ ‫ِ‬
‫للمرأة‬ ‫الصخرات أفضل‪ ،‬واألفض ُل‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الوقوف‪:‬‬ ‫وواجبات‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫من ِ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬
‫الفجر الثاني ْ‬ ‫طلوع‬
‫ِ‬ ‫الزوال إلى‬ ‫عرفات عاقالً‪ ،‬ووقتُهُ‪ :‬من‬ ‫حضور جز ٍء ْ‬
‫من‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫النحر‪85/ .‬‬
‫ك‬
‫فقد أدر َ‬
‫لحظة ْ‬‫ٍ‬ ‫ولو ماراً في‬ ‫فمن حضر بعرفةَ في ٍ‬
‫وهو عاق ٌل ْ‬
‫من هذا الوقت َ‬ ‫شيء ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫فيطوف‬ ‫الحج‪ ،‬فيتحل ُل ِ‬
‫بفعل عمر ٍة‪:‬‬ ‫فقد فاتهُ ُّ‬ ‫وقف مغمى ِ‬
‫عليه ْ‬ ‫ك ْأو َ‬ ‫ومن فاتهُ ذل َ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫الحج‪ْ ،‬‬
‫التمتع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫للفوات مث ُل ِ‬
‫دم‬ ‫ودم‬ ‫إحرامه‪ ،‬ويجب ِ‬
‫ِ‬ ‫وقد َّ‬ ‫ويسعى ِ‬
‫ِ‬ ‫القضاء ٌ‬
‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫حل ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ويحل ُ‬
‫ِ‬
‫المزدلفة]‪:‬‬ ‫[اإلفاضةُ إلى‬
‫ٍ‬
‫مزاحمة‬ ‫ووقار‪ِ ،‬‬
‫بغير‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بسكينة‬ ‫ملبين‬ ‫ذاكرين‬ ‫الشمس أفاضوا إلى مزدلفةَ‬ ‫فإذا غربت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫المغرب‪ ،‬وليجمعوها بمزدلفةَ‬ ‫رون‬ ‫ِّ‬ ‫وضرب ٍ‬
‫ِ‬ ‫وإ ٍ‬
‫َ‬ ‫ويؤخ َ‬ ‫أسرع‪،‬‬
‫َ‬ ‫وجد فُرجةً‬
‫فمن َ‬ ‫دواب‪ْ ،‬‬ ‫يذاء‬
‫ويأخذون‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الوقت‪،‬‬ ‫أول‬
‫الصبح َ‬
‫َ‬ ‫شاء فإذا وصلوها نزلوا وصلُّوا وباتوا بها‪ ،‬وصلّوا‬
‫الع ِ‬‫مع ِ‬
‫َ‬
‫بقد ِر الباقال‪،‬‬ ‫الجمار سبع حص ٍ‬
‫بعد‬
‫ويقفون َ‬
‫َ‬ ‫يات لقطاً ال تكسيراً‪ ،‬واألفض ُل ْ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫منها حصى‬
‫إن‬ ‫ِ‬ ‫صغير في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويندب صعودهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫المزدلفة‪،‬‬ ‫آخر‬ ‫ٌ‬ ‫وهو جب ٌل‬
‫المشعر الحرام‪َ ،‬‬ ‫الصالة على‬
‫ويكثرون التلبيةَ‬
‫َ‬ ‫كذلك‪،‬‬
‫الحرام وليس َ‬ ‫ُ‬ ‫المشعر‬
‫ُ‬ ‫العوام إنهُ‬
‫ُّ‬ ‫محدث يقو ُل‬ ‫ٌ‬ ‫بناء‬
‫ك ٌ‬ ‫أمكن‪ ،‬وهنال َ‬ ‫َ‬
‫لذكرك‬
‫َ‬ ‫فيه وأريتنا إياهُ فوف ْقنا‬ ‫اللهم كما أوقفتنا ِ‬ ‫ويقولون‪َّ :‬‬ ‫القبلةَ‪،‬‬ ‫والدعاء والذكر مستقبلين ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضتُم ِم ْن‬ ‫الحق‪( :-‬فَِإ َذا أَفَ ْ‬
‫ُّ‬ ‫ك‬‫ك ‪-‬وقول َ‬ ‫وارحمنا كما وعدتنا بقوِل َ‬ ‫ْ‬ ‫واغفر لنا‬
‫ْ‬ ‫كما هديتنا‪،‬‬
‫ند اْل َم ْش َع ِر اْل َح َر ِام َوا ْذ ُك ُروهُ َك َما َه َدا ُك ْم َوإِ ْن ُكنتُم ِمن قَْبِل ِه لَ ِم َن‬‫ات فَا ْذ ُك ُروا اهللَ ِع َ‬
‫عرفَ ٍ‬
‫ََ‬
‫ِ‬ ‫الناس و ِ‬ ‫يضوا ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫اْل َ ِّ‬
‫(رَّبَنا‬
‫يم)‪َ .‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫استَ ْغف ُروا اهللَ ِإ َّن اهللَ َغفُ ٌ‬ ‫اض َّ ُ َ ْ‬ ‫ث أَفَ َ‬ ‫ين‪ ،‬ثَُّم أَف ُ‬ ‫ضال َ‬
‫ِ‬ ‫آتَِنا ِفي ُّ‬
‫الن ِار)‪.‬‬
‫اب َّ‬ ‫الد ْنَيا َح َسَنةً َو ِفي اآلَخ َر ِة َح َسَنةً َو ِقَنا َع َذ َ‬
‫[المسير إلى ِمنى]‪:‬‬
‫ُ‬
‫الشمس‪ ،‬فإذا وصلوا إلى‬ ‫ِ‬ ‫طلوع‬ ‫ٍ‬
‫وسكينة قب َل‬ ‫جداً ساروا إلى منى َبو ٍ‬
‫قار‬ ‫أسفر ّ‬
‫ِ‬ ‫فإذا َ‬
‫الطريق الوسطى‬ ‫يسلكون‬ ‫ثم‬
‫حجر‪َّ ،‬‬ ‫رمية ٍ‬ ‫قدر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وادي ُم َحس ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّر ‪-‬وهو بقرب منى‪ -‬أسرعوا ْ َ‬
‫بتلك‬
‫العقبة َ‬ ‫ِ‬ ‫يرمون جمرةَ‬ ‫ركبان‬ ‫وهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ترميهم على جمرة العقبة فكما يأتونها ْ‬ ‫ْ‬ ‫التي‬
‫ِ‬
‫المزدلفة‪.‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫الحص ِ‬
‫السب ِع الملتقطة َ‬ ‫يات ْ‬ ‫َ َ‬

‫‪83‬‬
‫من‬
‫لكن يكرهُ أخذها َ‬
‫من المزدلفة وغيرها‪ْ ،‬‬ ‫جاز‪َ ،‬‬
‫ط الحصى َ‬ ‫أي ٍ‬
‫مكان التق َ‬ ‫ومن ِّ‬
‫ْ‬
‫ك‪.‬‬
‫بعد ذل َ‬
‫الرمي يقطعُ التلبيةَ‪ ،‬وال يلبي َ‬ ‫ِ‬
‫والمسجد‪ ،‬وكلما يشرعُ في‬ ‫ش‬‫والح ِّ‬
‫ِ‬ ‫المرمى ُ‬
‫[الرمي]‪86/ :‬‬
‫عن‬
‫تكون عرفةُ ْ‬
‫بحيث ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الشمس‬ ‫ارتفاع‬
‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫يقف ِ‬
‫ببطن الوادي َ‬ ‫أن َ‬ ‫وصورةُ الرمي‪ْ :‬‬
‫ِ‬
‫بيمينه‪ ،‬ويكبر مع ِّ‬
‫كل‬ ‫عن يسار ِه‪ ،‬ويستقب ُل الجمرةَ‪ ،‬ويرمي حصاةً حصاةً‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫يمينه ومكةُ ْ‬
‫ِ‬
‫إبطيه‪ ،‬ويرمي رمياً‪ ،‬وال ينقُ ُد نقداً‪.‬‬ ‫بياض‬ ‫حصاة ويرفع ِ‬
‫يديه حتى ُيرى‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الحلق]‪:‬‬
‫ُ‬ ‫[‪ -4‬الركن الرابع‪:‬‬
‫جميع‬
‫َ‬ ‫يحلق الرج ُل‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫ضحى‪َّ ،‬‬ ‫هدي‪ْ ،‬أو َّ‬
‫كان معهُ ٌ‬ ‫إن َ‬ ‫هدياً ْ‬
‫ذبح ْ‬
‫من الرمي َ‬ ‫غ َ‬ ‫فإذا فر َ‬
‫ٍ‬
‫شعرات منهُ ْأو تقصيرها‪ ،‬واألفض ُل‬ ‫أن يقتصر على ِ‬
‫ثالث‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫هو األفض ُل‪ ،‬ولهُ ْ‬
‫رأسه‪ ،‬هذا َ‬
‫التقصير على هذا‬ ‫جميع شعر ِه‪ ،‬وأما المرأةُ فاألفض ُل لها‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫قد ُر أنملة ْ‬
‫التقصير ْ‬ ‫في‬
‫الوجه‪.‬‬
‫ويدفن شعرهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األيمن‬ ‫الحالق ِ‬
‫بشقه‬ ‫ُ‬ ‫بلة‪ ،‬ويبدأُُ‬
‫الق ِ‬
‫مستقبل ِ‬
‫َ‬ ‫ق‬‫ويكون حا َل الحل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أمر‬
‫شعر لهُ َّ‬ ‫به‪ ،‬ويبقى محرماً إلى أن يأتي ِ‬ ‫الحج إال ِ‬
‫يتم ُّ‬
‫ومن ال َ‬
‫به‪ْ ،‬‬ ‫ركن ال ُّ‬
‫والحلق ٌ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫رأسه‪.‬‬ ‫الموسى على‬
‫الركن الخامس من أركان الحج]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اإلفاضة‪ :‬وهو‬ ‫طواف‬
‫ُ‬ ‫[‪-5‬‬
‫ُ‬
‫به‪ ،‬ويبقى‬ ‫الحج إال ِ‬
‫يتم ُّ‬ ‫ركن ال ُّ‬ ‫وهو ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ثم يأتي مكةَ في ِ‬
‫طواف اإلفاضة‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فيطوف‬
‫ُ‬ ‫يومه‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫طواف‬ ‫كان سعى مع‬ ‫ِ‬ ‫به‪ ،‬وصفتُهُ كما َّ‬ ‫أن يأتي ِ‬
‫إن َ‬ ‫ثم ْ‬‫ركعتين‪َّ ،‬‬ ‫ثم يصلي‬‫تقد َم‪َّ ،‬‬ ‫محرماً إلى ْ‬
‫به ويبقى محرماً إلى‬ ‫الحج إال ِ‬‫يتم ُّ‬ ‫ركن ال ُّ‬
‫السعي أيضاً ٌ‬ ‫القدوم ْلم ُي ِع ْدهُ‪ ،‬وإ ال سعى‪َّ ،‬‬
‫وألن‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫أن يأتي ِ‬
‫به‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫الطواف‪،‬‬ ‫ثم‬
‫ق َّ‬‫ثم الحل ِ‬
‫الرمي َّ‬ ‫تقديم‬ ‫ِ‬ ‫واعلم َّ‬
‫ِ‬ ‫وطواف اإلفاضة األفض ُل ُ‬ ‫ُ‬ ‫والحلق‬
‫َ‬ ‫الرمي‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ْ‬
‫من‬ ‫بنصف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فقدم َّ‬ ‫ِ‬
‫الترتيب َّ‬ ‫فلو أتى بها على ِ‬
‫الليل ْ‬ ‫الثالثة‬ ‫وقت‬
‫جاز‪ ،‬ويدخ ُل ُ‬ ‫وأخ َر َ‬ ‫غير هذا‬ ‫ْ‬
‫وقت الحل ِ‬
‫ق‬ ‫النحر‪ ،‬ويبقى ُ‬ ‫ِ‬ ‫بخروج ِ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العقبة‬ ‫وقت رمي جمر ِة‬ ‫ويخرج ُ‬ ‫ِ‬
‫النحر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ليلة‬
‫ُ‬
‫سنين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ولو إلى َ‬‫والطواف متراخياً ْ‬
‫[التحلل]‪:‬‬
‫تحلالن أو ٌل ٍ‬
‫وثان‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫وللحج‬

‫‪84‬‬
‫وطواف‪،‬‬ ‫حلق‬
‫ورمي‪ْ ،‬أو ٌ‬ ‫حلق‬
‫كان‪ :‬إما ٌ‬ ‫ِ‬ ‫باثنين ْ ِ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫من هذه الثالثة أيها َ‬ ‫فاألو ُل‪ :‬يحص ُل‬
‫حرم‬ ‫ُّ ِ‬ ‫وطواف‪ ،‬فمتى فع َل ِ‬
‫حصل التحل ُل األو ُل‪ ،‬ويحل به جميعُ ما َ‬‫َ‬ ‫اثنين منها‬ ‫ٌ‬ ‫رمي‬
‫ْأو ٌ‬
‫نكاح ومباشر ٍة‪.‬‬
‫وعقد ٍ‬‫ِ‬ ‫من ٍ‬
‫وطء‬ ‫ِ‬
‫النساء ْ‬
‫َ‬ ‫عليه ما عدا‬
‫اإلحرام‪87/ .‬‬ ‫حرمهُ‬ ‫حل لهُ ُّ‬
‫كل ما َّ‬ ‫الثالث َّ‬
‫َ‬ ‫[والثاني]‪ :‬فإذا فع َل‬
‫ُ‬
‫[المبيت في ِمنى]‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فصل‬
‫أول ِ‬
‫أيام‬ ‫وبات بها‪ ،‬ويلتقطُ في ِ‬
‫َ‬ ‫رجع إلى ِمنى‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اإلفاضة والسَّعي‬ ‫ِ‬
‫طواف‬ ‫من‬
‫غ ْ‬‫فإذا فر َ‬
‫المواضع الثالثةَ‬ ‫ويتجنب‬ ‫من منى‬ ‫ق ‪-‬وهو ثاني ِ‬ ‫التشري ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫وعشرين حصاةً ْ‬
‫َ‬ ‫العيد‪ -‬إحدى‬ ‫َ‬
‫وهي التي تلي‬ ‫ِ‬ ‫المتقدمة‪ ،‬فإذا ِ‬
‫ِّ‬
‫الشمس رمى بها قب َل الصالة‪ ،‬فيرمي الجمرةَ األولى َ‬
‫ُ‬ ‫زالت‬
‫ٍ‬
‫حصيات‪،‬‬ ‫بسبع‬ ‫عن يسار ِه ويستقب ُل ِ‬
‫القبلةَ ويرميها ِ‬ ‫الخ ِ‬
‫فيصعد إليها ويجعلُها ْ‬
‫ُ‬ ‫يف‪،‬‬ ‫مسجد َ‬
‫َ‬
‫حصاة حصاة كما تقدم‪.‬‬
‫ِ‬
‫الناس وتبقى الجمرةُ خلفهُ‬
‫بحيث ال ينالهُ الحصى الذي يرميه ُ‬
‫ُ‬ ‫ينحرف قليالً‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬
‫بقد ِر سور ِة البقر ِة‪.‬‬
‫وتضرع ْ‬
‫ٍ‬ ‫بخشوع‬
‫ٍ‬ ‫ويذكر‬ ‫ويستقب ُل ِ‬
‫القبلةَ ويدعو‬
‫ُ‬
‫قدر‬
‫وقف ودعا َ‬ ‫غ منها َ‬ ‫فعل في األولى‪ ،‬فإذا فر َ‬‫ثم يأتي الجمرةَ الثانيةَ فيفع ُل كما َ‬ ‫َّ‬
‫سور ِة البقر ِة‪.‬‬
‫فعل‬
‫بسبع كما َ‬ ‫النحر فيرميها ٍ‬ ‫يوم ِ‬ ‫ِ‬
‫وهي جمرةُ العقبة التي رماها َ‬ ‫ثم يأتي الجمرةَ الثالثةَ َ‬ ‫َّ‬
‫ويبيت بمنى‪.‬‬ ‫يقف عندها‬ ‫غ ال ُ‬ ‫عن يسار ِه‪ ،‬فإذا فر َ‬ ‫النحر سواء‪ ،‬فيستقبلُها ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫والقبلةُ ْ‬ ‫ً‬ ‫يوم‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الجمرات‬ ‫وعشرين حصاةً فيرمي بها‬ ‫ق إحدى‬ ‫الغد وهو ثاني ِ‬
‫أيام التشري ِ‬ ‫ثم يلتقطُ من ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أيام التشري ِ‬
‫ق إال‬ ‫الجمار في ِ‬
‫ِ‬ ‫رمي‬ ‫ِ‬ ‫كل جمر ٍة ْ‬
‫يجوز ُ‬‫تقد َم‪ ،‬وال ُ‬ ‫الزوال كما ّ‬ ‫بعد‬
‫بسب ٍع َ‬ ‫الثالث َ‬
‫ِ‬
‫الزوال‪.‬‬ ‫بعد‬
‫َ‬
‫ف أوالً‪ ،‬والوسطى ثانياً‪ ،‬والعقبةَ ثالثاً‪.‬‬ ‫الخ ْي ِ‬
‫مسجد َ‬
‫َ‬ ‫الترتيب فيرمي ما يلي‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يخطب‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫لإلمام ْ‬ ‫دب‬ ‫يوم للرمي‪ ،‬فإذا رمى في ثاني التشري ِ‬
‫ق ُن َ‬ ‫كل ٍ‬‫الغس ُل َّ‬
‫ويندب ُ‬
‫ُ‬
‫أن‬
‫وبين ْ‬ ‫ِ‬
‫يومين‪َ ،‬‬ ‫يتعجل في‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫بين ْ‬‫يتخير‪َ :‬‬‫ُ‬ ‫ثم‬
‫ويودعهم‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الن ْف ِر‬
‫جواز َ‬ ‫خطبةً يعلمهُ ْم فيها َ‬
‫غربت وهو‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫الغروب‪ْ ،‬‬ ‫من منى قب َل‬ ‫أن يرتح َل ْ‬ ‫بشرط ْ‬ ‫فلينفر‬
‫ْ‬ ‫أراد التعجي َل‬
‫يتأخ َر‪ .‬فإذا َ‬
‫ط‬
‫بات بمنى والتق َ‬
‫التعجيل َ‬ ‫ير ِد‬ ‫المبيت ورمي ِ‬
‫الغد‪ ،‬وإ ْن ْلم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫امتنع التعجي ُل ولزمهُ‬
‫َ‬ ‫بمنى‬
‫ينفر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إحدى وعشرين حصاةً يرميها من ِ‬
‫ثم ُ‬ ‫تقدم‪َّ ،‬‬
‫بعد الزوال كما َ‬ ‫الغد َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪85‬‬
‫من‬
‫غ ْ‬‫وقد فر َ‬
‫مقابر مكةَ‪ْ -‬‬‫عند ِ‬ ‫ِ‬
‫الجبل الذي َ‬ ‫عند‬
‫َّب ‪-‬وهو َ‬
‫أن ينز َل المحص ُ‬
‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬
‫ُ‬
‫الحل كما سيأتي في ِ‬
‫صفة العمر ِة‪.‬‬ ‫من ِّ‬ ‫حج ِه‪ ،‬وإ ذا َ‬
‫ِّ‬
‫اعتمر َ‬
‫َ‬ ‫االعتمار‬
‫َ‬ ‫أراد‬
‫الوداع]‪88/ :‬‬
‫ِ‬ ‫[طواف‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الملتزم‬ ‫ووقف في‬ ‫ِ‬
‫ركعتيه‬ ‫ركع‬ ‫الرجوع إلى ِ‬
‫َ‬ ‫ثم َ‬‫للوداع‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫وطاف‬
‫َ‬ ‫بلده أتى مكةَ‬ ‫َ‬ ‫أراد‬
‫فإذا َ‬
‫حمْلتني‬ ‫اللهم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عبديك‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫وابن‬
‫ك ُ‬ ‫ك والعبد عبد َ‬ ‫البيت بيتُ َ‬
‫َ‬ ‫إن‬ ‫والباب وقا َل‪َّ :‬‬ ‫األسود‬ ‫الحجر‬ ‫بين‬
‫َ‬
‫أعنتَني على‬
‫ك حتى ْ‬ ‫ك وبلَّغتني بنعمت َ‬
‫صي ْرتني في بالد َ‬‫خلقك حتى ّ‬
‫َ‬ ‫من‬
‫ت لي ْ‬ ‫على ما َّ‬
‫سخ ْر َ‬
‫ِ‬
‫عن‬
‫أن تنأى ْ‬ ‫قبل ْ‬ ‫فم َّن َ‬
‫اآلن َ‬ ‫فازدد عني رضاً‪ ،‬وإ ال ُ‬‫ْ‬ ‫رضيت عني‬
‫َ‬ ‫كنت‬
‫فإن َ‬‫مناسكك‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫قضاء‬
‫ك وال‬ ‫ٍ‬
‫مستبدل ب َ‬ ‫غير‬
‫نت لي َ‬ ‫إن ِأذ َ‬
‫أوان انصرافي ْ‬ ‫ويبع َد عنهُ مزاري‪ ،‬هذا ُ‬
‫ك داري ُ‬ ‫بيت َ‬
‫اللهم فأصحبني العافيةَ في بدني والعصمةَ في ديني‪،‬‬
‫بيتك‪َّ ،‬‬
‫عن َ‬
‫عنك وال ْ‬ ‫ٍ‬
‫راغب َ‬ ‫ببيتك وال‬
‫َ‬
‫خيري الدنيا واآلخر ِة‪َ ،‬‬
‫إنك‬ ‫ِ‬ ‫واجمع لي‬
‫ْ‬ ‫ك ما أبقيتني‪،‬‬‫العمل بطاعت َ‬
‫َ‬ ‫وأحسن منقلبي وارزقني‬
‫ْ‬
‫قدير‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫على ِّ‬
‫كل شيء ٌ‬
‫ِ‬
‫عادته وال يرجعُ القَ ْهقَرى‪.‬‬ ‫ثم يمضي على‬ ‫وسلم َّ‬
‫النبي صلى اهللُ عليه َ‬ ‫ثم يصلي على ِّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫بالرحيل ْلم ُي َّ‬
‫عتد‬ ‫بشيء ال تعلُّ َ‬
‫ق لهُ‬
‫ٍ‬ ‫تشاغل‬
‫َ‬ ‫ك ْأو‬
‫وقف بعد ذل َ‬
‫فإن َ‬ ‫ثم ِّ‬
‫يعج ُل الرحي َل‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬
‫زاد ونحو ِه ْلم‬‫وشراء ٍ‬
‫ِ‬ ‫كشد ٍ‬
‫رحل‬ ‫ِ‬
‫بالرحيل ِّ‬ ‫تعلق‬
‫فإن َ‬ ‫ِ‬
‫بطوافه ِ‬
‫وتلزمهُ إعادتُهُ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الوداع‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫يضر‪.‬‬
‫َّ‬
‫دم عليها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وداع وال َ‬
‫تنفر بال ٍ‬
‫أن َ‬‫وللحائض ْ‬
‫تلقاء‬ ‫ٍ‬ ‫إن لم ِ‬
‫يؤذ أحداً بمزاحمة ونحوها‪ ،‬فإذا دخ َل مشى َ‬ ‫البيت حافياً ْ ْ‬‫َ‬ ‫يدخل‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ويندب ْ‬
‫ُ‬
‫فهو مصلى‬ ‫ِ‬
‫المقابل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يصلي‪َ ،‬‬‫أذرع فهنا َ‬
‫ٍ‬ ‫للباب ثالثةُ‬ ‫الجدار‬ ‫وبين‬
‫وجهه حتى يبقى بينهُ َ‬
‫النبي صلى اهلل ِ‬
‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬
‫من ِ‬
‫أمر‬ ‫زمزم لما َّ‬ ‫وشرب ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والنظر إلى ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحب ْ‬ ‫َ‬ ‫ماء‬ ‫والطواف‬ ‫البيت‬ ‫االعتمار‬ ‫من‬
‫ويكثر َ‬
‫ُ‬
‫المواضع الشريفةَ بمكةَ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ويزور‬
‫َ‬ ‫وأن يتضلَّ َع منهُ‪،‬‬
‫الدين والدنيا‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫من‬ ‫الحرم وأحجار ِه‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شيء من ِ‬ ‫ويحرم أخ ُذ ٍ‬
‫يستصحب شيئاً َ‬
‫ُ‬ ‫وتراب‬ ‫الكعبة‬ ‫طين‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المدينة أيضاً‪.‬‬ ‫من ِ‬
‫حرم‬ ‫ِ‬ ‫األ ْك ِو َز ِة واألباري ِ‬
‫المعمولة ْ‬ ‫ق‬
‫الع ْم َر ِة]‪:‬‬
‫فص ٌل [في ُ‬
‫فمن أدنى ِّ‬
‫الحل‪ ،‬وإ ْن كان‬ ‫كان مكياً ْ‬
‫فإن َ‬ ‫ِّ‬
‫بالحج‪ْ ،‬‬ ‫حرم‬ ‫صفةُ العمر ِة ْ‬
‫حرم بها كما ُي ُ‬
‫أن ُي َ‬
‫الحج‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بإحرام ِّ‬ ‫يحرم‬ ‫ويحر ُم بإحرامها جميع ما‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫تقدم‪ُ ،‬‬
‫فمن الميقات كما َ‬‫آفاقياً َ‬

‫‪86‬‬
‫يحلق‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫ثم يسعى َّ‬ ‫طواف ٍ‬
‫قدوم‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫طواف العمر ِة‪ ،‬وال ُي ْشرعُ لها‬
‫َ‬ ‫ثم يدخ ُل مكةَ فيطوف‬‫َّ‬
‫وقد َّ‬
‫حل منها‪89/ .‬‬ ‫ِّر ْ‬
‫رأسهُ ْأو ُيقص ُ‬
‫وحلق‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وسعي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وطواف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫إحرام‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫فأركانها‪:‬‬
‫والوقوف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الحج‪ِ :‬‬
‫هذه األربعةُ‪،‬‬ ‫وأركان ِّ‬
‫ُ‬
‫[واجبات ِّ‬
‫الحج]‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وليالي ِمنى‪،‬‬ ‫والمبيت بمزدلفةَ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الجمار‪،‬‬ ‫ورمي‬ ‫ِ‬
‫الميقات‪،‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫كون اإلحرام َ‬ ‫وواجباته‪ُ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الوداع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وطواف‬
‫ُ‬
‫سنن‪.‬‬
‫وما عدا ذلك ٌ‬
‫ترك‬
‫ومن َ‬ ‫إحرامه حتى يأتي ِ‬
‫ِ‬ ‫ترك ركناً لم َّ‬
‫دم‪ْ ،‬‬
‫لزمهُ ٌ‬
‫ك واجباً َ‬
‫ومن تر َ‬
‫به‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫من‬
‫يحل ْ‬ ‫ْ‬ ‫فإن َ‬‫ْ‬
‫شيء‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫سنةً ْلم يلزمهُ‬
‫[اإلحصار]‪:‬‬
‫ويحلق‬
‫َ‬ ‫التحلل‬
‫َ‬ ‫ينوي‬
‫َ‬ ‫بأن‬
‫آخر تحل َل‪ْ ،‬‬
‫طريق ُ‬‫ٌ‬ ‫يكن لهُ‬
‫ولم ْ‬‫عن مكةَ ْ‬‫عدو ْ‬
‫ومن أحصرهُ ٌّ‬ ‫ْ‬
‫مد يوماً‬ ‫عجز صام ِّ‬
‫لكل ٍّ‬ ‫ِ‬
‫بقيمته‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫أخرج طعاماً‬ ‫إن وجدهُ‪ ،‬وإ ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ويريق دماً مكانهُ ْ‬
‫ُ‬ ‫رأسهُ‬
‫قضاء‪.‬‬
‫َ‬ ‫وال‬
‫وسلم ومسجدهُ]‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫[زيارةُ ِ‬
‫النبي صلّى اهللُ عليه َ‬ ‫قبر ِّ‬
‫ِ‬
‫مسجده‪،‬‬ ‫وسلم‪ ،‬فيصلي تحيةَ‬ ‫من ِ‬
‫حجه زيارةُ ِ‬
‫النبي صلى اهللُ عليه َ‬‫قبر ِّ‬ ‫غ ْ‬ ‫ندب إذا فر َ‬
‫وي ُ‬‫ُ‬
‫رأس ِ‬
‫القبر‬ ‫عند ِ‬ ‫الق ِ‬
‫بلة الذي َ‬ ‫القْبلةَ ويجع ُل قندي َل ِ‬
‫المكرم فيستدبر ِ‬
‫ُ‬ ‫الشريف َّ َ‬
‫َ‬ ‫القبر‬
‫ثم يأتي َ‬‫َّ‬
‫النبي صلى‬
‫يسلم ويصلي على ِّ‬ ‫ِ‬
‫ثم ُ‬ ‫والخشوع‪َّ ،‬‬
‫َ‬ ‫ويستحضر الهيبةَ‬
‫ُ‬ ‫ويطرق رأسهُ‬
‫ُ‬ ‫رأسه‪،‬‬ ‫على‬
‫ذراع‬
‫ٍ‬ ‫قد َر‬ ‫جهة ِ‬
‫يمينه ْ‬ ‫ثم يتأخر إلى ِ‬ ‫متوسط‪ ،‬ويدعو بما َّ‬
‫أحب‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصوت‬ ‫اهلل عليه وسلم‬
‫ُ‬
‫ثم يرجعُ إلى‬‫عمر رضي اهللُ عنهُما‪َّ ،‬‬ ‫فيسلم على َ‬
‫ُ‬ ‫ذراع‬
‫ٍ‬ ‫قدر‬
‫يتأخر َ‬
‫ُ‬ ‫ثم‬ ‫فيسلم على أبي ٍ‬
‫بكر‪َّ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الروضة‪.‬‬ ‫المنبر‪ ،‬وفي‬‫ِ‬ ‫عند‬
‫ثم يدعو َ‬ ‫األول ويكثر الدعاء والتوس َل والصالةَ ِ‬
‫عليه‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫موقفه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يستلمهُ‪.‬‬ ‫والبطن ِ‬
‫به‪ ،‬وال ُيقَِّبلُهُ وال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الظهر‬ ‫إلصاق‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويكرهُ‬
‫بالقبر‪ُ ،‬‬ ‫الطواف‬
‫ُ‬ ‫يجوز‬
‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الروضة‪.‬‬ ‫البدع أك ُل ِ‬
‫التمر في‬ ‫أقبح ِ‬
‫ومن ِ‬‫ْ‬
‫الكريم بالزيار ِة‬
‫َ‬ ‫والقبر‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بركعتين‪،‬‬ ‫المسجد‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫أراد الرحي َل َّ‬
‫ود َ‬ ‫البقيع‪ ،‬فإذا َ‬
‫َ‬ ‫ويزور‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والدعاء‪.‬‬
‫أعلم‪.‬‬
‫واهللُ تعالى ُ‬

‫‪87‬‬
‫باب األضحية ‪90/‬‬
‫ُ‬
‫ظفرهُ في َع ْش ِر ذي‬ ‫ِّ‬
‫شعرهُ وال ُيقل َم َ‬
‫يحلق َ‬
‫َ‬ ‫أن ال‬‫لمن أرادها ْ‬‫يندب ْ‬‫هي سنةٌ مؤكدةٌ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫صالة ِ‬
‫العيد‬ ‫ِ‬ ‫قد ُر‬
‫الشمس ومضى ْ‬ ‫ِ‬
‫طلعت‬ ‫ويدخ ُل وقتُها إذا‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫يضحي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحجة حتى‬
‫ُ‬
‫ق‪ ،‬وهي ثالثةٌ بعد ِ‬
‫العيد‪.‬‬ ‫بخروج ِ‬
‫أيام التشري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويخرج‬ ‫والخ ِ‬
‫طبتين‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تجوز إال ـٍٍِ‬
‫بإبِل ْأو ٍ‬
‫سنين ودخ َل في‬‫خمس َ‬ ‫بقر ْأو غنم‪ ،‬وأقل سِّنه في اإلبل ُ‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الثانية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الضأن سنةٌ ودخ َل في‬ ‫ِ‬
‫الثالثة‪ ،‬وفي‬ ‫ودخلت في‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫سنتان‬ ‫ِ‬
‫والمعز‬ ‫السادسة‪ ،‬وفي ِ‬
‫البقر‬ ‫ِ‬
‫عن ٍ‬
‫واحد‪ ،‬وشاةٌ أفض ُل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫سبعة‪ ،‬وال تجزئ شاةٌ إال ْ‬ ‫عن‬
‫سبعة والبقرةُ ْ‬ ‫عن‬
‫الب َدنةُ ْ‬
‫وتجزئ َ‬
‫ثم‬
‫البيضاء‪َّ ،‬‬ ‫المعز‪ ،‬وأفضلُها‬
‫ثم ُ‬ ‫الضأن‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬
‫ثم البقرةُ‪َّ ،‬‬
‫الب َدنةُ‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫من شركة في َب َدنة‪ ،‬وأفضلها َ‬
‫ْ‬
‫السوداء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫البلقاء‪َّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫الصفراء‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫العرجاء‬ ‫اللحم‪ ،‬فال تجزئ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وتشترطُ سالمةُ األضحية عن العيوب التي تنقص َ‬
‫والجرباء‬
‫ُ‬ ‫العجفاء والمجنونةُ‬
‫ُ‬ ‫األشياء جازَ‪ ،‬وال تجزئ‬‫ُ‬
‫ت ِ‬
‫هذه‬ ‫فإن قلَّ ْ‬
‫والعوراء والمريضةُ‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫كانت كبيرةً‪،‬‬
‫إن ْ‬ ‫من فخذها ونحو ِه ْ‬ ‫قل‪ْ ،‬أو قطعةٌ ْ‬ ‫ُبين وإ ْن َّ‬
‫بعض أذنيها وأ َ‬ ‫طع ُ‬ ‫والتي قُ َ‬
‫بعض ِه‪.‬‬
‫كل القَر ِن أو ِ‬
‫ْ ْ‬
‫األذن ومكسورةُ ِّ‬ ‫وتجزئ مشروطةُ ِ‬
‫ويندب‬ ‫الذبح‪،‬‬
‫عند ِ‬
‫أن ينوي َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ويجب ْ‬
‫ُ‬ ‫فليحض ْر‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يحسن‬
‫ْ‬ ‫فإن ْلم‬
‫بنفسه ْ‬ ‫يذبح‬
‫أن َ‬ ‫واألفض ُل ْ‬
‫ِ‬
‫بالثلث‪.‬‬ ‫ويتصدق‬
‫َ‬ ‫الثلث‪،‬‬
‫ويهدي َ‬ ‫الثلث‪،‬‬
‫أن يأك َل َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫يجوز‬
‫البيت‪ ،‬وال ُ‬ ‫به في ِ‬ ‫به‪ ،‬أو ينتفع ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫َّ‬
‫يتصد ُ‬ ‫والجلد‬
‫ُ‬ ‫قل‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫بشيء وإ ْن َّ‬ ‫ق‬ ‫ُّ‬
‫التصد ُ‬ ‫ويجب‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األضحية المنذور ِة‪.‬‬ ‫من‬ ‫شيء من ِ‬ ‫ٍ‬
‫يجوز لهُ األك ُل َ‬ ‫اللحم‪ ،‬وال ُ‬ ‫َ‬ ‫بيعهُ وال بيعُ‬
‫فصل [في العقيقة]‪:‬‬
‫بوزن شعر ِه ذهباً ْأو فضةً‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫ويتصد َ‬ ‫السابع‬
‫ِ‬ ‫يوم‬
‫يحلق رأسهُ َ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫لمن ُوِل َد لهُ ٌ‬
‫ولد ْ‬ ‫يندب ْ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫شاتان‬ ‫أذنه اليمنى ويقيم في ِ‬
‫وأن يؤذن في ِ‬
‫بح عنهُ‬
‫كان غالماً ُذ َ‬
‫إن َ‬‫ثم ْ‬
‫أذنه اليسرى‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ق‬
‫ويفر ُ‬
‫العظم‪ِّ ،‬‬ ‫يكسر‬ ‫طبخ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫بحلو‪ ،‬وال ُ‬ ‫كانت جاريةً فشاةٌ‪ ،‬وتُ ُ‬
‫األضحية‪ ،‬وإ ْن ْ‬ ‫جزيان في‬ ‫تُ‬
‫كمحمد ِ‬
‫وعبد الرحمن‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫باسم ٍ‬
‫حسن‬ ‫ِ‬
‫ويسميه ٍ‬ ‫ِ‬
‫الفقراء‪،‬‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫األطعمة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫والظبي‬ ‫والوبر‬
‫ُ‬ ‫واألرنب والقنف ُذ‬
‫ُ‬ ‫والثعلب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫والض ْبعُ‬ ‫ِ‬
‫الوحش‬ ‫وحمار‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الوحش‬ ‫بقر‬
‫يؤك ُل ُ‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫والضب والنعامةُ والخي ُل‪91/ .‬‬

‫‪88‬‬
‫ِ‬
‫والذباب ونحوهما‪ ،‬وال ما يتقوى‬ ‫ِ‬
‫كالنمل‬ ‫الحشرات المستخبثةُ‬
‫ُ‬ ‫وال يؤك ُل السَِّّن ْو ُر‪ ،‬وال‬
‫ِ‬
‫كالصقر‬ ‫ِ‬
‫بالمخلب‬ ‫يصطاد‬
‫ُ‬ ‫والدب والقر ِد ونحوها‪ ،‬وما‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والذئب‬ ‫ِ‬
‫والنمر‬ ‫ِ‬
‫والفهد‬ ‫ِ‬
‫كاألسد‬ ‫ِ‬
‫بنابه‬
‫الزرع فيؤك ُل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫غراب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫والغراب‪ ،‬إال‬ ‫والح َد ِأة‬
‫والشاهين ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫واليعفور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالبغل‬ ‫ٍ‬
‫مأكول ال يؤك ُل‬ ‫ِ‬
‫وغير‬ ‫ٍ‬
‫مأكول‬ ‫وما تولَّ َد من‬
‫والتمساح‪.‬‬ ‫الضفدع‬
‫َ‬ ‫صيد ِ‬
‫البحر إال‬ ‫كل ِ‬ ‫ويؤك ُل ُّ‬
‫َ‬
‫كان نجساً‪ْ ،‬أو طاهراً مستقذراً‬ ‫ِ‬
‫والتراب‪ْ ،‬أو َ‬ ‫والزجاج‬
‫ِ‬ ‫كالسم‬
‫ِّ‬ ‫ضر أكلُهُ‬‫وكل ما َّ‬ ‫ُّ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬
‫الميتة أك َل منها ما ُّ‬ ‫اضطر إلى ِ‬ ‫والمني‪ ،‬ال ُّ‬ ‫كالبصا ِ‬
‫يسد رمقهُ‪ْ ،‬‬ ‫أكل‬ ‫َّ‬ ‫يحل أكلُهُ‪ ،‬فإن‬ ‫ِّ‬ ‫ق‬
‫وهو ُم ِ‬
‫حر ٌم‪ ،‬أك َل الميتةَ‪.‬‬ ‫الغير‪ْ ،‬أو ميتةً وصيداً َ‬ ‫وطعام ِ‬ ‫َ‬ ‫وجد ميتةً‬
‫َ‬
‫والذبائح‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصيد‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُّ‬
‫ويحرم ما ذبحهُ‬
‫ُ‬ ‫فيحل ميتتُهما‪،‬‬ ‫والجراد‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫بالذكاة‪ ،‬إال السم َ‬ ‫الحيوان إال‬
‫ُ‬ ‫يحل‬
‫حد يقطعُ إال َّ‬
‫السن‬ ‫الذبح ِّ‬
‫بكل ما لهُ ٌّ‬ ‫ويجوز ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫العرب‪،‬‬ ‫ونصراني‬
‫ُّ‬ ‫وعابد ٍ‬
‫وثن‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫ومرتد‬ ‫مجوسي‬
‫ٌّ‬
‫اآلدمي وغير ِه‪ ،‬متصالً ْأو منفصالً‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫من‬‫والظفر َ‬
‫َ‬ ‫والعظم‬
‫َ‬
‫الق ِ‬
‫يوجه إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما قدر على ِ‬
‫وأن‬
‫بلة‪ْ ،‬‬ ‫أن َّ َ‬ ‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫ومريئه‪،‬‬ ‫حلقومه‬ ‫ط قطعُ‬ ‫ذبحه اشتر َ‬
‫النبي صلى اهللُ عليه‬‫ويسرع إمرارها‪ ،‬ويسمي اهللَ تعالى‪ ،‬ويصلي على ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُي ِح َّد الشفرةَ‬
‫ويذبح ما عداها مضطجعةً‬ ‫اإلبل قائمةً َّ‬
‫معقلةً‪،‬‬ ‫ينحر َ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫وأن َ‬ ‫األوداج كلها‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ويقطع‬
‫َ‬ ‫وسلم‪،‬‬
‫َ‬
‫تموت‪.‬‬
‫َ‬ ‫يكسر عنقها وال يسلخها حتى‬ ‫األيسر‪ ،‬وال َ‬ ‫ِ‬ ‫على جنبها‬
‫ثم‬ ‫ِ‬
‫والمرئ َّ‬ ‫ِ‬
‫الحلقوم‬ ‫قطع‬
‫تمام ِ‬ ‫فإن رفعها قب َل ِ‬ ‫يده في ِ‬
‫الذبح‪ْ ،‬‬
‫أثناء ِ‬ ‫يرفع َ ُ‬‫أن ال َ‬ ‫ويشترطُ ْ‬
‫قطعهما لم َّ‬
‫تحل‪.‬‬ ‫ْ‬
‫ذبحه َّ‬
‫حل‬ ‫قبل القدر ِة على ِ‬ ‫فمات َ‬ ‫َ‬ ‫السهم ِأو الجارحةُ المعلَّمةُ‬‫ُ‬ ‫فحيث أصابهُ‬ ‫ُ‬ ‫الصيد‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الصيد ِ‬ ‫ُّ‬
‫بل بحده‪ ،‬وال أكلت الجارحةُ منهُ‬ ‫السهم ْ‬ ‫بثقل‬ ‫ُ‬ ‫ولم يمت‬ ‫بصير تحل ذكاتهُ‪ْ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫إذا أرسلهُ‬
‫ثم تردى‬ ‫ماء أو على ٍ‬
‫جبل َّ‬ ‫حل‪ ،‬وإ ْن أصابه السهم فوقع في ٍ‬ ‫ِ‬
‫الجارحة َّ‬ ‫مات ِ‬
‫بثقل‬ ‫فإن َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫شيئاً‪ْ ،‬‬
‫وتعذر‬ ‫يحل‪ ،‬وإ ذا َّ‬ ‫ثم وجده ميتاً لم َّ‬
‫َ‬ ‫بعير ونحوهُ‬
‫ند ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫جرح َّ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫بعد ْ‬‫غاب عنهُ َ‬ ‫فمات‪ْ ،‬أو َ‬ ‫َ‬ ‫منهُ‬
‫فمات‬ ‫من ِ‬
‫بدنه‬ ‫ٍ‬ ‫ردهُ‪ْ ،‬أو تردى في ٍ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫كان ْ‬
‫موضع َ‬ ‫ٍ‬ ‫أي‬
‫بحديدة في ِّ‬ ‫إخراجهُ فرماهُ‬
‫ُ‬ ‫وتعذر‬
‫َ‬ ‫بئر‬
‫ح ّلَ‪.‬‬
‫أعلم‪.‬‬
‫واهللُ ُ‬
‫باب ِ‬
‫النذر ‪92/‬‬ ‫ُ‬

‫‪89‬‬
‫علي كذا‪،‬‬ ‫علي كذا‪ْ ،‬أو َّ‬ ‫هلل َّ‬ ‫باللفظ وهو‪ِ :‬‬
‫ِ‬ ‫مكلف في ٍ‬
‫قربة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫من ٍ‬
‫مسلم‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫النذر إال ْ‬
‫يصح ُ‬ ‫ال‬
‫فيلزمه اإلتيان ِ‬
‫به‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوفاء بما‬ ‫ق النذر على ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫فعلي كذا‪ ،‬لزمهُ‬‫إن شفى اهللُ مريضي َّ‬ ‫شيء فقا َل‪ْ :‬‬ ‫ومن عل َ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الشفاء‪.‬‬ ‫عند‬
‫التزمهُ َ‬
‫ِ‬
‫بالخيار إذا‬ ‫فهو‬
‫فعلي كذا‪َ ،‬‬ ‫كلمت زيداً َّ‬ ‫ُ‬ ‫إن‬
‫فقال‪ْ :‬‬ ‫ِ‬
‫والغضب َ‬ ‫وجه اللَّ ِ‬
‫جاج‬ ‫ومن نذر على ِ‬
‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫اليمين‪.‬‬ ‫وبين كفار ِة‬ ‫ِ‬
‫كلمهُ َبين الوفاء َ‬
‫دم‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫الحج ماشياً َّ‬
‫نذر َّ‬ ‫الحج راكباً َّ‬ ‫فإن نذر َّ‬
‫فحج راكباً أجزأهُ وعليه ٌ‬ ‫فحج ماشياً ْأو َ‬ ‫ْ‬
‫يقصد الكعبةَ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ويجب ْ‬
‫ُ‬ ‫ك‪،‬‬‫لزمه ذل َ‬
‫ُ‬ ‫المدينة أو األقصى‬ ‫مسجد‬ ‫الكعبة ْأو‬ ‫ضي إلى‬
‫الم َّ‬ ‫نذر ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المضي إلى‬
‫َّ‬ ‫نذر‬
‫يعتكف‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫المدينة ِأو األقصى ْأو‬ ‫مسجد‬ ‫يصلي في‬‫َ‬ ‫بحج ْأو عمر ٍة‪ْ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ٍّ‬
‫ِ‬
‫المساجد ْلم يلزمهُ‪.‬‬ ‫من‬
‫غيرها َ‬
‫ِ‬ ‫يقض أيام ِ‬
‫العيد والتشري ِ‬ ‫ومن نذر صوم ٍ‬
‫الحيض‬ ‫وأيام‬
‫ورمضان َ‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ َ‬ ‫سنة بعينها ْلم‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬
‫والنفاس‪.‬‬
‫ركعتان‪ ،‬أو عتقاً أجزأه ما يقع ِ‬
‫االسم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ‬ ‫نذر صالَةًـًَ لزمهُ‬
‫ومن َ‬
‫ْ‬
‫قسم المعامالت‬
‫ُ‬
‫البيع‬
‫كتاب ِ‬‫ُ‬
‫البيع]‪:‬‬
‫[أركان ِ‬
‫ُ‬
‫[‪ -1‬الصيغة]‪:‬‬
‫ك‪ْ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫وكيله‪ :‬بعتُ َ‬ ‫البائع ْأو‬ ‫هو قو ُل‬ ‫باإليجاب والقَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫فاإليجاب‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫بول‪،‬‬ ‫يصح البيعُ إال‬ ‫ال‬
‫قبلت‪.‬‬
‫كت‪ْ ،‬أو ُ‬ ‫اشتريت‪ْ ،‬أو تملَّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وكيله‪:‬‬ ‫هو قو ُل المشتري ْأو‬ ‫ملَّكتُ َ‬
‫ك‪ ،‬والقَبو ُل‪ِ :‬‬
‫أن‬
‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫ك‪،‬‬
‫اشتريت بكذا‪ ،‬فيقو ُل‪ :‬بعت َ‬
‫ُ‬ ‫يقول‪:‬‬
‫أن َ‬ ‫يتقد َم لفظُ المشتري مثل ْ‬‫أن َّ‬‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬
‫صرائح‪.‬‬ ‫ك‪ِ ،‬‬
‫فهذه‬ ‫يقو َل‪ :‬بِعني بكذا‪ ،‬فيقو ُل‪ :‬بعتُ َ‬
‫ُ‬
‫البيع‪،‬‬ ‫بالكناية مع ِ‬
‫ِ‬
‫ك َ‬ ‫النية‪ ،‬مثل‪ :‬خذهُ بكذا‪ْ ،‬أو جعلتُهُ لك بكذا‪ ،‬وينوي بذل َ‬ ‫َ‬ ‫وينعقد أيضاً‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫بشيء‪.‬‬ ‫فليس‬ ‫فإن لم ِ ِ‬
‫البيع َ‬
‫ينو به َ‬ ‫فيقب ُل‪ْ ْ ،‬‬
‫ق‪.‬‬ ‫األخرس ِ‬
‫كلفظ الناط ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإليجاب والقَ ِ‬
‫بول ُع ْرفاً‪ ،‬وإ شارةُ‬ ‫ِ‬ ‫بين‬
‫يطول الفصل َ‬ ‫َ‬ ‫ويجب أال‬
‫ُ‬
‫[‪ -2‬المتبايعان]‪93/ :‬‬

‫‪90‬‬
‫الح ْج ِر‪ ،‬ويشترطُ أيضاً ُ‬
‫عدم‬ ‫وعدم َ‬
‫ُ‬ ‫وعدم ِّ‬
‫الرق‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫المتبايع ْي ِن‪ :‬البلوغُ‪ ،‬والعق ُل‪،‬‬
‫َ‬ ‫وشروطُ‬
‫وعدم‬ ‫ق ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫مسلم ال َيعتِ ُ‬ ‫بغير ٍّ‬ ‫ِ‬
‫اإلكراه ِ‬
‫ُ‬ ‫صحف‪ْ ،‬أو ٌ‬‫ٌ‬ ‫فيم ْن ُيشترى لهُ ُم‬
‫واإلسالم َ‬
‫ُ‬ ‫حق‪،‬‬
‫السالح‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شراء‬ ‫الح ِ‬
‫رابة في‬ ‫ِ‬
‫يجوز ٍ‬
‫ألحد معاملةُ‬ ‫اإلذن‪ ،‬وال ُ‬ ‫بحسب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫البالغ في التجار ِة َّ‬
‫تصر َ‬ ‫لعبده ِ‬ ‫السيد ِ‬ ‫أذن‬
‫ُ‬ ‫فإن َ‬‫ْ‬
‫والعبد ال‬ ‫فيه قو ُل ِ‬
‫العبد‪،‬‬ ‫السيد‪ ،‬وال يقب ُل ِ‬
‫بقول ِ‬‫ببينة‪ ،‬أو ِ‬ ‫أن سيده أ َِذن له‪ٍ ،‬‬ ‫يعلم َّ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫أن َ‬‫عبد إال ْ‬
‫ك شيئاً وإ ْن ملَّكهُ ُ‬
‫سيدهُ‪.‬‬ ‫يمل ُ‬
‫مدة الخيار]‪:‬‬‫المبيع في ِ‬ ‫ِ‬ ‫[حكم‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المجلس‪ ،‬ما ْلم يتفرقا‪ْ ،‬أو يختارا‬ ‫خيار‬ ‫ثبت ٍّ‬
‫البائع والمشتري ُ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫لكل َ‬ ‫انعقد البيعُ َ‬
‫وإ ذا َ‬
‫أحدهما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يفسخهُ‬
‫ْ‬ ‫اإلمضاء جميعاً‪ْ ،‬أو‬
‫َ‬
‫البيع ثالثةُ ٍ‬
‫أيام فما دونها‪ ،‬لهما ْأو‬ ‫الخيار في ِ‬ ‫ِ‬ ‫البائع والمشتري شرطُ‬ ‫من‬ ‫ٍّ‬
‫ِ‬ ‫ولكل َ‬
‫والسلَم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫القبض‪ ،‬كما في الربا َّ‬ ‫ق قب َل‬‫التفر ُ‬ ‫العقد مما ي ْحرم ِ‬
‫فيه ُّ‬ ‫كان ُ‬
‫َ ُُ‬ ‫ألحدهما‪ ،‬إال إذا َ‬
‫ِ ِ‬ ‫للبائع وحدهُ فالمبيعُ في ِ‬
‫كان للمشتري وحدهُ‬‫الخيار مل ُكهُ‪ ،‬وإ ذا َ‬ ‫زمن‬ ‫ِ‬ ‫الخيار‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫وإ ذا َ‬
‫كان‬ ‫ك ِ‬ ‫الخيار ِمل ُكه‪ ،‬وإ ْن كان لهما ِ‬
‫ِ‬ ‫فالمبيعُ في ِ‬
‫تبين أنهُ َ‬
‫تم البيعُ َ‬
‫إن َّ‬
‫موقوف‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫فيه‬ ‫فالمل ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫زمن‬
‫البائع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫كان ِمل َ‬
‫تبين أنهُ َ‬
‫فسخ البيعُ َ‬ ‫ِملكاً للمشتري‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫المبيع]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شروط‬ ‫فص ٌل [في‬
‫للمبيع شروطٌ خمسةٌ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫للعاقد‪ ،‬أو لمن ناب العاقد‬ ‫ِ‬
‫تسليمه‪ ،‬مملوكاً‬ ‫أن يكون طاهراً‪ ،‬منتفَعاً ِ‬
‫به‪ ،‬مقدوراً على‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عنه‪ ،‬معلوماً‪.‬‬
‫ِ‬
‫والدهن‬ ‫ِ‬
‫كاللبن‬ ‫يمكن تطهيرها‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يصح بيعُ ٍ‬
‫ُّ‬
‫ولم ْ‬‫عين نجسة كالكلب‪ْ ،‬أو متنجسة ْ‬ ‫فال‬
‫ٍ‬
‫متنجس جازَ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كثوب‬ ‫أمكن‬
‫فإن َ‬ ‫مثالً‪ْ ،‬‬
‫المحر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يصح بيع ما ال ينتفع ِ‬
‫مة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وآالت المالهي‬ ‫حنطة‪،‬‬ ‫وحبة‬ ‫كالحشرات‪،‬‬ ‫به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫وال‬
‫باع‬
‫إن َ‬ ‫ٍ‬ ‫وطير ٍ‬‫ٍ‬ ‫تسليمه‪ٍ ،‬‬
‫كعبد آب ٍ‬ ‫ِ‬
‫لكن ْ‬
‫ومغصوب‪ْ ،‬‬ ‫طائر‪،‬‬ ‫ق‪،‬‬ ‫يقدر على‬
‫وال بيعُ ما ال ُ‬
‫ٍ‬
‫نصف‬ ‫ِ‬
‫الخيار‪ ،‬وال بيعُ‬
‫ُ‬ ‫تبين عجزهُ فلهُ‬‫فإن َ‬
‫جاز‪ْ ،‬‬‫انتزاعه َ‬ ‫يقدر على‬
‫ممن ُ‬‫المغصوب ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ثوب‪ ،‬وكذا ُّ‬
‫سيف‪ ،‬أو ٍ‬ ‫إناء‪ ،‬أو ٍ‬ ‫من ٍ‬
‫تنقص‬
‫ْ‬ ‫فإن ْلم‬‫والكسر‪ْ ،‬‬ ‫بالقطع‬
‫ِ‬ ‫تنقص قيمتُهُ‬
‫ُ‬ ‫كل ما‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫معي ٍن ْ‬
‫َّ‬
‫جاز‪94/ .‬‬
‫ثخين َ‬ ‫ٍ‬
‫كثوب ٍ‬

‫‪91‬‬
‫مال غير ِه‬
‫يبيع َ‬
‫أن َ‬
‫وهو ْ‬
‫ضولي َ‬
‫ِّ‬ ‫إذن المرت ِه ِن‪ ،‬وال بيعُ الفُ‬
‫دون ِ‬ ‫ِ‬
‫المرهون َ‬ ‫يجوز بيعُ‬
‫وال ُ‬
‫ٍ‬
‫وكالة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫والية وال‬ ‫ِ‬
‫بغير‬
‫ٍ‬ ‫عي ْن ِ‬
‫الثوب‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ين‪ ،‬مث ُل بعتُ َ‬ ‫العبدين‪ ،‬وال بيعُ َعيٍن غائبة عن َ‬
‫الع ِ‬ ‫ِ‬ ‫كأحد‬ ‫وال بيعُ ما ْلم ُي َّ‬
‫كان المشتري رآها قب َل‬ ‫فإن َ‬‫األدهم الذي في اصطبلي‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫والفرس‬
‫َ‬ ‫وزي الذي في ُك ِّمي‪،‬‬ ‫المر ِّ‬
‫ْ‬
‫جاز‪.‬‬
‫بة غالباً َ‬ ‫الغ ْي ِ‬ ‫ك وهي مما ال يتغير في ِ‬
‫مدة َ‬ ‫ذل َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مة ٍ‬
‫فضة‬ ‫باع شيئاً بعر ِ‬ ‫علم كيلُها‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ٍ‬
‫ُْ‬ ‫ولم ُي ْ‬
‫وهي مشاهدةٌ ْ‬ ‫باع ُع ْرمةَ حنطة ونحوها َ‬ ‫ولو َ‬‫ْ‬
‫جاز‪ ،‬وتكفي الرؤيةُ‪.‬‬ ‫علم وزنها َ‬ ‫ٍ‬
‫ولم ُي ْ‬
‫مشاهدة ْ‬
‫ذم ِ‬
‫ته‪.‬‬ ‫ض في َّ‬ ‫بعو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ويصح سلَ ُمهُ َ‬ ‫يصح بيعُ األعمى وال شراؤهُ‪ ،‬وطريقُهُ التوكي ُل‪،‬‬ ‫وال‬
‫فص ٌل في الربا‪:‬‬
‫ِ‬
‫المطعومات‬ ‫ِ‬
‫تحريم‬ ‫والفض ِة‪ ،‬والعلَّةُ في‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫والذهب‬ ‫ِ‬
‫المطعومات‪،‬‬ ‫الربا إال في‬
‫يحرم ِّ‬‫ُ‬ ‫ال‬
‫من‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫بمطعوم ْ‬ ‫مطعوم‬
‫ٌ‬ ‫بيع‬
‫قيم األشياء‪ ،‬فإذا َ‬ ‫كونهُما َ‬
‫تحريم الذهب والفضة ُ‬ ‫عم‪ ،‬وفي‬ ‫الط ُ‬
‫والحلو ُل‪.‬‬ ‫التفر ِ‬ ‫القد ِر‪،‬‬ ‫ط ثالثةُ ٍ‬ ‫ِ‬
‫جنسه‪َ ،‬كُبٍّر بُِبٍّر اشتُِر َ‬
‫ق‪ُ ،‬‬ ‫والتقابض قب َل ُّ‬
‫ُ‬ ‫أمور‪ :‬المماثلةُ في ْ‬
‫والتقابض قب َل‬ ‫الحلو ُل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بشعير اشتُِر َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫ُ‬ ‫شرطان‪ُ :‬‬ ‫ط‬ ‫جنسه‪َ ،‬كُبٍّر‬ ‫غير‬ ‫كان ْ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫ق‪ ،‬وجاز التفاض ُل‪.‬‬ ‫التفر ِ‬
‫ُّ‬
‫باع ِ‬
‫بغير‬ ‫ِّ‬
‫المتقدمةُ‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ط الشروطُ الثالثةُ‬ ‫ٍ‬
‫بذهب اشتُر َ‬ ‫ٍ‬
‫كذهب‬ ‫ِ‬
‫بجنسه‪،‬‬ ‫باع نقداً‬
‫وإ ْن َ‬
‫بنقد َّ‬
‫صح‬ ‫باع مطعوماً ٍ‬ ‫التفاض ُل‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫وجاز‬ ‫ِ‬
‫الشرطان‪َ ،‬‬ ‫بفض ٍة اشتُر َ‬
‫ط‬ ‫كذهب َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫جنسه‪،‬‬
‫ُ‬
‫مطلقاً‪.‬‬
‫ِ‬
‫برطل‬ ‫ُّ‬
‫يصح رط ُل ُبٍّر‬ ‫ِ‬
‫بالوزن‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬
‫الموزون‬ ‫ِ‬
‫بالكيل‪ ،‬وفي‬ ‫ويعتبر التماثُ ُل في الم ِ‬
‫كيل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كان‬
‫والمراد ما َ‬‫ُ‬ ‫الوزن‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تفاوت‬
‫َ‬ ‫ٍّ‬
‫بإردب وإ ْن‬ ‫ٌّ‬
‫إردب‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫بالكيل‪،‬‬ ‫يتفاوت‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫ُبٍّر إذا َ‬
‫فإن ُجه َل حالُهُ اعتُ َبر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسلم‪ْ ،‬‬‫الحجاز في عهد رسول اهلل صلى اهللُ عليه َ‬ ‫يوزن ْأو يكا ُل في‬
‫ُ‬
‫والسفرج ِل‬ ‫جفاف له‪ ،‬كالقثَّ ِ‬
‫اء‬ ‫ِ‬
‫العادة وال‬ ‫يوزن وال ُيكا ُل في‬ ‫كان مما ال‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫البيع‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ببلد ِ‬
‫بعد‬
‫من ُ‬ ‫َّ‬ ‫باع ُب َّراً ُببٍّر ِجزافاً ْلم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫واأل ِّ‬
‫ظهر ْ‬‫يصح‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫فلو َ‬ ‫ببعض‪ْ ،‬‬ ‫بعضه‬ ‫يصح بيعُ‬ ‫ُترج ْلم‬
‫تساويهما كيالً‪95/ .‬‬
‫طب‬ ‫ُّ‬
‫يصح ُر ٌ‬ ‫الجفاف‪ ،‬فال‬ ‫الكمال‪ ،‬فحالةُ ِ‬
‫كمال الثمر ِة‬ ‫ِ‬ ‫عتبر المماثلةُ حالةَ‬
‫ُ‬ ‫وإ نما تُ ُ‬
‫تمر‬
‫فإن ْلم يجئ منهُ ٌ‬ ‫ٍ‬
‫بزبيب‪ ،‬وإ ْن تماثال‪ْ ،‬‬ ‫عنب ٍ‬
‫بعنب‪ْ ،‬أو‬ ‫بتمر‪ ،‬وكذا ٌ‬‫طب ٍ‬ ‫بر ٍ‬
‫طب‪ْ ،‬أو ُر ٌ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ببعض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بعضه‬ ‫َّ‬
‫يصح بيعُ‬ ‫زبيب ْلم‬
‫ٌ‬ ‫وال‬

‫‪92‬‬
‫مطبوخ‬
‫ٌ‬ ‫خالص بم ٍ‬
‫شوب‪ ،‬وال‬ ‫بخ ٍ‬
‫بز‪ ،‬وال‬ ‫دقيق بدقي ٍ‬
‫ق‪ ،‬وال ُببٍّر‪ ،‬وال ُخ ٌبز ُ‬ ‫وال يباعُ ٌ‬
‫ٌ َ‬
‫ِ‬
‫والسمن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫العسل‬ ‫ِ‬
‫كتمييز‬ ‫الطبخ‪،‬‬ ‫يجف‬‫أن َّ‬ ‫َبن ٍ‬
‫ُ‬ ‫بمطبوخ إال ْ‬
‫ٍ‬ ‫يء‪ ،‬وال‬
‫[قاعدةُ ِّ‬
‫مد عجوة]‪:‬‬
‫بمد ودرهم‪ ،‬وال ٌّ‬
‫مد‬ ‫ودرهم ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ين‪ ،‬وال ٌّ‬
‫مد‬ ‫بدرهمين‪ْ ،‬أو َّ‬
‫بمد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ودرهم‬
‫ٌ‬ ‫مد عجو ٍة‬
‫يجوز ُّ‬
‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫بدرهمين‪.‬‬ ‫وثوب‬
‫ٌ‬ ‫درهم‬
‫ٌ‬ ‫ين‪ ،‬وال‬ ‫وثوب َّ‬
‫بمد ِ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫يصح بيع ِ‬
‫بالحيوان‪.‬‬ ‫اللحم‬ ‫ُّ ُ‬ ‫وال‬
‫البيوع الفاسدة]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫فص ٌل [في‬
‫أن‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫الولد‪ ،‬وال ْ‬
‫ك ُ‬ ‫فقد بعتُ َ‬
‫ولدها ْ‬
‫كقوله‪ :‬إذا َولَ َدت ناقتي وولَد ُ‬ ‫تاج‪،‬‬
‫الن ِ‬
‫تاج َ‬
‫يصح بيعُ َن ِ‬ ‫ال‬
‫بيعتين في ٍ‬
‫بيعة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والحصاة‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫والمنابذة‪،‬‬ ‫سة‪،‬‬‫ك‪ ،‬وال بيع المالم ِ‬ ‫الثمن بذل َ‬ ‫ِّ‬
‫ُ ُ َ‬ ‫ويؤج َل َ‬ ‫يبيع شيئاً‬
‫َ‬
‫ك‬
‫أن تبيعني عبد َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ك هذا ٍ‬
‫ك ثوبي بألف على ْ‬ ‫بألفين مؤجالً‪ْ ،‬أو بعتُ َ‬ ‫بألف نقداً‪ْ ،‬أو‬ ‫ك‪ :‬بعتُ َ‬ ‫كقول َ‬
‫ويصح بيعٌ وشرطٌ في‬‫ُّ‬ ‫أن تقرضني مئة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ك بشرط ْ‬ ‫بخمسمئة‪ ،‬وال بيعٌ وشرطٌ‪ ،‬مثل‪ :‬بعتُ َ‬
‫ٍ‬
‫صور وهي‪:‬‬
‫يكون األج ُل معلوماً‪.‬‬ ‫بشرط أن‬‫ِ‬ ‫األجل في ِ‬
‫الثمن‬ ‫ِ‬ ‫‪ -1‬شرطُ‬
‫َ‬
‫زيد‪.‬‬ ‫يضمنه ِ‬
‫به ٌ‬ ‫وأن يرهن ِ‬
‫به رهناً‪ْ ،‬أو‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫‪ْ -2‬‬
‫المبيع‪.‬‬
‫َ‬ ‫العبد‬
‫ق َ‬ ‫أن يعتِ َ‬‫‪ْ -3‬أو ْ‬
‫ِ‬
‫بالعيب ونحو ِه‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫كالرد‬ ‫العقد‪،‬‬
‫يقتضيه ُ‬‫ِ‬ ‫ط ما‬ ‫شر َ‬‫‪ْ -4‬أو َ‬
‫ِ‬
‫الحيوان ْلم‬ ‫عيب ٍ‬
‫باطن في‬ ‫كل ٍ‬ ‫من ِّ‬
‫وبرئ ْ‬ ‫صح‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫العيوب َّ‬ ‫من‬
‫ط البراءةَ َ‬ ‫باع وشر َ‬
‫فإن َ‬
‫ْ‬
‫يبرأُ مما سواهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يعلم به البائعُ‪ ،‬وال َ‬
‫ْ‬
‫إن رضي بالس ِ‬
‫ِّلعة‬ ‫الع ْر ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ويدفع درهماً على أنهُ ْ‬
‫َ‬ ‫بأن يشتري سلعةً‬ ‫بون‪ْ ،‬‬ ‫يصح بيعُ ُ‬ ‫وال‬
‫للبائع مجاناً‪.‬‬ ‫فهو‬ ‫من ِ‬ ‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫الثمن‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫رهم َ‬
‫فالد ُ‬
‫ِ‬
‫التمييز‬ ‫وبعد‬
‫العقد‪َ ،‬‬ ‫ببيع أو ٍ‬
‫هبة بط َل ُ‬ ‫ِ‬ ‫قبل ِّ‬ ‫ِ‬
‫التمييز ٍ ْ‬ ‫سن‬ ‫الجارية وولدها َ‬ ‫بين‬
‫ق َ‬ ‫فر َ‬
‫ولو َّ‬
‫ْ‬
‫ُّ‬
‫يصح‪.‬‬
‫المحرمة]‪96/ :‬‬
‫َّ‬ ‫[البيوعُ‬
‫يحرم [البيع في صور]‪:‬‬
‫وهي مما‬ ‫ٍ‬ ‫أن يبيع حاضر ٍ‬
‫قدم بسلعة‪َ ،‬‬
‫للبدوي الذي َ‬
‫ِّ‬ ‫الحاضر‬
‫ُ‬ ‫يقول‬
‫بأن َ‬ ‫لباد‪ْ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫‪-1‬‬
‫بثمن ٍ‬
‫غال‪.‬‬ ‫ك قليالً قليالً ٍ‬
‫أبيعها ل َ‬ ‫يحتاج إليها في ِ‬
‫اآلن حتى َ‬
‫تبع َ‬
‫البلد‪ :‬ال ِ‬ ‫ُ ُ‬

‫‪93‬‬
‫بغ ْب ٍن‪.‬‬
‫منهم َ‬ ‫ِ‬ ‫وأن يتلقَّى‬
‫ليشتري ْ‬
‫َ‬ ‫معهم‬
‫ْ‬ ‫بكساد ما‬ ‫فيخبر ُه ْم‬
‫َ‬ ‫الركبان‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫استقرار ِ‬
‫الثمن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫يزيد في الس ِ‬
‫ِّلعة َ‬ ‫بأن َ‬ ‫وأن يسوم على سوِم ِ‬
‫أخيه‪ْ ،‬‬ ‫َْ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ك‬
‫أبيع َ‬ ‫بيع ِ‬
‫البيع وأنا ُ‬‫افسخ َ‬
‫ِ‬ ‫يقول للمشتري‪:‬‬
‫بأن َ‬‫أخيه‪ْ ،‬‬ ‫يبيع على ِ‬
‫وأن َ‬ ‫ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫بأرخص منهُ‪.‬‬
‫َ‬
‫غيرهُ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ليغر بها َ‬
‫راغب فيها َّ‬ ‫وهو غير‬
‫يزيد في السلعة َ‬ ‫بأن َ‬ ‫ينج َش ْ‬
‫وأن ُ‬
‫ْ‬ ‫‪-5‬‬
‫ممن يتخذهُ خمراً‪.‬‬
‫ب ْ‬ ‫العن َ‬
‫يبيع َ‬
‫وأن َ‬‫ْ‬ ‫‪-6‬‬
‫مة َّ‬
‫صح البيعُ‪.‬‬ ‫المحر ِ‬
‫َّ‬ ‫ُّور كلِّها‬ ‫باع في ِ‬
‫هذه الص ِ‬ ‫فإن َ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫الصفقة وتعددها]‪:‬‬ ‫[تفريق‬
‫ُ‬
‫بغير ِ‬
‫إذنه‪ْ ،‬أو‬ ‫عبد ِه ِ‬
‫وعبد غير ِه ِ‬ ‫يجوز‪ ،‬مث َل ِ‬
‫يجوز وما ال ُ‬ ‫عقد ٍ‬
‫واحد ما ُ‬ ‫وإ ْن جمع في ٍ‬
‫َ‬
‫إن‬ ‫من ِ‬ ‫صح فيما ُ ِ ِ ِ‬
‫وخل‪َّ ،‬‬ ‫خمر ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫الخيار ْ‬
‫ُ‬ ‫يجوز‪ ،‬وللمشتري‬
‫الثمن‪ ،‬وبطُ َل فيما ال ُ‬ ‫يجوز بقسطه َ‬
‫جهل الحا َل‪.‬‬
‫َ‬
‫ك داري سنةً بكذا‪ْ ،‬أو‬ ‫وآجرتُ َ‬
‫ك عبدي َ‬ ‫مثل بعتُ َ‬‫الحكم‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫عقدين مختلفي‬‫ِ‬ ‫جمع في‬‫وإ ْن َ‬
‫وض عليهما‪.‬‬ ‫صح وقُ ِّس َ ِ‬‫عبدها بكذا‪َّ ،‬‬
‫ط الع ُ‬ ‫ك َ‬ ‫ك ابنتي وبعتُ َ‬ ‫زوجتُ َ‬
‫ِ‬
‫بالعيب]‪:‬‬ ‫المبيع‬
‫ِ‬ ‫فصل ُّ‬
‫[رد‬
‫لع‬ ‫َّ‬ ‫فقد َّ‬ ‫من علم بالس ِ‬
‫صحيح‪ ،‬فإذا اط َ‬ ‫ٌ‬ ‫غش‪ ،‬والبيعُ‬ ‫ِّن ْ‬ ‫فإن ْلم ُيَبي ْ‬
‫يبينهُ‪ْ ،‬‬
‫أن َ‬ ‫ِّلعة عيباً لزمهُ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫البائع فلهُ ُّ‬
‫الرد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عند‬
‫كان َ‬ ‫عيب َ‬ ‫المشتري على ٍ‬
‫والغالب في ِ‬
‫مثل‬ ‫صحيح‪،‬‬ ‫غرض‬ ‫يفوت ِ‬
‫به‬ ‫العين أو القيمةَ ُنقصاناً‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫نقص َ‬ ‫وضابطُهُ‪ :‬ما َ‬
‫عدمهُ‪.‬‬
‫المبيع ُ‬‫ِ‬ ‫ك‬
‫ذل َ‬
‫اطلع على‬ ‫فلو َ‬ ‫كبير‪ِ ،‬‬‫وهو ٌ‬ ‫ِ‬
‫صياً‪ْ ،‬أو سارقاً‪ْ ،‬أو يبو ُل في الفراش َ‬ ‫العبد ِخ َّ‬
‫بان ُ‬ ‫إن َ‬ ‫في ُّ‬
‫رد ْ‬ ‫ُ‬
‫الم ِ‬‫زوال ِ‬ ‫ِ‬ ‫بعد ِ‬ ‫ِ‬
‫ببيع ْأو غير ِه ْلم ْ‬
‫يكن لهُ‬ ‫لك عنهُ‪ٍ ،‬‬ ‫بعد‬
‫األرش‪ْ ،‬أو َ‬‫ُ‬ ‫المبيع َّ‬
‫تعي َن‬ ‫ِ‬ ‫تلف‬ ‫العيب َ‬
‫ذلك فلهُ ُّ‬
‫الرد‪.‬‬ ‫بعد َ‬ ‫إليه َ‬ ‫فإن رجع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫اآلن‪ْ ،‬‬ ‫األرش َ‬ ‫طلب‬
‫ُ‬
‫وامتنع ُّ‬
‫الرد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫األرش‬
‫ُ‬ ‫يفتض البِ ْك َر‪َّ ،‬‬
‫تعي َن‬ ‫َّ‬ ‫أن‬
‫آخر‪ ،‬مث ُل ْ‬
‫عيب ُ‬ ‫عند المشتري ٌ‬ ‫حدث َ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫الحادث ‪ 97/‬ال‬ ‫العيب‬ ‫كان‬
‫فإن َ‬
‫األرش‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫طلب‬
‫يكن للمشتري ُ‬ ‫ِ‬
‫بالعيب ْلم ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫رضي البائعُ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫ْ‬
‫زاد على‬ ‫فإن َ‬ ‫يمنع َّ‬
‫الرد‪ْ ،‬‬ ‫والبيض ونحوهما ْلم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ككسر البِطِّ ِ‬
‫يخ‬ ‫ٍ‬ ‫عرف العيب القديم إال ِ‬
‫به‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُي ُ‬
‫به فال َّ‬
‫رد‪.‬‬ ‫ما يمكن المعرفةُ ِ‬
‫ُ‬

‫‪94‬‬
‫وهو‬ ‫ِ‬
‫طريقه َّأنهُ َ‬ ‫ويش ِه َد في‬ ‫يكون على ِ‬ ‫وشرطُ ِّ‬
‫العيب َ‬
‫َ‬ ‫عرف‬
‫َ‬ ‫فلو‬
‫فسخ‪ْ ،‬‬ ‫الفور‪ُ ،‬‬ ‫أن َ‬ ‫الرد ْ‬ ‫ْ‬
‫بشرط ِ‬
‫ترك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العارض‪،‬‬ ‫ِ‬
‫زوال‬ ‫التأخير إلى‬
‫ُ‬ ‫يصلي‪ْ ،‬أو يأك ُل‪ْ ،‬أو يقضي حاجةً‪ْ ،‬أو ليالً‪ ،‬فلهُ‬
‫واألرش‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ط ُّ‬
‫الرد‬ ‫فإن َّ‬
‫أخ َر متمكناً‪ ،‬سق َ‬ ‫واالنتفاع‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستعمال‬
‫ِ‬
‫التصرية]‪:‬‬ ‫[حكم‬
‫ِ‬
‫غيرهُ‬
‫ليغر َ‬‫ك حْلبها أياماً َّ‬ ‫ويتر َ‬
‫أخالف البهيمة ُ‬
‫َ‬ ‫أن ي ُش َّد البائعُ‬
‫وتحر ُم التصريةُ‪ ،‬وهي ْ‬ ‫ُ‬
‫اللبن‪َّ ،‬‬
‫رد‬ ‫بعد حْلبِها‪ِ ،‬‬ ‫عليه المشتري فلهُ ُّ‬ ‫اللبن‪ ،‬فإذا اطلع ِ‬ ‫بكثر ِة ِ‬
‫ف ُ‬ ‫وتل َ‬ ‫كان َ‬‫فإن َ‬
‫الرد مطلقاً‪ْ ،‬‬ ‫َ‬
‫الرد تحمير ِ‬
‫وجه‬ ‫رية في ِّ‬ ‫لحق بالتَّص ِ‬
‫وي ُ‬ ‫تمِر بدل ِ‬‫من ٍـٍِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫الحيوان مأكوالً‪ُ ،‬‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫إن َ‬ ‫اللبن ْ‬ ‫صاعاً ْ‬
‫ِ‬
‫بالعيب الذي‬ ‫ِ‬
‫المرابحة‬ ‫بيع‬
‫يخبر في ِ‬ ‫الش ْع ِر‪ ،‬ونحوهما‪،‬‬‫وتسويد َّ‬ ‫ِ‬
‫أن َ‬‫البائع ْ‬
‫َ‬ ‫ويلزم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الجارية‪،‬‬
‫حدث عندي ِ‬
‫الفالني‪ ،‬ويبين‬
‫ُّ‬ ‫العيب‬
‫ُ‬ ‫فيه‬ ‫لكن َ‬ ‫عندهُ‪ ،‬فيقو ُل‪ :‬اشتريتُهُ بعشر ٍة مثالً ْ‬ ‫ث َ‬ ‫حد َ‬
‫َ‬
‫األج َل أيضاً‪.‬‬
‫ِ‬
‫الثمار]‪:‬‬ ‫بيع‬
‫فص ٌل [في ِ‬
‫ِ‬
‫القطع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫بشرط‬ ‫يجز إال‬
‫الصالح لم ْ‬
‫ِ‬ ‫بدو‬
‫قبل ِّ‬
‫كان َ‬ ‫وحدها على الشجر ِة ْ‬
‫إن َ‬ ‫بيعُ الثمر ِة َ‬
‫يتلو ُن‪ ،‬أو يأخ َذ‬
‫يطيب أكلُهُ فيما ال َّ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫هو‪ْ :‬‬‫الصالح َ‬
‫ِ‬ ‫وبدو‬
‫جاز مطلقاً‪ِّ ،‬‬ ‫بعدهُ َ‬‫كان َ‬
‫وإ ْن َ‬
‫يتلو ُن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالتلوين فيما َّ‬
‫األخضر كالثمر ِة َ‬
‫قبل‬ ‫القطع‪ ،‬والزرعُ‬ ‫ِ‬
‫شرط‬ ‫غير‬‫من ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫جاز ْ‬‫باع الشجرةَ وثمرتها َ‬ ‫وإ ن َ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجوز بيعُ‬ ‫يجوز مطلقاً‪ ،‬وال ُ‬ ‫الحب ُ‬ ‫اشتداد‬ ‫وبعد‬
‫القطع‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بشرط‬ ‫يجوز إال‬
‫الصالح‪ ،‬ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫بدو‬
‫ِّ‬
‫األخضر في الق ْش ِ‬
‫رين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واللوز والباقال‬ ‫ِ‬
‫الجوز‬ ‫نبل ِه‪ ،‬وال‬
‫الحب في س ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫المبيع وضمانهُ]‪:‬‬‫ِ‬ ‫[قبض‬
‫ُ‬ ‫فصل‬
‫الثمن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ُ‬ ‫انفسخ البيعُ‪ ،‬وسق َ‬
‫َ‬ ‫تلف أو أتلفَهُ البائعُ‬‫فإن َ‬ ‫البائع‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ضمان‬ ‫قبضه من‬ ‫قبل‬
‫المبيعُ َ‬
‫ينفسخ بل‬ ‫أجنبي ْلم‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌّ‬ ‫ويكون إتالفُهُ قَْبضاً‪ ،‬وإ ْن أتلفهُ‬
‫ُ‬ ‫الثمن‪،‬‬
‫استقر عليه ُ‬ ‫َّ‬ ‫وإ ْن أتلفهُ المشتري‬
‫ويغر َم‬
‫الثمن ِّ‬‫يجيز ويعطي َ‬ ‫للبائع القيمةَ‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬ ‫األجنبي‬
‫ُّ‬ ‫يفسخ فيغرم‬
‫َ‬ ‫بين أن‬
‫خي ُر المشتري َ‬ ‫ُي َّ‬
‫األجنبي القيمةَ‪.‬‬
‫َّ‬
‫الذ َّم ِة أن‬
‫للبائع إذا كان الثمن في ِّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫لكن‬
‫يقبضهُ‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫أن يبيعهُ حتى‬ ‫يجز ْ‬
‫وإ ذا اشترى شيئاً لم ْ‬
‫ونحو ‪98/‬‬ ‫فيعتاض عنها ذهباً‪ ،‬أو ثوباً‪،‬‬ ‫بدراهم‬ ‫يبيع‬ ‫قبل قَْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أن َ‬ ‫ضه‪ ،‬مث َل ْ‬ ‫يستبدل عنهُ َ‬
‫َ‬
‫والشعير‪ ،‬وفيما يتناو ُل ِ‬
‫باليد التناو ُل‪ ،‬مث ُل‬ ‫ِ‬ ‫القمح‬
‫ِ‬ ‫بالن ِ‬
‫قل‪ ،‬مث ُل‬ ‫والقبض فيما ُينق ُل َّ‬ ‫ك‪.‬‬
‫ذل َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫واألرض‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والكتاب‪ ،‬وفيما سواهما التخليةُ‪ ،‬مث ُل ِ‬
‫الدار‬ ‫ِ‬
‫الثوب‬

‫‪95‬‬
‫الثمن حتى‬ ‫ِّ‬ ‫فلو قا َل البائعُ‪ :‬ال أسلِّ ُم‬
‫الثمن‪ ،‬وقا َل المشتري‪ :‬ال أسل ُم َ‬ ‫أقبض َ‬ ‫َ‬ ‫المبيع حتى‬
‫َ‬
‫ثم ُي َلز ُم المشتري‬ ‫ِ‬
‫بالتسليم أوالً‪َّ ،‬‬ ‫ِّ ِ‬
‫ُلزم البائعُ‬
‫الثمن في الذ َّمة‪ ،‬أ َ‬
‫كان ُ‬ ‫المبيع‪ .‬فإن َ‬
‫َ‬ ‫أقبض‬
‫َ‬
‫ثم العد ُل يعطي ِّ‬
‫لكل‬ ‫عدل‪َّ ،‬‬ ‫ُلزما معاً‪ ،‬بأن ُيؤمرا فيسلِّما إلى ٍ‬ ‫معيناً أ ِ‬
‫الثمن َّ‬ ‫كان ُ‬
‫ِ‬
‫بالتسليم‪ ،‬وإ ن َ‬
‫ٍ‬
‫واحد حقَّهُ‪.‬‬
‫كيفية ِ‬
‫العقد]‪:‬‬ ‫[اختالف المتبايعين في ِ‬ ‫ُ‬ ‫فص ٌل‬
‫فقال‪ :‬بل‬
‫ك بحا ّل‪َ ،‬‬ ‫قال البائعُ‪ :‬بعتُ َ‬ ‫بأن َ‬ ‫ِ‬ ‫صح ِة ِ‬ ‫إذا اتفقا على َّ‬
‫كيفيته‪ْ ،‬‬ ‫العقد واختلفا في‬
‫بل بال ٍ‬
‫خيار‪،‬‬ ‫الخيار‪ ،‬فقال‪ْ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بشرط‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬
‫بخمسة‪ ،‬أو بعتُ َ‬ ‫بل‬
‫ك بعشرة‪ ،‬فقال‪ْ :‬‬ ‫بمؤج ٍل‪ْ ،‬أو بعتُ َ‬ ‫ّ‬
‫ك‬
‫ك بكذا‪ ،‬ولقد بعتُ َ‬ ‫ذلك‪ ،‬ولم يكن ثََّم بينةٌ‪ ،‬تحالفا‪ ،‬فيبدأُ البائع فيقو ُل‪ِ :‬‬
‫واهلل ما بعتُ َ‬ ‫وما أشبهَ َ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يمين واحدةٌ‪،‬‬ ‫ثم يقو ُل المشتري‪ِ :‬‬
‫اشتريت بكذا‪ ،‬وهي ٌ‬ ‫ُ‬ ‫اشتريت بكذا ولقد‬
‫ُ‬ ‫واهلل ما‬ ‫بكذا‪َّ .‬‬
‫ويقد ُم النفي‪ ،‬فإذا تحالفا‪ ،‬فإن تراضيا بعد‬ ‫قوله‪ِّ ،‬‬ ‫ثبات ِ‬ ‫صاحبه وإ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بين نفي قول‬ ‫يجمعُ فيها َ‬
‫الحاكم‪.‬‬ ‫أحد ُهما‪ ،‬أو‬
‫فيفسخانه‪ ،‬أو ُ‬ ‫ِ‬ ‫فسخ ِ‬
‫للعقد‪ ،‬وإ ال‬ ‫ك فال َ‬ ‫ذل َ‬
‫ُ‬
‫ق مدعي‬ ‫ص ِّد َ‬ ‫َّ‬ ‫أحدهما شيئاً يقتضي َّ‬
‫اآلخر‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وقع فاسداً وكذبهُ‬ ‫البيع َ‬‫أن َ‬ ‫فلو ادعى ُ‬
‫ص ِّد َ‬ ‫عيب َّ‬ ‫بيمينه‪ ،‬ولو جاءهُ بم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الصح ِة‬
‫َّ‬
‫ق البائعُ‬ ‫فقال البائعُ‪ :‬ليس هو الذي بعتُ َكهُ‪ُ ،‬‬ ‫ليردهُ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫عندك‪ ،‬وقال‬ ‫حدث‬ ‫عند المشتري‪ ،‬فقال البائعُ‪:‬‬ ‫يمكن حدوثُهُ َ‬ ‫بيمينه‪ ،‬ولو اختلفا في ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عيب ُ‬
‫ِ‬
‫بيمينه‪.‬‬ ‫صدق البائعُ‬ ‫ك‪ّ ،‬‬ ‫كان عند َ‬ ‫بل َ‬ ‫المشتري‪ْ :‬‬
‫السلَِم‬
‫باب َّ‬ ‫ُ‬
‫أمور‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫البيع ٌ‬ ‫شروط ِ‬ ‫مع‬
‫ويشترطُ فيه َ‬ ‫السلم هو بيعُ موصوف في الذمة‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬
‫قدرهُ‪.‬‬
‫عرف ُ‬ ‫الثمن وإ ْن ْلم ُي ْ‬ ‫المجلس‪ ،‬وتكفي رؤيةُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قبض ِ‬
‫الثمن في‬ ‫أحدها‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫فلو قا َل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ويجوز حاالًّ‪ ،‬ومؤجالً إلى ٍ‬ ‫والثاني‪ :‬كون المسلَِم ِ‬
‫معلوم‪ْ ،‬‬ ‫أجل‬ ‫ُ‬ ‫فيه َديناً‪،‬‬ ‫ُ ُْ‬
‫يجز‪.‬‬ ‫هذه الدراهم في هذا ِ‬
‫العبد ْلم ْ‬ ‫إليك ِ‬ ‫ت َ‬ ‫أسلَ ْم ُ‬
‫َ‬
‫لنقله ِ‬
‫إليه‬ ‫لكن ِ‬ ‫البري ِة‪ْ ،‬أو‬
‫للتسليم مث َل َّ‬‫ِ‬
‫يصلح ْ‬ ‫ُ‬ ‫يصلح‬
‫ُ‬ ‫موضع ال‬
‫ٍ‬ ‫الثالث‪ :‬إذا أسلَ َم في‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫التسليم‪.‬‬ ‫موضع‬ ‫بيان‬
‫ِ‬ ‫ط ُ‬ ‫مؤنةٌ‪ ،‬اشتُر َ‬
‫وشروطُ المسلَِم ِ‬
‫فيه‪99/ :‬‬
‫فلو قال‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫القد ِر كيالً ْأو وزناً أو عدداً ْأو َذرعاً‪،‬‬
‫معلوم‪ْ ،‬‬ ‫بمقدار‬ ‫معلوم ْ‬
‫َ‬ ‫كونهُ‬
‫‪ُ -1‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عرف وزنها‪ ،‬وال ما يسعُ الزنبي ُل ْلم‬
‫الزنبيل‪ ،‬وال ُي ُ‬ ‫ِزنةُ هذه الصخر ِة‪ْ ،‬أو َ‬
‫ملء هذا‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -2‬أن يكون مقدوراً ِ‬
‫فإن َ‬ ‫االنقطاع‪ْ ،‬‬
‫ِ‬ ‫مأمون‬
‫َ‬ ‫التسليم‪،‬‬ ‫وجوب‬ ‫عند‬
‫عليه َ‬ ‫َ‬
‫يج ْز‪.‬‬ ‫كجارية وبنتها‪ ،‬أو ال يؤمن انقطاعه كثمر ِة ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عزيز الوجو ِد‪،‬‬
‫بعينها‪ْ ،‬لم ُ‬
‫نخلة ْ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫واللحم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والحيوان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمائعات‪،‬‬ ‫بالصفات‪ ،‬كاألدقَّ ِة‪،‬‬
‫ِ‬
‫يمكن ضبطُهُ‬
‫أن َ‬ ‫‪ْ -3‬‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو ذل َ‬ ‫ِ‬
‫واألخشاب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واألحجار‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والحديد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقطن‪،‬‬
‫ك في ٍ‬
‫عبد‬ ‫أسلمت إلي َ‬ ‫الغرض‪ ،‬فيقو ُل مثالً‪:‬‬ ‫يختلف بها‬ ‫ِ‬
‫بالصفات التي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫فيشترطُ ضبطُهُ‬
‫ُ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو َ‬ ‫وسمنهُ كذا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫رباعي ِّ‬
‫السن‪ ،‬طولُهُ‬ ‫َّ‬ ‫أبيض‪،‬‬
‫َ‬ ‫تركي‪،‬‬
‫ٍّ‬
‫فاف‪ ،‬وكذا ما اختلف‬‫والخ ِ‬
‫والغالية ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالهريسة‬ ‫ِ‬
‫والمختلطات‬ ‫ِ‬
‫الجواهر‪،‬‬ ‫يجوز في‬
‫فال ُ‬
‫يمكن ضبطُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أعالهُ وأسفلُهُ كمنار ٍة وإ بري ٍ‬
‫كالخبز والشواء‪ ،‬إذ ال ُ‬ ‫نار قويةٌ‬
‫ق‪ْ ،‬أو ما دخلتهُ ٌ‬
‫ِ‬
‫بالصفة‪.‬‬ ‫ك‬
‫ذل َ‬
‫ط‪،‬‬ ‫ِ‬
‫قبضه‪ ،‬وال االستبدا ُل عنهُ‪ ،‬وإ ذا أحضرهُ مث َل ما َش َر َ‬ ‫قبل‬
‫فيه َ‬‫يجوز بيع المسلَِم ِ‬
‫وال ُ ُ ْ‬
‫وجب قبولُهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫أجود‪،‬‬
‫َ‬ ‫أو‬
‫ِ‬
‫القرض]‪:‬‬ ‫فص ٌل [في‬
‫قرض ِّ‬
‫كل ما‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬ ‫ك‪،‬‬
‫ك أو أسلفتُ َ‬ ‫ٍ‬
‫وقبول‪ ،‬مث َل‪ :‬أقرضتُ َ‬ ‫ٍ‬
‫بإيجاب‬ ‫مندوب ِ‬
‫إليه‬ ‫ٌ‬ ‫القرض‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كر ِّد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز ِ‬ ‫السلَم ِ‬
‫جر منفعة َ‬‫األجل‪ ،‬وال شرطٌ َّ‬ ‫فيه شرطُ‬ ‫فيه‪ ،‬وما ال فال‪ ،‬وال ُ‬ ‫يجوز َّ ُ‬‫ُ‬
‫أجود من ِ‬
‫غير‬ ‫المقترض‬ ‫رد ِ‬
‫عليه‬ ‫فإن َّ‬ ‫األجو ِد‪ ،‬أو على أن تبيعني َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫عبدك بكذا‪ ،‬فإنهُ ربا‪ْ ،‬‬
‫ثل‪ ،‬وإ ْن أخ َذ عنه ِع َوضاً َ‬
‫جاز‪.‬‬ ‫رد ِ‬
‫الم ِ‬ ‫ويجب ُّ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫والضمان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرهن‬ ‫ويجوز شرطُ‬‫ُ‬ ‫جاز‪،‬‬
‫شرط َ‬ ‫ٍ‬
‫كان ذهباً أو فضةً ونحوهما‪ ،‬وإ ن‬ ‫ٍ‬
‫إن َ‬ ‫آخر فطالبهُ لزمهُ الدفعُ‪ْ ،‬‬
‫لقيهُ ببلد َ‬
‫أقرضهُ ثم َ‬
‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫ٍ‬
‫وشعير فال‪ ،‬بل تلزمهُ القيمةُ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫حنطة‬ ‫ِ‬
‫لحمله مؤنةٌ نحو‬ ‫كان‬
‫ِ‬
‫الرهن‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اللزوم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقرض‪ ،‬أو يؤو ُل إلى‬ ‫ِ‬
‫كالثمن‬ ‫ين ٍ‬
‫الزم‬ ‫بد ٍ‬
‫ف َ‬‫التصر ِ‬
‫ُّ‬ ‫يصح إال من مطل ِ‬
‫ق‬ ‫ُّ‬ ‫ال‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫سيقرضهُ ْلم‬ ‫يرهن على ما‬ ‫أن‬ ‫ِ‬ ‫كالثمن في ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫بعد‪ ،‬مث ُل ْ‬
‫ين ُ‬‫الد ُ‬
‫يلزمهُ َ‬
‫فإن ْلم ْ‬
‫الخيار‪ْ ،‬‬ ‫مدة‬
‫‪100/‬‬
‫قبل‬
‫فسخهُ َ‬ ‫ِ‬
‫للراهن ُ‬ ‫فيجوز‬ ‫ِ‬
‫الراهن‪،‬‬ ‫بإذن‬ ‫ِ‬
‫بالقبض ِ‬ ‫يلزم إال‬
‫ُ‬ ‫إيجاب وقبو ٌل‪ ،‬وال ُ‬
‫ٌ‬ ‫وشرطُهُ‪:‬‬
‫الحاكم‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وضعهُ‬
‫َ‬ ‫ضع‪ ،‬وإ ال‬
‫عند أحدهما أو ثالث ُو َ‬
‫يوضع َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫لزم‪ ،‬فإن اتفقا ْ‬
‫القبض‪ ،‬وإ ذا َ‬
‫عند ٍ‬
‫عدل‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪97‬‬
‫يقضي‬ ‫شيء حتى‬ ‫ِ‬
‫الرهن‬ ‫يجوز بيعها‪ ،‬وال ُّ‬
‫ينفك من‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫يكون عيناً ُ ُ‬
‫َ‬ ‫المرهون أن‬ ‫وشرطُ‬
‫ينقص‬ ‫كبيع ٍ‬
‫وهبة‪ ،‬أو‬ ‫الم ْرتَ ِهن ٍ‬ ‫يتصرف ِ‬
‫فيه بما ُيبط ُل َّ‬ ‫ِ‬ ‫جميع َّ‬
‫الد ِ‬
‫ُ‬ ‫حق ُ‬ ‫َ‬ ‫للراهن أن‬ ‫وليس‬
‫ين‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫آخر‬ ‫ِ‬
‫بدين َ‬
‫رهنهُ َ‬
‫يجوز ُ‬
‫وسكنى‪ ،‬وال ُ‬ ‫يضر كركوب ُ‬ ‫ويجوز بما ال ُّ‬
‫ُ‬ ‫والوطء‪،‬‬ ‫قيمتَهُ كاللبس‬
‫وي َلزمُ بها صيانةً لحق المرت ِهن‪ ،‬ولهُ‬ ‫ِ‬
‫الرهن‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الراهن مؤونةُ‬ ‫عند المرتَ ِهن‪ ،‬وعلى‬
‫ولو َ‬
‫ٍ‬
‫بتفريط ضمنهُ‪،‬‬ ‫شيء‪ْ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كلبن وثمر ٍة‪ ،‬وإ ْن َ‬‫زوائدهُ ٍ‬
‫ٌ‬ ‫يلزمهُ‬
‫المرتهن بال تفريط ْلم ْ‬ ‫عند‬
‫هلك َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الراهن‪.‬‬ ‫الرد قو ُل‬ ‫ِ‬
‫القيمة قولهُ‪ ،‬وفي ِّ‬ ‫الد ْي ْن‪ ،‬والقو ُل في‬
‫من َ‬ ‫وال يسقطُ ِ‬
‫شيء َ‬
‫ٌ‬ ‫بتلفه‬
‫الحاجة إلى ِ‬
‫وفاء ِّ‬ ‫ِ‬ ‫الرهن‪ :‬بيعُ ِ‬
‫ِ‬
‫الراهن منهُ ألزمهُ‬
‫ُ‬ ‫امتنع‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫الحق‪ْ ،‬‬ ‫عند‬
‫العين َ‬ ‫وفائدةُ‬
‫الحاكم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أصر باعها‬
‫فإن َّ‬
‫البيع‪ْ ،‬‬
‫الوفاء أو َ‬
‫َ‬ ‫الحاكم إما‬
‫ُ‬
‫باب التفليس‬
‫ُ‬
‫يقيم بينةً على‬ ‫دي ٌن ٌّ‬
‫بس حتى َ‬ ‫هد لهُ ما ٌل ُح َ‬‫فإن ُع َ‬‫اإلعسار‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫فطولب فادعى‬
‫َ‬ ‫حال‬ ‫إذا لزمهُ ْ‬
‫ِ‬
‫من الوفاء‪ ،‬باعهُ‬ ‫وامتنع َ‬‫َ‬ ‫فإن كان لهُ ما ٌل‬ ‫يوسر‪ْ ،‬‬‫أن َ‬ ‫وخلِّ َي سبيلهُ إلى ْ‬ ‫حلف ُ‬ ‫إعسار ِه‪ ،‬وإ ال َ‬
‫الح ْج َر‬ ‫يف مالُه ِ‬ ‫فإن لم ِ‬ ‫َّ‬
‫الحاكم َ‬
‫َ‬ ‫غرماؤهُ‬
‫ُ‬ ‫هو أو وكيلُهُ ْأو‬ ‫وسأل َ‬
‫َ‬ ‫بدينه‬ ‫ُ‬ ‫الحاكم ووفى عنهُ‪ْ ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫يكن‬ ‫ِ‬ ‫وينفق ِ‬ ‫حجر لم َي ْنفُ ْذ تصرفُهُ في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إن ْلم ْ‬ ‫عياله منهُ ْ‬ ‫عليه وعلى‬ ‫ُ‬ ‫المال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُحج َر عليه‪ ،‬فإذا َ َ ْ‬
‫من َدينهُ‬‫فيهم ْ‬
‫كان ْ‬ ‫ديونهم‪ ،‬وإ ْن َ‬‫ْ‬ ‫وي ْق ِس ُمهُ على ْ‬
‫قد ِر‬ ‫الحاكم ويحتاطُ‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫ثم يبيعهُ‬‫كسب‪َّ ،‬‬‫ٌ‬ ‫لهُ‬
‫بقد ِر َد ِ‬
‫ينه‪.‬‬ ‫ثمنه ْ‬‫من ِ‬ ‫بد ِ‬ ‫يجعله َ ِ‬ ‫َّ‬
‫ص ْ‬ ‫رهن ُخ َّ‬
‫ينه ٌ‬ ‫من عندهُ َ‬‫ض‪ ،‬أو ْ‬ ‫ولم ُي ْق َ‬
‫تحت يده ْ‬ ‫مؤج ٌل ْ ُ‬
‫شاء‬ ‫ِ‬ ‫وجد أحدهم عين ِ‬
‫مع الغرماء‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ضارب َ‬ ‫َ‬ ‫شاء‬
‫فإن َ‬ ‫ماله التي باعها لهُ‪ْ ،‬‬ ‫ْ َ‬ ‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫فعة‪ ،‬أو‬ ‫ق ب ُش ٍ‬ ‫أن تُ ْستَ َح َّ‬‫الرجوع فيها‪ ،‬مثل ْ‬‫ِ‬ ‫من‬
‫يمنع مانعٌ َ‬ ‫أن َ‬ ‫ورجع فيها‪ ،‬إال ْ‬ ‫َ‬ ‫البيع‬
‫فسخ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ونحو ذل َ‬ ‫بأجود‪،‬‬
‫َ‬ ‫ت‬‫طْ‬‫رهن‪ ،‬أو ُخِل َ‬ ‫ٍ‬
‫عياله يوم القس ِ‬
‫مة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقوت‬ ‫ثوب ُ ِ‬ ‫ت ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫يليق به‪ ،‬وقوتُهُ‬ ‫للمفلس َد ْس ُ‬ ‫ك‬
‫ويتر ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الحجر ‪101/‬‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫األب أو‬‫وهو‪ُ :‬‬‫الولي َ‬
‫ُّ‬ ‫ف لهما‬‫ويتصر ُ‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫والمجنون في مالهما‪،‬‬ ‫الصبي‬
‫ِّ‬ ‫ف‬
‫تصر ُ‬
‫يجوز ُّ‬
‫ال ُ‬
‫فإن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الجد أبو ِ‬‫ُّ‬
‫بالغبطة‪ْ ،‬‬ ‫ف لهما‬‫ويتصر ُ‬
‫َّ‬ ‫أمينهُ‪،‬‬
‫الحاكم ْأو ُ‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫الوصي َّ‬
‫ُّ‬ ‫ثم‬
‫عدمه‪َّ ،‬‬ ‫األب عند‬
‫أفاق رشيداً‬
‫بلغ ْأو َ‬
‫إليه فال‪ ،‬فإذا َ‬ ‫تلف قُبِل‪ ،‬أو أنه دفعه ِ‬ ‫أنفق ِ‬
‫عليه مالهُ ْأو َ‬ ‫الولي أنهُ َ‬
‫ُّ‬ ‫ادعى‬
‫ْ ُ ُ‬
‫يليق ِ‬
‫به‬ ‫ِ‬
‫باالختبار فيما ُ‬ ‫انفك الح ْجر‪ ،‬وال يسلَّم ِ‬
‫إليه الما ُل إال‬ ‫وماله َّ‬‫ِ‬ ‫بلغ مصلحاً ِ‬
‫لدينه‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫بأن َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ماله استُديم الح ْجر ِ‬ ‫لدينه أو ِ‬
‫أفاق مفسداً ِ‬
‫يجوز تصرفُهُ‬
‫عليه‪ ،‬وال ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫بلغ ْأو َ‬
‫البلوغ‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫ِ‬ ‫قب َل‬

‫‪98‬‬
‫بلغ رشيداً‬
‫فإن َ‬ ‫صح‪ْ ،‬‬‫النكاح َّ‬
‫ِ‬ ‫فإن ِأذ َن لهُ في‬
‫الولي ْأم ال‪ْ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أذن‬
‫سواء َ‬
‫ٌ‬ ‫ببيع وغير ِه‪،‬‬ ‫في ِ‬
‫المال ٍ‬
‫الح ْج ُر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بذر حجر ِ‬ ‫َّ َّ‬
‫ق ْلم ُي َع ْد عليه َ‬‫الولي‪ ،‬وإ ْن فَ َس َ‬
‫ُّ‬ ‫الحاكم ال‬
‫ُ‬ ‫عليه‬ ‫َ‬ ‫ثم َ‬
‫ِ‬
‫الجارية‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والحبل في‬ ‫ِ‬
‫بالحيض‬ ‫خمس عشرةَ سنة‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والبلوغُ باالحتالم أو باستكمال َ‬
‫أعلم‪.‬‬
‫واهللُ ُ‬
‫ِ‬
‫الحوالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫حال ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫دون رضا الم ِ‬ ‫حيل وقَبو ُل الم ْح ِ‬ ‫ُيشترطُ فيها رضا الم ِ‬
‫ُ‬ ‫تال َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بشرط العْلِم بما‬ ‫الزم على دين ٍ‬
‫الزم‬ ‫بدين ٍ‬ ‫ُّ‬
‫وتصح َ‬ ‫تصح على من ال َدين عليه‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫وال‬
‫ويبراُ فيها‬ ‫ِ‬
‫وعليه‪ ،‬وتساويهما ِج ْنساً ْ‬
‫وقدراً‪ ،‬وصحةً وتكسيراً‪ ،‬وحلوالً وأجالً‪َ ،‬‬ ‫ُيحا ُل به‬
‫ذم ِة‬ ‫حق الم ِ‬
‫حتال إلى َّ‬ ‫حو ُل ُ ُ‬ ‫ويتَ َّ‬ ‫ين الم ِ‬
‫حيل‪َ ،‬‬ ‫من َد ِ ُ‬
‫حتال‪ ،‬والمحا ُل ِ‬
‫عليه ْ‬ ‫ُ‬
‫المحي ُل من َدين الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حال ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬
‫عليه أو ج ْح ِ‬
‫حال ِ‬ ‫س الم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ده أو ِ‬
‫غير‬ ‫َ‬ ‫المحال عليه ل َفلَ ِ ُ‬
‫المحتال أخ ُذهُ من ُ‬‫فإن تعذ َر على ُ‬
‫ْ‬
‫ك لم يرجع إلى الم ِ‬
‫حيل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ذل َ ْ‬
‫ِ‬
‫الضمان‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫وسفيه ٍ‬
‫وعبد ْلم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ومجنون‬ ‫صبي‬ ‫من‬ ‫ُّ‬ ‫يصح تصرفُه في ِ‬‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ٍّ‬ ‫يصح ْ‬ ‫ماله‪ ،‬فال‬ ‫ُ‬ ‫من‬‫ضمان ْ‬
‫ُ‬ ‫يصح‬
‫أذن لهُ سيدهُ‪ ،‬ويشترطُ معرفةُ‬ ‫س‪ٍ ْ ،‬‬ ‫محجور ِ‬
‫عليه َبفلَ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ومن عبد َ‬ ‫ويصح من‬ ‫سيدهُ‪،‬‬
‫يأذن لهُ ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المضمون عنهُ وال معرفتُهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المضمون لهُ‪ ،‬وال يشترطُ رضاهُ وال رضا‬
‫االلتزام‪،‬‬ ‫وأن يأتي ٍ‬
‫بلفظ يقتضي‬ ‫ديناً ثابتاً معلوماً‪َ ْ ،‬‬
‫المضمون‪ْ :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ويشترطُ ْ‬
‫رمضان‬ ‫ٍ‬
‫شرط مثل‪ :‬إذا جاء‬ ‫يجوز تعليقهُ على‬
‫ذلك‪ ،‬وال ُ‬
‫تحملتُهُ ونحو َ‬ ‫ك أو َّ‬ ‫كضمنت دين َ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ضمنت‪102/ .‬‬ ‫ُ‬ ‫فقد‬
‫ْ‬
‫خرج‬
‫َ‬ ‫الثمن إذا‬
‫يضمن للمشتري َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫وهو ْ‬ ‫قبض ِ‬
‫الثمن‪َ ،‬‬
‫ِ‬ ‫الد َر ِك َ‬
‫بعد‬ ‫ضمان َّ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ويصح‬
‫المبيعُ مستَ َحقَّاً أو معيباً‪.‬‬
‫آخر‬ ‫ِ‬ ‫فإن ِ‬ ‫ِـ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضامن ُ‬
‫ٌ‬ ‫الضامن‬ ‫ضمن عن‬ ‫والمضمون عنهُ‪ْ ،‬‬ ‫الضامن‬ ‫وللمضمون لهُ مطالبةُ‬
‫فإن‬ ‫إن ضمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طالب َّ‬
‫بإذنه‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫بتخليصه ْ‬ ‫األصيل‬ ‫فللضامن مطالبةُ‬ ‫الضامن‬
‫َ‬ ‫طالب‬
‫َ‬ ‫الكل‪ ،‬وإ ْن‬ ‫َ‬
‫الدين‬
‫الضامن َ‬
‫ُ‬ ‫الضامن ْلم يبرأَ األصي ُل‪ ،‬وإ ْن قضى‬
‫َ‬ ‫الضامن‪ ،‬وإ ْن أبرأَ‬
‫ُ‬ ‫األصيل برئَ‬
‫َ‬ ‫أبرأَ‬
‫ُّ‬
‫يصح‬ ‫بإذنه‪ ،‬وإ ال فال‪ ،‬سواء قضاه ِ‬
‫بإذنه ْأم ال‪ .‬وال‬ ‫إن كان ضمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫رجع ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫األصيل ْ َ‬ ‫به على‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫كالمغصوب والعواري‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األعيان‬ ‫ضمان‬
‫ُ‬

‫‪99‬‬
‫[كفالةُ ِ‬
‫البدن]‪:‬‬
‫بإذن‬ ‫ِ‬
‫القذف‪ِ ،‬‬ ‫وحد‬ ‫ِ‬
‫كالقصاص ِّ‬ ‫آلدمي‬ ‫من ِ‬
‫عليه ما ٌل ْأو عقوبةٌ‬ ‫وتصح الكفالةُ ِ‬
‫ُّ‬
‫ٍّ‬ ‫ببدن ْ‬
‫فأطلق طوِلب ِ‬
‫به في‬ ‫َ‬ ‫صح ِت الكفالةُ‬
‫ثم إذا َّ‬ ‫ُّ‬
‫تصح‪َّ ،‬‬ ‫حد ِ‬
‫هلل تعالى فال‬ ‫المكفول‪ ،‬وإ ْن كان ِ‬
‫عليه ٌّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عرف‬ ‫يطالب ِ‬
‫به حتى َي َ‬ ‫خبرهُ ْلم‬ ‫ِ‬ ‫ط أجالً طولب ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫انقطع ُ‬
‫َ‬ ‫األجل‪ ،‬وإ ن‬ ‫عند‬
‫به َ‬ ‫َ‬ ‫الحال‪ ،‬وإ ْن َش َر َ‬
‫فإن لم يحضره حبس‪ ،‬وال تلزمه غرامةُ ما ِ‬
‫عليه‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ويمهَ ُل مدةَ الذهاب والعود ْ ْ‬ ‫مكانهُ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬ ‫قبل ِ‬‫طولب بإحضار ِه َ‬ ‫ِ‬
‫ليشهد على عينه وأمكنهُ‬
‫َ‬ ‫الدفن‬ ‫َ‬ ‫إن‬
‫لكن ْ‬
‫سقطت الكفالةُ‪ْ ،‬‬ ‫مات المكفو ُل‬
‫َ‬
‫ذاك لزمهُ‪.‬‬
‫باب ال َش ِر ِ‬
‫كة‬ ‫ُ‬
‫التصر ِ‬
‫ف‪ ،‬وهي أنواعٌ أربعةٌ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫كل ِ‬
‫جائز‬ ‫ص ُّح من ِّ‬ ‫تَ ِ‬
‫[‪ -1‬شركةُ ِ‬
‫العنان]‪:‬‬
‫ُّ‬
‫وتصح على‬ ‫كل منهما ٍ‬
‫بمال‪،‬‬ ‫نان خاصةً‪ ،‬وهي أن يأتي ٌّ‬ ‫تصح منها شركةُ ِ‬
‫الع ِ‬ ‫ُّ‬ ‫وإ نما‬
‫َ‬
‫وأن يكون ما ُل ِ‬
‫أحدهما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫يتميزان‪ْ ،‬‬ ‫بحيث ال‬
‫ُ‬ ‫الماالن‬ ‫ط‬
‫أن ُيخل َ‬
‫ويشترطُ ْ‬
‫مثلي‪ُ .‬‬
‫النقود وعلى ٍّ‬
‫ذهب ولهذا فضةٌ‪ ،‬أو لهذا حنطةٌ ولهذا‬
‫كان لهذا ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جنس ِ‬
‫من ِ‬
‫اآلخر وعلى صفته‪ ،‬فلو َ‬ ‫مال‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫َّر لم‬
‫صحيح ولهذا مكسٌ‬ ‫ٌ‬ ‫شعير‪ ،‬أو لهذا‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫بالنظر‬ ‫ف ٌّ‬
‫كل منهما‬ ‫فيتصر ُ‬ ‫التصر ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ِ‬
‫لآلخر في‬ ‫كل منهما‬ ‫يأذن ٌّ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ويشترطُ أن َ‬ ‫ُ‬
‫الربح‬ ‫ويكون‬ ‫ِ‬
‫المالين‪،‬‬ ‫بمؤج ٍل‪ ،‬وال ُيشترطُ تساوي‬‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫يسافر به وال يبيعُ‬
‫ُ‬ ‫واالحتياط‪ ،‬فال‬
‫أحد ُهما‬
‫لت‪ ،‬فإن عز َل ُ‬ ‫ك بطُ ْ‬ ‫شرطا خالف ذل َ‬ ‫ِ‬
‫المالين‪ ،‬فإن َ‬ ‫قد ِر‬
‫والخسران بينهُما على ْ‬
‫ُ‬
‫فسخها‬
‫أن يعزلهُ صاحبهُ‪ ،‬ولكل منهما ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التصرف إلى ْ‬
‫ُ‬ ‫ولآلخر‬ ‫التصرف انعز َل‪،‬‬ ‫اآلخر عن‬
‫َ‬
‫شاء‪103/ .‬‬
‫متى َ‬
‫[‪ -2‬شرك األبدان]‪:‬‬
‫يكون‬ ‫الحر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأما َش ِر َكةُ‬
‫أن َ‬ ‫ف على ْ‬ ‫وغيرهم من ذوي َ‬
‫ْ‬ ‫الين‬
‫الحم َ‬
‫كشركة َّ‬ ‫األبدان فباطلةٌ‪،‬‬
‫بينهُ ْم‪.‬‬
‫ب َ‬‫ال َك ْس ُ‬
‫‪ -3‬وشركةُ الوجو ِه‪.‬‬
‫ِ‬
‫باطلتان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والمفاوضة أيضاً‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫الوكالة‬ ‫باب‬
‫ُ‬

‫‪100‬‬
‫ُّ‬
‫وتصح وكالةُ‬ ‫ف فيما َّ‬
‫يوك ُل فيه‪،‬‬ ‫التصر ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫الموكل والوكيل أن يكونا جائزي‬ ‫ُيشترطُ في‬
‫النكاح‪.‬‬ ‫والعبد في ِ‬
‫قبول‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الهدية‪،‬‬ ‫وح ْم ِل‬ ‫ِ‬
‫دخول ِ‬ ‫الصبي في اإل ْذ ِن في‬
‫ِ‬ ‫الدار َ‬
‫ق واستيفائها‪،‬‬ ‫ق‪ ،‬وإ ِ‬
‫ثبات الحقو ِ‬ ‫ق ِ‬
‫والعتْ ِ‬ ‫والفسوخ والطال ِ‬
‫ِ‬ ‫ويجوز التوكي ُل في العقو ِد‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والمياه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫والحشيش‬ ‫ِ‬
‫كالصيد‬ ‫ِ‬
‫المباحات‬ ‫ِ‬
‫تمليك‬ ‫وفي‬
‫وذبح‬
‫والحج ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الزكاة‬ ‫كانت عبادةً لم تَج ْز إال في تَ ْف ِر ِ‬
‫قة‬ ‫اهلل تعالى‪ :‬فإن ْ‬ ‫حقوق ِ‬‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ْ ُ‬
‫ِ‬
‫إثباته‪.‬‬ ‫دون‬ ‫ِ‬ ‫كان َّ‬ ‫ِ‬
‫جاز في استيفائه َ‬ ‫حداً َ‬ ‫األضحية‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫الثوب‪.‬‬ ‫بع هذا‬ ‫ق َّ‬ ‫غير تَعلي ٍ‬
‫باللفظ من ِ‬‫ِ‬
‫َ‬ ‫ك أو ْ‬ ‫كوكلتُ َ‬ ‫اإليجاب‬
‫ُ‬ ‫و َشرطُها‪:‬‬
‫فإن‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفو ُر في القبول‪ْ ،‬‬ ‫والقبو ُل باللفظ أو الفعل وهو امتثا ُل ما ُوك َل به‪ ،‬وال ُيشترطُ ْ‬
‫ك وال تبِ ْع إلى شهر‪.‬‬ ‫وكلتُ َ‬ ‫ِ‬
‫كقوله‪َّ :‬‬ ‫جاز‪،‬‬
‫شرط َ‬ ‫ِ‬ ‫ف على‬ ‫التصر َ‬
‫ُّ‬ ‫نجزها وعلَّ َ‬
‫ق‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫أن ِّ‬ ‫ِ‬
‫تمكن منهُ‬
‫كان مما ال يتوالّه بنفسه‪ ،‬أو ال َي ُ‬ ‫يوك َل إال بإذنه‪ ،‬أو َ‬ ‫للوكيل ْ‬ ‫وليس‬
‫مثله‪ ،‬وال‬‫ثمن ِ‬ ‫بدون ِ‬‫الصغير‪ ،‬وال ِ‬ ‫ِ‬ ‫لنفسه أو ِ‬
‫البنه‬ ‫ِ‬ ‫لكثرته‪ ،‬وليس له أن يبيع ما و ِّك َل ِ‬
‫فيه‬ ‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫فخالف‬ ‫جنس ِ‬
‫الثمن‬ ‫ص له على ِ‬ ‫يأذن له في ذلك‪ ،‬ولو َن َّ‬ ‫بمؤج ٍل‪ ،‬وال ِ ِ ِ‬ ‫َّ‬
‫َ‬ ‫بغير ن ْقد البلد‪ ،‬إال أن َ‬
‫ِ‬ ‫القد ِر َ‬ ‫بألف ٍ‬ ‫فباع ِ‬ ‫يصح البيع‪ ،‬كبع ِ‬
‫الجنس‬ ‫من‬
‫فزاد َ‬ ‫نص على ْ‬ ‫دينار‪ ،‬وإ ن َّ‬ ‫بألف درهم َ‬ ‫َّ ُ ْ‬ ‫لم‬
‫أن ينهاهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫صح‪ ،‬كبع ِ‬ ‫َّ‬
‫بألفين‪ ،‬إال ْ‬ ‫فباع‬
‫درهم َ‬ ‫بألف‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بمئتين ما‬ ‫صح‪ ،‬وإ ن اشترى‬ ‫بدون مئة َّ‬ ‫تر بمئة‪ ،‬فاشترى ما تُساويها ِ‬ ‫ولو قال‪ :‬ا ْش ِ‬
‫ٍ‬
‫واحدة‬ ‫شاتين تساوي ٌّ‬
‫كل‬ ‫ِ‬ ‫تر بهذا الدينار شاةً‪ ،‬فاشترى به‬ ‫يساوي مئتين فال‪ ،‬وإ ن قال‪ :‬ا ْش ِ‬
‫العقد‪ ،‬وإ ن قال‪ :‬بِ ْع‬ ‫يصح ُ‬ ‫َّ‬ ‫واحدة ديناراً لم‬‫ٍ‬ ‫للموك ِل‪ ،‬فإن لم تساوي ُّ‬
‫كل‬ ‫ِّ‬ ‫صح‪ ،‬وكانتا‬ ‫ديناراً َّ‬
‫الر ُّد‪ ،‬أو‬ ‫فباع لغير ِه لم َي ُج ْز‪ ،‬وإ ْن قال‪ :‬ا ْش ِ‬ ‫ٍ‬
‫الثوب فاشتراهُ فوجدهُ َمعيباً فله َ‬ ‫َ‬ ‫تر هذا‬ ‫لزيد‪َ ،‬‬
‫عيب‪104/ .‬‬ ‫شراء م ٍ‬ ‫يجز‬‫ا ْشتر ثوباً‪ ،‬لم ُ‬
‫َُ‬
‫بيع مالي‬ ‫وكلتك في ِ‬‫ِ‬ ‫الموكل فيه معلوماً من بعض الوجو ِه‪ ،‬فلو قال‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫كون‬
‫ويشترطُ ُ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫يصح‪.‬‬ ‫كل أموري لم‬‫وكثير‪ ،‬أو في ِّ‬
‫ٍ‬ ‫كل ٍ‬
‫قليل‬ ‫صح‪ ،‬أو في ِّ‬ ‫ق زوجاتي َّ‬ ‫ق عبدي وطال ِ‬ ‫ِ‬
‫وعتْ ِ‬
‫والر ِّد‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يد ٍ‬ ‫ِ‬
‫يضمنهُ‪ ،‬والقو ُل في الهالك َ‬
‫ُ‬ ‫تفريط ال‬ ‫لف معهُ بال‬
‫أمانة‪ ،‬فما ْيت ُ‬ ‫الوكيل ُ‬ ‫ويد‬
‫ُ‬
‫يعلم‬ ‫عليه من الخيانة قولُهُ‪ٍّ ،‬‬ ‫وما ي َّدعى ِ‬
‫شاء‪ ،‬فإن َع َزلَهُ ولم ْ‬
‫الفسخ متى َ‬
‫ُ‬ ‫ولكل منهما‬ ‫ُ‬
‫ت‪.‬‬‫انفسخ ْ‬ ‫ُغمي ِ‬
‫عليه‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أحد ُهما أو ُجن أو أ َ‬
‫مات ُ‬ ‫ف‪ ،‬وإ ن َ‬ ‫التصر ُ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫يصح‬ ‫ف لم‬
‫فتصر َ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الوديعة‬ ‫باب‬
‫ُ‬

‫‪101‬‬
‫عند‬
‫صبي أو سفيهٌ َ‬ ‫أودع‬ ‫فإن‬ ‫التصر ِ‬ ‫عند ِ‬ ‫التصر ِ‬ ‫تصح إال من ِ‬ ‫ُّ‬
‫ٌّ‬ ‫َ‬ ‫ف‪ْ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫جائز‬ ‫ف َ‬ ‫ُّ‬ ‫جائز‬ ‫ال‬
‫للصبي ِلم‬ ‫ِ‬
‫بدفعه لوليِّه‪ ،‬فلو َّ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ردهُ‬ ‫ضمانه‪ ،‬وال َيبرأُ إال‬ ‫بالغ شيئاً فال يقبلُهُ‪ ،‬فإن قبلهُ دخ َل في‬
‫ٍ‬
‫يبرأْ‪ ،‬وإ ن أودع بالغ عند صبي فتلف عند الصبي لتفريط أو غيره لم يضمنه الصبي‪ ،‬وإ ن‬
‫ض ِمَنهُ‪.‬‬
‫أتلفهُ َ‬
‫وخاف‬
‫َ‬ ‫بأمانة ِ‬
‫نفسه‬ ‫ِ‬ ‫عليه قبولُها‪ ،‬وإ ن قَ َد َر ولم َيثِ ْق‬
‫الوديعة حرم ِ‬
‫ِ‬ ‫ومن عج َز عن ِ‬
‫حفظ‬
‫َُ َ‬ ‫ََ‬
‫ق استُ َّ‬
‫حب‪.‬‬ ‫فإن وثِ َ‬
‫يخون ُكرهَ له أخذها‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫فلير َّدها إلى‬
‫الموت َ‬
‫َ‬ ‫خاف‬
‫السفر أو َ‬‫أراد َ‬ ‫ثم َي َلزمهُ الحفظُ في ِح ْر ِز مثلها‪ ،‬فإن َ‬
‫فمات‬
‫َ‬ ‫يفعل‬
‫أمين‪ ،‬فإن لم ْ‬ ‫فإن فُِق َد فإلى ٍ‬ ‫ِ‬
‫الحاكم‪ْ ،‬‬ ‫يجده وال وكيلَهُ سلَّمها إلى‬
‫صاحبها‪ ،‬فإن لم ْ‬
‫ض ِم َن‪ ،‬إال أن‬ ‫ِ‬
‫الحاكم َ‬ ‫منها‪ ،‬فإن سلَّمها إلى ٍ‬
‫أمين مع وجو ِد‬ ‫ض َ‬ ‫سافر بها‪َ ،‬‬
‫يوص بها‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬ ‫ولم‬
‫ْ‬
‫فسافر بها‪.‬‬ ‫ك‬ ‫حريق ولم يتمكن من ٍ‬
‫شيء من ذل َ‬ ‫نهب أو‬ ‫يموت فجأةً‪ ،‬أو يقع في ِ‬
‫البلد ٌ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫أودعها‬ ‫بأن ُي ْخِلي بينهُ وبينها‪ ،‬فإن َّ‬
‫أخ َر بال ُع ْذ ٍر‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ك لزمهُ ُّ‬
‫الرد ْ‬ ‫ومتى طلبها المال ُ‬
‫َ‬
‫بحيث ال يتَ َمَّي ُز‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫للمودع أيضاً‬
‫ِ‬ ‫سفر وال ضرور ٍة‪ ،‬أو خلطها ٍ‬
‫بمال لهُ أو‬ ‫غير ِه بال ٍ‬
‫عند ِ‬‫َ‬
‫دون ِح ْر ِزها‪ ،‬أو قال‬ ‫نتف ْع‪ ،‬أو َح ِفظها في ِ‬
‫الحر ِز لينتَِفع بها فلم ي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أخرجها من ْ َ َ‬ ‫استعملها أو َ‬
‫ض ِمَنها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظها في هذا الح ْر ِز‪ .‬فوضعها في دونه وهو ْ‬
‫حر ُزها أيضاً‪َ ،‬‬ ‫ك‪ :‬احف ْ‬‫له المال ُ‬
‫ويد‬
‫ت‪ُ ،‬‬ ‫ُغمي عليه ْانفَ َس َخ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ٍّ‬
‫أحد ُهما أو جن أو أ َ‬ ‫مات ُ‬
‫شاء‪ ،‬فإن َ‬ ‫الفس ُخ متى َ‬ ‫ولكل منهما ْ‬
‫ِ‬
‫التلف قولُهُ‪ ،‬فلو قا َل‪ :‬ما أودعتني‬ ‫الر ِّد أو‬
‫اإليداع أو في َّ‬
‫ِ‬ ‫المود ِع أمانةٌ‪ ،‬فالقو ُل في ِ‬
‫أصل‬ ‫َ‬
‫من الم ِ‬
‫ود ِع‬ ‫ِ‬ ‫ص ِّد َ‬ ‫ٍ‬ ‫إليك‪ْ ،‬أو تَِلفَ ْ‬
‫ويشترطُ لفظٌ َ ُ‬ ‫ق بيمينه‪ُ .‬‬ ‫ت بال تفريط‪ُ ،‬‬ ‫رد ْدتُها َ‬ ‫شيئاً‪ ،‬أو َ‬
‫بض‪105/ .‬‬ ‫بل يكفي القَ ُ‬ ‫ظتُك‪ ،‬وال ُيشترطُ القَبو ُل‪ْ ،‬‬ ‫واستَ ْحفَ ْ‬
‫ك ْ‬ ‫كاستودعتُ َ‬
‫ِ‬
‫العارية‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫للمنفعة ولو بإجارة‪.‬‬‫ِ‬ ‫التصرف‪ٍ ،‬‬
‫مالك‬ ‫ِ‬ ‫كل ِ‬
‫جائز‬ ‫تصح من ِّ‬ ‫ُّ‬
‫لفظ من أحدهما‪.‬‬ ‫بشرط ٍ‬
‫ِ‬ ‫كل ما ينتفع به مع بقاء ِ‬
‫عينه‬ ‫ويجوز إعارةُ ِّ‬
‫ُ‬
‫ُ ُ‬
‫دونهُ إال أن ينهاهُ عن ِ‬
‫الغير‪ ،‬فإن‬ ‫وينتفع بحس ِب اإل ْذ ِن‪ ،‬فيفع ُل المأذون ِ‬
‫فيه أو مثلَهُ أو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫فإن‬
‫شاء‪ْ ،‬‬‫رع ما َ‬ ‫وأطلق‪َ ،‬ز َ‬
‫َ‬ ‫ازرع‪،‬‬
‫ْ‬ ‫قال‪:‬‬
‫عكسهُ‪ ،‬فإن َ‬‫الشعير ال ُ‬
‫ُ‬ ‫جاز‬
‫ازرع حنطةً‪َ ،‬‬‫ْ‬ ‫قال‪:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أذن في‬
‫أذن مطلقاً‪ ،‬وبغيرها إن َ‬ ‫بأجر ٍة إن َ‬
‫لكن ْ‬
‫الحصاد‪ْ ،‬‬ ‫بقي إلى‬
‫رجع قب َل وقت الحصاد َ‬ ‫َ‬
‫ط ِ‬
‫عليه القْل َع َقلَ َع‪ ،‬وإ ن لم‬ ‫شر َ‬ ‫اغر ْس أو ِ‬
‫فز َرعهُ‪ .‬وإ ن قا َل‪ِ :‬‬‫عي ٍن َ‬
‫ُم َّ‬
‫كان َ‬
‫رجع‪ ،‬فإن َ‬
‫َ‬ ‫ابن‪ ،‬ثم‬

‫‪102‬‬
‫وبين‬ ‫بين تَ ِبقَيتِ ِه ْ‬
‫بأج َر ٍة َ‬ ‫ِ‬
‫بالخيار َ‬ ‫عير‬
‫فالم ُ‬
‫ستعير القْل َع َقلَ َع‪ ،‬وإ ن لم يختَْر ُ‬
‫الم ُ‬ ‫واختار ُ‬
‫َ‬ ‫ط‬ ‫َي ِ‬
‫شتر ْ‬
‫بالقْل ِع‪.‬‬
‫ص َ‬ ‫مان أ َْر ِ‬
‫وض ِ‬ ‫ِِ‬
‫ش ما َنقَ َ‬ ‫َقْلعه َ‬
‫عير أرضاً للد ْف ِن فإنهُ ال يرجعُ فيها ما لم‬ ‫ولهُ الرجوعُ في اإلعار ِة متى َ‬
‫شاء‪ ،‬إال أن ُي َ‬
‫الميت‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َيْب َل‬
‫ض ِمنها‬ ‫ٍ‬
‫بغير تفريط َ‬
‫المأذون ِ‬
‫فيه ولو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االستعمال‬ ‫ت ِ‬
‫بغير‬ ‫والعاريةُ مضمونةٌ‪ ،‬فإن تَِلفَ ْ‬
‫الر ِّد على‬
‫ض َم ْن‪ ،‬ومؤونةُ َّ‬ ‫المأذون ِ‬
‫فيه لم َي ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫باالستعمال‬ ‫فإن تَِلفَ ْ‬
‫ت‬ ‫بقيمتِها يوم التَلَ ِ‬
‫ف‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عير‪.‬‬
‫وليس لهُ أن ُي َ‬
‫ستعير‪َ ،‬‬ ‫الم ِ‬ ‫ُ‬
‫ص ِب‬
‫الغ ْ‬
‫باب َ‬
‫ُ‬
‫ت‪ -‬لزمهُ‬ ‫ب شيئاً لهُ قيمةٌ ‪-‬وإ ْن قلَّ ْ‬ ‫صَ‬‫فمن َغ َ‬ ‫حق ِ‬
‫الغير ُع ْدواناً‪ْ ،‬‬ ‫االستيالء على ِّ‬
‫ُ‬ ‫هو‬
‫ب لوحاً‬‫صَ‬ ‫أن َغ َ‬‫ين‪ ،‬مثل‪ْ :‬‬ ‫معصوم ِ‬
‫َ‬
‫حيوان أو ٍ‬
‫مال‬ ‫ٍ ْ‬ ‫رد ِه ُ‬
‫تلف‬ ‫ب على ِّ‬ ‫ردهُ‪ ،‬إال أن يترتَّ َ‬ ‫ُّ‬
‫معصوم‪،‬‬ ‫حيوان‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫الغاصب‪ ،‬أو‬ ‫البحر وفيها ما ٌل ِ‬
‫لغير‬ ‫وسط ِ‬ ‫سفينة في ِ‬‫ٍ‬ ‫ق‬‫فسمرهُ على َخ ْر ِ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫بمثل ِه‪ْ ،‬‬
‫كانت‬
‫أكثر ما ْ‬ ‫ضمنه ِ‬ ‫فإن كان ِمثلياً ِ‬ ‫فإن تَِل َ‬
‫تعذر المث ُل فاْلقيمةُ َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ُ‬ ‫عندهُ ْأو أ َْتلفهُ ْ َ‬
‫ف َ‬
‫ِ‬
‫الغصب‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫متقوماً ِ‬ ‫تعذر ِ‬ ‫الغصب إلى ُّ‬‫ِ‬
‫كانت َ‬‫أكثر ما ْ‬ ‫ضمَنهُ بقيمته َ‬ ‫َ‬ ‫كان ِّ‬
‫المثل‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫من‬
‫َ‬
‫ذلك ْأم‬
‫بعد َ‬ ‫هز َل َ‬ ‫سواء َ‬ ‫لزمهُ قيمتُهُ سميناً‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫من َ‬ ‫بأن َس َ‬
‫الغاصب ْ‬ ‫عند‬
‫زاد َ‬ ‫التلف‪ ،‬حتى ْلو َ‬ ‫إلى‬
‫ال‪.‬‬
‫الغاصب‪ ،‬أو في ِّ‬
‫الرد فقو ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التلف‪ ،‬فالقو ُل قو ُل‬ ‫ِ‬
‫القيمة ْأو في‬ ‫قد ِر‬
‫فإن اختلفا في ْ‬
‫صت‬ ‫لعيب‪ ،‬أو ِ‬ ‫ِ‬
‫القيمة ٍ‬ ‫ناقص ِ‬ ‫المالك‪ ،‬وإ ْن َّ‬ ‫ِ‬
‫ضمن األ َْر َش‪ ،‬وإ ْن نقَ َ‬ ‫َ‬ ‫ناقصهما‬ ‫العين أو‬ ‫َ‬ ‫ردهُ‬
‫للمدة التي ‪/‬‬‫ضمن أجرته ِ‬ ‫السعر فقط لم يلزمه شيء‪ ،‬وإ ْن كان له منفعةٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بانخفاض‬ ‫القيمةُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫المغصوبة إال أن يطأها‬ ‫ِ‬
‫الجارية‬ ‫مهر‬ ‫يده‪ ،‬سواء انتفع ِ‬ ‫‪ 106‬قام في ِ‬
‫يلزمهُ ُ‬ ‫لكن ال ُ‬ ‫به ْأم ال‪ْ ،‬‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬
‫مطاوعة‪.‬‬ ‫غير‬
‫وهي ُ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وغير ذل َ‬ ‫ِ‬
‫كالحبوب والنقو ِد‬ ‫السلَ ُم‪،‬‬
‫فيه َّ‬‫وجاز ِ‬
‫وزن َ‬ ‫حصرهُ كي ٌل أو ٌ‬ ‫هو ما‬
‫َ‬ ‫والمثلي َ‬
‫ُّ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وغير ذل َ‬ ‫ِ‬
‫كالهريسة‬ ‫ِ‬
‫والمختلطات‬ ‫ِ‬
‫كالحيوانات‬ ‫ك‪،‬‬‫غير ذل َ‬‫والمتقو ُم ُ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬
‫فللمالك‬ ‫بالغص ِب ْأم ال‪،‬‬ ‫علمت‬
‫ْ‬ ‫سواء‬ ‫ٍ‬
‫ضمان‪،‬‬ ‫يد‬ ‫ِ‬
‫الغصب فهي ُ‬ ‫وكل يد ترتَّبت على ِيد‬ ‫ُّ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫يد‬
‫وهي ُ‬ ‫ِ‬
‫اليد الثانيةُ عالمةً بالغصب‪ ،‬أو جاهلةً َ‬ ‫إن كانت ُ‬ ‫لكن ْ‬
‫األول والثاني‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ضم َن‬
‫أن ُي ِّ‬ ‫ْ‬
‫أي‪ :‬إذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِب‬ ‫ٍ‬
‫الضمان على الثاني‪ْ ،‬‬ ‫فقرار‬
‫ُ‬ ‫اإلتالف‪،‬‬
‫َ‬ ‫تكن وباشرت‬ ‫عارية‪ ،‬أو لم ْ‬ ‫كغ ْ‬ ‫ضمان َ‬
‫وهي‬ ‫عليه‪ ،‬وإ ْن َج ِهلَت‬ ‫األول‪ ،‬وإ ْن َغ ِرم األو ُل رجع ِ‬ ‫ِ‬
‫الغصب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ك ال َيرجعُ على‬ ‫غرمهُ المال ُ‬ ‫َّ‬

‫‪103‬‬
‫ِ‬
‫األول‪ ،‬وإ ْن ِ‬
‫غر َم‬ ‫رجع على‬ ‫أي‪ :‬إذا ِ‬
‫غر َم الثاني‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫يد ٍ‬
‫َ‬ ‫األول‪ْ ،‬‬ ‫فالقرار على‬
‫ُ‬ ‫كوديعة‪،‬‬ ‫أمانة‬ ‫ُ‬
‫األو ُل فال‪.‬‬
‫وهي‬ ‫ٍ‬ ‫فيه منفعةٌ‪ ،‬أو جْل َد ٍ‬
‫وإ ْن َغصب كلباً ِ‬
‫من مسلم َ‬ ‫ذم ٍّي ْأو ْ‬
‫من ِّ‬
‫ميتة‪ْ ،‬أو خمراً ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫الجلد ْأو تخللت الخمرةُ فهما‬
‫بغ ُ‬ ‫فإن ُد َ‬
‫يضمنهُ‪ْ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ذلك ْلم‬
‫أتلف َ‬
‫فإن َ‬ ‫لزمهُ ُّ‬
‫الرد‪ْ ،‬‬ ‫محتر َمةٌ َ‬
‫َ‬
‫للمغصوب منهُ‪.‬‬‫ِ‬
‫الش ْف َع ِة‬
‫باب ُّ‬
‫ُ‬
‫لكت بمعاو ٍ‬
‫ضة‪ ،‬فيأخ ُذها‬ ‫حتم ُل ِ‬
‫الق ْسمةَ إذا ُم ْ‬ ‫أرض تَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫من‬ ‫تجب في جز ٍء ُم ٍ‬
‫َ‬ ‫شاع ْ‬ ‫إنما ُ‬
‫العقد‪ ،‬والقو ُل قو ُل‬
‫عليه ُ‬ ‫استقر ِ‬ ‫ض الذي‬ ‫ِ‬
‫بالعو ِ‬ ‫قد ِر ِح َ ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫صصه ْم‪َ ،‬‬ ‫الشركاء على ْ‬
‫ُ‬ ‫ك أو‬
‫الشري ُ‬
‫المشتري في قَ ْدر ِه‪.‬‬
‫ض إلى‬ ‫تسليم العو ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ك‪ :‬إما‬‫مع ذل َ‬
‫ب َ‬
‫عة‪ِ ،‬‬
‫ويج ُ‬
‫ت بالش ْف ِ‬ ‫ت ْأو أخ ْذ ُ‬‫ويشترطُ اللفظُ‪ :‬كتملَّ ْك ُ‬ ‫ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫فحينئذ ِ‬
‫يمل ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الشفيع‪ ،‬أو قضاء القاضي له بال ُش ْف ِ‬
‫عة‪،‬‬ ‫بكونه في ِ‬
‫ذمة‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ْ‬ ‫المشتري‪ْ ،‬أو رضاهُ‬
‫المقسوم‪،‬‬ ‫ك‬ ‫البيع‪ ،‬أما ِ‬
‫المل ُ‬ ‫دفع ِم ْثلَهُ‪ ،‬وإ ال فقيمتُهُ حا َل ِ‬
‫ُ‬ ‫كان ما بذلهُ المشتري مثلياً َ‬ ‫فإن َ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫كالبئر‬ ‫بالق ْسمة منفعتُهُ المقصودةُ‪،‬‬ ‫منفرد ْي ِن‪ ،‬أو ما تبطُ ُل ِ‬
‫َ‬ ‫والغراس إذا بيعا‬ ‫أو البناء ِ‬
‫كالموهوب‪ ،‬أو ما لم يعلم قَ ْدر ِ‬
‫ثمنه‪ ،‬فال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫معاوضة‬ ‫ك ِ‬
‫بغير‬ ‫ق‪ ،‬أو ما ُمِل َ‬ ‫ق الضي ِ‬
‫والطري ِ‬
‫ُْ ْ ُ‬
‫األرض أخذه بال ُش ِ‬
‫فعة تبعاً لها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مع‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫والغراس َ‬
‫ُ‬ ‫البناء‬
‫ُ‬ ‫بيع‬
‫ُشفعةَ فيه‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫أن‬ ‫فإن َّ‬
‫أخ َر بال ُع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وال ُشفعةُ على ِ‬
‫سقطت‪ ،‬إال ْ‬
‫ْ‬ ‫ذر‬ ‫العادة‪ْ ،‬‬ ‫فليبادر على‬
‫ْ‬ ‫الفور‪ ،‬فإذا ُع َلم‬
‫عج َل وأخ َذ‪ ،‬وإ ْن شاء صبر حتى َّ‬
‫يحل ويأخ َذ‪107/ .‬‬ ‫شاء َّ‬
‫َ َ‬ ‫إن َ‬ ‫فيتخير‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الثمن مؤجالً‬
‫يكون ُ‬ ‫َ‬
‫يقدر ْأو‬ ‫ِّ‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫يفعل بطُلت‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫فليوك ْل‪ْ ،‬‬ ‫محبوس‬
‫ٌ‬ ‫مريض ْأو‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫الخبر َ‬‫ولو بلغهُ ُ‬ ‫ْ‬
‫فهو على ُشفعتِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فسافر في طلبه َ‬‫َ‬ ‫مسافر‬
‫ٌ‬ ‫ُخبِ َر وهو‬ ‫كان المخبِر صبياً‪ ،‬أو غير ٍ‬
‫ثقة‪ْ ،‬أو أ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫وبين‬
‫بين تَملك ما بناهُ بالقيمة َ‬ ‫غرس‪ ،‬تَ َخَّي َر الشفيعُ َ‬ ‫َ‬ ‫ف المشتري فبنى ْأو‬ ‫تصر َ‬
‫وإ ْن َّ‬
‫ِ‬
‫بالعيب‪ ،‬فلهُ‬ ‫ص‪ ،‬أو وقَفَهُ‪ ،‬أو باعهُ‪ ،‬أو َّ‬
‫ردهُ‬ ‫َ‬
‫وهب المشتري ِّ‬
‫الش ْق َ‬ ‫َ‬ ‫وضمان ْأر ِش ِه‪ ،‬وإ ْن‬
‫ِ‬ ‫قْل ِ‬
‫عه‬
‫أن يأخ َذ من المشتري الثاني بما اشترى ِ‬
‫به‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يفسخ ما فعلهُ المشتري‪ ،‬ولهُ ْ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫يدعون‪.‬‬ ‫الباقون َّ‬
‫الكل ْأو َ‬ ‫بعضهُ ْم أخ َذ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫فإن عفا ُ‬ ‫فللورثة األخ ُذ‪ْ ،‬‬ ‫مات الشفيعُ‬ ‫وإ ذا َ‬
‫الق ِ‬
‫راض‬ ‫باب ِ‬
‫ُ‬
‫من ِ‬
‫جائز‬ ‫رجل ماالً ليتَّ ِجر ِ‬‫أن يدفع إلى ٍ‬
‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬ ‫ويكون الربح بينهما‪،‬‬ ‫َ‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هو ْ‬ ‫َ‬
‫ف‪ .‬وشرطُهُ‪:‬‬ ‫التصر ِ‬
‫ُّ‬ ‫ف مع ِ‬
‫جائز‬ ‫التصر ِ‬
‫ُّ‬

‫‪104‬‬
‫إيجاب وقَبو ٌل‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫وكون ِ‬
‫المال نقداً خالصاً مضروباً‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫القد ِر‪.‬‬
‫معلوم ْ‬
‫َ‬ ‫‪-3‬‬
‫عيناً‪.‬‬‫‪ُ -4‬م َّ‬
‫ِ‬
‫العامل‪.‬‬ ‫‪ -5‬مسلَّماً إلى‬
‫ِ‬
‫والثلث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كالنصف‬ ‫الربح‬ ‫من‬ ‫ٍ‬ ‫‪ -6‬بجز ٍء‬
‫ِ‬ ‫معلوم َ‬
‫ِ‬
‫المالك‪ ،‬وال‬ ‫عند‬
‫يكون الما ُل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أن َ‬‫وسبيكة‪ ،‬وال على ْ‬ ‫ومغشوش‬ ‫روض‬ ‫يجوز على ُع‬
‫فال ُ‬
‫بح كلَّهُ ألحدهما‪،‬‬ ‫أن ِ‬
‫الر َ‬ ‫دراهم‪ ،‬وال على َّ‬
‫َ‬ ‫صنف ٍ‬
‫معين‪ ،‬وال ع َش َرة‬ ‫ٍ‬
‫أن ألحدهما ِر َ‬
‫بح‬ ‫على َّ‬
‫المالك يعم ُل معهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وال على َّ‬
‫أن‬
‫ٍ‬
‫نسيئة‪ ،‬وال‬ ‫بغ ْب ٍن وال‬ ‫ِ‬
‫واالحتياط‪ ،‬فال يبيعُ َ‬ ‫ِ‬
‫بالنظر‬ ‫وتوابعها‬ ‫ِ‬
‫العامل التجارةُ‬ ‫ووظيفةُ‬
‫ُ‬
‫يشتري حنطةً فيطحن ويخبز‪ ،‬أو غزالً‬ ‫أن‬ ‫ط ِ‬ ‫ِ‬ ‫يسافر بال ٍ‬
‫َ‬ ‫عليه ْ‬ ‫فلو َشر َ‬‫ذلك‪ْ ،‬‬ ‫ونحو َ‬ ‫إذن‬ ‫ُ‬
‫عزيز الوجو ِد‪ْ ،‬أو ال يعام َل العام ُل إال‬ ‫ُ‬ ‫ف إال في كذا وهو‬ ‫يتصر َ‬
‫َّ‬ ‫أن ال‬
‫ويبيع‪ْ ،‬أو ْ‬
‫َ‬ ‫فينسج‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫للمالك‪ ،‬إال إذا قا َل‬ ‫الربح‬
‫ِ‬ ‫المثل‪ُّ ،‬‬
‫وكل‬ ‫العامل بأجر ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫تصرف‬
‫ُ‬ ‫فسد نف َذ‬
‫فحيث َ‬ ‫ُ‬ ‫فسد‪،‬‬
‫زيداً‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫للعامل‪108/ .‬‬ ‫شيء‬
‫َ‬ ‫الربح كلُّهُ لي‪ ،‬فال‬
‫ُ‬ ‫ك‪:‬‬‫المال ُ‬
‫تنضيض ِ‬
‫رأس‬ ‫فيلزم العام َل‬ ‫العقد‪،‬‬
‫انفسخ ُ‬ ‫َ‬ ‫أحد ُهما أو ج َّن أو أغمي ِ‬
‫عليه‬ ‫فسخهُ ُ‬ ‫ومتى َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ‬
‫من هالك‪ ،‬وفيما‬ ‫يدعي ْ‬ ‫رد ِه‪ ،‬وفيما َّ‬ ‫رأس ِ‬
‫المال‪ ،‬وفي ِّ‬ ‫قد ِر ِ‬ ‫العامل في ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المال‪ ،‬والقو ُل قو ُل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخيانة‪.‬‬ ‫ُي َّدعى عليه َ‬
‫من‬
‫الربح إال‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫قد ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ك العام ُل حصتهُ َ‬
‫المشروط تحالَفا‪ ،‬وال يمل ُ‬ ‫بح‬
‫الر ِ‬ ‫وإ ْن اختلفا في ْ‬
‫بالقس ِ‬
‫مة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫المساقاة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ين إلى ٍ‬
‫مدة يبقى فيها‬ ‫مغروس ِ‬ ‫ونخ ٍل خاصةً‪،‬‬‫كرٍم ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫قراضهُ على ْ‬
‫ُ‬ ‫يصح‬ ‫ممن‬
‫تصح ْ‬
‫من‬ ‫راض‪ ،‬ويمل ُ ِ‬ ‫بع ِ‬
‫كالق ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ثمر غالباً‪ ،‬بجز ٍء‬
‫ك حصتَهُ َ‬ ‫ور ٍ‬‫من الثمرة كثُلُث ُ‬‫معلوم َ‬ ‫وي ُ‬
‫الشجر ُ‬
‫ُ‬
‫بالظهور‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الثمر ِة‬
‫ٍ‬
‫حشيش‬ ‫وقطع‬ ‫ٍ‬
‫ساقية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وتنقية‬ ‫وسقي‪،‬‬ ‫كتلقيح‬ ‫صالح الثمر ِة‬ ‫يعمل ما ِ‬
‫فيه‬ ‫أن َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ووظيفتُهُ ْ‬
‫هر ونحو ِه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ونحو ِه‪ ،‬وعلى المالك ما يحفظُ األص َل‪ ،‬كبناء حائط َ‬
‫وح ْف ِر َن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ضر‬
‫ُم ٍّ‬

‫‪105‬‬
‫ليس ألحدهما‬ ‫ف‪َّ ،‬‬ ‫ت خيانتُه ض َّم ِ‬
‫إليه ُم ِ‬
‫ألن المساقاةَ الزمةٌ َ‬ ‫شر ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫فإن ثبتَ ْ‬
‫أمين‪ْ ،‬‬ ‫والعام ُل ٌ‬
‫استؤجر ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالمشر ِ‬ ‫فإن ْلم يتحفَّ ْ‬
‫عليه من يعم ُل عنهُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ظ‬ ‫فس ُخها كاإلجار ِة‪ْ ،‬‬‫ْ‬
‫فصل [المزارعة]‪:‬‬
‫مي ُمزارعةً‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان الب ْذ ُر من المالك ُس َ‬
‫يخر ُج منها إن َ‬ ‫ببعض ما ُ‬ ‫األرض‬ ‫العم ُل في‬
‫ُّ‬
‫فتصح‬ ‫بياض وإ ن َكثَُر‪،‬‬
‫النخيل ٌ‬‫ِ‬ ‫بين‬
‫يكون َ‬ ‫ِ‬
‫باطلتان‪ ،‬إال أن‬ ‫مخاب َرةً‪ ،‬وهما‬ ‫مي َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫من العامل ُس َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والمزارعة‪،‬‬ ‫تفاوت المشروطُ في المساقاة‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫النخيل‪ ،‬وإ ن‬ ‫ِ‬
‫للمساقاة على‬ ‫المزارعةُ ِ‬
‫عليه َتبعاً‬
‫بشرط‪:‬‬
‫ِ‬
‫والنخيل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫يتحد العام ُل في‬ ‫أن َ‬ ‫‪-1‬‬
‫والبياض ِ‬
‫بالعمار ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النخل بالسقي‪،‬‬ ‫إفراد‬
‫ُ‬ ‫ويعس َر‬ ‫‪-2‬‬
‫ُ‬
‫ك‪.‬‬
‫وزارعتُ َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫المساقاة‪ ،‬فيقول‪ :‬ساقَْيتُ َ‬ ‫يتقدم لفظُ‬
‫ْ‬ ‫وأن َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ص َل بينهما‪.‬‬ ‫وأن ال ُي ْف َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ِ‬
‫للمساقاة‪.‬‬ ‫المخاب َرةُ تََبعاً‬ ‫تجوز‬
‫وال ُ‬
‫َ‬
‫باب اإلجار ِة‬
‫ُ‬
‫بيعهُ‪ ،‬وشرطها‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫يصح ُ‬ ‫ُّ‬
‫تصح اإلجارةُ ممن‬
‫إيجاب‪ :‬مث ُل آجرتُك هذا أو منافعهُ‪ ،‬أو أ ْكريتُك‪ .‬وقَبو ٌل‪109/ .‬‬ ‫ٌ‬
‫وهي على قسمين‪ :‬إجارةُ ِذ ٍ‬
‫مة‪ ،‬وإ جارةُ َع ْي ٍن‪.‬‬
‫ك ِلتُ ِّ‬
‫حص َل لي‬ ‫استأجرتُ َ‬
‫َ‬ ‫ك دابةً صفتُها كذا‪ ،‬أو‬ ‫استأجرت من َ‬
‫ُ‬ ‫يقول‬
‫الذمة‪ :‬أن َ‬‫ِ‬ ‫فإجارةُ‬
‫ثوب أو ركوبي إلى مكة‪.‬‬ ‫خياطةَ ٍ‬
‫الثوب‪.‬‬
‫َ‬ ‫ط لي هذا‬ ‫ك ِلتَخي َ‬
‫منك هذه الدابةَ أو استأجرتُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫استأج ْر ُ‬
‫َ‬ ‫وإ جارةُ ِ‬
‫العين‪ :‬مث ُل‬
‫قبض األجر ِة في‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫المجلس‪.‬‬ ‫وشرطُ إجار ِة الذمة‪ُ :‬‬
‫وشرطُ إجار ِة ِ‬
‫العين‪:‬‬
‫العين ُم َّ‬
‫عينة‪.‬‬ ‫تكون ُ‬‫َ‬ ‫‪ -1‬أن‬
‫‪ -2‬مقدوراً على تسليمها‪.‬‬
‫ِ‬
‫المنفعة المذكور ِة منها‪.‬‬ ‫استيفاء‬ ‫يمكن‬ ‫‪-3‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالعقد‪.‬‬ ‫استيفاء منفعتها‬ ‫‪ -4‬ويتص ُل‬
‫ُ‬
‫استهالك عينها‪.‬‬
‫َ‬ ‫من االنتفاعُ‬ ‫‪ -5‬وال َّ‬
‫يتض َ‬

‫‪106‬‬
‫األرض‪.‬‬
‫ِ‬ ‫سنة في‬‫مدة تبقى فيها العين غالباً‪ ،‬ولو مئةَ ٍ‬ ‫يعقد إلى ٍ‬‫‪ -6‬وأن َ‬
‫ُ‬
‫المطر‬ ‫ماء لها وال يكفيها‬ ‫ٍ‬ ‫العبد ْي ِن‪ ،‬وال ٍ‬
‫غائب وآب ٍ‬ ‫تصح إجارةُ ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫وأرض ال َ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫أحد َ‬ ‫فال‬
‫زوج‪ ،‬وال استئجار ِ‬
‫العام‬ ‫ُ‬ ‫إذن ٍ‬ ‫للرضاع بال ِ‬
‫ِ‬ ‫ومنكوح ٍة‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫مسجد‪،‬‬ ‫س‬‫وحائض ل َك ْن ِ‬
‫ٍ‬ ‫للزرع‪،‬‬
‫ِ‬
‫الشمع للوقو ِد‪ ،‬وال ما ال يبقى إال سنةً مثالً‬ ‫ِ‬ ‫لغير المستأجر ‪-‬ويجوزُ لهُ‪ -‬وال‬ ‫ستقب ِل ِ‬‫الم َ‬ ‫ُ‬
‫أكثر منها‪.‬‬ ‫َ‬
‫لتزرع‪ ،‬أو ْتبني‪،‬‬ ‫ك‬‫كقوله‪ :‬آجرتُ َ‬ ‫ِ‬ ‫تكون المنفعةُ مباحةً متقومةً معلومةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫وشرطُها‪ :‬أن َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫بالرؤية ُجزافاً‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬
‫معلومة‪ ،‬ولو‬ ‫ٍ‬
‫معلومة‪ ،‬وبأجر ٍة‬ ‫طن‪ ،‬في مدة‬ ‫أو تحم َل قنطار ٍ‬
‫حديد أو قُ ٍ‬ ‫َ‬
‫منفعةً أخرى‪.‬‬
‫جت‬‫رو ِ‬ ‫اع ال ُكلفةَ فيها وإ ن َّ‬ ‫ِ‬
‫وكلمة َّبي ٍ‬ ‫خمر ِ‬
‫لغير إراقتها‪،‬‬ ‫وحم ِل ٍ‬ ‫تصح على‪ٍ :‬‬ ‫ُّ‬
‫زمر‪ْ ،‬‬ ‫فال‬
‫المدة‪ ،‬وال بالطُّ ِ‬
‫عمة‬ ‫بدرهم ولم يبيِّن جملةَ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وكل ٍ‬
‫شهر‬ ‫وحمل ِقنطار لم ُيعّيَِن ما هو‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫السِّلعةَ‪،‬‬
‫ُ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫والك ْسو ِة‪.‬‬
‫عرف إال‬ ‫قدر به‪ ،‬وقد ال تُ ُ‬ ‫ضاع‪ -‬فتُ َّ‬ ‫والر ِ‬ ‫بالزمان ‪-‬كالسُّكنى َّ‬ ‫ِ‬ ‫عرف إال‬
‫ثم المنفعةُ قد ال تُ ُ‬ ‫َّ‬
‫القرآن‪َّ -‬‬
‫فتقد ُر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وتعليم‬ ‫ِ‬
‫والبناء‬ ‫ِ‬
‫‪-‬كالخياطة‬ ‫ف بهما‬ ‫عر ُ‬ ‫كالحج ونحو ِه َّ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫فتقد ُر به‪ ،‬وقد تُ َ‬ ‫بالعمل‬
‫َّ‬
‫يصح‪110/ .‬‬ ‫بياض هذا ِ‬
‫اليوم‪ ،‬لم‬ ‫َ‬ ‫الثوب‬
‫َ‬ ‫ط لي هذا‬
‫رت بهما فقال‪ :‬لتخي َ‬‫بأحدهما‪ ،‬فإن قُ ِّد ْ‬
‫محمل‬ ‫بمشاه َد ٍة أو وصف تام‪ ،‬وكذا ما ير َكب ِ‬
‫عليه من ْ‬ ‫ِ‬
‫الراكب‬ ‫وتُشترطُ معرفةُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وغير ِه‪.‬‬
‫ِ‬
‫الدابة ونوعها‪ ،‬وكونِها ذكراً أو أنثى في االستئجار‬ ‫كر ِ‬
‫جنس‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وفي إجارة الذمة ذ ُ‬
‫يكون لنحو زجاج‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫للحمل‪ ،‬إال أن‬ ‫ِ‬
‫للركوب ال‬
‫ِ‬
‫والحزام والقَتَ ِب والس َّْر ِج فهو‬ ‫والز ِ‬
‫مام‬ ‫فتاح ِّ‬ ‫االنتفاع ِ‬
‫كالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫وما ُيحتاج إليه ُّ‬
‫للتمكن من‬
‫المكتري‪.‬‬ ‫ِْ‬ ‫االنتفاع كالم ِ‬
‫حم ِل والغطاء والدْل ِو‬ ‫ِ‬
‫والحبل فعلى ُ‬ ‫ِ َ‬ ‫لكمال‬ ‫الم ْكري‪ ،‬أو‬
‫على ُ‬
‫الشيوخ‬
‫ِ‬ ‫ركاب‬
‫ُ‬ ‫الخروج معهُ والتحمي ُل والحطُّ وإ‬‫ُ‬
‫وعلى المكري في إجار ِة ِ‬
‫الذمة‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالمعروف أو مثلَها إما‬ ‫يستوفي المنفعةَ‬ ‫ِ‬
‫والضعيف‪ ،‬وللمكتري أن‬ ‫ِ‬
‫للمرأة‬ ‫ِ‬
‫الجمل‬ ‫ك‬
‫وإ برا ُ‬
‫َ‬
‫جاوز‬
‫ب مثلَهُ‪ ،‬وإ ن َ‬ ‫ب أ َْر َك َ‬‫زرع مثلَها‪ ،‬أو لير َك َ‬
‫َ‬ ‫ليزرع حنطةً‬
‫َ‬ ‫استأجر‬
‫َ‬ ‫مثل ِه‪ ،‬فإذا‬
‫بنفسه أو ِ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫للزائد‪.‬‬ ‫المكان أجرةُ ِ‬
‫المثل‬ ‫ِ‬ ‫إليه لزمهُ المسمى في‬ ‫المكان المكترى ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫تعجلت‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ويجوز تعجي ُل األجر ِة وتأجيلُها‪ْ ،‬‬
‫فإن أطلقا‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫المنفعة وتأجيلُها‪.‬‬ ‫الذم ِة تعجي ُل‬
‫ويجوز في إجار ِة َّ‬
‫ُ‬

‫‪107‬‬
‫فإن كانت‬ ‫بت تَ َّ‬ ‫ِ‬
‫المستقبل‪ ،‬وإ ْن َّ‬ ‫ِ‬
‫خي َر‪ْ ،‬‬ ‫تعي ْ‬ ‫انفسخت في‬
‫ْ‬ ‫العين المستأجرةُ‬
‫وإ ْن تَلفت ُ‬
‫العين‬ ‫ِ ِ‬ ‫تنفسخ ولم َّ‬ ‫ِ‬
‫ليستوفي المنفعةَ‪ ،‬وإ ْن تلفَت ُ‬
‫َ‬ ‫طلب بدلها‬
‫بل لهُ ُ‬‫يتخي ْر ْ‬ ‫اإلجارةُ في الذمة ْلم ْ‬
‫ِ‬
‫المستأجر بال‬ ‫العين المستأجر ِة في ِيد‬ ‫ِ‬
‫األجير‪ ،‬أو ُ‬ ‫العمل فيها في ِيد‬
‫ِ‬ ‫التي استؤ ِج َر على‬
‫يضمنها‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫عدوان ْلم‬
‫لزم‬
‫تنفسخ‪ ،‬وإ ذا انقضت المدةُ َ‬ ‫ْ‬ ‫والعين المستأجرةُ باقيةٌ لم‬
‫ُ‬ ‫المتكاري ْي ِن‬
‫َ‬ ‫أحد‬
‫مات ُ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫وعليه مؤونةُ ِّ‬
‫الرد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫رد ِ‬
‫العين‬ ‫المستأجر ُّ‬
‫َ‬
‫زمن يمكن ِ‬
‫فيه‬ ‫العين وانقضت المدةُ ْأو ٌ‬ ‫منفعة َّ ٍ‬‫ٍ‬ ‫وإ ذا ع ِق َد على ٍ‬
‫ُ‬ ‫فسلم َ‬ ‫معينة َ‬ ‫مدة ْأو‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الفاسدة أُجرةُ‬ ‫ستقر في اإلجار ِة‬ ‫رد ِ‬
‫العين‪ ،‬وتَ ُّ‬ ‫ووجب ُّ‬ ‫استقر ِت األجرةُ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫المنفعة‪،‬‬ ‫استيفاء‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الصحيحة‪.‬‬ ‫سمى في‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬
‫يستقر ُ‬
‫ُّ‬ ‫حيث‬
‫المثل‪ُ ،‬‬
‫فصل الج ِ‬
‫عالة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫غتفر‬ ‫ِ‬ ‫من َّ‬
‫رد لي آبقي فلهُ كذا‪ ،‬فهذه َج َعالةٌ ُي ُ‬ ‫درهم‪ْ ،‬أو ْ‬
‫ٌ‬ ‫من بنى لي حائطاً فلهُ‬ ‫إذا قال‪ْ :‬‬
‫َّ‬
‫استحق‬ ‫‪-‬ولو جماعةً‪-‬‬ ‫رد ِ‬
‫إليه اآلبِ َ‬ ‫فمن بنى‪ْ ،‬أو َّ‬ ‫العو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ض‪ْ ،‬‬ ‫دون جهالة َ‬ ‫العمل َ‬ ‫فيها جهالةُ‬
‫عل‪111/ .‬‬ ‫الج َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫يسم لهُ‬
‫ولم ِّ‬‫دفع ثوباً لغسَّال فقا َل‪ :‬اغسْلهُ‪ْ ،‬‬
‫فلو َ‬ ‫يستحق شيئاً‪ْ ،‬‬ ‫شرط ْلم‬ ‫ومن عم َل بال‬ ‫ْ‬
‫ت لي ِعوضاً فأنكر‪ ،‬فالقو ُل قو ُل الم ِ‬
‫نك ِر‪.‬‬ ‫طَ‬‫فإن قا َل‪ :‬شر ْ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫يستحق شيئاً‪ْ ،‬‬ ‫أجرةً‪ ،‬فغسلَهُ ْلم‬
‫من‬
‫الشروع لزمهُ قسطُهُ َ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫العمل َ‬ ‫صاحب‬
‫ُ‬ ‫فسخ‬
‫إن َ‬ ‫لكن ْ‬
‫فسخها‪ْ ،‬‬ ‫ولكل منهما ُ‬ ‫ٍّ‬
‫ِ‬
‫للعامل‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫وض‪ ،‬وفيما سوى ذلك ال‬ ‫الع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫واللقيط‬ ‫ِ‬
‫اللقطة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫خاف‬
‫دب‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ِ ِ‬
‫وثق بأمانة نفسه ُن َ‬ ‫فإن َ‬‫جاز التقاطُها‪ْ ،‬‬‫الرشيد لُقطةً َ‬
‫ُ‬ ‫الح ُّر‬
‫إذا َو َج َد ُ‬
‫الخيانةَ ُكرهَ‪.‬‬
‫وهو الخيطُ الذي‬ ‫وقد َرها ووعاءها ِ‬ ‫أن ِ‬ ‫َّّ‬
‫كاءها َ‬ ‫وو َ‬ ‫ف جنسها وصفتها ْ‬ ‫يعر َ‬ ‫ندب ْ‬‫ثم ُي ُ‬
‫وأن ُيش ِه َد عليها‪.‬‬ ‫ت ِ‬
‫به‪ْ ،‬‬ ‫طْ‬ ‫ُرب َ‬
‫لك ْأو نِ ٍ‬
‫كاح‪ ،‬أو‬ ‫بم ِ‬
‫يحل له وطؤها ِ‬
‫َُ‬
‫الحرِم أو كانت اللقطةُ جاريةً ُّ‬
‫كان االلتقاطُ في َ َ ْ‬ ‫إن َ‬ ‫ثم ْ‬ ‫َّ‬
‫برية حيواناً يمتنِعُ ْ‬
‫ٍ‬
‫وطير فال‬ ‫وظبي‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وأرنب‬ ‫ٍ‬
‫وفرس‬ ‫ٍ‬
‫كبعير‬ ‫السباع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صغار‬ ‫من‬ ‫وجد في ٍ‬ ‫َ‬
‫وكان‬ ‫ط ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يجوز في ِ‬
‫للتملك َح ُر َم َ‬
‫فإن التق َ َ‬
‫للحفظ على صاحبها‪ْ ،‬‬ ‫ط إال‬
‫أن يلتق َ‬
‫المواضع ْ‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫ُ‬
‫للحفظ والتَّملُّ ِك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يجوز‬
‫ك ُ‬ ‫ضامناً‪ ،‬وفيما عدا ذل َ‬

‫‪108‬‬
‫أن‬ ‫ِ‬
‫ف فيها أبداً إلى ْ‬
‫يتصر ُ‬
‫َّ‬ ‫وتكون عندهُ أمانةً ال‬
‫ُ‬ ‫يلزمهُ تعريفُها‪،‬‬
‫ط للحفظ ْلم ْ‬ ‫فإن التق َ‬
‫الح َرِم مع كونها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دفعها إلى الحاكم ِلزمهُ القَبو ُل‪ْ ،‬‬
‫نعم لُقَطةُ َ‬ ‫فيدفعها إليه‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫َ‬ ‫صاحبها‬
‫َ‬ ‫يجد‬
‫َ‬
‫يجب تعريفُها‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫للحفظ ُ‬
‫والمواضع‬
‫ِـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫المساجد واألسوا ِ‬ ‫ِ‬
‫أبواب‬ ‫يعرفها سنةً على‬ ‫أن ِّ‬ ‫ِ‬
‫وجب ْ‬‫َ‬ ‫للتملك‬ ‫ط‬
‫وإ ن التق َ‬
‫كل ٍ‬
‫يوم مرةً‪،‬‬ ‫ثم في ِّ‬ ‫ِ‬
‫النهار‪َّ ،‬‬ ‫طرفي‬ ‫أول ِ‬ ‫ِ‬
‫العادة‪ ،‬ففي ِ‬
‫ف َ‬ ‫عر ُ‬
‫األمر ُي ِّ‬ ‫التي وجدها فيها على‬
‫وي ْعلَ ُم َّ‬
‫أن هذا‬ ‫التعريف األو ُل ُ‬
‫ُ‬ ‫بحيث ال ُينسى‬
‫ُ‬ ‫كل ٍ‬
‫شهر مرةً‬ ‫ثم في ِّ‬
‫أسبوع‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫ثم في ِّ‬
‫كل‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫يستوعبها‪.‬‬ ‫بعض أوصافها وال‬
‫فيذكر َ‬ ‫تكرار لهُ‪،‬‬
‫ٌ‬
‫َ‬
‫ض عنهُ غالباً إذا فُِق َد ْلم ْ‬
‫يجب‬ ‫عر ُ‬ ‫وي َ‬
‫وإ ْن كانت اللقَطةُ يسيرةً وهي مما ال يتأَس ُ ِ‬
‫َّف عليه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫تدخل في ِم ِ‬
‫لكه‬ ‫ْ‬ ‫ف سنةً لم ْ‬
‫عر َ‬ ‫ثم إذا َّ‬ ‫أعرض عنها‪َّ ،‬‬ ‫ظ ُّن َّ‬
‫أن فاقدها‬ ‫بل زمناً ُي َ‬ ‫تعريفها سنةً ْ‬
‫َ‬
‫يض َم ْنها‪،‬‬
‫يختار ْلم ْ‬
‫َ‬ ‫ت قب َل أن‬‫باللفظ‪ ،‬فإذا اختارهُ ملَ َكها‪ ،‬حتى ْلو تَِلفَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ك‬‫يختار التَّملُّ َ‬
‫َ‬ ‫حتى‬
‫فم ِثلها ْأو‬
‫كانت باقيةً وإ ال ِ‬
‫أخ ُذها بعينها إن ْ‬ ‫ِ‬
‫الدهر فلهُ ْ‬ ‫من‬
‫صاحبها يوماً َ‬
‫ُ‬ ‫جاء‬
‫ثم َ‬ ‫وإ ذا تملّكها َّ‬
‫األرش‪112/ .‬‬ ‫ِ‬ ‫مع‬
‫بت أخذها َ‬ ‫قيمتِها‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫تعي ْ‬
‫شرف ِ‬ ‫ضم إلى الفاس ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ق وي ْنزعُ منه َّ‬
‫عليه‬ ‫ق ثقةٌ ُي ُ‬ ‫وي ُّ‬
‫ويسل ُم إلى ثقة‪ُ ،‬‬‫ُ ُ‬ ‫ويكرهُ التقاطُ الفاس ِ ُ‬ ‫ُ‬
‫السيد‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫السيد منهُ َ‬
‫ُ‬ ‫فإن أخذها‬ ‫يصح لَ ْقطُ ِ‬
‫العبد‪ْ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫الفاسق‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ثم يتملَّ ُكها‬ ‫ِ‬
‫التعريف َّ‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫ملتقطاً‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أكل ِه‬
‫خير بين ِ‬ ‫ِ‬
‫ف سنةً‪ ،‬وإ ْن‬
‫عر ُ‬
‫ثم ُي ِّ‬
‫وبيعه َّ‬ ‫كالبطيخ ونحو ِه ُي َّ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫اللقطة‬ ‫مكن حفظُ‬
‫وإ ذا ْلم ُي ْ‬
‫فإن كان األحظُّ في ِ‬
‫بيعه باعهُ‪ْ ،‬أو تجفيفهُ َجفَّفَهُ‪.‬‬ ‫ط ِب ْ َ‬ ‫إصالحهُ كالر َ‬
‫ُ‬ ‫أمكن‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المنبوذ]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫[التقاط‬ ‫فصل‬
‫جد في ٍ‬
‫بلد‬ ‫إن ُو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جد لقيطٌ ُح ِك َم‬ ‫المنبوذ فرض ٍ‬ ‫ِ‬
‫بإسالمه ْ‬ ‫بحريته وكذا‬ ‫كفاية‪ ،‬فإذا ُو َ‬ ‫ُ‬ ‫التقاطُ‬
‫حر‪،‬‬‫فهو لهُ‪ ،‬فإذا التقَطهُ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫فإن كان معه ما ٌل متص ٌل ِ‬ ‫ِ‬
‫تحت رأسه َ‬ ‫به ْأو َ‬ ‫مسلم وإ ْن نفاهُ‪ُ َ ْ ،‬‬ ‫فيه ٌ‬
‫من ِ‬
‫ماله‬ ‫نفق ِ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُقر في ِ‬
‫عليه ْ‬ ‫وي ُ‬
‫اإلشهاد عليه وعلى ما معهُ‪ُ ،‬‬ ‫ويلزمهُ‬
‫ُ‬ ‫يده‪،‬‬ ‫مقيم‪ ،‬أ َّ‬
‫أمين‪ٌ ،‬‬
‫مسلم‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫بيت ِ‬
‫المال‪ ،‬وإ ال‬ ‫فمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يكن لهُ ما ٌل ْ‬‫فإن ْلم ْ‬‫وأشهد‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫أنفق منهُ‬
‫حاكم َ‬
‫يكن ٌ‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫الحاكم‪ْ ،‬‬ ‫بإذن‬
‫ِ‬
‫الحضر إلى‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اقتَرض على ِ‬
‫ظع ُن به َ‬‫من َي َ‬‫فاسق‪ ،‬أو ْ‬ ‫ٌ‬ ‫عبد‪ْ ،‬أو‬
‫الطفل‪ ،‬وإ ْن أخ َذهُ ٌ‬ ‫ذمة‬ ‫َ َ‬
‫فالموسر‬
‫ُ‬ ‫طهُ ِ‬
‫اثنان وتنازعا‬ ‫ع منهُ‪ ،‬وإ ْن التق َ‬ ‫بإسالم ِه انتُِز َ‬
‫ِ‬ ‫محكوم‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫كافر َ‬
‫ِ‬
‫البادية‪ ،‬وكذا ٌ‬
‫المقيم أولى‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المسابقة‬ ‫باب‬
‫ُ‬

‫‪109‬‬
‫ِ‬
‫الجنس‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اتحاد‬ ‫ِ‬
‫بشرط‬ ‫ِ‬
‫والفيلة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واإلبل‬ ‫ِ‬
‫والحمير‬ ‫الخيل والبِ ِ‬
‫غال‬ ‫ِ‬ ‫بين‬ ‫ِ‬
‫تجوز على الع َوض َ‬
‫ِ‬ ‫وفرس‪ ،‬ويشترطُ معرفةُ المركوب ْي ِن ْ ِ‬
‫العو ِ‬
‫والمسافة‪.‬‬ ‫ض‬ ‫وقد ِر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ٍ ُ‬ ‫بين ٍ‬
‫بعير‬ ‫تجوز َ‬‫فال ُ‬
‫من أحدهما ْأو‬ ‫ِ‬
‫كان ْ‬
‫فإن َ‬
‫أجنبي‪ْ ،‬‬
‫ٍّ‬ ‫من‬
‫ض منهما ْأو من أحدهما ْأو ْ‬ ‫يكون الع َو ُ‬
‫أن َ‬ ‫ويجوز ْ‬
‫ُ‬
‫ق أخ َذهُ‪.‬‬
‫فمن َسَب َ‬ ‫ٍ‬
‫شرط‪ْ ،‬‬ ‫جاز بال‬
‫أجنبي َ‬
‫ِّ‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫كف ٍء‬ ‫ٍ‬
‫مركوب ْ‬ ‫يكون معهما ُم َحلِّ ٌل‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ثالث على‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ط ْ‬‫كان منهما اشتُر َ‬
‫وإ ْن َ‬
‫ِ‬
‫سبق اثنان اشتركا فيه‪.‬‬
‫الثالثة أخ َذ‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫من‬
‫سبق َ‬ ‫فمن َ‬ ‫خرج ِع َوضاً‪ْ ،‬‬ ‫لمركوبيهما ال ُي ُ‬
‫ْ‬
‫[المناضلة]‪:‬‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الن َّش ِ‬
‫وتجوز على َّ‬
‫من أحدهما ْأو ْ‬ ‫ض منهما‪ْ ،‬أو ْ‬ ‫الحرب‪ ،‬والع َو ُ‬ ‫وآالت‬ ‫والرمح‬
‫ِ‬ ‫اب‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وعدد‬ ‫ِ‬
‫الرميات‪،‬‬ ‫تعيين‬ ‫ويشترطُ‬ ‫معهُما إذا كان منهما على ما َّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫تقدم‪ُ ،‬‬ ‫والم َحل ُل َ‬ ‫أجنبي‪ُ ،‬‬ ‫ٍّ‬
‫ض‬‫بالعو ِ‬ ‫والمسافة‪ ،‬ومن البادئ منهما‪ ،‬وال ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ْش ِ‬
‫تجوز َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫الرمي‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وصفة‬ ‫واإلصابة‪،‬‬ ‫ق‪،‬‬ ‫َّ‬
‫َّراع‪113/ .‬‬ ‫واألقدام‪ ،‬والص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الطيور‪،‬‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫الوقف‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫نة‪ ،‬ينتفع بها مع ِ‬ ‫عين م َّ ٍ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫من ُمطلَ ِ‬
‫بقاء عينها‬ ‫َ‬ ‫عي ُ ُ‬ ‫التصرف‪ ،‬في ٍ ُ‬ ‫ق‬ ‫يصح إال ْ‬ ‫ُّ‬ ‫هو قربةٌ‪ ،‬وال‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫كالمساجد‬ ‫مة‪ ،‬إما قُربةٌ‬ ‫حر ٍ‬‫وغير ُم َّ‬‫ِ‬ ‫نفس ِه‪،‬‬
‫غير ِ‬ ‫نة‪ِ ،‬‬ ‫معي ٍ‬
‫جهة َّ‬ ‫والحيوان‪ ،‬على ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كالعقار‬ ‫دائماً‪،‬‬
‫ِ‬ ‫الذم ِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كاألغنياء ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقفت‬
‫ُ‬ ‫المنج ِز‪َ ،‬‬
‫وهو‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫باللفظ‬ ‫وأهل َّ‬ ‫الخير‪ ،‬وإ ما مباحةٌ‬ ‫وسبيل ِ‬ ‫واألقارب‬
‫ت صدقةً ال تباعُ‪.‬‬ ‫لت‪ْ ،‬أو‪ :‬تصد ْق ُ‬ ‫وسب ُ‬‫وحبست َّ‬ ‫ُ‬
‫عليه غلَّتَهُ ومنفعته‪ ،‬إال‬ ‫الموقوف ِ‬ ‫ك‬‫اهلل تعالى‪ ،‬ويمل ُ‬ ‫الرقب ِة إلى ِ‬ ‫ينتق ُل ِ‬
‫فحينئذ ِ‬‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ك في َّ َ‬ ‫المل ُ‬
‫كان جاريةً‪.‬‬ ‫إن َ‬ ‫الوطء ْ‬
‫َ‬
‫ط‬
‫شر ْ‬ ‫فإن ْلم َي ِ‬ ‫عليه‪ْ ،‬أو ِ‬ ‫الموقوف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وينظُر ِ‬
‫غيرهما‪ْ ،‬‬ ‫بنفسه‪ ،‬أو‬ ‫الواقف إما‬
‫ُ‬ ‫ط‬
‫فيه َم ْن َش َر َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وغير‬ ‫ِ‬
‫والترتيب‪،‬‬ ‫والجمع‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والتقديم‪،‬‬ ‫ط ِمن المفاض ِ‬
‫لة‪،‬‬ ‫ف َ َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫الغلةُ على ما َش َر َ َ‬ ‫ص َر ُ‬ ‫فالحاكم‪ ،‬وتُ ْ‬
‫ُ‬
‫ك‪.‬‬
‫ذل َ‬
‫وقف ولم‬ ‫ِ‬
‫الدارين‪ ،‬أو مطعوماً‪ْ ،‬أو َريحاناً‪ ،‬أو َ‬ ‫وقف شيئاً في الذمةَ‪ْ ،‬أو إحدى‬
‫وإ ْن َ‬
‫ٍ‬
‫كنيسة‪ْ ،‬أو‬ ‫حرم كعمار ِة‬ ‫مجهول‪ ،‬أو على ِ‬
‫نفسه‪ ،‬أو على ُم َّ‬ ‫ٍ‬ ‫وقف على‬
‫ف‪ْ ،‬أو َ‬ ‫الم ِ‬
‫صر َ‬ ‫ُيعي ِ‬
‫ِّن َ‬
‫وقفت‪ْ ،‬أو وقفتُهُ إلى‬
‫ُ‬ ‫فقد‬ ‫ِ‬
‫الشهر ْ‬ ‫رأس‬
‫جاء ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وانتهاءهُ على شرط‪ ،‬كقوله‪ :‬إذا َ‬
‫َ‬ ‫ابتداءهُ‬
‫َ‬ ‫علَّ َ‬
‫ق‬
‫ِ‬
‫للفقراء‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫يجوز‪ ،‬كعلَى ِ‬
‫نفسه َّ‬ ‫سنة‪ْ ،‬أو على َّ‬‫ٍ‬
‫من ُ َ‬ ‫ثم على ْ‬‫يجوز َّ‬
‫من ال ُ‬ ‫بيعهُ‪ْ ،‬أو على ْ‬
‫أن لي َ‬
‫بط َل‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫يقل‪:‬‬
‫ولم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫فإن َر َّدهُ بط َل‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫عي ٍن اشتُِر َ‬
‫وقف على ُم َّ‬
‫وقف على زيد ْ‬ ‫ط قَبولُهُ‪ْ ،‬‬ ‫ولو َ‬ ‫ْ‬
‫نفس ِه‬
‫عبد ِ‬ ‫وقف على ٍ‬ ‫الواقف‪ ،‬وإ ْن َ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أقارب‬ ‫ِ‬
‫لفقراء‬ ‫بعد ٍ‬
‫زيد‬ ‫ف َ‬ ‫صر ُ‬ ‫وي َ‬‫صح‪ُ ،‬‬ ‫وبعدهُ إلى كذا‪َّ ،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫لسيده‪.‬‬ ‫أطلق فهو‬
‫َ‬ ‫بط َل‪ ،‬وإ ْن‬
‫باب ِ‬
‫الهبة‬ ‫ُ‬
‫بين ِ‬
‫الذكر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بين أوالده حتى َ‬ ‫ندب التسويةُ فيها َ‬ ‫ولألقارب أفض ُل‪ ،‬وتُ ُ‬ ‫هي مندوبةٌ‬ ‫َ‬
‫بإيجاب مَن َّج ٍز وقَ ٍ‬
‫بول‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫من مطل ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬ ‫بيعهُ‬
‫يجوز ُ‬‫التصرف فيما ُ‬ ‫ق‬ ‫تصح ْ‬ ‫واألنثى‪ ،‬وإ نما‬
‫وهبهُ‬
‫الواهب‪ ،‬فلو َ‬ ‫ِ‬ ‫القبض إال ِ‬
‫بإذن‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يصح‬ ‫بالقبض‪ ،‬فلهُ الرجوعُ قبلهُ‪ ،‬وال‬
‫ِ‬ ‫ك إال‬ ‫وال تُمل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بد من ِ‬ ‫رهنهُ إياهُ فال َّ‬
‫قبضهُ‬
‫ومضي زمن يتأتى فيه ُ‬ ‫ِّ‬ ‫قبضه‬ ‫اإلذن في‬ ‫شيئاً عندهُ‪ْ ،‬أو َ‬
‫إليه‪114/ .‬‬ ‫ضي ِ‬ ‫والم ُّ‬
‫ُ‬
‫سفل‪ ،‬فلهُ الرجوعُ‬ ‫ولده وإ ْن َ‬ ‫ولد ِ‬
‫لولده أو ِ‬ ‫للواهب الرجوعُ إال أن يهب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ملك لم يكن‬ ‫فإذا َ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫س أو‬ ‫كالولد‪ ،‬فلو حجر على ِ‬
‫الولد بفلَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المنفصلة‬ ‫ِّم ِن ال‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫فيه َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫بعد قبضه بزيادته المتصلة كالس َ‬
‫رجوع‪.‬‬
‫َ‬ ‫عاد ِ‬
‫إليه فال‬ ‫ثم َ‬ ‫الموهوب َّ‬ ‫باع‬
‫َ‬
‫َ‬
‫وكان بيعاً‪ْ ،‬أو مجهوالً بط َل‪ ،‬وإ ْن ْلم َي ْشرطهُ ْلم‬ ‫صح َ‬ ‫معلوماً َّ‬ ‫ط ثواباً ْ‬ ‫ب و َش َر َ‬ ‫وه َ‬
‫فإن َ‬ ‫ْ‬
‫يلزم‪.‬‬
‫ْ‬
‫باب العت ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫مع‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫طل ِ‬ ‫ُّ‬
‫َّريح بال نية‪ ،‬وبالكناية َ‬
‫ويصح بالص ِ‬ ‫التصرف‪،‬‬ ‫ق‬ ‫من ُم ْ‬
‫يصح إال ْ‬ ‫هو قربةٌ وال‬
‫ِ‬
‫النية‪.‬‬
‫ك‪.‬‬
‫ت َرقََبتَ َ‬‫ق والحريةُ وفَ َك ْك ُ‬ ‫فصريحه ِ‬
‫العتْ ُ‬ ‫ُُ‬
‫ك على غاربِ َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫وحبلُ َ‬
‫وأنت هلل‪ْ ،‬‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫لطان لي علي َ‬
‫عليك‪ ،‬وال ُس َ‬ ‫َ‬ ‫والكنايةُ ال ِم َ‬
‫لك لي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫وشبهُ َ‬ ‫ِ‬
‫يمل ِك‬
‫فة لم ِ‬ ‫حر‪ ،‬فإذا علَّ َ ِ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ق بص ْ‬ ‫فأنت ٌّ‬‫زيد َ‬‫جاء ٌ‬‫شرط مث ُل‪ :‬إذا َ‬ ‫ويجوز تعليقُهُ على ْ‬
‫ُ‬
‫تعد‬ ‫كالبيع ونحو ِه‪ ،‬فإن اشتراهُ بعد ذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرجوع ِ‬
‫ك ْلم ُ‬ ‫ِ‬ ‫بالتصرف‬ ‫ويجوز الرجوعُ‬ ‫ُ‬ ‫بالقول‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫َ‬
‫ُّ‬
‫عبد ِه عتق كلهُ‪ْ ،‬‬
‫بين‬ ‫أعتق بعض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويجوز في ِ‬
‫كان عبداً َ‬
‫فإن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فإن‬
‫بعضه‪ْ ،‬‬ ‫العبد وفي‬ ‫ُ‬ ‫الصفةُ‪،‬‬
‫ِ‬
‫الحال‪،‬‬ ‫شريك ِه في‬
‫ِ‬ ‫صيب‬ ‫إن كان موسراً َ ِ‬
‫عتق عليه َن ُ‬ ‫ثم ْ َ‬ ‫صيبهُ عتق‪ّ ،‬‬ ‫أحد ُهما َن َ‬
‫ق ُ‬ ‫ِ‬
‫اثنين فعتَ َ‬
‫نصيبهُ فقط‪.‬‬ ‫ق‬
‫كان ُمعسراً َعتَ َ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ولزمهُ قيمتُهُ حينئذ‪ ،‬وإ ْن َ‬

‫‪111‬‬
‫ملك بعضهُ‬
‫عتق عليه‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫المولودين وإ ن سفلوا َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الوالدين وإ ْن علوا أو‬ ‫أحد‬
‫ك َ‬ ‫ومن ملَ َ‬
‫ْ‬
‫عتقت‬ ‫أعتق الحام َل‬ ‫ولو‬ ‫فإن كان برضاه وهو موسر قُِّوم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫وعتق‪ ،‬وإ ال فال‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫عليه الباقي‬ ‫ٌ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ك‬
‫نفس َ‬ ‫ك على ٍ‬
‫ك َ‬ ‫ألف‪ْ ،‬أو بعتُ َ‬ ‫قال‪ :‬أعت ْقتُ َ‬
‫ولو َ‬
‫عتق دونها‪ْ ،‬‬‫الحم َل َ‬
‫أعتق ْ‬
‫َ‬ ‫وح ْملُها‪ ،‬أو‬
‫هي َ‬
‫بألف وقَبِ َل‪ ،‬عتق ولزمهُ األلف‪.‬‬
‫ِ‬
‫التدبير‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫من‬
‫ويعتبر َ‬
‫ُ‬ ‫مدَّبٌر‪.‬‬
‫أنت َ‬
‫دبرتُك‪ْ ،‬أو َ‬‫فأنت ُحٌّر ْأو َّ‬
‫مت َ‬ ‫يقول‪ :‬إذا ُّ‬
‫التدبير قُ ْرَبةٌ‪ ،‬وهو أن َ‬
‫ُ‬
‫صبي‪.‬‬ ‫من ٍ‬
‫مبذر ال‬ ‫من مطلق التصر ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الثلُ ِث‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫ف وكذا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ويصح ْ ُ‬
‫فيشترطُ الدخو ُل‬ ‫ويجوز تعليقُه على ٍ‬
‫بعد موتي‪ُ ،‬‬
‫حر َ‬ ‫فأنت ٌّ‬
‫الدار َ‬‫دخلت َ‬‫َ‬ ‫إن‬
‫صفة مث ُل‪ْ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الموت‪115/ .‬‬ ‫ِ‬ ‫قب َل‬
‫ويجوز‬ ‫يسر إلى الباقي‪،‬‬ ‫شترك‪ْ ،‬لم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫وإ ذا َّ‬
‫ُ‬ ‫الم َ‬‫بعض عبده‪ْ ،‬أو كل ما يمل ُكهُ َم َن العبد ُ‬ ‫دب َر َ‬
‫ِ‬
‫بالقول‪.‬‬ ‫ف ال‬ ‫فيه بالتصر ِ‬ ‫الرجوعُ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫التدبير‪.‬‬ ‫بولد ْلم يتبعها في‬ ‫المدبرةُ ٍ‬ ‫ولو أتت َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫[الكتابة]‬ ‫فصل‬
‫من الثُلُ ِث‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫مرض الموت َ‬ ‫ِ‬ ‫رأس ِ‬
‫المال‪ ،‬وفي‬ ‫من ِ‬ ‫الصح ِة ْ‬
‫َّ‬ ‫تعتبر في‬ ‫الكتابةُ قربةٌ‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫الصفة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫معلوم‬ ‫ض في ِ‬
‫الذمة‪،‬‬ ‫عاقل‪ ،‬على ِعو ٍ‬ ‫بالغ ٍ‬ ‫عبد ٍ‬ ‫ف‪ ،‬مع ٍ‬ ‫جائز التصر ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ُّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫تصح إال ْ‬
‫ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫جمي ِن فأكثر‪ ،‬يعلم ما يؤدي في ِّ‬
‫تؤديه‬ ‫ك على كذا‬ ‫وهو‪ :‬كاتَبتُ َ‬ ‫منج ٍز‪َ ،‬‬ ‫نجم‪ ،‬بإيجاب َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫في َن ْ‬
‫فأنت ُحٌّر‪ .‬وقَبو ٌل‪.‬‬ ‫يت َ‬ ‫أد َ‬ ‫نجم كذا‪ ،‬فإذا َّ‬ ‫كل ِ‬ ‫نجمين‪ُّ ،‬‬ ‫في ْ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫بعض ٍ‬‫ِ‬
‫ف َك ْسُبهُ‬‫عر ُ‬‫لمن ُي َ‬
‫ستحب إال ْ‬ ‫حراً‪ ،‬وال تُ‬ ‫يكون باقيه ّ‬ ‫أن َ‬ ‫عبد إال ْ‬ ‫يجوز كتابةُ‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫األداء‪،‬‬ ‫ب عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المكاتَ ُ‬ ‫عج َز ُ‬ ‫أن َي َ‬ ‫فس ُخها إال ْ‬‫وليس للسيِّد ْ‬ ‫شاء‪َ ،‬‬ ‫فس ُخها متى َ‬ ‫وأمانتُهُ‪ ،‬وللعبد ْ‬
‫قل‬‫المال وإ ْن َّ‬
‫من ِ‬ ‫السيد أن َّ‬
‫يحط عنهُ جزءاً َ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ويلزم‬
‫ُ‬ ‫السيد فال‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ت‪ ،‬أو‬ ‫انفسخ ْ‬
‫َ‬ ‫العبد‬
‫مات ُ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫قبض‬ ‫ِ‬ ‫إليه‪ ،‬وفي ِ‬ ‫ق‪ ،‬أو يدفَعه ِ‬ ‫قب َل ِ‬
‫العت ِ‬
‫يفعل حتى َ‬ ‫فإن ْلم َ‬ ‫الربعُ‪ْ ،‬‬‫ندب ُ‬ ‫وي ُ‬
‫ق‪ُ ،‬‬ ‫ألي ُ‬
‫األخير َ‬ ‫النجم‬ ‫َُ‬
‫شيء‪.‬‬ ‫يعتق المكاتَب وال شيء منه ما بقي ِ‬
‫عليه‬ ‫عليه بعضهُ‪ ،‬وال ُ‬ ‫رد ِ‬ ‫المال َّ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ُ‬
‫يعتق‬
‫يهب وال ُ‬ ‫بالعقد منافعه وأكسابه وهو مع ِ‬ ‫ِ‬
‫يتزوج وال ُ‬ ‫ُ‬ ‫كاألجنبي‪ ،‬وال‬
‫ِّ‬ ‫السيد‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ويملك‬ ‫َ‬
‫وولد‬
‫النجوم‪ُ .‬‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بإذن ِ‬ ‫وال ُيحابي إال ِ‬
‫المكاتب‪ ،‬وال بيعُ ما في ذمته َ‬ ‫يجوز بيعُ‬
‫السيد‪ ،‬وال ُ‬
‫عتقت‪.‬‬
‫ْ‬ ‫يعتق إذا‬ ‫ِ‬
‫المكاتبة ُ‬
‫ِ‬
‫أمهات األوالد]‪:‬‬ ‫فص ٌل [في ِ‬
‫حكم‬

‫‪112‬‬
‫حر‪ ،‬والجاريةُ ُّأم ٍ‬
‫ولد‬ ‫فالولد ٌّ‬‫ُ‬ ‫ك بعضها أو جاريةَ ِ‬
‫ابنه‬ ‫أولد جاريتَه‪ ،‬أو جاريةً ِ‬
‫يمل ُ‬ ‫إذا َ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬
‫وهبتُها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫له‪ ،‬فتعتِ ُ‬
‫بيعها َ‬ ‫ق بموته ويمتنع ُ‬
‫ميتاً‪،‬‬
‫حياً ْأو ْ‬‫وسواء ولدتْهُ ّ‬ ‫ويجوز استخدامها وإ جارتُها وتزويجها‪ ،‬و َكسبها ِ‬
‫للسيد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أجنبي بنِ ٍ‬
‫كاح ْأو ِزناً‬ ‫ٍّ‬ ‫أولد جاريةَ‬ ‫ولو َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫آدمي ْلم تَص ْر َّأم ولد‪ْ ،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫خلق‬ ‫صور ِ‬
‫فيه ُ‬ ‫لكن ْلو ْلم ُيتَ َّ‬ ‫ْ‬
‫صر َّأم ٍ‬
‫ولد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ك لسيدها‪ ،‬أو ب ُش ٍ‬ ‫فالولد ِمل ٌ‬
‫ك ْلم تَ ْ‬ ‫بعد ذل َ‬
‫فلو ملكها َ‬ ‫حر‪ْ ،‬‬ ‫بهة فهو ٌّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الوصية‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الحر ولو ِّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫فصلين‪:‬‬ ‫الكالم في‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫مبذراً‪َّ ،‬‬ ‫تص ُّح من المكلف ِّ ْ‬
‫الوصي‪116/ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫ص ِب‬‫أحد ُهما في َن ْ‬ ‫ُ‬
‫لغير ٍ‬
‫أهل‬ ‫فلو أوصى ِ‬ ‫ِ‬
‫للموصى به‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫واالهتداء‬
‫ُ‬ ‫التكليف‪ ،‬والحريةُ‪ ،‬والعدالةُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وشرطُهُ‪:‬‬
‫للوصي‬ ‫مرو‪ ،‬أو جع َل‬ ‫لع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لجماعة‪ ،‬أو ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫من بعده َ‬ ‫ثم ْ‬ ‫لزيد َّ‬ ‫ْ‬ ‫الموت أهالً‪ ،‬أو أوصى‬ ‫عند‬
‫فصار َ‬ ‫َ‬
‫ولو على التراخي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ول َ ِ‬ ‫يتم إال بالقَُب ِ‬ ‫يختار‪َّ ،‬‬
‫بعد موت الموصي ْ‬ ‫صح‪ ،‬وال ُّ‬ ‫ُ‬ ‫من‬
‫يوصي ْ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫كقضاء َد ٍ‬
‫ين‪،‬‬ ‫معروف وبٍِّر‪،‬‬‫ٍ‬ ‫تصح الوصيةُ إال في‬ ‫ُّ‬ ‫شاء‪ .‬وال‬ ‫ٍّ‬
‫العز ُل متى َ‬ ‫ولكل منهما ْ‬
‫أب‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والنظر في ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍّ‬
‫والجد ُ‬ ‫وصياً‬
‫ّ‬ ‫يوصي على األوالد‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫وليس لهُ ْ‬
‫أمر األوالد وشبهه‪َ ،‬‬ ‫وحج‪،‬‬
‫ِ‬
‫للوالية‪.‬‬ ‫حي أه ٌل‬ ‫األب ٌّ‬ ‫ِ‬
‫الفصل الثاني في الموصى ِ‬
‫به‪:‬‬
‫عند‬
‫والمراد ثُلُثَهُ َ‬
‫ُ‬ ‫بالزيادة ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫تجوز‬
‫دونهُ‪ ،‬وال ُ‬ ‫لث ِ‬
‫المال فما َ‬ ‫تجوز الوصيةُ بثُ ِ‬ ‫ُ‬
‫بطلت في‬ ‫زاد ِ‬
‫عليه‬ ‫فإن َ‬ ‫فإن كان ورثتُه أغنياء ُن ِدب استيفاء الثُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫لث‪ ،‬وإ ال فال‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫الموت‪َ ْ ،‬‬
‫تصح اإلجازةُ‬‫ُّ‬ ‫صح‪ ،‬وال‬ ‫أجازهُ َّ‬ ‫فإن َ‬ ‫ور َّد‬ ‫ِ‬
‫الزائد‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وارث‪ ،‬وكذا إن كان ُ‬ ‫ٌ‬ ‫يكن لهُ‬‫إن ْلم ْ‬‫الزائد ْ‬
‫ِ‬
‫الموت‪.‬‬ ‫والر ُّد إال َ‬
‫بعد‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن‬
‫بالثلث‪ْ ،‬‬ ‫إن َّقيدهُ‬
‫الواجبات ْ‬ ‫من‬
‫من الثُلث‪ ،‬وكذا َ‬ ‫تعتبر َ‬
‫من التبرعات ُ‬ ‫وما وصَّى به َ‬
‫ِ‬
‫والهبة‬ ‫كالوقف ِ‬
‫والعت ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التبرعات‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫المال‪ ،‬وما َّ‬‫رأس ِ‬ ‫أطلقهُ فمن ِ‬
‫نجزهُ في حياته َ‬
‫ِ‬
‫الموت‪ ،‬أو في‬ ‫ِ‬
‫مرض‬ ‫رأس ِ‬
‫المال‪ ،‬وإ ْن فعلهُ في‬ ‫من ِ‬ ‫الصح ِة اعتُ َبر ْ‬
‫َّ‬ ‫فإن فعلهُ في‬ ‫وغيرها‪ْ :‬‬
‫ِ‬
‫الوالدة وقب َل‬ ‫بعد‬
‫ق‪ْ ،‬أو َ‬ ‫للقتل‪ِ ،‬أو الطَّْل ِ‬ ‫ِ‬
‫التقديم ِ‬ ‫البحر‪ِ ،‬أو‬
‫تمو ِج ِ‬ ‫الحرب‪ ،‬أو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التحام‬ ‫ِ‬
‫حال‬
‫لث وإ ال فال‪.‬‬ ‫بالموت اعتُبِر من الثُ ِ‬
‫ِ‬ ‫األشياء‬ ‫واتصلت ِ‬
‫هذه‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫المشيمة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫انفصال‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬

‫‪113‬‬
‫وقعت ُدفعةً‪ ،‬أو‬
‫ْ‬ ‫فإن‬ ‫ِ‬
‫باألول فاألول‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫المرض ُبدئ‬ ‫الثلث‪ ،‬عما َّ‬
‫نجزهُ في‬ ‫عج َز ُ‬
‫فإن َ‬
‫ْ‬
‫كان ثََّم‬
‫سواء َ‬ ‫بين ِّ‬
‫الكل‪،‬‬ ‫ث َ‬ ‫ِّم الثلُ ُ‬ ‫ث ِ‬
‫ٌ‬ ‫كانت أو ُدفعةً‪ -‬قُس َ‬ ‫‪-‬متفرقةً ْ‬ ‫ِّ‬ ‫عن الوصايا‬ ‫عج َز الثُلُ ُ‬
‫َ‬
‫ق ْأم ال‪.‬‬ ‫ِعتْ ٌ‬
‫ٍ‬
‫‪-‬كزيد‪-‬‬ ‫عي ٍن‬
‫لم َّ‬ ‫ِ‬ ‫معي ٍن‬
‫لغير َّ‬ ‫إن كانت ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن كانت ُ‬ ‫كالفقراء‪ْ ،‬‬ ‫بالموت ْ‬ ‫وتلزم الوصيةُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫كم بأنهُ ِمل ُكهُ ْ‬
‫الموت‪ ،‬وإ ْن‬ ‫من ِ‬
‫حين‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬ولو متراخياً‪ُ -‬ح َ‬ ‫بعد الموت ْ‬ ‫فإن قبل َ‬‫موقوف‪ْ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‬‫فالمل ُ‬
‫ك‪ ،‬أو بعدهُ فال‪.‬‬ ‫ط ِ‬
‫المل ُ‬ ‫ِ‬
‫القبض سق َ‬ ‫ور َّد ْقب َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫ردهُ ُحك َم بالملك للوارث‪ ،‬وإ ْن قَب َل َ‬
‫ِ‬
‫الموت‪.‬‬ ‫بعد‬ ‫ِ‬
‫الحياة ْأو َ‬ ‫شرط في‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الوصية على‬ ‫تعليق‬
‫ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫تحم ُل ِ‬
‫هذه الجارية أو الشجرةُ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫كالوصية بما ْ‬ ‫ِ‬
‫وبالمعدوم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واألعيان‪،‬‬ ‫بالمنافع‬
‫ِ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫يجوز االنتفاعُ ‪/‬‬
‫ق‪ ،‬وبما ال يمل ُكهُ اآلن‪ ،‬وبما ُ‬ ‫ِ‬
‫تسليمه كاآلب ِ‬ ‫يقدر على‬ ‫ِ‬
‫وبالمجهول‪ ،‬وبما ال ُ‬
‫كالخ ِ‬
‫مر‬ ‫به منها َ‬‫س‪ ،‬ال بما ال ينتفع ِ‬
‫الن ِج ِ‬ ‫ِ‬
‫والزيت َّ‬ ‫ِ‬
‫كالكلب‬ ‫ِ‬
‫النجاسات‪،‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫‪ 117‬به َ‬
‫ِ‬
‫والخ ِ‬
‫نزير‪.‬‬
‫إن أجازها‬ ‫ِ‬ ‫ولقاتله‪ ،‬وكذا لوارثِ ِه َ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫الموت ْ‬ ‫عند‬ ‫والمرتد‬ ‫والذمي‬
‫ِّ‬ ‫للحربي‬
‫ِّ‬ ‫وتجوز الوصيةُ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫لمن ُعِل َم‬ ‫ِ‬
‫تلد ِ‬
‫لدون‬ ‫بأن َ‬
‫الوصية إذا انفص َل حياً‪ْ ،‬‬ ‫عند‬
‫وجودهُ َ‬ ‫ُ‬ ‫وللح ْم ِل فتُدفعُ ْ‬ ‫بقيةُ الورثة‪َ ،‬‬
‫سيد يطؤها‪.‬‬ ‫زوج لها وال َ‬ ‫ِ‬ ‫ستة ٍ‬ ‫ِ‬
‫سنين‪ ،‬وال َ‬ ‫ودون أربع َ‬ ‫َ‬ ‫الوصية‪ْ ،‬أو فوقها‬ ‫من‬
‫أشهر َ‬
‫لعبد فَقَبِ َل ُدفع إلى ِ‬
‫سيده‪.‬‬ ‫وإ ْن أوصى ٍ‬
‫َ‬
‫الم ِ‬
‫لك‬ ‫صح الرجوعُ وبطلت الوصيةُ‪ ،‬وإ زالةُ ِ‬ ‫الوصية َّ‬ ‫ِ‬ ‫رجع عن‬ ‫ثم‬ ‫ٍ‬
‫بشيء َّ‬ ‫وإ ْن وصى‬
‫َ‬
‫لزوال ِه ْ‬
‫البيع‪،‬‬
‫ضهُ على ِ‬ ‫بأن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رهنهُ‪ْ ،‬أو َع َر َ‬
‫دبرهُ ْأو كاتََبهُ ْأو َ‬ ‫تعريضهُ‬
‫ُ‬ ‫والهبة‪ْ ،‬أو‬ ‫كالبيع‬
‫ِ‬ ‫فيه‬
‫أو أوصى ِ‬
‫الغ ْز َل ْأو خلطهُ‬ ‫نسج َ‬
‫الدقيق‪ْ ،‬أو َ‬‫َ‬ ‫عجن‬
‫القمح ْأو َ‬ ‫َ‬ ‫طحن‬
‫َ‬ ‫بأن‬
‫اسمهُ ْ‬ ‫أزال َ‬ ‫ببيعه‪ْ ،‬أو َ‬ ‫ْ‬
‫بغير ِه ُرجوعٌ‪.‬‬ ‫عيناً‪ِ -‬‬ ‫‪-‬إذا كان ُم َّ‬
‫وقب َل القَ ِ‬
‫بول‬ ‫بعدهُ ْ‬
‫مات َ‬ ‫الموصي بطلَ ِت الوصيةُ‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫الموصى لهُ قب َل‬‫َ‬ ‫مات‬
‫وإ ْن َ‬
‫وردها‪.‬‬ ‫فلوارثه قَُبولُها ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫الفرائض‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫ق‬‫أن َيتَ َعلَّ َ‬‫واإل ْر ِث‪ ،‬إال ْ‬
‫يون والوصايا ِ‬ ‫ُّ‬
‫ود ْفنه قَْب َل الد ِ َ‬
‫هيز ِه َ ِ ِ‬
‫ِّت بِ ُم ْؤَن ِة تَ ْج ِ‬ ‫ي ْب َدأُ ِم ْن تَ ِر َك ِة المي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قوق‬
‫فإن ُح َ‬ ‫المشتَري ُم ِفلساً‪َّ ،‬‬ ‫مات ُ‬‫يع إذا َ‬ ‫والر ْه ِن والجاني‪ ،‬والمبِ ِ‬ ‫كاة َّ‬‫كالز ِ‬‫ق َّ‬ ‫كة َح ٌّ‬ ‫بِع ْي ِن التَِّر ِ‬
‫َ‬
‫َّم‬ ‫ثم تَُنفَّ ُذ وصاياه‪َّ ،‬‬ ‫والد ْف ِن‪ ،‬ثَُّم َ‬‫هيز َّ‬ ‫نة التَّ ْج ِ‬‫هؤالء تُقَ َّدم على مؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫ثم تُقَس ُ‬ ‫يونهُ‪َّ ،‬‬
‫ك تُ ْقضى ُد ُ‬ ‫بعد ذل َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬
‫تَ ِر َكتُهُ ْبي َن َو َرثَتِ ِه‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫واألخ‬
‫ُ‬ ‫واألب وأَبوهُ وإ ْن عال‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫سفل‪،‬‬
‫وابُنهُ وإ ْن َ‬
‫االب ُن ْ‬ ‫جال َع َش َرةٌ‪ْ :‬‬ ‫الر ِ‬‫والوارثون ِم َن ِ‬
‫َ‬
‫وابنهُما‪،‬‬‫ألب‪ْ ،‬‬ ‫قيق أو ٍ‬ ‫والعم َّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ألب‪،‬‬‫ق ِأو ٍ‬ ‫األخ َّ‬
‫الشقي ِ‬ ‫وابن ِ‬ ‫ألب أو أل ٍُّم‪ُ ،‬‬ ‫شقيقاً كان أو ٍ‬
‫ق‪.‬‬‫والم ْعتِ ُ‬
‫وج ُ‬ ‫والز ُ‬‫َّ‬
‫والج َّدةُ أ ُُّم األ ُِّم‪،‬وأ ُُّم‬ ‫ت ِ‬ ‫البنت وبِْن ُ‬ ‫الن ِ‬
‫والوارثات ِم َن ِّ‬
‫االبن وإ ْن سف َل‪ ،‬واأل ُُّم َ‬ ‫ُ‬ ‫ساء َس ْبعٌ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والم ْعتِقَةُ‪.‬‬
‫والزوجةُ ُ‬
‫كانت أَو ِ‬
‫ألب أو أل ٍُّم‪َّ ،‬‬ ‫ت شقيقةً ْ ْ‬ ‫ُخ ُ‬
‫لت‪ ،‬واأل ْ‬ ‫ِ‬
‫األب وإ ْن َع ْ‬
‫وبنات‬ ‫نوهن وبناتُهُ َّن‪،‬‬ ‫وب َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وأوالد األخوات‪َ ،‬‬‫ُ‬ ‫البنات‪،‬‬ ‫أوالد‬
‫ُ‬ ‫وه ْم‪:‬‬
‫األرحام‪ُ ،‬‬ ‫وأما َذوو‬
‫َّ‬
‫ألم ِه‪ ،‬وأبو األ ُِّم‪ ،‬والخا ُل والخالةُ‪/ ،‬‬ ‫األب ِّ‬‫أي‪ :‬أَخو ِ‬ ‫ِ‬
‫والع ُّم لأل ُِّم؛ ْ‬
‫ِ‬
‫وبنات األعمام‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫اإلخو ِة‪،‬‬‫ِ‬
‫ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثون ِع ْندنا بطري ِ‬
‫المال كما‬ ‫فس َد َب ْي ُ‬
‫ق األصالة بل إذا َ‬ ‫بهم‪ ،‬فال َي ِر َ‬
‫ومن ْأدلى ْ‬
‫والعمةُ‪ْ ،‬‬
‫َّ‬ ‫‪118‬‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلرث]‪:‬‬ ‫[موانعُ‬
‫اإلرث أربعةٌ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وموانعُ‬
‫األو ُل القت ُل‪:‬‬
‫بغ ْي ِر ِه‪َ ،‬خطأً‬
‫الح ِّد‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫بح ٍّ‬ ‫فم ْن قَتَ َل ُم َو ِّرثَهُ ْلم َي ِرثْهُ‪،‬‬
‫صاص‪ْ ،‬أو في َ‬ ‫كالق‬ ‫سواء قَتَلَهُ َ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫عليه بما يوجب ِ‬ ‫يشهد ِ‬
‫صاص‪ ،‬أو َح َفر بِئراً‬ ‫َ‬ ‫الق‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كان أو سبباً‪ِ ،‬مث ُل ْ‬
‫أن‬ ‫كان أو عمداً‪ُ ،‬مباشرةً َ‬ ‫َ‬
‫كان‪.‬‬‫ق َ‬ ‫بأي طري ٍ‬ ‫مد َخ ٌل في قَ ْتِل ِه ِّ‬ ‫ِ‬
‫فوقَع فيها‪ ،‬والحاص ُل َّأنهُ ال َي ِرثُهُ َمتى َ‬
‫كان لهُ ْ‬
‫الثاني ال ُك ْف ُر‪:‬‬
‫من ٍ‬
‫الحربِ ُّي إال َ‬
‫من‬ ‫الكافر ْ‬
‫ُ‬ ‫يرث‬
‫مسلم‪ ،‬وال ُ‬ ‫كافر ْ‬ ‫من ٍ‬
‫كافر‪ ،‬وال ٌ‬ ‫سلم ْ‬
‫يرث ُم ٌ‬‫فال ُ‬
‫تلفت‬
‫اخ ْ‬ ‫ٍ‬
‫بعض‪ ،‬وإ ِن ْ‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ثون بعضهُ ْم ْ‬
‫توار َ‬
‫أم ُن َفي َ‬
‫والمستَ َ‬
‫والمعاه ُد ُ‬
‫الذم ُّي ُ‬
‫وأما ِّ‬
‫بي‪َّ ،‬‬ ‫الحر ِّ‬
‫ْ‬
‫ث‪.‬‬ ‫الم ُّ‬
‫رتد فال ِ‬
‫ير ُ‬ ‫ِ‬
‫ودار ُه ْم‪ .‬وأما ُ‬
‫ملَلُهُ ْم ُ‬
‫الر ُّ‬
‫ق‪:‬‬ ‫الثالث ِّ‬
‫ُ‬
‫ض ِه‬
‫يورث بما جمعه ببع ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫لكن‬
‫ث‪ْ ،‬‬ ‫ضهُ ُحٌّر ال ِ‬
‫ير ُ‬ ‫بع ُ‬
‫ومن ْ‬
‫ث‪ْ ،‬‬
‫يور ُ‬
‫يرث‪ ،‬وال َ‬
‫قيق ال ُ‬
‫فالر ُ‬
‫َّ‬
‫الح ِّر‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الموت‪:‬‬ ‫الرابع استبهام ِ‬
‫وقت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫من‬ ‫منهما‪ْ ،‬لم ِ‬ ‫ق أو تحت ْ ٍ‬
‫بغر ٍ‬ ‫ِ‬
‫أحد ُهما َ‬
‫ث ُ‬ ‫ير ْ‬ ‫السابق ْ‬
‫ُ‬ ‫علم‬
‫ولم ُي ْ‬
‫هدم ْ‬ ‫توارثان َ‬ ‫مات ُم‬
‫فإذا َ‬
‫ِ‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ِ‬
‫القرآن‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الستَّةَ المذكورةَ في‬
‫وض‪ ،‬أعني الفروض ِّ‬ ‫أهل الفُُر ِ‬ ‫ميراث ِ‬ ‫ِ‬ ‫فص ٌل في‬
‫ْ‬
‫ُّد ُس‪.‬‬ ‫ثان والثُّلُ ُ‬
‫ث والس ُ‬ ‫والرُبعُ والثُّ ُم ُن والثُّلُ ِ‬
‫النصف ُّ‬
‫ُ‬
‫ات‬ ‫َّ‬
‫والجد ُ‬ ‫ُّ‬
‫والجد‬ ‫واألخوات‬
‫ُ‬ ‫وبنات ِ‬
‫االبن‬ ‫ُ‬ ‫والبنات‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫واألبوان‬ ‫ِ‬
‫الزوجان‬ ‫لع َشر ٍة‪:‬‬
‫وهي َ‬
‫َ‬
‫األم‪.‬‬
‫من ِّ‬‫واألخوات َ‬
‫ُ‬ ‫واإلخوةُ‬
‫وارث‪ ،‬وله الربع مع ِ‬
‫الولد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ولد‪ ،‬أو ِ‬
‫ولد ٍ‬
‫ابن‬ ‫عدم ٍ‬
‫صف مع ِ‬ ‫‪ -1‬الزوج‪ :‬فلهُ ِّ‬
‫الن ُ‬
‫ُ ُُ‬
‫ولد ِ‬
‫االبن‪.‬‬ ‫أو ِ‬
‫وارث‪ ،‬ولها الثُّمن مع ِ‬
‫الولد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ولد ٍ‬
‫ابن‬ ‫الولد‪ ،‬أو ِ‬
‫عدم ِ‬‫الربع مع ِ‬
‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -2‬الزوجةُ‪ :‬فلها ُ ُ‬
‫ِ‬
‫والثمن‪.‬‬ ‫الربع‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولد ِ‬‫أو ِ‬
‫ِ‬ ‫واألربع ما للواحدة َ‬
‫ِ‬ ‫والثالث‬ ‫وللزوجتين‬ ‫االبن‪.‬‬
‫ابن ٍ‬
‫ابن‬ ‫ابن وال ُ‬
‫يكن معهُ ٌ‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫وابن ِ‬
‫االبن‪ْ ،‬‬ ‫االبن ِ‬
‫الس ُد ُس مع ِ‬
‫األب‪ :‬فلهُ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫صَبةٌ كما سيأتي‪.‬‬
‫فهو َع َ‬
‫َ‬
‫كان أو أنثى‪ ،‬وال‬ ‫ولد ٍ‬
‫ابن ذكراً َ‬ ‫ولد‪ ،‬وال ُ‬
‫يكن معها ٌ‬ ‫ث إذا ْلم ْ‬‫األم‪ :‬فلها الثُلُ ُ‬
‫‪ُّ -4‬‬
‫ِ‬
‫مسألة‬ ‫تكن في‬ ‫واألخوات‪ ،‬سواء كانوا ِ‬
‫أشقَّاء‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫من اإلخو ِة‬ ‫ِ‬
‫ولم ْ‬
‫ألم‪ْ ،‬‬
‫ألب أو ٍّ‬ ‫ٌ‬ ‫اثنان َ‬
‫ِ‬
‫وأبوين‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫زوجة‬ ‫ِ‬
‫وأبوين‪ ،‬وال‬ ‫زوج‬
‫ٍ‬
‫السد ُس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫واألخوات فلها ُ‬ ‫اثنان من اإلخو ِة‬
‫ابن‪ ،‬أو ِ‬ ‫ولد ٍ‬
‫ولد‪ ،‬أو ُ‬ ‫كان معها ٌ‬‫فإن َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫فرض‬ ‫بعد‬
‫بقي َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ث ما َ‬ ‫زوجة وأبوين‪ ،‬فلها ثُلُ ُ‬ ‫زوج وأبوين‪ ،‬أو‬
‫مسألة ٍ‬ ‫كانت في‬
‫وإ ْن ْ‬
‫الزوج في األولى ِّ‬ ‫ِ‬
‫الزوجة‪ ،‬والباقي ِ‬
‫السد ُس ألنهُ‬
‫صف‪ ،‬ولها ُ‬ ‫الن َ‬ ‫ُ‬ ‫لألب‪ ،‬فيأخ ُذ‬ ‫الزوج أو‬
‫ِ‬
‫ث ما‬‫الرب َع‪ ،‬ألنهُ ثلُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألم ُ‬
‫بع‪ُّ ،‬‬ ‫الر َ‬
‫بقي‪ ،‬والباقي لألب‪ ،‬وفي الثانية تأخ ُذ الزوجةُ ُ‬
‫ث ما َ‬‫ثلُ ُ‬
‫بقي‪ ،‬والباقي ِ‬
‫لألب‪.‬‬
‫وللبنتين فصاعداً الثُ ِ‬
‫لثان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫صف‪،‬‬
‫الن ُ‬ ‫البنت المفردةُ‪ :‬فلها ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫ِ‬
‫الثلثين‪.‬‬ ‫فرد ِة الس ُ‬
‫ُّد َس تكملةُ‬ ‫الم َ‬ ‫بنت ُّ ِ‬
‫الصْلب ُ‬
‫االبن فصاعداً لها مع ِ‬‫بنت ِ‬ ‫‪ُ -6‬‬
‫ِ‬
‫الثلثان‪ ،‬وإ ن كانت‬ ‫ِ‬
‫والثنتين فصاعداً‬ ‫النصف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫المفردةُ الشقيقةُ فلها‬
‫األخت ُ‬
‫ُ‬ ‫‪-7‬‬
‫األب فصاعداً مع‬‫ولألخت من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثلثان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والثنتين فصاعداً‬ ‫النصف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫من ِ‬
‫األب فلها‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الثلثين‪.‬‬ ‫السد ُس تكملةُ‬ ‫ِ‬
‫المفردة ُ‬ ‫ِ‬
‫الشقيقة‬
‫من ِ‬
‫األب‪.‬‬ ‫فاألخوات َ‬
‫ُ‬ ‫فإن فُِق ْد َن‬
‫صَبةٌ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اء مع البنات َع َ‬
‫ُ ِ‬
‫واألخوات األشقّ ُ‬
‫مثالُهُ‪:‬‬
‫النصف‪ ،‬والباقي لألخت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وأخت‪ِ :‬‬
‫للبنت‬ ‫ٌ‬ ‫بنت‬
‫‪ٌ -1‬‬

‫‪116‬‬
‫ِ‬
‫للشقيقة‪ ،‬وال‬ ‫ِ‬
‫الثلثان‪ ،‬والباقي‬ ‫ِ‬
‫للبنتين‬ ‫وأخت ٍ‬
‫ألب‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأخت شقيقةٌ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫بنتان‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫شيء لألخرى‪.‬‬
‫َ‬
‫وأخوات وتارة ال‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫يكون معهُ إخوةٌ‬
‫ُ‬ ‫‪ -8‬وأما ُّ‬
‫الجد‪ :‬فتارةً‬
‫هو‬ ‫ِِ‬ ‫وابن ِ‬‫االبن ِ‬
‫السد َس مع ِ‬
‫االبن‪ ،‬ومع عدمهما َ‬ ‫فإن ْلم يكونوا معهُ فلهُ ُ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫صَبةٌ كما سيأتي‪.‬‬
‫َع َ‬
‫ٍ‬
‫فرض‪،‬‬ ‫معهم ذو‬ ‫يكون‬
‫ُ‬ ‫أشقاء‪ ،‬أو ٍ‬
‫ألب‪ ،‬فتارةً‬ ‫ُ‬ ‫وأخوات‬
‫ٌ‬ ‫كان معهُ إخوةٌ‬
‫وإ ْن َ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬
‫وتارةً ال‪120/ .‬‬
‫ص‬
‫َّب إناثهُ ْم‪ ،‬ما ْلم ينقُ ْ‬
‫وعص َ‬
‫الجد اإلخوةَ َ‬‫قاسم ُّ‬ ‫ٍ‬
‫فرض َ‬ ‫معهم ذو‬
‫ْ‬ ‫يكن‬
‫فإن ْلم ْ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ويجع ُل‬
‫لث‪ُ ،‬‬ ‫فرض لهُ الثُ ُ‬ ‫نقص َّ‬
‫فإنهُ ُي ُ‬ ‫فإن َ‬
‫جميع ِ‬
‫المال‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫عن ثلُ ِث‬ ‫ِ‬
‫بالمقاسمة ْ‬ ‫ما يخصُّهُ‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪ ،‬مثالُهُ‪:‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬ ‫ِ‬
‫واألخوات‪ِ ،‬‬ ‫الباقي لإلخو ِة‬
‫وأخت‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ُّ -1‬‬
‫جد‪،‬‬
‫ِ‬
‫وأختان‪.‬‬ ‫‪ٌّ -2‬‬
‫جد‬
‫ٍ‬
‫أخوات‪.‬‬ ‫وثالث‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫جد‪،‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ٍ‬
‫أخوات‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫جد‪ ،‬وأربعُ‬ ‫د‪-‬‬
‫وأخ‪.‬‬
‫جد‪ٌ ،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫هـ‪-‬‬
‫ِ‬
‫وأخوان‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫جد‪،‬‬ ‫و‪-‬‬
‫وأخت‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وأخ‪،‬‬ ‫ز‪ٌّ -‬‬
‫جد‪ٌ ،‬‬
‫ِ‬
‫وأختان‪.‬‬ ‫وأخ‪،‬‬
‫جد‪ٌ ،‬‬‫ٌّ‬ ‫‪-6‬‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪.‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬
‫هذه الصور ِ‬ ‫الجد في ِ‬ ‫فيقاسم ُّ‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫ثم ُيعطى ُّ‬
‫الجد َ‬ ‫فرضهُ َّ‬
‫ُ‬ ‫ض لذي الفَ ْر ِ‬
‫ض‬ ‫ٍ‬
‫فرض فُ ِر َ‬ ‫كان معهُ ذو‬
‫وإ ْن َ‬ ‫‪-‬‬
‫جميع‬ ‫سد ِ‬
‫س‬ ‫المقاسمة‪ ،‬أو ِ‬
‫ثلث ما يبقى‪ ،‬أو ُ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬
‫ثالثة أشياء‪ :‬إما‬
‫ِ‬ ‫األوفر لهُ ْ‬
‫َ‬ ‫الباقي‬
‫ِ‬
‫المال‪ ،‬مثالُهُ‪:‬‬
‫خير لهُ‪.‬‬
‫وأخ‪ :‬المقاسمةُ ٌ‬ ‫زوج‪ٌّ ،‬‬
‫وجد‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪-1‬‬
‫خير لهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وأخوان‪ٌّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جميع المال ٌ‬
‫ِ‬ ‫سد ُس‬
‫وجد‪ُ :‬‬ ‫بنتان‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫خير لهُ‪.‬‬
‫ث الباقي ٌ‬ ‫ج‪ -‬زوجةٌ‪ ،‬وثالثةُ إخو ٍة‪ٌّ ،‬‬
‫وجد‪ :‬ثلُ ُ‬

‫‪117‬‬
‫السد ُس‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫وللجد ُ‬ ‫السد ُس‪،‬‬
‫ولألم ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫الثلثان‪،‬‬ ‫ِ‬
‫للبنتين‬ ‫وأم‪ٌّ ،‬‬
‫وجد‪ ،‬وإ خوةٌ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بنتان‪ٌّ ،‬‬ ‫‪-8‬‬
‫وتسقُطُ اإلخوةُ‪.‬‬
‫األشقاء عند‬
‫َ‬ ‫األشقاء‪ ،‬واإلخوةُ ِ‬
‫لألب‪َّ :‬‬
‫فإن‬ ‫ُ‬ ‫اجتمع مع ِّ‬
‫الجد اإلخوةُ‬ ‫وإ ْن‬ ‫‪-‬‬
‫َ‬
‫من ِ‬ ‫ِ‬
‫يأخذون نصيبهُ ْم‪ ،‬مثالُهُ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫األب‪َّ ،‬‬ ‫الجد اإلخوةَ َ‬ ‫ون على ِّ‬ ‫المقاسمة َي ُع ُّد َ‬
‫ث الذي خصَّهُ‬ ‫ق‪ :‬الثلُ ُ‬ ‫لألخ الشقي ِ‬ ‫ِ‬
‫والثلثان ِ‬ ‫للجد الثلُ ِث‪،‬‬
‫ألب‪ِّ :‬‬ ‫وأخ ٍ‬ ‫شقيق‪ٌ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫وأخ‬
‫جد‪ٌ ،‬‬ ‫ٌّ‬
‫فيعود نفعه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن‬
‫إليه‪ْ ،‬‬ ‫ُ ُُ‬ ‫الشقيق يح ِجُبهُ‬
‫َ‬ ‫األب‪ ،‬ألن‬ ‫من ِ‬ ‫األخ َ‬‫نصيب ِ‬ ‫ُ‬ ‫هو‬
‫بالقسمة‪ ،‬والثلُث الذي َ‬ ‫ْ‬
‫النصف والباقي لهُ‪121/ .‬‬ ‫َ‬ ‫من ِ‬
‫األب‬ ‫األخ َ‬ ‫كم َل لها ُ‬ ‫فردةً َّ‬ ‫الشقيق أختاً َ‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫َ‬
‫وأخت شقيقةٌ‪:‬‬ ‫وأم‪ٌّ ،‬‬
‫وجد‪،‬‬ ‫زوج‪ٌّ ،‬‬‫وهي‪ٌ :‬‬ ‫الجد إال في َ ِ‬ ‫مع ِّ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫األكدرية َ‬ ‫فرض لألخت َ‬ ‫وال ُي ُ‬
‫يحجب‬
‫ُ‬ ‫من‬‫وليس هنا ْ‬ ‫ق الما ُل‪َ ،‬‬ ‫السد ُس‪ ،‬استُ ْغ ِر َ‬
‫وللجد ُ‬ ‫ِّ‬ ‫الثلث‪،‬‬
‫ولألم ُ‬ ‫ِّ‬ ‫النصف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فللزوج‬
‫ِ‬
‫من‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫األخت عن ِ‬
‫من تسعة‪ :‬للزوجة ثالثةٌ َ‬ ‫فتقس ُم ْ‬‫بنصيب األخت‪َ ،‬‬ ‫فرضها فتعو ُل المسألةُ‬ ‫َ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫وتقسم بينها وبينهُ‬‫ُ‬ ‫والجد‪ ،‬فتُجمعُ‬ ‫األخت‬ ‫نصيب‬
‫ُ‬ ‫وهي‬
‫ولألم اثنان‪ ،‬يبقى أربعةٌ َ‬ ‫التسعة‪،‬‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪.‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬ ‫ِ‬
‫األب‪ ،‬أو‬‫األم وهكذا‪ .‬أو َّأم ِ‬ ‫األم‪ْ ،‬أو َّأم َّأم ِّ‬‫فإن كانت َّأم ِّ‬ ‫الجدةُ‪ْ ،‬‬ ‫الجدات‪ :‬أما َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪-9‬‬
‫أب‪،‬‬‫السد ُس‪ ،‬مث ُل ِّأم ٍ‬ ‫درجة فلهما ُ‬ ‫ٍ‬ ‫جدتان في‬‫ِ‬ ‫اجتمع‬ ‫السد ُس‪ ،‬وإ ن‬ ‫األب وهكذا‪ ،‬فلها ُ‬ ‫َّأم ِّأم ِ‬
‫َ‬
‫من ِ‬
‫جهة‬ ‫أب‪ ،‬وإ ن كانت إحداهما أقرب فإن ِ‬ ‫وأم أبي ٍ‬ ‫وأم ٍّأم‪ ،‬أو ِّأم ِّأم ٍ‬
‫كانت القُربى ْ‬ ‫َ‬ ‫أب‪ِّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫بل‬
‫البعدى‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫جهة ِ‬ ‫من ِ‬ ‫وأم ِّأم ٍ‬ ‫ِ‬
‫األب ْلم تسقط ُ‬ ‫كانت ْ‬ ‫أب‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫أسقطت البعدى‪ ،‬مث ُل ِّأم ٍّأم ِّ‬ ‫األم‬
‫ِّ‬
‫بل‬
‫ترث ْ‬ ‫األم فال ُ‬ ‫وأم ِّأم ٍّأم‪ ،‬وأما الجدةُ التي هي ُّأم أبي ِّ‬ ‫أب‪ِّ ،‬‬ ‫س‪ ،‬مث َل ِّأم ٍ‬ ‫الس ُد ِ‬
‫يشتركان في ُ‬ ‫ِ‬
‫سبق‪.‬‬
‫األرحام كما َ‬ ‫ِ‬ ‫من ذوي‬ ‫هي ْ‬
‫ِ‬
‫ولالثنين فصاعداً‬ ‫السد ُس‪،‬‬
‫فللواحد منهم ُ‬ ‫ِ‬ ‫األم‪:‬‬
‫من ِّ‬ ‫واألخوات َ‬
‫ُ‬ ‫وأما اإلخوةُ‬ ‫‪-10‬‬
‫سواء‪.‬‬ ‫الثلث‪ ،‬ذكور ُهم وإ ناثُهم ِ‬
‫فيه‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ْ‬
‫ِ‬
‫البحث]‪:‬‬ ‫[خالصةُ‬
‫ك َّ‬
‫أن‪:‬‬ ‫تلخص من ذل َ‬
‫َ‬
‫واألخت الشقيقةُ‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫وبنت ِ‬
‫االبن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والبنت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫خمسة‪ :‬الزوج في ٍ‬
‫حالة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فرض‬ ‫النصف‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ألب‪.‬‬
‫حالة‪ ،‬والزوجةُ في ٍ‬
‫حالة‪.‬‬ ‫اثنين‪ :‬الزوج في ٍ‬
‫فرض ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫والرُبعُ‬‫ُ‬
‫للزوجة في ٍ‬
‫حالة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فرض‬
‫ٌ‬ ‫والثُ ُم ُن‬

‫‪118‬‬
‫ِ‬
‫واألختان فصاعداً‪،‬‬ ‫بنات ِ‬
‫االبن فصاعداً‪،‬‬ ‫البنات فصاعداً‪ ،‬أو ُ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫أربعة‪:‬‬ ‫فرض‬ ‫ِ‬
‫والثلثان‬
‫ُ‬
‫الشقيقتان‪ ،‬أو ِ‬
‫لألب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األم‪.‬‬ ‫من ِ‬
‫ولد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫األم في ٍ‬ ‫فرض ٍ‬
‫فأكثر ْ‬
‫واثنان ُ‬ ‫حالة‪،‬‬ ‫اثنين‪ُّ :‬‬ ‫ُ‬ ‫ث‬
‫والثلُ ُ‬
‫للجد مع اإلخو ِة‪.‬‬
‫فرض ِّ‬
‫وقد ُي ٌ‬‫ْ‬
‫َّ‬
‫والجدةُ في‬ ‫واألم في ٍ‬
‫حالة‪،‬‬ ‫والجد في ٍ‬
‫حالة‪ُّ ،‬‬ ‫ُّ‬ ‫سبعة‪ :‬األب في ٍ‬
‫حالة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫فرض‬ ‫والسد ُس‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فرد ٍة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫شقيقة َ‬ ‫ألب مع‬ ‫ٍ‬
‫أخوات ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وألخت أو‬ ‫الصْل ِب‪،‬‬ ‫االبن فصاعداً مع ِ‬
‫بنت ُّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ولبنت ِ‬ ‫ٍ‬
‫حالة‪،‬‬
‫من اإلخو ِة ِّ‬
‫لألم‪122/ .‬‬ ‫ٍ‬
‫ولواحد َ‬
‫الح ِ‬
‫جب‪:‬‬ ‫فص ٌل في َ‬
‫واألب‪،‬‬ ‫كان أو أنثى‪،‬‬ ‫وولد ِ‬‫الولد‪ِ ،‬‬
‫أربعة‪ِ :‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫االبن‪ ،‬ذكراً َ‬ ‫األم مع‬
‫من ِّ‬‫األخ َ‬
‫يرث ُ‬‫ال ُ‬
‫ُّ‬
‫والجد‪.‬‬
‫ِ‬
‫واألب‪.‬‬ ‫وابن ِ‬
‫االبن‪،‬‬ ‫االبن‪ِ ،‬‬
‫ثالثة‪ِ :‬‬‫الشقيق مع ٍ‬
‫ُ‬ ‫األخ‬
‫يرث ُ‬
‫وال ُ‬
‫واألخ الشقي ِ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الثالثة‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫ٍ‬
‫أربعة‪:‬‬ ‫من ِ‬
‫األب مع‬
‫ِ‬ ‫األخ َ‬ ‫يرث ُ‬
‫وال ُ‬
‫أقرب منهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ابن ٍـٍِ‬
‫ابِن‬ ‫مع ِ‬ ‫االبن فسافالً مع ِ‬
‫االبن‪ ،‬وال َ‬ ‫ابن ِ‬ ‫يرث ُ‬
‫وال ُ‬
‫جهة ِ‬
‫األب مع‬ ‫من ِ‬ ‫َّ‬
‫والجدةُ التي ْ‬ ‫األم‪ ،‬وال ُّ‬
‫الجد‬ ‫أي ٍ‬
‫جهة ُك َّن مع ِّ‬ ‫من ِّ‬‫هن ْ‬‫الجدات كلُّ َّ‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫ِ‬
‫األب‪.‬‬
‫أسفل‬ ‫َّ‬
‫درجتهن‪ ،‬أو َ‬ ‫يكون في‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫بنات ِ‬
‫االبن إال ْ‬ ‫ترث ُ‬ ‫ِ‬
‫الثلثين ْلم ْ‬ ‫البنات‬
‫ُ‬ ‫استكمل‬
‫َ‬ ‫وإ ذا‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪.‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬
‫يعصبهُ َّن‪ِ ،‬‬ ‫ذكر‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫منهن ٌ‬
‫مثالُهُ‪:‬‬
‫ابن‬ ‫ابن ٍ‬ ‫لبنت ِ‬ ‫للبنتين الثلثان‪ ،‬وال شيء ِ‬ ‫ِ‬ ‫وبنت ٍ‬ ‫ِ‬
‫ابن‪ ،‬أو ُ‬ ‫كان معها ُ‬
‫االبن‪ ،‬فلو َ‬ ‫َ‬ ‫ابن‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بنتان‪،‬‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪.‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬
‫كان الباقي لها ولهُ‪ِ ،‬‬ ‫ابن ٍ‬
‫ِ‬
‫ابن َ‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫الثلثين لم ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫من األب‪ ،‬إال ْ‬
‫األخوات َ‬
‫ُ‬ ‫ترث‬ ‫األشقاء‬
‫ُ‬ ‫األخوات‬
‫ُ‬ ‫وإ ذا استكملت‬
‫ِ‬
‫األنثيين‪.‬‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬
‫فيعصبهُ َّن‪ِ ،‬‬ ‫أخ َّ‬
‫لهن‬ ‫معهُ َّن ٌ‬
‫ُ‬
‫ب‬‫حج َ‬
‫ب أيضاً ْ‬ ‫يحج ُ‬
‫محجوب ال ُ‬
‫ٌ‬ ‫يرث َّ‬
‫لكنهُ‬ ‫ومن ُ‬ ‫ب أحداً‪ْ ،‬‬ ‫يحج ُ‬
‫يرث أصالً ال ُ‬ ‫ومن ال ُ‬ ‫ْ‬
‫يرثون‪،‬‬
‫َ‬ ‫واألم ال‬ ‫األم مع ِ‬
‫األب ِّ‬ ‫من ِّ‬‫تنقيص‪ ،‬مث ُل اإلخو ِة َ‬
‫ٍ‬ ‫حجب‬
‫َ‬ ‫ب‬‫يحج ُ‬
‫قد ُ‬ ‫لكنهُ ْ‬ ‫ٍ‬
‫حرمان‪َّ ،‬‬
‫السد ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫األم من ِ‬
‫الثلث إلى ُ‬ ‫ويحجبون َّ‬
‫َ‬

‫‪119‬‬
‫وهي‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫بالجز ِء‬ ‫روض على الس ِ‬
‫مثل مسألة المباهلة‪َ ،‬‬
‫الزائد َ‬ ‫ُعيلت ُ‬
‫ِّهام أ ْ‬ ‫ومتى زادت الفُ ُ‬
‫واألم ال‬
‫غرق الما ُل‪ُّ ،‬‬
‫النصف‪ ،‬استُ َ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ولألخت‬ ‫النصف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فللزوج‬
‫ِ‬ ‫وأخت شقيقةٌ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وأم‪،‬‬
‫زوج‪ٌّ ،‬‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫ولألخت‬ ‫للزوج ثالثةٌ‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ثمانية‪:‬‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫فتنقسم ْ‬
‫ُ‬ ‫األم‪،‬‬
‫بفرض ِّ‬ ‫ث‪ ،‬فتعا ُل‬
‫فرض لها الثلُ ُ‬
‫في ُ‬‫تحجب‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫ولألم ِ‬
‫اثنان‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ثالثةٌ‪،‬‬
‫ِ‬
‫العصبات‪:‬‬ ‫فص ٌل في‬
‫اجتمع‬ ‫الفر ِ‬
‫ض إذا‬ ‫ِ‬ ‫من يأخ ُذ جميع ِ‬
‫َ‬ ‫صاحب ْ‬ ‫عن‬
‫يفض ُل ْ‬
‫انفرد‪ ،‬أو ما ُ‬
‫َ‬ ‫المال إذا‬ ‫َ‬ ‫والعصبةُ ْ‬
‫بات‪123/ .‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاحب الفَ ْر ِ‬
‫الع َ‬
‫شيء سقطت َ‬ ‫ٌ‬ ‫ض‬ ‫عن‬
‫يفض ْل ْ‬
‫فإن ْلم ُ‬ ‫معهُ‪ْ ،‬‬
‫واألخ‬ ‫ثم ُّ‬
‫الجد وإ ن عال‪.‬‬ ‫األب‪َّ ،‬‬ ‫ابن ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ثم ُ‬ ‫سفل‪َّ ،‬‬
‫االبن وإ ْن َ‬ ‫ثم ُ‬ ‫االبن‪َّ ،‬‬
‫وأقرب العصبات‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫ثم‬
‫سفل‪َّ ،‬‬
‫ثم ابنهُ وإ ْن َ‬
‫العم‪َّ ،‬‬
‫ثم ُّ‬ ‫األخ ِ‬
‫لألب‪َّ ،‬‬ ‫ابن ِ‬
‫ثم ُ‬ ‫ِ‬
‫لألبوين‪َّ ،‬‬ ‫األخ‬
‫ابن ِ‬‫ثم ُ‬ ‫ثم ِ‬
‫لألب‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫لألبوين‪َّ ،‬‬
‫ابنهُ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ثم ُ‬ ‫عم ِ‬
‫األب‪َّ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫عبد‪ ،‬إما بإعتا ٍ‬
‫ق‪ ،‬أو‬ ‫عليه ٌ‬‫عتق ِ‬ ‫فمن َ‬ ‫فعصبات الو ِ‬ ‫بات ٍ‬
‫الء‪ْ ،‬‬ ‫ُ َ‬ ‫نسب‬ ‫عص ُ‬
‫يكن لهُ َ‬‫فإن ْلم ْ‬‫ْ‬
‫وارث‬ ‫استيالد‪ ،‬أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تدبير‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫وليس لهُ‬
‫العتيق َ‬
‫ُ‬ ‫مات هذا‬
‫ذلك فوالؤهُ لهُ‪ ،‬فإذا َ‬
‫غير َ‬ ‫كتابة‪ ،‬أو‬
‫الوالء إلى‬
‫ُ‬ ‫انتقل‬
‫ق ميتاً َ‬ ‫كان المعتِ ُ‬
‫فإن َ‬
‫ِ‬
‫بالوالء‪ْ ،‬‬ ‫عصَبةٌ‪ ،‬ورثهُ المعتِ ُ‬
‫ق‬ ‫فرض وال َ‬ ‫ٍ‬ ‫ذو‬
‫األخ‬
‫أن َ‬ ‫تقدِم‪ ،‬إال َّ‬
‫الم ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫دون ِ‬ ‫ِ‬
‫فاألقرب على الترتيب ُ‬
‫ُ‬ ‫األقرب‬
‫ُ‬ ‫قد ُم‬
‫الورثة‪ُ ،‬ي ّ‬ ‫سائر‬ ‫عصباته َ‬ ‫َ‬
‫انتقل إلى معت ِ‬
‫ق‬ ‫نسب َ‬ ‫عصَبةُ ٍ‬ ‫ق َ‬ ‫يكن للمعت ِ‬
‫فإن ْلم ْ‬
‫الجد‪ْ ،‬‬ ‫األخ َّ‬
‫مقد ٌم على ِّ‬ ‫الجد‪ ،‬وهنا ُ‬‫ك َّ‬ ‫يشار ُ‬
‫معتق ِ‬
‫األب على‬ ‫ُ‬ ‫ق‪َّ ،‬‬
‫فيقد ُم‬ ‫ق أيضاً الوالء على ِ‬
‫أوالد العتي ِ‬ ‫ِ‬
‫عصبته‪ .‬وللمعت ِ‬ ‫ثم إلى‬
‫ق‪َّ ،‬‬‫المعت ِ‬
‫ُ‬
‫األم‪.‬‬
‫ق ِّ‬ ‫معت ِ‬
‫انجر‬
‫ذلك َّ‬
‫بعد َ‬‫عتق أبوهُ َ‬
‫فلو َ‬ ‫فأتت ٍ‬
‫بولد فوالؤهُ لمعت ِ‬ ‫عبد بمعتَقَ ٍة ْ‬
‫األم‪ْ ،‬‬
‫ق ِّ‬ ‫تزوج ٌ‬
‫َ‬ ‫فلو‬
‫ْ‬
‫ق ِ‬
‫األب‪.‬‬ ‫األم إلى معتِ ِ‬
‫ق ِّ‬ ‫من معت ٍ‬‫الوالء ْ‬
‫ُ‬
‫للميت أقارب‪،‬‬‫ِ‬ ‫يكن‬ ‫وأوالده وع ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تقائه‪ ،‬فإذا لم ْ‬ ‫ُ‬ ‫من عتيقها‬
‫بالوالء إال ْ‬ ‫ترث المرأةُ‬
‫وال ُ‬
‫فإن ْلم‬ ‫بيت ِ‬ ‫انتقل مالُه إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫السلطان عادالً‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫كان‬
‫إن َ‬ ‫للمسلمين ْ‬
‫َ‬ ‫المال إرثاً‬ ‫والء عليه‪ُ َ ،‬‬ ‫وال َ‬
‫كان ثََّم ذو‬
‫إن َ‬ ‫قد ِر فروضهم‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الزوجين على ْ‬ ‫من ِ‬
‫غير‬ ‫ِ‬
‫الفروض ْ‬ ‫يكن عادالً ُر َّد على ذوي‬
‫ْ‬
‫ٍ‬
‫فرض‪.‬‬
‫ِ‬
‫األرحام]‪:‬‬ ‫[توريث ذوي‬

‫‪120‬‬
‫ولد‬
‫فيجع ُل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫من ُيدلي به‪ُ ،‬‬
‫مقام ْ‬
‫منهم َ‬
‫فيقام كل واحد ْ‬‫فيصرف إلى ذوي األرحام‪ُ ،‬‬‫ُ‬ ‫وإ ال‬
‫األم والخا ُل والخالةُ‬
‫كآبائهم‪ ،‬وأبو ِّ‬ ‫ِ‬
‫واألعمام‬ ‫وبنات اإلخو ِة‬
‫ُ‬ ‫كأمهاتهم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واألخوات‬ ‫ِ‬
‫البنات‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫كاألب‪.‬‬ ‫والعمةُ‬
‫َّ‬ ‫لألم‬
‫والعم ِّ‬
‫ُّ‬ ‫كاألم‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وابن‬
‫االبن‪ُ ،‬‬
‫أحد أختهُ‪ ،‬إال ُ‬
‫ِّب ٌ‬
‫أقرب منهُ‪ ،‬وال ُيعص ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫بالتعصيب وثََّم‬ ‫أحد‬
‫يرث ٌ‬
‫وال ُ‬
‫من‬ ‫ابن ِ‬ ‫ِ‬ ‫للذكر مث ُل حظِّ‬
‫أخواتهم ِ‬ ‫ِ‬
‫االبن ْ‬ ‫ِّب ُ‬
‫األنثيين‪ ،‬ويعص ُ‬ ‫ْ‬ ‫بون‬
‫يعص َ‬
‫فإنهم ِّ‬
‫واألخ‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫االبن‪،‬‬
‫يكن َّ‬
‫لهن‬ ‫عم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يحاذيه ْ ِ‬
‫ِ‬
‫أبيه إذا ْلم ْ‬ ‫وبنات ِّ‬ ‫عماته‬ ‫من‬
‫من فوقهُ ْ‬
‫ِّب ْ‬
‫من بنات عمه‪ ،‬ويعص ُ‬
‫فرض‪124/ .‬‬‫ٌ‬
‫من‬
‫فأكثر َ‬ ‫ِ‬
‫واثنان ُ‬ ‫وأم أو َّ‬
‫جدةٌ‪،‬‬ ‫زوج‪ٌّ ،‬‬
‫المشركةَ وهي‪ٌ :‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫فرض إال‬ ‫عاصب ذا‬
‫ٌ‬ ‫ك‬
‫وال يشار ُ‬
‫لألم‬ ‫الجد ِة ُ‬
‫السد ُس‪ ،‬ولإلخو ِة ِّ‬ ‫ولألم أو َّ‬
‫ِّ‬ ‫النصف‪،‬‬
‫ُ‬ ‫للزوج‬
‫ِ‬ ‫فأكثر‪:‬‬
‫شقيق ُ‬
‫ٌ‬ ‫وأخ‬ ‫اإلخو ِة ِّ‬
‫لألم‪ٌ ،‬‬
‫الشقيق‪.‬‬ ‫ث يشاركهم ِ‬
‫فيه‬
‫ُ‬ ‫الثلُ ُ ُ‬
‫ابن‬
‫زوج‪ ،‬أو ُ‬
‫عم هو ٌ‬ ‫ث بهما‪ِ ،‬‬
‫كابن ٍّ‬ ‫ور َ‬ ‫ٍ‬
‫وتعصيب‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫فرض‬ ‫ٍ‬
‫شخص جهتا‬ ‫جد في‬
‫ومتى ُو َ‬
‫ألم‪.‬‬
‫أخ ٍّ‬
‫هو ٌ‬
‫عم َ‬
‫ٍّ‬
‫النكاح‬
‫ِ‬ ‫كتاب‬
‫ُ‬
‫دب‬
‫وفقد األُهبةَ ُن َ‬
‫احتاج َ‬
‫َ‬ ‫دب لهُ‪ ،‬ومن‬ ‫ووجد أُهبةً ُن َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الرجال‬ ‫من‬
‫النكاح َ‬
‫ِ‬ ‫احتاج إلى‬
‫َ‬ ‫من‬
‫وجدها‬
‫ومن َ‬ ‫وفقد األهبةَ ُكرهَ لهُ‪ْ ،‬‬
‫النكاح َ‬ ‫ِ‬ ‫يحتج إلى‬
‫ْ‬ ‫ومن ْلم‬ ‫ِ‬
‫بالصوم‪ْ ،‬‬ ‫كسر شهوتَهُ‬ ‫وي ُ‬‫تركهُ‪َ ،‬‬
‫يتعبد‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫من َه َرٍم‬ ‫جد مانع ِ‬
‫بالعبادة أفض ُل‪ْ ،‬‬ ‫كره‪ ،‬لكن االشتغا ُل‬ ‫ومرض دائم ْلم ُي ْ‬ ‫به ْ‬ ‫وو َ ٌ‬ ‫ُ‬
‫فالنكاح أفض ُل‪.‬‬
‫ُ‬
‫تزوج بِكراً‪،‬‬
‫أن َي َ‬‫ويندب ْ‬
‫ُ‬ ‫فيكرهُ‪،‬‬ ‫دب لها‪ ،‬وإ ال ُ‬ ‫النكاح ُن َ‬
‫ِ‬ ‫احتاجت إلى‬
‫ْ‬ ‫وأما المرأةُ فإن‬
‫ٍ‬
‫قريبة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫قرابة‬ ‫ذات‬
‫َولوداً‪ ،‬جميلةً‪ ،‬عاقلةً‪ ،‬ديِّنةً نسيبةً‪ ،‬ليست َ‬
‫أن ِ‬
‫يخطَبها وإ ْن ْلم‬ ‫ٍ‬
‫ينظر إلى وجهها وكفيها قب َل ْ‬ ‫أن َ‬ ‫امرأة فالسنةُ ْ‬ ‫نكاح‬
‫عزم على ِ‬ ‫فإذا َ‬
‫ِ‬
‫والكفين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الوجه‬ ‫غير‬ ‫ِ‬
‫ينظر َ‬‫النظر‪ ،‬وال ُ‬ ‫تكرير‬
‫ُ‬ ‫ذلك‪ ،‬ولهُ‬
‫تأذن في َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الحسن‬ ‫ِ‬
‫األمرد‬ ‫األجنبي ِة حرةً كانت أو أمةً‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫شيء من‬‫أن ينظر الرج ُل إلى ٍ‬
‫َ‬ ‫ويحر ُم ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األمن‪.‬‬ ‫عند‬
‫األمة ما عدا عورتها َ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫ولو بال شهو ٍة مع ِ‬
‫ينظر َ‬
‫أن َ‬ ‫يجوز ْ‬
‫وقيل ُ‬ ‫الفتنة‪َ ،‬‬ ‫أمن‬ ‫ْ‬
‫لكن ُيكرهُ نظر ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فرج‬ ‫ِ‬
‫الزوجين إلى ِ‬ ‫من‬
‫كل َ‬ ‫ُ‬ ‫وأمته حتى العور ِة‪ْ ،‬‬ ‫زوجته‬ ‫وينظَُر إلى‬
‫ِ‬
‫اآلخر‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ِ‬
‫محارمه‪ ،‬والمرأةُ إلى‬ ‫ِ‬
‫األجنبية‪ ،‬والرج ُل إلى‬ ‫والممسوح إلى‬ ‫ِ‬
‫سيدته‪،‬‬ ‫العبد إلى‬
‫وينظُُر ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫بين ُ ِ‬
‫فحرام‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫حرمها‬ ‫وم َ‬
‫غير زوجها َ‬ ‫نظرها إلى ِ‬ ‫السرة والركبة‪ ،‬وأما ُ‬ ‫محر ِمها فيما عدا َ‬ ‫َ‬
‫كشف‬
‫ُ‬ ‫ويحر ُم عليها‬ ‫ِ‬
‫األمن‪ُ ،‬‬ ‫عند‬
‫أن تنظَُر منهُ ما عدا عورتَهُ َ‬ ‫وقيل َي ِح ُّل ْ‬
‫كنظر ِه إليها‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫ك‪.‬‬
‫من ذل َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المرأة كافر ٍة‪ ،‬فلتح َذ ِر‬ ‫من بدنها لمراه ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الحمامات ْ‬ ‫النساء في‬
‫ُ‬ ‫ق‪ْ ،‬أو‬ ‫شيء ْ‬
‫النظر‬ ‫باح‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫لفصد‪ ،‬وحجامة‪ ،‬ومداواة‪ُ ،‬‬ ‫ويباحان ْ‬ ‫اللمس‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حر َم‬
‫النظر ُ‬
‫ُ‬ ‫حر َم‬
‫ومتى ُ‬
‫ِ‬
‫الحاجة‪.‬‬ ‫بقد ِر‬
‫ونحوهما ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ومعاملة‬ ‫ٍ‬
‫لشهادة‬
‫طبة]‪125/ :‬‬ ‫الخ ِ‬‫[أحكام ِ‬
‫ُ‬
‫عتد ِة ْ‬
‫َّ‬
‫المعتدةُ‬ ‫غير ِه إذا ْ‬
‫كانت رجعيةً‪ ،‬وأما‬ ‫من ِ‬ ‫الم َّ‬ ‫ِ‬
‫ض بخطبة ُ‬ ‫عر َ‬‫صر َح ْأو ُي ِّ‬
‫أن ُي ِّ‬‫ويحر ُم ْ‬
‫ُ‬
‫الوفاة‪ ،‬فيحرم التصريح دون التعريض‪ ،‬وتحرم ِ‬
‫الخطبةُ‬ ‫ِ‬ ‫لع‪ْ ،‬أو عن‬ ‫ٍ‬
‫بثالث‪ْ ،‬أو ُخ ٍ‬ ‫البائن‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ‬
‫جاز‪ ،‬ومن‬ ‫ِ‬
‫بإجابته َ‬ ‫صر ْح‬
‫فإن ْلم ُي َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫طبة ِ‬ ‫على ِخ ِ‬
‫ص ِّر َح لهُ باإلجابة إال بإذنه‪ْ ،‬‬
‫الغير إذا ُ‬
‫مساويهُ بصد ٍ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫خاطب فليذ ُكر‬ ‫شير في‬
‫َ‬ ‫استُ َ‬
‫ك على ما أمر اهلل تعالى ِ‬
‫به‬ ‫وعند ِ‬
‫العقد‪ ،‬ويقو َل‪ :‬أُزوج َ‬ ‫الخ ِ‬
‫طبة‬ ‫عند ِ‬
‫خطب َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬ ‫ُ‬
‫الزوج‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫ِ‬
‫اإليجاب َ‬ ‫عند‬
‫الولي َ‬ ‫خطب‬ ‫ولو‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫بإحسان‪ْ ،‬‬ ‫تسريح‬
‫ٍ‬ ‫بمعروف أو‬ ‫إمساك‬ ‫من‬
‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫الحمد ِ‬
‫ندب‪.‬‬
‫ندب‪ ،‬وقي َل‪ُ :‬ي ُ‬ ‫صح‪َّ ،‬‬
‫لكنهُ ال ُي ُ‬ ‫ت‪َّ .‬‬ ‫رسول اهلل‪ ،‬قبِْل ُ‬ ‫والسالم على‬
‫ُ‬ ‫هلل‪ ،‬والصالةُ‬ ‫ُ‬
‫النكاح]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫[أركان‬
‫ُ‬
‫أركان‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وللنكاح‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫بالكناية‪ ،‬فال‬ ‫حسن العربيةَ‪ ،‬ال‬
‫بالعجمية لمن ُي ُ‬
‫‪ -1‬الصيغةُ الصريحةُ‪ :‬ولو َ‬
‫ك‪ ،‬فقط‪ ،‬وقبول على ِ‬
‫الفور‪ ،‬وهو‬ ‫ك‪ ،‬أو ْأنكحتُ َ‬ ‫ِ‬
‫بإيجاب ُمَن َّجز‪ ،‬وهو َز َّو ْجتُ َ‬ ‫ُّ‬
‫يصح إال‬
‫ينعقد‪،‬‬ ‫اقتصر على قبِ ُ‬
‫لت‪ ،‬لم ْ‬ ‫َ‬ ‫نكحت‪ ،‬أو قبِ ُ‬
‫لت نكاحها أو تزويجها‪ ،‬فلو‬ ‫ُ‬ ‫ت‪ ،‬أو‬
‫تزوج ُ‬
‫ْ‬
‫جتك‪َّ ،‬‬
‫صح‪.‬‬ ‫زو َ‬‫زو ْجني‪ ،‬فقال‪َّ :‬‬
‫ولو قال‪ِّ :‬‬
‫سميعين‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ذكرين‪ُ ،‬ح َّر ْين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫شاهدين‪،‬‬ ‫يصح إال بحضر ِة‬‫ُّ‬ ‫الشهود‪ :‬فال‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬
‫العدالة‪.‬‬ ‫مستوري‬ ‫عدلَْين‪ ،‬ولو‬
‫مسلم ْين‪ْ ،‬‬ ‫تعاقد ْين‪،‬‬
‫الم َ‬ ‫ِ‬ ‫عارفي ِن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫بلسان ُ‬ ‫ْ‬ ‫بصير ْين‪،‬‬
‫َ‬
‫تام النظر‪ ،‬فال‬‫عد ٌل‪ِّ ،‬‬‫سلم‪ْ ،‬‬ ‫َّ ٍ‬ ‫بولي ٍ‬ ‫ُّ‬
‫ذكر‪ ،‬مكلف‪ُ ،‬حٍّر‪ُ ،‬م ٌ‬ ‫يصح إال ٍّ‬ ‫الولي‪ :‬فال‬
‫ُّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ِ‬
‫النظر‬ ‫ومخت ّل‬ ‫ٍ‬ ‫وكافر‪ ،‬وفاس ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ومجنون‪ ،‬ورقي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ق‪ ،‬وسفيه‪ُ ،‬‬ ‫ق‪،‬‬ ‫وصبي‪،‬‬
‫ٍّ‬ ‫المرأة‪،‬‬ ‫واليةَ‬
‫المسلم‪ ،‬إال‬
‫ُ‬ ‫الكافر مولِّيتهُ الكافرةَ‪ ،‬وال يليها‬
‫ُ‬ ‫وخَب ٍل‪ ،‬وال ُّ‬
‫يضر العمى‪ ،‬ويلي‬ ‫بهَ َرٍم َ‬
‫السيد ولو فاسقاً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الذم ِة‪ ،‬أما األمة فيزوجها‬‫أهل َّ‬ ‫ته‪ ،‬والسلطان في ِ‬
‫نساء ِِ‬ ‫ُ‬
‫السيد في أم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪122‬‬
‫بإذن السيدة‪ ،‬فإن ِ‬
‫كانت السيدةُ غير‬ ‫يزوج السيدةَ ِ‬ ‫زوجها من‬ ‫ٍ‬
‫المرأة َّ‬ ‫فإن كانت‬
‫ُ‬
‫جدها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫السيدة أو ُّ‬ ‫زو َجها أبو‬ ‫ٍ‬
‫رشيدة َّ‬
‫ثم ابنهُ‬
‫العم ّ‬
‫ثم ُّ‬
‫ثم ابنهُ ّ‬
‫األخ َّ‬
‫ثم ُ‬ ‫ثم ُّ‬
‫الجد َّ‬ ‫األب َّ‬
‫صباتها‪ ،‬وأوالهم‪ُ :‬‬ ‫فيزوجها َع َ‬
‫وأما الحرةُ ِّ‬
‫الحاكم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ثم َعصبتهُ ثم معتق المعتق ثم عصبته ثم‬
‫عتق ّ‬
‫الم ُ‬
‫ثم ُ‬
‫ّ‬
‫وأحد ُهما‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الدرجة‬ ‫أقرب منهُ‪ ،‬فإن استوى ِ‬
‫اثنان في‬ ‫وهناك من هو‬
‫َ‬ ‫أحد منهم‬
‫يزو ُج ٌ‬
‫وال ِّ‬
‫ُ‬
‫فاألولى أن َي َّ‬ ‫بأبوي ِن واآلخر ٍ‬
‫قد َم ُّ‬
‫أسنهما‬ ‫بأبوي ِن‪ ،‬فإن استويا‪ْ ،‬‬
‫بأب فالولي من ُيدلي ْ‬ ‫ُ‬ ‫من ُيدلي ْ‬
‫ْ‬
‫غير من‬‫زو َج ُ‬ ‫ُقرع‪ ،‬وإ ن ّ‬‫تشاحا أ َ‬‫صح‪ ،‬وإ ْن َّ‬ ‫اآلخر َّ‬
‫ُ‬ ‫زو َج‬‫وأورعهُما‪ ،‬فإن َّ‬
‫ُ‬ ‫وأعلمهما‬
‫ُ‬
‫الموانع‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بشيء من‬ ‫الولي عن أن يكون ولياً‬ ‫ُّ‬ ‫خرج‬ ‫صح أيضاً‪ ،‬وإ ن‬ ‫خر َجت قُرعتُهُ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األولياء‪.‬‬ ‫مة‪ ،‬انتقلت الواليةُ إلى من َبعدهُ من‬ ‫المتقد ِ‬
‫ِّ‬
‫ضلها ‪-‬أي منعها‪ -‬بين يدي‬ ‫ٍ‬
‫فإن َع َ‬ ‫تزويجها‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫الحرةُ إلى ُكفء لزمهُ‬ ‫ومتى دعت َّ‬
‫الحاكم‪ ،‬وال تنتق ُل الواليةُ‬ ‫كان ُمحرماً‪ ،‬زوجها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫القصر‪ ،‬أو َ‬ ‫مسافة‬ ‫الحاكم‪ ،‬أو كان غائباً في‬
‫للولي أن َيو ِّك َل‬ ‫ويجوز‬ ‫زو ْج إال ِ‬
‫بإذنه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫القصر لم تُ َّ‬ ‫ِ‬
‫مسافة‬ ‫غاب إلى ِ‬
‫دون‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫إلى األبعد‪ ،‬وإ ن َ‬
‫ِ‬
‫القبول‬ ‫يوك َل في‬‫وللزوج أن ِّ‬
‫ِ‬ ‫يجوز أن يكون ولياً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يوك َل إال من‬ ‫يجوز أن ِّ‬
‫بتزويجها‪ ،‬وال ُ‬
‫النكاح‬ ‫يوجب‬ ‫ِ‬
‫للوكيل أن‬ ‫للولي وال‬ ‫وليس‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫النكاح لنفسه ولو عبداً‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫يقبل‬
‫جوز أن َ‬ ‫من َي ُ‬
‫قد‬
‫درجته‪ ،‬فإن فُ َ‬ ‫ِ‬ ‫عم في‬ ‫العقد إلى ِ‬
‫ابن ٍّ‬ ‫ض َ‬ ‫يتزو َجها ِ‬ ‫أراد ُّ‬ ‫ِ‬
‫فو َ‬‫العم‪َّ ،‬‬
‫كابن ِّ‬ ‫وليها أن َّ‬ ‫لنفسه‪ ،‬فلو َ‬
‫تزويج ِ‬
‫بنت‬ ‫ِ‬ ‫واحد إال َّ‬
‫الجد في‬ ‫نكاِح ٍ‬ ‫بول في ٍـٍِ‬ ‫اإليجاب والقَ َ‬ ‫ألحد أن يتولى‬‫فالقاضي‪ ،‬وليس ٍ‬
‫َ‬
‫بابن ِ‬
‫ابنه‪.‬‬ ‫ابنه ِ‬‫ِ‬
‫وغير ُم ْجبِ ٍر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قسمين‪ُ :‬م ْجبٌر‪ُ ،‬‬ ‫الولي على‬
‫ُّ‬ ‫ثم‬
‫َّ‬
‫السيد في ِ‬
‫أمته ُمطلقاً‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تزويج ِ‬
‫البكر فقط‪ ،‬وكذا‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫والجد خاصةً في‬ ‫فالمجبِ ُر هو ُ‬
‫األب‬ ‫ُ‬
‫بغير رضاها‪.‬‬‫فء ِ‬ ‫من ُك ٍ‬ ‫المجبِر َّ‬
‫يزوجها ْ‬‫أن لهُ أن ِّ‬ ‫ومعنى ُ‬
‫لألب أو ِّ‬
‫الجد‬ ‫جاز ِ‬ ‫زو ُج إال برضاها وإ ذنِها‪ ،‬فمتى كانت بكراً َ‬ ‫الم ِ‬
‫جبر ال ُي ِّ‬ ‫وغير ُ‬
‫ُ‬
‫ِّب العاقلةُ فال‬ ‫ِ‬ ‫تزويجها ِ‬
‫السكوت‪ .‬وأما الثي ُ‬
‫ُ‬ ‫ذنها‬
‫البالغة وإ ُ‬ ‫استئذان‬
‫ُ‬ ‫ندب‬
‫بغير إذنها‪ ،‬لكن ُي ُ‬ ‫ُ‬
‫البلوغ فال‬ ‫قبل‬
‫وغير ُهما‪ ،‬وأما َ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫والجد ُ‬ ‫األب‬
‫سواء ُ‬‫ٌ‬ ‫باللفظ‪،‬‬ ‫البلوغ‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫أحد إال بإذنها َ‬ ‫زو ُجها ٌ‬‫ُي ِّ‬
‫زو ُج أصالً‪.‬‬
‫تُ َّ‬
‫األب أو ُّ‬
‫الجد أو‬ ‫زوجها ُ‬ ‫األب أو ُّ‬
‫الجد‪ ،‬أو كبيرةً َّ‬ ‫زوجها ُ‬ ‫وإ ن كانت مجنونةً صغيرةً َّ‬
‫ِ‬
‫والمصلحة‪.‬‬ ‫يزوجها للحاجة‬ ‫ُّ‬
‫والجد ِّ‬ ‫واألب‬ ‫ِ‬
‫للحاجة‪،‬‬ ‫يزوجها‬
‫الحاكم ِّ‬ ‫ِ‬
‫الحاكم‪ ،‬لكن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫‪123‬‬
‫طلَبتا‪.‬‬ ‫األمة والم ِ‬
‫كاتبة وإ ن َ‬ ‫ِ‬ ‫تزويج‬ ‫السيد‬ ‫يلزم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫األولياء‪،‬‬ ‫فء إال برضاها ورضا ِ‬
‫سائر‬ ‫غير ُك ٍ‬‫األولياء المرأةَ من ِ‬ ‫ِ‬ ‫أحد من‬ ‫زو ُج ٌ‬ ‫وال ُي ِّ‬
‫عت إلى ِ‬
‫غير‬ ‫فء أصالً وإ ن رضيت‪ ،‬وإ ن َد ْ‬ ‫غير ُك ٍ‬ ‫زو ْج من ِ‬ ‫الحاكم لم تُ َّ‬ ‫وليها‬‫فإن كان ُّ‬
‫َ‬
‫الولي‬ ‫فمن َّ‬ ‫نت ُك ْفؤاً َّ‬‫الولي تزويجها‪ ،‬وإ ن َعَّي ْ‬ ‫ُك ٍ‬
‫ُّ‬ ‫عينهُ‬ ‫الولي ُك ْفؤاً غيرهُ ْ‬ ‫ُّ‬ ‫وعي َن‬ ‫ّ‬ ‫فء لم يلزم‬
‫عيَنتْهُ ْأولى‪127/ .‬‬ ‫فم ْن َّ‬ ‫أولى إن َ ِ‬
‫كان ُمجبراً‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫ْ‬
‫للخيار‪ ،‬فال‬ ‫العيوب المثْبِتَ ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫َّنعة وسالمة‬ ‫والحرية والص ِ‬
‫ِ‬ ‫ين‬ ‫النس ِب ِّ‬
‫والد ِ‬
‫ُ‬ ‫والكفاءةُ في‪َ :‬‬
‫لبي هاشميةً أو‬ ‫هاشمي أو ُمطَّ ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫غير‬
‫رشيةً‪ ،‬وال ُ‬ ‫شي قُ َّ‬ ‫غير قَُر ٍّ‬
‫العجمي عربيةً‪ ،‬وال ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُيكافئ‬
‫ِ‬
‫األصل‪،‬‬ ‫ق حرةَ‬ ‫آباءهُ ِر ٌّ‬
‫مس َ‬ ‫العتيق أو من َّ‬
‫ُ‬ ‫عبد حرةً‪ ،‬وال‬ ‫فاسق عفيفةً‪ ،‬وال ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مطَّلبيةً‪ ،‬وال‬
‫بعيب يثْبِ ُ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫وال ذو ِحرفَ ٍة ٍ‬
‫يار‬
‫ت الخ َ‬ ‫معيب ٍ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫تاجر‪ ،‬وال‬ ‫بنت ٍ‬‫كخياط َ‬ ‫أرفع‪،‬‬
‫بنت ذي حرفة َ‬ ‫دنيئة َ‬
‫ير رضاها‬ ‫بغ ِ‬‫فء َ‬ ‫بغ ْي ِر ُك ٍ‬
‫زوجها َ‬ ‫ِ‬
‫والشيخوخة‪ ،‬فمتى َّ‬ ‫ِ‬
‫باليسار‬ ‫اعتبار‬ ‫سليمةً منهُ‪ ،‬وال‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫لألبعد‬ ‫فليس‬ ‫جته ِّ‬ ‫األولياء الذين هم في در ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫رضي ْ‬
‫َ‬ ‫ضوا أو‬ ‫كاح باط ٌل‪ ،‬وإ ن َر ُ‬ ‫فالن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ورضا‬
‫اعتراض‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الصغير والصغير ِة َّ‬
‫زوجهُ‪ ،‬وليس له أن‬ ‫ِ‬ ‫تزويج‬
‫ِ‬ ‫األب أو ُّ‬
‫الجد المصلحةَ في‬ ‫وإ ذا رأى ُ‬
‫األب‬
‫زوجهُ ُ‬ ‫كاح َّ‬
‫الن ِ‬
‫واحتاج إلى ّ‬ ‫كان سفيهاً أو مجنوناً ُم ْ‬
‫طبقاً‬ ‫أمةً وال َمعيبةً‪ ،‬وإ ن َ‬
‫َ‬ ‫يزوجهُ َ‬
‫ِّ‬
‫عق َد لن ْف ِس ِه َ‬
‫جاز‪ ،‬وإ ن عقَ َد بال ٍ‬
‫إذن فباط ٌل‪ ،‬وإ ن‬ ‫للسفيه أن ي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫الحاكم‪ ،‬فإن ِأذنوا‬
‫ُ‬ ‫أو ُّ‬
‫الجد‪ ،‬أو‬
‫سرى جاريةً واحدةً‪.‬‬ ‫كان ِمطالقاً تَ َّ‬
‫َ‬
‫النكاح‪،‬‬ ‫إجبارهُ على‬ ‫بإذنه وليس ِ‬
‫للسيد‬ ‫يتزوج ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫والكبير َّ ُ‬‫ُ‬ ‫السيد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫زو ُجهُ‬
‫الصغير ُي ِّ‬
‫ُ‬ ‫والعبد‬
‫ُ‬
‫السيد ِ‬
‫عليه‪.‬‬ ‫للعبد إجبار ِ‬ ‫وال ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزوجة]‪:‬‬ ‫[تسليم‬ ‫فصل‬
‫ُ‬
‫االستمتاع‪،‬‬
‫َ‬ ‫طيق‬
‫كانت تُ ُ‬
‫الزوج إن ْ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫منزل‬ ‫طلَبها في‬ ‫المرأة على ِ‬
‫الفور إذا َ‬ ‫ِ‬ ‫تسليم‬ ‫يجب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بالليل‪،‬‬ ‫تسليمها إال‬ ‫يجب‬
‫كانت أمةً ْلم ْ‬
‫فإن ْ‬ ‫ت‪ ،‬وأكثره ثالثةُ ٍ‬ ‫سألت االنتظار أ ِ‬ ‫فإن ِ‬
‫ُ‬ ‫أيام‪ْ ،‬‬ ‫ُُ‬ ‫ُنظ َر ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫عند ِ‬
‫السيد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بالنهار َ‬ ‫وهي‬
‫االستمتاع‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫بالبركة‪ِ ،‬‬
‫ويمل ُ‬ ‫ِ‬ ‫أول ما يلقاها‪ ،‬ويدعو‬ ‫ستحب أن يأخ َذ الزوج ِ‬
‫بناصَيتها َ‬ ‫ُّ‬ ‫والم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حرةً كانت أو‬
‫كانت حرةً‪ ،‬ولهُ أن َيعز َل عنها َّ‬
‫إن ْ‬ ‫يسافر بها ْ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫إضرار‪ ،‬ولهُ أن‬ ‫من ِ‬
‫غير‬ ‫بها ْ‬
‫من‬ ‫كالغ ِ‬ ‫توقف االستمتاعُ ِ‬ ‫أن ُي ِلزمها بما َي ُ‬
‫سل َ‬ ‫عليه‪ُ ،‬‬ ‫يفعل‪ ،‬ولهُ ْ‬
‫أن ال َ‬ ‫أمةً‪ ،‬لكن األولى ْ‬

‫‪124‬‬
‫واالستحداد‪ ،‬وإ زالةُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الجنابة‪،‬‬ ‫كالغ ِ‬
‫سل من‬ ‫ِ‬
‫اللذات‪ُ ،‬‬ ‫يتوقف ِ‬
‫عليه كما ُل‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الحيض‪ ،‬وبما‬
‫األوساخ‪.‬‬
‫ِ‬
‫النكاح]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫يحرم من‬
‫ُ‬ ‫فصل [ما‬
‫واألخوات‬ ‫ِ‬
‫األوالد وإ ْن َس َفْل َن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وبنات‬ ‫ِ‬
‫والبنات‬ ‫والجدات وإ ن َع ْلو َن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫األم‬
‫نكاح‪ِّ :‬‬
‫ُ‬ ‫حر ُم ُ‬ ‫َي ُ‬
‫ِ‬
‫الزوجة‬ ‫وأم ‪128/‬‬ ‫ِ‬
‫والخاالت وإ ْن َع ْلو َن‪ِّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫والعمات‬ ‫ِ‬
‫واألخوات وإ ْن َس َفْل َن‪،‬‬ ‫وبنات اإلخو ِة‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫هن يحرمن بمجر ِد ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫زوجته فال‬ ‫بنت‬
‫العقد‪ ،‬وأما ُ‬ ‫وأزواج آبائه وأوالده‪ ،‬هؤالء كلَ َّ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫وجداتها‪،‬‬
‫ّ‬
‫حلت لهُ بنتُها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الدخول بها ْ‬ ‫قبل‬
‫األم َ‬ ‫أبان َّ‬ ‫فإن َ‬ ‫باألم‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫بالدخول ِّ‬ ‫تحر ُم إال‬
‫ُ‬
‫بم ٍ‬
‫لك‬ ‫طوآته هو ِ‬
‫ِ‬ ‫مو‬ ‫ٍ‬ ‫بم ٍ‬‫أبنائه ِ‬
‫ِ‬ ‫أحد ِ‬ ‫عليه م ْن ِ‬ ‫ويحرم ِ‬
‫وأمهات ْ‬
‫ُ‬ ‫شبهة‪،‬‬ ‫لك أو‬ ‫آبائه أو‬ ‫وطئها ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُُ‬
‫بهة‪ ،‬وبناتها‪.‬‬‫أو ُش ٍ‬
‫مؤبداً‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ذلك تحريماً َ‬
‫كل َ‬
‫ثم َو ِطَئها‬‫تزو َج امرأةً َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجمع بين المرأة وأختها أو عمتها أو خالتها‪ ،‬وإ ْن ّ‬ ‫َ‬ ‫حر ُم أن‬ ‫وي ُ‬‫َ‬
‫ك‬
‫من ذل َ‬ ‫أمها أو بنتها ب ُش ٍ‬ ‫ابنه بِ ُش ْب ٍ‬
‫ومن َح ُر َم ْ‬
‫نكاحها‪ْ ،‬‬
‫انفسخ ُ‬
‫َ‬ ‫بهة‬ ‫وطئ هو َّ‬‫َ‬ ‫هة‪ ،‬أو‬ ‫أبوهُ‪ ،‬أو ُ ُ‬
‫بالرضاع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالنسب َح ُر َم‬
‫تزوج‬ ‫ثم‬
‫َمتَهُ َّ‬ ‫اليمين‪ِ ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫بم ِ‬
‫طؤها ِ‬
‫َ‬ ‫ومن وطئ أ َ‬ ‫لك‬ ‫مم ْن ذكرناهُ َح ُر َم و ْ‬
‫نكاحها َّ‬‫ومن َح ُر َم ُ‬ ‫ْ‬
‫مت المملوكةُ‪.‬‬ ‫أُختها أو عمتَها أو خالتَها حلَّت له المنكوحةُ وحر ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬
‫كتابي‬ ‫أحد أبويها‬
‫ومن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ويحرم على الم ِ‬
‫ٌّ‬ ‫والمرتدة‪ْ ،‬‬ ‫والوثنية‪،‬‬ ‫المجوسية‪،‬‬ ‫نكاح‬
‫سلم ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُُ‬
‫نفس ِه‪ ،‬ومالكتِ ِه‪ْ ،‬‬
‫ط ُء‬
‫يجوز َو ْ‬‫لكن ُ‬ ‫وجارية ِ‬
‫ِ‬ ‫وجارية ِ‬
‫ابنه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكتابية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واألمة‬ ‫مجوسي‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫واآلخر‬
‫ُ‬
‫عتد ِة من‬
‫والم َّ‬ ‫ِ‬
‫الم ْح ِرمة ُ‬ ‫ونكاح ُ‬
‫ُ‬
‫اليمين‪ ،‬وتَحرم المالعنةُ على الم ِ‬
‫الع ِن‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫بم ِ‬
‫لك‬ ‫الكتابية ِ‬
‫ِ‬ ‫األم ِة‬
‫َ‬
‫غير ِه‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بين ِ‬
‫االقتصار على واحدة‪ ،‬ولهُ‬
‫ُ‬ ‫واألولى‬
‫أربع‪ْ ،‬‬‫من ٍ‬ ‫أكثر ْ‬ ‫يجمع َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫الحر ْ‬
‫حر ُم على ِّ‬ ‫وي ُ‬
‫َ‬
‫كاح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بم ِ‬
‫أن يطأَ ِ‬
‫الح ِّر ن ُ‬
‫ويحر ُم على ُ‬
‫اثنتين‪ُ ،‬‬ ‫أكثر من‬
‫ويحر ُم على العبد ُ‬
‫شاء‪ُ ،‬‬ ‫اليمين ما َ‬ ‫لك‬ ‫ْ‬
‫األمة الم ِ‬
‫سلمة إال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ت‪ ،‬وهو الوقوعُ في الزنا‪.‬‬ ‫العَن َ‬
‫أن يخاف َ‬ ‫‪ْ -1‬‬
‫لالستمتاع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫تصلح‬
‫ُ‬ ‫وليس عندهُ حرةٌ‬
‫َ‬ ‫‪-2‬‬
‫تصلح‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫جارية‬ ‫ق ُح َّر ٍة ْأو ِ‬
‫ثمن‬ ‫صدا ِ‬
‫ُ‬ ‫عن َ‬
‫وع َج َز ْ‬
‫‪َ -3‬‬

‫‪125‬‬
‫الم َحلِّ ِل وهو‬ ‫ٍ‬ ‫تعة‪ ،‬وهو ْ ِ‬ ‫غار ونكاح الم ِ‬ ‫نكاح ِّ‬
‫الش ِ‬ ‫ُّ‬
‫نكاح ُ‬
‫أن َي ْنكحها إلى ُمدة‪ ،‬وال ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫يصح ُ‬ ‫وال‬
‫ط َّ‬
‫صح‪.‬‬ ‫ولم َي ْشتَ ِر ْ‬
‫لذلك ْ‬
‫قد َ‬ ‫أن ْينكحها ُليحلِّلَها للذي طلقَها ثالثاً‪ْ ،‬‬
‫فإن َع َ‬ ‫ْ‬
‫ثبت الخيار من العيوب]‪:‬‬‫فصل [فيما ُي ُ‬
‫ناء‪،‬‬
‫قاء‪ ،‬أو قَ ْر َ‬
‫أبرص‪ ،‬أو وجدها‪َ :‬رتْ َ‬ ‫َ‬ ‫اآلخر‪ :‬مجنوناً‪ْ ،‬أو مجذوماً‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫أحد ُهما‬
‫وجد ُ‬ ‫إذا َ‬
‫الحاكم‪129/ ،‬‬‫ِ‬ ‫العقد على ِ‬
‫الفور عند‬ ‫فسخ ِ‬ ‫الخيار في ِ‬ ‫أو وجدتهُ ِعِّنيناً‪ ،‬أو َم ْجبوباً‪َ ،‬‬
‫ثبت‬
‫ُ‬
‫ث‬‫حد َ‬‫أن تَ ُ‬ ‫سواء كان ِ‬
‫الخيار أيضاً‪ ،‬إال ْ‬ ‫ُ‬ ‫ثبت‬
‫العيب َ‬
‫ُ‬ ‫حدث‬
‫ولو َ‬ ‫العيب أم ال‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫به مث ُل ذل َ‬ ‫ٌ َ‬
‫أن َيطأها فال خيار‪.‬‬ ‫العَّنةُ َ‬
‫بعد ْ‬ ‫ُ‬
‫رافعة ِ‬
‫يوم الم ِ‬ ‫بالعَّن ِة َّ‬
‫فسخ لها‬ ‫جام َع فيها فال َ‬ ‫فإن َ‬‫إليه‪ْ ،‬‬ ‫من ِ ُ‬ ‫الحاكم سنةً ْ‬
‫ُ‬ ‫أجلهُ‬ ‫أقر ُ‬ ‫وإ ذا َّ‬
‫الفسخ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وإ ال فلها‬
‫راد بالفو ِر في ِ ِ‬
‫يب السنة‪.‬‬ ‫العَّنة َعق َ‬‫ُ‬ ‫والم ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫وجب‬ ‫ِ‬
‫الوطء‬ ‫بعد‬
‫بعيب حدث َ‬ ‫الدخول فال مهر‪ ،‬أو بعدهُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫كان قب َل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وقع الفَ ْس ُخ فإن َ‬ ‫ومتى َ‬
‫الم ِ‬
‫ثل‪.‬‬ ‫حدث قَبله فمهر ِ‬ ‫ٍ‬
‫سمى‪ ،‬أو بعيب َ ُ َ ُ‬ ‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫حل له نكاح ِ‬
‫األمة َّ‬
‫تخي َر‪.‬‬ ‫ممن َي ُّ ُ ُ‬ ‫فبانت أمةً وهو ْ‬ ‫ْ‬ ‫ط أنها حرةٌ‬ ‫وإ ْن شر َ‬
‫فبانت أمةً أو كتابيةً فال خيار‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ط‬ ‫فبانت ُحرةً‪ ،‬أو ْلم ِ‬
‫يشتر ْ‬ ‫ْ‬ ‫ط أنها أمةٌ‬ ‫وإ ْن َشر َ‬
‫ِ‬
‫الحاكم‪ ،‬وإ ذا‬ ‫من ِ‬
‫غير‬ ‫نكاحهُ على ِ‬
‫الفور ْ‬ ‫تفسخ َ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫قت فلها ْ‬ ‫بأمة فأعتِ َ‬ ‫عبد ٍ‬ ‫تزو َج ٌ‬ ‫وإ ْن ّ‬
‫يهودي أو‬
‫ٌّ‬ ‫والزوج‬
‫ُ‬ ‫ين‪ ،‬أو أسلمت المرأةُ‬ ‫المجوسي ِ‬
‫َّ‬ ‫الوثَنَِّي ِ‬
‫ين أو‬ ‫ِ‬
‫الزوجين َ‬ ‫أحد‬
‫أسلم ُ‬‫َ‬
‫لت الفُرقةُ‪،‬‬‫تعج ِ‬ ‫ِ‬
‫الدخول َّ‬ ‫قبل‬
‫كان َ‬ ‫ِ‬ ‫نصراني‪ ،‬أو َّ‬
‫فإن َ‬‫أحدهما‪ْ ،‬‬‫ُ‬ ‫سلمان أو‬ ‫الم‬
‫ارتد الزوجان ُ‬ ‫ٌّ‬
‫الع ّد ِة‪ْ ،‬‬
‫دام‬ ‫ِ‬ ‫انقضاء ِ‬
‫ِ‬ ‫كان بعدهُ توقَّ ْ‬
‫فإن اجتمعا على اإلسالم قَْب َل انقضائها َ‬ ‫فت على‬ ‫وإ ن َ‬
‫اختار أربعاً‬ ‫أربع‬
‫من ٍ‬ ‫حين ِ‬
‫تبديل ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫من ِ‬ ‫النكاح‪ ،‬وإ ال ح ِكم بالفُر ِ‬
‫َ‬ ‫أسلم على أكثر ْ‬ ‫ين‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫قة ْ‬ ‫ُ َ ْ‬ ‫ُ‬
‫َّ‬
‫منهن‪.‬‬
‫كتاب الصَّداق‬
‫ُ‬
‫ضر‪.‬‬
‫ذكر ْلم َي َّ‬ ‫يس ُّن تسميتُه في ِ‬
‫فإن لم ُي ْ‬
‫العقد‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ثل‪،‬‬ ‫مهر ِ‬
‫الم ِ‬ ‫من ِ‬ ‫مهر ِ‬ ‫من ِ‬ ‫زو ُج ابنتهُ الصغيرةَ َّ‬
‫بأكثر ْ‬
‫الصغير َ‬
‫َ‬ ‫ابنهُ‬
‫المثل‪ ،‬وال َ‬ ‫بأقل ْ‬ ‫وال ُي ِّ‬
‫مهر ِ‬
‫المثل‪.‬‬ ‫من ِ‬
‫بأكثر ْ‬ ‫ووجب مهر ِ‬
‫والعبد َ‬
‫ُ‬ ‫يتزوج السفيهُ‬
‫ُ‬ ‫المثل‪ ،‬وال‬ ‫َ ُ‬ ‫سمى‬
‫الم َّ‬
‫ط َل ُ‬
‫فإن فع َل ب َ‬
‫ْ‬

‫‪126‬‬
‫وديناً‬ ‫َّ‬ ‫ويجوز حاالًّ‬ ‫ُّ‬
‫ومؤجالً وعيناً ْ‬ ‫ُ‬ ‫صداقاً‪،‬‬ ‫جاز َج ْعلُهُ َ‬ ‫يكون ثمناً َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫جاز ْ‬ ‫وكل ما َ‬
‫بموت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالقبض‪ ،‬وي ِ‬ ‫وتتصرف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قبل‬
‫أحدهما َ‬ ‫بالدخول ْأو‬ ‫ستق ُّر‬ ‫ِ َ‬ ‫فيه‬ ‫ُ‬ ‫بالتسمية‪،‬‬ ‫ومنفعةً‪ ،‬وتَ ْمل ُكهُ‬
‫ِ‬
‫الدخول‪.‬‬
‫مت نفسها ِ‬ ‫َّ‬ ‫ًّ‬
‫إليه‬ ‫فإن َسل ْ َ‬ ‫كان حاال‪ْ ،‬‬ ‫إن َ‬ ‫ضهُ ْ‬ ‫تسليم نفسها حتى تقبِ َ‬ ‫من ِ‬ ‫أن تَ ْمتَنِ َع ْ‬ ‫ولها ْ‬
‫االمتناع‪.‬‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫ط حقها َ‬ ‫القبض سق َ‬ ‫ِ‬ ‫قبل‬
‫فوطئها َ‬
‫من‬
‫المهر‪ ،‬أو ْ‬ ‫ط ُ‬ ‫ت سقَ َ‬ ‫مت أو َّ‬
‫ارتد ْ‬ ‫بأن أسلَ ْ‬ ‫الدخول ْ‬‫ِ‬ ‫من جهتِها َ‬
‫قبل‬ ‫وردت فُ ْرقَةٌ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وإ ْن‬
‫بعينه‪ ،‬وإ ال‬‫نصفه إن كان باقياً ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ط نِصفُهُ‪ ،‬ويرجعُ في‬ ‫ق‪ ،‬سق َ‬ ‫ارتد أو طلَّ َ‬ ‫أسلم أو َّ‬ ‫بأن َ‬ ‫ِجهتِ ِه ْ‬
‫رج َع في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫كانت من ِ‬ ‫قيمته َّ‬ ‫ِ‬
‫كان زائداً زيادةً ُمنفَصلةً َ‬ ‫فإن َ‬ ‫التلف‪ْ ،‬‬ ‫العقد إلى‬ ‫أقل ما ْ‬ ‫فنصف‬
‫ُ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رت بين ِّ ِ‬ ‫الزيادة‪ْ ،‬أو متصلةً تَ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وبين نصف قيمته‪ ،‬وإ ن َ‬ ‫رده زائداً َ‬ ‫خي ْ َ‬ ‫دون‬
‫النصف َ‬
‫ِ‬
‫قيمته‪.‬‬ ‫ِ‬
‫نصف‬ ‫وبين‬ ‫ِ‬ ‫ناقصاً َّ‬
‫بين أخذه ناقصاً َ‬ ‫تخي َر َ‬
‫نساء عصباتِها في‬ ‫من ِ‬ ‫بمن ُيساويها ْ‬ ‫عتب ُر ْ‬‫رغب به في مثلها‪ ،‬فَُي َ‬
‫ِ‬
‫المثل هو ما ُي ُ‬ ‫ثم مهر ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫نقص‬ ‫بمزيد ْأو‬ ‫َّت‬
‫فإن اختص ْ‬ ‫والبلد‪ْ ،‬‬ ‫والبكار ِة‬‫سار والثُّيوبة َ‬ ‫والي ِ‬‫والجمال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والعقل‬ ‫ِّ‬
‫السن‬
‫ومن‬ ‫فبنساء ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بلدها ْ‬ ‫فباألرحام‪ ،‬وإ ال‬ ‫النساء‬ ‫من‬
‫بات َ‬ ‫ص ٌ‬ ‫يكن لها َع َ‬ ‫فإن ْلم ْ‬ ‫ذلك‪ْ ،‬‬ ‫روعي َ‬ ‫َ‬
‫ُيشبِهُها‪.‬‬
‫ق‬‫الصدا ِ‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫قبل ُّ‬ ‫ِ‬
‫قبض َ‬ ‫فإن اختلفا في‬ ‫الفسخ‪ ،‬أو بعدهُ فال‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫خول فلها‬ ‫بالمهر َ‬ ‫ُعسر‬
‫وإ ذا أ َ‬
‫ط ِء فقولهُ‪.‬‬ ‫الو ْ‬ ‫فالقو ُل قولُها‪ ،‬أو في َ‬
‫المثل‪ ،‬وإ ْن‬‫فاسد‪ ،‬أو زناً وهي مكرهةٌ‪ ،‬لزمهُ مهر ِ‬ ‫نكاح ٍ‬ ‫بشبهة‪ ،‬أو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وطئ امرأةً‬ ‫ومن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫مهر لها‪.‬‬ ‫طاوعتْهُ على الزنا فال َ‬
‫شيء‬ ‫يجب‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وحيث طُلِّقَ ْ‬
‫ٌ‬ ‫بأن ال َ‬ ‫وحيث ْلم يتَشط ْر إما ْ‬ ‫ُ‬ ‫المهر ال ُمتْعةَ‪،‬‬
‫ت و ُشط َر ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الدخول‪،‬‬ ‫بعد‬
‫ق َ‬ ‫الكل كالطال ِ‬ ‫يجب ُّ‬ ‫بأن َ‬ ‫رض‪ ،‬أو ْ‬ ‫الدخول والفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قبل‬
‫لقت َ‬ ‫ض ِة إذا طُ ْ‬ ‫فو َ‬ ‫كالم ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الزوجين‪.‬‬ ‫فيه حا ُل‬ ‫باجتهاد ِه‪ ،‬ويعتبر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يقدرهُ القاضي‬
‫ُ ُ‬ ‫شيء ُ‬ ‫ٌ‬ ‫المتْعةُ‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫وجب لها ُ‬ ‫َ‬
‫العرس]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫فصل [وليمة ُ‬
‫ِ‬ ‫أن يولم ٍ‬ ‫ِ‬
‫عي‬
‫ومن ُد َ‬
‫الطعام‪ْ ،‬‬ ‫من‬
‫سر َ‬
‫ويجوز ما َتي َ‬
‫ُ‬ ‫بشاة‪،‬‬ ‫العرس ُسَّنةٌ‪ ،‬والسنةُ ْ َ‬ ‫وليمةُ‬
‫كان‬
‫فإن َ‬ ‫يجب‪ْ ،‬‬
‫دب لهُ األك ُل وال ُ‬‫حضر ُن َ‬
‫َ‬ ‫كان أو ُمفطراً‪ ،‬فإذا‬
‫إليها لزمتهُ اإلجابةُ صائماً َ‬
‫شق ِ‬
‫عليه‬ ‫ِ‬
‫الصوم أفض ُل‪ ،‬وإ ن َّ‬ ‫فإتمام‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولم َي ُش َّ‬
‫ُ‬ ‫ومهُ‬‫ص ُ‬‫صاحب الوليمة َ‬ ‫ق على‬ ‫طوعاً ْ‬
‫صائماً تَ ُّ‬
‫ِ‬
‫اإلجابة شروطٌ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ولوجوب‬ ‫ط ُر أفض ُل‪.‬‬ ‫صومه ِ‬
‫فالف ْ‬ ‫َ ُُ‬

‫‪127‬‬
‫ِ‬
‫الفقراء‪.‬‬ ‫دون‬
‫األغنياء َ‬
‫َ‬ ‫ص بها‬
‫أن ال َي ُخ َّ‬
‫‪ْ -1‬‬
‫أيام فدعاهُ في ِ‬
‫اليوم الثاني ْلم‬ ‫فإن أولَم ثالثةَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدعوهُ في اليوم األول‪َ ْ ،‬‬ ‫وأن ْ‬
‫‪ْ -2‬‬
‫رهت إجابتُهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الثالث ُك ْ‬ ‫يجب‪ْ ،‬أو في‬‫ْ‬
‫جاه ِه‪131/ .‬‬‫ف منه أو طمعاً في ِ‬
‫ُ ْ‬
‫حضره لخو ٍ‬ ‫ِ‬
‫وأن ال ُي َ ُ ْ‬ ‫‪ْ -3‬‬
‫زم ٍر‬ ‫تليق ِ‬
‫من ْ‬
‫به مجالستُهُ‪ ،‬وال ُمن َكٌر ْ‬ ‫من يتأذى‪ ،‬أو ال ُ‬ ‫يكون ثََّم ْ‬
‫وأن ال َ‬
‫‪ْ -4‬‬
‫ٍ‬ ‫جدار أو ِو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وخ ْم ٍر‪ ،‬وفُُر ٍ‬
‫منصوبة‪،‬‬ ‫سادة‬ ‫حيوان على سقف أو ٍ ْ‬ ‫ٍ‬ ‫وصو َر‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫وحرير‪،‬‬ ‫ش‬ ‫َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫منكر وغير َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫تر أو ٍ‬ ‫وس ٍ‬
‫مكتوب عليه ٌ‬ ‫ثوب‬ ‫َ‬
‫مخد ٍة‬ ‫ٍ‬
‫بساط ْأو َّ‬ ‫ِ‬
‫األرض في‬ ‫الصور على‬
‫ُ‬ ‫المنكر يزو ُل بحضور ِه‪ ،‬أو كانت‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫فإن َ‬ ‫ْ‬
‫حض ْر‪.‬‬
‫فلي ُ‬ ‫ِ‬
‫الشجر َ‬ ‫ص َو َر‬ ‫ِ‬
‫الرأس‪ْ ،‬أو ُ‬ ‫يتكئُ عليها‪ ،‬أو مقطوعةَ‬
‫خالف األولى‪ ،‬والتقاطُهُ أيضاً‬ ‫هو‬ ‫ِ‬ ‫ونحو ِه في‬
‫ِ‬ ‫وال ُيكره نثر الس َّ‬
‫ُّك ِر‬
‫ُ‬ ‫بل َ‬‫اإلمالكات‪ْ ،‬‬ ‫ُ ُ‬
‫خالف األولى‪.‬‬
‫ُ‬
‫باب معاشر ِة األزواج‬
‫ُ‬
‫غير م ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫جب على ِّ‬
‫طل‬ ‫من ِ َ‬‫يلزمهُ ْ‬
‫وب ْذل ما ُ‬
‫المعاشرة بالمعروف‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الزوجين‬ ‫من‬
‫كل واحد َ‬ ‫َي ُ‬
‫مسكن ٍ‬
‫واحد إال برضاهما‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫زوجتين في‬ ‫أن ي ِ‬
‫سك َن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الرجل ْ ُ‬ ‫حر ُم على‬
‫وي ُ‬
‫إظهار كراهة‪َ ،‬‬ ‫وال‬
‫يأذن لها في‬ ‫قريب استُ َّ‬ ‫ِ‬
‫حب أن َ‬ ‫ٌ‬ ‫مات لها‬
‫فإن َ‬ ‫منزله‪ْ ،‬‬ ‫من‬
‫الخروج ْ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫أن َيمنعها َ‬‫ولهُ ْ‬
‫الخروج‪.‬‬
‫[القَ ْسم]‪:‬‬
‫وليس لهُ أن يبتدئ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫أن ِ‬
‫يقس َم َّ‬
‫عنهن بال إثم‪َ ،‬‬ ‫اإلعراض‬
‫ُ‬ ‫بل لهُ‬
‫لهن ْ‬ ‫يجب ْ‬
‫نساء ال ُ‬ ‫ومن لهُ ٌ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫إحداهن إال بالقُ ِ‬
‫الباقيات‬ ‫عند‬
‫المبيت َ‬
‫ُ‬ ‫منهن ِلزمهُ‬‫واحدة َّ‬ ‫عند‬
‫بات َ‬ ‫فإن َ‬
‫رعة‪ْ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫عند‬
‫المبيت َ‬
‫َ‬
‫للحائض والنفس ِ‬
‫اء‬ ‫ِ‬ ‫قدمها‪ ،‬وي ِ‬
‫قس ُم‬ ‫فمن خرجت قُرعتُها َّ‬ ‫در ِه‪ ،‬فإذا َ‬ ‫بِقَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أقرع‪ْ ،‬‬
‫َ‬ ‫القس َم‬
‫أراد ْ‬
‫القسم‬ ‫مرتين‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قسم للحر ِة مث َل ما‬ ‫ِ‬
‫وأقل ْ‬ ‫لألمة‬ ‫كان معهُ ُحرةٌ وأمةٌ َ‬ ‫فإن َ‬‫قاء‪ْ ،‬‬‫والرتْ َ‬
‫والمريضة َّ‬
‫القسِم‬
‫ماد ْ‬ ‫وع ُ‬‫ذلك‪ِ ،‬‬‫زاد على َ‬ ‫ليلةٌ‪ ،‬ويتبعها يوم قبلها أو بعدها‪ ،‬وأكثره ثالثةُ ٍ‬
‫أيام‪ ،‬وال ُي ُ‬ ‫ُُ‬ ‫ٌ‬
‫فعماد قس ِ‬
‫مه‬ ‫ِ‬
‫كالحارس‬ ‫ِ‬
‫بالليل‬
‫ُ ْ‬ ‫فإن كانت معيشتُهُ‬ ‫لمن معيشتُهُ بالنهار‪ْ ،‬‬
‫والنهار تابعٌ ْ‬
‫ُ‬ ‫اللي ُل‪،‬‬
‫ِ‬
‫بالنهار‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫أراد‬ ‫ِ‬
‫االستمتاعات‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫فيه وفي ِ‬
‫سائر‬ ‫بينهن ِ‬
‫َّ‬ ‫ندب التسويةُ‬ ‫وال يجب ِ‬
‫لكن تُ ُ‬ ‫ط ٌء‪ْ ،‬‬ ‫عليه َو ْ‬ ‫ُ‬
‫سافر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإن سافر بقُ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بامرأة َّ‬
‫يقض للمقيمة‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫رعة ْلم‬ ‫منهن ْلم َي ُج ْز إال بقُرعة‪َ ْ ،‬‬ ‫سافر‬
‫أن ُي َ‬
‫ْ‬
‫القضاء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫رعة أثِ َم ِ‬
‫ولز َمهُ‬
‫بغير قُ ٍ‬‫بها ِ‬
‫للزوج‬
‫ِ‬ ‫ت‬‫وهب ْ‬
‫جاز‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫الزوج َ‬
‫ِ‬ ‫برضا‬ ‫لبعض ضرائرها ِ‬ ‫ِ‬ ‫القسِم‬
‫من ْ‬ ‫ت حقَّها َ‬ ‫وهب ْ‬
‫ومن َ‬ ‫ْ‬
‫الرجوع‪ 132/ ،‬وال‬ ‫من ِ‬
‫يوم‬ ‫عادت إلى َّ‬
‫الد ِ‬ ‫رجعت في ِ‬ ‫شاء َّ‬
‫ِ‬ ‫ور ْ‬ ‫ْ‬ ‫الهبة‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬
‫منهن‪ْ ،‬‬ ‫لمن َ‬ ‫جعلهُ ْ‬
‫ِ‬
‫بالليل‬ ‫ٍ‬
‫لحاجة‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫بالنهار‬ ‫فإن دخ َل‬ ‫بة أخرى بال ُش ٍ‬ ‫امرأة في نو ِ‬
‫ٍ‬
‫غل‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫أن يدخ َل على‬ ‫يجوز ْ‬
‫ُ‬
‫القضاء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أقام ِلزمهُ‬
‫جاز‪ ،‬وإ ال فال‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫لضرور ٍة َ‬
‫سبعاً‬‫أقام عندها ْ‬ ‫فإن ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قطع َّ‬
‫كانت بكراً َ‬ ‫للجديدة‪ْ ،‬‬ ‫ور‬
‫الد َ‬ ‫غيرها َ‬ ‫تزو َج جديدةً وعندهُ ُ‬ ‫وإ ْن َّ‬
‫يقيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أن َ‬ ‫وبين ْ‬ ‫سبعاً ويقضي‪َ ،‬‬ ‫يقيم عندها ْ‬
‫بين أن َ‬ ‫بالخيار َ‬ ‫فهو‬
‫كانت ثيِّباً َ‬
‫يقض‪ ،‬وإ ْن ْ‬ ‫ولم‬
‫ْ‬
‫أقام سبعاً بطلَبها قضى الس َّْب َع‪ْ ،‬أو‬ ‫فإن َ‬
‫ندب لهُ أن ُيخي َِّرها بينهُما‪ْ ،‬‬ ‫وي ُ‬ ‫ثالثاً وال يقضي‪ُ ،‬‬
‫ق‪.‬‬‫والحقو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخروج نهاراً لقضاء الحاجات ُ‬ ‫ُ‬ ‫ط‪ ،‬ولهُ‬‫بدونه قضى أربعاً فق ْ‬
‫ي‬ ‫ط ِء‪ ،‬وأن ُي ِّ‬
‫سو َ‬ ‫الو ْ‬ ‫أن ال ُي َع َّ‬
‫طلهن من َ‬ ‫ندب ْ‬
‫وي ُ‬ ‫لهن‪ُ ،‬‬ ‫يقس َم َّ‬‫أن ِ‬ ‫لزمهُ ْ‬ ‫إماء ْلم َي ْ‬
‫ك ً‬ ‫ومن ملَ َ‬
‫ْ‬
‫بينهن ِ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫َّ‬
‫هجرها‬ ‫بالن ِ‬ ‫حت ُّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫أمارات ُّ‬ ‫ِ‬
‫شوز َ‬ ‫صر ْ‬‫بالكالم‪ ،‬وإ ْن َّ‬ ‫ظها‬‫شوز َو َع َ‬ ‫المرأة‬ ‫من‬
‫وإ ذا رأى َ‬
‫رح‬ ‫الكالم‪ ،‬وضربها ضرباً غير مب ِّر ٍح‪ ،‬أي‪ :‬ال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظماً‪ ،‬وال َي ْج ُ‬ ‫كس ُر َع ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ََ َ َْ‬ ‫دون‬
‫الفراش َ‬ ‫في‬
‫تكرر‬
‫ضربها إال إذا َ‬ ‫تكرر منها‪ ،‬وقي َل‪ :‬ال َي ِ‬
‫ت مرةً أو َ‬ ‫سواء َن َش َز ْ‬
‫ٌ‬ ‫نهر دماً‪،‬‬
‫لَحماً‪ ،‬وال َي ُ‬
‫نشوزها‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫النفقات‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫وسراً لَ ِزمه م َّد ِ ِ‬ ‫فإن كان م ِ‬ ‫جته ْيوماً ٍ‬ ‫الزو ِج َنفَقَةُ َزو ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫الح ِّ‬
‫ان م َن َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫بيوم‪ُ َ ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ب على َّ ْ‬ ‫يج ُ‬
‫فم ٌّد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬
‫مع ذل َ‬
‫ويْل َز ُمهُ َ‬
‫ونصف‪َ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫كان ُم ْعسراً فَ ُم ٌّد‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫كان ُمتََوسِّطاً ُ‬ ‫المقتات في البلد‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ُ‬
‫فإن‬
‫ك‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫وغير ذل َ‬ ‫من اللَّ ْحِم ُّ‬
‫والد ْه ِن‬ ‫ِ ِ‬
‫حسب عادة البلد َ‬ ‫ِ‬ ‫ُدم على‬ ‫ُجرةُ الطَّ ْح ِن َ‬
‫والخ ْب ِز واأل ِ‬ ‫أْ‬
‫جاز‪.‬‬
‫ك َ‬ ‫وض عن ذل َ‬ ‫الع ِ‬ ‫أخ ِذ ِ‬
‫تراضيا على ْ‬‫َ‬
‫كان‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫والم ْش ِط‪ ،‬وثَ ِ‬
‫ِّد ِر‪ِ ،‬‬ ‫للر ِ‬ ‫إليه ِم َن ُّ‬
‫الد ِ‬ ‫تحتاج ِ‬
‫إن َ‬ ‫االغتسال ْ‬ ‫ماء‬ ‫أس‪ ،‬والس ْ‬ ‫هن َّ‬ ‫ولها ما ْ ُ‬
‫زمهُ‪.‬‬‫ك ْلم يْل ْ‬ ‫غير ذل َ‬
‫حيضاً أو َ‬‫سببهُ ْ‬
‫كان ُ‬ ‫سببهُ ِجماعاً أو نفاساً‪ْ ،‬‬
‫فإن َ‬ ‫ُ‬
‫ونح ِو ذل َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األدوية ْ‬ ‫شراء‬
‫ُ‬ ‫يب‪ ،‬وال أُجرةُ الطَّ ِ‬
‫بيب‪ ،‬وال‬ ‫ثمن الطِّ ِ‬
‫وال يلزمهُ ُ‬

‫‪129‬‬
‫والغ ِ‬
‫ش ِ‬ ‫من ِ‬ ‫به العادةُ في ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ب لها َ ِ ِ‬
‫طاء‬ ‫والفر ِ‬
‫البد ِن ْ‬
‫ثياب َ‬ ‫البلد ْ‬ ‫جر ْ‬
‫من الك ْسوة ما َ‬ ‫وي ِج ُ‬
‫يليق بيسار ِه وإ عسار ِه‪.‬‬
‫حسب ما ُ‬ ‫ِ‬ ‫والو ِ‬
‫سادة على‬ ‫ِ‬
‫النهار‪ ،‬وتسليم ِ‬ ‫الن ِ‬
‫فإن أعطاها‬ ‫ص ِل‪ْ ،‬‬ ‫من َّأو ِل الفَ ْ‬‫الك ْسو ِة ْ‬ ‫ُ‬ ‫من َّأو ِل َّ‬ ‫إليها ْ‬ ‫فقة ْ‬ ‫ليم َّ‬‫تس ُ‬ ‫ب ْ‬ ‫وي ِج ُ‬
‫بعد ِ‬ ‫يلزمهُ إبدالُها‪ ،‬وإ ْن َب ِقَي ْ‬ ‫ِك ْسوةَ ُم َّد ٍة َفبِلَي ْ‬
‫أن‬
‫التجديد‪ ،‬ولها ْ‬
‫ُ‬ ‫الم َّدة ِلزمهُ‬
‫ت َ ُ‬ ‫ت ْقبلها ْلم ْ‬
‫وغير ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ف في ِك ْسوتها ْ‬
‫بالبي ِع‬ ‫تتصر َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫جب لها ُس ْكنى ِم ْثِلها‪ ،‬وإ ْن ْ‬
‫وتلزمهُ نفقةُ‬
‫ُ‬ ‫دامها‪،‬‬‫دم في ْبيت أبيها ِلز َمهُ إ ْخ ُ‬ ‫كانت تُ ْخ ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫َ‬
‫كان ِمْل َكها‪.‬‬ ‫الخادم إذا َ‬
‫ِ‬
‫عرضت نفسها ِ‬ ‫ت المرأَةُ نفسها ِ‬ ‫َّ‬ ‫زمهُ َّ‬
‫عليه‪ ،‬أو عرضها‬ ‫ْ‬ ‫إليه‪ ،‬أو‬ ‫النفقةُ إذا سل َم ْ َ‬ ‫وإ َّنما تَْل ُ‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫سواء َ َّ‬ ‫ُّ‬
‫طء‪ ،‬إال ْ‬ ‫الو ْ‬
‫كان الز ْو ُج كبيراً أو صغيراً ال يتأتى م ْنهُ َ‬ ‫ٌ‬ ‫كانت صغيرةً‪،‬‬ ‫إن ْ‬ ‫وليها ْ‬
‫ط ُؤها فال نفقةَ لها‪.‬‬ ‫يمكن َو ْ‬ ‫َّ‬
‫وهي صغيرةٌ وال ُ‬ ‫تُسل َم َ‬
‫فلو‬
‫نهار‪ْ ،‬‬ ‫ليل أو ٍ‬ ‫منهُ في ٍ‬ ‫ث ال تَ ْمتَنِعُ ْ‬ ‫ام بِ َح ْي ُ‬‫كين التَّ َّ‬ ‫مكَنهُ التَّ ْم َ‬ ‫أن تُ ِّ‬ ‫ك ْأيضاً ْ‬ ‫وشرطُ ذل َ‬
‫ت‬ ‫صام ْ‬
‫ت أو َ‬ ‫نه‪ ،‬أو بإذنِ ِه لحاجتها‪ ،‬أو ْ‬
‫أح َر َم ْ‬ ‫بغير إ ْذ ِ‬ ‫ساعة‪ ،‬أو سافرت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ولو في‬ ‫َن َش َزت ْ‬
‫ط‪ ،‬فال نفقةَ لها‪.‬‬ ‫ِّد ْليالً فق ْ‬ ‫َمةً فسلَّمها السَّي ُ‬ ‫ير إذنه‪ ،‬أو كانت أ َ‬
‫بغ ِ ِ‬ ‫تطُّ ُّوعاً ْ‬
‫رجعي ٍة أو‬
‫َّ‬ ‫عدةَ ٍ‬
‫وفاة أو‬ ‫العدةُ َّ‬
‫كانت َّ‬ ‫العد ِة‪ ،‬سواء ِ‬
‫ٌ‬ ‫مد ِة َّ‬ ‫فيجب لها السُّكنى في َّ‬ ‫ُ‬ ‫المعتَ َّدةُ‬
‫وأما ُ‬ ‫َّ‬
‫كانت‬
‫إن ْ‬ ‫ِ‬
‫وللبائن ْ‬ ‫طلقاً‪،‬‬‫جعي ِة ُم ْ‬
‫للر َّ‬ ‫وتجب َّ‬‫ُ‬
‫ِ‬
‫الوفاة‪،‬‬ ‫عد ِة‬
‫تجب في َّ‬ ‫وأما النفقةُ فال ُ‬ ‫بائن‪َّ .‬‬ ‫ٍ‬
‫حامالً‪َ ،‬ي ْدفعُ إليها يوماً ٍ‬
‫بيوم‪.‬‬
‫كالن ِ‬
‫فقة‪.‬‬ ‫والكسوةُ َّ‬ ‫وإ ْن لم ت ُك ْن البائن حامالً فال نفقةَ لها‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫كين فالقو ُل‬‫فالقو ُل قولُها‪ ،‬وإ ن اختلفا في التَّ ْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫جان في ْقب ِ‬ ‫الز ْو ِ‬ ‫اختلف َّ‬ ‫وإ ِن‬
‫ض النفقة ْ‬ ‫َ‬
‫شوز فالقو ُل قولها‪.‬‬ ‫الن َ‬ ‫يدعي ُّ‬ ‫نت َّأوالً ثَُّم َّ‬ ‫مك ْ‬ ‫بأنها َّ‬ ‫عترف َّ‬‫َ‬ ‫أن َي‬
‫قولُهُ‪ ،‬إال ْ‬
‫سرين أو‬ ‫ِ‬ ‫اإلنفاق عليها م َّدةً صارت النفقةُ ِ‬
‫الم ْع َ‬ ‫أع َس َر بنفقة ُ‬ ‫ديناً‪ ،‬وإ ذا ْ‬ ‫عليه ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ترك‬
‫ومتى َ‬
‫ته‪.‬‬ ‫ذم ِ‬‫ك لها في َّ‬ ‫وبقي ذل َ‬ ‫فسخ ِّ‬ ‫بالك ْسو ِة أو بالسُّكنى‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ت َ‬ ‫صبر ْ‬
‫شاءت َ‬ ‫ْ‬ ‫فإن‬
‫كاح‪ْ ،‬‬ ‫الن ِ‬ ‫ثبت لها ُ‬
‫فسخ لها‪.‬‬
‫ِّطين فال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رين أو المتوس َ‬ ‫أعسر باأل ُْدم‪ ،‬أو بنفقة الخادم‪ ،‬أو بنفقة الموس َ‬ ‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫كان مأذوناً لهُ في‬ ‫به‪ ،‬وإ ال ففيما في ِ‬ ‫فالنفقةُ في كس ِ‬ ‫عبداً َّ‬ ‫كان َّ‬
‫إن َ‬ ‫يده ْ‬ ‫ْ‬ ‫الز ْو ُج ْ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫منهُ‪.‬‬
‫فتأخ َذ ْ‬
‫ق ُ‬ ‫أن َيعتِ َ‬‫ت إلى ْ‬ ‫صبر ْ‬‫شاءت َ‬ ‫ْ‬ ‫ت وإ ْن‬ ‫فسخ ْ‬
‫شاءت َ‬ ‫ْ‬ ‫التِّجار ِة‪ ،‬وإ ال ْ‬
‫فإن‬
‫فصل [النفقةُ على األقرباء]‪:‬‬

‫‪130‬‬
‫زوجتِ ِه ْ‬
‫نفق‬
‫أن ُي َ‬ ‫ِ‬ ‫خص ‪-‬ذكراً كان أو أنثى‪ -‬إذا فَض َل ْ ِ ِ‬ ‫يجب على َّ‬
‫الش ِ‬
‫عن نفقته ونفقة ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األوالد وأوالدهم وإ ْن سفلوا‪،‬‬ ‫أي ٍ‬
‫جهة كانوا‪ ،‬وعلى‬ ‫من َّ‬ ‫واألم ِ‬ ‫ِ‬
‫هات وإ ْن علَ ْوا ْ‬ ‫َّ‬ ‫اآلباء‬ ‫على‬
‫ٍ‬ ‫مانة أو طُ ٍ‬
‫إما َبز ٍ‬
‫والع ْج ِز َّ‬ ‫ِ‬
‫جنون‪134/ .‬‬ ‫فولة أو‬ ‫ذكوراً كانوا أو إناثاً‪ ،‬بشرط الف ْق ِر َ‬

‫يقدر على ِ‬
‫نفقة ال ُك ِّل َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫زوجة ِ‬
‫ثم‬
‫األم َّ‬
‫قد َم َّ‬ ‫ولم ْ‬‫وأوالد ْ‬
‫ٌ‬ ‫آباء‬
‫كان لهُ ٌ‬‫فإن َ‬
‫األب‪ْ ،‬‬ ‫وت ِج ُ‬
‫ب نفَقَةُ‬
‫الذ َّم ِة‪.‬‬
‫بالكفاية‪ ،‬وال تس ِتق ُّر في ِّ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫النفقةُ ُم َّ‬
‫قدرةٌ‬ ‫الكبير‪ ،‬وهذه َّ‬
‫َ‬ ‫ثم‬
‫الصغير َّ‬
‫َ‬ ‫االبن‬
‫ثم َ‬ ‫األب َّ‬
‫َ‬
‫زويج أو التَّ َس ِّري‪.‬‬
‫إعفافُهُ بالتَّ ِ‬ ‫الولد الم ِ‬ ‫الم ْع ِس ُر إلى ِّ‬
‫وس َر ْ‬ ‫كاح ِلز َم َ ُ‬ ‫الن ِ‬ ‫الوالد ُ‬
‫ُ‬ ‫احتاج‬
‫َ‬ ‫وإ ن‬
‫النفقةُ ِ‬ ‫لزمهُ َّ‬ ‫َّ‬
‫فإن ْلم ي ُك ْن لهُ‬
‫الحاكم‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫امتنع أْل َز َمهُ‬
‫َ‬ ‫والك ْسوةُ‪ ،‬فإن‬ ‫دواب َ‬ ‫ملك َرقيقاً أو‬
‫ومن َ‬
‫ْ‬
‫علي ِه‪.‬‬
‫بيع ْ‬ ‫إن أم َك َن‪ ،‬وإ ال َ‬
‫ما ٌل أَ ْكرى ِ‬
‫عليه ْ‬
‫ِ‬
‫[الحضانة]‪:‬‬ ‫فصل‬
‫ثم‬
‫قد ُم القُ ْربى فالقُ ْربى‪َّ ،‬‬ ‫ليات ٍ‬
‫بإناث‪ ،‬تُ َّ‬ ‫ُمهاتُها الم ْد ِ‬
‫ُ‬ ‫بحضانة الطِّ ْف ِل األ ُُّم‪َّ ،‬‬
‫ثم أ َّ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫ق َّ‬ ‫أح ُّ‬
‫َ‬
‫ثم‬
‫قيق‪َّ ،‬‬
‫الش ُ‬‫األخ َّ‬
‫ثم ُ‬ ‫ُخت َّ‬
‫الشقيقةُ‪َّ ،‬‬ ‫ثم األ ُ‬
‫كذلك‪َّ ،‬‬
‫ُمهاتُهُ َ‬ ‫ثم أ َّ‬‫ثم أبوهُ َّ‬ ‫ك‪َّ ،‬‬‫ُمهاتُهُ كذل َ‬
‫ثم أ َّ‬
‫األب‪َّ ،‬‬
‫ُ‬
‫بنوهم‪ ،‬ثم لألم‪،‬‬ ‫ثم‬ ‫ثم ِ‬
‫لألب‪َّ ،‬‬ ‫بنوهم‪َّ ،‬‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫لألبوين‪َّ ،‬‬ ‫بنات اإلخو ِة‬
‫ثم ُ‬ ‫ثم الخالةُ‪َّ ،‬‬
‫لألم‪َّ ،‬‬
‫ثم ِّ‬ ‫ِ‬
‫لألب‪َّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫العم‪.‬‬
‫ابن ِّ‬
‫ثم ُ‬‫العم‪َّ ،‬‬
‫ثم بنات ِّ‬ ‫ثم العمة‪ ،‬ثم العم‪ ،‬ثم بنات الخالة‪َّ ،‬‬
‫كان الطِّف ُل ُم ْسلماً‪ ،‬وال‬‫إن َ‬‫اإلسالم ْ‬
‫ُ‬ ‫ريةُ‪ ،‬وكذا‬ ‫ِ‬
‫وشرطُ الحاض ِن‪ :‬العدالةُ والع ْق ُل ُ‬
‫والح َّ‬
‫من لهُ حضانتُهُ‪.‬‬ ‫كح ْ‬ ‫أن تَْن َ‬
‫ت إال ْ‬ ‫للم ْر ِأة إذا ُن ِك َح ْ‬
‫حق َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫بين َأب َو ْي ِه‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬
‫أحد ُهما ُسلِّ َم إليه‪ْ ،‬‬
‫لكن إن‬ ‫اختار َ‬
‫َ‬ ‫َّغير َّ‬
‫حداً ُيمي ُِّز فيه ُخي َِّر َ‬ ‫بلغ الص ُ‬ ‫وإ ذا َ‬
‫عاد واختار اآلخر ُدفع ِ‬ ‫عند ِ‬
‫فإن‬
‫إليه‪ْ ،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ؤدبهُ‪ْ ،‬‬ ‫هار ُليعلِّ َمهُ ُ‬
‫وي ِّ‬ ‫بالن ِ‬‫أبيه َّ‬ ‫كان َ‬ ‫ُمهُ َ‬ ‫االبن أ َّ‬
‫اختار ُ‬ ‫َ‬
‫وخَب ٌل‪.‬‬
‫هر منهُ بهذا ولعٌ َ‬ ‫ُعيد ِ‬
‫ظ َ‬‫أن َي ْ‬ ‫إليه‪ ،‬وهكذا إلى ْ‬ ‫األو َل أ َ‬ ‫واختار َّ‬‫َ‬ ‫عاد‬
‫َ‬
‫باب الطَّال ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ومجنون‬ ‫صبي‬
‫ٍّ‬ ‫طالق‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يصح‬ ‫بالغ‪ُ ،‬م ٍ‬
‫ختار‪ ،‬فال‬ ‫عاقل‪ٍ ،‬‬‫زوج‪ٍ ،‬‬ ‫كل ٍ‬ ‫من ِّ‬ ‫الطالق ْ‬
‫ُ‬ ‫َي ُّ‬
‫صح‬
‫ضر ٍب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫قطع ُع ٍ‬ ‫حق‪ ،‬مث ُل أن ُه ِّد َد ٍ‬ ‫بغير ٍّ‬ ‫ومكر ٍه ِ‬
‫ضرب ُمَب ِّر ٍح‪ ،‬وكذا َشتْم ْأو ْ‬ ‫ضو أو‬ ‫بقتل أو ِ‬ ‫ُ‬
‫وءات واأل ِ‬
‫َقدار‪.‬‬ ‫من ذوي المر ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُُ‬ ‫يسير وهو ْ‬
‫الع ْق َل بال‬
‫دواء ُيزي ُل َ‬
‫شرب ً‬‫َ‬ ‫ومن‬
‫َّكران‪ْ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫بسبب ال ُي ْع َذ ُر فيه ‪-‬كالس ِ‬ ‫زال عقلُهُ‬
‫ومن َ‬‫ْ‬
‫ٍ‬
‫حاجة‪ -‬يقعُ طالقُهُ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫لكن إذا‬ ‫وللوكيل أن ُيطلِّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫وله أن يطلِّ َ ِ ِ‬
‫شاء‪ْ ،‬‬‫ق متى َ‬ ‫امرأةً‪،‬‬‫ق بنفسه‪ ،‬ولهُ أن ُيوك َل ولو ْ‬ ‫ُ ُ‬
‫ت فال‪ ،‬إال‬ ‫ت‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫أخ َر ْ‬ ‫الفور‪ :‬طلَّ ُ‬
‫قت نفسي‪ .‬طُلِّقَ ْ‬ ‫فقالت على ِ‬ ‫ْ‬ ‫نفس ِك‪.‬‬ ‫ِ ِّ‬
‫قال لزوجته‪ :‬طلقي َ‬ ‫َ‬
‫شئت‪.‬‬‫نفسك متى ِ‬ ‫يقول‪ :‬طلِّقي ِ‬
‫أن َ‬
‫ِ‬
‫طلقتين‪.‬‬ ‫والعبد‬ ‫ط ٍ‬
‫ليقات‪،‬‬ ‫ثالث ت ْ‬
‫الح ُّر َ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫ويمل ُ‬
‫أشد‪135/ .‬‬ ‫هر ٍ‬
‫واحد ُّ‬ ‫وج ْم ُعها في طُ ٍ‬
‫أشد‪َ ،‬‬‫والثالث ُّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫حاجة‪،‬‬ ‫من ِ‬
‫غير‬ ‫ويكرهُ الطَّ ُ‬
‫الق ْ‬ ‫ُ‬
‫الق على ٍ‬
‫أقسام‪:‬‬ ‫ثم الطَّ ُ‬
‫َّ‬
‫عن السَُّّن ِة والبِ ْد ِ‬
‫عة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وخال ِ‬ ‫حر ٌم‪،‬‬‫سن ٌّي‪ ،‬وبِ ْد ِع ٌّي ُم َّ‬
‫ِّ‬
‫ق في طُه ٍر لم يجامع ِ‬ ‫أن ُيطلِّ َ‬
‫فيه‪.‬‬ ‫ْ ُْ ْ‬ ‫‪ -1‬فأما السُِّّن ُّي فهو‪ْ :‬‬
‫الحيض بال ِعو ٍ‬
‫ض‪ ،‬أو في طُ ٍ‬
‫هر جامعها‬ ‫ِ‬ ‫ق في‬‫حر ُم‪ :‬أن ُيطلِّ َ‬‫الم َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -2‬والب ْدع ُّي ُ‬
‫َ‬
‫ب لهُ أن ُي ِ‬
‫راج َعها‪.‬‬ ‫فيه‪ ،‬فإذا َ ِ‬ ‫ِ‬
‫فعل ُند َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والحامل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحيض‪،‬‬ ‫فطالق الصَّغير ِة‪ ،‬واآليسة َ‬
‫من‬ ‫ُ‬ ‫عنهما‪:‬‬
‫وأما الخالي ْ‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫ِ‬
‫المدخول بها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وغير‬
‫وكنايةٌ‪.‬‬‫صريح ِ‬
‫ٌ‬ ‫واأللفاظُ التي يقعُ بها الطَّ ُ‬
‫الق‬
‫أن َي ْنوي به‬ ‫الطالق أم ال‪ ،‬وال يقع ِ‬ ‫به سواء نوى ِ‬ ‫فالصَّريح‪ :‬يقع ِ‬
‫بالكناية إال ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫به‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ُ‬
‫فار ْقتُ ِك‪ ،‬أو‬ ‫َّ ِ‬
‫َّراح‪ ،‬فإذا قا َل‪ :‬طل ْقتُك‪ ،‬أو َ‬ ‫ق والس ِ‬ ‫ق ِ‬
‫والفرا ِ‬ ‫فالصريح لَ ْفظُ الطَّال ِ‬
‫ُ‬ ‫الطَّ َ‬
‫الق‪،‬‬
‫به الطَّ َ‬
‫الق‬ ‫ت‪ ،‬سواء نوى ِ‬
‫ٌ‬ ‫سرحةٌ‪ ،‬طُلِّقَ ْ‬‫طالق‪ ،‬أو ُمطلَّقةٌ‪ ،‬أو ُمفارقَةٌ‪ ،‬أو ُم َّ‬ ‫ٌ‬ ‫سرحتُ ِك‪ ،‬أو ِ‬
‫أنت‬ ‫َّ‬
‫ْأم ال‪.‬‬
‫واعتَ ِّدي‪ ،‬واستَْب ِرئي‪،‬‬ ‫وحرام‪ْ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫بريةٌ‪ ،‬أو َبتَّةٌ‪ ،‬أو ُ‬
‫بائن‪،‬‬ ‫أنت َخِلَّيةٌ‪ ،‬أو َّ‬ ‫والكنايةُ قولُه‪ِ :‬‬
‫ُ‬
‫طالق‪ ،‬أو‬
‫ٌ‬ ‫ذلك‪ .‬أو قا َل‪ :‬أنا ِم ْن ِك‬ ‫غاربِك‪ ،‬ونحو َ‬ ‫وحبلُ ِك على ِ‬ ‫بأهلك‪ْ ،‬‬‫ِ‬ ‫وتقََّنعي‪ ،‬والحقي‬
‫ظ‬
‫كتب لف َ‬ ‫َّ‬
‫ك زوجةٌ؟ فقا َل‪ :‬ال‪ ،‬أو َ‬ ‫طالق‪ ،‬أو قيل لهُ‪ :‬أَلَ َ‬ ‫ٌ‬ ‫أنت‬
‫ض الطالق إليها فقالت‪َ :‬‬ ‫فو َ‬ ‫َّ‬
‫يقع‪.‬‬‫وقع‪ ،‬وإ ن ْلم َي ْن ِو ْلم ْ‬ ‫الق َ‬ ‫ك الطَّ ُ‬ ‫بجميع ذل َ‬
‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬فإذا نوى‬ ‫الطَّال ِ‬
‫طالق‪ ،‬ونوى ِ‬
‫به إيقاعُ‬ ‫ٌ‬ ‫قت‪ ،‬وإ ذا قال‪ِ :‬‬
‫أنت‬ ‫أتك؟ فقال‪ :‬نعم‪ .‬طُلِّ ْ‬ ‫امر َ‬ ‫ت َ‬ ‫وإ ْن قي َل لهُ‪ :‬طلَّ ْق َ‬
‫وكنايتها‪.‬‬ ‫صريحها ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫فاظ الطَّال ِ‬ ‫قتي ِن أو ثالثاً وقع ما نوى‪ ،‬وكذا سائر أْل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طْل ْ‬‫َ‬
‫قت طلقةً‬‫طالق‪ ،‬طُلِّ ْ‬
‫ٌ‬ ‫عاضها مثل أن قال‪ :‬نِص ِ‬
‫فك‬ ‫ْ‬
‫بعض من ْأب ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أضاف الطَّ َ‬
‫الق إلى‬ ‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫طْلقةً‪.‬‬‫ت َ‬ ‫طلقة أو ربع ٍ‬
‫طلقة‪ ،‬طُلِّقَ ْ‬ ‫نصف ٍ‬ ‫ُ‬ ‫طالق‬
‫ٌ‬ ‫واحدةً‪ ،‬وكذا إذا قال‪ِ :‬‬
‫أنت‬
‫ُُ‬

‫‪132‬‬
‫قت ٍ‬
‫طلقة‪،‬‬ ‫طلقتين‪ ،‬طُلِّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طلقتين‪ .‬أو ثالثاً إال‬ ‫ق ثالثاً إال طلقة‪ ،‬طُلِّ ْ‬
‫قت‬ ‫وإ ذا قال‪ :‬أنت ِ‬
‫طال ٌ‬
‫أو ثالثاً إال ثالثاً طُلِّ ْ‬
‫قت ثالثاً‪.‬‬
‫يشاء اهللُ‪ ،‬لم تطلق‪.‬‬ ‫وإ ْن قال‪ِ :‬‬
‫أن َ‬ ‫إن ْلم يشأ اهللُ‪ ،‬وكذا إال ْ‬ ‫شاء اهللُ‪ ،‬أو ْ‬
‫إن َ‬ ‫طالق ْ‬‫ٌ‬ ‫أنت‬
‫قت‪،‬‬‫الش ْرطُ طُلِّ ْ‬
‫ك َّ‬ ‫جد ذل َ‬‫وو َ‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ َّ ِ‬
‫تعليق الطالق على شرط‪ ،‬وإ ن علقهُ على شرط ُ‬ ‫ويجوز‬
‫ُ‬
‫ت‪/ ،‬‬ ‫ضُ‬ ‫قالت‪ِ :‬ح ْ‬
‫الدِم‪ ،‬فإذا ْ‬ ‫ِ‬
‫رؤية َّ‬ ‫جر ِد‬
‫بم َّ‬
‫قت ُ‬ ‫طالق‪ ،‬طُلِّ ْ‬
‫ٌ‬ ‫حض ِت ِ‬
‫فأنت‬ ‫إن ْ‬ ‫ِ‬
‫لزوجته‪ْ :‬‬ ‫قال‬
‫فإذا َ‬
‫فقالت‪:‬‬ ‫طالق‪،‬‬ ‫فضرتُ ِك‬
‫ض ِت َّ‬ ‫مع َيمينِها‪ ،‬وإ ن قال‪ :‬إن ِح ْ‬ ‫َّ‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ 136‬فكذبها‪ ،‬فالقو ُل قولها َ‬
‫الضرةُ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ولم تُطلَّ ِ‬
‫ق‬ ‫ت‪ ،‬فكذبها‪ ،‬فالقول قولُهُ ْ‬ ‫حض ُ‬
‫ْ‬
‫ثم‬
‫فخرجت‪َّ ،‬‬
‫ْ‬ ‫مرةً‬‫الخروج َّ‬
‫ِ‬ ‫ثم أ َِذ َن لها في‬
‫طالق‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫خرجت إال بإذني ِ‬
‫فأنت‬ ‫ِ‬ ‫وإ ن قال‪ :‬إن‬
‫فبأي‬
‫طالق‪ِّ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫خرجت إال بإذني ِ‬
‫فأنت‬ ‫ِ‬ ‫إذن ْلم تطلق‪ ،‬وإ ن قال‪ :‬كلَّما‬ ‫ك بال ٍ‬ ‫خرجت بعد ذل َ‬‫ْ‬
‫بغير إذنِ ِه طُلِّ ْ‬
‫قت‪.‬‬ ‫خرجت ِ‬‫ْ‬ ‫مر ٍة‬
‫َّ‬
‫طالق‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ك‪ِ :‬‬
‫أنت‬ ‫بعد ذل َ‬
‫ثم قال َ‬ ‫طالق ْقبلهُ ثالثاً‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫عليك طالقي ِ‬
‫فأنت‬ ‫وإ ْن قال‪ :‬متى وقع ِ‬
‫َ‬
‫المَن َّج َز فقط‪.‬‬ ‫ِّ ِ‬
‫طُلقت ُ‬
‫غير ِه ِمث ُل‪ْ :‬‬
‫إن‬ ‫ق ِبف ْع ِل ِ‬ ‫يقع‪ ،‬وإ ن علَّ َ‬
‫ففعل ناسياً أو ُمكرهاً ْلم ْ‬
‫عل ِ‬
‫نفسه َ‬ ‫ق ِبف ِ‬‫ومن علَّ َ‬
‫وكان‬ ‫طالق‪ ،‬فدخلها قب َل ِ‬
‫علمه بالتَّعلي ِ‬ ‫الدار ِ‬ ‫زيد َّ‬
‫ق‪ ،‬أو بعدهُ ذاكراً لهُ أو ناسياً َ‬ ‫ٌ‬ ‫فأنت‬ ‫دخل ٌ‬ ‫َ‬
‫ثه ْلم تُطلَّ ْق‪ ،‬وإ ن‬
‫بح ْن ِ‬
‫مم ْن يبال ِ‬
‫فدخل ناسياً وهو َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫علم بالتَّعلي ِ‬
‫ق‬ ‫قت‪ ،‬وإ ْن َ‬‫بحنثِ ِه طُلِّ ْ‬
‫بال ِ‬‫غير م ٍ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫دخلت‬ ‫ثم‬
‫تزوجها‪َّ ،‬‬‫ثم َّ‬ ‫ٍ‬
‫بثالث‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫بطلقة أو‬ ‫بانت منهُ إما‬
‫ثم ْ‬ ‫طالق‪َّ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫الدار ِ‬
‫فأنت‬ ‫ِ‬
‫دخلت َّ‬ ‫قال‪ :‬إن‬
‫الدار ْلم تُطلَّ ْق‪.‬‬
‫َّ‬
‫[الخلع]‪:‬‬
‫ِ‬ ‫فصل‬
‫مم ْن َي ُّ‬
‫صح طالقُهُ‪.‬‬ ‫ص ُّح ُ‬
‫الخلعُ َّ‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬
‫دود ِ‬
‫اهلل ما داما على‬ ‫أحد ُهما أن ال ُيقيما ُح َ‬
‫أن يخافا أو ُ‬ ‫ِ‬
‫أحد ُهما‪ْ :‬‬
‫حالين‪ُ :‬‬ ‫ويكرهُ إال في‬ ‫ُ‬
‫وجي ِة‪.‬‬
‫الز َّ‬‫َّ‬
‫ثم يحتاج إلى ِفع ِ‬
‫له‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫فعل شيء‪ُ َ َّ ،‬‬ ‫الث على تر ِك ِ‬
‫ْ‬
‫ق الثَّ ِ‬ ‫لف بالطَّال ِ‬
‫أن َي ْح َ‬
‫والثاني‪ْ :‬‬
‫سبق‪.‬‬
‫الث كما َ‬ ‫الق الثَّ ُ‬‫عليه الطَّ ُ‬
‫فإنه ال يقع ِ‬
‫ُ‬
‫المح َ ِ‬
‫لوف عليه‪ُ َّ ،‬‬ ‫ثم يفع ُل ْ‬ ‫ثم يتزوجها‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫فيخال ُعها‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫سفيهة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫العوض إلى ولي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الز ْو ُج سفيهاً َّ‬ ‫كان َّ‬
‫يصح ُخْلعُ‬ ‫ِّه‪ ،‬وال‬ ‫وي ْدفعُ َ ُ‬ ‫صح ُخْل ُعهُ‪ُ ،‬‬ ‫وإ ن َ‬
‫الولي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ويصح ِ‬
‫بمال‬ ‫ُّ‬ ‫خالع الطِّ ْفلةَ بمالها‪،‬‬ ‫ِّ ِ‬
‫خالع امرأة الطفل‪ ،‬وال أن ُي َ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫ولي ْ‬‫ولي َس لْل ِّ‬
‫ْ‬
‫فإن‬
‫ألف‪ْ ،‬‬‫ألف‪ ،‬أو خالعتُ ِك على ٍ‬ ‫ق على ٍ‬ ‫أنت ِ‬
‫طال ٌ‬ ‫الخْل ِع‪ ،‬مث ُل‪ِ :‬‬ ‫ق ِ‬
‫ولفظ ُ‬ ‫بلفظ الطَّال ِ‬
‫صح ِ‬ ‫وي ُّ‬‫َ‬

‫‪133‬‬
‫إن أعطيتِني ألفاً ِ‬ ‫بانت ِ‬ ‫قالت‪ :‬قبِ ُ‬
‫طالق‪ ،‬فأعطتْهُ‬
‫ٌ‬ ‫فأنت‬ ‫قال‪ْ :‬‬
‫إن َ‬ ‫وكذلك ْ‬
‫َ‬ ‫األلف‪،‬‬
‫َ‬ ‫ولزمها‬ ‫ِلت‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫األلف‪137/ .‬‬
‫ُ‬ ‫بانت ِ‬
‫ولزمها‬ ‫طالق‪ْ ،‬‬‫ٌ‬ ‫ألف‪ ،‬فقا َل‪ِ :‬‬
‫أنت‬ ‫قالت‪ :‬طلِّقني على ٍ‬‫وكذلك إذا ْ‬
‫َ‬ ‫بانت‪،‬‬
‫ْ‬
‫هول‪ ،‬أو ِ‬
‫غير‬ ‫لع‪ ،‬فلو خالع بم ْج ٍ‬
‫َ َ‬ ‫الخ ِ ْ‬ ‫يكون ِع َوضاً في ُ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫جاز ْ‬‫صداقاً َ‬‫يكون َ‬
‫أن َ‬ ‫جاز ْ‬ ‫وما َ‬
‫بانت بمه ِر ِ‬
‫المثل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ُمتَ َم َّو ٍل‬
‫كالخمر‪ْ َ ْ ،‬‬
‫صريح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫طالق‬
‫ٌ‬ ‫لع‬
‫الخ ِ‬ ‫وهو ِ‬
‫بلفظ ُ‬
‫هل طلَّ َ‬
‫ق طْلقةً‬ ‫أن ُيراجع‪ ،‬وإ ْن َّ‬
‫شك ْ‬ ‫َ‬ ‫والو َرعُ ْ‬
‫َّ‬
‫ق ْأم ال ْلم تُطلق‪َ ،‬‬‫هل طلَّ َ‬ ‫من َّ‬
‫شك ْ‬ ‫فصل‪ْ :‬‬
‫المطلَّقةُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ق ثالثاً في مرض موته ْلم تَ ِرثْهُ ُ‬ ‫ومن طلَّ َ‬ ‫أو أكثر وقع ُّ‬
‫األقل‪ْ ،‬‬ ‫َ َ‬
‫فصل [الرجعة]‪:‬‬
‫ض‪ ،‬فلهُ قب َل‬ ‫خول بال ِعو ٍ‬
‫َ‬
‫الد ِ‬‫العب ُد طْلقة بعد ُّ‬ ‫ق ْ‬ ‫قتين‪ ،‬أو طلَّ َ‬ ‫طْل ِ‬ ‫طْلقةً أو َ‬ ‫الح ُّر َ‬‫ق ُ‬ ‫إذا طلَّ َ‬
‫أن ُيطلِّقها‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫راجع ‪-‬سواء ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أحد ُهما‬
‫مات ُ‬ ‫ت ْأم ال‪ -‬ولهُ ْ‬ ‫ضَي ْ‬ ‫ٌَ‬ ‫أن ُي َ‬ ‫أن تنقضي الع َّدةُ ْ‬
‫ِ‬
‫راجعة‪،‬‬ ‫الم‬ ‫ط ُؤها وال َّ‬ ‫يح ُّل لهُ َو ْ‬‫لكن ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ظر إليها وال االستمتاعُ بها قب َل ُ‬ ‫الن ُ‬ ‫اآلخر‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ورثَهُ‬
‫الرجعةُ إال‬ ‫ِ‬
‫وض‪ ،‬فال رجعةَ لهُ‪ ،‬وال تص ُّح َ‬ ‫بع ٍ‬ ‫بعده ِ‬
‫الدخول‪ ،‬أو َ ُ‬ ‫قبل ُّ‬ ‫الق َ‬ ‫كان الطَّ ُ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫أم َس ْكتُها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رد ْدتُها‪ ،‬أو ْ‬ ‫راج ْعتُها‪ ،‬أو َ‬ ‫باللفظ فقط‪ ،‬فيقو ُل‪َ :‬‬
‫ق‪.‬‬‫عد ِد الطَّال ِ‬‫بقي من َ‬ ‫ْ ِ‬
‫عادت إليه بما َ‬ ‫راجعها‬
‫َ‬ ‫اإلشهاد‪ ،‬وإ ذا‬
‫ُ‬ ‫وال ُيشترطُ‬
‫غيرهُ نِكاحاً‬ ‫كح زوجاً ْ‬ ‫مت عليه حتى ْتن َ‬
‫ِ‬ ‫حر ْ‬ ‫ِ‬
‫طلقتين ُ‬ ‫العبد‬
‫الح ُّر ثالثاً أو ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫أما إذا طلَّ َ‬ ‫َّ‬
‫انتشار َّ‬
‫الذ َك ِر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫تغييب الح َشفَ ِة‪ ،‬بِ َش ِ‬
‫رط‬ ‫الفرج‪ ،‬وأدناهُ‪َ ُ ْ :‬‬ ‫ِ‬ ‫طؤها في‬ ‫وي ُ‬‫صحيحاً‪َ ،‬‬
‫فصل [اإليالء]‪:‬‬
‫ٍ‬
‫صوم‪،‬‬ ‫ِ‬
‫بالتزام‬ ‫ق‪ ،‬أو‬ ‫ق‪ ،‬أو ِ‬
‫بالعت ِ‬ ‫باهلل‪ ،‬أو بالطَّال ِ‬
‫لف الزوج ِ‬
‫ُ‬ ‫حرام‪ ،‬وهو أن َي ْح َ‬ ‫ٌ‬ ‫اإليالء‬
‫ُ‬
‫ف‬‫أربع ِة أشهُ ٍر‪ ،‬فإذا حلَ َ‬ ‫من َ‬ ‫أكثر ْ‬ ‫الفرج َ‬
‫ِ‬ ‫ماع في‬‫الج َ‬ ‫ذلك َيميناً َيمنع ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫غير َ‬ ‫صالة‪ ،‬أو ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أو‬
‫مدةُ أر ِ‬ ‫صار موِلياً‪ ،‬فتُ ْ‬
‫مانع‬
‫جامع فيها وال َ‬ ‫‪-‬ولم ُي ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت‬‫انقض ْ‬
‫َ‬ ‫بعة أشهُ ٍر‪ ،‬فإذا‬ ‫ب لهُ َّ ْ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫كذلك َ‬
‫به مانِعٌ َ‬
‫يمن ُعهُ‬
‫ط ِء ‪-‬إذا لم ي ُك ْن ِ‬ ‫بالو ْ‬ ‫َّ ِ‬ ‫الم َّد ِة أن تُطالبهُ َّ‬ ‫ِ‬
‫من ِجهتها‪ -‬فلها عق َ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫إما بالطالق أو َ‬ ‫ب ُ‬
‫أشهر فما‬‫أربعة ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ف على‬ ‫الحاكم‪ ،‬ومتى حلَ َ‬ ‫ُ‬
‫ق ِ‬
‫عليه‬ ‫فذاك وإ ال طلَّ َ‬ ‫جامع َ‬ ‫َ‬ ‫ط ِء‪ْ -‬‬
‫فإن‬ ‫الو ْ‬ ‫من َ‬ ‫َ‬
‫فلي َس ُموِلياً‪.‬‬‫وج ِعِّنيناً أو مجبوباً ْ‬ ‫الز ُ‬ ‫كان َّ‬ ‫دونها‪ ،‬أو َ‬
‫فصل [الظهار]‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ض ٍو ْ‬
‫من‬ ‫من محار ِم ِه‪ ،‬أو بِ ُع ْ‬ ‫غيرها ْ‬ ‫ُم ِه أو ِ‬ ‫ظ ْه ِر أ ِّ‬‫أن ُيشبِّهَ امرأتَهُ ب َ‬ ‫هار هو ْ‬ ‫الظ ُ‬
‫العو ُد‬
‫جد ْ‬ ‫وو َ‬ ‫ذلك ُ‬ ‫ُمي‪ ،‬أو َكفَ ْر ِجها أو َكَي ِدها‪ ،‬فإذا قا َل َ‬ ‫ظ ْه ِر أ ِّ‬
‫علي َك َ‬
‫أنت َّ‬ ‫أعضائِها‪ ،‬فيقول‪ِ :‬‬

‫‪134‬‬
‫هار ‪ 138/‬زمناً‬ ‫بعد الظِّ ِ‬
‫أن ُي ْم ِس َكها َ‬ ‫ط ُؤها حتَّى ُيكفِّ َر‪َ ،‬‬
‫والع ْو ُد هو‪ْ :‬‬ ‫ِلزمتْهُ الكفَّارةُ‪َ ،‬‬
‫وح ُر َم و ْ‬
‫ت‬‫الفو ِر طُلِّقَ ْ‬
‫ق على ْ‬ ‫هار بالطَّال ِ‬ ‫ِّ‬
‫ب الظ َ‬‫فإن َعقَّ َ‬
‫فلم ُيق ْل‪ْ ،‬‬
‫طالق ْ‬
‫ٌ‬ ‫فيه ِ‬
‫أنت‬ ‫أن يقو َل لها ِ‬ ‫مكنهُ ْ‬
‫ُي ُ‬
‫وال كفَّارةَ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫والكفَّارةُ‪ِ :‬عتْ ُ ٍ‬
‫فصيام‬
‫ُ‬ ‫بالع َم ِل‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم َي ِج ْد‬ ‫ض ُّر َ‬ ‫الع ِ‬
‫يوب التي تَ ُ‬ ‫من ُ‬ ‫ق رقََبة ُم ْؤمنة‪َ ،‬سليمة َ‬
‫قوت ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ين ِم ْسكيناً‪ ،‬كل ِم ْس ٍ‬ ‫ِ‬
‫حباً‪،‬‬
‫البلد ّ‬ ‫كين ُم ّداً ْ‬ ‫فإطعام ستِّ َ‬
‫ُ‬ ‫يستط ْع‬ ‫فإن ْلم‬ ‫َش ْه َر ْي ِن ُمتَ ِ‬
‫تابعين‪ْ ،‬‬
‫بالنَّي ِة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫باب َّ‬
‫العدة‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ق]‪:‬‬‫عدةُ الطَّال ِ‬ ‫[أ‪َّ -‬‬
‫كان‬ ‫ق بع َده ِلزمتْها ِ‬
‫الع َّدةُ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫خول فال َّ‬ ‫الد ِ‬ ‫امرأتَهُ ْقب َل ُّ‬ ‫من طلَّ َ‬
‫سواء َ‬ ‫ٌ‬ ‫عليها‪ ،‬وإ ْن طل َ ْ ُ َ‬ ‫عدةَ ْ‬ ‫ق َ‬ ‫ْ‬
‫بالغاً واآلخر صغيراً‪ ،‬والم ُ ُّ ِ‬ ‫أحدهما ِ‬ ‫صغيري ِن أو ِ‬ ‫َّ‬
‫ط َء‪،‬‬ ‫الو ْ‬‫راد بالدخول َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫غي ِن‪ ،‬أو ُ ُ‬ ‫بال ْ‬ ‫ْ‬ ‫الز ْو ِ‬
‫جان‬
‫ق فال ِع َّدةَ‪.‬‬ ‫ثم طلَّ َ‬ ‫طأْها َّ‬ ‫ولم َي َ‬‫فلو خال بها ْ‬ ‫ْ‬
‫بوض ِع ِه بِ َش ْر ْ‬
‫طي ِن‪:‬‬ ‫ت ْ‬ ‫ضْ‬ ‫فإن ْ ِ‬
‫كانت حامالً ْانقَ َ‬ ‫العدةُ ْ‬ ‫وجبت َّ‬ ‫ِ‬ ‫وإ ذا‬
‫ط انفصا ُل‬ ‫أكثر ا ْشتُِر َ‬‫كان ولَ َد ْي ِن أو َ‬ ‫الح ْم ِل‪ ،‬حتَّى ْلو َ‬ ‫فص َل جميعُ َ‬ ‫أن َي ْن ِ‬ ‫أحد ُهما‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫ص َّو ْر‪ ،‬و َش ِه َد القوابِ ُل َّأنها‬ ‫الخْل ِ‬
‫حياً أو ميِّتاً‪ ،‬كام َل ِ‬ ‫فصل َّ‬
‫ض َغةً ْلم تُتَ َ‬‫قة أو ُم ْ‬ ‫سواء ْان َ‬ ‫ٌ‬ ‫الجميع‪،‬‬
‫ِ‬
‫عد ِد‬
‫حد ِل َ‬
‫توأمان‪ ،‬وال َّ‬ ‫ِ‬ ‫دون ِستَّ ِة أ ْشهُ ٍر فهُما‬ ‫الولَ َد ْي ِن َ‬ ‫بين َ‬‫كان َ‬ ‫ق آدم ٍّي‪ ،‬ومتى َ‬
‫مبدأُ َخْل ِ ِ‬
‫َ‬
‫ك‪.‬‬‫من ذل َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ضع في ٍ‬ ‫الحم ِل‪،‬‬
‫أكثر ْ‬ ‫حمل واحد أربعةَ أوالد ْأو َ‬ ‫ْ‬ ‫أن تَ َ َ‬ ‫فيجوز ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ط ِء ُش ْب ٍ‬ ‫ِ‬
‫هة ْلم‬ ‫من زناً ْأو َو ْ‬ ‫ت ْ‬ ‫حملَ ْ‬
‫فلو َ‬ ‫من لهُ الع َّدةُ‪ْ ،‬‬ ‫منسوباً إلى ْ‬ ‫يكون الولَ ُد ْ‬ ‫أن َ‬ ‫الثاني‪ْ :‬‬
‫المطلِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بل في حم ِل و ْ ِ ُّ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫المطلِّ ِ‬ ‫تَْنقَ ِ ِ‬
‫الوضع‪ ،‬وكذا‬ ‫ِ‬ ‫بعد‬
‫ق َ‬ ‫طء الشبهة تست ْقب ُل ع َّدةَ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫به‪ْ ،‬‬ ‫ض ع َّدةُ ُ‬
‫ِ‬ ‫إن ْلم تَ ِح ْ‬
‫هار‬ ‫ط ٍ‬ ‫بثالثة أ ْ‬ ‫ت‬‫ضْ‬ ‫الحم ِل ْانقَ َ‬
‫ت على ْ‬ ‫حاض ْ‬‫َ‬ ‫الحم ِل‪ْ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ض على ْ‬ ‫الزنا ْ‬ ‫حم ِل ِّ‬ ‫في ْ‬
‫منهُ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأقل َّ ِ‬
‫ُّ‬
‫نين‪.‬‬‫الحم ِل ستَّةُ أ ْشهُ ٍر‪ ،‬وأ ْك ُثرهُ ْأرَبعُ س َ‬ ‫مدة ْ‬
‫األطهار"‪،‬‬ ‫"القروء‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بثالثة قُرو ٍء‬ ‫ت‬
‫اعتد ْ‬‫تحيض َّ‬ ‫مم ْن‬
‫كانت َّ‬
‫فإن ْ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وإ ْن ْلم ت َك ْن حامالً‪ْ :‬‬
‫ضي‬
‫بم ِّ‬ ‫قضت ُ‬‫لحظة ْان ْ‬ ‫ٍ‬ ‫بعد‬
‫فحاضت َ‬‫ْ‬ ‫فإن طلَّقها‬ ‫هر طُ ْهراً كامالً‪ْ ،‬‬ ‫ض الطُّ ِ‬ ‫بع ُ‬ ‫سب لها ْ‬ ‫وي ْح ُ‬ ‫ُ‬
‫من ِ‬
‫ثالثة‬ ‫الحيض فال ُب َّد ْ‬
‫ِ‬ ‫ق في‬ ‫الثالثة‪ ،‬وإ ن طلَّ َ‬ ‫ِ‬ ‫والشروعُ في الح ْي ِ‬
‫ضة‬ ‫َ‬ ‫آخرين ُّ‬ ‫ِ‬ ‫طُ ِ‬
‫هرين‬
‫ضها‬ ‫الر ِ‬ ‫الحي ِ‬ ‫ط ٍ‬
‫حي ُ‬ ‫يتقارب ْ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫بين ْ‬
‫فرق َ‬ ‫قضت‪ ،‬وال َ‬ ‫ابعة ْان ْ‬ ‫ضة َّ‬ ‫ت في ْ‬ ‫كوامل فإذا َش َر َع ْ‬ ‫َ‬ ‫هار‬ ‫أْ‬
‫يتباعد‪139/ .‬‬
‫َ‬ ‫أو‬

‫‪135‬‬
‫ت في ِ‬
‫آخر‬ ‫طهُر خمسةَ ع َش َر ْيوماً‪ ،‬فإذا طُلِّقَ ْ‬ ‫وليلةً وتَ ْ‬
‫تحيض ْيوماً ْ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫قارب‪ْ :‬‬ ‫فمثا ُل التَّ ِ‬
‫وأربعين‬
‫َ‬ ‫بع ٍة‬
‫فس َ‬ ‫ض َ‬‫حي ٍ‬ ‫آخر ْ‬ ‫ظ ْتي ِن‪ ،‬أو في ِ‬ ‫وثالثين ْيوماً ولح َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫باثنين‬ ‫قضت ِع َّدتُها‬ ‫هر ْان ْ‬ ‫الطُّ ِ‬
‫الح َّر ِة‪.‬‬ ‫الم ِ‬ ‫ُّ‬ ‫يوماً ْ ٍ‬
‫مكن في ُ‬ ‫ولحظة‪ ،‬وهو أقل ُ‬ ‫ْ‬
‫أكثر‪ ،‬فال ُب َّد َ‬
‫من‬ ‫طهُر سنةً مثالً أو َ‬ ‫عشر يوماً وت ْ‬ ‫تحيض خمسةَ َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬‫باع ِد‪ْ :‬‬ ‫ومثا ُل التَّ ُ‬
‫سنين‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قامت َ‬ ‫ْ‬ ‫الثالثة وإ ن‬ ‫األطهار‬
‫مم ْن‬
‫كانت َّ‬ ‫أشهر‪ ،‬وإ ْن ْ‬ ‫بثالثة ٍ‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫لصغر أو إياس َّ‬
‫اعتد ْ‬ ‫ِ‬ ‫تحيض‬ ‫مم ْن ال‬ ‫كانت َّ‬ ‫وإ ْن ْ‬
‫ُ‬
‫ت إلى ِّ‬
‫سن‬ ‫صبر ْ‬
‫ظاهر َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عارض‬ ‫ونحو ِه‪ ،‬أو بال‬ ‫ِ‬ ‫كرضاع‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫لعارض‬ ‫فانقطع َد ُمها‬
‫َ‬ ‫تحيض‬
‫ُ‬
‫ق‪.‬‬‫عد ِة الطَّال ِ‬
‫بثالثة أشهُ ٍر‪ ،‬هذا ُكلُّهُ في َّ‬ ‫ِ‬ ‫ثم تَ ْع ُّ‬
‫تد‬ ‫ض‪َّ ،‬‬ ‫الحي ِ‬ ‫من ْ‬ ‫أس َ‬ ‫الي ِ‬‫َ‬
‫ِ‬
‫الوفاة]‪:‬‬ ‫[ب‪َّ -‬‬
‫عدةُ‬
‫ت‬ ‫اع َّ‬
‫تد ْ‬ ‫كانت حامالً ْ‬ ‫فإن ْ‬ ‫الر ْج ّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فإن تُُوفِّ َي ْ‬
‫عية‪ْ -‬‬ ‫عدة َّ‬ ‫خالل ّ‬ ‫‪-‬ولو في‬ ‫عنها َز ْو ُجها ْ‬ ‫ْ‬
‫وعشر ِة َّأي ٍام‪،‬‬ ‫تقدم‪ ،‬وإ ال فبأَر ِ‬
‫تحيض ْأم ال‪ ،‬هذا‬ ‫ُ‬ ‫مم ْن‬
‫كانت َّ‬
‫سواء ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫بعة أ ْشهُ ٍر‬ ‫ْ‬ ‫بالوض ِع كما َّ َ‬ ‫ْ‬
‫الح َّر ِة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫كلهُ في ُ‬
‫تحيض‬
‫ُ‬ ‫ممن‬ ‫وغيرها َّ‬‫بالوضع‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّضةً فالحام ُل‬‫ولو ُمَبع َ‬ ‫زوجتُهُ أمةً ْ‬ ‫كانت ْ‬ ‫أما إذا ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫وخمسة َّأي ٍام‪.‬‬ ‫رين‬ ‫ِ‬
‫الوفاة ب َش ْه ِ‬ ‫صف‪ ،‬وفي‬ ‫بشهر ونِ ٍ‬ ‫تحيض ٍ‬ ‫ومن ال‬ ‫بطُ ْه ِ‬
‫ُ‬ ‫رين‪ْ ،‬‬
‫ط ِء كالمطلَّ ِ‬
‫قة‪.‬‬ ‫الو ْ‬ ‫تع ُّ‬ ‫ٍ‬ ‫ومن ُو ِطَئ ْ‬
‫ُ‬ ‫من َ‬ ‫تد َ‬ ‫ت ب ُشبهة ْ‬ ‫ْ‬
‫عتد ِة]‪:‬‬
‫الم َّ‬ ‫[أحكام ُ‬
‫ُ‬
‫الز ْو ِج ال تَ ْخ ُر ُج إالَّ بإذنِ ِه‪،‬‬ ‫جعيةُ ففي ُح ْكِم َّ‬ ‫الر َّ‬ ‫المنز ِل‪َّ ،‬‬
‫فأما َّ‬ ‫عتدةَ مالزمةُ ِ‬ ‫الم َّ‬ ‫لزم ُ‬ ‫وي ُ‬‫َ‬
‫ق‪،‬‬‫الحقو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالن ِ ِ ِ‬ ‫أن تَ ْخ ُر َج َّ‬ ‫لمتَوفَّى ْ‬ ‫ويجوز ِل ِ ِ‬
‫حاجتها وأداء ُ‬ ‫هار لقَضاء َ‬ ‫زو ُجها ْ‬ ‫عنها ْ‬ ‫لبائن ول ُ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫كن الذي طلَّقَها ِ‬ ‫وت ِج ِ‬
‫لخوف‪ ،‬أو‬ ‫يجوز ن ْقلُها إال لضرور ٍة‪ّ :‬‬
‫إما‬ ‫فيه‪ ،‬وال ُ‬ ‫ب الع َّدةُ في ْ‬
‫المس ِ‬ ‫ُ‬
‫تأذيهم بها‪ ،‬فتَْنتَِق ُل إلى ِ‬
‫أقرب‬ ‫أقارب زو ِجها‪ ،‬أو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫تأذيها بجيرانِها أو‬ ‫مالك ِه‪ ،‬أو كثر ِة ِّ‬ ‫من ِع ِ‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫كل ٍ‬
‫واحد‬ ‫يكون ُّ‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫الخْلوةُ بها في َّ ِ‬ ‫طلِّ ِ‬ ‫مس ٍ ِ‬
‫َ‬ ‫ساكنتُها‪ ،‬إال ْ‬‫وم َ‬ ‫العدة ُ‬ ‫ق َ‬ ‫الم َ‬
‫حر ُم على ُ‬ ‫وي ُ‬ ‫كن إليه‪َ .‬‬ ‫ْ‬
‫راف ِق ِه‪.‬‬
‫منهما في ْبي ٍت بِم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫البائن‪ ،‬ويحرم على مي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫اإلحداد في َّ ِ‬
‫وج أ ْك َثر‬‫الز ِ‬ ‫غير َّ‬‫ِّت ِ‬ ‫ُُ‬ ‫ِ‬ ‫ندب في‬‫وي ُ‬‫عدة الوفاة‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫وي ِج ُ‬
‫بإثم ٍد‬
‫كتح َل ِ‬ ‫ضب‪ ،‬وال تَ ِ‬ ‫الزينةَ‪ ،‬وال تَْلبس الحِل َّي‪ ،‬وال تَ ْختَ ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫ك ِّ‬ ‫أن تَتْ ُر َ‬‫ثالثة َّأي ٍام‪ ،‬وهو‪ْ :‬‬ ‫من ِ‬ ‫ْ‬
‫من ‪140/‬‬ ‫بس الصافي ْ‬ ‫بالن ِ‬‫يل وتُزيلُهُ َّ‬ ‫تاجت إلى ال ُك ْح ِل فباللَّ ِ‬ ‫ونح ِو ِه‪ْ ،‬‬
‫هار‪ ،‬وال تَْل ُ‬ ‫اح ْ‬ ‫فإن ْ‬ ‫ْ‬

‫‪136‬‬
‫ٍ‬
‫وثوب‬ ‫عر‪ ،‬وال تَستَ ْع ِم َل ِطيباً في َ‬
‫بد ٍن‬ ‫َّ‬ ‫وأصفر‪ ،‬وال تُ ِّ‬
‫رج َل الش َ‬ ‫َ‬ ‫وأحمر‬
‫َ‬ ‫وأخضر‬
‫َ‬ ‫أزرق‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫األظفار‪.‬‬ ‫وتقليم‬ ‫ِ‬
‫للتنظيف‪،‬‬ ‫الرأس‬ ‫ريسِم‪َ ،‬‬
‫وغ ْس ُل َّ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫اإلب َ‬
‫ومأكول‪ ،‬ولها لُْب ُس ْ‬
‫تزو َج َم ْن خالعها‬‫ف ِع َّدَةًـًَ جديدةً‪ ،‬وإ ْن َّ‬‫خول تستأنِ ُ‬
‫الد ِ‬ ‫ثم طلَّقها َ‬
‫قبل ُّ‬ ‫الم ْع َّ‬
‫تدةَ َّ‬ ‫راجع ُ‬
‫َ‬ ‫وإ ذا‬
‫الع َّد ِة‬
‫ادع ِت المرأةُ انقضاء ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫ت على الع َّدة األولى‪ ،‬ومتى َّ َ‬ ‫الد ِ‬
‫خول َبَن ْ‬ ‫ثم طلَّقها َ‬
‫قبل ُّ‬ ‫في ِع َّدتِ ِه َّ‬
‫ِ‬
‫أربعة أ ْشهُ ٍر وعشر ِة‬ ‫بعد‬
‫ته َ‬ ‫بل قولُها‪ ،‬وإ ذا بلَ َغها َخبر مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في ٍ‬
‫َُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ضاؤها فيه قُ َ ْ‬ ‫مكن انق ُ‬ ‫زمن ُي ُ‬
‫انقضت ِ‬
‫الع َّدةُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أيام فقد‬‫ٍ‬
‫فصل [االستبراء]‪:‬‬
‫إن‬ ‫بعد ْقب ِ‬ ‫طؤها واالستمتاعُ بها حتَّى ْ‬
‫يستب ِرَئها َ‬ ‫ك أمةً حرم ِ‬
‫بالوضع ْ‬
‫ِ‬ ‫ضها‪،‬‬ ‫عليه َو ْ‬ ‫من ملَ َ َ َ ُ َ‬‫ْ‬
‫أمةً‬
‫زوجتُهُ َ‬ ‫هر‪ ،‬وإ ْن كانت ْ‬ ‫تحيض‪ ،‬وإ ال فبِ َش ٍ‬
‫ُ‬ ‫كانت حائالً‬
‫إن ْ‬ ‫وبحيض ٍة ْ‬
‫َ‬ ‫كانت حامالً‪،‬‬
‫زو َج أمتَهُ أو‬
‫ومن َّ‬ ‫ٍ‬ ‫اليمين ِم ْن ِ‬
‫ِ‬ ‫بمْل ِك‬
‫ت له ِ‬ ‫َّ‬ ‫انفسخ ِّ‬
‫غير استبراء‪ْ ،‬‬ ‫كاح‪ ،‬وحل ْ ُ‬‫الن ُ‬ ‫َ‬ ‫فاشتراها‬
‫بالم ْس َّبي ِة في ُم َّد ِة‬
‫يستب ِرَئها‪ ،‬ولهُ االستمتاعُ َ‬ ‫والكتابةُ ْلم يطأَها حتى ْ‬ ‫النكاح ِ‬
‫ثم زا َل ِّ ُ‬ ‫كاتبها َّ‬
‫زوجها حتّى َيستَْب ِرَئها‪.‬‬ ‫أن ُي ِّ‬ ‫وطئ أمتَه حرم ِ‬ ‫ومن ِ‬ ‫بغير ال ِج ِ‬ ‫راء ِ‬ ‫االستب ِ‬
‫عليه ْ‬ ‫َ ُ َُ َ‬ ‫ماع‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫سب]‪:‬‬ ‫الن ِ‬ ‫[ثبوت َّ‬
‫ُ‬ ‫فصل‬
‫عنها ْأم ال‪ ،‬وإ ْن ْلم‬ ‫يعز ُل َمنَِّيهُ ْ‬
‫كان ِ‬ ‫سواء َ‬
‫ٌ‬
‫وطَئها ِ‬
‫لحقَهُ‪،‬‬ ‫ت َّأنه ِ‬
‫فإن َثب َ ُ‬ ‫بولد ْ‬ ‫ت أمتُه ٍ‬
‫من أتَ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ي ُك ْن َو ِطَئها ْلم َيْل َح ْقهُ‪.‬‬
‫بعد ستَّ ِة أشهُ ٍر‬ ‫به َ‬ ‫بأن تأتي ِ‬ ‫منهُ‪ْ ،‬‬ ‫يكون ْ‬
‫أن َ‬ ‫أمكن ْ‬
‫إن َ‬
‫بولد ِ‬
‫لحقهُ َن َسُبهُ ْ‬ ‫ت زوجتُه ٍ‬
‫ومن أتَ ْ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ط ُؤها‬ ‫كن َو ْ‬ ‫إم ِ‬ ‫من ِ‬ ‫حين ِ‬ ‫من ِ‬ ‫ٍ‬
‫أم َ‬
‫االجتماع معها‪ ،‬إذا ْ‬ ‫ِ‬ ‫كان‬ ‫حين ْ‬ ‫سنين ْ‬
‫أربع َ‬ ‫ودون ِ‬ ‫َ‬ ‫العقد‬ ‫ولحظة ْ‬
‫أمتِ ِه‪ ،‬ب َش ْر ِط ْ‬
‫يكون َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫للز ْو ِج‬ ‫أن َ‬ ‫سبق في َ‬ ‫بخالف ما َ‬ ‫ولو على ُبعد‪ ،‬وإ ْن ْلم َي ْع ْلم َّأنهُ َوط َ‬
‫ئ‪،‬‬ ‫ْ‬
‫ط َء‪.‬‬
‫الو ْ‬ ‫سنين ونِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫صف ولحظةٌ تَ َسعُ َ‬ ‫ت ْسعُ َ‬
‫به ِل ِ ِ‬ ‫بأن أتت ِ‬
‫سنين‪ ،‬أو‬ ‫أربع َ‬ ‫من ِ‬ ‫دون ستَّة أ ْشهُ ٍر‪ ،‬أو َ‬
‫ألكثر ْ‬ ‫منهُ ْ‬ ‫يكون ْ‬
‫َ‬ ‫أن‬‫مكن ْ‬‫فإن ْلم ُي ُ‬ ‫ْ‬
‫طوع ال َذ ِ‬
‫كر‬ ‫كان َم ْق َ‬ ‫دون ما َّ‬
‫تقد َم‪ ،‬أو َ‬ ‫من الس ِّ‬
‫ِّن َ‬ ‫وج َ‬ ‫كان َّ‬
‫للز ِ‬ ‫طأَها‪ ،‬أو َ‬ ‫ط ِع َّ‬
‫بأنهُ ْلم َي َ‬ ‫مع القَ ْ‬
‫َ‬
‫واألنثَ ْيي ِن جميعاً ْلم َيْل َح ْقهُ‪.‬‬
‫بأن ِ‬
‫عل َم هو َّأنهُ ْلم َي َ‬
‫طأْها‬ ‫الشرعُ ِ‬
‫َّ‬ ‫الز ْو ُج َّ‬ ‫ق َّ‬ ‫ومتى تَحقَّ َ‬
‫منهُ‪ْ :‬‬ ‫به ْلي َس ْ‬ ‫الولد الذي أَْل َحقَهُ ْ‬
‫أن َ‬
‫الولد‬
‫كان ُ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ ِ‬ ‫عان‪ ،‬وإ ْن ْلم يتحقَّ َ‬ ‫أبداً‪ِ ،‬لز َمهُ ن ْفُيهُ باللِّ ِ‬
‫حر َم عليه ن ْفُيهُ وقَ ْذفُها‪ ،‬وإ ْن َ‬
‫غيره ُ‬ ‫ق أنهُ ْ‬
‫ك‪141/ .‬‬ ‫غير ذل َ‬
‫أبيض أو َ‬ ‫ُ‬ ‫أسود وهو‬‫َ‬

‫‪137‬‬
‫باللعان لم ِ‬ ‫ب َّ‬ ‫ومن ِ‬
‫ذلك‪ ،‬وإ ن‬ ‫نج ْبهُ إلى َ‬ ‫ِ ْ‬ ‫أن ْين َفيهُ‬ ‫أراد ْ‬
‫ثم َ‬ ‫فأخ َر ن ْفَيهُ بال ُع ْذ ٍر َّ‬ ‫لحقَهُ َن َس ٌ‬ ‫ْ‬
‫أراد ن ْفيه على الفو ِر أج ْبناه ِ‬
‫إليه‪.‬‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫الزوجة ومالعنتها]‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫[قذف‬
‫ُ‬ ‫فصل‬
‫يكون‬
‫باللعان‪ ،‬بشرط أن َ‬ ‫ِ‬ ‫طهُ‬‫أن ُي ْس ِق َ‬ ‫ف فلَهُ ْ‬ ‫بحد القَ ْذ ِ‬
‫ب ِّ‬ ‫بالزنا فطوِل َ‬ ‫زوجتَهُ ِّ‬ ‫ف ْ‬ ‫من ق َذ َ‬ ‫ْ‬
‫ثبت‬
‫من َ‬ ‫الزوجةُ عفيفةً ي ِ‬
‫ف ْ‬ ‫فلو ق َذ َ‬
‫طأَ‪ْ ،‬‬ ‫أن تو َ‬ ‫مك ُن ْ‬ ‫ُ‬ ‫تكون ّ‬ ‫َ‬ ‫وأن‬
‫الزوج بالغاً‪ ،‬عاقالً‪ُ ،‬مختاراً‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫شهر ع ِّزر ولم ي ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫الع ْن‪.‬‬ ‫ِزناها‪ ،‬أو طفلة كبِنت ٍ ُ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ :‬أَ ْش ُ ِ‬ ‫مر ٍ‬
‫قين فيما‬ ‫هد باهلل ِّإني لَم َن الصَّاد َ‬ ‫بع َّ‬ ‫يقول ْأر َ‬ ‫أن َ‬ ‫الحاكم ْ‬
‫ُ‬ ‫أم َرهُ‬
‫أن َي ُ‬ ‫واللعان ْ‬
‫ُ‬
‫بعد‬
‫الخامسة‪َ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ثم يقو ُل في‬ ‫ولد‪َّ -‬‬ ‫‪-‬إن كان هناك ٌ‬ ‫الزنا‪ ،‬وإ َّن هذا الولَ َد ْليس ِّ‬ ‫من ِّ‬
‫مني ْ‬ ‫َر َم ْيتُها َ‬
‫الكاذبين‪ .‬فإذا‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫يده على ِ‬ ‫أن َي ِع َ‬
‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫إن ُك ْن ُ‬ ‫وعلي لَ ْعَنةُ اهلل ْ‬ ‫َّ‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫ويض َع َ ُ‬‫خوفُهُ َ‬ ‫وي ِّ‬‫الحاكم ُ‬
‫ُ‬ ‫ظهُ‬
‫مت على التّ ِ‬
‫أبيد‪،‬‬ ‫وحر ْ‬ ‫القذف‪ ،‬وانتفى عنه نسب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط عنهُ ُّ‬
‫وبانت منهُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫الولد‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫حد‬ ‫ذلك سق َ‬ ‫فعل َ‬ ‫َ‬
‫الزنا‪.‬‬ ‫حد ِّ‬ ‫ولزمها ُّ‬
‫ات‪ :‬أ ْش ُ ِ‬ ‫مر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫نفسها باللِّ ِ‬ ‫عن ِ‬ ‫أن تُ ْس ِق َ‬
‫هد باهلل َّإنهُ‬ ‫أرب َع َّ‬ ‫‪-‬بأمر الحاكم‪َ -‬‬ ‫فتقول‬
‫َ‬ ‫عان‬ ‫طهُ ْ‬ ‫ولها ْ‬
‫ب‬ ‫‪-‬بعد الو ِ‬ ‫ِ‬ ‫لمن الكاذبين فيما رماني ِ‬ ‫ِ‬
‫ضُ‬ ‫وعلي َغ َ‬ ‫َّ‬ ‫سبق‪:-‬‬
‫عظ كما َ‬ ‫ثم تقو ُل في الخامسة َ َ‬ ‫به‪َّ .‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الزنا‪.‬‬ ‫حد ِّ‬ ‫ط عنها ُّ‬ ‫هذه سق َ‬ ‫ت ِ‬ ‫َّادقين‪ .‬فإذا فعلَ ْ‬ ‫ِ‬
‫من الص َ‬ ‫كان َ‬ ‫إن َ‬ ‫اهلل ْ‬
‫الرضاع‬
‫ِ‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ْ ِ‬ ‫ط ٍء أو من غير ِه‪،‬‬ ‫إذا ِ ِ ِ‬
‫الحو ِ‬
‫لين‬ ‫دون ْ‬ ‫فأرضعت طفالً لهُ َ‬ ‫من َو ْ‬ ‫سنين لََب ٌن‪ْ ،‬‬ ‫ثار لبِْنت ت ْس ِع َ‬ ‫َ‬
‫أمهُ‪،‬‬ ‫عات م ِّ ٍ‬ ‫خمس رض ٍ‬
‫وصارت ّ‬
‫ْ‬ ‫وفروعهُ فقط‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫فيحر ُم عليها هو‬ ‫تفرقات صار ابنها‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫وأخواتُها‪.‬‬ ‫خوتُها َ‬ ‫ِ‬
‫وفروعها وإ َ‬ ‫ُ‬ ‫هي وأُصولُها‬ ‫فتَ ْح ُر ُم عليه َ‬
‫وج‪ ،‬في ْحرم ِ‬ ‫َّ‬
‫الرضيعُ‬ ‫عليه َّ‬ ‫للز ِ َ ُ ُ‬ ‫الرضيعُ ابناً َّ‬ ‫صار َّ‬ ‫زوج‪َ ،‬‬ ‫من ٍ‬ ‫حم ٍل ْ‬ ‫من ْ‬ ‫بن ْ‬ ‫ثار الل ُ‬ ‫وإ ن َ‬
‫روعهُ وإ ْخوتُهُ‬ ‫هو وأُصولُهُ وفُ ُ‬ ‫وصار َّ‬
‫ضيع َ‬ ‫الر ِ‬ ‫وج أباهُ َفي ْح ُر ُم على َّ‬ ‫الز ُ‬ ‫َ‬ ‫ط‪،‬‬ ‫روعهُ فق ْ‬ ‫وفُ ُ‬
‫ِ‬ ‫أح ِ‬ ‫دون ِ‬ ‫كالن ِ‬ ‫والخْلوةُ َّ‬ ‫النكاح‪ِ ،‬‬
‫ويح ُّل َّ‬
‫كالميراث‬ ‫كامه‬ ‫سائر ْ‬ ‫سب َ‬ ‫ظ ُر َ‬ ‫الن َ‬ ‫حر ُم ِّ ُ‬ ‫وأخواتُهُ‪َ ،‬في ُ‬ ‫َ‬
‫فقة‪.‬‬‫والن ِ‬
‫َّ‬
‫الج ِ‬
‫نايات‬ ‫كتاب ِ‬ ‫ُ‬
‫ي ِجب ِ‬
‫صبي‬
‫ٍّ‬ ‫ب على‬ ‫لكن ال َي ِج ُ‬ ‫عمداً َم ْحضاً ُع ْدواناً‪ْ ،‬‬ ‫من قتَ َل إنساناً ْ‬ ‫صاص على ْ‬ ‫ُ‬ ‫الق‬ ‫َ ُ‬
‫عب ٍد‪ ،‬وال على ِذ ِّم ٍّي بقَ ْت ِل ‪/‬‬ ‫كافر‪ ،‬وال على ُحٍّر بقَ ْت ِل ْ‬ ‫سلٍم بِقَ ْت ِل ٍ‬ ‫طلقاً‪ ،‬وال على م ِ‬
‫ُ‬ ‫ومجنون ُم ْ‬‫ٍ‬

‫‪138‬‬
‫وولد ِ‬ ‫بقت ِل الولَ ِد ِ‬
‫وأمهاتِهما ْ‬‫األب واأل ُِّم وآبائِ ِهما َّ‬
‫بقت ِل ْ‬
‫من‬ ‫الولد‪ ،‬وال ْ‬ ‫تد‪ ،‬وال على ِ‬ ‫‪ُ 142‬م ْر ٍّ‬
‫األم‪.‬‬
‫األب َّ‬ ‫فيه لْل ِ‬
‫القصاص ِ‬ ‫ت ِ‬
‫أن َي ْقتُ َل ُ‬
‫ولد‪ ،‬مثْ ُل ْ‬ ‫ُ‬ ‫َيثُْب ُ‬
‫[أقسام ال ِج ِ‬
‫نايات]‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ض‪.‬‬ ‫مح ٌ‬
‫وعم ٌد ْ‬ ‫ثَُّم ِ‬
‫طأٌ‪ْ ،‬‬ ‫وعم ٌد خ َ‬
‫نايات ثالثةٌ‪ :‬خطأٌ‪ْ ،‬‬ ‫الج ُ‬
‫من شاه ٍ‬
‫ق‬ ‫صيب إنساناً‪ ،‬أو َي ْزِل َ‬ ‫ٍ‬
‫ق ْ‬ ‫في ُ‬ ‫سهماً ُ‬
‫يرمي إلى حائط ْ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫‪ -1‬فالخطأُ‪ :‬مث ُل ْ‬
‫ٍ‬
‫إنسان‪.‬‬ ‫فيقَ َع على‬
‫الش ْخص‪ ،‬أو ال ي ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫وضابطُه‪ِ ِ ْ :‬‬
‫ص َد ُهما‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أن يقص َد الف ْع َل وال يقص َد َّ َ‬ ‫ُ‬
‫ض ِرَبهُ بعصا‬ ‫أن َي ْ‬ ‫به الجنايةَ بما ال ي ْقتُ ُل ِ‬ ‫يقص َد ِ‬
‫أن ِ‬
‫غالباً‪ ،‬مث َل ْ‬ ‫َ‬ ‫وعم ُد الخطأ‪ْ :‬‬ ‫ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫ِ‬ ‫غير م ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ك‪.‬‬‫ونحو ذل َ‬ ‫قتل‪،‬‬ ‫خفيفة في ِ َ‬
‫فإن‬ ‫كان ُمثقَّالً أو ُم َّ‬ ‫يقص َد الجنايةَ بما ي ْقتُ ُل ِ‬ ‫‪ -3‬والعم ُد‪ :‬أن ِ‬
‫حدداً‪ْ ،‬‬ ‫سواء َ‬‫ٌ‬ ‫غالباً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫القصاص‪.‬‬ ‫األطراف‪ ،‬وجب ِ‬ ‫ِ‬ ‫فس أو‬‫الن ِ‬‫عمداً على َّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫كانت الجنايةُ ْ‬
‫ِ‬
‫األنف ‪-‬وهو‬ ‫كالع ْي ِن وال ِج ْف ِن ِ‬
‫ومار ِن‬ ‫غير ْ ٍ‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حيف‪َ ،‬‬ ‫كن ْ‬ ‫أم َ‬ ‫ث ْ‬ ‫حي ُ‬
‫األعضاء ْ‬ ‫ب في‬ ‫فيج ُ‬
‫واألنامل َّ‬
‫والذ ِ‬
‫كر‬ ‫ِ‬ ‫واألصابع‬ ‫جل‬‫والر ِ‬ ‫والي ِد ِّ‬ ‫سان َّ ِ‬ ‫ِّن واللِّ ِ‬ ‫الن منهُ‪ -‬واأل ُذ ِن والس ِّ‬
‫ِ‬ ‫والشفة َ‬ ‫ما َ‬
‫ٍ‬ ‫ك‪ ،‬بشر ِط الم ِ‬ ‫ِ‬
‫بأسفل‬
‫َ‬ ‫بيسار‪ ،‬وال أعلى‬ ‫يمين‬
‫ماثلة‪ ،‬فال تُؤخ ُذ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ونحو ذل َ‬ ‫واألنثََي ْي ِن ْ‬
‫والفر ِج‬ ‫ْ‬
‫ص‬ ‫من َو َس ِط ال َِذ ِ‬
‫راع اقتُ َّ‬ ‫اليد ْ‬‫قطع َ‬‫فلو َ‬ ‫ظم ‪ْ ،‬‬
‫بأشل‪ ،‬وال ِقصاص في ع ٍْ‬
‫َ‬
‫صحيح َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫وبالعكس‪ ،‬وال‬
‫الكف‪ ،‬وفي الباقي حكومةٌ‪.‬‬ ‫من ِّ‬ ‫َ‬
‫الن ِ‬
‫فس‬ ‫الش ِ‬
‫ريف‪ ،‬في َّ‬ ‫من َّ‬
‫وللوضيع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكبير‪،‬‬ ‫من‬ ‫كر‪ ،‬وللطِّ ِ‬
‫فل َ‬ ‫من ال َذ ِ‬
‫قتص لألُنثى َ‬
‫وي ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واألعضاء‪.‬‬
‫ُّلطان أو ِ‬
‫ضر ِة الس ِ‬ ‫َّ‬ ‫أن يستوفى ِ‬
‫من لهُ‬ ‫كان ْ‬ ‫فإن َ‬ ‫نائبه‪ْ ،‬‬ ‫بح ْ‬
‫صاص إال َ‬ ‫ُ‬ ‫الق‬ ‫يجوز ْ ُ‬ ‫وال ُ‬
‫ِ‬
‫الثنين ْلم َي ُج ْز‬ ‫صاص‬ ‫بالتوكيل‪ ،‬وإ ْن كان ِ‬
‫الق‬ ‫ِ‬ ‫أمر‬ ‫َّ‬ ‫القصاص ُي ْح ِس ْنهُ َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫منهُ‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫مكَنهُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حامل حتَّى‬ ‫من‬ ‫ِ‬
‫ستوفيه ِ‬ ‫فإن َّ‬
‫تش َّ‬ ‫نفر َد ِ‬
‫أن َي ِ‬
‫تص ْ‬ ‫ع بينهما‪ ،‬وال ُي ْق ُّ‬ ‫أقر َ‬ ‫من َي‬
‫احا في ْ‬ ‫به‪ْ ،‬‬ ‫ألحدهما ْ‬
‫غيرها‪.‬‬ ‫بلبن ِ‬ ‫الولد ِ‬
‫ض َع ويستغني ُ‬ ‫تَ َ‬
‫فإن‬
‫يدهُ‪ْ ،‬‬ ‫طعت ُ‬
‫ك قُ ْ‬‫من ذل َ‬
‫فمات ْ‬
‫َ‬ ‫اليد‬
‫قطع َ‬‫فإن َ‬ ‫ثم ُي ْقتَ ُل‪ْ ،‬‬
‫يدهُ َّ‬
‫طعُ ُ‬
‫ثم قَتَ َل تُ ْق َ‬
‫اليد َّ‬
‫ط َع َ‬ ‫وم ْن قَ َ‬
‫َ‬
‫تل‪143/ .‬‬ ‫فهو‪ ،‬وإ الَّ قُ َ‬
‫مات َ‬ ‫َ‬
‫بل ْلو عفا‬ ‫صاص ووجبت ِّ‬
‫الديةُ‪ْ ،‬‬ ‫ط ِ‬
‫الق‬ ‫الدَي ِة سق َ‬
‫صاص على ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ق ِ‬
‫الق‬ ‫ومتى عفا م ِ‬
‫ستح ُّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫ِ‬
‫ووجبت ِّ‬
‫الديةُ‪.‬‬ ‫صاص‬
‫ُ‬ ‫الق‬ ‫أحد ُهم سق َ‬
‫أوالد فيعفو ُ‬
‫ٌ‬ ‫للمقتول‬ ‫كان‬
‫أن َ‬ ‫ين مث ُل ْ‬ ‫المستحقِّ َ‬ ‫بعض ُ‬ ‫ُ‬

‫‪139‬‬
‫ِ‬
‫لألول‬ ‫بعد ٍ‬ ‫ٍ‬
‫منهُ‬
‫ص ْ‬‫واحد‪ ،‬اقتُ َّ‬ ‫واحدا َ‬
‫ً‬ ‫جماعة‬ ‫من‬
‫ضواً ْ‬
‫قطع ُع ْ‬
‫ومن قت َل جماعةً‪ ،‬أو َ‬
‫ْ‬
‫ع‪.‬‬ ‫فعةً أ ِ‬
‫ُقر َ‬ ‫عليهم َد َ‬
‫ْ‬ ‫وللباقين ِّ‬
‫الديةُ‪ ،‬فإن جنى‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الجماعة]‪:‬‬ ‫[جنايةُ‬
‫ت‪ ،‬حتَّى ْلو‬ ‫ت جنايتُهُ ْم أو تفاوتَ ْ‬ ‫استََو ْ‬ ‫واحد قُتِلوا ِ‬
‫قتل ٍ‬ ‫ك جماعةٌ في ِ‬ ‫وإ ِن اشتر َ‬
‫سواء ْ‬
‫ٌ‬ ‫به‪،‬‬
‫ك‬‫فردةُ أو تل َ‬
‫الم َ‬ ‫وكانت تِْل َ ِ‬ ‫واحد ِجراحةً وآخر مئةَ ِج ٍ‬
‫ك الجراحةُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ومات‪،‬‬
‫َ‬ ‫راحة‬ ‫ُ‬ ‫جرحهُ ٌ‬‫َ‬
‫قطع الثَّاني ِجنايةَ َّ‬
‫األو ِل‬ ‫القصاص‪َّ َّ ،‬‬ ‫لت ِلزمهما ِ‬ ‫ال ِج‬
‫أن َي َ‬ ‫اللهم إال ْ‬ ‫انفردت لقتَ ْ َ ُ‬
‫ْ‬ ‫مما لو‬‫راحات َّ‬
‫ُ‬
‫جارح والثَّاني‬
‫ٌ‬ ‫فاألو ُل‬
‫صفين‪َّ ،‬‬ ‫قطع الَّثاني رقبتَهُ أو َيقُ َّدهُ نِ ِ‬
‫وي َ‬‫ونحوها َ‬
‫َ‬ ‫يدهُ‬
‫األو ُل َ‬
‫قطع َّ‬
‫بأن َي َ‬‫ْ‬
‫خطئاً فال ِقصاص على ٍ‬
‫أحد‪.‬‬ ‫العام ُد م ِ‬
‫شارك ِ‬ ‫ولو‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قات ٌل‪ْ ،‬‬
‫األجنبي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫من‬
‫ص َ‬ ‫األجنبي أباً اقتُ َّ‬
‫ُّ‬ ‫ك‬‫ولو شار َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫والوجه‬ ‫الر ِ‬
‫أس‬ ‫وض َح ِة في َّ‬ ‫عظم‪ ،‬كالم ِ‬ ‫القصاص أيضاً في ُك ِّل ُجر ٍح انتهى إلى ٍ‬ ‫ويجب ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫وبانتهاء‬ ‫وض َح ِة‬ ‫راد بالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ض ِد والسَّا ِ‬
‫والم ُ ُ‬ ‫رح إلى العظم‪ُ ،‬‬ ‫الج ُ‬ ‫ق والفَخذ إذا انتهى ُ‬ ‫الع ُ‬‫رح َ‬ ‫وج ِ‬ ‫ُ‬
‫ظهور‬
‫ُ‬ ‫العظم‪ ،‬وال ُيشترطُ‬ ‫ِ‬ ‫المسلَّ ِة مثالً إلى‬ ‫ين أو ِ‬ ‫أن ُيعلم وصو ُل الس ِّ‬
‫ِّك ِ‬ ‫رح إلى العظم‪َ ْ :‬‬
‫ِ‬ ‫الج ِ‬‫ُ‬
‫ورؤيتُهُ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫العظم‬
‫يات]‪:‬‬‫الد ِ‬‫فصل [في ِّ‬
‫وجبت ِّ‬
‫الديةُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الد ِ‬
‫ية‬ ‫ِ‬
‫بالعفو إلى ِّ‬ ‫العم ِد‬ ‫إذا كان القت ُل خطأً‪ ،‬أو عم َد ٍ‬
‫األمر في ْ‬ ‫آل ُ‬ ‫خطأ‪ ،‬أو َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫من اإلبِ ِل‪:‬‬ ‫سلم ال َذ ِ‬‫الح ِّر الم ِ‬ ‫ِ‬
‫كر مئةٌ َ‬ ‫وديةُ ُ ُ‬
‫ومثلَّثةً‪:‬‬
‫كونها حالةً‪ ،‬وعلى الجاني‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫أوج ٍه‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫ظةٌ من ثالثة ُ‬ ‫فهي ُم َغلَّ َ‬
‫كان عمداً َ‬ ‫فإن َ‬ ‫ْ‬
‫أوالدها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وأربعين َخِلفَةً‪ ،‬أي حوام َل‪ ،‬في بطونها‬ ‫َ‬ ‫وثالثين َج َذ َعةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫ثالثين ِحقَّةً‪،‬‬
‫َ‬
‫َّ‬ ‫وجه ٍ‬ ‫من ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ِ‬
‫وجهين‪:‬‬ ‫ومخفَّفةٌ ْ‬
‫من‬ ‫كونها ُمثلثةً‪ُ .‬‬ ‫واحد‪ُ :‬‬ ‫عم َد خطأ فهي ُمغلظةٌ ْ‬ ‫كان ْ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫ِ‬
‫العاقلة‪.‬‬ ‫كونها ُمؤجلَةً‪ ،‬وعلى‬ ‫ُ‬
‫خم َسةً‪:‬‬
‫وم َّ‬ ‫ِ‬ ‫أوج ٍه‪ُ :‬‬ ‫ِ‬
‫كونها ُمؤجلةً‪ ،‬وعلى العاقلة‪ُ ،‬‬ ‫كان خطأً فهي ُمخففةٌ من ثالثة ُ‬ ‫وإ ن َ‬
‫وعشرين‬
‫َ‬ ‫وعشرين ِحقَّةً‪،‬‬
‫َ‬ ‫ابِن ٍ‬
‫لبون‪،‬‬ ‫وعشرين ََِـ‬
‫َ‬ ‫بنت ٍ‬
‫لبون‪،‬‬ ‫وعشرين َ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫مخاض‪،‬‬ ‫عشرين بنت‬‫َ‬
‫الح ُرِم ‪144/‬‬ ‫الحرِم‪ ،‬أو في األشهُ ِر ُ‬ ‫ٍِ‬
‫اللهم إالّ أن ُيقت َل ذا رحم َم ْح َرٍم‪ ،‬أو في َ‬ ‫جذعةً‪َّ ،‬‬
‫كان أو‬ ‫َّ‬
‫تكون ُمثلثةً‪ ،‬خطأً َ‬ ‫ُ‬ ‫فإنها‬ ‫ورجب‪ّ -‬‬‫ُ‬ ‫حرم‪،‬‬‫والم َّ‬
‫‪-‬وهي‪ :‬ذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة‪ُ ،‬‬
‫جاز‪.‬‬ ‫عن ِ‬
‫اإلبل َ‬ ‫ض ِ‬ ‫العو ِ‬ ‫ِ‬ ‫عمداً‪ .‬وال ُيؤخ ُذ في ِ‬
‫تراضوا على َ‬ ‫َ‬ ‫عيب‪ ،‬فإن‬ ‫اإلبل َم ٌ‬ ‫ْ‬

‫‪140‬‬
‫دي ِة‬
‫ث َ‬ ‫صراني ثلُ ُ‬
‫ِّ‬ ‫اليهودي َّ‬
‫والن‬ ‫ِّ‬ ‫الرجل‪ ،‬وديةُ‬ ‫ِ‬ ‫نصف ِدَي ِة‬
‫ُ‬ ‫فس وغيرها‬ ‫الن ِ‬‫المرأة في َّ‬ ‫ِ‬ ‫و ِدَيةُ‬
‫وأعضاؤهُ وجراحاتُهُ ما‬ ‫العبد قيمتُهُ‪،‬‬ ‫سلِم‪ ،‬وديةُ ِ‬ ‫دية الم ِ‬ ‫شر ِ‬ ‫المجوسي ثُلُثا ُع ِ‬
‫ِّ‬ ‫سلم‪ ،‬وديةُ‬ ‫الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عبد أو أمةٌ‬ ‫فألقت جنيناً ميِّتاً‪ُ :‬غ َّرةٌ‪ ،‬وهي‪ٌ :‬‬ ‫ْ‬ ‫طنها‬‫َرب ب ْ‬‫نقص منها‪ ،‬وفيما إذا ض َ‬ ‫َ‬
‫األم‪.‬‬
‫دية ِّ‬ ‫شر ِ‬ ‫األب أو ُع ِ‬ ‫شر دية ِ‬ ‫نصف ُع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بقيمة‬ ‫سليمةٌ‬
‫االبن‪ ،‬وال ِ‬
‫يعق ُل‬ ‫ِ‬ ‫وابن‬ ‫والجد واالبن‬ ‫َّ‬ ‫األب‬ ‫صبات‪ ،‬ما عدا‬ ‫الع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والعاقلةُ هي‪َ :‬‬
‫عليهم ديةُ‬ ‫فيجب‬
‫ُ‬ ‫سلم‪ ،‬وعكسهُ‪،‬‬ ‫مجنون‪ ،‬وال كافر عن م ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫صبي وال‬ ‫ٌّ‬ ‫فقير وال‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫عند‬
‫غني َ‬ ‫ٍّ‬ ‫فيجب على ُك ِّل‬ ‫سنين‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ثالث‬ ‫الكاملة‪ ،‬أعني المئةَ من اإلبل في‬ ‫ِ‬ ‫النفس‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫شيء‬ ‫بقي‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫كل ٍ‬ ‫الحول في ِّ‬ ‫ِ‬
‫نصف دينار‪ ،‬وعلى كل ُمتوسِّط ُرُبعُ دينار‪ ،‬فإذا َ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫سنة‬
‫الن ِ‬
‫فس‬ ‫دية َّ‬ ‫من ِ‬ ‫الواجب َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫من ِ‬ ‫أِ‬
‫أقل ْ‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫فمن الجاني‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫المال‪ ،‬وإ ال َ‬ ‫بيت‬ ‫ُخ َذ ْ‬
‫قد َر ثُلُ ِث‬ ‫كان ْ‬ ‫فمن َ‬ ‫والذم ِّي‪ْ -‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫والمرأة‬ ‫ِ‬
‫الجنين‬ ‫ِ‬
‫ودية‬ ‫ِ‬
‫الجراحات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫‪-‬كواجب‬ ‫الكاملة‬
‫سنة والباقي في‬ ‫ث في ٍ‬ ‫اقل فالثُلُ ُ‬ ‫ثين أو َّ‬ ‫كان الثُلُ ِ‬ ‫الكاملة أو َّ‬ ‫ِ‬
‫أقل ففي سنة‪ ،‬وإ ن َ‬
‫سنتين والباقي في الثالثة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ثان في‬ ‫ثين فالثُلُ ِ‬‫زاد على الثُلُ ِ‬ ‫الثانية‪ ،‬فإن َ‬
‫فيه ديةٌ كاملةٌ مث ُل ِ‬ ‫فيه جما ٌل ومنفعةٌ إذا قُطع وجبت ِ‬ ‫ضو مفر ٍد ِ‬ ‫ُّ‬
‫دية‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وكل ُع ٍ ُ‬
‫من ِج ْن ٍ‬ ‫ضو لو قتلهُ‪ ،‬وكذا ُّ‬ ‫ِ‬
‫س‪ ،‬فإذا قطعهُما ففيهما الديةُ‬ ‫ضوي ِن ْ‬‫كل ُع ْ‬ ‫الع ِ ْ‬ ‫صاحب ُ‬
‫معنى منها الدية‪ ،‬ففي‬ ‫ً‬ ‫طائف ففي ُك ِّل‬ ‫أحدهما نصفُها‪ ،‬وكذا المعاني واللَّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وفي‬
‫فتان واللّ ِ‬
‫حيان‪،‬‬ ‫والش ِ‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫العينان‬ ‫األذنين الدية‪ ،‬وفي أحدهما نصفُها‪ ،‬ومثلُهُما‬ ‫ِ‬ ‫قطع‬
‫ِ‬
‫المرأة و ُشفراها‬ ‫ِ‬ ‫واألجفان وحلمتا‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واألنثيان‬ ‫ِ‬
‫واألليتان‬ ‫ِ‬
‫بأصابع ِهما‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقدمان‬ ‫والكفَّ ِ‬
‫ان‬
‫كر‪ ،‬وكذا في ِ‬
‫شلل هذه األعضاء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫األنف واللِّسان‪ ،‬والح َشفةُ وجميعُ ال َذ ِ‬ ‫ومارن‬
‫ُ‬
‫الضو ِء أو ُّ‬
‫النط ِ‬
‫ق‬ ‫َّمع أو َّ‬ ‫ِ‬
‫العقل والس ِ‬ ‫ُّلب وإ ِ‬
‫ذهاب‬ ‫وكس ِر الص ِ‬ ‫ِ‬
‫الجلد‬ ‫ِ‬
‫واإلفضاء وسْل ِخ‬
‫ْ‬
‫خمس‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫كل ٍّ‬
‫سن‬ ‫ِ‬
‫اإلبل وفي ِّ‬ ‫عشر من‬ ‫ُصبع‬
‫كل أ ٍ‬ ‫وفي ِّ‬ ‫أو ال ّش ِّم أو ال َذو ِ‬
‫ق‪.‬‬
‫ٌ‬
‫الموض ِ‬
‫حة‬ ‫ِ‬ ‫دون‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ‬
‫البد ِن فالحكومةُ‪ ،‬وفي َّ‬
‫أس والوجه‪ :‬فما َ‬ ‫في َ‬ ‫الجراحات‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ّ‬
‫خمس‬ ‫العظم كما َّ‬
‫تقدم‪ -‬ففيها‬ ‫الموضحةُ ‪-‬وهي ما أوضحت‬ ‫وأما‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫فيه الحكومةُ‪ّ ،‬‬
‫الكالم‪145/ .‬‬ ‫ت تر َكها لئالّ يطو َل‬ ‫آثر ُ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُخ ُر ْ‬‫جنايات أ َ‬
‫ٌ‬ ‫اإلبل‪ ،‬وبقيت‬ ‫من‬
‫ومن وجب ر ْجمه بالبي ِ‬ ‫ب الديةُ ِ‬
‫ِّنة‪ ،‬أو تَ َحتَّ َم‬ ‫َ َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫والم ِّ‬
‫رتد‪،‬‬ ‫الحربي‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫بقتل‬ ‫وال ت ِج ُ‬
‫عبد ِه‪.‬‬
‫بقتل ِ‬‫حاربة‪ ،‬وال على السي ِِّد ِ‬‫ِ‬ ‫الم‬
‫ْقتلُهُ في ُ‬
‫ِ‬
‫القتل]‪:‬‬ ‫فصل [كفارةُ‬

‫‪141‬‬
‫لحق اهلل تعالى‪ ،‬خطأ كان أو‬ ‫ِّ‬ ‫حر ُم قتلُهُ‬
‫من َي ُ‬
‫قتل ْ‬
‫من َ‬‫ب الكفَّارةُ على ْ‬ ‫ِ‬
‫تج ُ‬
‫شيء‬
‫ٌ‬ ‫صاص‪ ،‬أو ديةٌ ‪-‬كما لو قتل ولده‪ْ ،-‬أو ْلم يلزمهُ‬ ‫ٌ‬ ‫سواء لزمهُ ِق‬
‫ٌ‬ ‫عمداً‪،‬‬
‫تتابعين‪ ،‬فلو قت َل نساء ِ‬
‫أهل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شهرين ُم‬ ‫فصيام‬ ‫يجد‬
‫فإن ْلم ْ‬ ‫ٍ‬ ‫منهما‪ ،‬وهو ِع ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫رقبة‪ْ ،‬‬ ‫تق‬
‫بل‬ ‫لحق ِ‬
‫اهلل تعالى ْ‬ ‫ِّ‬ ‫حر َم قتُلهُ ْم لكن ال‬ ‫ِ‬
‫ألنهُم وأن ُ‬‫وأوالدهم فال كفارة‪ّ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الحرب‬
‫ِّ‬
‫لحق الغانمين‪.‬‬
‫[البغاة]‪:‬‬
‫فصل ُ‬
‫المسلمين وراموا َخْلعهُ‪ ،‬أو منعوا حقّاً‬ ‫ِ‬
‫اإلمام طائفةٌ من‬ ‫خرج على‬ ‫َ‬ ‫إذا‬
‫َ‬
‫فإن َأب ْوا‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫كالز ِ‬‫شرعياً َّ‬
‫إليهم وأزا َل علتهُم إن أمكن‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫بعث‬
‫َ‬ ‫بالحرب‪،‬‬ ‫وامتنعوا‬
‫َ‬ ‫كاة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ق‪ ،‬وال َيتْبعُ ُم ْدبِ َر ُه ْم‪ ،‬وال يقتُ ُل جريحهُ ْم‪،‬‬ ‫كالنار والمنجني ِ‬
‫شرهُ ّ‬ ‫يع ُّم ُّ‬
‫قاتلهُ ْم بما ال ُ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫وأحكام‬ ‫ضمان فيه‪،‬‬ ‫الحر ِب ال‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫وما أتلفوهُ علينا أو أتلفناهُ عليهم في ْ‬
‫حكم قاضينا وإ ْن ْلم يمتنِعوا‬ ‫من ِ‬ ‫من ِ‬
‫حكم قاضي ِهم ما َي ْنفُ ُذ ْ‬ ‫وينفُ ُذ ْ‬
‫جاريةٌ عليهم‪َ ،‬‬
‫بالحرب ْلم ُيقاتِْلهُم‪.‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫الصيال‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫كافٌر أو‬ ‫قصدهُ‬ ‫وإ ْن‬ ‫يجب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫د ْف ُعهُ وال‬ ‫جاز لهُ‬
‫ريد قَ ْتلهُ َ‬
‫صدهُ ُم ْس ٌلم ُي ُ‬ ‫ومن قَ َ‬
‫ْ‬
‫ريمهُ‬
‫َح َ‬ ‫قصد‬
‫َ‬ ‫وإ ْن‬ ‫يجب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الد ْفعُ وال‬ ‫جاز‬
‫قصد مالَهُ َ‬
‫َ‬ ‫وجب د ْف ُعهُ‪ ،‬وإ ْن‬
‫َ‬ ‫بهيمةٌ‬
‫ِ‬ ‫فاألس ِ‬ ‫باألس ِ‬ ‫وجب َّ‬
‫فلي َس لهُ‬‫ياح ْ‬ ‫بالص ِ‬
‫ِّ‬ ‫عرف َّأنهُ ْين َدفعُ‬‫َ‬ ‫فإن‬
‫هل‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫هل‬ ‫ْ‬ ‫وي ْدفعُ‬
‫الد ْفعُ‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ط ِع ِ‬
‫اليد‬ ‫ف‪ ،‬أو بِقَ ْ‬ ‫فلي َس لهُ الس ِّْي ُ‬ ‫بالعصا ْ‬ ‫بالي ِد ْ‬
‫بالعصا‪ ،‬أو َ‬ ‫فلي َس لهُ َ‬ ‫ض ْرُبهُ‪ْ ،‬أو َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫بقت ِ‬ ‫ق َّأنه ال ي ْن ِ‬
‫عليه‪ ،‬وإ ذا‬ ‫شيء‬
‫َ‬ ‫له فلهُ ْقتلُهُ‪ ،‬وال‬ ‫دفعُ إالّ ْ‬ ‫َ‬ ‫فإن تحقَّ َ ُ‬ ‫فلي َس لهُ ْقتلُهُ‪ْ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ض لهُ‪.‬‬ ‫اندفع َح ُر َم التَّ َع ُّر ُ‬‫َ‬
‫الر َّد ِة‬
‫باب ِّ‬‫ُ‬
‫ب على‬ ‫ق القَ ْت َل‪ ،‬وي ِج ُ‬ ‫استح َّ‬ ‫ختار‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫من ارتَ َّد ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫عن اإلسالم وهو بالغٌ‪ ،‬عاق ٌل‪ُ ،‬م ٌ‬
‫فإن‬
‫الحال‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫منهُ‪ ،‬وإ ْن أََبى قُتِ َل في‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم قُبِ َل ْ‬ ‫رج َع إلى‬ ‫فإن َ‬ ‫تابتُهُ‪ْ ،‬‬ ‫اإلمام ِ‬
‫است َ‬‫ْ‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫عليه‪ ،‬وإ ْن‬ ‫فإن قَتَلَهُ َغ ْي ُرهُ ُع ِّزر وال ِديةَ‬ ‫نائبهُ‪ْ ،‬‬‫اإلمام أو ُ‬ ‫ُ‬ ‫كان ُح ّراً ْلم َي ْقتُْلهُ إالّ‬ ‫َ‬
‫وي َع َّز ُر‪.‬‬
‫منهُ ُ‬ ‫سالمهُ قُبِ َل ْ‬
‫ت ِر َّدتُهُ وإ ُ‬ ‫عبداً فللسَّي ِِّد ْقتلُهُ‪ ،‬وإ ْن تَ َّ‬
‫كر َر ْ‬ ‫كان ْ‬ ‫َ‬
‫الجهاد ‪146/‬‬ ‫ِ‬ ‫باب‬
‫ُ‬

‫‪142‬‬
‫ويتَ َعَّي ُن على‬ ‫ط ِ‬ ‫فيه ِ‬ ‫من ِ‬ ‫كفاية إذا قام ِ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الباقين‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫عن‬ ‫الكفايةُ َسقَ َ‬ ‫به ْ‬ ‫َ‬ ‫ض‬‫هاد ْفر ُ‬‫الج ُ‬
‫سلمين َع ُد ٌّو‪.‬‬
‫َ‬ ‫بالم‬
‫ط ُ‬ ‫أح ٍد إذا أحا َ‬‫َّف‪ ،‬وكذا على ُك ِّل َ‬ ‫حض َر الص َّ‬ ‫َ‬ ‫من‬‫ْ‬
‫يون إالّ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫به ُك ُّل َذ َك ٍر‪ُ ،‬حٍّر‪ٍ ،‬‬ ‫ويخاطب ِ‬
‫الم ْد ُ‬
‫ستطيع‪ ،‬وال ُيجاه ُد َ‬ ‫ٍ‬ ‫عاقل‪ُ ،‬م‬ ‫بالغ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أبويه ُم ْس ٌلم إالّ بإذنِ ِه‪ ،‬وإ الّ‬
‫ِ‬ ‫أحد‬
‫من ُ‬ ‫ِّده‪ ،‬وال ْ‬ ‫بإذن سي ِ‬ ‫غريم ِه‪ ،‬وال ْ‬
‫العب ُد إالّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بإذن‬
‫عين‬ ‫ِ‬ ‫دون ِ‬ ‫جوز بال ٍ‬
‫إذن اإلمام‪ ،‬وال َيستَ ُ‬ ‫الغ ْز ُو َ‬
‫وي ْكرهُ َ‬ ‫إذن‪ُ ،‬‬ ‫الع ُد ُّو َفي ُ‬
‫ط َ‬ ‫إذا أحا َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رك إالّ ْ ِ َّ‬ ‫بِم ْش ٍ‬
‫هود‬
‫الي َ‬‫ويقات ُل َ‬ ‫سلمين‪ُ ،‬‬‫َ‬ ‫وتكون نَّيتُهُ َح َسَنةً ُ‬
‫للم‬ ‫ُ‬ ‫سلمون‪،‬‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫أن َيقل ُ‬ ‫ُ‬
‫من ِس ُ‬ ‫ويقاتِ ُل ْ‬ ‫والنصارى والمجوس إالّ ْ ِ‬
‫أن‬
‫واه ْم إالّ ْ‬ ‫زيةَ‪ُ ،‬‬ ‫أن ُي ْسلموا أو يب ُذلوا ال ِج َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ُي ْسِلموا‪.‬‬
‫أن ُيقاتِلوا‬ ‫واب إالّ ْ‬ ‫الد َّ‬‫أن ُيقاتِلوا‪ ،‬وال َّ‬ ‫بيان إالّ ْ‬ ‫والص ِ‬‫ِّ‬ ‫الن ِ‬
‫ساء‬ ‫يجوز قَ ْت ُل ِّ‬
‫ُ‬ ‫وال‬
‫والرهبان‪.‬‬ ‫الشيوخ ُّ‬ ‫ويجوز قَ ْت ُل ُّ‬
‫ُ‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫تعين بقَتلها‬‫نس ُ‬ ‫عليها أو ْ‬
‫ْ‬
‫وم ْن َّ ِ‬
‫أسلم‬
‫َ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬ ‫حر َم ْقتلُهُ‪،‬‬ ‫ولو عبداً ُ‬ ‫ختار ْ‬‫سلم بالغٌ عاق ٌل ُم ٌ‬ ‫أمَنهُ م َن ال ُكفّ ِار ُم ٌ‬ ‫َ‬
‫عن الس َّْبي‪ ،‬ومتى أ ِ‬ ‫األسر ح ِقن َدمه ومالُه وصغار أو ِ‬
‫الده ِ‬ ‫ِم ْنهُم قب َل‬
‫هم‬
‫من ْ‬‫ُس َر ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ َ ُُ‬
‫اإلمام‬ ‫فس األس ِر‪ ،‬وينفَ ِس ُخ نِكاحها‪ ،‬أو ِ‬
‫بال ٍغ تَ َخَّي َر‬ ‫ق َبن ِ‬ ‫صبي أو امرأة َر َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫بأسير م ِ‬ ‫والف ِ‬
‫والمن ِ‬ ‫واالستِرقا ِ‬ ‫ِ‬
‫أس َلم‬
‫فإن ْ‬ ‫سلٍم‪ْ ،‬‬ ‫ٍ ُ‬
‫داء ٍ‬
‫بمال أو‬ ‫ِّ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫القتل‬ ‫بين‬
‫بالمصلحة َ‬
‫وي َخَّي ُر ْبي َن‬ ‫صال المذكور ِة سق َ‬ ‫الخ ِ‬ ‫شيئاً من ِ‬ ‫أن يختار اإلمام ِ‬
‫ط ْقتلُهُ‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫فيه ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْقب َل ْ َ َ‬
‫خريب ِد ِ‬
‫يار ِهم‪.‬‬ ‫طع أ ْشجار ِهم وتَ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ويجوز ق ْ ُ‬
‫ُ‬ ‫الباق ِ‬
‫ية‪،‬‬ ‫الث ِ‬ ‫الثَّ ِ‬
‫ِ‬
‫الغنيمة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫السلَ ِب‬
‫إخراج َّ‬ ‫بعد‬
‫بينهم َ‬ ‫سم‬ ‫ضر الو ْقعةَ إلى ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫آخرها فَتُ ْق ُ‬ ‫الغنيمةُ ل َم ْن َح َ‬ ‫َ‬
‫بالغاً مسِلماً ِ‬
‫عاقالً‪،‬‬ ‫وللفارس ثالثةُ أَسهٍم‪ ،‬إذا كان حراً ِ‬ ‫ِ‬ ‫سه ٌم‪،‬‬ ‫وخم ِسها‪ِ َّ ،‬‬
‫ُْ‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُْ‬ ‫للراجل ْ‬ ‫ُُ‬
‫بع ِة‬
‫من ْأر َ‬
‫ِ‬
‫اإلمام ْ‬ ‫حضروا ِ‬
‫بإذن‬ ‫َ‬ ‫إن‬ ‫ِ‬
‫والكافر ْ‬ ‫والعب ِد والص ِّ‬
‫َّبي‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫للمرأة‬ ‫ض ُخ‬‫وي ْر َ‬
‫ُ‬
‫ماسها‪.‬‬ ‫أخ ِ‬ ‫ْ‬
‫اختيار التَّ َملُّ ِك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫مة أو‬ ‫بالقس ِ‬
‫ْ‬
‫الغنيمةُ ِ‬ ‫ك َ‬ ‫وإ َّنما تُ ْمل ُ‬
‫وغر َر القات ُل‬‫المقتو ُل ُم ْمتَنِعاً‪َّ ،‬‬
‫وكان َ‬
‫َ‬ ‫شرهُ‪،‬‬ ‫تل قتيالً أو كفى َّ‬ ‫فمن قَ َ‬ ‫ب ْ‬ ‫السلَ ُ‬
‫وأما َّ‬ ‫ّ‬
‫س‬‫فر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بن ْف ِس ِه في ْقتِل ِه‪ ،‬استَ َح َّ‬
‫من َ‬ ‫الو ْقعة َ‬ ‫يدهُ عليه في َ‬ ‫ت ُ‬ ‫احتََو ْ‬ ‫ق َسلََبهُ‪ ،‬وهو ما ْ‬
‫خمس ٍة أيضاً‪:‬‬
‫َ‬ ‫سم على‬‫في ْق ُ‬
‫الخ ُم ُس ُ‬ ‫فأما ُ‬
‫ذلك‪َّ .‬‬‫وغير َ‬ ‫ِ‬ ‫وسالح ونفَقَ ٍة‬
‫ٍ‬ ‫وثِ ٍ‬
‫ياب‬

‫‪143‬‬
‫من ِّ‬
‫سد‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ َّ‬
‫المصالح ْ‬
‫ِ‬ ‫بعدهُ في‬
‫ف ْ‬ ‫ص َر ُ‬ ‫في ْ‬
‫للنبي صلى اهللُ عليه وسل َم‪ُ ،‬‬ ‫سه ٌم‬
‫‪ْ -1‬‬
‫وهم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫غور وأرزا ِ‬ ‫الثُّ ِ‬
‫ونح ْ‬ ‫ؤذنين ْ‬‫والم َ‬ ‫ق القُضاة ُ‬
‫هاشٍم وبني المطَِّل ِب‪ ،‬لل ّذ َك ِر مثْ ُل حظِّ‬ ‫من بني ِ‬
‫ُ‬ ‫وسه ٌم لذوي القُ ْربى ْ‬ ‫‪ْ -2‬‬
‫األنثيي ِن‪147/ .‬‬ ‫ْ‬
‫‪ -3‬وسهم لليتامى الفُ ِ‬
‫قراء‪.‬‬ ‫ٌْ‬
‫ِ‬
‫للمساكين‪.‬‬ ‫وسه ٌم‬
‫‪ْ -4‬‬
‫البن الس ِ‬
‫َّبيل‪.‬‬ ‫وسه ٌم ِ‬ ‫‪ْ -5‬‬
‫ِ‬
‫الجزية]‪:‬‬ ‫فصل [عقد‬
‫الي ِ‬
‫هود‬ ‫دين َ‬ ‫دخ َل في ِ‬ ‫ولم ْن َ‬ ‫والم ِ‬ ‫هود َّ‬ ‫للي ِ‬ ‫تُعقَ ُد ِّ‬
‫جوس‪َ ،‬‬ ‫والنصارى َ‬ ‫الذ َّمةُ َ‬
‫أص ِل دينِ ِه ْم‪،‬‬‫وافقوهم في ْ‬ ‫ْ‬ ‫إن‬ ‫ِ‬
‫والصابئة ْ‬ ‫ّ‬ ‫ديل‪ ،‬والسَّامر ِة‬ ‫الن ْس ِخ والتَّْب ِ‬ ‫والنصارى ْقب َل َّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫األنبياء ْ ِ‬
‫قد‬
‫َّالم‪ ،‬وال ُي ْع ُ‬ ‫عليه ُم الصَّالةُ والس ُ‬ ‫راهيم أو غير ِه َ‬
‫من‬ ‫بدين ْإب َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ولم ْن تَ َم َّس َ‬‫َ‬
‫َّ‬ ‫تاب‪ .‬وال ي ِ‬ ‫كتاب لهُ وال ُش ْبهةَ ِك ٍ‬
‫ص ُّح إال بِ َش ْر ْ‬
‫طي ِن‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ومن ال‬ ‫ْ‬ ‫لوثني‪،‬‬
‫ٍّ‬
‫ِ‬
‫اإلسالم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أحكام‬ ‫زام‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬الت ُ‬
‫ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫راض ْوا‬
‫ص‪ ،‬وأكثَُرها ما تَ َ‬ ‫شخ ٍ‬ ‫من ُك ِّل ْ‬ ‫دينار ْ‬
‫ٌ‬ ‫زي ِة‪ ،‬وأ َقلُّها‬ ‫وب ْذ ُل ال ِج َ‬
‫‪َ -2‬‬
‫وعب ٍد‪.‬‬‫ومجنون ْ‬‫ٍ‬ ‫وصبي‬
‫ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫امرأة‬ ‫يون‪ ،‬وال تُؤخ ُذ من‬ ‫كسائر ُّ‬
‫الد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬‫برف ٍ‬
‫منهُم ِ‬ ‫وتُؤخ ُذ ْ‬
‫ِ‬ ‫فس ِ‬ ‫ويْل َزمون بِ ِ‬
‫للزنا‬‫ون ِّ‬‫وي َح ُّد َ‬ ‫والمال‪ُ ،‬‬ ‫ض‬‫والع ْر ِ‬ ‫الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ضمان َّ‬ ‫من‬
‫أحكامنا ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ويكون في َرقابِ ِه ْم‬ ‫والز ِ‬ ‫في اللِّ ِ‬
‫باس َّ‬ ‫َّر ِ‬
‫جرس‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫نانير‪،‬‬ ‫زون‬ ‫للس ْك ِر‪َ ،‬‬
‫ويتَ َمَّي َ‬ ‫قة‪ ،‬ال ُّ‬ ‫والس ِ‬
‫ٍ‬
‫بسالم‪،‬‬ ‫ؤون‬
‫بد َ‬ ‫بل بِغاالً أو ِحماراً َع ْرضاً‪ ،‬وال ُي َ‬
‫ْ‬ ‫كبون فَ َرساً‬ ‫َّ ِ‬
‫الحمام‪ ،‬وال َي ْر َ‬ ‫في‬
‫ِ‬
‫البناء وال‬ ‫سلمين في‬ ‫الم‬ ‫ق الطري ِ‬ ‫أضَي ِ‬
‫َ‬ ‫لون على ُ‬ ‫وال َي ْع َ‬ ‫ق‪،‬‬ ‫لجؤون إلى ْ‬
‫َ‬ ‫وي‬
‫ُ‬
‫فإن تَ َملَّكوا داراً عاليةً ْلم تُ َ‬
‫هد ْم‪.‬‬ ‫يساوونهم‪ْ ،‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫واإلنجيل‪،‬‬ ‫وناقوس‪ ،‬وجه ِر التَّو ِ‬
‫راة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وخنزير‬ ‫خم ٍر‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫إظهار ْ‬ ‫عون من‬‫من َ‬ ‫وي َ‬
‫ُ‬
‫فإن صوِلحوا في بلدانِ ِهم على ال ِج ِ‬
‫زية‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وأعياد ِه ْم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وجنائز ِه ْم‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫كنيسة‪ْ ،‬‬ ‫إحداث‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫منعوا من َ‬ ‫ْلم ُي َ‬
‫من‬ ‫جاز ‪-‬وهي َّ‬ ‫قام ِ‬
‫بالح ِ‬ ‫ويمنعون من الم ِ‬
‫أكثر ْ‬ ‫واليمامةُ وقُراها‪َ -‬‬ ‫مكةَُ والمدينةُ َ‬ ‫ُْ َ َ ُ‬
‫الح َرِم‬ ‫ٍ‬
‫لحاجة‪ ،‬وال ُي َم َّك ُن ُم ْش ِر ٌ‬ ‫الد ِ‬ ‫اإلمام في ُّ‬ ‫ثالثة َّأي ٍام إذا ِأذ َن لهُ ُم‬
‫ِ‬
‫من َ‬ ‫ك َ‬ ‫خول‬ ‫ُ‬
‫مس ِجداً إالّ ٍ‬
‫بإذن‪.‬‬ ‫لون ْ‬ ‫بحال‪ ،‬وال َي ْد ُخ َ‬ ‫ٍ‬

‫‪144‬‬
‫واستِْنقا ُذ ْ‬
‫من‬ ‫سلمين‪،‬‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫منهُ ْم في دارنا كما َي ْحفظُ ُ‬‫كان ْ‬‫من َ‬‫اإلمام ِح ْفظُ ْ‬
‫ِ‬ ‫وعلى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫أِ‬
‫عهد ُه ْم‬
‫ُ‬ ‫ض‬‫أحكام الملة وأداء ال ِج ْزية انتَقَ َ‬ ‫التزام‬ ‫من‬
‫فإن امتَنعوا َ‬‫منهُ ْم‪ِ ،‬‬
‫ُس َر ْ‬
‫عيناً‬
‫كاح‪ ،‬أو آوى ْ‬ ‫سلمة‪ ،‬أو أصابها بنِ ٍ‬ ‫منهم بم ٍ‬
‫أحد ْ ُ ُ‬ ‫طلقاً‪ ،‬وإ ْن َزنى ‪ٌ 148/‬‬ ‫ُم ْ‬
‫دينهُ بما ال‬
‫ذكر اهللَ أو رسولهُ أو َ‬ ‫لل ُكفَّ ِار‪ ،‬أو فتن مسلماً ْ ِ ِ‬
‫عن دينه أو قتلَهُ‪ ،‬أو َ‬ ‫َ ُْ‬
‫عه ُدهُ‬
‫ض ْ‬‫قض‪ ،‬وإ الّ فال‪ ،‬ومن انتَقَ َ‬‫ك انتُ َ‬
‫االنتقاض بذل َ‬
‫َ‬ ‫عليهم‬
‫ْ‬ ‫ط‬
‫فإن َش َر َ‬
‫يجوز‪ْ ،‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫األسير‪.‬‬ ‫بع في‬‫األر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫تخي َر اإلمام فيه ْبي َن الخصال ْ‬
‫باب الزنا‬
‫تداً‪ُ ،‬ح َّراً‬‫كان أو ِذ ِّمّياً أو ُم ْر ّ‬ ‫ختار‪ُ ،‬مسلماً َ‬ ‫الم ُ‬‫ط البالغُ‪ ،‬العاق ُل‪ُ ،‬‬ ‫إذا زنى أو ال َ‬
‫يموت‪.‬‬ ‫صناً ُر ِج َم حتَّى‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫كان ُم ْح َ‬
‫فإن َ‬ ‫الحد‪ْ ،‬‬ ‫عليه‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫عبداً‪،‬‬
‫كان أو ْ‬ ‫َ‬
‫صحيح‪ ،‬وهو ُحٌّر بالغٌ عاق ٌل‪ .‬فلو‬ ‫ٍ‬ ‫ئ في القُُب ِل في نِ ٍ‬
‫كاح‬ ‫ِ‬
‫من َوط َ‬ ‫ص ُن‪ْ :‬‬ ‫والم ْح َ‬
‫ُ‬
‫ئ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الدُب ِر‪ ،‬أو جاريتَهُ في القُُب ِل‪ ،‬أو في‬ ‫ئ زوجتَهُ في ُّ‬ ‫ِ‬
‫نكاح فاسد‪ ،‬أو وط َ‬ ‫ٍ‬ ‫َوط َ‬
‫ٍ‬
‫حصن‪.‬‬ ‫بم‬
‫فلي َس ُ‬ ‫أفاق وزنى‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ثم‬
‫مجنون َّ‬
‫ٌ‬ ‫صبي‪ ،‬أو‬‫ٌّ‬ ‫ثم ُعتِ َ‬
‫ق‪ ،‬أو‬ ‫عب ٌد َّ‬
‫زوجتَهُ وهو ْ‬ ‫َ‬
‫القص ِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إن كان حراً جِل َد مئةَ جْل ٍ‬
‫ْ‬ ‫مسافة‬ ‫ب سنةً إلى‬ ‫وغ ِّر َ‬
‫دة‪ُ ،‬‬ ‫ص ِن‪ُ ّ ُ َ ْ :‬‬ ‫الم ْح َ‬
‫وغير ُ‬ ‫ُ‬
‫ف ٍ‬
‫سنة‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫وغ ِّر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ن ْ‬ ‫سين ُ َ‬ ‫عبداً ُجل َد َخ ْم َ‬ ‫كان ْ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫يمِل ُ‬
‫ك‬ ‫الفرج‪ ،‬أوجاريةً ْ‬ ‫ِ‬ ‫دون‬
‫حيةً فيما َ‬ ‫ئ بهيمةً‪ ،‬أو امرأةً ميتةً أو َّ‬ ‫ْ ِ‬
‫ومن وط َ‬
‫الحيض أو ُّ‬
‫الدُب ِر‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫ئ زوجتَهُ في‬ ‫ِ‬
‫المملوكة لهُ‪ ،‬أو وط َ‬ ‫بعضها‪ ،‬أو أُختهُ ْ‬ ‫َ‬
‫وي َع َّز ُر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المرأةَ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حد عليه ُ‬ ‫الم ْرأةُ‬ ‫استمنى بيده‪ ،‬أو أتت َ‬
‫ِ‬
‫باإلسالم‪ ،‬أو نشأَ‬ ‫الزنا‪ ،‬وكان قريب ٍ‬
‫عهد‬ ‫حريم ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫تَ َ‬ ‫أع ُلم‬ ‫ومن زنى وقال‪ :‬ال ْ‬ ‫ْ‬
‫كذلك ُح َّد‪.‬‬
‫َ‬ ‫حد‪ ،‬وإ ْن ْلم ي ُك ْن‬ ‫ٍ‬
‫بعيدة ْلم ُي َّ‬ ‫ٍ‬
‫ببادية‬
‫ض ُي ْرجى ُب ْر ُؤهُ حتّى َي ْب َرأَ‪ ،‬وال في‬ ‫ومر ٍ‬ ‫شديد ْي ِن َ‬
‫َ‬ ‫وبر ٍد‬
‫وال ُيجلَ ُد في َحٍّر ْ‬
‫سو ٍط‬ ‫الوالدة‪ ،‬وال ُي ُ ِ‬
‫جلد ب ْ‬
‫ِ‬ ‫ألم‬
‫تضع ويزو ُل ُ‬ ‫َ‬ ‫الحب ِل حتّى‬
‫المسجد‪ ،‬وال المرأةُ في َ‬
‫ِ‬
‫طيِ ِن‪ ،‬وال ُي ُّ‬
‫مد وال ُي َش ّد وال ُي َج َّر ُد‪ ،‬وال ُيبالغُ‬ ‫سو َ‬ ‫ٍ‬ ‫جديد وال ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بين ْ‬ ‫بس ْوط َ‬ ‫بل َ‬ ‫بال‪ْ ،‬‬
‫والو ْجهَ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ويفَِّرقُهُ على أعضائِ ِه‪َّ َ ،‬‬ ‫الض ِ‬
‫في َّ‬
‫المقات َل َ‬‫ويتََوقى َ‬ ‫رب‪ُ ،‬‬
‫كان نحيفاً أو مريضاً ال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل قائماً‪ ،‬والمرأةُ جال َسةً َمستورةً‪ ،‬فإن َ‬ ‫رب َّ‬
‫ض ُ‬ ‫وي ْ‬ ‫ُ‬
‫ولو‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫راف الثِّ ِ‬ ‫ط ِ‬ ‫الن ْخ ِل وأ ْ‬‫ثكال َّ‬ ‫ُيرجى ُبرؤهُ ُجِل َد بِع ِ‬
‫الحد رجماً ُرج َم ْ‬ ‫كان‬
‫ياب‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الز ِ‬
‫وال‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مرض َم ْر ُج ِّو َّ‬ ‫حر أو ْبر ٍد أو‬
‫في ٍّ‬

‫‪145‬‬
‫بلب ِن ِ‬
‫غيرها‪.‬‬ ‫الولد َ‬
‫ُ‬ ‫ويستَ ْغ ِن‬
‫تض َع َ‬
‫الحام ُل حتّى َ‬ ‫رج ُم‬
‫وال تُ َ‬
‫رقيق ِه‪149/ .‬‬‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الحد على‬ ‫قيم‬
‫ُي َ‬ ‫أن‬‫وللسَّي ِِّد ْ‬
‫ِ‬
‫القذف‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫تأم ٌن‬ ‫ذم ٌّي أو ُم ٌّ‬ ‫ف البالغُ‪ ،‬العاق ُل‪ ،‬المختار‪ ،‬وهو ِ‬
‫رتد أو ُم ْس َ‬ ‫مسل ٌم أو ِّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫إذا ق َذ َ‬
‫ناية مع ِّ ِ‬ ‫بالك ِ‬
‫َّريح أو ِ‬ ‫بالزنا أو اللِّ ِ‬ ‫‪-‬ليس ٍ‬
‫النَّية‪ِ ،‬لز َمهُ‬ ‫َ‬ ‫واط‪ ،‬بالص ِ‬ ‫بولد لهُ‪ّ -‬‬ ‫صناً ْ َ‬ ‫ُم ْح َ‬
‫ُّ‬
‫الحد‪.‬‬
‫ثمانين‬
‫َ‬ ‫الح ُّر‬
‫جلد ُ‬
‫في ُ‬
‫فيف‪ُ ،‬‬‫الع ُ‬
‫سلم َ‬
‫الم ُ‬
‫الح ُّر ُ‬
‫هو البالغُ العاق ُل ُ‬ ‫حص ُن ُهنا َ‬
‫والم َ‬
‫ُ‬
‫ك‪ ،‬ونحوه‪ِ ،‬‬
‫والكنايةُ‬ ‫ت‪ ،‬أو زنى ْفر ُج َ‬‫طَ‬
‫ت‪ ،‬أو لُ ْ‬‫َّريح‪َ :‬زَن ْي َ‬
‫ُ‬ ‫أربعين‪ ،‬فالص ُ‬
‫َ‬ ‫والعب ُد‬
‫ْ‬
‫القاذ ِ‬
‫ف‬ ‫القذف ح َّد‪ ،‬وإ الّ فال‪ ،‬والقو ُل قو ُل ِ‬ ‫فإن نوى ِ‬
‫به‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫خبيث‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫فاجر‪ ،‬يا‬
‫ُ‬ ‫نح َو‪ :‬يا‬ ‫ْ‬
‫النَّي ِة‪.‬‬
‫في ِّ‬
‫وأنت‬ ‫الن ٍ‬
‫زان‬ ‫فهو كنايةٌ‪ ،‬أو فُ ٌ‬ ‫من فُ ٍ‬ ‫الن ِ‬
‫َ‬ ‫الن‪َ ،‬‬ ‫اس‪ ،‬أو ْ‬ ‫ت ْأزنى ّ‬ ‫وإ ْن قا َل‪ْ :‬أن َ‬
‫فصريح‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أزنى منهُ‬
‫ص َر ُكلُّهُ ْم ُزناةٌ‪،‬‬ ‫أن يكونوا ُكلُّهم ُزناةٌ‪ ،‬كقوِل ِه ْ ِ‬
‫أه ُل م ْ‬ ‫ُْ‬ ‫قذف جماعةً َي ْمتنِعُ ْ‬ ‫َ‬ ‫وإ ْن‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ُع ِّز َر‪ ،‬وإ ْن ْلم َي ْمتَنِ ْع‪ ،‬كقوِل ِه َبنو فُ ٍ‬
‫ولو ق َذفَهَ‬‫الن ُزناة‪ِ ،‬لز َمهُ ل ُكل واحد َح ٌّد‪ْ ،‬‬
‫بغير ِه ُع ِّز َر‬
‫الزنا أو ِ‬‫بذلك ِّ‬
‫َ‬ ‫ثم قذفهُ ثانياً‬‫فح َّد َّ‬
‫واحد‪ ،‬وإ ن قذفهُ ُ‬
‫ٌ‬ ‫تين ِلزمهُ ٌّ‬
‫حد‬ ‫بزنَي ِ‬
‫ْ‬
‫ط‪.‬‬‫فق ْ‬
‫ُّ‬
‫الحد‪ ،‬وال ُي ْستَ ْوفى إالّ‬ ‫ط‬
‫حصن سقَ َ‬‫ُ‬ ‫الم‬
‫حد حتى زنى ُ‬ ‫قذف ُمحصناً فلم ُي َّ‬
‫َ‬ ‫ولو‬
‫ِ‬ ‫طالبة الم ِ‬ ‫الحاكم وبِم ِ‬ ‫ِ‬
‫لوارثه‪.‬‬ ‫حقُّهُ‬ ‫مات انتق َل‬
‫ط‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫فإن عفا سق َ‬
‫قذوف‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ضر ِة‬
‫بح ْ‬
‫َ‬
‫التَّ ُ‬
‫عزير‪.‬‬ ‫ثبت لهُ‬
‫ف عبداً َ‬
‫ولو قَ َذ َ‬ ‫قال ِل َر ُج ٍل‪ :‬ا ْق ِذ ْفني‪ ،‬فقَ َذفَهُ ْلم ُي َّ‬
‫حد‪ْ ،‬‬ ‫ولو‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫السرقة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫من‬ ‫ذم ٌّي أو م ٌّ ِ‬
‫رتد نصاباً َ‬ ‫ُ‬ ‫سلم أو ِّ‬
‫وهو ُم ٌ‬ ‫ختار‪َ ،‬‬ ‫الم ُ‬
‫سرق البالغُ‪ ،‬العاق ُل‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫إذا‬
‫من ِح ْرز ِمثِْل ِه‬
‫قة‪ْ ،‬‬ ‫َّر ِ‬
‫حال الس ِ‬ ‫دينار في ِ‬ ‫ٍ‬ ‫دينار أو ما قيمتُهُ ُرُبعُ‬ ‫ٍ‬ ‫وهو ُرُبعُ‬
‫ِ‬
‫المال‪َ ،‬‬
‫فإن‬
‫اليسرى‪ْ ،‬‬ ‫ت ِر ْجلُهُ ُ‬ ‫سرق ثانياً قُ ِط َع ْ‬
‫َ‬ ‫فإن‬
‫اليمنى‪ْ ،‬‬ ‫فيه‪ ،‬قُ ِط َع ْ‬
‫ت َي ُدهُ ُ‬
‫وال ُش ْبهةَ له ِ‬
‫ُ‬
‫فإن ْلم‬ ‫عاد َع ِّز َر‪ْ ،‬‬
‫اليمنى‪ ،‬فإن َ‬ ‫ت ِر ْجلُهُ ُ‬‫عاد قُ ِط َع ْ‬
‫فإن َ‬‫اليسرى‪ْ ،‬‬ ‫يدهُ ُ‬‫طعت ُ‬ ‫عاد قُ ْ‬
‫َ‬
‫ط‬
‫ت سقَ َ‬
‫ذهب ْ‬
‫ط ْع حتّى َ‬
‫كانت فلَ ْم تُ ْق َ‬
‫ْ‬ ‫اليسرى‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ت ُك ْن لهُ يمين قُ ِط ْ‬
‫عت ِر ْجلُهُ ُ‬
‫طعُ‪.‬‬
‫القَ ْ‬

‫‪146‬‬
‫صاب أو ِم ْن ِ‬
‫غير‬ ‫الن ِ‬
‫دون ِّ‬
‫ق َ‬ ‫سر َ‬
‫فإن َ‬ ‫الحار‪ْ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫بالز ْي ِت‬
‫طعُ َّ‬‫الم ْق َ‬
‫ُغم َس َ‬
‫ِ‬ ‫وإ ذا قُ ِط َع‬
‫مال ِك ِه ْلم‬
‫أبيه‪ ،‬أو مال ِ‬
‫نه أو ِ‬ ‫ومال ْاب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المال‪،‬‬ ‫بيت‬‫كمال ِ‬
‫ِ‬ ‫لهُ ُشبهةٌ‬ ‫ِح ْر ٍز‪ ،‬أو ما‬
‫ط ْع‪.‬‬
‫ُي ْق َ‬
‫وعد ِل الس ِ‬ ‫المال والبِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وي ْخ ِتلف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُّلطان‬ ‫ْ‬ ‫الد‪،‬‬ ‫باختالف‬ ‫رز ُك ِّل شيء بِ َح َسبِه‪َ ،‬‬ ‫وح ُ‬
‫وض ْع ِف ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وجو ِر ِه‪ ،‬وقُ َّوتِه َ‬ ‫ْ‬
‫وح ْر ُز األمتِ َع ِة‬
‫ُّندوق الم ْق َف ُل‪ِ ،‬‬
‫لي الص ُ ُ‬ ‫والح ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫والجواه ِر‬ ‫والن ِ‬
‫قود‬ ‫ياب ُّ‬ ‫ِ‬
‫فح ْر ُز الثِّ ِ‬
‫ِ‬
‫بحسب‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫صفَّةُ‬ ‫ِ‬ ‫حار ٌس‪َّ ،‬‬
‫والد َّ‬ ‫الم ْق َفلَ ِة وثََّم ِ‬ ‫الد ِ‬ ‫َّ‬
‫طب ُل‪ ،‬واألثاث ُ‬ ‫واب االص َ‬ ‫كاكين ُ‬
‫ط ْلم‬
‫صاب فق ْ‬ ‫الن ِ‬ ‫راج ِّ‬‫إخ ِ‬ ‫اثنان في ْ‬‫ِ‬ ‫ك‬‫وح ْر ُز ‪ 150/‬ال َكفَ ِن القَْب ُر‪ ،‬ولو اشتر َ‬ ‫العادة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫ِّدهُ‪ ،‬وال‬ ‫العب َد سي ُ‬
‫ويقطعُ ْ‬ ‫ِ‬
‫اإلمام أو نائُبهُ‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫الح ُّر إالّ‬
‫طعُ َ‬ ‫واحد منهُما‪ ،‬وال َي ْق َ‬ ‫ٌ‬ ‫قطع‬
‫ُي ْ‬
‫جح َد‪.‬‬
‫خان أو َ‬ ‫اختَلَ َس أو َ‬ ‫ب أو ْ‬ ‫ط َع على من ْانتَهَ َ‬ ‫قْ‬
‫ق]‪:‬‬ ‫[قاط ِع الطري ِ‬ ‫ِ‬ ‫فصل‬
‫ناي ٍة‬
‫فإن َوقَ َع ْقب َل ِج َ‬ ‫طلَُبهُ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫اإلمام َ‬ ‫جب على‬ ‫َّبيل َو َ‬ ‫وأخاف الس َ‬ ‫َ‬ ‫ِّالح‬
‫من َشهَ َر الس َ‬ ‫ْ‬
‫اليسرى‪ ،‬وإ ْن قَتَ َل‬ ‫ور ْجلُهُ ُ‬ ‫اليمنى ِ‬ ‫ت َي ُدهُ ُ‬ ‫ق نِصاباً بِ َش ْر ِط ِه قُ ِط َع ْ‬ ‫ُع ِّز َر‪ ،‬وإ ْن َس َر َ‬
‫ب ثالثةَ َّأي ٍام‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ق وقَتَ َل قُتِ َل ثَُّم ِ‬ ‫الدِم‪ ،‬وإ ْن َس َر َ‬ ‫قُتِ َل َحتْماً وإ ْن عفا وِل ُّي ّ‬
‫صل َ‬‫ُ‬
‫غير تَ َحتٍُّم‪.‬‬
‫من ِ‬ ‫ص ِم ْنهُ ْ‬ ‫قطع طرفاً ا ْقتُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َج َر َح أو‬
‫ِ‬
‫الخمر]‪:‬‬ ‫ِ‬
‫[شارب‬ ‫فصل‬
‫رهما‪،‬‬ ‫غي ُ‬ ‫كان أو نبيذاً أو ْ‬ ‫ثيرهُ‪َ ،‬خ ْمراً َ‬ ‫ُك ُّل َش ٍ‬
‫كثيرهُ َح ُر َم َقليلُهُ و َك ُ‬ ‫أس َك َر ُ‬ ‫راب ْ‬
‫ُّ‬ ‫به وبِ ْ ِ ِ‬ ‫عالم ِ‬ ‫فم ْن َش ِرب وهو بالغٌ عاق ٌل مسلم مختار ِ‬
‫الحد‪ ،‬وهو‬ ‫تحريمه لَ ِز َمهُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ٌ ٌ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ويجوز‬ ‫راف الثِّ ِ‬
‫ياب‪،‬‬ ‫ط ِ‬ ‫عال وأ ْ‬ ‫رون لْل َع ْب ِد باأل َْيدي ِّ‬
‫والن ِ‬ ‫للح ِّر‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫وع ْش َ‬ ‫أربعون َجْل َدةً ُ‬
‫َ‬
‫وجبت ِدَيتُهُ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الح ِّر إلى‬ ‫زيد في ُ‬ ‫أن َي َ‬ ‫فإن رأى ْ‬ ‫مات بالسِّياط َ‬ ‫إن َ‬ ‫بالس َّْو ِط‪ ،‬لكن ْ‬
‫أربعين جاز‪ ،‬لكن لو مات من الزيادة ضمن بالقسط‪ ،‬فلو‬ ‫َ‬ ‫العب ِد إلى‬
‫ثمانين وفي ْ‬ ‫َ‬
‫من ِدَيتِ ِه‪.‬‬ ‫وأربعين ُجزءاً ْ‬ ‫َ‬
‫من ٍ‬
‫أحد‬ ‫ض ِم َن ُج ْزءاً ْ‬ ‫فمات َ‬ ‫َ‬ ‫ضربه إحدى وأربعين‬
‫واحد‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫س َح ٌّد‬‫أجزأَهُ ِل ُك ِّل ِج ْن ٍ‬‫ولم ُي َح َّد‪َ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫ب َدفَعات ْ‬
‫ٍ‬
‫ومن َزنى َدفَعات أو َش ِر َ‬ ‫ْ‬
‫تاب ْقب َل‬ ‫ق إذا َ‬ ‫قاطع الطري ِ‬ ‫ِ‬ ‫ط‪ ،‬إالّ ُّ‬
‫حد‬ ‫وتاب ِم ْنهُ ْلم َيسقُ ْ‬ ‫َ‬ ‫عليه ٌّ‬
‫حد‬ ‫ِ‬ ‫وجب‬
‫َ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫األحوال ال‬ ‫من‬ ‫سك ِر في ٍ‬ ‫يجوز ُشرب الم ِ‬ ‫حد ِه‪ ،‬وال‬ ‫القُ ْدر ِة‪ ،‬فََي ْسقُطُ جميعُ ِّ‬
‫حال َ‬ ‫ُ ْ ُ ُ‬
‫مة وال ي ِج ُد ما ي ِس ُ ِ‬ ‫ص بِلُ ْق ٍ‬ ‫َّ‬
‫ب‪.‬‬‫يغها به‪ ،‬في ِج ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫أن ُي َغ َّ‬ ‫ش‪ ،‬إال ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫للتَّداوي وال َ‬
‫للع َ‬

‫‪147‬‬
‫فصل [التَّ ِ‬
‫عزير]‪:‬‬
‫ور‪ُ -‬ع ِّز َر على‬
‫الز ِ‬ ‫حد فيها وال كفارةً ‪-‬و ِم ْنهُ شهادةُ ُّ‬ ‫صَيةً ال َّ‬ ‫من أتى مع ِ‬
‫َْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ِّر إلى‬
‫زير ُ‬ ‫َح َس ِب ما يراهُ الحاك ُم‪ ،‬وال َيْبلُغُ به أدنى ُ‬
‫الحدو ِد‪ ،‬فال َيْبلُغُ بِتَ ْع ِ‬
‫جاز‪.‬‬‫رين‪ ،‬وإ ْن رأى تَْر َكهُ َ‬ ‫زير ْ ِ ِ‬ ‫أربعين‪ ،‬وال بتَ ْع ِ‬
‫العبد ع ْش َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األيمان ‪151/‬‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫لسانهُ‬
‫ق ُ‬ ‫سب َ‬
‫فمن َ‬
‫اليمين‪ْ ،‬‬‫ِ‬ ‫قاص ٍد إلى‬
‫ختار‪ِ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫عاقل ُم ٍ‬ ‫بالغ‬
‫اليمين من ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يصح‬ ‫إنما‬
‫غير ِه لم ِ‬ ‫ٍ‬
‫من‬
‫وذلك ْ‬
‫َ‬ ‫ينعق ْد‪،‬‬ ‫لسانهُ إلى ِ ْ‬‫فسبق ُ‬
‫َ‬ ‫شيء‬ ‫الحلف على‬
‫َ‬ ‫قصد‬
‫َ‬ ‫إليها‪ ،‬أو‬
‫فات ذاتِ ِه‪.‬‬
‫ص ِ‬ ‫من ِ‬ ‫صٍ‬ ‫أسماء ِ‬
‫اهلل تعالى أو ِ‬ ‫ِ‬ ‫اليمين‪ ،‬وال ِ‬
‫ينعق َد إال ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فة ْ‬ ‫من‬
‫باسم ْ‬ ‫لغو‬
‫هي ِم ِن‬ ‫والر ِ‬ ‫به َغيره‪ِ ،‬‬ ‫اهلل تعالى ما ال يتَس َّمى ِ‬ ‫أسماء ِ‬ ‫ِ‬
‫والم ْ‬
‫حمن ُ‬ ‫كاهلل َّ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫من‬
‫ثم ْ‬ ‫َّ‬
‫طلقاً‪.‬‬‫اليمين ُم ْ‬
‫ُ‬ ‫يوب‪َ ،‬في ْن َع ِق ُد بها‬ ‫وعالَِّم ُ‬
‫الغ ِ‬
‫فتنع ِق ُد بها‬
‫والقادر‪َ ،‬‬‫ِ‬ ‫والر ِ‬
‫حيم‬ ‫ب َّ‬ ‫كالر ِّ‬
‫التقييد‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫مع‬
‫غي ُرهُ َ‬ ‫به ْ‬ ‫سمى ِ‬ ‫ومنها ما َيتَ َّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫اليمين‪.‬‬ ‫غي َر‬
‫أن َينوي ْ‬ ‫اليمين‪ ،‬إالّ ْ‬‫ُ‬
‫اليمين‪ ،‬إالّ‬ ‫عق ُد بها‬‫صير‪ ،‬فال تَْن ِ‬ ‫والب ِ‬ ‫كالح ِّي والمو ِ‬
‫ُ‬ ‫جود َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ك‪،‬‬‫ومنها ما هو ُم ْشتََر ٌ‬ ‫ْ‬
‫اليمين‪.‬‬
‫َ‬ ‫ي بها‬ ‫أن َي ْن ِو َ‬‫ْ‬
‫يائه وبقائِ ِه‬
‫وك ْب ِر ِ‬
‫اهلل تعالى ِ‬ ‫ق نحو ِع َّز ِة ِ‬ ‫تعمل في مخلو ٍ‬ ‫إن ْلم تُ ْس ْ‬ ‫ِ‬
‫وصفاتُهُ ْ‬
‫ق نحو ِعْلِم‬ ‫قد تُ ْستعم ُل في َم ْخلو ٍ‬ ‫كانت ْ‬ ‫ْ‬ ‫طلقاً‪ ،‬وإ ْن‬ ‫اليمين ُم ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫فتنعق ُد بها‬ ‫آن‪،‬‬‫والقُ ْر ِ‬
‫لوم‪ ،‬وبالقُ ْدر ِة‬ ‫الم ْع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اهلل تعالى وقُ ْدرتِ ِه وحقِّ ِه‪ ،‬في ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ي بالعلم َ‬ ‫أن َي ْن ِو َ‬‫اليمين‪ ،‬إالّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫عق ُد بها‬ ‫َ‬
‫العبادةَ‪ ،‬فال‪.‬‬ ‫وبالحق ِ‬ ‫ِّ‬ ‫الم ْق ِ‬
‫دور‪،‬‬ ‫َ‬
‫أن ينوي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإلخبار‪ .‬ولو‬‫َ‬ ‫به‬ ‫َ‬ ‫ت‪ ،‬إالّ ْ‬ ‫انعقَ َد ْ‬
‫ت باهلل‪َ ،‬‬ ‫ولو قا َل‪ :‬أُ ْق ِس ُم باهلل وأ ْق َس ْم ُ‬
‫ذمتُهُ أو أمانتُهُ أو‬ ‫اهلل أو َّ‬ ‫علي عه ُد ِ‬ ‫باهلل أو أع ِزم ِ‬
‫باهلل أو‬ ‫اهلل وأَ ْشه ُد ِ‬ ‫قال‪ :‬لعمر ِ‬
‫َّ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫وي‬ ‫باهلل‪ ،‬لم ِ‬ ‫ك ِ‬ ‫كفالتُه ال أ ْفع ُل كذا‪ ،‬أو أسألُ َ ِ‬
‫أن َي ْن َ‬ ‫تنعقد إالّ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ت علي َ‬ ‫أقس ْم ُ‬
‫ك باهلل أو َ‬ ‫ُ‬
‫اليمين‪.‬‬ ‫ِ‬
‫به‬
‫َ‬
‫فص ٌل‪:‬‬
‫ض ِرّياً‪ ،‬وإ ْن‬ ‫كان َح َ‬ ‫ث وإ ْن َ‬ ‫ت َش َع ٍر‪َ ،‬حنِ َ‬ ‫حلف ال َي ْد ُخ ُل بيتاً فدخ َل ْبي َ‬ ‫َ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫ث‪ ،‬أو‬
‫فج َعلَها َدقيقاً ْأو ُخبزاً‪ْ ،‬لم َي ْحَن ْ‬ ‫هذه ِ‬
‫دخل مس ِجداً‪ ،‬فال‪ ،‬أو ال آ ُك ُل ِ‬
‫طةَ َ‬
‫الح ْن َ‬ ‫َ ْ‬
‫من هذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫عصيدة ْ ِ‬
‫ب ْ‬ ‫وهو ظاهٌر فيها‪ ،‬أو ال أَ ْش َر ُ‬ ‫ونحوها َ‬ ‫ال آ ُك ُل َس ْمناً فأ َكلَهُ في‬

‫‪148‬‬
‫ث‪ ،‬أو ال آ ُك ُل لَ ْحماً فأ َك َل َش ْحماً أو ُكْليةً أو‬ ‫كوز‪ ،‬حنِ َ‬ ‫ماءهُ في ٍ‬ ‫ب َ‬ ‫النهر ف َش ِر َ‬ ‫َّ‬
‫ِك ْرشاً أو َكبِداً أو قلباً أو ِطحاالً أو أَِلّيةً ْأو سمكاً أو جراداً‪ ،‬فال ِح ْنث‪ ،‬أو ال‬
‫ث‪،‬‬ ‫عليه‪ ،‬حنِ َ‬
‫ِ‬ ‫فتص َّد َ‬
‫ق‬ ‫َ‬ ‫َهُبهُ‬
‫فو َهَبهُ لهُ أو اشتَراهُ لهُ‪ ،‬فال‪ ،‬أو ال أ َ‬ ‫ِ ٍ‬
‫أَْلَب ُس ل َز ْيد ْثوباً َ‬
‫رآن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ولم يقبِ ْ‬ ‫ِ‬
‫ض‪ ،‬فال‪ ،‬أو ال أت َكل َم فقَرأَ القُ َ‬ ‫فلم َي ْقَب ْل‪ ،‬أو قب َل ْ‬ ‫أو أعارهُ أو وهبهُ ْ‬
‫وهو‬
‫فخ َد َمهُ َ‬ ‫أستَ ْخ ِد ُمهُ َ‬ ‫أشار إليه‪ ،‬أو ال ْ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫فراسلَهُ أو كاتََبهُ أو‬ ‫َ‬ ‫أو ال أُ َكلِّ ُم فالناً‬
‫غيرهُ ففَ َع َل‪ْ ،‬لم َي ْحنِث‪ ،‬أو‬ ‫فوك َل َ‬
‫ق أو ال أبيع َّ‬
‫ُ َ‬ ‫طلِّ ُ‬
‫ساكت‪ ،‬أو ال أَتََز َّو ُج أو ال أُ َ‬ ‫ٌ‬
‫لمها‪ ،‬أو ال‬ ‫ت بِتَ ْم ٍر ٍ‬ ‫هذه التَّ ْم َرةَ فاختَل َ‬ ‫ال آ ُك ُل ِ‬
‫واحدةً ال َي ْع ُ‬ ‫َ‬ ‫كثير فأ َكلَهُ إالّ تَ ْم َرةً‬ ‫طْ‬
‫بعضهُ‪ ،‬لم يحنث‪ ،‬أو ال أكلِّمهُ زماناً أو حيناً‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ب‬‫هر ف َش ِر َ‬ ‫الن ِ‬‫ماء َّ‬ ‫ب َ‬ ‫أشر ُ‬
‫‪َ 152/‬‬
‫ناسياً أو ٍ‬ ‫الدار مثالً‪ ،‬فدخلَها ِ‬ ‫َب َّر بِ ْأدنى َز ٍ‬
‫جاهالً أو ُم ْكرهاً أو‬ ‫أدخ ُل َّ َ‬ ‫من‪ ،‬أو ال ُ‬
‫باقَيةٌ ْلم تَْن َح َّل‪ ،‬أو لَي ْأ ُكلَ َّن هذا َغداً فأكلَهُ في َيو ِم ِه‪،‬‬ ‫نث‪ ،‬واليمين ِ‬
‫ُ‬ ‫َم ْحموالً‪ْ ،‬لم َي ْح ْ‬
‫ف في يو ِم ِه‪ ،‬فال‪ ،‬أو‬ ‫أكل ِه‪ ،‬حنث‪ ،‬وإ ْن ِتل َ‬ ‫كان ِ‬ ‫إم ِ‬ ‫من الغد بعد ْ‬
‫ِ‬
‫ف َ‬ ‫أو ْأتلَفَهُ أو ِتل َ‬
‫حنث‪،‬‬ ‫ماش‪ْ ،‬لم َي َ‬ ‫ثم دخ َل ِلَن ْق ِل القُ ِ‬ ‫ويل‪َّ ،‬‬ ‫فخر َج ِم ْنها بنَِّي ِة التَّ ْح ِ‬
‫الد َار َ َ‬ ‫هذه َّ‬ ‫ال أس ُكن ِ‬
‫ْ ُ‬
‫وانفرد ٍ‬
‫بباب‬ ‫َ‬ ‫داِر كبير ٍة‪،‬‬ ‫واحد منهُما في ْبي ٍت من ٍـٍِ‬ ‫ٍ‬ ‫فس َك َن ُك ُّل‬ ‫زيداً َ‬ ‫ُساك ُن ْ‬ ‫أو ال أ ِ‬
‫وهو‬
‫كب هذا َ‬ ‫وهو البِ ُسهُ‪ ،‬أو ال أ َْر ُ‬ ‫ب َ‬ ‫رافق‪ْ ،‬لم يحنث‪ ،‬أو ال أْلَب ُس هذا الثَّْو َ‬ ‫وم َ‬ ‫َ‬
‫وهو‬ ‫ِ َّ‬ ‫ِ‬
‫أتز َّو ُج َ‬ ‫دام‪ ،‬حنث‪ ،‬أو ال َ‬ ‫وهو فيها‪ ،‬فاستَ َ‬ ‫راكُبهُ‪ ،‬أو ال أ َْد ُخ ُل هذه الد َار َ‬
‫فاستدام‪ ،‬فال‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫طهٌِّر‬ ‫ِّب‪ ،‬أو ال أتطّهَُّر وهو ُمتَ َ‬ ‫طي ٌ‬ ‫ب وهو ُمت َ‬ ‫طَّي ُ‬‫تزو ٌج‪ ،‬أو ال أت َ‬ ‫ُم ِّ‬
‫صةً فدخلَها‪ْ ،‬لم‬ ‫خار ِجها‪ ،‬أو‬ ‫من ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذه َّ‬ ‫َدخ ُل ِ‬
‫صارت َع ْر َ‬ ‫ْ‬ ‫ط َحها ْ‬ ‫فصع َد س ْ‬ ‫الد َار‬ ‫ال أ ُ‬
‫أن‬ ‫ٍ‬ ‫أدخ ُل دار َز ْي ٍد فدخ َل مس َكَنه بِ ِك ٍ‬
‫عارية‪ْ ،‬لم يحنث‪ ،‬إالّ ْ‬ ‫راء أو‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ث‪ ،‬أو ال ُ‬ ‫َي ْحَن ْ‬
‫ينوي ما َي ْس ُكُنهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ص َد‬ ‫ِ‬ ‫إن شاء اهلل تعالى‪ ،‬متَّ ِ‬ ‫ٍ‬
‫وكان قَ َ‬‫َ‬ ‫باليمين‪،‬‬ ‫صالً‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫شيء فقال‪ْ :‬‬ ‫حلف على‬ ‫َ‬ ‫وإ ذا‬
‫االستثناء على ِلسانِ ِه على‬ ‫ُ‬ ‫اليمين‪ْ ،‬لم يحنث‪ ،‬وإ ْن جرى‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِِ‬
‫االستثناء ْقب َل فراغه َ‬ ‫َ‬
‫اليمين‪ْ ،‬لم‬‫ِ‬ ‫من‬ ‫ِ‬ ‫يقصد ِ‬ ‫ِِ‬
‫راغ َ‬ ‫بع َد الفَ ِ‬ ‫االستثناء ْ‬
‫ُ‬ ‫اليمين‪ ،‬أو بدا لهُ‬ ‫به َر ْف َع‬ ‫ْ‬ ‫ولم‬
‫عادته ْ‬
‫ص َّح االستثناء‪.‬‬ ‫ي ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫اليمين]‪:‬‬ ‫فصل [كفارة‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وبع َدهُ‪،‬‬
‫جاز ْقب َل الح ْنث ْ‬ ‫بالمال َ‬ ‫كان ُي َكفِّ ُر‬
‫فإن َ‬ ‫وحنث ِلز َمتْهُ ال َكفَّارةُ‪ْ ،‬‬ ‫َ‬ ‫حلف‬
‫َ‬ ‫إذا‬
‫بعدهُ‪.‬‬ ‫يج ْز إالّ ْ‬ ‫َّوِم ْلم ُ‬ ‫كان بالص ْ‬ ‫وإ ْن َ‬

‫‪149‬‬
‫ساكين ُك ِّل ِم ٍ‬
‫سكين‬ ‫َ‬ ‫عشر ِة َم‬
‫َ‬ ‫إطعام‬
‫ُ‬ ‫كرقََب ِة الظِّ ِ‬
‫هار‪ْ ،‬أو‬ ‫ٍ ِ‬
‫ق َرقََبة صفَتُها َ‬ ‫وهي ِعتْ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫عليه‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫ينطل ُ‬ ‫الب ِلد‪ ،‬أو ِك ْس َوتُهُ ْم بما‬ ‫ِ‬ ‫ث ِر ِ‬ ‫ِر ْ‬
‫من قوت َ‬ ‫حباً ْ‬ ‫دادي ّ‬‫بالب ْغ ِّ‬
‫طل َ‬ ‫ط ٌل وثُلُ ُ‬
‫األنواع الثَّالثَ ِة‪ْ ،‬‬
‫فإن‬ ‫وي َخَّي ُر ْبي َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ولو م َئزراً ومغسوالً‪ ،‬ال َخلَقاً‪ُ ،‬‬ ‫اسم الك ْسوة‪ْ ،‬‬ ‫ُ‬
‫ويجوز ُمتَفَِّرقةٌ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الثة صام ثالثةَ ّأي ٍام‪ ،‬واألفض ُل ِ‬
‫تواليها‪،‬‬ ‫األنواع الثَّ ِ‬
‫ِ‬ ‫عج َز عن ِ‬
‫أحد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّوم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والعب ُد ال ُي َكفِّ ُر‬
‫بل الص ْ‬ ‫السيد‪ْ ،‬‬
‫ُ‬ ‫بالمال وإ ْن أذ َن لهُ‬ ‫ْ‬
‫ق‪.‬‬ ‫والكسو ِة دون ِ‬
‫العتْ ِ‬ ‫عام ِ‬ ‫بعضهُ ُحٌّر ُي َكفر بالطَّ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ومن‬
‫ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫األقضية ‪153/‬‬‫ِ‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫عليه‪ ،‬فإن‬ ‫ِ‬ ‫واحد تَ َعَّي َن‬ ‫صلُ ُح إالّ‬ ‫ضاء فَرض ِك ٍ‬ ‫ِواليةُ القَ ِ‬
‫ٌ‬ ‫من َي ْ‬ ‫فإن ْلم َي ُك ْن ْ‬ ‫فاية‪ْ ،‬‬ ‫ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ُجبِ َر‪ْ ،‬‬
‫ويجوز في‬ ‫ُ‬ ‫يكون ُمحتاجاً‪.‬‬ ‫َ‬ ‫عليه ِر ْزقاً إالّ ْ‬
‫أن‬ ‫يأخ َذ‬
‫أن ُ‬ ‫ولي َس لهذا ْ‬ ‫امتنع أ ْ‬
‫َ‬
‫اإلمام لهُ أو نائبِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بتوِلَي ِة‬ ‫ِ‬
‫يان فأكثَُر‪ ،‬وال َيص ُّح إالّ ْ‬ ‫قاض ِ‬ ‫بلد ِ‬ ‫ٍ‬
‫جاز‪ِ ،‬‬ ‫مان رجالً يصلُح ِلْلقَ ِ‬ ‫وإ ْن َّ‬
‫راضيا‬
‫ولز َم ُح ْك ُمهُ وإ ْن لم َيتَ َ‬ ‫ضاء َ‬ ‫ص ِ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫الخ ْ‬
‫حك َم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الح ْك ُم‪.‬‬
‫أن يح ُك َم امتََن َع ُ‬ ‫أح ُد ُهما ْقب َل ْ‬ ‫الح ْكِم‪ ،‬لكن إن َر َج َع فيه َ‬ ‫بع َد ُ‬ ‫به ْ‬
‫َّمعُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫والح ِّرَّيةُ‪ ،‬والتَّ ْك ُ‬ ‫ويشترطُ في القاضي‪ُّ :‬‬
‫والعدالةُ‪ ،‬والعْل ُم‪ ،‬والس ْ‬ ‫َ‬ ‫ليف‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الذكورةُ‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ق‪.‬‬
‫طُ‬ ‫ص ُر‪ُّ ،‬‬
‫والن ْ‬ ‫والب َ‬
‫َ‬
‫ف‬‫أن َي ْستَ ْخِل َ‬ ‫احتاج ْ‬
‫َ‬ ‫ف‪ ،‬وإ ن‬ ‫ف‪ ،‬ليِّناً بال ضع ٍ‬
‫ْ‬
‫أن يكون َشديداً بال ع ْن ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ْ‬ ‫ند ُ‬
‫وي َ‬
‫ُ‬
‫ؤذن لهُ‪،‬‬ ‫أن ُي َ‬ ‫من َيصلُ ُح‪ ،‬وإ ْن ْلم َي ْحتَ ْج فال‪ ،‬إالّ ْ‬ ‫لف ْ‬ ‫َعمال ِه ِل َكثَْرتِها استَ ْخ َ‬
‫في أ ِ‬
‫حاجباً‪ِ ،‬‬
‫فإن‬ ‫عدالً‪ ،‬عاقالً‪ ،‬فقيهاً‪ ،‬وال َيتَّ ِخ ْذ ِ‬ ‫احتاج إلى كاتِ ٍب فْلَي ُك ْن ُم ْسِلماً‪ْ ،‬‬‫َ‬ ‫وإ ن‬
‫من الطَّ َم ِع‪.‬‬‫احتاج فْلي ُك ْن عاقالً‪ ،‬أميناً‪ ،‬بعيداً َ‬ ‫َ‬
‫مم ْن‬
‫هديةً إالّ َّ‬ ‫غير َع َمِل ِه‪ ،‬وال َي ْقَب ُل َّ‬ ‫وال َي ْح ُك ُم وال ُي َولِّي وال َي ْس َمعُ البيَِّنةَ في ِ‬
‫هدَّيتُه بع َد التَّوِل ِ‬‫تز ْد ِ‬ ‫الو ِ‬ ‫ِ‬
‫ية‪ ،‬ومع‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ولم ِ‬‫ولم تَ ُك ْن لهُ ُخصومةٌ‪ْ ،‬‬ ‫الية‪ْ ،‬‬ ‫كان ُيهاديه ْقب َل ِ َ‬ ‫َ‬
‫أن ال َي ْقَبلها‪.‬‬ ‫هذا فاألفض ُل ْ‬
‫بان‪ ،‬وال جائعٌ وال‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ض ُ‬ ‫وهو َغ ْ‬
‫وال َي ْح ُك ُم ل َولده وال لرقيقه‪ ،‬وال يقضي َ‬
‫حاق ٌن وال‬‫مريض وال نعسان‪ ،‬وال ِ‬ ‫حان‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫موم وال ْفر ُ‬ ‫مه ٌ‬ ‫شان‪ ،‬وال ْ‬ ‫ط ٌ‬ ‫َع ْ‬
‫وب ْر ٍد ُم ْؤِلٍم‪ْ ،‬‬
‫فإن فع َل نف َذ ُح ْك ُمهُ‪.‬‬ ‫حر ُم ْز ِع ٍج َ‬ ‫ران‪ ،‬وال في ٍّ‬ ‫ض ْج ُ‬ ‫َ‬

‫‪150‬‬
‫ق جلوسه ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وال ِ‬
‫حكم‬
‫مان َ‬ ‫ص ِ‬ ‫وحضر َخ ْ‬ ‫َ‬ ‫فيه‬ ‫للح ْكِم‪ ،‬فإن اتَّفَ َ ُ ُ ُ‬ ‫المسجد ُ‬ ‫يجل ُس في‬
‫شاور ُه ْم فيما ُي ْش ِك ُل‪،‬‬ ‫وي ُ‬ ‫قهاء ُ‬ ‫هود والفُ َ‬‫الش َ‬ ‫ضر ُّ‬ ‫ِ‬
‫وي ْح ُ‬ ‫ٍ‬
‫ووقار‪ُ ،‬‬ ‫كين ٍة‬ ‫ِ‬
‫ويجل ُس بِ َس َ‬ ‫بينهُما‪،‬‬
‫الح ْكِم‪.‬‬ ‫ولم ُي َقلِّ ْد ْ‬ ‫ض ْح َّ‬ ‫وإ ْن لم يتَّ ِ‬
‫غي َرهُ في ُ‬ ‫أخ َرهُ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫وي َس ِّوي‬ ‫باألو ِل فاأل ََّو ِل في ُخص ٍ‬ ‫ص ِ‬
‫ع‪ُ .‬‬ ‫استََو ْوا أ ْق َر َ‬
‫فإن ْ‬ ‫ط‪ْ ،‬‬ ‫ومة فق ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫وم‬ ‫بالخ ُ‬
‫ويبدأُ ُ‬ ‫َ‬
‫الم ْسِل َم‬ ‫ِ‬
‫أح َد ُهما كافراً فَُيقَ ِّد ُم ُ‬ ‫يكون َ‬‫َ‬ ‫أن‬
‫ذلك‪ ،‬إالّ ْ‬ ‫وغير َ‬ ‫ِ‬ ‫واإل ِ‬
‫قبال‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬
‫المجل ِ‬ ‫ْبيَنهُما في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عن‬
‫ي ْ‬ ‫وي َؤ ِّد َ‬
‫أن َي ْشفَ َع ُ‬ ‫َح َد ُهما وال ُيلَقِّْنهُ‪ ،‬ولهُ ْ‬
‫ف أَ‬‫س‪ ،‬وال ُي َعِّن ُ‬ ‫المجل ِ‬ ‫عليه في‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫األيتام‪ ،‬ثَُّم في‬ ‫بوسين‪ ،‬ثَُّم في‬
‫َ‬ ‫أحدهما ما ِلز َمهُ‪ ،‬وينظُُر َّأو َل شيء في َ‬
‫الم ْح‬
‫اللُّ ِ‬
‫قطة‪.‬‬
‫فصل [في صفة القضاء]‪154/ :‬‬
‫حيحةً قا َل‬
‫ص َ‬ ‫كانت َ‬ ‫ْ‬ ‫يح ٍة ْلم َي ْس َم ْعها‪ ،‬وإ ْن‬ ‫ِ‬
‫غي َر صح َ‬ ‫ص ُم َد ْعوى ْ‬ ‫الخ ْ‬
‫ادعى َ‬ ‫إذا َّ‬
‫علي ِه إالّ بِ َ ِ‬
‫فإن ْلم‬
‫كر‪ْ ،‬‬ ‫الم َّدعي‪ ،‬وإ ذا ْأن َ‬ ‫طلَب ُ‬ ‫لآلخ ِر‪ :‬ما تقو ُل؟ فإذا أقََّر ْلم َيح ُك ْم ْ‬ ‫َ‬
‫الم َّدعي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫الم َّدعى عليه َبيمينه‪ ،‬وال ُي َحلفُهُ إال بطلَب ُ‬ ‫فالقو ُل قو ُل ُ‬
‫ْ‬ ‫للم َّدعي بيَِّنةٌ‬
‫ي ُك ْن ُ‬
‫ق‪ ،‬وإ ِن امتََن َع‬ ‫استَ َح َّ‬
‫حلف ْ‬ ‫َ‬ ‫الم َّدعي‪ْ ،‬‬
‫فإن‬ ‫ردها على ُ‬ ‫اليمين َّ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫فإن امتََن َع َ‬
‫ِ‬
‫عليه‪،‬‬ ‫اليمين‬ ‫ت‬‫رد ْد ُ‬
‫ت وإ الّ َ‬ ‫أج ْب َ‬ ‫ِ‬ ‫الم َّدعى‬
‫َ‬ ‫إن َ‬‫عليه فْلَي ُق ْل لهُ‪ْ :‬‬ ‫كت ُ‬ ‫ص َرفَهُما‪ ،‬وإ ْن َس َ‬ ‫َ‬
‫ق‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويستح ُّ‬ ‫ف‬‫الم َّدعي َفي ْحِل ُ‬ ‫ب ُر َّدت‬ ‫فإن لم ُي ِج ْ‬
‫اليمين على ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫اهلل تعالى وهو‪:‬‬ ‫دود ِ‬
‫كان في ُح ِ‬ ‫ِّ‬
‫فإن َ‬ ‫الحق‪ْ ،‬‬ ‫جوب‬
‫كان القاضي َي ْعلَ ُم ُو َ‬ ‫وإ ْن َ‬
‫ك ح َك َم‬ ‫غي ِر ذل َ‬ ‫كان في ْ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الزنا‪ ،‬والس ِ‬ ‫ِّ‬
‫ب‪ْ ،‬لم َي ْح ُك ْم به‪ ،‬وإ ْن َ‬ ‫والش ْر ُ‬ ‫حاربةُ‪،‬‬
‫والم َ‬
‫َّرقةُ‪ُ ،‬‬
‫ف‪ ،‬بِ َش ْر ِط ْ‬
‫يكون‬ ‫أن‬ ‫عد ٍل َي ْع ِر ُ‬ ‫فيه إلى ْ‬ ‫الخصِم رجع ِ‬ ‫به‪ ،‬وإ ذا لم يع ِر ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫سان َ ْ َ َ َ‬ ‫ف ل َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ياس‬ ‫ِ‬ ‫فو َج َد َّ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ذلك َ ُّ‬ ‫ت ِ‬
‫ماع أو الق َ‬ ‫اإلج َ‬ ‫ص أو ْ‬ ‫الن َّ‬ ‫الحق‪ ،‬وإ ذا َح َك َم ب َش ْيء َ‬ ‫به َ‬ ‫عدالً َيثُْب ُ‬ ‫ْ‬
‫تص ُّح‬‫ف‪ ،‬وال ِ‬ ‫ق التَّص ُّر ِ‬ ‫طلَ ِ‬‫الد ْعوى إالّ ِم ْن ُم ْ‬ ‫ص ُّح َّ‬ ‫الف ِه نقَضه‪ .‬وال تَ ِ‬ ‫الجِل َّي بِ ِخ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫منها‪ :‬الو ِ‬
‫صَّيةُ‪.‬‬ ‫هول إالّ في مسائِ َل ْ‬ ‫دعوى الم ْج ِ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والصفَةَ‪ ،‬أو َع ْيناً ُي ْم ِك ُن تَ ْع ُ‬
‫يينها َعَّيَنها‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ادعى َد ْيناً َذ َكر ِ‬
‫الج ْن َس والقَ ْد َر‬ ‫َ‬ ‫فإن َّ‬ ‫ِ‬
‫قال‬
‫إن َ‬ ‫واب‪ ،‬وكذا ْ‬ ‫الج ُ‬ ‫ص َّح َ‬ ‫ادعاهُ َ‬ ‫علي ِه ما َّ‬‫الم َّدعى ْ‬ ‫فإن ْأن َك َر َ‬ ‫صفَتَها‪ْ ،‬‬ ‫وإ الّ َذ َكر ِ‬
‫َ‬
‫فالقو ُل قولُهُ‬
‫ْ‬ ‫أح ِد ِهما‬ ‫ِ‬
‫عيناً في يد َ‬ ‫به ْ‬ ‫فإن كان الم َّدعى ِ‬
‫شيئاً‪ُ َ ْ ،‬‬ ‫علي ْ‬‫َّ‬ ‫ال َي ْستَ ِح ُّ‬
‫ق‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫حق على‬ ‫ومن لهُ ٌّ‬‫ْ‬ ‫ين‪،‬‬‫صفَ ِ‬‫وجع َل ْبينهُما ‪ 505/‬ن ْ‬ ‫كان في َيدهما َحلَفا ُ‬ ‫فإن َ‬ ‫بيمينِ ِه‪ْ ،‬‬
‫كان ُم ِق ّراً فال‪.‬‬ ‫فإن َ‬ ‫غي ِر إذنِ ِه‪ْ ،‬‬ ‫مال ِه بِ ْ‬
‫من ِ‬ ‫أخ َذهُ ْ‬
‫أن َي ُ‬ ‫ُم ْن ِك ٍر فلَهُ ْ‬

‫‪151‬‬
‫ِ‬
‫الشهادة‬ ‫باب‬
‫ُ‬
‫أن‬‫جوز ْ‬ ‫علي ِه‪ ،‬وال َي ُ‬
‫فإن ْلم َي ُك ْن إالّ ُه َو تَ َعَّي َن ْ‬
‫فاية‪ْ ،‬‬ ‫تَح ُّملُها وأَداؤها فرض ِك ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫األخ ُذ‪.‬‬ ‫ُج َرةً حينئِ ٍذ‪ْ ،‬‬
‫فإن ْلم َيتَ َعَّي ْن فلهُ ْ‬ ‫أخ َذ أ ْ‬
‫َي ُ‬
‫روء ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ق‪ ،‬مستَْي ِق ٍظ‪ ،‬حس َن ِّ ِ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫ِ‬
‫الم َ‬ ‫الديانة‪ ،‬ظاه ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫وال تُ ْقَب ُل إالّ م ْن ُحٍّر‪ُ ،‬م َكلف‪ ،‬ناط ٍ ُ ْ‬
‫صغير ٍة‪،‬‬
‫َ‬ ‫من ُم ْد ِم ٍن على‬
‫صاح ِب كبير ٍة‪ ،‬وال ْ‬ ‫ِ‬ ‫من‬‫من ُم َغ َّف ٍل‪ ،‬وال ْ‬
‫وال تُ ْقَب ُل ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اس وقَيِِّم َح َّم ٍام ْ‬
‫ونح ِو ذل َ‬ ‫روءةَ لهُ‪ ،‬ك َكَّن ٍ‬
‫مم ْن ال ُم َ‬ ‫وال َّ‬
‫بع َدهُ إالّ‬
‫تح َّم َل ْ‬‫وتُ ْقَب ُل شهادةُ األعمى فيما تَ َح َّم َل ْقب َل العمى‪ ،‬وال تُ ْقَب ُل فيما َ‬
‫وي ْح ِملُهُ إلى القاضي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ك القائ َل َ‬ ‫في ْم ِس ُ‬ ‫ِِ‬
‫أن ُيقا َل في أ ُذنه َش ْي ٌء ُ‬ ‫فاضة‪ ،‬أو ْ‬ ‫باالستِ ِ‬
‫وي ْشهَ ُد بما قا َل هذا لهُ‪155/ .‬‬ ‫َ‬
‫من َي ُج ُّر ِلَن ْف ِس ِه َن ْفعاً‪ ،‬وال‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص ل َولَده ووالده‪ ،‬وال َشهادةُ ْ‬
‫الش ْخ ِ ِ ِ ِ‬ ‫وال تُ َقب ُل َشهادةُ َّ‬
‫ص على‬ ‫عد ِّو ِه‪ ،‬وال شهادةُ َّ‬
‫الش ْخ ِ‬ ‫العد ِّو على ُ‬ ‫ض َرراً‪ ،‬وال َشهادةُ ُ‬ ‫عنها َ‬ ‫من َي ْدفعُ ْ‬ ‫ْ‬
‫رج ٌل‬
‫الن‪ْ ،‬أو ُ‬ ‫‪-‬كالبي ِع‪َ -‬ر ُج ِ‬
‫ْ‬ ‫ص ُد ِم ْنهُ الما ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ف ْعل نفسه‪َ .‬فُي ْقَب ُل في المال وما ُي ْق َ‬
‫الم َّد ِعي‪.‬‬
‫يمين ُ‬‫ِ‬ ‫مع‬ ‫ِ‬
‫أتان‪ ،‬أوشاه ٌد َ‬ ‫وام َر ِ‬
‫ْ‬
‫فيه إالّ ِ‬ ‫دود‪ -‬لم ي ْقب ْل ِ‬
‫دان َذ َك ِ‬
‫ران‪.‬‬ ‫شاه ِ‬ ‫والح ِ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫كاح‬ ‫ِّ‬
‫‪-‬كالن ِ‬ ‫منهُ الما ُل‬ ‫ص ُد ْ‬‫وما ال ُي ْق َ‬
‫أربعةُ ُذ ٍ‬
‫كور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫البهيمة إالّ‬ ‫واط وإ تْ ِ‬
‫يان‬ ‫الزنا واللِّ ِ‬‫وال ُي ْقَب ُل في ِّ‬
‫َ‬
‫كالو ِ‬ ‫علي ِه ِّ‬ ‫َّ‬
‫وام َر ِ‬
‫أتان‪ ،‬أو‬ ‫الن‪ ،‬أو َر ُج ٌل ْ‬ ‫الدة َر ُج ِ‬ ‫الرجا ُل ِ‬ ‫وي ْقَب ُل فيما ال َيطِلعُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ْأربعُ نِ ْس َو ٍة‪.‬‬
‫بحانهُ وتعالى أعلم بالص ِ‬
‫َّواب‪156/ .‬‬ ‫واهللُ ُس َ‬
‫َ‬

‫‪152‬‬

You might also like