Professional Documents
Culture Documents
DRI-TN Rapport Suivi Mise-En-oeuvre Constitution Mars 2019 Web-AR VF 2019-06-21
DRI-TN Rapport Suivi Mise-En-oeuvre Constitution Mars 2019 Web-AR VF 2019-06-21
ﻴ ﺑ ﻥ ﺯ ﺍ ﻮ ﺘ ﻟ ﺍ ﻭ ﻞ ﺼ ﻔ ﻟ ﺍ
ﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ
ﺇﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
'
ﺔ ﺒ ﺳ ﺎ ﺤ ﻤ ﻟ ﺍ ﺐ ﺟ ﺍ ﻭ
ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ
ﻤ ﺍﻟ ﺔ ﻳ ﺭ ﻮ ﺘ ﺳ ﺪ ﺍﻟ ﺕ ﺌﺎ ﻴ ﻬ ﺍﻟ
31ﻣ ﺭﺎ
2018ﺇﻟﻰ ﺴﺘﻘﻠﺔ
ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ
88
ﺱ ﻮﺑﺮ
9 ﺘ
ﺃﻛ
1
20
1ﻣﻦ
ER
الطـبعة ﺗﻘﺮﻳﺮ
الفهرس
ملخص 8
10مقدمة
.1 11حقوق االنسان
1.1الحقوق المدنية والسياسية 11
1.1.1حرية تكوين الجمعيات (الفصل 35من الدستور) 11
2.1.1حرية االجتماع والتظاهر السلميين (الفصل 37من الدستور) 15
3.1.1الحق في االنتخاب والترشح لالنتخابات والمساواة في تق ّلد الوظائف العمومية 17
4.1.1الحق في محاكمة عادلة (الفصول 29 ،28 ،27و 108من الدستور) 20
5.1.1حرية الضمير والمعتقد (الفصل 6من الدستور) 22
6.1.1حرية التعبير واإلعالم والنشر (الفصل 31من الدستور) 23
2.1المساواة 24
1.2.1المساواة في القانون 24
2.2.1تكافؤ الفرص 26
4
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
الفهرس
.3 30إستقاللية القضاء
.4 33دولة القانون
1.4القضاء الدستوري 33
2.4التأطير القانوني للحاالت االستثنائية 35
5
-31
-30
-31
-30
-31
-30
-31
0-1
ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ
2019-3
2018-9
2018-3
2017-9
2017-3
2016-9
2016-3
2015-1
المالحﻈات ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ
+لم يقع تنقيح املرسوم عدد 88لسنة 2011إال أنه تم إصدار قوانين أخرى سنتي 2018و 2019تحتوي على أحكام تتعلق بحرية تكوين الجمعيات:
القانون عدد 52لسنة 2018املؤرخ في 29أكتوبر 2018املتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات (إجراءات تسجيل الجمعيات من شأنها املساس بنظام
التصريح الذي تم تكريسه بمقت�سى املرسوم عدد 88لسنة .)2011
ﺣﺮﻳﺔ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ
القانون عدد 9لسنة 2019املؤرخ في 23جانفي ّ 2019
املنقح ّ
واملتمم للقانون عدد 26لسنة 2015املتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال.
ّ
يتسم قانون 1969الجاري به العمل بالغموض وهذا ما يترك مجاال واسعا للتصرف بالنسبة للسلطة التنفيذية. ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻴﻴﻦ
أضاف القانون األسا�سي عدد 7املؤرخ في 14فيفري ّ 2017
املنقح ّ ﺣﻖ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﺮﺷﺢ ﻭﺗﻘ ﹼﻠﺪ
واملتمم للقانون االنتخابي أحكاما تعنى باالنتخابات البلدية والجهوية.
ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
تم تعديل مجلة اإلجراءات الجزائية في شهر فيفري 2016وتحسين اإلطار القانوني لالحتفاظ ،لكن من املستحسن القيام ببعض التعديالت التي من
شأنها اضفاء املزيد من الفعالية على الضمانات الدستورية.
اإلطار القانوني الجديد الخاص بالقضاء االداري في طور االرساء .ألول مرة في تاريخ املحكمة االدارية يتم احداث 12دائرة ابتدائية بالجهات متفرعة عن
املحكمة اإلدارية وهو ما يساهم في تقريب القضاء اإلداري من املواطن.
ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﺎﺩﻟﺔ
ن ّ
املنقح واملتمم للقانو عدد 26لسنة 2015املتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل +أضاف القانون عدد 9لسنة 2019املؤرخ في 23جانفي ّ 2019
األموال أحكاما تدعم الحق في محاكمة عادلة لكن مع اإلبقاء على الطابع االستثنائي لهذا القانون مقارنة بالقواعد ّ
العامة لقانون االجراءات الجزائية.
بعض النصوص القانونية ومنها ما هو غير مطبق تتضمن أحكاما تحد من حرية الضمير واملعتقد.
وقع الغاء املنشور املؤرخ في 5نوفمبر 1973الذي يمنع زواج املسلمات من غير املسلمين.
ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ
ضرورة القيام بتحوير اإلطار القانوني لضمان مزيد من األمان القانوني. ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﺸﺮ
تم إصدار مجلة الجماعات املحلية في 9ماي ( 2018القانون عدد 29لسنة .)2018
+تم إصدار 6أوامر تطبيقية ملجلة الجماعات املحلية من جملة أربعين أمرا تقريبا. ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ
تم إصدار مجلة الجماعات املحلية في 9ماي ( 2018القانون عدد 29لسنة .)2018
+تم إصدار 6أوامر تطبيقية ملجلة الجماعات املحلية من جملة أربعين أمرا تقريبا. ﺍﻟﻼﻣﺮﻛﺰﻳﺔ
ينبغي تجسيد الضمانة الدستورية الستقاللية السلطة التشريعية. ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ
ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ
صدر القانون املتعلق باملحكمة الدستورية في شهر ديسمبر 2015اال أنه لم يقع تركيز املحكمة بعد. ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ
ّ
األمر عدد 50لسنة 1978املنظم لحالة الطوارئ غير مطابق للدستور. ﺍﻟﺘﺄﻃﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺤﺎﻻﺕ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ
+تم إحداث ثالث هيئات دستورية مستقلة من جملة خمس هيئات وهي:
-الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات بمقت�سى القانون األسا�سي عدد 23لسنة 2012وتمارس الهيئة مهامها منذ .2014
-هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد بمقت�سى القانون األسا�سي عدد 59املؤرخ في 24أوت 2017ولم يتم ارساء هذه الهيئة بعد.
+هيئة حقوق اإلنسان بمقت�سى القانون األسا�سي عدد 51املؤرخ في 29أكتوبر 2018ولم يتم ارساء هذه الهيئة بعد.
ﺍﻟﻬﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ
تم إصدار القانون املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة في 7أوت ( 2018القانون عدد 47لسنة .)2018 ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ
تم إيداع مشروع قانون متعلق بهيئة االتصال السمعي البصري ومشروع قانون متعلق بهيئة التنمية املستدامة وحقوق األجيال القادمة لدى مجلس
نواب الشعب.
I
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
ملخــص
ومكرس ملبادئ الحكم الديمقراطي في تونس خطوة هامة نحو إرساء الديمقراطية ّ ّ
تشكل املصادقة على دستور ضامن للحقوق والحريات ّ
لكنها
ّ
ضروريا إلقامة حوكمة ديمقراطية. غير كافية ،حيث ّ
يظل تطبيق أحكام الدستور وتجسيد الضمانات الواردة فيه أمرا
ترمي املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية من خالل نشرها لهذا التقرير إلى إجراء متابعة دورية لتطبيق الدستور التون�سي وتجسيده
على مستوى اإلطار القانوني.
ُ
ّ
وخاصة تتمحور متابعة تطبيق الدستور حول بعض املواضيع التي ت َع ّد من مؤشرات الحوكمة الديمقراطية .وهذه املواضيع هي حقوق اإلنسان
8
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
ملخص
منها الحقوق املدنية والسياسية والفصل بين السلطات وتحقيق التوازن بينها واستقاللية القضاء ودولة القانون واملحاسبة والشفافية،
والهيئات الدستورية املستقلة والالمركزية.
ّ
املمتدة من ّ ّ
غرة أكتوبر 2018إلى 31مارس .2019 ويتعلق هذا التقرير بالفترة
أهم ّ
تقدم ُم َ ّ
ويتمثل ّ
حرز خالل هذه الفترة في:
ّ
nإصدار القانون األسا�سي املتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بتاريخ 23أكتوبر .2018
ّ
nإصدار القانون األسا�سي املتعلق بهيئة حقوق اإلنسان بتاريخ 29أكتوبر .2018
ّ
nإصدار أوامر تطبيقية جديدة ملجلة الجماعات املحلية.
nانتخاب رئيس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات وأعضائها الجدد من قبل مجلس نواب الشعب بتاريخ 30جانفي .2019
جرى على التوالي يوم 6أكتوبر 2019 nضبط الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات لروزنامة االنتخابات التشريعية والرئاسية التي ُ
ست َ
ويوم 17نوفمبر .2019
ى َ ُ
nضبط الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات لروزنامة االنتخابات الجزئية للمجلس األعلى للقضاء التي ستجر يوم 17ماي .2019
ّ
قانونية على صلة بتطبيق أحكام الدستور وإحالة البعض منها إلى تم خالل الفترة التي يشملها التقرير الراهن إعداد مشاريع نصوص كما ّ
مجلس نواب الشعب .وتشمل هذه النصوص ّ
خاصة:
ّ
nمشروع القانون األسا�سي عدد 69/2018املتعلق بهيئة التنمية املستدامة وحقوق األجيال القادمة.
ّ
nمشروع القانون األسا�سي عدد 90/2018املتعلق بإتمام مجلة األحوال الشخصية.
ّ
nمشروع القانون األسا�سي عدد 91/2018املتعلق بتنظيم حالة الطوارئ.
مطبقة .وتجدر هنا اإلشارة إلى املحكمة الدستورية التي لم ّ
يتم إرساؤها بعد ّ ّ
إال ّأن بعض األحكام األخرى من الدستور الزالت غير ّ
جراء فشل
مجلس نواب الشعب في انتخاب أربعة أعضاء من املحكمة بأغلبية الثلثين .كما لم يقع إحداث ّ
كل الهيئات الدستورية املستقلة املنصوص
عليها بالباب السادس من الدستور.
عدة يمكن أن نذكر من بينها التحديات فإن وتيرة تطبيق الدستور لم تتسارع خالل الفترة التي يغطيها هذا التقرير وذلك ألسباب ّ وختاماّ ،
ّ
أولوية بالنسبة لصانعي القرار .كما ّأن الصبغة التقنية
تشكل على ما يبدو مسألة ّ االجتماعية واالقتصادية واألمنية التي تواجها البالد والتي
ق عملية ّ
سن اإلطار القانوني الجديد تستغر الكثير من الوقت. لبعض اإلصالحات جعلت ّ
+ تمت اإلشارة إلى الفقرات الجديدة التي وقعت إضافتها في التقرير بواسطة الرمز
9
I
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
مقدمــة
ّ
نشرت املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية 1في شهر مارس 2015دراسة تقييمية للطابع الديمقراطي للدستور التون�سي .2وحسب
ّ
هذه الدراسة التقييمية ّتمت صياغة الدستور التون�سي بطريقة متناغمة بصفة عامة مع االلتزامات واملعايير الدولية املتعلقة بالديمقراطية.
فبالرغم من وجود بعض االستثناءات ،3يضمن الدستور التون�سي عموما حقوق اإلنسان ،بما فيها الحقوق املدنية والسياسية والحقوق
االقتصادية واالجتماعية ،بالشكل الذي ّ
يتعين ضمانه في دولة ديمقراطية.
يتم ّ
فعليا إرساء نظام حوكمة ديمقراطية وقد أبرز التقييم املذكور ضرورة التسريع في نسق تطبيق األحكام الواردة في الدستور وتجسيدها حتى ّ
في البالد التونسية.
عد التقرير الحالي الثامن من سلسلة تقارير دورية ترمي إلى متابعة تطبيق الدستور 4وتجسيده على مستوى التشريع التون�سي ،السيما ُوي ّ
ّ ّ
مطولة .فهي ستتمثل ّأوال في إصدار النصوص القانونية ذات القيمة تحت الدستورية الالزمة حتى تصبح أحكام وأن هذه العملية ستكون ّ
الدستور نافذة بصفة فعلية .كما ستستوجب من ناحية ثانية القيام تدريجيا بتطهير 5ومراجعة النصوص القانونية النافذة والتي تتعارض
ّ
مع الدستور .وأخيرا ،ستتطلب كذلك االمتناع عن إصدار نصوص قانونية مخالفة للدستورّ .6إن هذه الدراسة ال ترمي إلى تقييم كيفية
تطبيق أجهزة الدولة للدستور التون�سي بقدر ما ّ
تهتم بإصالح اإلطار القانوني في حد ذاته.
وبقطع النظر عن الصعوبات التقنية املتصلة بهذه العمليةّ ،
فإن األوضاع السياسية واالجتماعية واالقتصادية بالبالد التونسية من شأنها أن
ّ
تؤثر على وتيرة تطبيق الدستور وأن تفرض على صانعي القرار السيا�سي أولويات ّ
معينة ضمن روزنامة عملهم.
10
1
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
ّ
وتتمثل هذه الحقوق أساسا في الحقوق إن حقوق اإلنسان هي مجموعة حقوق ّتتسم بالشمولية بحكم ّ
تأصلها في كيان الذات البشرية. ّ
ُ
كرسها الدستور التون�سي ،لذا فهي ت َع ّد من الحقوق والحريات األساسية.املدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية .وهي حقوق ّ
وسيقتصر هذا التقرير على متابعة تجسيد الحقوق املدنية والسياسية فحسب.
عتبر عند صدورها نصوصا ذات صبغة ترتيبية ،بما يجعلها وتطرح هنا مسألة تحديد القيمة القانونية لهذه املراسيم :هل ّأنها ُت َ
في حاجة ملصادقة البرملان؟ أم ّأنها تحظى بقيمة تشريعية منذ صدورها وبالتالي ال حاجة ملصادقة البرملان عليها؟
املتخذة استنادا إلى املرسوم عدد 14لسنة 2011املؤرخ في 23مارس 2011 في البداية اعتبرت املحكمة اإلدارية أن املراسيم ّ
ّ
واملتعلق بالتنظيم املؤقت للسلط العمومية 7هي قرارات إدارية خاضعة لرقابة القا�ضي اإلداري طاملا لم تتم املصادقة عليها من
بأن املراسيم الصادرة على أساس املرسوم عدد 14لسنة 2011املذكور،9 املشرع .8إال أن املحكمة اإلدارية قضت الحقا ّ
ّ قبل
10
على غرار املرسومين املتعلقين باألحزاب السياسية وبالجمعيات ،لها قيمة تشريعية منذ صدورها وال تحتاج ملصادقة البرملان .
7الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد 20بتاريخ 25مارس ،2011ص 363.ما يليها.
ضد /رئيس الحكومة 4 ،جويلية ،2012مجموعة فقه قضاء املحكمة اإلدارية ،ص 44 .وما يليها. 8املحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد ،124153محمد علي القاب�سي ّ
نص الفصل 4من املرسوم عدد 14لسنة 2011املؤرخ في 23مارس 2011على أنه “يتم إصدار النصوص ذات الصبغة التشريعية في صيغة مراسيم يختمها رئيس الجمهورية املؤقت .”...وينبغي التمييز بين املراسيم الصادرة استنادا إلى هذا الفصل وتلك الصادرة ّ 9
فوض لرئيس الجمهورية املؤقت اتخاذ مراسيم طبقا للفصل 28من دستور غرة جوان ( 1959الرائد الرسمي عدد 10املؤرخ في 10فيفري ،2011ص.)170 . على أساس القانون عدد 5لسنة 2011املؤرخ في 9فيفري 2011والذي ّ
اجع أيضا الحكم االستئنافي الصادر عن املحكمة اإلدارية بتاريخ 6أفريل ،2016بالحسن الطرابل�سي ومن معه ّ
ضد /رئيس 10اجع :املحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد 8 ،123538جوان ،2015بالحسن الطرابل�سي ومن معه ّ
ضد /رئيس الحكومة ،غير منشور .ر ر
ّ ّ
املتعلق بالتنظيم املؤقت للسلط العمومية ّ
فإن ّ ّ
كل املراسيم الالحقة له أصبحت تحظى بقيمة تشريعية .وهو حكم يؤكد الصبغة التشريعية للمرسومين عدد الحكومة ،غير منشور :قضت املحكمة في هذا الحكم ،القابل للنقد ،بأنه تبعا ملرسوم 23مارس 2011
ضد /رئيس الحكومة (غير منشور) ،والذي اعتبرت فيه ّأن مرسوم 23مارس 2011سالف الذكر ائد املراك�شي ّ
87وعدد 88لسنة .2011وقد اعتمدت املحكمة اإلدارية نفس هذا املوقف في الحكم الصادر في القضية عدد 123900بتاريخ 30ديسمبر ،2016ر
يكت�سي صبغة تشريعية.
11
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
األحزاب السياسية
نص فصله ّ مر�ضي إذ ّ
ّ ّ
األول يضمن املرسوم عدد 87لسنة 112011املتعلق باألحزاب السياسية حرية تكوين األحزاب السياسية بشكل
على أنه “يضمن هذا املرسوم حرية تأسيس األحزاب السياسية واالنضمام إليها والنشاط في إطارها ويهدف إلى تكريس حرية التنظيم
ّ
إال ّ
أن نظام تكوين األحزاب السيا�سي ودعم التعددية السياسية وتطويرها وإلى ترسيخ مبدأ الشفافية في تسيير األحزاب السياسية”.
ّ
ينص على نظام التصريح ،فإن الفصل 10أتاح السياسية كما جاء باملرسوم املذكور قريب من نظام الترخيص .فلئن كان الفصل 9منه ّ
ّ
للسلطة اإلدارية املعنية أن تتخذ قرارا برفض تأسيس حزب .ويجب أن يكون هذا القرار معلال ،وهو قابل للطعن بدعوى تجاوز السلطة
مقيدة ،حيث يقتصر دورها على تسليم وصل اإليداع أمام املحكمة اإلدارية .وهو عكس نظام التصريح الذي تكون فيه السلطة اإلدارية ّ
إذا كان ملف التكوين مكتمال ،مع إمكانية اللجوء إلى القضاء الحقا .ولهذا السبب يوصف نظام التصريح أيضا بالنظام الزجري (الذي
يقابله النظام الوقائي) .ومن املمكن تنقيح هذا املرسوم بموجب قانون أسا�سي طبقا ملا جاء بالفصل 65من الدستور.
ّ ّ
وقد قامت الوزارة املكلفة بالعالقة مع الهيئات الدستورية واملجتمع املدني وحقوق االنسان بإعداد مشروع قانون أسا�سي يتعلق بتنظيم
األول على أنه “يضمن هذا القانون األسا�سي حرية وينص املشروع في فصله ّ
ّ األحزاب السياسية وتمويلها وعرضه على استشارة العموم.12
ّ ّ
تأسيس األحزاب السياسية في إطار دولة مدنية وديمقراطية .”...ويتبين أن مشروع القانون ،على غرار املرسوم عدد 87لسنة ،2011
أن تأسيس الحزب السيا�سي متوقف على عدم اعتراض اإلدارة عليه .فحسب الفصل 14من املشروع، قد أر�سى نظام ترخيص ،بما ّ
“إذا كان ملف تأسيس الحزب السيا�سي مطابقا ملقتضيات هذا القانون ،توجه اإلدارة إلى مؤس�سي الحزب إشعارا على عنوان البريد
أن اإلشعار بعدم االعتراض يقوم مقام الترخيص ،ومن دونه ال يمكن مما يعني ّ
اإللكتروني للحزب يفيد عدم االعتراض على تأسيسهّ .”...
ّ للحزب أن ّ
يتأسس .وإذا كان ملف تأسيس الحزب غير مطابق ملقتضيات الفصلين 6و 7من مشروع القانون ،ترفض اإلدارة تأسيسه
ّ
وذلك بمقت�ضى قرار معلل (الفصل .)15وحسب الفصل “ :6يحترم الحزب السيا�سي في نظامه األسا�سي وفي برامجه ونشاطه وتمويله
مبادئ الجمهورية وعلوية القانون والديمقراطية والتعددية والتداول السلمي على السلطة والشفافية واملساواة وحياد اإلدارة العمومية
ّ ّ ّ
“يحجر وينص الفصل 7على أنه ودور العبادة واملرافق العامة واستقالل القضاء وحقوق اإلنسان وفقا ألحكام الدستور والقانون”.
ّ
على الحزب السيا�سي أن يعتمد في نظامه األسا�سي أو في برامجه أو في نشاطه أو في بياناته الدعوة إلى العنف أو الكراهية أو التعصب أو
التمييز بجميع أشكاله أو تهديد وحدة الدولة أو نظامها الجمهوري أو الديمقراطي” .وإذا كان ملف تأسيس الحزب السيا�سي غير مطابق
ألحكام تشريعية أخرى غير أحكام الفصلين 6و 7السابق ذكرهما ،تطلب اإلدارة من مؤس�سي الحزب تصحيح إجراءات تأسيسه (الفصل
ضبط كيفية استخدامها بمقت�ضى أمر حكومي منصة إلكترونية محدثة للغرضُ ،ت َوتتم إجراءات تأسيس األحزاب السياسية عبر ّ ّ .)16
(الفصل .)9ومن ناحية أخرى ،يكون قرار رفض تأسيس الحزب السيا�سي قابال للطعن بدعوى تجاوز السلطة أمام املحكمة اإلدارية
أن هذه الوسيلة للطعن غير ّ ّ
املعلقين ّ
فعالة نظرا لطول املدة الزمنية التي يستغرقها النظر في دعاوى (الفصل .)17وقد اعتبر بعض
تجاوز السلطة من قبل املحكمة اإلدارية والتي يمكن أن تدوم سنوات .
13
يخصص ّ
لكل معامالته املالية .وإذا تجاوزت قيمة ّ وفي مجال الرقابةّ ،
يتعين أن يكون للحزب السيا�سي حساب بنكي أو بريدي وحيد
كل حزب مسك محاسبة طبق النظام العملية مبلغ خمسمائة دينارا يجب أن ّ
تتم بواسطة تحويالت أو صكوك بنكية أو بريدية .ويتولى ّ
ّ ّ
واملتعلق بتنظيم األحزاب السياسية والذي ُي َ ّ
عتبر مشطا في تقييده للحق األسا�سي في تكوين األحزاب السياسية. النص الصادر بتاريخ 24سبتمبر 2011ألغى العمل بالتشريع القديم املتمثل في القانون األسا�سي عدد 32لسنة 1988املؤرخ في 3ماي 1988 11هذا
12 12
.htm 12مسودة-مشروع-قانون-أسا�سي-يتعلق-بتنظيم-األحزاب-السياسية-وتمويلهاhttp://www.e-participation.tn/consultation/90/20-
ّ
بحجية األمر املق�ضي به تم قبول مطلب توقيف التنفيذ تصبح اإلدارة ملزمة بإصدار قرار عدم اعتراض على تأسيس الحزب .فاإلذن بتوقيف التنفيذ يحظى 13بصفة موازية لدعوى تجاوز السلطة ،يمكن للطاعن تقديم مطلب توقيف تنفيذ قرار الرفض .وإذا ّ
ّ
(ولو مؤقتا).
12
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
املحاسبي للمؤسسات .14ويصادق الوزير املكلف باملالية بمقت�ضى قرار على املعايير املحاسبية الخاصة باألحزاب السياسية .وتجدر
ّ اإلشارة إلى ّأنه قد ّ
تم نشر قرار صادر عن وزير املالية في 13فيفري ،2018يتعلق باملصادقة على معيار املحاسبة الخاص بالجمعيات
واألحزاب السياسية والوحدات ذات األهداف غير الربحية األخرى ،بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،15وذلك عمال بالنصوص
النافذة (املرسوم عدد 87لسنة 2011املتعلق باألحزاب السياسية) .وتخضع القوائم املالية للحزب السيا�سي لتدقيق سنوي يقوم
به خبير محاسب أو خبيران محاسبان .ويجب على الحزب السيا�سي نشر قوائمه املالية مرفقة بتقرير مراقب الحسابات على املنصة
اإللكترونية في أجل ال يتجاوز 30جوان من السنة املوالية للسنة املالية موضوع التقريرُ .وي َع ّد نشر القوائم املالية ّ
أهم تجديد في هذا
املجال باعتباره لم يرد في املرسوم عدد 87لسنة 2011سالف الذكر.
حد ّ
حل حد عقوبة السجن وإلى ّ ويؤول عدم احترام املقتضيات املتعلقة بتمويل األحزاب السياسية إلى تسليط عقوبات قد تصل إلى ّ
أن املشروعالخاصة بها .كما ّ
ّ الحزب .وباملقارنة مع املرسوم عدد 87لسنة ،2011يمكن أن نالحظ توسيعا في قائمة املخالفات والعقوبات
ينص على إجراء التنبيه على الحزب السيا�سي وتعليق نشاطه في صورة ارتكاب بعض املخالفات ،بل يقع اللجوء مباشرة إلى حلّلم يعد ّ
الحزب ،وذلك خالفا ملا هو منصوص عليه في الفصل 28من املرسوم عدد 87لسنة .2011
الجمعيات
ينص في فصله ّ 16إذ ّ ّ
األول على صدر املرسوم عدد 88املتعلق بالجمعيات سنة .2011وهو يضمن حرية تكوين الجمعيات بشكل مر�ضي ّ
أنه “يضمن هذا املرسوم حرية تأسيس الجمعيات واالنضمام إليها والنشاط في إطارها وإلى تدعيم دور منظمات املجتمع املدني وتطويرها
ّ
حقيقي. يكرس في فصوله 10إلى 12نظام تصريحوالحفاظ على استقالليتها” .وهو ّ
عمليا أن تكوين جمعية قد يستغرق وقتا طويال وأنه يمكن للسلطة اإلدارية في الواقع تعطيل إجراءات التكوين .فنظام يبدو ّ
ّ ّ
ملف تكوين الجمعية من ق َبل ّ
العام مؤسسيها إلى الكاتب ِ التصريح الذي وضعه املرسوم عدد 88لسنة 2011يقوم على إرسال
ّ
للحكومة 17بمقت�ضى مكتوب مضمون الوصول مع اإلعالم بالبلوغ .وإلضفاء النجاعة على نظام التصريح ،نص الفصل 11ثانيا
من املرسوم عدد 88لسنة 2011على أن عدم رجوع بطاقة اإلعالم بالبلوغ في أجل ثالثين ( )30يوما من إرسال ملف الجمعية
إلى الكاتب العام للحكومة ُي َ
عت َبر بلوغا ،وذلك تفاديا إلمكانية امتناع اإلدارة عن إرجاع بطاقة اإلعالم بالبلوغ وعرقلتها ّ
عمليا
ّ
الجمعية. إلحداث
أن الفصل 12سالف الذكر ّ
يدعم نظام التصريح ال سيما وأنه أقام تمييزا بين التكوين ومن ناحية أخرى ،تجدر اإلشارة إلى ّ
ُ
القانوني للجمعية واكتسابها للشخصية القانونية .فإذا كانت هذه األخيرة تكتسب من تاريخ نشر اإلعالن بالرائد الرسمي ،إال
أن الجمعية تعتبر ّ
“مكونة قانونا من يوم إرسال املكتوب” إلى الكاتب العام للحكومة .ويكت�سي هذا التمييز ّ
أهمية ثابتة بالنسبة
ينص على أنه “للجمعيات املكونة ً
قانونا حق التقا�ضي واالكتساب أن الفصل 13من املرسوم عدد 88لسنة ّ 2011 للجمعيات بما ّ
وامللكية والتصرف في واردها وممتلكاتها .كما يمكن للجمعية أن تقبل املساعدات والتبرعات والهبات والوصايا”.
الصعوبات ّ
الناتجة عن عدم إرجاع بطاقة اإلعالم بالبلوغ. وتسمح هذه املقتضيات القانونية ّ
نظريا بتفادي ّ
فإن املطبعة الرسمية للجمهورية التونسية ترفض نشر إعالن تكوين لكن حسب ما ّيدعيه بعض الفاعلين في املجتمع املدني ّ
ّ ّ
الجمعية .ورغم الجمعية بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية في صورة عدم االستظهار بعالمة البلوغ ضمن ملف تكوين
ّ ّ ّ ّ
للجمعية أن تقوم بأعمال عمليا ال يمكن للجمعية واكتسابها للشخصية القانونية ،يبدو أنه التمييز بين التكوين القانوني
ّ ّ
تصرف (فتح حساب بنكي ،إيداع تصريح بالوجود لدى املصالح الجبائية ،اقتناء ممتلكات ،إلخ ).إال بعد نشر إعالن تكوينها
بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية.
ّ 14إن هذه األحكام منصوص عليها من ذي قبل في الفصلين 22و 23من املرسوم عدد 87لسنة 2011املذكور أعاله.
15الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 14املؤرخ في 16فيفري ،2018ص.404-434 .
ّ
16ألغى هذا النص العمل بالتشريع القديم (وخاصة القانون عدد 154لسنة 1959املؤرخ في 7نوفمبر 1959املتعلق بالجمعيات) الذي كان يقيد حرية تكوين الجمعيات بشكل كبير وذلك بالخصوص من خالل منح وزير الداخلية صالحية االعتراض
على تكوين ّ
أي جمعية.
الجمعية ّ
التثبت من ّ
تضمنه ملختلف البيانات والوثائق املستوجبة بمقت�ضي املرسومّ ، ّ ّ
ويحرر محضرا في نظيرين يسلمهما ملمثل الجمعية (الفصل - 10ثالثا من املرسوم عدد 88لسنة .)2011 17يتولى عدل منفذ عند إرسال ملف تكوين
13
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
وجوبية إلتمام ّ
ّ ّ ّ ّ وبذلك ّ
عملية تكوين واقعيا ،إلى وثيقة الجمعية إلى الكاتب العام للحكومة، تتحول بطاقة اإلعالم ببلوغ ملف
أن املرسوم عدد 88لسنة 2011لم يشترط ذلك. الجمعية على الرغم من ّ
ّ
ّ
تم إصدار القانون عدد 52لسنة 2018املؤرخ في 29أكتوبر 2018واملتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات
ّ ّ ّ
ومن جهة أخرىّ ،
+
بالسجل الوطني املذكور (الفصل الجمعيات وشبكات الجمعيات وينص هذا القانون على واجب تسجيل في شكل قانون عادي.18
ّ
الوقتية ملراقبة ّ
دستوريته ،اعتبرت الهيئة األول والفصل .)7وتجدر اإلشارة إلى أنه قبل صدور هذا القانون وعلى إثر الطعن في ّ
ّ دستورية مشاريع القوانين في 4ديسمبر ّ 2018
أن مشروع القانون املتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات ،خالفا ملا ّادعاه النواب
ّ ّ الذين ّ
الجمعيات وال يشترط فيه بالتالي أن يكون في شكل قانون أسا�سي .كما رأت الهيئة تقدموا بالطعن ،ال يتعلق بتنظيم
ّ السجل الوطني املذكور ببطاقة اإلعالم بالبلوغ للمكتوب ّ
ّ ّ ّ ّ
العام املوجه إلى الكاتب جمعية في أن اشتراط إرفاق ملف تسجيل
الجمعية ُي َع ّد مطابقا للدستور .19وقد انتقد بعض املختصين في القانون هذا املوقف استنادا إلى
ّ للحكومة بخصوص تكوين
الجمعية ،وأنّ
ّ ّ
أن املرسوم عدد 88لسنة 2011لم يجعل من بطاقة اإلعالم بالبلوغ وثيقة وجوبية (الفصل 11-ثانيا) لتكوين ّ
جمعية بالسجل الوطني للمؤسسات ُيعتبر بمثابة إضافة شرط ّ وجوبية إلتمام إجراءات تسجيل ّ اشتراط اإلدالء بها كوثيقة
ّ ّ ّ جديد ّ
ن ن
يمس من ممارسة حرية الجمعيات التي يتعين أن تكو منظمة بقانو أسا�سي وفق ما نص عليه الفصل 65من الدستور.
نصا ليبراليا للغاية ،معتبرين ّ ّ
املعلقين الذين رأوا فيه ّ النص الجاري به العمل هو ّّ لكن يبدو ّ
أن املشرع محل انتقاد من قبل بعض أن
ّ ّ
التون�سي قد انتقل من النقيض إلى النقيض .فحسب هذه االنتقادات ،ال يمكن املرسوم من تسليط رقابة ناجعة على تدفق األموال
ّ
الجمعيات في السجل الوطني متطرفةّ .
ولعل إدراج ّ جمعيات تمارس أنشطة ّ موجه لتمويل املتأتية من الخارج والتي ُيذكر ّ
أن جزءا منها ّ
وخاصة منها تلك املتأتية من الخارج على ّ
ّ ّ ّ
حد رأي مساندي للمؤسسات ،سالف الذكر ،يرمي إلى تسليط رقابة أنجع على تدفق األموال
ّ ّ
االتجاهّ ،
واملتمم تضمن القانون األسا�سي عدد 9لسنة 2019املؤرخ في 23جانفي ،2019املنقح هذا الخيار التشريعي .20وفي نفس
للقانون األسا�سي عدد 26لسنة 2015املؤرخ في 7أوت 2015واملتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال 21في الفصل ( 99جديد)
منه ،وهو فصل يذكر الجمعيات بشكل صريح ،أحكاما تسمح بتعزيز الرقابة على تمويل الجمعيات.
املشرع بإدراج أحكام قانونية ّ
ّ ّ
تمس وما يمكن مالحظته هو أنه بالرغم من عدم تعديل املرسوم عدد 88لسنة 2011بصفة مباشرة ،قام
ّ
من حرية تكوين الجمعيات عبر قوانين أخرى موضوعها ال يتعلق باألساس بالحق في تكوين الجمعيات .وقد جاء مشروع القانون األسا�سي
حق السلطة اإلداريةً ، نص في فصله 11على ّ ّ
التوجه .حيث ّ ّ ّ
بناء على تقرير من عدد 2018/91املتعلق بتنظيم حالة الطوارئ مؤكدا لهذا
وزير الداخلية وبعد سماع املمثل القانوني للجمعية ،أن ّ
تقرر تعليق نشاط هذه األخيرة إذا ثبتت مشاركتها أثناء حالة الطوارئ في أعمال
ّ
يشكل سنداً ْ ّ ّ ّ
مخلة باألمن والنظام العام أو مثل نشاطها “عرقلة لعمل السلط العمومية” .وإذا كان اإلخالل باألمن والنظام العامين
فإن االستناد على “عرقلة عمل السلط العمومية” قد يفسح املجال أمام السلطة التنفيذية تقليديا لصالحيات سلطة الضبط اإلداريّ ،
ً
للحد من حرية تكوين الجمعيات وهو ما قد يجعل بالتالي مكتسبات املرسوم عدد 88لسنة 2011تفقد ّ
أهميتها. ّ
18الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 89املؤرخ في 6نوفمبر ،2018ص 4644 .وما يليها.
19قرار الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين عدد 04/2018مؤرخ في 4سبتمبر ،2018الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 73-74املؤرخ في 11-14سبتمبر .2018
املمتدة من 17إلى 28سبتمبر ،2018اعتبر املقرر الخاص لألمم املتحدة املعني بالحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعياتّ ،أن “إدراج الجمعيات في هذا القانون الجديد أمر مؤسف ،ألن تطبيق مثل هذا النظام من شأنه
ّ 20في أعقاب زيارته إلى تونس خالل الفترة
ّ
املشددة التي يفرضها هذا ّ
لعملية التسجيل .وعالوة على ذلك ،فإن العقوبات جراء فرض نظام جديد مثقل للغاية ،خاصة بالنسبة للجمعيات الصغرى التي لن تكون قادرة على تلبية املتطلبات املالية واملادية أن يخلق بيئة غير مالئمة للحياة الجمعياتية في تونس ّ
ّ
النظام الجديد في حالة عدم التسجيل ،نتيجة سهو أو إهمال ،تبدو غير متناسبة إذا ما أخذنا بعين االعتبار الصبغة اإلنسانية وغير الربحية للجمعيات” .متوفر باللغة الفرنسية عبر الرابط التالي:
(.)https://www.ohchr.org/FR/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=23653&LangID=F
21الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 9املؤرخ في 29جانفي ،2019ص 235 .وما يليها.
14
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
ين
السلمي� (الفصل 37من الدستور) .2.1.Iحرية االجتماع والتظاهر
ّ
هذه الحرية منظمة حاليا بمقت�ضى القانون عدد 4لسنة 1969املؤرخ في 24جانفي 1969واملتعلق باالجتماعات العامة واملواكب
ّ
واالستعراضات واملظاهرات والتجمهر .يمكن اعتبار بعض أحكام هذا القانون مخالفة للدستور ،بالخصوص تلك املتعلقة بوجوب
يعرف بصفة واضحة ما املقصود بـ “االجتماع عام .فالقانون لم ّبكل اجتماع ّ ّ
املختصة (الوالية أو املعتمدية) مسبقا ّ إعالم السلطات
ّ ّ
العام” واكتفى فقط بالتنصيص على منع إقامة هذه “االجتماعات العامة” في الطريق العام ،مما قد يؤول إلى التوسع املفرط واملشط في
تطبيق شرط التصريح املسبق وجعله يشمل ّ
كل اجتماع تصفه السلطة التنفيذية (وزارة الداخلية) باالجتماع العام.25
ّ
املضمنة بالقانون حد 31مارس 2019لم يقع تقديم ّ
أي مشروع أو مقترح قانون ملجلس نواب الشعب إللغاء أو لتنقيح األحكام إلى ّ
املذكور أعاله والتي تبدو مخالفة للدستور .ويمكن أن يكون هذا العزوف عن إعادة النظر في التشريع الجاري به العمل اجعا إلى ّ
حد ر
22الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 80املؤرخ في 5أكتوبر ،2018ص.3403 .
http://kapitalis.com/tunisie/2019/02/27/la-justice-tunisienne-se-range-du-cote-du-pluralisme-syndical/ 23
ّ
والحق في الخصم من الرواتب وحق النقابيين في ّ
التفرغ. العامة التونسية للشغل بالخصوص من ّ
الحق في التفاوض تم بمقتضاه حرمان الكونفدرالية ّ 24عود تاريخ ّأول ّ
قضية إلى 26جوان 2015وهو تاريخ صدور حكم عن املحكمة اإلدارية يق�ضي بإلغاء القرار الذي ّ
25بخصوص هذا املوضوع راجع رأي مكتب املؤسسات الديمقراطية وحقوق االنسان ( )BIDDHالتابع ملنظمة األمن والتعاون في أوروبا.http://www.osce.org/odihr/99829?download=true :
15
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
كبير إلى التحديات األمنية املميزة للوضع الراهن .26لكن تجدر اإلشارة إلى أن وزارة الداخلية قد ّ
توجهت ملكتب املؤسسات الديمقراطية
ّ
وحقوق اإلنسان التابع ملنظمة األمن والتعاون في أوروبا بطلب استشارة حول مشروع قانون يتعلق بالحق في التجمعات السلمية.27
السلمي وتكوين الجمعيات في مالحظاته ّ
األولية عقب زيارته لتونس في التجمع ّ
ّ ّ
الخاص لألمم املتحدة املعني بالحق في وقد ذكر ّ
املقرر
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
املمتدة من 17إلى 28سبتمبر ،2018أنه تلقى “مشروع قانون أسا�سي يتعلق بالتظاهر السلمي ،وهو نص ال يزال قيد اإلعداد على الفترة
ن ّ ى
مستو وزارة الداخلية” .ولم يتم نشر مشروع القانو املذكور.
وعالوة على ذلكّ ،تمت إحالة مشروع القانون عدد 25/2015املتعلق بزجر االعتداء على القوات املسلحة 28إلى مجلس نواب الشعب.
وحسب أي معارضيه ،هذا املشروع من شأنه أن يزيد في ّ
الحد من حرية االجتماع والتظاهر السلمي. ر
ّ
النص على عقوبات صارمة ضد األشخاص املعتدين على أماكن تابعة للقوات ينص الفصل 14من هذا فإذا كان من املشروع أن ّ
املسلحة بغرض تسهيل فرار سجين أو موقوف ،إال أنه من املمكن أن يقع استعمال هذا الفصل ،على مستوى املمارسة ،لتجريم أي ّ
تجمع
ّ ّ
خاصة وأنه قد يصعب تحديد دافع املتظاهرين. أو تظاهر سلمي،
أن عون القوات املسلحة الذي يتسبب في إصابة أو وفاة الشخص املرتكب وفي نفس السياق ،جاء بالفصل 18من املشروع املذكور ّ
املجرمة بمقت�ضى الفصول 13و 14و 16عند منعه من ارتكابها ،ال يتحمل أية مسؤولية جزائية إذا كان تدخله ضروريا ّ لالعتداءات
ن ى
ومتناسبا مع االعتداء .وللوهلة األولى قد تبدو هذه املقتضيات منطقية ،لكن على املستو العملي قد يكو األمر مختلفا .ففي حال
تتبعات عدلية قد يجد القا�ضي صعوبة في تقدير الصبغة الضرورية واملتناسبة للتدخل األمني .فعادة ما يكون واقع االشتباكات حصول ّ
خاصة وأن الصبغة التقنية للمسألة ستجعل ّ مع القوات املسلحة معقدا بشكل يجعل إعادة استحضار الوقائع أمرا صعبا للغاية،
القا�ضي يستند إلى آراء الخبراء (الذين غالبا ما يكونون من األوساط األمنية).
ّ
النص تنسحب على قرين عون القوات ويبدو ّ
أن الفصل 15من مشروع القانون هو الذي يطرح إشكاالت أكثر ،إذ يجعل من أحكام هذا
املسلحة وعلى أصوله وفروعه ّ
وكل شخص في كفالته.29
ّ
وتجدر اإلشارة إلى مشروع األمر الحكومي املتعلق بضبط مدونة سلوك قوات األمن الداخلي التابعين لوزارة الداخلية ،الذي تم
عرضه على استشارة العموم في الفترة املتراوحة ما بين 25نوفمبر و 24ديسمبر ،302016والذي ّ
ينص على سيادة القانون وعلوية
ينص على إحداث هيئة األخالقيات ّ
العامة والفردية وكرامة الذات البشرية .كما ّ الحق في الحياة واحترام الحقوق والحريات
األمنية التي ستسهر على ضمان حسن تطبيق مدونة السلوك وتفعيل أحكامها على مستوى املمارسة األمنية .ويعتبر هذا
نصا قانونيا .وعلى الرغم من ضبطه بمقت�ضى أمر، الجيدة أكثر منه ّ
مدونة للممارسات ّاملشروع بمثابة املدونة األخالقية أو ّ
ّ
املحاجة به أمام مما قد يؤثر على إمكانية نسبيا من حيث مضمونه القانوني ّ
وقوته اإللزامية ّ ّ عتبر مشروع ّ
املدونة ضعيفا ُي َ
القضاء في حالة نشوب نزاع.
ومن ناحية أخرى ،يسمح مشروع القانون األسا�سي عدد 91/2018املتعلق بتنظيم حالة الطوارئ للسلطة اإلدارية بوضع قيود ّ
هامة على
السلمي ْين .فوفق ما جاء في فصله الخامسُ ،يمكن للوالي خالل سريان حالة الطوارئ منع أو تعليق االجتماعات
ّ حرية االجتماع والتظاهر
ّ
أو التجمعات أو املواكب أو االستعراضات أو املظاهرات التي من شأنها ،حسب تقديره ،أن تشكل خطرا على األمن أو النظام العام .وال
يكون الوالي مطالبا عند اتخاذه لهذا القرار سوى بإعالم وزير الداخلية ووكيل الجمهورية املختص تر ّ
ابيا.
ّ
توفر حماية كافية لقوات الشرطة .ويبدو ّأن هذا ّ ّ ّ
االدعاء 26تجدر اإلشارة إلى أنه من املفارقات أن نقابات قوات األمن ال تتوقف عن نقد هذا القانون واملطالبة بإلغائه .فحسب هذه النقابات ،أحكام القانون املتعلقة باستعمال األسلحة لتفريق التجمهر واملظاهرات ال
خاصة في إطار الظروف الالحقة لسنة .2011مرده هو التخوف من استسهال تحميل أعوان األمن مسؤولية شخصية في ذلكّ ، وربما يكون موقف النقابات املذكورة ّ ال أساس له باعتبار ّأن القانون جاء واضحا بشأن شروط استعمال السالحّ .
27حسب الرأي الصادر في 14ماي http://www.osce.org/odihr/103649?download=true :2013
http://www.anc.tn/site/servlet/Fichier?code_obj=89344&code_exp=1&langue=1 28
ّ مجددا حول هذا املشروع الذي ّ عملية اعتداء على عون من أعوان قوات األمن يعود النقاش ّ كل ّ 29وعقب ّ
تم تقديمه منذ سنة .2015فعلى إثر ارتكاب جريمة قتل يوم 1نوفمبر 2017أودت بحياة عون من الشرطة ،أكد بعض النواب على ضرورة منح األولوية
َّ ّ
املخصصة للنواب ولقادة األحزاب السياسية املمثلة في مجلس القصوى ملناقشة هذا املشروع .وطالب رئيس الجمهورية من جانبه بإسراع النظر في املشروع .وتأتي هذه التصريحات كردة فعل على التهديد الصادر عن بعض النقابات األمنية برفع الحماية األمنية
العملية االنتحارية التي حصلت يوم 29أكتوبر 2018في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة ،حيث دعى رئيس مجلس نواب الشعب أعضاء املجلس إلى النظر في املشروع املذكور حتى ّ
تتم املصادقة عليه في ّ نواب الشعب .وقد عاد الحديث حول هذا املشروع على إثر
تؤدي إلى تغليب اإلﻋﺘﺒﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ضد أعوان قوات األمن ،قد ّاملوجهة ّ
نص قانون تحت تأثير املشاعر املشروعة التي يمكن أن تثيرها االعتداءات ّ متسرع على ّ
ّ أسرع اآلجال .بيد ّأن املصادقة بشكل
http://www.legislation.tn/sites/default/files/files/textes_soumis_avis/texte/decret-gov-code-conduite-fsi-ar.pdf 30
16
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
خول التعديل املدرج سنة 2017للعسكريين وألعوان قوات األمن الداخلي التصويت في االنتخابات البلدية والجهوية .33كذلك كما ّ
ّأدى تعديل القانون إلى دعم مبدأ التناصف بين الرجال والنساء الذي لم يعد يقتصر على التناصف العمودي( 34أي عدد متساو من
املترشحين واملترشحات مع احترام قاعدة التناوب في ترتيبهم داخل نفس القائمة املترشحة) .فبالنسبة لالنتخابات البلدية والجهوية،
سيكون على األحزاب السياسية واالئتالفات االنتخابية التي ستقدم قائمات مترشحة في أكثر من دائرة انتخابية تعيين عدد متساو من
يعبر عنه بالتناصف األفقي) .35وفي حال عدم احترام هذه القاعدة وعدم التصحيح في األجل النساء والرجال على رأس قائماتها (ما ّ
َ القانوني الذي ّ
تحدده الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات ُيرفض ترشح القائمة.36
تشجع على مشاركة الشباب واألشخاص ذوي اإلعاقة الجسدية الحاملين لبطاقة إعاقة .حيث ّ
يتعين على كما تم إدراج أحكام جديدة ّ
َ ّ
تضم من بين الثالثة األوائل مترشحا ال يزيد سنه عن 35سنة 37وإال ُيرفض ترشحها ،وأن ّالقائمة املترشحة أن ّ
تضم من بين العشرة
ُ ّ
األوائل مترشحا ذا إعاقة وإال ت َ
حرم من التمويل العمومي.38
وعلى الرغم من تنقيحه ،ترك هذا القانون جانبا العديد من املسائل القانونية االنتخابية األساسية .حيث ّ
تم اإلبقاء على الخيار التشريعي
ّ ّ
لسنة 2014واملتمثل في منح الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات أق�صى ما يمكن من املرونة بالنظر إلى ضغط الوقت الذي كان مسلطا
عليها آنذاك بحكم اآلجال الدستورية.39
ّ َ َ وقد ّ
مشروع ْي قانون ْين يتعلقان على التوالي بتنقيح القانون االنتخابي أعدت الحكومة وأحالت على مجلس نواب الشعب في سبتمبر 2018
االنتخابية وتحديد عدد مقاعدها (املشروع عدد .)64/2018ويهدف مشروع ّ (املشروع عدد )63/2018وبضبط مقاييس تقسيم الدوائر
القانون عدد 63/2018إلى تنقيح الفصل 110من القانون االنتخابي الجاري به العمل (القانون األسا�سي عدد 16لسنة 2014املؤرخ
ّ
املتحصلة على ما ّ
املخصصة للدائرة االنتخابية فقط إلى القائمات املترشحة في 26ماي .)2014وحسب هذا املشروعّ ،
يتم اسناد املقاعد
ّ
ال يقل عن ٪ 5من األصوات املصرح بها على مستوى الدائرة االنتخابية .علما وأنه ،خالفا لالنتخابات البلدية والجهوية التي تم في شأنها
ويتضمن مشروع القانون ّ اعتماد عتبة ،٪ 3لم يضع القانون االنتخابي الجاري به العمل عتبة مماثلة بالنسبة لالنتخابات التشريعية.
ّ
املذكور من ناحية أخرى تنقيحا للفصل 78من القانون االنتخابي بغاية الترفيع في النسبة الدنيا لألصوات املصرح بها على مستوى
الدائرة االنتخابية واملستوجبة السترجاع مصاريف الحملة االنتخابية للقائمة املترشحة في االنتخابات التشريعية ،من ٪ 3إلى .٪ 5
تجنب التمثيل الصوري ()la représent ation-figurationوتم تقديم مشروع القانون عدد 63/2018على أنه يهدف إلى ترشيد التصويت من خالل ّ ّ
الذي لئن كان يتناسب مع بداية الفترة االنتقالية فقد يصبح بعد ذلك عنصرا من عناصر عدم النجاعة وعدم االستقرار السيا�سي.
حق منصوص عليه صلب املادة 25من العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية كما وقع تفسيرها ضمن التعليق العام عدد ( 25الفقرة )7للجنة املعنية بحقوق العامة .وهو ّ
كل هذه الحقوق ضمن الحق في املشاركة في الشؤون ّ 31في القانون الدولي تندرج ّ
اإلنسان ،واإلعالن العالمي حول الديمقراطية ،وامليثاق االفريقي حول الديمقراطية واالنتخابات والحكم ّ
املؤرخ في 30جانفي .2007
32الرائد الرسمي عدد 14املؤرخ في 17فيفري ،2017ص 731 .وما يليها.
حقهم في التصويت على مستوى الجلسة العامة ملجلس نواب الشعب. تم الحسم في ّاتجاه تكريس ّ حق العسكريين وأعوان قوات األمن الداخلي في التصويت سببا في تعطيل املصادقة على القانون ّ
ملدة تجاوزت الستة أشهر .وقد ّ 33كان ّ
34الفقرة األولى من الفصل 49تاسعا.
35الفقرة الثالثة من الفصل 49تاسعا.
36الفقرة الرابعة من الفصل 49تاسعا.
37الفقرة األولى من الفصل 49عاشرا.
38الفصل 49حادي عاشر.
ّ
39بخصوص هذا املوضوع ،راجع تقرير املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية حول اإلطار القانوني املنظم لالنتخابات بتونس في “ :2017تعليق على القانون األسا�سي عدد 16لسنة 2014املؤرخ في 26ماي 2014املتعلق باالنتخابات واالستفتاء ومختلف
تم تنقيحه وإتمامه بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 7لسنة 2017املؤرخ في 14فيفري ”2017النصوص التطبيقية كما ّ
http://democracy-reporting.org/wp-content/uploads/2018/01/DRI-TN-Le-cadre-juridique-des-%C3%A9lections-en-Tunisie-en-2017_ar.pdf
17
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
ّ ّ َ َ
مشروع ْي القانون ْين صلب اللجنة وهما جاهزان للنقاش في الجلسة العامة ملجلس نواب الشعب .إال أنه ليس من وقد ّ
تم النظر في
َّ ّ
للتوترات التي قد ّ
تنجر عنهما ،حيث أعربت بعض األحزاب املمثلة في مجلس نواب املستبعد أن يقع سحبهما من ِق َبل الحكومة نظرا
العامة للتصويت ،خاصة وأنهما جاءا خالل السنة ْ
املشروعين على الجلسة ّ تم عرضالشعب عن اعتزامها مقاطعة أشغال املجلس إذا ما ّ
السابقة لتنظيم االنتخابات.
سيتم إجراء االنتخابات التشريعية في 6أكتوبر 2019ّ وفقا للروزنامة التي ضبطها مجلس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات، إذ ً
واالنتخابات الرئاسية في 17نوفمبر .2019وقد كان من املقرر في البداية إجراء االنتخابات الرئاسية يوم 10نوفمبر . 412019لكن نظرا
لتزامن هذا التاريخ مع االحتفال باملولد النبوي الشريف ،طلبت بعض مكونات املجتمع املدني القيرواني وبعض األحزاب السياسية من
الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات إعادة النظر فيه .وقد انتهت الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات إلى االستجابة لهذا الطلب في اجتماع
مجلسها املنعقد يوم 29مارس .422019
ّ إضافة إلى االختيار ّ
الحر ملمثلين عن طريق االنتخابات ،تتطلب املشاركة في الشؤون العامة إرساء آليات دائمة لتجسيد الديمقراطية
ُ
التشاركية ،حتى ت َتاح للمواطنين إمكانية التفاعل مع السلطات أثناء عملية وضع القواعد القانونية.
وفي هذا اإلطار ،جاء منشور رئيس الحكومة عدد 31املؤرخ في 30أكتوبر 2014املوجه إلى وزراء وكتاب الدولة لتشريك املواطنين في
عملية وضع القواعد القانونية ،وذلك عمال بمبادئ الحوكمة الرشيدة .43طبقا ملقتضيات هذا املنشور ،أحدثت خدمة قانونية تابعة
أن املنشور لم ُيخضع ّ
آليا ّ ّ
إال ّ
كل لرئاسة الحكومة تحت تسمية “خدمة مشاريع النصوص القانونية املعروضة على استشارة العموم”،
44
مشاريع القوانين إلى عملية االستشارة ،تاركا بذلك املجال مفتوحا الختيار النصوص التي سيقع عرضها على العموم .
ّ
وقد جاء منشور رئيس الحكومة عدد 8املؤرخ في 17مارس 2017واملتعلق بقواعد إعداد مشاريع النصوص القانونية وإجراءات عرضها
ّ
واستكمال تهيئتها مؤكدا للبعد التشاركي في إعداد القوانين واألوامر الترتيبية واملراسيم والقرارات الوزارية ال سيما في املجاالت املتعلقة
باالقتصاد وبالتجارة وبالحريات وبحقوق االنسان.45
40على غرار والية بن عروس ( 677.775ساكن) ووالية سوسة ( 715.744ساكن) .املصدر :املعهد الوطني لإلحصاء ،تقديرات السكان في 1جويلية .2017
41راجع قرار الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات عدد 5لسنة 2019املؤرخ في 14مارس 2019واملنشور في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 25املؤرخ في 26مارس ،2019ص.933 .
42راجع مداوالت مجلس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املنعقد بتاريخ 29مارس ،2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 28املؤرخ في 5أفريل ،2019ص.1026 .
ّ ّ
راجع أيضا قرار الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات عدد 10لسنة 2019املؤرخ في 3أفريل 2019املتعلق بتنقيح القرار عدد 5لسنة 2019املؤرخ في 14مارس 2019املتعلق بروزنامة االنتخابات التشريعية والرئاسية لسنة ،2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية
عدد 29املؤرخ في 9أفريل ،2019ص 1071 .وما يليها.
.http://www.legislation.tn/sites/default/files/14-31.pdf 43
44يمكن االطالع على هذه النصوص في املوقع التالي.http://www.legislation.tn/projets-textes-soumis-avis :
45انظر الصفحة 9من املنشور املتوفر على الرابط التاليhttp://www.legislation.tn/sites/default/files/17-08.pdf :
18
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
ّ
كما تم بتاريخ 29مارس 2018إصدار أمر حكومي يتعلق بتنظيم االستشارات العمومية .46وينسحب هذا األمر الحكومي على اإلدارات
تم تعريف االستشارة العمومية في الفصل املركزية للدولة ومصالحها الخارجية ،والجماعات املحلية واملؤسسات واملنشآت العمومية .وقد ّ
3من األمر على ّأنها “مسار تفاعلي يمكن األطراف املعنية من تقديم مقترحاتها ومالحظاتها حول سياسة عمومية في مرحلة اإلعداد من قبل
“كل شخص طبيعي أو معنوي موسع ،بما ّأنها تشمل ّ
العمومية فقد وقع تحديدها بشكل ّ
ّ ّ
املعنية باالستشارة هيكل عموم”ّ .أما األطراف
معني باملشاركة في االستشارة العمومية بما في ذلك الخبراء والجامعيين واملختصين ومنظمات املجتمع املدني واملؤسسات االقتصادية
العمومية” ،على معنى األمر ،بالخصوص إلى مشاريع النصوص التشريعيةّ والهياكل العمومية”(الفصل .)3ويحيل مفهوم “السياسات
ّ ّ
ن
والترتيبية .وعلى اإلدارات العمومية املذكورة أعاله تنظيم استشارات عمومية كلما كانت السياسة العمومية “من شأنها أن يكو لها تأثير
مباشر على املصالح الحيوية لألطراف املعنية ،ما لم تمس االستشارة من متطلبات الحفاظ على األمن العام والدفاع الوطني والعالقات
ّ الخارجية للدولة التونسية”(الفصل .)4بيد ّ
أن هذه املتطلبات وكذلك مفهوم “املصالح الحيوية” من شأنها منح اإلدارة سلطة تقديرية
في تحديد مدى ضرورة تنظيم االستشارة العمومية من عدمها.
تهم العموم ،أو ّ
موجهة ،إذا ما كانت العمومية ّإما مفتوحة ،وذلك عندما تكون السياسة العامة موضوع االستشارة ّ ّ وتكون االستشارات
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
تلك السياسة العامة تهم فئة محددة من األشخاص .وبالنسبة لكل استشارة عمومية ،يتولى رئيس الهيكل املعني باألمر تعيين منسق
مدة االستشارة بـ 20يوما ،وهي قد ُت َ ّ
يتعلق بمشاريع القوانين واألوامر الحكوميةُ ،ح ّد َدت ّ ّ
عتبر يقوم بإعداد “مخطط االستشارة” .وفيما
معقدا أو لتوسيع قاعدة األطراف املدة تبقى قابلة للتمديد في صورة ما إذا كان موضوع االستشارة ّ لكن هذه ّمدة مقتضبة للغايةّ . ّ
املشاركة في االستشارة (الفصل .)12
األول من مجلة الجماعات املحلية الصادرة بتاريخ 9ماي 2018 تضمن القسم الخامس من الباب األول من الكتاب ّ وفي نفس االتجاهّ ،
(القانون عدد 29لسنة ،2018الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 39املؤرخ في 15ماي ، )2018أحكاما ّ
خاصة بـ “الديمقراطية
ّ التشاركية والحوكمة املفتوحة” .وقد ّ
نص الفصل 29من املجلة على أن يضمن مجلس الجماعة املحلية للمتساكنين وللمجتمع املدني
ّ
مشاركة فعلية في إعداد برامج التنمية ومتابعة تنفيذها وتقييمها .ومن جهة أخرى ،وحسب ما جاء بالفصل 30من ذات املجلة ،تتولى
ّ ضمن فيه ّ ّ
سجلين أحدهما ُت ّ
املعنية بالشؤون املحلية بناء على طلب منها ،واآلخر مكونات املجتمع املدني الجماعة املحلية املعنية مسك
ّ ّ
47
يتعلق بآراء وتساؤالت املتساكنين ومكونات املجتمع املدني واإلجابات عنها .كما سمح الفصالن 31و 33من مجلة الجماعات املحلية بأن
ّ ّ
محلي تكون نتائجه ملزمة لها إذا ما لم ّ ّ
املسجلين. تقل نسبة املشاركة عن ثلث الناخبين تقرر تنظيم استفتاء
ّ
املتمثل في إلز ّ ّ
امية نتائج االستفتاء من شأنه أن يثير مسألة دستورية وهي مسألة األساس الدستوري لالستفتاء الحل هذا
ّ ّ
املحلي .وفي هذا اإلطار يمكن “تقديم” قراءتين .فحسب القراءة األولى ،ال يتضمن الدستور أحكاما صريحة تسمح بتنظيم
ينص على ّ
أن الفصل 3من الدستور ّ ّ
املؤكد ّ ّ َ ُ
أن استفتاءات ذات صبغة وجوبية ت ِلزم املجالس املنتخبة على املستوى املحلي .ومن
ّ
إال ّ
أن سيادة الشعب الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات يمارسها بواسطة “ممثليه املنتخبين أو عبر االستفتاء”.
ُ
تمارس بطريقة غير قابلة للتجزئة في حين أن االستفتاء املحلي ال يهم إال جزءا من الشعب (متساكنو أو ناخبو الجماعة املحلية)
يعبر بمفرده عن سيادة الشعب برمته .كما توجد أحكام أخرى بالدستور تنظم بالتفصيل طريقة ومن البديهي أن هذا الجزء ال ّ
ممارسة السيادة .وقد نص الدستور على امكانية اللجوء الى االستفتاء في حاالت معينة ،48وال يمكن اعتماده في غير الحاالت
املذكورة صراحة بالدستور .وفيما يتعلق بالحكم املحلي فان الفصل 133من الدستور ّ
ينص في فقرته األولى على أن “تدير
ّ ّ ّ ّ ّ
املعنية في اتخاذ القرارات املتعلقة مما يترتب عنه اختصاص حصري للجماعة املحلية الجماعات املحلية مجالس منتخبة”،
بالشؤون املحلية.
أما حسب القراءة الثانية ّ
فإن االستفتاء املحلي الذي تكون نتائجه ملزمة يجد أساسه مباشرة في الفصل 3من الدستور الذي
ينص على املبدأ العام ويترك املجال مفتوحا للمشرع للتنصيص على آلية االستفتاء املحلي دون الحاجة بالضرورة الى احكام
معينة بالباب املخصص للسلطة املحلية.
46الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 28املؤرخ في 6أفريل ،2018ص 980 .وما يليها.
47يمكن تنظيم االستفتاء بمبادرة من رئيس الجماعة املحلية أو من ثلث أعضاء املجلس أو بمبادرة من عشر الناخبين املحليين بالجماعة املحلية.
48كما هو الشأن بالنسبة للفصل 82الذي يتيح لرئيس الجمهورية أن يعرض استثنائيا ،على االستفتاء مشاريع القوانين املصادق عليها من قبل مجلس نواب الشعب املتعلقة باملوافقة على املعاهدات الدولية أو بالحريات وحقوق اإلنسان أو باألحوال الشخصية.
أما الحالة الثانية فهي الفصل 144الفقرة 3الذي يسمح لرئيس الجمهورية ،بعد املوافقة على التعديل الدستوري بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس نواب الشعب بعرض هذا التعديل على االستفتاء.
19
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
وأخيرا ،ولئن أشار الفصل 139من الدستور إلى “آليات الديمقراطية التشاركية ومبادئ الحوكمة املفتوحة لضمان إسهام
ّ
يتعلق باالستفتاء ،باعتبار ّ أوسع للمواطنين واملجتمع املدني في إعداد برامج التنمية والتهيئة الترابية (ّ ،”)...
أن هذا فإن األمر ال
ّ
األخير ال يشكل آلية من آليات الديمقراطية التشاركية وإنما هو من إجراءات الديمقراطية شبه املباشرة.49
ومن ناحية أخرى ،يمكن أن نالحظ شيئا من الشطط في اللجوء إلى القضاء اإلداري في مجال الديمقراطية التشاركية (وكذلك األمر في
ُ ّ
كامل املجلة) .فحسب مقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل 30من املجلة ،تضبط شروط وإجراءات تطبيق هذا الفصل بأمر حكومي
أن املحكمة ستشارك في إصدار األمر املذكور .وهو ما ال نرى موجبا مما يعني ّ
يصدر بناء على الرأي املطابق للمحكمة اإلدارية العلياّ .
نصت الفقرة الثانية من الفصل 32 أن األمر الحكومي املعني سيكون قابال للطعن بدعوى تجاوز السلطة .وباإلضافة إلى ذلكّ ، له طاملا ّ
إن التدخلمن نفس املجلة على إمكانية اعتراض الوالي على تنظيم الجماعة املحلية لعملية االستفتاء أمام املحكمة اإلدارية االبتدائيةّ .
ّ املفرط للهيئات القضائية في ّ
فض الخالفات التي قد تنشب بين الهيئات السياسية واإلدارية ليس من شأنه إال أن يزيد من مخاطر
تسييس القضاء وأن ّ
يقوض بالتالي استقالليته.
ف
.4.1.Iالحق ي� محاكمة عادلة (الفصول 29 ،28 ،27و 108من الدستور)
ّ ّ
تحتوي النصوص التشريعية النافذة حاليا والسابقة لصدور الدستور على بعض العناصر املتعلقة بالحق في محاكمة عادلة .وتتمثل
ّ
أهم النصوص القانونية في هذا املجال في:
تم إصدارها بمقت�ضى القانون عدد 130لسنة 1959بتاريخ 5أكتوبر .1959 nمجلة املرافعات املدنية والتجارية التي ّ
تم إصدارها بمقت�ضى القانون عدد 23لسنة 1968بتاريخ 24جويلية .1968 nمجلة اإلجراءات الجزائية التي ّ
ّ
nالقانون عدد 52لسنة 2002املؤرخ في 3جوان 2002واملتعلق بمنح اإلعانة العدلية.
ّ
nالقانون عدد 40لسنة 1972املؤرخ في غرة جوان 1972واملتعلق باملحكمة اإلدارية.
ّ
nالقانون عدد 3لسنة 2011املؤرخ في 3جانفي 2011واملتعلق باإلعانة القضائية لدى املحكمة اإلدارية.
ّ
nالقانون عدد 8لسنة 1968املؤرخ في 8مارس 1968واملتعلق بتنظيم دائرة املحاسبات.
ّ
العسكرية الصادرة بمقت�ضى األمر العلي املؤرخ في 10جانفي .1957 nمجلة املرافعات والعقوبات
تكرس ّ
نسبيا قرينة البراءة ومبدأ املواجهة وحقوق الدفاع والتقا�ضي تضمن هذه النصوص التشريعية عموما الحق في محاكمة عادلة .فهي ّ
على درجتين إضافة إلى التنصيص على آليات للمساعدة القضائية بالنسبة لشتى أنواع املحاكمات لفائدة األشخاص املحتاجين ملساعدة.
كما ّ
يكرس القانون الجزائي التون�سي مبدأ عدم رجعية القوانين الجزائية مع استثناء حالة العقوبة األخف.
ّ
فإنه يبدو من الضروري إدخال بعض التحسينات على اإلطار القانوني النافذ حاليا لجعله يتطابق مع أحكام الدستور.50 ومع ذلك،
ّ
ملجلة اإلجراءات الجزائية (القانون عدد 5لسنة 2016الصادر في 16فيفري ّ ،)2016 وقد صادق البرملان على قانون منقح ّ
تم ومتمم
ّ ّ خاصة على الفصل ّ 13 ّ
مكرر من املجلة املذكورة الذي ينظم إجراء االحتفاظ باألشخاص املشتبه فيهم. من خالله إدخال تعديالت
ّ ّ ّ ّ
ويمثل هذا التنقيح تطبيقا هاما للدستور وتحديدا للفصل 29منه .فمن ناحية أولى أصبح يتعين الترخيص كتابيا في االحتفاظ من
51
قبل وكيل الجمهورية .وهذا الترخيص الكتابي املسبق لم يكن منصوصا عليه صراحة في الصيغة القديمة للفصل ّ 13
مكرر .ومن ناحية
مكرر (قديم) .وحسب الفصل ّ 13
مكرر محددة بثالث أيام في الفصل ّ 13 مدة االحتفاظ إلى 48ساعة بعد أن كانت ّ تم التقليص في ّ
ثانية ّ
(جديد) يمكن التمديد في الفترة األولى للتحفظ بـ 24ساعة في حالة الجنحة وبـ 48ساعة في حالة الجناية ،في حين كان الفصل ّ 13
مكرر
49مفاهيم الديمقراطية املباشرة وشبه املباشرة هي محل نقاش فقهي ،حيث يرى بعض الفقهاء ان االستفتاء آلية من آليات الديمقراطية املباشرة:
(.)http://www.idea.int/publications/direct_democracy/loader.cfm?csModule=security/getfile&pageid=56848
بينما يرى البعض اآلخر ان االستفتاء هو آلية من آليات الديمقراطية شبه املباشرة:
(.)http://www.conseil-constitutionnel.fr/conseil-constitutionnel/francais/nouveaux-cahiers-du-conseil/cahier-n-23/democratie-participative-et-democratie-semi-directe.51858.html
50بخصوص هذه املسألة يمكن االطالع على تقرير املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية “النزاعات العمومية والحق في محاكمة عادلة :دراسة اإلجراءات املتبعة لدى بعض املحاكم بالنظر إلى األحكام الدستورية املتعلقة بالحق في محاكمة عادلة” ،عبر الرابط
التاليhttp://democracy-reporting.org/wp-content/uploads/2018/03/DRI-TN_Contentieux-publics-et-droit-a-un-proces-equitable_web_AR.pdf :
51الفصل “ :29ال يمكن إيقاف شخص أو االحتفاظ به ّإال في حالة ّ
تلبس أو بقرار قضائي ويعلم فورا بحقوقه وبالتهمة املنسوبة إليه ،وله أن ينيب محاميا”.
20
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
(قديم) ّ
ينص على إمكانية التمديد بثالث أيام مهما كان صنف الجريمة .ومن ناحية ثالثة أصبح بإمكان املحتفظ بهم االستعانة بمحام.
ّ
يتعلق األمر بجناية وال يقوم املشبوه فيه بتعيين محامّ ،
ينص القانون على وجوب تسخير محام .فاإلجراءات الجديدة لالحتفاظ وحين
ق ّ ي ن
املنصوص عليها صلب القانو الصادر في فيفر 2016جاءت داعمة للحق في محاكمة عادلة ولقرينة البراءة ولحقو الدفاع.
فيما يتعلق باإلجراءات املعمول بها أمام املحاكم املالية ،ال سيما دائرة الزجر املالي ،فهي كذلك تحتاج إلى مراجعة بسبب غياب طرق
الطعن العادية 52وعدم ّ
عالنية الجلسات.
وبموجب مشروع القانون األسا�سي عدد 5338/2016املتعلق بضبط اختصاصات محكمة املحاسبات وتنظيمها واإلجراءات املتبعة
لديها ،لم يعد زجر أخطاء التصرف من أنظار دائرة الزجر املالي بل صار من اختصاص محكمة املحاسبات .وتصدر محكمة املحاسبات
في مادة أخطاء التصرف أحكاما ابتدائية قابلة للطعن فيها باالستئناف أمام الدوائر االستئنافية باملحكمة طبقا ملا جاء بصريح عبارة
تم التنصيص في هذا الفصل على األثر التوقيفي لالستئناف .ويمكن الطعن بالتعقيب في الحكم االستئنافي الفصل 135من املشروع .كما ّ
أمام الهيئة التعقيبية للمحكمة في حال خرق اإلجراءات أو القانون وفقا للفصل 140من املشروع املذكور.
ّ
“عادية” وذلك وفقا للمقتضيات الدستورية الجديدة التي جاءت مكرسة وبهذا الشكل أصبحت إجراءات زجر أخطاء التصرف اجراءات
للمبادئ العاملية للمحاكمة العادلة.
الحق في محاكمة عادلة مرتبط بتنظيم القضاء .وفي هذا الصدد ،جاء الدستور بتنظيم جديد للقضاء اإلداري فإن ّ ومن جهة أخرىّ ،
حد 31مارس ،2019لم يقع إعداد أي مشروع قانون في هذا يقوم على “الالمركزية” ،بهدف تقريب القا�ضي اإلداري من املواطن .وإلى ّ
ّ
االتجاه .54لكن عمال بمقتضيات القانون عدد 40لسنة 1972املؤرخ في 1جوان 1972واملتعلق باملحكمة اإلدارية (فصل ،)15
تم إحداث 12دائرة ابتدائية متفرعة عن املحكمة اإلدارية بالجهات 55وذلك بمقت�ضى األمر الحكومي عدد 620لسنة 2017املؤرخ في ّ
وتم فتح هذه الدوائر االثني عشرة يوم 22فيفري 2018بقرار من الرئيس األول للمحكمة اإلدارية مؤرخ في 20فيفري 25ماي ّ . 562017
ينص على هذه الدوائر الجهوية منذ تنقيح الفصل 15منه سنة ( 1996القانون األسا�سي . 572018ولئن كان قانون املحكمة اإلدارية ّ
ُ َ ّ عدد 39لسنة 1996املؤرخ في 3جوان ،)1993فهي لم ُت َ
دخل على القانوني االنتخابي في ( 2017القانون حدث قط في تونس .فالتعديل امل
صح التعبير ،إلى إحداث الدوائر األسا�سي عدد 7لسنة 2017املؤرخ في 14فيفري )2017هو الذي “دفع” بالسلطة التنفيذية ،إن ّ
ّ ّ
الجهوية للنظر ابتدائيا في النزاعات املتعلقة بالترشح لالنتخابات البلدية ليوم 6ماي 2018باإلضافة إلى نظرها في نزاعات أخرى .58وتشكل هذه
عمليا ان ّ
تتحول في املستقبل إلى محاكم إدارية ابتدائية. الدوائر الجهوية خطوة أولى نحو إرساء قضاء إداري قريب من املواطن .ومن املنتظر ّ
ّ
املتعلق بمكافحة اإلرهاب ومنع غسل األموال ،الذي ّ كما تجدر اإلشارة إلى ّ
تم إصداره في 7أوت تضمن القانون عدد 26لسنة 2015
ّ
بالحق في محاكمة عادلة وخارقة للقواعد ّ ّ ّ
العامة لقانون االجراءات الجزائية.59 ،2015ألحكام اعتبرها بعض املعلقين مخلة
+
تم تنقيح وإتمام القانون عدد 26لسنة 2015سالف الذكر بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 9لسنة 2019املؤرخ في وقد ّ
23جانفي .602019وتعكس بعض املقتضيات الواردة في هذا القانون الرغبة في االستجابة ملتطلبات املحاكمة العادلة .فمن ناحية أولى،
ولضمان الحق في قاض مناسب ،تم إدخال تغيير على تركيبة القطب القضائي ملكافحة اإلرهاب حتى يشمل مستقبال قضاة لألطفال .كما
ّ ّ ّ
أن تعيين قضاة هذا القطب القضائي ّ
املتفرع عن املجلس األعلى للقضاء ،وهو ما يشكل عادة ضمانة يتم من قبل مجلس القضاء العدلي
تم على إثر تنقيح القانون تعميم تطبيق ظروف التخفيف التي أصبحت ،بموجب الفصل 10 الستقاللية القضاة .ومن ناحية أخرىّ ،
يدل على الرغبة في تكريس التناسب بين العقوبات املحكومكل املشتبه فيهم .وهذا ّ (جديد) ،تسري ال فقط على األطفال بل كذلك تجاه ّ
52القرارات الصادرة عن دائرة الزجر املالي والقاضية بتسليط عقوبات مالية هي غير قابلة لالستئناف وال للتعقيب .لكن يمكن أن تكون هذه القرارات موضوع مراجعة في أجل شهرين إبتداء من اإلعالم بالقرار وذلك في حالة ظهور عناصر جديدة أو العثور على وثائق
تثبت عدم مسؤولية املعني باألمر (الفصل 20من القانون عدد 74لسنة 1985املؤرخ في 20جويلية .)1985
http://www.anc.tn/site/servlet/Fichier?code_obj=92187&code_exp=1&langue=1 53
تتكون من قضاة صلب املحكمة اإلدارية لصياغة مشروع مجلة القضاء اإلداري وفقا للمتطلبات الدستورية الجديدة بخصوص القضاء اإلداري. 54تم تشكيل لجان عمل ّ
تم خالل صائفة 2017تنظيم مناظرة خارجية بامللفات مع إجراء مناقشة مع لجنة املناظرة ،من أجل انتداب 60مستشارا مساعدا باملحكمة اإلدارية. 55بصفة موازية إلحداث هذه الدوائر ّ
56الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 42املؤرخ في 26ماي ،2017ص.1901.
ينص الفصل 2من هذا القرار على أن تتعهد الدوائر الجهوية بالقضايا االبتدائية املنشورة لدى املحكمة اإلدارية والتي لم يختم فيها التحقيق بعد وذلك بمقت�ضى إحالة من الرئيس األول للمحكمة اإلدارية (الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 15املؤرخ ّ 57
في 20فيفري ،2018ص.)460 .
مكرر الذي أوكل االختصاص بالنظر ابتدائيا في 58بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 7لسنة 2017املؤرخ في 14فيفري 2017املنقح واملتمم للقانون األسا�سي عدد 16لسنة 2014املؤرخ في 26ماي 2014املتعلق باالنتخابات واالستفتاءّ ،تمت إضافة الفصل ّ 174
نزاعات الترشح لالنتخابات البلدية والجهوية بصفة انتقالية وإلى حين تركيز املحاكم اإلدارية االبتدائية ،إلى دوائر ابتدائية متفرعة عن املحكمة اإلدارية بالجهات يمكن إحداثها بأمر طبقا ألحكام الفصل 15من قانون غرة جوان 1972املتعلق باملحكمة اإلدارية.
كاملدة القصوى لالحتفاظ بذي الشبهة أو اإلمكانية املتاحة لقا�ضي التحقيق لعدم إجراء مكافحة بين الشهود واملتهمين. ّ 59
60الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 9املؤرخ في 29جانفي ،2019ص 235 .وما يليها.
21
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
ّ ّ
عام ،يؤكد القانون األسا�سي املؤرخ في 23جانفي 2019الطابع االستثنائي الذي ّيتسم به القانون بها والجرائم املرتكبة .لكن ،وبشكل
ّ
عدد 26لسنة 2015موضوع التنقيح وذلك مقارنة بالقواعد العامة لإلجراءات الجزائية املذكورة أعاله.
ّ وأخيرا ،فقد ّ
نص الفصل 5من القانون عدد 62لسنة 2017املؤرخ في 24أكتوبر 2017املتعلق باملصالحة في املجال اإلداري ،على
رفع أمام هيئة تتألف من الرئيس ّ ُ َ ّ
األول أن يكون االعتراض على شهادة العفو املسلمة للموظفين العموميين وأشباههم في إطار دعوى ت
أي إجراءاتملحكمة التعقيب وعضوين من أقدم رؤساء الدوائر بها ،وبحضور ممثل النيابة العمومية لديها .لكن لم يقع التنصيص على ّ
ألي وجه من أوجه الطعن .وال يمكن الطعن أمام الهيئة لحق املواجهة في إطار هذه الدعوى .كما ّ
أن قرارات الهيئة غير قابلة ّ ضامنة ّ
املذكورة في قرارات إيقاف التتبعات الجزائية الجارية.
واملهام املوكلة إليها (املتمثلة في ّ
ّ ّ ّ
البت في اعتراضات ذات (املتكونة من قضاة) وقد رأى بعض املختصين في القانون أنه بالنظر إلى تركيبتها
حجر صراحة إحداث املحاكم االستثنائية (الفصل .)110 عتبر هذه الهيئة محكمة استثنائية ،علما ّ
وأن الدستور ّ صبغة قانونية)ُ ،ت َ
ينص الفصل الخامس من مجلة األحوال الشخصية في صيغته العربية (الصيغة الرسمية) على وجوب أن يكون كل من الزوجين خلوا من
املحجر بمقت�ضى منشور ،1973مانعاّ “املوانع الشرعية” .63وحسب هذا التأويل ،يمكن اعتبار زواج التونسية املسلمة من غير املسلم،
شرعيا طبقا ألحكام الفصل الخامس من مجلة األحوال الشخصية .وبالرغم من إمكانية اعتباره مخالفا ألحكام الدستور وللمعاهدات
ّ
الدولية املصادق عليها من طرف الدولة التونسية ،لم يكن املنشور امللغى بالضرورة مشوبا بعيب الالشرعية كما كان يراه بعض املعلقين.64
فإن إلغاء منشور 5نوفمبر 1973وتعويضه بمنشور جديد تم األخذ بهذا التأويل للفصل الخامس من مجلة األحوال الشخصيةّ ، إذا ّ
ّ
واقعيا إلى إزاحة شرط قانوني أوجبه الفصل الخامس املذكور ،في حين أن الفصل 65 متضمن للتحجير املتعلق بديانة الزوج يؤولّ غير
ن
من الدستور ينص في فقرته الثانية على أنه تتخذ شكل قوانين أساسية النصوص املتعلقة باألحوال الشخصية .وقد يكو من األسلم
ّ ّ
املشرع لتعديل الفصل الخامس من مجلة األحوال الشخصية ملالءمته مع أحكام الدستور علما وأن هذا النقاش دستوريا أن يتدخل
ليس فقط نظريا .فقد نص الفصل 21من مجلة األحوال الشخصية أن الزواج الذي انعقد بدون مراعاة أحكام الفقرة األولى من الفصل
الخامس من هذه املجلة “فاسد” .وفي صورة نشوب نزاع فإن إلغاء منشور 5نوفمبر 1973لن يمنع قاض من تأويل الفصل الخامس من
مجلة األحوال الشخصية حسب إحالته إلى املوانع الشرعية والحكم تبعا لذلك طبق أحكام الفصل 21من نفس املجلة .وقد رفض بعض
ّ
تونسيات مسلمات بغير مسلمين تم انتخابهم على إثر االنتخابات البلدية ليوم 6ماي ،2018ابرام عقود زواج رؤساء البلديات الذين ّ
أن إلغاء العمل بمنشور 1973ليس كاف يدل على ّ
مما ّ استنادا إلى أحكام الفصل الخامس من مجلة األحوال الشخصية سالف الذكرّ ،
كلية.65لحل اإلشكال بصفة ّّ
22
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
ّ ّ
املتعلق بتعاطي تجارة املشروبات الكحولية ّ
املعدة للحمل 66والقانون عدد 147لسنة 1959املؤرخ في 7نوفمبر 1959املتعلق باملقاهي
تم تنقيحه بمقت�ضى القانون عدد 55لسنة 1961املؤرخ في 14نوفمبر 1961واملرسوم عدد 23لسنة 1974واملحالت املماثلة لها ،67كما ّ
املؤرخ في 2نوفمبر 1974والقانون عدد 18لسنة 1993املؤرخ في 22فيفري .681993
أن ديانة املواطنين ليست وضعية قانونية في البالد التونسيةّ ،
فإن اعتبار ّ
كل املواطنين من ذوي الثقافة اإلسالمية مسلمين، وبما ّ
دينية قد ُي َع ّد من قبيل ّ
الحد من مجال حرية الضمير واملعتقد .وبخصوص ّ
كل هذه املسائل، واخضاعهم لقواعد قانونية تقوم على موانع ّ
هنالك حفاظ على الوضع القانوني واالجتماعي القائم منذ عشرات السنين ،بالرغم من أن إلغاء منشور 5نوفمبر ّ 1973
يعد تغييرا في
هذا املجال.
ش
والن� (الفصل 31من الدستور) التعب� واإلعالم
ي .6.1.Iحرية
ّ ّ
هذه الحريات منظمة اليوم بمقت�ضى املرسوم عدد 115لسنة 2011املؤرخ في 2نوفمبر 2011واملتعلق بحرية الصحافة والطباعة
والنشر ،واملرسوم عدد 116لسنة 2011املؤرخ في 2نوفمبر 2011املتعلق بحرية االتصال السمعي البصري وبإحداث الهيئة العليا
املستقلة لالتصال السمعي البصري.
ّ ّ النصان بشكل ّيضمن هذان ّ
عام حرية التعبير واإلعالم والنشر .لكن بعض أحكام املرسومين املذكورين تتعلق بمسائل تنظمها نصوص
ّ ّ
أخرى سابقة الوضع ،كبعض فصول املجلة الجزائية (على غرار مسألة الثلب) ومجلة االتصاالت وهو وضع ال يضمن األمان القانوني وال
يوفر إطارا قانونيا واضحا ملمارسة هذه الحريات .إذ يمكن لإلدارات واملحاكم تطبيق نصوص قانونية مختلفة على حاالت مماثلة بحسب
ّ
فإنه ّ
يتعين التفكير في مراجعة شاملة لإلطار القانوني الحالي. تأويلها للنصوص النافذة .لذا
ّ
من جهة أخرى ،صدر بتاريخ 22سبتمبر 2015القانون عدد 37لسنة 2015املتعلق بالتسجيل واإليداع القانوني ،وهو قانون ينظم
ّ ّ
النص ينظم بشكل ما ممارسة حرية التعبير واإلعالم إجراءات تسجيل وإيداع املصنفات الفنية واألدبية والعلمية املوجهة للعموم .هذا
ّ
والنشر ويبدو حسب قراءة ّأولية أنه ال ينال من تلك الحريات.
يحد بشكل جدي من حرية التعبير مشروع قانون عدد 25/2015املتعلق بزجر االعتداء على القوات املسلحة املذكور أعاله ،يمكن أن ّ
واإلعالم والنشر التي ضمنها الدستور ،من خالل التنصيص في الفصلين 6و 7على عقوبات سالبة للحرية تتسم بالصرامة ضد ّ
أي
ّ شخص ّ
تعمد نشر معلومات أو وثائق تتعلق بما يعتبره املشروع “أسرار األمن الوطني” أو اطلع عليها أو تداولها .وفي نفس االتجاه،
أخضع الفصل 7من املشروع استعمال آالت التصوير أو التسجيل أو األجهزة الهاتفية داخل املنشآت العسكرية أو األمنية أو في مواقع
وإال كان مرتكب هذه األفعال عرضة لعقوبة جزائية سالبة للحرية .ويبدو ّ ّ
أن العمليات األمنية أو العسكرية إلى الترخيص املسبق،
مجال تطبيق هذا القانون جاء واسعا للغاية ّ
وأن العبارات املستعملة فيه لم ترد بالدقة الكفاية (كعبارة املعلومات أو الوثائق أو مواقع
يبرر بسهولة النيل من الحريات .فالنصوص أن مفهوم “أسرار األمن الوطني” جاء غامضا ويمكن أن ّ العمليات العسكرية أو األمنية) .كما ّ
فإنتم بيانه أعالهّ ،
تمس من مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات .وكما ّتجرم بعض االفعال لكنها بصياغتها تلك قد ّ ّ
املعنية هنا هي نصوص ّ
هذا النص من شأنه أن يطرح اشكاالت دستورية في إطار نظام ديمقراطي.
23
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
.2.Iالمساواة
كرس الدستور التون�سي املساواة في توطئته (الفقرة ،)3وفي الفصل 15الذي ّ
ينص على املساواة كمبدأ يحكم سير املرافق العمومية ،وفي ّ
69
الفصل ،21وفي الفصلين 34و .46هذا باإلضافة إلى الفصل 12منه الذي تناول مسألة امليز اإليجابي الجهوي .
ّ باالطالع على هذه الفصول يتضح ّ
أن إرادة السلطة التأسيسية (املجلس الوطني التأسي�سي) اتجهت نحو إقامة تمييز بين املساواة في
القانون وتكافؤ الفرص.
ف
.1.2.Iالمساواة ي� القانون
املكرسة في الدستور ،وبالخصوص في الفصل 21منه ،ليست مضمونة بشكل كامل في التشريع الجاري به العمل.70 إن املساواة في القانون ّ ّ
فبعض قواعد امليراث الواردة في مجلة األحوال الشخصية يمكن اعتبارها مخالفة ملبدأ املساواة بين الجنسين.71
ّ ّ ّ
الشخصية ّ ّ
مما يترتب عنه تحميل هذا األخير مسؤولية اإلنفاق على تكرس مفهوم رئيس العائلة وتسنده للزوج، والزالت مجلة األحوال
ّ
الزوجة واألبناء ،مع التنصيص (منذ تنقيح )1993على أنه “على الزوجة أن تساهم في اإلنفاق على األسرة إن كان لها مال” (الفصل 23
ّ
ملسؤولية اإلنفاق على األبناء (الفصل 56من املجلة) مهما كانت مداخيل ّ
متحمال بمفرده من املجلة) .لكن ،في حالة الطالق يصبح األب
ّ ّ ّ ّ ّ
األم .وقد ّ
أقرت بعض األحكام القضائية إمكانية تحميل هذه املسؤولية لألم إذا كانت لديها مداخيل .إال أن هذا املوقف يمثل األقلية في
فقه القضاء.
ّ
تعكس مختلف هذه املقتضيات الواردة في مجلة األحوال الشخصية تذبذب خيارات املشرع التون�سي بين النظرة املستلهمة من التشريع
ّ ّ
تتضمنه من واجبات محمولة على األب بصفته رئيسا للعائلة ،والنظرة القائمة على املساواة والتي ترمي إلى االسالمي املتعلق باألسرة بما
خاص ،لكن أحيانا دون التنصيص على ّ
كل الواجبات املترتبة عنها. ّ عام وحقوق ّ
األم بشكل تكريس حقوق املرأة بشكل ّ
ّ
واملتمم للقانون عدد 40لسنة 1975 صادق البرملان على القانون األسا�سي عدد 46لسنة 2015الصادر بتاريخ 23نوفمبر ،2015املنقح
ّ
واملتعلق بجوازات السفر ووثائق السفر .ويمنح القانون املصادق عليه للوالدين ،بما في ذلك ّ
األم ،صالحيةّ املؤرخ في 14ماي 1975
ّ ّ
الترخيص في السفر لألبناء القصر .فقبل إصدار هذا القانون كان الترخيص في السفر لألبناء القصر حكرا على األب بصفته رئيسا
ّ
للعائلة .لذا يعتبر تنقيح القانون املتعلق بجوازات السفر قد ألغى حالة من الالمساواة بخصوص الترخيص في السفر للقاصر والحصول
على جواز سفر.72
وفي نفس االتجاه ،أنشأ األمر الحكومي عدد 626لسنة 2016املؤرخ في 25ماي 2016مجلسا استشاريا جديدا يسمى مجلس النظراء
للمساواة وتكافؤ الفرص بين املرأة والرجل ،73مهمته الرئيسية هي “إدماج مقاربة النوع االجتماعي في التخطيط والبرمجة والتقييم
وامليزانية للقضاء على جميع أشكال التمييز بين املرأة والرجل وتحقيق املساواة بينهما في الحقوق والواجبات” .ويبدو أن هذا النص قد
ّ
كرس مفهوم “النوع االجتماعي” ألول مرة في القانون الوضعي التون�سي.
ُ وخالل شهر أوت ّ 742017
تم إحداث لجنة لدى رئاسة الجمهورية تعنى بالحريات الفردية واملساواة 75وتكليفها بإعداد تقرير حول
اإلصالحات املتصلة بالحريات الفردية واملساواة باالستناد إلى أحكام دستور 27جانفي 2014واملعايير الدولية في مجال حقوق اإلنسان
والتوجهات املعاصرة في مجال الحريات واملساواة.76
ّ العربية التي ّ
تتحدث عن “التمييز اإليجابي”ّ ،أما الصيغة الفرنسية الرسمية لهذا الفصل فقد اتسمت بعدم الوضوح حيث استعملت فيها عبارة « » inégalité compensatriceعوضا عن عبارة « .» discrimination positive ّ 69جاء الفصل 12واضحا في صيغته
ينص على ّأن الحكومة التونسية لن ّتتخذ ّ ّ
أي إجراء ضد املرأة (املعروفة باتفاقية “سيداو”) ،لكن مع الحفاظ على اإلعالن العام الذي ّ كل أشكال التمييز ّاملتعلقة بمناهضة ّ ّ
رسميا سنة 2014تحفظاتها على االتفاقية 70تجدر اإلشارة إلى ّأن الدولة التونسية رفعت
األول من الدستور من إشارة إلى الديانة اإلسالمية.يتضمنه الفصل ّ
ّ إداري أو تشريعي من شأنه أن يتعارض مع ما
ّ
وخاصة الصفحتان 12و 13منه. 71راجع في هذا اإلطار التقرير الصادر عن املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية تحت عنوان “تقييم الطابع الديمقراطي للدستور التون�سي املؤرخ في 27جانفي ،”2014
ّ حق ّ لألم الحاضنة لطفل قاصر ّ مجلة األحوال الشخصية ومنذ سنة ( 1993القانون عدد 74لسنة 1993املؤرخ في 12جويلية )1993منحت ّ ّ ّ
التمتع “( )...بـصالحيات الوالية فيما يتعلق بسفر املحضون ودراسته والتصرف في حساباته املالية 72تجدر اإلشارة إلى أن
(( ”)...الفقرة 4من الفصل .)67
ّ
73أمر حكومي عدد 626لسنة 2016املؤرخ في 25ماي 2016يتعلق بإحداث مجلس النظراء للمساواة وتكافؤ الفرص بين املرأة والرجل ،الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد ،45املؤرخ في 3جوان ،2016ص 1776 .وما يليها.
ّ
74في خطابه الذي ألقاه يوم 13أوت 2017بمناسبة العيد الوطني للمرأة أطلق رئيس الجمهورية النقاش حول املوضوع املتعلق باملساواة في اإلرث بين الرجل واملرأة.
75بمقت�ضى األمر الرئا�سي عدد 111لسنة 2017املؤرخ في 13أوت ،2017الرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،عدد 65املؤرخ في 15أوت ،2017ص.2594 .
76هذه اللجنة ّ
املكونة من تسعة أعضاء تترأسها النائبة بشرى بلحاج حميدة.
24
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
ّ
ويتضمن ثم وقع نشره يوم 12جوان .2018 وقدمته إلى رئيس الجمهورية يوم 8جوان ّ ،2018 وقد انتهت اللجنة من صياغة تقريرهاّ 77
ّ
هذا التقرير قسمين :قسم ّأول يتناول الحقوق والحريات الفردية ويشمل في آخره مقترح مجلة حول الحقوق والحريات الفرديةّ .78أما
يتعلق بالقضاء على التمييز ّ ّ ّ
ضد املرأة وبين األطفال. وتضمن في آخره مقترح قانون أسا�سي القسم الثاني فقد تناول موضوع املساواة
ّ
فيما يتعلق بالحقوق والحريات الفردية اعتمدت اللجنة ،بالخصوص ،املقترحات التالية:
nإلغاء عقوبة اإلعدام.
nحذف تجريم املثلية الجنسية.
ّ
التصرف في الجسد. nحرية
حق املتهم في مالزمة الصمت دون أن يعتبر ذلك دليال لإلدانة. ّ ّ n
ّ
الخاصة. الحق في احترام الحياة ّ n
ّ
الرقمية. الحق في حماية املعطيات الشخصية وحماية الهوية ّ n
nحرية الفنون.
nاستناد القا�ضي مباشرة إلى الدستور واالتفاقيات الدولية الحامية للحقوق وللحريات.
nتطبيق االتفاقيات الدولية الحامية للحريات من قبل القا�ضي ولو قبل نشرها بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية.
ّ ّ nعدم ّ
تقيد القا�ضي االستعجالي بالشرط املتعلق بعدم النظر في أصل النزاع حين يكون النزاع متعلقا بالحريات.
ّ
nإلغاء اإلحاالت الدينية من املجلة الجزائية (الفصل )317ومن مجلة االلتزامات والعقود.
ّ
nإلغاء أمر 15ماي 1941املتعلق بتحجير بيع الكحول للمسلمين.
ّ
املستمدين من التشريع اإلسالمي. nإلغاء الفصلين 5و 88من مجلة األحوال الشخصية
ّ
nإلغاء املنشور املتعلق بغلق املقاهي خالل شهر رمضان.
ّ
وفيما يتعلق باملساواة ،اقترحت اللجنة على وجه الخصوص ما يلي:
nاملساواة في شروط إسناد الجنسية التونسية للطفل املولود بتونس.
nاملساواة في شروط الحصول على الجنسية التونسية بمقت�ضى الزواج.
ضد األجنبي ّ
املتزوج بتونسية. nعدم التمييز ّ
مما ّ يخلصه ّ ّ
يخل بكرامة الزوجة. nإلغاء املهر أو إعادة تنظيمه بشكل
nإلغاء التمييز بين والية األب واألم في إطار إجراءات تزويج الطفل القاصر.
ّ
تدريجيا. nإلغاء مؤسسة ّ
العدة ولو
ّ
الزوجية. nإلغاء اإلحالة إلى العادة والعرف في تحديد الواجبات
nإلغاء مؤسسة رئيس العائلة.
nتطوير مؤسسة واجب النفقة.
لقبي األب واألم أو تمكينه من اختيار أحدهما عند بلوغ سن الرشد. nالسماح للطفل بحمل ْ
nإلغاء التمييز بين األبناء الشرعيين واألبناء الطبيعيين.
(قدمت اللجنة ثالثة مقترحات بهذا الخصوص). nضمان املساواة في اإلرث ّ
ّ ّ
+وتجسيدا لهذا املقترح األخيرّ ،تمت إحالة مشروع القانون األسا�سي عدد 90/2018املتعلق بإتمام مجلة األحوال الشخصية على
كرس هذا املشروع املساواة في امليراث بين الرجل واملرأة سواء كانت في موقع االبنة مجلس نواب الشعب بتاريخ 28نوفمبر . 792018وقد ّ
ّ
أو األم أو الزوجة أو األخت .ولم يلغ مشروع القانون قواعد امليراث القديمة املأخوذة من الشريعة اإلسالمية التي تشكل مصدرها املادي،
يصرح بذلك في قائم املورث الذي يرغب في تطبيق القواعد القديمة املذكورة أن ّ بل جعل من املساواة في امليراث املبدأ ،بمعنى أنه على ّ
مما يعني أنه بموجب مشروع القانون األسا�سي هذا ستصبح املساواة في امليراث هي القاعدة وعدم املساواة هو حياته لدى عدل إشهادّ .
االستثناء.
ّ ّ إن مشروع القانون األسا�سي عدد 90/2018هو ّ ّ
حاليا قيد النظر صلب اللجنة املختصة بمجلس نواب الشعب .إال أنه ال يحظى بدعم
تقدم أشغال اللجنة. يفسر البطء في وتيرة ّ جميع النواب ،وهذا ما ّ
77كانت اللجنة تنوي تقديم تقريرها لرئيس الجمهورية يوم 20فيفري .2018لكن نظرا لحساسية املواضيع التي ّ
تم تناولها ،قررت اللجنة تأجيل تقديم تقريرها إلى تاريخ الحق ملوعد االنتخابات البلدية (ماي ،)2018حتى ال يصبح ّ
محل توظيف سيا�سي وانتخابي.
وتضمن هذا املقترح نقال ّ
ّ ّ ّ 78
حرفيا لبعض الفقرات الواردة في تقرير لجنة الحريات الفردية واملساواة (في شرح األسباب) تم بتاريخ 11أكتوبر 2018إيداع مقترح القانون عدد 2018/71متعلق بمجلة الحقوق والحريات الفردية بمجلس نواب الشعب.
http://www.arp.tn/site/servlet/Fichier?code_obj=104433&code_exp=1&langue=1 79
25
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
حقوق االنسان
ومن ناحية أخرى ،فإن القانون االنتخابي الصادر بتاريخ 26ماي 2014يمنع العسكريين وأعوان قوات األمن الداخلي من التصويت في
ّ االنتخابات التشريعية والرئاسية واالستفتاءات (الفصل .)6وقد ّ
تم جزئيا رفع هذا التحجير الذي رأى فيه بعض املعلقين خرقا ملبدأ
املساواة الدستوري ،80وذلك على إثر تنقيح القانون االنتخابي سالف الذكر بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 7لسنة 2017املؤرخ في 14
فيفري 2017والذي منح العسكريين واألعوان املذكورين حق التصويت في االنتخابات البلدية والجهوية.
أن مشروع القانوناعتبرت الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين في قرارها عدد 1/2018املؤرخ في 23جانفي ّ 2018
عدد 78/2017املتعلق بمنح عطلة استثنائية لألعوان العموميين املترشحين لالنتخابات الرئاسية والتشريعية والجهوية
والبلدية مشوبا بعدم الدستورية نظرا لخرقه ملبدأي املساواة وتكافؤ الفرص في املجال االنتخابي من خالل اسناده العطلة
ّ
الخاص هم ّ
العام أو الخاص ،في حين ّ
أن املترشحين من القطاع ّ املذكورة لألعوان العموميين دون األعوان العاملين في القطاع
في نفس الوضعية إزاء األحكام املتعلقة باالنتخابات.81
ّ
تم إصدار القانون عدد 50لسنة 2018املؤرخ في 23أكتوبر 2018املتعلق بالقضاء على دائما في إطار دعم املساواة في القانونّ ،
+
ي
جميع أشكال التمييز العنصر (الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 86املؤرخ في 26أكتوبر ،2018ص .)4470 .ويهدف هذا
األول إلى القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ومظاهره من أجل حماية كرامة الذات البشرية وتحقيق القانون حسب فصله ّ
األول على بذل مجهود من طرف السلطات العمومية زجريا .يقوم الجانب ّ
وقائيا وجانبا ّ
ويتضمن هذا القانون جانبا ّ
ّ املساواة بين األفراد.
ّ ّ ل
للتحسيس والتربية والبرمجة لنشر ثقافة التسامح وقبو اآلخر .وفي نفس السياق ،نص املشرع على إحداث لجنة وطنية ملناهضة التمييز
ّ
يتم إلحاقها بالوزارة املكلفة بحقوق اإلنسانّ .أما بخصوص الجانب الثاني ،وهو الجانب الزجري ،فقد جاء القانون بأحكام العنصري ّ
ابيا ّ
ويتم ترسيمها في املختص تر ّ
ّ تقدم الشكايات لدى وكيل الجمهورية أو لدى قا�ضي الناحية خاصة لزجر جرائم امليز العنصري ،حيث ّ ّ
أن مرحلة التحقيق ال يجب أن تتجاوز شهرين من تاريخ رفع الشكوى .ويمكن نص القانون على ّ خاص .ولتسريع ّ
البت في القضيةّ ، ّ ّ
سجل
ّ
املعنوية. للمحكمة تسليط عقوبات سواء على الذوات الطبيعية أو الذوات
ّ
كما يمكن اعتبار القانون األسا�سي عدد 58لسنة 2017املؤرخ 11أوت 2017املتعلق بالقضاء على العنف ضد املرأة 82من النصوص
نص عليه الدستور ،حيث يهدف هذا القانون إلى وضع اإلجراءات الكفيلة بالقضاء على ّ ستسهم في إنفاذ مبدأ املساواة كما ّ ُ
كل ِ التي
ّ ّ
أشكال العنف ضد املرأة القائم على أساس التمييز بين الجنسين من أجل تحقيق املساواة واحترام الكرامة اإلنسانية (الفصل األول).
ضد املرأة شكال من أشكال التمييز وانتهاكا لحقوق اإلنسان (الفصل .)4ومن ناحية أخرىّ ،نقح هذا القانون بعض أحكام ويعتبر العنف ّ
ّ
املجلة الجزائية (على غرار الفصل 227مكرر) .لكن ّربما كان من األنسب التفكير بأكثر عمق في خصوص تنقيح بعض فصول املجلة
الجزائية من أجل مناقشة بعض املسائل املجتمعية وتقدير انعكاسها على بعض الحريات الفردية ،عوض االقتصار على تناول هذه
ّ
ترتيبية (األمر عدد 4030لسنة املواضيع فقط من منظور العالقة بين الرجال والنساء .83وأخيرا ،تجدر اإلشارة إلى وجود نص ذو صبغة
املتعلق باملصادقة على مدونة سلوك وأخالقيات العون العمومي) ّ ّ
يكرس أحكام الفصل 15من الدستور 2014املؤرخ في 3أكتوبر 2014
نص على املساواة كمبدأ يحكم سير املرافق العامة) من خالل تنصيصه على أن “يحترم العون العمومي حقوق ومصالح مستعملي (الذي ّ
املرفق العام ويحرص على معاملتهم على قدم املساواة دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الجنسية أو الدين أو املعتقد أو الرأي
السيا�سي أو االنتماء الجهوي أو الثروة أو املركز الوظيفي أو أي شكل من أشكال التمييز”.
.2.2.Iتكافؤ الفرص
مجرد إعالن شكلي .ففي بعض الحاالت قد ال ُتتاح ّ
عمليا للمواطنين نفس ّ
إن املساواة في القانون بين األفراد ليست كافية ويمكن أن تظل ّ
ّ ّ
واقعيا الدخول في منافسة الفرص للوصول إلى نفس مستويات الدراسة أو لتقلد نفس الوظائف ،بحيث يصبح من غير املمكن لهم
قائمة على أساس الكفاءة.
ّ
رسمي لذلك. بأي تبرير تم الطعن سنة 2014في دستورية هذه املقتضيات من القانون االنتخابي أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانينّ .إال ّأن الهيئة امتنعت عن ّ
البت في هذه املسألة من دون اإلدالء ّ 80وتجدر اإلشارة إلى ّأنه ّ
81الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 8املؤرخ في 26جانفي ،2018ص 284 .وما يليها.
82الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 65املؤرخ في 15أوت ،2017ص 2586 .وما يليها.
83على سبيل املثال ينص الفصل ( 227جديد) املتعلق بجريمة االغتصاب على أن الرضا ُيعتبر مفقودا إذا كان سن الضحية دون الـسادسة عشر عاما كاملة علما وأن السن األدنى كان ثالثة عشر عاما في الفصل ( 227قديم) .وبالرغم من أن سن الثالثة عشر قابل
للنقاش ،فإن التكييف القانوني اآللي ألي عالقة جنسية يكون فيها أحد الطرفين سنه دون السادسة عشر عاما كاملة بأنه جريمة اغتصاب مستوجبة للعقاب بالسجن بقية العمر وذلك بقطع النظر عن ّ
سن الطرف الثاني ال سيما وإن كان هو بدوره قاصر فيه
سن الطرفين أقل من ستة عشر عاما كاملة.شطط ،خاصة إذا أخذنا بعين االعتبار تطور العادات .وإضافة إلى ذلك فإن الفصل ( 227جديد) ال يعطي إجابة واضحة في خصوص التكييف القانوني للوضعية التي يكون فيها ّ
26
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
حقوق االنسان
لهذا السبب ،لم يكتف الدستور التون�سي بالتنصيص على مبدأ املساواة أمام القانون بل أضاف التزاما على عاتق للدولة للعمل على
مجرد مساواة شكلية .وهذاضمان تكافؤ الفرص بين املواطنين لحماية الضعفاء منهم وتعزيز املساواة حتى تكون مساواة حقيقية وال ّ
ّ ّ ّ
يعني أنه كلما كانت هنالك حالة ميز فعلي تجاه فئة من املواطنين ،تصبح الدولة مطالبة بالتدخل واتخاذ التدابير الالزمة إلصالح حالة
الالمساواة .ومن ضمن التدابير التصحيحية لعدم تكافؤ الفرص نجد آلية التمييز اإليجابي.
ّ
يتعلق بتكافؤ الفرص بين الرجال والنساءّ ،
تم اعتماد قاعدة التناصف في املجالس املنتخبة ضمن الفصل 46من الدستور كآلية وفيما
تصحيحية لحالة الالمساواة الواقعية بين الجنسين.
تم تجسيد هذا اإللزام بتكريس تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء ،على األقل على مستوى التمثيل داخل املجالس املنتخبة، وقد ّ
نص الفصل 24من القانون االنتخابي على التناصف بين النساء والرجال صلب القائمات املترشحة من خالل القانون االنتخابي .إذ ّ
ّ
واملتمم للقانون في االنتخابات التشريعية .84كما جاء بالفصل ( 49تاسعا) الذي أضافه القانون األسا�سي عدد 7لسنة 2017املنقح
ّ
األسا�سي عدد 16لسنة 2014املؤرخ في 26ماي 2014املتعلق باالنتخابات واالستفتاء ،أنه يكون تقديم الترشحات للمجالس البلدية
والجهوية على أساس مبدأ التناصف بين النساء والرجال وقاعدة التناوب في تركيبة القائمة املترشحة .كما ينسحب مبدأ التناصف
حسب نفس الفصل على رئاسة القائمات الحزبية والقائمات االئتالفية املترشحة في أكثر من دائرة انتخابية واحدة.85
ونص كذلك الفصل 26من القانون األسا�سي عدد 34لسنة 2016املؤرخ في 28أفريل 2016واملتعلق باملجلس األعلى القضاء في فقرتهّ
الثانية على مبدأ التناصف بين الرجال والنساء في انتخاب أعضاء املجلس املذكور.
تم تكريسه في الفصل 46من الدستور قابل للتأويل .فقد اعتبرت الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية إن مبدأ التناصف كما ّّ
مشاريع القوانين أن الدولة التونسية ملزمة فقط ببذل عناية لبلوغ التناصف (القرار عدد 2014-02املؤرخ في 19ماي .)2014
كما أكدت الهيئة نفس هذا املوقف في قرارها عدد 2015-02املؤرخ 8جوان .2015وانطالقا من هذا التأويل ملقتضيات الفصل
�ض ّي للدستور في هذا املجال. َْ
46من الدستور ،يمكن اعتبار األحكام الواردة في القانون االنتخابي من قبيل التطبيق املر ِ
ّ
لكن بعض املعلقين اآلخرين ال يشاطرون الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين الرأي .فهم يعتبرون أن الدولة
مما يجعل تطبيق الدستور محدودا على مطالبة بتحقيق نتيجة في شأن التناصف بين الرجال والنساء صلب املجالس املنتخبةّ ،
مستوى نص القانون االنتخابي.
ويمكن تقديم مثال آخر عن تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بعد صدور دستور 27جانفي 2014من خالل ما جاء باألمر عدد 4030لسنة
ّ
2014املؤرخ في 3أكتوبر 2014واملتعلق باملصادقة على مدونة سلوك وأخالقيات العون عمومي الذي ينص على أن “يولي العون
العمومي عناية خاصة باألشخاص ذوي االحتياجات الخصوصية ويحرص على تقديم العون واملساعدة الالزمين لهم”.
وأخيراّ ،
تم التنصيص في الفقرة الثانية من الفصل 6من القانون عدد 47لسنة 2018املؤرخ في 7أوت ( 2018الرائد الرسمي للجمهورية
ّ
التونسية عدد 66املؤرخ في 17أوت )2018املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة ،على ضرورة مراعاة مبدأ
التناصف بين النساء والرجال في تركيبة مجالس هذه الهيئات.
27
2
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
للسلطت� ش
الت�يعية والتنفيذية ين .1.IIش
ال�عية الديمقراطية
ّ
الخاصة بالسلطة التنفيذية، الخاصة بالسلطة التشريعية وفي الفصلين 75و 89إلى االنتخابات ّ تعرض الدستور التون�سي في الفصول 50و 55و 56إلى االنتخابات ّ
سواء االنتخاب املباشر لرئيس الجمهورية أو االنتخاب غير املباشر للحكومة من خالل منحها الثقة من ِق َبل البرملان.
وقد ّ
تم تنظيم االنتخابات البرملانية واالنتخابات الرئاسية بموجب القانون االنتخابي املؤرخ في 26ماي ( 2014القانون عدد 16لسنة )2014الذي جاء تطبيقا ألحكام
تم إجراؤها سنة 2014تتمتعان بالشرعية الديمقراطية طبقا ملا اقتضاه الدستور.الدستور .وكال السلطتين التشريعية والتنفيذية املنبثقتين عن االنتخابات التي ّ
ونص الدستور علىخصص دستور 27جانفي 2014بابا كامال للجماعات املحلية ،وهو الباب السابع الذي جاء تحت عنوان “في السلطة املحلية”ّ . ومن جهة أخرىّ ،
ّ ّ ّ ُ ُ
مجالس منتخبة .أما انتخاب رئيس مجلس الجماعة املحلية فهو ليس شرطا دستوريا .ورغم ذلك ،نصت مجلة الجماعات املحلية على أنه تدير الجماعات املحلية
ُ َ
انتخاب رؤساء املجالس املحلية ومساعديهم من طرف أعضاء تلك املجالس .وتنتخب املجالس البلدية والجهوية عن طريق االقتراع املباشر ،وهو ما من شأنه أن
يضفي عليها شرعية ديمقراطية ال ّ
شك فيهاّ .أما مجالس األقاليم فانتخابها يكون من طرف أعضاء املجالس البلدية والجهوية أي عن طريق االقتراع غير املباشر .كما
اشترط الدستور أن يضمن القانون االنتخابي تمثيلية الشباب في مجالس الجماعات املحلية (الفصل .)133
وقد أصبح القانون األسا�سي املؤرخ في 26ماي 2014املتعلق باالنتخابات واالستفتاء على إثر تنقيحه بمقت�ضى القانون األسا�سي املؤرخ في 14فيفري 2017يشمل
يعد تطبيقا ملقتضيات الدستور ّ ّ
املتعلقة باالنتخابات البلدية والجهوية ،وهو ما ّ
املتصلة بهذه االنتخابات .وتبقى األحكام التشريعية املتعلقة بانتخاب القواعد
مجالس األقاليم غير مصادق عليها بعد.
86
.2.IIالرقابة المدنية والديمقراطية عىل القوات المسلحة
ّ
حصريا للتشريع في مجال تنظيم قطاع الدفاع وقوات كرست الفصول 18و 19و 77و 78من الدستور هذا املبدأ .ومنح الفصل 65من الدستور للبرملان اختصاصا ّ
األمن الداخلي.
ّ وفي إطار تطبيق أحكام الدستورّ ،
كرس النظام الداخلي ملجلس نواب الشعب رقابة مدنية وديمقراطية على القوات املسلحة من خالل إحداث لجنة خاصة 87مكلفة
ْ ّ
بمتابعة جميع امللفات واملسائل املتعلقة باألمن والدفاع ،إضافة إلى توليها مراقبة تنفيذ االستراتيجيات املعتمدة من قبل الحكومة في مجالي األمن والدفاع.
املتعلق بضبط الوظائف العليا طبقا ألحكام الفصل 78من الدستور .ومن بين ما ّ ّ وقد ّ
تضمنه هذا تم بتاريخ 17أوت 2015إصدار القانون عدد 32لسنة 2015
القانون ،قائمة في الوظائف العليا العسكرية واملتعلقة باألمن القومي 88املندرجة في مجال صالحيات التعيين الراجعة لرئيس للجمهورية .ويعتبر هذا القانون الصادر
في إطار تطبيق الدستور داعما للرقابة املدنية والديمقراطية على القوات املسلحة.
عتبر الرقابة املدنية والديمقراطية على القوات املسلحة في القانون الدولي مؤشرا من مؤشرات الحكم الديمقراطي .وهي تعني خضوع املؤسسات األمنية للقانون ومسؤولية العسكريين أمام سلطات ّ
مدنية منتخبة ديمقراطيا. ُ 86ت َ
ّ
87وذلك باإلضافة إلى اللجنة القارة املكلفة بتنظيم اإلدارة وشؤون القوات الحاملة للسالح.
خاصة الوظائف التالية :رئيس أركان الجيوش لدى الوزير املكلف بالدفاع الوطني ،رئيس أركان جيش البر ،رئيس أركان جيش البحر ،رئيس أركان جيش الطيران ،املدير العام لوكالة االستخبارات واألمن للدفاع ،املديرون العامون بوكالة االستخبارات واألمن 88وهي ّ
للدفاع ،أعضاء مجلس األمن القومي ،إلخ.
28
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
الفصل والتوازن بين السلطات
.3.IIالرقابة ب
ال�لمانية عىل السلطة التنفيذية
أر�سى النظام الداخلي ملجلس نواب الشعب رقابة برملانية تمارسها اللجان الخاصة على نشاط الحكومة ،وذلك بمقت�ضى الفصل 93منه (الفرع األول من القسم الثالث
من النظام الداخلي :اختصاصات اللجان الخاصة) .وباستثناء لجنتينُ ،89ك ّلفت ّ
بقية اللجان السبعة من خالل هذا الفصل بمتابعة العمل الحكومي واالستماع عند
الحاجة للمؤسسات التابعة للسلطة التنفيذية.
ّ تم تخصيص الباب التاسع من النظام الداخلي للرقابة البرملانية على العمل الحكومي .وقد ّ ومن ناحية أخرىّ ،
تضمن هذا الباب خمسة عناوين تتعلق تباعا بـ :منح
الثقة للحكومة أو ألحد أعضائها ،األسئلة الكتابية والشفوية ،جلسات الحوار مع الحكومة ،الئحة اللوم ،والتصويت على الثقة في مواصلة الحكومة نشاطها .وبطبيعة
ّ ّ
الحال ،يكون تفعيل هذه الوسائل للرقابة البرملانية متوقفا على موازين القوى السياسية املوجودة داخل البرملان في وقت ما .وفيما يتعلق بالرقابة البرملانية على رئيس
ّ الجمهوريةّ ،
تضمن النظام الداخلي بابا عاشرا يحتوي على عنوان ثالث يتعلق بمسألة “إعفاء رئيس الجمهورية” .وطبقا للفصل 157من النظام الداخلي يمكن
ّ
ألغلبية أعضاء مجلس نواب الشعب املبادرة بالئحة معللة إلعفاء رئيس الجمهورية من أجل الخرق الجسيم للدستورّ .
وتتم املصادقة على الئحة اإلعفاء حسب
ّ الفصل 158من النظام الداخلي بأغلبية ْ
ثلثي أعضاء مجلس نواب الشعب وذلك وفقا ملقتضيات الفصل 88من الدستور .لكن ال يمكن تفعيل اإلجراءات املتعلقة
ّ ّ
بإعفاء رئيس الجمهورية في غياب محكمة دستورية ،باعتبار أن هذه األخيرة هي الجهة املكلفة باتخاذ قرار إعفاء رئيس الجمهورية في صورة ثبوت إدانته طبق ما
ّ
واملتعلق باملحكمة الدستورية .وتتخذ هذه املحكمة قرارها بأغلبية ْ
ثلثي أعضائها (الفصل 66 يقتضيه الفصل 68من القانون األسا�سي املؤرخ في 3ديسمبر 2015
من ذات القانون).
.5.IIاستقاللية السلطة ش
الت�يعية
ّ
مستقلة .وقد ّ
كرس الدستور في بابه الثالث ،وتحديدا في الفصل ،52مبدأ االستقاللية املالية واإلدارية ملجلس يجب أن تكون السلطة التشريعية املنتخبة ديمقراطيا
92
نواب الشعب ،باإلضافة إلى منحه صالحية املصادقة على نظامه الداخلي .
ّ وقد ّ
تقدمت مجموعة من النواب إلى مكتب املجلس سنة 2015بمقترح قانون عدد 42/2015يتعلق باستقاللية مجلس نواب الشعب وقواعد سيره .93وأحيل هذا
أن هذه املسألة ليست من مجال القانون كمااملقترح إلى لجنة النظام الداخلي والحصانة والقوانين البرملانية واالنتخابية .94وقد اعتبر بعض املختصين ّ
حدده الفصل 65من الدستور ّ
وأن مكانها الطبيعي هو النظام الداخلي للمجلس.
29
3
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
إستقاللية القضاء
أر�سى الدستور في بابه الخامس سلطة قضائية “مستقلة تضمن إقامة العدل وعلوية الدستور وسيادة القانون وحماية الحقوق والحريات” (الفصل .95)102كما
يضمن ّ
نص الدستور للقضاة حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات والحق النقابي من خالل الفصول 31و 35و.36
يمر عبر اعتماد تشريع يستجيب لجملة من املعايير أال وهي: ّإن تحقيق استقاللية السلطة القضائية ّ
مدة الوظيفة. سن التقاعد الوجوبي أو انقضاء ّ nعدم نقلة القضاة إلى حين بلوغ ّ
ّ ّ
أي تدخل سيا�سي للسلطتين التنفيذية والتشريعية. nاالستقاللية الفعلية للمحاكم عن
nاعتماد قوانين تضبط اجراءات واضحة ومعايير موضوعية بخصوص تحديد الوظيفة ،مؤهالت وتكوين القضاة ،اختيار القضاة ظروف العمل ،شروط الترقية
ّ
ومدة وظيفة القضاة.
ّ
nال يمكن إقالة القضاة وإيقافهم عن العمل وعزلهم إال ألسباب خطيرة أو الرتكاب خطأ أو لعدم الكفاءة ،وذلك طبقا إلجراءات عادلة تضمن املوضوعية والحيادية
وتكون مضبوطة بمقت�ضى الدستور أو القانون.
nالفصل القانوني والفعلي بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية.
nاستقاللية النيابة العمومية عن السلطة التنفيذية.
nضمان حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات بالنسبة للقضاة.
تعديلية للسلطة القضائية ّ
تتمتع باالستقاللية اإلدارية واملالية. ّ nإحداث هيئة
حد 31مارس 2019يخضع تنظيم القضاء ،خاصة ،إلى النصوص التالية: إلى ّ
ّ
nالقانون عدد 29لسنة 1967املؤرخ في 14جويلية 1967املتعلق بتنظيم القضاء واملجلس األعلى للقضاء والنظام االسا�سي للقضاة.
ّ
nالقانون عدد 40لسنة 1972املؤرخ في غرة جوان 1972واملتعلق باملحكمة اإلدارية.
ّ
nالقانون عدد 67لسنة 1972املؤرخ في غرة أوت 1972واملتعلق بتسيير املحكمة اإلدارية وضبط النظام األسا�سي ألعضائها.
ّ
nالقانون عدد 38لسنة 1996املؤرخ في 3جوان 1996واملتعلق بتوزيع االختصاص بين املحاكم العدلية واملحكمة اإلدارية وإحداث مجلس لتنازع االختصاص.
ّ
nالقانون عدد 8لسنة 1968املؤرخ في 8مارس 1968واملتعلق بتنظيم دائرة املحاسبات.
ّ
nاملرسوم عدد 6لسنة 1970املؤرخ في 26سبتمبر 1970واملصادق عليه بمقت�ضى القانون عدد 46لسنة 1970املؤرخ في 20نوفمبر ،1970املتعلق بضبط القانون
األسا�سي ألعضاء دائرة املحاسبات.
ّ
nالقانون عدد 74لسنة 1985املؤرخ في 20جويلية 1985واملتعلق بتحديد أخطاء التصرف التي ترتكب إزاء الدولة واملؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات
العمومية املحلية واملشاريع العمومية وضبط العقوبات املنطبقة عليها وبإحداث دائرة الزجر املالي.
ّ ّ nاألمر ّ
العلي عدد 9لسنة 1957املؤرخ في 10جانفي 1957واملتعلق بإصدار مجلة املرافعات والعقوبات العسكرية.
ّ
nالقانون األسا�سي عدد 34لسنة 2016املؤرخ في 28أفريل 2016واملتعلق باملجلس األعلى للقضاء.
الخاص بالحقوق املدنية والسياسية والفقرتين 19و 20من التعليق العام عدد 32الصادر عن لجنة حقوق االنسان ،مؤشرا ّ
هاما عن الحكم الديمقراطي. ّ ّ
املضمنة في العديد من النصوص الدولية ،كالفصل 14من العهد الدولي ُ 95ت َ
عتبر استقاللية القضاء
30
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
إستقاللية القضاء
وتكون قرارات املجلس األعلى للقضاء قابلة للطعن أمام املحكمة اإلدارية.
تم إجراء انتخابات املجلس األعلى للقضاء يوم 23أكتوبر ،2016وأعلنت الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات عن النتائج النهائية يوم 14نوفمبر .2016وتجدر ّ
ّ
املختص في الجباية واملالية العمومية .وقد دعا املجلس الهيئة املخصص صلب مجلس القضاء املالي للعضو الجامعي ّ أي مترشح عن املقعد اإلشارة إلى ّأنه لم يتقدم ّ
ّ
العليا املستقلة لالنتخابات إلى إجراء انتخابات جزئية الستكمال تركيبة املجلس األعلى للقضاء حتى يتسنى لهذا األخير االنتقال من وضعه املؤقت إلى وضعه الدائم.
ّ
وللغرض ،أصدرت الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات ثالثة قرارات 97بتاريخ 27فيفري 2018بغاية تليين شروط الترشح للمقعد الشاغر من خالل التوسيع في حق
الترشح ليشمل األساتذة الجامعيين من غير املختصين في القانونّ .ّ
وتم ضبط روزنامة االنتخابات الجزئية للمجلس األعلى للقضاء بموجب قرار الهيئة العليا املستقلة
جرى هذه االنتخابات يوم الجمعة 17ماي .2019وقد صادق مجلس الهيئة العليا لالنتخابات عدد 4لسنة 2019املؤرخ في 27فيفري .982019ومن املنتظر أن ُت َ
ّ ّ
الخاصة باالنتخابات الجزئية للمجلس األعلى للقضاء .99وسيمكن تنظيم هذه املستقلة لالنتخابات في اجتماعه املنعقد يوم 11مارس 2019على قائمة الناخبين
ّ
االنتخابات من قيام أعضاء املجلس األعلى للقضاء الحقا بانتخاب رئيس له عوضا عن رئيسه املؤقت .كما أنه ،وبمجرد اكتمال تركيبته بانتخاب آخر عضو فيه،
سيصبح ملجلس القضاء املالي رئيس دائم.
ّ وقد ّ
حل املجلس األعلى للقضاء محل الهيئة الوقتية املكلفة باإلشراف على القضاء العدلي.
بمقر مجلس نواب الشعب وبدعوة من رئيسه يوم 28أفريل 2017أي بعد خمسة أشهر من اإلعالن عن النتائج النهائية وانعقد ّأول اجتماع للمجلس األعلى للقضاء ّ
ّ ّ 100
النتخابات املجلس .ويعود هذا التأخير في إرسائه إلى األزمة التي اندلعت بين أعضاء املجلس األعلى للقضاء وآلت إلى انقسامهم إلى شقين .ولوضع حد لهذه األزمة
ّ للمرة األولى في الجلسة العامة املنعقدة بتاريخ 15ماي .2015لكن لم ّ ّ
املتعلق باملجلس األعلى للقضاء ّ
يتم إصدار هذا القانون إال بعد أن كانت الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين قد اتخذت في شأنه 96صادق مجلس نواب الشعب على مشروع القانون
ّ
ثالثة قرارات ،كان ّأولها القرار عدد 2015/02املؤرخ في 8جوان .2015وقد رفضت الهيئة في قرارها الثاني عدد 03لسنة 2015املؤرخ في 22ديسمبر 2015مشروع القانون املتعلق باملجلس األعلى للقضاء لعدم دستورية إجراءات املصادقة عليه .حيث اعتبرت
تقدم به رئيس الحكومةّ .أما في قرارها الثالث عدد 2016/01املؤرخ في 22أفريل 2016فقد ارتأت هذه الهيئة حق لجنة التشريع العام التابعة للمجلس إدخال تعديالت جوهرية على املشروع األصلي للقانون الذي كان قد ّ ّأنه طبقا ألحكام الفصل 62لم يكن من ّ
النص املصادق عليه إلى رئيس الجمهورية وذلك لعدم حصول األغلبية املطلقة التخاذ قرار في الغرض داخل الهيئة وبعد استشارة بعض املختصين في القانون قرر رئيس الجمهورية ختم القانون املذكور (الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 35املؤرخ ّ إحالة
في 29أفريل ،2016ص 1635 .وما يليها).
97الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 20املؤرخ في 9مارس ،2018ص 697 .وما يليها.
98الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 21املؤرخ في 12مارس ،2019ص 789 .وما يليها.
99انظر :محضر اجتماع مجلس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املنعقد يوم 11مارس ،2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 23املؤرخ في 19مارس ،2019ص.880 .
ّ ّ
100وتعود هذه األزمة إلى إحالة الرئيس األول ملحكمة التعقيب ،الذي كان مكلفا في اآلن ذاته برئاسة الهيئة الوقتية املكلفة باإلشراف على القضاء العدلي ،على التقاعد قبل أن يتولى دعوة املجلس إلى عقد جلسته األولى .فمنذ ذلك الحين اندلعت أزمة داخل املجلس
وانقسم األعضاء بين املؤيد للرأي القائل بأن رئيس الحكومة ملزم بتعيين رئيس ّأول جديد ملحكمة التعقيب طبقا لترشيحات الهيئة الوقتية لإلشراف على القضاء العدلي التي تواصل أعمالها إلى حين تركيز املجلس األعلى للقضاء ،واملؤيد للرأي القائل بأن دور الهيئة
31
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
إستقاللية القضاء
كما اندلعت على خلفية تعيين الكاتب العام للمجلس األعلى للقضاء أزمة ثانية كانت ّ
أقل خطورة من األولى ،آلت إلى استقالة الرئيس املؤقت من رئاسة املجلس.
لكن هذا األخير أحيل على التقاعد خالل شهر سبتمبر ّ ،2018
فتم انتخاب رئيس مؤقت آخر وهو وبتاريخ 21مارس 2018قام املجلس بانتخاب رئيس مؤقت جديدّ .
ثالث رئيس مؤقت للمجلس األعلى للقضاء في ّ
أقل من سنتين.
املذكورة قد انتهى على إثر انتخاب أعضاء املجلس األعلى للقضاء .وحاول الشق الثاني من األعضاء دعوة املجلس إلى عقد جلسته األولى استنادا إلى الفصل 36من القانون األسا�سي املؤرخ في 28أفريل 2016املتعلق باملجلس األعلى للقضاء .لكن ّ
تم الطعن أمام
املحكمة اإلدارية في القرارات التي انبثقت عن هذه الجلسة فقضت املحكمة في مرحلة أولى بتأجيل التنفيذ ّ
ثم بتوقيف تنفيذ تلك القرارات.
ّ تقدم نواب ضون لهذا املشروع بعريضة طعن أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين ،مستندين فيها إلى ّ 101وقد ّ
عدة مطاعن من بينها املطعن املأخوذ من عدم دستورية إجراءات املصادقة على القانون ،واملطعن املتعلق بعدم دستورية القانون معار
ّ ّ ّ ّ ّ ّ
بالبت في هذه الدعوى نظرا لعدم تم بمقتضاها تحصين قرار دعوة أعضاء املجلس لعقد ّأول اجتماع من الطعن بدعوى تجاوز السلطة .إال أنه تعذر على الهيئة الوقتية اتخاذ قرار املتعلق بعدم دستورية األحكام التي ّ باعتباره يشكل تصحيحا تشريعيا ،واملطعن
ّ ّ
توفر النصاب القانوني وذلك ّ
الوقتية لإلشراف على القضاء العدلي بالتجريح في نفسه (قرار الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين عدد 1/2017املؤرخ في 11أفريل ،2017الرائد الرسمي للجمهورية التونسية جراء قيام أحد أعضائها املنتمين إلى الهيئة
عدد 31املؤرخ في 18أفريل ،2017ص 1235 .وما يليها).
102الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 31املؤرخ في 18أفريل ،2017ص.1444 .
32
4
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
دولة القانون
ّ
أساسيا لتجسيد الديمقراطية.103 تعتبر دولة القانون في القانون الدولي (بمعناه الواسع الذي يشمل القانون ّ
اللين )The soft lawعنصرا
ُ
تحيل دولة القانون إلى نظام تكون فيه السلطات العمومية خاضعة إلى منظومة قانونية ومنظومة قضائية تتسمان باالستقاللية ،وتسهر فيه الدولة باستمرار على
خاصة ،على القانون ،بحيث توجد قواعد تحكم العملية التشريعية لتكون عملية منفتحة ،شفافة ّ
ومعبرة عن أي فرد أو مؤسسة ،عمومية كانت أو ّ ضمان عدم ُع ّلو ّ
إرادة الشعب ،وتكون األعمال املنبثقة عنها منشورة ومتاحة للعموم .كما تفترض دولة القانون وجود منظومة تكون فيها العدالة الدستورية مضمونة.
التونسية أصدرت هذا الدستور بالخصوص من أجل تأسيس ّ تم اإلعالن في التوطئة على ّأن السلطة التأسيسية
وضع الدستور التون�سي أسس دولة القانون ،حيث ّ
ّ ّ ّ ّ
“نظام جمهوري ديمقراطي تشاركي ( )...تضمن فيه الدولة علوية القانون” .كما نص الفصل 2من الدستور في فقرته األولى على أن “تونس دولة مدنية ،تقوم على
املواطنة ،وإرادة الشعب ،وعلوية القانون”.
تتطلب د اسة ّ
معقدة وتحليال ّ ّ ّإن ّ
معمقا لإلطار القانوني الجاري به العمل ولسلوك مختلف الفاعلين من ذوات عمومية ر عملية تقييم مدى وجود دولة القانون
كيفية تعزيز دولة القانون في إطار هذا التقرير ستنحصر باألساس في مسألتين :مسألة إرساء ّ
والخاصة .ومتابعة ّ وخاصة ،ولكيفية سير مختلف املؤسسات العمومية
ّ
قضاء دستوري ضامن الحترام السلطة التشريعية ،التي تحظى بشرعية ديمقراطية ،ألحكام الدستور ،ومسألة التأطير القانوني للحاالت االستثنائية ،إذ أن هذين
العنصرين هما من العناصر التي جاء بها الدستور التون�سي لسنة 2014لتدعيم دولة القانون.
.1.IVالقضاء الدستوري
نص الدستور على إحداث محكمة دستورية (الفصول 118إلى )124ستتولى ّ
التثبت من مدى دستورية مشاريع القوانين والقوانين النافذة .104وطبقا للدستور يجب ّ
ّ
إصدار القانون املتعلق بتنظيم املحكمة الدستورية وضبط اإلجراءات املتبعة أمامها وتحديد الضمانات املمنوحة ألعضائها .كما نص الفصل 5-148من الدستور
(ضمن األحكام االنتقالية) على أن يكون إرساء املحكمة الدستورية في أجل أقصاه سنة من تاريخ االنتخابات التشريعية ( 26أكتوبر .)2014
املتعلق باملحكمة الدستورية في 3ديسمبر ( 2015القانون األسا�سي عدد 50لسنة .)2015وهو ّّ وقد ّ
نص يضبط اإلطار القانوني لهذه املحكمة تم ختم القانون
ّ ّ
الجديدة ويحدد القواعد الضرورية إلرساء محكمة قادرة على العمل بشكل فعلي .وعموما يعتبر هذا القانون مصاغا بشكل ّ
جيد ومماثل للقوانين املتعلقة بغيرها من
ّ
والتحدي األكبر الذي ستواجهه املحكمة الجديدة يكمن في غياب املحاكم الدستورية في العالم .فقط بعض األحكام جاءت فيه غامضة وتحتاج إلى مزيد التوضيح.
ّ
تضمنت محكمة دستورية حقيقية .لذا ،سيكون على املحكمة الجديدة أن تؤسس مرجعي سابق :فاملنظومة القانونية التونسية لم يسبق وأن ّ
ّ فقه قضاء أو إطار
ّ ّ ى ى َ ُ ّ ن ّ
لفقه قضاء جديد ومبتكر حتى وإن كان بإمكانها أن تستأنس بمنطق القانو العام املعتمد من قبل محاكم أخر .ومن جهة أخر ،وبمجرد إرسائها ،قد تتلقى
ّ
املتعلقة بالدستورية .فمن الوارد ّ هاما من الطعون املتأتية ّ
املحكمة عددا ّ
جدا أن يقع إغراق املحكمة بالطعون خاصة من املحاكم العادية عبر املسائل التوقيفية
بشكل سريع.105
أهم النصوص التي تشير إلى دولة القانون ،قرار لجنة حقوق اإلنسان عدد 32/2005حول الديمقراطية ودولة القانون ،وتقرير األمين العام بشأن إعادة إقامة دولة القانون والعدالة خالل الفترة االنتقالية في املجتمعات التي هي في حالة صراع أو ما بعد 103من ّ
صراع .هذه النصوص ّ
تبين التوجه العام نحو جعل دولة القانون أحد مفاتيح إرساء ديمقراطية فعالة .كما يمكن ذكر مصادر أخرى من القانون الدولي حول هذه املسألة كالوثيقة النهائية للقمة العاملية لسنة ،2005وقرارات الجمعية العامة لألمم املتحدة الصادرة
تحت عنوان “تعزيز دولة القانون” واملعتمدة في 1998 ،1994 ،1993و ،2002وكذلك السلسلة الثانية من القرارات املتعلقة بـ “دولة القانون على الصعيدين الوطني والدولي” واملعتمدة في 2010 ،2009 ،2008 ،2007 ،2006و.2011
ّ ّ
104تبعا إلثارة أحد األطراف في النزاع ملسألة توقيفية تتعلق بالدفع بعدم الدستورية حسب مقتضيات الفصل 54من القانون االسا�سي املؤرخ في 3ديسمبر 2015املتعلق باملحكمة الدستورية.
105بخصوص هذه املسألة راجع تقرير التالي للمنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية“ :املحكمة الدستورية التونسية -تحليل مالمح املؤسسة بعد صدور القانون األسا�سي املؤرخ في 3ديسمبر ”2015
(.)https://democracy-reporting.org/wp-content/uploads/2018/04/DRI-TN-Rapport-Cour-Constitutionnelle_2015_ar.pdf
33
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
دولة القانون
ُ ّ
وعلى إثر املصادقة على القانون األسا�سي املتعلق باملجلس األعلى للقضاء فتح املجال إلرساء املحكمة الدستورية باعتبار ّأن أربعة من أعضاء املحكمة ينبغي أن يقع
ّ إال أن مجلس نواب الشعب ،الذي ّ ّ
يتعين عليه التدخل في مرحلة أولى لتعيين أربعة أعضاء باملحكمة الدستورية ،لم ينته بعد من تعيينهم من ِقبل املجلس املذكور.
َ ّ ُ
فرز
هذه العملية التي انطلقت منذ أشهر .حيث شرعت اللجنة التي أنشئت داخل املجلس منذ شهر جوان 2017وبطلب من الكتل البرملانية ،في الترشحات التي قدمت
ّ ّ ّ
نص على تدخل واملتعلق باملحكمة الدستورية ّ ّ
شرعيته ،نظرا لكون القانون األسا�سي املؤرخ في 3ديسمبر 2015 إلى املجلس .إال ّأن إحداث هذه اللجنة أمر مشكوك في
أي هيكل آخر في هذه العملية .وعلى ّتدخل ّّ
كل حال ،يبدو أن مهمة اللجنة الجلسة العامة دون سواها في عملية تعيين أعضاء املحكمة الدستورية ،مستبعدا بذلك
توصلت اللجنة أثناءسيتم عرضهم على تصويت مجلس نواب الشعب .وقد ّ ّ هينة نظرا لفشل مختلف الكتل البرملانية في بلوغ التوافق حول املترشحين الذين ليست ّ
ّ
وتتكون هذه القائمة محل توافق ،لعرضهم على تصويت الجلسة العامة بمجلس نواب الشعب. تضم ثمانية مترشحين ،مبدئيا ّ شهر نوفمبر 2017إلى ضبط قائمة ّ
ّ ّ ّ ّ ْ
جامعيين ومحام وثالثة قضاة ومترشحين من غير املختصين في القانون .كما يتبين من تقرير اللجنة أنه تم رفض ستة ترشحات لعدم استيفائها الشروط ْ ْ
أستاذين من
ّ
ثلثي أعضائه ،األمر الذي يتطلب من دون ّ
املطلوبة .106وسيكون مجلس نواب الشعب مطالبا بانتخاب أربعة من أعضاء املحكمة الدستورية بأغلبية ْ
شك إجراء
ّ َّ
للتوصل إلى اتفاق .ولئن نجح هذا األخير في انتخاب ّأول عضو باملحكمة الدستورية ،فقد باءت الجلساتّ مفاوضات بين مختلف القوى السياسية املمثلة في البرملان
الثالث املتتالية واملنعقدة النتخاب األعضاء الثالثة اآلخرين ،طبقا ألحكام الفصل 11من القانون األسا�سي املؤرخ في 3ديسمبر 2015املتعلق باملحكمة الدستورية،
بالفشل ،إذ يبدو ّأن بعض الكتل تراجعت عن التوافقات السابقة.
نص إلى البرملان لتنقيح قانون 3ديسمبر 2015سالف الذكر. عبر عدد من النواب ،وكذلك رئيس الحكومة ،عن عزمهم على تقديم مشروع ّ وعلى إثر هذا الفشلّ ،
ْ ّ
ويستهدف هذا التنقيح مجموعتين من األحكام وهي :من جهة ،األحكام املتعلقة باألغلبية املعززة املتمثلة في أغلبية الثلثين الالزمة النتخاب أعضاء املحكمة والتي
املتعلقة بدور الكتل النيابية في اختيار املترشحين للمحكمة الدستورية ،حيث ّ ّ ّ يتعين ،على ّ
ّ
يتعين أن تكون الترشحات حد رأيهم ،الحط منها .ومن جهة أخرى ،األحكام
لكل من يرغب في الترشح ،كما يجب أن يقع ترتيبها بعد ذلك حسب معايير موضوعية. حرة ومفتوحة ّ ّ
وبالنظر إلى تباين اآل اء القائم بين مختلف األطراف الفاعلة ،لن يكون من السهل إجراء هذا التنقيح .فالبعض لم ُيخف معارضته لهذا التعديل الذي جاء ،على ّ
حد ِ ر
رأيهم ،لتغيير قواعد اللعبة الجارية.
ّ
وأخيرا ،صادق مجلس الوزراء في جلسته املنعقدة يوم األربعاء 9ماي 2018والتي ترأسها رئيس الدولة على مشروع قانون أسا�سي يتعلق بتنقيح القانون عدد 50
ّ ّ
لسنة 2015املتعلق باملحكمة الدستورية .ووقعت إحالة املشروع على مجلس نواب الشعب في 15ماي 2018حيث ُس ّجل تحت عدد .2018/39إال ّأن هذا املشروع
ّ ّ ّ
النيابية في عملية اختيار املترشحين .ووفق ما األغلبية الالزمة النتخاب أعضاء املحكمة الدستورية دون املساس باألحكام املتعلقة بدور الكتل اقتصر على مراجعة
ّ ّ
جاء في املشروع ،أصبحت هذه األغلبية أغلبية مطلقة في الدورة الثانية من التصويت ،أما في الدورة الثالثة فيكفي الحصول على األغلبية البسيطة النتخاب عضو
املحكمة الدستورية.
قرر مكتب مجلس نواب الشعب إعادة فتح باب الترشحات للمحكمة الدستورية .كما ّ
تقررت إحالة مشروع القانون املذكور إلى اللجنة وفي أواخر شهر ماي ّ 2018
ّ ّ ّ ّ ّ املختصةّ ،
ّ
لكن أغلب النواب عبروا عن معارضتهم لهذا املشروع الذي يبدو أنه قد تم اليوم التخلي عنه. البرملانية
106يمكن االطالع على تقرير اللجنة على املوقع اإللكتروني ملجلس نواب الشعب عبر الرابط التالي>http://www.arp.tn/site/main/AR/docs/rapport_electorale.pdf< :
املتعلق بالروزنامة عبر الرابط التالي >http://www.arp.tn/site/main/AR/docs/cour_const/ouv_cand.pdf< :وتجدر اإلشارة إلى ّأن الجلسة ّ ّ
العامة املبرمجة يوم 10أفريل لم تنعقد. 107يمكن االطالع على البالغ
سيتم عرضهم على التصويت في الجلسة العامة ملجلس نواب الشعب.ّ املدة النيابية الحالية .فإلى ّ
حد نهاية شهر أفريل فشلت الكتل البرملانية الكبرى في التوافق على املرشحين الذين 108يبدو أنه سيكون من الصعب تركيز املحكمة الدستورية قبل نهاية ّ
لحثه على استكمال إرساء الهيئات املنصوص عليها في الدستور ،وعلى أسها املحكمة الدستورية ،قبل نهاية ّ ّ وعلى ّ
املدة النيابية الحالية. ر حد علمنا ،تنوي الرابطة التونسية لحقوق اإلنسان تقديم خارطة طريق ملجلس نواب الشعب
34
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
دولة القانون
وفي انتظار إرساء املحكمة الدستورية ،تم بتاريخ 18أفريل 2014إنشاء هيئة وقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين وذلك بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 14
نص عليه الفصل 7-148من الدستور.109لسنة 2014طبقا ملا ّ
منذ إحداثها وإلى ّ
حد 31مارس ،2019أصدرت الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين 44قرارا ( 11قرارا خالل سنة 2014و 4خالل سنة 2015و 7خالل
سنة 2016و 15خالل سنة 2017و 7قرارات خالل سنة ،2018ولم يصدر ّ
أي قرار في الفترة الفاصلة ما بين غرة جانفي و 31مارس )2019دون احتساب قراراتها
ّ
املتعلقة بالتمديد في آجال ّ
البت وذلك بشأن مشاريع قوانين مختلفة.110
ضد أحكام مشروع القانون االنتخابي املصادق عليه في ماي 2014 الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين لم ّ
تبت في الطعن الذي ُو ّجه ّ ّ ّإن الهيئة
رسمي أسباب امتناعها عن ّ
ّ املتعلقة بمنع العسكريين وأعوان قوات األمن الداخلي من التصويت .ولم ّ ّ
البت في هذا الطعن .وكذلك توضح الهيئة بشكل
ّ
الشأن بالنسبة لقرارها عدد 2016/1الذي أحالت بمقتضاه مشروع القانون األسا�سي املتعلق باملجلس األعلى للقضاء إلى رئيس الجمهورية بسبب عدم
ّ تبت أيضا في الطعن بعدم دستورية مشروع القانون األسا�سي ّ الحصول على األغلبية املطلقة .كما ّأن الهيئة لم ّ
املنقح للقانون األسا�سي املتعلق باملجلس
ّ
املرة بسبب عدم توفر النصاب القانوني كما ّ
األعلى للقضاء املؤرخ في 28أفريل 2016لكن هذه ّ
تم توضيحه أعاله (انظر القرار عدد 2017/1املؤرخ في
ّ
11أفريل 2017سالف الذكر) .وأخيرا ،قامت الهيئة في قرارها عدد 2017/8املؤرخ في 17أكتوبر 2017بخصوص مشروع القانون األسا�سي املتعلق
باملصالحة في املجال اإلداري ،بإحالة املشروع املذكور مرة أخرى إلى رئيس الجمهورية دون البت في الطعن لعدم بلوغ األغلبية املستوجبة في القانون.111
قطعية من خالل هذه األمثلة باعتبار ّأن األسباب الحقيقية لعدم البت في هذه الطعون غير معلومة ،إال ّأن الطبيعة ّ ويصعب القيام باستنتاجات
ّ
املزدوجة للمسائل املطروحة على أنظار القا�ضي الدستوري التي تتسم بصبغة قانونية وسياسية في اآلن نفسه ،من شأنها أن تعرض املحكمة الدستورية
إلى ضغوطات القوى السياسية النافذة في وقت ما.
ن
القانو� للحاالت االستثنائية التأط� .2.IV
ي ي
ّ
تمر الدولة بوضعية خطرة (كحالة حرب مثال) ّيتجه الحكم الديمقراطي نحو التقلص ويمكن أن يقع تعليق العمل بحقوق اإلنسان بما فيها الحقوق السياسية
حين ّ
أو التشديد في تقييدها من أجل مواجهة هذا الوضع .ولئن كان القانون الدولي يعترف بضرورة اعتماد إطار قانوني استثنائي في مثل هذه الحاالت ،فهو يرفض
استغالل السلطة التنفيذية لهذا الوضع التخاذ إجراءات اعتباطية.112
ونص على جملة من الضمانات لتفادي إمكانية ّالتخاذ تدابير استثنائية ّ ّ عرف الفصل 80من الدستور التون�سي حالة االستثناء ّ
ّ
تعسف السلطة التنفيذية.113 املبررة
ّ
وهنالك أمر (عدد 50لسنة )1978صادر في 26جانفي 1978ينظم حالة الطوارئ (حسب عنوان هذا األمر) .وقد صدر هذا األمر بناء على الفصل 11446من
ّ ّ الدستور التون�سي لسنة 1959الذي ّ
تبرر اتخاذ التدابير االستثنائية بشكل مماثل ملا نجده في الفصل 80من دستور .2014 يعرف حالة االستثناء التي
مرة اإلعالن استمرت دون انقطاع في البالد التونسية منذ شهر نوفمبر 1152015إلى 31مارس .2019وطيلة هذه الفترة وقع في ّ
كل ّ ّ وتجدر اإلشارة إلى أن حالة الطوارئ
ّ ّ ّ ّ ّ عن حالة الطوارئ ّ
ملدة شهر واحد ّ
ثم التمديد فيها ملدة أشهر ،وبانتهاء أجل التمديد يتم اإلعالن عن حالة الطوارئ مجددا ملدة شهر واحد ثم التمديد فيها وهكذا دواليك.
+
تم بمقتضاه اعالن حالة الطوارئ هو األمر عدد 25لسنة 2019املؤرخ في 4فيفري ّ . 1162019
ثم جاء األمر الرئا�سي عدد 35لسنة وآخر أمر رئا�سي ّ
2019املؤرخ في 6مارس 2019ليمدد في حالة الطوارئ ّ
ملدة شهر ابتداء من 7مارس 2019إلى 5أفريل ( 2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 20
املؤرخ في 8مارس .)2019
ّ 109تجدر اإلشارة إلى أنه قبل إحداث الهيئة الوقتية املذكورةّ ،
الشرعية وال ملبدأ الدستورية ،قبلت مراقبة دستورية القوانين عن طريق الدفع مستندة في ذلك إلى غياب هيكل مكلف بمراقبة ّ فإن املحكمة اإلدارية ،وعلى الرغم من ّانها تعتبر نفسها ضامنة ملبدأ
دستورية القوانين.
ّ ّ ّ
املتجددة ،مشروع قانون املالية لسنة ،2015مشروع القانون املتعلق باملجلس االعلى للقضاء ،مشروع قانون املالية لسنة ،2016مشروع القانون املنقح للقانون األسا�سي 110مشروع القانون االنتخابي في ،2014مشروع القانون املتعلق بإنتاج الكهرباء من الطاقات
عدد 34لسنة 2016املؤرخ في 28أفريل 2016واملتعلق باملجلس األعلى للقضاء ،مشروع القانون املتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات في ،2018إلخ.
ّ ّ
111قرار الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين عدد 8/2017املؤرخ في 17أكتوبر 2017املتعلق بمشروع القانون األسا�سي عدد 2015/49املتعلق باملصالحة في املجال اإلداري ،الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 85املؤرخ في 24أكتوبر ،2017
ص 3623 .وما يليها.
الخاص بالحقوق املدنية والسياسية بهذا الشأن على سبع حقوق أساسية ال يمكن لإلطار القانوني االستثنائي أن تؤول إلى خرقها .راجع: ّ نص العهد الدولي ّ 112
)« Principes de Syracuse », page 12 (http://www.refworld.org/cgi-bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=4933d0a72
ّ
للتصرف في مثل هذه األوضاع. ّ
تتضمن توصيات إجرائية وموضوعية بأي حال من األحوال .إضافة إلى االتفاقية األوروبية لحقوق االنسان والتزامات منظمة األمن والتعاون بأوروبا التيعدد امليثاق العربي لحقوق االنسان 14إجراء حمائيا ال يمكن مخالفته ّ كما ّ
ّ
113الفصل 80من الدستور“ :لرئيس الجمهـورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الوطن أو أمن البالد أو استقاللها ،يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة ،أن يتخذ التدابير التي تحتمها تلك الحالة االستثنائية ،وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس
نواب الشعب وإعالم رئيس املحكمة الدستوريةُ ،وي ِعل ُن عن التدابير في بيان إلى الشعب.
حل مجلس نواب الشعب كما ال يجوز تقديم الئحة لوم ويجب أن تهدف هذه التدابير إلى تأمين عودة السير العادي لدواليب الدولة في أقرب اآلجالُ ،ويعتبر مجلس نواب الشعب في حالة انعقاد دائم طيلة هذه الفترة .وفي هذه الحالة ال يجوز لرئيس الجمهورية ّ
ضد الحكومة.
البت في استمرار الحالة االستثنائية من عدمه .وتصرح املحكمة بقرارها عالنية في أجل أقصاه عهد إلى املحكمة الدستورية بطلب من رئيس مجلس نواب الشعب أو ثالثين من أعضائه ُّ �ضي ثالثين يوما على سريان هذه التدابير ،وفي كل وقت بعد ذلكُ ،ي َ وبعد ُم ّ
خمسة عشر يوما.
ُوينهى العمل بتلك التدابير بزوال أسبابها .ويوجه رئيس الجمهورية بيانا في ذلك إلى الشعب”.
114الفصل 46من دستور “ :1959لرئيس الجمهورية في حالة خطر داهم مهدد لكيان الجمهورية وأمن البالد واستقاللها بحيث يتعذر السير العادي لدواليب الدولة اتخاذ ما تحتمه الظروف من تدابير استثنائية (.”)...
تعرضت إليه حافلة تابعة للحرس الرئا�سي بتونس العاصمة يوم 24نوفمبر .2015 115وذلك على إثر عملية التفجير الذي ّ
116الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 11املؤرخ في 5فيفري ،2019ص.312 .
35
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
دولة القانون
مدة هذا التمديد األخير من خالل التصريحات التي أدلى بها رئيس الجمهورية خالل اجتماع مجلس األمن القومي املنعقد يوم 11مارس .2019 ويمكن تفسير قصر ّ
ّ
التصرف في إطار
ّ ّ حيث ّأكد ّأنه لن ّ
يمدد بعد يوم 4أفريل القادم في فترة حالة الطوارئ باعتبار أن أمر 26جانفي 1978سالف الذكر غير دستوري وأنه لم يعد يقبل
غير دستوري.117
ّ
يتضمن ّ
أي ويمنح األمر املؤرخ في 26جانفي 1978املنظم لحالة الطوارئ السلطات العمومية صالحيات تكاد تكون غير محدودة .حيث ّأن الفصل الثالث منه لم
ّ
تأطير إلجراء التمديد في حالة الطوارئ واكتفى بالتنصيص على أنه “ال يمكن التمديد في حالة الطوارئ إال بأمر آخر يضبط مدته النهائية”.
ّ
النص املنظم لحالة الطوارئ (األمر عدد 50لسنة )1978في تونس؟ والسؤال املطروح هنا هو التالي :ما هو األساس الدستوري الذي يقوم عليه
يعرف الظروف االستثنائية بالخطر استندت األوامر الرئاسية األولى املتعلقة باإلعالن عن حالة الطوارئ أو التمديد فيها صراحة إلى الفصل 80من الدستور الذي ّ
ّ
الداهم الذي يهدد “كيان الوطن أو أمن البالد أو استقاللها ،يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة” .لكن يبدو ّأن وصف عمليات إرهابية محددة وموجهة لهدف
ّ ّ
(كالعملية التي حصلت في نوفمبر ،)2015مهما كانت خطورتها ،باألحداث املؤدية إلى خطر داهم على معنى الفصل 80من الدستور يبقى أمرا قابال للنقاشّ .أماّ ّ
معين
ّ
األوامر الرئاسية األخيرة املذكورة أعاله فهي لم تشر صراحة إلى الفصل 80بل اكتفت باالستناد إلى الفصل 77من الدستور الذي يخول لرئيس الجمهورية “اتخاذ
أي إشارة صريحة إلى الفصل 80 التدابير التي ّ
تحتمها الحالة االستثنائية ،واإلعالن عنها طبقا للفصل .”80وبالتالي ،حتى وإن لم ترد ضمن األوامر الرئاسية املعنية ّ
مما تبقى معه مسألة دستورية اإلعالن عن حالة الطوارئ مطروحة .وباإلضافة إلى ذلك ،فإنّ يضل السند الدستوري لإلعالن عن حالة الطوارئّ ، من الدستور ،فهو ّ
ّ ّ 118 ّ
محتوى هذا األمر مخالف في حد ذاته للفصل 80من الدستور ،حيث ورد بالفصل األول من األمر املذكور أنه “يمكن إعالن حالة الطوارئ بكامل تراب الجمهورية
أو ببعضه إما في حالة خطر داهم ناتج عن نيل خطير من النظام العام ،وإما في حصول أحداث تكت�سي بخطورتها صبغة كارثة عامة” ،في حين ّأن الخطر الداهم
معرف بشكل مختلف في دستور ( 2014وحتى في دستور .)1959 ّ
ّ
ويرى بعض الفقهاء ّأن هنالك خلط بين “الحالة االستثنائية” (موضوع الفصل 80من الدستور) و”حالة الطوارئ” كما نظمها األمر عدد 50لسنة .1978فحسب هذا
ّ
الرأي الفقهي ،من غير املمكن أن يكون الفصل 80من الدستور سندا دستوريا لحالة الطوارئ املعمول بها في البالد التونسية لكونها تتعلق بوضعية مختلفة عن تلك
ّ
النص صادر ّ
فإن األمر عدد 50لسنة 1978املنظم لحالة الطوارئ مازال يطرح مشكلة دستورية .إذ أن هذا املنصوص عليها في الفصل املذكور .وأخذا بهذا الرأيّ ،
ّ
مؤطرة بمقت�ضى ّ عن السلطة التنفيذية (أمر صادر عن رئيس الجمهورية سنة )1978في حين ّأنه يضع حدودا ّ
نص هامة للحقوق والحريات التي من املفترض أن تكون
ّ ّ ّ تشريعي .119وال وجود في الدستور ّ
قانونيا لهذا األمر املنظم لحالة الطوارئ. ألي أحكام أخرى يمكن أن تشكل سندا
ّ
النص الترتيبي الجاري به العمل في هذا املجال (األمر عدد 50لسنة 1978املنظم لحالة الطوارئ) ليس مطابقا للدستور. كل ما سبق يمكن أن نستنتج ّأن
استنادا إلى ّ
فهو من جهة ال يمكن أن يكون مؤسسا على الفصل 80من الدستور .كما أنه من جهة أخرى ،وعلى فرض أن األمر عدد 50لسنة 1978يتعلق بحالة مختلفة عن
يقيد بشكل كبير الحقوق والحريات يجب أن يرد ضمن قانون أسا�سي وليسالحالة االستثنائية موضوع الفصل ،80فإن اإلطار القانوني املنظم لحالة الطوارئ والذي ّ
ضمن أمر وذلك عمال بأحكام الفصلين 49و 65من الدستور.
ألغت الدائرة االبتدائية األولى باملحكمة اإلدارية بمقت�ضى حكم صادر في 2جويلية ( 2018القضية عدد ،150168حكم غير منشور) قرار وضع تحت
املتعلق بحالة الطوارئ .حيث اعتبرت املحكمة ّأن تقييد الحريات ّ ّ ّ
العامة يدخل في مجال اإلقامة الجبرية كان قد ات ِخذ استنادا إلى أمر 26جانفي 1978
نص تشريعي ،إلى األمر عدد 50لسنة 1978 فإن قرار الوضع تحت اإلقامة الجبرية املطعون فيه ال يمكن أن يستند ،بصفة ّأو ّلية وفي غياب ّ القانون وبالتالي ّ
ّ
وإال ألغي من قبل قا�ضي تجاوز السلطة النعدام السند القانوني .وهو ما آل في هذه القضية إلى اعتبار أمر 26جانفي 1978سالف الذكر غير دستوري.
ّ ّ
من املؤكد ّأن هذا الحكم له قيمة بيداغوجية ثابتة .إذ ّأن القا�ضي لم يكتف باملطعن املتعلق بانعدام السند القانوني للقرار املطعون فيه إللغائه ،بل أثار
ً
الضبطية ليصل إلى ّأن اإلجراء الضبطي موضوع الطعن (الوضع تحت اإلقامة الجبرية) لم يكن ضروريا لحفظ ّ كذلك شرط الصبغة الضرورية للتدابير
ّ
النظام العام الذي ّادعت اإلدارة أنه كان مهددا.
ولم يكن بإمكان القا�ضي أن يفعل خالف ذلك ،باعتبار ّأن اعتماد الحل املقابل ،أي االكتفاء بإلغاء القرار املطعون فيه استنادا إلى عدم دستورية األمر
ّ
عدد 50لسنة ،1978قد يؤدي إلى فراغ قانوني يمكن أن يشكل خطرا على الحريات (في حالة التهديد الخطير للنظام العام) .وبالتالي ،يبدو ّأن الحكم
ّ ً
ضمنا بأن اإلدارة ال يمكنها أن تلتزم الصمت في حالة اإلخالل الجسيم بالنظام العام ،ولو في غياب ّ
املشرع قد نص تشريعي ،ألن تدخل املذكور قد قبل
ّ ّ ّ
يتأخر .وتبعا لذلك يمكن قراءة هذا الحكم على أنه يحمل في طياته دعوة موجهة إلى املشرع للتدخل لتنظيم حالة الطوارئ طبق مقتضيات الفصلين 65
و 49من دستور 27جانفي .2014
ّ
املمتدة من 6أفريل إلى 5ماي ( 2019األمر الرئا�سي عدد 53لسنة ،2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 28املؤرخ في 5أفريل .)2019 117رغم ذلك أعلن رئيس الجمهورية بتاريخ 5أفريل ّ 2019
مجددا عن حالة الطوارئ للفترة
118وقد كان األمر كذلك أيضا مع الفصل 46من دستور .1959
ّ ّ ّ ّ 119حسب الفصل 65من الدستور ّ
وخاصة حين يتعلق األمر بتقييد هذه الحقوق ،ينبغي أن يكون التأطير القانوني للحاالت “تتخذ شكل قوانين أساسية النصوص املتعلقة باملسائل التالية )...( :الحريات وحقوق اإلنسان ( .”)...وبالتالي فإنه في مجال حقوق االنسان،
االستثنائية بمقت�ضى قانون أسا�سي.
36
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
دولة القانون
ّ
الخاص بالحاالت االستثنائية طبقا ألحكام الدستور. نص تشريعي لضبط النظام القانونيسن ّ ولم يقع تطبيق الدستور في هذا الخصوص ،وقد يكون من األنسب ّ
ّ ّ ّ
تقدمت مجموعة من النواب بمقترح قانون أسا�سي تحت عدد 73/2016يتعلق بتنظيم حالة الطوارئ . 120ويتبين من وثيقة شرح األسباب املرفقة بهذا املقترح أنه
يهدف إلى ضمان مالءمة اإلطار التشريعي املنظم لحالة الطوارئ لألحكام الدستورية ووضع ّ
حد للخلط القائم بين مفهومي حالة الطوارئ والحالة االستثنائية.
ّ
+في اآلونة األخيرةّ ،تمت إحالة مشروع قانون أسا�سي عدد 91/2018يتعلق بتنظيم حالة الطوارئ إلى مجلس نواب الشعب بتاريخ 30نوفمبر .2018وفي حال
ّ ُ
كل لبس ُممكن بين حالة االستثناء (الفصل 80من الدستور) وحالة اعتماد هذا املشروع سيؤول ذلك إلى إلغاء العمل بأمر 26جانفي 1978املذكور أعاله ورفع
ّ
عتبر من الناحية الشكلية مطابقا للدستور الذي جعل الحد من الحقوق والحريات من مجال الطوارئ .وباعتبار ّأن هذا املشروع قد ورد في شكل قانون أسا�سي فهو ُي َ
نص عليه الفصل 65في فقرته الثانية .لكن على مستوى املضمون ،يحتوي هذا املشروع على بعض األحكام التي تطرح إشكاال من حيث دستوريتها. القانون حسب ما ّ
ملدة يمكن أن تصل إلى ستة أشهر .ويرى العديد من املالحظين أن هذه ّ
املدة فمن ناحية أولى ،وقع التنصيص على ّأن اإلعالن عن حالة الطوارئ ّ
يتم بأمر رئا�سي ّ
بمجرد استشارة مجلس األمن القومي الذي يرأسه رئيس الجمهورية أي صاحب األمر موضوع وأن األمر الرئا�سي املُ ِعلن عن حالة الطوارئ ُي ّتخذ ّ
طويلة للغاية ،خاصة ّ
املطولة لحالة الطوارئ قابلة للتمديد ملدة ثالثة أشهر وفق نفس إجراءات إصدار أمر اإلعالن عن حالة الطوارئ أي فإن هذه ّ
املدة ّ االستشارة .وباإلضافة إلى ذلك ّ
املرة برفع تقرير إلى رئيس مجلس نواب الشعب إلعالمه بأسباب التمديد وهي ّ
شكلية تبدو بعد استشارة مجلس األمن القومي ،لكن مع إلزام رئيس الجمهورية هذه ّ
ّ
غير كافية .ومن ناحية ثانية ،منح مشروع القانون للوالي ولوزير الداخلية صالحيات واسعة للحد من الحريات األساسية :كفرض قيود على حرية التنقل ،تسخير
األشخاص واملمتلكات ،منع الحق في اإلضراب ،منع االجتماعات والتجمعات واملواكب واملظاهرات ،تحجير اإلقامة والوضع تحت اإلقامة الجبرية ،فرض الرقابة
اإلدارية ،استرجاع جواز السفر ،اعتراض االتصاالت ،القيام بعمليات تفتيش للمحالت ،وتعليق نشاط الجمعيات .في معظم الحاالت تكون السلطة اإلدارية مطالبة
تم التنصيص على عقوبات سالبة للحرية تجاه األشخاص الذين ال يمتثلون للتدابير الصادرة عن السلطة اإلدارية فقط بإعالم وكيل الجمهورية .ومن ناحية أخيرةّ ،
ُ ّ
أثناء حالة الطوارئ .كما ّأن األسس التي تقوم عليها هذه التدابير ،واملتمثلة في حفظ األمن والنظام العام ،ت َعد من املفاهيم ذات املحتوى ّ
ّ
املتغير وغير الواضح .وإذا
ّ
يشكل تهديدا ّ
للحريات. الجدية ،يمكن القول ّإن مشروع القانون ،لو ّتمت املصادقة عليه كما هو ،قدّ أضفنا إلى ذلك غياب الضمانات
إلى ّ
حد 31مارس ،2019لم تتم بعد املصادقة على مشروع القانون األسا�سي عدد 91/2018املتعلق بتنظيم حالة الطوارئ.
http://www.anc.tn/site/servlet/Fichier?code_obj=95193&code_exp=1&langue=1 120
37
5
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
ّ ّ
يمثل ّ
رئيسيتين وعنصرين أساسيين للديمقراطية .وهو ما تؤكده التصريحات الرسمية العديدة حول الديمقراطية والتي كل من واجب املحاسبة والشفافية “ركيزتين
ّتمت املصادقة عليها من طرف مختلف الفاعلين الدوليين”. 121
.1.Vواجب المحاسبة
األول في وجوب ّ ّ
يتمثل البعد ّ يفترض واجب املحاسبة ّ
تحمل ّ
تحمل مسؤولية كل األطراف الفاعلة في الدولة مسؤولية قراراتها وأعمالها .وتقوم املحاسبة على بعدين.
ّ ّ ّ
األفعال أي إلزام األطراف الفاعلة في الدولة بمد العموم باملعلومات والتفسيرات حول أنشطتهم .أما البعد الثاني فهو يتعلق باملنظومة التي ينبغي أن ترافق واجب
املحاسبة حتى يقع احترامه بشكل فعلي ،أي اآلليات الكفيلة بجعل املعلومات املتأتية من الفاعلين في الدولة معلومات مفيدة بصفة فعلية ،ضمانا الحترام واجب
الخضوع للمساءلة.
كرس الفصل 15خضوع اإلدارة العمومية للمساءلة .ومن جهة أخرىّ ،
نصت تكرس واجب املحاسبة عديدة .إذ ّّإن األحكام الواردة في الدستور التون�سي والتي ّ
الفصول 88و 95و 96و 97من الدستور على مسؤولية رئيس الجمهورية والحكومة تجاه السلطة التشريعية ،ال سيما من خالل الئحة اإلعفاء ومسؤولية الحكومة
أمام البرملان وتوجيه األسئلة والئحة اللوم والتصويت على الثقة.
ّ ّ
املتعلقة باملحاسبة ،حيث ّ وقد ّ
كرس في بابيه التاسع والعاشر ،املتعلقين على التوالي بمراقبة تعرض النظام الداخلي ملجلس نواب الشعب إلى هذه اآلليات الدستورية
الخاصة برئيس الجمهورية ،التصويت على منح الثقة واألسئلة التي يمكن توجيهها للسلطة التنفيذية وجلسات الحوار مع الحكومة ّ العمل الحكومي وبالجلسات
والئحة اللوم وتصويت على الثقة وإعفاء رئيس الجمهورية.
ّ ّ ّ ّ
الخاصة على الرقابة املسلطة على نشاط الحكومة من قبل اللجان البرملانية. وينص الفصل 93من النظام الداخلي املتعلق باختصاصات اللجان
ّ
باإلضافة إلى ذلك يمكن ،عمال بأحكام الفصول 97إلى 100من النظام الداخلي ،إحداث لجان تحقيق برملانية تتولى القيام بأعمال استقصائية وفق سلطتها
كل سنة إحداث لجنة تحقيق .كما يمكن للجان التحقيق أن تستجوب السلطتين التنفيذية والتشريعية .وتعتبر ّ
كل هذه األحكام التقديرية .فيمكن للمعارضة في ّ
الواردة في النظام الداخلي للمجلس من قبيل التطبيق ملقتضيات الدستور في هذا املجال.
ّ ّ ُ وقد ّ
تلقى مجلس نواب الشعب مقترحين تشريعيين ق ّدما من طرف ّنواب ،يتعلق ّأولهما بتنظيم اللجان البرملانية (عدد ،)20/2016في حين يتعلق املقترح الثاني عدد
55/2016بمسألة أكثر خصوصية وهي مسألة لجان التحقيق برملانية .ويهدف املقترحان إلى تحسين تنظيم عمل هذه اللجان والتوسيع في صالحياتها .لكن ،وبقطع
النظر عن ضرورة تحسين صياغتهما ،يبقى السؤال مطروحا بخصوص معرفة ما إذا كانت هذه املادة تندرج في مجال القانون .حيث يرى بعض املختصين ّأن الفصل
121انظر املذكرة اإلعالمية عدد 47الصادرة عن املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية في مارس >http://democracy-reporting.org/newdri/wp-content/uploads/2016/03/dri-tn_bp_47_ar.pdf< :2014
38
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
واجب المحاسبة والشفافية
تم بعث لجنة تحقيق أخرى ،وذلك في أواخر شهر جانفي ،2017للتحقيق حول شبكات التجنيد التي تورطت في تسفير الشباب التون�سي إلى مناطق القتال كما ّ
وخاصة إلى سوريا .وإلى ّ
حد 31مارس 2019لم تنه اللجنة أشغالها.
ّإن محاسبة السلطات اإلدارية والسياسية ليست مساءلة سياسية فحسب ،إذ يمكن االحتجاج بها أيضا أمام مختلف املحاكم ،كاملحكمة اإلدارية أو دائرة املحاسبات
أو دائرة الزجر املالي .فالسلطات اإلدارية ،على وجه الخصوص ،خاضعة للمحاسبة أمام العديد من الهياكل التفقدية والرقابية املنبثقة عن اإلدارة.
ّ
على مستوى اإلدارة ،يمكن اعتبار األمر عدد 4030لسنة 2014املؤرخ في 3أكتوبر 2014املتعلق باملصادقة على مدونة سلوك وأخالقيات العون العمومي من ّأول
تم التنصيص على واجب املحاسبة صلب األمر املذكور وتعريفه كاآلتي: النصوص التطبيقية الواضحة لقاعدة محاسبة اإلدارة العمومية املكرسة في الدستور .وقد ّ
“خضوع الذين يتولون الوظائف العمومية للمساءلة القانونية أو اإلدارية أو األخالقية إزاء قراراتهم وأعمالهم سواء املحاسبة األفقية (مسؤولية املوظف العمومي
أمام جهات أخرى موازية) أو العمودية (مسؤولية املوظف العمومي أمام ناخبيه وهيئته املرجعية ،وتجاه املواطنين)”.
ّ ُ َ
كما ّأن التنقيح املدخل بمقت�ضى األمر الحكومي عدد 1072لسنة 2016املؤرخ في 12أوت 2016على األمر عدد 147لسنة 1993املؤرخ في 18جانفي 1993املتعلق
بإحداث فريق “املواطن الرقيب” من أجل تعزيز الصالحيات املوكولة لهذا الفريق ،من شأنه أن ُيسهم في دعم الجهود املبذولة لجعل املرافق العمومية ّ
تتحمل ِ
ّ
مسؤولياتها.
.2.Vالشفافية
ّ
الخاص بالحقوق املدنية والسياسية .ولتقييم مدى يختلط مفهوم الشفافية بالحق في املعلومة .وتجد الشفافية ركيزتها باألساس في الفصل )2(19من العهد الدولي
ّ
وباألخص تلك التي بحوزة الحكومة. احترام هذا املبدأ ،ينبغي النظر في االلتزام اإليجابي املحمول على الدول لضمان النفاذ إلى املعلومة
كرس الفصل 15من الدستور واجب الشفافية املحمول على اإلدارة العمومية ّ
ونص الفصل 32على الحق في املعلومة وفي النفاذ إليها. ّ
ّ
املتعلق ّ
بحق النفاذ إلى املعلومة (القانون عدد 22لسنة 2016املؤرخ في 24مارس .)2016ولم يكن مسار إعداد صادق مجلس نواب الشعب على القانون األسا�سي
39
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
واجب المحاسبة والشفافية
هذا القانون يسيرا ،وذلك بسبب صعوبة ضبط حدود ملمارسة هذا ّ
الحق.126
وقد دخل هذا القانون حيز النفاذ بعد مرور سنة من تاريخ نشره بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ،أي في 29مارس .2017ومن بين أكثر األحكام الواردة في القانون
حق النفاذ إلى املعلومة (الفصل 24من القانون) .ففي البداية كان الفصل 24من مشروع القانون ّ ّ
املتعلقة بحاالت استثناء ّ
ينص على املجاالت والتي أثارت جدال تلك
ّ ّ
(األمن ،الدفاع الوطني ،املصالح االقتصادية للدولة ،املصالح التجارية املشروعة للهياكل الخاضعة لحق النفاذ ،إلخ ).التي يمكن أن يتم فيها رفض النفاذ إلى املعلومة
إال ّأن الفصل 24في صيغته املصادق عليها ّ ّ
نص على معايير تناوبية لتبرير رفض مطلب النفاذ إلى املعلومة .فالحق في النفاذ إلى املعلومة مع مراعاة بعض الشروط.
تتعهد بها هيئة أخرى وهي :الهيئة الوطنية لحماية املعطيات الشخصية. خاصة الحماية املستوجبة على املعطيات الشخصية والتي ّ يجب أن تراعى فيه ّ
ّ ّ
يتضمن اإلطار القانوني لحماية املعطيات الشخصية اليوم القانون األسا�سي عدد 63لسنة 2004املؤرخ في 27جويلية 2004املتعلق بحماية املعطيات
ّ
ذات الصبغة الشخصية ،127واألمر عدد 3003لسنة 2007املؤرخ في 27نوفمبر 2007املتعلق بضبط طرق سير الهيئة الوطنية لحماية املعطيات
ّ
الشخصية ،128واألمر عدد 3004لسنة 2007املؤرخ في 27نوفمبر 2007املتعلق بضبط شروط وإجراءات والتصريح والترخيص ملعالجة املعطيات
تم توضيحه في مذكرة شرح الشخصية .129وقد أصبح هذا اإلطار القانوني في حاجة إلى إصالحات عميقة ،ال سيما تحت تأثير القانون األوروبي ،كما ّ
ّ
األسباب املرافقة ملشروع القانون األسا�سي عدد 2018/25املتعلق بحماية املعطيات الشخصية .إضافة إلى تعزيزه لصالحيات الهيئة الجديدة لحماية
تم التنصيص يتضمن مشروع القانون قسما حول ّ
الحق في النفاذ إلى املعطيات الشخصية ّ ّ ّ
عمومية مستقلة، ّ
ستتحول إلى هيئة املعطيات الشخصية التي
فيه على اختصاص هيئة حماية املعطيات الشخصية بالنظر في النزاعات املتعلقة بممارسة الحق في النفاذ املباشر إلى املعطيات الشخصية (الفصل .)18
وهو ما من شأنه أن يخلق حاالت تنازع اختصاص بين هيئة حماية املعطيات الشخصية وهيئة النفاذ إلى املعلومة.
مستقلة جديدة ّ
تتمتع بالشخصية القانونيةّ ، ّ
تسمى “هيئة النفاذ إلى املعلومة” .ويكون أعضاء هذه وما يلفت االنتباه أيضا في هذا القانون هو إحداثه لهيئة عمومية
ومعينين من قبل رئيس الحكومة ّ
ملدة ستة سنوات غير قابلة للتجديد ،ويؤدون اليمين أمام رئيس الجمهوريةُ .وي َحال الهيئة منتخبين من طرف مجلس نواب الشعب ّ
ّ كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة .وتكمن ّ
املهمة الرئيسية للهيئة في البت في حاالت رفض التقرير السنوي الذي ّ
تعده الهيئة على ّ
مطالب النفاذ إلى املعلومة وتكون قراراتها قابلة لالستئناف أمام املحكمة اإلدارية.
ّ
وحسب القانون املتعلق بالنفاذ إلى املعلومة ،تشرع الهيئة في ممارسة مهامها في أجل أقصاه سنة من تاريخ نشر القانون املحدث لها ،أي يوم 29مارس 2017كحد
ُّ
ويتكون مجلس الهيئة من تسعة ( )9أعضاء منتخبين باألغلبية املطلقة ألعضاء مجلس نواب الشعب .وقد كل َفت لجنة خاصة بمجلس نواب الشعب بفرز ّ أق�صى.
ّ ّ 130 ّ ّ
الترشحات قبل عرضها على النواب في جلسة عامة .واستغرقت عملية فرز الترشحات مدة زمنية مطولة ،لكن تمكن املجلس في نهاية املطاف من انتخاب أعضاء
الهيئة ورئيسها بتاريخ 18جويلية ّ .2017
وتم إثرها تعيينهم بمقت�ضى األمر الحكومي عدد 918لسنة 2017املؤرخ في 17أوت 1312017وشرعت الهيئة في ممارسة
مهامها.132
ّ
كما صادق مجلس نواب الشعب على القانون األسا�سي عدد 10لسنة 2017املؤرخ في 7مارس 2017املتعلق باإلبالغ عن الفساد وحماية املبلغين .133ويضبط هذا
ّ ّ ّ
القانون إجراءات وشكليات اإلبالغ عن الفساد في القطاع العام والقطاع الخاصّ .أما الهياكل العمومية املعنية بتطبيق هذا القانون فهي متعددة جدا .وقد حددها
القانون كاآلتي:
nرئاسة الجمهورية واملؤسسات التابعة لها،
nمجلس نواب الشعب،
nرئاسة الحكومة ومختلف الهياكل الخاضعة إلشرافها،
nاملجلس األعلى للقضاء وجميع الهيئات القضائية،
nاملحكمة الدستورية،
nالهيئات الدستورية املستقلة،
nالوزارات وكتابات الدولة ومختلف الهياكل الخاضعة إلشرافها،
nالبنك املركزي التون�سي،
نص املشروع ّ
مجددا إلى البرملان بعد أن قامت بتعديله. ثم أعادت السلطة التنفيذية ّ 126في 3جويلية 2015قامت الحكومة بسحب مشروع القانون على إثر التنقيحات التي أدخلتها عليه لجنة الحقوق والحريات والعالقات الخارجيةّ .
127الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 61املؤرخ في 30جويلية ،2004ص 1988 .وما يليها.
128الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 96املؤرخ في 30نوفمبر ،2007ص 4038 .وما يليها.
129الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 96املؤرخ في 30نوفمبر ،2007ص 4039 .وما يليها.
تتمكن من التداول ومن ّ ّ ّ ّ ّ
البت املختصة التابعة ملجلس نواب الشعب لم 130أسباب هذا التأخير عديدة .إذ يبدو أنه لم يقع تلقي عدد كاف من املترشحين الذين يستجيبون للشروط القانونية املتعلقة ببعض أصناف األعضاء بمجلس الهيئة .كما يبدو أن اللجنة
بشأن بعض الترشحات وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني .وتجدر اإلشارة إلى أن بعض املترشحين الذين رفضت مطالبهم قد رفعوا دعاوى أمام املحكمة اإلدارية.
131الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 68املؤرخ في 25أوت ،2017ص.2761 .
تمكنت الجمعية ّ ّ
املدعية من 132أصدرت هيئة النفاذ إلى املعلومة قرارها األول في 1فيفري 2018بمناسبة نزاع بين جمعية تنشط في مجال الدفاع عن مصالح سائقي سيارات األجرة “التاك�سي” من جهة ووالي املهدية من جهة أخرى .وحسب ما جاء في هذا القرار،
ّ املدعية نسخة من محاضر اجتماعات اللجنة الجهوية للنقل التابعة للوالية ّ وجهت الهيئة إلى الوالي إلزاما بتسليم الجهة ّ
القضية ،حيث ّ
ّ
(نص القرار متوفر على صفحة الفايسبوك التابعة للهيئة .)https://www.facebook.com/INAITN :ومنذ ذلك الحين كسب
أصدرت الهيئة عدة قرا ات أخرى كانت عموما في ّاتجاه االعتراف للطالب ّ
بحقه في النفاذ إلى املعلومة. ر
133الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 20املؤرخ في 10مارس ،2017ص 765 .وما يليها.
40
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
واجب المحاسبة والشفافية
ّ
وقد صادق مجلس نواب الشعب على القانون األسا�سي عدد 46لسنة 2018املؤرخ في 1أوت 2018املتعلق بالتصريح باملكاسب واملصالح وبمكافحة اإلثراء غير
املشروع وتضارب املصالح.136
ّ
ويمثل هذا القانون األسا�سي ّ
نصا بالغ األهمية .فهو يأتي الستكمال اإلطار التشريعي الرامي إلى دعم الحوكمة الرشيدة ومحاربة الفساد .ويهدف القانون من خالل ما
ورد في فصله ّ
األول إلى “دعم الشفافية وترسيخ مبادئ النزاهة والحياد واملساءلة ومكافحة اإلثراء غير املشروع وحماية املال العام”.
تضم 37فئة من األشخاص املعنيين بالتصريح على املكاسب واملصالح: املشرع في الفصل 5منه قائمة ّ
ّ ويعتبر مجال تطبيق هذا القانون واسعا نسبيا .إذ ضبط
ّ ُ
األشخاص الذين يشغلون وظائف عليا وأعضاء املجلس األعلى للقضاء والقضاة وأعضاء الهيئات الدستورية املستقلة والوزراء وكتاب الدولة والوالة واملعتمدون
فإن هذه القائمة وردت على سبيل الذكر باعتبار ّأن الفصل 5يلزم بالقيام بالتصريح على املكاسب واملصالح “بصفة عامة كلوكتبة املحاكم ،إلخ .وأكثر من ذلكّ ،
ّ
تنص القوانين والتراتيب املنظمة ملمارسة وظيفته على واجب التصريح باملكاسب واملصالح”ّ .أما الهياكل املسؤولة على تحقيق هذه األهداف فهي متنوعة :هيئة
من ّ
ّ
الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد 137ومحكمة املحاسبات واملحاكم الجزائية .ووردت العقوبات الجزائية مشددة ،بحيث يمكن أن تصل إلى العقوبات السالبة
للحرية وأن تطال األشخاص االعتباريين (خطايا مالية ،اإلقصاء من الصفقات العمومية ،إلخ.).
التصريح في بعض التشريعات املقارنة ،على غرار سحب املشرع التون�سي واجب التصريح باملصالح واملكاسب على أصناف من املوظفين واملهنيين ال تخضع إلى مثل هذا ّ
ُ كتبة املحاكم والصحفيين ،إلخ .138كما يطرح التساؤل بخصوص معرفة ما إذا ستكون الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد قادرة على مجابهة هذا ّ
الكم الهائل امل َ
حتمل
من التصاريح + .وقد انقضت اآلجال القانونية
حددة لتقديم التصاريح يوم 31ديسمبر 2018دون أن ّ
يتسنى ّ ُ
امل ّ
لكل األشخاص املعنيين القيام بالتصريح .ولتيسير
أداء واجب التصريح باملكاسب واملصالح ،أصدر رئيس الحكومة املنشور عدد 34لسنة 2018املؤرخ 19ديسمبر 2018الذي طلب فيه من رؤساء مختلف اإلدارات
ُ َ املعنية ّ
مد الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد بقائمات ّ
إسمية في األعوان التابعين لتلك اإلدارات واملطالبين بواجب التصريح باملكاسب واملصالح.139
134الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين ،القرار عدد 2018/04املؤرخ في 4سبتمبر ،2018الرائد الرسمي عدد 74-73املؤرخ في 14-11سبتمبر .2018
135الفصل 10من مشروع القانون الذي تمت إحالته على الجلسة العامة للمجلس:
“يجب أن يتضمن السجل كذلك:
-كل البيانات املحددة لهوية الشركاء سواء كانوا أشخاصا طبيعيين أو معنويين.
-كل البيانات املحددة لهوية املستفيدين الحقيقيين على معنى أحكام الفصل 2من هذا القانون.
-كل البيانات املحددة لهوية الشركاء الفعليين إن وجدوا.
-كل البيانات املحددة لهوية القرين في حالة اختيار نظام االشتراك في األمالك بين الزوجين.
-كل البيانات املحددة لهوية أعضاء الهياكل املسيرة للجمعية.”)...( .
136الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 65املؤرخ في 14أوت ،2018ص 3575 .وما يليها .وقد ألغى الفصل 51من هذا القانون العمل بالقانون عدد 17لسنة 1987املؤرخ في 10أفريل 1987املتعلق بالتصريح على الشرف بمكاسب أعضاء الحكومة وبعض
ُ
تم إلغاؤه كان أضيق بكثير من املجال امل ّ
وأن مجال تطبيق القانون الذي ّ األصناف من األعوان العموميين .علما ّ
حدد في القانون الحالي.
137وإلى حين مباشرة هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ملهامها تتولى الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد القيام باملهام املوكولة للهيئة واملنصوص عليها بهذا القانون (الفصل .)48
138يبلغ عدد األشخاص املعنيين بالتصريح على املكاسب في تونس ،حسب التوقعات ،بين 300000و 350000شخص .وعلى سبيل املقارنة ،في فرنسا -التي يبلغ عدد سكانها خمسة أضعاف عدد السكان بتونس -يبلغ عدد املسؤولين العموميين (منتخبون وأعوان
املعنيين بواجب التصريح املنصوص عليه في القوانين املؤرخة في 11أكتوبر 2013واملتعلقة بشفافية الحياة العامة حوالي 15000شخصاُ ،يذكر منهم على وجه الخصوص أعضاء الحكومة والنواب وأعضاء مجلس الشيوخ والنواب الفرنسيون في البرملان عموميون) ّ
األوروبي وأعضاء املجلس األعلى للقضاء ومستشارو رئيس الجمهورية والوزراء ورئي�سي املجلس الوطني ومجلس الشيوخ وأعضاء اللجان التي لها صالحيات اتخاذ عقوبات ورؤساء املجالس الجهوية ورؤساء البلديات التي يفوق عدد سكانها 20000ومساعدو رؤساء
البلديات التي يفوق عدد سكانها 100000والذين لهم تفويض إمضاء أو تفويض وظيفي إلخ.
139يمكن االطالع على املنشور عبر الرابط التالي>http://www.legislation.tn/sites/default/files/18-34.pdf< :
41
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
واجب المحاسبة والشفافية
لم ُتشر الجهة التي بادرت بمشروع القانون (الحكومة) في شرح األسباب الذي أحالته على البرملان إلى كونها قامت ّ
مسبقا بإجراء دراسات التأثير الضرورية قبل الشروع
في املصادقة على قانون بهذا الحجم.
أي طعن بعدم الدستورية أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين ،فمن غير املستبعد أن تثار هذه املسألة عن طريق وإن لم ُيثر قانون 1أوت ّ 2018
ّ ّ
الدفع أمام املحكمة الدستورية على إثر تركيزها ،استنادا إلى أن القائمة الواردة في فصله الخامس تتجاوز على ما يبدو بكثير توقعات السلطة التأسيسية املعبر عنها
في الفصل 11سالف الذكر من الدستور.
الشفافية ّ
بأنها “الوضوح داخل الهيكل العمومي وفي العالقة مع ّ من ناحية أخرى ،وبعد أن ّ
عرف األمر عدد 4030لسنة 2014املؤرخ في 3أكتوبر 2014سابق الذكر
ّ
املواطنين (املنتفعين من الخدمة أو مموليها) وعلنية اإلجراءات والغايات واألهداف” ،نص على أنه “يخضع العون العمومي بداية من شروعه في عمله في رتبة أو وظيفة
معينة ،وكل ما اقتضت طبيعة وظيفته حسب ما يحدده القانون أو النظام األسا�سي ،لواجب التصريح على الشرف بأمالكه وأمالك قرينه وأبنائه القصر سواء كانت
منقولة أو عقارات .ويتم تحيين أو تجديد التصريح بصفة دورية حسب الفترة التي يحددها القانون أو النظام األسا�سي .كما يتولى العون العمومي القيام بالتصريح
إن هذه املقتضيات ال تزال صالحة حتى بعد املصادقة على قانون 1أوت 2018املشار إليه أعاله .فهي ال تتعارض معه.140 على ممتلكاته بمجرد انتهاء مهامه”ّ .
ستظل هذه املقتضيات سارية املفعول ،لكن سيكون من الضروري تطبيقها على ضوء مس تلزمات القانون الجديد. ّ لذا،
تم بمقت�ضى األمر الحكومي الصادر تحت عدد 1158لسنة 2016واملؤرخ في 12أوت ،2016إحداث “خاليا الحوكمة” على مستوى مصالح اإلدارةومن جهة أخرىّ ،
ّ
املركزية والواليات وبعض البلديات واملؤسسات واملنشآت العمومية .وهي خاليا مكلفة أساسا بنشر ثقافة الحوكمة والشفافية (الفصل .)5
ّ
الشفافية وال يهدف هذا التقرير إلى التعداد الشامل ّ
لكل هذه اآلليات ومن املؤكد أن تطبيق ينص التشريع التون�سي النافذ على عدة آليات في مجال وبشكل ّ
عامّ ،
ّ ّ
الشفافية. الدستور يتطلب تعزيز آليات
42
6
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
ينص الباب السادس من الدستور التون�سي على إنشاء خمس هيئات مستقلة للعمل على “دعم الديمقراطية”ّ ،
متمتعة بالشخصية القانونية واالستقاللية اإلدارية ّ
املميزة لهذه الهيئات ّأن أعضاءها منتخبون من قبل مجلس نواب الشعبّ .
ويتعين إصدار نصوص تشريعية لتحديد تركيبة هذه الهيئات واملالية .ومن بين السمات ّ
ّ
والتمثيل فيها وطرق انتخاب أعضائها وتنظيمها وسبل مساءلتها .وعمال بما جاء باملطة 14من الفقرة الثانية من الفصل 65من الدستور ،يجب أن تتخذ هذه
النصوص التشريعية شكل قوانين أساسية ،وهي قوانين تخضع املصادقة عليها إلى نظام أكثر تعقيدا من ذلك الذي تخضع إليه املصادقة على القوانين العادية
1
(الفصل 64من الدستور) .141وهذه الهيئات الخمس هي التالية:
2
3الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات (الفصل 126من الدستور).
4هيئة االتصال السمعي البصري (الفصل 127من الدستور).
5هيئة حقوق اإلنسان (الفصل 128من الدستور).
هيئة التنمية املستدامة وحقوق األجيال القادمة (الفصل 129من الدستور).
هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد (الفصل 130من الدستور).
ّ إلى ّ
حد 31مارس ّ 2019
تم إحداث ثالث هيئات دستورية مستقلة.
الهيئة األولى هي الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات املحدثة بموجب القانون عدد 23لسنة 2012املؤرخ في 20ديسمبر 2012والتي تم تركيزها سنة .2014على
ّ
الرغم من أن إحداث الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات كان سابقا للمصادقة على الدستور ،فقد قامت السلطة التأسيسية التونسية بتكريس هذه الهيئة املحدثة
منذ سنة 2012كهيئة دستورية من خالل الفصل .126
توجه به بعض أعضاء مجلسها إلى مجلس نواب الشعب عمال بأحكام الفقرة جراء طلب إعفاء رئيس الهيئة الذي ّ مرت الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات بأزمة ّ
ّ
ّ ّ ّ ّ
الثانية من 15من القانون األسا�سي املؤرخ في 20ديسمبر 2012املتعلق بالهيئة العليا املستقلة لالنتخابات .وقد حلت هذه األزمة محل األزمة السابقة املتعلقة
ّ ّ
إال ّأن مجلس نواب الشعب تمكن أخيرا خالل جلسته املنعقدة يوم 30جانفي 2019من التوافق حول بالتجديد الجزئي لتركيبة مجلس الهيئة الذي ّ
يتم ّ
كل سنتين.
ّ 142
أسماء رئيس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات وأعضائها الثالثة الجدد .وطبقا للقانون ،صدر إثر ذلك أمران رئاسيان يتعلقان بتسمية أعضاء الهيئة الجدد
ّ
وسيتسنى للهيئة الشروع في تنظيم االنتخابات التشريعية والرئاسية القادمة ،وكذلك االنتخابات الجزئية للمجلس األعلى للقضاء التي ستسمح لهذا ورئيسها.143
األخير باالنتقال من الوضع املؤقت إلى الوضع الدائم.
ّ 141
يتم التصويت على القوانين األساسية باألغلبية املطلقة ألعضاء املجلس.
ّ
واملتعلقين بنشر مقررات الجلسة ّ اري رئيس مجلس نواب الشعب ّ 142راجع قر ْ
العامة املنعقدة يوم األربعاء 30جانفي 2019للتصويت على تجديد ثلث أعضاء مجلس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات والنتخاب رئيسها ،الرائد الرسمي املؤرخين في 31جانفي 2019
للجمهورية التونسية عدد 10املؤرخ في 1فيفري ،2019ص.268 .
143ألمران الرئاسيان عدد 23وعدد 24املؤرخان في 1فيفري ،2019الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 10املؤرخ في 1فيفري ،2019ص.269 .
43
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
الهيئات الدستورية المستقلة
ُ
ّأما الهيئة الثانية فهي هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد املحدثة بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 59لسنة 2017املؤرخ 24أوت .1442017
أي شخص طبيعي أو معنوي من القطاع العام أو الخاص .كما منح القانون تتمتع بصالحيات واسعة تجاه ّويتبين من القانون األسا�سي سالف الذكر ّأن الهيئة ّ
ّ
ويتمتع بعض أعوان الهيئة التابعين لقسم مكافحة الفساد بصفة مأموري التق�صي والتحقيق والبحث بخصوص حاالت الفسادّ . ّ هامة ّ
جدا في مجال للهيئة سلطات ّ
ضابطة عدلية ّ
ويحق لهم على هذا األساس القيام بأعمال التفتيش والحجز وتلقي الشهادات وجمع األدلة واالطالع على ّ
أي وثيقة دون إمكانية مجابهتهم بالسر املنهي
ّ
أو البنكي أو الجبائي .كما يمكنهم تحرير محاضر ذات حجية واالستعانة بالقوة العامة .لكن تجدر اإلشارة إلى أن هؤالء األعوان يمارسون مهامهم طبقا ألحكام مجلة
اإلجراءات الجزائية وتحت إشراف السلطة القضائية.
عدم االعتراف بصفة مأموري ضابطة عدلية ألعضاء مجلس الهيئة كان ّ
محل طعن أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين ،حيث اعتبر
الطاعنون أن حرمان رئيس الهيئة وأعضاء مجلسها من صفة مأموري الضابطة العدلية واالقتصار على منحها لبعض األعوان تحت سلطة النيابة
ّ ّ
العمومية هو بمثابة النيل من استقاللية الهيئة .إال ّأن الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين رفضت هذا املطعن مؤكدة ّأن هيئة الحوكمة
الرشيدة ومكافحة الفساد ليست سلطة دستورية وليست معنية بالتالي بمبدأ الفصل بين السلطات .كما اعتبرت ّأن وضع األعوان املعنيين تحت إشراف
ّ
النيابة العمومية يشكل ضمانة للحقوق والحريات األساسية.
ينص الفصل 45من القانون األسا�سي عدد 59لسنة 2017سالف الذكر على إمكانية إعفاء رئيس الهيئة أو أحد أعضاء مجلسها في حالة ارتكابه ومن ناحية أخرىّ ،
لخطأ جسيم .وقد ّتمت إثارة مسألة عدم دستورية هذا اإلجراء أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين بدعوى أنه ينال من استقاللية الهيئة .وقد
146
ّ
معلل ومم�ضي من ِق َبل ُث ْ ّ ّ
لثي أعضاء مجلس الهيئة يتم إال بناء على تقرير رفضت الهيئة القضائية الدستورية هذا املطعن ،باعتبار ّأن اإلعفاء املذكور ال يمكن أن
وبعد مصادقة مجلس نواب الشعب عليه بأغلبية ْ
الثلثين.
متوقف على انتخاب أعضاء مجلسها من قبل مجلس نواب الشعب بأغلبية ْ ّ
الثلثين (الفصل ولم يقع إرساء هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد بعد .وهو أمر
َ
ويتكون مجلس الهيئة من تسعة أعضاء من بينهم ثالثة قضاة ومحام وعضو ناشط في املجتمع املدني ُينتخبون ملدة ست سنوات غير قابلة للتجديد.
40من القانون)ّ .
وتخضع تركيبة املجلس إلى التجديد الجزئي كل ْ
سنتين عن طريق القرعة.
وقد قامت اللجنة االنتخابية بمجلس نواب الشعب بضبط قائمة ّأولية في املترشحين ملجلس الهيئة ونشرها طبقا للفصل 37من القانون األسا�سي املؤرخ في 24أوت
األولية كانت ّسلم تقييمي يقوم على معايير موضوعية وشفافة .لكن هذه القائمة ّ ّ 2017سالف الذكر ،الذي ّ
محل ينص على أنه تتولى اللجنة ترتيب املترشحين وفق
ّ
تم تقديم طعون ضدها أمام الهيئات القضائية املختصة باملحكمة اإلدارية + .وتولت اللجنة االنتخابية التابعة ملجلس نواب الشعب ضبط ونشر
ّ ّ اعتراض ،حيث ّ
أي من املترشحين عنقائمة نهائية في املترشحين للهيئة في 13نوفمبر 2018على ضوء األحكام الصادرة على إثر االعتراض على بعض الترشحات .147لكن لم يقع قبول ّ
مجددا بالنسبة لصنف املختصين تقرر فتح باب الترشح ملجلس الهيئة ّصنف املختصين في االتصال واإلعالم نظرا لعدم استيفائهم للشروط املستوجبة قانونا .لذا ّ
ّ 148
في االتصال واإلعالم وذلك بمقت�ضى قرار صادر عن رئيس مجلس نواب الشعب بتاريخ 4ديسمبر . 2018كما تم بنفس التاريخ نشر السلم التقييمي املعتمد
ّ ّ
املكلفة ّ
املختصة بضبط القائمة األولية للمترشحين عن صنف املختصين في االتصال بتلقي الترشحات املذكورة .149وقد قامت اللجنة من قبل اللجنة االنتخابية
ّ ّ
إال ّأنه ّ
تم الطعن في هذه القائمة أمام القضاء اإلداري وتولت الدائرة العاشرة باملحكمة اإلدارية إصدار حكمها بتاريخ 21 واإلعالم ونشرها بتاريخ 5فيفري .2019
ّ فيفري .2019وقد ّ
قررت اللجنة االنتخابية استئناف هذا الحكم أمام الجلسة العامة القضائية باملحكمة اإلدارية .ومن ناحية أخرى ،قام املترشح الوحيد عن صنف
ّ
سينجر عنه بعض التأخير في إرساء هيئة ّ
القضاة املاليين بسحب ترشحه .وسيكون على اللجنة االنتخابية إعادة فتح باب الترشحات بالنسبة لهذا الصنف ،مما
الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد.
ستحل الهيئة الجديدة ّ
محل الهيئة الوطنية ملكافحة الفساد املحدثة بمقت�ضى املرسوم عدد 120لسنة 2011املؤرخ في 14نوفمبر .2011 ّ وبمجرد أن ّ
يتم إرساؤها،
ُ
امل َ
ستحل ّ
محل الهيئة ّ حدثة بمقت�ضى القانون األسا�سي عدد 51لسنة 2018املؤرخ في 29أكتوبر 150 2018والتي ّ +أما الهيئة الثالثة فهي هيئة حقوق اإلنسان
ّ ُ
امل َ
وتتمتع الهيئة الجديدة بصالحيات واسعة حدثة بمقت�ضى القانون عدد 37لسنة 2008املؤرخ في 16جوان .2008 العليا لحقوق اإلنسان والحريات األساسية
ّ
ق ل
في مجال حماية حقوق االنسان وضمان احترامها :إبداء رأيها حو مشاريع القوانين املتعلقة بحقو اإلنسان والحريات ،القيام بدراسات وتقديم مقترحات لتطوير
144الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 71-70املؤرخين في 1و 5سبتمبر ،2017ص 2878 .وما يليها.
أي شخص ّيدعي االنتماء إلى هذا السلك وإحالته الى العدالة.
145يمكن التذكير على سبيل املثال باملعارضة التي أبدتها نقابات قوات األمن الداخلي عند إحداث السلك الجديد للشرطة البيئية ،وتهديدها علنا بإيقاف ّ
146القرار عدد 2017/7املؤرخ في 17أوت ،2017الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 67املؤرخ في 22أوت ،2017ص 2709 .وما يليها.
147يمكن االطالع على القائمة عبر الرابط التالي>http://www.arp.tn/site/main/AR/docs/inbglc/liste_13nov2018.pdf< :
148الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 97املؤرخ في 4ديسمبر ،2018ص 5029 .ما يليها.
149الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 97املؤرخ في 4ديسمبر ،2018ص.5030 .
150الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 89املؤرخ في 6نوفمبر ،2018ص 4938 .وما يليها.
44
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
الهيئات الدستورية المستقلة
حماية حقوق االنسان ،تقديم توصيات في صورة انتهاك حقوق اإلنسان ،القيام بزيارات ميدانية بأماكن االحتجاز ،كما يمكنها ّ
التعهد بالتحقيق في انتهاكات حقوق
حد النتهاكات حقوق اإلنسان التي يمكن أن ترصدها .إذ تتمتع بوسائل ناجعة لوضع ّاإلنسان ّإما بمبادرة منها أو تبعا لشكاية .لكن تجدر اإلشارة إلى ّأن الهيئة ال ّ
مما يعني ّأن السلطة التي ّ
تتمتع بها هذه الهيئة هي يمكنها فقط إحالة ملفات االنتهاك التي هي على علم بها إلى القضاء أو إشعار السلطات العمومية والرأي العام بهاّ ،
ّ
معنوية باألساس. سلطة
نتخبين من طرف مجلس نواب الشعب بأغلبية ْ ُ َ ّ
الثلثين .وقد أصدر رئيس اللجنة االنتخابية بمجلس نواب الشعب قرارا يتكون مجلس الهيئة من تسعة أعضاء م
ّ ّ
بتاريخ 15فيفري 2019يق�ضي بفتح باب الترشح لعضوية مجلس هيئة حقوق اإلنسان .151وفي نفس اليوم اتخذ رئيس اللجنة ذاتها قرارا يق�ضي بنشر السلم التقييمي
الذي ستعتمده اللجنة املذكورة في ترتيب املترشحين.152
ّ
املستقلة ،وإلى ّ
حد 31مارس ،2019لم تقع املصادقة على ّ ّ
يتعلق ّ
أي مشروع قانون بشأنها من طرف ببقية الهيئات الدستورية وفيما
املجلس التشريعي.
ّ ّ ّ
وتجدر اإلشارة إلى أنه ّتمت املصادقة على القانون األسا�سي عدد 47لسنة 2018املؤرخ في 7أوت 2018املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة.
املشرع ّأن هذه
كل الهيئات املنصوص عليها في الباب السادس من الدستور .وقد ّبين فيه ّ يبينه عنوانه ،يضبط هذا القانون األحكام املشتركة التي ستنطبق على ّ وكما ّ
نص الفصل 4من القانون في فقرته الهيئات هي من أشخاص القانون العام التي تتمتع باالستقاللية اإلدارية واملالية .وكنتيجة منطقية الستقاللية هذه الهيئاتّ ،
يميزها عن املؤسسات العمومية ويجعلها ذوات عمومية ألي سلطة رئاسية أو سلطة إشراف ،وهو ما ّ الثانية على عدم خضوع الهيئات الدستورية في ممارستها ملهامها ّ
ّ
متخصصة من صنف جديد .لكن سرعان ما قام املشرع بالتذكير بأن استقاللية الهيئات الدستورية ال تحول دون إمكانية مساءلتها أمام مجلس نواب الشعب .وقد ّ
ّ ّ
أثارت مسألة مسؤولية الهيئة وأعضائها أمام البرملان نزاعا مطوال أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين.
صادق مجلس نواب الشعب في مرحلة أولى على مشروع القانون األسا�سي املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة في 5جويلية
تم الطعن في مشروع القانون أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين في 12جويلية .2017واعتبرت الهيئة في قرارها عدد .2017لكن ّ
ّ
2017/04املؤرخ في 8أوت 1532017أن املساءلة وواجب املحاسبة اللذان تخضع إليهما الهيئات الدستورية املستقلة في عالقتها بالبرملان ال يتعارضان
ّ ينجر عنهما إخضاع هذه الهيئات لرقابة إشراف البرملانّ ، مع مبدأ استقالليتها وال ّ
وأن املسألة كلها مرتبطة بالتوفيق بين مبدأ االستقاللية ومبدأ املساءلة.
ّ بمجرد ّ
التثبت من ّ ّ
فمصادقة البرملان مثال على التقارير املالية للهيئات الدستورية ال تأثير له على استقالليتها ،لتعلق األمر ّ
صحة هذه التقارير دون التدخل
في ممارستها ملهامها الدستورية .لكن من جهة أخرى ،قضت الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين بعدم دستورية املقتضيات الواردة في مشروع
القانون والتي تتيح ملجلس نواب الشعب إمكانية التصويت على سحب الثقة من هيئة دستورية مستقلة ،معتبرة هذه اآللية متنافية ومبدأ استقاللية
الهيئات املذكورة.
ّ وقد تداول مجلس نواب الشعب ّ
مجددا حول مشروع القانون األسا�سي املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة في 27أكتوبر 2017
على إثر صدور قرار الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين .غير ّأن الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية القوانين اعتبرت في قرارها عدد 2017/09
املؤرخ 23نوفمبر ّ 2017أن هذه املداوالت الجديدة لم ترفع عن مشروع القانون عيب عدم الدستورية .154إذ اكتفى مجلس نواب الشعب بتعويض عبارة
“سحب الثقة” بعبارة “إعفاء عضو أو أكثر من أعضاء مجلس الهيئة” املستقلة املعنية .وقد اعتبر القا�ضي الدستوري ّأن الصيغة الجديدة للفصل 33
ً
من مشروع القانون تتعارض مع مبدأ التناسب بين استقاللية الهيئات الدستورية من جهة ومساءلتها من جهة أخرى .فوفقا للفصل 33سالف الذكر،
مما يتيح لهم إمكانية النيل من النصاب القانوني املستوجب ملواصلة أداء النواب هم الذين يبادرون بتفعيل آلية اإلعفاء وهم الذين يقررون اإلعفاءّ ،
شل أو تعطيل سير عملها .وهو أمر ال يتالءم ،حسب رأي الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين ،مع مبدأ الهيئة الدستورية ّ
ملهامها ،وبالتالي ّ
استقاللية الهيئات الدستورية كما جاء بالفصل 125من الدستور.
ّ وقام مجلس نواب الشعب يوم 11جويلية 2018بالتداول ّ
مجددا حول مشروع القانون األسا�سي املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية
املستقلة طبق ما ورد بالقرار الجديد الصادر عن الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانين .حيث اعتبرت هذه األخيرة في قرارها عدد 2018/03
ُ َ
املؤرخ في 30جويلية ّ 1552018أن مشروع هذا القانون لم يعد يطرح مشكلة دستورية بعد التعديل املدخل على الفصلين 11و 24وحذف الفصل 33
املشار إليه أعاله.
151الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 16املؤرخ في 22فيفري ،2019ص 512 .وما يليها.
152الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 16املؤرخ في 22فيفري ،2019ص 509 .وما يليها.
153الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 65املؤرخ في 15أوت ،2017ص 2579 .وما يليها.
154الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 95املؤرخ في 28نوفمبر ،2017ص 4060 .وما يليها.
155الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 62املؤرخ في 3أوت ،2018ص 3476 .وما يليها.
45
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
الهيئات الدستورية المستقلة
بكل هيئة على حده مندرجة كل الهيئات الدستورية وقوانين مختلفة ّ
خاصة ّ ّ
يتضمن القواعد املشتركة بين ّ سن قانون إطاري للوهلة األولى ،قد تبدو فكرة ّ
ضمن منهج منطقي.156
ّ
ّ
الخاصة بإحدى التم�شي يمكن أن يؤول إلى ظهور إشكاالت في التأويل عند مكافحة القواعد املشتركة الواردة في القانون اإلطاري والقواعد ّ إال ّأن هذا
ّ
العام ،من غير ّ
النص الخاص يمكن أن يخالفّ ّ
النص الهيئات الدستورية .ورغم ّأنه ،ومن الناحية النظرية ،يوجد مبدأ في مجال التأويل يق�ضي ّ
بأن
املتمثل في اعتماد قانون إطاري وقوانين ّ ّ املستبعد أن يظهر إشكاال في تأويل معنى ومدى ّ
خاصة من كل من القاعدة العامة والقاعدة الخاصة .فهذا الخيار
شأنه إذا أن يزيد في مخاطر النيل من مبدأ األمان القانوني ،باعتباره ال ُيسهم في وضع إطار قانوني واضح وقابل للفهم بالنسبة ّ
لكل الهيئات الدستورية. ِ
ّ
+وقد شكل انتخاب نائب رئيس الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات مثاال عن ذلك ،حيث تم التساؤل حول مدى وجوبية احترام التناصف في إطار هذه
ّ ّ
ّ العملية االنتخابية .إذ ّ
نص الفصل 6من القانون األسا�سي املؤرخ في 7أوت 2018املتعلق باألحكام املشتركة بين الهيئات الدستورية املستقلة في فقرته
نص الفصل 34من نفس القانون األسا�سي على مختلفين .ولكن ،وفي الوقت ذاتهّ ،ْ ْ
جنسين األخيرة على أن ّ
يتم اختيار رئيس الهيئة ونائب رئيسها وجوبا من
بكل هيئة دستورية مستقلة .بيد ّ
الخاصة ّ مواصلة تطبيق القوانين الجاري بها العمل املتعلقة بالهيئات القائمة إلى حين صدور أو تنقيح القوانين األساسية
ّ ّأنه ال وجود ّ
ألي إشارة إلى مبدأ التناصف صلب الفصل 8من القانون األسا�سي املؤرخ في 20ديسمبر 2012واملتعلق بالهيئة العليا املستقلة لالنتخابات
يتم تنقيح الفصل 8املذكور لفرض النص على أنه ال يفرض التناصف ،يجب حينها االنتظار إلى أن ّ ّ يخص تعيين نائب رئيس الهيئة .إذا ما ّأولنا سكوت
ّ فيما
ى
التناصف .لكن هناك قراءة أخر ممكنة وهي أن الفصل 8سالف الذكر ولئن لم ينص على مبدأ التناصف فهو ال يقصيه .وبالتالي فإن اعتماد قراءة
ّ مزدوجة للفصل 8والفصل 6فقرة أخيرة املشار إليهما أعاله ،في ّاتجاه تطبيق مبدأ التناصف أمر ممكن ،بل ّ
ومحبذ ،بعد املصادقة على القانون املتعلق
ّ ّ
املعني ْين. ْ
الفصلين ّ خاصة وأنه ال وجود لتضارب بين أحكام باألحكام املشتركة بين الهيئات،
ّ مازالت بعض الهيئات العمومية املحدثة قبل إصدار الدستور بصدد ممارسة ّ
مهامها إلى حين إرساء الهيئات الدستورية التي تملك نفس مجال التدخل.
وهو الحال مثال بالنسبة للهيئة العليا املستقلة لالتصال السمعي البصري املحدثة بمقت�ضى املرسوم عدد 116لسنة 2011املشار إليه أعاله ،والتي “ستواصل القيام
ّ ّ
بمهامها” إلى حين انتخاب هيئة االتصال السمعي البصري حسب الفصل 8-148من الدستور (أحكام انتقالية) .وقد تمكنت الهيئة العليا املستقلة لالتصال السمعي
ّ ُ ّ
مكن من تجنب البصري من مراقبة وردع املخالفات املرتكبة طبقا ملا جاء في اإلطار القانوني وفي كنف احترام حرية التعبير .وينبغي على اإلطار القانوني الجديد أن ي ِ
الغموض املوجود في التشريع الحالي والذي ُي َع ّد مصدرا لالختالف في التأويل وبالتالي لتنازع االختصاص بين مختلف الجهات الفاعلة في الدولة.
ّ وقد ّ
أعدت الحكومة مشروع قانون يتعلق بهيئة االتصال السمعي البصري وأحالته على مجلس نواب الشعب (املشروع عدد .)97/2017كما ّأنها ،وبصفة موازية،
ّ
بصدد إعداد مشروع قانون آخر يتعلق بتنظيم القطاع السمعي البصري وقد أعلنت الهيئة العليا املستقلة الحالية لالتصال السمعي البصري عن اعتراضها على
ّ
هذه املشاريع التي ال تستجيب حسب رأيها ملعايير الهيئات التعديلية للقطاع السمعي البصري في القانون املقارن .ويتعلق العيب الرئي�سي املثار في هذا الصدد من قبل
الهيئة العليا املستقلة لالتصال السمعي البصري بتركيبة الهيئة الجديدة :فطريقة تعيين أعضاء هذه األخيرة تنطوي على مخاطر تسييس الهيئة باعتبارها تسمح
ّ
لألحزاب السياسية ومجموعات الضغط بوضع يدها على تركيبة الهيئة .وقد ساند بعض الخبراء هذه االنتقادات معتبرين ّأن املشروع املتعلق بهيئة لالتصال السمعي
ينص هذا املشروع على أنه ّ يتعلق بتمثيل األطراف املعنية بتعديل مضامين وسائل اإلعالم .إذ ّ ّ ّ
تضم تركيبة البصري يشكل جزئيا “خطوة إلى الوراء” ،خاصة فيما
كل هيكليتمتع في هذا املجال بسلطة تقديرية واسعة ،حيث ّأن ّ هيئة االتصال السمعي البصري تسعة أعضاء يقع انتخابهم من قبل مجلس نواب الشعب الذي ّ
املعنية سيكون مطالبا باقتراح أربعة أسماء عليه .157ولئن كانت الهيئة تبدي رأيا مطابقا بخصوص تعيين رؤساء املؤسسات اإلعالمية العمومية، من الهياكل املهنية ّ
ّ
فاألمر ليس كذلك بالنسبة إلقالتهم ،وهو ما قد يهدد استقاللية وسائل اإلعالم العمومية.
ّ ّ
ويمكن اإلشارة من ناحية أخرى إلى وجود مقترح قانون أسا�سي عدد 01/2018يتعلق بحرية االتصال السمعي البصري .وقد اعتبر بعض املعلقين ّأن هذا املقترح
ينص مثال على أن إعفاء رؤساء ً
ضامنا للحرية املذكورة أكثر من املشروع الحكومي .فهو ّ مفصال بشكل كبير ،جاء ّ رسميا عن عدد من نواب والذي وردّ الصادر
املؤسسات اإلعالمية العمومية كتعيينهم يتم بناء على الرأي املطابق للهيئة (الفصل 64فقرة 2من املقترح).
+وأخيرا ،وفيما
ّ
يتعلق بهيئة التنمية املستدامة وحقوق األجيال القادمةّ ،
تم تقديم مشروع القانون األسا�سي عدد 69/2018إلى مجلس نواب الشعب بتاريخ 9
تتمتع هذه الهيئة بصالحيات تقريرية بل لها صالحيات استشارية وصالحية القيام بدراسات.املختصة .وال ّ
ّ أكتوبر 2018وهو قيد النظر من طرف اللجنة البرملانية
مواطنية ممضاة من ِق َبل خمسة آالف شخص على ّ
األقل وأن تحيلها إلى األطراف ّ وفي إطار مساهمتها في دعم الديمقراطية التشاركية ،يمكن للهيئة أن ّ
تتلقى عرائض
يتم انتخابهم من طرف مجلس يتكون مجلس هيئة التنمية املستدامة وحقوق األجيال القادمة من ثالثة أعضاء فقط ّ لبقية الهيئات الدستوريةّ ،
املعنية .وخالفا ّ
ّ تضم الهيئة هيكال آخر ّ
تتميز به عن ّ
بقية الهيئات الدستورية وهو منتدى الهيئة .وما يشد االنتباه في هذا الثلثين .لكن إلى جانب مجلسها ّ نواب الشعب بأغلبية ْ
ّ ّ
املنتدى هو العدد الكبير جدا ألعضائه الذين يمثلون نقابات الشغالين ونقابات األعراف ،واملنظمات االقتصادية والهيئات املهنية ،واملؤسسات واملنشآت العمومية،
46
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
الهيئات الدستورية المستقلة
َّ
املمثلة في مجلس نواب الشعب ،باإلضافة إلى الجمعيات والخبراء .وبالنظر إلى التركيبة ّ
املوسعة للغاية لهذا املنتدى ،يمكن والجماعات املحلية واألحزاب السياسية
َ ُ ّ ّ
التساؤل حول مدى نجاعة أعمال هذه الهيئة الجديدة التي ستحل محل املجلس االقتصادي واالجتماعي السابق املحدث بمقت�ضى القانون عدد 12لسنة 1988
املؤرخ في 7مارس .1988
47
7
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
الالمركزية
األول من الدستور) التي يقوم عليها التنظيم الترابي للبالد التونسيةّ ،
لكن العامة” (وهو عنوان الباب ّ ّ
الالمركزية أحد “املبادئ ّ جعل الدستور الجديد من
ّ ّ ّ
األمر يتعلق فقط بالالمركزية اإلدارية بما أن الفصل 14من الدستور جاء مؤكدا على التزام “الدولة بدعم الالمركزية واعتمادها بكامل التراب الوطني” مع
التنصيص مباشرة على ّأن ذلك يجب أن ّ
يتم “في إطار وحدة الدولة”.
يتطلب تجسيد الالمركزية على النحو املنصوص عليه في الدستور اعتماد إطار قانوني جديد ينسخ اإلطار القانوني القائم باعتباره يتعارض جوهريا مع أحكام
ّ
(خاصة القانون عدد يتعين االنتقال من نظام يضع الجماعات املحلية تحت إشراف السلطة املركزية ،كما كان منصوص عليه في التشريع السابق الدستور .إذ ّ
ّ ّ
33لسنة 1975املؤرخ في 14ماي 1975املتعلق بالبلديات والقانون األسا�سي عدد 11لسنة 1989املؤرخ في 4فيفري 1989املتعلق باملجالس الجهوية) ،إلى نظام
الحر (الفصل 132من الدستور) والرقابة الالحقة على شرعية أعمال السلطات املحلية (الفصل 138من الدستور) .وقد ّ
نص المركزي يقوم على مبدأ التدبير ّ
ّ
الفصل 148-2من الدستور على أن تدخل أحكام الباب السابع املتعلق بالسلطة املحلية حيز النفاذ حين دخول القوانين املذكورة فيه حيز النفاذ .وهو ما يدل على
مجرد حبر على ورق .ووفقا ّ
سيظل الباب السابع ّ األهمية القصوى التي تحظى بها مسألة إصدار القوانين التطبيقية للدستور في هذا املجال .ففي غياب هذه القوانين
ّ
للفقرة الثانية من الفصل 65من الدستور ،يجب ّأن تتخذ النصوص املتعلقة بالسلطة املحلية شكل قوانين أساسية ،وهي قوانين تتطلب مصادقة األغلبية املطلقة
ألعضاء مجلس نواب الشعب وذلك خالفا للمصادقة على القوانين العادية.
ّ
وقد جاء القانون األسا�سي عدد 7لسنة 2017املؤرخ في 14فيفري 2017املنقح واملتمم للقانون األسا�سي عدد 16لسنة 2014املتعلق باالنتخابات واالستفتاء،
ليضبط ّ
خاصة القواعد املتعلقة باالنتخابات البلدية والجهوية النتخاب أعضاء املجالس املكلفة بإدارة شؤون البلديات والجهات .وقد ّ
تم إجراء االنتخابات البلدية
يوم 6ماي 2018وقام العسكريون وأعوان قوات األمن الداخلي بالتصويت يوم 29أفريل .2018
ّ ّ
مجلة الجماعات املحلية التي ّ
تم إصدارها بتاريخ 9ماي ّأما بخصوص اإلطار القانوني املتعلق بالالمركزية ،فقد صادق مجلس نواب الشعب يوم 26أفريل 2018على
ّ ّ ُ . 1592018وت ّ
تم تقسيمها إلى كتابين يتعلق ّأولهما باألحكام املشتركة والثاني باألحكام الخصوصية.
تضم 400فصال ّ
مجلة ضخمة ،فهي ّ عد مجلة الجماعات املحلية
ّ
كما ألحقت باملجلة قائمتان :قائمة البلديات وقائمة الجهات .وتندرج هذه املجلة إطار تطبيق الباب السابع من دستور 27جانفي 2014الوارد تحت عنوان “السلطة
ّ املحلية” .كما ّ
تم التنصيص في املجلة على ّ
كل املبادئ املتعلقة بتكريس الالمركزية وهي:
nمبدأ التدبير ّ
الحر للجماعات املحلية،
nمبدأ انتخاب مجالس الجماعات املحلية،
nالسلطة الترتيبية للجماعات املحلية،
nالصالحيات الذاتية للجماعات املحلية،
nحرية التصرف املالي للجماعات املحلية،
الظن ،هي ليست بسلطة رابعة ُتضاف إلى السلطات العمومية التقليدية الخاضعة ملبدأ الفصل بين السلطات .وبالرجوع إلى التصنيف الفقهي ،يمكن القول
158كلمة “السلطة” في عبارة “السلطة املحلية” لها معنى خاص .فالسلطة املحلية ،وخالفا ملا قد يذهب إليه ّ
القوة” (ّ ،)pouvoirs-puissance
فإن السلطة املحلية هي “سلطة -الحرية” )pouvoir-liberté( . أنه إذا كانت السلطات الخاضعة ملبدأ الفصل بين السلطات هي “سلطات ّ -
159القانون عدد 29لسنة 2018املؤرخ في 9ماي ،2018الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 39املؤرخ في 15ماي ،2018ص 1710 .وما يليها.
48
متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019
الالمركزية
nاألمرالحكومي عدد 744لسنة 2018املؤرخ في 23أوت 2018املتعلق باملصادقة على النظام الداخلي النموذجي للمجالس البلدية .صدر هذا األمر تطبيقا ألحكام
“يتم ضبط نظام داخلي نموذجي للمجالس البلدية ونظام داخلي نموذجي للمجالس الجهوية يصادق على ينص على أنه ّ
الفصل 396من مجلة الجماعات املحلية الذي ّ
كل منهما بأمر حكومي بناء على أي املحكمة اإلدارية العليا”ّ .إن اعتماد نظام داخلي نموذجي من شأنه أن ّ
يحد من مبدأ التدبير ّ
الحر للجماعات املحلية باعتباره قد يضع ّ
ر
ّ ّ ّ
على عاتقها واجبات إضافية غير واردة في املجلة ،شريطة أال تكون مخالفة لها .وتجدر اإلشارة هنا إلى الفصل 64من النظام الداخلي النموذجي الذي حجر في فقرته
الثانية على العموم الحاضرين أثناء اجتماعات املجلس التصوير أو التسجيل أو استعمال الهواتف الجوالة ،وهو ما يمكن اعتباره مخالفا لحر ْ
يتي اإلعالم والصحافة
ّ ّ
املجلةّ ،
الخاصة بها في أجل ال يتجاوز 3 يتعين على املجالس البلدية املصادقة على األنظمة الداخلية املضمونتين بمقت�ضى الدستور .لكن ،وبموجب الفصل 215من
أشهر من تاريخ تركيزها .وليس من املستبعد أن تحيد هذه األخيرة (األنظمة الداخلية الخاصة) عن مقتضيات النظام الداخلي النموذجي املصادق عليه في 23أوت .2018
nاألمرالحكومي عدد 745لسنة 2018املؤرخ في 23أوت 2018املتعلق بضبط نظام إسناد منح بعنوان استرجاع مصاريف لنواب رئيس البلدية ومساعديه.
العينية ّ
املخولة لرؤساء ّ ّ
الجملية واالمتيازات nاألمر الحكومي عدد 746لسنة 2018املؤرخ في 7سبتمبر 2018املتعلق بتحديد معايير وضبط مقدار املنحة
البلديات.162
49
الفترة :من 1أكتوبر 2018إلى 31مارس 2019 متابعة تطبيق الدستور التونسي وتجسيده على مستوى اإلطار القانوني
الالمركزية
163الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 103املؤرخ في 25ديسمبر ،2018ص 5323 .وما يليها.
164الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 16املؤرخ في 22فيفري ،2019ص 451 .وما يليها.
165محضر جلسة هذه املداوالت منشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 23املؤرخ في 19مارس ،2019ص.880 .
166الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 24املؤرخ في 22مارس ،2019ص 907 .وما يليها.
ّ
وتجدر كذلك اإلشارة إلى صدور األمر الحكومي عدد 350لسنة 2019املؤرخ في 10أفريل 2019املتعلق بتسمية رئيس وأعضاء اللجنة الوطنية لتكوين أعضاء املجالس املحلية (الرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 31املؤرخ في 16أفريل ،2019ص)1139 .
ّ
واألمر الحكومي عدد 351لسنة 2019املؤرخ في 10أفريل 2019املتعلق بتسمية رئيس وأعضاء الهيئة العليا للمالية املحلية (منشور بنفس الرائد الرسمي).
50
املنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية ،منظمة
غير ربحية ومستقلة وغير تابعة ألي حزب سيا�سي،
يقع ّ
مقرها ببرلين في جمهورية أملانيا الفدرالية .وتهدف
املنظمة إلى تعزيز املشاركة السياسية لدى املواطنين
وتدعيم مسؤولية األجهزة الحكومية وتنمية املؤسسات
الديمقراطية .وتدعم املنظمة املبادرات الوطنية
الرامية إلى تعزيز الحقوق الكونية لدى املواطنين ونعني
بذلك حقهم في أن يشاركوا في الحياة السياسية داخل
أقر ذلك اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسانبلدهم مثلما ّ
وامليثاق الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية.
للمزيد من املعلومات:
www.democracy-reporting.org