Professional Documents
Culture Documents
-2تعدد الزوجات
ِ
ع اب لَ ُك ْم ِم َن النِ َساء َمثْ ََن َوثُ َ
الث َوُرََب َ
ِ ِ ِ ِ
قَ ْوله تَ َع َالَ { :وإ ْن خ ْفتُ ْم أَاَّل تُ ْقسطُوا ِِف الْيَ تَ َامى فَانْك ُحوا َما طَ َ
ِ ِ ِ ِ
ك أ َْد ََن أََّل تَعُولُوا} [النساء]3 : فَِإ ْن خ ْفتُ ْم أََّل تَ ْعدلُوا فَ َواح َد ًة أ َْو َما َملَ َك ْ
ت أَْْيَانُ ُك ْم َذل َ
ب نُز ِ
وِلَا:ُولِِ :ف َسبَ ِ ُ
ال َْم ْسأَلَةُ ْاأل َ
ع }:
الث َوُرََب َ ال َْم ْسأَلَةُ الثَّالثة :املراد ب َق ْوله تَ َع َالَ :
{مثْ ََن َوثُ َ
1
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
قال القرطيب :اعلم أن هذا العدد مثَن وثالث ورَبع َّل يدل على إَبحة تسع ،كما قال من بعد فهمه
للكتاب والسنة ،وأعرض عما كان عليه سلف هذه األمة ،وزعم أن الواو جامعة ،وعضد ذلك أبن النيب
صلى هللا عليه وسلم نكح تسعا ،وَجع بينهن ِف عصمته .والذي صار إل هذه اجلهالة ،وقال هذه
املقالة الرافضة وبعض أهل الظاهر ،فجعلوا مثَن مثل اثنني ،وكذلك ثالث ورَبع .وذهب بعض أهل
الظاهر أيضا إل أقبح منها ،فقالوا إبَبحة اجلمع بني مثان عشرة ،متسكا منه أبن العدل ِف تلك الصيغ
يفيد التكرار والواو للجمع ،فجعل مثَن ِبعَن اثنني اثنني وكذلك ثالث ورَبع .وهذا كله جهل َبللسان
والسنة ،وخمالفة إلَجاع األمة ،إذ مل يسمع عن أحد من الصحابة وَّل التابعني أنه َجع ِف عصمته أكثر
من أربع .وأخرج مالك ِف موطئه ،والنسائي والدارقطين ِف سننهما أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال
لغيالن بن أمية الثقفي وقد أسلم وحتته عشر نسوة( :اخرت منهن أربعا وفارق سائرهن).
ال َْم ْسأَلَةُ الْرابعة :قَ ْوله تَ َع َال{ :فَِإ ْن ِخ ْفتُ ْم أََّل تَ ْع ِدلُوا} [النساء]3 :
وق النِ َك ِ
ات والتاس ِوي ِة ِِف ح ُق ِ ِ
ضَ ،وقَ ْد َكا َن النِ ُّ
ايب احَ ،وُه َو فَ ْر ٌ ني الازْو َج َ ْ َ ُ ال عُلَ َم ُاؤ ََنَ :م ْعنَاهُ ِِف الْ َق ْس ِم بَ ْ َ
قَ َ
ِ ِ اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلا َم -يَ ْعتَ ِم ُدهُ َويَ ْق ِد ُر َعلَْي ِه َويَ ُق ُ
ك ِِف ْاألَفْ َع ِال َوَو َج َدول ،إذَا فَ َع َل الظااهَر ِم ْن ذَل َ صلاى ا َ -
ك» ِ قَ ْلبه الْ َك ِرمي ال اسلِيم َْيِيل َإل عائِشةَ« :اللاه ام ه ِذ ِه قُ ْدرِِت فِيما أَملِك فَ َال تَلُم ِين فِ ِ
ك َوََّل أ َْمل ُيما متَْل ُ
ْ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ ُ َ َ َُ َ
ك ،لِما فِ ِيه ِمن الْم َشق ِ
اة. ِ ف أَح ًدا صر َ ِ ِ ِ يَ ْع ِين قَ ْلبَهُ؛ ِألَ ان ا
ْ َ ف قَ ْلبه َع ْن َذل َ َ اَّللَ ُسْب َحانَهُ َوتَ َع َال َملْ يُ َكل ْ َ َ ْ
ني ََّل َح اق لِْل َو ْط ِء فِ ِيه َوََّل لِْل َق ْس ِم؛ ِألَ ان الْ َم ْع ََن فَِإ ْن ِخ ْفتُ ْم
ك الْيَ ِم ِيل َعلَى أَ ان ِم ْل َ
ِ
ال عُلَ َم ُاؤ ََنَ :ه َذا َدل ٌ قَ َ
اح َدةِ؛ فَانْتَ َفىني ُكلاه ِِبَْن ِزلَِة الْو ِ اح َدةً أَو ما ملَ َكت أَْْيَانُ ُكم ،فَجعل ِم ْل َ ِ أَاَّل تَع ِدلُوا ِِف الْ َقس ِم فَو ِ
َ ك الْيَم ِ ُ ْ ََ َ ْ َ َ ْ ْ َ ْ
ني ِِف الْع ْد ِل قَائِم بِوج ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِِ ِ
وب ٌ ُُ ك أَ ْن يَ ُكو َن لم ْلكه َح ٌّق ِِف الْ َو ْطء .أ َْو ِِف الْ َق ْس ِمَ ،و َح ُّق م ْلك الْيَم ِ َ بِ َذل َ
الرفْ ِق َِبلارقِ ِيق.
َحس ِن الْ ِم ْل ِكيا ِة َو ِ
َ
2
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
ِ
الْ َم ْسأَلَةُ السادسة :قَ ْوله تَ َع َال{ :ذَل َ
ك أ َْد ََن أََّل تَعُولُوا}
3
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
4
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
-3احملرمات من النساء
ف إِنَّه َكا َن فَ ِ قَ وله تَع َال{ :وََل تَ ْن ِكحوا ما نَ َكح آَب ُؤُكم ِمن النِ ِ
اء
ش ًة َوَم ْقتًا َو َس َ
اح َ ساء إَِل َما قَ ْد َسلَ َ ُ
ُ َ َ َ ْ ْ َ َ ْ َ
َسبِيال} [النساء]22 :
ِ ِ اهلِيا ِة؛ فَِإ ان ب عضهم َكانَت ْ ِ ِ اجل ِ ي ْع ِين ِمن فِ ْع ِل ْاأل ْ ِ
ب َعلَْيه ،فَيَكَْرهُ أَ ْن يَ ْع ُمَر فَر َ
ا َ اْلَمياةُ تَ ْغل ُ َْ َ ُ ْ ْ َعَراب ِِف َْ ْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
اَّللُ تَ َع َال َِبلْ َع ْف ِو
ف ا أَبِيه َغْي ُرهُ ،فَيَ ْعلُو ُه َو َعلَْيهَ ،ومْن ُه ْم َم ْن َكا َن يَ ْستَمُّر َعلَى الْ َع َادة َوُه َو ْاألَ ْكثَ ُر ،فَ َعطَ َ
ضى.
َع اما َم َ
ات
َخ َوبَنَ ُ
ات األ ِ
َخ َواتُ ُك ْم َو َع َّماتُ ُك ْم َو َخاَلتُ ُك ْم َوبَنَ ُ قَ ْوله تَ َع َالُ { :ح ِرَم ْ
ت َعلَْي ُك ْم أ َُّم َهاتُ ُك ْم َوبَنَاتُ ُك ْم َوأ َ
سائِ ُك ْم َوَرََبئِبُ ُك ُم ِ
الالِت ِِف اع ِة وأ َُّم َه ُ ِ
ات ن َ ضَ َ َخ َواتُ ُك ْم ِم َن َّ
الر َ ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ األُ ْخ ِ
ت َوأ َُّم َهاتُ ُك ُم ِ
الالِت أ َْر َ
اح َعلَْي ُك ْم َو َحالئِ ُل أَبْنَائِ ُك ُم ِِ ِِ سائِ ُك ُم ِ ِ ِ
الالِت َد َخلْتُ ْم ِب َّن فَِإ ْن ََلْ تَ ُكونُوا َد َخلْتُ ْم ِب َّن فَال ُجنَ َ ُح ُجوِرُك ْم م ْن ن َ
اَّلل َكا َن غَ ُف ِ الَّ ِذ ِ
يما} [النساء: ورا َرح ً ً ف إِ َّن ََّْي إَِل َما قَ ْد َسلَ َ َصالبِ ُك ْم َوأَ ْن ََتْ َم ُعوا بَ ْ َ
ْي األُ ْختَ ْ ِ ين م ْن أ ْ َ
]23
املسألة األول :احملرمات اليت حيرم الزواج ِبن ثالثة أنواع وهن كاْلِت:
احملرمات من النسب:
أشارت اْلية الكرْية إل حترمي سبعة من النسب وهن( :األمهات ،البنات ،األخوات ،العمات ،الاَّلت،
بنات األخ ،بنت األخت) وهؤَّلء حيرم الزواج ِبن على التأبيد ،أي أنه َّل حيل الزواج ِبن ِبال من
األحوال ،ويدخل ِف األمهات اجلدات وإن علون ،كما يدخل ِف البنات بناهتن وإن سفلن ،وكذلك
5
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
األخوات سواء كن شقيقات أو ألب أو ألم ،والعمات والالت وإن علون سواء كن شقيقات أو ألب
أو ألم ،والعمات والاَّلت وإن علون سواء كن من جهة األب أو األم.
احملرمات من الرضاع:
وأما احملرمات بسبب املصاهرة فقد ذكرت اْلية الكرْية منهن أربعاً وهن كالتايل:
{وَرََبئِبُ ُك ُم اَّلِت ِِف ُح ُجوِرُك ْم ِمن نِ َسآئِ ُك ُم اَّلِت َد َخ ْلتُ ْم ِبِِ ان
د -بنت الزوجة إذا دخل أبمها لقوله تعالَ :
اح َعلَْي ُك ْم} . ِِ ِ ا
فَإن ملْ تَ ُكونُواْ َد َخ ْلتُ ْم ِب ان فَالَ ُجنَ َ
واألصل ِف هذا أن أم الزوجة حترم ِبجرد العقد على البنت ،وَّل حترم البنت إَّل َبلدخول َبألم اْلية
الكرْية {اَّلِت َد َخ ْلتُ ْم ِبِِ ان} وقد استنبط العلماء من ذلك هذه القاعدة األصولية وهي( :العقد على
البنات حيرم األمهات ،والدخول َبألمهات حيرم البنات) .
تنبيه :الربيبة (بنت الزوجة) اليت دخل أبمها حترم على الزوج سواء كانت ِف َح ْجره أو مل تكن ِف حجره،
والتقييد ِف قوله {اَّلِت ِِف ُح ُجوِرُك ْم} ليس للشرط أو للقيد وإمنا هو لبيان الغالب ،ألن الغالب أهنا
تكون مع أمها ويتول الزوج تربيتها وهذا إبَجاع الفقهاء فتدبره.
6
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
وقد أشارت اْلية الكرْية إل من حيرم الزواج ِبن حرمة مؤقتة وذكرت نوعني:
ب -زوجة الغري أو معتدته رعاية ْلق الزوج لقوله تعال{ :واحملصنات ِم َن النسآء} أي املتزوجات من
النساء ،واملعتدة حكمها حكم املتزوجة ما دامت ِف العدة ،وقد مر حكمها سابقاً ِف سورة البقرة
َجلَهُ} وبينا اْلكمة ِف ذلك
{وَّلَ تعزموا عُ ْق َد َة النكاح حَّت يَْب لُ َغ الكتاب أ َ
[ِ ]235ف قوله تعالَ :
فارجع إليها هناك وهللا يتوَّلك.
س َه َذا ِم ْن ِمثْ ِل [قَ ْولِِه]{ :إَِّل ف} [النساء ]23 :لَْي َ املسألة الثانية :قَ ْوله تَ َع َال {إَِّل َما قَ ْد َسلَ َ
ط بِ َش ْر:ع؛ َوإِامنَا اح مْن ُك ِ ِ ِ ِ ِ
ك َملْ يَ ُك ْن قَ ُّ وحات ْاْل ََبء؛ ألَ ان َذل َ ف} [النساءِِ ]23 :ف ن َك ِ َ َ َما قَ ْد َسلَ َ
ني َكا َن َش ْر ًعا لِ َم ْن قَ ْب لَنَا فَنَ َس َخهُ ا
اَّللُ َعاز ُختَ ْ ِ
اح ْاأل ْ
ِ ِ ِ ِِ
ت َجاهلياةٌ ُج َه َالءُ َوفَاح َشةٌ َشائ َعةٌ؛ َون َك ُ َكانَ ْ
َو َج ال فِينَا.
7
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
ات َح اَّت يُ ْؤِم ان َوأل ََمةٌ ُم ْؤِمنَةٌ َخْي ٌر ِم ْن ُم ْش ِرَك :ة َولَ ْو أ َْع َجبَ ْت ُك ْم َوَّل تُْن ِك ُحوا قوله تعال{ :وََّل تَْن ِكحوا الْم ْش ِرَك ِ
ُ ُ َ
اَّللُ يَ ْدعُو إِ َل
ك يَ ْدعُو َن إِ َل الناا ِر َو ا ني َح اَّت يُ ْؤِمنُوا َولَ َعْب ٌد ُم ْؤِم ٌن َخْي ٌر ِم ْن ُم ْش ِر :ك َولَ ْو أ َْع َجبَ ُك ْم أُولَئِ َ ِ
الْ ُم ْش ِرك َ
ااس لَ َعلا ُه ْم يَتَ َذ اك ُرو َن} [البقرة]221 : آايتِِه لِلن ِني َ
ِ ِِ ِْ
اجلَناة َوالْ َم ْغفَرةِ إبِِ ْذنه َويُبَ ِ ُ
{وَّلَ تَْن ِك ُحواْ املشركات حَّت يُ ْؤِم ان} على حرمة نكاح اجملوسيات والوثنيات.
دل قوله تعالَ :
{وطَ َع ُام الذين أُوتُواْ الكتاب ِح ٌّل
وأما الكتابيات فيجوز نكاحهن لقوله تعال ِف سورة املائدة [َ : ]5
لا ُك ْم َوطَ َع ُام ُك ْم ِحلٌّ اِلُْم واحملصنات ِم َن املؤمنات واحملصنات ِم َن الذين أُوتُواْ الكتاب}. .
اْلية أي العفيفات من أهل الكتاب ،وهذا قول َجهور العلماء ،وبه قال األئمة األربعة.
وذهب ابن عمر رضي هللا عنهما إل حترمي نكاح الكتابية ،وكان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو
اليهودية قال« :حرم هللا تعال املشركات على املسلمني ،وَّل أعرف شيئاً من اإلشراك أعظم من أن يقول
املرأة :رِبا عيسى ،أو عب ٌد من عباد هللا تعال» .
وإل هذا ذهب اإلمامية ،وبعض الزيدية وجعلوا آية املائدة منسوخة ِبذه اْلية.
حجة اجلمهور:
أ -احتج اجلمهور أبن لفظ (املشركات) َّل يتناول أهل الكتاب لقوله تعال { :اما يَ َوُّد الذين َك َف ُرواْ ِم ْن
أ َْه ِل الكتاب َوَّلَ املشركني} [البقرة ]105 :وقولهَ { :ملْ يَ ُك ِن الذين َك َف ُرواْ ِم ْن أ َْه ِل الكتاب واملشركني}
8
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
ب -واستدلوا ِبا روي عن السلف من إَبحة الزواج َبلكتابيات ،فقد قال قتادة ِف تفسري اْلية إن املراد
َبملشركات (مشركات العرب) الالِت ليس ِلن كتاب يقرأنه.
وعن محاد قال :سألت إبراهيم عن تزوج اليهودية والنصرانية فقالَّ :ل أبس به ،فقلت :أليس هللا تعال
{وَّلَ تَْن ِك ُحواْ املشركات} ؟ فقال :إمنا تلك اجملوسيات وأهل األوَثن.
يقولَ :
ج -وقالواَّ :ل جيوز أن تكون آية البقرة َنسخة ْلية املائدة ،ألن البقرة من أول ما نزل َبملدينة ،واملائدة
من آخر ما نزل ،والقاعدة أن املتأخر ينسخ املتقدم َّل العكس.
د -واستدلوا ِبا روي أن حذيفة تزوج يهودية ،فكتب إليه عمر خل سبيلها ،فكتب إليه أتزعم أهنا حرام
فأخلي سبيلها؟ فقالَّ :ل أزعم أهنا حرام ولكن أخاف أن تعاطوا املومسات منهن.
فدل على أن عمر فعل هذا من َبب اْليطة واْلذرَّ ،ل أنه حرم نكاح الكتابيات.
قال الطربي بعد سرده لِلقوال« :وأول األقوال بتأويل اْلية ما قاله (قتادة) من أن هللا تعال ذكره عَن
{وَّلَ تَْن ِك ُحواْ املشركات} من مل يكن من أهل الكتاب من املشركات ،وأن اْلية عام ظاهرها، بقولهَ :
خاص َبطنها ،مل يُنسخ منها شيء ،وأن نساء أهل الكتاب غري داخالت فيها ،وذلك أن هللا تعال أحل
بقوله{ :واحملصنات ِم َن الذين أُوتُواْ الكتاب ِمن قَ ْبلِ ُك ْم} [املائدة ]5 :للمؤمنني من نكاح حمصناهتن مثل
الذي أَبح ِلم من نساء املؤمنات ،وقد روي عن عمر أنه قال( :املسلم يتزوج النصرانية ،وَّل يتزوج
النصراِن املسلمة) وإمنا كره عمر لطلحة وحذيفة نكاح اليهودية والنصرانية ،حذراً من أن يقتدي ِبما
الناس ِف ذلك فزهدوا ِف املسلمات ،أو لغري ذلك من املعاِن فأمرمها بتخليتهما».
{وَّلَ تُْن ِك ُحواْ املشركني حَّت يُ ْؤِمنُواْ} على حرمة تزويج املشرك َبملسلمة ،واملراد َبملشرك
دل قوله تعالَ :
هنا كل كافر َّل يدين بدين اإلسالم ،فيشمل الوثين ،واجملوسي ،واليهودي ،والنصراِن ،واملرتد عن
9
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
اإلسالم فكل هؤَّلء حيرم تزوجيهم َبملسلمة ،فللمسلم أن يتزوج َبليهودية أو النصرانية وليس لليهودي أو
النصراِن أن يتزوج َبملسلمة ،وقد ابني الباري جل وعال السبب بقوله{ :أولئك يَ ْدعُو َن إِ َل النار} أي
يدعون إل الكفر الذي هو سبب دخول َنر جهنم ،فالرجل له سلطة ووَّلية على املرأة ،فرِبا أجربها
على ترك دينها ومحلها على أن تكفر َبإلسالم ،واألوَّلد يتبعون األب فإذا كان األب نصرانياً أو يهودايً.
رَبهم على اليهودية أو النصرانية فيصري الولد من أهل النار.
صلاى ا ول اِ بِْنت عُ ْقب َة ب ِن أَِب معي :ط ،وسب ي عةُ ْاألَسلَ ِمياةُ ،و َغي رُمهَا ،فَجاء ْاألَولِياء َإل رس ِ
اَّللُ اَّلل َ - َ َ َْ ُ َُ َ ُْ ُ َْ َ ُ َ ْ َ ْ ُ َ ْ
صلاى ا
اَّللُ ايب َ - استَ ْد َع ْوا ِمْنهُ الْ َوفَاءَ َِبلْ َع ْه ِد ،فَ َق َ
ال النِ ُّ
ِ ِ
َعلَْيه َو َسلا َم -فَ َسأَلُوهُ َراد ُه ان َعلَى الش ْارطَ ،و ْ
الر َج ِال ََّل ِِف النِ َس ِاء».
ط ِِف ِ َعلَْي ِه َو َسلا َم :-إامنَا الش ْار ُ
10
مقرر آايت األحكام ( /)3احملاضرة اخلامسة
ِ ِ الْمسأَلَةُ الثَّانيةِِ :ف الْمعَن الا ِذي ِأل ِ
َجل ِه َملْ تُِرْد النِ َساءُ َوإِ ْن َد َخ ْل َن ِِف ُع ُموم الش ْار ِطَ ،وِِف َذل َ
ك ْ َ َْ َْ
قَ ْوََّل ِن:
ض ْع ِف ِه ان. ِِ
َح ُد ُمهَا :ل ِرقات ِه ان َو َ
أَ
اإلس َالِم .وي ُد ُّل علَي ِه قَولُهَّ{ :ل ه ان ِحلٌّ َِلم وَّل هم َِحيلُّو َن َِل ان} [املمتحنة ]10 :والْمعنَ ي ِ الث ِ ِ ِ
انَ َْ َ ُ ُْ َ ُ ْ ُ ااِنْ :لُْرَمة ِْ ْ َ َ َ ْ ْ ُ
ص ِحيح ِ
ان. َ َ
اْلُكْم بِعِلاتَ ْ ِ ا
ني وز أَ ْن يُ َعل َل ْ ُ
َوَجيُ ُ
11