Professional Documents
Culture Documents
اعتمدت المجتمعات البشرية األولى على نظام المقاضية كأسلوب إلتمام المبادالت للسلع في المجتمع
البدائي ،في ظل هذا النظام ،تتم مبادلة سلعة بسلعة أخرى بصورة مباشرة وبدون وسيط .على سبيل المثال،
فإن الشخص الذي يرغب في الحصول على عشرة كيلو من القمح ،فإنه يستطيع مبادلة ذلك برأس من
الماشية أو أي سلعة أخرى ،حيث يتم التافق عليها بين البائع والمشرتي في سوق المقايضة.
وفي البداية ،عندما كانت الحياة االقتصادية بسيطة وبدائية حيث حاجات الناس في تلك المجتمعات كانت
محدودة والسلع التي كان يتم تبادلها هي قليلة .لم كين لنظام المقايضة مشكالت كبيرة ،لكن هذا الحال لم
يستمر ،إذ أدى التطور االقتصادي واالجتماعي للمجتمعات البشرية إلى تزايد حاجات الناس وتنوعها ،واقترن
ذل كبثرة السلع التي كان يتم إنتاجها وتبادلها.
لم يكون نظام المقايضة قاد اًر وكفؤاً لمواكبة هذا التطور ،وبات من الواضح أن عيوب نظام المبايضة
وصعوباته أضحت تشكل عبئاً كبي اًر على عملية التبادل االقتصادي في هذه المجتمعات.
لذلك اتسم نظام المقايضة بعدد من أوجه القصور ،والصعوات التي يمكن عرضها على النحو اآلتي:
أشرنا إلى أن نظام المقايضة يقوم على أساس مبادلة سلعة بسلعة أخرى بصورة مباشرة ودون وسيط ،أي أنه
يصعب التعبير عن قيمة السلعة بكمية ثابتة وانما يتم التعبيرعن قيمة السلعة في السوق بكميات عديدة
تتناسب في عددها مع عدد السلع المتبادلة في السوق .وبالتالي ،فإنه من الصعوبة الحصول على وحدة
ياس واحدة في مبادلة السلع عندما تكون السلعة المتبادلة كثيرة وحاجات الناس مختلفة.
دعنا نفترض أن عدد السلع المتاحة للتبادل في السوق هي عشر سلع فقط ،إن هذا يتطلب أن نحدد نسبة
مبادلة لكل سلعة من هذه السلع مع كل من السلع التسع األخرى الموجودة في السوق ،أي أن كل سعلة
سيكون لها تسع نسب متبادلة مع بقية السلع األخرى.
وعلى العموم ،سيكون هناك نسب تبادل كثيرة في حالة كثرة السلع المتبادلة في السوق ،وهذا ما كان عليه
الحال في نظام المقايضة.
إن صعوبة إيجاد وحدة قياس منااسبة للتبادل في ظل نظام المقايضة ينجم عنه العديد من الصعوبات واآلثار
السلبية أبرزها:
ولنا اآلن أن نتصور الفوائد الجمة والعظيمة من استخدام النقود (بدالً عن نظام المقايضة) في تسهيل الحياة
االقتصادية والنشاط االقتصادي للمجتمع.
يتطلب نظام المقايضة أن يكون هناك توافق في رغبات المتعاملين من حيث الحجم المناسب ،والجودة
المالئمة ،والزمان والمكان المناسبين للتبادل .وعلى سبيل المثال فإن الشخص الذي يرغب بمبادلة بقرة بكمية
معينة من القمح ،فإن عليه أن يبحث عن الشخص الذي يمتلك القمح (التاجر أو المزارع مثالً) ،ويرغب في
نفس الوقت بمبادلة قمحه بالبقرة في الوقت المناسب للطرفين ،وفي المكان المناسب لهما.
ومن الواضح أن تحقيق هذا التوافق في الرغبات كان أم اًر صعباً في نظام المقايضة ومما زاد األمر صعوبة
هو صعوبة تجزئة السلع المتبادلة فكيف في نظام هذا المثال سيتم تجزئة البقرة للحصول على كمية معينة
من القمح.
لم يكن نظام المقايضة كفؤاً وصالحاً في أن يصبح أداة الختزان القيم والثروة ،أي أداء وظيفة االدخار ،فمن
الواضح أن االدخار العيني في شكل سلع مادية يت تخزينها كان مكلفاً الرتفاع تكلفة التخزين ،وقابلية السلع
للتلف أو التعرض للسرقة .إضافة إلى صعوبات النقل نظ اًر لكبر حجم السلع المخزنة وحاجاتها إلى مساحات
كبيرة للخزن.
إضافة إلى ذلك ،فإن تغير ظروف الطلب والعرض على السلع المخزنة كان يؤدي إلى تيغر كبير في القيمة
السوقية التبادلية لهذه السلع األمر الذي يزيد من كلفة تخزين وادخار سلع عينية ومن ناحية أخرى ،فإن نظام
المقايضة لم يكن صالحاً أيضاً الستعماله كأداة لتسوية قيمة لمدفوعات اآلجلة .مثل هامش عقود اإليجار،
أو عقود اإليجارات أو عقود ربع األراضي.
ثانيا :النقود
بسبب الصعوبات الكثيرة التي واجهت نام المقايضة ظهرت النقود التي قدمت منافع كثيرة ومتعددة لإلنسان
وساعدته في التغلب على الكثير من المشكالت خاصة تلك التي واجهت نظام المقايضة.
جرى العرف على استخدام تعريفين للنقود :األول تعريف نظري ،والثاني عملي .وتعرف النقود نظرياً بأنها
كل ما يلقي قبوالً لدى الناس ووسياطاً للتبادل وقضاء الديون .ومن المهم مالحظة عدم اشتراط وجود قيمة
ذاتية لما يمكن اعتباره نقوداً ،بل إن المطلوب هو فقط صفة القبول العام .فلو تعارف الناس مثالص على
قبول الحجارة وسيلة لتبادل السلع وسداد الديون ألمكن أن تعد نقوداً .وبطبيع الحال فإن قبول الناس لسلعة
وسيطاً للتبادل يعني بطريقة أو أخرى تمتعها بندة نسبية (الذهب والفضة على سبيل المثال).
أنواع النقود:
تُقسم النقود تبعاً لطبيعة المادة المصنوعة منها إلى نقود سلعية ،ونقود ائتمانية وتبعاً لتطورها التاريخي إلى
نقود سلعية ،ونقود ورقية ،ونقود ودائع ،ونقود الكترونية .وفيما يلي شرح موجز لتقسيم النقود من الناحية
التاريخية.
.1نقود سلعية
أدى التطور البشري وما رافقه من تطور طرق اإلنتاج والتخصص فيه إلى الحاج إلى وسيلة للتبادل تخفف
من مشكالت المقايضة .ونتية لتلك الحاجة استخدمت السلع بأنواعها وسيلة للتبادل وقضاء الديون.
واختلفت النقو دالسلعي ةباختالف المجتمعات ودرجة تطورها وتقدمها .فعلى سبيل المثال استخدم القمح
نقوداً في مصر ،والتوابل في الهند .وفي مرحلة الحقة اكتشف الناس استخدام المعادن النفيسة ،لسيما الذهب
والفضة ،نقوداً سلعية تُتداول على شكل عمالت ذهبية أو فضية أو إيصاالت يتعهد من أصدرها (سواء أكان
الحكومة أو بنوكاً تجارية ) بمبادلة قيمتها المعدنية عند الطلب.
.2نقود ورقية
تعد مرحلة النقود النائبة المرحلة الفاصلة في التطور التاريخي للنقود من نقود سلعية إلى نقود ورقية .ففي
البداية كانت النقد النائبة مجرد إيصاالت للناس الحق في قبولها أو رفضها ولهم حق مطالبة الجهة المصدرة
لها استبدالها بالذهب أو الفضة .وكان من الضروري تغطية جميع ما يصدر من نقود نائبة بما يساوي
فضة. أو ذهب من االسمية قيمتها
ومع زيادة ثقة النسا بالنقود النائبة ،وما تميزت به من النقود السعية ،ازداد الطب عليها وقل المستبدل منها
مما دفع الحكومات المصدرة لها تخفيض غطائها تدريجياً حتى وصل األمر إلى إنهاء العالقة بينها وبين
الغطاء الذهبي .ويعتمد إصدار النقد في ظل قاعدة النقود الورقية في الوقت الحالي على عدة عوامل من
أهمها قوة االقتصاد وتنوع قاعدته اإلنتاجية ونظام سعرف الصرف المتبع.
.3نقود الودائع
تتكون نقود الوادئع من الحسابات الجارية المودعة لدى البنوكا لتجارية التي يمكن سحبها بكتابة شيك في أي
وقت .وتختلف هذه النقود الوقية بأنها ال تتمتع بكيان مادي ،فهي قيود ميدنة ودائنة لدى البنوك التجارية وال
تتمتع بقوة إلزام قانوني .فعلى سبيل المثال عند بيع قطعة أرض ليس للبائع حق رفض تسلم ثمنها بالريال
السعودي من اي فئة ،ولكن له الحق في رفض استالم الثمن بشيك مسحوب على بنك تجاري.
.4نقود الكترونية
أحدث التطور التقني ثورة هائلة في عالم المدفوعات .فالنظام التقني للتحويالت المالية ( Electronic
)Funds Transfer Systemيشكل بديالً مناسباً وغير مكلف الستخدام العملة ،والشيكات ،وبطاقات
االئتمان.
وظائف النقود:
بغض النظر عن أنواع النقود المتداولة ،سواء أكانت معدنية (ذهب أو فضة) أم ورقية فإن لها أربع وظائف
مهمة هي:
.1النقود وسيط في التبادل (المعامالت ):تتميز النقود عن المقايضةفي أنها تستخدم كوسيط كفؤ
وسهل ومرن في إتمام المبادالت والمعامالت بين أفراد المجتمع.
وقد تمتعت النقود بوظيفة الوسيط فيا لتبادل تأسيساً على جملة من االعتبارات والمبررات وأهمها:
االعتبار األخالقي الذي يدعو إلى ترسيخ قيم العدل بين الناس .فالشريعة اإلسالمية تؤكد أصالً
على قيمة العدل في بعدها االقتصادي ،أي على استقامة المكاييل والموازين ومنها النقود.
الثقة بطبيعة المادة المصنوع منها النقود .عندما صنعت النقود من المعادن مثل الذهب والفضة
والنحاس وغيره ،اكتسبت ثقة كبيرة لدى الناس فياتخاذها أداة أو وسيط في المعامالت وتسوية
المدفوعات.
قيمة سوقية باعتبارها سلعة (معدن) -أي قيمة ذاتية حقيقية كسلعة تباع أو تشترى في السوق.
قيمة اسمية تبادلية باعتبارها وحدة نقود ،وقد كانت قيمتها االسمية تساوي قيمتها السوقية .والجدير
بالذكر أن النظرية المعدنية قد اتكأت على هذه االعتبارات في التأكيد على ميزة النقود المعدنية.
وتأسيساً على هذه الميزة اكتسبت النقود ثقة الناس باعتبارهانقداً وسيطاً في التبادل.
غير أن تفسير النظرية المعدنية يكون صحيحاً في حالة النقود المعدنية فقط وبالتالي فإنها ال تصلح لتفسير
تمتع النقود غير المعدنية (مثل النقود الورقية بالثقة كوسيط للتبادل(.
وهناك من اعتقد أن النقود تمتعت بقابلية الوسيط للتبادل بحكم القانون .فالنظرية القانونية تؤكد أن القانون
هو الذي أكسب النقد صفة القبول العام كوسيط للتبادل .
أما النظرية النفسية فإنها تعزو تمتع النقود بالقابلية كوسيط للتبادل إلى الدوافع الذاتية لألفراد.
حيث تؤدك أن ميل األفراد إلى النقود واالطمئنان والثقة والرضا بها كوسيط للتبادل هو الذي يسكبها صفة
القبول العام بصرف النظر عما إذا كانت النقود معدنية أو غير معدنية.
ومن الجدير بالذكر أن اقتصاديي المدرسة الكالسيكية يرون أن والظيفة األساسية للنقود هي وسيط للتبادل،
ولذلك فإن نظريتهم في الطلب على النقود قد تأسست على اعتبار أن النقود هي مجرد وسيط في التبادل.
إذا كان سعر السلعة أ = 011ريال ،وسعر السلعة ب = 01ريال .فإنه ببساطة نستطيع أن نستنتج أن
السلعة (أ) = خمس وحدات من السلعة (ب) ،أو السلعة (ب = )خمس وحدات من السلعة (أ).
وبالرغم من الميزات المحققة من وظيفة النقود كمقياس للقيم ،إال أن هذا ال ينفي حدوث تقلبات في القوة
الشرائية لوحدة النقود وما يسبب ذلك من آثار سلبية على أطراف التبادل في السوق ،إال أن البعض يرى أن
تقلبات الوحدة النقدية هي اقل نسبياً مقارنة بغيرها من األنظمة النقدية.
تستعمل النقود كأداة لخون القيم ،أي وسيلة لالدخار ،فالنقود هي مخزن للقوى الشرائية عبر الزمن ألن حامل
النقود إنما يحمل قوة شرائية تحظى بالقبول العام وتمكنه من اإلنفاق عبر الزمن .ويقصد بالقوة الشرائية
للنقود هنا كمية السلع والخدمات التي يمكن الحصول عليها مقابل مبادلتها بوحدة نقدية واحدة خالل فترة
زمنية معينة.
بيد أن استعمال النقود كمخزن للقيم (أو االدخار أو الثروة) قد يكون منتجاً أحياناً وقد يكون عقيماً في أحيان
أخرى.
إن النقود تكون مخزناً منتجاً للقيم عندما يكون ادخارها بغرض توظيفها واستثمارها في استثمارات حقيقة أو
مالية .حيث تولد في هذه الحالة عوائد وتراكم الثروة عند مالكيها ،أما إذا تم اكتناز النقود وتعطيل دورها في
االستثمار واألرباح فإن استعمالها كمخزن للقيم يكون عقيماً في هذه الحالة .لكن استعمال النقود كمخزن
للقيمة بغرض مواجهة الطوارئ في المستقبل ال يعد استعماآلً عقيماً للنقود إذا ما تم بحصافة ورشد اقتصادي.
هذه الوظيفة مشتقة من الوظيفة األساسية للنقود كوسيط للمبادالت ،ذلك أن المبادالت قد تكون آنية ،أو
عاجلة ،وقد تكون آجلة .واذا كانت النقود تستخدم لتسوية المبادالت اآلنية ،فإنها تستخدم أيضاً كوسيلة
لتسوية المدفوعات اآلجلة.
وقد زادت أهمية هذه الوظيفة مع تطور وسائل االئتمان وأساليب البيع اآلجل واجراء التعاقدات اآلجلة على
المستوى المحلي.
وعلى المستوى الدولي ،تطورت العالقات االقتصادية الدولية وعملية صفات القروض بين الدول والتي يتم
تأطيرها في عقود آجلة تكون النقود فيها هي األداة لتسوية المدفوعات اآلجلة.
والحق أن استخدام النقود كأداة لتسوية المدفوعات اآلجلة مرتبط أيضاً باالستقرار النسبي في قيمة النقود
والذي يعتمد على استقرار األسعار.
الصدار النقدي
يمثل النظام النقدي أو القاعدة النقدية األساس الذي يرتكز علي إصدار العملة الوطنية من حيث إصدارها
وقبولها .وتنوعت وتطورت القواعد النقدية السائدة تبعاً لتغير المجتمعات وتطور األنظمة االقتصادية.
ويمكن تقسيم القواعد النقدية تبعاً لتسلسلها التاريخي إلى قاعدتين رئيستين :هما قاعدة النقد السلعية ،وقاعدة
النقد االئتمانية.
انواع القواعد النقدية
قاعدة النقد السلعية هي القاعدة السائة عند تحديد عالقة قانونية ملزمة بين وحدة النقد المتداولة وبين سلعة
بناء على القوة الشرائية للسلعة (ذهب أو
واحدة (ذهب أو فضة) .وتقيم القوة الشرائية لوحدة النقد المتداولة ً
فضة).
وتسمى قاعدة النقد السلعية أحياناً بقاعدة المعدن الواحدة (ذهب) .وتدرجت قاعدة النقد السلعية في تطورها
عبر ثالث مراحل تاريخية مهمة .وفيما يلي شرح موجز لكل مرحلة:
أ .نظام المسكوكات :في ظل هذا النظام تُتداول مسكوكات رهبية أو فضية (جنيهات ذهبية على سبيل
المثال) إلى جانب النقود الورقية .وإلعطاء النقود الورقية القبول في التداول تكفل السلطة النقدية حرية تحويل
النقود الورقية إلى مسكوكات حسب سعر التعادل المعلن من السلطة النقدية.
وحتى يتوازن هذا النظام البد من تحديد سعر تعادل بين المسكوكات المعدنية وبين العملة الورقية ،وتوافر
حرية كاملة لألفراد بشأن حرية السك (تحويل السبائك الذهبية أو الفضية إلى مسكوكات (نقدية معدنية
متداولة)) وحرية الصهر (تحويل المسكوكات إلى سبائك) ،وكذلك حري استيراد وتصدير السبائك أو
المسكوكات.
ب .نظام السبائك :على عكس نظام المسكوكات ففي ظل نظام السبائك الذهبية ال يسمح بتداول العمالت
المعدنية (ذهب أو فضة) لالستخدام اليومي ،ولكن تكون السلطات النقدية مستعدة الستبدال النقود الورقية
بسبائك ذهبية أو فضية عند طلب األفراد لها.
ووضعت خالل هذه المرحلة من التطور النقدي الكثير من القيود أمام حرية التحويل من عمالت ورقية إلى
ذهب أو فضة بسبب اتساع حجم التجارة الداخلية والخارجية بنسب تجاوزت نمو احتياطات الذهب والفضة،
وارتفاع الثقة بالعمالت الورقية مما ترتب عليه انخفاض ما يطلب تحويله من العمالت الورقية إلى ذهب أو
فضة وتحول معظم األنظمة النقدية إلى ما يعرف بنظام القاعد االئتمانية للنقد.
ج .نظام الصرف بالذهب :في ظل هذا النظا ترتبط العملة المحلية بصورة غير مباشرة بالذهب من خالل
ربطها بعملة دولة تعتمد على نظام الذهب .فعلى سبيل المثال ارتبط الريال السعودي مدة طويلة بالدوالر
األمريكي بنسبة ثابتة.
وحيث أن الدوالر األمريكي (حتى عام 0790م) كان مرتبط بالذهب فهذا يعني ارتباط الريال السعودي
بالذهب بطريقة غير مباشرة من خالل ارتباطه بالدوالر األمريكي .وترتب على هذا النظام ضرورة احتفاظ
المملكة بجزء كبير من غطاء عملتها بالدوالر األمريكي.
في ظل هذه القاعدة تعرف العملة الورقية بنفسها ،وال ترتبط بأي غطاء ذهباً كان أم فضة ،وأصبحت النقود
الورقية تتمتع بقوة اإللزام القانوني وغير قابلة للتحويل إلى الذهب .ويمكن إرجاع سيادة هذه القاعدة إلى قرار
الواليات المتحدة األمريكية إيقاف تحويل الدوالر إلى ذهب في عام 0790م .ويعتمد إصدار النقود في ظل
القاعدة االئتمانية للنقد على الوضع االقتصادي وامالي للدولة وكذلك على اآللية التي ُيحدد بموجبها سعر
صرف العملة المحلية (التثبيت أو التعويم).
-ومن الواضح أن درجة تقدم وكفاءة النظام النقدي تختلف باختالف درجة التطور االقتصادي والمالي
والنقدي في كل بلد.
غير أن االقتصاديين النقديين يتوافقون على سمات ومالحمح أساسية ينبغي أن تتوافر في اي نظام نقدي كفؤ
وفعال .وعلى أية حال ،فإن أبرز خصائص النظام النقدي هي:
أ .المرونة:
يقصد بخاصية المرونة أن يكون النظام النقدي قاد اًر على توفير المتسوى المرغوب من السيولة النقدية
الالزمة لمواكبة حاجات االقتصاد الوطني في أوقات الركود االقتصادي وأوقات االنتعاش االقتصادي وتتحقق
مرونة النظام النقدي أيضاً بسهولة قابلية تحويل النقود إلى العمالت األجنبية وبما يمكن من تسهيل إتمام
مبادالت التجارة الخارجية وتدفق االستثمارات ورؤوس األموال األجنبية.
ب .األولويات المتعددة والعدالة الجتماعية:
النظام النقدي المرغوب هو الذي تكون أولوياته االقتصادية متعددة ومنها ضمان تحقيق نمو اقتصادي
مستدام وتامين االستقرار االقتصادي ،وم متطلبات االستقرار االقتصادي أن يكون النظام النقدي قاد اًر على
تحقيق استقرار قيمة وحدة النقود .أي المحافظة على استقرار القوة الشرائية لوحدة النقود.
ألن ذلك ترسيخاً لقيم العدالة االجتماعية بين الناس وحماية حقوقهم وأموالهم من التعرض للمخاطر والخسائر
الناجمة عن عمد استقرار قيمة الوحدة النقدية.
ُيقصد بالكفاءة والفاعلية للنظام النقدي أن يكون النظام لنقدي قاد اًر على إدارة السياسة النقدية والهاز
المصرفي بشكل صحيح وفعال .وبما يمكن من تأمين حقوق المودعين ويكفل األمان والضمان بين األطراف
المتعاملين في إطار النظام النقدي.
وال غرابة في التطبيق الصحيح لألنظمة والقواعد القانونية المتعلقة بإدارة النقود يعزز حالة األمان والثقة ألنه
يضمن تحقيق ما يلي:
-استقرار تداول النقود وضمان قابليتها للوفاء بااللتزامات بكل يسر وسهولة.
وال ريب أن المؤشر العام لكفاءة وفاعلية أي نظام نقدي تكمن في مدى قدرته على تحقيق االستقرار النقدي.
وهو المؤشر األساسي الذي يتوقف عليه استقرار القوة الشرائية للوحدة النقدية للقاعدة أو النظام النقدي ومن ثم
االستقار االقتصادي واالجتماعي .