You are on page 1of 249

¢ù``jQó````J º```«```∏```©``à```dG IQGRh äQô`````b ‫اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬

É¡```à`≤``Ø`f ≈∏```Y ¬©Ñ`````Wh ÜÉà````µdG Gò``g





á©L‫را‬Ÿ‫ألي∞ وا‬É‫لت‬ÉH ΩÉb


Ú‫ش‬ü‫ش‬üî‫ت‬Ÿ‫ري≥ من ا‬a

2020 - 1442 á©ÑW


‫ح وزارة التعليم‪ 1428 ،‬هـ‬
‫فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر‬
‫وزارة التعليم‬
‫الحديــث (‪ )1‬ـ التعليم الثانوي (نظام المقررات) البرنامج المشترك ـ الرياض ‪1428‬هـ‬
‫‪ 252‬ص‪ 25.5 × 21 ،‬سم‬
‫ردمك‪978-9960-48-461-7 :‬‬
‫‪ -1‬حديــث ‪ - 1‬كتب دراسية ‪ -‬الرياض ‪1428‬هـ‬
‫‪1428/5377‬‬ ‫ ‬
‫ديـوي ‪230.3‬‬
‫الثانوية مقررات‬
‫رقم اإليـداع‪1428/5377 :‬‬
‫المشترك‬
‫ردمـك‪978-9960-48-461-7:‬‬

‫الطالب‬

‫التعليم‬ ‫حمفوظة لوزارة‬


‫المشترك‪-‬حديث ‪1‬‬ ‫الطبع والن�شر‬
‫مقررات‪-‬المسار‬ ‫التعليم حقوق‬
‫العام‪-‬الثانوية‬
‫‪www.moe.gov.sa‬‬
‫الحديث‪/”1‬كتاب الطالب”‬

‫‪B-GE-CBE-TRC-hdth1-HDTH1‬‬

‫‪http://esstest-net.t4edu.com/Files/BooksQR/httpsien.edu.saqrB-GE-CBE-‬‬
‫‪TRC-hdth1-HDTH1.png‬‬
‫اﻟمﺤـﺘــﻮﻳـات‬

‫الصفحة‬ ‫المــــوضــــوع‬

‫‪٧‬‬ ‫الــمـقــدمـــة‬
‫‪٩‬‬ ‫ً‬
‫أول‪ :‬مصطلح احلديث‬
‫‪١٠‬‬ ‫السنة‪.‬‬
‫تعريف ُّ‬
‫‪١١‬‬ ‫السنة النبوية‪.‬‬
‫منزلة ُّ‬
‫‪١١‬‬ ‫السنة النبويـة‪.‬‬
‫حجية ُّ‬
‫‪١٢‬‬ ‫السنة ودوافعه‪.‬‬
‫إنكار حجية ُّ‬
‫‪١٦‬‬ ‫للسنة النبوية‪.‬‬
‫حفظ اهلل تعالى ُّ‬
‫‪١٧‬‬ ‫السنة النبوية وتدوينها‪.‬‬
‫مراحل كتابة ُّ‬
‫‪٢١‬‬ ‫تعريف بالكتب السبعة ومؤلفيها‪.‬‬
‫‪٢٧‬‬ ‫ثانيا‪ :‬األحاديـــث‬
‫ً‬
‫‪٢٨‬‬ ‫احلديث األول‪« :‬مثل ما بعثني اهلل به من الهدى والعلم‪.»...‬‬
‫‪٣٣‬‬ ‫احلديث الثاني‪ « :‬من سن في اإلسلم سنة حسنة‪.»...‬‬
‫‪٣٩‬‬ ‫احلديث الثالث‪« :‬إن احللل ِّبني وإن احلرام ِّبني‪.»...‬‬
‫‪٤٤‬‬ ‫احلديث الرابع‪ « :‬سبعة يظلهم اهلل في ظله‪.»...‬‬
‫‪٤٩‬‬ ‫احلديث اخلامس‪« :‬من عادى لي ول ًّيا‪.»...‬‬
‫‪٥٤‬‬ ‫أحدا منكم عمله»‪« ..‬سدِّ دوا وقاربوا‪.»..‬‬
‫احلديث السادس‪ « :‬لن ُي َن ِّجي ً‬
‫‪٥٩‬‬ ‫احلديث السابع‪« :‬مثل املؤمن كمثل خامة الزرع‪ ..‬ومثل الكافر كمثل ا َأل ْر َز ِة صماء معتدلة‪.»..‬‬
‫‪٦٣‬‬ ‫احلديث الثامن‪ :‬عن ُحمران أنه رأى عثمان بن عفان دعا ب َوضوء فأفرغ على يديه من إنائه‪ ،‬فغسلهما ثلث مرات‪.‬‬
‫‪٦٩‬‬ ‫احلديث التاسع‪ :‬حديث مالك بن احلويرث � «وصلوا كما رأيتموني أصلي»‪.‬‬
‫‪٧٣‬‬ ‫احلديث العاشر‪« :‬إن أثقل صلة على املنافقني صلة العشاء وصلة الفجر‪ ،‬ولو يعلمون ما فيهما ألتوهما ولو ح ْب ًوا»‪.‬‬
‫‪٧٧‬‬ ‫احلديث احلادي عشر‪« :‬الفطرة خمس »‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫المــــوضــــوع‬

‫‪٨١‬‬ ‫احلديث الثاني عشر‪« :‬أنا زعيم ببيت في ربض اجلنة ملن ترك املراء وإن كان مح ًّقا‪.»...‬‬
‫‪٨٦‬‬ ‫رجل قال للنبي ‪ :‬أوصني‪ .‬قال‪« :‬ال تغضب»‪.‬‬
‫احلديث الثالث عشر‪ :‬أن ً‬
‫‪٩١‬‬ ‫احلديث الرابع عشر‪« :‬كان رسول اهلل ‪ ‬يعلمنا االستخارة في األمور كلها»‪.‬‬
‫‪٩٦‬‬ ‫احلديث اخلامس عشر‪ « :‬اجتنبوا السبع املوبقات»‪.‬‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫احلديث السادس عشر‪ « :‬كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا‪.»..‬‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫احلديث السابع عشر‪ « :‬من غشنا فليس منا»‪.‬‬
‫‪١١٢‬‬ ‫احلديث الثامن عشر‪ « :‬إذا مات ابن آدم انقطع عمله إال من ثالثة‪.»..‬‬
‫‪١١٦‬‬ ‫احلديث التاسع عشر‪« :‬ال تزول قدما عبد يوم القيامة‪.»..‬‬
‫‪١٢١‬‬ ‫احلديث العشرون‪ « :‬إن الظلم ظلمات يوم القيامة»‪.‬‬
‫‪١٢٦‬‬ ‫احلديث احلادي والعشرون‪« :‬أتدرون ما املفلس؟»‪.‬‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫ثال ًثا‪ :‬الثقافة اإلسالمية‬
‫‪١٣١‬‬ ‫حق اهلل تعالى وحق الرسول ‪.‬‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫الدعوة إلى اهلل تعالى‪ ،‬وصور من هدي النبي ‪ ‬في ذلك‪.‬‬
‫‪١٤١‬‬ ‫االستقامة‪.‬‬
‫‪١٤٦‬‬ ‫الع َّفة‪.‬‬
‫ِ‬

‫‪١٥١‬‬ ‫األخالق وأهميتها‪.‬‬


‫‪١٥٦‬‬ ‫الصدق‪.‬‬
‫‪١٦٢‬‬ ‫املزاح وآدابه‪.‬‬
‫‪١٦٧‬‬ ‫األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫‪١٧١‬‬ ‫الوقت وأهميته‪.‬‬
‫‪١٧٥‬‬ ‫األخوة واختيار األصحاب‪.‬‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪١٨٤‬‬ ‫القراءة وأهميتها‪.‬‬
‫الصفحة‬ ‫المــــوضــــوع‬

‫‪١٨٧‬‬ ‫السفر وآدابه‪.‬‬


‫‪١٩١‬‬ ‫الدعاء‪.‬‬
‫‪١٩٦‬‬ ‫الذكر‪.‬‬
‫‪٢٠١‬‬ ‫حقوق الراعي والرعية‪.‬‬
‫‪٢٠٥‬‬ ‫حقوق الوالدين واألقارب‪.‬‬
‫‪٢٠٩‬‬ ‫الشباب‪.‬‬
‫‪٢١٣‬‬ ‫االبتعاث‪ :‬أحكامه وآدابه‪.‬‬
‫‪٢١٦‬‬ ‫التدخني‪.‬‬
‫‪٢٢٠‬‬ ‫آفات اللسان‪.‬‬
‫‪٢٢٦‬‬ ‫القلوب وأمراضها‪.‬‬
‫‪٢٣١‬‬ ‫الذنوب واملعاصي وآثارهما‪.‬‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫احملاسبة والتوبة‪.‬‬
‫‪٢٤١‬‬ ‫الشيطان ومداخله‪.‬‬
‫‪٢٤٥‬‬ ‫احلضارة اإلسالمية‪.‬‬
‫المقدمة‬
‫احلمد هلل رب العاملني والصالة والسالم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعني‪،‬‬
‫أمــــا بعد‪:‬‬
‫فبني يديك ـ أخي الطالب ـ كتاب احلديث (‪ )1‬للطالب للنظام الثانوي بخطته اجلديدة‪،‬‬
‫وهو يتضمن ثالثة محاور‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مصطلح احلديث‪ ،‬وتدرس فيه شي ًئا مما يتعلق بالسنة النبوية وحجيتها‪ ،‬والتعريف‬
‫بأهم مصادرها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬احلديث النبوي‪ ،‬وتدرس فيه أحاديث مختارة عن النبي ﷺ مع ذكر أهم الفوائد‬
‫ً‬
‫واإلرشادات املتعلقة بها‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وتدرس فيه موضوعات مختارة متعلقة باآلداب الشرعية أو‬
‫األخالق اإلسالمية‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬كتبت بأسلوب يناسب مستواك العمري والثقافي‪.‬‬
‫وبقدر علمك وعملك مبا تضمنته األحاديث النبوية التي تدرسها‪ ،‬ودعوتك إليها‬
‫وتعليمها لآلخرين؛ تكون بإذن اهلل تعالى ممن أراد اهلل بهم اخلير وسعادة الدارين؛ حيث‬
‫وبشر من ب َّلغ‬
‫هلل ِب ِه َخ ْي ًرا ُي َف ِّقه ُه ِفي الدِّ ين»(‪َّ ،)1‬‬
‫أخبرنا رسولنا الكرمي ﷺ أن‪َ « :‬م ْن ُيرِد ا ُ‬
‫هلل ا ْم َر ًءا َس ِم َع َم َقا َل ِتي َف َو َع َاها‪،‬‬
‫شريعته‪ ،‬ودعا له ﷺ بأن يرزقه اهلل البهجة بقوله ﷺ‪َ « :‬ن َّض َر ا ُ‬
‫ُث َّم أ َّد َاها ِإ َلى َم ْن َل ْم َي ْس َم ْع َها‪َ ،‬ف ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ َال ِف ْق َه َل ُه‪َ ،‬و ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ ِإ َلى َم ْن ُه َو َأ ْف َق ُه‬
‫ِم ْن ُه»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري ‪ ،)71(39/1‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬احلديث مروي عن جمع من الصحابة ‪ ‬منهم‪ :‬جبير بن مطعم‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأنس ‪ ،‬بألفاظ متقاربة‪ ،‬ينظر‪ :‬مسند اإلمــام أحمد‬
‫‪ ،183/5 ،225/3 ،436/80،1/4‬وسنن أبي داود ‪ ،)3660( 322/3‬والترمذي ‪ ،)2658( - )2656(33/5‬وابن ماجه ‪- )230( 86 - 84/1‬‬
‫(‪ ،)236‬وغيرهم‪ ،‬وقد ذكره الكتاني في (نظم املتناثر في احلديث املتواتر ص‪.)33‬‬
‫وقد ُق ِّس َم املقرر إلى دروس متوالية‪ ،‬ووضعنا لكل درس أهدافًا تربوية ُيتوخى منك‪ -‬أخي‬
‫الطالب‪ -‬أن حترص عليها وتتمثلها في حياتك‪ ،‬وقد ضمن كل درس في هذا املقرر نشاطات‬
‫طالبا ً‬
‫نشطا داخل الصف؛‬ ‫وفهما واستيعا ًبا للدرس‪ ،‬وتساعدك لتكون ً‬
‫علما ً‬
‫متنوعة تزيدك ً‬
‫تشارك في الدرس بفاعلية وروح متوثبة‪ ،‬وتنمي لديك املهارات املتنوعة؛ وتعينك على‬
‫البحث عن املعلومة بنفسك؛ مع مساعدتك في البحث عنها من خلل بعض املوجهات أو‬
‫إرشاد معلمك املبارك؛ كما تعينك على التعاون مع زملئك في إثراء املادة ونفع اآلخرين‪،‬‬
‫وقبل ذلك وبعده تعينك ‪-‬إن شاء اهلل تعالى‪ -‬في التعرف على كثير من األحكام الشرعية‬
‫واألصول العلمية التي تستفيدها في حياتك‪ ،‬وتكون عو ًنا لك بإذن اهلل تعالى على حتصني‬
‫نفسك من التيارات الفكرية املختلفة‪ ،‬كما إنها تقربك إلى ربك وخالقك؛ مما يقودك بإذن‬
‫اهلل لسعادة الدنيا ونعيم اآلخرة‪.‬‬
‫والذي نؤمله أن يكون الكتاب داف ًعا لك للرتقاء في مدارج العلم والهداية‪ ،‬وانطلقة‬
‫خلير عظيم ترى أثره في حياتك ووطنك‪ .‬نفع اهلل بك‪ ،‬وجعلك ُقرة عني لوالديك‪ ،‬وحفظك‬
‫من كل مكروه‪.‬‬
‫أوﻻً‪:‬‬
‫ﻣﺼﻄﻠﺢ اﻟﺤﺪﻳﺚ‬
‫‪           ‬ا‪ ‬م ‪  ‬ا‪‬ح‪  ‬ا‪‬‬
‫‪‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬ال‪ù‬سنة ‘ الل¨ة وال‪U‬س‪.ìÓ£‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬من‪õ‬لة ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪é‬ية ال‪ù‬سنة الن‪jƒÑ‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬م‪ ø‬ال≤را‪ ¿B‬وال‪ù‬سنة ‪Y‬لى ح‪é‬ية ال‪ù‬سنة الن‪jƒÑ‬ة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ا‪E‬ن‪µ‬ار ح‪é‬ية ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت‪È‬ه‪Y ø‬لى ‪ùa‬سا‪ O‬ال≤‪ ∫ƒ‬بع‪ Ωó‬ح‪é‬ية ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫تع‪O Oó‬وا‪ ™a‬ا‪E‬ن‪µ‬ار ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫‪o‬تع‪ Oó‬اأ‪ùb‬سا‪ Ω‬من‪µ‬ر… ال‪ù‬سنة‪.‬‬

‫يت ا ْل ُق ْر َآن َو ِم ْث َل ُه َم َع ُه»‪.‬‬


‫(‪)١‬‬
‫هلل ‪َ :‬‬
‫«أال إني ُأو ِت ُ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫َع ِن ا ْل ِم ْقدَ ا ِم بن َم ْع ِدي َكر َِب ‪َ ‬‬

‫‪ ‬ما مثيل القرآن الذي ُأو ِت َي ُه ُّ‬


‫النبي ‪‬؟‬
‫‪ ‬وهل منزلته في التشريع كمنزلة القرآن؟‬
‫‪ ‬وما الفرق بينه وبني القرآن؟‬
‫وحي من اهلل تعالى؛ إال‬
‫وهي ٌ‬
‫النبي ‪ ،‬وهي مبنزلة القرآن في التشريع‪َ ،‬‬ ‫السنة النبوية هي َم ُ‬
‫ثيل القرآن الذي ُأو ِت َي ُه ُّ‬
‫النبي ‪ ‬وال ُي َت َع َّبدُ بتلوتها‪.‬‬ ‫أن َ‬
‫لفظها من ِّ‬

‫السنة‬
‫تعريف ُّ‬

‫السنة في ال ُّلغة‪ :‬الطريق ُة والسير ُة حميد ًة كانت أو ذميمةً‪.‬‬


‫ُّ‬
‫َقرير أو صفةٍ خلقيةٍ أو خُ ُلقيةٍ ‪.‬‬
‫فعل أو ت ٍ‬ ‫النبي ‪ ‬من ٍ‬
‫قول أو ٍ‬ ‫السنة في اصطالح احملدِّ ثني‪ :‬ما ُأ َ‬
‫ضيف إلى ِّ‬

‫(‪ )١‬أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السنة النبوية‬
‫منزلة ُّ‬

‫للسنة النبوية مكانة عظيمة في اإلسلم‪ ،‬ميكن تلخيصها في النقاط اآلتية‪:‬‬


‫ُّ‬
‫السنة هي املصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ُّ 1‬‬
‫وحي َم ْت ُل ٌّو وهو‪ :‬القرآن‬ ‫ِ‬
‫وحيان‪ٌ :‬‬ ‫الوحي‬
‫َ‬ ‫وحي غي ُر َم ْت ُل ٍّو؛ فإن‬
‫وحي من اهلل تعالى لرسوله ‪ ،‬ولكنها ٌ‬
‫السنة النبوية ٌ‬
‫‪ُّ 2‬‬
‫الكرمي‪َ ،‬و َو ْح ٌي غي ُر َم ْت ُل ٍّو وهو‪ :‬السنة النبوية‪.‬‬
‫السنة النبوية تأتي من القرآن الكرمي على ثلثة أنواع‪:‬‬
‫‪ُّ 3‬‬
‫وتوضيحا ِل َما ُأجمل ِمن أحكامه؛ كتفصيل أحكام الصلة والزكاة واحلج‪.‬‬
‫ً‬ ‫بيا ًنا للقرآن الكرمي‪،‬‬ ‫اأ‬

‫وتقريرا ألحكام القرآن الكرمي؛ كإيجاب صلة األرحام وحترمي الزنا والسرقة‪.‬‬
‫ً‬ ‫تأكيدا‬
‫ً‬ ‫ب‬

‫وع َّمتها أوخالتها‪.‬‬ ‫ُ‬


‫القرآن الكرمي؛ كتحرمي اجلمع بني املرأة َ‬ ‫سكت عنها‬
‫َ‬ ‫بأحكام‬
‫ٍ‬ ‫تأتي‬ ‫ج‬

‫الس َّن ِة ال َّن َب ِو َّي ِة‬


‫ُح ِّج َّي ُة ُّ‬
‫الس َّن ُة ال َّن َبوِ َّي ُة ُح َّج ٌة في األحكام الشرعية االعتقادية والعملية‪ ،‬فهي واجبة االتِّباع كالقرآن الكرمي‪ ،‬وقد َّ‬
‫دل على‬ ‫ُّ‬
‫ذلك الكتاب والسنة في نصوص كثيرة؛ منها‪:‬‬
‫ﱪ [الت‪G‬ابن‪.]12 :‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫اأ‬

‫ [الحشر‪.]7 :‬‬ ‫قوله تعالى‪ :‬‬ ‫ب‬

‫وش ُك ال َّر ُج ُل ُم َّت ِك ًئا على َأر َ‬


‫ِيك ِت ِه‪،‬‬ ‫هلل ‪ُ « :‬ي ِ‬ ‫رسول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫ج حديث ا ْل ِم ْقدَ ا ِم بن َم ْع ِدي َكر َِب الكندي ‪َ ‬‬
‫لل ْاس َت ْح َل ْل َنا ُه‪َ ،‬و َما‬
‫وجل‪َ ،‬ف َما َو َجدْ َنا فيه ِمن َح ٍ‬ ‫اب ا ِ‬
‫هلل ع َّز َّ‬ ‫يث ِم ْن َح ِدي ِثي فيقول‪َ :‬ب ْي َن َنا َو َب ْي َن ُك ْم ِك َت ُ‬
‫ُي َحدَّ ُث ب َِح ِد ٍ‬
‫(‪)١‬‬
‫رسول ا ِ‬
‫هلل ‪ِ ‬مث ُْل ما َح َّر َم اهلل»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َو َجدْ َنا فيه ِمن َح َر ٍام َح َّر ْم َنا ُه‪َ ،‬أ َال َوإ َِّن ما َح َّر َم‬
‫السنة النبوية‪.‬‬
‫إجماع األمة كافة على حجية ُّ‬ ‫د‬

‫(‪ )١‬أخرجه أبو داود‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫السنة ودوافعه‬
‫إنكار حجية ُّ‬
‫‪َ 1‬ل َّما ظهر اإلسلم وانتشر ضياؤه‪ ،‬رأى أعداؤه أن املواجهة املكشوفة لإلسلم ال تفيدهم شي ًئا؛ بدأوا يخططون‬
‫للكيد به وأهله‪ ،‬فظهرت بسببهم كثير من البدع واالنحرافات التي تبناها بعض املسلمني واغتروا بها‪ ،‬فمن هذه‬
‫كاف في بيان أحكام الشريعة‪.‬‬
‫السنة النبوية والزعم بأن القرآن وحده ٍ‬
‫الضلالت واالنحرافات‪ :‬إنكار حجية ُّ‬
‫وإمنا غرضهم من ذلك‪ :‬هدم الدين وإفساده من الداخل؛ ألنه إذا هجرت ُّ‬
‫السنة النبوية التي هي بيان للقرآن‬
‫الكرمي‪ ،‬ترك الناس املصدر الثاني من مصادر التشريع اإلسلمي‪ ،‬وأمكن حتريف معاني القران الكرمي‪.‬‬
‫‪ 2‬وقد تصدى الصحابة ‪ ‬والتابعون لهم بإحسان؛ لهذه البدعة‪ ،‬وبينوا بطلنها‪ ،‬ومما روي عنهم في ذلك‪:‬‬
‫جالس‪ ،‬فذكروا عند‬ ‫قال حبيب بن أبي فضالة املالكي‪« :‬ملا بني هذا املسجد إذا عمران بن حصني‬ ‫اأ‬

‫ل في‬
‫عمران الشفاعة‪ ،‬فقال رجل من القوم‪ :‬يا أبا ال ُنجيد‪ ،‬إنكم لتحدثوننا بأحاديث لم جند لها أص ً‬
‫القرآن! قال‪ :‬فغضب عمران‪ ،‬وقال للرجل‪ :‬قرأت القرآن؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فهل وجدت صلة العشاء‬
‫أربعاً‪ ،‬ووجدت املغرب ثلثًا‪ .‬والغداة ركعتني‪ ،‬والظهر أرب ًعا‪ ،‬والعصر أرب ًعا؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فعمن أخذمت‬
‫درهما‪ ،‬و في كل‬
‫ً‬ ‫درهما‬
‫ً‬ ‫هذا الشأن؟ ألستم عنا أخذمتوه‪ ،‬وأخذنا عن نبي اهلل؟ ووجدمت في كل أربعني‬
‫بعيرا كذا‪ ،‬أوجدمت في القرآن هذا؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فعمن أخذمت هذا؟‬
‫كذا وكذا شاة‪ ،‬وفي كل كذا وكذا ً‬
‫أخذناه عن النبي ﷺ وأخذمتوه عنا‪.‬‬
‫ﱪ [الحج‪ ،]29 :‬أوجدمت فطوفوا سب ًعا‪ ،‬واركعوا‬ ‫وقال‪ :‬وجدمت في القرآن‪ :‬ﱫ‬
‫ركعتني من خلف املقام؟ أوجدمت هذا في القرآن؟ فعمن أخذمتوه؟ ألستم أخذمتوه عنا وأخذناه عن رسول‬
‫اهلل ﷺ؟ قالوا‪ :‬بلى‪.‬‬
‫قال‪ :‬سمعتم اهلل تعالى قال في كتابه‪ wvutsrqp :‬ﱪ  [الحشر‪،]7 :‬‬
‫فقال عمران‪ :‬فقد أخذنا عن نبي اهلل أشياء ليس لكم بها علم (‪ .)١‬وفي رواية من طريق احلسن‪ :‬أن الرجل‬
‫قال لعمران ّ‪ :‬أحييتني أحياك اهلل يا أبا جنيد‪ ،‬ثم قال احلسن‪ :‬فما مات الرجل حتى صار من فقهاء‬
‫املسلمني (‪.)٢‬‬
‫(‪ )١‬رواه البيهقي‪ ،‬والطبراني في املعجم الكبير‪.‬‬
‫(‪ )٢‬هذه الزيادة في رواية احلاكم من طريق احلسن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الشخير‪ :‬ال حتدِّ ثنا إال بالقرآن! فقال له ُم َط ِّر ٌف‪ :‬واهلل ما نريد بالقرآن بد ًال‪،‬‬
‫قال رجل ِلُ َط ِّرف بن عبد اهلل بن ّ‬ ‫ب‬

‫َ‬
‫الرسول ‪.)‬‬ ‫ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا (((‪( .‬يعني‬
‫بعض الفرق املخالفة؛ كاخلوارج واملعتزلة وغيرهم‪ ،‬فر َّد عليهم أهل العلم وبينوا‬ ‫َ‬
‫املنحرف ُ‬ ‫‪ 3‬ثم َت َب َّنى هذا االجتا َه‬
‫باطلهم‪.‬‬
‫‪ 4‬وفي العصر احلديث جاء االستعمار ومعه أتبا ُعه املستشر ُقون املدَّ عون ِ‬
‫للعلم والتحقيق‪ ،‬فأرادوا إعادة هذه‬
‫املطاعن على السنة النبوية‪ ،‬والتشكيك فيها باسم التحقيق العلمي‪ ،‬وظهرت بني املسلمني ِفرق ٌة تتبنى هذا‬
‫وس َّم ْت نفسها بـ(القرآنيني)‪ ،‬كما قال به بعض الكتاب – وعامتهم من غير املتخصصني في‬
‫الفكر القدمي‪َ ،‬‬
‫بقرون؛ مما أ َّدى لضياعها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الدراسات الشرعية ‪ ،-‬وشبهتهم في ر ِّد السنة‪ :‬أنها لم تكتب إال بعد موت النبي ‪‬‬
‫وردوا عليهم افتراءاتهم‪.‬‬
‫وقد ناقشهم العلماء في ذلك ُّ‬
‫زاعما مخالفتها للعقل‪ ،‬فيتحكمون‬ ‫‪ 5‬كما َظ َه َر ِمن أهل األهواء قدمي ًا وحديث ًا َمن ُّ‬
‫يرد بعض األحاديث النبوية ً‬
‫في النصوص الشرعية بأهوائهم‪ ،‬وإمنا اخللل في عقولهم وليس في أحاديث النبي ‪ ‬التي يجب التسليم لها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن عبد البر‪.‬‬


‫‪13‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫السن َة ٌ‬
‫وحي من اهلل لنبيه ‪.‬‬ ‫بالرجوع إلى سورة النجم‪ :‬استخرج اآلية التي تدل على أن ُّ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫مجمع خاد ِم احلرمني الشريفني امللك سلمان‬
‫ِ‬ ‫ملكي بتاريخ ‪١٤٣٩ / ٣ / ٢٧‬هـ بإنشا ِء‬
‫ٌ‬ ‫صد َر أم ٌر‬
‫ابن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف‪.‬‬
‫أكتب تقريراً عن املجمع يشمل‪ :‬موقعه‪ ،‬مبررات إنشائه‪ ،‬وأهدافه‪.‬‬
‫نشاط (‪)3‬‬
‫بالسنة‪،‬‬
‫السنة أنهم يكتفون مبا ورد في القرآن‪ ،‬ولكن القرآن أوجب العمل ُّ‬ ‫زعم بعض منكري ُّ‬
‫وفي هذا حجة عليهم‪ ،‬وهذه مجموعة من اآليات التي توجب اتباع السنة والعمل بها‪ِّ ،‬بي وجه‬
‫الداللة منها‪:‬‬

‫وجه الداللة‬ ‫اآلية‬


‫[النساء‪]80 :‬‬

‫[النساء‪]59 :‬‬

‫[النور‪]63 :‬‬
‫˚ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ˝ [النساء‪]65 :‬‬

‫[االنفال‪]24 :‬‬

‫[النساء‪]59 :‬‬

‫[النحل‪]44 :‬‬

‫‪14‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫السنة في اللغة واالصطلح‪.‬‬
‫‪ 1‬ع ِّرف ُّ‬
‫السنة النبوية‪.‬‬
‫‪ِّ 2‬بني مكانة ُّ‬
‫‪ 3‬ما الدافع الرئيس الذي جعل طائفة من الناس تنكر حجية ُّسنة النبي ‪ ‬وتطعن فيها؟‬
‫للسنة النبوية مع القرآن الكرمي ثلث حاالت؛ اذكرها ً‬
‫ممثل لكل منها مبثال‪.‬‬ ‫‪ُّ 4‬‬
‫بالسنة النبوية‪.‬‬
‫‪ 5‬مثِّل ملوقف السلف من منكري االحتجاج ُّ‬

‫‪15‬‬
‫ﻨﺔ اﻟﻨﱠ َﺒ ﻮ ﱠﻳ ﺔ‬
‫ﻠﺴ ‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟ ﱡ‬ ‫ُ‬
‫ﺣﻔﻆ ‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪È‬ه‪Y ø‬لى ح‪ ßØ‬اˆ لل‪ù‬سنة الن‪jƒÑ‬ة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا◊‪µ‬مة م‪ ø‬الأمر ب‪µ‬تابة ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬مراح‪ π‬ت‪ó‬و‪ øj‬ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪ Ú‬مراح‪ π‬ت‪ó‬و‪ øj‬ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت≤‪ó‬ر ‪L‬ه‪ Oƒ‬العلما‪ ‘ A‬ح‪ ßØ‬ال‪ù‬سنة‪.‬‬

‫حفظ اهلل للسنة النبوية‬

‫محمدا ‪ ‬ببيان كتابه للناس‪ ،‬فقال‪ :‬ﱫ‬


‫ً‬ ‫َل َّما كان رسول اهلل ‪ ‬هو املبلغ عن اهلل تعالى فقد أمر اهلل تعالى نبيه‬
‫ﱪ [النحل‪.]44 :‬‬
‫فكانت السنة النبوية بيان ًا للقرآن الكرمي‪ ،‬وقد تكفل سبحانه بحفظ هذا القرآن الذي أنزله على نبيه محمد ‪ ،‬وهذا‬
‫ﱪ [الحجر‪.]9 :‬‬ ‫يتضمن حفظ السنة املبينة له‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ُّ‬
‫حث النبي ‪ ‬على حفظ السنة النبوية وتبليغها للناس‬

‫رءا َس ِم َع‬
‫هلل ا ْم ً‬ ‫ملا للسنة النبوية من املنزلة العظيمة فقد أمر النبي ‪ ‬بحفظها وتبليغها للناس‪ ،‬فقال ‪َ « :‬ن َّض َر ا ُ‬
‫َم َقا َل ِتي َف َو َع َاها‪ُ ،‬ث َّم َأ َّد َاها ِإ َلى َم ْن َل ْم َي ْس َم ْع َها؛ َف ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ َال ِف ْق َه َل ُه‪َ ،‬و ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ ِإ َلى َم ْن ُه َو َأ ْف َق ُه ِم ْنه»(‪.)١‬‬
‫القيس‪ِ « :‬ا ْح َف ُظو ُه َّن و َأخْ بِروا بِهِ َّن َمن َو َرا َء ُك ْم» (‪.)٢‬‬
‫ِ‬ ‫لوفد ِ‬
‫عبد‬ ‫وقال ‪ِ ‬‬

‫(‪ )١‬احلديث مروي عن جمع من الصحابة ‪ ‬منهم‪ :‬جبير بن مطعم‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأنس ‪ ‬بألفاظ متقاربة‪ ،‬ينظر‪ :‬مسند اإلمام‬
‫أحمد‪ ،‬وسنن أبي داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وقد ذكره الكتاني في األحاديث املتواترة (نظم املتناثر في احلديث املتواتر ص‪.)٣٣‬‬
‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مراحل كتابة السنة وتدوينها‬

‫َم َّرت كتاب ُة احلديث النبوي وتدوينه ِبعدَّ ِة مراحل‪ ،‬ميكن إجمالها فيما يأتي‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪ :‬الكتابة في عهد النبي ‪ ‬وأصحابه ‪ ،‬وذلك في القرن األول الهجري‪ ،‬نهى النبي ‪ ‬عن‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬ال‬ ‫كتابة أحاديثه في أول اإلسلم خشية اختلطها بالقرآن‪ ،‬فعن أبي سعيد اخلدري‬
‫القرآن َف ْل َي ْم ُح ُه» (‪.)٢‬‬
‫ِ‬ ‫تكتبوا عني‪ ،‬ومن َك َت َب عني غي َر‬
‫ثم َأ ِذ َن ‪ ‬لبعض الصحابة ‪ ،‬قال أبو هريرة ‪« :‬ما من أصحاب النبي ‪ ‬أحد أكثر حديث ًا عنه مني؛ إال‬
‫ما كان من عبد اهلل بن عمرو؛ فإنه يكتب وال أكتب» (‪.)٣‬‬
‫كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول اهلل ‪ ‬أريد حفظه‪ ،‬فنهتني‬ ‫وقال عبد اهلل بن عمرو بن العاص‬
‫قريش‪ ،‬وقالوا‪ :‬أتكتب كل شيء تسمعه من رسول اهلل ‪ ،‬ورسول اهلل بشر يتكلم في الغضب والرضا‪ ،‬فأمسكت‬
‫عن الكتاب‪ ،‬فذكرت ذلك لرسول اهلل ‪ ‬فقال‪« :‬اكتب‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إال حق» (‪ ،)٤‬وكتب ‪‬‬
‫صحيفة كان يسميها‪( :‬الصادقة) (‪.)٥‬‬
‫وأمر النبي ‪ ‬بالكتابة لبعض أصحابه ‪ ،‬فعن أبي هريرة ّ أن النبي ‪ ‬خطب في عام فتح مكة خطبة‪ ،‬فقام‬
‫رجل من أهل اليمن يقال له‪ :‬أبو شاه‪ ،‬فقال‪ :‬اكتب لي يا رسول اهلل‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪« :‬اكتبوا ألبي شاه»(‪،)٦‬‬
‫وكتب النبي ‪ ‬كتاب ًا في الصدقات (‪ ،)٧‬وكتب إلى ملوك األرض يدعوهم إلى اإلسلم‪.‬‬
‫وكتب جمع من الصحابة ‪ ‬وكانت عندهم صحف‪ ،‬منهم‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬وجابر بن سمرة‪،‬‬
‫واحلسن‬
‫ُ‬ ‫وغيرهم ‪ ،‬ومن التابعني‪ :‬سعيد بن جبير‪ ،‬ووهب بن ُم َن ِّبه وله صحيفة تسمى (الصحيفة الصحيحة)‪،‬‬
‫بن أبي رباح‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫البصري‪ ،‬وعطا ُء ُ‬

‫ينظر‪ :‬تدوين السنة نشأته وتطوره؛ للدكتور محمد بن مطر الزهراني‪ ،‬واحلديث واحملدثون حملمد أبو زهو‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬
‫رواه مسلم‪.‬‬ ‫(‪)٢‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪)٣‬‬
‫رواه أحمد‪ ،‬والدارمي‪ ،‬واحلاكم‪.‬‬ ‫(‪)٤‬‬
‫(ص‪.)١٧٨‬‬ ‫جامع بيان العلم البن عبد البر ‪ ،٧٢/١‬ومعرفة النسخ والصحف احلديثية للشيخ بكر أبو زيد‬ ‫(‪)٥‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬ ‫(‪)٦‬‬
‫رواه أبو داود‪.‬‬ ‫(‪)٧‬‬

‫‪17‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬تدوين احلديث في أواخر عهد التابعني‪ ،‬في القرن الثاني الهجري‪ ،‬ومتيزت هذه الكتابة‬
‫بالتدوين العا ِّم للسنة النبوية؛ ولكنه لم يكن له ترتيب محدَّ د‪ ،‬وكان أول من اهتم بذلك أمير املؤمنني عمر‬
‫السنة‪ ،‬وكتب إلى اآلفاق‪:‬‬
‫الزهري وأبا بكر بن حزم بجمع ُّ‬
‫َّ‬ ‫؛ فأمر اإلما َم محمد بن شهاب‬ ‫بن عبدالعزيز‬
‫«انظروا حديث رسول اهلل ‪ ‬فاجمعوه واحفظوه؛ فإني أخاف دروس العلم وذهاب العلماء» (((؛ فكان أول من‬
‫‪ ،‬قال احلافظ ابن حجر (((‪ :‬فيستفاد منه ابتداء تدوين‬ ‫د َّون احلديث بأمره – تدوي ًنا عا ًما – اإلمام الزهري‬
‫احلديث النبوي‪.‬‬

‫املرحلة الثالثة‪ :‬تأليف السنة على هيئة كتب مصنفة مرتبة‪ ،‬على املوضوعات كاإلميان والعلم والطهارة‬
‫‪ ،‬ومتيزت هذه املرحلة بالترتيب‪ ،‬ومزج‬ ‫والصالة وغيرها‪ ،‬وفي هذه املرحلة ُص ِّنف‪ :‬موطأ اإلمام مالك بن أنس‬
‫أقوال النبي ‪ ‬بأقوال الصحابة والتابعني وفتاويهم‪.‬‬

‫املرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة إفراد حديث النبي ‪ ‬بالتصنيف‪ ،‬وجمعه وترتيبه دون مزجه بغيره من أقوال‬
‫الصحابة والتابعني – إال بالقدر اليسير الذي قد يحتاج إليه – وهذه املرحلة بدأت مع بداية القرن الثالث الهجري‪،‬‬
‫وفيها ظهر التأليف على طريقة املسانيد فيذكرون أحاديث أبي بكر‪ ،‬ثم عمر‪ ،‬وهكذا إلى مارواه بقية الصحابة‬
‫رضي اهلل عنهم‪ ،‬ومن أشهر ما ُألِّ َف فيها‪ :‬مسند اإلمام أحمد‪ ،‬ومسند ا ُحلميدي‪ ،‬وغيرهما‪ ،‬ثم بلغ تدوين احلديث‬
‫غايته في منتصف القرن الثالث الهجري؛ حيث ألف اإلمام البخاري صحيح البخاري‪ ،‬واإلمام مسلم صحيح‬
‫مسلم‪ُ ،‬‬
‫وكتبت السنن‪ :‬سنن أبي داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وسنن الدارمي‪ ،‬وغيرها من كتب احلديث‬
‫املشهورة‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫حث اإلسالم على العلم‪ ،‬ومن ذلك‪:‬جهود العلماء في تدوين السنة‪ ،‬من خالل قراءتك للدرس‬
‫دون أسماء أربعة من الكتب التي ُذكرت مرتب ًة حسب األسبق في التأليف‪.‬‬

‫‪........................... 2‬‬ ‫‪........................... 1‬‬


‫‪........................... 4‬‬ ‫‪........................... 3‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه أبونعيم في أخبار أصبهان (‪ )1183‬وعلقه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )2‬فتح الباري (‪ ،)194/1‬ومعنى دروس العلم ذهابه (إرشاد الساري للقسطالني ‪.)196/1‬‬

‫‪18‬‬
‫‪........................... 6‬‬ ‫‪........................... 5‬‬
‫‪........................... 8‬‬ ‫‪........................... 7‬‬
‫‪........................... 10‬‬ ‫‪........................... 9‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫كانت وسائل حفظ السنة في السابق هي‪ :‬احلفظ في الصدور أو بتدوين السنة وكتابتها‪ ،‬واليوم‬
‫وجدت وسائل حديثة ميكن االستفادة منها في ذلك‪ ،‬باحلوار مع زمالئك اذكر ثالثًا منها مبي ًنا‬
‫محاسن كل طريقة وعيوبها‪.‬‬
‫مساوئها‬ ‫محاسنها‬ ‫الوسيلة‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫أكمل خارطة املفاهيم اآلتية‪:‬‬
‫مراحل تدوين‬
‫ال�سنة‬

‫املرحلة الرابعة‪:‬‬ ‫املرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫املرحلة الثانية‪:‬‬ ‫املرحلة الأولى‪:‬‬


‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬

‫زمنها‪:‬‬ ‫زمنها‪:‬‬ ‫زمنها‪:‬‬ ‫زمنها‪:‬‬


‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬

‫�أبرز �سماتها‪:‬‬ ‫�أبرز �سماتها‪:‬‬ ‫�أبرز �سماتها‪:‬‬ ‫�أبرز �سماتها‪:‬‬


‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬
‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬
‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪.........................‬‬
‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪........................‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما احلكمة من األمر بكتابة السنة؟‬
‫‪ 2‬اذكر ثلثة من أصحاب النبي ‪ ‬كتبوا أحاديث النبي ‪ ‬في حياته‪.‬‬
‫‪ 3‬قارن بني املرحلتني الثالثة والرابعة من مراحل كتابة السنة‪ ،‬بذكر وجهني من أوجه االتفاق‪،‬‬
‫ووجه من أوجه االختلف بينهما‪.‬‬
‫دور بارز في تدوين السنة‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫‪ 4‬كان للخليفة عمر بن عبدالعزيز‬
‫‪ 5‬اذكر واحداً من العلماء الذين كان لهم دور بارز في تدوين السنة في كل مرحلة من املراحل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ اﻟﺴﺒﻌﺔ‪ ،‬وﻣﺆ ﱢﻟﻔﻴﻬﺎ‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬املرا‪ O‬بال‪µ‬ت‪ Ö‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة‪.‬‬
‫تع ‪u‬ر‪DƒÃ ±‬ل‪ »Ø‬ال‪µ‬ت‪ Ö‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأ‪K‬ر ال‪µ‬ت‪ Ö‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة ‘ ح‪ ßØ‬ال‪ù‬سنة‪.‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪ Ú‬ال‪µ‬ت‪ Ö‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة م‪ ø‬حي‪ :å‬منه‪ è‬امل‪Dƒ‬ل∞ ‪ OóY -‬الأحا‪ - åjO‬ترتي‪ Ö‬ال‪µ‬تا‪.Ü‬‬
‫“ي‪ õ‬اأبرز ‪T‬سرو‪ ì‬ال‪µ‬ت‪ Ö‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة و‪‬ت‪ü‬سراتها‪.‬‬
‫خلل املرحلة الرابعة من مراحل تدوين السنة ظهرت مؤلفات كثيرة في السنة النبوية تنوعت فيها أساليب‬
‫املؤلفني ومناهجهم‪ ،‬ومن بني تلك املؤلفات برزت كتب سبعة حظيت باهتمام العلماء بها‪ ،‬وقبول األمة لها‪ ،‬فكثرت‬
‫شروحها ومختصراتها‪ ،‬وعكف طلب العلم على حفظها‪ ،‬واستنباط األحكام منها‪ ،‬فما تلك الكتب السبعة؟ ومن‬
‫مؤلفوها؟ ومب متيز ُّ‬
‫كل واحد منها؟‬

‫‪21‬‬
‫‪-1‬صحيح البخاري‬
‫اسم هذا الكتاب‪« :‬اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل ‪‬‬
‫وسننه وأيامه»‪.‬‬
‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ا ُجلعفي‪ ،‬البخاري‪ ،‬ولد‬
‫سنة ‪١٩٤‬هـ‪ ،‬وتوفي سنة ‪٢٥٦‬هـ ‪.‬‬
‫منزلته‪ :‬هو أصح الكتب بعد كتاب اهلل تعالى‪ ،‬قال احلافظ الذهبي‪« :‬هو ُّ‬
‫أجل‬
‫كتب اإلسلم وأفضلها بعد كتاب اهلل» (‪.)١‬‬
‫أيضا‪ :‬أنه أول كتاب ُص ِّن َف في احلديث الصحيح املج َّرد عن‬ ‫مما ﲤيز به الكتاب ً‬
‫الضعيف واملوضوع‪ ،‬ومتيز بدقة تبويبه‪ ،‬حتى قيل‪ِ :‬ف ْق ُه البخاري في تراجمه (‪.)٢‬‬
‫عدد أحاديثه بغير املكرر‪ )٢٦٠٢( :‬ألفان وست مئة واثنان‪.‬‬
‫واختصارا‪ ،‬ومن أفضل شروحه‪( :‬فتح الباري) البن حجر‬
‫ً‬ ‫وشرحا‬
‫ً‬ ‫عناية العلماء به‪ :‬اعتنى العلماء به رواي ًة‬
‫العسقلني‪ ،‬ومن أجود مختصراته‪( :‬مختصر صحيح البخاري) للزبيدي (‪٨٩٣‬هـ)‪.‬‬

‫‪-2‬صحيح مسلم‬
‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬أبو احلسني‪ ،‬مسلم بن احلجاج ال ُقشيري النيسابوري‪ ،‬ولد سنة ‪٢٠٤‬هـ‬
‫وتوفي سنة ‪٢٦١‬هـ ‪.‬‬
‫منزلته‪ :‬يأتي بعد صحيح البخاري من ُ‬
‫حيث الصحة‪.‬‬
‫ومما ﲤيز به‪ :‬أنه يذكر طرق احلديث‪ ،‬وألفاظه مرتب ًة على األبواب في مكان‬
‫واحد‪ ،‬لكنه ال يذكر التراجم‪ ،‬قد وضع تراجمه جماعة من شراحه‪ ،‬ومن‬
‫أحسنها تراجم اإلمام النووي رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه بغير املكرر‪ )٣٠٣٣( :‬ثلثة آالف وثلثة وثلثون حدي ًثا (‪.)٣‬‬
‫شروحه‪ُ :‬شرح عدة شروح‪ ،‬أشهرها‪ :‬شرح النووي‪ ،‬املسمى باملنهاج في شرح صحيح مسلم بن احلجاج ‪.‬‬

‫(‪ )١‬سير أعلم النبلء ‪.٣٩١/١٢‬‬


‫(‪ )٢‬املراد‪ :‬عناوين الكتب واألبواب‪.‬‬
‫(‪ )٣‬كما في الطبعة التي حققها محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪-3‬سﲍ أبي داود‬

‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬هو أبو داود سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬ولد سنة ‪٢٠٢‬هـ وتوفي‬
‫سنة ‪٢٧٥‬هـ ‪.‬‬
‫انتقاه ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬من خمس مئة ألف حديث‪.‬‬
‫ومما امتاز به الكتاب‪ :‬ما ذكره ُم َص ِّن ُف ُه في وصفه إذ يقول‪َ « :‬ذ َك ُ‬
‫رت فيه الصحيح‬
‫وما يشبهه وما يقاربه‪ ،‬وما كان في كتابي من حديث فيه َو َه ٌن شديد فقد بين ُته‪،‬‬
‫وليس فيه عن رجل متروك احلديث شيء‪ ،‬وما لم أذكر فيه شيئ ًا فهو صالح»‪.‬‬
‫وقد اعتنى بزيادات املتون‪ ،‬وألفاظ احلديث التي يعتني بها الفقهاء‪.‬‬
‫عدد أحاديثه‪ )٥٢٧٤( :‬خمسة آالف ومئتان وأربعة وسبعون حدي ًثا‪.‬‬
‫وله شروح كثيرة أقدمها‪ :‬معالم السنن‪ ،‬لإلمام اخلطابي (ت‪٣٨٨‬هـ)‪.‬‬

‫‪-4‬جامع الترمذي‬

‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬هو أبو عيسى‪ ،‬محمد بن عيسى بن َسورة الترمذي ولد سنة ‪٢٠٩‬هـهـ‬
‫وتوفي سنة ‪٢٧٩‬هـ ‪.‬‬
‫ومما امتاز به الكتاب‪ :‬أن مصنفه ذكر فيه الصحيح وغيره‪ ،‬مبي ًنا درجة كل‬
‫حديث‪ ،‬وأضاف إلى ذلك ذكر أقوال العلماء من الصحابة ومن بعدهم في‬
‫املسائل التي يتضمنها الباب‪ ،‬ذاكراً ما أجمعوا عليه‪ ،‬وما اختلفوا فيه‪.‬‬
‫وقد قال عن كتابه هذا‪« :‬صنفت هذا الكتاب‪ ،‬فعرضته على علماء احلجاز‪،‬‬
‫والعراق‪ ،‬وخراسان‪ ،‬فرضوا به‪ ،‬ومن كان في بيته فكأمنا النبي ‪ ‬في بيته يتكلم»‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه‪ )٣٩٥٦( :‬ثلثة آالف وتسع مئة وستة وخمسون حدي ًثا ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-5‬سﲍ النسائي‬

‫اسمه‪« :‬املُجتبى»‪.‬‬
‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬هو أبو عبد الرحمن‪ ،‬أحمد بن شعيب النسائي‪ ،‬نسب ًة إلى ( َنسا) بلدة‬
‫مشهورة بخراسان ولد سنة ‪٢١٥‬هـ وتوفي سنة ‪٣٠٣‬هـ ‪.‬‬
‫ومما امتاز به الكتاب‪ :‬أن غالب أحاديثه صحيحة‪ ،‬وبعض العلماء يقدم كتابه‬
‫هذا على سنن أبي داود والترمذي؛ لشدة حتري مؤلفه في الرجال‪ ،‬وفي الكتاب‬
‫تراجم دقيقة‪ ،‬تُنبئ عن فقه مؤلفه‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه باملكرر‪ )٥٧٦١( :‬خمسة آالف وسبع مئة وواحد وستون‬
‫حدي ًثا ‪.‬‬

‫‪-6‬سﲍ ابن ماجه‬

‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬أبو عبد اهلل‪ ،‬محمد بن يزيد ابن ماجه‪ ،‬ال َق ْزويني‪ ،‬ولد سنة ‪٢٠٩‬هـ‪،‬‬
‫وتوفي سنة ‪٢٧٣‬هـ ‪.‬‬
‫قال ابن كثير عن سننه‪ « :‬وهي دالة على علمه‪ ،‬وعمله‪ ،‬وتبحره‪ ،‬واطلعه‪،‬‬
‫واتباعه السنة»‪.‬‬
‫وهو أقل مرتبة من باقي السنن املذكورة‪ ،‬وغالب ما ينفرد به عنها يكون ضعي ًفا‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه‪ )٤٣٤١( :‬أربعة آالف وثلث مئة وواحد وأربعون حدي ًثا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-7‬مسند اإلمام أحمد‬

‫ُم َص ِّن ُف ُه‪ :‬هو إمام أهل السنة‪ ،‬أبو عبد اهلل‪ ،‬أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني‪،‬‬
‫توفي سنة ‪٢٤١‬هـ‪.‬‬
‫قال عنه علي بن املديني‪ :‬إن اهلل أيد هذا الدين بـ (أبي بكر الصديق) يوم الردة‪،‬‬
‫وبـ (أحمد بن حنبل) يوم احملنة ‪.‬‬
‫مس َن ُده‪ :‬يعد من أجمع وأكبر كتب احلديث‪.‬‬
‫قال عنه ُم َص ِّن ُف ُه‪« :‬جمعت هذا الكتاب من سبع مئة ألف حديث وخمسني أل ًفا‪،‬‬
‫فما اختلف فيه املسلمون من حديث رسول اهلل ‪ ‬فارجعوا إليه‪ ،‬فإن وجدمتوه‬
‫وإال فليس بحجة»‪.‬‬
‫وعدد أحاديثه باملكرر‪ )٢٧٦٤٧( :‬سبعة وعشرون ألفا وست مئة وسبعة وأربعون حدي ًثا‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫د ِّون الكتب السبعة في القائمة األولى‪ ،‬وأكمل املطلوب في اجلدول اآلتي‪:‬‬
‫وفاة مؤلفه‬ ‫عدد أحاديثه‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬

‫‪25‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫ارجع إلى أحد الكتب السبعة‪ ،‬ثم انقل ثلث فوائد منه‪:‬‬

‫اسم الكتاب‪.……………………… :‬‬


‫‪.................................................................... 1‬‬
‫‪.................................................................... 2‬‬
‫‪.................................................................... 3‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما الكتب السبعة؟ و َم ْن مؤلفوها؟‬
‫‪ 2‬مب متيز صحيحا البخاري ومسلم عن بقية الكتب السبعة؟‬
‫‪ 3‬اختر اإلجابة الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬
‫مؤلف كتاب «اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل ‪ ‬وسننه وأيامه» هو‪:‬‬ ‫اأ‬

‫‪ 4‬الترمذي‪.‬‬ ‫‪ 3‬النسائي‪.‬‬ ‫‪ 2‬مسلم‪.‬‬ ‫‪ 1‬البخاري‪.‬‬


‫من أشهر شارحي صحيح مسلم‪:‬‬ ‫ب‬

‫‪ 4‬علي بن املديني‪.‬‬ ‫‪ 3‬اخلطابي‪.‬‬ ‫‪ 2‬النووي‪.‬‬ ‫‪ 1‬ابن حجر‪.‬‬


‫( ‪ )٢٧٦٤٧‬ميثل هذا الرقم عدد أحاديث‪:‬‬ ‫ج‬

‫‪ 3‬جامع الترمذي‪ 4 .‬مسند أحمد‪.‬‬ ‫‪ 2‬سنن النسائي‪.‬‬ ‫‪ 1‬صحيح البخاري‪.‬‬


‫‪ 4‬قارن بني سنن أبي داود وجامع الترمذي مبي ًنا‪:‬‬
‫‪ ‬وجهني من أوجه االتفاق‪.‬‬
‫‪ ‬ميزة انفرد بها كل كتاب‪.‬‬
‫‪ ‬عدد أحاديثهما‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴ‪:‬‬
‫ا ﺣﺎدﻳﺚ‬
‫ا◊دي‪ å‬ا’أو∫‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ƒa ÚÑ‬ا‪V óF‬سر‪ Ü‬الأمثا∫‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪Vƒ‬س‪ í‬معانى م‪Ø‬ر‪O‬ا‪ ä‬ا◊‪.åjó‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ال‪ü‬س‪ƒ‬رة التع‪jÒÑ‬ة ‘ املث‪ π‬ال‪ƒ‬ار‪ ‘ O‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪Äa Ú‬ا‪ ä‬النا�‪ ‘ ¢‬م‪Øbƒ‬ها م‪ ø‬العلم‪.‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬ل‪†Ø‬س‪ π‬العلم ال‪û‬سر‪.»Y‬‬
‫تع‪ O uó‬اأربع ‪k‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬العلم ال‪û‬سر‪ »Y‬وا‪KB‬ار√‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪� è‬ست ‪k‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬

‫حريصا أشد الحرص على تعليم أمته وتربيتهم‪ ،‬وهو‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الرسول المع ِّلم والداعي ُة المر ِّبي‪ ،‬وقد كان‬ ‫النبي ‪ ‬هو‬
‫ُّ‬
‫َ‬
‫يسلك في ذلك وسائل كثيرة‪ ،‬وقد استخدم النبي ‪ ‬عدة أساليب للتربية والتعليم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ب التقسيم والتفصيل‪ .‬كما في هذا الحديث‪:‬‬ ‫اأ ضرب األمثال‪.‬‬

‫ط ِّي َب ٌة‬
‫هلل ِب ِه من‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪َ » :‬م َث ُل ما َب َع َث ِني ا ُ‬ ‫األشعري ‪َّ ‬أن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫وسى‬ ‫عن أبي ُم َ‬ ‫املطر‬
‫اب َأ ْر ًضا؛ َف َكانَ ِم ْن َها َن ِق َّي ٌة َق ِب َل ْت‬
‫ير َأ َص َ‬‫ا ْل ُه َدى َوا ْل ِع ْل ِم َك َم َث ِل ا ْل َغ ْي ِث ا ْل َك ِث ِ‬
‫طب‬
‫النبات ال َّر ُ‬
‫الصلبة التي متسك‬
‫املاء وال تُنبت‬
‫ُّ‬
‫ير‪َ ،‬و َكا َن ْت ِم ْن َها َأ َجا ِد ُب َأ ْم َس َك ْت ْاملَا َء‬ ‫أل َوا ْل ُع ْش َب ا ْل َك ِث َ‬ ‫ْاملَا َء َف َأ ْن َب َت ْت ا ْل َك َ‬ ‫واليابس‬
‫ُ‬
‫ال ُعشب‬
‫الناس َف َش ِر ُبوا َو َسق َْوا َو َز َر ُعوا‪َ ،‬و َأ َصا َب ْت ِم ْن َها َطا ِئ َف ًة ُأ ْخ َرى‬ ‫َ‬ ‫َف َنف ََع ا ُ‬
‫هلل ب َِها‬ ‫طب‪،‬‬‫النبات ال َّر ُ‬
‫وهذا من ذكر‬
‫ين ا ِ‬
‫هلل‬ ‫أل؛ َف َذ ِل َك َم َث ُل من َفق َُه في ِد ِ‬ ‫ِت َك ً‬ ‫يعانٌ َل ُ ْﲤ ِس ُك َما ًء ول ُت ْنب ُ‬ ‫إمنا ِه َي ِق َ‬
‫اخلاص بعد العام‬

‫َو َنف ََع ُه ما َب َع َث ِني اهلل ِب ِه َف َع ِل َم َو َع َّل َم‪َ ،‬و َم َث ُل َمن َل ْم َي ْر َف ْع ب َِذ ِل َك َر ْأ ًسا‪ ،‬ولم‬ ‫األرض املستوية‬
‫امللسا ُء التي ال‬
‫(‪)1‬‬ ‫ُمتسك ً‬
‫ماء وال‬
‫هلل الذي ُأ ْر ِس ْل ُت ِب ِه«‪.‬متفق عليه‪.‬‬ ‫َيقْ َبلْ ُه َدى ا ِ‬ ‫تُنبت‬

‫بالتعاون مع زمالئك‪ :‬اقترح عنوا ًنا للحديث واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ترجمة راوي الحديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫اليماني‪ .‬وا َأل ْش َعر ُِّي نسب ًة إلى َجدِّ ِه‪ :‬ا َأل ْش َع ُر من َي ْع ُرب‬
‫ُّ‬ ‫األشعري‬
‫ُّ‬ ‫بن َق ْي ِس‬‫َع ْبدُ اهلل ُ‬
‫ت‪ ،‬ل ّقب بذلك ألنه ُولد وعليه َْ‬
‫شعر‪.‬‬ ‫ان‪ ،‬واسم ا َأل ْش َع ُر‪َ :‬ن ْب ٌ‬ ‫ابن َق ْح َط َ‬
‫ِ‬
‫مناقبه‬
‫جدا‪ ،‬وكان النبي ‪ ‬يستمع إليه‪ ،‬وقال له‬ ‫‪ 1‬كان حسن الصوت بالقرآن ًّ‬
‫يت ِم ْز َم ًارا من َم َزا ِمي ِر‬ ‫يو ًما‪« :‬لو َر َأ ْي َت ِني وأنا َأ ْس َت ِم ُع ِل ِق َرا َء ِت َك ا ْل َبار َِح َة‪ ،‬لقد ُأو ِت َ‬
‫آلِ َدا ُو َد»‪.‬‬
‫هلل بن َق ْي ٍس َذ ْن َب ُه‪َ ،‬و َأ ْد ِخ ْل ُه َيو َم‬
‫هم ْاغ ِف ْر ِل َع ْب ِدا ِ‬ ‫ال‪« :‬ال َّل َّ‬ ‫النبي ‪ ‬ف َق َ‬ ‫‪ 2‬دعا له ُّ‬
‫ِيما»‪.‬‬ ‫ل َكر ً‬ ‫ا ْل ِق َيا َم ِة ُمدْ َخ ً‬
‫أحدُ كبا ِر فقها ِء الصحابة و ُق َّرا ِئهم‪.‬‬
‫‪َ 3‬‬
‫معالم من حياته‬
‫ثم َق ِد َم مع إخوته وبعض من قبيلته في‬ ‫قديما‪ ،‬فأسلم بها‪ ،‬ثم رجع إلى بلده‪ّ ،‬‬ ‫مكة ً‬ ‫أصله من أهل اليمن‪َ ،‬ق ِد َم َّ‬ ‫‪1‬‬
‫يح إلى الحبشة‪ ،‬فوافقوا‬ ‫ل مهاجرين إلى النبي ‪ ‬في السنة السابعة‪ ،‬فألقتهم ال ّر ُ‬ ‫سفينة في ن َْحوِ خمسين رج ً‬
‫السفينتان م ًعا‪ :‬سفين ُة جعف َر وسفين ُة‬ ‫ِ‬ ‫خروج َج ْعف َر ِبن أبي طالب وأصحابِه ‪ ،‬فأتوا معهم إلى المدينة‪ ،‬وقدمت‬
‫النبي ‪ ‬حين َف َت َح خيبر‪.‬‬ ‫األشعريين على ّ‬
‫أميرا وداعية ومع ِّلما إلى بعض مناطق اليمن ك َزبِيد وعدن وتوابعهما‪ ،‬وأ َّم َر ُه عمر بن الخطاب‬ ‫أرسله النبي ‪ً ‬‬ ‫‪2‬‬
‫راكب َخ ْي ٌر ألهلها من أبي موسى‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪َ ‬ع َلى ا ْل َب ْصر ِة َف َف َّق َه ُه ْم و َأ ْق َرأ ُهم القرآن‪ ،‬قال الحسن البصري‪ :‬ما أتى ا ْل َب ْصر َة‬
‫ثم أ َّم َر ُه عثمان بن عفان ‪َ ‬ع َلى الكوفة‪.‬‬
‫مجاهدا افتتح ا َأل ْه َوا َز وتُس َتر و َأ ْص َبهان‪.‬‬‫ً‬ ‫قائدا‬
‫كان ً‬ ‫‪3‬‬
‫وسى‪َ ،‬ذ ِّك ْرنَا َر َّب َنا‪َ ،‬ف َي ْق َر ُأ ِع ْندَ ُه‬ ‫س ِفي ا ْل َم ْج ِل ِس‪َ :‬يا َأ َبا ُم َ‬
‫وسى َو ُه َو َجا ِل ٌ‬‫ول َألبِي ُم َ‬ ‫اب ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ان ُع َم ُر ْب ُن ا ْل َخ َّط ِ‬
‫َك َ‬ ‫‪4‬‬
‫س ِفي ا ْل َم ْج ِل ِس َو َي َت َ‬
‫لح ُن‪.‬‬ ‫وسى َو ُه َو َجا ِل ٌ‬ ‫َأ ُبو ُم َ‬
‫وفاته‬
‫مات سنة (‪٤٤‬هـ)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إرشادات الحديث‬

‫‪ 1‬في الحديث بيان لفضل العلم الشرعي وأهمية تع ُّلمه؛ فهو أشرف العلوم وأرفعها‪ ،‬وذلك ألنه‪:‬‬
‫اأ الموصل إلى معرفة اهلل تعالى وشريعته‪.‬‬
‫ب السبيل إلى الوصول إلى الغاية التي ألجلها خلق اهلل الخلق وهي‪ :‬عبادته بما يحبه ويرضاه‪.‬‬
‫مسلم أن يكون له نصيب من العلم ليرتقي به في درجات الكمال‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫َف َحر ٌِّي ِّ‬
‫بكل‬
‫واضحا‬
‫ً‬ ‫المضروب َث َم َر َت ُه حتى يكون‬
‫ُ‬ ‫والتعليم‪ :‬أن يضرب األمثال‪ ،‬وال ُيؤ ِتي ا ْل َمث َُل‬
‫َ‬ ‫السنة لمن أراد التربي َة‬
‫‪ 2‬من ُّ‬
‫متناسبا مع أفهامهم ومداركهم‪ ،‬ومن واقع البيئة التي يعرفونها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫للمتعلمين‪،‬‬
‫‪ 3‬لضرب األمثال فوائد كثيرة منها‪:‬‬
‫اأ تقريب المعلومة للمتعلمين‪ .‬ب تيسير ال َفهم عليهم‪.‬‬
‫د ‪...................‬‬ ‫ج ‪...................‬‬
‫ل منهما سبب‬ ‫النبي ‪ ‬الوحي الذي أنزله اهلل عليه بما فيه من العلم والهداية بالغيث الكثير‪ ،‬وذلك ألن ك ًّ‬ ‫‪ 4‬ش َّبه ُّ‬
‫فالع ْل ُم‬
‫الميت؛ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الغيث ُيحيي البلدَ‬ ‫والع ْل ُم َس َب ُب حيا ِة القلوب‪َ ،‬‬
‫وك َما أن‬ ‫فالغيث َس َب ُب حيا ِة األبدان‪ِ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫للحياة؛‬
‫الشرعي يحيي القلب الميت‪.‬‬
‫ُّ‬
‫واألجادب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الناس في َت َل ِّقيهِ ْم ِل ْل ِع ْل ِم ثلث ُة أقسام‪َ ،‬و َش َّب َه ُهم بأنواع األرض الثلثة‪ :‬النقي ُة‪،‬‬
‫النبي ‪ ‬أن َ‬
‫‪ 5‬ب َّي َن ُّ‬
‫والقيعان كما في الجدول اآلتي‪:‬‬ ‫ِ‬
‫وجه الشبه (استنتج وجه الشبه واكتبه في هذه اخلانة)‬ ‫املش َّبه به‬ ‫املش َّبه‬
‫األرض النقية‬ ‫املنتفعون بالعلم املبلغون له‬
‫األرض األجادب‬ ‫املبلغون للعلم دون أن ينتفعوا به‬
‫األرض القيعان‬ ‫املعرضون عن العلم‬

‫‪ 6‬دل الحديث على أهمية تبليغ العلم الشرعي ونشره بين الناس؛ فالمسلم ال يكتفي بتع ُّل ِم العلم فقط؛ بل عليه‬
‫أن يبلغه حسب ما تعلمه؛ فإن العلم ال يكون ناف ًعا إال إذا ُعمل به ونُشر بين الناس‪.‬‬
‫الشرعي له آثا ٌر سيئ ٌة منها‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫‪َ 7‬ف ْقدُ ِ‬
‫العلم‬
‫ج ت ََصدُّ ُر الجاهلين‪.‬‬ ‫ب ال ُبعد عن شريعة اهلل‪.‬‬ ‫اأ انتشا ُر الجهل والبدع‪.‬‬
‫والشراب ُيحتاج‬
‫َ‬ ‫ألن الطعا َم‬‫والشراب؛ َّ‬
‫ِ‬ ‫الع ْلم أكث َر من حاجتهِ ْم إلى َّ‬
‫الطعا ِم‬ ‫اس ُمحتاجون إلى ِ‬ ‫قال اإلما ُم أحمد‪ :‬ال َّن ُ‬
‫حتاج إلي ِه في ِّ‬
‫كل ساعةٍ (‪.)١‬‬ ‫لم ُي ُ‬ ‫تين‪ِ ،‬‬
‫والع ُ‬ ‫إليه في اليوم م َّر ًة أو م َّر ِ‬

‫(‪ )١‬مفتاح دار السعادة ‪ ،٦١/١‬وطبقات احلنابلة ‪ ،١٤٦/١‬واملقصد األرشد ‪ ،٣٥٥/١‬واآلداب الشرعية ‪.٤٤/٢‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 8‬في الحديث ذ ٌّم لإلعراض عن تع ُّلم العلم الشرعي واإلعراض عنه بالكلية‪.‬‬
‫تصح به عباداته ومعامالته‪.‬‬
‫‪ 9‬الواجب على كل مسلم أن يتعلم من العلم‪ :‬ما تسلم به عقيدته‪ ،‬وما ُّ‬
‫‪َ 10‬و َص َف ُّ‬
‫النبي ‪ ‬ما جاء به بأنه ُهدى‪ ،‬فالهدى كله في الوحي المنزل من اهلل تعالى في كتابه أو سنة رسوله ‪‬‬
‫فمن أعرض عنه والتمس الهدى في غيره أضله اهلل‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱪ [البقرة‪.]120 :‬‬
‫‪ 11‬االنصراف عن العلم له أسباب متعددة أشار الحديث إلى أهمها وهو‪ :‬الكبر والتعالي‪ ،‬واإلعراض عن العلم‬
‫وجهل بأهميته‪ ،‬وذلك في قوله ‪َ « :‬من َل ْم َي ْر َف ْع ب َِذ ِل َك َر ْأ ًسا‪ ،‬ولم َي ْق َب ْل ُهدَ ى ا ِ‬
‫هلل الذي‬ ‫ً‬ ‫وزهدا فيه‬
‫ً‬ ‫رغبة عنه‬
‫ُأ ْر ِس ْل ُت ِب ِه»‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬فهو من عند اهلل تعالى‪،‬‬ ‫كل ما جاء به ُّ‬ ‫هلل ِب ِه من ا ْل ُهدَ ى َوا ْل ِع ْل ِم» داللة على أن َّ‬
‫‪ 12‬في قوله ‪« :‬ما َب َع َث ِني ا ُ‬
‫ﱪ [النجم‪.]4-3 :‬‬ ‫وهذا موافق لقوله تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫والسنة‪ ،‬بالرجوع إلى القرآن الكريم وكتب السنة أو برامج الحديث‬
‫كثر ضرب المثل في الكتاب ُّ‬
‫السنة‪:‬‬
‫النبوي في الحاسب اآللي‪ :‬اكتب اثنين من أمثال القرآن واثنين من أمثال ُّ‬

‫السنة‬
‫من أمثال ُّ‬ ‫من أمثال القرآن‬

‫‪31‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫بالتعاون مع زملئك‪ :‬اكتب فوائدَ العلم الشرعي وآثا َره الحسن َة على الناس‪:‬‬

‫‪................................................................... 1‬‬

‫‪................................................................... 2‬‬

‫‪................................................................... 3‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ب ِّين معنى مفردات الحديث اآلتية‪ ( :‬نقية – الكأل – العشب – أجادب – قيعان )‪.‬‬
‫‪ِّ 2‬‬
‫وضح الصورة التعبيرية في المثل الوارد في الحديث‪.‬‬
‫‪ 3‬قارن بين فئات الناس في موقفها من العلم‪.‬‬
‫‪ 4‬استدل لفضل العلم الشرعي بدليل من القرآن وآخر من ُّ‬
‫السنة‪.‬‬
‫‪ 5‬اكتب أمام ِّ‬
‫كل فائدة مما يأتي الشاهدَ عليها من الحديث‪:‬‬

‫موضع الدللة من احلديث‬ ‫الفائدة‬ ‫م‬


‫‪ 1‬ذ ُّم اإلعراض عن تع ُّلم العلم الشرعي‬
‫‪ 2‬من صوارف العلم‪ :‬الكبر والتعالي‬
‫النبي ‪ ‬فهو من عند اهلل تعالى‬ ‫ُّ‬
‫كل ما جاء به ُّ‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 4‬أهمية تبليغ العلم الشرعي ونشره بني الناس‬

‫‪32‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪(..................) :ÊÉã‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪cò‬ر �س‪ ÖÑ‬ورو‪ O‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معا‪ Ê‬م‪Ø‬ر‪O‬ا‪ ä‬ا◊‪.åjó‬‬ ‫‪u‬‬
‫“ ‪u‬ث‪Y π‬لى ‪t‬‬
‫ال‪ù‬سنة ا◊‪ù‬سنة‪.‬‬
‫“ ‪u‬ث‪Y π‬لى ‪t‬‬
‫ال‪ù‬سنة ال‪ù‬سي‪Ä‬ة‪.‬‬
‫ال‪ù‬سنة ا◊‪ù‬سنة وال‪YóÑ‬ة‪.‬‬ ‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪t Ú‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬اأرب ‪k‬عا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬

‫‪،‬‬
‫حالهم‪،‬‬ ‫جاء ناس من األعراب إلى رسول اهلل ‪ ‬عليهم الصوف فرأى سوء‬
‫فحث الناس على الصدقة فأبطأوا عنه حتى ُرئي ذلك في وجهه‪ ،‬ثم إن‬
‫رجل من األنصار جاء ب ُِص َّرة من َورِق‪ ،‬ثم جاء آخر‪ ،‬ثم تتابعوا حتى ُعرف‬
‫ً‬
‫السرور في وجهه‪.‬‬
‫فقال النبي ‪ ‬بعد ذلك حدي ًثا أصبح بشارة لكل س َّباق إلى الخير‪،،‬‬
‫وهذا الحديث هو‪:‬‬
‫الطريقة املتبعة في‬
‫اخلير أو الشر‬ ‫هلل ‪َ » :‬م ْن َس َّن ِفي ْ‬
‫اإلس َ‬
‫ال ِم ُس َّن ًة‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫هلل ‪َ ‬‬ ‫بن َع ْب ِد ا ِ‬
‫ير ِ‬ ‫عن َج ِر ِ‬
‫َح َس َن ًة َف َل ُه َأ ْج ُر َها‪َ ،‬و َأ ْج ُر َم ْن َع ِم َل ب َِها ‪َ -‬ب ْع َد ُه ‪ِ -‬م ْن غَ ْي ِر َأ ْن َي ْنق َ‬
‫موافقة للشريعة‬
‫ُص ِم ْن‬
‫مخالفة للشريعة‬
‫إثمها‬ ‫ال ِم ُس َّن ًة َس ِّي َئ ًة َكانَ َع َل ْي ِه ِو ْز ُر َها‪َ ،‬و ِو ْز ُر‬ ‫ُأ ُجو ِر ِه ْم شَ ْي ٌء‪َ ،‬و َم ْن َس َّن ِفي ْ‬
‫اإلس َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ُـص ِم ْن َأ ْو َزا ِر ِه ْـم شَ ْي ٌء«‪.‬‬ ‫َم ْن َع ِم َل ب َِها ‪ِ -‬م ْن َب ْع ِد ِه ‪ِ -‬م ْن غَ ْي ِر َأ ْن َي ْنق َ‬

‫المبادرة بالعمل الصالح عنوان مناسب للدرس‪ ،‬تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان ترونه أكثر مناسبة‪.‬‬
‫(‪ )١‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي الحديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫هلل ا ْل َب َج ِل ُّي ال َي َما ِن ُّي‪ ،‬ونسبته إلى قبيلته التي ُس ِّميت باسم أحد‬
‫عبدا ِ‬
‫بن ِ‬
‫َجرِي ُر ُ‬
‫بن أنمار‪.‬‬ ‫أجداده‪ ،‬وهو‪َ :‬ب ِجي َل ُة ُ‬

‫مناقبه‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪ُ ‬م ْن ُذ َأ ْس َل ْم ُت‪،‬‬ ‫ِير‪َ « :‬ما َح َج َب ِني َر ُس ُ‬ ‫‪ 1‬كان النبي ‪ ‬يكرمه‪ ،‬قال َجر ُ‬
‫(‪)١‬‬
‫وال َرآ ِني إال َض ِح َك»‪.‬‬
‫هلل ‪َ ‬ي ْخ ُط ُب‪ ،‬فرماني الناس‬ ‫ِير ‪َ :‬دخَ ْل ُت المدينة فإذا رسول ا ِ‬ ‫‪ 2‬قال َجر ُ‬
‫هلل ‪ .‬قال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫رسول ا ِ‬
‫ُ‬ ‫هلل‪َ ،‬ذ َك َر ِني‬
‫ِبا ْل َحدَ ِق‪ ،‬فقلت لجليسي‪ :‬يا َع ْبدَ ا ِ‬
‫َذ َك َر َك آ ِنف ًا ِب َأ ْح َسنِ ِذ ْك ٍر‪َ ،‬ف َب ْي َنا هو َي ْخ ُط ُب ِإ ْذ َع َر َض له في خُ ْط َب ِت ِه وقال‪:‬‬
‫اب ‪ -‬أو من هذا ا ْلف َِّج ‪ِ -‬من خَ ْي ِر ذي َي َم ٍن‪َ ،‬أ َال‬ ‫« َي ْدخُ ُل َع َل ْي ُك ْم من هذا ا ْل َب ِ‬
‫(‪)٢‬‬
‫ل ِني‪.‬‬
‫وج َّل على ما أ ْب َ‬ ‫ِير‪َ :‬ف َح ِم ْد ُت ا َ‬
‫هلل ع َّز َ‬ ‫إِنَّ َع َلى َو ْج ِه ِه َم ْس َح َة َم َل ٍك»‪ ،‬قال َجر ٌ‬

‫معالم من حياته‬
‫‪ 1‬قيل‪ :‬أسلم في السنة العاشرة في رمضان‪ ،‬وقال ابن حجر‪« :‬الصحيح أنه في سنة الوفود سنة تسع»‪ .‬وشهد مع‬
‫النبي ‪َ ‬ح َّج َة ا ْل َو َد ِاع‪ ،‬وأمره ‪ ‬أن َيستنصت الناس‪.‬‬
‫‪ 2‬كان سيد قبيلته‪ ،‬قال له ُعمر ‪ :‬يرحمك اهلل نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في اإلسلم‪.‬‬
‫‪ 3‬قدَّ مه ُعم ُر ‪ ‬في حروب العراق على جميع َب ِجيلة‪ ،‬وكان له أثر عظيم في فتح القادسية‪.‬‬
‫‪ 4‬كان من أجمل الناس‪ ،‬قال عمر بن الخطاب ‪ :‬هو يوسف هذه األمة‪.‬‬

‫وفاته‬
‫توفي سنة إحدى وخمسين (‪٥١‬هـ)‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه أحمد والنسائي في الكبرى‪َ ْ ،‬‬
‫واحلدَ قِ ‪ :‬جمع َحدَ َقةٍ ‪ ،‬وهي‪ :‬سواد العني (القاموس مادة‪:‬حدق)‪ ،‬واملعنى‪ :‬نظروا إلي ب َأبصارهم‪ ،‬ومعنى‪َ « :‬م ْس َح َة‬
‫بالج َمال‪.‬‬
‫أبدا يصفون امللئكة َ‬ ‫َم َل ٍك» أي‪ :‬أ َث ٌر من َ‬
‫الج َمال؛ ألنهم ً‬

‫‪34‬‬
‫إرشادات الحديث‬

‫‪ 1‬في الحديث حث على سلوك الطريقة الحسنة التي يقتدي بها الناس‪ ،‬وأن من فعل ذلك فله أجر فعله‪ ،‬وأجر‬
‫من اقتدى به إلى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أجر من عمل بهذا العمل شي ًئا‪ ،‬وهذا فضل عظيم ال‬
‫ويعظم أج ُره‪.‬‬
‫َ‬ ‫ينقطع إلى يوم القيامة؛ فينبغي على المسلم أن يسلك هذا الطريق ِل َي ُع َّم نف ُعه‪،‬‬
‫ل ِم ُس َّن ًة َح َس َنةً» يتضمن ثلثة أنواع من األعمال‪:‬‬ ‫اإلس َ‬
‫‪ 2‬قول النبي ‪َ « :‬م ْن َس َّن ِفي ْ‬
‫الحث عليها‪ ،‬فيكون أول من يفعلها في مكانه أو‬ ‫َّ‬ ‫اأ المبادرة إلى العمل بالسنة الثابتة إذا سمع اإلنسان‬
‫زمانه َف َي ْق َت ِدي به الناس في ذلك‪.‬‬
‫ب إحياء السنة إذا أميتت وتُرك العمل بها؛ فمن أحياها وأظهرها بالعمل بها والدعوة إليها كان له أجر‬
‫إحيائها‪ ،‬وأجر من عمل بها بعده إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫جمع الصحابة ‪ ‬للقرآن الكريم في‬ ‫لعمل مشروع لم َي ْسب ِْق إليه أحد؛ مثل‪ِ :‬‬ ‫ج ابتكار وسيلة نافعة ٍ‬
‫واحد‪ ،‬وابتدا ِء تأليف الكتب في أنواع العلوم الشرعية‪ ،‬وابتكا ِر طريقةٍ لتخريج الحديث‬ ‫صحف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُم‬
‫اسوب َّيةٍ للبحث عن األحاديث‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫النبوي‪ ،‬أو برمجةٍ َح ُ‬
‫مثاال آخر ) ‪............................................................‬‬ ‫( أضف ً‬
‫‪ 3‬في الحديث تحذير من سلوك الطريقة السيئة التي َيقتدي بها الناس‪ ،‬وأن من فعل ذلك فعليه إثم فعله‪ ،‬وإثم‬
‫من اقتدى به إلى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من إثم من عمل بهذا العمل شي ًئا؛ فالواجب على المسلم‬
‫الحذر من سلوك هذه الطريقة التي َي ُع ُّم بها الش ُّر‪ ،‬و َي ْع ُظ ُم بها الوِ ْز ُر‪.‬‬
‫ل ِم ُس َّن ًة َس ِّي َئةً» يتضمن نوعين من األعمال‪:‬‬ ‫اإلس َ‬‫‪ 4‬قول النبي ‪« :‬و َم ْن َس َّن ِفي ْ‬
‫اأ ابتداع شيءٍ في الدِّ ين؛ سواء أكانت البدعة عقدية؛ كبدعة الخوارج والمعتزلة في تكفير أهل الكبائر‬
‫ور ِّد األحاديث النبوية‪ ،‬أم كانت بدعة عملية؛ كبدعة الطواف بالقبور وبناء األضرحة عليها‪ ،‬وإقامة‬
‫المناسبات الدينية التي ترتكب فيها المخالفات الشرعية‪.‬‬
‫ب الدعوة إلى شيء من المعاصي؛ سواء أكان ذلك بالقول؛ كالدعوة إلى نشر الجرائم األخلقية بدعوى‬
‫التباهي وترويج للفضائح في مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬أم كانت بالفعل كمن يكون في موضع‬
‫القدوة فيمارس المعاصي فيقتدي به الناس في ذلك‪.‬‬
‫‪ 5‬ال يدخل في معنى الحديث أن يتع َّبدَ اإلنسان بشيءٍ لم يشرعه اهلل تعالى وال رسوله ‪‬؛ ثم يزعم أن ذلك سنة‬
‫حسنة؛ بل يعد ذلك من االبتداع في الدين والنبي ‪ ‬قال‪َ « :‬و ُك ُّل بِدْ َعةٍ َضل َل ٌة»‪)١(.‬؛ إذ المراد بالسنة الحسنة‪:‬‬
‫الوسائل ا ْل ُم ِعي َن ِة على فعل ما هو مشروع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المبادرة بالعمل‪ ،‬وإحياء السنن‪ ،‬وابتكار‬
‫َ‬
‫رسول‬ ‫‪ 6‬دل الحديث على فضل الدعوة إلى اهلل تعالى وتعليم العلم النافع بأي وسيلة مباحة‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪ ‬أن‬
‫(‪)٢‬‬
‫ص ذلك من ُأ ُجور ِِه ْم َش ْي ًئا»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اهلل ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن َد َعا إلى ُه ًدى كان َل ُه من ا َأل ْج ِر ِمث ُْل ُأ ُجو ِر من َت ِب َع ُه‪َ ،‬ال َي ْن ُق ُ‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫الحديث على تحريم الدعوة إلى الباطل والبدع والفجور؛ والدعوة إلى إبعاد المسلمين عن هدي النبي‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 7‬‬
‫دل‬
‫‪ ‬ودين اإلسالم؛ بأي وسيلة كانت‪ ،‬ومن فعل ذلك عن طريق الكلمة المسموعة أو المرئية عبر اإلذاعات أو‬
‫القنوات الفضائية أو شبكة اإلنترنت أو غيرها من الوسائل؛ ومن دعا إلفساد المسلمين بأي سبيل فعليه وز ُر َمن‬
‫َض َّل بسببه إلى يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬﱪ [النحل‪.]25 :‬‬
‫الحديث على عدم مشروعية إهداء ثواب األعمال الصالحة للنبي ‪ ،‬وذلك ألن جميع حسنات المسلمين‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 8‬‬
‫دل‬
‫جميع ُأ َّم ِت ِه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫في صحيفته ‪ ‬فإن َل ُه ِم َ‬
‫ثل أجو ِر‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫حيث هي ُس َّن ٌة حسن ٌة أو ُس َّن ٌة سيئ ٌة مع التعليل‪:‬‬ ‫َ‬
‫األعمال اآلتية من ُ‬ ‫َص ِّن ْف‬
‫التعليل‬ ‫نوعه‬ ‫العمل‬ ‫م‬
‫االســتــفــادة مــن مــقــررات الــعــلــوم الشرعية‬
‫‪1‬‬
‫املستخدمة‬
‫تشبه من ُيقتدى به بغير املسلمني بحجة‬
‫‪2‬‬
‫ترغيبهم في اإلسالم‬
‫معاقبة من يتأخر عن الصالة بزيادة صالة‬
‫‪3‬‬
‫عليه‬
‫فعل احلسنة وإخفاؤها عن الناس‬ ‫‪4‬‬
‫اجلــهــر بالتكبير ليلة العيد فــي األس ــواق‬
‫‪5‬‬
‫ومجامع الناس‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫بالتعاون مع زمالئك‪ :‬اكتب بعض الوسائل لنشر الخير‪:‬‬
‫‪.............................. 2 .............................. 1‬‬
‫‪.............................. 4 .............................. 3‬‬

‫‪36‬‬
‫نشاط (‪)3‬‬
‫هلل ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن َد َعا إلى‬ ‫رسول ا ِ‬‫َ‬ ‫أوجد العلقة بين حديث الدرس وحديث أبي هريرة ‪ ‬أن‬
‫ُه ًدى كان َل ُه من ا َأل ْج ِر ِمث ُْل ُأ ُجو ِر من َت ِب َع ُه‪َ ،‬ال َي ْن ُق ُ‬
‫(‪)١‬‬
‫ص ذلك من ُأ ُجور ِِه ْم َش ْي ًئا»‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪َ 1‬ب ِّي ْن معنى مفردات الحديث اآلتية‪ ( :‬سنة حسنة – سنة سيئة – وزرها)‪.‬‬
‫‪ 2‬اضرب أمثلة على األعمال التي تندرج تحت اسم‪:‬‬
‫السنة الحسنة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫اأ‬

‫السنة السيئة‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ب‬

‫‪ 3‬مثِّل لما يأتي‪:‬‬


‫إحياء سنة قد أميتت‪.‬‬ ‫اأ‬

‫ابتكار وسيلة ُم ِعينة على عمل مشروع‪.‬‬ ‫ب‬

‫‪ 4‬ناقش من زعم أن التع ُّبدَ بشيءٍ لم يشرعه اهلل تعالى وال رسوله ‪ ‬يدخل ضمن السنة‬
‫الحسنة‪.‬‬
‫‪ 5‬استنبط فائدتين من الحديث‪.‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫مالحظات‬

‫‪38‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪Éã‬ل‪(..................) :å‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬م‪Vƒ‬س‪ ´ƒ‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪Vƒ‬س‪ í‬معانى م‪Ø‬ر‪O‬ا‪ ä‬ا◊‪.åjó‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ال‪ü‬س‪ƒ‬رة التع‪jÒÑ‬ة ‘ املث‪ π‬ال‪ƒ‬ار‪ ‘ O‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪Äa Ú‬ا‪ ä‬النا�‪ ‘ ¢‬م‪Øbƒ‬ها م‪ ø‬ال‪û‬س‪Ñ‬ها‪.ä‬‬
‫“ ‪u‬ث‪ π‬ل‪Ó‬أم‪ƒ‬ر امل‪û‬ست‪Ñ‬ها‪.ä‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬للم‪ ∞bƒ‬ال‪û‬سر‪ »Y‬م‪ ø‬ال‪û‬س‪Ñ‬ها‪.ä‬‬
‫تع‪ƒa O uó‬ا‪ óF‬ال‪Ñ‬ع‪ øY ó‬ال‪û‬س‪Ñ‬ها‪.ä‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأ‪K‬ر ‪U‬س‪ ìÓ‬ال≤ل‪ ‘ Ö‬ال‪Ñ‬ع‪ øY ó‬ال‪û‬س‪Ñ‬ها‪.ä‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪LÎ‬م لراو… ا◊‪.åjó‬‬

‫كانت مزرعة لغني ال يسمح ألحد بالرعي فيها؛ حيث جعلها خاصة‬
‫بدوابه‪ ،‬وكان حراسها على جنباتها‪ ،‬يعاقبون من يعتدي عليها‪.‬‬
‫كثيرا من المرعى ويوشك أن‬‫كان أحد الرعاة الفقراء يقترب ً‬
‫يدخله مع علمه بالمنع له وأنه بذلك يعرض نفسه للعقاب‪،‬‬
‫وكلما اقترب من المرعى دعته نفسه إلدخال أغنامه فيه؛ لما‬
‫يرى من وفرة العشب والكأل‪......‬‬

‫اكتب نهاية لهذه القصة‪.‬‬


‫‪.....................................................................................‬‬
‫ماذا تقترح على الراعي ليبعد نفسه عن الدخول لمرعى الغني‪ ،‬ويبتعد عن العقاب؟‬
‫‪.....................................................................................‬‬

‫‪39‬‬
‫إن من يعرض نفسه لدواعي المعصية ويتبع هواه‪ ،‬يوشك أن يقع فيها فيتعرض لعقاب اهلل‪ ،‬يبين ذلك الحديث اآلتي‪:‬‬

‫يشكل حكمها‬ ‫هلل ‪‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ان بن َب ِشير رضي اهلل عنهما قال‪ :‬سمعت َر ُس َ‬ ‫عن ال ُّن ْع َم ِ‬
‫ويخفى‬ ‫ني َوإ َِّن ْ َ‬ ‫احل َ‬ ‫يقول‪» :‬إ َِّن ْ َ‬
‫ات ل َي ْع َل ُم ُه َّن‬‫ني‪َ ،‬و َب ْي َن ُه َما ُم ْش َتب َِه ٌ‬
‫احل َرا َم َب ِّ ٌ‬ ‫الل َب ِّ ٌ‬
‫املرعى الذي‬ ‫اس َت ْب َر َأ ِل ِدي ِن ِه َو ِع ْر ِض ِه‪َ ،‬و َم ْن‬
‫ات ْ‬ ‫الش ُب َه ِ‬ ‫ير من الناس‪َ ،‬ف َم ْن ا َّتقَى ُّ‬ ‫َك ِث ٌ‬
‫واضح‬
‫يحجزه امللك عن‬ ‫املعاصي‬
‫الناس‬ ‫احل َمى‬ ‫الر ِاعي َي ْر َعى َح ْو َل ْ ِ‬ ‫احل َرا ِم؛ َك َّ‬ ‫ات َو َق َع في ْ َ‬ ‫َو َق َع في ُّ‬
‫الش ُب َه ِ‬ ‫التي منع من‬
‫وش ُك َأ ْن َي ْر َت َع فيه‪ ،‬أل َوإ َِّن ِل ُك ِّل َم ِل ٍك ِح ًمى‪ ،‬أل َوإ َِّن ِح َمى ا ِ‬
‫هلل‬ ‫ُي ِ‬ ‫ارتكابها‬
‫يقع فيه‬ ‫اجل َس ُد ُك ُّل ُه‪،‬‬‫اجل َس ِد ُم ْض َغ ًة إذا َص َل َح ْت َص َل َح ْ َ‬ ‫َم َحا ِر ُم ُه‪ ،‬أل َوإ َِّن في ْ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫اجل َس ُد ُك ُّل ُه‪ ،‬أل َو ِه َي ا ْل َق ْل ُب«‪.‬‬ ‫وإذا َف َس َد ْت َف َس َد ْ َ‬
‫محارم اهلل ‪ -‬البعد عن الشبهات ‪ -‬صالح القلب‬
‫الجمل السابقة تناسب أن تكون عناوين للدرس‪ ،‬اختر أكثرها مناسبة وسجله في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫ترجمة راوي احلديث‬


‫اسمه ونسبه‬
‫النعمان بن َب ِشير ِبن ٍ‬
‫سعد األنصاري اخلزرجي‪.‬‬
‫مناقبه‬
‫‪ 1‬هو وأبوه صحابيان‪.‬‬
‫‪ 2‬أول مولود ولد في األنصار بعد قدوم النبي ‪ ،‬ولد في السنة الثانية من‬
‫الهجرة قبل غزوة بدر‪.‬‬
‫‪ 3‬قال سماك بن حرب‪ :‬كان من أخطب من سمعت من أهل الدنيا يتكلم‪.‬‬
‫معالم من حياته‬
‫معدود في صغار الصحابة ‪ ،‬كان عمره يوم وفاة النبي ‪ ‬ثمان سنني وسبعة‬ ‫‪1‬‬
‫أشهر‪.‬‬
‫‪ ،‬وبقي عليها تسعة أشهر‪ ،‬ثم عزله معاوي ُة عنها‪.‬‬
‫ولي إمرة الكوفة في عهد معاوية ‪،‬‬ ‫‪2‬‬
‫واله معاوي ُة ‪ ‬القضا َء في ِد َم ْشقَ ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫‪3‬‬
‫أميرا عليها حتى مات معاوي ُة ‪ ‬وولدُ ه يزيد‪.‬‬
‫واله معاوي ُة ‪ ‬على ِح ْم ٍص‪ ،‬وبقي ً‬ ‫َّ‬ ‫‪4‬‬

‫وفاته‪ :‬سنة (‪.)٦٥‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫إرشادات الحديث‬
‫‪ 1‬هذا الحديث العظيم تحدث عن قض َّيتين أساس َّيتين‪ ،‬هما‪« :‬تصحيح العمل‪ ،‬وسلمة القلب»‪ ،‬وهاتان القض َّيتان‬
‫من األهمية بمكان؛ فصلح الظاهر والباطن له أكبر األثر في استقامة حياة الناس وفق دين اهلل القويم‪.‬‬
‫حيث الحكم ثلثة أقسام‪:‬‬ ‫الحديث على أن األشياء من ُ‬ ‫ُ‬ ‫دل‬‫‪َّ 2‬‬
‫كل ما َأ ِذ َن الشرع في فعله‪ ،‬مثل أكل الطيبات من الزروع والثمار وغير‬ ‫اأ حلل ب ِّين ظاهر ال شبهة فيه‪ ،‬وهو‪ُّ :‬‬
‫أيضا ما أمر الشرع بفعله أو استحبه‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ويشمل ً‬
‫ب حرام ب ِّين ظاهر ال شبهة فيه كشرب الخمر والزنا وأكل الربا وأكل مال اليتيم ونحوها مما نص الشرع على‬
‫حل له أن يتساهل فيه‪.‬‬ ‫تحريمه‪ ،‬فيجب على المسلم أن يتج َّنبه‪ ،‬وال َي ُّ‬
‫ج مشتبه بين الحلل والحرام‪ ،‬والشبهة هي كل أمر تردد حكمه بين الحلل والحرام‪ ،‬بحيث يشتبه أمره‬
‫على المكلف أحلل هو أم حرام كالمعاملت والمطاعم التي يتردد في حكمها‪.‬‬
‫واضحا عند آخر‪ ،‬وقد‬ ‫ً‬ ‫‪ 3‬ا ِال ْش ِت َبا ُه في معرفة األحكام الشرعية أم ٌر ِن ْسب ٌِّي؛ فقد يكون الحكم ُم ْش َتب ًِها عند شخص‬
‫نفسها؛ إنما هو‬ ‫واضحا في وقت آخر؛ وذلك ألن ا ِال ْش ِت َبا َه غي ُر واقع في أحكام الشريعة ِ‬ ‫ً‬ ‫يكون ُم ْش َتب ًِها في وقت‬
‫الحكم وأشكل عليه َفهمه‪ ،‬وهو غير ُمش َت ِبهٍ عند َمن ع ِلمه وتب َّين له‪ ،‬ولذلك قال ‪ ‬في‬ ‫َ‬ ‫حق من لم يعلم‬ ‫واقع في ِّ‬
‫فدل على أن بعض الناس يعلمهن‪ ،‬وهؤالء هم الراسخون في العلم‪.‬‬ ‫ِهات‪« :‬ال َي ْع َل ُم ُه َّن َك ِثي ٌر من الناس»‪َّ ،‬‬ ‫المش َتب ِ‬
‫كل ما ُيدَ ن ُِّس ُه‪ ،‬وال يكون ذلك إال باتباع الشرع بفعل الواجبات وترك‬ ‫وعرض ِه عن ِّ‬‫‪ 4‬المسلم مأمور بحفظ ِدي ِن ِه ِ‬
‫المنهيات‪ ،‬والحذر من الوقوع في المش َتب ِ‬
‫ِهات‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬فائدتين عظيمتين تحصل لمن اتقى الشبهات‪:‬‬ ‫‪ 5‬قد ب َّين ُّ‬
‫الس ِت ْب َرا ُء للدِّ ين‪ ،‬ومعناه‪ :‬صيانة المسلم ِل ِدي ِن ِه من وقوعه في النقص أو الخلل لتساهله في هذه المشكلت‪.‬‬ ‫اأ ْ‬
‫الس ِت ْب َرا ُء ِل ْل ِع ْر ِض‪ ،‬ومعناه‪ :‬صيانة المسلم نفسه من كلم الناس فيه لتساهله في هذه المشكلت‪.‬‬ ‫ب ْ‬
‫المترتب على الوقوع في ا ْل ُم ْش َتبِهات‪ ،‬وهو الوقوع في الحرام‪ ،‬وذلك يحتمل معنيين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪ ‬األ َث َر‬‫‪ 6‬ب َّين ُّ‬
‫اأ أن الذي يتع َّود فعل المتشابهات ويتساهل فيها سوف يتجرأ على الوقوع في ا ْل ُم َح َّر ِ‬
‫مات الب ِّينة‪.‬‬
‫ب أن المشتبه قد يكون مح ّرما في نفسه وهو ال يعلم‪ ،‬فيقع في الحرام وهو ال يعلم‪.‬‬
‫‪ 7‬دل الحديث على ّأن موقف الناس تجاه الشبهات على ثلثة أقسام‪:‬‬
‫اأ من يتقي هذه المشتبهات‪ ،‬وهذا قد استبرأ لدينه وعرضه‪.‬‬
‫ب من يقع في المشتبهات‪ ،‬وهذا قد ع َّرض نفسه للوقوع في الحرام‪.‬‬
‫عالما بحكمها واتبع ما دلَّه علمه عليه‪ ،‬وهذا القسم أفضل األقسام الثلثة ألنه علم حكم‬ ‫ج من كان ً‬
‫اهلل في هذه المشتبهات وعمل بعلمه‪ ،‬وهذا القسم لم يذكره النبي ‪ ‬لوضوحه‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ 8‬للقلب أهمية عظيمة؛ فهو المحرك لسائر األعضاء والحاكم عليها؛ فبأمره تأتمر وبنهيه تنتهي‪ ،‬وبصالحه‬
‫يصلح جميع البدن‪ ،‬وبفساده يفسد جميع البدن‪ ،‬فواجب على المسلم أن يهتم بصالح قلبه‪ ،‬ويحذر من‬
‫وذ ْك ُر النبي ‪ ‬للقلب في ختام الحديث إشارة إلى أن اتقاء الشبهات سببه صالح القلب‪ ،‬والوقوع فيها‬ ‫فساده‪ِ ،‬‬
‫سببه ضعف القلب أو فساده‪.‬‬
‫فاسدا في‬
‫المسلم ً‬
‫ِ‬ ‫صالحا مواف ًقا للشريعة فذلك َد ٌّال على صالح قلبه‪ ،‬وإذا كان َع َم ُل‬
‫ً‬ ‫المسلم‬
‫ِ‬ ‫‪ 9‬إذا كان َع َم ُل‬
‫الظاهر‪ ،‬مخال ًفا ألوامر الشريعة ونواهيها فذلك َد ٌّال على فسادٍ في قلبه‪ ،‬وبقدر ُقربه و ُبعده من أحكام الشرع‬
‫يكون صالح قلبِه وفسا ُده‪.‬‬
‫سليما‬
‫ً‬ ‫‪ 10‬صالح القلب هو سر السعادة وسبب التنعم الحقيقي بالحياة الدنيا‪ ،‬فينعم المرء بالحياة إذا كان قلبه‬
‫وإن كان البدن قد يتألم بالمرض‪ ،‬فنعيم البدن تابع لنعيم الروح‪ ،‬وعلى العكس ترى الرجل ُم َت َب ِّر ًما بالحياة ض ِّيق‬
‫الصدر‪ ،‬مع ما هو فيه من صحة البدن وكثرة األموال‪ ،‬وما ذلك إال لضيق الروح وفساد القلب‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالرجوع للمصحف اقرأ مطلع سورة آل عمران‪ ،‬ثم استخرج آية ترى أن معانيها مما اشتمل‬
‫عليه الحديث‪ ،‬اكتب اآلية واذكر الدالالت المشتركة بينها وبين الحديث‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بين حال الراعي الفقير يرعى حول الحمى وحال من يستهين بالمشتبهات ويواقعها‪:‬‬
‫أوجه االختالف‬ ‫أوجه الشبه‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫االقتراب من احملرم‬ ‫‪1‬‬
‫التعرض للعقاب‬ ‫‪2‬‬
‫وسيلة السالمة‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫نشاط (‪)3‬‬
‫ِّ‬
‫وضح صلة الحديث بهذه المعاني والقيم‪:‬‬
‫وجه الصلة‬ ‫ليس له صلة‬ ‫له صلة‬ ‫املعنى‬ ‫م‬
‫‪ 1‬التقوى‬
‫‪ 2‬الورع‬
‫‪ 3‬الزهد‬
‫‪ 4‬احلياء‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬تنقسم األحكام بالنظر إلى دخول االشتباه فيها وعدمه إلى ثلثة أقسام؛ فما هي؟‬
‫‪ 2‬قارن بين مواقف الناس من المشتبهات من حيث السلمة والفضل‪.‬‬
‫‪ 3‬ما الموقف الشرعي من األمور المشتبهة؟ مع االستدالل لما تذكر‪.‬‬
‫‪ 4‬ما فوائد البعد عن المشتبهات؟‬

‫‪43‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الرا‪H‬ع‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع‪ O uó‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة ال‪¶j øjò‬لهم اˆ ‘ ‪X‬ل¬‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬م‪ ø‬ا◊‪ åjó‬بع†‪ ¢‬اأه‪ƒ‬ا∫ ال≤يامة‪.‬‬
‫ت‪†a ÚÑ‬سيلة الأ‪Y‬ما∫ ال‪ù‬س‪Ñ‬عة الت» ور‪ ‘ äO‬ا◊‪.åjó‬‬
‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬الأ‪Y‬ما∫ الت» ‪îj‬ت‪ ¢ü‬بها الر‪ πL‬م‪ ø‬الأ‪Y‬ما∫ ال‪ƒ‬ار‪O‬ة ‘ ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬لع‪ Ωó‬ا‪N‬ت‪ü‬سا‪ ¢U‬ال‪ù‬س‪Ñ‬عة بال�ست¶‪ πX ‘ ∫Ó‬الرحم‪ Ωƒj ø‬ال≤يامة‪.‬‬
‫ت‪LÎ‬م لأب» هر‪j‬رة ‪.‬‬

‫في يوم القيامة‪ ،‬تدنو الشمس من الخلئق‪ ،‬ويشتد الكرب‪ ،‬وال يجد أحدٌ ما َيستظل به من ح ِّر الشمس؛ َّ‬
‫يتفضل‬
‫َّ‬
‫المتفضل عليهم هم من ذكرهم‬ ‫اهلل تعالى على بعض عباده بأن ُيظ َّلهم في ِّ‬
‫ظل عرشه يوم ال ظل إال ظ ُّله‪ ،‬وهؤالء‬
‫النبي ‪ ‬في هذا الحديث‪:‬‬
‫ُّ‬

‫هلل َت َعا َلى في ِظ ِّل ِه يوم ل ِظ َّل إل ِظ ُّل ُه‪ِ :‬إ َما ٌم‬
‫»س ْب َع ٌة ُي ِظ ُّل ُهم ا ُ‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪َ :‬‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن َّ‬
‫هلل ْاج َت َم َعا‬ ‫الن َ َحتا َّبا في ا ِ‬
‫اج ِد‪َ ،‬و َر ُج ِ‬ ‫اب َن َش َأ في ِع َبا َد ِة ا ِ‬
‫هلل‪َ ،‬و َر ُج ٌل َق ْل ُب ُه ُم َع َّل ٌق في ْاملَ َس ِ‬ ‫َع ْد ٌل‪َ ،‬وشَ ﱞ‬
‫هلل‪َ ،‬و َر ُج ٌل‬ ‫َات َم ْن ِص ٍب َو َج َم ٍال فقال‪ :‬إني َأ َخ ُ‬
‫اف ا َ‬ ‫عليه َو َتف ََّر َقا عليه‪َ ،‬و َر ُج ٌل َد َع ْت ُه ا ْم َر َأ ٌة ذ ُ‬
‫هلل َخا ِل ًيا َفف َ‬
‫َاض ْت‬ ‫َت َصدَّ َق ب َِص َد َق ٍة َف َأ ْخف َ‬
‫َاها حتى ل َت ْع َل َم ِش َما ُل ُه ما ُت ْن ِف ُق َميِي ُن ُه‪َ ،‬و َر ُج ٌل ذ ََك َر ا َ‬
‫َع ْي َنا ُه«‪.)1(.‬‬

‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫‪ 1‬عبد الرحمن بن صخر الدَّ ْو ِسي‪ :‬نسبة إلى جدّ لهم هو‪َ :‬د ْوس بن ُعدْ َث ُ‬
‫ان‬
‫األز ِْد ُّي‪.‬‬
‫يت َأ َبا ُه َر ْي َر َة؟ فقال‪ُ :‬ك ْن ُت َأ ْر َعــى َغ َن َم َأ ْه ِلي‬ ‫‪ 2‬سئل أبو ُه َر ْي َر َة‪ِ :‬ل َم ُك ِّن َ‬
‫فكانت لي ُه َر ْي َر ٌة َص ِغي َر ٌة‪َ ،‬ف ُك ْن ُت َأ َض ُع َها بِال َّل ْي ِل في َش َج َرةٍ ‪ ،‬فإذا كان‬
‫ال َّن َها ُر َذ َه ْب ُت بها َم ِعي َف َل ِع ْب ُت بها‪َ ،‬ف َك َّن ْو ِني َأ َبا ُه َر ْي َرة‪.‬‬
‫َ (‪)٢‬‬

‫مناقبه‬
‫َ‬
‫قيس املد ِن ُّي‪ :‬جا َء‬ ‫النبي ‪ ‬على دعائه‪ .‬قال ٌ‬ ‫دعا اهلل أن يرزقه ِع ْل ًما ال ُي ْن َسى‪ ،‬فأ َّمن ُّ‬
‫ثابت ‪َ ‬ف َسأل ُه عن شيءٍ ‪َ ،‬‬
‫فقال ل ُه َز ْيدٌ ‪َ :‬‬
‫عليك أ َبا ُه َر ْي َر َة؛ ف ِإنِّي‬ ‫َر ُج ٌل إلى َز ْي ِد ِبن ٍ‬
‫يوم نَدعو اهلل ونذك ُر ر َّب َنا‪َ ،‬خ َر َج َع َل ْي َنا‬ ‫ذات ٍ‬ ‫وفلن في املسجد َ‬ ‫ٌ‬ ‫َب ْي َن َما أنا وأبو ُه َر ْي َر َة‬
‫رسول اهلل ‪ ‬ح َّتى جلس ِإ َل ْي َنا‪َ ،‬ف َس َك ْت َنا‪ ،‬فقال‪ُ « :‬عو ُدوا ِل َّل ِذي ُك ْن ُت ْم َفي ِه»‪ ،‬قال‬ ‫ُ‬
‫هم إني َأسألُ َك‬
‫رسول ا ِهلل ‪ ‬يؤ ِّم ُن َعلى ُد َعا ِئ َنا‪ُ ،‬ث َّم َد َعا أبو ُه َر ْي َر َة فقال‪ :‬ال َّل َّ‬‫ُ‬ ‫بل أبي ُه َر ْي َر َة‪َ ،‬و َج َع َل‬ ‫وصاحبِي َق َ‬‫ِ‬ ‫َز ْيدٌ ‪َ :‬فدَ َع ْو ُت أنا‬
‫هلل‬
‫نسأل ا َ‬ ‫َ‬
‫رسول ا ِهلل‪َ ،‬ون َْح ُن ُ‬ ‫وأسألك ِع ْل ًما ال ُي ْن َسى‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪َ « :‬آ ِمنيَ»‪َ ،‬ف ُق ْل َنا‪ :‬يا‬ ‫َ‬ ‫صاحبايَ َه ِ‬
‫ذان‪،‬‬ ‫ِمث َْل ما َس َأ َل َك ِ‬
‫(‪)٣‬‬
‫«س َب َق ُك ْم ب َِها ا ْل ُغ َل ُم الدَّ ْو ِس ُّي»‪.‬‬ ‫ِع ْل ًما ال ُي ْن َسى‪َ ،‬‬
‫فقال‪َ :‬‬
‫معالم من حياته‬
‫‪ 1‬أسلم في اليمن على يدي الصحابي اجلليل‪ :‬الطفيل بن عمرو الدوسي ‪.‬‬
‫‪ 2‬هاجر إلى النبي ‪ ‬في السنة السابعة للهجرة‪ ،‬وقدم بعد فتح خيبر‪ ،‬وقد جاوز عمره ثلثني سنة‪.‬‬
‫فقيرا مسكي ًنا فعاش في املدينة أعز ًبا مع الذين كانوا يسكنون ُص َّفة مسجد رسولِ اهلل ‪.‬‬ ‫‪ 3‬كان ً‬
‫‪ 4‬أراد مروان بن احلكم ا ُألموي أثناء إمارته على املدينة أن يختبر حفظ أبي هريرة ‪ ،‬فدعاه يو ًما وأقعد كا ِت َب ُه‬
‫الكاتب يكتب‪ ،‬ثم انصرف أبو هريرة ‪ ،‬حتى إذا كان عند رأس ْ َ‬
‫احل ْولِ‬ ‫ُ‬ ‫وج َع َل‬
‫َخ ْل َف السرير‪ ،‬وجعل يسأله‪َ ،‬‬
‫(‪)٤‬‬
‫أخر‪.‬‬ ‫دعا به مرة أخرى‪ ،‬فأقعد كاتبه وراء احلجاب‪َ ،‬ف َج َع َل يسأله عن ذلك‪ ،‬فما زَا َد وال َن َق َ‬
‫ص‪ ،‬وال قدَّ م وال َّ‬
‫وفاته‬
‫توفي سنة ‪ ٥٧‬في قصره (بيت مبني من حجارة) بالعقيق قرب املدينة النبوية‪ ،‬وحمل إلى املدينة وصلي عليه بها‪.‬‬
‫وكان عمره قرابة ‪ ٧٨‬سنة‪.‬‬

‫(‪ )١‬اإلصابة في متييز الصحابة ‪ ،٤٢٥/٧‬تأريخ مدينة دمشق ‪.٢٩٥/٦٧‬‬


‫يث َح َس ٌن َغر ٌ‬
‫ِيب‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬هذا َح ِد ٌ‬
‫(‪ )٣‬رواه النسائي واحلاكم وقال‪ :‬صحيح اإلسناد‪ ،‬والطبراني في األوسط‪.‬‬
‫(‪ )٤‬رواه احلاكم‪ ،‬وقال‪ :‬هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه‪ ،‬واإلصابة في متييز الصحابة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫إرشادات الحديث‬

‫الوارد ِذك ُرهم‪ ،‬وأن أعمالهم سبب لحصول االستظلل بظل الرحمن حين تدنو‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫الحديث على فضل السبعة‬ ‫‪َّ 1‬‬
‫دل‬
‫الشمس من الخلئق قدر ِم ٍيل‪.‬‬
‫وينظم أمورهم‪ ،‬وال تستقيم أحوالهم حتى يحكم بينهم‬ ‫‪ 2‬ال تصلح حياة الناس بغير سلطان يحكم بينهم‪ِّ ،‬‬
‫بالعدل الذي أنزله اهلل تعالى في كتابه‪ ،‬وب َّينه رسول اهلل ‪ ‬في سنته‪ ،‬فإن فعل ذلك؛ استحق أن يظله اهلل تعالى‬
‫في ظله يوم ال ظل إال ظله‪.‬‬
‫الفضل الموعو َد به في هذا الحديث‪ ،‬وتتحقق النشأة في طاعة اهلل بأمرين‪:‬‬ ‫َ‬ ‫‪ 3‬من نشأ في طاعة اهلل تعالى استحق‬
‫والحفاظ على الصلوات المفروضات في أوقاتها‪ ،‬و ِب ِّر الوالدين وصل ِة األرحام وغيرِها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اأ فعل الواجبات من التوحيد‬
‫والكذب والخيان ِة وغي ِر ذلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وعقوق الوالدين‬ ‫والتكاسل عن الصلوات المفروضات‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الشرك‬ ‫ب ترك المحرمات من‬
‫‪ 4‬المساجد بيوت اهلل تعالى‪ ،‬وهي أطهر البقاع وأفضلها‪ ،‬وأحبها إلى اهلل تعالى‪ ،‬يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬ومن صور‬
‫التع ُّلقِ بالمساجد‪:‬‬
‫اأ الحرص على التردد عليها ألداء الصلوات المفروضات وغيرها‪.‬‬
‫ب تع ُّلم العلم فيها‪ ،‬وحضور الخطب والمواعظ‪.‬‬
‫ج كلما خرج منها أحب الرجوع إليها لتعلق قلبه بها‪( .‬أضف صورة أخرى)‬
‫د ‪...................................‬‬
‫‪ 5‬ا ْل ُح ُّب في اهلل ُيراد به‪ :‬محب ُة المسلم لما فيه من خصال الخير والطاعة هلل تعالى‪ ،‬وهي األخ َّو ُة والصداق ُة النافع ُة‬
‫واحد منهما صاحبه ح ًّبا صادقًا هلل تعالى‬ ‫كل ٍ‬ ‫فأحب ُّ‬
‫َّ‬ ‫يوم القيامة؛ فإذا اجتمع اثنان فأكثر على المحبة في اهلل‪،‬‬
‫لغرض من الدنيا كالمال‪ ،‬أو النسب‪ ،‬واستم َّرا على ذلك حتى تفرقا وهما عليه؛ فقد استحقا من اهلل‬ ‫وليس ٍ‬
‫تعالى أن يظلهما في ظله يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬وما سوى ذلك من الصداقات قد يكون حسرة وندام ًة على صاحبه‬
‫ﱪ [الزخرف‪.]67 :‬‬ ‫يوم القيامة؛ قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫واجب عظيم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ٌ‬ ‫‪ِ 6‬إ ُ‬
‫عفاف ال َف ْرج من فعل الفاحشة َو َوسائ ِلها‬
‫(‪)١‬‬
‫ذات‬‫فرج ُه عن الحرام ‪ ،‬فإذا اب ُت ِل َي المؤمن بامرأةٍ ِ‬ ‫النبي ‪ ‬الجن َة لمن حفظ َ‬‫ﱪ [النور‪ ،]33 :‬وقد َض ِم َن ُّ‬
‫منصب وجمال تدعوه إلى الفاحشة‪ ،‬فامتنع خوفًا من اهلل تعالى‪ ،‬كان ح ًّقا على اهلل أن يظ َّله في ظ ِّله يوم ال ظل‬ ‫ٍ‬
‫إال ظ ُّله‪.‬‬

‫(‪ )١‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الصد َق ُة بالمال من األعمال التي يحبها اهلل تعالى؛ وذلك لما فيه من المنافع العظيمة للمتصدِّ ق‪ ،‬والمتصدَّ ق‬ ‫‪َّ 7‬‬
‫عليه‪ ،‬ولما ت ُِشي ُع ُه الصدق ُة من المحبة والتكافل بين أبناء المجتمع‪ ،‬وإذا كانت الصدقة في الخفاء فهي أحب‬
‫إلى اهلل تعالى كما قال تعالى‪ :‬ﱫﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ‬
‫[البقرة‪ ،]271 :‬وذلك لما تشعر به من اإلخالص والصدق مع اهلل تعالى؛ كما إنها أرفق بالفقير وأستر له‪ ،‬وإذا أخفى‬
‫أحدا؛ كان حر ًّيا أن يكون في ظل اهلل يوم القيامة‪.‬‬ ‫المر ُء صدق َته فلم يخبر بها ً‬
‫‪َ « :‬ألن أدمع دمع ًة من خشية اهلل عز‬ ‫‪ 8‬ال ُبكاء من خشية اهلل تعالى دليل على حياة القلب‪ ،‬قال عبد اهلل بن عمرو‬
‫(((‬
‫وجل أحب إلى من أن أتصدق بألف دينار» ‪ ،‬وقال ابن عباس ‪ ‬سمعت النبي ‪ ،‬يقول‪« :‬عينان ال تمسهما‬
‫النار‪ :‬عين بكت من خشية اهلل‪ ،‬وعين باتت تحرس في سبيل اهلل» ‪ ،‬وقال كعب األحبار‪َ « :‬ألن أبكي من خشية‬
‫(((‬

‫(((‬
‫إلي ِمن أن أتصدق ب َِج َب ٍل ِمن ذهب» ‪ ،‬والبكاء في حال الخلوة دليل على‬ ‫وج َن َت َّي؛ أحب َّ‬‫اهلل حتى تسيل دموعي على ْ‬
‫اإلخالص والصدق الذي يستحق به العبد عظيم األجر وجليل الثواب‪ ،‬ومنه ما وعد به النبي ‪ ‬في هذا الحديث‪،‬‬
‫فينبغي للمسلم أن يحرص على خشوع قلبه‪ ،‬ويتطلب البكاء من خشية ربه‪ ،‬ويحرص على أسبابه‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫�أ قراءة القرآن‪.‬‬
‫ب أكل الحالل‪.‬‬
‫ج مجالسة الصالحين‪.‬‬
‫د استماع المواعظ النافعة‪( .‬أضف سببين آخرين)‬
‫هـ ‪.................................‬‬
‫و ‪.................................‬‬
‫‪ِ 9‬ذ ْك ُر السبعة في هذا الحديث ال يدل على الحصر؛ ألنه قد ثبت في أحاديث أخرى غي ُر هؤالء ممن يظلهم‬
‫َ‬
‫عسرا بما‬ ‫اهلل في ظله‪ ،‬وهذا ِمن مزيد فضله وتَك ُّرمه على عباده المؤمنين‪َ ،‬ف ِم َّمن ورد ذكره غي ُرهم‪َ :‬من أنظر ُم ً‬
‫هلل ‪َ « :‬م ْن َأن َْظ َر ُم ْع ِس ًرا‬ ‫الس َل ِمي األنصاري ‪ ‬قال‪ :‬قال َر ُس ُ‬
‫ول ا ِ‬ ‫عليه من الدَّ ين أو أسقط عنه‪ ،‬فعن أبي ا ْل َي َس ِر َّ‬
‫أو َو َض َع عنه؛ َأ َظ َّل ُه اهلل في ِظ ِّل ِه»‪.‬‬
‫(((‬

‫(‪ )1‬صفة الصفوة ‪ ،658/1‬التدوين في أخبار قزوين ‪ ،381/2‬الفردوس مبأثور اخلطاب ‪.174/5‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬حلية األولياء ‪.366/5‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالنظر إلى السبعة الذين يظلهم اهلل في ظله تلحظ أن صفة اإلخلص كانت دافع ًا ألعمالهم‪،‬‬
‫بالتعاون مع زملئك‪ :‬ب ِّين علقة اإلخلص بكل عمل من أعمالهم‪:‬‬

‫وجه وجود اإلخالص‬ ‫العمل‬ ‫م‬


‫ِإ َما ٌم َعدْ ٌل‬ ‫‪1‬‬

‫اب ن ََش َأ في ِع َبا َد ِة ا ِ‬


‫هلل‬ ‫ََش ٌّ‬ ‫‪2‬‬

‫َ َر ُج ٌل َق ْل ُب ُه ُم َع َّلقٌ في ْاملَ َس ِ‬
‫اج ِد‬ ‫‪3‬‬

‫لن َ َحتا َّبا في ا ِ‬


‫هلل ْاج َت َم َعا عليه َو َت َف َّر َقا عليه‬ ‫َ َر ُج ِ‬ ‫‪4‬‬

‫هلل‬
‫اف ا َ‬ ‫َ َر ُج ٌل َد َع ْت ُه ا ْم َر َأ ٌة َذ ُ‬
‫ات َم ْن ِص ٍب َو َج َم ٍال فقال‪ :‬إني َأ َخ ُ‬ ‫‪5‬‬

‫َ َر ُج ٌل ت ََصدَّ َق ب َِصدَ َقةٍ َف َأخْ َف َاها حتى ال ت َْع َل َم ِش َمالُ ُه ما ُت ْن ِف ُق ميَ ِي ُن ُه‬ ‫‪6‬‬

‫اض ْت َع ْي َنا ُه‬ ‫َ َر ُج ٌل َذ َك َر ا َ‬


‫هلل َخا ِل ًيا َف َف َ‬ ‫‪7‬‬

‫نشاط(‪)2‬‬
‫أنت شاب في مقتبل العمر‪ ،‬تحرص بإذن اهلل أن تكون ممن نشأ في طاعة اهلل‪ ،‬ضع لنفسك‬
‫برنامجا يوم ًّيا تراعي فيه القيام بالمأمورات الشرعية‪ ،‬وتتقي من خلله أسباب الوقوع في‬
‫ً‬
‫المخالفات الشرعية‪.‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬عدِّ د السبعة الذين يظلهم اهلل في ظله يوم القيامة‪.‬‬
‫‪ 2‬هل االستظلل بظل الرحمن خاص بالسبعة فقط؟ استدل لما تذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬بم تتحقق النشأة في طاعة اهلل؟‬
‫‪ 4‬اذكر ثلث ًا من صور التعلق بالمساجد‪.‬‬
‫‪ 5‬اذكر ثلثة من األسباب المعينة على الخشوع والبكاء من خشية اهلل‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ا‪Éÿ‬م�‪(..................) :¢‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬املرا‪ O‬بال‪.‹ƒ‬‬
‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪W è‬ر‪≤– ≥j‬ي≥ ول‪j‬ة اˆ‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬امل≤يا�‪ ¢‬ا◊≤ي≤» لل‪ƒ‬ل‪j‬ة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تر‪Y O‬لى م‪ ø‬ز‪Y‬م ول‪j‬ة اˆ وه‪ ƒ‬ال∞ لها‪.‬‬
‫–ر‪Y ¢U‬لى ال‪Ø‬را‪ ¢†F‬وت‪ù‬ست‪ ̵‬م‪ ø‬ن‪ƒ‬ا‪ πa‬الع‪Ñ‬ا‪O‬ا‪.ä‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ا‪KB‬ار ول‪j‬ة اˆ للع‪.óÑ‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪LÎ‬م لأب» هر‪j‬رة ‪.‬‬

‫يقول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ! " ‪ + * ) ( ' & % $ #‬ﱪ [يونس‪ ، ]62 :‬وهذا مما يدل على أن‬
‫فمن هم أصحاب هذه الوالية؟ وبم تتحقق؟ وكيف يحقق اهلل لهم األمن ويذهب عنهم الحزن؟‬‫مقام َوالية اهلل عظيم‪َ ،‬‬
‫النبي ‪ ‬في الحديث اآلتي‪:‬‬
‫هذا ما بينه ُّ‬

‫هلل قال‪َ :‬م ْن َعا َدى ِلي َو ِل ًّيا َفق َْد‬ ‫عن َأبي هرير َة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪» ‬إ َِّن ا َ‬ ‫أعلنت عليه‬
‫احلرب‬
‫ِاحل ْر ِب‪ ،‬و َما َتق ََّر َب ِإ َل َّي َع ْب ِدي ب َِش ْيءٍ َأ َح َّب ِإ َل َّي ِممَّا ا ْف َت َر ْض ُت عليه‪ ،‬و َما َي َز ُ‬
‫ال‬ ‫آ َذ ْن ُت ُه ب ْ َ‬
‫كنت َس ْم َع ُه ا َّلذي َي ْس َم ُع ِب ِه‪،‬‬
‫َع ْب ِدي َي َتق ََّر ُب ِإ َل َّي بِال َّن َوا ِف ِل حتى ُأ ِح َّب ُه‪ ،‬فﺈذا َأ ْح َب ْب ُت ُه ُ‬
‫َو َب َص َر ُه ا َّلذي ُي ْب ِص ُر ِب ِه‪َ ،‬و َي َد ُه ا َّلتي َي ْب ِط ُش بها‪َ ،‬ور ِْج َل ُه ا َّلتي َ ْمي ِشي بها‪َ ،‬وإ ِْن َس َأ َل ِني‬
‫اع ُل ُه َت َردُّ ِدي عن‬‫يذ َّن ُه‪ ،‬و َما َت َرد َّْد ُت َعن شَ ْيءٍ أنا َف ِ‬ ‫اس َت َعا َذ ِني ُأل ِع َ‬ ‫ُأل ْع ِط َي َّن ُه‪َ ،‬و َل ِئ ْن ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َنفْ ِس ْامل ُ ْؤ ِم ِن؛ َي ْك َر ُه ْاملَ ْو َت وأنا َأ ْك َر ُه َم َسا َء َت ُه«‪.‬‬
‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫‪49‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫مناقبه‬
‫شهد النبي ‪ ‬ألبي هريرة بالحرص على العلم‪ ،‬ففي صحيح البخاري‬
‫هلل‪ ،‬من َأ ْس َعدُ الناس‬ ‫ول ا ِ‬ ‫رحمه اهلل‪ :‬قال أبو ُه َر ْي َر َة ‪ :‬قلت‪ :‬يا َر ُس َ‬
‫ب َِش َف َاع ِت َك يوم ا ْل ِق َيا َم ِة؟ فقال‪« :‬لقد َظ َن ْن ُت يا َأ َبا ُه َر ْي َر َة َأ ْن َال َي ْس َأ َل ِني عن‬
‫هذا الحديث َأ َحدٌ َأ َّو ُل ِم ْن َك؛ ِل َما رأيت من ِح ْر ِص َك على الحديث‪،‬‬
‫َأ ْس َعدُ الناس ب َِش َف َاع ِتي يوم ا ْل ِق َيا َم ِة من قال‪َ :‬ال ِإ َل َه إال اهلل َخا ِل ًصا من ِق َب ِل‬
‫(‪)٢‬‬
‫«خا ِل ًصا من َق ْل ِب ِه»‪.‬‬
‫َن ْف ِس ِه» وفي رواية‪َ :‬‬

‫معالم من حياته‬
‫يطعن في أبي هريرة ورواياته كثي ٌر من أهل األهــواء والبدع وأعــدا ِء‬
‫قديما وحدي ًثا والمستشرقين والمستغربين؛ فلماذا؟ تعاون‬ ‫ً‬ ‫اإلسلم‬
‫مع زملئك الستنتاج السبب‪.‬‬
‫‪......................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................‬‬
‫‪......................................................................................‬‬

‫إرشادات الحديث‬

‫قي؛ كما قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫‪َ 1‬و ِل ُّي ا ِ‬


‫هلل تعالى ال َوالية الحقيقية هو المؤمن ال َّت ُّ‬
‫كل من كان‬ ‫ﱪ [يونس‪ ،]63-62 :‬قال شيخ اإلسلم ابن تيم َّية‪ُّ :‬‬
‫قس َمهم اهلل‬
‫وأصحاب اليمين المقتصدون؛ كما َّ‬‫ُ‬ ‫مؤم ًنا تق ًّيا كان هلل ول ًّيا‪ ،‬وهم على درجتين‪ :‬السابقون المق َّربون‪،‬‬
‫(‪)٣‬‬
‫تعالى‪.‬‬
‫الصحيح إلى َوالية اهلل تعالى‪ ،‬وهو يتلخص في أمرين‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحديث الطريقَ‬ ‫‪ 2‬ب َّين‬
‫ل وتركً ا؛ مثل‪:‬‬ ‫اأ التقرب إلى اهلل تعالى بالفرائض‪ ،‬ويدخل في هذا الواجبات بأنواعها االعتقادية والعملية فع ً‬
‫إخلص التوحيد في جميع األعمال ونبذ الشرك بأنواعه‪ ،‬وأداء الصلوات المفروضات في أوقاتها‪ ،‬والزكاة‬
‫والصيام والحج وبر الوالدين‪ ،‬وترك الزنا وشرب الخمر والكذب والغش والخيانة وغير ذلك‪.‬‬
‫ب التقرب إلى اهلل تعالى بالنوافل‪ ،‬ويدخل في هذا فعل المستحبات وترك المكروهات؛ مثل‪ :‬التطوع بالصلة‬
‫قائما وغير ذلك‪.‬‬
‫والصدقة والصيام والحج والعمرة‪ ،‬وترك األكل والشرب ً‬
‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )٣‬مجموع فتاوى شيخ اإلسلم ابن تيمية ‪.٢٢٤/٢‬‬
‫‪50‬‬
‫كل من ا َّدعى والية اهلل تعالى فهو صادق في دعواه‪ ،‬فقد ادعى ال َوالية أقوام بعيدون عن اهلل تعالى‪ ،‬فقال‬ ‫‪ 3‬ليس ُّ‬
‫سعد‪ :‬إ َذا رأيتم ال َّر ُج َل يمشي على الما ِء؛ فال تَغْ َت ُّروا به حتى ت َْعرِضوا أم َره على الكتاب ُّ‬
‫والسنة‪ ،‬وقال‬ ‫بن ٍ‬ ‫الليث ُ‬‫ُ‬
‫الشافعي‪ :‬إذا رأيتم ال َّر ُج َل يمشي على الما ِء‪ ،‬و َيطي ُر في الهواء؛ فال تَغْ َت ُّروا به حتى ت َْعرِضوا أم َره على الكتاب‬ ‫ُّ‬
‫(((‬
‫ال عمن يقع في الشرك باهلل والسحر‬ ‫والسنة ‪ ،‬ودل الحديث على أن التارك للفرائض المرتكب للمحرمات فض ً‬ ‫ُّ‬
‫وليا للرحمن‪.‬‬ ‫وليا للشيطان وليس ً‬ ‫والكهانة وادعاء علم الغيب فال يكون إال ً‬
‫الحديث على مشروعية اإلكثار من النوافل‪ ،‬والمداومة على فعلها بجميع أنواعها؛ ومنها‪ :‬نوافل الصالة‬ ‫ُ‬ ‫دل‬ ‫‪َّ 4‬‬
‫والذكر‪ ،‬ونوافل اإلحسان للوالدين كالزيادة في ِب ِّرهما وصلتهما‪ ،‬ونوافل‬ ‫والصدقة والصيام والحج والعمرة ِّ‬
‫األخالق كاالبتسامة وحسن االستقبال‪.‬‬
‫وأحب إلى اهلل تعالى‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫أهم‬ ‫َ‬
‫الفرائض ُّ‬ ‫‪ 5‬التق ُّرب إلى اهلل تعالى بالفرائض مقدَّ ٌم على التقرب بالنوافل؛ وذلك ألن‬
‫ولذلك ألزم عباده بها فهي في المرتبة العليا؛ فليس من صفات أولياء اهلل تعالى‪ :‬ترك الفرائض ألجل النوافل‪ ،‬أو‬
‫تقديمها عليها عند التعارض؛ كالذي يقوم الليل ويترك صالة الفجر‪ ،‬أو يحرص على الخشوع في النوافل دون‬
‫الفرائض‪ ،‬أو يصوم النفل الذي ال يفوت وقته ويترك القضاء الواجب‪.‬‬
‫‪ 6‬إذا أحب اهلل العبد المحبة الكاملة فإنه يوفقه في جميع أعماله؛ في سمعه وبصره ويده ورجله؛ فال يسمع إال‬
‫ما أباح اهلل له‪ ،‬وال ينظر إال إلى ما أباح اهلل له‪ ،‬وال يبطش إال فيما أباح اهلل له‪ ،‬وال يمشي إال إلى ما أباح اهلل له‪،‬‬
‫ومع هذا فإنه يجيب دعوته‪ ،‬فإن سأله أعطاه‪ ،‬وإن استعان به أعانه‪ ،‬وإن استعاذ به أعاذه‪.‬‬
‫بأي نوع من المعاداة‪ ،‬وأن ذلك كبير ٌة من كبائر‬ ‫‪ 7‬في الحديث تهديدٌ شديدٌ ِل َمن يعادي أوليا َء اهلل تعالى ِّ‬
‫عظيما‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫الذنوب‪ ،‬فإن اهلل تعالى ال يعلن الحرب على معادي األولياء إال الرتكابه ً‬
‫حرب اهلل تعالى على أعدائه ال تتخذ صورة مع َّين ًة وال شك ًال محدَّ ًدا وال زم ًنا ال يتقدم وال يتأخر‪ ،‬فإن هلل تعالى‬ ‫‪ 8‬إن َ‬
‫ويؤخ ُرها متى شاء؛‬‫ِّ‬ ‫جنو َد السماوات واألرض يس ِّلطها على من يشاء ويصرفها عمن يشاء‪ ،‬ويقدِّ ُمها متى شاء‬
‫الطغيان والفسا ِد حتى‬
‫ِ‬ ‫والغم‪ ،‬أو زياد َة‬
‫الهم َّ‬‫األمراض الف َّتاك َة‪ ،‬أو َّ‬
‫َ‬ ‫لحكمةٍ يريدها‪ ،‬فقد يس ِّلط على من عاداه َ‬
‫القتل‪ ،‬أو‬
‫الولد أو الفتن َة بهم‪ ،‬وقد يبتليه بموت القلب الذي هو من أعظم المصايب‪.‬‬ ‫َ‬
‫فقدان المالِ أو ِ‬ ‫إذا َأ َخ َذ ُه لم ُي ْف ِل ْت ُه‪ ،‬أو‬
‫[آل عمران‪،]31 :‬‬ ‫‪ 9‬في الحديث إثبات صفة المحبة هلل تعالى على الوجه الالئق به؛ كما قال تعالى‪:‬‬
‫وأن محبته لألشياء متفاوتة؛ فهو يحب بعض األعمال أكثر من بعض؛ فالفرائض يحبها أكث َر من النوافل‪ ،‬كما إنه تتفاضل‬
‫محبته لألشخاص؛ فهو يحب َمن حافظ على الفرائض واستم َّر على النوافل أكثر من غيره‪.‬‬

‫(‪ )1‬تفسير ابن كثير ‪ ،79/1‬واعتقاد أهل السنة ‪ ،145/1‬وحلية األولياء ‪ ،116/9‬وسير أعالم النبالء ‪.23/10‬‬

‫‪51‬‬
‫فات أولياء اهلل تعالى أنهم ال يسألون إال اهلل تعالى؛ فال يطلبون حوائجهم من غيره‪ ،‬وال يستعيذون إال‬ ‫‪ِ 10‬م ْن ِص ِ‬
‫به؛ فال يلتجئون عند خوفهم من شيء إال إليه؛ وهذا من تحقيقهم الكامل للتوحيد الذي أوجبه اهلل تعالى على‬
‫عباده؛ فال يمكن أن تُنال والي ُة اهلل تعالى مع اإلخالل بالتوحيد وا ْل َم ْي ِل إلى الشرك بأي صورة من الصور‪ ،‬وما‬
‫قد ُيظن في بعض المشركين من ال َوالية بما يحصل لهم من الكرامات الظاهرة فإنما هو من عمل الشياطين‬
‫وتلبيسهم على بني آدم‪.‬‬
‫الموت َط ْب ٌع في بني آدم ال ُيعاب عليه‪ ،‬ففي هذا الحديث أن «ا ْل ُمؤْ ِمن َي ْك َر ُه ا ْل َم ْو َت»‪ ،‬وقالت عائشة‬ ‫ِ‬ ‫‪ 11‬كراهي ُة‬
‫«ك ُّل َنا َن ْك َر ُه ا ْل َم ْو َت» ‪ ،‬وقد جاء الشرع بتأكيد هذا الطبع حيث نهى عن تم ِّني الموت‪ ،‬فعن َأ َن ٍس ‪‬‬
‫(((‬
‫للنبي ‪ُ :‬‬
‫(((‬
‫هلل ‪َ :‬‬
‫«ال َي َت َم َّن َي َّن َأ َحدُ ُكم ا ْل َم ْو َت ِل ُض ٍّر َن َز َل ِب ِه» ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال‬ ‫َ‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫والية اهلل منزلة عظيمة يسعى لنيلها ُّ‬
‫كل مسلم؛ من خالل اآليات اآلتية ب ِّين شروط الوالية‬
‫الحقيقية‪:‬‬
‫شرط والية اهلل‬ ‫اآليات‬

‫[يونس‪.]63-62 :‬‬
‫[آل عمران‪.]31 :‬‬

‫[المائدة‪.]54 :‬‬

‫[األعراف‪.]196 :‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫برنامجا يوم ًّيا تراعي فيه الفرائض والنوافل اليومية والعامة‬
‫ً‬ ‫أنت تسعى لتكون من أولياء اهلل‪ ،‬ضع‬
‫لتنال والية اهلل‪:‬‬
‫وقته‬ ‫العمل‬ ‫م‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪َ 1‬من الولي؟ وما الطريق إلى والية اهلل تعالى؟‬
‫‪ ( 2‬التقرب إلى اهلل بالفرائض مقدم على التقرب إليه بالنوافل)‪ ،‬استدل من الحديث على‬
‫صحة ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬ما آثار محبة اهلل للعبد؟‬
‫‪ 4‬ما جزاء من عادى أولياء اهلل؟ مثِّل لذلك‪.‬‬
‫‪ 5‬استنتج ثلث ًا من فوائد الحديث‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال�ش‪(..................) :¢SOÉ‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معنى‪� :‬س‪Oó‬وا ‪b -‬ارب‪ƒ‬ا ‪ -‬ا‪óZ‬وا ‪ -‬روح‪ƒ‬ا ‪ -‬ال‪÷ó‬ة ‪ -‬ال≤‪ü‬س‪.ó‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬اأ‪K‬ر العم‪ ‘ π‬الن‪é‬اة م‪ ø‬النار‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬الأ�س‪Ñ‬ا‪ Ü‬امل‪Uƒ‬سلة ا‪E‬لى رحمة اˆ‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬الع‪Ñ‬ا‪O‬ا‪ ä‬الت» ت‪û‬سر´ ‘ اأو‪b‬ا‪ :ä‬ال¨‪ó‬و ‪ -‬الروا‪ - ì‬ال‪÷ó‬ة‪.‬‬
‫‪u‬‬
‫ﱪ [النحل‪ ،]32 :‬وح‪{ :åjó‬ل‪j ø‬ن‪ »é‬اأح‪kó‬ا من‪µ‬م ‪Y‬مل¬ ‪.z‬‬ ‫‪Œ‬م™ ب‪ƒb Ú‬ل¬ تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫إن أعظم أمنية لكل مسلم هي‪ :‬دخول الجنة والنجاة من النار‪ ،‬ولكن ما أثر األعمال الصالحة في تحقيق هذه‬
‫األمنية؟ وهل بمجرد أن يكثر المسلم من الصالحات يستحق بذلك الفوز بالجنة والنجاة من النار؟‬
‫اقرأ الحديث اآلتي لتتبين ذلك‪:‬‬

‫هلل ‪َ » :‬ل ْن ُي َن ِّج َي َأ َح ًدا‬


‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول ا ِ‬ ‫الزموا السداد وهو‬
‫إذا لم تستطيعوا عمل األكمل‬ ‫هلل؟ قال‪»:‬ول‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ِم ْن ُك ْم َع َم ُل ُه«‪ ،‬قالوا‪ :‬ول أنت يا َر ُس َ‬ ‫الصواب والتوسط‬
‫في العمل من غير‬
‫فاعملوا ما يقرب منه‬
‫أنا؛ إل َأ ْن َي َت َغ َّم َد ِني اهلل ب َِر ْح َم ٍة‪َ ،‬سدِّ ُدوا َو َقا ِر ُبوا‪َ ،‬واغْ ُدوا‬ ‫إفراط وال تفريط‬
‫الغَدوة‪ :‬السير أول النهار‬ ‫الدُّ جلة‪ :‬سير الليل‬

‫الزموا الطريق الوسط املعتدل‬


‫َص َد َت ْب ُل ُغوا« ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وحوا‪َ ،‬وشَ ْي ٌء من الدُّ ْ َجل ِة‪َ ،‬وا ْلق ْ‬
‫َص َد ا ْلق ْ‬ ‫َو ُر ُ‬
‫الروحة‪ :‬السير بعد الزوال‬
‫تبلغوا اجلنة‬

‫من العناوين المناسبة للدرس‪ :‬رحمة اهلل‪ ،‬تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان آخر مناسب للدرس واكتبه في‬
‫أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬
‫معالم من حياته‬
‫لقد أكثر ُ‬
‫أهل البدع والمستشرقون من الطعن في رواية أبي هريرة ‪‬‬
‫لألحاديث‪ .‬من خلل معرفتك السابقة بترجمته‪ :‬كيف يمكنك الرد‬
‫عليهم؟‬

‫‪...........................................................‬‬

‫‪...........................................................‬‬

‫‪...........................................................‬‬

‫إرشادات الحديث‬

‫‪ 1‬عمل اإلنسان مج َّر ًدا ال ُينجيه ِمن النار وال ُيدخله الجنة‪ ،‬وإنما يحصل له ذلك برحمة اهلل تعالى‪ ،‬وذلك ألن‬
‫اإلنسان مهما عمل ِمن الصالحات َف َل ْن يقوم بموافا ِة شيءٍ من نعم اهلل تعالى عليه‪ ،‬وكيف يمكنه ذلك ُّ‬
‫وكل‬
‫ُّ‬
‫وتفضله عليه؛ ومهما شكر فهو إنما يشكر بفضل اهلل عليه؛ فلهذا‬ ‫عمل صالح يعمله فإنما هو بتوفيق اهلل له‬
‫محتاجا إلى رحمة ربه ليدخل بها جنته‪.‬‬
‫ً‬ ‫بحق اهلل عليه؛ وكان‬‫كان عاج ًزا عن تما ِم القيا ِم ِّ‬
‫صالح عمله؛ بل يجب عليه أن يتواضع لربه جل وعل‪،‬‬ ‫الع َب ِاد أن َي ُم َّن على اهلل تعالى بعمل ٍ‬ ‫‪ 2‬ليس ألحد ِمن ِ‬
‫وينسب الفضل ك َّله إليه‪ ،‬وقد َع َت َب ا ُ‬
‫هلل تعالى على قوم من األعراب امتنا َنهم على رسوله ‪ ‬بإسلمهم‪ ،‬وب ّين‬
‫لهم أن المنة هلل تعالى عليهم في ذلك‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬
‫ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱪ [الحجرات‪.]17 :‬‬
‫ُ‬
‫ودخول الجنة‪ ،‬وهي النجاة الحقيقية والفوز الحقيقي‪ ،‬وقد أخبر‬ ‫‪ 3‬المراد بالنجاة في الحديث‪ :‬النجا ُة ِمن النار‬
‫نجي المتقين دون غيرهم‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱫ ‪ s r q p o n m l k‬ﱪ‬ ‫اهلل تعالى أنه إنما ُي ِّ‬
‫[مريم‪.]72 :‬‬
‫الموصلة إلى رحمة اهلل تعالى ومغفرته‪ ،‬وهذه األسباب قد بينها اهلل تعالى في‬
‫ّ‬ ‫‪ 4‬على المسلم أن يفعل األسباب‬
‫كتابه وبينها رسوله ‪ ‬في سنته‪ ،‬وهي في الجملة راجعة إلى اتباع شرع اهلل تعالى‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تعاون مع زمالئك في استنتاج بعضها من اآليات اآلتية‪:‬‬
‫السبب املوصل إلى رحمة اهلل‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫‪1‬‬
‫[األعراف‪]156 :‬‬

‫[األعراف‪]56 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫[البقرة‪]218 :‬‬
‫‪3‬‬

‫ُ‬
‫الحديث على أن أفضل األعمال عند اهلل تعالى ما كان على وجه السداد واالقتصاد والتيسير؛ دون ما يكون‬ ‫‪َّ 5‬‬
‫دل‬
‫على وجه التكلف والتعسير‪ ،‬وقد تواترت األدلة الشرعية على تأكيد هذا األصل العظيم‪ :‬وهو مراعاة التوسط‬
‫واالعتدال دون اإلفراط والتفريط‪.‬‬
‫ُ‬
‫والتوسط في العمل‬ ‫السدَ ا ُد هو الوصول إلى حقيقة االستقامة‪ ،‬واإلصابة في جميع األقوال واألعمال والمقاصد‪،‬‬ ‫‪َّ 6‬‬
‫من غير إفراط وال تفريط‪ ،‬والمؤمن مطا َل ٌب بالوصول إلى هذه المرتبة العالية واالجتهاد في بلوغها والتمسك بها‪.‬‬
‫السدَ ِاد‪ ،‬والمعنى أن المؤمن ُم َطا َل ٌب بالوصول إلى أحسن األمور‪ ،‬فإذا ضعف عن السداد‪،‬‬ ‫‪ 7‬ا ْل ُم َقا َر َب ُة َمر َت َب ٌة دون َّ‬
‫قريبا منه‪.‬‬
‫فال يفوت ّنه أن يكون ً‬
‫النبي ‪ ‬في هذا الحديث ثالث َة أوقات حا ًّثا على العمل الصالح فيهن‪:‬‬ ‫‪َ 8‬ذ َك َر ُّ‬
‫�أ « َو ْاغدُ وا» ِمن ال َغدوة‪ ،‬والمرا ُد‪َ :‬س ْي ُر أولِ النهارِ‪ ،‬ومما ُيشرع في هذا الوقت‪ :‬صال ُة الفجر‪ ،‬و ِذكر اهلل تعالى‬
‫بأذكا ِر الصباح‪.‬‬
‫وذكر اهلل تعالى‬ ‫وحوا» ِمن ال َّروح ِة‪ ،‬والمرا ُد‪َ :‬س ْي ُر آخ ِر النهار‪ ،‬ومما ُيشرع في هذا الوقت‪ :‬صال ُة العصر‪ِ ،‬‬ ‫ب « َو ُر ُ‬
‫بأذكا ِر المساء‪.‬‬
‫يشرع في هذا الوقت‪ :‬قيا ُم الليل والدعا ُء فيه‪ ،‬واالستغفا ُر‬ ‫ج « َو َش ْي ٌء ِمن الدُّ ْل َج ِة» والمرا ُد بالدُّ لجة‪َ :‬س ْي ُر ِ‬
‫الليل‪ ،‬ومما ُ‬
‫باألسحار‪ ،‬وقال‪َ « :‬و َش ْي ٌء» لكي ال يشق المؤمن على نفسه في ذلك؛ فيكفيه لو تزود ِمن قيام الليل باليسيرِ‪.‬‬
‫وهذه األوقات الثالثة قد ذكرها اهلل تعالى في آيات عديدة حا ًّثا على العمل الصالح فيهن‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [اإلنسان‪ ،]26-25 :‬وهذا من مطابقة‬
‫السنة للقرآن‪.‬‬
‫ُ‬
‫واالعتدال‪ ،‬وك َّرره للتأكيد‪ ،‬وإشارة إلى أنه ينبغي المداومة على‬ ‫التوس ُط‬
‫النبي ‪ ‬بالقصد في العبادة وهو ُّ‬ ‫‪َ 9‬أ َم َر ُّ‬
‫ذلك في جميع األوقات واألحوال‪ ،‬وذلك ألن َمن َشدَّ د على نفسه بالعبادة يوشك أن ينقطع عنها ويتركها‬
‫ٌ‬
‫وواصل إلى‬ ‫لثقلها على النفس‪ ،‬وقد ب َّين النبي ‪ ‬أن َمن التزم القصدَ فهو ٌ‬
‫بالغ بإذن اهلل تعالى لنهاية الطريق‪،‬‬
‫السعادة األبدية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وفعل المح َّرمات فليس من‬ ‫ُ‬ ‫وترك البدعة‪ ،‬وأ َّما التقصير في الواجبات‬ ‫السنة ِ‬ ‫ُ‬
‫واالعتدال يكون باتِّباع ُّ‬ ‫‪ 10‬القصدُ‬
‫ِّباع للهوى‪.‬‬‫االعتدال في شيءٍ ‪ ،‬بل هو ات ٌ‬
‫مثل قو ِل ِه تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ُدخل صاح َبها الجن َة‪ُ ،‬‬
‫اآليات الدال ِة على أن األعمال ت ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 11‬هذا الحديث ال يتعارض مع‬
‫دخول الجنة بسبب األعمال‪ ،‬ثم‬‫َ‬ ‫ﱪ [النحل‪ ، ]32 :‬وذلك أن معنى هذه اآليات‪ :‬أن‬
‫فيصح أنه لم يدخل‬
‫ُّ‬ ‫التوفيق لألعمال‪ ،‬والهداي ُة لإلخالص فيها و َقبولها إنما يكون برحمة اهلل تعالى وفضله‪،‬‬ ‫ُ‬
‫بمج َّر ِد العمل وهو مراد الحديث‪ ،‬ويصح أنه دخل باألعمال يعني بسببها وهي من رحمة اهلل تعالى‪ ،‬وألن رحمة‬ ‫َ‬
‫ﱪ باء السببية‬ ‫اهلل تعالى إنما يستحقها المسلم بعمله الصالح ‪ ،‬فالباء المذكورة في اآلية ﱫ‬
‫(((‬

‫والباء المنفية في الحديث « َل ْن َيدْ خُ َل َ‬


‫أحدُ ُك ْم َ‬
‫الج َن َة ِب َع َم ِل ِه» باء العوض والمقابلة‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫ون َع ْن ِع َبا َد ِة ال َّنب ِِّي ‪َ ‬ف َل َّما ُأخْ ِب ُروا َك َأن َُّه ْم َت َقا ُّلو َها‬
‫وت َأ ْز َو ِاج ال َّنب ِِّي ‪َ ‬ي ْس َألُ َ‬
‫َجا َء َث َال َث ُة َر ْه ٍط ِإ َلى ُب ُي ِ‬
‫ال َأ َحدُ ُه ْم‪َ :‬أ َّما َأ َنا َف ِإنِّي‬ ‫َف َقالُوا‪َ :‬و َأ ْي َن َن ْح ُن ِم َن ال َّنب ِِّي ‪َ ‬قدْ ُغ ِف َر َل ُه َما َت َقدَّ َم ِم ْن َذ ْن ِب ِه َو َما َت َأ َّخ َر؟ َق َ‬
‫(((‬
‫ال َآخ ُر‪َ :‬أ َنا َأ ْع َتز ُِل ال ِّن َسا َء َف َال َأ َت َز َّو ُج َأ َب ًدا‪.‬‬‫ال َآخ ُر‪َ :‬أ َنا َأ ُصو ُم الدَّ ْه َر َو َال ُأ ْف ِط ُر‪َ ،‬و َق َ‬
‫ُأ َص ِّلي ال َّل ْي َل َأ َب ًدا‪َ ،‬و َق َ‬
‫أصاب هؤالء الصحابة ‪ ‬في شيء‪ ،‬وأخطؤوا في شيء‪.‬‬
‫ما الذي أصابوا فيه؟ ‪........................................................‬‬
‫ما الذي أخطؤوا فيه؟‪.......................................................‬‬
‫صح َح النبي ‪ ‬لهؤالء الصحابة ‪ ‬ما أخطؤوا فيه بقوله‪.......................... « :‬‬
‫َّ‬
‫‪.».................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫تعاون مع زمالئك في استنتاج الوسائل المعينة على سلوك منهج القصد واالعتدال‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫(‪ )1‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.161/17‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما أثر العمل في الفوز بالجنة والنجاة من النار؟‬
‫‪ 2‬ما العبادات المشروعة في أوقات‪ :‬الغدو ‪ -‬الرواح ‪ -‬الدلجة؟‬
‫‪ 3‬ما آثار محبة اهلل للعبد؟‬
‫‪ 4‬ما أثر الغلو في العبادة على استمرار العمل وسلمته؟‬
‫ﱪ [النحل‪، ]32 :‬‬ ‫‪ 5‬كيف تجمع بين قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫أحدا منكم عمله»؟‬


‫وحديث‪« :‬لن ينجي ً‬

‫‪58‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال�ش‪HÉ‬ع‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معنى‪N :‬امة ال‪õ‬ر´ ‪ -‬الأرزة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬م‪Ø‬ه‪ Ωƒ‬البت‪.AÓ‬‬
‫تع‪U O uó‬س‪ƒ‬ر البت‪.AÓ‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ال‪ü‬س‪ƒ‬رة الت‪û‬س‪Ñ‬يهية ال‪ƒ‬ار‪O‬ة ‘ ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬م‪ πc ∞bƒ‬م‪ :ø‬امل‪Dƒ‬م‪ ø‬وال‪µ‬ا‪a‬ر م‪ ø‬البت‪.AÓ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ƒa è‬ا‪ óF‬البت‪ AÓ‬للم‪Dƒ‬م‪.ø‬‬

‫نت واالبتلءات فل تزيده إال ثبا ًتا في الدين وقو ًة‪ ،‬وأما املنافق فتهلكه الفنت واالبتلءات وتُظهر‬
‫ِض للمؤمن الف ُ‬‫ت َْعر ُ‬
‫النبي ‪ ‬في احلديث اآلتي‪:‬‬ ‫كفره وعدم إميانه‪ .‬وهذا ما بينه ُّ‬

‫النبات الصغير‬ ‫هلل ‪ ‬قال‪َ » :‬م َث ُل ْاملُ ْؤ ِم ِن َك َم َث ِل َخا َم ِة‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬
‫الرطب‬
‫يح ُت َك ِّف ُئ َها‪ ،‬فﺈذا َس َك َن ْت ْاع َت َد َل ْت‪،‬‬ ‫الز ْر ِع‪َ ،‬ي ِفي ُء َو َر ُق ُه من َح ْي ُث َأ َت ْت َها ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫َّ‬
‫َو َك َذ ِل َك ْاملُ ْؤ ِم ُن ُي َك َّف ُأ بِا ْل َبال ِء‪َ ،‬و َم َث ُل ا ْل َكا ِف ِر َك َم َث ِل ا َأل ْر َز ِة َص َّما َء ُم ْع َت ِد َلةً‪،‬‬
‫شجرة كبيرة‬ ‫(‪)1‬‬
‫حتى َيقْ ِص َم َها اهلل إذا شَ ا َء«‪..‬‬

‫أي العناوين اآلتية أنسب للحديث؟‬


‫الفتنة والبتالء ‪ -‬أثر قوة اإلميان ‪ -‬أحوال الناس عند الفنت‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬
‫مناقبه‬
‫َلخِّ ْص مما سبق مناقب أبي هريرة ‪:‬‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪..........................................................‬‬
‫‪..........................................................‬‬

‫معالم من حياته‬
‫َلخِّ ْص مما سبق‪ :‬أهم ثلث نقاط من معالم حياة أبي هريرة ‪:‬‬
‫‪......................................................‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪......................................................‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.......................................................‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 1‬احلياة كلها مبا فيها ابتل ٌء واختبا ٌر من اهلل تعالى للناس؛ حيث ابتلهم بالتكاليف الشرعية فأمرهم ونهاهم لينظر‬
‫طاعتهم له ِمن َعدمها‪ ،‬فيثيب َمن أطاعه ويعاقب َمن عصاه‪ ،‬كما قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [المل‪.]2 :p‬‬
‫‪ 2‬قد يكون االبتلء باألقدار الكونية املؤملة؛ حيث يبتلي اهلل عباده املؤمنني باملصايب واألمراض ليختبر صدق‬
‫إميانهم وثباتهم عليه‪ ،‬فمن صبر ورضي ك َّفر اهلل عنه خطاياه وأعظم أجره‪ ،‬ومن جزع وسخط فله من اهلل تعالى‬
‫السخط‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [العنكبوت‪.]3-2 :‬‬
‫بالس َّرا ِء لينظر شك َرهم وأدا َءهم حلق اهلل تعالى في‬
‫‪ 3‬قد يكون االبتلء بال ِّنعم؛ حيث يبتلي اهلل عباده املؤمنني َّ‬
‫هذه ال ِّنعم‪ ،‬وهل َينسبونها إليه أو يجحدون نعمته فينسبونها لغيره؛ كما قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األنبياء‪.]35 :‬‬
‫َ‬
‫الصادق في كثرة ما يصيبه من البلء‪ ،‬ومو ِق ِف ِه منه بالنبات الصغير ال َّرطب الذي تصيبه‬ ‫املؤمن‬
‫َ‬ ‫النبي ‪‬‬
‫‪ 4‬ش َّب َه ُّ‬
‫ويسارا‪ ،‬وتقلبه على عدة جهات فهي تؤثر فيه وحتركه لكنها ال حتطمه وال تكسره بل مييل‬ ‫ً‬ ‫الرياح ف ُت ِميله ميي ًنا‬

‫‪60‬‬
‫قائما في موضعه كأن لم يكن به شيء‪ ،‬وهكذا املؤمن تصيبه احملن واالبتالءات الكثيرة‬ ‫هنا وهنا وسرعان ما يعود ً‬
‫في نفسه وولده وأهله وماله فتؤثر فيه ولكنها ال تبعده عن دينه‪ ،‬وسرعان ما تزول عنه ويعود كما كان‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬الكافر في ِق َّل ِة ما يصيبه من البالء بالشجرة الكبيرة التي ال تؤثر فيها الرياح‪ ،‬ولكنها يأتي عليها‬ ‫‪ 5‬ش َّب َه ُّ‬
‫يوم فتنكسر وتتحطم‪ ،‬وهكذا البعيد عن اهلل تعالى قد َي ِق ُّل عليه البال ُء‪ ،‬ولكن اهلل يؤخره حتى إذا أخذه لم‬
‫يفلته‪ ،‬أو يؤخر عقوبته ليوم القيامة لتكون كاملة شديدة‪.‬‬
‫مؤمن يبتلى‪ ،‬ولكنهم ُيبتلون على قدر إميانهم‪ ،‬فمن كان في دينه صالبة زِيدَ في‬ ‫كل ٍ‬ ‫احلديث على أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 6‬د َّل‬
‫ال ًء؟ قال‪« :‬ا َأل ْن ِب َيا ُء‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫هلل‪ ،‬أي الناس َأ َشدُّ َب َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫بالئه‪ ،‬جاء في حديث َس ْع ِد بن أبي وقاص ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا َر ُس َ‬
‫ال َب ٌة زِيدَ في َب َ‬
‫ال ِئ ِه‪،‬‬ ‫ون‪ُ ،‬ث َّم ا َأل ْمث َُل َفا َأل ْمث َُل ِم َن الناس‪ُ ،‬ي ْب َت َلى ال َّر ُج ُل على َح َس ِب ِدي ِن ِه؛ َف ِإ ْن كان في ِدي ِن ِه َص َ‬ ‫ال َ‬ ‫الص ِ ُ‬ ‫َّ‬
‫(((‬
‫ال ُء بِا ْل َع ْب ِد حتى يَ ِْش َى على َظ ْه ِر ا َأل ْر ِض ليس عليه َخ ِطي َئ ٌة»‪.‬‬ ‫وإن كان في ِدي ِن ِه ِر َّق ٌة خُ ِّف َف عنه‪ ،‬وما َي َز ُال ا ْل َب َ‬
‫هلل العبدَ ِمن البالء في الدنيا فإن ما أعطاه ِمن ال ِّنعم وما َص َر َف عنه ِمن أنواع البالء األخرى أكثر‬ ‫‪ 7‬مهما أصاب ا ُ‬
‫وأعظم‪ ،‬فحتى ال يسخط العبد حني البالء فلينظر إلى ما أبقى اهلل من ال ِّنعم وما َص َر َف عنه ِمن ال ِّن َقم‪ ،‬فهنا‬
‫سيشكر اهلل تعالى‪ ،‬ويستشعر فض َل ُه عليه‪.‬‬
‫‪ 8‬ال يغت ُّر املؤمن مبا قد يؤتاه أهل الكفر والعصاة ِمن النعيم في الدنيا؛ فإن اهلل تعالى يجازيهم بأعمالهم احلسنة‬
‫ِس َوال ُّرو َم‬ ‫هلل َف ْل ُي َو ِّس ْع على ُأ َّم ِت َك؛ فإن َفار َ‬ ‫في الدنيا‪ ،‬وفي حديث عمر بن اخلطاب ‪ ‬أنه قال للنبي ‪ :‬اُ ْد ُع ا َ‬
‫اس َت َوى َجا ِل ًسا] فقال‪َ « :‬أ َو في َش ٍّك أنت َيا ا ْب َن‬ ‫ون اهللَ‪ ،‬وكان ُم َّت ِك ًئا [ َف ْ‬ ‫ُو ِّس َع عليهم‪َ ،‬و ُأ ْع ُطوا الدُّ ْن َيا َو ُه ْم ال َي ْع ُبدُ َ‬
‫(((‬
‫هلل‪ْ ،‬اس َتغْ ِف ْر لي‪.‬‬
‫ول ا ِ‬‫فقلت‪ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ال َيا ِة الدُّ ْن َيا»‪ُ ،‬‬ ‫اب؟! ُأو َل ِئ َك َق ْو ٌم ُع ِّج َل ْت َل ُه ْم َط ِّي َبات ُُه ْم في ْ َ‬ ‫ال َّط ِ‬ ‫َْ‬
‫‪ِ 9‬من عالمة اخلير‪ :‬حصول البالء للمؤمن فال ينبغي له أن يجزعَ منه؛ ألن وجود البالء عالم ٌة على اخلير؛ إذ‬
‫الشر‪ :‬عد ُم البالء؛ إذ قد أخبر اهلل ورسولُ ُه ‪ ‬ب ِِق َّل ِة البالء‬ ‫قد أخبر اهلل ورسوله ‪ ‬أن املؤمن ُيبتلى‪ ،‬و ِمن عالمة ِّ‬
‫هلل ‪« :‬إذا َأ َرا َد اهلل ِب َع ْب ِد ِه ْ َ‬
‫ال ْي َر َع َّج َل له ا ْل ُع ُقو َب َة في الدُّ ْن َيا‪،‬‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫للكافرين‪ ،‬وفي حديث َأ َن ٍس ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫قال‬
‫الش َّر َأ ْم َس َك عنه ب َِذ ْن ِب ِه حتى ُي َوا ِف َي ِب ِه يوم ا ْل ِق َيا َم ِة»‪.‬‬ ‫وإذا َأ َرا َد ا ُ‬
‫(((‬
‫هلل ِب َع ْب ِد ِه َّ‬
‫هلل لعباد ِه املؤمنني فوائدُ منها‪:‬‬ ‫ال ِء ا ِ‬‫‪ِ 10‬ال ْب ِت َ‬
‫صدق اإلميان من عدمه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫�أ ا ِالخْ تبا ُر ليتبني‬
‫ب التطهي ُر من الذنوب واخلطايا‪.‬‬
‫ج ليلج َأ املؤمنون إلى ر ِّبهم و ُيظهروا افتقارهم إليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أحمد‪ ،‬وصححه األلباني في السلسلة الصحيحة‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الترمذي‪ ،‬وصححه األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫هلل َو َال ت َْع ِج ْز‪َ ،‬وإ ِْن َأ َصا َب َك‬
‫ِص َع َل َى َما َي ْن َف ُع َك‪َ ،‬و ْاس َت ِع ْن بِا ِ‬
‫«احر ْ‬‫النبي ‪َ ‬قال‪ْ :‬‬ ‫َع ْن َأبِي ُه َر ْي َرة َ ‪ ‬أن َّ‬
‫إن َلو ت َْف َت ُح َع َم َل‬
‫هلل َو َما َشا َء َف َع َل‪َ ،‬ف َّ‬
‫ان َك َذا َو َك َذا‪َ ،‬و َل ِك ْن ُق ْل‪َ :‬قدَ ُر ا ِ‬
‫ل َت ُق ْل‪َ :‬لو َأنَّي َف َع ْل ُت َك َ‬
‫َش ْي ٌء َف َ‬
‫الش ْي َط ِان»‪.‬‬
‫(‪)١‬‬
‫َّ‬
‫ِّبني وجه داللة احلديث على ما يأتي‪:‬‬
‫وجه الدللة من احلديث‬ ‫العبارة‬
‫اللجوء إلى اهلل عز وجل‬
‫فعل األسباب‬
‫تذكير النفس بقدر اهلل عز وجل‬
‫النهي عن التحسر على ما فات‬
‫النهي عن التواني والقعود‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ني املؤمن عند االبتلء‪.‬‬
‫وبني وجه الشبه بينها و َب ْ َ‬ ‫‪ِّ 1‬‬
‫وضح معنى‪ :‬خامة الزرع‪ِّ ،‬‬
‫وبني وجه الشبه بينها وبني الكافر واملنافق عند االبتلء‪.‬‬ ‫‪ِّ 2‬‬
‫وضح معنى‪ :‬األرزة‪ِّ ،‬‬
‫‪َ 3‬ت َت َعدَّ ُد صو ُر االبتلء‪ِّ ،‬‬
‫وضح ذلك مع االستدالل‪.‬‬
‫‪ 4‬ما فوائد االبتلء الذي يقع على املؤمن؟‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪Éã‬من‪ ) :‬و‪V‬شو‪ A‬النب» ‪( ‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع‪a O uó‬رو‪ ¢V‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ‪ùZ‬س‪ π‬ال‪ ‘ ¬Lƒ‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ‪ùZ‬س‪ π‬الي‪ øjó‬ا‪E‬لى املر‪ ‘ Ú≤a‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م م‪ù‬س‪ í‬الراأ�‪ ‘ ¢‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ‪ùZ‬س‪ π‬الر‪L‬ل‪ ‘ Ú‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬امل‪ù‬س‪ í‬وال¨‪ù‬س‪.π‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬م‪ ø‬ا◊‪ åjó‬ح‪µ‬م الت‪ù‬سمية ‪Y‬ن‪ ó‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ما ‪Îj‬ت‪Y Ö‬لى تر∑ امل‪ƒ‬الة ب‪a Ú‬رو‪ ¢V‬ال‪Vƒ‬س‪.Aƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪� è‬س‪ ‬ال‪Vƒ‬س‪ Aƒ‬ال‪ƒ‬ار‪O‬ة ‘ ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪LÎ‬م لعثما¿ ب‪ØY ø‬ا¿ ‪.‬‬

‫النبي ‪ ‬يحرصون على التأسي به ‪ ‬في جميع أعمالهم خاصة في العبادات املتكررة ومن ذلك‬
‫كان أصحاب ِّ‬
‫الوضوء الذي هو شرط للصلة‪ ،‬كما في احلديث اآلتي‪:‬‬
‫بفتح‬
‫الواو‪:‬املاء‬
‫بن َع َّفانَ ‪َ ‬أ َّن ُه َر َأى ُع ْث َمانَ ‪َ ‬د َعا ب َِو ُضوءٍ ‪َ ،‬ف َأ ْف َر َغ على‬
‫عن ُح ْم َرانَ َمولى ُع ْث َمانَ ِ‬
‫الذي يتوضأ‬
‫به‬
‫ض‬‫ات‪ُ ،‬ث َّم َأ ْد َخ َل َميِي َن ُه في ا ْل َو ُضو ِء‪ُ ،‬ث َّم َ َﲤ ْض َم َ‬ ‫َي َد ْي ِه من ِإ َنا ِئ ِه َف َغ َس َل ُه َما َث َ‬
‫الث َم َّر ٍ‬
‫َني َثالثًا‪ُ ،‬ث َّم َم َس َح‬‫اس َت ْن َث َر‪ُ ،‬ث َّم غَ َس َل َو ْج َه ُه َثالثًا‪َ ،‬و َي َد ْي ِه إلى ْاملِ ْر َفق ْ ِ‬
‫اس َت ْن َش َق َو ْ‬
‫َو ْ‬
‫نحو ُو ُضو ِئي هذا‪،‬‬ ‫رأيت ال َّنب َِّي ‪َ ‬ي َت َو َّض ُأ َ‬ ‫ب َِر ْأ ِس ِه‪ُ ،‬ث َّم غَ َس َل ُك َّل ر ِْج ٍل َثالثًا‪ُ ،‬ث َّم قال‪ُ :‬‬
‫ني ل ُي َحدِّ ُث ِفيهِ َما َنفْ َس ُه‪ ،‬غَ ف ََر ا ُ‬
‫هلل‬ ‫نحو ُو ُضو ِئي هذا‪ُ ،‬ث َّم ص َّلى َر ْك َع َت ْ ِ‬‫وقال‪َ » :‬م ْن َت َو َّض َأ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ل ُه ما َتقَدَّ َم من َذ ْن ِب ِه«‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية‪.‬‬

‫مناقبه‬
‫‪ 1‬أحد العشرة املبشرين باجلنة‪.‬‬
‫‪ 2‬أحد اخللفاء الراشدين‪.‬‬
‫‪ 3‬كان النبي ‪ُ ‬ي ِجـ ُّله ويســتحي منه أكــــثر مما يســــتحي من غيره‪ ،‬فلمـا قـيل‬
‫ْ َ ِ َ ُ (‪)١‬‬
‫له في ذلك قـــال‪« :‬أال َأ ْسـ َت ِحي مـن َر ُج ٍ‬
‫ـــل ت َْســـ َت ِحي مـنه ال َملئكة»‪.‬‬

‫معالم من حياته‬
‫أسلم في أول اإلسلم‪ ،‬وكان يقول‪ :‬إني لرابع أربعة في اإلسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ز َّوجه النبي ‪ ‬بابنته رق َّية ‪ ،‬وهاجرا مع ًا إلى احلبشة الهجرتني‪ ،‬ثم هاجرا إلى املدينة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ز َّوجه النبي ‪ ‬ابنته أ َّم كلثوم ‪.‬‬ ‫وملا توفيت رقية‬
‫‪3‬‬
‫لم يشهد ‪ ‬غزوة بدر لتمريضه لزوجه رقية‪ ،‬وضرب له رسول اهلل ‪ ‬بسهم‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫لُ ِّقب بذي النورين لزواجه بابنتي النبي ‪ ،‬قال العلماء‪ :‬ال ُيعرف أحدٌ تزوج بنتي ٍّ‬
‫نبي غي ُر عثمان‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫املتوجه إلى تبوك من ماله‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫جهز ‪ ‬نصف جيش العسرة‬ ‫‪َّ 6‬‬
‫‪ 7‬بويع باخللفة سنة أربع وعشرين للهجرة‪.‬‬

‫وفاته‬
‫ْاس ُت ْشهِ دَ ‪ ‬سنة خمس وثلثني للهجرة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫حريصا على تعليم أمته أم َر دينهم؛ وفي هذا احلديث يع ِّلم أصحابه ‪ ‬كيفية الوضوء عمل ًّيا؛‬
‫ً‬ ‫‪ 1‬كان النبي ‪‬‬
‫ويحثهم على االقتداء به‪ ،‬وقد حرص الصحابة ‪ ‬على تطبيق الوضوء بهذه الصفة‪ ،‬وبينوه للناس كما ع َّلمهم‬
‫حريصا على االقتداء بالنبي ‪ ‬في وضوئه‪ ،‬وعلى نشر ُّ‬
‫السنة بني الناس‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فحري باملسلم أن يكون‬ ‫ٌّ‬ ‫النبي ‪،‬‬
‫كامل ِمن منابت شعر الرأس املعتاد إلى ما انحدر من‬ ‫‪ِ 2‬من فروض الوضوء التي ال يصح الوضوء بدونها‪ُ :‬‬
‫غسل الوجه ً‬
‫ال َّلحي ِ‬
‫ني طو ًال‪ ،‬و ِمن ا ُألذن إلى األذن َع ْر ًضا‪ ،‬ومنه املضمضة واالستنشاق‪ ،‬فل يجوز ترك غسل بعض الوجه‪ ،‬مثل‪ :‬ترك‬
‫غسل ما بني اللحية إلى األذن‪ ،‬أو ترك االستنشاق واالكتفاء مبجرد وضع املاء على األنف‪ ،‬ألن هذا كله داخل في حدِّ الوجه‬
‫املأمور بغسله في قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [المائدة‪.]6 :‬‬
‫غسل اليدين ِمن أطراف األصابع إلى نهاية املرفقني‪ ،‬ويجب‬ ‫‪ِ 3‬من فروض الوضوء التي ال يصح الوضوء بدونها‪ُ :‬‬
‫(‪)١‬‬
‫احلذر من ترك غسل املرفق؛ فقد كان النبي ‪ ‬يستوعب َغسل املرفق حتى َيشرع في َغسل ا ْل َع ُض ِد‪.‬‬
‫‪ِ 4‬من فروض الوضوء التي ال يصح الوضوء بدونها‪ :‬مسح الرأس‪ ،‬وقد اتفق العلماء على َفرض َّيته‪ ،‬واختلفوا في‬
‫وجوب مسح الرأس ك ِّله‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أصحها‪:‬‬
‫مسحه من الرأس على عدة أقوال‪ُّ ،‬‬
‫القدر الواجب ُ‬
‫‪ِ 5‬من فروض الوضوء التي ال يصح الوضوء بدونها‪ :‬غسل الرجلني ِمن أطراف األصابع إلى نهاية الكعبني‪ ،‬وقد‬
‫(‪)٢‬‬
‫اق ‪ ،‬ويجب احلذر من ترك غسل ال َع ِق َب ْ ِ‬
‫ني أو‬ ‫الس ِ‬ ‫كان النبي ‪ ‬يستوعب غسل الكعبني حتى َيشرع في غسل َّ‬
‫(‪)٣‬‬
‫َني أو َثلثًا‪ .‬متفق عليه ‪ ،‬وال َع ِق ُب‪:‬‬ ‫أخمص القدمني أو ما بني األصابع‪ ،‬قال ‪َ « :‬و ْي ٌل ِل َ‬
‫أل ْع َق ِ‬
‫اب من ال َّنارِ» َم َّرت ْ ِ‬
‫مؤخر ال َقد ِم‪.‬‬
‫َّ‬
‫(‪)٤‬‬
‫‪ 6‬الرأس ميُ سح مر ًة واحد ًة‪ ،‬ولم يصح عن النبي ‪ ‬مسح رأسه ثلثًا‪.‬‬
‫ﱪ‪ ،‬فل يكفي فيها املسح إال في الرأس‬ ‫‪ 7‬يجب َغ ْس ُل أعضاء الوضوء كما أمر اهلل تعالى به في قوله‪ :‬ﱫ‬
‫املسح فهو‪ :‬إمرار ال َي ِد مب َّلل ًة باملاء على ال ُعضوِ املمسوح‪،‬‬ ‫وحدَ ُه‪ ،‬وال َغسل هو‪ :‬إسالة املاء على ال ُع ِ‬
‫ضو املغسول‪ ،‬وأما ُ‬ ‫ْ‬
‫شرط ال َغسل َد ْل ُك األعضاء باليدين أثناء غسلها‪ ،‬بل يكفي إمرار املاء عليها‪.‬‬
‫وليس ِمن ِ‬
‫وص َف ْت ُوضوء‬
‫‪ 8‬التسمي ُة على الوضوء غير واجبة؛ ألنها لم تُذكر في هذا احلديث وغيرِه من األحاديث التي َ‬
‫(‪ )١‬ينظر‪ :‬حديث أبي هريرة ‪ ‬في صحيح مسلم‪.‬‬
‫(‪ )٢‬ينظر‪ :‬حديث أبي هريرة ‪ ‬في صحيح مسلم‪ ،‬املوضع السابق‪.‬‬
‫(‪ )٣‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )٤‬زاد املعاد ‪.١٩٣/١‬‬

‫‪65‬‬
‫ُ‬
‫والقول بعدم وجوبها‪ ،‬وأنها مستحبة هو قول أكثر العلماء رحمهم‬ ‫النبي ‪ ،‬ولو كانت واجبة لفعلها النبي ‪،‬‬
‫(((‬
‫أهل العلم على أن التسمي َة ُمستحب ٌة في الوضوء‪.‬‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬قال ال َب َغوِ ُّي رحمه اهلل تعالى‪ :‬أكث ُر ِ‬
‫يزيل من أعضاء الوضوء ما مينع وصول املاء إلى َ‬
‫البشرة كاألصباغ ونحوها‪ ،‬وذلك ألن‬ ‫‪ 9‬يجب على املتوضئ أن َ‬
‫تم إ َّال إذا َّ‬
‫طهر أعضا َءه كما أمره اهلل تعالى‪ ،‬ولم يترك منها شي ًئا‪.‬‬ ‫الوضو َء ال َي ُّ‬
‫‪َ 10‬م ْن َت َر َك شي ًئا ِم ْن أعضا ِء الوضو ِء َل ْم َي ِص َّح ُوضو ُؤه‪ْ ،‬‬
‫فإن َج َّفت أعضاؤه َو َج َب عليه إعاد ُة ال ُوضوء من أ َّوله‪،‬‬
‫َ‬
‫املتروك ثم ما‬ ‫مراعا ًة للمواال ِة بني أعضاء ال ُوضوء‪ ،‬وإذا لم تكن قد ج َّفت أعضاؤه وجب عليه أن يغسل العض َو‬
‫بعده‪ ،‬مراعا ًة للترتيب بني أعضاء الوضوء‪ ،‬ومما يدل على ذلك حديث صاحب ال ُّلمعة وهو ما رواه َجا ِب ٌر ‪‬‬
‫اب ‪َ :‬أ َّن َر ُج ًل َت َو َّض َأ َف َت َر َك َم ْو ِض َع ُظ ُف ٍر على َقدَ ِم ِه‪َ ،‬ف َأ ْب َص َر ُه النبي ‪ ‬فقال‪« :‬ا ْر ِج ْع‬‫ال َّط ِ‬ ‫قال‪ :‬أخبرني ُع َم ُر بن ْ َ‬
‫َف َأ ْح ِس ْن ُو ُضو َء َك»‪َ ،‬ف َر َج َع ُث َّم صلى‪.‬‬
‫(((‬

‫‪ 11‬اش َت َمل احلديث على جملة من سنن الوضوء‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫ْليث في َغ ْسل األعضاء‪.‬‬
‫ال َّتث ُ‬ ‫ب‬ ‫ ‬ ‫�أ َغ ْس ُل ا ْل َك َّف ِ‬
‫ني في بداية الوضوء‪.‬‬
‫االس ِت ْنثَا ُر‪ ،‬وهو‪ :‬إخراج املاء من أن ِْف ِه‪.‬‬
‫ْ‬ ‫د‬ ‫ ‬
‫جل ال ُي ْم َنى‪.‬‬ ‫االبتدا ُء ب َغسل ِ‬
‫اليد ال ُي ْم َنى وال ِّر ِ‬ ‫ج‬

‫وجوه ُرها‪ ،‬وليس لإلنسان من‬


‫َ‬ ‫احلديث على أهمية اخلشوع في الصالة وفضله‪ ،‬واخلشوع هو لُ ُّب الصالة‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 12‬‬
‫دل‬
‫فحري باملص ِّلي مجاهد ُة ِ‬
‫نفسه ليحوز على‬ ‫ٌّ‬ ‫صالته إ َّال ما َع َق َل منها‪ ،‬وبقدر حضور قلبه فيها يكون ثوا ُبه عليها‪،‬‬
‫ﱪ [المؤمنون‪.]2-1 :‬‬ ‫الفالح املوعود به في قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫(‪ )1‬شرح السنة ‪.411-410/1‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫حكما فقه ًّيا‪:‬‬
‫ً‬ ‫استنتج من كل عبارة من اآلتي‬
‫احلكم الفقهي‬ ‫العبارة‬ ‫م‬

‫َف َأ ْف َر َغ على َيدَ ْي ِه من ِإنَا ِئ ِه‬ ‫‪1‬‬

‫َفغ ََس َل ُه َما َث َ‬


‫الث َم َّر ٍات‬ ‫‪2‬‬

‫ُث َّم َأ ْد َخ َل يَ ِي َن ُه في ا ْل َو ُضو ِء‬ ‫‪3‬‬

‫ُث َّم َ َت ْض َم َ‬
‫ض َو ْاس َت ْن َشقَ َو ْاس َت ْن َث َر‬ ‫‪4‬‬

‫رأيت ال َّنب َِّي ‪َ ‬ي َت َو َّض ُأ نح َو ُو ُضو ِئي هذا‬


‫ُ‬ ‫‪5‬‬

‫ال ُي َحدِّ ُث ِفيهِ َما ن َْف َس ُه‬ ‫‪6‬‬

‫نشاط (‪ )2‬نشاط عملي‬


‫يطبق أحد الطالب الوضوء وفق السنة أمام بقية الفصل حتت إشراف املعلم‪ ،‬ويطلب املعلم من‬
‫وتصحيحا لألخطاء املنتشرة في الوضوء‪.‬‬
‫ً‬ ‫نشرا للسنة‬
‫كل طالب تطبيق ذلك أمام أهل بيته‪ً ،‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬عدِّ د فروض الوضوء‪.‬‬
‫‪ِّ 2‬بني احلكم فيما يأتي‪:‬‬
‫ترك غسل ما بني اللحية إلى األذن عند الوضوء‪.‬‬ ‫اأ‬

‫االكتفاء بغسل اليدين دون املرفقني‪.‬‬ ‫ب‬

‫ترك التسمية عند الوضوء‪.‬‬ ‫ج‬

‫تأخير غسل العضو حتى يجف الذي قبله‪.‬‬ ‫د‬

‫‪ 3‬ما سنن الوضوء التي دل عليها احلديث؟‬


‫‪ 4‬استنتج من احلديث فضل اخلشوع في الصلة‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الت‪SÉ‬شع‪ ) :‬ا’‪b‬تدا‪ÉH A‬لنب» ‪( ‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية التاأ�س» بالن‪U ‘  »Ñ‬س‪Ó‬ت¬ و‪L‬مي™ اأ‪a‬عال¬‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ح‪µ‬م الأ‪P‬ا¿ ل‪L πµ‬ما‪Y‬ة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬بع†‪ ¢‬اأح‪µ‬ا‪ Ω‬الأ‪P‬ا¿‪.‬‬‫‪u‬‬
‫–‪ O uó‬الأولى بال‪E‬مامة ‘ ال‪ü‬س‪Ó‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬م‪ ø‬ا◊‪Y åjó‬لى و‪U ܃L‬س‪Ó‬ة ا÷ما‪Y‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪LÎ‬م ملال∂ ب‪ ø‬ا◊‪jƒ‬ر‪. ç‬‬

‫إقامة الصلة ركن من أركان اإلسلم‪ ،‬وال تكون الصلة صحيحة إال إذا كانت موافقة لسنة النبي ‪ ،‬ولهذا كان‬
‫حريصا على تعليم أصحابه صفة الصلة بقوله وعمله؛ كما في هذا احلديث‪.‬‬
‫ً‬ ‫النبي ‪‬‬

‫»و َص ُّلوا كما َر َأ ْي ُت ُمو ِني ُأ َص ِّلي‪ ،‬فﺈذا َح َض َرت‬ ‫النبي ‪َ ‬‬
‫قال لهم‪َ :‬‬ ‫عن َما ِل ِك بن ْ ُ‬
‫احل َو ْي ِر ِث ‪َّ :‬أن َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الصال ُة َف ْل ُي َؤ ِّذ ْن َل ُك ْم َأ َح ُد ُك ْم‪َ ،‬و ْل َي ُؤ َّم ُك ْم َأ ْك َب ُر ُك ْم«‪.‬‬
‫َّ‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫َما ِل ُك بن ا ُحل َو ْيرث بن ْ‬
‫أش َيم الليثي‪.‬‬
‫مناقبه‬
‫حريصا على نشر السنة بتعليم الناس صف َة الصلة عمل ًّيا كما تع َّلمها‬ ‫ً‬ ‫كان ‪‬‬
‫بن ْ ُ‬
‫احل َو ْير ِِث َف َص َّلى ِب َنا في َم ْس ِج ِدنَا‬ ‫النبي ‪ ،‬فعن أبي ِقل َب َة قال‪َ :‬جا َءنَا َما ِل ُك ُ‬
‫من ِّ‬
‫الصل َة‪َ ،‬و َل ِك ْن ُأرِيدُ َأ ْن ُأ ِر َي ُك ْم َك ْي َف‬
‫هذا‪ ،‬فقال‪ :‬إني ُأل َص ِّلي ب ُِك ْم وما ُأرِيدُ َّ‬
‫(‪)١‬‬
‫النبي ‪ُ ‬ي َص ِّلي‪.‬‬
‫رأيت َّ‬
‫معالم من حياته‬
‫‪َ 1‬و َفدَ إلى النبي ‪ ‬مع جماعة من قومه من بني ليث‪ ،‬وكانوا شبا ًبا ُم َت َقارِب َ‬
‫ني‬
‫في العمر‪َ ،‬ف َأ َقاموا ِع ْندَ ُه ِع ْشر َ‬
‫ِين َي ْو ًما‪.‬‬
‫‪ 2‬ملا رأى النبي ‪ ‬شو َقهم إلى أهلهم أمرهم بالرجوع إليهم‪ ،‬وتعليمهم‪ ،‬فقال لهم‪« :‬ا ْر ِج ُعوا إلى َأ ْه ِل ُ‬
‫يك ْم َف َأ ِق ُ‬
‫يموا‬
‫(‪)٢‬‬
‫ِفيهِ ْم‪َ ،‬و َع ِّل ُمو ُه ْم َو ُم ُرو ُه ْم»‪.‬‬
‫سكن البصرة وبقي بها حتى توفي‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫وفاته‬
‫مات في البصرة سنة أربع وسبعني (‪ ٧٤‬هـ)‪.‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫لكل مسلم في عبادته وما ُي َق ِّر ُبه إلى ربه جل وعل‪ ،‬وفي هذا احلديث يبني النبي ‪ ‬ألمته‬ ‫النبي ‪ ‬قدو ٌة ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫‪1‬‬
‫مشروعية االقتداء به في الصلة‪ ،‬ألنه هو املبني لها بقوله وفعله ‪.‬‬
‫‪ 2‬في احلديث دليل على أهمية التعليم بالفعل‪ ،‬وأهمية القدوة احلسنة‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬بأركانها وواجباتها وسننها‪.‬‬
‫‪ 3‬ينبغي على املسلم احلرص على تطبيق صفة الصلة كامل ًة كما جاء عن ِّ‬
‫لكل جماعة في السفر وغيره‪ ،‬وال يكتفون باإلقامة ويتركون األذان‪ ،‬بل‬ ‫احلديث على مشروعية األذان ِّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 4‬‬
‫دل‬
‫(‪)٣‬‬
‫املشروع لهم أن يؤذنوا‪ ،‬ثم يقيموا‪.‬‬
‫مسافرا‬
‫ً‬ ‫وقت الصلة‪ ،‬ولكن من كان‬ ‫‪ 5‬األذان متعلق بالصلوات املفروضة دون غيرها‪ ،‬واألصل أن يكون عند دخول ِ‬
‫وأراد تأخير الصلة فإنه يؤخر األذان حتى ينزل للصلة‪ ،‬وهذا هو الذي دل عليه فعل النبي ‪ ‬في أسفاره‪ ،‬مع‬
‫الصل ُة َف ْل ُيؤَ ِّذ ْن َل ُك ْم َأ َحدُ ُك ْم»‪.‬‬
‫قوله هنا‪« :‬فإذا َح َض َر ْت َّ‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري ‪.)٧٩٠(٢٨٣/١‬‬


‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم ‪.)٦٧٤(٤٦٥/١‬‬
‫(‪ )٣‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫العلم والفضل وحفظ القرآن والسبق إلى اإلسالم فإنه يتقدم عليهم في اإلمامة أكبرهم‬ ‫‪ 6‬إذا تساوى القوم في ِ‬
‫النبي ‪ ‬باإلمامة أك َب َرهم س ًّنا‪.‬‬ ‫خص ُّ‬ ‫س ًّنا‪َ ،‬ولَّا كان مالك بن احلويرث ‪ ‬ومن معه ‪ ‬متساوين في هذه اخلصال َّ‬
‫أمر يطلب فيه الترتيب‪ ،‬مثل‪ :‬التقدمي في الكال ِم‬ ‫كل ٍ‬ ‫‪ 7‬دل احلديث على أن من اآلداب الشرعية‪ :‬تقد َمي األكبر س ًّنا في ِّ‬
‫فضل‬ ‫واخلروج‪ ،‬واالبتداء مبناولة الشراب ونحوه‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وهذا إذا لم يكن لألصغر َمزِيدُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أو اإلعطا ِء وعندَ الدخولِ‬
‫قدرا فإنه ُي َقدَّ م على األكبر س ًّنا‪ ،‬و َل َّما أراد عبدُ الرحمن بن َس ْه ٍل ‪ ‬أن َي َت َك َّل ُم وهو َأ ْحدَ ُث ا ْل َق ْو ِم‪ ،‬قال‬ ‫بأن يكون أكب َر ً‬
‫«ك ِّب ْر َك ِّب ْر»‪َ ،‬ف َس َك َت‪.‬متفق عليه‪.‬‬ ‫النبي ‪َ :‬‬
‫(((‬
‫له ُّ‬
‫‪ 8‬دل احلديث على مشروعية حث املسافر على احلرص على الصالة وما يتعلق بها؛ وذلك ملا قد يطرأ عليه في‬
‫السفر من التقصير فيها‪ ،‬أو إخراجها عن وقتها بسبب املشقة‪ ،‬أو االنشغال بأمور السفر‪.‬‬
‫دل‬‫وأقل اجلماعة في السفر وغيره اثنان‪ ،‬وقد َّ‬ ‫احلديث على أن صالة اجلماعة واجبة على جماعة املسافرين‪ُّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 9‬‬
‫دل‬
‫النبي ‪ُ ‬يريدَ ِان‬ ‫الن َّ‬ ‫ال َو ْير ِِث ‪ ‬قال‪َ :‬أتَى َ ُ‬
‫رج ِ‬ ‫ابن ْ ُ‬ ‫على ذلك ما جاء في إحدى روايات هذا احلديث أن َما ِل َك َ‬
‫يما‪ُ ،‬ث َّم ْل َي ُؤ َّم ُك َما َأ ْك َب ُر ُك َما»‪ .‬متفق عليه‪.‬‬
‫النبي ‪« :‬إ َذا َأ ْن ُت َما َخ َر ْج ُت َما َف َأ ِّذ َنا‪ُ ،‬ث َّم َأ ِق َ‬ ‫الس َف َر‪َ ،‬‬
‫(((‬
‫فقال ُّ‬ ‫َّ‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫األمر باحملافظة على صالة اجلماعة في السفر دليل على فضلها وأهميتها‪ ،‬تناقش مع زمالئك في‬
‫جمع أكبر قدر من فوائد احملافظة على اجلماعة وآثارها‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫بالرجوع إلى أحد الكتب في صفة صالة النبي ‪ِّ َ ‬ل ْص صفة صالة النبي ‪ ‬في حدود صفحتني‪،‬‬
‫وتعاون مع زمالئك في نشرها بني طالب املدرسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬كان النبي ‪ ‬املثال التطبيقي لهذا الدين‪ ،‬وكـان أصحابــه يقتدون به في جميع أفعالــه‪،‬‬
‫مثِّل لذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬ما حكم األذان لكل جماعة‪ِّ ،‬‬
‫وضح داللة احلديث على ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬ورد فــي الشـــرع األمر باحترام الكبيـــر‪ ،‬مثِّل للمواضع التي يظهر فيها التقديـــر‬
‫واالحتـــرام للكبير‪.‬‬
‫‪ّ 4‬‬
‫وضح داللة احلديث على وجوب صلة اجلماعة‪.‬‬
‫‪ 5‬اذكر ثلث ًا من فوائد احلديث‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الع‪TÉ‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ا‪U‬س‪Ó£‬حا‪.‬‬
‫‪k‬‬ ‫تع ‪u‬ر‪ ±‬الن‪Ø‬ا‪¥‬‬
‫ت‪û‬سر‪ƒb ì‬ل¬ ‪{ :‬ل‪j ƒ‬علم‪ ¿ƒ‬ما ‪a‬يهما لأت‪ƒ‬هما ول‪n ƒ‬ح ‪ƒk Ñr‬ا‪.z‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ال‪ù‬س‪ ‘ ÖÑ‬تثا‪ πb‬املنا‪U øY Ú≤a‬س‪Ó‬ة ال‪éØ‬ر‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬م‪ ø‬ا◊‪Y åjó‬لى و‪U ܃L‬س‪Ó‬ة ا÷ما‪Y‬ة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬بع†‪ ¢‬اأح‪µ‬ا‪U Ω‬س‪Ó‬ة ا÷ما‪Y‬ة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م الت‪µ‬ا�س‪ π‬والتثا‪ øY πb‬اأ‪O‬ا‪ A‬ال‪ü‬س‪Ó‬ة و‪N‬ا‪U‬سة ‪U‬س‪Ó‬ة ال‪éØ‬ر‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫–‪ò‬ر م‪ ø‬الت‪û‬س‪ ¬Ñ‬باملنا‪ ‘ Ú≤a‬التاأ‪N‬ر ‪ øY‬ال‪ü‬س‪Ó‬ة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬

‫ُ‬
‫استثقال‬ ‫للصلة في اإلسلم مكانة عظمى وأهمية كبرى‪ ،‬فل َح َّظ في اإلسلم ملن تركها‪ ،‬ومن صفات املنافقني‪:‬‬
‫النبي ‪ ‬في احلديث اآلتي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫والتكاسل عنها؛ كما بينه ُّ‬ ‫الصلة‬

‫ول اهلل ‪» :‬إ َِّن َأ ْثق ََل َصالةٍ على ْاملُ َنا ِف ِق َ‬
‫ني َصال ُة ا ْل ِع َشا ِء َو َصال ُة‬ ‫قال َر ُس ُ‬ ‫قال‪َ :‬‬‫عن أبي هريرة ‪َ ‬‬
‫ا ْلف َْج ِر‪َ ،‬و َل ْو َي ْع َل ُمونَ ما ِفيهِ َما َأل َت ْو ُه َما َو َل ْو َح ْب ًوا‪َ ،‬و َلق َْد َه َم ْم ُت َأ ْن آ ُم َر ب َّ‬
‫ِالصال ِة َف ُتقَا َم‪ُ ،‬ث َّم‬
‫اس‪ُ ،‬ث َّم َأ ْن َط ِل َق َم ِعي ب ِِر َج ٍال َم َع ُه ْم ُح َز ٌم من َح َط ٍب إلى َق ْو ٍم ل َي ْش َه ُدونَ‬ ‫ال َف ُي َص ِّل َي بِال َّن ِ‬
‫آ ُم َر َر ُج ً‬
‫الصالةَ‪َ ،‬ف ُأ َح ِّر َق عليهم ُب ُيو َت ُه ْم بِال َّنارِ«(‪.)1‬‬ ‫َّ‬

‫من العناوين املناسبة للدرس‪( :‬من صفات املنافقني)‪ ،‬تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان آخر مناسب للدرس‬
‫واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫ارجع إلى أحد املصادر لترجمة أبي هريرة ‪ ‬واكتب معلومة جديدة‬
‫عنه لم مت َّر بك في هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬

‫‪ 1‬الصلة هي الركن الثاني من أركان اإلسلم‪ ،‬واملؤمن الصادق يحبها ويحرص عليها‪ ،‬ويؤ ِّديها ُم ْخ ِل ًصا هلل تعالى؛‬
‫بخلف املنافق الذي إمنا يعبد اهلل تعالى ليراه الناس‪ ،‬ولذلك تثقل عليه جميع العبادات ألنه ال يرجو ثوا َبها‪،‬‬
‫بحيث ال يراه الناس‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و َت ْث ُق ُل أكث َر إذا كانت‬
‫‪ 2‬املؤمن الصادق يحب الصلة مع اجلماعة في بيوت اهلل تعالى وال يستثقلها‪ ،‬وذلك ألمور منها‪:‬‬
‫يصلي مع اجلماعة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫اأ أن اهلل تعالى يحب ِمن عبده أن‬
‫أفضل ِمن َصلة الفرد‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ب أن َصلة اجلماعة‬
‫ج أن صلة اجلماعة واجبة‪.‬‬
‫النبي ‪‬‬‫فرض َع ْ ٍني على ال ِّرجال‪ ،‬ألنها لو كانت سن ًة لم ُيهدِّ د ُّ‬ ‫أوضح األدلة على أن َصل َة اجلماع ِة ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 3‬احلديث ِمن‬
‫فرض ِكفايةٍ لكانت قائم ًة بالرسولِ ‪ ‬و َمن َمعه ِمن الصحابة ‪.‬‬ ‫تارك َها بالتحريقِ ‪ ،‬ولو كانت َ‬ ‫َ‬
‫املرض الذي يشق معه احلضور إلى الصلة‪،‬‬ ‫مثل‪ِ :‬‬ ‫‪ 4‬ال يجوز للرجل التخ ُّل ُف عن صلة اجلماعة إال لعذر شرعي‪ُ ،‬‬
‫الشديد الذي يشق معه اخلروج إلى املسجد‪ ،‬و َمن تعذرت عليه اجلماعة في املسجد وكان بإمكانه أن‬ ‫ِ‬ ‫واملط ِر‬
‫يصلي جماع ًة في موضعه الذي هو فيه وجب عليه أن يص ِّل َيها جماعة‪.‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حديث أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪ :‬أتَى ال َّنب َِّي ‪َ ‬ر ُجل أ ْع َمى‪ ،‬فقال‪َ :‬يا‬ ‫ُ‬ ‫‪ 5‬من األدلة على وجوب الصلة مع اجلماعة‪:‬‬
‫ص َل ُه‪،‬‬ ‫ص له َف ُي َص ِّل َي في َب ْي ِت ِه‪َ ،‬ف َر َّخ َ‬ ‫هلل‪ ،‬إ َّن ُه َل ْي َس لي َقا ِئدٌ َي ُقو ُد ِني ِإ َلى ْاملَ ْس ِج ِد؛ َف َس َأ َل َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪َ ‬أ ْن ُي َر ِّخ َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِالصل ِة؟»‪ ،‬فقال‪َ :‬ن َع ْم‪ ،‬قال‪َ « :‬ف َأ ِج ْب»‪.‬‬ ‫«ه ْل ت َْس َم ُع ال ِّندَ ا َء ب َّ‬‫َف َل َّما َولَّى َد َعا ُه‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫(‪)١‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫‪74‬‬
‫‪ 6‬اتفق العلما ُء على أن صالة اجلماعة أفضل من صالة الفرد‪ ،‬وقد جاءت األحاديث بذلك عن النبي ‪ ،‬ففي حديث‬
‫(((‬
‫ِين َد َر َجةً»‪.‬‬ ‫ال َما َع ِة َأ ْف َض ُل من َصال ِة ا ْل َف ِّذ ب َِس ْب ٍع َو ِع ْشر َ‬ ‫«صال ُة ْ َ‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫هلل ‪َ ‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َأ َّن َر ُس َ‬ ‫ابن ُع َم َر‬ ‫ِ‬
‫الشيطان عليهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫بلد أو قريةٍ أو باديةٍ أو غيرها مما يجتمع فيه الناس؛ يدل على ت ََس ُّلط‬ ‫‪َ 7‬ت ْر ُك صالة اجلماعة في ٍ‬
‫الصال ُة إال‬ ‫هلل ‪ ‬يقول‪َ « :‬ما ِم ْن َثال َثةٍ في َق ْر َيةٍ وال َبدْ ٍو ال ُت َقا ُم ِفيهِ ْم َّ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫سمعت َر ُس َ‬ ‫ُ‬ ‫قال‪:‬‬‫فعن أبي الدَّ ْر َدا ِء ‪َ ‬‬
‫الش ْي َط ُ‬ ‫َقدْ ْاس َت ْح َو َذ َع َل ْيهِ ُم َّ‬
‫(((‬
‫وح َوا ُه ْم إليه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الشيطان َ‬ ‫ان»‪ ، .‬واملعنى‪ :‬استولى عليهم‬
‫وجوب صال ِة اجلماع ِة‪ ،‬نقل إجماعهم وأقوالهم ابن القيم رحمه اهلل‪ ،‬ثم قال‪ :‬فهذه‬ ‫ِ‬ ‫‪ 8‬ا َّت َفقَ الصحاب ُة ‪ ‬على‬
‫وانتشارا‪ ،‬و َل ْم َي ِجئ عن صحاب ٍِّي ٍ‬
‫(((‬
‫خالف ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫واحد‬ ‫ً‬ ‫نصوص الصحاب ِة كما تَراها ِص َّح ًة ُ‬
‫وش ْه َر ًة‬ ‫ُ‬
‫هلل بن‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أحرص الناس على صالة اجلماعة؛ فلم يكونوا يتخلفون عنها إال ِمن ُعذ ٍر‪ ،‬قال عبدُ ا ِ‬ ‫َ‬ ‫‪ 9‬كان الصحاب ُة ‪‬‬
‫هلل َش َرعَ‬ ‫ات َح ْي ُث ُي َنا َدى بِهِ َّن‪ ،‬فإن ا َ‬ ‫الص َل َو ِ‬
‫هلل َغ ًدا ُم ْس ِل ًما َف ْل ُي َحا ِف ْظ على َهؤُال ِء َّ‬ ‫مسعود ‪َ « :‬م ْن َس َّر ُه َأ ْن َي ْل َقى ا َ‬
‫ن ا ْل ُهدَ ى‪َ ،‬و َل ْو َأن َُّك ْم َص َّل ْي ُت ْم في ُب ُيو ِت ُك ْم كما ُي َص ِّلي هذا ْالُ َت َخ ِّل ُف في َب ْي ِت ِه‬ ‫ن ا ْل ُهدَ ى‪َ ،‬و ِإن َُّه َّن ِمن ُس َ ِ‬ ‫ِل َن ِب ِّي ُك ْم ‪ُ ‬س َ َ‬
‫اق[أو‬ ‫َل َت َر ْك ُت ْم ُس َّن َة َن ِب ِّي ُك ْم‪َ ،‬و َل ْو َت َر ْك ُت ْم ُس َّن َة َن ِب ِّي ُك ْم َل َض َل ْل ُت ْم‪َ ...‬و َل َقدْ َر َأ ْي ُت َنا وما َي َت َخ َّل ُف عنها إال ُم َنا ِف ٌق َم ْع ُلو ُم ال ِّن َف ِ‬
‫ِيض]‪َ ،‬و َل َقدْ كان ال َّر ُج ُل يؤتى ِب ِه ُي َها َدى بني ال َّر ُج َل ْ ِ‬
‫(((‬
‫الص ِّف»‪.‬‬ ‫ي حتى ُي َقا َم في َّ‬ ‫َمر ٌ‬
‫احلديث على أهمية صالة الفجر مع اجلماعة في املسجد‪ ،‬وأن التهاون بها َخصل ٌة ذميم ٌة ِمن خصالِ املنافقني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 10‬‬
‫دل‬
‫«ك َّنا إ َذا َف َقدْ َنا ال َّر ُج َل في َص َال ِة‬ ‫الظن مبن تخ َّلف عنها؛ قال عبدُ اهلل بن ُع َم َر ‪ُ :‬‬ ‫وقد كان الصحابة ‪ ‬يسيئون َّ‬
‫(((‬
‫الظ َّن»‪.‬‬‫ا ْل ِع َشا ِء َو َص َال ِة ا ْل َف ْج ِر َأ َس ْأ َنا ِب ِه َّ‬
‫التَي العشا ِء والفجرِ‪ ،‬ومما ثبت في ذلك حديث عثمان ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫خاصةٍ ِل َص َ‬‫احلديث على فضيلةٍ َّ‬ ‫ُ‬ ‫دل‬‫‪َّ 11‬‬
‫يل ك َّل ُه»(((‪.‬‬ ‫فكأنا ص َّلى ال َّل َ‬ ‫بح في جماعةٍ ‪ّ ،‬‬ ‫الص َ‬ ‫يل‪ ،‬و َم ْن ص َّلى ُّ‬ ‫ماعةٍ َف َك َّّأنا قا َم ِن ْص َف ال َّل ِ‬ ‫العشا َء في َج َ‬ ‫« َم ْن ص َّلى ِ‬
‫‪ِ 12‬من صفات املنافقني‪ :‬أنهم ل ِث َقل الصالة عليهم ال يقومون إليها إال ُك َسالى‪ ،‬و َي ْن ُقرونها َن ْق ًرا‪ ،‬وال يذكرون اهلل‬
‫يقول‪ِ « :‬ت ْل َك َصال ُة ْالُ َنا ِفقِ ‪،‬‬ ‫رسول اهلل ‪ُ ‬‬ ‫َ‬ ‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫مالك ‪:‬‬ ‫بن ٍ‬ ‫أنس ُ‬‫فيها إال قليال‪ ،‬ويؤخرونها عن وقتها‪ ،‬قال ُ‬
‫الش ْي َط ِان َقا َم َف َن َق َر َها َأ ْر َب ًعا‪ ،‬ال َي ْذ ُك ُر ا َ‬ ‫الش ْم َس؛ حتى ِإ َذا َكا َن ْت َب ْ َ‬
‫(((‬
‫هلل فيها إال َق ِليال» ‪.‬‬ ‫ي َق ْر َن ْي َّ‬ ‫َي ْج ِل ُس َي ْر ُق ُب َّ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )3‬الصالة وحكم تاركها البن قيم اجلوزية ص ‪.153‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه ابن أبي شيبة‪ ،‬وابن خزمية‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬واحلاكم في املستدرك على الصحيحني وقال‪ :‬صحيح على شرط الشيخني‪ ،‬والطبراني في املعجم‬
‫الكبير‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )7‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫ﱪ [التوبة‪.]54 :‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ضع لك خطة عمل تساعدك على احملافظة على الصلة لكي تبتعد عن صفات املنافقني وتضبط‬
‫شرعا‪.‬‬
‫بها أفعالك وسلوكك وفق ما طلب منك ً‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بني حديث‪« :‬إن أثقل صلةٍ على املنافقني صلة العشاء وصلة الفجر ‪ ،»....‬وحديث‪:‬‬
‫الظ َل ِم إلى ْاملَ َس ِ‬ ‫« َب ِّشر ْاملَ َّشا ِئ َ‬
‫ني في ُّ‬
‫(‪)١‬‬
‫اج ِد بِال ُّنو ِر ال َّتا ِّم يوم ا ْل ِق َيا َم ِة»‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫دل احلديث على وجوب صلة اجلماعة‪ ،‬ما وجه الداللة على ذلك؟‬ ‫‪1‬‬
‫ملاذا كانت العشاء والفجر أثقل الصلة على املنافق؟‬ ‫‪2‬‬
‫«ولو يعلمون ما فيهما» يعني‪ :‬من األجر‪ ،‬وردت أحاديث أخرى تبني األجر العظيم الذي‬ ‫‪3‬‬
‫يحصل ملن صلى العشاء والفجر في جماعة؛ فما هو؟‬
‫للمنافق في الصلة سلوك يختلف عن املؤمن في صلته‪ ،‬قارن بني سلوك املؤمن في الصلة‬ ‫‪4‬‬
‫وسلوك املنافق‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬صححه األلباني (‪.)٥٧٠‬‬

‫‪76‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ا◊‪�Y …OÉ‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معنى‪ :‬ال‪£Ø‬رة ‪ -‬ال�ست‪óë‬ا‪.O‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪üN O uó‬سا∫ ال‪£Ø‬رة‪.‬‬
‫ت‪ü‬س ‪u‬ن∞ ‪üN‬سا∫ ال‪£Ø‬رة ح‪ù‬س‪ Ö‬ما ‪îj‬ت‪ ¢ü‬ب¬ الر‪L‬ا∫ وما ه‪ ƒ‬م‪û‬س‪.∑Î‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهم الأح‪µ‬ا‪ Ω‬املتعل≤ة ب‪üî‬سا∫ ال‪£Ø‬رة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬ال≤يا‪ Ω‬ب‪üî‬سا∫ ال‪£Ø‬رة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ال‪ƒØ‬ا‪ óF‬ال‪ü‬س‪ë‬ية للم‪ë‬ا‪¶a‬ة ‪Y‬لى ‪üN‬سا∫ ال‪£Ø‬رة‪.‬‬
‫ت‪LÎ‬م لأب» هر‪j‬رة ‪.‬‬

‫دين اإلسلم دين شامل جلميع شؤون احلياة‪ ،‬فكما اعتنى بجوانب التعبد فقد اعتنى باألخلق‪ ،‬وكما اشتمل‬
‫على األحكام التشريعية السياسية واالجتماعية واالقتصادية؛ فقد اعتنى بجوانب الصحة والنظافة كما في حديث‬
‫خصال الفطرة اآلتي‪:‬‬

‫س‪ِ ْ :‬‬
‫اخل َتانُ ‪،‬‬ ‫سمعت ال َّنب َِّي ‪ُ ‬‬
‫يقول‪» :‬ا ْل ِف ْط َر ُة َخ ْم ٌ‬ ‫ُ‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪:‬‬
‫السنة‬
‫ُّ‬
‫يم ا َأل ْظفَارِ‪َ ،‬و َن ْت ُف اآل َبــاط«‪.‬‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫الشار ِِب‪َ ،‬و َتقْ ِل ُ‬
‫ص َّ‬ ‫َوا ِل ْس ِت ْح َدا ُد‪َ ،‬و َق ُّ‬
‫أخذ شعر العانة‬
‫املوسى‬
‫باحلديدة وهي َ‬

‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫اذكر ِق َّص ًة ِّ‬
‫تؤكد هذا املعنى‪:‬‬ ‫كان أبو هريرة ‪ ‬با ًّرا بأ ِّمه‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬

‫السنة‪ ،‬واملعنى أن هذه اخلصال ِمن سنن األنبياء واملرسلني عليهم السلم‪ ،‬وطري َق ِتهم التي ُأمرنا أن‬ ‫الفطر ُة هي ُّ‬ ‫‪ِ 1‬‬
‫الفطرة للداللة على أنها موافقة ِل ِلفطرة الصحيحة‪.‬‬ ‫وس ِّم َي ْت هذه اخلصال بِخصال ِ‬ ‫نقتدي بهم فيها‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫رأس َذ َكرِه حتى ينكشف جمي ُع ُه‪ ،‬وذلك‬ ‫اجللدة التي ُت َغ ِّطى َ‬ ‫قطع ْ ِ‬
‫الذكورِ‪ ،‬وحقيقته‪ُ :‬‬ ‫حق ُّ‬ ‫واجب في ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫‪ِْ 2‬‬
‫اخل َت ُ‬
‫ان‬
‫تنظيف‬‫ِ‬ ‫ُ‬
‫تسهيل‬ ‫ِاخلتان‪ ،‬ومن فوائد إزالتها‪:‬‬ ‫مغطى ِب ِج ْلدَ ٍة رقيقةٍ ‪ ،‬ف ُتزال ب ْ ِ‬
‫رأس َذ َك ِر ِه ً‬‫الطفل حني يولدُ يكون ُ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ات‬ ‫تكو ِن ْاملَ ْي ْك ُرو َب ِ‬
‫اجللدة‪ ،‬وقد يتسبب وجودها في ُّ‬ ‫جتتمع النجاس ُة حتت ْ ِ‬ ‫َ‬ ‫الذ َكر ِمن النجاسة بعد ال َّت َب ُّولِ حتى ال‬ ‫َّ‬
‫ونحوها مما ُيضر باإلنسان‪.‬‬
‫والش َعر الذي َح َوا َلي َف ْر ِج‬ ‫الش َعر الذي فوق َذ َك ِر ال َّر ُج ِل وحواليه‪َّ ،‬‬ ‫‪ 3‬ا ِال ْس ِت ْحدَ ا ُد ُس َّن ٌة ِلل ِّر َجال والنساء‪ ،‬وهو َح ْل ُق َّ‬
‫املوسى‪ ،‬وإمنا ُشرع ا ِال ْس ِت ْحدَ ا ُد‬ ‫وس ِّمي هذا العمل ْاس ِت ْحدَ ا ًدا الستعمال احلديد ِة وهي َ‬ ‫املرأة‪ ،‬ويسمى‪َ :‬ش َع ُر ا ْل َعا َن ِة‪ُ ،‬‬
‫الش َعر بالقص والنتف‪.‬‬ ‫ألجل نظافة ذلك املوضع‪ ،‬واألفضل فيه احللق‪ ،‬ويجوز أخذ َّ‬
‫الشار ِِب ُس َّن ٌة ِلل ِّر َجال‪ ،‬واألفضل في َق ِّص ِه املبالغ ُة فيه حتى يشب َه احللقَ ‪ ،‬وهذا معنى اإلحفاء الوارد في قول‬ ‫‪َ 4‬ق ُّص َّ‬
‫النبي ‪َ « :‬أ ْح ُفوا َّ‬
‫(‪)١‬‬
‫الش َف ِة فهذا َح َس ٌن‬ ‫قص أطرافه التي تنزل على َش َف ِت ِه ال ُعليا حتى يبد َو إطار َّ‬ ‫الش َوار َِب»‪ ، .‬وإن َّ‬
‫الس َّن ُة‪.‬‬
‫جاءت به ُّ‬
‫ني ُس َّن ٌة ِلل ِّر َجال والنساء‪ ،‬والسنة تقليمها جمي ًعا‪ ،‬وال ينبغي تقليم بعضها ُ‬
‫وترك‬ ‫اليدين والقدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم َأ ْظ َفا ِر‬‫‪ 5‬ت َْق ِل ُ‬
‫تركيب أظفا َر اصطناعيةٍ طويلةٍ فهو ٌ‬
‫عمل‬ ‫ِ‬ ‫بعض الرجال أو النساء ِمن إطالتها ُطوال ً‬
‫فاحشا‪ ،‬أو‬ ‫بعضها‪ ،‬وما يفعله ُ‬
‫ومجانب للسنة النبوية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫للفطرة‪،‬‬ ‫مخالف ِ‬ ‫ٌ‬
‫الس َّنة باحللق‪ ،‬وما يفعله بعض‬ ‫اط ُس َّن ٌة ِلل ِّر َجال والنساء‪ ،‬واألفضل فيه النتف ملن َقوِ ي عليه‪ ،‬وحتصل ُّ‬ ‫‪َ 6‬ن ْت ُف اآل َب ِ‬
‫مزيدا ِمن القذارة والرائحة الكريهة لهذا‬ ‫مخالف للفطرة‪ ،‬وهو يجلب ً‬ ‫ٌ‬ ‫عمل‬‫الناس من ترك حلق اآلباط مد ًة طويل ًة ٌ‬
‫املوضع‪ ،‬كما إنه قد يتسبب في احلساسية وبعض األمراض‪.‬‬
‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم في كتاب الطهارة‪َ ،‬باب ِخ َصالِ ا ْل ِف ْط َر ِة ‪.)٢٥٩( ٢٢٢/١‬‬

‫‪78‬‬
‫ن ا ْل ِف ْط َر ِة‪ ،‬وقد‬ ‫للحديث‪«:‬خ ْم ٌس من ا ْل ِف ْط َر ِة» ‪ ،‬وهذا يفيد أن املذكو َر هو بعض ُس َ ِ‬
‫(((‬
‫َ‬ ‫‪ 7‬ثبت في رواية أخرى‬
‫«ع ْش ٌر ِمن‬ ‫رسول اهلل ‪َ :‬‬ ‫ُ‬ ‫جاءت األحاديث ب ُِس َ ٍن أخرى ِل ِلف ْطر ِة منها‪ :‬ما جاء في حديث َعا ِئ َش َة قالت‪َ :‬‬
‫قال‬
‫اق ْالَا ِء‪َ ،‬و َق ُّص ا َأل ْظ َفارِ‪َ ،‬و َغ ْس ُل ا ْل َب َر ِاج ِم‪َ ،‬و َن ْت ُف ا ِإلب ِِط‪،‬‬ ‫الس َو ُاك‪َ ،‬و ْاس ِت ْن َش ُ‬ ‫((( ِّل ْح َي ِة‪َ ،‬و ِّ‬
‫الشار ِِب‪َ ،‬وإ ِْع َفا ُء ال‬ ‫ا ْل ِف ْط َر ِة‪َ :‬ق ُّص َّ‬
‫اص ْالَا ِء»‪.‬‬ ‫َو َح ْل ُق ا ْل َعا َن ِة‪َ ،‬وا ْن ِت َق ُ‬
‫بتقصير أو َح ْل ٍق‪ ،‬فعن عبداهلل‬ ‫ٍ‬ ‫تركها على حالها دون الت َع ُّر ِض لها‬ ‫ن ا ْل ِف ْط َر ِة‪ :‬إِعفا ُء ال ِّلحي ِة‪ ،‬ومعناه‪ُ :‬‬ ‫‪ِ 8‬من ُس َ ِ‬
‫ِب»‪ ، .‬وفي رواية‪َ « :‬أ ْع ُفوا‬ ‫«خا ِل ُفوا ْالُ ْشر ِِكنيَ‪َ :‬و ِّف ُروا ال ِّل َحى‪َ ،‬و َأ ْح ُفوا َّ‬
‫(((‬
‫الش َوار َ‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪َ :‬‬ ‫بن ُع َم َر((( أن َّ‬
‫مرفوعا‪َ « :‬أ ْرخُ وا ال ِّل َحى»‪ .‬قال النووي‬ ‫ال ِّل َحى» ‪َ « :،‬و َأ ْو ُفوا ال ِّل َحى» ‪ ،‬عن أبي هريرة ‪‬‬
‫(((‬ ‫(((‬
‫‪ :‬ومعناها‬ ‫ً‬
‫تركها على حالها‪ ،‬وقال‪ :‬وأما إعفا ُء ال ِّلحي ِة فمعناه‪ :‬توفيرها‪ ،‬وأما « َأ ْو ُفــوا» فهو مبعنى «أعفوا» أي‪:‬‬ ‫ك ِّلها‪ُ :‬‬
‫(((‬
‫اُتركوها وافي ًة كامل ًة ال َت َق ُّصوها‪.‬‬
‫ُ‬
‫تطول‬ ‫يأخذ منها‪ ،‬وال َي ْت ُر ُك َها‬ ‫فيأخذها أو ُ‬ ‫ُ‬ ‫يتعاهدَ أظفا َره وشا ِر َبه وعا َن َت ُه و ِإب َِط ُه ك َّلما ْ‬
‫طالت‬ ‫َ‬ ‫الس َّن ُة للمسلم أن‬ ‫‪ُّ 9‬‬
‫مالك ‪ ‬قال‪ُ « :‬و ِّق َت َل َنا في َق ِّ‬
‫(((‬
‫ص‬ ‫أنس ِبن ٍ‬ ‫فاحشا‪ ،‬وال يجو ُز ل ُه َت ْر ُكها أكث َر ِم ْن أربعني يو ًما ؛ حلديث ِ‬ ‫ً‬ ‫ُطو ًال‬
‫ال ْظ َفارِ‪َ ،‬و َن ْت ِف اإلب ِِط‪َ ،‬و َح ْلقِ ا ْل َعا َن ِة‪َ ،‬أ ْن ال َن ْت ُر َك َأ ْك َث َر من َأ ْر َب ِع َ‬
‫ني َل ْي َلةً»‪.‬‬ ‫يم ْ َ‬
‫(((‬
‫الشار ِِب‪َ ،‬وت َْق ِل ِ‬ ‫َّ‬
‫‪ُ 10‬يستحب ال َّتيا ُم ُن في أخذ شعر الشارب والعانة بأن يبدأ باجلانب األمين ثم األيسر‪ ،‬ويبدأ في نتف إب َِطي ِه باألمين‬
‫ثم األيسر‪ ،‬وهكذا في تقليم أظافره‪.‬‬
‫ُ‬
‫واإلحسان إلى‬ ‫واالحتياط للطهارتني‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وتنظيف ال َبدن‪،‬‬‫ُ‬ ‫‪ِ ِ 11‬لصالِ ا ْل ِف ْط َر ِة عمو ًما فوائدُ كثير ٌة منها‪ :‬حتس ُ‬
‫ني ا ْل َه ْي َئ ِة‪،‬‬
‫كريهة‪،‬وامتثال أم ِر دينه‪ ،‬واحملافظ ُة على ما أشار إليه قوله تعالى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫بكف ما يتأ َّذى به من رائحة‬ ‫املخا ِلط واملقارِن ِّ‬
‫نت ُصو َركم فال تش ِّوهوها‪ ،‬وحافظوا على ما يستمر‬ ‫حس ُ‬ ‫ﱪ [غافر‪َ ،]64 :‬ف َك َأنَّه قال‪ :‬قد َّ‬ ‫ﱫ‬
‫به ُحسنها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم‪ ،‬قال َو ِك ٌ‬
‫يع‪ :‬ا ْنتق ُ‬
‫اص الاء َي ْعني‪ْ :‬‬
‫االست ْن َجا َء‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )7‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.149/3‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة ‪ ،60/30‬ومجموع فتاوى الشيخ ابن باز ‪ .50 ،49/10‬وفتاوى نور على الدرب‪-‬الشيخ ابن عثيمني ضمن املكتبة‬
‫الشاملة (‪ ،)275/14‬وبذل املجهود في حل أبي داود ‪ ،13/13‬وحاشية ابن عابدين ‪ ،407/6‬وذهب بعض العلماء إلى أنه يكره كراهية شديدة‬
‫وال يحرم‪ ،‬ينظر‪ :‬روضة الطالبني للنووي ‪.503/2‬‬
‫(‪ )9‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زملئك في جمع الفوائد الطبية التي أثبتها األطباء للختان‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫انتشرت بني الشباب والفتيات بعض العادات واملظاهر املخالفة للفطرة‪ ،‬تعاون مع زملئك في‬
‫تقييما حلجم انتشارها‪ ،‬والسبب في انتشارها‪.‬‬
‫ً‬ ‫حصرها‪ ،‬ثم ضع‬
‫حجم انتشارها‬
‫سبب النتشار‬ ‫املظاهر املخالفة‬
‫كبير متوسط ضعيف‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ِّ 1‬بني معنى‪ :‬الفطرة‪ ،‬االستحداد‪.‬‬
‫‪ 2‬هل خصال الفطرة محصورة في اخلمس الواردة في احلديث؟ استدل ملا تذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬ص ِّنف خصال الفطرة بذكر ما يختص به الرجل وما تشترك فيه املرأة مع الرجل‪.‬‬
‫‪ِّ 4‬بني احلكم فيما يأتي‪:‬‬
‫اخلتان للرجال‪.‬‬ ‫اأ‬

‫تقليم األظافر‪.‬‬ ‫ب‬

‫تأخير تعاهد خصال الفطرة أكثر من أربعني يو ًما‪.‬‬ ‫ج‬

‫‪ 5‬ما فوائد القيام بخصال الفطرة واحملافظة عليها؟‬

‫‪80‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪�Y ÊÉã‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬م‪ ø‬ا◊‪Y åjó‬لى ت‪Ø‬او‪ ä‬مناز∫ ا÷نة‪.‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬ا÷‪ó‬ا∫ امل‪ë‬م‪ Oƒ‬وا÷‪ó‬ا∫ امل‪ò‬م‪.Ωƒ‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬ا÷‪ó‬ا∫ امل‪ë‬م‪.Oƒ‬‬‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ƒ£N è‬رة ال‪ Üòµ‬و‪Y‬ل‪ ƒ‬من‪õ‬لة ال‪ü‬س‪.¥ó‬‬
‫ت‪†a ÚÑ‬س‪ π‬ح‪ù‬س‪ ø‬ا‪ÿ‬ل≥‪.‬‬‫‪u‬‬
‫ت‪LÎ‬م لأب» اأمامة ‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معنى‪ :‬ز‪Y‬يم ‪ -‬رب†‪ - ¢‬املرا‪.A‬‬ ‫‪u‬‬

‫رتِّب هذه األعمال حسب األفضل‪:‬‬


‫ترك الكذب ‪ -‬ترك اجلدال ‪ -‬حسن اخللق‬
‫لتتأكد من صحة إجابتك اقرأ احلديث اآلتي‪:‬‬

‫ضامن‬
‫ض‬ ‫يم ب َِب ْي ٍت في َر َب ِ‬ ‫هلل ‪َ » :‬أ َنا َز ِع ٌ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫عن أبي ُأ َما َم َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫قال‬
‫أسف ُلها‬
‫اجل َّن ِة ِملَ ْن َت َر َك ْاملِ َرا َء َوإ ِْن كان ُم ِح ًّقا‪َ ،‬وب َِب ْي ٍت في َو َس ِط ْ َ‬
‫اجل َّن ِة ِملَ ْن َت َر َك‬ ‫َْ‬
‫اجلدال‬
‫(‪)1‬‬ ‫ا ْل َك ِذ َب َوإ ِْن كان َماز ًِحا‪َ ،‬وب َِب ْي ٍت في َأ ْع َلى ْ َ‬
‫اجل َّن ِة ِملَ ْن َح ُس َن ُخ ُل ُق ُه«‪.‬‬

‫(تفاوت منازل اجلنة) عنوان مناسب للحديث‪ ،‬تعاون مع زمالئك في استنتاج عنوان آخر واكتبه في أعلى‬
‫الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه أبوداود‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وال ُّرو َياني في مسنده‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬قال النووي (رياض الصاحلني ص‪ :)١٧٤‬حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح‪،‬‬
‫وقال ابن مفلح (الفروع ‪ ،٣٢٩/٣‬واآلداب الشرعية ‪َ :)١٩٢/٢‬ح ِد ٌ‬
‫يث َح َس ٌن‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫لن ِم ْن َقبِي َل ِة َب ِاه َل َة‪.‬‬
‫أبو ُأ َما َم َة ال َب ِاه ِل ُّي اسمه‪ُ :‬صدَ ّي بن َع ْج َ‬
‫مناقبه‬
‫الد َم‪ ،‬فقَالُوا‪َ :‬ت َع َ‬
‫ال‬ ‫النبي ‪ ‬إلى َق ْو ِمه َب ِاه َل َة‪َ ،‬ف َأتَاهم َو ُه ْم يأكلونَ َّ‬ ‫َب َع َث ُه ُّ‬
‫النبي ‪ِ ‬ل ُت ْؤ ِم ُنوا‬
‫رسول ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اك ْم عن هذا َّ‬
‫الط َعا ِم‪ ،‬وأنَا‬ ‫َف ُك ْل‪ ،‬فقال‪ِ :‬ج ْئ ُت َألن َْه ُ‬
‫ِب ِه‪َ .‬ف َك َّذ ُبوه‪َ .‬فان َْط َلق وهو َجا ِئ ٌع َظ ْمآنُ ‪ ،‬فنا َم‪َ ،‬ف ُأ ِتي في َم َنا ِمه ِب َل َ ٍنب َف َشرِب‬
‫اج َة لي في َط َعا ِم ُك ْم‬ ‫ح َّتى َع ُظ َم َب ْطنه‪ .‬فأتاه القوم ُلي ْط ِع ُمو ُه؛ َ‬
‫فقال‪ :‬ال َح َ‬
‫ال التي هو‬ ‫احل ِ‬ ‫َوشَ َرا ِب ُك ْم؛ فإن ا َ‬
‫هلل َق ْد َأ ْط َع َم ِني َو َسقَا ِني‪ ،‬فان ُْظروا‪َ ،‬ف َن َظروا إلى ْ َ‬
‫َ ِ ِ (‪)١‬‬
‫عليها‪ ،‬فأسلموا َع ْن آخرِه ْم‬
‫معالم من حياته‬
‫هلل ‪َ ‬حجة الوداع وعمره ثلثون سنة‪.‬‬ ‫‪ 1‬شهد مع رسول ا ِ‬
‫علي ‪.‬‬ ‫‪ 2‬شهد معركة ِص ِّفني مع ٍّ‬
‫‪ 3‬سكن مصر‪ ،‬ثم انتقل منها فسكن ِح ْمص من بلد الشام‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬وهو يجهز َغ ْز َو ًة‬ ‫واجل َّن ِة‪ ،‬فقدْ جا َء إلى ِّ‬ ‫عمل اخل ْيرِ‪ ،‬وما يق ِّرب إلى ا ِهلل تعالى ْ َ‬ ‫حريصا على ِ‬ ‫ً‬ ‫‪َ 4‬‬
‫كان‬
‫هم َس ِّل ْم ُه ْم َو َغ ِّن ْم ُه ْم»‪ ،‬قال‪َ :‬ف َس ِل ْم َنا َو َغ ِن ْم َنا‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ِالش َها َد ِة‪ .‬فقال‪« :‬ال َّل َّ‬ ‫هلل لي ب َّ‬ ‫وقال ل ُه‪ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول ا ِهلل ْاد ُع ا َ‬ ‫َ‬
‫هلل لي‬ ‫َني قبل مرتي هذه َف َس َأ ْل ُت َك أن تدع َو ا َ‬ ‫ُث َّم َأن َْش َأ َغ ْز ًوا َثا ِل ًثا‪َ ،‬ف َأ َت ْي ُت ُه فقلت‪ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول ا ِهلل‪ ،‬إِني َأ َت ْي ُت َك َم َّرت ْ ِ‬
‫ِالش َها َد ِة‪.‬‬
‫هلل لي ب َّ‬ ‫وجل أن ُي َس ِّل َم َنا َو ُي َغ ِّن َم َنا‪َ ،‬ف َس ِل ْم َنا َو َغ ِن ْم َنا يا َر ُس َ‬
‫ول ا ِهلل‪َ ،‬ف ْاد ُع ا َ‬ ‫هلل ع َّز َّ‬ ‫ِالش َها َد ِة‪َ ،‬فدَ َع ْو َت ا َ‬ ‫ب َّ‬
‫ول ا ِهلل‪ُ ،‬م ْر ِني ِب َع َم ٍل‪ .‬قال‪:‬‬ ‫هم َس ِّل ْم ُه ْم َو َغ ِّن ْم ُه ْم»‪ ،‬قال‪َ :‬ف َس ِل ْم َنا َو َغ ِن ْم َنا‪ُ .‬ث َّم َأ َت ْي ُت ُه فقلت‪ :‬يا َر ُس َ‬ ‫فقال‪« :‬ال َّل َّ‬
‫ان إذا‬ ‫ؤي أبو ُأ َما َم َة َو َال ا ْم َر َأ ُت ُه َو َال َخ ِاد ُم ُه إ َّال ُص َّيا ًما‪ .‬قال‪َ :‬ف َك َ‬ ‫ِالص ْو ِم فإنه المثل له»‪ .‬قال‪ :‬فما ُر َ‬ ‫«ع َل ْي َك ب َّ‬ ‫َ‬
‫ٌ (‪)٢‬‬
‫يل‪ْ :‬اع َت َرا ُه ْم َض ْي ٌف‪َ ،‬ن َز َل بِهِ ْم نَازِل‪.‬‬ ‫ان بِال َّن َهارِ‪ِ ،‬ق َ‬
‫ؤي في َدار ِِه ْم ُد َخ ٌ‬ ‫ُر َ‬
‫‪ 5‬كان من املكثرين من رواية احلديث عن النبي ‪.‬‬
‫اك ْم‪َّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫هلل إ َّي ُ‬ ‫هذ ِه ْاملَ َجا ِل َس ِم ْن َب ِ‬
‫لغ ا ِ‬ ‫ويقول ِ ُجل َل َسا ِئ ِه إ َذا َحدَّ َث ُه ْم‪َّ :‬إن ِ‬ ‫ُ‬ ‫العلم‪،‬‬ ‫حريصا على نشر ِ‬ ‫ً‬ ‫‪َ 6‬‬
‫كان‬
‫جنلس‬‫تسمعون‪ )٣(.‬وقال سليم بن عامر‪:‬كنا ُ‬ ‫َ‬ ‫أحسن ما‬‫َ‬ ‫رسول اهلل ‪ ‬قد ب َّلغ ما ُأرسل ِب ِه إلي َنا‪َ ،‬ف َب ِّلغوا ع َّنا‬ ‫َ‬
‫ون(‪.)٤‬‬ ‫هلل ‪ ،‬ثم ُ‬
‫يقول‪ِ :‬ا ْع ِق ُلوا‪َ ،‬و َب ِّلغُوا َع َّنا َما ت َْس َم ُع َ‬ ‫كثيرا َع ْن َرسولِ ا ِ‬ ‫إلى أبي أ َما َم َة َف ُي َحدِّ ُث َنا َحدي ًثا ً‬
‫وفاته‬
‫مات في ِح ْمص سنة ست وثمانني (‪٨٦‬هـ)‪.‬‬

‫(‪ )١‬مختصر من رواية الطبراني في املعجم الكبير ‪ ،٢٨٦/٨‬وأبي يعلى (املطالب العالية ‪ ،) )٤٠٤١( ٤٠٨/١٦‬وابن أبي عاصم في اآلحاد واملثاني‬
‫‪ ،)١٢٣٤( ٤٤١/٢‬قال الهيثمي ( مجمع الزوائد ‪ :)٣٨٧/٩‬رواه الطبراني بإسنادين وإسناد األولى حسن فيها أبو غالب وقد وثق‪.‬‬
‫(‪ )٢‬رواه أحمد‪ ،‬وعبد الرزاق‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الطبقات الكبرى ‪.٤١١/٧‬‬
‫(‪ )٤‬سير أعلم النبلء ‪.٣٦٢/٣‬‬
‫‪82‬‬
‫إرشادات احلديث‬

‫ملقابل على ما تعمله‪ ،‬ولذلك كان من وسائل الترغيب في العمل الصالح‬ ‫‪ 1‬من طبيعة النفس البشرية أنها تتشوق ٍ‬
‫ذكر الثواب املترتِّب عليه‪.‬‬
‫احلديث على أن اجلنة درجات متفاوتة‪ ،‬وأن هذه الدرجات ينالها العباد بحسب أعمالهم‪ ،‬وقد َّبني النبي ‪‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 2‬‬
‫دل‬
‫أن أعلى درجة في اجلنة هي ا ْل ِف ْر َد ْو ُس؛ فعن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول ا ِهلل ‪« :‬إ َِّن في ْ َ‬
‫اجل َّن ِة ِما َئ َة َد َر َجةٍ َأ َعدَّ َها اهلل‬
‫اس َألُو ُه ا ْل ِف ْر َد ْو َس؛ فإنه َأ ْو َس ُط‬ ‫هلل َف ْ‬ ‫الس َما ِء َوا َأل ْر ِض‪ ،‬فإذا َس َأ ْل ُت ُم ا َ‬ ‫ني كما بني َّ‬ ‫ِيل ا ِهلل ما بني الدَّ َر َج َت ْ ِ‬
‫ين في َسب ِ‬ ‫ِل ْل ُم َج ِاه ِد َ‬
‫(‪)١‬‬
‫الرح َم ِن‪َ ،‬و ِم ْن ُه َت َف َّج ُر َأن َْها ُر ْ َ‬
‫اجل َّن ِة»‪.‬‬ ‫اجل َّن ِة‪َ ،‬و َأ ْع َلى ْ َ‬
‫اجل َّن ِة‪ ،‬و َف ْو َق ُه َع ْر ُش ْ‬ ‫َْ‬
‫‪ 3‬اجلدال نوعان‪:‬‬
‫الغرض منه إظها َر احلق وبيا َن ُه ونصر َت ُه‪ ،‬كما قال اهلل‬ ‫ُ‬ ‫اأ اجلدال احملمود‪ ،‬وهو اجلدال باحلق‪ ،‬وهو الذي يكون‬
‫ﱪ [النحل‪.]125 :‬‬ ‫تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ب اجلدال املذموم‪ ،‬وهو اجلدال بالباطل‪ ،‬وأسوأ صوره اجلدال لنصرة الباطل ودحض احلق والتلبيس على‬
‫الناس؛ كما هو حال املشركني في مواجهة األنبياء عليهم السلم‪ ،‬وهكذا من شابههم في كل حني‪،‬‬
‫ﱪ‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫[غافر‪ ،]5 :‬ومنه‪ :‬اجلدال بغير علم‪ ،‬واجلدال ملجرد الظهور والغلبة أو إحراج املقابل وتعجيزه والتشهير به‪،‬‬
‫أو ملجرد اإليذاء واإلزعاج‪ ،‬أو إفحام اخلصم من غير غرض شرعي صحيح‪.‬‬
‫‪ 4‬يستحب ترك اجلدال إذا كان مما ال يترتب عليه كبير فائدة‪ ،‬أو كان اجلدال مما منه فائدة لكن قد يترتب عليه‬
‫مفسدة كتفرق الكلمة‪ ،‬وفساد ذات البني‪.‬‬
‫‪ 5‬اإلكثار ِمن املراء واجلدال ليس من صفات عباد اهلل الصاحلني‪ ،‬ألن كثر َة اجلدال توغر الصدور‪ ،‬وتُس ِّب ُب األحقاد‪،‬‬
‫النبي ‪‬‬
‫أن َّ‬ ‫وتورث العداوة بني املسلمني؛ ولذلك أخبر النبي ‪ ‬أن اهلل يبغض َمن هذا خُ ُل ُقه؛ فعن َعا ِئ َش َة‬
‫‪:‬‬ ‫اخل ُصو َم ِة‪ ،‬وقال ابن حجر‬ ‫‪ :‬هو الدَّ ا ِئ ُم في ْ ُ‬ ‫اخل ِص ُم»‪ ، .‬قال البخاري‬
‫(‪)٢‬‬
‫هلل ا َأل َلدُّ ْ َ‬
‫قال‪َ « :‬أ ْب َغ ُض ال ِّر َجالِ إلى ا ِ‬
‫(‪)٣‬‬
‫حتمل الشدَّ ة و َيحتمل الكثرة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫اخل ِصم ِمن ِص َي ِغ املبالغة؛ َف َي‬ ‫َيحتمل أن يكون املرا ُد‪ :‬الشديد اخلصومة فإن ْ َ‬
‫النبي ‪ ‬أن الكذب ال يجوز في‬ ‫ووقت الدعابة؛ َّبني ُّ‬ ‫َ‬ ‫حال املزاح‬ ‫الناس قد يتساهلون في الكذب َ‬ ‫‪َ 6‬ل َّما كان ُ‬
‫الصدق في هذه احلالة منز ًال في وسط اجلنة‪ ،‬وقد ورد التهديد اخلاص ملن َك َذ َب‬ ‫َ‬ ‫وض ِم َن ملن التزم‬ ‫هذه األحوال‪َ ،‬‬
‫إلضحاك اآلخرين‪ ،‬وما ذلك إال خلطورته وسهولة اجنراف النفس فيه مع تشجيع األصحاب‪ ،‬ومحبة الظهور‬
‫َ‬
‫ضحك‬ ‫سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪َ « :‬و ْي ٌل ِل َّلذي ُي َحدِّ ُث باحلديث ِل ُي‬ ‫ُ‬ ‫وال َّت َصدُّ ر؛ فعن معاوية بن َح ْيدَ َة ‪ ‬قال‪:‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬فتح الباري ‪.١٨٠/١٣‬‬
‫‪83‬‬
‫كذب‪َ ،‬و ْي ٌل له‪َ ،‬و ْي ٌل له»(((‪ ،‬وقد كان ِمن خُ لق النبي القدو ِة ‪ ‬أنه ميزح باحلق؛ فعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫به القو َم َف َي ِ‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إنك تُداعبنا؟! قال‪ِ « :‬إنِّي ال أ ُق ُ‬
‫ول إال ح ًّقا»(((‪.‬‬
‫سن خُ ُل ِق ِه‪:‬‬
‫ال ُلقِ مع الناس كا َّفة‪ ،‬ومع املؤمنني خاصة‪ ،‬وأولى الناس ب ُِح ِ‬ ‫يحرص على ُحسن ْ ُ‬
‫َ‬ ‫‪ 7‬ينبغي للمسلم أن‬
‫والدا ُه وإخوانُه‪ ،‬وأقار ُبه‪ ،‬وجيرانُه‪.‬‬
‫ال ْل ِم والصفح والتواضع ولني اجلانب والكرم والكلمة الطيبة‬ ‫‪ُ 8‬حسن اخللق يشمل مكار َم األخالق ك َّلها؛ ِمن ْ ِ‬
‫وف‪َ ،‬و َك ُّف‬ ‫ال ُلقِ ‪« :‬هو َب ْس ُط ا ْل َو ْج ِه‪َ ،‬و َب ْذ ُل ْالَ ْع ُر ِ‬
‫هلل بن ْالُ َبا َر ِك رحمه اهلل تعالى في َو ْص ِف ُح ْس ِن ْ ُ‬
‫وغيرها‪ ،‬قال عبدا ِ‬
‫(((‬
‫ال َذى»‬ ‫َْ‬
‫وتعامل الناس معه‬ ‫ُ‬ ‫والطمأنين ِة‪،‬‬ ‫الس ِكي َن ِة ُّ‬ ‫ُ‬
‫حصول َّ‬ ‫ال ُلقِ فوائدُ ومصا ِل ُح كثير ٌة على األفراد واملجتمع منها‪:‬‬ ‫‪ُ ِ 9‬لسن ْ ُ‬
‫وشيوع ا ُأللفة واحمل َّبة بني الناس‪ ،‬وال ُقدو ُة احلسنة‪ ،‬والدعو ُة إلى اهلل تعالى‪ ،‬وغي ُر ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫بالِث ِْل‪،‬‬
‫زكى‬ ‫هلل ‪َ ‬أ ْح َس َن الناس خُ ُل ًقا»(((‪ ،‬وقد َّ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫أحسن الناس خُ ُل ًقا‪ ،‬قال َأ َن ِس بن َما ِل ٍك ‪َ :‬‬
‫«كان‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪‬‬
‫‪ 10‬كان ُّ‬
‫ﱪ [القلم‪ ،]4 :‬وقال اهلل تعالى آ ِم ًرا له مبجامع األخالق‪:‬‬ ‫اهلل تعالى أخالق رسو ِل ِه ‪ ‬فقال‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األعراف‪ ،]199 :‬قيل‪ :‬معناها‪ :‬أن ت َِص َل َم ْن َق َط َع َك‪ ،‬وت َْع ِط َي‬ ‫ﱫ‬
‫أجمع ِلَ َكا ِر ِم األخالق‬ ‫ُ‬ ‫َم ْن َح َر َم َك‪ ،‬وت َْع ُف َو َع َّم ْن َظ َل َم َك‪ ،‬وقال جعف ُر الصادق رحمه اهلل تعالى‪ :‬ليس في القرآن آي ٌة‬
‫(((‬
‫منها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود بنحوه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والبخاري في األدب املفرد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الترمذي ‪ ،)2005( 363/4‬ونقل النووي وغيره عن احلسن البصري نحوه (شرح النووي على صحيح مسلم ‪ ،78/15‬اآلداب الشرعية ‪.)197/2‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬فتح الباري ‪ ،306/8‬وفيض القدير ‪ ،489 / 3‬ومدارج السالكني ‪.304/2‬‬

‫‪84‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫للجدال املذموم مفاسد كثيرة‪ ،‬اجمعها ثم صنفها إلى ما يأتي‪:‬‬
‫ما يؤثر في أخالقيات املجتمع‬ ‫ما يؤثر في العالقات‬ ‫ما يؤثر في نفسية املجادل‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قيلت أمثال كثيرة في ذم الكذب ومدح الصدق‪ ،‬اذكر اثنني منها‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫ُحسن ْ ُ‬
‫اخللقِ من األعمال الفاضلة‪ ،‬وكان ‪ِ ‬من أحسن الناس خُ ل ًقا‪ ،‬اذكر موق ًفا من حياته ‪‬‬
‫يظهر فيه ذلك‪.‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫(زعيم‪ ،‬ربض‪ ،‬املراء) استخدم الكلمات السابقة في جمل من إنشائك‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫(اجلنة منزلة واحدة) استفد من احلديث في الرد على من زعم ذلك‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ف ِّرق بني اجلدال املذموم واجلدال احملمود‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ما اآلداب التي يستحب ملن دخل في حوار أن يتأدب بها؟‬ ‫‪4‬‬
‫دل احلديث على فضل حسن اخللق‪ِّ ،‬بني كيف ميكن حتصيل األخلق احلسنة‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫اقرأ ترجمة أبي أمامة ‪ ،‬ثم اذكر موق ًفا أعجبك من مواقفه‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪85‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪Éã‬ل‪�Y å‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأ�س‪Ñ‬ا‪ Ü‬ال¨†س‪ Ö‬وب‪ƒ‬ا‪Y‬ث¬‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬ال¨†س‪ Ö‬امل‪ë‬م‪ Oƒ‬وال¨†س‪ Ö‬امل‪ò‬م‪.Ωƒ‬‬
‫ت‪û‬سر‪ƒb ì‬ل¬ ‪{ :‬ل ‪n‬ت¨ ‪†rn‬س ‪.zÖr‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ƒ£N è‬رة ال¨†س‪ Ö‬وا‪KB‬ار√ ‪Y‬لى ال‪Ø‬ر‪ O‬وامل‪é‬تم™‪.‬‬
‫ت‪†a ÚÑ‬س‪ π‬ا◊لم و‪c‬ي‪Ø‬ية ا‪c‬ت‪ù‬ساب¬‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬

‫كثيراً ما تشاهد إنسان ًا ثار غضبه‪.‬‬


‫ما التغيرات التي حتدث له حني الغضب؟‬
‫ما مدى قدرته على السيطرة على نفسه وهو غضبان؟‬
‫راض عن تصرفاته أثناء غضبه؟‬ ‫هل هو ٍ‬
‫ما النتائج املترتبة على تصرفات املغضب؟‬
‫النبي ‪ ‬من الغضب خلطورته وملا يترتب عليه‪ ،‬فكانت وصي ًة يوصي بها َمن استوصاه كما في هذا‬ ‫لقد َّ‬
‫حذر ُّ‬
‫احلديث‪:‬‬

‫قال ِلل َّنب ِِّي ‪َ :‬أ ْو ِص ِني‪ ،‬قال‪» :‬ل َت ْغ َض ْب«‪َ ،‬ف َر َّد َد‬
‫ال َ‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن َر ُج ً‬
‫(‪)1‬‬
‫كرر عليه‬ ‫ِم َر ًارا‪ ،‬قال‪َ » :‬ل َت ْغ َض ْب«‪.‬‬
‫طـــــلـــــب‬
‫الوصية‬
‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫اكتب موق ًفا ألبي هريرة ‪ُّ ‬‬
‫يدل على حرصه على العلم‪.‬‬
‫‪.....................................................‬‬
‫‪....................................................‬‬
‫‪.....................................................‬‬
‫‪.....................................................‬‬

‫إرشادات احلديث‬
‫‪ 1‬الغضب َغرِي َز ٌة ِمن الغرائز‪ ،‬وله وظيفة كبيرة في الدفاع عن حرمات اهلل وحقوق النفس واملسلمني‪ ،‬وقد جاء‬
‫اإلسلم بتوجيه هذه الغريزة وتهذيبها‪ ،‬ووضعها في مكانها املناسب‪.‬‬
‫‪ 2‬دلَّت األدلة الشرعية على أن الغضب غير احملمود يكون من الشيطان الرجيم؛ فهو يثيره و ُيغ َِّذيه ويأمر به؛ فإن‬
‫الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم؛ ولذلك فينبغي للمسلم أن ال يستسلم للشيطان الرجيم ويجري في‬
‫لن ِع ْندَ النبي ‪َ ‬ون َْح ُن ِع ْندَ ُه ُج ُل ٌ‬
‫وس‪َ ،‬و َأ َح ُد ُه َما َي ُس ُّب‬ ‫هواه؛ ففي حديث ُس َل ْي َمانَ بنِ ُص َر ٍد ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪ْ :‬اس َت َّب َر ُج ِ‬
‫اح َب ُه ُمغْ َض ًبا قد ْاح َم َّر َو ْج ُه ُه‪ ،‬فقال ال َّن ِب ُّي ‪ِ « :‬إنِّي َأل ْع َل ُم َك ِل َم ًة لو َقا َل َها َل َذ َه َب عنه ما َي ِج ُد؛ َل ْو َ‬
‫قال‪َ :‬أ ُعو ُذ‬ ‫َص ِ‬
‫(‪)٢‬‬
‫يم»‪.‬‬ ‫الش ْي َط ِان َّ‬
‫الر ِج ِ‬ ‫هلل من َّ‬‫ِبا ِ‬
‫‪ 3‬ينبغي للمسلم أن يجتهد في دفع الغضب عن نفسه حني ورود أسبابه و َي ْحلم على من أغضبه‪ ،‬فإن لم َي ْحلم‬
‫احل ْل َم‪ ،‬ومن لم يستطع ذلك فإنه يجتهد في دفع الغضب بعد حصوله بأن ال يفعل ما ال يحمد عليه‪،‬‬ ‫فليتكلف ْ ِ‬
‫ومن الوسائل التي تدفع الغضب‪:‬‬
‫ان ِبن ُص َر ٍد ‪ ‬املتقدم‪.‬‬ ‫اأ االستعاذة باهلل من الشيطان الرجيم؛ حلديث ُس َل ْي َم َ‬
‫ب الوضوء‪.‬‬
‫جالسا فليضطجع‪.‬‬ ‫قائما فليجلس‪ ،‬وإن كان ً‬ ‫ج تغيير الهيئة التي هو عليها فإن كان ً‬
‫د البعد عن محل الغضب وسببه‪ ،‬وذلك باخلروج من املوضع الذي فيه ما أوجب غضبه‪ ،‬حتى يهدأ ويزول‬
‫غضبه؛ ألن بقاءه عند سبب الغضب وموضعه يزيد من هيجان الغضب‪.‬‬
‫هـ السكوت وترك الكلم في املوضوع الذي غضب بسببه‪.‬‬
‫‪ِ ì‬ذ ْك ُر اهلل تعالى باالستغفار وغيره؛ ألن الغضب من الشيطان وهو َي ْخ َن ُس عند ِذ ْك ِر اهلل تعالى‪ ،‬وألن ِّ‬
‫الذك َر‬
‫ُطمأنين ٌة للقلب وراح ٌة للنفس‪.‬‬
‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫النبي ‪َ :‬‬
‫«ال تَغْ َض ْب» َي ْش َم ُل أم َرين‪:‬‬ ‫‪ 4‬قول ِّ‬
‫كال ْلم والتواضع واحتمال األذى والصفح والعفو وكظم الغيظ‬ ‫اإلنسان باألخالق احلسنة ْ ِ‬ ‫ُ‬ ‫األول‪ :‬أن َي َت َخ َّلقَ‬
‫(((‬
‫قال‪« :‬إ َِّنَا ْ ِ‬
‫ال ْل ُم بِال َّت َح ُّل ِم»‪.‬‬ ‫والطالق ِة والبِشر‪ ،‬ففي األثر عن أبي الدَّ ْر َدا ِء ‪َ ‬‬ ‫َّ‬
‫غضب فإنه ال يعمل مبقتضاه‪ ،‬بل يجاهد نفسه على ترك االنتقام أو‬ ‫ٌ‬ ‫اإلنسان إذا َح َص َل منه‬
‫َ‬ ‫والثاني‪ :‬أن‬
‫ﱪ [الشورى‪ ،]37 :‬وقال‪:‬‬ ‫التهديد والوعيد أو املقاتلة ونحوها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [آل عمران‪.]134 :‬‬ ‫ﱫ‬
‫الغضب نوعان‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪5‬‬
‫غضب محمو ٌد‪ :‬وهو الغضب هلل تعالى غيرة على انتهاك حرمات الشريعة‪ ،‬مثل‪ :‬الغضب عند الهجوم‬ ‫ٌ‬ ‫�أ‬

‫على العقيدة أو أحكام الشريعة‪ ،‬أو اجلرأة على اهلل تعالى أو كتابه أو رسوله ‪ ،‬والغضب غيرة على‬
‫محارم اإلنسان ومحارم املسلمني‪ ،‬أو عند ارتكاب احملرمات‪.‬‬
‫وهذا الغضب يجب أن يكون مضبوطً ا باألحكام الشرعية‪.‬‬
‫غضب مذمو ٌم‪ :‬وهو الغضب للنفس ألي سبب من األسباب‪ ،‬مثل‪ :‬غضب أحد الزوجني من اآلخر إذا‬ ‫ٌ‬ ‫ب‬

‫قصر في بعض حقه‪ ،‬وغضب األب على ولده إذا أفسدَ شي ًئا في املنزل‪ ،‬وغضب األخ على أخيه بسبب‬ ‫َّ‬
‫قصر في ِخدمته‪.‬‬ ‫أمر من الدنيا‪ ،‬وغضب الشخص على خادمه إذا َّ‬ ‫ٍ‬
‫العرض‪ ،‬وراحة اجلسد‪ ،‬واجتالب احلمد‪،‬‬ ‫ال ْل ُم من أشرف األخالق‪ ،‬وأحقها بذوي األلباب؛ ملا فيه من سالمة ِ‬ ‫‪ِْ 6‬‬
‫احلليم‪ ،‬وإمنا إذا َثا َر به الغضب عند‬‫ُ‬ ‫يغضب‬
‫َ‬ ‫الغضب‪ ،‬وليس من شرطه أال‬ ‫ِ‬ ‫ضبط النفس عند َه َي َج َ‬
‫ان‬ ‫ال ْل ِم‪ُ :‬‬ ‫وحدُّ ْ ِ‬‫َ‬
‫وقل ُم ْبغضوه‪ ،‬وع َل ْت منزلته عند الناس‪.‬‬ ‫وجود أسبابه ك َّفه‪ ،‬وأطفأ ثائرته ب ِِح ْل ِم ِه‪ ،‬ومن اتصف به كثر ُم ِح ُّبوه‪َّ ،‬‬
‫التخ ُّلق به والسيطرة على نفسه حني‬ ‫والتحك َم فيه خُ ُل ٌق ُم ْك َت َس ٌب؛ ف ُي ْمكن لإلنسان َ‬ ‫ُّ‬ ‫احلديث على أن ترك الغضب‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 7‬‬
‫دل‬
‫الش ِديدُ الَّذي يَ ْ ِل ُك َن ْف َس ُه ِع ْندَ ا ْل َغ َض ِب»‪ .‬متفق عليه ‪.‬‬
‫(((‬
‫ِالص َر َع ِة؛ إمنا َّ‬
‫الش ِديدُ ب ُّ‬‫قول النبي ‪َ « :‬ل ْي َس َّ‬‫الغضب‪ ،‬ويؤيده ُ‬
‫الرجل عن الغضب ملا له من اآلثار السيئة على الفرد واألسرة واملجتمع‪ ،‬فمن آثاره على الفرد‪:‬‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪‬‬ ‫‪ 8‬إمنا نهى ُّ‬
‫�أ انعزال الشخص الغضوب عن املجتمع وجتنب الناس التعامل معه‪.‬‬
‫ب اتخاذ القرارت اخلاطئة وفعل ما يندم عليه‪.‬‬
‫ج إصابته ببعض األمــراض التي قد يسببها الغضب مثل‪ :‬اجللطات الدماغية‪ ،‬وقرحة املعدة‪ ،‬والقولون‬
‫العصبي‪.‬‬
‫د الغضوب يتأثر بالتوافه ويضخم الصغائر حتى تأخذ من وقته وصحته وتفكيره الشيء الذي ال تستحقه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو خيثمة‪ ،‬وابن حبان‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫و ِمن آثاره على األسرة واملجتمع‪:‬‬ ‫ ‬
‫�أ توليد العداوة والبغضاء والكراهية بني األفراد واألسر‪.‬‬
‫ب إيجاد القطيعة بني أفراد األسرة الواحدة‪ ،‬وبني اجليران واألصدقاء‪.‬‬
‫ج حصول املشاجرات وسفك الدماء‪.‬‬
‫د تفكك األسرة حني يقع الشجار بني الزوجني وينتج عنه الطالق‪.‬‬
‫‪ 9‬قال بعض الصحاب ِة ‪ ‬مع ِّل ًقا َعلى َو ِص َّي ِة ال َّنب ِِّي ‪ ‬بترك الغضب‪َ :‬ف َّك ْر ُت حني َ‬
‫قال ال َّنب ُِّي ‪ ‬ما قال؛ فإ َذا ا ْل َغ َض ُب‬
‫بعض العلماء رحمهم اهلل تعالى‪َ :‬ج َم َع ال َّنب ُِّي ‪ ‬في قوله‪َ :‬‬
‫«ال تَغْ َض ْب» َخ ْي َر الدنيا‬ ‫الش َّر ُك َّل ُه‪ .‬قال ُ‬
‫(((‬
‫َي ْج َم ُع َّ‬
‫(((‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫احلديث على ُجملة من اآلداب التي ينبغي أن يتحلى بها الناصح‪ ،‬فمنها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 10‬دلَّ‬
‫�أ إرشا ُد املنصوح إلى ما يهمه ويناسبه‪ ،‬بكالمٍ واضح ومختصر‪.‬‬
‫ب عد ُم السآمة من تكرار طلب النصيحة‪ ،‬وال من تكرار النصيحة‪.‬‬
‫احلرص على توجيه الناس ِلَا في ِه َن ْف ُع ُهم في ِدينهم و ُدنياهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ج‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زمالئك في جمع ثالث وسائل للتحكم في الغضب وضبط النفس‪ ،‬ثم اكتبها في‬
‫لوحةٍ وع ِّلقها في فناء املدرسة‪.‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫يكثر الندم على مواقف حصلت بسبب الغضب‪ ،‬اكتب‪-‬في دفترك‪ -‬قصة واقعية مختصرة‬
‫ظهر فيه هذا املعنى جل ًّيا‪.‬‬

‫(‪ )2‬فتح الباري ‪.520/10‬‬ ‫ ‬


‫(‪ )1‬رواه أحمد‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما َد ْو ُر الشيطان في إثارة الغضب؟‬ ‫‪1‬‬
‫متى يكون الغضب محمو ًدا؟‬ ‫‪2‬‬
‫ما املراد بقوله ‪« :‬ال تغضب»؟‬ ‫‪3‬‬
‫ما آثار الغضب على الفرد واملجتمع؟‬ ‫‪4‬‬
‫ما ال َعلقة بني الغضب والشجاعة؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪90‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الرا‪H‬ع ‪�Y‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ستن‪ §Ñ‬و‪ ¬L‬ت‪û‬س‪Ñ‬ي¬ ال�ست‪î‬ارة بال‪ù‬س‪ƒ‬رة م‪ ø‬ال≤را‪.¿B‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ا◊‪µ‬مة م‪ ø‬م‪û‬سرو‪Y‬ية ‪U‬س‪Ó‬ة ال�ست‪î‬ارة‪.‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬ا◊ال‪ ä‬الت» ت‪û‬سر´ ‪a‬يها ‪U‬س‪Ó‬ة ال�ست‪î‬ارة وا◊ال‪ ä‬الت» ل ت‪û‬سر´ ‪a‬يها‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬الأم‪ƒ‬ر الت» ت‪ù‬ست‪ Öë‬لها ال�ست‪î‬ارة‪.‬‬
‫ت‪cò‬ر م‪Vƒ‬س™ ‪YO‬ا‪ A‬ال�ست‪î‬ارة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪k KÓK è‬ا م‪ƒa ø‬ا‪ óF‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪LÎ‬م ÷ابر ‪.‬‬

‫ماذا تفعل إذا ترددت بني أمرين أيهما تفعله؟‬


‫ما األمور التي ميكن أن تفعلها وجتعلك ال تندم على أمر فعلته؟‬
‫ع َّلمنا النبي ‪ ‬االستخارة عند الهم بفعل أمر مباح أو التردد بني أمرين ال تعلم في أيهما املصلحة واخلير‪ ،‬كما‬
‫في احلديث اآلتي‪:‬‬

‫ور ِة من ا ْلق ُْر ِآن‪ِ » :‬إذَا‬ ‫الس َ‬ ‫الس ِت َخ َار َة في ا ُأل ُمو ِر ُك ِّل َها َك ُّ‬
‫عن َجاب ٍِر ‪ ‬قال‪ :‬كانَ ال َّنب ُِّي ‪ُ ‬ي َع ِّل ُم َنا ْ‬
‫ير َك ِب ِع ْل ِم َك‪،‬‬ ‫هم ِإنِّي َأ ْس َت ِخ ُ‬ ‫يقول‪ :‬ال َّل َّ‬
‫ُ‬ ‫يض ِة‪ُ ،‬ث َّم‬
‫ني من غَ ْي ِر ا ْلف َِر َ‬‫َه َّم َأ َح ُد ُك ْم بِا َأل ْم ِر َف ْل َي ْر َك ْع َر ْك َع َت ْ ِ‬
‫يم‪َ ،‬فﺈن ََّك َتقْ ِد ُر ول َأ ْق ِد ُر‪َ ،‬و َت ْع َل ُم و َل َأ ْع َل ُم‪َ ،‬و َأ ْن َت‬‫َو َأ ْس َتقْ ِد ُر َك ِبق ُْد َر ِت َك‪َ ،‬و َأ ْس َأ ُل َك ِم ْن َف ْض ِل َك ا ْل َع ِظ ِ‬
‫اشي َو َعا ِق َب ِة َأ ْم ِر ْ‬
‫ي‪-‬أو‬ ‫هم ْإن ُك ْن َت َت ْع َل ُم َأ َّن هذا ا َأل ْم َر َخ ْي ٌر ِلي في ِدي ِني َو َم َع ِ‬ ‫وب‪ ،‬ال َّل َّ‬ ‫ال ُم ا ْل ُغ ُي ِ‬‫َع َّ‬
‫آج ِل ِه‪َ -‬فا ْق ُد ْر ُه لي َو َي ِّس ْر ُه لي‪ُ ،‬ث َّم َبار ِْك لي ِفي ِه‪َ ،‬وإ ِْن ُك ْن َت َت ْع َل ُم َأ َّن هذا‬ ‫اج ِل َأ ْم ِري َو ِ‬ ‫ال‪ :‬في َع ِ‬ ‫َق َ‬
‫آج ِل ِه‪َ -‬ف ْ‬
‫اص ِر ْف ُه َع ِّني‬ ‫اج ِل َأ ْم ِري َو ِ‬ ‫قال‪ :‬في َع ِ‬ ‫اشي َو َعا ِق َب ِة َأ ْم ِري‪ -‬أو َ‬ ‫ا َأل ْم َر شَ ﱞر ِلي ِفي ِدي ِني َو َم َع ِ‬
‫(‪)1‬‬
‫اج َت ُه)«‪.‬‬ ‫(و ُي َس ِّمي َح َ‬ ‫اخل ْي َر َح ْي ُث كانَ ‪ُ ،‬ث َّم َر ِّض ِني ِب ِه‪َ ،‬‬ ‫اص ِر ْف ِني َعن ُه‪َ ،‬وا ْق ُد ْر ِلي ْ َ‬ ‫َو ْ‬
‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه البخاري (‪.)١١٦٢‬‬

‫‪91‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫جابر بن عبداهلل بن َع ْمرِو بن َح َر ٍام األنصاري‪ ،‬هو وأبوه صحابيان‪.‬‬

‫مناقبه‬
‫هلل ‪ِ ‬ت ْس َع َع ْش َر َة َغ ْز َو ًة‪.‬‬ ‫‪ 1‬شهد مع رسول ا ِ‬
‫‪َ 2‬شهِ دَ بيع َة العقبة الثانية مع والده‪ ،‬وكان أص َغ َرهم‪.‬‬
‫‪َ 3‬شهِ دَ بيع َة الرضوان‪.‬‬
‫يشتري‬
‫َ‬ ‫خمسا وعشرين مرة‪ ،‬وذلك أنه أراد أن‬ ‫النبي ‪ً ‬‬ ‫‪ 4‬استغفر له ُّ‬
‫هلل َيغْ ِف ُر لك»‪ ،‬قال‬ ‫من ُه َب ِعي َر ُه‪ ،‬فقال له‪َ « :‬أ َتبِي ُع ِني ِه ب َِك َذا َو َك َذا‪َ ،‬وا ُ‬
‫هلل‪ ،‬فكرر عليه النبي ‪َ « :‬أ َتبِي ُع ِني ِه ب َِك َذا‬ ‫جابر‪ :‬هو لك يا َنب َِّي ا ِ‬
‫رمذي‪:‬‬
‫هلل(‪ ،)١‬ولل ِّت ِّ‬ ‫هلل َيغْ ِف ُر لك»‪ ،‬قال جابر‪ :‬هو لك يا َنب َِّي ا ِ‬ ‫َو َك َذا‪َ ،‬وا ُ‬
‫(‪)٢‬‬
‫هلل ‪َ ‬ل ْي َل َة ا ْل َب ِعي ِر َخ ْم ًسا َو ِع ْشر َ‬
‫ِين َم َّر ًة‪.‬‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْاس َتغْ َف َر لي‬

‫معالم من حياته‬
‫‪ 1‬تخ َّلف عن غزوة بدر و ُأحد ألن والده ‪ ‬كان يخ ِّلفه على رعاية أخواته ال ِّتسع‪ ،‬فلما استشهد‬
‫والده في غزوة أحد َح َض َر بقية الغزوات مع النبي ‪ ،‬فكان أولها غزوة حمراء األسد‪.‬‬
‫ات‪َ ،‬ف َك َ‬
‫ان َجا ِب ٌر َي ُعولُ ُه َّن َو ُي ْن ِف ُق َع َل ْيهِ َّن‪،‬‬ ‫كان َجا ِب ٌر قد ُق ِت َل َأ ُبو ُه يو َم ُأ ُح ٍد‪َ ،‬و َت َر َك َب َن ٍ‬
‫الترمذي‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ 2‬قال‬
‫(‪)٣‬‬
‫يث عن َجاب ٍِر نح ُو هذا‪.‬‬ ‫َ‬
‫وكان النبي ‪َ ‬ي َب ُّر َجاب ًِرا َو َي ْر َح ُم ُه لذلك؛ َهك َذا ُرو َِي في َح ِد ٍ‬ ‫َ‬
‫‪ 3‬كان من فقهاء الصحابة ‪ ،‬ومن املكثرين للرواية عن النبي ‪.‬‬
‫أعوا ًما وتفرد بالفتوى والتحديث‪.‬‬ ‫‪ 4‬كان مفتي املدينة في زمانه‪ ،‬عاش بعد ابن عمر‬

‫وفاته‬
‫مات باملدينة سنة ‪٧٨‬هـ بعد ما ُك َّف بصره‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫ِيب‪ ،‬والنسائي في السنن الكبرى‪ ،‬وصححه ابن حبان ‪.)٧١٤٢( ٩١/١٦‬‬
‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫غ‬ ‫يح‬ ‫ِ‬
‫ح‬ ‫ص‬ ‫ن‬
‫َ َ ٌ َ ٌ‬‫س‬ ‫ح‬ ‫ٌ‬
‫يث‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫وقال‪:‬‬ ‫الترمذي‪،‬‬ ‫(‪ )٢‬رواه‬
‫(‪ )٣‬سنن الترمذي‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫إرشادات احلديث‬

‫كل ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم‪ ،‬وفي هذا احلديث ما‬ ‫حريصا على تعليمهم َّ‬ ‫ً‬ ‫رحيما بأ َّمته‬
‫ً‬ ‫النبي ‪‬‬
‫‪ 1‬كان ُّ‬
‫َ‬
‫القرآن الكر َمي‪.‬‬ ‫الذك َر كما يعلمهم‬ ‫يدل على أنه كان يكرر عليهم التعليم ويح ِّفظهم ِّ‬
‫تركه‪ ،‬وهي ُس َّن ٌة‬ ‫أمر يريد فع َله أو َ‬ ‫االس ِت َخا َر ُة هي‪ :‬أن يطلب املسلم من اهلل تعالى أن يختار له ما فيه اخلير في ٍ‬ ‫ْ‬ ‫‪2‬‬
‫أمرا من املباحات وال يكون عاز ًما عليه‪ ،‬سواء أكان عنده تردد في الفعل أم لم يكن‬ ‫عندما يريد املسلم أن يفعل ً‬
‫عنده تردد فإنه يستخير اهلل تعالى فيه‪ ،‬مثل‪ :‬التخصص الذي يريد دراسته‪ ،‬أو اجلامعة التي يريد الدراسة فيها‪،‬‬
‫أو الوظيفة‪ ،‬أو الزواج‪ ،‬أو شراء منزل واستئجاره‪ ،‬أو السفر‪.‬‬
‫‪ 3‬ال تشرع االستخارة في عدَّ ة أحوال‪:‬‬
‫اأ فعل الطاعات احملضة كاحلج والعمرة‪ ،‬ولكن تشرع االستخارة في وقت الذهاب أو الرفقة التي يصحبها‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬أو في حال تعارض املستحبات فيستخير في األخذ بأحدها‪.‬‬
‫ب فعل احملرمات واملكروهات؛ ألنها مما ال يحبه اهلل تعالى وال يرضاه‪.‬‬
‫‪ 4‬السنة عند إرادة االستخارة صل ُة ركعتني نافلةً‪ ،‬ثم يدعو بعد السلم بهذا الدعاء املذكور في احلديث‪َ ،‬و ُي َس ِّمي‬
‫اشي َو َعا ِق َب ِة َأ ْمرِي َفا ْقدُ ْر ُها لي‬ ‫خيرا ِلي في ِدي ِني َو َم َع ِ‬
‫مثل‪ :‬إن كانت فلنة ً‬ ‫اج َت ُه فيقول في االستخارة في الزواج ً‬ ‫َح َ‬
‫خيرا لي‪ ..‬إلخ‪.‬‬ ‫َو َي ِّس ْرها لي‪ُ ،‬ث َّم َبار ِْك لي ِفيها‪ ..‬إلخ‪ ،‬ويقول في الوظيفة‪ :‬إن كانت الوظيفة الفلنية ً‬
‫‪ 5‬صلة االستخارة ركعتان نافلة مثل بقية النوافل‪َ ،‬يقرأ فيهما بفاحتة الكتاب وما ت َي َّس َر‪ ،‬وال يصليهما في وقت‬
‫وقت النهي؛ فيجوز ألنها تكون حينئذ من ذوات‬ ‫وت و َيحتاج للستخارة َ‬ ‫النهي إال إذا كان ما يستخير فيه مما َي ُف ُ‬
‫وقت النهي‪.‬‬ ‫األسباب التي تُصلى َ‬
‫كتاب أو ورقةٍ ‪.‬‬ ‫أجمع للقلب‪ ،‬وإن لم يحفظه قر َأه من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 6‬دعاء االستخارة يقرؤه اإلنسان من ِحفظه إن َت َي َّس َر ألنه‬
‫يسره اهلل له‪ .‬وإن َو َجدَ في قلبِه انصرافًا عن األمر ورغب ًة‬ ‫خيرا ّ‬
‫‪ 7‬إذا استخار اهلل تعالى فإنه ميضي ملا أراده‪ ،‬فإن كان ً‬
‫اص ِر ْف ِني‬ ‫اخلي َر ِة فيه؛ لقوله في احلديث‪َ « :‬ف ْ‬
‫اص ِر ْف ُه َع ِّني َو ْ‬ ‫دليل على عدم ْ ِ‬ ‫انقباضا وصدو ًدا‪ ،‬أو َت َع ُّس ًرا؛ فهذا ٌ‬
‫ً‬ ‫عنه أو‬
‫(‪)١‬‬
‫َعن ُه»‪.‬‬
‫وتوك ِله عليه وحده‬ ‫ودليل َع َلى تَع ُّلقِ العبد بر ِّب ِه ُّ‬ ‫ٌ‬ ‫وإخلص في دعائه وحدَ ُه ال شريك له‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫االس ِت َخا َر ُة جلو ٌء إلى اهلل تعالى‬
‫‪ْ 8‬‬
‫وتعظيمه سبحانه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال شريك له‪ ،‬واعتما ِد ِه عليه في جميع شؤو ِن ِه؛ كما أن فيها إظها َر االفتقا ِر إليه ور َّد العلم ل ُه‪،‬‬

‫(‪ )١‬فتاوى ابن عثيمني ‪.٣٢٢-٣٢١/١٤‬‬

‫‪93‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫احفظ دعاء االستخارة‪ ،‬ثم َس ِّم ْع ُه على معلمك أو زميلك‪.‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫ح ّلل عبارات دعاء االستخارة حسب التقسيم اآلتي‪:‬‬
‫العبارات الدالة عليه‬ ‫عناصر التحليل‬
‫أسماء اهلل احلسنى الواردة في الدعاء‬
‫ألفاظ سؤال اهلل تعالى‬
‫ألفاظ تدل على التعلق باهلل‬
‫ألفاط تدل على إظهار احلاجة واالفتقار لعون اهلل‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫ً‬
‫أعمال تشرع لها االستخارة تنوي القيام بها‪ ،‬وقس أثر االستخارة على إقبالك على‬ ‫اكتب‬
‫العمل ورضاك بنتائجه‪.‬‬
‫الرضا بالنتائج‬ ‫االستخارة له‬ ‫العمل‬

‫‪94‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬علم يدل تشبيه تعليم االستخارة بتعليم السورة من القرآن؟‬
‫‪ 2‬ما احلكمة من مشروعية االستخارة؟‬
‫‪ِّ 3‬بني احلاالت التي يشرع لها االستخارة من اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬أراد احلج في إحدى احلملت فتردد في اختيار احلملة املناسبة‪.‬‬
‫‪ ‬تردد في السفر للدراسة بني بلد مسلم وبلد غير مسلم وقد استويا في جودة الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬تقدم المرأة خاطبان كلهما ممن يرضى دينه وأمانته‪.‬‬
‫‪ ‬أراد صيام األيام البيض في شهر شديد حره‪.‬‬
‫‪ 4‬متى يقدم اإلنسان على الفعل أو يحجم عنه بعد االستخارة؟‬

‫‪95‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ا‪Éÿ‬م�‪�Y ¢‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫‪o‬تع‪ O uó‬ال‪ù‬س‪ ™Ñ‬امل‪ƒ‬ب≤ا‪.ä‬‬
‫‪o‬ت ‪p Èr n‬ه‪Y oø‬لى اأ¿ ال‪ù‬س‪ ™Ñ‬امل‪ƒ‬ب≤ا‪ ä‬م‪Ñc ø‬ا‪F‬ر ال‪ò‬ن‪.܃‬‬
‫ت‪ü‬س ‪u‬ن∞ ال‪ù‬س‪ ™Ñ‬امل‪ƒ‬ب≤ا‪ ä‬ا‪E‬لى ما ‪ ÖLƒj‬ال‪ص‬ر وما ل ‪.¬ÑLƒj‬‬
‫ت‪£N ÚÑ‬ر ‪ πc‬م‪ :ø‬ال‪û‬سر∑‪ ،‬ال‪ù‬س‪ë‬ر‪b ،‬ت‪ π‬الن‪ ،¢ùØ‬واأ‪ πc‬الربا وما∫ اليتيم‪ ،‬الت‪‹ƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪ Ωƒj‬ال‪õ‬ح∞‪ ±òb ،‬امل‪üë‬سنا‪.ä‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬م‪ ø‬ا◊‪ åjó‬اأ�سل‪ƒ‬ب ‪k‬ا م‪ ø‬اأ�سالي‪T Ö‬س‪ ó‬انت‪Ñ‬ا√ ال‪ù‬سام™ وت‪û‬س‪.¬≤jƒ‬‬

‫تتفاوت الذنوب في شدة خطرها‪ ،‬وقد خص النبي ‪ ‬بعض الذنوب مبزيد ٍ‬


‫حتذير‪ ،‬ومن ذلك السبع املوبقات التي‬
‫بينها النبي ‪ ‬في احلديث اآلتي‪:‬‬

‫هلل‪ ،‬وما‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َات«‪ ،‬قالوا‪ :‬يا َر ُس َ‬ ‫الس ْب َع ْاملُو ِبق ِ‬ ‫»اج َت ِن ُبوا َّ‬
‫قال‪ْ :‬‬ ‫النبي ‪َ ‬‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َّ ‬أن َّ‬
‫الر َبا‪َ ،‬و َأ ْك ُل‬
‫ِاحل ِّق‪َ ،‬و َأ ْك ُل ِّ‬
‫الس ْح ُر‪َ ،‬و َق ْت ُل ال َّنفْ ِس التي َح َّر َم اهلل إل ب ْ َ‬ ‫»الش ْر ُك بِا ِ‬
‫هلل‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ُه َّن؟ قال‪ِّ :‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫ات ْامل ُ ْؤ ِم َن ِ‬
‫ات ا ْل َغا ِف َال ِت«‪.‬‬ ‫احمل َص َن ِ‬ ‫يم‪َ ،‬وال َّت َو ِّلي يوم َّ‬
‫الز ْح ِف‪َ ،‬و َق ْذ ُف ْ ُ ْ‬ ‫َمالِ ا ْل َي ِت ِ‬

‫(التحذير من الكبائر)‪ ،‬عنوان مناسب للدرس‪ ،‬اختر عنوان ًا آخر ترى أنه أنسب واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫اكتب بطاقة مختصرة للتعريف بأبي هريرة ‪ ‬حتوي‪ :‬اسمه ‪ -‬سبب‬
‫تكنيته ‪ -‬إسلمه‪.‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬
‫‪...................................................‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫‪ 1‬االجتناب هو ا ِال ْب ِت َعا ُد عن الشيء‪ ،‬وعن األسباب املوصلة إليه‪ ،‬وهذا األسلوب من النهي قد تك َّرر في القرآن‬
‫الكرمي والسنة النبوية عندما يراد التحذير من املعصية ومن جميع الطرق املؤ ِّد َية إليها؛ كما في قوله تعالى‪:‬‬
‫ﱪ [األنعا‪ ،]151 :Â‬وقوله‪:‬‬ ‫ﱪ [النحل‪ ،]36 :‬ونحوه قوله تعـالى‪ :‬ﱫ‬ ‫ﱫ‬
‫ﱪ [اإلسراء‪.]32 :‬‬ ‫ﱫ‬
‫‪ 2‬الذنوب املوبِقة هي التي تهلك صاحبها بوقوعه فيها حيث يعظم إثمها وخطرها حتى تودي بصاحبها إلى‬
‫الهلك في الدنيا واآلخرة‪ ،‬مما يدل على اهتمام الشرع وحرصه على اجتناب املسلم لها والبعد عن أسبابها‪.‬‬
‫والذنوب تنقسم إلى‪ :‬كبائر وصغائر‪ ،‬كما‬ ‫ُ‬ ‫باملُ ْه ِل َكات يدل على أنها من كبائر الذنوب‪،‬‬ ‫الذنوب ْ‬
‫ِ‬ ‫وص ُف ِ‬
‫بعض‬ ‫‪ْ 3‬‬
‫ِقات‪ ،‬وفيها كبائر أخرى ال تصل إلى درجة املوبِقات‪،‬‬ ‫إن الذنوب الكبيرة ليست على درجة واحدة؛ ففيها موب ٌ‬
‫والواجب على املسلم احلذ ُر من جميع الذنوب‪ ،‬ويكون حذ ُره من الكبائر أشدَّ ‪ ،‬ومن الكبائر املو ِب َقة أشدَّ وأشدَّ ‪.‬‬
‫الش ْر ُك هو‪ :‬صرف شيءٍ من العبادة لغير اهلل تعالى‪ ،‬وهو أعظم الذنوب وأشدُّ ها‪ ،‬وهو الذنب الوحيد الذي‬ ‫‪ِّ 4‬‬
‫الذن ِْب َأ ْع َظ ُم ِع ْندَ ا ِهلل؟ قال‪َ « :‬أ ْن َ ْجت َع َل ِ ِهلل ِن ًّدا وهو َخ َل َق َك» ‪،‬‬ ‫ال يغفره اهلل تعالى‪َ ،‬وملَّا ُسئل ُّ‬
‫النبي ‪َ :‬أ ُّي َّ‬
‫(‪)٢‬‬

‫الشرك َكبِيرِه وصغيرِه‪ ،‬واحلذ ُر من الوقوع فيه والتحذي ُر منه‪ ،‬والبعدُ عن‬ ‫ِ‬ ‫اجتناب‬
‫ُ‬ ‫كل مسلم‬ ‫فالواجب على ِّ‬
‫جميع األسباب ْاملُ ْف ِض َي ِة إليه‪.‬‬

‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫حذر‬‫النهي عن الشرك واألم َر بالتوحيد‪ ،‬وما جاء َنب ٌِّي إال وقد َّ‬ ‫َ‬ ‫‪ 5‬لقد كانت مهم ُة األنبياء عليهم السالم األولى‬
‫أمته من الشرك ودعاهم إلى التوحيد؛ فهو أ ّول األولويات‪ ،‬وبه ُيبدأ قبل باقي األحكام الشرعية‪.‬‬
‫‪ 6‬السحر من أكبر الكبائر‪ ،‬ويحصل بخضوع الساحر للشياطني التي ال تعينه على ِس ْح ِر ِه حتى يكف َر باهلل تعالى‪،‬‬
‫والواجب‬
‫ُ‬ ‫وأكل املال بالباطل‪،‬‬ ‫ِ‬
‫واإلفساد في األرض‪ِ ،‬‬ ‫ِولَا فيه من ال َّتع ُّلقِ بغير اهلل تعالى‪ ،‬وإيذا ِء اخللق واإلضرار بهم‪،‬‬
‫التعاون معهم بأي طريق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الس َح َر ِة والدخولِ إليهم أو‬ ‫ال َذ ُر من ِّ‬
‫السحر بأنواعه‪ ،‬والتحذي ُر من َّ‬ ‫على املسلم ْ َ‬
‫‪َ 7‬ق ْت ُل ال َّن ْف ِس البريئة من أشنع اجلرائم وأكبر الكبائر‪ ،‬ولذلك جاءت النصوص الشرعية بتعظيمه والتحذير منه‪،‬‬
‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬لن َي َز َال ْالُؤْ ِم ُن ِفي‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﱪ [النساء‪ ،]93 :‬وعن ابن عمر‬
‫ُف ْس َحةٍ ِم ْن ِدي ِن ِه َما َل ْم ُي ِص ْب َد ًما َح َرا ًما» ‪ ،‬ويدخل في النفوس املعصومة‪َ :‬‬
‫(((‬
‫املعاهدُ ؛ فعن عبد اهلل بن عمرو‬
‫(((‬
‫ني َعا ًما»‪.‬‬ ‫ُوجدُ ِم ْن َم ِسي َرة َأ ْر َب ِع َ‬ ‫ِيح َها ت َ‬ ‫وإن ر َ‬ ‫اه ًدا َل ْم َي َر ْح َرا ِئ َح َة ْ َ‬
‫ال َّن ِة‪َّ ،‬‬ ‫أن النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن َق َت َل ُم َع َ‬
‫ي‬ ‫النفس املعصوم ِة إال بعدَ زوالِ ِع ْص َم ِتها‪ ،‬وال يكون ذلك إال بارتكاب شيء يبيح قتلها‪ ،‬وقد َب َّ َ‬ ‫ِ‬ ‫‪ 8‬ال َي ِح ُّل ُ‬
‫قتل‬
‫ِإحدَ ى‬ ‫هلل إ َّال ب ْ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫هلل َو َأنِّي‬ ‫شافيا بقوله‪َ :‬‬
‫«ال َي ِح ُّل َد ُم ا ْمر ٍِئ ُم ْس ِل ٍم َي ْش َهدُ َأ ْن ال ِإ َل َه إ َّال ا ُ‬ ‫ال َّنب ُِّي ‪ ‬ذلك بيا ًنا ً‬
‫وط ِب َْن َج َع َل ا ُ‬ ‫ين ال َّتار ُِك ِل ْل َج َم َ‬
‫(((‬
‫هلل‬ ‫اع ِة»‪ ، .‬وهذا ال َق ْت ُل َم ُن ٌ‬ ‫ُ‬
‫واملارق ِم ْن ا ِل ِد ِ‬ ‫َث ٍ‬
‫الث‪ :‬ال َّن ْف ُس بِال َّن ْف ِس‪َ ،‬وال َّث ِّي ُب ال َّزا ِني‪،‬‬
‫ات على ا َأل ِئ َّم ِة ونش ٌر‬ ‫احلق ا ْف ِت َي ٌ‬
‫والسلطة على املسلمني‪ ،‬وليس منوطً ا بآحاد الناس‪ ،‬واجلرأة على هذا ِّ‬ ‫َل ُه الوِ الية ُّ‬
‫ونوع من اإلفساد في األرض يستحق فاعله العقوب َة البليغ َة‪.‬‬ ‫للفوضى بني الناس‪ٌ ،‬‬
‫‪َ 9‬أ ْك ُل ال ِّر َبا من أكبر الكبائر‪ ،‬ومع هذا فقد كثر أك ُله في زماننا‪ ،‬حتى َصدَ َق على كثير من الناس ما أخبر عنه‬
‫الل‪َ ،‬أ ْم ِم ْن َح َر ٍام»‪ ، .‬وما انتشاره‬
‫(((‬
‫ال؛ َأ ِم ْن َح ٍ‬‫ان ال ُي َبا ِلي ْالَ ْر ُء ِبَا َأ َخ َذ ْالَ َ‬ ‫النبي ‪ ‬بقوله‪َ « :‬ل َي ْأ ِت َ َّ‬
‫ي على الناس َز َم ٌ‬ ‫ُّ‬
‫عايات ير ِّوجونَه بها؛ حتى ص َّوروا أن ال ِّربا ضرور ٌة لل ُّن ُم ِّو االقتصادي؛ وكيف يكون‬ ‫إال بسبب ما يبثُّه املرابون من ِد ٍ‬
‫كذلك وهو مصادم لشريعة رب العاملني الذي أعلن عليه احلرب في كتابه احلكيم؟!‬
‫احلرب على َأ َك َل ِة ال ِّربا‪.‬‬
‫َ‬ ‫جل في عاله‬ ‫‪ِ 10‬ل ِع َظ ِم جرمية ال ِّربا عند اهلل تعالى فقد أعلن اهلل َّ‬
‫يتيما فهو أشد عند اهلل تعالى؛ وذلك‬ ‫‪َ 11‬أ ْك ُل أموال الناس بالباطل جرمية كبيرة‪ ،‬وإذا كان الذي يؤكل مالُه ً‬
‫ألن ا ْل َي ِت َ‬
‫يم ضعيف‪ ،‬وال َّتعدِّ ي على الضعفاء بأي نوع من أنواع ال َّتعدِّ ي أكبر ُجرما؛ سواء أكان هذا ال َّتعدِّ ي ِمن‬
‫يم أم ِمن غيره‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ‬ ‫و ِل ِّي ا ْل َي ِت ِ‬
‫يم واحملافظ ُة على ما ِله؛ كما قال تعالى‪:‬‬ ‫ﮐ ﮑ ﮒ ﱪ [النساء‪ ،]10 :‬والواجب رعاي ُة ا ْل َي ِت ِ‬
‫ﱫ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﱪ [اإلسراء‪.]34 :‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ )2( .‬رواه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ )4( .‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫معان تدور حول مفهوم‪« :‬بذل اجلهد»‪ ،‬أي ًا كان مجاله اإليجابي‪،‬‬‫‪ 12‬اجلهاد في اإلسالم اسم عام يشمل عدة ٍ‬
‫فيدخل في ذلك طلب العلم‪ ،‬والــرزق‪ ،‬وحمل النفس على اخلير‪ ،‬وترك الشر‪ ،‬واإلنفاق من املــال‪ ،‬كما‬
‫يشمل أيض ًا معنى القتال الــذي شرعه اهلل تعالى حلفظ احلقوق واحلــريــات املشروعة‪ ،‬قــال اهلل تعالى‪:‬‬
‫[البقرة‪]١٩٠ :‬‬ ‫‪ÏÎÍÌËÊÉÈÇÆÅÄÃÂÁ‬‬
‫كما أن اجلهاد في العصر احلاضر لم يعد مرتبط ًا باجلماعات واألفراد وإمنا ارتباطه مبؤسسات الدولة السياسية‬
‫والعسكرية‪.‬‬
‫‪ 13‬إذا انتدب إمام املسلمني فئ ًة للقتال ودعاهم للجهاد في سبيل اهلل‪َ ،‬ح ُرم عليهم الفرار من املعركة؛ ألن ذلك‬
‫من كبائر الذنوب‪ ،‬وهو التولي يوم الزحف الذي ورد النهي عنه في هذا احلديث‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﯙ‬
‫ﯚﯛﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ [األنفال‪،]١٦-١٥ :‬‬
‫ويستثنى من ذلك من كان فراره بقصد خداع العدو‪ ،‬أو االنتقال من مجموعةٍ إلى مجموعةٍ قتالية أخرى‪،‬‬
‫أو كان عدد العدو أكثر من ضعفي عدد املجاهدين‪.‬‬
‫ـات عنه حتى‬ ‫‪ 14‬من اجلــرائــم الكبيرة‪َ :‬ق ـ ْـذ ُف النساء ْالُــؤْ ِم ـ َنـ ِ‬
‫ـات العفيفات‪ ،‬البعيدات عن الـ ِّزنــا‪ ،‬ا ْلـ َغــا ِفـ ِ‬
‫هلل تعالى فاعله بأشد الــعــذاب في الدنيا واآلخ ــرة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫إنهن ال يفكرن فيه أصـ ًـا؛ ولذلك تــهــدَّ َد ا ُ‬
‫[النور‪.]23 :‬‬
‫النبي ‪ ‬في تشويق السامعني وجذب انتباههم ملا سيقوله؛ حيث أ َم َرهم‬ ‫‪ 15‬في احلديث أسلوب من أساليب ِّ‬
‫يدل على ِعظم إثمه عند اهلل تعالى‪ ،‬ثم َس َك َت‬ ‫شديد ُّ‬
‫ٍ‬ ‫باجتناب عدَ دٍ محدودٍ من املعاصي‪َ ،‬و َو َص َف ُه بوصف‬
‫انتباههم حتى سألوه عنها‪ ،‬ثم ب َّينها لهم‪ ،‬ولو س َردها مباشرة لكان ميكن أن يكون‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪ ‬بعد أن أثار‬
‫بعضهم غي َر ُم َت َن ِّبهٍ لها أو لبعضها؛ َف َع َلى العالم والداعية واملر ِّبي أن يستفيدَ من‬ ‫أقل‪ ،‬أو يكون ُ‬ ‫االنتباه إليها َّ‬
‫النبي ‪ ‬في توجيهه للمتع ِّلمني‪.‬‬ ‫أساليب ِّ‬

‫‪99‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زملئك في تصميم بطاقات إلكترونية ِّ‬
‫حتذر من السبع املوبقات‪ ،‬ثم انشرها‪.‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫اربط بني التحذير من السبع املوبقات واحملافظة على الضرورات اخلمس التي أتت جميع الشرائع‬
‫باحلفاظ عليها‪:‬‬
‫ما يرتبط بها من السبع املوبقات التي حذر احلديث منها‬ ‫الضرورات اخلمس‬
‫حفظ الدين‬
‫حفظ النفس‬
‫حفظ العقل‬
‫حفظ املال‬
‫حفظ العرض‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬هل السبع املوبقات من كبائر الذنوب؟ برهن ملا تذكر‪.‬‬
‫‪ 2‬من السبع املوبقات ما يخرج من اإلسلم‪ ،‬ومنها ما ال يخرج من اإلسلم‪ّ ،‬بني ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬ملاذا بدأ بالشرك عند ذكر السبع املوبقات؟‬
‫‪ 4‬توعد اهلل آكل الربا باحلرب؛ فمــا ُصورهـــا؟ طبق هذه الصـور على ما يعصف بالعالم من‬
‫أزمات اقتصادية‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫مالحظات‬

‫‪101‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال�ش‪�Y ¢SOÉ‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬با◊‪Y åjó‬لى مرت‪Ñ‬ة ال‪µ‬تابة م‪ ø‬مرات‪ Ö‬ال≤‪ó‬ر‪.‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية ال�ست≤امة والع‪Ø‬ة وح‪ ßØ‬ا÷‪ƒ‬ار‪ ì‬م‪ ø‬ال‪õ‬نا‪.‬‬
‫ت‪£N ÚÑ‬ر ا‪ ¥ÓWE‬الن¶ر واأ‪K‬ر ‪P‬ل∂ ‘ ان‪ë‬را‪ ±‬ال≤ل‪.Ö‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت†سر‪ Ü‬مثا ‪k‬ل ‪Y‬لى زنا‪ :‬الع‪ Ú‬والأ‪ ¿P‬والي‪ ó‬والر‪.πL‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا◊‪µ‬مة م‪ ø‬ت‪ù‬سمية ه‪ √ò‬املعا‪U‬س» بال‪õ‬نا‪.‬‬ ‫‪u‬‬

‫زنا الفرج هو أشد صور الزنا‪ ،‬إال أن صور الزنا أكثر من ذلك‪ ،‬فمنه ما يكون بالعني ومنه ما يكون باللسان ومنه ما‬
‫يكون باألذن‪ ،‬ومنه ما يكون باليد‪ ،‬ومنه ما يكون بالرجل‪ ،‬كما بينه احلديث اآلتي‪:‬‬

‫ُقدِّ ر‬
‫يب ُه من‬ ‫ابن آ َد َم َن ِص ُ‬ ‫»ك ِت َب َع َلى ِ‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪ُ :‬‬
‫ان ِز َنا ُه َما ال َّن َظ ُر‪َ ،‬وا ُأل ُذ َن ِ‬
‫ان ِز َنا ُه َما‬ ‫الز َنا ُم ْدر ٌِك ذ َ‬
‫َلك ل َم َحا َلةَ‪َ ،‬فا ْل َع ْي َن ِ‬ ‫ِّ‬
‫الر ْج ُل ِز َن َ‬
‫اها‬ ‫اها ا ْل َب ْط ُش‪َ ،‬و ِّ‬‫اع‪َ ،‬وال ِّل َسانُ ِز َنا ُه ا ْل َكال ُم‪َ ،‬وا ْل َي ُد ِز َن َ‬
‫الس ِت َم ُ‬
‫ْ‬
‫يعني بفعل‬ ‫(‪)1‬‬

‫الفاحشة‬
‫اخل َطا‪َ ،‬وا ْل َق ْل ُب َي ْه َوى َو َي َت َم َّنى‪َ ،‬و ُي َصدِّ ُق ذلك ا ْلف َْر ُج َو ُي َك ِّذ ُب ُه«‪.‬‬ ‫ُْ‬

‫َ ِّخل ْ‬
‫ص عبارة التمهيد السابق في جملة من ثالث كلمات واجعلها عنوان ًا للدرس‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫واحدا من أسباب كثرة رواية أبي هريرة ‪ ‬للحديث‪:‬‬
‫اذكر ً‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫اإلميان بأن اهلل تعالى أمر القلم فكتب مقادير اخللئق في اللوح احملفوظ‪ ،‬فكتب ما الناس‬ ‫ُ‬ ‫‪ِ 1‬من أركان اإلميان‪:‬‬
‫عاملون من احلسنات والسيئات‪ ،‬ومن ُكتب عليه شي ٌء فل ُبدَّ أنه فاعله‪.‬‬
‫اصةٍ ما يؤ ِّدي إلى الوقوع في الزنا؛ فإن العني‬ ‫‪ 2‬يجب على املؤمن أن َي ْح َف َظ عينه من النظر إلى احمل َّرمات ك ِّلها‪ ،‬وب َِخ َّ‬
‫طريق من أعظم الطرق املؤ ِّدية إلى الفاحشة‪ ،‬ولذلك بدأ بها في احلديث‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫قصدا فهو آثم‪ ،‬ويجب عليه مدافعة نفسه والتوبة واالستغفار‪ ،‬وإن وقع‬ ‫‪ 3‬إذا ن ََظ َر املس ِل ُم إلى ما ال يحل له ً‬
‫هلل ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫عبد ا ِ‬
‫يسترسل معه‪ ،‬فعن َجرِي ِر بن ِ‬ ‫ُ‬ ‫نظره عن غير قصد فيجب عليه أن يصرف َب َص َره عن احلرام وال‬
‫ِف بصرِي»‪)٢(.‬‬
‫هلل ‪ ‬عن ن ََظ ِر ا ْلف َُجا َء ِة « َف َأ َم َر ِني َأنْ َأ ْصر َ َ َ‬
‫ول ا ِ‬‫َس َأ ْل ُت َر ُس َ‬
‫‪ 4‬السمع نعمة عظيمة‪ ،‬والواجب شكر اهلل تعالى عليها باجتناب االستماع إلى احلرام‪ ،‬كالغيبة والنميمة والتجسس‬
‫على الناس‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬في هذا احلديث إلى خطورة زنا ال ِّل َس ِان‪ ،‬ولذلك صور متعدِّ َد ٌة يجب على املسلم جتنبها‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪ 5‬ن َّب َه ُّ‬
‫النطق بالكلم الفاحش‪ ،‬والقذف بالزنا والفجور‪ ،‬والتعرض للنساء بكلم فيه شهوة أو عبر وسائل التواصل‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬إلى بعضه فمنه‪ :‬إيذاء الناس باليدين كا ْل َب ْطش بهم وضربهم بدون وجه حق‪،‬‬ ‫‪ 6‬زنا اليدين له مع ًنى واس ٌع ن َّب َه ُّ‬
‫وكل منكر ُيرتكب باليدين‪ ،‬وبخاصة ما يوصل إلى الزنا احلقيقي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 7‬املشي على القدمني نعمة عظيمة‪ ،‬وهي حتمل العبد إلى طاعة اهلل تعالى كاملشي إلى املساجد وفي صلة األرحام‪،‬‬
‫والواجب على املسلم أن ال يستعملها في معصية اهلل تعالى‪ ،‬فل ميشي بها لإلفساد في األرض وانتهاك ْ ُ‬
‫احلرمات‪،‬‬
‫اخل َطا»‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬بقوله‪َ « :‬وال ِّر ْج ُل ِز َن َاها ْ ُ‬ ‫فإن فعل ذلك فقد دخل با ًبا من أبواب ال ِّزنا التي ن َّبه عليها ُّ‬

‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬


‫(‪ )٢‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ 8‬ا ْل َق ْل ُب عليه مدار األعمال‪ ،‬وهو قد َي ْه َوى َو َي َت َم َّنى الشهوات‪ ،‬والنفس مجبولة على حب الشهوات كما قال تعالى‪:‬‬
‫ات» (((‪ ،‬واملؤمن يجاهد‬ ‫«ح َّف ْت ال َّنا ُر ب َّ‬
‫ِالش َه َو ِ‬ ‫ﱫ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﱪ [آل عـمــران‪ ،]14 :‬وقال ُّ‬
‫النبي ‪ُ :‬‬
‫نفسه حتى تستقيم‪ ،‬ويعلم أن هذه الدنيا دار امتحان‪ ،‬وقد قال تعالى‪ :‬ﱫﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﱪ‬
‫[العنكبوت‪.]69 :‬‬
‫‪ 9‬قد يقع املسلم في وسيلة من الوسائل املوصلة إلى احلرام‪ ،‬ويسترسل معها‪ ،‬وهو هنا إما أن يتوقف‪ ،‬وإما أن‬
‫يتمادى فيغلبه الهوى والشيطان حتى يقع في الفاحشة‪ ،‬وهذا معنى قولِ النبي ‪َ « :‬و ُي َصدِّ ُق ذلك ا ْل َف ْر ُج‬
‫َو ُي َك ِّذ ُب ُه»‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬هذه املعاصي ِز ًنا لعدة أمور‪:‬‬
‫‪َ 10‬س َّمى ُّ‬
‫�أ التنفير منها وتقبيحها؛ ألنــه قــد استقر فــي النفس املؤمنة قبح الــزنــا وشــؤمــه وعظم ضــرره على‬
‫األفراد واملجتمعات‪.‬‬
‫ب بيان خطرها حتى ال يتساهل الناس فيها‪.‬‬
‫موصل إليه ووسيلة للوقوع فيه استحق أن يسمى باسمه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ج أنها قد تؤ ِّدي إلى الزنا احلقيقي‪ ،‬فما كان‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫تأثيرا (أضف داعيني في الفراغ مع تقوميهما)‬
‫ص ِّنف دواعي الزنا اآلتية بحسب ما ترى أنه أشدها ً‬
‫مستوى التأثير‬
‫من دواعي الزنا‬ ‫م‬
‫متوسط منخفض‬ ‫مرتفع‬
‫خلوة الرجل باملرأة األجنبية عنه‬ ‫‪١‬‬
‫احملادثات عبر وسائل التواصل‬ ‫‪٢‬‬
‫األفالم واملسلسالت التي تظهر في القنوات الفضائية‬ ‫‪٣‬‬
‫الصور واملقاطع املخلة باآلداب‬ ‫‪٤‬‬
‫‪.......................................‬‬ ‫‪٥‬‬
‫‪.......................................‬‬ ‫‪٦‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وهذا لفظه‪.‬‬


‫‪104‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫استنتج من اآليات اآلتية وسائل الوقاية من الزنا‪:‬‬
‫وسيلة الوقاية‬ ‫اآلية‬ ‫م‬
‫ﱫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗ‬
‫‪ 1‬ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﱪ [النور‪.]58 :‬‬

‫ﱪ [النور‪.]30 :‬‬ ‫‪ 2‬ﱫ‬

‫ﱫ‬

‫‪3‬‬

‫ﱪ [النور‪.]31 :‬‬

‫ﱪ [النور‪.]31 :‬‬ ‫‪ 4‬ﱫ‬

‫ﱫ ﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﱪ [اإلسراء‪.]32 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪105‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫الع َّفة واالستقامة على أخلقيات املجتمع؟‬
‫ما أثر ِ‬ ‫‪1‬‬
‫كيف يواجه الشباب الشهوات؟‬ ‫‪2‬‬
‫ِّبني صورة زِنا ٍّ‬
‫كل من‪:‬‬ ‫‪3‬‬
‫ال ِّر ْجل‪.‬‬ ‫د‬ ‫ج اليد‪.‬‬ ‫ب األذن‪.‬‬ ‫اأ العني‪.‬‬
‫ما احلكمة من تسمية معاصي النظر والسماع والبطش ونحوها بالزنا؟‬ ‫‪4‬‬
‫اقترح طرق وأساليب للتعامل مع حاالت االبتزاز اآلتية‪:‬‬ ‫‪5‬‬

‫طرق التعامل‬ ‫نوع البتزاز‬ ‫م‬


‫‪ 1‬االبتزاز العاطف‪w‬‬
‫‪ 2‬االبتزاز االلكتر‪Ë‬ن‪w‬‬
‫‪ 3‬االبتزاز ا*اد‪Í‬‬

‫‪106‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال�ش‪HÉ‬ع ‪�Y‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬معنى ال¨‪ ¢û‬وح‪µ‬م¬‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪U O uó‬س‪ƒ‬ر ال¨‪ ¢û‬و“ث‪ π‬لها‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ح‪µ‬م ا‪XE‬هار ‪Y‬ي‪ Ö‬ال‪ù‬سلعة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ال‪�ƒ‬سا‪ πF‬امل‪û‬سرو‪Y‬ة ◊‪ ßØ‬ح≥ امل‪û‬س‪Y …Î‬ن‪ ó‬و‪ OƒL‬ال¨‪.¢û‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬امل‪Ø‬ا�س‪ ó‬امل‪Î‬ت‪Ñ‬ة ‪Y‬لى ال¨‪.¢û‬‬

‫كثيرا من احلكومات إلى إنشاء‬


‫إذا فقد الناس األمانة كثر فيهم الغش‪ ،‬ولقد كثر الغش في هذه األزمنة مما اضطر ً‬
‫إدارات خاصة ملكافحته‪ ،‬ولقد ن َّفر النبي ‪ ‬من الغش بعبارات مختصرة جتعل املؤمن يبتعد عنه وال يقربه ً‬
‫أبدا‪،‬‬
‫كما بينه احلديث اآلتي‪:‬‬

‫كومة‬
‫هلل ‪َ ‬م َّر على ُص ْب َر ِة طَ َع ٍام‪َ ،‬ف َأ ْد َخ َل َي َد ُه‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬
‫رطوبة‬
‫قال‪:‬‬ ‫الط َعا ِم؟«‪َ ،‬‬ ‫اح َب َّ‬ ‫فيها‪َ ،‬ف َنا َل ْت َأ َصا ِب ُع ُه َب َلالً‪ ،‬فقال‪َ » :‬ما َه َذا َيا َص ِ‬
‫املطر‬
‫هلل‪ ،‬قال‪َ » :‬أ َفال َج َع ْل َت ُه َف ْو َق َّ‬
‫الط َعا ِم َك ْي َي َرا ُه‬ ‫ول ا ِ‬‫الس َما ُء َيا َر ُس َ‬ ‫َأ َصا َب ْت ُه َّ‬
‫الناس؟! من غَ َّش َف َل ْي َس ِم ِّني«‪ .‬رواه مسلم‪ ،‬وله في حديث آخر‪َ » :‬م ْن‬
‫(‪)1‬‬
‫غَ َّش َنا َف َل ْي َس ِم َّنا«‪.‬‬

‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫ما سبب حفظ أبي هريرة ‪ ‬حلديث رسول اهلل ﷺ وعدم نسيانه؟‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫كبيرا من املبادئ اإلسلمية‪ ،‬وقاعد ًة عظيمة من القواعد الشرعية في‬ ‫مبدءا ً‬ ‫‪ُ 1‬ي َق ِّر ُر ال َّنب ُِّي ‪ ‬في هذا احلديث ً‬
‫األخلق والسلوك؛ يجب أن يتح َّلى بها جميع املسلمني في جميع معاملتهم؛ وبخاصة التجار في جتارتهم‪،‬‬
‫وقد َع َّب َر عنها ال َّنب ُِّي ‪ ‬بكلمات يسيرة موجزة تعتبر من جوامع َك ِل ِمه ‪‬؛ حيث شملت هذه اجلملة القصيرة‬
‫دخل حتت ا ْل َعدِّ واإلحصاء من املعاملت بني الناس في البيع واإلجارة والتربية والسلوك والتعليم والنكاح‬ ‫ما ال َي ُ‬
‫احل َي ِل التي ُيتوصل بها إلى احلرام أو أكل أموال الناس بالباطل‪.‬‬ ‫جميع أنواع ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫تضم َنت حتر َمي‬
‫وغير ذلك؛ كما َّ‬
‫ان َن ْق ٍص‬ ‫ود َع َل ْي ِه‪ ،‬أو إِخفا ُء ِ‬
‫وك ْت َم ُ‬ ‫واحل ْس ِن َوا ْل َك َمالِ ِفي َّ‬
‫الشي ِء ْاملَ ْع ُق ِ‬ ‫الغ ُّش‪ :‬ضدُّ ال ُّن ْصح‪ ،‬ومعناه‪ :‬إ ِْظ َها ُر ْ َ‬
‫اجل ْو َد ِة ْ ُ‬ ‫‪ِ 2‬‬
‫ود َع َل ْي ِه‪ .‬ويكون بثلث وسائل هي‪:‬‬ ‫الشي ِء ْاملَ ْع ُق ِ‬
‫ِفي َّ‬
‫اأ ا ْلق َْو ُل‪ ،‬مثل‪ :‬أن يقول‪ :‬هذه السلعة ال يوجد أحسن أو أجود منها‪ ،‬أو‪ :‬هي ُم َج َّربة وممتازة‪ ،‬أو‪ :‬إنها‬
‫سليمة والواقع خلف هذا‪.‬‬
‫ب ا ْل ِف ْع ُل‪ ،‬مثل‪ :‬أن تكون ماكينة السيارة ت َُه ِّر ُب زي ًتا فينظف مكانه حتى ال يراه املشتري‪ ،‬أو َي ْف ِص ُل عدَّ اد‬
‫السرعة ليوهم قلة استعمالها‪.‬‬
‫الشقة التي‬ ‫يبني عي َبه‪ ،‬أو يكون في ُّ‬ ‫عيب فيبيعه دون أن ِّ‬ ‫وت‪ ،‬مثل‪ :‬أن يكون في املنزل أو الهاتف ٌ‬ ‫الس ُك ُ‬ ‫ج ُّ‬
‫يؤجرها عيب وال يبينه للمستأجر‪.‬‬
‫احلديث َع َلى حترمي ِك ْت َم ِان العيب في السلعة املبيعة‪ ،‬أو املستأجرة‪ ،‬وال يكتفي البائع بأن يقول للمشتري‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 3‬د َّل‬
‫عيبا مؤ ِّث ًرا؛ بل يجب عليه البيان الشافي ليكون املشتري على ب ِّينة‪،‬‬ ‫انظر إلى السلعة وافحصها وهو يعلم أن بها ً‬
‫الغ ِّش‪.‬‬‫داخل في ِ‬ ‫املعيب وال يخف َيه؛ فدل على أن السكوت عن البيان ٌ‬ ‫َ‬ ‫صاحب الطعام أن ُيظهر‬ ‫َ‬ ‫ولهذا َأ َم َر ُّ‬
‫النبي ‪‬‬
‫‪ 4‬يجب على املسلم أن يوافق في بيعه وشرائه أحكام الشرع املطهر؛ وإن تسبب ذلك في نقص قيمة سلعته أو‬
‫تسويق بضاعته بالغش واخلداع الباطل واإلضرار باآلخرين‪ ،‬و ْل َي ْعلم أن‬ ‫ُ‬ ‫حتى عدم بيعها في السوق؛ وال يحل له‬
‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬

‫‪108‬‬
‫ِال َيا ِر ما لم َي َت َف َّر َقا ‪ -‬أو قال‪:‬‬ ‫النبي ‪« :‬ا ْل َب ِّي َع ِان ب ْ ِ‬ ‫والقَ في احلرام وإن َك ُث َر؛ ومن هنا قال ُّ‬ ‫قل‪ْ َ ْ ،‬‬ ‫البرك َة في احلالل ولو َّ‬
‫إن َصدَ َقا َو َب َّي َنا ُبور َِك َل ُه َما في َب ْي ِعهِ َما‪َ ،‬وإ ِْن َك َت َما َو َك َذ َبا ُم ِح َق ْت َب َر َك ُة َب ْي ِعهِ َما»‪.‬‬
‫(((‬
‫حتى َي َت َف َّر َقا‪َ -‬ف ْ‬
‫‪ 5‬من صور الغش احملرم في األطعمة‪:‬‬
‫�أ بيع األطعمة الفاسدة واملع َّلبات التي انتهت صالحيتها‪.‬‬
‫ب خلط الطعام القدمي باجلديد في املطاعم وغيرها‪ ،‬أو بيع القدمي الفاسد على أنه جديد‪.‬‬
‫ِ‬
‫واجليد في أعاله‪،‬‬ ‫الفاسد في أسفل الصندوق‬ ‫ِ‬ ‫طي البضاعة اجل ِّيدة‪ ،‬أو َج ْع ُل‬ ‫ج إخفا ُء البضاعة الفاسدة في ِّ‬
‫أو َج ْع ُل الصغار التي ُيرغب عنها في أسفل الصندوق والكبا ِر التي ُيرغب فيها في أعاله‪.‬‬
‫‪ 6‬من أنواع الغش احملرم‪ :‬الغش فيما يتعلق بأحكام األسرة‪ ،‬وله صور منها‪:‬‬
‫�أ تز ُّين املخطوبة عند الرؤية الشرعية تز ُّي ًنا يظهرها بغير املظهر احلقيقي لها ليغت َّر بها اخلاطب‪.‬‬
‫مثل‪.‬‬ ‫ّثرا في القبول ككبر السن أو املرض ً‬ ‫أحد الطرفني عي ّبا مؤ ً‬ ‫ب إخفاء ِ‬
‫اخلاطب نفسه مبظهر الغنى أو الوجاهة االجتماعية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ج إظهار‬
‫كل راع ورعيته التي استرعاه اهلل إياها‪:‬‬ ‫الغش بني ِّ‬ ‫‪ِ 7‬من أنواع الغش احمل َّرم‪ُّ :‬‬
‫�أ ِمن ِغش الراعي‪ :‬ترك الرعية من غير توجيه ملا ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم‪ ،‬وترك حمايتهم‪ ،‬وتضييع‬
‫حقوقهم الواجبة‪.‬‬
‫ب ِمن ِغش الرعية‪ :‬معصيته في املعروف‪ ،‬والكذب عليه‪ ،‬وصده عن املعروف وتزيني املنكر له‪.‬‬
‫الغش حرام في االختبارات في أي مادة وبأي وسيلة كانت‪ ،‬ومنه االختبار نيابة‬ ‫احلديث بعمومه َع َلى أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 8‬د َّل‬
‫عن شخص آخر‪ ،‬أو كتابة البحث له‪ ،‬أو تزوير الشهادة‪.‬‬
‫‪ 9‬من الغش للمجتمع‪ :‬نشر الفساد فيه بشتى أنواعه‪ ،‬وزعزعة أمنه و َوحدته‪ ،‬ونشر ما يشكك في دينه وثوابته‬
‫ويغير أخالقه‪.‬‬
‫الغاش و َن َفى عنه أن يكون من‬ ‫ِّ‬ ‫النبي ‪َ ‬ت َب َّرأ من‬ ‫الغش من كبائر الذنوب‪ ،‬وذلك ألن َّ‬ ‫احلديث َع َلى أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪َ 10‬د َّل‬
‫الصلة املذكورة في احلديث‪،‬‬ ‫املسلمني‪ ،‬وهذه الصيغة تدل على النهي الشديد والزجر األكيد عن العمل بهذه ْ َ‬
‫ولكنه ال َي ْك ُف ُر بذلك عند أهل السنة واجلماعة‪.‬‬
‫البائع أن يظهر الشيء الذي حصل له البلل والفساد ويجعله في الظاهر ليراه الناس؛ دل ذلك‬ ‫النبي ‪َ ‬‬ ‫‪َ 11‬ل َّما أمر ُّ‬
‫على أنه ال بأس ببيع الشيء الرديء إذا علم املشتري بعيبه‪.‬‬
‫تندفع جميع هذه املفاسد؛ فمنها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪ 12‬يترتب على الغش مفاسدُ كثيرة‪ ،‬وبتجنبه‬
‫�أ ظهور العداوة والبغضاء واملشاجرات بني املسلمني‪.‬‬
‫ب انتشار املكر واخلديعة ومساوئ األخالق‪.‬‬
‫ج أكل املال بالباطل‪.‬‬
‫د اإلضرار باآلخرين في أنفسهم وأموالهم‪.‬‬
‫هـ قلة الثقة بني الناس‪.‬‬
‫و معاقبة اهلل تعالى لألفراد واملجتمع بعقوبات متنوعة منها‪ :‬قلة البركة‪ ،‬وحلول الكوارث االقتصادية‪،‬‬
‫وشيوع األمراض‪ ،‬وعدم استجابة الدعاء‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫ينتشر في بعض األسواق الغش‪ ،‬ويقع بعض املتسوقني في حبائله‪ ،‬اكتب أشهر مظاهره‪ ،‬والوسائل‬
‫التي تقي املشتري من أن يكون ضحية له‪:‬‬

‫وسائل جتنب الوقوع فيه‬ ‫الغش في األسواق‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن من خالل املعايير املذكورة بني شخص يكتسب املال عن طريق احلالل‪ ،‬وآخر يكتسبه عن‬
‫طريق الغش واحلرام‪:‬‬
‫من يكتسب عن طريق احلرام‬ ‫من يكتسب عن طريق احلالل‬ ‫املعايير‬
‫أثره على مال صاحبه‬
‫نظرة الناس له‬
‫الثقة واألمانة‬
‫األثر على اآلخرين‬
‫جزاؤه يوم القيامة‬
‫استجابة الدعاء‬

‫‪110‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫الغش من كبائر الذنوب‪ِّ ،‬بني داللة احلديث على ذلك‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫قول الرسول ‪« :‬أفل جعلته فوق الطعام كي يراه الناس»؟‬‫على ماذا يدل ُ‬ ‫‪2‬‬
‫صورا من الغش في كل مما يأتي‪ :‬عند النكاح‪ ،‬الغش في العمل‪ ،‬غش الوالدين‪،‬‬ ‫اذكر ً‬ ‫‪3‬‬
‫غش املجتمع‪.‬‬
‫ما واجبك جتاه من رأيته يغش؟‬ ‫‪4‬‬
‫ما املفاسد املترتبة على الغش؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪111‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ال‪Éã‬من ‪�Y‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫–ر‪Y ¢U‬لى الأ‪Y‬ما∫ الت» ‪ùj‬ستمر ‪ƒK‬ابها‪.‬‬
‫تع‪U O uó‬س‪ƒ‬ر ال‪ü‬س‪bó‬ة ا÷ار‪j‬ة‪.‬‬
‫ت‪†a ÚÑ‬سيلة ن‪û‬سر العلم و‪U‬س‪ƒ‬ر ‪P‬ل∂‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪†a ÚÑ‬س‪ π‬ال‪Î‬بية ال‪ü‬سا◊ة ل‪Ó‬أول‪.O‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬و�سا‪ πF‬ا‪Z‬تنا‪ Ω‬ا◊ياة ال‪ó‬نيا ‪Ã‬ا ‪j‬ن‪ ™Ø‬بع‪ ó‬املما‪.ä‬‬

‫يتمنى املسلم استمرار عمله الصالح بعد مماته‪ ،‬ويحب أن تزداد حسناته وهو في قبره‪ ،‬ولكن كيف السبيل إلى‬
‫ذلك؟ ستعرف اإلجابة بعد قراءة احلديث اآلتي‪:‬‬

‫ات ا ِإل ْن َسانُ ا ْنق ََط َع عن ُه َع َم ُل ُه إل ِم ْن َثال َث ٍة‪ :‬إل ِم ْن‬


‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن ال َّنب َِّي ‪ ‬قال‪» :‬إذا َم َ‬
‫َص َد َق ٍة َجا ِر َي ٍة‪ْ ،‬أو ِع ْل ٍم ُي ْن َتف َُع ِب ِه‪ْ ،‬أو َو َل ٍد َصا ِل ٍح َي ْد ُعو َل ُه« (‪.)١‬‬

‫(الصدقة اجلارية – توريث العلم – حسن تربية األولد – استمرار احلسنات بعد املمات)‬
‫أي العناوين السابقة ترى أنه أنسب للدرس؟ سجل العنوان املختار في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫يتنافس الصحابة ‪ ‬في طلب العلم وجمع حديث رسول اهلل ‪ ،‬اذكر موق ًفا ألبي هريرة ‪ ‬يدل‬
‫على ذلك‪.‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫‪ِ 1‬م ْن رحمة اهلل تعالى بعباده املؤمنني أن أبقى لهم بعد موتهم من األعمال ما ال ينقطع ثوابه عنهم‪ ،‬فهو ُي ِد ُّر‬
‫ويرفع درجا ِتهم‪.‬‬‫ُ‬ ‫عليهم من احلسنات ما ُي َك ِّف ُر سيئا ِتهم‪،‬‬
‫حث على الصدق ِة اجلارية‪ ،‬ويدخل في ذلك‪ :‬األوقاف بأنواعها‪ ،‬ما دام ينتفع بها الناس‪ ،‬ومهما كانت‬ ‫‪ 2‬في احلديث ٌّ‬
‫قدر للطبخ‪ ،‬أو ب ّرادة ماء‪ ،‬كما يدخل في ذلك حفر اآلبار ووضع برادات املياه‬ ‫قيمتها‪ ،‬كوقف كتاب علم‪ ،‬أو بئر‪ ،‬أو ٍ‬
‫في املساجد واألسواق والطرقات‪ ،‬وهكذا كل ما ميكن أن ينتفع به الناس من اخلير‪.‬‬
‫احلديث على فضل نشر العلم النافع‪ ،‬وهو كل علم مباح ينتفع به الناس‪ ،‬سواء أكان عن طريق التعليم املباشر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫‪َّ 3‬‬
‫دل‬
‫مثل‪ :‬طباعة الكتب النافعة وتوزيعها‬ ‫أم عن طريق تأليف الكتب النافعة ونشرها‪ ،‬ويدخل في ذلك نشر العلم باملال ُ‬
‫على املنتفعني بها وإجراء األوقاف عليها؛ فحري باملؤمن أال يحرم نفسه من املشاركة في هذا الفضل العظيم الذي‬
‫ال ينقطع‪.‬‬
‫‪ 4‬في احلديث أهم َّي ُة الدعاء للوالدين‪ ،‬وأنه ينبغي على الولد أن يحرص على الدعاء لوالديه‪ ،‬وهذا الدعاء منه‬
‫صغيرا‪ ،‬ومنه ما هو بال َّت َس ُّب ِب‬ ‫ً‬ ‫ما هو مباشر من الولد كقوله‪ :‬رب اغفر لي ولوالدي‪ ،‬رب ارحمهما كما ربياني‬
‫ِ‬
‫دع ْوا لوالدَ ْيهم‪ ،‬وجاء في حديث أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إن‬ ‫بحيث إذا أحسن األوالد إلى الناس َ‬
‫ِاس ِتغْ َفا ِر َو َل ِد َك َل َك» ‪.‬‬ ‫الصا ِل ِح في ْ َ‬
‫اجل َّن ِة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا َر ِّب َأنَّى لي هذه؟ فيقول‪ :‬ب ْ‬ ‫هلل عز وجل َل َي ْر َف ُع الدَّ َر َج َة ِل ْل َع ْب ِد َّ‬
‫(‪)٢‬‬
‫ا َ‬
‫‪ 5‬في الحديث الحث على حسن تربية األوالد‪ ،‬فهم الذين ينفعون والديهم في اآلخرة‪ ،‬و ِم ْن َن ْف ِعهِ ْم أنهم يدعون‬
‫لهم‪ ،‬ويشمل ذلك األوالد الصالحين من بنين وبنات‪ ،‬كما يدخل فيهم أوالد البنين؛ ألن الولد في اللغة يدخل‬
‫كل هؤالء‪.‬‬ ‫فيه ُّ‬
‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬رواه أحمد‪ ،‬وابن أبي شيبة‪ ،‬وعنه ابن ماجه‪ ،‬قال العراقي (املغني عن حمل األسفار ‪ :))١٠٣٧(٢٧٠/١‬إسناده حسن‪ ،‬وقال ابن كثير ( في‬
‫تفسيره ‪ ،)٢٤٣/٤‬والبوصيري في مصباح الزجاجة ‪ :)٢٧٢١( ٩٨/٤‬إسناده صحيح‪ ،‬وحسنه األلباني في السلسلة الصحيحة (‪.)١٥٩٨‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ 6‬جاء عن النبي ‪ ‬ما يوضح هذا الحديث ويبين ما أجمل فيه‪ ،‬ويفصل أوجه البر التي اشتمل عليها؛ وذلك‬
‫فيما رواه أبو هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إ َِّن ِم َّما َي ْل َح ُق ا ْل ُمؤْ ِم َن من َع َم ِل ِه َو َح َس َنا ِت ِه َب ْعدَ َم ْو ِت ِه‪ِ :‬ع ْل ًما‬
‫ِيل َب َنا ُه‪ ،‬أو َن ْه ًرا َأ ْج َرا ُه‪ ،‬أو َصدَ َق ًة‬
‫السب ِ‬ ‫َع َّل َم ُه َو َن َش َر ُه‪َ ،‬و َو َل ًدا َصا ِل ًحا َت َر َك ُه‪َ ،‬و ُم ْص َح ًفا َو َّر َث ُه‪ ،‬أو َم ْسجِ ًدا َب َنا ُه‪ ،‬أو َب ْي ًتا البن َّ‬
‫َأخْ َر َج َها من َما ِل ِه في ِص َّح ِت ِه َو َح َيا ِت ِه َي ْل َح ُق ُه من َب ْع ِد َم ْو ِت ِه»‪.‬‬
‫(((‬

‫حث لإلنسان على اغتنام فرصة الحياة بعمل الصالحات؛ ألنه بالموت ينقطع عمله‪ ،‬وأما هذه‬ ‫‪ 7‬في الحديث ٌّ‬
‫األعمال التي يستمر نفعها بعد الموت فالحقيقة أنها من عمل اإلنسان في حياته ولكنه يستمر نفعها بعد‬
‫موته‪ ،‬ولذلك قال ‪« :‬ا ْن َق َط َع عنه َع َم ُل ُه إال من َثال َثةٍ »‪ ،‬فهي من عمله نفسه استمر بعد موته رحمة من اهلل تعالى‬
‫بعباده‪ ،‬وح ّثًا لهم على اغتنام مثل هذه الفرصة الستكثار أعمالهم‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫اثنان ويب َقى‬ ‫قارن بين هذا الحديث وحديث أنس ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪َ « :‬ي ْت َب ُع ا ْل َم ِّي َت ثالث ٌة‪َ ،‬ف َي ِ‬
‫رج ُع ِ‬
‫(((‬
‫وع َم ُل ُه‪ ،‬فيرجع أه ُل ُه ومالُ ُه‪ ،‬ويب َقى َع َم ُل ُه»‪.‬‬
‫م َع ُه واحدٌ ‪ ،‬يتب ُع ُه أه ُل ُه و َمالُ ُه َ‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫مختصرا‬
‫ً‬ ‫تقريرا‬
‫ً‬ ‫تعاون مع زمالئك في التفكير في مشروع صدقة جارية تشتركون فيها‪ ،‬واكتبوا‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن ماجه في املقدمة‪ ،‬وصححه ابن خزمية‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬و مسلم‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫نشاط (‪)3‬‬
‫بإمكان كل مسلم املشاركة في نشر العلم بطرق مبتكرة ومتيسرة‪ ،‬اكتب بعض وسائل نشر العلم‬
‫التي ميكنك املشاركة فيها‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫عدِّ د ثلث ًا من صور الصدقة اجلارية‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫كيف تستدل باحلديث على فضل ما يأتي‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫اأ بر الوالدين‪.‬‬
‫ب تربية األبناء‪.‬‬
‫ج نشر العلم‪.‬‬
‫ما حكم متني املوت؟ ِّبني داللة احلديث على ما تذكر‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫استنتج فائدتني من احلديث‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪115‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الت‪SÉ‬شع ‪�Y‬شر‪(..................) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬با◊‪Y åjó‬لى ا‪ÑKE‬ا‪ ä‬ا◊‪ù‬سا‪ Ωƒj Ü‬ال≤يامة‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬اأهم الأ�س‪Ä‬لة الت» ‪ùjo‬ساأ∫ ‪Y‬نها الع‪ Ωƒj óÑ‬ال≤يامة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهمية ‪‬ا�س‪Ñ‬ة الن‪ ‘ ¢ùØ‬ال‪ó‬نيا‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫–ر‪Y ¢U‬لى و‪b‬ت∂ وت‪ù‬ستثمر√ ‘ ما ‪j‬ن‪Ø‬ع∂ ‘ ال‪NB‬رة‪.‬‬
‫–ر‪Y ¢U‬لى ‪L‬م™ املا∫ م‪ ø‬ا◊‪ ∫Ó‬وا‪E‬ن‪Ø‬ا‪a ¬b‬ي¬‪.‬‬
‫ت‪ù‬ست‪ ∫ó‬با◊‪Y åjó‬لى اأ¿ ال‪E‬ن‪ù‬سا¿ م‪Y ø“Dƒ‬لى ن‪ùØ‬س¬ وب‪ó‬ن¬‪.‬‬

‫حينما يضع والدك في يدك أمانةً‪ ،‬ويخبرك أنه سيسألك عنها‪ ،‬فإنك حترص على حفظ األمانة وعدم التفريط فيها‪.‬‬
‫فكيف إذا ائتمنك اهلل تعالى على أمانات‪ ،‬وأخبرك أنه سائلك عنها‪ ،‬اقرأ احلديث اآلتي لتتعرف على بعض ما‬
‫ائتمنك اهلل عليه‪:‬‬

‫ال يتزحزح‬ ‫رسول اهلل ‪» :‬ل َت ُز ُ‬


‫ول َق َد َما‬ ‫ُ‬ ‫األسلمي ‪ ‬قال‪ :‬قال‬
‫ِّ‬ ‫عن أبي َب ْر َز َة‬
‫خارجا من‬
‫ً‬
‫أرض احملشر‬ ‫يما َأ ْف َنا ُه‪َ ،‬و َع ْن‬
‫(ع ْن ْأر َب ٍع)‪َ :‬ع ْن ُع ُم ِر ِه ِف َ‬ ‫َع ْب ٍد يوم ا ْل ِق َيا َم ِة حتى ُي ْس َأ َل َ‬
‫حتى يسأل‬
‫يم َأ ْن َف َق ُه‪َ ،‬و َع ْن ِج ْس ِم ِه‬
‫يم َف َع َل‪َ ،‬و َع ْن َما ِل ِه من َأ ْي َن ْاك َت َس َب ُه َو ِف َ‬‫ِع ْل ِم ِه ِف َ‬
‫(‪)1‬‬ ‫بلي الشيء إذا‬
‫يم َأ ْبال ُه«‪.‬‬
‫ِف َ‬ ‫قديما‬
‫صار ً‬

‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه الترمذي‪ ،‬وأبو يعلى‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫اسمه ونسبه‬
‫األس َل ُّ‬
‫مي‪.‬‬ ‫ن َْضل ُة ُ‬
‫بن ُع َب ْيد ْ‬
‫مناقبه‬
‫ني‪.‬‬ ‫وفتح َم َّك َة‪ُ ،‬‬
‫وح َن ْ ُ‬ ‫غزا مع النبي ‪ ‬سبع غزوات‪ ،‬منها‪َ :‬خ ْي َب ُر‪ُ ،‬‬
‫معالم من حياته‬
‫‪ 1‬أسلم قبل فتح مكة‪.‬‬
‫‪ 2‬قاتل اخلوارج يوم النهروان مع علي رضي اهلل عنه‪ ،‬وشهد معه ص ّفني‪.‬‬
‫ان‪ ،‬وسكنها حتى توفي في بلدة َم ْرو‬ ‫‪ 3‬ثم خرج غاز ًيا إلى خُ َر َاس َ‬
‫ُْ‬
‫اخل َراسان َّية‪.‬‬
‫َ‬
‫األرامل واليتامى واملساكنيَ؛ مرتني كل‬ ‫‪ 4‬كان َجوا ًدا كر ًميا؛ حيث كانت له َج ْف َن ٌة من َثر ٍ‬
‫ِيد يطعم بها‬
‫يوم؛ مر ًة في الصباح‪ ،‬وأخرى في املساء‪.‬‬
‫حريصا على قيام الليل؛ فكان يوقظ أهله‪ ،‬ويقرأ بالستني إلى املئة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫‪ 5‬كان‬
‫‪َ 6‬روى ِعدَّ ة أحاديث عن النبي ‪.‬‬
‫وفاته‬
‫توفي سنة أربع وستني (‪٦٤‬هـ)‪.‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫هلل تعالى على عباده أعما َلهم احلسن َة والسيئ َة في أرض‬ ‫‪ 1‬في احلديث إثبات احلساب يوم القيامة‪ ،‬وهو أن َي َ‬
‫عرض ا ُ‬
‫ِّ‬
‫ويذك ُرهم بها‪ ،‬فمن كان من أهل‬ ‫ا ْل َم ْحشر‪ ،‬ويؤتيهم ُك ُت َب أعمالهم فيها حسناتُهم وسيئاتُهم‪ ،‬و ُيسائلهم عنها‬
‫(‪)١‬‬
‫النجاة اك ُتفي بالعرض عليه‪ ،‬ثم يعفو اهلل عنه ويدخله اجلنة‪ ،‬وهذا هو احلساب اليسير ‪ ،‬ومن كان ً‬
‫هالكا؛‬
‫يناقش احلساب‪ ،‬ويد َّق ُق عليه فيه و ُيسأل عن كل صغيرة وكبيرة‪ ،‬وال ُيقبل منه عذر وال حجة؛ فيهلك مع‬ ‫ُ‬ ‫فإنه‬
‫الهالكني‪ ،‬وهذا هو احلساب العسير‪.‬‬
‫شافيا أن أهم ما‬ ‫النبي ‪ ‬في هذا احلديث على أهم األسئلة التي يواجهها العبد يوم القيامة‪َّ ،‬‬
‫وبني بيا ًنا ً‬ ‫‪َ 2‬ن َّب َه ُّ‬
‫يحاسب عليه أربعة أمور تشمل احليا َة ك َّلها‪ ،‬ومعرفة املؤمن بهذه األسئلة التي سوف يسأل عنها يوم القيامة‬
‫يدعوه إلى إعداد اإلجابة املناسبة لكل سؤال‪.‬‬

‫(‪ )١‬يستثنى من ذلك األنبياء عليهم السلم‪ ،‬ومن يدخلون اجلنة بغير حساب‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ 3‬حساب يوم القيامة يدعونا حملاسبة أنفسنا في هذه الدنيا؛ فمن حاسب نفسه اليوم خف عليه احلساب يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وسهل عليه إجابة أسئلة يوم القيامة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫في معنى اآلية‪ :‬أي‪ :‬حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا‪ ،‬وانظروا ماذا‬ ‫ﱪ [الحشر‪ ،]18 :‬قال ابن كثير‬
‫(((‬
‫ا َّدخرمت ألنفسكم من األعمال الصاحلة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ‪.‬‬
‫اس ُبوا‬ ‫«ح ِ‬ ‫‪ 4‬كثر في كالم السلف الدعوة إلى احملاسبة‪ ،‬والتنبيه إلى أهميتها‪ ،‬قال أمير املؤمنني عم ُر بن اخلطاب ‪َ :‬‬
‫أنفسكم‪،‬‬ ‫حتاس ُبوا َ‬ ‫غدا أن ِ‬ ‫ِ‬
‫احلساب ً‬ ‫أهون ُ‬
‫عليكم في‬ ‫قبل أن تُوزَنوا؛ فإنَّه َ‬ ‫أنفسكم َ‬ ‫َأ ْن ُف َس ُك ْم قبل َأ ْن ُ َت َ‬
‫اس ُبوا‪ ،‬و ِزنُوا َ‬
‫ﱪ» [الحاقة‪ ، ]18 :‬وقال احلسن البصري رحمه‬
‫(((‬
‫َو َت َز َّي ُنوا ِل ْل َع ْر ِض ْ َ‬
‫ال ْك َبرِ‪ :‬ﱫ‬
‫قوم‬
‫احلساب يوم القيامة على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نفسه هلل ع َّز وجل‪ ،‬وإمنا َخ َّف‬ ‫اهلل تعالى‪« :‬إن املؤمن ق َّوام على نفسه‪ ،‬يحاسب َ‬
‫قوم َأ َخذوا هذا األم َر من غير محاسبةٍ » ‪.‬‬
‫(((‬
‫احلساب يو َم القيام ِة على ٍ‬ ‫ُ‬ ‫أنفسهم في الدنيا‪ ،‬وإمنا َش َّق‬ ‫حاسبوا َ‬ ‫َ‬
‫‪ 5‬كان السلف من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح َف َم ْن كان‬
‫اب ‪ ‬على أبِي َب ْك ٍر‬ ‫ال َّط ِ‬‫بن ْ َ‬‫تقوى وعمالً‪ ،‬وأكث َر َذن ًْبا؛ فهو أولى منهم مبحاسبة نفسه‪ ،‬دخل ُع َم ُر ُ‬ ‫أقل منهم ً‬ ‫َّ‬
‫فقال له‪َ :‬م ْه َغ َف َر اهلل لك! فقال أبو َب ْك ٍر‪َّ :‬إن هذا أوردني ْالَ َوا ِر َد‪ .‬رواه مالك ‪،‬‬ ‫الصدِّ يقِ ‪ ‬وهو َي ْجب ُِذ ِل َسا َن ُه‪َ ،‬‬
‫(((‬
‫ِّ‬
‫دخل َحا ِئ ًطا َف َس ِم ْع ُت ُه وهو يقول‬ ‫َ‬ ‫اب َو َخ َر ْج ُت معه حتى َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وعن أ َن ِس بن َما ِل ٍك ‪ ‬قال‪ :‬سمعت ُع َم َر بن الط ِ‬ ‫َ‬
‫اخلطاب) َل َت َّت ِق َ َّ‬
‫ي‬ ‫ني ّ‬ ‫الا ِئ ِط‪ُ :‬ع َم ُر بن ْ َ‬
‫ال َّط ِ‬
‫اب َأ ِمي ُر ْالُؤْ ِم ِننيَ! َب ٍخ َب ٍخ‪َ ،‬واهلل ( ُب ّ‬ ‫‪-‬وبيني َو َب ْي َن ُه ِجدَ ا ٌر‪ -‬وهو في َج ْو ِف ْ َ‬
‫اهلل أو َل ُي َع ِّذ َب َّن َك ‪.‬‬
‫(((‬

‫يم قضى ُع ُم َر ُه‪ :‬هل قضاه في طاعة اهلل تعالى أو‬ ‫يما َأ ْف َنا ُه‪َ :‬ف ُي ُ‬
‫سأل ِف َ‬ ‫‪ 6‬مما ُيسأل عنه العبد يوم القيامة‪ُ :‬ع ُم ِر ِه ِف َ‬
‫وأخص ما ُيسأل‬ ‫ُّ‬ ‫معصيته؟ هل استقام فيه على أمر اهلل تعالى ونهيه أو خالف ذلك؟ هل حفظ نفسه أو ضيعها‪،‬‬
‫يم َأ ْبال ُه» ‪،‬‬
‫(((‬
‫مرفوعا وزاد فيه‪َ « :‬و َع ْن َش َبا ِب ِه ِف َ‬ ‫ً‬ ‫ابن مسعود ‪‬‬ ‫عنه الشخص فترة الشباب؛ فقد روى هذا احلديث ُ‬
‫وما ذلك إال ألهمية هذه الفترة‪ ،‬وكثرة املغريات فيها‪ ،‬فالواجب على الشاب باخلصوص أن يحفظ نفسه مما‬
‫ُيسخط اهلل تعالى عليه‪.‬‬
‫العمل به‪ ،‬لذا رفع اهلل تعالى درجة العلماء على غيرهم‪ ،‬فقال‪ :‬ﱫ‪ÉÛÚ‬‬ ‫ُ‬ ‫لم هي‬ ‫‪ 7‬الغاي ُة من َت َع ُّل ِم ِ‬
‫الع ِ‬
‫‪âáàßÞÊ‬ﱪ [المجادلة‪ ،]11 :‬وهم أهل اخلشية‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﱪ [فاطر‪ ،]28 :‬أما تع ُّلمه لغير هذا الغرض فإنه يصير و َبا ًال على صاحبه يوم القيامة‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪‬‬
‫عرضا من الدُّ نيا؛ لم‬
‫ليصيب به ً‬
‫َ‬ ‫لما مما ُيبتغى به وج ُه اهلل؛ ال يتع َّل ُمه إال‬ ‫ُ‬
‫رسول اهلل ‪َ « :‬م ْن تع َّلم ِع ً‬ ‫قال‪ :‬قال‬
‫يجدْ َع ْر َف اجلن ِة يو َم القيامة»‪ .‬يعنى‪ :‬ريحها‪.‬‬
‫(((‬

‫(‪ )1‬تفسير ابن كثير ‪.343/4‬‬


‫(‪ )2‬رواه أحمد في الزهد‪ ،‬وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس‪ ،‬وأبو نعيم في حلية األولياء‪ ،‬وابن أبي شيبة ‪ ،)34459( 96/7‬وابن املبارك في الزهد‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه ابن املبارك في الزهد ص‪ ،103‬وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص ‪ ،18‬وأبو نعيم في حلية األولياء ‪.157/2‬‬
‫(‪ )4‬رواه مالك في املوطأ‪ ،‬وابن أبي شيبة في مصنفه‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه مالك في املوطأ‪ ،‬ومن طريقه أحمد في الزهد ص‪.115‬‬
‫وض َّع َفه‪ ،‬وأبو يعلى في مسنده‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه الترمذي َ‬
‫(‪ )7‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ 8‬مما ُيسأل عنه العبد يوم القيامة مالُ ُه‪ ،‬وعليه سؤاالن‪:‬‬
‫�أ السؤال األول‪ :‬من َأ ْي َن ْاك َت َس َب ُه؟ هل اكتسبه من حالل أو من حرام؟ فواجب على املسلم أن يكون‬
‫ريال يدخل جيبه‪ ،‬أو يتو َّف ُر في حسابه؛ وأن يتجنب ماله‪ ،‬ويتجنب املكاسب‬ ‫كل ٍ‬ ‫حريصا على ِح ِّل ِّ‬
‫ً‬
‫احمل ّرمة‪ ،‬واألموال املشتبهة‪.‬‬
‫يم َأ ْن َف َق ُه؟ هل أنفقه فيما يرضي اهلل أو يسخطه؟ في احلالل أو احلرام‪.‬‬ ‫ب السؤال الثاني‪ِ :‬ف َ‬
‫سال عن بدنه من حال قوته وفت َّوته وشبابه إلى حالِ ضعفه‬ ‫يم َأ ْبال ُه؟ َف ُي ُ‬ ‫‪ 9‬مما ُي ُ‬
‫سأل عنه العبدُ يوم القيامة‪ِ :‬ج ْس ُم ُه ِف َ‬
‫وبطش يديه‪ ،‬ونظ ِر عينيه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫أي شيء عمل فيه من اخلير والشر؟ َف ُي ُ‬
‫سأل عن َم ْشي قدميه‪،‬‬ ‫وكهولته وشيخوخته؛ ّ‬ ‫ُ‬
‫وسمع ُأذنيه‪ ،‬وعمو ِم ما عمله ببدنه؛ هل أطاع به أو عصى؟ وهل أخلص في عمله هلل أو َرا َءى؟ فليكن العبدُ‬ ‫ِ‬
‫مستعدا للجواب؛ لينج َو يو َم احلساب‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫‪ 10‬ما ُذكر في هذا احلديث بعض ما يسأل عنه العبد يوم القيامة‪ ،‬وهي األسئلة العا َّمة‪ ،‬وقد ثبت في األدلة أن‬
‫بعضها مما َيدخل حتت هذه األربعة؛ فمنها‪ :‬السؤال عن الصالة والزكاة وغيرها‬ ‫العبد ُيسأل عن أشيا َء كثيرةٍ ؛ ُ‬
‫من العبادات‪ ،‬ومنها‪ :‬السؤال عن حقوق الناس‪ ،‬ومنها‪ :‬السؤال عن ال َّنعيم من األكل والشرب وامللبس واملسكن‬
‫هلل فيه؟ ومنها‪ :‬السمع والبصر‪ ،‬ويسأل املشركون عن الشركاء واألنداد‪ ،‬ومب أجابوا املرسلني؟‬ ‫حق ا ِ‬
‫وهل أ َّدى َّ‬

‫‪119‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫اغتنام األوقات باملفيد تستلزم تنظيم الوقت وحسن إدارته‪ ،‬ضع لنفسك جدو ًال إلدارة وقتك‬
‫تراعي فيه الواجبات الشرعية واغتنام الوقت بفعل املستحبات وصلة األرحام مع وضع أوقات‬
‫للستذكار واالسترواح املباح‪.‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫للعمل بالعلم فوائد عديدة وثمرات ظاهرة‪ ،‬تعاون مع زملئك في ذكر بعض الثمار التي يجنيها‬
‫من بادر بالعمل مبا تعلمه‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫يعد اجلسم أمانة عند اإلنسان إال أن بعض الناس قد يعرض جسده للتلف ببعض تصرفاته وما‬
‫يتعاطاه‪ ،‬اذكر ثلثًا من صور إتلف األجساد التي قد تقع من بعض الشباب‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫كيف تستدل باحلديث على‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫اأ ثبوت احلساب يوم القيامة‪ .‬ب أن بدن اإلنسان أمانة عنده‪.‬‬
‫مثِّل لوسائل جمع املال من غير ِح ِّل ِه‪ ،‬ونفق ِته في غير ح ِّله‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫تخصيص مرحلة الشباب بالسؤال بعد ذكر ال ُع ُمرِ؛ فما احلكمة من‬ ‫ُ‬ ‫ورد في رواية للحديث‬ ‫‪3‬‬
‫هذا التخصيص؟‬
‫أحاديث ُأخر أسئلة أخرى غير ما ورد في حديث الدرس‪ ،‬مثِّل لذلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ورد في‬ ‫‪4‬‬

‫‪120‬‬
‫ا◊دي‪ å‬الع�شرو¿‪(............) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬املرا‪ O‬بال¶لم‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ال¶لم و‪ƒ£N‬رت¬‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال¶لم و“ث‪ π‬لها‪.‬‬
‫ت‪Y ÚÑ‬ا‪Ñb‬ة ال¶لم‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫–‪T O uó‬سرو• الت‪ƒ‬بة م‪ ø‬امل¶ا‪.⁄‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ن‪ü‬سرة امل¶ل‪.Ωƒ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪LÎ‬م لع‪óÑ‬اˆ ب‪Y ø‬مر ‪.‬‬

‫فالظلم مرتعه يفضي إلى الندم‬ ‫ل تظلمن إذا ما كنت مقتدر ًا‬
‫يدعــو عليك وعني اهلل لم تنم‬ ‫تنــام عينــاك واملظلــوم منتبــه‬
‫إن من أشد األمور على النفس الشعور بالظلم‪ ،‬وجترع الضيم‪ ،‬فيبقى املظلوم يعاني‪ ،‬والظالم ينسى لكنه ال ُينسى‪،‬‬
‫فإن له موعداً البد أن ُيجازى فيه على ظلمه وينتصر اهلل للمظلوم‪ ،‬لذا أخبر النبي ‪ ‬عن سوء عاقبة الظلم في‬
‫احلديث اآلتي‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ات يو َم ا ْل ِق َيا َم ِة«‪.‬‬ ‫قال‪» :‬إ َِّن ُّ‬
‫الظ ْل َم ُظ ُل َم ٌ‬ ‫َّأن ال َّنب َِّي ‪َ ‬‬ ‫بن ُع َم َر‬ ‫عبد ا ِ‬
‫هلل ِ‬ ‫عن ِ‬

‫تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان مناسب للدرس واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬
‫اسمه ونسبه‬
‫عبد اهلل بن عم َر بن اخلطاب ال َعدَ وِي‪.‬‬
‫مناقبه‬
‫َص ْت َها َحفْ َص ُة على‬ ‫النبي ‪َ ،،‬فق َّ‬
‫وج ِّ‬ ‫َص َها َع َلى ُأخْ ِت ِه َحفْ َص َة َز ِ‬ ‫‪ 1‬رأى رؤيا َفق َّ‬
‫هلل لو كان ُي َص ِّلي ِم َن ال َّل ْيلِ »‪،‬‬
‫عبدا ِ‬
‫الر ُج ُل ُ‬ ‫النبي ‪ِ « :‬ن ْع َم َّ‬ ‫فقال ُّ‬ ‫هلل ‪َ ‬‬ ‫رسول ا ِ‬
‫ِ‬
‫(‪)١‬‬
‫ل‪.‬‬ ‫َف َكانَ َب ْع ُد َال َي َنا ُم من ال َّل ْيلِ إ َّال َق ِلي ً‬
‫كل شيء‪ ،‬قال جابر‪ :‬ما ِم َّنا أحد‬ ‫محافظا عليها في ِّ‬ ‫ً‬ ‫مستمسكا بالسنة‬ ‫ً‬ ‫‪ 2‬كان‬
‫أحدا ألزم‬
‫أدرك الدنيا إال وقد مالت به إال ابن عمر‪ .‬وقالت عائشة‪ :‬ما رأيت ً‬
‫لقي‬
‫ابن ُع َم َر فما َ‬ ‫خرجت مع ِ‬ ‫ُ‬ ‫لألمر األول من ابن عمر‪ .‬وقال أبو َعمرو الندبي‪:‬‬
‫كبيرا إال س َّلم عليه‪.‬‬ ‫صغيرا وال ً‬ ‫ً‬
‫معالم من حياته‬
‫‪ 1‬أسلم وهو صغير مبكة‪ ،‬ثم هاجر مع أبيه قبل أن يحتلم‪.‬‬
‫النبي ‪ ‬في غزوة أحد وكان عمره أربع عشرة سنة‪ ،‬و ُعرض عليه في غزوة اخلندق فأجازه‪ ،‬فكانت‬ ‫‪ 2‬استصغره ُّ‬
‫النبي ‪.‬‬ ‫أول غزوة غزاها مع ِّ‬ ‫اخلندق َ‬ ‫ِ‬ ‫غزو ُة‬
‫النبي ‪ ‬بيعة ال ِّرضوان حتت الشجرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬شهِ د مع ِّ‬
‫وفارس غاز ًيا‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والعراق والبصر َة‬ ‫‪ 4‬شهد فتح مصر‪ ،‬و َق ِد َم الشا َم‬
‫‪ 5‬كان من ع َّباد الصحابة ‪ ‬وعلما ِئهم وفقها ِئهم‪ ،‬بقي ستني سنة يفتي الناس‪.‬‬
‫‪ 6‬كان من حفاظ احلديث املكثرين للرواية عن النبي ‪.‬‬
‫لكل صلةٍ ‪،‬‬‫ابن ُع َم َر في منز ِل ِه؟ قال‪ :‬ال تُطيقو َن ُه؛ الوضو َء ِّ‬ ‫صنع ُ‬ ‫ـان َي ُ‬ ‫ابن ُع َم َر‪َ :‬ما َكـ َ‬ ‫‪ 7‬قيل لنافع َمولى ِ‬
‫(‪)٢‬‬
‫فيما َب ْي َن ُه َما‪.‬‬ ‫حف َ‬ ‫واملُ ْص ُ‬ ‫ْ‬
‫ابن عم َر‬
‫سمعت َ‬
‫ُ‬ ‫‪ 8‬كان كثير احملبة والشوق إلى النبي ‪ ‬حتى إنه ما ذكره إال بكى‪ ،‬قال محمد ال ُع َمري‪ :‬ما‬
‫ِ (‪)٣‬‬
‫هلل ‪ ‬إال اب َتدَ َر ْت َعينا ُه تبكيان‪.‬‬ ‫رسول ا ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ذاك ًرا‬
‫‪ 9‬كان جوا ًدا كر ًميا سخ ًّيا ال يكاد ميسك شي ًئا‪ ،‬فكان إذا أعجبه شيء من ماله تصدق به؛ يتأول قول اهلل تعالى‪:‬‬
‫ﱪ [ال ع ـمــران‪ ، ]92 :‬ولقد ُأتي في مجلس بعشرة آالف فف َّرقها‬ ‫ﱫ‬
‫وأصبح يطلب لراحلته عل ًفا بدرهم إلى أجل‪ ،‬قال نافع‪ :‬كان ابن عمر ليفرق في املجلس ثلثني أل ًفا‪ ،‬ثم يأتي‬
‫ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان أو زاد‪.‬‬ ‫عليه شهر ما يأكل مزعة حلم‪ ،‬وقال نافع‪ :‬ما مات ُ‬
‫وفاته‬
‫مات مبكة سنة ثلث وسبعني (‪٧٣‬هـ)‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى‪ ،‬قال احلافظ (اإلصابة في متييز الصحابة)‪ :‬سنده صحيح‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الطبقات الكبرى ‪ ،١٦٨/٤‬وسير أعلم النبلء ‪.٢١٤/٣‬‬

‫‪122‬‬
‫إرشادات احلديث‬

‫بالفعل أو ال َّت ْرك‪ ،‬وهو ينقسم إلى ثلثة أنواع‪:‬‬ ‫هلل تعالى ِ‬ ‫كل جتا ُو ٍز ِ ُحلدو ِد ا ِ‬
‫الظلم مبعناه العام يشمل َّ‬ ‫‪ُّ 1‬‬
‫الظلم العظيم‪ :‬وهو الشرك باهلل تعالى‪ ،‬وهو أعظم أنواع الظلم‪ ،‬وقد جاء إطلق الظلم على الشرك‬ ‫األول‪ُّ :‬‬
‫في آيات كثيرة‪ ،‬منها قوله تعالى‪ :‬‬
‫  [لقمان‪.]13 :‬‬
‫هلل تعالى‪ ،‬فهو بهذا‬ ‫وترك أوام ِر ا ِ‬ ‫الثاني‪ُ :‬ظلم اإلنسان لنفسه‪ :‬ويكون بإسرافه عليها بفعل الذنوب واملعاصي‪ِ ،‬‬
‫هلل تعالى فقد َظ َل َم َها وأسا َء إليها‪ ،‬و ِب َقدْ ِر ُبعده عن اهلل يكون‬ ‫يظلمها ألنها مخلوقة لطاعة اهلل‪ ،‬فإذا جا َن َب ر َِضى ا ِ‬
‫لمه لها‪ ،‬ومن األدلة على ذلك قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫ُظ ُ‬
‫ﱪ [النساء‪.]110 :‬‬
‫صورا كثيرةً‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫وهذا النوع يشمل ً‬
‫ترك الواجبات الشرعية من الصلة والزكاة والصيام‪،‬‬ ‫اإلنسان َن ْف َس ُه فيما بينه وبني اهلل تعالى‪ ،‬ومنه‪ُ :‬‬ ‫ِ‬ ‫اأ ُظ ْل ُم‬
‫ِ‬
‫والكذب‪.‬‬ ‫ات من الزنا وتناولِ ا ْل ُـم ْس ِكرات واملخدِّ رات‪،‬‬ ‫وفعلُ ال ُْـم َح َّر َم ِ‬
‫بالتشديد عليها في عمل اآلخرة وحتميلها ما ال تُطيق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب ظُ ْل ُم ُه َن ْف َس ُه‬
‫ج ُظ ْل ُم ُه َن ْف َس ُه في أمر الدنيا باملشقة عليها مبا َيثقل عليها أو ال تطيقه‪.‬‬
‫د ُظ ْل ُم ُه َن ْف َس ُه بإلقائها في الته ُلكة بأي نوع من أنواع الته ُلكة‪ ،‬ومن ذلك‪ :‬االنتحار بأي نوع أو شكل‪ ،‬ومنه‪:‬‬
‫التهور في قيادة السيارة‪ ،‬تغذيتها مبا يضرها كاملسكرات والدخان‪ ،‬وكل طعام أو شراب مضر بصحتها‪.‬‬
‫حيوان‪ :‬والغالب أن الظُّ ْل َم إذا أطلق في النصوص ف ُيراد به هذا‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إنسان أو‬ ‫الثالث‪ُ :‬ظلم اإلنسان لغيره من‬
‫لم اإلنسان لنفسه‪.‬‬ ‫أيـضـا ُظ ُ‬
‫ــل فيـه ً‬‫النوع‪ ،‬وهو املراد بهذا احلديث باملقام األول‪ ،‬و َيـدخُ ُ‬
‫لم منها‪:‬‬ ‫الظ ِ‬‫صورا كثير ًة من ُّ‬ ‫ويشمل ذلك ً‬
‫والنصح لهما‪.‬‬‫ِ‬ ‫اأ ُظ ْل ُم الوالدين؛ بترك ِب ِّرهما‬
‫ب ُظ ْل ُم الولد؛ بترك تربيته أو النفق ِة عليه‪ ،‬أو بأذيته بأي نوع من األذى كضربه من غير سبب‪.‬‬
‫ج ُظ ْل ُم الزوجة؛ بخيانتها‪ ،‬أوهضم حقوقها‪ ،‬أو أخذ مالها أو سبها‪ ،‬أو ترك النفقة عليها‪ ،‬أو باإلساءة إليها عند‬
‫اآلخرين‪ ،‬أو ترك نصحها للخير‪.‬‬
‫الزوج؛ بترك حقوقه التي جتب له‪ ،‬أو بهجره بغير وجه شرعي‪ ،‬أو باإلساءة إليه عند اآلخرين بالكلم‬ ‫د ُظ ْل ُم ِ‬
‫فيه بدون وجه حق‪ ،‬أو اخلروج من بيته بغير إذنه‪ ،‬أو إدخال بيته من ال يرضاه‪ ،‬أو خيانته في ِع ْر ِضه‪.‬‬
‫هـ ُظ ْل ُم اخلاد ِم والسائق والعامل واألجير‪ ،‬ونحوهم؛ بتحميله ما ال يطيق من العمل‪ ،‬أو أكل بعض حقه‪ ،‬أو تأخير راتبه‬
‫أو النقص منه‪.‬‬
‫املوظف من ِق َب ِل ُم ِدي ِر ِه؛ بتحميله ما ال يطيق من العمل‪ ،‬أو ِح ْر َما ِن ِه من َت ْر ِق َيةٍ َي ْس َت ِح ُّقها‪ ،‬أو فص ِله من‬ ‫ِ‬ ‫و ُظ ْل ُم‬
‫غير سبب يدعو لذلك‪.‬‬
‫أعراضهم؛ أو منعهم من‬ ‫ِ‬ ‫ز اإلساء ُة لآلخرين وإيذاؤهم بغير حق كاالعتداء عليهم في أ َنف ِْسهم‪ ،‬أو أ ْموا ِلهم‪ ،‬أو‬
‫أخذ حق من حقوقهم‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫ِ‬
‫والبعيد‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والقريب‬ ‫الظلم ك ِّله قلي ِل ِه وكثي ِر ِه‪ ،‬صغي ِر ِه وكبي ِر ِه‪َ ،‬على املس ِل ِم وغير املسلم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫‪ 2‬دل احلديث على حترمي‬
‫أحد‪.‬‬ ‫ألي ٍ‬ ‫أي أحد كان ِّ‬ ‫ومن ِّ‬
‫شخص من يؤذيه‬ ‫ٍ‬ ‫الظ ْل ُم بطريق غير مباشر؛ مثل‪ :‬أن ُي َس ِّل َط على‬ ‫‪ 3‬كما يحرم الظلم بطريق مباشر؛ فكذلك يحرم ُّ‬
‫أو يعني على ظلمه بأي إعانة كانت‪.‬‬
‫لمات يوم القيامة حا ًّثا بذلك على َ َت ُّنبِه وتو ِّقيه في حياة املسلم ك ِّلها‪.‬‬ ‫الظ ْل َم ُظ ٌ‬ ‫‪ُ 4‬ي َن ِّب ُه النبي ‪ ‬إلى أن ُّ‬
‫هلل تعالى عقوب َة الظالم في الدنيا‪ ،‬وقد يؤخرها لعله يتوب ويترك الظلم‪ ،‬فإن لم يتب فإن اهلل تعالى‬ ‫يعجل ا ُ‬ ‫‪ 5‬قد ِّ‬
‫مظالِ ِه يوم القيامة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫قد يعاقبه في الدنيا أو يجمع عليه عقوبة ِ‬
‫قال‬‫قال‪َ :‬‬ ‫األشعري ‪َ ‬‬ ‫ِّ‬ ‫وسى‬‫ﱪ [إبراهيم‪ ،]42 :‬وعن أبي ُم َ‬
‫لظا ِل ِم حتى إذا َأ َخ َذ ُه لم ُي ْف ِل ْت ُه»‪ ،‬قال‪ُ :‬ث َّم َق َر َأ‪« :‬ﱫ‬ ‫هلل َل ُي ْم ِلي ِل َّ‬
‫رسول اهلل ‪« :‬إِنَّ ا َ‬ ‫ُ‬
‫(((‬
‫ﱪ» [هود‪.]102 :‬‬
‫والعمال؛ فإن هؤالء إذا لم يكن لهم َمن ينص ُرهم من‬ ‫َّ‬ ‫‪َ 6‬ي ِج ُب احلذ ُر من ُظلم الضعفا ِء كالصغار والنساء واخلدم‬
‫هلل َت َعا َلى‪َ :‬ثال َث ٌة‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫«قال ا ُ‬ ‫الناس فإن اهلل تعالى يتولى نص َرهم؛ وقد جاء في حديث أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن النبي ‪َ ‬‬
‫أ َنا َخ ْص ُم ُه ْم يوم ا ْل ِق َيا َم ِة‪َ :‬ر ُج ٌل َأ ْع َطى بِي ُث َّم َغدَ َر‪َ ،‬و َر ُج ٌل َباعَ ُح ًّرا َف َأ َك َل َث َم َن ُه‪َ ،‬و َر ُج ٌل ْاس َت ْأ َج َر َأ ِج ًيرا َف ْ‬
‫اس َت ْو َفى‬
‫منه ولم ُي ْع ِط ِه َأ ْج َر ُه»‪.‬‬
‫‪َ 7‬ي ِج ُب على الظالم بأي نوع من الظلم أن يتوب إلى اهلل تعالى من ظلمه‪ ،‬ومن َت ِت َّمة التوبة ما يأتي‪:‬‬
‫مال فيجب عليه أن يتحلل من أصحابه‪ ،‬أو يعيده إليهم إن تيسر‪ ،‬وإال تصدق به عنهم‪.‬‬ ‫�أ إن كان الظلم في ٍ‬
‫أمر معنوي كالضرب والسب والشتم وجب عليه أن يتحلل من صاحبه إن تيسر ذلك‪.‬‬ ‫ب إن كان الظلم في ٍ‬
‫الغيبة أو التعدي على ا َأل ْع َراض؛ فإنه يدعو له ويستغفر‬ ‫ج إن كان التح ُّلل قد يترتب عليه مفسدة‪ ،‬مثل‪ِ :‬‬
‫له حتى يرى أنه قد وفاه حقه‪.‬‬
‫كل مسلم َع ِل َم بِ َْظ َل َمةٍ ألخيه املسلم أو أ ْبصرها وهو قاد ٌر على أن يدفعها أو يخفف منها بقوله‬ ‫‪َ 8‬ي ِج ُب على ِّ‬
‫قال‬ ‫قال‪َ :‬‬ ‫أو فعله أن يفعل ما يستطيعه من ذلك‪ ،‬وهذا في احلقيقة نُصرة منه للظالم واملظلوم‪ ،‬عن َأ َن ٍس ‪َ ‬‬
‫ان‬‫هلل‪َ ،‬أن ُْص ُر ُه إذا كان َم ْظ ُلو ًما؛ َأ َف َر َأ ْي َت إ َذا َك َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫اك َظ ِالًا أو َم ْظ ُلو ًما»‪ ،‬فقال َر ُج ٌل‪ :‬يا َر ُس َ‬ ‫هلل ‪« :‬اُن ُْص ْر َأ َخ َ‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬
‫(((‬
‫الظ ْل ِم فإن ذلك َن ْص ُر ُه»‪.‬‬ ‫َظ ِالًا َك ْي َف َأن ُْص ُر ُه؟ قال‪ْ َ :‬‬
‫«ت ُج ُز ُه أو َ ْت َن ُع ُه من ُّ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫من صور الظلم التي تكثر في املجتمعات ظلم الضعفاء من اخلدم واألطفال والنساء‪ ،‬تعاون مع‬
‫مقترحا لكل صورة ًّ‬
‫حل يحدُّ من وقوعها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫زملئك في ذكر ثلث صور لظلم هؤالء‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫ومعاهدة على نُصرة املظلوم في بيت عبداهلل بن ُجدْ عان ُعر َ‬
‫ِف‬ ‫َ‬ ‫النبي ‪ ‬قبل ال َب ْعثة ِحلف ًا‬
‫حضر ُّ‬
‫احللف‪،‬‬ ‫مختصرا عن‪ :‬سبب هذا ْ ِ‬
‫ً‬ ‫لف ال ُفضول)‪ ،‬ارجع إلى كتب السيرة النبوية واذكر‬ ‫(ح ِ‬‫بـ‪ِ :‬‬
‫وبنوده‪ ،‬وماذا قال عنه النبي ‪‬؟‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما املراد بالظلم؟ وما أنواعه؟‬
‫‪ 2‬أي أنواع الظلم أشد؟ وملاذا؟‬
‫‪ 3‬مثِّل مبثالني لكل مما يأتي‪:‬‬
‫ظلم اآلخرين‪.‬‬ ‫ب‬ ‫اأ ظلم النفس‪.‬‬
‫‪ 4‬كيف تكون توبة الظالم من مظامله؟‬
‫‪ 5‬ما عاقبة الظلم؟‬
‫هلل ‪« :‬اُن ُْص ْر َأ َخ َ‬
‫اك َظ ِاملًا أو َم ْظ ُلو ًما»‪،‬كيف تكون نصرة املظلوم؟ وكيف تكون‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫‪َ 6‬‬
‫قال‬
‫نصرة الظالم؟‬

‫‪125‬‬
‫ا◊دي‪ å‬ا◊‪ …OÉ‬والع�شرو¿‪(............) :‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬الأ�سل‪ ܃‬التعليم» ‘ ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ا‪≤jE‬ا´ الأ‪ iP‬بالنا�‪ ¢‬و“ث‪ π‬ل¬‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫–‪ O uó‬املرا‪ O‬بامل‪Ø‬ل‪ ‘ ¢ù‬ا◊‪.åjó‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ر‪ O‬امل¶ا‪ ⁄‬لأهلها‪.‬‬‫‪u‬‬
‫ت‪c ÚÑ‬ي∞ ت‪ ¿ƒµ‬امل≤ا‪U‬سة ‪ Ωƒj‬ال≤يامة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ال‪ù‬س‪Ñ‬ي‪ π‬لت‪é‬ن‪ Ö‬ال‪ Ωƒj ¢�ÓaE‬ال≤يامة‪.‬‬

‫لو استدان رجل ً‬


‫ماال لي َّتجر بها فخسر في جتارته‪ ،‬فجاء الدائنون يطالبون بأموالهم‪ ،‬فإن القاضي يأمر بسحب‬
‫أرصدته ليسدد الدائنني‪ ،‬ورمبا اضطر لبيع بعض ممتلكاته‪ ،‬فيصل بذلك إلى اإلفلس‪ ،‬لكن اإلفلس في اآلخرة أشدُّ ‪.‬‬
‫يبني ذلك احلديث اآلتي‪:‬‬

‫هلل ‪ ‬قال‪َ » :‬أ َت ْد ُرونَ ما املُفْ ِل ُس؟« قالوا‪ :‬املُفْ ِل ُس ِفي َنا من ل‬ ‫ول ا ِ‬ ‫عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫اع‪ ،‬فقال‪» :‬إ َِّن امل ُْف ِل َس من ُأ َّم ِتي َي ْأ ِتي يو َم ال ِق َيا َم ِة ب َِصالةٍ َو ِص َي ٍام َو َز َكاةٍ ‪َ ،‬و َي ْأ ِتي‬ ‫ِد ْر َه َم له ول َم َت َ‬
‫َك َد َم َه َذا‪َ ،‬و َض َر َب َه َذا؛ َف ُي ْع َطى َه َذا من‬ ‫ال َه َذا‪َ ،‬و َسف َ‬ ‫قد شَ َت َم َه َذا‪َ ،‬و َق َذ َف َه َذا‪َ ،‬و َأ َك َل َم َ‬
‫ﺈن َف ِن َي ْت َح َس َنا ُت ُه قبل َأ ْن ُيقْ َضى ما عليه ُأ ِخ َذ من َخ َطا َيا ُه ْم‬ ‫َح َس َنا ِت ِه‪َ ،‬و َه َذا من َح َس َنا ِت ِه‪َ ،‬ف ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫َف ُط ِر َح ْت عليه‪ُ ،‬ث َّم ُط ِر َح في ال َّنارِ«‪.‬‬

‫(عاقبة الظلم) عنوان مناسب للدرس‪ ،‬تعاون مع زمالئك في اختيار عنوان أنسب واكتبه في أعلى الصفحة‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ترجمة راوي احلديث‬

‫معالم من حياته‬
‫ما أكثر شيء متيز به أبو هريرة ‪‬؟‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪..........................................................................‬‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫‪.‬‬

‫إرشادات احلديث‬

‫العظيم واملع ِّلم الرحيم‪ ،‬وأساليبه في التربية والتعليم متنوعة بقدر ما يحصل به التبليغ‬ ‫ُ‬ ‫‪ 1‬النبي ‪ ‬هو ْاملُ َر ِّبي‬
‫والتأثير في الناس‪ ،‬وفي هذا احلديث يتخذ أكثر من أسلوب للتعليم هي‪:‬‬
‫اأ التعليم عن طريق إلقاء سؤال للحاضرين‪ ،‬وفي ذلك إثار ٌة لتفكيرهم وشدٌّ النتباههم‪.‬‬
‫ب احملاورة مع املتعلمني‪.‬‬
‫ج ذكر األمثلة ملا يريد بيانه وتوضيحه‪.‬‬
‫د التفصيل والتبيني‪.‬‬
‫هـ الترهيب من فعل احلرام‪.‬‬
‫و أسلوب السؤال عن بعض املعاني املعروفة للحاضرين‪ ،‬فحينما يخبرون مبا يعرفون يأتي مبعنى آخر لهذه‬
‫األلفاظ التي سألهم عنها‪ ،‬وهذا فيه نوع من إثارة الهمم وتثبيت املعلومة‪.‬‬
‫ويظهر في احلديث تفاعل الصحابة ‪ ‬مع هذا األسلوب وجتاوبهم معه‪ ،‬ومشاركتهم للنبي ‪ ‬بإجابة سؤاله‪،‬‬
‫تأد َبهم في اجلواب حيث قالوا‪ْ :‬املُ ْف ِل ُس ِفي َنا‪ ،‬ف َب َّينوا أنهم يعرفون املفلس في اللغة العربية وحسب‬ ‫ويلحظ ُّ‬
‫مفلس آخر غي ُر هذا فإنهم ال يعرفونه‪ ،‬ويتلقون بيان معناه من النبي ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫العرف السائد عندهم‪ ،‬وأما‬
‫‪ 2‬دل احلديث على حترمي أ َذى الناس بأي لون من ألوان األ َذى‪ ،‬وهذا املعنى مأخوذ من معنى اإلسلم نفسه؛ فقد‬
‫(‪)٢‬‬
‫ون ِم ْن ِل َسا ِن ِه َو َي ِد ِه»‪.‬‬‫«املُ ْس ِل ُم َم ْن َس ِل َم ْاملُ ْس ِل ُم َ‬
‫ثبت عن النبي ‪ ‬أنه قال‪ْ :‬‬
‫وشتمهم ِمن األخلق الذميمة التي يجب على املسلم أن يترفع عنها‪ ،‬قال زيد بن أسلم‪ :‬جعل‬ ‫ُ‬ ‫سب الناس‬
‫ُّ‬ ‫‪3‬‬
‫عاصما ال‬
‫ً‬ ‫بلغ باب داره التفت إليه فقال‪ :‬إني وأخي‬ ‫فلما َ‬ ‫وابن عمر ساكت‪َّ ،‬‬ ‫يسب عبداهلل بن عمر‬ ‫رجل ُّ‬
‫(‪)٣‬‬
‫يردوا عليه مثل‬
‫يقتصوا منه بأن ُّ‬
‫بش ْتم اآلخرين‪ ،‬ولم ُّ‬ ‫الرفيع‪ ،‬و أطلقَ ِلسا َنه َ‬ ‫َ‬ ‫األدب‬
‫َ‬ ‫نسب الناس‪ .‬و َمن َت َر َك هذا‬
‫ويتحلل ِممَّن شتمه؛ َأتَى يو َم القيامة يحمل وِزره‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ما ش َت َمهم به‪ ،‬ولم ي ُت ْب ِمن ذلك‬
‫(‪ )١‬سبقت ترجمته ص‪٤٥ :‬‬
‫(‪ )٢‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬اإلصابة في متييز الصحابة ‪.١٨٥/٤‬‬
‫‪127‬‬
‫مثل‪ :‬يا فاجر أو يا خبيث أو‬
‫تعريضا‪ ،‬كأن يقول ً‬
‫ً‬ ‫الظن صراح ًة أو‬
‫‪ 4‬يحرم قذف املسلمني باملعاصي سواء بالكذب أو ْ‬
‫يا كافر أو يا منافق‪ ،‬أو يا زاني‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬قال تعالى‪fedcba`M :‬‬
‫‪[ Lkjihg‬األجزاب‪.]58 :‬‬
‫‪ 5‬لقد أمر اإلسالم بحفظ أموال الناس‪ ،‬وح َّرم أك َلها بأي وجه من الوجوه‪ ،‬مثل‪ :‬الغصب‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وجحد‬
‫كثيرا أم قليالً‪ ،‬وإذا كان املرء ضعي ًفا اشتدَّ حترمي‬ ‫العار َّية‪ ،‬وتضييع األمانة‪ ،‬وأكل امليراث‪ ،‬وسواء أكان هذا املال ً‬
‫أكل ما ِله؛ كاليتيم واملرأة والصغير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فمن َس َف َك الدماء املعصومة فقد ارتكب كبير ًة من كبائر الذنوب‪،‬‬ ‫‪ 6‬لقد ح َّرم اإلسالم سفك الدماء إال بحقها‪َ ،‬‬
‫وع َّرض نفسه لسخط اهلل وعقوبته‪.‬‬
‫بالقصاص أو ال َّتعزير‪ ،‬وإن‬ ‫حق جناية يعا ِقب عليها في الدنيا ِ‬ ‫بالض ْر ِب بغير وجه ٍّ‬ ‫القوي على الضعيف َّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪ 7‬ت ََس ُّل ُط‬
‫القصاص العدل يكون يو َم القيامة باألخذ من حسنات ظامله‪ ،‬وقد َث َب َت‬ ‫الدنيا فإن ِ‬ ‫لم يأخذ الضعيف حقَّه في ُّ‬
‫القصاص يوم القيامة وفيه‪« :‬أن اهلل تعالى يقول‪َ :‬ال ينبغي‬ ‫هلل بن ُأن َْيس ‪ ‬عن النبي ‪ ‬في ذكر ِ‬ ‫عبدا ِ‬
‫حديث ِ‬ ‫ُ‬
‫َأل َح ٍد من َأ ْهلِ ال َّنا َر َأنْ َي ْدخُ َل ال َّنا َر َو َل ُه ِع ْندَ َأ َح ٍد من َأ ْهلِ ا َجل َّن ِة َح ٌّق َح َّتى َأق َُّص ُه منه‪َ ،‬و َال ينبغي َأل َح ٍد من َأ ْهلِ ا َجل َّن َة‬
‫َأنْ َي ْدخُ َل ا َجل َّن َة َو َأل َح ٍد من َأ ْهلِ ال َّنا ِر ِع ْندَ ُه َح ٌّق َح َّتى َأق َُّص ُه منه َح َّتى ال َّل ْط َمةُ»‪ ،‬قال‪ُ :‬ق ْل َنا‪َ :‬ك ْي َف وأنَّا إمنا نأتي ا َ‬
‫هلل‬
‫(((‬
‫ات»‪.‬‬ ‫الس ِّي َئ ِ‬
‫ات َو َّ‬ ‫وجل ُع َرا ًة غُ ْر ًال ُب ْه ًما؟ قال‪ِ « :‬با َحل َس َن ِ‬ ‫ع َّز َّ‬
‫ورد احلقوق ألهلها‪ ،‬فإن وقع اإلنسان في الظلم‬ ‫ترك الظلم ُّ‬ ‫‪ 8‬السبيل الشرعي إلى جتنب اإلفالس يوم القيامة‪ُ :‬‬
‫فالسبيل إلى التخلص منه يكون بالتوبة إلى اهلل تعالى‪ ،‬والتخلص من حقوق الناس بردها لهم‪ ،‬أو التحلل منهم‬
‫قال‪َ « :‬م ْن َكا َن ْت َل ُه َم ْظ َل َم ٌة‬‫النبي ‪ ‬أنه َ‬
‫عند عدم القدرة على ردها أو لكونها من احلقوق املعنوية‪ ،‬وقد َث َب َت عن ِّ‬
‫كان َل ُه َع َم ٌل َصا ِل ٌح ُأ ِخ َذ ِم ْن ُه‬
‫ون ِدي َنا ٌر وال ِد ْر َه ٌم‪ْ ،‬إن َ‬ ‫َأل َح ٍد ِم ْن ِع ْر ِض ِه أو َش ْيءٍ ؛ َف ْل َي َت َح َّل ْل ُه منه ا ْل َي ْو َم؛ َق ْب َل َأ ْن ال َي ُك َ‬
‫اح ِب ِه َف ُح ِم َل َع َل ْي ِه»‪.‬‬ ‫ات ُأ ِخ َذ ِم ْن َس ِّيئ ِ‬ ‫ِب َقدْ ِر َم ْظ َل َم ِت ِه‪َ ،‬وإ ِْن لم ت َُك ْن له َح َس َن ٌ‬
‫(((‬
‫َات َص ِ‬
‫‪َ 9‬من مات وعليه ديون للناس أو حقوق فإن على ورثته قضاءها من َتر َِك ِت ِه‪ ،‬وإن كانت عليه حقوق معنوية من ظلم‬
‫صاحب احلق في إسقاط حقه عن امليت‪ ،‬وطلب التحليل منه والعفوِ‬ ‫ِ‬ ‫ونحوه فال بأس أن يسعى أولياء امليت لدَ ى‬
‫واملسامح ِة؛ حتى يتخلص امليت من احلقوق التي عليه للناس فيخف عليه احلساب يوم القيامة‪ ،‬ويستحب‬
‫ﱪ [الشورى‪.]40 :‬‬ ‫لصاحب احلق حتليله؛ لقوله تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫(‪ )1‬رواه أحمد‪ ،‬والبخاري في األدب املفرد‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫موقف املسلم من أذى الناس‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫بالتعاون مع زملئك‪ :‬اذكر أهم األسباب التي تؤدي إلى الوقوع في الظلم واالعتداء على اآلخرين‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪َ 1‬من املفلس يوم القيامة؟‬
‫‪ 2‬كيف ميكن الوقاية من اإلفلس في اآلخرة؟‬
‫‪ 3‬ما حكم اإلسراع في رد املظالم؟ وكيف ميكن التحلل منها؟‬
‫‪ 4‬من استدان من الناس وهو يريد األداء لكنه لم يستطع؛ فهل يشمله القصاص؟‬
‫استدل ملا تذكر‪.‬‬
‫‪َ 5‬ذ َك َر احلديث مناذج إليقاع األذى بالناس؛ اذكر مناذج أخرى لم َت ِر ْد في احلديث‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜ‪:‬‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫اﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ح≥ اˆ تع‪ ¤É‬وح≥ الر‪S‬شو∫ ‪‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع‪ O uó‬ح≤‪ ¥ƒ‬اˆ تعالى‪.‬‬
‫ت‪ …Oq Dƒ‬ح≤‪ ¥ƒ‬اˆ ‪c‬ما اأمر �س‪ëÑ‬ان¬‪.‬‬
‫‪u‬‬
‫تع¶م اˆ و‪u Œ‬ل¬ وتثن» ‪Y‬لي¬ ‪Ã‬ا ه‪ ƒ‬اأهل¬‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬ح≤‪ ¥ƒ‬الن‪ »Ñ‬ﷺ‪.‬‬
‫ت‪ü‬س ‪u‬ل» ‪Y‬لى الن‪ »Ñ‬ﷺ‪Y‬ن‪cP ó‬ر√‪.‬‬
‫تن‪ ∫õ‬الن‪ »Ñ‬ﷺ من‪õ‬لت¬ الت» اأن‪õ‬ل¬ اˆ ا‪jE‬اها‪.‬‬‫‪u‬‬

‫َمن الذين تعتقد أن لهم ح ًّقا عليك؟‬


‫َمن أعظم هؤلء ح ًّقا؟‬
‫إن حق اهلل تعالى وحق رسوله ‪ ‬هما أعظم احلقوق على املسلم‪ ،‬فما حق اهلل تعالى؟ وما حق الرسول ‪‬؟‬

‫حق اهلل تعالى‬

‫شكره‬ ‫رجاؤه‬ ‫الخوف منه‬ ‫محبته‬ ‫عبادته‬ ‫اإليمان به‬

‫وحق الرسول ‪‬‬

‫محبة أصحابه‬ ‫نشر سنته‬ ‫الصالة والسالم‬ ‫طاعته واتباعه‬ ‫محبته‬ ‫اإليمان برسالته‬
‫عليه‬

‫‪131‬‬
‫أوالً‪ :‬حق اهلل تعالى‬
‫وأهمها‪ ،‬وهو أوالها باملراعاة‪ ،‬ألنه خالق الناس‪ ،‬وكل نعمة فهي منه‪ ،‬ولقد ع ّرفنا‬ ‫حق اهلل تعالى أعظم احلقوق ُّ‬
‫حقه علينا رحم ًة بنا‪ ،‬من غير احتياج منه لنا‪ ،‬ويلزم القيام به‪ ،‬وحقوق اهلل تعالى على خلقه متنوعة ميكن‬
‫إجمالها فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬توحيده وذلك بأن نؤمن‪ :‬بأنه اخلالق الرازق‪ ،‬احمليي املميت‪ ،‬املستحق للعبادة‪ ،‬وحده ال شريك له‪ ،‬ومن اإلميان‬
‫باهلل‪ :‬اإلميان بأسمائه وصفاته على الوجه الذي يليق بجالله من غير تأويل وال تعطيل‪ ،‬وال تكييف وال متثيل‪.‬‬
‫‪ 2‬عبادته وحده ال شريك له‪ :‬والعبادة في اللغة‪ :‬التذلل واخلضوع‪.‬‬
‫اسم جامع لكل ما يحبه اهلل ويرضاه‪ ،‬من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة (((‪.‬‬ ‫وفي الشرع‪ٌ :‬‬
‫وعبادة اهلل هي الغاية من خلق اجلن واإلنس‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﱪ [الذاريات‪،]56 :‬‬
‫(((‬
‫وقال ‪« :‬حق اهلل على العباد أن يعبدوه وال يشركوا به شي ًئا»‪.‬‬
‫كل شيء‪ :‬وذلك ِمن أوجب الواجبات‪ ،‬وال ُ‬
‫يكمل إميان العبد إال بها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫فوق محب ِة ِّ‬
‫‪ 3‬محبته َ‬
‫ٌ‬
‫«ثالث من‬ ‫ﱪ [البقرة‪ ،]165 :‬وقال ‪:‬‬
‫(((‬
‫بهن حالوة اإلميان‪ :‬أن يكون اهلل ورسولُه َّ‬
‫أحب إليه مما سواهما»‪.‬‬ ‫كن فيه وجد َّ‬
‫َّ‬
‫واحملبة احلقيقية‪ :‬هي التي تدفع صاحبها للعمل مبا يرضي ربه‪ ،‬فإن عالمة صدق هذه احملبة‪ :‬االتباع‪ ،‬كما في‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﱪ [آل عمران‪ ، ]31 :‬وثمرتها‪ :‬محبة اهلل تعالى للعبد‪ ،‬ومغفرة ذنوبه‪،‬‬
‫ﱪ‪.‬‬ ‫كما في تتمة اآلية‪ :‬ﱫ‬
‫قال احلافظ ابن حجر رحمه اهلل تعالى‪ :‬ومحبة العبد هلل حتصل بفعل طاعته وترك مخالفته(((‪.‬‬
‫حذ ًرا مما يخافه‪ ،‬فمن خاف اهلل اتقاه‪،‬‬‫‪ 4‬مخافته جل وعال‪ ،‬ورجاؤُه‪ :‬واخلوف‪ :‬شعو ٌر في القلب يجعل صاحبه ِ‬
‫فاملؤمن يخاف اهلل ويخشاه‪ ،‬ويخاف عذابه‪ ،‬فهو يحذر مما يسبب غضب اهلل عليه‪ ،‬ومن خاف في الدنيا أ ِم َن في‬
‫اآلخرة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﱪ [الرحمن‪ ،]46 :‬وقال‪ :‬ﱫ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﱪ [النازعات‪.]41-40 :‬‬
‫والرجا ُء هو‪ :‬التطلع إلى رحمته تعالى وفضله‪ ،‬مع القيام بالصاحلات واجتناب السيئات‪.‬‬
‫َّ‬
‫دائما‪ ،‬فإنه إن غلب عليه‬
‫راجيا له ً‬
‫وينبغي أن يوازن املؤمن بني اخلوف والرجاء؛ فيكون خائ ًفا من اهلل تعالى‪ً ،‬‬
‫اخلوف فقد يقع في اليأس والقنوط‪ ،‬وإن غلب عليه الرجاء فقد يترك العمل ويعيش في األماني والرجاء الكاذب‪،‬‬
‫ﱪ [اإلسراء‪.]57 :‬‬ ‫قال تعالى في وصف بعض عباده‪ :‬ﱫ‬
‫جل في ُعاله‪ :‬من أعظم حقوق اهلل تعالى شكره على جميع نعمه الظاهرة والباطنة‪ ،‬وقد أمر اهلل تعالى‬ ‫‪ 5‬شُ كره َّ‬
‫ﱪ [البقرة‪.]152 :‬‬ ‫بشكره‪ ،‬ونهى عن جحود نعمته‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫(‪ )1‬العبودية البن تيمية ص‪.38‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪132‬‬ ‫(‪ )4‬فتح الباري ‪ 61/1‬شرح احلديث رقم (‪.)16‬‬
‫وحقيقة الشكر‪ُ :‬ظهور أثر نعمة اهلل على لسان عبده بالثناء عليه واالعتراف بنعمه‪ ،‬وعلى قلبه مبحبته ُ‬
‫وشهو ِد ِن َع ِم ِه‪،‬‬
‫واجب بالقلب‪ ،‬واللسان‪ ،‬واجلوارح‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫وعلى جوارحه باالنقيا ِد له وطاع ِته‪ ،‬فالشكر ليس ُم َج َّر َد النطق باللسان‪ ،‬بل هو‬
‫ومن جحود نعمة اهلل‪ :‬استعمالها فيما يكرهه من الكفر والفسوق واملعاصي‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬حقُّ الرسولِ ‪‬‬
‫الرسول ‪ ‬أفضل خلق اهلل‪ ،‬وسيدُ ولد آدم‪ ،‬وصاحب املنزلة الرفيعة واملقام احملمود (((‪ ،‬وفضله علينا عظيم؛‬ ‫ُ‬
‫حريصا على هداية الناس متحم ً‬
‫ال‬ ‫ً‬ ‫فقد هدانا اهلل به لإلسالم‪ ،‬وأنقذنا به من الضالل‪ ،‬وقام بالدعوة خير قيام‪ ،‬فكان‬
‫ﱪ [الشعراء‪ ،]3 :‬ولذا فإن له علينا حقوقًا‬ ‫لألذى في ذلك‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫جتب مراعاتها‪ ،‬منها‪:‬‬
‫منيرا‪ ،‬وأنه خامت‬
‫وسراجا ً‬
‫ً‬ ‫ونذيرا وهاد ًيا إلى اهلل‬
‫ً‬ ‫بشيرا‬
‫ً‬ ‫‪ 1‬اإلميان بأنه رسول اهلل تعالى‪ ،‬أرسله إلى الناس كافة‬
‫األنبياء عليهم الصالة والسالم‪ .‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫[األحزاب‪.]40 :‬‬
‫وجميع الناس‪ ،‬محبة صادقة ُتثْمر طاعته واتباع ُس َّن ِت ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫واألمهات‪ ،‬واألوال ِد‬
‫ِ‬ ‫‪ 2‬محبته ‪ ‬فوق محبة النفس واآلبا ِء‪،‬‬
‫قال ‪«:‬ال يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده‪ ،‬وولده‪ ،‬والناس أجمعني»(((‪ ،‬وعن عبداهلل بن هشام‬
‫إلي من‬ ‫آخذ بيد عمر بن اخلطاب ‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ألنت أحب َّ‬ ‫‪ ‬قال‪ :‬كنا مع النبي ‪ ‬وهو ٌ‬
‫أحب إليك من نفسك»‪ ،‬فقال‬ ‫كل شيء إال من نفسي‪ .‬فقال النبي ‪« :‬ال والذي نفسي بيده‪ ،‬حتى أكون َّ‬
‫إلي ِمن نفسي‪ ،‬فقال النبي ‪« :‬اآلن يا عمر»(((‪.‬‬ ‫أحب َّ‬
‫ألنت ُّ‬
‫عمر‪ :‬فإنه اآلن واهلل َ‬
‫‪ 3‬طاعته واتِّباعه‪ :‬فطاعته‪ :‬امتثال أمره‪ ،‬واجتناب نهيه‪ ،‬فأمره ونهيه حجة على كل من بلغه ذلك‪ ،‬ال يجوز‬
‫للمسلم التأخر وال التواني عن االستجابة له‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األنفال‪.]24 :‬‬
‫ومن اتِّباعه‪ :‬االقتداء به في عبادته وسلوكه‪ ،‬وفي كل عمله ‪ ،‬مما هو داخل في حكم الواجب واملستحب‪،‬‬
‫فالرسول ‪ ‬قدوة لنا‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األحزاب‪.]21 :‬‬
‫وقد اهتم األئمة بجمع أحوال النبي ‪ ‬وأوصافه وأخالقه‪ ،‬ومن أحسن ما ُألف في هذا كتاب‪( :‬زاد املعاد في هدي‬
‫خير العباد) للعالمة ابن القيم رحمه اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ 4‬الصالة والسالم عليه ‪ :‬وهي واجبة في الصالة‪ ،‬وعند ِذكــره‪ ،‬ومشروعة في مواضع كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬في‬
‫الصباح‪ ،‬واملساء‪ ،‬وفي كل مجلس‪ ،‬وبعد األذان‪ ،‬وعند الدعاء‪ ،‬ويستحب اإلكثار منها يوم اجلمعة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫(‪ )1‬املقام احملمود هو الشفاعة الكبرى للنبي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪133‬‬
‫ﱪ [األحزاب‪ .]56 :‬وفي‬ ‫ﱫ‬
‫ُ‬
‫«البخيل َمن ُذ ُ‬
‫كرت‬ ‫عشرا» (‪ ،)١‬وفي ذم تاركها قال ‪:‬‬ ‫علي واحد ًة ص َّلى اهلل عليه ً‬ ‫فضلها قال ‪َ « :‬م َن َص َّلى ّ‬
‫عنده فلم ُي َص ِّل َع َل َّي»(‪.)٢‬‬
‫‪ 5‬نشر ُس َّن ِت ِه ‪ ‬والذب عنها‪ ،‬والدعوة إليها وهذا ِمن حقوقه العظيمة ‪‬؛ إذ إن هد َيه وسن َته هي املصدر الثاني‬
‫للتشريع اإلسلمي‪ ،‬وبها َك ُم َل الدين‪ ،‬و ُأ ِ َّمتت النعمة‪ ،‬وبنشرها ينتشر‬
‫رءا‬ ‫الدِّ ين في األرض‪ ،‬ويعم اخلير ويندحر الشر‪ ،‬قال ‪َ « :‬ن َّض َر ا ُ‬
‫هلل ا ْم ً‬
‫َس ِم َع َم َقا َل ِتي َف َو َع َاها‪ُ ،‬ث َّم َأ َّد َاها ِإ َلى َم ْن َل ْم َي ْس َم ْع َها؛ َف ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ َال‬
‫ِف ْق َه َل ُه‪َ ،‬و ُر َّب َحا ِم ِل ِف ْقهٍ ِإ َلى َم ْن ُه َو َأ ْف َق ُه ِم ْنه»‬
‫(‪)٣‬‬

‫‪ 6‬مح َّب ُة أهل بيته ‪ :‬أهل البيت‪ :‬هم آل النبي ‪ ‬الذين حرمت عليم‬
‫الصدقة‪ ،‬وهم‪ :‬آل علي‪ ،‬وآل جعفر‪ ،‬وآل عقيل‪ ،‬وآل العباس‪ ،‬وبنو احلارث‬
‫ابن عبداملطلب‪ ،‬وأزواج النبي ‪ ‬وأبناؤه وبناته‪.‬‬
‫يجب على املسلمني محبتهم وتوقيرهم‪ ،‬وقد زكاهم اهلل تعالى بقوله‪:‬‬
‫ﱫ ‪`_ ~ } | { z y x w‬ﱪ‬
‫[األحزاب‪ ،]33 :‬كما أوصى بهم رسول اهلل ‪ ‬في قوله‪« :‬أذكركم اهلل في‬
‫أهل بيتي» فقام صحابة رسول اهلل بحق آل بيته خير قيام فبادلوهم احملبة‬
‫والتقدير واالحترام وعلى هذا درج أهل السنة واجلماعة‪.‬‬
‫‪ 7‬التحاكم إلى دينه وشرعه والرضا بحكمه‪ :‬كما قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [النساء‪.]65 :‬‬
‫وض ٌ‬
‫لل(‪َ ،)٤‬ف ُه ْم َح َم َل ُة الدِّ ين‪ ،‬وأصحاب س ِّيد‬ ‫وتوقيرهم‪ :‬فمحبتهم واجب ٌة‪ ،‬وس ُّبهم ُم َح َّر ٌم َ‬‫ُ‬ ‫‪ 8‬مح َّب ُة أصحابه ‪‬‬
‫نقص‪،‬‬ ‫بعيب أو ٍ‬
‫أحد منهم ٍ‬ ‫املرسلني‪ ،‬وخير الناس بعد النبيني‪ ،‬فل يجوز ألحد أن يذكرهم بذم‪ ،‬أو يطعن على ٍ‬
‫أح ِد ِهم َ‬
‫وال َن ِصي َف ُه»(‪.)٥‬‬ ‫أحد َذ َه ًبا ما َب َل َغ ُمدَّ َ‬
‫قال ‪« :‬ال تَس ُّبوا أصحابي‪َ ،‬ف َل ْو َّأن أحدَ كم أنفقَ مثل ٍ‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الترمذي‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )٣‬مسند أحمد‪ ،‬وسنن أبي داود‪.‬‬
‫(‪ )٤‬انظر‪ :‬الصارم املسلول البن تيمية ص‪ ٥٦٧‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )٥‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫من حقوق اهلل تعالى تعظيمه‪ ،‬وعظمة املخلوق تدل على عظمة اخلالق‪ ،‬ابحث عن صورة تدل‬
‫على عظمة اخلالق‪ ،‬وألصقها في املكان احملدد‪:‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫الناس في القيام بحقوق النبي ‪ ‬طرفان ووسط فمن الناس من قام بحقوقه كما أمر اهلل‪ ،‬و ِمن الناس‬
‫صورا‬
‫وقصر في حقه‪ ،‬ومنهم َمن غل فيه وأنزله فوق منزلته التي وضعه اهلل فيها‪ ،‬أورد ً‬ ‫من جفاه َّ‬
‫وصورا من اجلفاء له‪:‬‬
‫ً‬ ‫من الغلو فيه ‪،‬‬
‫صور اجلفاء فيه‬ ‫صور الغلو فيه‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬عدِّ د حقوق اهلل على عباده‪ ،‬وما أعظم هذه احلقوق؟‬
‫‪ 2‬ما ثمرات محبة اهلل؟‬
‫‪ 3‬متى يكون الرجاء محمو ًدا؟ ومتى يكون مت ِّن ًيا مذمو ًما؟‬
‫‪ 4‬عدِّ د حقوق النبي ‪.‬‬
‫‪ 5‬ما وسائل تنمية محبته ‪‬؟‬
‫‪ 6‬اختر اإلجابة الصحيحة فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬جتب الصلة على النبي ‪:‬‬
‫اأ في الصباح واملساء‪ .‬ب يوم اجلمعة وليلتها‪ .‬ج بعد األذان‪ .‬د في الصلة‪.‬‬
‫‪ 2‬يبحث كتاب زاد املعاد في‪:‬‬
‫اأ مسائل اليوم اآلخر‪ .‬ب أحكام املعاملت‪ .‬ج هدي النبي ‪ .‬د التفسير‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫الد‪Y‬و ‪o‬ة ا‪ ¤E‬اˆ تع‪ ,¤É‬و‪U‬شو ‪l‬ر ‪p‬من ‪n‬ه ‪r‬د ‪ …p‬النب» ‪P ‘ ‬ل∂‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية ال‪ƒYó‬ة ا‪E‬لى ال‪�E‬س‪.ΩÓ‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ال‪ƒYó‬ة ا‪E‬لى ال‪�E‬س‪.ΩÓ‬‬‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪†a è‬سيلت‪ Ú‬م‪†a ø‬سا‪ πF‬ال‪ƒYó‬ة‪.‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ ‪Z‬ا‪j‬ا‪ ä‬ال‪ƒYó‬ة ا‪E‬لى ال‪�E‬س‪.ΩÓ‬‬
‫تع‪ O uó‬اأ‪ ¥ÓN‬ال‪Yó‬اة ا‪E‬لى اˆ‪.‬‬
‫ظهر االنحراف في البشر بعد أن كانوا على التوحيد واإلميان باهلل فأرسل اهلل الرسل‪ ،‬ابتداء من نوح عليه السلم‬
‫إلى خامتهم محمد ‪ ‬فما مهمة الرسل؟ وما فضيلة من تابعهم في هذه املهمة؟‬
‫إن مهمة الرسل هي الدعوة إلى اهلل وتبليغ شريعته وإصلح ما فسد من عقائد الناس‪ ،‬ومن تابع الرسل في‬
‫مهمتهم هم الدعاة إلى اهلل‪.‬‬
‫أهمية الدعوة إلى اهلل‬

‫ملا كان نبينا ‪ ‬هو خامت النبيني وكانت رسالته للناس كافة‪ُ ،‬ح ّملت أمته أمانة الدعوة إلى اهلل تعالى‪:‬ﱫ‬
‫ﮥﱪ [آل عمران‪.]104 :‬‬
‫وقد نالت هذه األمة احملمدية بهذا التكليف تشريف ًا على سائر األمم‪ ،‬حيث وصفها اهلل تعالى في كتابه بقوله‪ :‬ﱫﭞ‬
‫ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﱪ [آل عمران‪ ،]110 :‬فجعل سبحانه‬
‫اخليريةلهاعلىسائراألممبسببماتقومبهمناألمرباملعروفوالنهيعناملنكر‪،‬وهذهوظيفةاألنبياءواملرسلنيعليهمالسلم‪.‬‬

‫فضائل الدعوة إلى اهلل‬


‫الدعوة إلى اهلل تعالى من ِّ‬
‫أجل األعمال وأفضلها‪ ،‬والداعي إلى اهلل هو أحسن الناس عند اهلل قو ًال‪ ،‬وأعظمهم ً‬
‫أجرا‪،‬‬
‫ﱪ [فصلت‪.]33 :‬‬ ‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪َ «:‬من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور َمن تبعه الينقص ذلك‬
‫ِمن أجورهم شي ًئا‪ ،‬و َمن دعا إلى ضللة كان عليه ِمن اإلثم مثل آثام َمن تبعه‪ ،‬الينقص ذلك من آثامهم شي ًئا»(‪.)١‬‬

‫(‪ )١‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫غاي ُة الدعوة إلى‪ ‬اهلل‬
‫تتلخص غاي ُة الدعو ِة إلى اهلل تعالى في هدفني أساسني هما‪:‬‬
‫‪ 1‬إبالغ الرسالة وأداء األمانة‬
‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [المائدة‪.]67 :‬‬
‫حتملها‪ ، ‬وإبالغ رسالة اإلسالم‪.‬‬ ‫فاملقصود األول للداعي إلى اهلل هو أداء األمانة التي َّ‬
‫ولذا فإن الداعية إلى‪ ‬اهلل تعالى ال يصده عن دعوته شيء ألبته‪ ،‬فسواء استجاب له الناس‪ ، ‬وقبلوا دعوته‪ ،‬أم أعرضوا‬
‫عنه‪ ،‬ولم يستجيبوا له‪ ،‬ألن مقصده وغايته امتثال أمر ر ِّبه‪ ،‬والسعي إلى رضوانه بتبليغ دينه‪.‬‬
‫‪ 2‬السعي إلى هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور‬
‫قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﱪ [إبراهيم‪.]1 :‬‬
‫وعن سهل بن سعد الساعدي ‪ ‬أن رسول‪ ‬اهلل ‪ ‬قال يوم خيبر لعلي بن أبي طالب ‪ ‬وقد أعطاه الراية‪« :‬ا ْن ُف ْذ‬
‫على ر ِْس ِلك حتى تن‍زل بساحتهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى اإلســام‪ ،‬وأخبرهم مبا يجب عليهم من حق‪ ‬اهلل تعالى فيه‪،‬‬
‫واحدا خير لك من ُح ْمر ال َّن َعم»‪.(((.‬‬
‫ال ً‬ ‫فو‪ ‬اهلل‪ ‬ألن يهدي‪ ‬اهلل بك رج ً‬
‫ولذا فإن الداعية ُيقبل على الناس بدعوته وف‍ي قلبه الرحمة بهم‪ ،‬والشفقة عليهم‪ ،‬واحلرص على هدايتهم‪ ،‬فيصبر‬
‫ﱪ‬ ‫على أذاهم‪ ،‬ويتحمل املشقة ف‍ي سبيل إيصال الهداية إليهم‪ ،‬قال‪ ‬اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫[األنبياء‪.]107 :‬‬
‫غاية الدعوة إلى اهلل‬

‫السعي إلى هداية الناس‬


‫إبالغ الرسالة وأداء األمانة‬
‫وإخراجهم من الظلمات إلى النور‬

‫(‪ )1‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫‪137‬‬
‫أخالق الداعية إلى اهلل‬
‫للداعي إلى اهلل تعالى آداب ينبغي له االلتزام بها لينجح في دعوته‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫�أ لني الكالم وعذوبة املنطق‬
‫أسرا رفي ًقا‪ ،‬فتأخذ بزمامها‪ ، ‬وجتذب‍ها إليها‪ ، ‬وهي‬ ‫إن الكلمة اللينة العذبة تسري ف‍ي أعماق النفوس‪ ،‬حتى تأسرها ً‬
‫وموجها لهما في دعوة فرعون‪ :‬ﱫ‬ ‫ً‬ ‫مخاطبا موسى وأخاه‬ ‫ً‬ ‫راضية مطمئنة‪ ،‬وقد قال‪ ‬اهلل تعالى‬
‫ﱪ [النحل‪.]125 :‬‬ ‫ﱪ [طه‪ .]44 :‬وقال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ني الكالم‪ ،‬و ِمن ذلك‪:‬‬ ‫ولقد ضرب الرسول ‪ ‬أروع األمثلة ف‍ي حسن اخلطاب و ِل ِ‬
‫‪ 1‬أنه ‪ ‬كان ف‍ي املوسم مبنى يعرض نفسه على القبائل‪ ،‬فأتى قو ًما يقال لهم‪( :‬بنو عبداهلل)‪ ،‬فدعاهم إلى‪ ‬اهلل‪،‬‬
‫وجل قد أحسن اسم أبيكم»(((‪ ، ‬يتلطف‬ ‫وع َر َض عليهم نفسه‪ ،‬حتى إنه ليقول لهم‪« :‬يا بني عبداهلل‪ ،‬إن‪ ‬اهلل ع ّز ّ‬ ‫َ‬
‫لهم بذلك‪. ‬‬
‫والطب ثم ًنا لترك الدعوة‪ ،‬وعدم مخاطبة قريش ب‍ها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ 2‬و َل ّما جاءه عتبة بن ربيعة يعرض عليه املال واجلاه والنساء‬
‫قال ‪« :‬أقد‪ ‬فرغت يا أبا الوليد؟»‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪« :‬فاسمع مني»‪ ،‬فتال عليه اآليات من سورة فصلت‪ ،‬ثم‬
‫ِاس ِم ِه َت َل ُّط ًفا ف‍ي اخلطاب‪.‬‬
‫قال‪« :‬قد سمعت يا أبا‪ ‬الوليد ما سمعت‪ ،‬فأنت وذاك»(((‪ . ‬فيدعوه بكنيته ال ب ْ‬
‫التبسم وطالق ُة الوجه‬ ‫ُّ‬ ‫ب‬

‫التبسم وطالق ُة الوجه‪ ،‬وقد كان رسول‪ ‬اهلل ‪ ‬يظهر‬ ‫من أحسن السبل لتأليف القلوب واستجالبها لقبول الدعوة‪ُّ :‬‬
‫هلل ‪ُ ‬م ْن ُذ‬ ‫هلل ‪َ « :‬ما َح َج َب ِني َر ُ‬
‫سول ا ِ‬ ‫بن عبدا ِ‬ ‫ألصحابه‪ ، ‬ومن َي ِفدُ عليه‪ ،‬قال َجرِي ُر ُ‬ ‫البشاشة‪ ،‬ويكثر التبسم‬
‫(((‬
‫«وال َرآ ِني إال َت َب َّس َم في َو ْجهِ ي» ‪ ،‬وعن أبي ذر ‪ ‬قال‪:‬‬ ‫وال َرآ ِني إال َض ِح َك» ‪ ،‬وفي رواية للبخاري‪َ :‬‬‫(((‬
‫َأ ْس َل ْم ُت‪َ ،‬‬
‫(((‬
‫اك ِب َو ْجهٍ َط ْل ٍق»‪.‬‬ ‫قال لي النبي ‪« :‬ال َ ْت ِق َر َّن ِم َن ْالَ ْع ُر ِ‬
‫وف شي ًئا َو َل ْو َأ ْن َت ْل َقى َأ َخ َ‬
‫ج العفو واإلحسان‬
‫مما يتألف به الداعية قلوب الناس‪ :‬العفو عنهم‪ ،‬واإلحسان إليهم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [المائدة‪ ،]13 :‬و ِمن عفوه ‪ ‬وإحسانه‪ :‬‬
‫خيرا‪ ،‬أخٌ كرمي‪ ،‬وابن أخ‬ ‫ما قاله ‪ ‬لقومه يوم فتح مكة‪« :‬يا معشر قريش‪ ،‬ما ترون أني فاعل فيكم؟»‪ ،‬قالوا‪ً : ‬‬
‫كرمي‪ .‬قال‪« :‬اذهبوا فأنتم الطلقاء»‪ ،‬ثم جلس رسول‪ ‬اهلل ‪ ‬ف‍ي املسجد‪ ،‬فقام إليه علي بن أبي طالب ومفتاح‬
‫الكعبة ف‍ي يده‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول‪ ‬اهلل‪ ،‬اجمع لنا احلجابة مع السقاية صلى‪ ‬اهلل عليك‪ ،‬فقال رسول‪ ‬اهلل ‪« :‬أين‬
‫فتاحك يا‪ ‬عثمان‪ ،‬اليو ُم يو ُم ِب ٍّر َو َو َفاءٍ »(((‪.‬‬ ‫هاك ِم َ‬ ‫بن طلحة؟»‪ ،‬فدُ عي له‪ ،‬فقال‪َ « :‬‬ ‫ُ‬
‫عثمان ُ‬

‫(‪ )1‬ابن هشام ـ السيرة النبوية ـ ‪.424/1‬‬


‫(‪ )2‬املصدر السابق ‪.294/1‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ ) 5‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬ابن هشام ـ السيرة النبوية ـ ‪.412/1‬‬
‫‪138‬‬
‫لني الكالم‬
‫وعذوبة‬ ‫الدعوة ببيان محاسن الدين اإلسالمي‬
‫املنطق‬
‫َّ‬
‫«إن من أكبر الدعوة إلى دين‬ ‫يقول العالمة ابن سعدي‬
‫اإلسالم شرح ما احتوى عليه من احملاسن التي يقبلها ويتقبلها‬
‫عقل وفطرة سليمة‪ ،‬فلو تصدّ ى للدعوة إلى هذا‬ ‫كل صاحب ٍ‬ ‫ُّ‬
‫من أخالق‬ ‫رجال يشرحون حقائقه‪ ،‬ويبينون للخلق مصاحله‪ ،‬لكان‬ ‫ٌ‬ ‫الدين‬
‫الدعاة‬ ‫التبسم‬ ‫ذلك كافي ًا كفاية تام ًة في جذب اخللق إليه‪.(((»..‬‬
‫العفو‬
‫واإلحسان‬ ‫وطالقة‬
‫الوجه‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫استنتج من النصوص اآلتية فضائل الدعوة مع توضيح وجه االستدالل‪:‬‬
‫وجه االستدالل‬ ‫الفضيلة‬ ‫النص‬
‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ‬
‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﱪ [فصلت‪.]33 :‬‬

‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ‬


‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﱪ [آل عمران‪.]110 :‬‬

‫واحدا‪ ،‬خير لك من‬ ‫ال ً‬ ‫قال ‪« :‬ألن يهدي اهلل بك رج ً‬


‫حمر النعم»(‪.)2‬‬
‫قال ‪َ « :‬م ْن َد َعا إلى ُه ًدى كان َل ُه من ا َأل ْج ِر ِمث ُْل ُأ ُجو ِر من‬
‫َت ِب َع ُه‪َ ،‬ال َي ْن ُق ُص ذلك من ُأ ُجور ِِه ْم َش ْي ًئا»(‪.)3‬‬

‫اإلسالمي للشيخ عبد الرحمن ابن سعدي ص‪ ،.8:‬ط‪ ،1419 ،1‬حتت إشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬الدُّ رة املختصرة في محاسن الدين‬
‫واإلفتاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫تنوعت وسائل الدعوة‪ِّ ،‬بني كيف ميكن توظيف الوسائل اآلتية في الدعوة إلى اهلل‪:‬‬
‫كيفية التوظيف‬ ‫الوسيلة‬ ‫م‬
‫الكتاب املدرسي‬ ‫‪1‬‬
‫اللوحات اإلعلنية‬ ‫‪2‬‬
‫شبكة اإلنترنت‬ ‫‪3‬‬
‫وسائل التواصل احلديثة‬ ‫‪4‬‬
‫(‪)١‬‬
‫‪................... 5‬‬
‫‪..................‬‬ ‫‪6‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ِ 1‬من خلل ما درست في الوحدة ِّبني حكم الدعوة إلى اهلل‪ ،‬مستد ًال ملا تذكر‪.‬‬
‫‪ 2‬ما غايات الدعوة إلى اهلل؟‬
‫‪ِ 3‬من أخلق الداعية‪ :‬العفو والتسامح‪ ،‬أورد من مواقف النبي ‪ ‬ما يدل على ذلك‪.‬‬
‫‪ِ 4‬من األساليب املناسبة للدعوة إلى اهلل‪ :‬بيان محاسن اإلسلم‪ ،‬أورد ثلث ًا من محاسن اإلسلم‬
‫التي ترى أنها مؤثرة في ترغيب الناس في الدخول فيه‪.‬‬

‫(‪ )١‬يضيف الطالب وسيلتني‪ ،‬ثم يبني كيفية توظيفهما‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ا’‪S‬ش ‪p‬ت ‪n‬ق‪n É‬م ‪o‬ة‬
‫‪r‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪q‬ر‪ ±‬ال�ست≤امة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪†a è‬س‪ π‬ال�ست≤امة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ما تت‪ ≥≤ë‬ب¬ ال�ست≤امة‪.‬‬‫‪u‬‬
‫تع‪K O uó‬مرا‪ ä‬ال�ست≤امة‪.‬‬

‫ﱪ [الفا‪ð‬حة‪.]06 :‬‬ ‫في ُسور ِة الفاحت ِة يقول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬


‫مرارا في صلواتنا؛ فكم مرة نقرؤها كل يوم؟‬
‫نحن نقرأ هذه اآلية الكرمية ً‬
‫هذه اآلية الكرمية اشتملت على سؤال االستقامة؛ فهل فكرت يو ًما‪ :‬علم يدل ذلك؟‬
‫ما االستقامة؟ وكيف يحققها املؤمن؟ وما ثمراتها؟‬
‫تعريف الستقامة‬
‫فالشيء املستقيم هو املعتدل الذي ال اعوجاج فيه‪ ،‬ويأتي هذا في ْ ِ‬
‫احل ِّس َّيات‪،‬‬ ‫الستقامة‪ :‬ضد االعوجاج واالنحراف‪َّ ،‬‬
‫تقول‪ :‬هذا طريق مستقيم وهذا طريق ُم ْع َو ٌّج ‪ ،‬كما يأتي في ْاملَ ْعنو َّيات؛ كاالستقامة على الدِّ ين‪.‬‬
‫(‪)١‬‬

‫فعل الطاعات‬ ‫والستقامة في الشرع هي‪ :‬سلوك الصراط املستقيم‪ ،‬من غير ميل عنه مينة وال يسرة‪ ،‬ويشمل ذلك َ‬
‫والثبات على ذلك حتى املمات‪.‬‬
‫َ‬ ‫وترك ْاملَنه َّيات ك ِّلها‪ ،‬الظاهر ِة والباطن ِة‪،‬‬ ‫ك ِّلها الظاهر ِة والباطن ِة‪َ ،‬‬
‫ﱪ [هود‪ ،]112 :‬وقال النبي ‪ ‬للذي قال له‪ُ :‬ق ْل ِلي‬ ‫واالستقامة واجبة قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫فاس َت ِق ْم » ‪.‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫هلل ْ‬ ‫اإلسل ِم َق ْوال ال َأ ْس َأ ُل َع ْن ُه َأ َح ًدا َب ْعدَ َك؟ َق َ‬
‫ال‪ُ « :‬ق ْل آ َم ْن ُت بِا ِ‬ ‫ِفي ْ‬
‫واالستقامة وسط بني الغلو والتقصير‪ ،‬وكلهما منهي عنه شرعا‪.‬‬
‫أصل الستقامة‬
‫وأصل االستقامة‪ :‬استقامة القلب على التوحيد‪ ،‬فمتى استقام على معرفة اهلل وخشيته وإجلله ومحبته ورجائه استقامت‬
‫اجلوارح ك ُّلها على طاعته‪ ،‬فإن القلب َم ِل ُك األعضاء‪ ،‬وهي جنوده فإذا استقام امللك استقامت اجلنود والرعايا‪.‬‬

‫(‪ )١‬انظر‪ :‬التعريفات للجرجاني ص‪.٣٧‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫فضل االستقامة‬
‫االستقامة هي سبيل احلياة السعيدة في الدنيا؛ فبها طمأنينة القلب‪ ،‬وطيب النفس‪ ،‬وراحة الضمير‪ ،‬وهي طريق‬
‫العزة والكرامة بني الناس‪ ،‬فاملستقيم محل ثقة الناس‪ ،‬وموضع تقديرهم وإجاللهم‪ ،‬واالستقامة هي الرجولة احلقة‪،‬‬
‫وبها يحصل االنتصار العظيم في معركة احلياة على األهواء والشهوات‪ ،‬وهي سبيل الظفر باملطالب العالية‪.‬‬
‫ومن فضائلها أن اهلل تعالى أثنى على أهل االستقامة ووعدهم بالثواب اجلزيل في اآلخرة فقال تعالى‪ :‬ﱫﰄ ﰅ‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛﱪ‬
‫[األحقاف‪ ،]14-13 :‬وقال تعالى‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﱪ [فصلت‪.]30 :‬‬

‫ما تتحقق به االستقامة‬


‫تتحقق االستقامة مبعرفة اخلير واالجتهاد في فعله‪ ،‬ومعرفة الشر واالجتهاد في تركه‪ ،‬سواء في حقوق اهلل عز وجل‬
‫أو حقوق عباده‪ ،‬وأعظم اخلير وأفضل الطاعات توحيد اهلل تعالى وإخالص العبادة له‪ ،‬ومتابعة الرسول ‪ ‬وذلك‬
‫مقتضى الشهادتني‪.‬‬
‫ومن شروط االستقامة‪ :‬أداء الفرائض والواجبات؛ من صالة وزكاة وصوم وحج‪ ،‬وبر الوالدين وصلة الرحم‪،‬‬
‫والصدق واألمانة والوفاء بالوعد وغيرها من األخالق الواجبة‪ ،‬ومن شروطها‪ :‬اجتناب احملرمات‪ ،‬فال استقامة مع‬
‫مقارفة املنكرات‪.‬‬
‫ومما يعزز االستقامة ويثبتها‪ :‬اإلحسان إلى الناس‪ ،‬وبذل املعروف‪ ،‬واالجتهاد في نوافل الطاعات من صالة وصدقة‪،‬‬
‫فعن أبي هريرة ‪ ‬أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬إن اهلل قال‪َ :‬من عادى لي ول ًّيا فقد آذنته باحلرب‪ ،‬وما تقرب َّ‬
‫إلي عبدي‬
‫إلي بالنوافل حتى أحبه‪ ،‬فإذا أحببته كنت سمعه الذى‬ ‫إلي مما افترضت عليه‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب َّ‬‫أحب َّ‬
‫بشيء َّ‬
‫يسمع به‪ ،‬وبصره الذى يبصر به‪ ،‬ويده التي يبطش بها ورجله التي ميشي بها‪ ،‬وإن سألني ألعطينه‪ ،‬ولئن استعاذني‬
‫ألعيذنه»)‪.(1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫مما يحقق‬
‫الستقامة‬
‫توحيد اهلل تعالى‬
‫اجتناب احملرمات‬
‫وإخلص العبادة له‬

‫االجتهاد في نوافل‬
‫متابعة الرسول ‪‬‬
‫الطاعات‬

‫أداء الفرائض‬
‫والواجبات‬
‫ثمرات الستقامة‬
‫‪ 1‬طمأنينة القلب‪ ،‬وانشراح الصدر بدوام الصلة باهلل عز وجل‪ ،‬واملداومة على طاعته‪.‬‬
‫‪ 2‬عمارة األوقات بالطاعات واألعمال الفاضلة والنافعة‪ ،‬والبعد عن األقوال واألفعال املذمومة واملنكرة‪.‬‬
‫‪ 3‬رفعة املستقيم وعلو منزلته‪ ،‬ومحبة القلوب له وثناء الناس عليه‪.‬‬
‫‪ 4‬حسن العاقبة للمستقيم كما قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [فصلت‪. ]30 :‬‬
‫‪ 5‬صلح املجتمع‪ ،‬والترابط والتلحم بني أفراده‪ ،‬وشيوع األخلق الفاضلة فيه‪ ،‬وانتظام مصاحله‪ ،‬وسلمته من املنكرات‬
‫ﱪ [الجن‪.]16 :‬‬ ‫والرذائل‪ ،‬ووفرة اخليرات في املجتمع كما قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫وقال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األعراف‪.]96 :‬‬
‫رفعة المستقيم‬
‫وعلو منزلته‬ ‫عمارة األوقات‬
‫بالطاعات‬
‫حسن العاقبة‬
‫طمأن‬
‫ينة القلب‬
‫من ثمرات‬
‫صـالح‬
‫الـ‬ ‫الستقامة‬
‫مـجـتـمـع‬

‫‪143‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالتعاون مع زمالئك استنتج من النصوص واألقوال اآلتية الوسائل املعينة على االستقامة‪:‬‬
‫الوسيلة‬ ‫النص‬ ‫م‬
‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﱪ‬
‫‪1‬‬
‫[التكوير‪]28-27 :‬‬

‫قال رسول اهلل ‏‏ ‪« :‬‏ال يستقيم إميان عبد حتى يستقيم قلبه‪ ،‬وال‬
‫‪2‬‬
‫(‪)1‬‬
‫يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»‪.‬‬
‫قال‏‪:‬‏ «استقيموا ولن حتصوا‪ ،‬واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصالة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مؤمن»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وال يحافظ على الوضوء إال‬
‫وهو يوصيه‪« :‬‏لكل عمل‬ ‫قال النبي ‪ ‬لعبداهلل بن عمرو بن العاص‬
‫‏ش َّرةٍ َف ْت َر ٌة‪،‬‏ فمن كانت‏فترته ‏‏إلى ُس ّنتي فقد أفلح‪ ،‬ومن كانت‬
‫‪ِ 4‬‏‏ش َّر ٌة‪،‬‏ولكل ِ‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى غير ذلك فقد هلك»‪.‬‬
‫بعيدا‪،‬‬ ‫قال حذيفة ‪« :‬يا معشر القراء‪ْ ،‬اس َت ِق ُ‬
‫يموا‪ ،‬فقد سبقتم سب ًقا ً‬
‫‪5‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وشمال لقد ضللتم ضال ًال ً‬
‫بعيدا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فإن أخذمت ميي ًنا‬
‫قال ابن القيم رحمه اهلل‪« :‬وال تتم للعبد سالمته مطل ًقا حتى يسلم من‬
‫خمسة أشياء‪ :‬من شرك يناقض التوحيد‪ ،‬وبدعة تخالف السنة‪ ،‬وشهوة‬ ‫‪6‬‬
‫(‪)5‬‬
‫تخالف األمر‪ ،‬وغفلة تناقض الذكر‪ ،‬وهوى يناقض التجريد»‪.‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫منوذجا من آثار رفقة السوء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ِّبي أثر الصحبة الصاحلة على االستقامة مور ًدا‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫ ‬
‫(‪ )2‬رواه ابن ماجه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )1‬رواه أحمد‪.‬‬
‫)‪ (4‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫ ‬ ‫(‪ )3‬رواه أحمد‪.‬‬
‫(‪ )5‬اجلواب الكافي ص ‪.84‬‬

‫‪144‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫من خلل تعريف االستقامة‪ ،‬حدِّ د العلقة بني االستقامة والثبات على الدين‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﱪ اآلية على عدة ثمرات للستقامة‪،‬‬ ‫دل قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫‪2‬‬

‫اذكرها‪.‬‬
‫( قليل دائم خير من كثير منقطع )‪ ،‬ما أثر هذا التوجيه على االستقامة؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما أثر كل مما يأتي على االستقامة‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫الدعاء‪.‬‬ ‫ج‬ ‫الذكر‪.‬‬ ‫ب‬ ‫العلم‪.‬‬ ‫اأ‬

‫حب الشهوات‪.‬‬ ‫هـ‬ ‫حب الدنيا‪.‬‬ ‫د‬

‫‪145‬‬
‫ا ‪r‬ل ‪p‬عف ‪so‬ة‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪q‬ر‪ ±‬الع‪Ø‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬من‪õ‬لة الع‪Ø‬ة ‘ ال‪û‬سر‪j‬عة‪.‬‬
‫ت‪› ÚÑ‬ال‪ ä‬الع‪Ø‬ة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪KB‬ار الع‪Ø‬ة‪.‬‬
‫تع‪ »£‬اأمثلة و‪‰‬ا‪ êP‬للع‪Ø‬ة‪.‬‬
‫قد ينتشر الفساد في بعض املجتمعات املعاصرة؛ فينتشر فيها‪ :‬الزنا والبغاء والرذيلة‪ ،‬والفساد اإلداري واملالي‪.‬‬
‫وقــد سبق ديــن اإلســلم لإلشارة إلــى خطورة الفساد بأنواعه‪ ،‬وأمــر مبحاربته‪ ،‬ورســخ في املقابل دعائم العفة‬
‫والفضيلة‪.‬‬
‫الع َّف ُة؟ وما منزلتها في اإلسلم؟ وما مجاالتها وصورها؟ وما آثارها على الفرد واملجتمع؟‬
‫فما ِ‬
‫تعريف ال ِع َّفة‬
‫العفة هي‪ :‬كف النفس عن احملارم وعما ال يجمل باإلنسان فعله‪.‬‬
‫منزلتها في الشريعة‬
‫الع َّف ُة من األخلق احلميدة التي حث الشرع عليها ورغب فيها ملا لها من اآلثار احلميدة‪ ،‬وملا يترتب على فقدها من‬ ‫ِ‬
‫اخللل العظيم في أقوال املسلم وأفعاله وأحواله‪ .‬ومن الشواهد على أهميتها أن اهلل تعالى أمر بها رسوله ‪ ‬فقال‪ :‬ﱫ‬
‫ُ‬
‫رسول اهلل ‪ ‬كما أ َّد َبه ر ُّبه َّ‬
‫أعف اخللق‬ ‫‪ w v u t s r q p o n m l‬ﱪ [طه‪ ، ]131 :‬فكان‬
‫عما في أيدي الناس‪ ،‬بل عن الدنيا وما فيها‪.‬‬
‫وأثنى اهلل تبارك تعالى على الفقراء املتعففني عن املسألة‪ ،‬وأوصى بالبحث عنهم وتعهدهم بالعطاء فقال تعالى‪:‬‬
‫ﱫ‪w v u t s r q p o n m l k‬‬
‫‪ ~ } | { z y x‬ﮯ ¡‪ª © ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢‬‬
‫«ﱪ [البقرة‪. ]273 :‬‬
‫وأرشد إلى العفة َمن َلم يقدر على النكاح وال يستطع حتصيل ُمؤْ َن ِت ِه فقال تعالى‪ :‬ﱫ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﱪ [النور‪. ]33 :‬‬

‫‪146‬‬
‫مجاالت ال ِع َّف ِة وتطبيقاتها‬
‫‪ِ 1‬ع َّف ُة الف َْرج‪ :‬من أهم ما يتعفف عنه املسلم شهوة الفرج؛ ملا يترتب على االنقياد لهذه الشهوة من إفساد‬
‫للدين والدنيا‪ ،‬وقد جاء في القرآن الكرمي إشارة إلى هذه العفة في قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﱪ [النور‪ ،]33 :‬واالستعفاف يكون بضبط النفس وحفظ اجلوارح‪ ،‬وعدم اخلوض فيما يثير‬
‫ال َّر ِم أو النظر ْ ُ َ‬
‫ال َّر ِم‪ ،‬وأن يكثر من االشتغال بالعبادة وال س َّيما الصوم‪ ،‬واحلرص على‬ ‫هذه الشهوات من السماع ْ ُ َ‬
‫إشغال النفس مبا ينفع من أمور الدين والدنيا‪.‬‬
‫‪ِ 2‬ع َّف ُة اللسان‪ :‬وتكون بالبعد عن القدح في األعراض بالسب والشتم والقذف وجتنب الغيبة والنميمة والفحش‬
‫هلل بن مسعود ‪‬‬ ‫في القول‪ ،‬ومن عفة اللسان ترك األلفاظ النابية‪ ،‬واالبتعاد عن أحاديث املجون والفجور ف َع ْن َع ْب ِدا ِ‬
‫اح ِش َو َل ا ْل َب ِذي ِء »‪.‬‬ ‫ِالط َّع ِان َوال ال َّل َّع ِان َو َل ا ْل َف ِ‬
‫هلل ‪َ « :‬ل ْي َس ْالُؤْ ِم ُن ب َّ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َق َ‬
‫(((‬
‫ول ا ِ‬
‫اخر ِِه ْم إ َِّل َح َصا ِئدُ‬ ‫وههِ ْم َأ ْو َع َلى َم َن ِ‬ ‫اس ِفي ال َّنا ِر َع َلى ُو ُج ِ‬ ‫وحذر ‪ ‬من آفات اللسان وزالته فقال‪َ « :‬و َه ْل َي ُك ُّب ال َّن َ‬ ‫َّ‬
‫َأ ْل ِس َن ِتهِ ْم»‪.‬‬
‫(((‬

‫وحذر منه ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن‬ ‫‪ 3‬ال ِع َّف ُة عن املسألة‪ :‬حث اإلسالم على العمل ور َّغب فيه‪ ،‬ونهى عن السؤال َّ‬
‫ال‪َ « :‬والَّ ِذي َن ْف ِسي ِب َي ِد ِه َأل ْن َي ْأخُ َذ َأ َحدُ ُك ْم َح ْب َل ُه َف َي ْح َت ِط َب َع َلى َظ ْه ِر ِه َخ ْي ٌر َل ُه ِم ْن َأ ْن َي ْأ ِت َي َر ُج ًل‬ ‫هلل ‪َ ‬ق َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َر ُس َ‬
‫َف َي ْس َأ َل ُه َأ ْع َطا ُه َأ ْو َم َن َع ُه»‪.‬‬
‫(((‬

‫ومما يبعث على العفة عما في أيدي الناس علم املرء بأن السؤال ُذ ٌّل في الدنيا‪ ،‬وعذاب وفضيحة في اآلخرة ف َع ْن‬
‫اس َأ ْم َوا َل ُه ْم ت ََكث ًُّرا َف َّإنَا َي ْس َأ ُل َج ْم ًرا َف ْل َي ْس َت ِق َّل َأ ْو ِل َي ْس َت ْك ِث ْر»‪.‬‬
‫هلل ‪َ « :‬م ْن َس َأ َل ال َّن َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َ‬
‫(((‬
‫ول ا ِ‬
‫ولل ِع َّف ُة بعد ذلك تطبيقات أخرى منها‪:‬‬
‫�أ ال ِع َّف ُة عن التطلع إلى ما لدى اآلخرين ِمن ُمتع احلياة الدنيا‪.‬‬
‫ب ِع َّف ُة املرأة املسلمة عن التبرج‪ ،‬وعن اخلضوع بالقول‪.‬‬
‫ج ال ِع َّف ُة عن كل قول وعمل محرم أو ال يليق وال يجمل باملسلم‪.‬‬

‫من مجاالت العفة‬


‫وتطبيقاتها‬

‫عفة املرأة عن التبرج‬ ‫العفة عن التطلع إلى ما‬


‫العفة عن املسألة‬ ‫عفة اللسان‬ ‫عفة الفرج‬
‫واخلضوع بالقول‬ ‫لدى اآلخرين‬

‫(‪ )1‬أخرجه أحمد رقم ‪.3839‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫ثمرات ال ِع َّف ُة‬
‫ُ‬
‫‪ 1‬السالمة من اآلثام املوجبة للعقوبات العاجلة واآلجلة‪.‬‬
‫عياض ِبن ِح َم ٍار ‪ ‬قال‪ :‬قال ‪« :‬أهل اجلنة ثالثة» وذكر منهم‪« :‬وعفيف‬ ‫الع َّف ُة من أسباب دخول اجلنة‪ ،‬فعن ِ‬ ‫‪ِ 2‬‬
‫(((‬
‫متعفف ذو عيال»‪.‬‬
‫عما في أيدي الناس‪.‬‬ ‫‪ 3‬إكرام النفس وتر ّفعها ّ‬
‫الع َّف ُة باعثة على العمل والكسب حتى يؤ ِّمن اإلنسان حاجاته ويسلم من احلاجة لغيره‪.‬‬ ‫‪ِ 4‬‬
‫هلل ‪ ‬قال‪َ « :‬م ْن َي ْس َت ْع ِف ْف ُي ِع َّف ُه ا ُ‬
‫هلل‪،‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫الدْ ر ِِّي ‪ ‬أن َر ُس َ‬ ‫الع َّف ُة سبب لعون اهلل تعالى للمرء ف َع ْن َأبِي َس ِع ٍيد ْ ُ‬ ‫‪ِ 5‬‬
‫هلل‪َ ،‬و َما ُأ ْع ِط َي َأ َحدٌ َع َط ًاء َخ ْي ًرا َو َأ ْو َس َع ِم ْن َّ‬
‫(((‬
‫الص ْبرِ»‪.‬‬ ‫َو َم ْن َي ْس َتغْ ِن ُيغْ ِن ِه ا ُ‬
‫هلل‪َ ،‬و َم ْن َي َت َص َّب ْر ُي َص ِّب ْر ُه ا ُ‬
‫ِع َّف ُة نبي اهلل يوسف ‬
‫قصة يوسف  مع قوة الدواعي‪ ،‬فإنه كان شا ًّبا عز ًبا ً‬
‫غريبا مملوكً ا‪ ،‬والداعية للمعصية‬ ‫كانت الع ّفة من أظهر سمات ّ‬
‫والصغار‪ ،‬ومع هذه الدواعي‬
‫سيدته وهي ذات منصب وجمال‪ ،‬وقد دعته إلى نفسها وتوعدته إن لم يفعل بالسجن َّ‬
‫وإيثارا ملا عند اهلل‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬ ‫ً‬ ‫اختيارا‬
‫ً‬ ‫كلها صبر‬
‫ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﱪ [يوسف‪. ]24-23 :‬‬

‫من ثمرات‬
‫العفة‬

‫سبب لعون اهلل‬ ‫السالمة من اآلثام‬

‫تبعث على العمل‬ ‫سبب لدخول الجنة‬


‫والكسب‬

‫البعد عن إذالل‬
‫النفس‬

‫(‪ )1‬أخرجه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زمالئك في استنتاج التشريعات التي تنشر العفة وحتارب الرذيلة في سورة النور اآليات‬
‫من ‪.34 – 19‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫استنتج من النصوص اآلتية فضيلة من فضائل العفة أو ثمرة من ثمراتها‪:‬‬
‫الفضيلة أو الثمرة‬ ‫النص‬ ‫م‬
‫قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ‬
‫‪1‬‬
‫ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﱪ [النور‪.]30 :‬‬

‫قال رسول اهلل ‏‏ ‪« :‬أربع إذا كن فيك فال عليك ما فاتك من الدنيا‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫حفظ أمانة‪ ،‬وصدق حديث‪ ،‬وحسن خليقة‪ ،‬وعفة في ُطعمة» (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 3‬كان من دعاء النبي‪« :‬اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»‬
‫قال رسول اهلل ‏‏ ‪« :‬ثالثة حق على اهلل عونهم‪ :‬املجاهد في سبيل‬
‫‪4‬‬
‫اهلل‪ ،‬واملكاتب الذي يريد األداء‪ ،‬والناكح الذي يريد العفاف» (‪.)3‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫يتعرض الشباب اليوم لفتنة الشهوات‪ ،‬ولكثرة املغريات فإن عفة الفرج أصبحت من األمور التي‬
‫حتتاج ملجاهدة وصبر‪ ،‬تعاون مع زمالئك في حتديد األسباب والدواعي لهذه الفتنة موضح ًا سبل‬
‫الوقاية منها‪ ،‬ثم دونها في املكان املناسب‪:‬‬
‫األسباب‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫سبل الوقاية‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫)‪ (3‬رواه الترمذي‪.‬‬ ‫(‪ )2‬رواه مسلم‪ .‬‬ ‫ ‬‫)‪ (1‬رواه اإلمام أحمد‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫نشاط (‪)٤‬‬
‫اقترح مجاالت للع ّفة‪ ،‬ومثّل لها بثلثة أمثلة‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما العفة؟ وما منزلتها في اإلسلم؟‬ ‫‪1‬‬

‫وضح كيف يكون اإلنسان عفي ًفا في‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫ج فرجه وشهواته‪.‬‬ ‫ب مكاسبه و أمواله‪.‬‬ ‫اأ أقواله وألفاظه‪.‬‬


‫من مجاالت العفة‪ :‬عفة املرأة املسلمة‪ِّ ،‬بني مظاهر عفة املرأة‪ ،‬وما آثارها على املجتمع؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما ثمرات العفة التي حتققت ليوسف  حني تعفف عن الزنا؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪150‬‬
‫أ‪ÓN‬ق واأه‪s ªu n‬ي ‪o‬ت ‪É¡n‬‬
‫ا’ ‪o‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪q‬ر‪ ±‬ا‪ÿ‬ل≥‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬من‪õ‬لة الأ‪ ‘ ¥ÓN‬ال‪.øjó‬‬
‫ت‪› ÚÑ‬ال‪ ä‬الأ‪.¥ÓN‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪o‬ت ‪n‬ع‪ O uó‬ا‪KB‬ار الأ‪.¥ÓN‬‬
‫تعريف األخالق‬
‫األخالق جمع خُ لق‪ُ ْ ،‬‬
‫واخللق في اللغة‪ :‬الدِّ ين والطبع والسج َّي ُة‪ ،‬ويطلق على صفات اإلنسان الباطنة التي ميكن‬
‫وصفها باحلسن والقبح‪ ،‬كالصدق واألمانة واحلياء ونحوها‪.‬‬
‫واألخالق في الصطالح‪ :‬صفات راسخة في النفس‪ ،‬ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة‪ .‬والغالب أنه يطلق‬
‫مثل‪ :‬فلن ذو أخلق‪ ،‬أو ليس عنده أخلق‪.‬‬ ‫على األخلق احملمودة‪ ،‬فيقال ً‬
‫أهمية األخالق‬
‫األخلق إحدى الركائز الرئيسة في احلياة اإلنسانية‪ ،‬فهي التي تضبط الفرد وتوجه سلوكه إلى ما يعود عليه باخلير‪،‬‬
‫وحتفزه إلى الصعود في مراتب الكمال‪ ،‬والسعي اجلاد إلى معالي األمور ومحاسن األفعال‪ .‬وهي ضرورة اجتماعية‬
‫تضمن للناس التعايش في أمن واستقرار‪ ،‬آخذين ما لهم ومؤدين ما عليهم‪ ،‬ومتعاونني على حتقيق مصاحلهم‪.‬‬
‫وبفقد األخلق الفاضلة وشيوع أضدادها من الكذب والغش واخليانة… تضطرب أحوال الناس وتتقطع أواصر‬
‫بعضا وتنعدم الثقة بينهم‪.‬‬
‫األلفة واحملبة بينهم‪ ،‬فل يأمن بعضهم ً‬
‫منزلة األخالق في اإلسالم‬
‫‪ 1‬ارتباط ْ ُ‬
‫اخل ُل ِق باإلميان قو ًة وضعفً ا‬
‫ون ُش ْع َبةً‪َ ،‬و ْ َ‬
‫احل َيا ُء ُش ْع َب ٌة‬ ‫هلل ‪« :‬اإلمي ُ‬
‫َان ب ِْض ٌع َو َس ْب ُع َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫األخلق احلسنة من اإلميان ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َ‬
‫من اإلمي َِان» (‪.)١‬‬
‫فاحلياء من اإلميان وكذا الصدق‪ ،‬والصبر‪ ،‬والشكر‪ ،‬والكرم‪ ،‬والتواضع وسائر األخلق احلميدة التي أمر اهلل بها أو‬
‫أمر بها رسوله ‪ ‬من اإلميان‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪ ،‬وهذا لفظه‪ ،‬ولفظ البخاري‪« :‬ب ِْض ٌع َو ِس ُّت َ‬
‫ون»‪ ،‬والبضع بكسر الباء ويجوز فتحها‪ :‬من الثلث إلى التسع‪ ،‬وقيل‪ :‬ما بني الواحد إلى العشرة‪،‬‬
‫والشعبة‪ :‬الطائفة من كل شيء والقطعة منه‪ ،‬وإمنا جعله بعضه ألن املستحي ينقطع بحيائه عن املعاصي وإن لم تكن له تقية‪ ،‬فصار كاإلميان الذي يقطع بينها وبينه‬
‫النهاية ‪.٤٧٧/٢ ،١٣٣/١‬‬
‫‪151‬‬
‫‪ 2‬بعث النبي ‪ ‬لتتميم مكارم األخالق‬
‫هلل ‪ِ « :‬إن ََّما‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫من أهم غايات الرسالة التي بعث بها محمد ‪ ‬إمتام مكارم األخالق‪ ،‬ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َ‬
‫الخْ َل ِق» ((( وذلك أن من لوازم حسن اخللق القيام بحقوق اهلل تعالى وحقوق عباده‪ ،‬فاحلياء مث ً‬
‫ال‬ ‫ْت ِ ُل َتِّ َم َصا ِل َح ْ َ‬
‫ُب ِعث ُ‬
‫كما يكون من الناس يكون من اهلل تعالى فيبعث على القيام بأوامره واجتناب نواهيه‪ ،‬وكذا الصدق‪ ،‬واألمانة…‬
‫فمن استكمل مكارم األخالق فقد استكمل اإلميان ولذا قال العلماء‪ :‬اخللق هو مجموع صفات املؤمنني(((‪.‬‬
‫‪ 3‬تفاضل املؤمنني بحسب التزامهم باخللق احلسن‬
‫األخالق من اإلميان فكلما زاد متسك املرء باألخالق احلسنة التي أمر اهلل بها أو أمر بها رسوله ‪ ‬زاد إميانه وعلت‬
‫ال ‪« :‬إ َِّن ِم ْن َأ َح ِّب ُك ْم‬ ‫اح ًشا َوال ُم َت َف ِّح ًشا»‪َ ،‬و َق َ‬ ‫هلل ‪َ ‬ل ْم َي ُك ْن َف ِ‬ ‫قال‪« :‬إ َِّن َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫هلل ْب ُن َع ْم ٍرو‬ ‫منزلته‪ ،‬فعن َع ْبدا ِ‬
‫ِإ َل َّي َأ ْح َس َن ُك ْم َأخْ َلقًا» (((‪.‬‬
‫وكلما أخل بخلق من األخالق الفاضلة ووقع في ضده نقص إميانه بحسب ذلك فقد جعل النبي ‪ ‬الكذب‬
‫وإخالف الوعد واخليانة من عالمات النفاق وصفات املنافقني وبها ينقص إميان املرء ويضعف‪ ،‬ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪‬‬
‫ان»(((‪.‬‬ ‫الث؛ ِإ َذا َحدَّ َث َك َذ َب‪َ ،‬و ِإ َذا َو َعدَ َأخْ َل َف‪َ ،‬و ِإ َذا ا ْؤ ُ ِت َن َخ َ‬ ‫ال‪« :‬آ َي ُة ْالُ َنا ِفقِ َث ٌ‬ ‫َع ْن ال َّنب ِِّي ‪َ ‬ق َ‬
‫‪ 4‬اخللق احلسن من أهم أسباب دخول اجلنة بعد التقوى‬
‫وجل وأ َّدى حقوق عباده فاستحق دخول اجلنة‪َ ،‬ع ْن َأبِي‬ ‫من جمع بني التقوى وحسن اخللق فقد أدى حق اهلل ع َّز َّ‬
‫ال ُلقِ »‪َ ،‬و ُس ِئ َل َع ْن‬ ‫هلل‪َ ،‬و ُح ْس ُن ْ ُ‬ ‫ال‪« :‬ت َْق َوى ا ِ‬ ‫ال َّن َة َف َق َ‬
‫اس ْ َ‬
‫هلل ‪َ ‬ع ْن َأ ْك َث ِر َما ُيدْ ِخ ُل ال َّن َ‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ال‪ُ :‬س ِئ َل َر ُس ُ‬ ‫ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪« :‬ا ْل َف ُم‪َ ،‬وا ْل َف ْر ُج» (((‪.‬‬ ‫اس ال َّنا َر َف َق َ‬ ‫َأ ْك َث ِر َما ُيدْ ِخ ُل ال َّن َ‬
‫‪ 5‬اخللق احلسن من أثقل األعمال في ميزان املؤمن يوم القيامة‬
‫وض ُع ِفي ْالِي َز ِان َأ ْث َق ُل ِم ْن ُح ْس ِن ْ ُ‬
‫ال ُلقِ ‪َ ،‬وإ َِّن‬ ‫ول‪َ « :‬ما ِم ْن َش ْيءٍ ُي َ‬ ‫ال‪َ :‬س ِم ْع ُت ال َّنب َِّي ‪َ ‬ي ُق ُ‬ ‫ف َع ْن َأبِي الــدَّ ْر َد ِاء ‪َ ‬ق َ‬
‫َ ِ (((‬
‫الصلة»‪.‬‬ ‫اح ِب َّ‬
‫الص ْو ِم َو َّ‬ ‫اح َب ُح ْس ِن ْ ُ‬
‫ال ُلقِ َل َي ْب ُلغُ ِب ِه َد َر َج َة َص ِ‬ ‫َص ِ‬

‫(‪ )1‬أحمد‪ ،‬واحلاكم‪ ،‬والبخاري في األدب املفرد‪ ،‬انظر صحيح اجلامع رقم ‪.2345‬‬
‫(‪ )2‬ابن قدامة املقدسي مختصر منهاج القاصدين ص ‪ 158‬تعليق شعيب وعبد القادر األرناؤوط‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫منزلة األخالق‬
‫في اإلسالم‬

‫اخللق احلسن من أثقل‬ ‫اخللق احلسن من‬ ‫تفاضل املؤمنني‬ ‫النبي ﷺ بعث‬
‫ارتباط األخالق‬
‫األعمال في ميزان‬ ‫أهم أسباب دخول‬ ‫بحسب التزامهم‬ ‫ليتمم مكارم‬
‫باإلميان‬
‫املؤمن يوم القيامة‬ ‫اجلنة‬ ‫باخللق الشرعي‬ ‫األخالق‬

‫مجاالت األخالق‬
‫ملا كانت األخـالق ركيزة رئيسة لالرتقاء باإلنسان‪ ،‬وتكميل شخصيته‪ ،‬وتوجيـه طاقاته وقواه املختلفة‪ ،‬فقد جاءت‬
‫وصال ِته‪ ،‬فاملسلم في صلته باهلل عز وجل مأمور بأنواع‬ ‫األخـالق في اإلسالم شاملة جلميع جوانب حيــاة اإلنسـان ِ‬
‫من الفضائل اخللقية‪ ،‬منها‪ :‬محبة اهلل تعالى‪ ،‬وطاعته في أوامره ونواهيه‪ ،‬وتصديقه فيما أخبر به‪ ،‬واحلياء منه‪،‬‬
‫واإلخالص في عبادته‪.‬‬
‫وفي ِص َل ِت ِه بنفسه مأمور بالصبر على مشاق احلياة وكربها‪ ،‬واألناة في األمور‪ ،‬واإلتقان في العمل‪ ،‬والقناعة مبا قسم‬
‫اهلل تعالى له‪ ،‬والرضا بقضاء اهلل وقدره‪.‬‬
‫وفي ِص َل ِت ِه بالناس من حوله يلزمه أن يتعامل بالصدق‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والعدل‪ ،‬كما يشرع له البر واإلحسان وبذل‬
‫املعروف‪ ،‬إلى غير ذلك من األخالق احلميدة‪.‬‬
‫كما تشرع األخالق مع احليوان الذي ال يعقل‪ ،‬بالرحمة به‪ ،‬والرفق في معاملته‪ ،‬واإلحسان إليه‪ ،‬فعن َأبِي ُه َر ْي َر َة‬
‫َاش َت َّد َع َل ْي ِه ال َْع َط ُش‪َ ،‬ف َن َز َل ِب ْئ ًرا ف ََشر َِب ِم ْن َها‪ ،‬ث َُّم َخ َر َج‪ ،‬فَإذَا ُه َو ب َِكل ٍْب‬
‫َال‪َ « :‬ب ْي َنا َر ُج ٌل َ ْي ِشي ف ْ‬‫هلل ‪ ‬ق َ‬ ‫ول ا ِ‬‫‪َ ‬أ َّن َر ُس َ‬
‫أل ُخ َّف ُه‪ ،‬ث َُّم َأ ْم َس َك ُه ب ِِفي ِه‪ ،‬ث َُّم َر ِق َي ف ََسقَى‬‫َال‪َ :‬لق َْد َب َل َغ َه َذا ِم ْث ُل الَّ ِذي َب َل َغ بِي‪ ،‬ف ََم َ‬
‫َيل َْه ُث َيأْكُ ُل ال َّث َرى ِم ْن ال َْع َط ِش‪َ ،‬فق َ‬
‫(((‬
‫َال‪ِ « :‬في كُ ِّل َكب ٍِد َرطْ َب ٍة َأ ْج ٌر»‪.‬‬ ‫هلل‪َ ،‬وإ َِّن َل َنا ِفي ال َْب َها ِئ ِم َأ ْجرا؟ ق َ‬
‫ً‬
‫ول ا ِ‬ ‫ْب‪ ،‬ف ََش َك َر ا ُ‬
‫هلل َل ُه‪َ ،‬ف َغف ََر َل ُه»‪ ،‬قَالُوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬ ‫ال َْكل َ‬
‫آثـار األخـالق‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬آثار األخالق على الفرد‪:‬‬
‫األخالق اإلسالمية متنح النفس الرضا والطمأنينة‪ ،‬ملا في االستقامة على األخالق من االستجابة ألمر اهلل تعالى‪،‬‬
‫والعمل بشرعه‪ ،‬والتطلع جلزائه األوفى في اآلخرة‪.‬‬
‫واألخالق تعمل على إصالح الفرد‪ ،‬وتوجيهه نحو اخلير واإلحسان‪ ،‬وبذل املعروف‪ ،‬وصدق املواساة‪ ،‬مما يكسبه‬
‫محبة الناس‪ ،‬وثقتهم‪ ،‬وحسن الصلة بهم‪.‬‬
‫وباألخالق الفاضلة تقوى شخصية املسلم‪ ،‬ويزداد قوة وشجاعة‪ ،‬وعزة وكرامة‪ ،‬فيتجاوز الصعاب‪ ،‬وينتصر على‬
‫الشهوات‪ ،‬ويتغلب على ما يعرض له في حياته من كرب ومشاق‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫ومن آثارها أنها تبعد اإلنسان عن مظاهر النقص‪ ،‬ومسالك الرذيلة‪ ،‬التي حتصل بسبب األخالق السيئة؛ كاجلنب‬
‫والبخل والكذب والطمع‪ ،‬وغيرها من األخالق الذميمة التي يجب أن يتجنبها املسلم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار األخالق على املجتمع‪:‬‬
‫ً‬
‫أنها حتفظ للمجتمع متاسكه‪ ،‬وتساعده على مواجهة التغيرات التي حتدث فيه‪ ،‬واملؤثرات التي تطرأ عليه فيبقى‬
‫ً‬
‫محافظا على هويته في ظل متسكه بأخالقه ومبادئه الثابتة‪.‬‬
‫واألخالق الفاضلة جتعل احلياة أكثر سعادة وطمأنينة؛ حيث تقوى أواصر احملبة بني أفراد املجتمع‪ ،‬وتتوثق العالقة‬
‫بينهم‪ ،‬ملا يترتب عليها من أداء احلقوق‪ ،‬وصيانة األعراض واألموال‪ ،‬ورعاية مصالح احملتاجني والبائسني‪.‬‬
‫وباألخالق الكرمية من محبة وطاعة ونصيحة جتتمع الكلمة على والة األمر‪ ،‬ويتحد صفهم‪ ،‬ويأمنون من كيد‬
‫أعدائهم‪ ،‬ويتف ّرغون ألداء رسالتهم في احلياة‪.‬‬
‫وفي شيوع األخالق الكرمية بني الناس يتطهر املجتمع من الرذائل املوجبة للتباغض واملورثة للعداوة بني أفراد املجتمع‪،‬‬
‫كما قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [فصلت‪.]35-34 :‬‬

‫آثار األخالق‬

‫على املجتمع‬ ‫على الفرد‬

‫حتفظ متاسك‬
‫الرضا والطمأنينة‬
‫املجتمع‬
‫تورث املجتمع‬
‫إصالح النفس‬
‫السعادة والطمأنينة واحملبة‬

‫تقوى األمة لتحقيق‬ ‫الشجاعة وقوة‬


‫رسالتها‬ ‫الشخصية‬

‫يتطهر املجتمع من‬ ‫تبعده عن مظاهر‬


‫الرذيلة وأسباب العداوة‬ ‫النقص ومسالك الرذيلة‬

‫‪154‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زملئك في تسجيل أكبر قدر من األخلق احلسنة‪ ،‬وما يقابلها من األخلق السيئة‪:‬‬
‫اخللق السيﺊ‬ ‫اخللق احلسن‬ ‫م‬ ‫اخللق السيﺊ‬ ‫اخللق احلسن‬ ‫م‬
‫‪8‬‬ ‫الكذب‬ ‫الصدق‬ ‫‪1‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫يظن بعض الناس أن األخلق جبلية وال ميكن اكتسابها‪ ،‬وقد قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [الشمس‪ ،]10-9 :‬مما يدل على أن لإلنسان ً‬


‫أثرا في إصلح نفسه‬
‫وتزكيتها‪ ،‬أو إفسادها‪ .‬بالتعاون مع زملئك‪ِّ :‬بني وسائل تربية النفس على األخلق احلسنة‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما املراد باألخلق؟ وما منزلتها في اإلسلم؟‬ ‫‪1‬‬

‫ِّبني صلة األخلق باإلميان‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫لألخلق مجاالت عدة بني كيف يكون ْ ُ‬
‫اخللق مع‪:‬‬ ‫‪3‬‬

‫احليوانات‪.‬‬ ‫ج‬ ‫ب النفس‪.‬‬ ‫اأ اهلل‪.‬‬


‫ما آثار األخلق على املجتمع؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪155‬‬
‫ال‪ü‬شدق‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تعر‪ ±‬ال‪ü‬س‪.¥ó‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال‪ü‬س‪.¥ó‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬من‪õ‬لة ال‪ü‬س‪ ‘ ¥ó‬ال‪û‬سر‪j‬عة‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪KB‬ار ال‪ü‬س‪ ‘ ¥ó‬ا◊ياة‪.‬‬
‫تعر‪ ±‬ال‪.Üòµ‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ح‪µ‬م ال‪ Üòµ‬م‪ ø‬اأ‪O‬لت¬‪.‬‬
‫تع‪k KÓK O uó‬ا م‪U ø‬س‪ƒ‬ر ال‪ Üòµ‬وت‪ ÚÑ‬اأ‪¶Y‬مها‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪KB‬ار ال‪.Üòµ‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪ Ú‬ال‪ü‬سا‪ ¥O‬وال‪µ‬ا‪.ÜP‬‬
‫ُ‬
‫الصدق‬ ‫أولً‪:‬‬
‫تعريف الصدقِ‬
‫أيضا‪ :‬هو القول املطابق للواقع واحلقيقة‪.‬‬ ‫الصدق ُ‬
‫قول احلق‪ ،‬ويقال ً‬
‫أنواع الصدق‬
‫أمورا كثيرة من األقوال واألفعال واملقاصد‪ ،‬فمنها‪:‬‬ ‫الصدق يشمل ً‬
‫‪ 1‬الصدق في القول‪ ،‬وحقيقته أن ال يحدِّ ث املر ُء بغير احلق‪ ،‬وإذا أخبر فل يخبر بغير الواقع‪.‬‬
‫ومن الصدق في األقوال‪ :‬الصدق في نقل األخبار‪ ،‬فل ينقل إال األخبار الصادقة‪ ،‬ولذا فإن على املسلم أن يتثبت‬
‫إثما أن‬
‫يس َم ُع من األخبار والشائعات‪ ،‬وقد قال ‪« :‬كفى باملرء ً‬ ‫مما يقال‪ ،‬وأن يحذر من التحدث بكل ما ْ‬
‫يحدِّ َث بكل ما سمع» (‪.)١‬‬
‫‪ 2‬الصدق في اإلرادة والنية‪ ،‬وذلك يرجع إلى اإلخلص فل يريد املسلم من أقواله وأعماله إال وجه اهلل وثوابه‪.‬‬
‫‪ 3‬الصدق في املعامالت التي جتري بني الناس‪ ،‬من بيع وشراء ومداينات ومشاركات وغير ذلك‪ ،‬فل يغش وال‬
‫يخدع وال يز ِّور‪.‬‬
‫‪ 4‬الصدق في الوعد‪ ،‬فإذا وعد أحداً أجنز ما وعده به‪ ،‬ألن إخلف الوعد من صفات النفاق‪.‬‬
‫‪ 5‬الــصــدق فــي احل ــال‪ ،‬فــل يظهر مــا ال يبطنه‪ ،‬وال يتكلف مــا لــيــس ل ــه‪ ،‬فــعــن عــائــشــة قــالــت‪ :‬قــال‬
‫رسول اهلل ‪« :‬املتشبع مبا لم ُي ْع َط كلب ِِس ثو َبي ز ٍ‬
‫ُور» (‪.)٢‬‬

‫(‪ )١‬أخرجه أبو داود‪ ،‬وابن حبان‪.‬‬


‫(‪ )٢‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫الصدق‬
‫في القول‬

‫الصدق‬ ‫الصدق‬
‫في احلال‬ ‫في اإلرادة‬
‫أنواع‬
‫الصدق‬
‫الصدق‬ ‫الصدق‬
‫في الوعد‬ ‫في املعامالت‬

‫حكم الصدق ومنزلته‬


‫الصدق واجب في األقوال واألفعال واملقاصد‪ ،‬وهو رأس الفضائل‪ ،‬وأساس مكارم األخالق‪ ،‬وقد أمر اهلل تعالى به‪،‬‬
‫ﱪ [التوبة‪.]119 :‬‬ ‫ومبصاحبة أهله فقال تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫فضائل الصدق‬
‫الص ْد َق‬ ‫َال‪« :‬إِنَّ ِّ‬ ‫هلل بن مسعود ‪َ ‬ع ْن ال َّن ِب ِّي ‪ ‬ق َ‬ ‫‪ 1‬يهدي صاحبه لكل خير‪ ،‬ويوصله إلى منازل األبرار‪ ،‬ف َع ْن َع ْب ِدا ِ‬
‫الر ُج َل َل َي ْص ُدقُ َح َّتى َي ُكونَ ِص ِّدي ًقا‪َ ،‬وإِنَّ ا ْل َك ِذ َب َي ْه ِدي ِإ َلى ا ْلف ُُجو ِر َوإِنَّ‬
‫ال َّن ِة َوإِنَّ َّ‬
‫َي ْه ِدي ِإ َلى ا ْل ِب ِّر َوإِنَّ ا ْل ِب َّر َي ْه ِدي ِإ َلى ْ َ‬
‫الر ُج َل َل َي ْك ِذ ُب َح َّتى ُي ْك َت َب ِع ْن َد ا ِ‬
‫هلل َك َّذ ًابا» )‪.(1‬‬ ‫ور َي ْه ِدي ِإ َلى ال َّنا ِر َوإِنَّ َّ‬ ‫ا ْلف ُُج َ‬
‫سببا لدخوله اجلنة قال تعالى‪ :‬ﱫﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅ‬ ‫‪ 2‬ينفع صاحبه يوم القيامة‪ ،‬ويكون ً‬
‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﱪ [المائدة‪.]119 :‬‬
‫‪ 3‬معيا ٌر حلسن العاقبة في اآلخرة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬
‫ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﱪ [األحزاب‪.]8-7 :‬‬
‫آثار الصدق في احلياة‬
‫‪ 1‬يورث الطمأنينة والسكينة في القلب‪ ،‬وينفي عنه التردد وال ِّريبة التي ال توجد إال في حاالت الشك وضعف‬
‫الصدق أو عدمه‪ ،‬فهو طمأنينة لنفس الصادق وراحة لضميره‪.‬‬
‫‪ 2‬دليل استقامة اإلنسان وسالمته‪ ،‬ومتى ُعرف املرء بالصدق وثق الناس بقوله‪ ،‬وانتفعوا بنصحه وأمنوا جانبه‪،‬‬
‫وقدموه في التعامل معه على غيره الطمئنان النفوس إليه‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫‪ 3‬إذا ساد الصدق في املجتمع وثق الناس بنقل العلوم واملعارف واألخبار‪ ،‬وبالعهود واملواثيق واملعامالت‪،‬‬
‫فاستقامت احلياة واستفاضت الثقة‪ ،‬واطمأن الناس بعضهم إلى بعض‪ ،‬ومتى شاع الكذب لم يثق أحد بأحد‬
‫في البيع والشراء والعقود واملعامالت‪ ،‬وحصل بني الناس التشاحن والتشاجر‪.‬‬
‫هلل ‪« :‬ال َْب ِّي َع ِان ب ْ ِ‬
‫ِال َيا ِر َما َل ْم َي َتف ََّرقَا‪ ،‬ف ْ‬
‫َإن‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َال َر ُس ُ‬ ‫يم ْب ِن ِح َزام ‪ ‬ق َ‬
‫َال‪ :‬ق َ‬ ‫‪ 4‬سبب للبركة وزيادة اخلير‪ ،‬فعن َح ِك ِ‬
‫َت َب َر َك ُة َب ْي ِعهِ َما» )‪.(1‬‬
‫َص َدقَا َو َب َّي َنا ُبور َِك َل ُه َما ِفي َب ْي ِعهِ َما‪َ ،‬وإ ِْن َك َت َما َو َك َذ َبا ُم ِحق ْ‬

‫من آثار‬
‫الصدق‬
‫سبب ليبلغ العبد منزلة‬ ‫يورث الطمأنينة‬
‫الصديقني في اآلخرة‬ ‫والسكينة‬

‫سبب للبركة‬ ‫دليل على‬


‫وزيادة الرزق‬ ‫استقامة اإلنسان‬

‫سبب النتشار‬
‫الثقة بني الناس‬

‫ثانيا‪ :‬الكذب‬
‫تعريف الكذب‬
‫سهوا‪ ،‬لكن ال يأثم اإلنسان في السهو واجلهل‪.‬‬
‫عمدا كان أو ً‬
‫الكذب هو اإلخبار عن الشيء بخالف ما هو عليه‪ً ،‬‬
‫حكم الكذب‬
‫الكذب ُم َح َّر ٌم‪ ،‬واعتياده من كبائر الذنوب‪ ،‬قد تظاهرت األدلة على حترميه‪ ،‬وهو مفتاح اإلثم والفجور‪ ،‬ومن صفات‬
‫املنافقني وخصالهم‪ ،‬قال ‪« :‬إ َِّن ا ْل َك ِذ َب َي ْه ِدي ِإ َلى ا ْل ُف ُجو ِر َوإ َِّن ا ْل ُف ُجو َر َي ْه ِدي ِإ َلى ال َّنارِ‪َ ،‬وإ َِّن ال َّر ُج َل َل َي ْك ِذ ُب َح َّتى‬
‫الل َك َّذا ًبا» )‪ ،(2‬وقال ‪« :‬آية املنافق ثالث‪ :‬إذا حدَّ ث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا اؤمتن خان»)‪.(3‬‬ ‫ُي ْك َت َب ِع ْندَ َّ ِ‬

‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫أعظم الكذب‬
‫ُ‬
‫أعظم الكذب وأشده خطراً الكذب على اهلل تعالى ورسوله ‪ ‬في حترمي حالل أو حتليل حرام‪ ،‬أو ٍ‬
‫قول على اهلل تعالى بغير‬
‫علم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ‬
‫(((ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﱪ [النحل‪ ،]117-116 :‬وقال ‪َ « :‬من كذب َّ‬
‫علي‬ ‫ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣ‬
‫متعم ًدا فليتبوأ مقعده من النار»‪.‬‬
‫ِّ‬
‫صور الكذب‬ ‫َ‬
‫‪ 1‬الكذب في البيع والشراء؛ بإخفاء عيوب السلع‪ ،‬وتزوير العالمات التجارية‪.‬‬
‫‪ 2‬الكذب في املطالبات واخلصومات‪ ،‬فيدّ عي ما ليس له‪ ،‬ويجحد ما يجب عليه أداؤه‪.‬‬
‫‪ 3‬إظهار الفقر واحلاجة لسؤال الناس واستجدائهم مع استغنائه عن ذلك‪.‬‬
‫‪ 4‬نقل األخبار مع العلم بكذبها وزيفها‪.‬‬
‫‪ 5‬الكذب إلضحاك الناس‪.‬‬
‫مواضع يباح فيها الكذب‬
‫أباح اإلسالم الكذب في ثالثة مواضع فقط؛ ملا يترتب على ذلك من املصالح الشرعية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬اإلصالح بني الناس مبا ال ظلم فيه‪ ،‬وذلك ملا فيه من التأليف بني املسلمني‪ ،‬وإزالة أسباب العداوة والبغضاء‬
‫بينهم‪.‬‬
‫‪ 2‬في احلرب مع األعداء‪ ،‬وذلك ألنه من حيل احلروب‪ ،‬وفيه مدافعة األعداء‪.‬‬
‫‪ 3‬كذب الرجل على امرأته واملرأة على زوجها فيما ال ظلم فيه وال ضرر‪ ،‬ملا يحصل به من حسن العشرة وحتصيل‬
‫أسباب املودة بني الزوجني‪.‬‬
‫ودليل ذلك‪ :‬حديث أم كلثوم بنت عقبة قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬وهو يقول‪« :‬ليس الكذاب الذي يصلح‬
‫خيرا» قال ابن شهاب‪ :‬ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إال في‬ ‫خيرا وينمي ً‬‫بني الناس ويقول ً‬
‫ثالث‪ :‬احلرب‪ ،‬واإلصالح بني الناس‪ ،‬وحديث الرجل امرأته وحديث املرأة زوجها ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬

‫آثار الكذب السيئة‬


‫�أ الكاذب يعيش في قلق واضطراب‪ ،‬ألنه مخالف للحق ومجانب للصواب‪.‬‬
‫ب املعتاد للكذب متخلق بأخالق املنافقني‪.‬‬
‫ج الكذب قلب للحقائق‪ ،‬وذلك ألن الكذابني يصورون للناس احلق باط ًال والباطل ح ًّقا‪ ،‬ويز ّينون القبيح ويش ّوهون احلق‪.‬‬
‫د انعدام الثقة بني الناس؛ فال يوثق بالوعود واألقوال‪ ،‬فتتقطع أواصر احملبة بني أفراد املجتمع‪ ،‬وتسود روح البغضاء‪،‬‬
‫ملا يحصل بسبب الكذب من اإلساءة والغش والظلم‪.‬‬
‫(‪ )1‬حديث متواتر‪ ،‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪159‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫ج سبب الستحقاق العقاب في اآلخرة‪ ،‬قال ‪« :‬إ َِّن ا ْل َك ِذ َب َي ْه ِدي ِإ َلى ا ْل ُف ُجورِ‪َ ،‬وإ َِّن ا ْل ُف ُجو َر َي ْه ِدي ِإ َلى ال َّنارِ‪َ ،‬وإ َِّن‬
‫)‪(1‬‬ ‫ال َّر ُج َل َل َي ْك ِذ ُب َح َّتى ُي ْك َت َب ِع ْندَ ا ِ‬
‫هلل َك َّذا ًبا» ‪.‬‬
‫من آثار الكذب‬

‫سبب‬ ‫القلق‬
‫الستحقاق العقاب‬ ‫واالضطراب‬

‫انعدام الثقة‬ ‫التزييف‬


‫بني الناس‬ ‫وقلب احلقائق‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫(الصدق منجاة) من احلكم املشهورة‪ ،‬والتي تناقلتها األمم على مر العصور واختالف اللغات‪،‬‬
‫ابحث عن قصة من قصص السيرة أو التاريخ اإلسالمي أو أحــداث الواقع تنطبق عليها هذه‬
‫احلكمة‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫(‪ )1‬تقدم تخريجه‪.‬‬


‫‪160‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫وازن بني الصدق والكذب وفق املعايير اآلتية‪:‬‬

‫الكذب‬ ‫الصدق‬ ‫املعيار‬

‫موقف الناس من صاحبه‬

‫أثره على بقية األخلق‬

‫أثره على معاملت الناس‬

‫اجلزاء األخروي‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬من الصدق في األقوال الصدق في نقل األخبار‪ِّ ،‬بني كيف حتقق ذلك‪.‬‬
‫‪ِّ 2‬بني آثار الصدق على الفرد‪.‬‬
‫‪ 3‬ع ِّلل ملا يأتي‪:‬‬
‫أعظم الكذب القول على اهلل بغير علم‪.‬‬ ‫اأ‬

‫الكذب يفضي إلى انعدام الثقة بني الناس‪.‬‬ ‫ب‬

‫الكذب يؤدي إلى قلب احلقائق‪.‬‬ ‫ت‬

‫يجوز الكذب في حال احلرب‪.‬‬ ‫‪ç‬‬

‫‪161‬‬
‫ا ‪r‬ل ‪o‬ـ‪õª‬ا‪ ì‬وا‪OB‬ا‪¬H‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬امل‪õ‬ا‪ ‘ ì‬الل¨ة وال‪U‬س‪.ìÓ£‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية معر‪a‬ة ا‪OB‬ا‪ Ü‬امل‪õ‬ا‪.ì‬‬
‫“ ‪u‬ث‪Y π‬لى امل‪õ‬ا‪ ì‬امل‪ë‬م‪.Oƒ‬‬
‫“ ‪u‬ث‪Y π‬لى امل‪õ‬ا‪ ì‬امل‪ò‬م‪.Ωƒ‬‬
‫ت‪V ÚÑ‬س‪ƒ‬اب§ امل‪õ‬ا‪.ì‬‬‫‪u‬‬
‫أح‪µ‬اما ‪Y‬لى م‪ƒ‬ا‪ ∞b‬وم≤‪ƒ‬ل‪V ‘ ä‬س‪V Aƒ‬س‪ƒ‬اب§ امل‪õ‬ا‪.ì‬‬‫ت‪ü‬س‪ó‬ر ا ‪k‬‬
‫“ ‪u‬ث‪ π‬مل‪õ‬ا‪ ì‬الن‪ »Ñ‬ﷺ ‪.‬‬
‫ويجم النفس‬
‫ّ‬ ‫يحتاج اإلنسان في حياته للمزاح مع اآلخرين لكي ُيضفي على حياتهم شي ًئا من اللطف واألنس‪،‬‬
‫جار مع األصحاب واألقران‪ ،‬ومع األهل واألوالد‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬ال يكاد يخلو من ذلك‬
‫لتعود إلى عملها بنشاط وهذا ٍ‬
‫أحد‪ ،‬لكنهم فيه بني مقل ومستكثر‪.‬‬
‫تعريف املزاح‬
‫املزاح لغة‪ :‬الدُّ عابة‪ ،‬ونقيض اجلد‪.‬‬

‫أهمية معرفة آدابه الشرعية‬


‫عبدا هلل تعالى – ال بد أن يضبط مزاحه بضوابط شرعية‪ ،‬فيعرف أنواعه وضوابطه ليلتزم بها‪،‬‬
‫املسلم – بوصفه ً‬
‫ويحصل املصلحة ويتج ّنب املفسدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫أقسام املزاح‬
‫ينقسم املزاح إلى أقسام ثلثة‪:‬‬
‫‪ 1‬مزاح محمو ٌد‪ :‬وهو ما له غرض صحيح‪ ،‬مقرون بنية صاحلة‪ ،‬منضبط بالقواعد الشرعية‪ .‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ممازحة صديقه بنية املؤانسة وإدخال السرور على قلبه‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ممازحة الرجل والديه بأدب‪ ،‬أو أهله وأوالده‪.‬‬ ‫اأ‬

‫أنها كانت مع النبي ‪ ‬في‬ ‫فهذا يثاب عليه املرء‪ .‬ومن أدلة مشروعية هذا املزاح ما ورد في حديث عائشة‬
‫سفر‪ ،‬قالت‪ :‬فسابق ُته فسبق ُته على رِجلي‪ ،‬فلما حملت اللحم سابقته فسبقني‪ ،‬فقال‪« :‬هذه بتلك السبقة»(‪.)١‬‬
‫(‪ )١‬رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫‪ 2‬مزاح مذموم‪ :‬وهو ما له غرض فاسد‪ ،‬ونية سيئة‪ ،‬أو كان غير ملتزم بالضوابط الشرعية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫أن يشتمل على السخرية‪ ،‬أو اإلضرار باآلخرين‪.‬‬ ‫ب‬ ‫ ‬
‫أن يشتمل على الكذب‪.‬‬ ‫�أ‬ ‫ ‬
‫‪ 3‬مزاح مباح‪ :‬وهو ما ليس له غرض صحيح‪ ،‬وال نية صاحلة‪ ،‬ولكنه ال يخرج عن حدود الشرع‪ ،‬ولم يكثر منه‬
‫صاحبه حتى يكون سمت ًا له‪.‬‬
‫فهو ليس مبحمود وال مذموم‪ ،‬فال ثواب فيه‪ ،‬لعدم الغرض الصحيح والنية الصاحلة التي هي متعلق الثواب‪ ،‬وال‬
‫عقاب عليه لعدم املخالفة الشرعية‪.‬‬
‫ضوابط وآداب املزاح‬
‫أوالً‪ :‬األمور التي ُيحرص عليها في املزاح‪:‬‬
‫‪ 1‬النية الصاحلة‪ ،‬بأن يستحضر املرء عند مزاحه نية ِ‬
‫فعل خير يحبه اهلل تعالى‪ ،‬وكأن ينوي إدخال السرور على نفسه‬
‫وأخيه أو زوجه أو والده‪ ،‬أو ينوي بذلك تقريب شخص إلى فعل خير بتلك الدعابة‪ ،‬أو أي نية أخرى صاحلة‪ ،‬ويدل‬
‫على هذا األصل العظيم قول النبي ‪« :‬إمنا األعمال بالنيات»(((‪.‬‬
‫التزام الصدق‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قالوا يا رسول اهلل‪ ،‬إنك تداعبنا! قال‪« :‬إني ال أقول إال ح ًّقا»(((‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫صغيرا‬
‫ً‬ ‫‪ 3‬االحترام والتقدير لآلخرين‪ ،‬وإنزال الناس منازلهم‪ ،‬فليس كل الناس يتقبل املزاح‪ ،‬وقد قيل‪ :‬ال متازح‬
‫مرفوعا‪« :‬ليس منا من لم يرحم صغيرنا‪ ،‬ويوقر كبيرنا»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫كبيرا فيحقد عليك‪ ،‬وعن أنس ‪‬‬‫فيجترئ عليك‪ ،‬وال ً‬
‫ثانيا‪ :‬ما ُي ْج َت َن ُب في املزاح‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ 1‬الكذب‪ ،‬فالكذب محرم في اجلد والهزل‪ ،‬وقد ورد التهديد اخلاص ملن كذب إلضحاك اآلخرين‪ ،‬فعن معاوية بن‬
‫َح ْيدَ َة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪« :‬ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم‪ ،‬ويل له‪ ،‬ويل له» (((‪.‬‬
‫ولم يقتصر الشرع على النهي عن هذا اخللق الذميم في هذا املوضع بالذات‪ ،‬بل إن رسول اهلل ‪ ‬قال حا ًّثا على ترك‬
‫مازحا» (((‪.‬‬
‫ببيت في وسط اجلنة ملن ترك الكذب وإن كان ً‬ ‫الكذب في املزاح‪« :‬أنا زعيم ٍ‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أحمد‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والبخاري في األدب املفرد‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه أبو داود‪ ،‬وبلفظ مختلف رواه الترمذي‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ 2‬اإلكثار منه‪ ،‬واإلفراط فيه‪ ،‬حتى ُيعرف به الشخص‪ ،‬أو يكون الغالب على املجالس‪ ،‬ملا فيه من تضييع األوقات‬
‫دون فائدة‪.‬‬
‫‪ 3‬األذى واإلضــرار باآلخرين‪ ،‬واإلســاءة إليهم‪ ،‬أو أخذ حقوقهم وترويعهم‪ ،‬أو الضرب الذي يتجاوز به احلد‪،‬‬
‫أو الهزل مبا فيه ضرر كسالح وحجارة وغيرهما‪ ،‬فإن مثل هذا يورث األحقاد والضغائن‪ ،‬وقد يؤدي إلى النزاع‬
‫واخلصام‪ ،‬وينقلب به الهزل إلى جد‪ ،‬والود إلى حقد‪ ،‬واحملبة إلى كراهية‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﱪ [اإلسراء‪ ،]53 :‬ومعنى ينزغ‪ :‬يفسد ويغري‬
‫بينهم‪.‬‬

‫وعن عبداهلل بن السائب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أنه سمع النبي ‪ ‬يقول‪« :‬ال يأخذن أحدكم متاع أخيه ً‬
‫العبا وال‬
‫جا ًّدا‪ ،‬من أخذ عصا أخيه فليردها»(((‪.‬‬
‫‪ 4‬املــزاح باألمور الشرعية‪ ،‬ألنه سخرية واستهزاء مبا حقه التعظيم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [التوبة‪.]66-65 :‬‬

‫ما يجتنب‬
‫في املزاح‬

‫املزاح باألمور‬
‫الشرعية‬ ‫الكذب‬

‫األذى واإلضرار‬ ‫اإلكثار من‬


‫باآلخرين‬ ‫املزاح‬

‫(‪ )1‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫صور من مزاح النبي ‪‬‬
‫‪ 1‬عن أنس ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال له‪« :‬يا ذا األذنني»‪ ،‬قال أبو أسامة ‪ – ‬أحد رواة اخلبر – يعني‪ :‬ميازحه(((‪.‬‬
‫ال استحمل رسول اهلل ‪ ‬فقال‪« :‬إني حاملك على ولد الناقة»‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ما أصنع‬ ‫‪ 2‬عن أنس ‪ ‬أن رج ً‬
‫(((‬
‫وق» ‪.‬‬ ‫بولد الناقة؟! فقال ‪« :‬وهل َت ِلدُ اإلب َِل َّإل ال ُّن ُ‬
‫ال َّن َة َال َتدْ خُ ُل َها‬
‫الن‪َّ ،‬إن ْ َ‬
‫ال َّن َة‪ .‬فقال‪َ « :‬يا أ َّم ُف ٍ‬‫هلل َأ ْن ُيدْ ِخ َل ِني ْ َ‬
‫ول اهلل‪ ،‬اُ ْد ُع ا َ‬ ‫فقالت‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ْ‬ ‫‪َ 3‬أت َْت َع ُجو ٌز إلى ِّ‬
‫النبي ‪‬‬
‫قول‪ :‬ﱫ‬ ‫وها َأن ََّها َال َتدْ خُ ُل َها َو ِه َي َع ُجوزٌ‪ ،‬إ َِّن ا َ‬
‫هلل َت َعا َلى َي ُ‬ ‫قال‪َ :‬ف َولَّ ْت َت ْب ِكي‪َ ،‬‬
‫فقال‪َ « :‬أخْ ِب ُر َ‬ ‫َع ُجوزٌ»‪َ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ﱪ [الواقعة‪.»]37-35 :‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫املزاح مع الوالدين ليس كاملزاح مع األصدقاء‪ ،‬وممازحة الصغار ليست كممازحة الكبار‪ ،‬بالتعاون‬
‫مع زمالئك اكتب اآلداب التي ينبغي أن تراعى عند ممازحة كل من‪:‬‬
‫آداب املزاح‬ ‫املمزوح معه‬ ‫م‬
‫الوالدان‬ ‫‪1‬‬
‫الوجهاء‬ ‫‪2‬‬
‫األصدقاء‬ ‫‪3‬‬
‫األطفال‬ ‫‪4‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الترمذي‪ ،‬والبيهقي‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بني أثر املزاح احملمود‪ ،‬وأثر املزاح املذموم‬
‫املزاح املذموم‬ ‫املزاح احملمود‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما املراد باملزاح؟ وما أقسامه؟‬ ‫‪1‬‬
‫متى يكون املزاح‪:‬‬ ‫‪2‬‬
‫مباحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ج‬ ‫ب محمو ًدا‪.‬‬ ‫اأ مذمو ًما‪.‬‬
‫مثِّل ملزاح النبي ‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ما األمور التي تراعى عند املزاح؟‬ ‫‪4‬‬
‫ما األمور التي ت ُْج َت َن ُب عند املزاح؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ôµn ær oŸGr øY »o ¡r æs dGh ±hô©ŸÉH ôo er C’G‬‬

‫‪:¢SQódG ±GógCG‬‬
‫‪‬‬
‫‪.ôµæŸGh ±hô©ŸÉH OGôŸG ÚÑJ‬‬‫‪u‬‬
‫‪.¬∏°†ah ôµæŸG øY »¡ædGh ±hô©ŸÉH ôeC’G ᫪gCG ∑QóJ‬‬
‫‪.ôµæŸG øY »¡ædGh ±hô©ŸÉH ôeC’G ºµM ÚÑJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪.ôµæŸG øY »¡ædGh ±hô©ŸÉH ôeC’G •hô°T O uó©J‬‬
‫“ ‪.ôµæŸÉH á≤∏©àŸG •hô°ûdGh »gÉædGh ôeB’ÉH á≤∏©àŸG •hô°ûdG ÚH õ«u‬‬
‫‪.ôµæŸG øY »¡ædGh ±hô©ŸÉH ôeC’G ÜGOBG O uó©J‬‬
‫‪.ôµæŸG øY »¡ædGh ±hô©ŸÉH ôeC’G ∑ôJ áÑbÉY Aƒ°S ÚÑJ‬‬ ‫‪u‬‬

‫اﳌﺮاد ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﳌﻨﻜﺮ‬


‫ﺟﺎﻣﻊ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ُﻋﺮف ﻣﻦ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬واﻟﺘﻘﺮب إﻟﻴﻪ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﻮاﺟﺒﺎت‬
‫اﺳﻢ ٌ‬‫وﺷﺮﻋﺎ‪ٌ :‬‬
‫ً‬ ‫اﳌﻌﺮوف ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‪ :‬ﺿﺪ اﳌﻨﻜﺮ‪،‬‬
‫واﳌﻨﺪوﺑﺎت )‪.(١‬‬
‫وﺷﺮﻋﺎ‪ :‬ﱡ‬
‫ﻛﻞ ﻣﺎ َﻗ ﱠﺒﺤ ُﻪ اﻟﺸﺮع وﺣﺮﻣﻪ وﻛﺮﻫﻪ )‪.(٢‬‬ ‫ً‬ ‫واﳌﻨﻜﺮ ﻟﻐﺔً‪ :‬ﺿﺪﱡ اﳌﻌﺮوف‪،‬‬
‫وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﻌﺮﻳﻔﲔ ﻧﻠﺤﻆ ﺷﻤﻮل اﳌﻌﺮوف واﳌﻨﻜﺮ ﳉﻤﻴﻊ أﺻﻮل اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ وﻓﺮوﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ‪ ،‬واﻟﻌﺒﺎدات‪،‬‬
‫ﻣﺄﻣﻮرا ﺑﻪ ﻓﻬﻮ اﳌﻌﺮوف‪،‬‬
‫ً‬ ‫واﻷﺧﻼق‪ ،‬واﻟﺴﻠﻮك‪ ،‬واﳌﻌﺎﻣﻼت‪ ،‬ﺳﻮاء أﻛﺎﻧﺖ واﺟﺒﺔ أم ﻣﺤ ﱠﺮﻣﺔ‪ ،‬ﻣﻨﺪوﺑﺔ أم ﻣﻜﺮوﻫﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺎ ﻛﺎن‬
‫وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻨﻬ ًّﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ اﳌﻨﻜﺮ‪.‬‬
‫ﺣﻜﻢ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ‬
‫اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ أﻧﻪ ﻓﺮض ﻛﻔﺎﻳﺔ‪ ،‬إذا ﻗﺎم ﺑﻪ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﻲ ﺳﻘﻂ اﻹﺛﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﺎﻗﲔ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫ﱫ‪ u t s r qp o n m l k j i h g f‬ﱪ ] ¬‪،[±∞¥ ∫Ê«dLŽ ‰‬‬
‫ﻗﺎل اﺑﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﳌﺎﻟﻜﻲ رﺣﻤﻪ اﷲ‪ :‬ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أن اﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ ﻓﺮض ﻛﻔﺎﻳﺔ )‪.(٣‬‬
‫)‪ (١‬ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻻﺑﻦ اﻷﺛﻴﺮ ‪.٢١٦/٣‬‬
‫)‪ (٢‬اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ‪.١١٥/٥‬‬
‫)‪ (٣‬أﺣﻜﺎم اﻟﻘﺮآن ‪.٢٦٢/١‬‬

‫‪١٦٧‬‬
‫ومما يدل على أهمية األمر باملعروف والنهي عن املنكر ما رواه أبو سعيد اخلدري ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪‬‬
‫منكرا فليغيره بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف‬
‫ً‬ ‫يقول‪« :‬من رأى منكم‬
‫اإلميان» (((‪.‬‬
‫قال النووي رحمه اهلل‪ :‬وقد تطابق على وجوب األمر باملعروف والنهي عن املنكر الكتاب والسنة واإلجماع(((‪.‬‬

‫فضائل األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬

‫‪ 1‬يقول تعالى‪ :‬ﱫﮑﮒﮓﮔﮕﮖ ﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬


‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﱪ [التوبة‪،]71 :‬‬
‫ففي هذه اآلية جملة من فضائل األمر باملعروف والنهي عن املنكر منها‪:‬‬
‫أن اهلل تعالى جعله من أهم صفات املؤمنني‪.‬‬ ‫�أ‬

‫أن اهلل تعالى قرنه بأعظم شعائر الدين وصفات املؤمنني وجعله منها‪ ،‬وهي صفة اإلميان‪ ،‬وإقام الصالة‪،‬‬ ‫ب‬
‫وإيتاء الزكاة‪ ،‬والتسليم هلل ورسوله ‪.‬‬
‫صفات منها األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أن اهلل تعالى رتَّب الفوز برحمته على‬ ‫ج‬

‫‪ 2‬يقول تعالى‪ :‬ﱫﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﱪ‬


‫[آل عمران‪ ،]104 :‬فوصف اهلل تعالى اآلمرين باملعروف والناهني عن املنكر بالفالح‪ ،‬وهذا يشمل الفالح في‬
‫الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫شروط وجوب إنكار املنكر‬


‫أوالً‪ :‬الشروط املتعلقة باآلمر والناهي‪:‬‬
‫عاقل‪.‬‬ ‫‪ 1‬التكليف‪ ،‬وذلك بأن يكون ِ‬
‫املنك ُر للمنكر بال ًغا ً‬
‫منكرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ 2‬العلم‪ ،‬فال ينكر املنكر إال من علم كو َنه‬
‫‪ 3‬ال ُقدرة‪ ،‬فمن لم يكن قادراً فال يجب عليه إال اإلنكار بالقلب‪ ،‬وذلك بكراهية املنكر ومفارقة املكان الذي هو فيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬شرح النووي على صحيح مسلم ‪.22/2‬‬
‫‪168‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط املتعلقة باملنكر الذي يجب إنكاره‪:‬‬
‫ً‬
‫منكرا‪ ،‬فال يجوز اإلنكار بالظن واالحتمال‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ 1‬حتقق كون الفعل‬
‫‪ 2‬أن يكون موجو ًدا في احلال‪ ،‬وصاحبه مباشر له وقت النهي‪.‬‬
‫ظاهرا دون جتسس‪ ،‬فإذا كان إنكار املنكر متوق ًفا على التجسس‪ ،‬فال يجوز اإلنكار؛ ألن للبيوت‬ ‫‪3‬‬
‫أن يكون ً‬
‫وما شابهها ُحرم ًة ال يجوز انتهاكها‪.‬‬
‫آداب األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬
‫‪ ‬اإلخالص هلل تعالى‪.‬‬
‫‪ ‬استعمال احلكمة واملوعظة احلسنة‪.‬‬
‫‪ ‬لزوم الرفق واألسلوب اللطيف‪.‬‬
‫‪ ‬الصبر واحللم‪ ،‬ألن اآلمر والناهي قد يواجه بالرفض واألذى‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة املصالح واملفاسد‪ ،‬فال يأمر أو ينهى إال إذا غلبت املصلحة على املفسدة‪ ،‬أما إذا غلبت املفسدة فال‬
‫يجوز األمر والنهي‪ ،‬لئال يقع اآلمر والناهي في منكر أعظم من املنكر الذي يريد إنكاره (((؛ فدرء املفسدة‬
‫مقدم على جلب املصلحة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلنكار بحسب درجاته‪ ،‬فصاحب السلطة ينكر املنكر في سلطانه بيده‪ ،‬ومن ليس له سلطة على صاحب‬
‫املنكر ينكر بلسانه‪ ،‬ومن يخاف على نفسه الضرر باإلنكار باللسان يقتصر على اإلنكار بقلبه‪.‬‬

‫الفوائد املترتبة على األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬


‫البعد عن عقاب اهلل وعذابه‪ ،‬فترك املنكر بدون إنكار سبب للعقوبة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التعاون على فعل اخلير واملعروف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أمن املجتمع وطمأنينته‪ ،‬إذ به يندفع الشر‪ ،‬ويأمن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فيه تقليل للشر‪ ،‬وإزالة للمظاهر السيئة في املجتمع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سوء عاقبة ترك األمر باملعروف والنهي عن املنكر‬


‫ترك األمر باملعروف والنهي عن املنكر سبب للعن اهلل تعالى وغضبه ومقته وحلول عقابه في الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﱫ‬
‫ﱪ [المائدة‪.]79-78 :‬‬

‫(‪ )1‬انظر في هذا إعالم املوقعني البن القيم ‪.16 - 15/3‬‬


‫‪169‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالرجوع لتفسير ابن كثير في سورة األعراف آية ‪ ،١٦٦- ١٦٣‬خلص قصة أصحاب السبت‪،‬‬
‫واستنتج منها ثمرة من ثمرات إنكار املنكر‪ ،‬وعواقب ترك اإلنكار‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما املراد باملعروف؟ وما املراد باملنكر؟ وضح إجابتك باألمثلة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫نفسه من شروط األمر باملعروف والنهي عن املنكر مما يأتي‪:‬‬ ‫م ِّيز الشروط املتعلقة َ‬
‫باملنكر َ‬ ‫‪2‬‬
‫منكرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬معرفة كون الفعل‬
‫منكرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ ‬حتقق كون الفعل‬
‫‪ ‬كون املنكر موجو ًدا في احلال‪.‬‬
‫قادرا على اإلنكار‪.‬‬
‫‪ ‬كون الناهي ً‬
‫ِّبني حكم األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬مع االستدالل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ما الفوائد املترتبة على األمر باملعروف والنهي عن املنكر؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪170‬‬
‫‪¬à«ªgCGh oâbƒdG‬‬

‫‪:¢SQódG ±GógCG‬‬
‫‪‬‬
‫‪.âbƒdG ᫪gCG ∑QóJ‬‬
‫‪.¬àbh øY ¿É°ùfE’G á«dhDƒ°ùe ÚÑJ‬‬‫‪u‬‬
‫‪.âbƒdG ßØM ≈∏Y Ú©J »àdG QƒeC’G O uó©J‬‬
‫‪.âbƒdG º«¶æJ óFGƒa ÚÑJ‬‬ ‫‪u‬‬
‫اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻟﺴﻴﻒ إن ﻟﻢ ﺗﻘﻄﻌﻪ ﻗﻄﻌﻚ‪ ،‬ﻧﺎﻗﺶ ﻣﻊ زﻣﻼﺋﻚ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ اﳊﻜﻤﺔ‪.‬‬
‫أﻫﻤﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ‬
‫اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ اﳊﻴﺎة‪ ،‬وﻫﻮ ﺻﻨﺪوق اﻟﻌﻤﻞ‪ ،‬واﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻌﻤﺎرة اﻷرض‪.‬‬
‫واﻟﻮﻗﺖ أﻧﻔﺲ ﻣﻦ اﳌﺎل وأﻏﻠﻰ‪ ،‬ﻷن ﻣﺎ ﳝﻀﻲ ﻣﻨﻪ ﻻ ﻳﻌﻮد وﻻ ﳝﻜﻦ اﺳﺘﺪراﻛﻪ‪.‬‬
‫وﻟﻌﻈﻢ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻘﺪ أﻗﺴﻢ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ آﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﻜﺮﱘ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪ :‬ﱫ ! " ‪#‬‬
‫‪ 1 0 / . - , + * ) ( ' & % $‬ﱪ ]«‪.[≥∫± dBF‬‬
‫وﻳﻘﻮل ﻋﺰ وﺟﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻦ أﺻﻮل اﻟﻨﻌﻢ‪ :‬ﱫ ‪m l k j i‬‬
‫‪ z y x w v u t sr q p on‬ﱪ ]«‪.[±≤ ∫q×M‬‬

‫ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻦ اﻟﻮﻗﺖ‬


‫وﻛﻞ ﻳﻮم ﳝﻀﻲ ﻳﻘ ّﺮﺑﻪ إﻟﻰ أﺟﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺤﺮي ﺑﺎﻟﻌﺎﻗﻞ أن ﻳﻌﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﲟﺎ ﻳﺮﺿﻲ رﺑﻪ‪ ،‬وﻳﺤ ﱢﻘﻖ‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻮ ُﻋﻤﺮ اﻹﻧﺴﺎن‪ ،‬ﱡ‬
‫ﻟﻪ اﻟﺴﻌﺎدة ﻓﻲ اﻟﺪﱡ ﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة‪.‬‬
‫ول َﻗﺪَ َﻣﺎ َﻋ ْﺒ ٍﺪ ﻳﻮم ا ْﻟ ِﻘ َﻴﺎ َﻣ ِﺔ ﺣﺘﻰ ُﻳ ْﺴ َﺄ َل َ‬
‫)ﻋ ْﻦ أ ْر َﺑ ٍﻊ(‪َ :‬ﻋ ْﻦ‬ ‫رﺳﻮل اﷲ ‪» :‬ﻻ َﺗ ُﺰ ُ‬ ‫ُ‬ ‫اﻷﺳﻠﻤﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪ :‬ﻗﺎل‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻓﻌﻦ أﺑﻲ َﺑ ْﺮ َز َة‬
‫ﻴﻢ َأ ْﺑﻼ ُﻩ«‪.‬‬ ‫ﻴﻢ َﻓ َﻌ َﻞ‪َ ،‬و َﻋ ْﻦ َﻣﺎ ِﻟ ِﻪ ﻣﻦ َأ ْﻳ َﻦ ْاﻛ َﺘ َﺴ َﺒ ُﻪ َو ِﻓ َ‬
‫ﻴﻢ َأ ْﻧ َﻔ َﻘ ُﻪ‪َ ،‬و َﻋ ْﻦ ِﺟ ْﺴ ِﻤ ِﻪ ِﻓ َ‬ ‫ﻴﻤﺎ َأ ْﻓ َﻨﺎ ُﻩ‪َ ،‬و َﻋ ْﻦ ِﻋ ْﻠ ِﻤ ِﻪ ِﻓ َ‬‫ُﻋ ُﻤ ِﺮ ِﻩ ِﻓ َ‬
‫)‪(١‬‬

‫ﻳﻨﺸﻖ َﻓ ْﺠ ُﺮ ُﻩ إﻻ وﻳﻨﺎدي‪ :‬ﻳﺎ اﺑﻦ آدم‪ ،‬أﻧﺎ ﻳﻮم ﺟﺪﻳﺪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻋﻤ ِﻠﻚ ﺷﻬﻴﺪ‪،‬‬ ‫ﱡ‬ ‫ﻳﻮم‬
‫‪» :‬ﻣﺎ ﻣﻦ ٍ‬ ‫وﻗﺎل اﳊﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮي‬
‫ﻓﺎﻏﺘﻨﻤﻨﻲ‪ ،‬وﺗﺰ ﱠود ﻣ ﱢﻨﻲ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أﻋﻮد إﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ«‪ ،‬واﻟﻌﺎﻗﻞ َﻣﻦ َﻳﺤﺮِص ﻋﻠﻰ اﳌُﺴﺎرﻋﺔ إﻟﻰ اﺳ ِﺘﻐْ ﻼل وﻗ ِﺘﻪ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻮن ِﻓﻴﻬِ َﻤﺎ َﻛ ِﺜﻴ ٌﺮ ﻣﻦ‬
‫ﺎن َﻣﻐْ ُﺒ ٌ‬‫أن اﻟﻨﺒﻲ ‪ ‬ﻗﺎل‪ِ » :‬ﻧ ْﻌ َﻤ َﺘ ِ‬ ‫ﻳﻨﻔﻊ و ُﻳﻔﻴﺪ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺨﺴﺮﻩ أو ُﻳﻐْ ﱭ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻓﻌﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ‪ :‬ﱠ‬
‫)‪(٢‬‬
‫اﻟﺼ ﱠﺤ ُﺔ‪َ ،‬وا ْﻟ َﻔ َﺮ ُاغ«‪.‬‬ ‫اﻟﻨﺎس‪ :‬ﱢ‬

‫)‪ (١‬رواﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬي‪ ،‬واﻟﺪارﻣﻲ‪.‬‬


‫)‪ (٢‬رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‪.‬‬

‫‪١٧١‬‬
‫حفظ الوقت‬
‫كان ال َّرسول ‪ ‬أحرص الناس على اغتنام الوقت‪ ،‬وقد أمره اهلل تعالى بقوله‪L¹¸¶µ´³²M :‬‬
‫[الشرح‪ ،]8-7 :‬يعني‪ :‬إذا فرغت من أشغالك فاجتهد في العبادة والدعاء‪.‬‬
‫كما كان السلف الصالح من أحرص ال َّناس على اغ ِتنام أوقا ِتهم وشغلها مبا يعود عليهم بالنفع في أمر دينهم وفي‬
‫غربت شمسه‪ ،‬نقص‬‫مت على شيء ندمي على يوم ْ‬ ‫مصالح دنياهم ومعاشهم‪ ،‬فمما نُقل عن بعضهم قوله‪« :‬ما َن ِد ُ‬
‫حرصا منكم على ديناركم‬
‫ً‬ ‫«أدركت أقوا ًما كانوا على أوقاتهم أشدَّ‬
‫ُ‬ ‫يزد فيه عملي»‪ ،‬ويقول آخر‪:‬‬ ‫فيه أجلي‪ ،‬ولم ْ‬
‫ال مبصلحةٍ دينيةٍ أو دنيويةٍ ‪.‬‬ ‫ودرهمكم»‪ ،‬وكانوا يذمون ال َب َطا َل َة ممن ال يكون مشتغ ً‬
‫ومما يعني على حفظ الوقت أمور منها‪:‬‬
‫‪ 1‬إشغال النفس مبا فيه نفع ديني أو دنيوي‪ ،‬وترك ما فيه ضرر أو ما ال فائدة فيه‪.‬‬
‫‪ 2‬ترتيب األعمال حسب أهميتها‪ ،‬مع حتديد ما يحتاج أن ينجز منها بنهاية يوم الغد‪ ،‬وما يحتاج أن ينجز بنهاية‬
‫األسبوع أو بنهاية الشهر‪.‬‬
‫‪ 3‬احلرص على االستفادة من أوقات الفراغ بأعمال مفيدة‪ ،‬أو بتكميل ما قصرت فيه من أعمال األمس أو اليوم‪.‬‬
‫‪ 4‬االستفادة من أوقات الصلوات اخلمس في تقسيم الوقت على األعمال والواجبات املختلفة‪ ،‬فقد رتبها اهلل عز‬
‫وجل بحكمة بالغة تعني على ضبط الوقت وحسن االنتفاع به‪.‬‬
‫‪ 5‬مصاحبة اجلا ّدين‪ ،‬والبعد عن مجالسة ّ‬
‫البطالني‪.‬‬

‫فوائد تنظيم الوقت‬


‫‪ 1‬االرتقاء باحلياة‪ ،‬والوصول إلى األهداف املختلفة التي يتطلع إليها اإلنسان في حياته العلمية والعملية‪.‬‬
‫‪ 2‬حسن االستفادة من الوقت‪ ،‬إذ إن السمة املشتركة بني كل الناجحني هي تنظيمهم ألوقاتهم وحسن استفادتهم‬
‫منها‪.‬‬
‫‪ 3‬السالمة من أسباب القلق واالضطراب بسبب تأخير األعمال وازدحامها ثم العجز عن القيام بها‪ ،‬ومن فوات‬
‫الفرص بسبب تضييع األوقات فيما ال نفع فيه‪.‬‬
‫‪ 4‬االستمتاع بالوقت‪ ،‬والشعور بلذة اإلجناز‪ ،‬فتنظيم الو ْقت ال يعني ِ‬
‫الج َّد بال راحة‪ ،‬ولكن أن يجعل للجد واملثابرة‬
‫وق ًتا‪ ،‬وللراحة واالستجمام وق ًتا‪ ،‬دون أن يطغى أحدهما على اآلخر‪ ،‬فيجلب بذلك لنفسه املزيد من السعادة‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫حسن الستفادة‬
‫الس‬
‫من الوقت‬ ‫القل المة من أسباب‬
‫ق والضطراب‬
‫ال‬
‫رتقاء باحلياة‬
‫الستمتاع‬
‫ف‬
‫وائد تنظيم‬ ‫بالوقت‬
‫الوقت‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫أحد الشباب يشتكي من عدم استفادته من وقته‪ ،‬فمعظم أوقاته تذهب في اللعب واللهو‪،‬‬
‫مراعيا الواجبات واألمور املهمة في حياته‪،‬‬
‫ً‬ ‫ضع جدو ًال تساعده فيه على االستفادة من وقته‪،‬‬
‫كالواجبات الشرعية واالجتماعية‪.‬‬
‫اجلمعة‬ ‫اخلميس‬ ‫األربعاء‬ ‫الثلثاء‬ ‫االثنني‬ ‫األحد‬ ‫الوقت السبت‬
‫الصباح‬

‫الظهر‬
‫العصر‬

‫املغرب‬
‫العشاء‬

‫‪173‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫كثيرا من الشباب مشكلة الفراغ وكيفية االستفادة منه‪ ،‬بالتعاون مع‬
‫من املشكلت التي تواجه ً‬
‫أفكارا إبداعية الستثمار وقت الفراغ‪:‬‬
‫ً‬ ‫زملئك ضع‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫مما يدل على أهمية الوقت أن اهلل تعالى أقسم به في كتابه‪ ،‬أورد مثا ًال لذلك‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫السنة على ذلك‪.‬‬
‫اإلنسان مسؤول عن وقته‪ ،‬استدل من ُّ‬ ‫‪2‬‬
‫ما فوائد تنظيم الوقت؟ وما األمور املعينة على ذلك؟‬ ‫‪3‬‬
‫من خلل دراستك للموضوع‪ ،‬استنتج خصائص الوقت‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪174‬‬
‫أ‪U‬ش‪ÜÉë‬‬
‫‪p‬‬ ‫ا’أ‪s No o‬و ‪o‬ة وا‪N‬تي‪o É‬ر ا’‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ ح≤ي≤ة الأ‪ƒN‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬من‪õ‬لة الأ‪ƒN‬ة ‘ ال‪�E‬س‪.ΩÓ‬‬
‫تع‪ O uó‬ح≤‪ ¥ƒ‬الأ‪ƒN‬ة‪.‬‬
‫تع‪K O uó‬مرا‪ ä‬الأ‪ƒN‬ة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬الأ‪ƒN‬ة‪.‬‬
‫عندما هاجر النبي ‪ ‬إلى املدينة‪ ،‬ما األعمال التي بدأ بها؟‬
‫‪.....................................................................................‬‬
‫النبي ‪ ‬املؤاخا َة َبني املهاجرين واألنصار‪ ،‬وهذا يبني أهمية هذه الرابطة بني‬
‫إن من أهم األعمال التي بدأ بها ُّ‬
‫املسلمني‪ ،‬فما حقيقة األخوة؟ وما منزلتها؟ وما حقوق ا ُألخُ َّوة؟ وما ثمراتها؟‬
‫حقيقة ا ُألخُ َّو ِة‬

‫ا ُألخُ َّو ُة رابط ٌة إميانية تورث الشعور العميق باحملبة والتآلف مع كل من تربطك به أواصر العقيدة اإلسلمية‪ ٠‬وهي‬
‫تبعث في نفس املسلم أصدق العواطف جتاه إخوانه املسلمني فيتعامل معهم وفق مكارم األخلق من التعاون‬
‫واإليثار‪ ،‬والرحمة‪ ،‬والعفو‪ ،‬ويبتعد عن كل ما يضر بهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم‪.‬‬
‫التحاب في اهلل والتوا ِّد فيه‪ ،‬قال اهلل‬ ‫ِّ‬ ‫وا ُألخُ َّو ُة اإلمياني ُة أقوى من كل رابطة‪ ،‬وأوثق من أي َعلقة أخرى‪ ،‬ألنها تقوم على‬
‫(‪)١‬‬
‫تعالى‪ :‬ﱫ ¬ ® ¯ ﱪ [الحجرات‪ ، ]10 :‬وقال ‪َ :‬‬
‫«ال ُيؤْ ِم ُن أحدُ كم َح َّتى ُي ِح َّب َأل ِخي ِه ما ُي ِح ُّب ِل َن ْف ِس ِه»‪.‬‬
‫منزلة ا ُألخُ َّو ِة في اإلسالم‬
‫ا ُألخُ ـ َّو ُة في اإلســلم رابطة دينية‪ ،‬وأســاس للصلة بني املسلمني‪ ،‬وقد جاءت النصوص من الكتاب والسنة في‬
‫التأكيد على هذه األخوة وبيان منة اهلل عز وجل على املسلمني في شرعها وتهيئة النفوس لها‪ ،‬فقال اهلل تعالى‪:‬‬
‫ﱪ [الحجرات‪ ،]10 :‬وقال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫ﱫ‬
‫ﱪ [آل عمران‪.]103 :‬‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫وألهمية هذه الرابطة بني املؤمنني فقد رتب اهلل جل وعال عليها عظيم األجر وجزيل الثواب وقرب أهلها وأحبهم‪،‬‬
‫الن َ َتا َّبا في ا ِ‬
‫هلل ْاج َت َم َعا عليه َو َت َف َّر َقا عليه»‬ ‫هلل َت َعا َلى في ِظ ِّل ِه يوم ال ِظ َّل إال ِظ ُّل ُه‪َ « :‬و َر ُج ِ‬
‫فمن السبعة الذين ُي ِظ ُّل ُهم ا ُ‬
‫(((‬
‫متفق عليه‪.‬‬
‫وفي احلديث القدسي‪« :‬املتحابون في جاللي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء» ‪.‬‬
‫(((‬

‫حقوق ا ُألخُ َّو ِة‬


‫حقوق األخوة منها حقوق عامة يلتزم بها املسلم مع أخيه املسلم‪ ،‬ومنها حقوق خاصة تضاف إلى احلقوق العامة‬
‫تكون بني املتآخيني‪ ،‬ومن هذه احلقوق واآلداب‪:‬‬
‫«ح ُّق ْالُ ْس ِل ِم َع َلى ْالُ ْس ِل ِم ِس ٌّت‪ِ :‬إ َذا َل ِقي َت ُه َف َس ِّل ْم َع َل ْي ِه َو ِإ َذا َد َع َ‬
‫اك َف َأ ِج ْب ُه‬ ‫‪ 1‬احلقوق الستة التي بينها النبي ‪ ‬في قوله‪َ :‬‬
‫ات َفا ْت َب ْع ُه»(((‪.‬‬ ‫ِض َف ُعدْ ُه َو ِإ َذا َم َ‬ ‫َو ِإ َذا ْاس َت ْن َص َح َك َفان َْص ْح َل ُه َو ِإ َذا َع َط َس َف َح ِمدَ ا َ‬
‫هلل َف َش ِّم ْت ُه َو ِإ َذا َمر َ‬
‫صغيرا‪،‬‬‫ً‬ ‫كبيرا‪ ،‬ويرحمه إن كان‬ ‫‪ 2‬مخالقته بخلق حسن؛ فيبذل له املعروف‪ ،‬ويكف عنه األذى‪ ،‬ويوقره إن كان ً‬
‫وينصفه من نفسه‪ ،‬ويعامله مبا يحب أن يعامله به‪ ،‬ويساعده إذا احتاج إلى مساعدة‪ ،‬ويشفع له في قضاء حاجته‪،‬‬
‫«ال ُيؤْ ِم ُن أحدُ كم َح َّتى ُي ِح َّب َأل ِخي ِه ما ُي ِح ُّب ِل َنفْ ِس ِه» ‪،‬‬
‫(((‬
‫وقد أرشد النبي ‪ ‬إلى أصول هذه احلقوق فقال ‪َ :‬‬
‫اط ِفهِ ْم َمث َُل ا ْل َج َس ِد؛‬ ‫ين في َت َوا ِّد ِه ْم َو َت َر ُاح ِمهِ ْم َو َت َع ُ‬ ‫هلل ‪َ « :‬مث َُل ا ْل ُمؤْ ِم ِن َ‬ ‫وعن ال ُّن ْع َم ِان بن َب ِش ٍير قال‪ :‬قال رسول ا ِ‬
‫(((‬
‫ال َّمى» ‪.‬‬ ‫ِالس َه ِر َو ْ ُ‬
‫ال َس ِد ب َّ‬‫إذا ْاش َت َكى منه ُع ْض ٌو تَدَ َاعى له َسا ِئ ُر ْ َ‬
‫‪ 3‬جتنب إساءة الظن والتجسس والغيبة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﱪ [الحجرات‪.]12 :‬‬
‫‪ 4‬التناصح واألمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ‬
‫يح ُة»‪ُ ،‬ق ْل َنا‪:‬‬ ‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﱪ [التوبة‪ ،]71 :‬وعن َ ِت ٍيم الدَّ ار ِِّي ‪َ ‬أ َّن النبي ‪ ‬قال‪« :‬الدِّ ُ‬
‫ين ال َّن ِص َ‬
‫ِلَ ْن؟ قال‪ِ ِ :‬‬
‫«ل‪َ ،‬و ِل ِك َتا ِب ِه‪َ ،‬و ِل َر ُسو ِل ِه‪ ،‬وألئمة ْالُ ْس ِل ِمنيَ‪َ ،‬و َعا َّم ِتهِ ْم»‪.‬‬
‫(((‬

‫‪ 5‬إعانته ومواساته‪ ،‬والسعي في حاجته‪ ،‬والقيام بخدمته‪ ،‬وإذا س َّره شي ٌء بادرت إلى تهنئته‪ ،‬وإظهار الفرح والسرور‬
‫بذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه اإلمام أحمد‪ ،‬وصححه األلباني‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬تقدم تخريجه‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪176‬‬
‫جتنب اإلساءة‬
‫إليه‬

‫أن يخالقه‬ ‫املناصحة واألمر‬


‫باملعروف والنهي‬
‫بخلق حسن‬
‫من حقوق‬ ‫عن املنكر‬
‫األخوة‬
‫أن يؤدي إليه‬ ‫تقدمي العون‬
‫واملواساة واملشاركة‬
‫حقوق املسلم‬ ‫في األفراح واألحزان‬

‫ثمرات ا ُألخُ َّو ِة‬


‫ل ُ‬
‫ألخُ َّو ِة في اإلسالم فوائد عظيمة منها‪:‬‬
‫‪ 1‬تعني على تزكية النفس‪ ،‬وتنمية الفضائل ملا يقع بني اإلخوة من صور التعاون والتناصح وحسن املعاملة‪.‬‬
‫‪ 2‬حصول األنس وانشراح الصدر‪ ،‬وتخفيف اآلالم والهموم‪ ،‬والتعاون على قضاء احلاجات‪ ،‬والتشاور في املصالح‪.‬‬
‫‪ 3‬جتعل املسلمني كاجلسد الواحد‪ ،‬وجتتمع كلمتهم‪ ،‬ويتحد صفهم‪ ،‬وتقوى شوكتهم‪ ،‬وتقوم مصاحلهم الدينية‬
‫والدنيوية‪.‬‬

‫آداب اختيار الصاحب‬


‫الصاحب الصالح من يشعر بشعورك فيفرح لفرحك ويحزن حلزنك و ُي َس ُّر بسرورك‪ ،‬ويحب لك ما يحب لنفسه‬
‫ويكره لك ما يكره لنفسه‪ ،‬وينصح لك في مشهدك ومغيبك‪ ،‬يأمرك باخلير وينهاك عن الشر‪ ،‬وال يكون كذلك‬
‫إال إذا كان‪:‬‬
‫عاقل‪ ،‬ألنه ال خير في أخوة األحمق وصحبته‪ ،‬إذ قد يضر من حيث يريد أن ينفع‪.‬‬ ‫‪ً ‬‬
‫‪ ‬حسن اخللق‪ ،‬فس ّيئ اخللق قد تغلبه شهوة أو يتحكم فيه غضب فيسيء إلى صاحبه‪.‬‬
‫‪ ‬مستقيماً؛ ألن العاصي لربه ال يتو ّرع عن أذية صاحبه‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫في اجلدول اآلتي بعض املواقف في العلقات التي جتمع املتآخيني‪ ،‬تعاون مع زملئك في تقوميها‬
‫وإيجاد احللول املناسبة للمواقف اخلاطئة‪:‬‬
‫العالج‬ ‫التقومي‬ ‫املوقف‬ ‫م‬
‫تنازل املتآخي عن حظوظ نفسه من أجل أخيه‬ ‫‪1‬‬
‫استغلل األخوة لتحقيق مصالح شخصية‬ ‫‪2‬‬
‫قيام األخ بخدمة أخيه‬ ‫‪3‬‬
‫تعلق األخ بأخيه وحصول اإلعجاب بينهما‬ ‫‪4‬‬
‫ترك إنكار املنكر خشية أن يؤدي إلى إفساد علقة األخوة‬ ‫‪5‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫ضرب املهاجرون واألنصار أروع األمثلة في التآخي‪ ،‬بالرجوع إلى كتب السيرة سجل مناذج لتلك‬
‫األخوة‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ِّبني منزلة األخوة في اإلسلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫ما حقوق األخوة؟‬ ‫‪2‬‬
‫من خلل دراستك ملوضوع األخوة استنتج ثمراتها في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫علل ملا يأتي‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫اأ من آداب اختيار الصاحب أن يكون عاقلً‪.‬‬
‫ب من آداب اختيار الصاحب أن يكون حسن اخللق‪.‬‬
‫ج من آداب اختيار الصاحب أن يكون مستقيماً‪.‬‬
‫ما أثر الصاحب على صاحبه؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪178‬‬
‫حقوق ا’‪�fE‬ش‪¿É‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬م‪Ø‬ه‪ Ωƒ‬ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪� è‬س‪ ≥Ñ‬ال‪�E‬س‪ ‘ ΩÓ‬ت≤ر‪j‬ر ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهمية ر‪Y‬ا‪j‬ة ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت≤ار¿ ب‪ Ú‬الن¶ا‪ Ω‬ال‪�E‬س‪Ó‬م» وا◊†سارة ال¨ربية ‘ ›ا∫ ر‪Y‬ا‪j‬ة ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬

‫مفهوم حقوق اإلنسان‬


‫حقوق اإلنسان هي مجموع الواجبات املشروعة له والتي تضمن كرامته‪ ،‬وحتقيق إنسانيته‪ ،‬وتوفر له احلياة السوية‪.‬‬
‫وهي أصيلة في كل إنسان‪ ،‬تولد معه ويجب احملافظة عليها وإعمالها‪.‬‬
‫وفي اإلسلم‪ ،‬تُعتبر الشريعة اإلسلمية هي مصدر احلقوق كلها‪ ،‬وال يوجد حق مقرر لإلنسان يخرج عن نصوصها‬
‫أو قواعدها الكلية‪ ،‬فالشريعة اإلسلمية هي أساس احلق ومصدره وسنده‪ ،‬وضمان وجوده واحلفاظ عليه في املجتمع‪.‬‬
‫وقد جاء اإلسلم بكل احلقوق الضرورية ليعيش اإلنسان كر ًميا وليؤسس مجتمع احلقوق املبني على العدالة وا ُألخُ َّوة‪،‬‬
‫والتكافل االجتماعي في أكمل صوره‪.‬‬
‫أنواع حقوق اإلنسان‬
‫حقوق اإلنسان كثيرة ومتعددة‪ ،‬وفيما يأتي بيان بأهم هذه احلقوق‪:‬‬
‫‪ 1‬حق احلياة‬
‫وهو من أعظم احلقوق التي أكد عليها اإلسلم‪ ،‬فقد حرم اإلسلم القتل واالنتحار واإلجهاض‪ ،‬وشرع ِ‬
‫القصاص ملن‬
‫اعتدى على النفوس البريئة؛ كما حرمت الشريعة َّ‬
‫كل التصرفات التي تَنال من حق احلياة أو تُنقص منه‪ ،‬كتعذيب‬
‫اإلنسان‪ ،‬والعدوان عليه في حياته‪ ،‬أو بعد موته ماد ًّيا أو معنو ًّيا؛ كالتمثيل بجثته أو كسر عظامه‪.‬‬
‫قــال تعالــى‪ :‬ﱫ¡ ‪´ ³ ²± ° ¯® ¬ « ª ©¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢‬‬
‫‪É È Ç ÆÅ Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½¼ » º ¹¸ ¶ µ‬‬
‫‪ Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê‬ﱪ [األنعــا‪ .]151 :Â‬وقــال تعالــى‪ :‬ﱫ ‪\ [ Z Y‬‬
‫] ^ _ `‪r q p o n m l k j i hg f e d c b a‬‬
‫‪ ~ } | { zy x w v u ts‬ﮯ ¡ ‪ £ ¢‬ﱪ [البقرة‪.]178 :‬‬

‫‪179‬‬
‫كما حرمت الشريعة انتهاك كرامة اإلنسان واحلط من قدره حتى بالكلمة اجلارحة أو السخرية‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [الحجرات‪.]11 :‬‬
‫‪ 2‬حق احلرية‬
‫احلرية‪ ،‬هي قدرة اإلنسان على التصرف‪ ،‬إال ملانع من أذى أو ضرر له أو لغيره‪.‬‬
‫وفي اإلسالم يجب على اإلنسان أن يتحرر من عبودية غير اهلل‪ ،‬وسمى اهلل َم ْن ُعبِد من دون اهلل طاغو ًتا‪ ،‬وأمر الناس‬
‫أن يكفروا به‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [النساء‪.]60 :‬‬
‫وحرية الرأي املنضبطة بضوابط الشرع‪ ،‬تبني املجتمع اإلسالمي‪ ،‬وتصحح أخطاءه‪ ،‬وتبصره بطريق الهداية والفالح‬
‫في أموره العامة‪ ،‬ولذا يشرع القيام بواجب األمر باملعروف والنهي عن املنكر‪ ،‬الذي هو واجب كفائي على املجتمع‬
‫كله ال بد من القيام به‪.‬‬
‫مخاطبا نبيه‪ -‬عليه الصالة والســام‪:-‬‬
‫ً‬ ‫واملســلمون مطالبون بالتناصح والتشــاور في أمورهم العامة‪ ،‬يقول اهلل تعالى‬
‫ﱫ‬
‫ﱪ [آل عمران‪ ،]159 :‬واملشاركة بالرأي تتحقق بالشورى‪.‬‬
‫وحرية الرأي والفكر واسعة‪ ،‬واالجتهاد مطلوب في أمور الدين والدنيا‪ ،‬وال ينكر منه إال ما يخرج عن أصول‬
‫اإلسالم عقيدة أو تشري ًعا‪ ،‬أو يهدر قيمة خلقية من أخالق اإلسالم‪ ،‬أو يقصد فتنة الناس وإضاللهم‪.‬‬
‫وفي اإلسالم ال حرية ألحد في نشر الفساد أو الرذيلة أو الفتنة في املجتمع؛ ألن احلرية ال تس ّوغ لصاحبها الشر‬
‫واإلفساد‪ ،‬وال تبيح له أن يؤذي غيره‪ ،‬أو يعرض املجتمع للخطر‪.‬‬

‫ويكفل اإلسالم حرية الرأي والفكر ويقيدها باملسؤولية‪ ،‬وتتوقف حرية الرأي والفكر عند حدود معلومة ال تضر‬
‫باملجتمع‪ ،‬وهي ليست مطلقة في أي مجتمع من املجتمعات بل ال بد لها من ضوابط تقف دونها‪ ،‬وضابطها في‬
‫اإلسالم‪ :‬أن ال تخرج بصاحبها عن أصول اإلسالم وأحكامه‪ ،‬فإن احلرية املطلقة في احلقيقة هي‪( :‬الفوضى املطلقة)‬
‫واحلرية ليست في الرأي فقط بل حتى في عموم األفعال واألقوال فال يجوز إطالق النفس للهوى بل يجب التقيد‬
‫[األعراف‪.]199 :‬‬ ‫مبا شرعه اهلل ومبا ال يخالف العرف لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪ 3‬حق التم ُّلك‬
‫كسبا وإنفاقًا شريطة مراعاة أحكام الشرع‪،‬‬
‫لقد أقر اإلسالم حرية األشخاص في متلك األموال والتصرف فيها ً‬
‫ﱪ [البقرة‪ ،]275 :‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫فأحل اهلل تعالى البيع والشراء والتجارة ونحوها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫[البقرة‪. ]282 :‬‬ ‫ﱫ‬

‫‪180‬‬
‫وقد عدَّ الفقهاء حفظ املال ضمن الضرورات اخلمس التي ال تستقيم حياة األفراد واملجتمعات إال بها‪ ،‬وحرم اإلسالم‬
‫(((‬
‫االعتداء على املال‪ ،‬ففي احلديث عن النبي ‪« :‬كل املسلم على املسلم حرام‪ :‬دمه وماله وعرضه»‪.‬‬
‫مباحا وال يترتب عليه مفسدة في‬
‫وعلى كل فرد أن ميارس من العمل ما يناسبه‪ ،‬ليسد حاجة نفسه مادام العمل ً‬
‫الدين‪ ،‬أو إضرار بالناس‪.‬‬
‫‪ 4‬حق التكافل االجتماعي‬
‫يقصد بالتكافل االجتماعي‪ :‬أن يكون أفراد املجتمع مشاركني في احملافظة على املصالح العامة واخلاصة ودفع‬
‫املفاسد واألضرار املادية واملعنوية‪ ،‬بحيث يشعر كل فرد أن عليه واجبات لآلخرين وخاصة الذين ليس باستطاعتهم‬
‫أن يحققوا حاجاتهم اخلاصة‪ ،‬وذلك بإيصال املنافع إليهم ودفع األضرار عنهم‪.‬‬
‫ال ف َّعا ًال للتكافل االجتماعي مثل ما عرفته في ظل اإلسالم‪ ،‬فلم يكن وليد حاجة‬ ‫ولم تعرف البشرية نظام ًا متكام ً‬
‫من حاجات التطور االجتماعي بل هو قاعدة أصيلة في بناء اإلسالم وأركانه‪.‬‬
‫ولقد تعددت أبواب التكافل االجتماعي في اإلسالم‪ ،‬وتراوحت بني اإللزام واالختيار‪ ،‬ومن ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫مقدارا معلو ًما‪ ،‬في وقت معلوم بنسبة معلومة‪ .‬في أنواع املال‬ ‫ً‬ ‫�أ أداء الزكاة‪ :‬وهي حق واجب في املال إذا بلغ‬
‫النامي؛ من الذهب والفضة والنقود‪ ،‬والثمار‪ ،‬واألنعام‪ ،‬وعروض التجارة‪.‬‬
‫ب الصدقات‪ :‬وهي عطاء اختياري من األغنياء للفقراء دون م ّنة أو طلب مكافأة‪ ،‬إ ّال املكافأة من اهلل العليم‬
‫الواسع الكرمي‪.‬‬
‫ج نفقة األقارب‪ :‬وهي واجبة على الشخص لزوجته وأقاربه كأوالده وآبائه‪.‬‬
‫د دفع الدِّ يات‪ :‬حيث يشترك عصبة القاتل خط ًأ في دفع الدية إلى ورثة املقتول‪ ،‬والدية هنا متثل ضما ًنا من‬
‫املجتمع لورثة املقتول‪ ،‬فال يضيع دم املسلم هدْ ًرا‪.‬‬
‫هـ الدعم املعنوي‪ :‬فلم يقتصر التكافل االجتماعي في اإلسالم على اجلوانب املادية فحسب‪ ،‬بل ميتد إلى ما يعد‬
‫عمن يحتاج إلى التعليم‪ ،‬وال‬ ‫تعاو ًنا شام ًال على البر‪ ،‬فمن التوجيهات اإلسالمية‪ ،‬أ َّال يكتم اإلنسان العلم النافـع ّ‬
‫يبخل اإلنسان بنصحه َع َّمن يحتاج إلى النصح واإلرشاد فالدين النصيحة‪ .‬ومن ذلك أيض ًا التوجيهات اإلسالمية‬
‫حول نصرة املظلوم ومنع الظالم من ظلمه وإفشاء السالم وتشميت العاطس واتباع اجلنائز وإجابة الدعوة إلى الوالئم‬
‫واألفراح‪ ...‬وهذه كلها من الدعم املعنوي الذي يساعد على بناء املجتمع وحتقيق حقوق اإلنسان فيه‪.‬‬
‫‪ ٥‬حقوق ذوي اإلعاقة‬
‫كفل اإلسالم حقوق ذوي اإلعاقة وفرض العناية بهم ورعايتهم على األسرة واملجتمع‪ ،‬وقد أقرت اململكة العربية‬
‫السعودية استراتيجية وطنية للعناية باألشخاص ذوي اإلعاقة‪ ،‬وأنشأت ألجلهم هيئة رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة؛‬
‫حلماية حقوقهم ومتكينهم وتعزيز جهود العناية بهم في املجتمع‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم برقم ‪.6706‬‬

‫‪181‬‬
‫إﺛﺮاء‬
‫اطلعت على موقع (وطني يحمي حقوقي )‬‫َ‬ ‫هل‬
‫وهو منصة تعليمية تفاعلية في مجال نشر ثقافة حقوق اإلنسان داخل مدارس التعليم العام في‬
‫اململكة العربية السعودية‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالرجوع ملوقع هيئة حقوق اإلنسان باململكة ‪ http://hrc.gov.sa‬اكتب ً‬
‫تقريرا تبني من خلله‪:‬‬
‫األعمال التي تقوم بها‪ ،‬جهودها ومنجزاتها‪ ،‬كيفية التواصل معها‪ ،‬إصداراتها‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫نشاط(‪)2‬‬
‫دعت اجلمعية العامة لألمم املتحدة جميع الدول الحترام حقوق اإلنسان ووضعت أنظمة حلماية‬
‫حقوق اإلنسان فأقرت اململكة منها ما وافق الشريعة اإلسلمية وتركت ما فيه مخالفة للشريعة‪ ،‬فيما‬
‫يأتي عرض لبعض قوانني حقوق اإلنسان التي اشتملت على ما يوافق الشريعة وما يخالفها بني ذلك‪:‬‬
‫ما يخالف‬ ‫ما يوافق‬
‫النظام‬ ‫م‬
‫الشريعة‬ ‫الشريعة‬
‫احلق في الزواج من بني مختلفي األديان‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 2‬عدم التمييز بسبب العنصر أو اللون أو اجلنس أو اللغة أو الدين‬
‫ضرورة رعاية الطفولة‬ ‫‪3‬‬
‫لكل فرد احلق في التملك‪ ،‬مبفرده أو باالشتراك مع غيره‬ ‫‪4‬‬
‫عدم التمييز ضد املرأة في مجال احلقوق االجتماعية‬
‫‪ 5‬واالقتصادية‪ ،‬كاحلق في التعليم والعمل والرعاية الصحية‬

‫‪182‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬قارن بني مفهوم حقوق اإلنسان في اإلسلم واملفهوم الغربي حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫‪ 2‬ما احلقوق التي حتفظ بهذه األحكام‪:‬‬
‫اأ حترمي الزنا‪.‬‬
‫ب حترمي قتل النفس‪.‬‬
‫ج حترمي القذف‪.‬‬
‫د إباحة البيع والشراء‪.‬‬
‫هـ وجوب النفقة على الزوجة واألوالد واآلباء واألمهات‪.‬‬
‫‪ 3‬ما ضوابط حرية الرأي في اإلسلم؟‬

‫‪183‬‬
‫القرا‪A‬ة واأه‪ª‬يت¡‪É‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهمية ال≤را‪A‬ة‪.‬‬
‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬معا‪ Òj‬ال≤را‪A‬ة النا‪a‬عة‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬الأم‪ƒ‬ر الت» تع‪Y Ú‬لى ا‪Y‬تيا‪ O‬ال≤را‪A‬ة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬ال≤را‪A‬ة‪.‬‬‫‪u‬‬

‫أهمية القراءة‬
‫ُعمق‬
‫عوالم ثقافية جديدة تنمي معارفه‪ ،‬وتُثري مداركه‪ ،‬ت ِّ‬ ‫َ‬ ‫يطل من خللها اإلنسان على‬ ‫القراءة نافذ ٌة رحبة‪ُّ ،‬‬
‫يطلع فيما يقرأ على خلصة جتارِب املؤلفني‪ ،‬وزبدة‬ ‫أعمارا‪ .‬حيث ّ‬
‫ً‬ ‫وعيه‪ ،‬وترتقي بخبراته‪ ،‬وتُضيف إلى عمره‬
‫خبراتهم في احلياة التي عاشوا أحدا َثها وتق َّلبوا في متغيراتها سنني طويلة‪.‬‬
‫طريق ملعرفة اهلل عز وجل وماشرع لعباده من العبادات واملعاملت واألخلق واآلداب‪ ،‬وبالقراءة يتعرف‬ ‫والقراءة ٌ‬
‫املسلم على سيرة الرسول ‪ ،‬وعلى تاريخ أمته وحضارتها العظيمة‪ ،‬وعلى سير أعلمها وقادتها‪.‬‬
‫وقد جاءت الشريعة اإلسلمية ببيان فضل القراءة والعلم والتعلم‪ ،‬بل ساق اهلل تعالى القراءة والكتابة والقلم َم َ‬
‫ساق‬
‫املِ َّنة على عباده؛ لينبههم إلى فضل هذه األمور؛ فقال تعالى‪ :‬ﱫ ‪ ^ ] \ [ ZY‬ﱪ [القلم‪ ، ]1 :‬فأقسم بالقلم‪،‬‬
‫وأقسم مبا ُيكتب بالقلم‪ ،‬وهو‪ِ :‬‬
‫العلم‪ .‬وقال تعالى في أول ما نزل من الوحي‪ :‬ﱫ ‪ P O N M L K‬ﱪ [العل‪. ]1 :o‬‬
‫ملاذا أقرأ؟‬
‫ِّ‬
‫مبصاف العلماء الذين أثنى‬ ‫القراءة من أفضل السبل لتحصيل العلوم واملعارف املختلفة‪ ،‬وطريق ألن يلتحق املرء‬
‫اهلل عز وجل عليهم بقوله‪ :‬ﱫ ‪ çæåäâáàßÞ ÝÜÛÚ‬ﱪ [المجادلة‪، ]11 :‬‬
‫وقوله‪ :‬ﱫ ‪ Ò Ñ Ð Ï Î ÍÌ Ë Ê É È Ç Æ Å‬ﱪ [الزمر‪. ]9 :‬‬
‫كما يقرأ اإلنسان ألن القراءة الهادفة تغ ِّير حياته نحو األفضل؛ فهي ترفع مستوى ال َف ْهم والتفكير لديه‪ ،‬وتعينه‬
‫على إدراك حقائق األشياء‪ ،‬وهي طريق إلى معرفة أحوال األمم املاضية واالستفادة منها‪.‬‬
‫وفي القراءة استثمار لألوقات فيما ينفع‪ ،‬وصون لها عما يضر من فضول النظر والكلم واالستماع واملخالطة‪،‬‬
‫وهي بعد ذلك طريق إلى النجاح والتفوق واإلبداع‪ ،‬وإلى أن يكون اإلنسان مؤ ِّث ًرا في محيطه واملجتمع من حوله‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫ماذا أقرأ؟‪ ‬‬
‫وغذاء للعقل والروح‪،‬‬
‫ً‬ ‫من املهم أن يحسن اإلنسان اختيار الكتاب الذي يقرؤه حتى تكون القراءة متع ًة للنفس‬
‫وأن يبتعد عن قراءة القصص والروايات واملقاالت الرديئة التي تثير الغرائز‪ ،‬أو تدعو إلى الرذائل‪ ،‬أو تثير الشكوك‬
‫حول الدين واملبادئ واألخالق‪.‬‬
‫تربية النفس على القراءة‬
‫إن تربية النفس على القراءة ومالزمتها والصبر عليها من أجنح السبل لغرس محبتها واالستمرار عليها‪ ،‬وقد‬
‫يضجر املرء في البداية أو تصيبه السآمة وامللل‪ ،‬ولكن بالعزمية اجلادة سوف يكتسب بإذن اهلل ‪-‬تعالى‪ -‬هذه امللكة‬
‫حتى تصبح مالزمة له ال يقوى على فراقها‪.‬‬
‫ومما يعني على ذلك ويحفز إليه استحضار ثمراتها على اإلنسان في فكره‪ ،‬ومنطقه‪ ،‬ونظرته لألمور‪ ،‬ومن ذلك‬
‫النظر في سير العظماء من العلماء واألدباء واملفكرين الذين لم يصلوا إلى املقامات العالية في العلم والفكر إال‬
‫مبالزمة القراءة‪.‬‬
‫إرشادات للقراءة النافعة‬
‫‪ 1‬ليس كل كتاب يصلح للقراءة وال كل كاتب ومؤلف ينبغي أن يقرأ له‪ ،‬ألن من الكتب ما ال نفع فيه بل رمبا كان‬
‫مضرة على قارئه‪ ،‬ولذا ينبغي للشباب املسلم إذا أراد أن يقرأ أن يستشير من يثق به من العلماء واملتخصصني‬
‫عن الكتب املفيدة‪ ،‬وعن املؤلفني الذين ينصح باقتناء مؤلفاتهم وقراءتها‪.‬‬
‫‪ 2‬األخذ باألسباب التي تعني على التركيز في القراءة ومنها‪ :‬اختيار األوقات املناسبة‪ ،‬واألماكن املالئمة اخلالية‬
‫من الصوارف‪ ،‬وأن يكون خالي الذهن‪ ،‬ولديه االستعداد العقلي والنفسي الذي يعينه على استجماع قدراته‬
‫الفكرية لالستفادة مما يقرأ‪.‬‬
‫‪ 3‬التنويع في القراءة بني الكتب العلمية املتخصصة‪ ،‬والكتب الثقافية‪ ،‬والقصص الهادفة واملسلية‪ ،‬وكتب اآلداب‬
‫واألخالق‪ ،‬حتى تتسع مداركه‪ ،‬ويبعد عن نفسه السآمة وامللل‪.‬‬
‫‪ 4‬التدرج في قراءة الكتب املتخصصة في كل علم بحسبه يراجع كتاب (حلية طالب العلم) للشيخ د‪ .‬بكر‬
‫أبوزيد‪.‬‬
‫األخذ باألسباب‬
‫التي تعني على‬
‫التركيز‬

‫من آداب‬
‫التنويع في‬
‫القراءة‬
‫االستشارة‬
‫القراءة بني‬ ‫في القراءة‬
‫الكتب‬

‫‪185‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زملئك في ذكر األسلوب األمثل في التدرب على مهارات القراءة اآلتية‪:‬‬
‫أسلوب التدرب عليها‬ ‫املهارة‬ ‫م‬
‫القراءة السريعة‬ ‫‪1‬‬

‫القراءة املعبرة واملمثلة للمعنى‬ ‫‪2‬‬

‫القراءة السليمة‪ ،‬من حيث مراعاة الشكل‬


‫‪3‬‬
‫الصحيح للكلمات‬
‫الفهم وتنظيم األفكار أثناء القراءة‬ ‫‪4‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫كتيبا ثم اقرأه وخلص أبرز محتوياته والفوائد التي حصلت عليها‪.‬‬
‫اختر ً‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪َّ 1‬‬
‫حث اإلسلم على القراءة‪ ،‬استدل لذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬ما أثر القراءة على حديث اإلنسان ومنطقه؟‬
‫‪ 3‬ما ضوابط القراءة النافعة؟‬

‫‪186‬‬
‫ال�شفر وا‪OB‬ا‪¬H‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال‪ù‬س‪Ø‬ر‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأح‪µ‬ا‪ Ω‬ال‪ù‬س‪Ø‬ر‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬ال‪ù‬س‪Ø‬ر‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬منه‪ è‬الي‪ù‬سر ور‪ ™a‬ا◊ر‪ ‘ ê‬اأح‪µ‬ا‪ Ω‬ال‪ù‬س‪Ø‬ر‪.‬‬
‫تل‪ ¢üî‬ه‪ …ó‬الن‪ »Ñ‬ﷺ ‘ ال‪ù‬س‪Ø‬ر‪.‬‬ ‫‪u‬‬

‫(‪)1‬‬
‫أنواع السفر‬
‫سفر محمو ٌد‪ :‬وهو ما كان في طاعة اهلل تعالى‪ ،‬كالسفر ألداء احلج أو العمرة‪ ،‬أو لطلب العلم النافع‪ ،‬أو صلة‬ ‫أولً‪ٌ :‬‬
‫األرحام‪ ،‬أو زيارة أخ له في اهلل‪.‬‬
‫سفر مذمو ٌم‪ :‬وهو ما كان ملعصية‪ ،‬كالسفر لزيارة القبور‪ ،‬أو املتاجرة بأمر محرم‪ ،‬كاملخدِّ رات واملسكرات‪،‬‬‫ثانيا‪ٌ :‬‬
‫ً‬
‫أو لغرض الفساد‪.‬‬
‫مباح‪ :‬كالسفر ألجل مصلحة دنيوية مباحة‪ ،‬كالتجارة املباحة‪ ،‬أو النزهة احللل‪ ،‬وقد يرتقي هذا النوع‬ ‫سفر ٌ‬ ‫ثال ًثا‪ٌ :‬‬
‫ليكون من قبيل السفر احملمود املثاب عليه إذا صحبه نية صاحلة‪ ،‬كالسفر لتحصيل املال؛ ليعف نفسه عن املسألة‪،‬‬
‫ويطعم ولده احللل‪ ،‬والسفر بأسرته إلدخال السرور عليهم‪ ،‬وإكسابهم عد ًدا من اخلبرات‪ ،‬واملعلومات اجلديدة‪.‬‬

‫أحكام السفر‬

‫يشرع للمسافر أن يتعلم األحكام الفقهية اخلاصة بالسفر‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬ما يتعلق بالطهارة‪ :‬يجوز للمسافر استدامة لبس اجلوربني ثلثة أيام بلياليهن‪ ،‬وأن يتيمم عند َف ْقد املاء أو العجز‬
‫عن استعماله‪.‬‬
‫ما يتعلق بالصالة‪ :‬يشرع للمسافر قصر ال ُّرباعية إلى ركعتني‪ ،‬كما يشرع له جمع الظهر مع العصر واملغرب مع‬ ‫‪‬‬
‫العشاء‪ ،‬وأداء سنة الفجر وصلة الوتر‪ ،‬وحتية املسجد‪ ،‬والضحى‪ ،‬والنوافل املطلقة‪ ،‬ويجوز له صلة النافلة على‬
‫مركوبه ولو لغير القبلة‪.‬‬
‫(‪ )١‬للستزادة‪ ،‬انظر‪ :‬رسالة‪( :‬الغرر السوافر عما يحتاج إليه املسافر)‪ ،‬لبدر الدين الزركشي ص‪.٥٠-٤٦‬‬

‫‪187‬‬
‫ُكتب له وإن لم يعملها‪ ،‬حلديث أبي موسى األشعري ‪ ‬أن‬
‫األعمال التي اعتاد فعلها وفاتت بسبب السفر ت ُ‬ ‫‪‬‬
‫صحيحا»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫النبي ‪ ‬قال‪« :‬إذا مرض العبد أو سافر‪ ،‬كتب له مثل ما كان يعمل ً‬
‫مقيما‬
‫اآلداب واألحكام قبل السفر‬

‫‪ 1‬االستشارة واالستخارة‪ :‬يستحب ملن أراد السفر أن يستشير فيه أهل اخلبرة واألمانة‪ ،‬فإذا استشار وظهر في‬
‫سفره مصلحة استخار اهلل تعالى في ذلك‪ ،‬فيصلي ركعتني‪ ،‬ويدعو بدعاء االستخارة‪ ،‬ثم ميضي‪.‬‬
‫‪ 2‬جتديد التوبة‪ ،‬والتخلص من حقوق الناس التي عليه‪ ،‬وكتابة وصيته‪ ،‬فإنه ال يدري ما يعرض له في سفره‪.‬‬
‫‪ 3‬اختيار الرفقة الصاحلة‪ ،‬التي تعينه على طاعة ربه‪ ،‬وليجتنب رفقة السوء‪ ،‬ويكره أن يسافر وحده؛ للنهي عن‬
‫ذلك‪ ،‬قال ‪« :‬الراكب شيطان‪ ،‬والراكبان شيطانان‪ ،‬والثالثة ركب» (((‪ ،‬وقال‪« :‬لو يعلم الناس ما في ال َو ْحدة‬
‫ما أعلم‪ ،‬ما سار راكب بليل وحده» (((‪.‬‬
‫‪ 4‬أن تسافر املرأة مع محرم لها أو زوج‪ ،‬قال ‪« :‬ال يخلون رجل بامرأة إال ومعها ذو محرم‪ ،‬وال تسافر املرأة إال‬
‫مع ذي محرم» فقال له رجل‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إن امرأتي خرجت حاجة‪ ،‬وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا؟ قال‪:‬‬
‫«انطلق‪ ،‬فحج مع امرأتك» (((‪.‬‬
‫‪ 5‬أن يتحرى بسفره يوم اخلميس إذا لم يشق عليه؛ ألنه الغالب من فعل النبي ‪ ،‬كما قال كعب بن مالك‬
‫يخرج– إذا خرج في سفر– إال يوم اخلميس (((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪ :‬لق ّلما كان رسول اهلل ‪‬‬
‫‪ 6‬أن يودِّعَ أهله وأصحابه‪ ،‬فقد كان رسول اهلل ‪ ‬يفعل ذلك‪ ،‬ويفعله أصحابه ‪ ،‬ومما ورد في ذلك أن يقول‬
‫املقيم للمسافر‪ :‬أستودع اهلل دينك وأمانتك وخواتيم عملك(((‪ ،‬ويقول املسافر للمقيم‪ :‬أستودعك اهلل الذي‬
‫ال تضيع ودائعه(((‪.‬‬

‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫رواه أبو دواد‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وأحمد‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫رواه أحمد‪ ،‬والنسائي‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪188‬‬
‫اآلداب أثناء السفر وبعده‬
‫‪ 1‬أن يستفتح سفره بذكر اهلل تعالى‪ ،‬فيقول الدعاء الوارد عند الركوب‪ ،‬والدعاء الوارد عند السفر خاصة‪.‬‬
‫«ك َّب َر َثالثًا»‪ُ ،‬ث َّم قال‪﴿« :‬‬ ‫كان إذا ْاس َت َوى على َب ِعي ِر ِه َخار ًِجا إلى َس َف ٍر َ‬ ‫هلل ‪َ ‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫َأ َّن َر ُس َ‬ ‫عن ابن ُع َم َر‬
‫﴾ [الزخرف‪ ، ]14-13 :‬ال ّل ًُه ًّم ِإنَّا َن ْس َألُ َك في َس َف ِر َنا‬
‫اح ُب‬ ‫الص ِ‬ ‫هذا ا ْل ِب َّر َوال َّت ْق َوى‪َ ،‬و ِم ْن ا ْل َع َم ِل ما َت ْر َضى‪ ،‬ال ّل ًُه ًّم َه ِّو ْن َع َل ْي َنا َس َف َر َنا هذا‪َ ،‬و ْاطوِ َع َّنا ُب ْعدَ ُه‪ ،‬ال ّل ًُه ًّم َ‬
‫أنت َّ‬
‫الس َفرِ‪َ ،‬و َكآ َب ِة ْالَ ْن َظرِ‪َ ،‬و ُسو ِء ا ْل ُم ْن َق َل ِب في ْالَالِ‬
‫الس َفرِ‪َ ،‬وا ْل َخ ِلي َف ُة في ا َأل ْه ِل‪ ،‬ال ّل ًُه ًّم إني َأ ُعو ُذ ب َِك ِمن َو ْعثَا ِء َّ‬ ‫في َّ‬
‫َوا َأل ْه ِل»‪.‬‬
‫(((‬

‫‪ 2‬احلرص على الدعاء؛ ألن املسافر مستجاب الدعوة‪ ،‬قال ‪« :‬ثالث دعوات مستجابات ال شك فيهن‪ :‬دعوة‬
‫املظلوم‪ ،‬ودعوة الوالد‪ ،‬ودعوة املسافر» (((‪.‬‬
‫‪ 3‬يسن للمسافر إذا َص ِعدَ مكان ًا مرتفع ًا أن يكبر اهلل تعالى‪ ،‬وإذا انحدر إلى وادٍ أن يسبح اهلل تعالى‪ ،‬قال جابر ‪:‬‬
‫صعدنا ك َّبرنا‪ ،‬وإذا نزلنا س َّبحنا (((‪.‬‬
‫كنا إذا ِ‬
‫‪ 4‬إذا نزل منز ًال‪ ،‬قال الدعاء املذكور في حديث خولة بنت حكيم أنها سمعت النبي ‪ ‬يقول‪« :‬من نزل‬
‫منز ًال‪ ،‬ثم قال‪ :‬أعوذ بكلمات اهلل التامات من شر ما خلق‪ ،‬لم يضره شيء حتى يرحتل من منزله ذلك»(((‪.‬‬
‫‪ 5‬التعجيل بالرجوع إلى أهله متى انقضت حاجته‪ ،‬قال ‪« :‬السفر قطعة من العذاب مينع أحدكم طعامه وشرابه‬
‫ونومه‪ ،‬فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله» (((‪ ،‬ونهمته‪ :‬حاجته‪.‬‬
‫ون‪ِ ،‬ل َر ِّب َنا َحا ِمدُ َ‬
‫ون»‪.‬رواه‬ ‫ون‪َ ،‬عا ِبدُ َ‬
‫ون‪ ،‬تَا ِئ ُب َ‬
‫‪ 6‬إذا رجع ذكر الدعاء الذي قاله عند ابتداء سفره‪ ،‬وزاد عليه‪« :‬آ ِي ُب َ‬
‫مسلم(((‪.‬‬
‫‪ 7‬أن يصلي ركعتني في املسجد إذا رجع إلى بلده‪ ،‬ففي حديث كعب بن مالك أن رسول اهلل ‪ ‬كان إذا قدم من‬
‫سفر بدأ باملسجد فركع فيه ركعتني (((‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والبخاري في األدب املفرد‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )6‬جزء من حديث ابن عمر املتقدم في دعاء السفر‪ ،‬وانظر‪ :‬صحيح البخاري رقم (‪.)1797‬‬
‫(‪ )7‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫بالرجوع ألحكام السفر املذكورة في الدرس‪ ،‬استنتج منها ما يدل على يسر الدين ورفعه للحرج‪:‬‬
‫الدللة‬ ‫احلكم‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫ارجع إلى كتاب زاد املعاد في هدي خير العباد‪ ،‬وخلص هدي النبي ‪ ‬في السفر في حدود‬
‫خمسة أسطر‪:‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬متى يكون السفر محمو ًدا؟ ومتى يكون مذمو ًما؟‬
‫‪ 2‬ما صلوات التطوع التي يشرع للمسافر تركها؟‬
‫‪ 3‬ف ِّرق بني املسافر واملقيم فيما يأتي‪:‬‬
‫عدد ركعات الصلة‪.‬‬ ‫اأ‬

‫أوقات الصلة‪.‬‬ ‫ب‬

‫مدة املسح على اخلفني‪.‬‬ ‫ج‬

‫‪ 4‬اذكر ثلث ًا من اآلداب التي تشرع للمسافر قبل سفره‪ ،‬وثلث ًا من اآلداب التي تشرع أثناء‬
‫السفر‪ ،‬وثلث ًا من اآلداب التي تشرع في نهاية السفر‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫‪AÉ‬‬
‫الد ‪o Yn‬‬
‫‪t‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬ال‪Yó‬ا‪ ‘ A‬الل¨ة وال‪û‬سر´‪.‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية ال‪Yó‬ا‪.A‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ƒa è‬ا‪ óF‬ال‪Yó‬ا‪ A‬م‪ ø‬الن‪ü‬س‪ ¢Uƒ‬ال‪û‬سر‪Y‬ية‪.‬‬
‫ت‪T ÚÑ‬سرو• ا‪LE‬ابة ال‪Yó‬ا‪.A‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪OB‬ا‪ Ü‬ال‪Yó‬ا‪.A‬‬
‫“ ‪u‬ث‪ π‬لأ‪YO‬ية وار‪O‬ة ‪ øY‬الن‪»Ñ‬ﷺ‪.‬‬

‫معنى الدعاء‬
‫الدعاء لغة‪ :‬النداء والطلب‪ ،‬تقول‪ :‬دعوت فل ًنا‪ ،‬مبعنى‪ :‬طلبته وناديته(‪.)١‬‬
‫وفي الشرع‪ :‬االستعانة باهلل تعالى ومناداته جللب النفع واخلير‪ ،‬ودفع األذى والشر‪.‬‬
‫وقد أمر اهلل تعالى بالدعاء وحث عليه فقال‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [غافر‪ ،]60 :‬وقال عز وجل‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [البقرة‪. ]186 :‬‬
‫أهمية الدعاء‬
‫إن من نعمة اهلل تعالى على عباده أن هيأ لهم األسباب املوصلة إليه‪ ،‬إذ إنه ال غنى للعباد عن خالقهم سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫ومن أهم ما يقرب إلى اهلل تعالى دعاؤه ورجاؤه واالستغاثة به‪.‬‬

‫فضل الدعاء وفوائده‬


‫للدعاء فضل عظيم‪ ،‬وفوائد جليلة‪ ،‬تعاون مع زملئك في استنتاجها من اآليات الكرمية اآلتية‪:‬‬

‫(‪ )١‬ينظر‪ :‬املفردات في غريب القرآن ص‪ ،١٦٩‬ومختار الصحاح ص‪.٢٠٦‬‬

‫‪191‬‬
‫فائدة الدعاء التي دلت عليها‬ ‫اآلية‬ ‫م‬

‫ﱫﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫‪1‬‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﱪ [السجدة‪]16 :‬‬

‫ﱫﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ‬
‫‪2‬‬
‫ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﱪ [البقرة‪]186 :‬‬

‫ﱫﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ‬
‫ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﱪ [األعراف‪]56 :‬‬
‫‪3‬‬

‫شروط إجابة الدعاء‬


‫يطمع املؤمن أن يستجيب اهلل تعالى دعاءه‪ ،‬وإلجابة الدعاء شروط‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ 1‬اإلخالص‪ :‬وهو أهم شروط قبول األعمال‪ ،‬واإلخالص‪ :‬جتريد العبودية هلل تعالى من جميع املتعلقات‪ ،‬فال‬
‫يقصد بعبادته ودعائه إال اهلل سبحانه وتعالى‪ ،‬ومن خالف ذلك فقد أشرك‪.‬‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل ‪:‬‬ ‫قال‪َ :‬‬
‫قال َر ُس ُ‬ ‫مال الداعي حال ًال؛ ألن املال احلرام مانع من إجابة الدعاء؛ عن أبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬‬ ‫‪ 2‬أن يكون ُ‬
‫ين‪ ،‬فقال‪ :‬ﱫ ﮡ ﮢ ﮣ‬ ‫ين بِ َا َأ َم َر ِب ِه ا ْل ُم ْر َس ِل َ‬ ‫هلل َط ِّي ٌب ال َي ْق َب ُل إ َّال َط ِّي ًبا‪َ ،‬وإ َِّن ا َ‬
‫هلل َأ َم َر ا ْل ُمؤْ ِم ِن َ‬ ‫« َأ ُّي َها ُ‬
‫الناس‪ ،‬إ َِّن ا َ‬
‫وقال‪ :‬ﱫﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬ ‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﱪ [المؤمنون‪َ ، ]٥١:‬‬
‫الس َف َر َأ ْش َع َث‬‫يل َّ‬ ‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﱪ [البقرة‪ُ ،]١٧٢:‬ث َّم َذ َك َر ال َّر ُج َل ُي ِط ُ‬
‫الس َما ِء‪ :‬يا َر ِّب يا َر ِّب‪َ ،‬و َم ْط َع ُم ُه َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْش َر ُب ُه َح َرا ٌم‪َ ،‬و َم ْل َب ُس ُه َح َرا ٌم‪َ ،‬و ُغ ِذ َي بِا ْل َح َرا ِم؛ َف َأنَّى‬
‫َأ ْغ َب َر‪َ ،‬ي ُمدُّ َيدَ ْي ِه إلى َّ‬
‫اب ِل َذ ِل َك»‪.‬‬
‫(((‬
‫ُي ْس َت َج ُ‬
‫‪ 3‬ترك االعتداء في الدعاء‪ :‬ومعناه أن ال يتجاوز في الدعاء إلى غير املشروع‪ ،‬كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم‪،‬‬
‫أو يدعو على أحد بأكثر مما يستحقه عليه‪ ،‬أو يدعو بأمر يستحيل وقوعه‪ ،‬قال تعالى‪:‬ﱫ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﱪ [األعراف‪.]55 :‬‬
‫آداب الدعاء‪:‬‬
‫‪ 1‬التضرع واخلشوع وحضور القلب‪.‬‬
‫‪ 2‬اإليقان باإلجابة وعدم استبطائها‪.‬‬
‫‪ 3‬اجلزم بالدعاء واإلحلاح فيه‪ ،‬فعن أنس ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬إذا دعا أحدكم فليعزم املسألة وال يقول‪:‬‬
‫اللهم إن شئت فأعطني‪ ،‬فإنه ال مستكره له»(((‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪192‬‬ ‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪ 4‬املداومة على الدعاء وعدم تركه واالنقطاع عنه‪.‬‬
‫‪ 5‬اختيار الزمان واملكان الفاضلني‪ ،‬مثل‪ :‬يوم عرفة‪ ،‬وشهر رمضان‪ ،‬ويوم اجلمعة‪ ،‬وليلة القدر‪ ،‬وآخر الليل‪ ،‬وحال‬
‫السجود‪ ،‬وبني األذان واإلقامة‪ ،‬وحال السفر‪ ،‬والصيام‪ ،‬واالضطرار‪.‬‬
‫‪ 6‬استقبال القبلة حال الدعاء‪.‬‬
‫‪ 7‬رفع اليدين حال الدعاء‪.‬‬
‫‪ 8‬افتتاح الدعاء وختمه بحمد اهلل تعالى والثناء عليه‪ ،‬والصالة والسالم على رسول اهلل ‪.‬‬
‫سؤال اهلل تعالى بأسمائه احلسنى وصفاته ال ُعال املناسبة للدعاء املراد‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫موانع اإلجابة‬
‫من موانع اإلجابة‪ :‬الشرك باهلل‪ ،‬وعدم اإلخــاص‪ ،‬والتعامل باحلرام كالغش والربا‪ ،‬وأكل أموال الناس بالباطل‪،‬‬
‫والرشوة‪ ،‬وكذا االعتداء في الدعاء‪ ،‬أو الدعاء باألدعية احملرمة‪ ،‬أو األدعية البدعية كالتوسل إلى اهلل تعالى باألموات‪.‬‬

‫أمثلة للدعاء‬
‫يحسن مبن أراد أن يدعو اهلل أن يدعوه بجوامع الدعاء‪ ،‬وأنفع الدعاء وأجمعه وأشمله ما ورد في القرآن الكرمي وما‬
‫ورد عن النبي ‪ ‬ومن ذلك‪:‬‬
‫ﱪ [البقرة‪.]201 :‬‬ ‫‪‬ﱫ‬
‫ﱪ [آل عمران‪.]8 :‬‬ ‫‪‬ﱫ‬
‫أضف دعاءين من أدعية القرآن الكرمي‪:‬‬
‫‪....................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................‬‬
‫ومن أدعية السنة النبوية‪:‬‬
‫ووعدك ما استطعت‪ ،‬أعو ُذ بك من شر ما‬
‫ِ‬ ‫«اللهم أنت ربي ال إله إال أنت‪ ،‬خلقتني وأنا عبدُ ك‪ ،‬وأنا على عهدك‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الذنوب إال أنت»(((‪.‬‬
‫َ‬ ‫صنعت‪ ،‬أبو ُء لك بنعمتك علي‪ ،‬وأبوء لك بذنبي‪ ،‬فاغفر لي فإنه ال يغفر‬
‫وج ْه ِلي‪ ،‬وإس َرا ِفي في َأ ْمرِي‪ ،‬وما أنت َأ ْع َل ُم ِب ِه ِم ِّني‪ .‬اللهم اغفر لي ِجدّ ي َ‬
‫وه ْز ِلي‪،‬‬ ‫«اللهم ْاغ ِف ْر لي َخ ِطي َئ ِتي َ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫وكل ذلك عندي‪ .‬اللهم اغفر لي ما َقدَّ ْم ُت وما َأ ّخ ْر ُت‪ ،‬وما َأ ْس َر ْر ُت وما َأ ْع َل ْن ُت وما أنت ُ‬
‫أعلم ب ِه‬ ‫وع ْم ِدي‪ُّ ،‬‬ ‫وخ َط ِئي َ‬
‫َ‬
‫وأنت على كل شيء قدير»(((‪.‬‬ ‫أنت املقدّ ُم وأنت املؤخ ُر‪َ ،‬‬ ‫ِمني‪َ ،‬‬

‫‪193‬‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫ينفع‪،‬‬ ‫أنت َخي ُر من ز ََّك َاها‪َ ،‬‬
‫أنت َو ِل ُّي َها وموالها‪ ،‬اللهم إني أعوذ بك من علم ال ُ‬ ‫آت َن ْف ِسي ت َْق َو َاها َوز َِّك َها َ‬
‫«اللهم ِ‬
‫َّ‬ ‫‪‬‬
‫اب لها» ‪.‬‬
‫(((‬
‫ومن قلب ال َي ْخ َش ُع‪ ،‬ومن َن ْف ٍس ال ت َْش َب ُع‪ ،‬ومن دعو ِة ال ُي ْس َت َج ُ‬
‫اف‪َ ،‬وا ْل ِغ َنى»(((‪.‬‬ ‫«اللهم إنِّي َأ ْس َألُ َك ُ‬
‫الهدى‪ ،‬وال ُّت َقى‪ ،‬وال َع َف َ‬ ‫ّ‬ ‫‪‬‬

‫وأص ِل ْح لي ِآخ َر ِتي التي فيها‬


‫اشي‪ْ ،‬‬ ‫«اللهم َأ ْص ِل ِْح ِلي ِدي ِني الذي هو ِع ْص َم ُة َأ ْمرِي‪ ،‬و َأ ْص ِل ْح لي ُد ْن َي َ‬
‫اي التي فيها َم َع ِ‬ ‫‪ُ ‬‬
‫املوت راح ًة لي ِم ْن ُك ّل شر» ‪.‬‬
‫(((‬
‫واج َع ِل َ‬ ‫واج َع ِل احليا َة ِز َيا َد ًة لي في كل خيرِ‪ْ ،‬‬ ‫َم َع ِادي‪ْ ،‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫للدعاء آداب عديدة منها ما ذكر في الدرس وهناك آداب أخرى لم تذكر‪ ،‬اجمع أكبر قدر منها‪،‬‬
‫ثم صنفها حسب ما ورد في اجلدول اآلتي‪:‬‬
‫آداب قلبية‬ ‫آداب قولية‬ ‫آداب فعلية‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫ورد عن النبي ‪ ‬أدعية مطلقة غير مقيدة بوقت وحال‪ ،‬وورد عنه ‪ ‬أدعية مخصوصة بأزمنة‬
‫وأحوال محددة‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك ابحث عن األدعية التي تقال في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫الدعاء‬ ‫احلال‬ ‫م‬
‫عند اجلدب واحتباس املطر‬ ‫‪١‬‬
‫في حال السجود‬ ‫‪٢‬‬
‫عند الهم واحلزن‬ ‫‪٣‬‬
‫عند السفر‬ ‫‪٤‬‬
‫عند االستخارة‬ ‫‪٥‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬

‫‪ 1‬ما املراد بالدعاء في اللغة والشرع؟‬


‫‪ 2‬اذكر ثلث ًا من ثمرات الدعاء‪.‬‬
‫‪ 3‬مثل ملا يأتي‪:‬‬
‫االعتداء في الدعاء‪.‬‬ ‫اأ‬

‫أزمنة فاضلة يستحب فيها الدعاء‪.‬‬ ‫ب‬

‫أحوال ترجى فيها استجابة الدعاء‪.‬‬ ‫ج‬

‫‪ 4‬ما موانع إجابة الدعاء؟‬

‫‪195‬‬
‫‪u‬‬
‫الـــ‪o cr ò‬‬
‫ـــــر‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬ال‪cò‬ر ‘ الل¨ة وال‪û‬سر´‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪†a è‬س‪ π‬ال‪cò‬ر و‪ƒa‬ا‪ √óF‬م‪ ø‬الن‪ü‬س‪ ¢Uƒ‬ال‪û‬سر‪Y‬ية‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال‪cò‬ر واأو‪b‬ات¬‪.‬‬
‫“ ‪u‬ث‪ π‬لأ‪cP‬ار وار‪O‬ة ‪ øY‬الن‪. »Ñ‬‬

‫معنى ِّ‬
‫الذ ْك ِر‬
‫ِّ‬
‫الذكر لغة‪ :‬الشيء يجري على اللسان(‪.)١‬‬
‫وفي الشرع‪ :‬ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح اهلل تعالى وحمده والثناء عليه وقراءة كتابه ودعائه‬
‫والتفكر في آالئه ومخلوقاته‪ ،‬وما يجري على اجلوارح من امتثال أوامره‪.‬‬
‫قال النووي رحمه اهلل‪ :‬اعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها‪،‬‬
‫بل كل عامل هلل تعالى بطاعة فهو ذاكر هلل تعالى‪ ،‬كذا قال سعيد بن جبير وغيره من العلماء(‪.)٢‬‬
‫فضل ِّ‬
‫الذ ْك ِر وفوائده‬
‫يقول ابن العربي رحمه اهلل تعالى‪ :‬هذا باب عظيم طاشت فيه األلباب(‪ ،)٣‬وذلك لعظم الفوائد احلاصلة منه‪ ،‬وقد‬
‫في كتابه‪( :‬الوابل الصيب من الكلم الطيب)‪ ،‬أكثر من سبعني فائدة منها‪:‬‬ ‫ذكر اإلمام ابن القيم‬
‫‪ 1‬سعادة القلب وطمأنينته في الدنيا واآلخرة‪ ،‬يقول سبحانه وتعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الرعد‪.]28 :‬‬

‫‪ 2‬هو أفضل الطاعات وأجل القربات؛ ألن املقصود بالطاعات ذكر اهلل تعالى‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ‪¯ ® ¬ « ª‬‬
‫‪à  Á À ¿¾ ½ ¼ »º ¹ ¸ ¶ µ ´ ³² ± °‬‬
‫‪ Ä‬ﱪ [العنكبوت‪. ]45 :‬‬
‫(‪ )١‬ينظر‪ :‬لسان العرب ‪ ١٥٠٧/٣‬مادة (ذكر)‪ ،‬والصحاح ‪ ٦٤٤/٢‬مادة (ذكر)‪.‬‬
‫(‪ )٢‬األذكار للنووي ص‪ ،٩‬وللزيادة ينظر‪ :‬الوابل الصيب‪ ،‬البن القيم ص‪.١١٠ – ١٠٨‬‬
‫(‪ )٣‬عارضة األحوذي ‪.٢٩٧/١٢‬‬
‫‪196‬‬
‫وعن أبي الــدرداء ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬أال أنبئكم بخير أعمالكم‪ ،‬وأزكاها عند مليككم‪ ،‬وأرفعها في‬
‫درجاتكم‪ ،‬وخير لكم من إعطاء الذهب وال َورِق‪ ،‬وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا‬
‫أعناقكم» قالوا‪ :‬بلى يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪ِ « :‬ذ ْك ُر اهلل»(((‪.‬‬
‫هلل ‪ ‬قال فيما حكاه‬ ‫نفسه من الشيطان‪ ،‬ف َع ِن احلارث األشعري ‪ ‬أن نبي ا ِ‬ ‫‪ 3‬هو حصن حصني يحفظ به العبد َ‬
‫هلل عز وجل َك ِث ًيرا‪ ،‬وإن َمث ََل ذلك َك َمث َِل َر ُج ٍل َط َل َب ُه‬ ‫عن يحيى بن زكريا  أنه قال لبني إسرائيل‪َ « :‬وآ ُم ُر ُك ْم ب ِِذ ْك ِر ا ِ‬
‫الش ْي َط ِان إذا كان في ِذ ْك ِر‬ ‫ا ْل َعدُ ُّو ِس َر ًاعا في َأ َث ِر ِه‪ ،‬فأتى ِح ْص ًنا َح ِصي ًنا َف َت َح َّص َن فيه‪ ،‬وإن ا ْل َع ْبدَ َأ ْح َص ُن ما َي ُك ُ‬
‫ون ِم َن َّ‬
‫(((‬
‫هلل عز وجل»‪.‬‬ ‫ا ِ‬

‫هلل ‪َ ‬ي ِسي ُر في َطرِيقِ َم َّك َة‪َ ،‬ف َم َّر على‬ ‫ُ‬
‫رسول ا ِ‬ ‫الس ْب ُق والفو ُز يوم القيامة؛ فعن أبي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬قال‪َ :‬‬
‫كان‬ ‫‪ 4‬يحصل به َّ‬
‫هلل؟ َ‬
‫قال‪:‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫ون يا َر ُس َ‬ ‫ون»‪ ،‬قالوا‪ :‬وما ْالُ َف ِّر ُد َ‬
‫«سي ُروا هذا ُج ْمدَ ُان‪َ ،‬س َبقَ ْالُ َف ِّر ُد َ‬
‫(ج ْمدَ ُان) فقال‪ِ :‬‬ ‫ال له ُ‬ ‫َج َب ٍل ُي َق ُ‬
‫(((‬
‫هلل َك ِث ًيرا َو َّ‬
‫الذ ِاك َر ُ‬
‫ات»‪.‬‬ ‫«الذ ِاك ُر َ‬
‫ون ا َ‬ ‫َّ‬

‫(‪ )1‬رواه الترمذي‬


‫(‪ )2‬رواه أحمد‪ ،‬والترمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫أنواع ِّ‬
‫الذ ْك ِر‬ ‫ُ‬
‫أوالً‪ِّ :‬‬
‫الذ ْك ُر باللسان‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫التسبيح‪ ،‬والتهليل‪ ،‬والتحميد‪ ،‬والتكبير‪ ،‬وغيرهما من األذكار الواردة في الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫�أ‬

‫ب قراءة كتاب اهلل تعالى‪ ،‬وهو أفضل الذكر؛ ألنه كالم اهلل تعالى‪ ،‬فقد روى الترمذي‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ ‬أن رسول‬
‫اهلل ‪ ‬قال‪« :‬من قرأ حرفًا من كتاب اهلل فله به حسنة‪ ،‬واحلسنة بعشر أمثالها‪ ،‬ال أقول (الم) حرف‪ ،‬ولكن ألف‬
‫حرف‪ ،‬والم حرف‪ ،‬وميم حرف» (((‪.‬‬
‫الدعاء‪ ،‬وهو من أفضل األذكار؛ قال ‪( :‬الدعاء هو العبادة)(‪.)2‬‬ ‫ج‬

‫كثيرا) (‪.)3‬‬
‫استغفارا ً‬
‫ً‬ ‫االستغفار‪ ،‬وفي احلديث‪( :‬طوبى ملن َو َجدَ في صحيفته‬ ‫د‬

‫ثانيا‪ِّ :‬‬
‫الذ ْك ُر بالقلب‪:‬‬ ‫ً‬
‫ومنه التفكر فــي مخلوقات اهلل تعالى‪ ،‬قــال تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [آل عمران‪.]191-190 :‬‬


‫ثال ًثا‪ِّ :‬‬
‫الذ ْك ُر بعمل اجلوارح‪:‬‬
‫وذلك بعمل الطاعات املختلفة‪ ،‬مثل‪ :‬الصالة‪ ،‬والصيام‪ ،‬والصدقة‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وصلة األرحام‪ ،‬وتعلم العلم وتعليمه‪،‬‬
‫[طه‪.]14 :‬‬ ‫وذلك ألن املقصود باألعمال الصاحلة الذكر‪ ،‬قال تعالى في شأن الصالة‪ :‬ﱫ‬
‫أوقات ِّ‬
‫الذ ْك ِر‬
‫‪ 1‬ذكر ُم ْط َل ٌق ليس له وقت محدد أو مكان محدد‪ ،‬ما عدا ما ميتنع فيه الذكر كأماكن قضاء احلاجة‪ ،‬كاحلمامات‬
‫ونحوها‪.‬‬
‫‪ 2‬ذكر مق َّيد بوقت أو حال أو مكان‪ ،‬مثل أذكار الصباح واملساء‪ ،‬فوقتها من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪،‬‬
‫ومن بعد العصر إلى غروب الشمس‪ ،‬ومثل أذكار النوم واالستيقاظ منه‪ ،‬وعند دخول املنزل‪ ،‬واملسجد‪ ،‬واخلروج‬
‫منهما‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حسن صحيح غريب‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن ماجه‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫أمثلة لألذكار‬
‫الذ ْكر املطلق‪ :‬عن سمرة بن جندب ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬أحب الكالم إلى اهلل أربع‪ :‬سبحان اهلل‪،‬‬ ‫من ِّ‬ ‫‪‬‬
‫واحلمد هلل‪ ،‬وال إله إال اهلل‪ ،‬واهلل أكبر‪ ،‬ال يضرك بأيهن بدأت»(((‪.‬‬
‫من أذكار الصباح واملساء‪ :‬عن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬من قال حني يصبح وحني ميسي‪ :‬سبحان‬ ‫‪‬‬
‫اهلل وبحمده مائة مرة‪ ،‬لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إال أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» (((‪.‬‬
‫الذ ْك ِر عند َ‬
‫الك ْرب‪ :‬عن ابن عباس أن نبي اهلل ‪ ‬كان يقول عند الكرب‪« :‬ال إله إال اهلل العظيم احلليم‪ ،‬ال‬ ‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫إله إال اهلل رب العرش العظيم‪ ،‬ال إله إال اهلل رب السماوات ورب األرض ورب العرش الكرمي» (((‪.‬‬
‫فعلى املسلم أن يحرص على حفظ األذكار‪ ،‬وأن يالزمها في أوقاته وأحواله‪ ،‬وقد اهتم العلماء بجمعها وتيسيرها‬
‫قد ًميا وحدي ًثا‪ ،‬فمن ذلك‪ :‬عمل اليوم والليلة للنسائي‪ ،‬و عمل اليوم والليلة البن السني‪ ،‬وكتاب األذكار لإلمام‬
‫النووي‪ ،‬والكلم الطيب لإلمام ابن تيمية‪ ،‬رحمهم اهلل تعالى‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫الذكر يكون باللسان والقلب وعمل اجلوارح‪ ،‬اجمع أكبر قدر من أمثلة الذكر‪ ،‬ثم صنفها في‬
‫اجلدول اآلتي‪:‬‬
‫ذكر بالقلب‬ ‫ذكر باللسان‬ ‫ذكر بالفعل‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪ ،‬وعلقه البخاري‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫ورد عن النبي ‪ ‬أذكار مخصوصة بأزمنة وأحوال‪ ،‬بالتعاون مع مجموعتك ابحث عن األذكار‬
‫التي تقال في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫الدعاء‬ ‫احلال‬ ‫م‬
‫عند النوم‬ ‫‪1‬‬
‫عند االستيقاظ‬ ‫‪2‬‬
‫عند سماع املؤذن‬ ‫‪3‬‬
‫عند الفراغ من الوضوء‬ ‫‪4‬‬
‫عند دخول املنزل‬ ‫‪5‬‬
‫عند اخلروج منه‬ ‫‪6‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫اجتمع في التكبير أيام عشر ذي احلجة وأيام التشريق نوعان من الذكر هما املطلق واملق َّيد‪،‬‬
‫بالرجوع للرسائل والكتيبات حول فضل عشر ذي احلجة ِّبني‪:‬‬
‫‪ ‬صيغة التكبير الواردة‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬متى يشرع التكبير املطلق؟‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬متى يشرع التكبير املق َّيد؟‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ع ِّرف الذكر في اللغة والشرع‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫اذكر أرب ًعا من فوائد الذكر‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫ِّبني كيف يكون الذكر بالقلب‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫مثِّل للذكر‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ ‬املطلق‪.‬‬
‫‪ ‬املق َّيد‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫حقوق الرا‪ »Y‬والر‪Y‬ية‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬املرا‪ O‬بالرا‪.»Y‬‬
‫‪u‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية و‪ OƒL‬ال‪ƒ‬ل‪j‬ة‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬ح≤‪ ¥ƒ‬الرا‪.»Y‬‬
‫تع ‪u‬ل‪ π‬ل‪W ܃Lƒ‬ا‪Y‬ة ال‪ƒ‬لة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م ا‪ÿ‬رو‪Y ê‬لى ال‪ƒ‬ا‹‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ح≤‪ ¥ƒ‬الر‪Y‬ية‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا‪KB‬ار اأ‪O‬ا‪ A‬ح≤‪ ¥ƒ‬الرا‪ »Y‬والر‪Y‬ية‪.‬‬ ‫‪u‬‬

‫من سنة اهلل في حياة البشر أن جعلهم يعيشون جماعات جتمعهم مصالح مشتركة فيحتاجون في تنظيم أمورهم‬
‫ومصاحلهم إلى قيادة تسوسهم مبا تنتظم به تلك املصالح‪.‬‬
‫وجاء اإلسلم وأمر بإقامة الوالية وتعيني إمام يحكم الناس‪ ،‬فقد كان النبي ‪ ‬يشغل هذا املنصب في حياته‪،‬‬
‫وعقبه في ذلك اخللفاء من بعده‪ ،‬فإذا لم يكن للمجتمع قائد يتولى أمره وإمام يسمع له ويطاع مال املجتمع الى‬
‫الفرقة والتناحر‪ ،‬كما كانت املجتمعات قبل اإلسلم‪.‬‬

‫املراد بالراعي‬

‫كل من تولّى وِالية سواء أكانت والي ًة كبرى أم صغرى‪ ،‬كاخلليفة والسلطان وامللك والرئيس واألمير‬ ‫الراعي هو ُّ‬
‫والوزير واملدير وغيرهم‪ ،‬وعند اإلطلق يقصد به من تولى الوالية الكبرى على البلد‪ ،‬وهو في اململكة العربية‬
‫هلل بن ُع َم َر رضي اهلل‬ ‫السعودية خادم احلرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه اهلل فعن َع ْبد ا ِ‬
‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه‪،‬‬ ‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه‪ ،‬ا ِإل َما ُم َر ٍاع و َم ْس ُؤ ٌ‬ ‫«ك ُّل ُك ْم َر ٍاع َو ُك ُّل ُك ْم َم ْس ُؤ ٌ‬
‫هلل ‪ ‬يقول‪ُ :‬‬ ‫ول ا ِ‬ ‫عنهما قال‪ :‬سمعت َر ُس َ‬
‫اخل ِاد ُم َر ٍاع في‬ ‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و ْاملَ ْر َأ ُة َر ِاع َي ٌة في َب ْي ِت َز ْو ِج َها و َم ْس ُؤول ٌة عن َر ِع َّي ِت َها‪َ ،‬و ْ َ‬‫الر ُج ُل َر ٍاع في َأ ْه ِل ِه وهو َم ْس ُؤ ٌ‬ ‫َو َّ‬
‫(‪)١‬‬
‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه»‪.‬‬ ‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و ُك ُّل ُك ْم َر ٍاع و َم ْس ُؤ ٌ‬ ‫ال أبي ِه و َم ْس ُؤ ٌ‬ ‫الر ُج ُل َر ٍاع في َم ِ‬ ‫ول َعن َر ِع َّي ِت ِه‪َ ،‬و َّ‬
‫ال َس ِّي ِد ِه و َم ْس ُؤ ٌ‬‫َم ِ‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫مشروعية تولية اإلمام ونحوه‬
‫أمر رسول اهلل ‪ ‬اجلمع القليل إذا سافروا أن يؤمروا أحدهم فقال‪« :‬إذا كان ثالثة في سفر فليؤمروا أحدهم» (((؛‬
‫فإذا كان هذا شأن الثالثة؛ فإقامة دين األمة ورعاية مصاحلها من باب أولى‪.‬‬

‫حقوق الراعي‬
‫لكي يستقيم أمر الرعية‪ ،‬وتستقر أحوالها فال بد أن تقوم بحقوق الراعي وهي‪:‬‬

‫ﱪ [النساء‪ ،]59 :‬وعن أبي‬ ‫‪ 1‬السمع والطاعة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬


‫هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬من أطاعني فقد أطاع اهلل‪ ،‬ومن عصاني فقد عصى اهلل‪ ،‬ومن يطع األمير‬
‫فقد أطاعني‪ ،‬ومن يعص األمير فقد عصاني »(((‪.‬‬
‫‪ 2‬االجتماع على الوالي وعدم الفرقة واالختالف عليه‪.‬‬
‫‪ :‬لو أن لي دعوة مستجابة جلعلتها لإلمام ألن‬ ‫‪ 3‬النصرة له‪ ،‬واجلهاد معه‪ ،‬والدعاء له‪ ،‬قال الفضيل بن عياض‬
‫صالح األمة في صالحه‪.‬‬
‫يح ُة»‪ُ ،‬ق ْل َنا‪ِ :‬لَ ْن؟ قـ‬
‫ـال‪«:‬ل‪َ ،‬و ِل ِك َتا ِب ِه‪،‬‬
‫ِِ‬ ‫‪ 4‬النصيحة له‪ ،‬فعن َ ِت ٍيم الــدَّ ار ِِّي ‪َ ‬أ َّن النبي ‪ ‬قال‪« :‬الدِّ ُ‬
‫ين ال َّن ِص َ‬
‫‪ :‬وأما النصيحة ألئمة املسلمني فمعاونتهم‬ ‫َو ِل َر ُسو ِل ِه‪ ،‬وألئمة ْالُ ْس ِل ِمنيَ‪َ ،‬و َعا َّم ِتهِ ْم»‪ ،(((.‬قال َّ‬
‫اخلطابي‬
‫على احلق وطاعتهم فيه وأمرهم به‪ ،‬واملراد بأئمة املسلمني اخللفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور املسلمني من أصحاب‬
‫الواليات‪.‬اهـ‪.‬‬
‫‪ 5‬عدم اخلروج عليه‪ ،‬قال ‪َ « :‬م ْن َخ َل َع ً‬
‫يدا من طاعة لقي اهلل يوم القيامة ال حجة له‪ ،‬ومن مات وليس في عنقه‬
‫بيعة مات ميتة جاهلية» (((‪ ،‬فال يجوز للمسلم اخلروج عن الطاعة وال مفارقة اجلماعة ولو رأى ما يكرهه بل‬
‫يصبر ويحتسب‪ ،‬قال ‪« :‬من رأى من أميره شي ًئا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق اجلماعة ً‬
‫شبرا فيموت‬
‫إال مات ميتة جاهلية»(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪.‬‬


‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫حقوق الرعية‬
‫‪ 1‬احلكم بينهم بشرع اهلل‪ ،‬حيث قال اهلل سبحانه‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [المائدة‪.]49 :‬‬
‫‪ 2‬النصح للرعية في كل أمورهم‪ ،‬قال ‪« :‬ما من عبد استرعاه اهلل رعية فلم يحطها بنصيحة إال لم يجد رائحة‬
‫اجلنة»(‪ ،)1‬وقال‪« :‬ما من ٍ‬
‫وال يلي رعية من املسلمني فيموت وهو غاش لهم إال حرم اهلل عليه اجلنة» (‪.)2‬‬
‫اش ُق ْق َع َل ْي ِه‪َ ،‬و َم ْن َو ِل َي ِمن َأ ْم ِر‬
‫عليهم َف ْ‬
‫ْ‬ ‫هم َمن َو ِل َي من َأ ْم ِر ُأ َّم ِتي شي ًئا َف َش َّق‬
‫هلل ‪« :‬ال َّل َّ‬
‫‪ 3‬الرفق والرأفة‪ ،‬قال رسول ا ِ‬
‫ُأ َّم ِتي شي ًئا َف َر َفقَ بِهِ ْم َفا ْر ُف ْق ِبه»‪.‬‬
‫ِ (‪)3‬‬

‫ﱪ [النحل‪.]90 :‬‬ ‫‪ 4‬إقامة العدل فيهم‪ ،‬قال سبحانه‪ :‬ﱫ‬

‫‪ 5‬مراعاة مصالح الناس‪ ،‬وتدبير شؤونها‪ ،‬ودفع ما يلحق الضرر بها‪ ،‬وال يخص نفسه بشيء دونها‪.‬‬
‫‪ 6‬تفقد أحوال رعيته ونشر روح التكافل والتعاون وا ُألخ َّوة بينهم‪.‬‬
‫آثار القيام بحقوق الراعي والرعية‬
‫‪َ 1‬ن ْي ُل األجر العظيم والثواب اجلزيل؛ إذ إن اجلميع مأجورون لطاعتهم هلل وتنفيذهم ألمره‪.‬‬
‫‪ 2‬حتقق قوة الدولة وعزتها‪ ،‬واجتماعها واحتاد كلمتها‪ ،‬وقوة شوكتها ومهابتها أمام عدوها‪.‬‬
‫‪ 3‬نشر األمن والرخاء وحتقق االستقرار في سائر البالد‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫من نعم اهلل على بالدنا وجود األلفة والتالحم بني الراعي والرعية‪ ،‬بالتعاون مع زمالئك اذكر بعض‬
‫مظاهر ذلك‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪........................................................................‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫ ‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫شرع اإلسلم العديد من الوسائل التي تضبط بها احلقوق وتؤدى الواجبات‪ ،‬تناقش مع زملئك‬
‫في ذكر شيء من تلك التشريعات‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما النتائج املترتبة على بقاء الناس بل حاكم يسوسهم؟‬
‫‪ 2‬ما احلقوق الواجبة للراعي؟ وما أهمها من وجهة نظرك؟‬
‫‪ 3‬ما احلقوق الواجبة للرعية؟ وما أهمها من وجهة نظرك؟‬
‫‪ 4‬ما آثار قيام كل من الراعي والرعية بواجباته؟‬

‫‪204‬‬
‫حقوق الوالدين وا’أ‪Éb‬ر‪Ü‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح≤‪ ¥ƒ‬ال‪ƒ‬ال‪.øjó‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬من‪õ‬لة بر ال‪ƒ‬ال‪.øjó‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪KB‬ار بر ال‪ƒ‬ال‪.øjó‬‬
‫ت‪ƒ≤Y ÚÑ‬بة ‪bƒ≤Y‬هما‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫‪u‬‬
‫ت‪Vƒ‬س‪ í‬املرا‪ O‬ب‪ü‬سلة الرحم‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬من‪õ‬لة ‪U‬سلة الرحم‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ال‪KB‬ار امل‪Î‬ت‪Ñ‬ة ‪Y‬لى ‪U‬سلة الرحم‪.‬‬

‫أولً‪ :‬حقوق الوالدين‬

‫ما أعظم حق بعد حق اهلل تعالى ورسوله ‪‬؟ َمن أعظم الناس فض ًل عليك بعد رسول اهلل ‪‬؟ َمن أكثر الناس ُح ًّبا لك؟‬
‫كبيرا عليك‪ ،‬في رعايتك والقيام بشؤونك‪ ،‬والسهر على حاجاتك حتى أصبحت رجلً‪.‬‬ ‫فضل ً‬ ‫إن لوالديك ً‬
‫فما حقهما عليك؟ وكيف ترد ما أسدياه إليك؟‬
‫ب ُِّر الوالدين‬
‫وهو طاعتهما فيما يأمران به مما ليس فيه معصية هلل تعالى‪ ،‬وتوقيرهما‪ ،‬واإلحسان إليهما بالقول والفعل واملال بقدر‬
‫االستطاعة‪.‬‬
‫فمن صور بر الوالدين‪ :‬الكلم ال َّل ِّني‪ ،‬والتودد إليهما‪ ،‬والدعاء لهما‪ ،‬والقيام بحوائجهما دون تضجر أو ِم َّنة‪ ،‬واالستغفار‬
‫لهما‪ ،‬وصلة رحمهما‪ ،‬وتتأكد هذه احلقوق ونحوها في حال كبرهما وضعفهما‪ ،‬وفي حال مرضهما لعظم حاجتهما لذلك‪،‬‬
‫وفــي هــذا يــقــول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [اإلسراء‪.]24-23 :‬‬

‫منزلة بر الوالدين‬
‫بر الوالدين من أفضل األعمال وأجل الطاعات‪ ،‬وقد قرن اهلل عز وجل حقهما بحقه في قوله تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [النساء‪.]36 :‬‬

‫‪205‬‬
‫ال‪َ :‬س َأ ْل ُت ال َّنب َِّي ‪:‬‬ ‫وجعل النبي ‪ِ ‬ب َّرهما من أحب األعمال إلى اهلل بعد الصالة‪ ،‬فعن عبداهلل بن مسعود ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪ُ « :‬ث َّم ِب ُّر ا ْل َوا ِلدَ ْي ِن»‪َ ،‬ق َ‬
‫ال‪ُ :‬ث َّم َأ ٌّي؟ َق َ‬ ‫«الصال ُة َع َلى َو ْق ِت َها»‪َ ،‬ق َ‬ ‫ال‪َّ :‬‬ ‫هلل؟ َق َ‬
‫َأ ُّي ا ْل َع َم ِل َأ َح ُّب ِإ َلى ا ِ‬
‫ِيل ا ِهلل»)‪.(1‬‬
‫«ال َها ُد ِفي َسب ِ‬ ‫ِْ‬
‫ال‪َ « :‬أ ْك َب ُر ا ْل َك َبا ِئرِ‪ْ :‬‬
‫اإلش َر ُاك‬ ‫وق ا ْل َوا ِلدَ ْي ِن من أكبر الكبائر‪ ،‬ف َع ْن َأ َن ِس ْب ِن َما ِل ٍك ‪ ‬أن ال َّنب َِّي ‪َ ‬ق َ‬ ‫وأخبر ‪ ‬أن ُع ُق َ‬
‫وق ا ْل َوا ِلدَ ْي ِن‪َ ،‬و َق ْو ُل ال ُّزو ِر َأ ْو َق َال‪َ :‬و َش َها َد ُة ال ُّزورِ»)‪.(2‬‬
‫هلل‪َ ،‬و َق ْت ُل ال َّن ْف ِس‪َ ،‬و ُع ُق ُ‬
‫بِا ِ‬
‫اآلثار املترتبة على برهما في الدنيا واآلخرة‬
‫أن ال َّنب َِّي ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪« :‬ر َِضى ال َّر ِّب ِفي ر َِضى‬ ‫‪ 1‬حتصيل رضا اهلل عز وجل ففي حديث َع ْب ِد ا ِ‬
‫هلل ْب ِن َع ْم ٍرو بن العاص‬
‫ا ْل َوا ِل ِد‪َ ،‬و َس َخ ُط ال َّر ِّب ِفي َس َخ ِط ا ْل َوا ِل ِد»)‪.(3‬‬
‫‪ 2‬إجابة الدعاء وتفريج الكربات؛ كما حصل ألصحاب الغار الثالثة الذين توسلوا بأعمالهم الصاحلة؛ ففرج اهلل‬
‫عمل أحدهم ِب َّره بوالديه‪.‬‬ ‫عنهم‪ ،‬وكان ُ‬
‫إثم عقوق الوالدين‬
‫كبيرا‪ ،‬ومما جاء في ذلك‪:‬‬ ‫إثما ً‬ ‫ملا كان ِب ُّر الوالدين باملنزلة التي سبق احلديث عنها كان عقوقهما ً‬
‫هلل‪َ ،‬و ُع ُق ُ‬
‫وق‬ ‫ال‪« :‬ا ِإل ْش َــر ُاك بِا ِ‬ ‫ال‪ُ :‬س ِئ َل ال َّنب ُِّي ‪َ ‬ع ِن ا ْل َك َبا ِئ ِر َف َق َ‬ ‫‪ 1‬أنه كبيرة من كبائر الذنوب‪ ،‬ف َع ْن َأ َن ٍس ‪َ ‬ق َ‬
‫ا ْل َوا ِلدَ ْي ِن‪.(4)»...‬‬
‫ول ا ِهلل ‪َ « :‬ما ِم ْن َذن ٍْب َأ ْجدَ ُر َأ ْن ُي َع ِّج َل ا ُهلل‬ ‫‪ 2‬أن فاعله مستحق لتعجيل العقوبة في الدنيا؛ ف َع ْن َأبِي َب ْك َر َة ‪َ ‬ق َال‪َ :‬ق َال َر ُس ُ‬
‫اآلخ َر ِة ِمث ُْل ا ْل َبغْ ِي َو َق ِطي َع ِة ال َّر ِح ِم»)‪ .(5‬وأقرب الرحم لإلنسان والداه‪.‬‬ ‫َت َعا َلى ِل َص ِاح ِب ِه ا ْل ُع ُقو َب َة ِفي الدُّ ْن َيا َم َع َما َيدَّ ِخ ُر َل ُه ِفي ِ‬

‫ثانيا‪ :‬صلة الرحم‬


‫ً‬
‫املراد بالرحم التي جتب صلتها‬
‫األرحام الذين جتب صلتهم هم‪ :‬األقارب الذين يرتبطون مع اإلنسان بنسب؛ كاألب واألم واإلخوان واألخوات‪،‬‬
‫والعمات‪ ،‬واألخوال واخلاالت‪ ،‬ثم األقرب فاألقرب‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واألعمام‬
‫شرعا‬
‫معنى الصلة املأمور بها ً‬
‫حتصل الصلة بالزيارة وطالقة الوجه واإلكرام واالحترام‪ ،‬والدعاء‪ ،‬وتفقد أحوالهم‪ ،‬واإلحسان إليهم باملال بالنفقة‬
‫والهدية‪ ،‬والعون على احلاجات ودفع الضرر‪ ،‬وحتصل بكل ما تعارف الناس على أنه صلة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الترمذي‪ ،‬وابن حبان‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث صحيح‪.‬‬
‫‪206‬‬
‫الر ِحم‬
‫منزلة َّ‬
‫لل َّر ِحم منزلة عظيمة في اإلسالم‪ ،‬فقد أمر اهلل بصلتها ونهى عن قطيعتها ملا في ذلك من فساد ذات البني وتقطيع‬
‫العالقات االجتماعية‪ ،‬ومتزيق شمل املجتمع‪ ،‬قال اهلل عز وجل‪:‬‬
‫[النساء‪.]36 :‬‬
‫هلل َخ َلقَ ْ َ‬
‫ال ْلقَ َح َّتى ِإ َذا َف َر َغ ِم ْن َخ ْل ِق ِه َقا َل ْت ال َّر ِح ُم‪َ :‬ه َذا َم َقا ُم ا ْل َعا ِئ ِذ ب َِك ِم ْن‬ ‫وع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪ ‬أن ال َّنب ِّي ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪« :‬إ َِّن ا َ‬ ‫َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ال‪َ :‬ف ُه َو َل ِك‪َ .‬ق َ‬ ‫ي َأ ْن َأ ِص َل َم ْن َو َص َل ِك‪َ ،‬و َأ ْق َط َع َم ْن َق َط َع ِك‪َ .‬قا َل ْت‪َ :‬ب َلى َيا َر ِّب‪َ ،‬ق َ‬ ‫ا ْل َق ِطي َع ِة‪َ .‬ق َ‬
‫ال‪َ :‬ن َع ْم َأ َما َت ْر َض ْ َ‬
‫ﱪ »)‪[ (1‬محمد‪.]٢٢ :‬‬ ‫هلل ‪َ ‬فا ْق َر ُءوا إ ِْن ِش ْئ ُت ْم‪ :‬ﱫ‬ ‫ا ِ‬
‫صلة األقارب وإن قطعوك أو آذَوك‬
‫ال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬
‫هلل‪ ،‬إ َِّن‬ ‫صلة الرحم واجبة وإن قطعك أقاربك وللواصل األجر والثواب‪ ،‬ف َع ْن َأبِي ُه َر ْي َر َة ‪َ ‬أ َّن َر ُج ًل َق َ‬
‫ون َع َل َّي‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‪َ « :‬ل ِئ ْن ُك ْن َت َك َما‬ ‫ِلي َق َرا َب ًة َأ ِص ُل ُه ْم َو َي ْق َط ُعو ِني‪َ ،‬و ُأ ْح ِس ُن ِإ َل ْيهِ ْم َو ُي ِسي ُئ َ‬
‫ون ِإ َل َّي‪َ ،‬و َأ ْح ُل ُم َع ْن ُه ْم َو َي ْج َه ُل َ‬
‫هلل َظهِ ي ٌر َع َل ْيهِ ْم َما ُد ْم َت َع َلى َذ ِل َك»)‪.(2‬‬ ‫ُق ْل َت َف َك َأ َّنَا ت ُِس ُّف ُه ْم ْالَ َّل َو َل َي َز ُال َم َع َك ِم ْن ا ِ‬
‫اص ُل ب ِْالُ َكا ِف ِئ‪َ ،‬و َل ِك ْن ا ْل َو ِ‬
‫اص ُل الَّ ِذي ِإ َذا ُق ِط َع ْت َر ِح ُم ُه َو َص َل َها»)‪.(3‬‬ ‫أن ال َّنب ِّي ‪َ ‬ق َ‬
‫ال‪َ « :‬ل ْي َس ا ْل َو ِ‬ ‫وع ْن َع ْب ِدا ِ‬
‫هلل ْب ِن َع ْم ٍرو بن العاص‬ ‫َ‬

‫اآلثار املترتبة‬ ‫الر ِحم‬


‫اآلثار املترتبة على ِصلة َّ‬
‫على صلة الرحم‬
‫سبب من أسباب دخول اجلنة‪ ،‬والبعد عن النار‪ ،‬ف َع ْن َأبِي َأ ُّي َ‬
‫وب‬ ‫ٌ‬ ‫‪1‬‬
‫هلل‪َ ،‬أخْ ِب ْر ِني ِب َع َم ٍل ُيدْ ِخ ُل ِني‬ ‫ال‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ول ا ِ‬ ‫ال َق َ‬
‫ا َألن َْصار ِِّي ‪َ ‬أ َّن َر ُج ً‬
‫شيوع احملبة واأللفة‬ ‫سبب من أسباب‬
‫بني األقارب‬ ‫دخول اجلنة‬ ‫الصال َة‪،‬‬‫يم َّ‬ ‫هلل ال ت ُْشر ُِك ِب ِه َش ْي ًئا‪َ ،‬وت ُِق ُ‬ ‫اجلنة؟ َف َق َ‬
‫ال ال َّنب ُِّي ‪« :‬ت َْع ُبدُ ا َ‬
‫َوتُؤْ ِتي ال َّز َكا َة‪َ ،‬وت َِص ُل ال َّر ِح َم» )‪.(4‬‬
‫‪ 2‬صلة اهلل عز وجل للواصل‪ ،‬ومن وصله اهلل و َّف َقه للحياة‬
‫بسط الرزق والزيادة‬ ‫صلة اهلل للواصل‬
‫في العمر‬
‫الط ِّيبة الكرمية والعيشة السعيدة‪.‬‬
‫‪َ 3‬ب ْس ُط ال ِّرزْق والزيادة في العمر‪ ،‬ف َع ْن َأ َن ِس ْب ِن َما ِل ٍك ‪َ ‬ق َال‪:‬‬
‫َس ِم ْع ُت َر ُس َ‬
‫ول ا ِهلل ‪َ ‬ي ُق ُ‬
‫ول‪َ « :‬م ْن َس َّر ُه َأ ْن ُي ْب َس َط َل ُه ِفي ِر ْز ِق ِه‬
‫َأ ْو ُي ْن َس َأ َل ُه ِفي َأ َث ِر ِه َف ْل َي ِص ْل َر ِح َم ُه»)‪ .(5‬قال العلماء‪ :‬املراد من‬
‫زيادة العمر أمران‪ :‬أولهما‪ :‬الزيادة احلقيقية‪ ،‬وثانيهما‪ :‬البركة فيه بأن يو َّفقَ إلى اخلير وطاعة اهلل تعالى‪،‬‬
‫وقضائه مبا ينفع‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪207‬‬
‫‪ 4‬شيوع احملبة واأللفة بني األقارب‪ ،‬وتعاونهم على مصاحلهم‪ ،‬وتخفيف معاناة احملتاج منهم‪ ،‬وسلمتهم من أسباب‬
‫ال ُفرقة واالختلف والتنازع‪.‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫كيف َت َب ُّر والديك في األحوال اآلتية؟‬
‫‪ ‬حال وجود ضيوف عند والدك‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬حال وجود ضيوف عند والدتك‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬حال مرض والدك – مع الدعاء له بدوام العافية ‪:-‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬حال مرض والدتك– مع الدعاء لها بدوام العافية ‪:-‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪ ‬حال ِك َب ِر والديك‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫اتفقت مع مجموعة من أقاربك على إقامة لقاء يجمع األقارب‪ ،‬قم بعمل ما يأتي‪:‬‬
‫كتابة صيغة الدعوة حلضور اللقاء تبني فيها أهمية حضور املدعو وما يترتب على حضوره من‬
‫األنس والتواصل‪.‬‬
‫للقاء يشمل أنشطة متنوعة رياضية وثقافية للكبار والصغار‪.‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬قرن اهلل تعالى اإلحسان إلى الوالدين وبرهما بتوحيده وعبادته‪ ،‬فما احلكمة من ذلك؟‬
‫‪ 2‬ما العلمات التي تدلك على رضا والديك عنك؟‬
‫‪ 3‬ما اآلثار املترتبة على بر الوالدين؟‬
‫‪ 4‬ما وسائل صلة الرحم؟‬
‫‪ 5‬ما آثار قطيعة الرحم؟‬

‫‪208‬‬
‫ال�شب‪ÜÉ‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهمية مرحلة ال‪û‬س‪Ñ‬ا‪.Ü‬‬
‫ت‪ù‬ست‪û‬سعر م‪ù‬س‪Dƒ‬ولية ال‪û‬سا‪ Ü‬امل‪ù‬سلم‪.‬‬
‫–‪ Oó‬م‪Ó‬م‪T í‬س‪üî‬سية ال‪û‬سا‪ Ü‬امل‪ù‬سلم‪.‬‬
‫ت‪û‬سر‪ ì‬وا‪ ™b‬ال‪û‬سا‪ Ü‬املعا‪U‬سر‪.‬‬

‫تُعدُّ مرحلة الشباب من أهم املراحل التي مير بها اإلنسان‪ ،‬حيث تبدأ شخصيته بالتكامل وال ُّن ْضج اجلسمي والعقلي‪.‬‬
‫وضعف الشيخوخة‪ ،‬كما قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ‪H G‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضعف الطفولة‬ ‫وهي مرحلة احليوي ِة املتدفقة والقو ِة بني ضعفني‪،‬‬
‫‪a ` _ ^] \ [ ZY X W V U T S R Q P O N M L K J I‬‬
‫‪ b‬ﱪ [الر‪.]54 :ÂË‬‬
‫فالشباب املستقيم ميثل جانب القوة في الوطن‪ ،‬وحجر الزاوية في بناء نهضتها‪.‬‬

‫الشباب والشعور باملسؤولية‬


‫اإلنسان مسؤول عن هذه املرحلة املهمة من عمره‪ ،‬وأن اهلل سائله يوم القيامة‪« :‬عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه‬
‫(‪)١‬‬
‫فيم أبله؟ ‪.‬‬
‫فل يليق به أن يلهو في وقت اجلد أو يتقاعس عن العظائم‪ ،‬وليس له أن يتواكل أو يسوف وإمنا هي العزمية واإلقدام‬
‫والعمل‪ ،‬ويأخذ من الترويح املباح‪ ،‬والرياضة النافعة‪ ،‬بالقدر املناسب ليعود بعد ذلك إلى ما يليق به من اجلد‬
‫واملثابرة‪.‬‬
‫وليحذر الشباب مــن إضــاعــة الــوقــت والغفلة عــن الــواجــبــات أو التقاعس عــن الفضائل‪ ،‬حتى ال يندم يوم‬
‫القيامة على ما فرط أو يتحسر على ما فاته حتسر املف ِّرطني الغافلني‪ ،‬الذين أخبر اهلل عنهم بقوله‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الزمر‪.]56 :‬‬

‫(‪ )١‬جزء من حديث أخرجه الترمذي‪.‬‬


‫‪209‬‬
‫مالمح شخصية الشاب املسلم‬

‫شخصية الشاب املسلم شخصية متوازنة وإيجابية ومتكاملة‪ ،‬تقوم على األصول الصحيحة‪ ،‬وتشمل اجلوانب كلها‬
‫في انسجام وفاعلية‪ ،‬وأبرز مالمح شخصية الشاب املسلم ما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬مع خال ِق ِه سبحانه وتعالى‪ :‬يؤمن به جل وعال حق اإلميان‪ ،‬ويكثر من ذكره ودعائه‪ ،‬ويتوكل عليه‪ ،‬ويطيعه‬
‫مخلصا له وحده ال شريك له‪ ،‬متب ًعا هدي‬ ‫ً‬ ‫فيما أمر‪ ،‬وينتهي عما نهى‪ ،‬ويرضى بقضائه وقدره‪ ،‬ويجتهد في عبادته‬
‫النبي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مع َنفْ ِس ِه‪ :‬يستقيم على الدين ويعتني بجسده وأخالقه‪ ،‬ويجتهد ليكون قدوة لغيره في عبادته‪ ،‬وأخالقه‬ ‫ً‬
‫وسلوكه‪ ،‬وهيئته وتصرفه وسائر شؤونه‪ ،‬جا ًّدا في حتصيل ماينفعه‪ ،‬متق ًنا لتخصصه‪ ،‬معتد ًال في تفكيره‪ ،‬نظي ًفا في‬
‫قال‪« :‬إ َِّن ا َ‬
‫هلل‬ ‫النبي ‪َ ‬‬
‫هيئته‪ ،‬يالزم الرفقة الصاحلة‪ ،‬ويحسن عمل اخلير ويتقنه‪ ،‬كما في حديث عائش َة أن َّ‬
‫ُي ِح ُّب ِإ َذا َع ِم َل َأ َحدُ ُك ْم َع َم ً‬
‫ال َأ ْن ُي ْت ِق َن ُه» ‪.‬‬
‫(((‬

‫بارا بهما‪ ،‬محس ًنا إليهما‪ ،‬يعرف قدرهما وما يجب نحوهما‪ ،‬ويحوطهما بأجمل مظاهر‬ ‫ثال ًثا‪ :‬مع والديه‪ :‬فيكون ً‬
‫ال أمر ربه في قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫االحترام والتقدير‪ ،‬ويبذل في رضاهما الغالي والنفيس‪ ،‬ممتث ً‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﱪ [اإلسراء‪.]24-23 :‬‬
‫رابعا‪ :‬مع إخو ِت ِه وأقا ِر ِب ِه وأصدقا ِئ ِه‪ :‬يحبهم في اهلل ح ًّبا صادقًا بري ًئا من أي غرض‪ ،‬يلقاهم بوجه ط ْلق‪ ،‬وسريرةٍ‬ ‫ً‬
‫نقية‪ ،‬وينصحهم باملعروف‪ ،‬ويفي مبا يعدهم به‪ ،‬وينهاهم عما يضرهم‪ ،‬ويرفق بهم‪ ،‬وال يغتابهم‪ ،‬ويعفو عمن‬
‫أساء إليه منهم‪ ،‬ويلتمس العذر املقبول لهم‪ ،‬ويدعو لهم‪ ،‬وحاله معهم كما قال ‪َ :‬‬
‫«ال ُيؤْ ِم ُن أحدُ كم َح َّتى ُي ِح َّب‬
‫(((‬
‫َأل ِخي ِه ما ُي ِح ُّب ِل َن ْف ِس ِه»‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مع وطنه‪ :‬مينحه ما يستطيع من اخلير والنفع‪ ،‬واملشاركة اإليجابية في املجتمع‪ ،‬ويكف شره وأذاه‪ ،‬فال‬ ‫ً‬
‫زورا‪ ،‬وال يحسد‪ ،‬وال يتكبر‪ ،‬ويحسن إلى إخوانه املسلمني‪ ،‬ويرفق بهم‪،‬‬ ‫يغش‪ ،‬وال يغدر‪ ،‬وال يخدع‪ ،‬وال َيشهد ً‬
‫كما قال النبي ‪« :‬املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان اهلل في حاجته ومن فرج‬
‫مسلما ستره اهلل يوم القيامة»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫عن مسلم كربة فرج اهلل عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر‬

‫(‪ )1‬رواه أبو يعلى‪ ،‬والبيهقي‪ ،‬والطبراني‪ ،‬وحسنه األلباني في صحيح اجلامع وسلسلة األحاديث الصحيحة‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪ ،‬ومسلم‬
‫‪210‬‬
‫الشباب والواقع املعاصر‬
‫يتعرض الشباب املسلم اليوم لهجمة شرسة بأشكال وأساليب متنوعة‪ ،‬تر ِّوج األفكار املنحرفة‪ ،‬والتحزبات‪ ،‬واألفالم‬
‫املاجنة‪ ،‬واملخدِّ رات‪ ،‬وغير ذلك من ألوان الفساد‪.‬‬
‫ومن مقاصد هذه احلمالت الشرسة إضعاف اإلسالم وحتطيم مناعته‪ ،‬وقتل شهامته‪ ،‬وتبديد ثرواته‪ ،‬وإفساد عقول‬
‫شبابه‪ ،‬وتشكيكهم في دينهم‪ ،‬واحليلولة بينهم وبني ْالُثُل ال ُعليا‪ ،‬وقطع صلتهم بتاريخ اإلسالم وحضارته وتربيتهم‬
‫على امليوعة واتباع األهواء والشهوات‪ ،‬وعدم االكتراث بالفضائل ومعالي األمور‪.‬‬
‫واعيا ملخططات أعدائه‪.‬‬ ‫متمس ًكا بدينه معت ًزا بهويته ومواطنته‪ً ،‬‬
‫ّ‬ ‫فعلى الشباب أن يكون‬
‫منوذج فريد للشاب املسلم‬
‫مثل للشاب الصالح العفيف الذي يراعي اهلل ويراقبه في السر والعلن‪ ،‬ويتمسك‬‫ضرب اهلل تعالى في سورة يوسف ً‬
‫قصة يوسف عليه السالم معاني كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬االستقامة‪ ،‬والع ّفة‪،‬‬
‫بدينه ويدعو إليه‪ ،‬وينفع مجتمعه‪ ،‬وقد ظهر في ّ‬
‫وبر الوالدين‪ ،‬وصلة الرحم‪ ،‬والعدل‪ ،‬واألمانة‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫وبني كيف‬
‫تتعدد التحديات التي تواجه الشباب اليوم‪ ،‬بالتعاون مع زملئك اذكر أربعة منها‪ِّ ،‬‬
‫ميكن مواجهتها‪:‬‬
‫كيفية مواجهتها‬ ‫التحديات‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫للصحبة الصاحلة أثرها في قيام الشباب بواجباتهم وأداء رسالتهم‪ ،‬اكتب رسالة لصديقك تبني‬
‫له أثر الصحبة الصاحلة في ذلك وحتثه على ملزمة الصاحلني‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬من خلل حديث السبعة الذين يظلهم اهلل في ظله‪ِّ ،‬بني أهم ملمح شخصية الشاب‬
‫املسلم‪.‬‬
‫‪ِّ 2‬‬
‫وضح ملمح شخصية الشاب املسلم في تعامله مع‪ :‬والديه‪ ،‬ومجتمعه‪.‬‬
‫‪ِّ 3‬بني أثر كل من‪ :‬العبادة والعلم؛ في بناء شخصية الشاب املسلم‪.‬‬
‫‪ 4‬من خلل قصة يوسف عليه السلم وضح أخلقيات الشاب املسلم‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ا’ ‪p Hr‬ت ‪n‬ع ‪o‬‬
‫‪ :çÉ‬اأح‪o ɵ‬م¬ وا‪OB‬ا ‪¬Ho‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫–‪ O uó‬ب‪ó‬ا‪j‬ة البتعا‪.ç‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأ�س‪Ñ‬ا‪ Ü‬ا◊ا‪L‬ة ل‪Ó‬بتعا‪.ç‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأح‪µ‬ا‪ Ω‬وا‪OB‬ا‪ Ü‬البتعا‪.ç‬‬ ‫‪u‬‬

‫الرحلة في طلب العلم مما درج عليه علماء السلف منذ الصدر األول‪ ،‬امتثا ًال ألمر اهلل عز وجل‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [االتوبة‪.]122 :‬‬
‫قال حماد بن زيد‪( :‬فهذا في كل من رحل في طلب العلم والفقه‪ ،‬ورجع به إلى من وراءه يعلمهم إياه) (‪.)١‬‬
‫وقد بدأت الرحلة في طلب العلم منذ أيام الصحابة رضوان اهلل عليهم‪ ،‬فرحل أبو أيوب‪ ،‬وجابر بن عبد اهلل‬
‫إلى مصر(‪ ،)٢‬وكذلك التابعون وتابعوهم حتى عصرنا احلاضر‪.‬‬
‫ويوم أن كان العالم اإلسلمي حاضرة الدنيا‪ ،‬كانت الرحلة بني حواضره على اختلف ثقافاتها لطلب لعلم‬
‫كثيرا‬
‫الشرعي والعلوم املدنية‪ ،‬ولذا كانت الرحلت في عا ّمتها مثمرة‪ ،‬ولم يكن لها من اآلثار السلبية ما صاحب ً‬
‫من البعثات في العصر احلاضر حني صارت الرحلة لغير بلد املسلمني‪.‬‬
‫بداية ال ْب ِت َع ِ‬
‫اث‬
‫بدأ االبتعاث إلى الغرب منذ االحتكاك بأوروبا في مطلع القرن الثالث عشر الهجري‪ ،‬حني تقدُّ م الغرب في‬
‫العلوم البحتة والتطبيقية؛ كالرياضيات‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والطب‪ ،‬وما إلى ذلك‪ ،‬مع ّ‬
‫تأخر العالم‬
‫اإلسلمي في هذه العلوم‪ ،‬وملّا كانت هذه العلوم ال تختص بأناس دون غيرهم‪ ،‬وكانت تصل املجتمعات بأسباب‬
‫املدنية احتاج املسلمون إلى أن يسافروا ليتع ّلموها من غيرهم وقد عدَّ اإلسلم حتصيل هذا النوع من العلوم وإجادته‬
‫فرض كفاية على املسلمني‪ ،‬إن لم يقوموا به أثموا(‪ ،)٣‬ملا يترتب عليها من الوفاء مبصالح املسلمني‪ ،‬واالرتقاء بأسباب‬
‫حياتهم ومعيشتهم‪.‬‬

‫(‪« )١‬شرف أصحاب احلديث» للبغدادي ص ‪.٥٩‬‬


‫(‪ )٢‬انظر في ذلك «الرحلة» للبغدادي و «تدريب الراوي » للسيوطي‪.‬‬
‫(‪ )٣‬انظر «روضة الطالبني» ‪.٢٢٦-٢١٧/١‬‬
‫‪213‬‬
‫أحكام اال ْب ِت َع ِ‬
‫اث وآدابه‬
‫أجاز العلماء االبتعاث لدراسة العلوم النافعة التي في تعلمها مصلحة للمسلمني إذا دعت احلاجة إليها‪ ،‬ولم يكن‬
‫لها نظير في بالد املسلمني‪ -‬على أن يتحلى الطالب املبتعث بجملة من األخالق واآلداب(((‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬أن يأمن املبتعث على دينه‪ ،‬بأن يكون عنده من العلم واإلميان وقوة العزمية ما يطمئنه على الثبات على دينه‬
‫واحلذر من االنحراف والزيغ‪.‬‬
‫‪ 2‬أن يكون سفيراً متميزاً لوطنه من خالل جديته في تعلمه‪ ،‬والتعريف مبنجزات وطنه‪ ،‬والذب عنه باحلكمة‬
‫واحلوار والبيان‪.‬‬
‫العقلي الذي يُ َ ِّي ُز به بني النافع والضار‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪ 3‬أن يكون الطالب على مستوى كبير من ال ُّن ْض ِج‬
‫‪ 4‬أن يحاط املب َت َع ُث هناك باجلو اإلسالمي النظيف الذي يذكره إن غفل‪ ،‬ويعينه إن ذكر‪.‬‬
‫‪ 5‬أن يأخذ من العلوم واملعارف املختلفة وهو معتز بدينه وثقافته اإلسالمية‪ ،‬ومتمسك بوالئه لوطنه‪.‬‬
‫‪ 6‬أن يركز الطالب على دراسته وال ينشغل مبا ال ينفعه‪.‬‬

‫من أحكام االبتعاث وآدابه‬

‫االعتزاز بالدين‬ ‫أن يأمن املبتعث على‬ ‫أن يكون املبتعث‬


‫أن يركز الطالب‬ ‫أن يحيط نفسه باجلو‬
‫والتمسك به واالفتخار‬ ‫دينه بالتزود بالعلم‬ ‫ناضجا مييز بني النافع‬
‫ً‬ ‫سفير ًا متميز ًا لوطنه‬
‫على دراسته‬ ‫اإلسالمي‬
‫بهويته ووطنه‬ ‫واإلميان‬ ‫والضا ّر‬
‫َّ‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ابن عثيمني‪ ،‬املجموع الثمني ‪.50- 49 / 1‬‬


‫‪214‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫اكتب رسالة لزميلك املبتعث تُوصيه باحملافظة على ِق َي ِمه وهويته‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫(ينبغي ملن أراد االبتعاث أن يحصن نفسه بالزواج ليحفظ نفسه من الفتنة)‬
‫تناقش مع زملئك في صحة هذه العبارة مبي ًنا أبرز السلبيات واإليجابيات لزواج الشاب قبل‬
‫ابتعاثه‪ ،‬مع اقتراح احللول لتلك السلبيات‪.‬‬
‫اإليجابيات‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫السلبيات‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.............................................. .........................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫احللول‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪............................................. ..........................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ِّ 1‬بني الفوائد التي يجنيها الفرد واألمة من االبتعاث‪.‬‬
‫‪ 2‬قد يكون االبتعاث‪ً :‬‬
‫واجبا‪ ،‬وقد يكون مح َّر ًما‪ِّ ،‬بني متى يكون ذلك‪.‬‬
‫‪ 3‬ما اآلداب التي ينبغي للمبتعث مراعاتها قبل بعثته وفي أثنائها؟‬

‫‪215‬‬
‫التد‪ÚN‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪£N ÚÑ‬ر الت‪.ÚNó‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأربعة م‪ ø‬اأ‪V‬سرار الت‪.ÚNó‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م الت‪.ÚNó‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأ�س‪Ñ‬ا‪ Ü‬ال‪ ‘ ´ƒbƒ‬الت‪.ÚNó‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪W è‬ر‪ ¥‬الت‪î‬ل‪ ¢ü‬م‪ ø‬الت‪.ÚNó‬‬
‫كل طيب‬ ‫إن شريعة اإلسلم مبنية على جلب املصالح ودرء املفاسد‪ ،‬ومن أجل هذا فقد أباح اهلل سبحانه لعباده َّ‬
‫املجتمع منه‪ ،‬ومينع أتباعه‬
‫َ‬ ‫فدين اإلسلم يحمي‬‫أمر حت َّققَ ض َر ُره‪ ،‬وغ َلب ش ُّره ُ‬ ‫كل خبيث وضا ٍّر‪ُ ،‬‬
‫فك ُّل ٍ‬ ‫ونافع‪ ،‬وح َّرم َّ‬
‫ٍ‬
‫من تناوله حماي ًة لهم من أضراره‪.‬‬
‫وجب اهلل تعالى على املسلم احملافظ َة على نفسه‪ ،‬وح َّرم عليه التعدِّ ي عليها‪ ،‬فقال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫وقد َأ َ‬
‫[البقرة‪ ،]195 :‬وح َّرم‬ ‫ﱪ [النساء‪ ،]29 :‬وقال تعالى‪:‬‬
‫ملكا له‪ ،‬بل هو ُمؤ َمتن عليها‪ ،‬وتوعد من يعتدي َعليها‬ ‫ليست ً‬ ‫عضو ِمن أعضائه‪ ،‬فهي َ‬ ‫أي ٍ‬‫عليه االع ِتدا َء على ِّ‬
‫بأعظم وعيد‪.‬‬
‫ِ‬
‫خطر التدخني‬
‫اتفق العلماء واألطباء على خطر التدخني‪ ،‬وأنه آفة جتب مواجهتها ومكافحتها‪ ،‬وال يستريب عاقل مدخن وغير‬
‫ٌ‬
‫خبيث ال طيب فيه‪ ،‬مضر ال نفع فيه‪ ،‬خسارة ال كسب فيه‪.‬‬ ‫مدخن أن الدخان‬
‫أضرار التدخني‬
‫يتفق األطباء على‪ :‬ضرر التدخني وأنه سبب لكثير من األمــراض‪ ،‬ومنها‪ :‬ضيق النفس‪ ،‬والربو‪ ،‬والسعال‪،‬‬
‫وتلوث األسنان وال ِّل َث ِة‪ ،‬وكافة اجلهاز التنفسي‪ ،‬وضعف كفاءة الشعب الهوائية‪ ،‬وسرطان الرئة‪ ،‬وسوء الهضم‪،‬‬
‫وتل ُّيف الكبد‪ ،‬وتصلب الشرايني‪ ،‬كما يتسبب في قتل املليني بالسكتة القلبية والدماغية‪ ،‬كما أنه يسبب الصداع‬
‫واألرق‪ ،‬ويضعف املناعة‪،‬كما أنه يضعف اللياقة البدنية‪ ،‬وهو عموم ًا يؤثر تأثيراً متفاوت ًا على جميع أعضاء اجلسم‬
‫وأنسجته‪.‬‬
‫وتؤكد منظمة الصحة العاملية والهيئات الطبية‪ :‬أن التدخني خطر على الصحة‪ ،‬وهو ثاني أكبر أسباب الوفاة‬
‫في العالم‪ ،‬وإن عدد الذين يلقون حتفهم أو يعيشون حياة قاسية مليئة باألسقام واألمراض املزمنة بسبب التدخني‬
‫والس ِّل ْ ُ‬
‫واجلذام ومرض نقص املناعة (اإليدز)‬ ‫بكافة صوره يفوقون عدد الذين ميوتون بسبب املخدرات والطاعون ِّ‬

‫‪216‬‬
‫ال من خطر هذه األمراض‪ ،‬والسيما املخدرات ونقص املناعة‪ ،‬ولكن لبيان‬ ‫مجتمعة كلها‪ ،‬وهذه املقارنة ليس تقلي ً‬
‫خطر هذا الداء املنتشر‪ ،‬وخلطورته أجمع األطباء على ضرره‪ ،‬و ُأنشئت اجلمعيات ملكافحته‪ ،‬ومساعدة شاربيه على‬
‫تركه‪ ،‬وخُ صصت املناسبات واأليام العاملية ملقاومته والتذكير بخطره‪.‬‬

‫حكم التدخني‬
‫التدخني مح َّرم كما قرر ذلك العلماء‪ ،‬واستدلوا على ذلك باألدلة الكثيرة من الكتاب والسنة‪ ،‬فمن ذلك‪:‬‬
‫ﱪ [النساء‪ ،]29 :‬وشرب الدخان إسهام في قتل النفس ولهذا يسمى‪( :‬القاتل‬ ‫‪ 1‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫البطيء)‪.‬‬
‫ﱪ [األعراف‪ ،]157 :‬والدخان من‬ ‫‪ 2‬قال تعالى في وصف رسوله ‪ :‬ﱫ‬
‫اخلبائث‪.‬‬
‫(((‬
‫النبي ‪َ ‬‬
‫قال‪« :‬ال َض َر َر‪ ،‬وال ِض َرا ٌر»‪.‬‬ ‫سعيد ْ ُ‬
‫الدْ ر ِِّي ‪َّ ‬أن َّ‬ ‫‪ 3‬عن أبي ٍ‬
‫أسباب الوقوع في التدخني‬
‫من أبرز األسباب الباعثة على التدخني والسيما لدى الشباب ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬التسلية والتجربة ملا هو جديد‪.‬‬
‫‪ ‬تقليد الزمالء أو اآلباء‪.‬‬
‫‪ ‬حب االستعراض أمام زمالئهم وأصحابهم‪ ،‬العتقادهم أن ذلك يظهرهم مبظهر الرجال‪.‬‬
‫الوسائل املعينة على ترك التدخني‬
‫إن الدخان ال يدل على رجولة كما يتوهم البعض‪ ،‬بل هو ضرر على النفس‪ ،‬وأذى للمجتمع‪ ،‬وإتالف للمال‪،‬‬
‫وفوق ذلك مكروه لرب العاملني‪ ،‬وكمال العقل والرجولة تركه واالبتعاد عنه‪ ،‬ومما يعني على ذلك أمور منها ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬استحضار ُحرمته وكراهة املولى سبحانه وتعالى له‪ ،‬فيقلع املرء عنه خوفًا من اهلل تعالى‪ ،‬وابتعا ًدا عن أسباب‬
‫سخطه‪ ،‬ورجاء ثوابه بترك ما نهى عز وجل عنه‪.‬‬
‫‪ 2‬االستعانة باهلل تعالى‪ ،‬وسؤاله اإلعانة على تركه‪.‬‬
‫‪ 3‬التع ُّرف على أضراره املختلفة‪ ،‬وتذكر املنافع املتحصلة بتركه؛ الدينية‪ ،‬والبدنية‪ ،‬واملالية‪ ،‬االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 4‬العزمية القوية واإلرادة اجلازمة‪ ،‬ومجاهدة النفس على تركه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫[العنكبوت‪.]69 :‬‬
‫‪ 5‬ترك مصاحبة املدخنني‪ ،‬وجتنب مجالسهم‪ ،‬والبعد عن كل ما ِّ‬
‫يذكر به‪ ،‬أو يدعو إليه‪.‬‬
‫‪ 6‬زيارة جمعيات مكافحة التدخني واالستفادة مما لديهم من وسائل وأدوية تعني على تركه بإذن اهلل تعالى‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه اإلمام مالك‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫رقما من ( ‪ ) 5 -1‬لكل سبب حسب املعيار املوجود في‬ ‫أسباب الوقوع في التدخني كثيرة‪ ،‬ضع ً‬
‫اجلدول اآلتي‪ ،‬بحيث ميثل الرقم ‪ 1‬الدرجة األقل‪ ،‬ورقم ‪ 5‬الدرجة األعلى‪.‬‬
‫السبب‬
‫قوة السبب كثرة انتشاره سرعة تأثيره سهولة عالجه‬ ‫م‬
‫املعيار‬
‫التسلية والتجربة‬ ‫‪1‬‬
‫اجلهل والهوى‬ ‫‪2‬‬
‫تأثير الصحبة‬ ‫‪3‬‬
‫التقليد وضعف‬
‫‪4‬‬
‫الشخصية‬
‫الدعاية املغرضة‬ ‫‪5‬‬
‫القدوة السيئة‬ ‫‪6‬‬
‫ضعف اإلميان‬ ‫‪7‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫تقريرا في عشرة‬
‫ً‬ ‫بالرجوع إلى موقع منظمة الصحة العاملية والبحث حول التبغ والتدخني اكتب‬
‫أسطر عن آثار التدخني الصحية على ّ‬
‫املدخن وعلى من حوله‪:‬‬
‫احتمال اإلصابة‬
‫نسبة الوفيات من‬
‫لغير‬ ‫املرض‬ ‫م‬
‫للمدخن املرض نتيجة التدخني‬
‫املدخن‬
‫‪% 43 – 25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تصلب الشرايني‬ ‫‪1‬‬
‫‪% 80 – 75‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اجللطة القلبية‬ ‫‪2‬‬
‫‪% 85- 80‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سرطان الرئة‬ ‫‪3‬‬
‫‪% 90- 80‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضيق الشعب الهوائية‬ ‫‪4‬‬
‫‪% 98 – 90‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الغرغرينة‬ ‫‪5‬‬
‫‪%30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أمراض السرطان املختلفة‬ ‫‪6‬‬
‫بالتعاون مع زمالئك استفد من بيانات اجلدول السابق في كتابة لوحة حتذر من التدخني‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ِّ 1‬بني خطر التدخني‪.‬‬
‫‪ 2‬اذكر أربعة من أضرار التدخني‪.‬‬
‫‪ 3‬زعم أحد املدخنني بأنه حلل ألن اهلل هو الذي خلقه وأنبت شجر التبغ‪ ،‬فكيف ترد عليه؟‬
‫‪ 4‬ما الوسائل املعينة على ترك التدخني؟‬
‫إﺛﺮاء‬
‫من مؤسسات اخلدمة الجتماعية الرائدة‪ ،‬اجلمعية اخليرية ملكافحة التدخني (نقاء) والتي‬
‫تأسست‪ 1 :‬محرم ‪ 15 - 1406‬سبتمبر ‪1985‬‬
‫ويتركز نشاطها في عالج املدخنني من اإلدمان‪ ،‬واحلد من نسبة التدخني في املجتمع‪ ،‬سعيا إلى‬
‫حياة سعيدة‪ ،‬ملؤها النقاء والصحة وسالمة املجتمع‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫ا‪ äÉaB‬ال ‪u‬ل�ش‪¿É‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت≤‪ uó‬ر نعمة الل‪ù‬سا¿‪.‬‬
‫–‪ ßØ‬ل‪ù‬سان∂ م‪ ø‬ال‪ ‘ ´ƒbƒ‬ال‪KE‬م‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا‪KB‬ار ا�ستعما∫ الل‪ù‬سا¿ ‘ ال‪û‬سر‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪aB‬ا‪ ä‬الل‪ù‬سا¿ و“ث‪ π‬لها‪.‬‬
‫ت‪ù‬ست‪Y ∫ó‬لى ‪ƒ£N‬رة ا‪aB‬ا‪ ä‬الل‪ù‬سا¿‪.‬‬
‫من نعم اهلل تعالى على اإلنسان ما رزقه من اجلوارح‪ ،‬يستخدمها فيما شاء من قضاء حوائجه‪ ،‬ويسخرها في‬
‫طاعة ربه‪ ،‬بدون أن مين عليه أحد‪ .‬ومن هذه اجلوارح اللسان‪ ،‬الذي يتكلم به‪ ،‬وينادي به‪ ،‬ويعبر عن آرائه وأفكاره‬
‫بواسطته‪ ،‬وبه يقرأ كلم ربه‪ ،‬ويذكر مواله‪ ،‬وبه ينصح ويوجه ويرشد‪ ،‬ويأمر باملعروف وينهى عن املنكر‪ ،‬وغير‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ِحفْ ُظ ال ِّل ِ‬
‫سان‬

‫جاءت النصوص الكثيرة من القرآن والسنة ببيان أهمية اللسان وحفظه‪ ،‬والتحذير من إطلقه في الشر بأنواعه‬
‫وصنوفه‪ ،‬يقول اهلل تعالى مبي ًنا أهمية الكلم الذي ينطق به اإلنسان‪ :‬ﱫ ‪ B A @ ? > = < ; :‬ﱪ‬
‫[‚‪ ،]18 :‬وفي حديث معاذ بن جبل ‪ ‬ملا أخبره النبي ‪ ‬مبا يدخل اجلنة ويباعد من النار‪ ،‬وأخبره بأبواب اخلير‪،‬‬
‫وذرو ِة سنا ِم ِه‪ ،‬ثم قال له‪« :‬أال أخبرك مبلك ذلك كله؟»‪ ،‬قال معاذ‪ :‬قلت‪ :‬بلى يا نبي اهلل‪،‬‬
‫وعموده ِ‬
‫ِ‬ ‫ورأس األمر‬
‫ِ‬
‫«ك َّف عليك هذا» فقلت‪ :‬يا نبي اهلل‪ ،‬وإنا ملؤاخذون مبا نتكلم به‪ ،‬فقال ‪« :‬ثكلتك َ‬
‫أمك يا‬ ‫فأخذ بلسانه فقال‪ُ :‬‬
‫الناس في النار على وجوههم – أو على مناخرهم – إال حصائد ألسنتهم» (‪.)١‬‬ ‫يكب َ‬ ‫معاذ‪ ،‬وهل ُّ‬
‫استعمال اللسان في اخلير‬

‫موضحا بعض سبل اخلير التي ينبغي أن ينشغل بها اللسان‪ :‬ﱫ ! " ‪) ( ' & % $ #‬‬
‫ً‬ ‫يقول سبحانه‬
‫* ‪ < ; : 9 8 7 6 5 4 3 21 0 / . - , +‬ﱪ [النساء‪.]114 :‬‬
‫فينبغي للمسلم أن يحافظ على لسانه‪ ،‬وأال يتكلم إال مبا هو حق من ذكر اهلل تعالى‪ ،‬وقراءة كتابه‪ ،‬وإصلح بني‬
‫الناس‪ ،‬وإرشاد لهم وتوجيه‪ ،‬وقصص مفيدة‪ ،‬وكلم مباح‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواه أحمد‪ ،‬والنسائي‪ ،‬والترمذي‪.‬‬


‫‪220‬‬
‫ولعظم أثر اللسان يوجه اإلسالم توجيهه الراشد في استغالله مبا هو مفيد‪ ،‬فإن لم يكن كذلك فال أقل من حفظه‬
‫خيرا أو ليصمت» (((‪.‬‬
‫بالسكوت‪ ،‬وعدم النطق مبا ال يفيد‪ ،‬قال ‪« :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل ً‬
‫آثار استعمال اللسان في الشر‬
‫لعظم الكلمة يبني الرسول ‪ ‬آثارها العميقة‪ ،‬فيقول‪« :‬إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبني فيها يزل بها في النار‬
‫أبعد ما بني املشرق واملغرب» (((‪ ،‬فبعض الكلمات قليلة األلفاظ‪ ،‬لكن نتائجها خطيرة‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬أنها قد تخلد صاحبها في النار إذا مات ولم يتب منها؛ كالكلمات التي تتضمن ال ِّردة عن دين اإلسالم؛ مثل‪:‬‬
‫الشرك باهلل‪ ،‬أو االستهزاء بدين اهلل‪ ،‬أو كتابه‪ ،‬أو رسوله ‪.‬‬
‫‪ ‬أنه قد يعاقب عليها صاحبها في اآلخرة‪ ،‬مثل الغيبة‪ ،‬والنميمة‪ ،‬والكذب‪ ،‬وقول الزور‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬أنه قد يعاقب عليها في الدنيا‪ ،‬كالقذف مثالً‪ ،‬أو االعتداء على اآلخرين بالسب والشتم‪.‬‬
‫آفات اللسان‬
‫آفات اللسان التي تورد صاحبها املوارد كثيرة‪ ،‬نذكر منها ما يلي(((‪:‬‬
‫‪ -1‬الشرك باهلل‪ ،‬أو ما يؤدي إليه‬
‫بألفاظ من الشرك‬
‫ٍ‬ ‫وهذا من أعظم آفات اللسان‪ ،‬فقد يتكلم املرء بكلمة واحدة تخلده في النار‪ ،‬كأن يتلفظ‬
‫األكبر‪ ،‬كدعاء غير اهلل‪ ،‬واالستغاثة به‪ ،‬واالستهزاء بدين اهلل تعالى‪ ،‬أو بالقرآن‪ ،‬أو بالرسول ‪ ‬ولو على سبيل‬
‫املزاح والضحك‪ ،‬يقول اهلل تعالى مبي ًنا خطورة ذلك‪:‬‬

‫ﱪ [التوبة‪.]66-65-64 :‬‬
‫ومن أنواع الشرك‪ :‬الشرك األصغر‪ ،‬الذي هو من الكبائر‪ ،‬وال يخرج صاحبه من دين اإلسالم‪ ،‬مثل‪ :‬احللف بغير‬
‫اهلل‪ ،‬وقول‪ :‬ما شاء اهلل وشاء فالن‪ ،‬وقول‪ :‬لوال اهلل وفالن‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكذب من أعظم آفات اللسان وقد تقدم الكالم عنه في موضوع (الصدق والكذب) بشكل مفصل ص‪.164-163‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ -2‬الغيبة والنميمة‬
‫الغيبة هي‪ :‬ذكرك أخاك مبا يكره‪.‬‬
‫والنميمة هي‪ :‬نقل كالم الناس بعضهم إلى بعض على جهة اإلفساد بينهم‪.‬‬
‫وكالهما ورد التحذير منه ملا ينتج عنهما من آثار سيئة‪ ،‬ونتائج خطيرة من األحقاد والضغائن وفساد القلوب‬
‫والبغضاء والشحناء‪ ،‬يقول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ‬
‫ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﱪ [الحجرات‪ ،]12 :‬ويقول سبحانه‪ :‬ﱫ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﱪ [الهمزة‪.]1 :‬‬
‫قلت للنبي ‪َ :‬ح ْس ُب َك من صف َّي َة كذا وكذا‪ ،‬تعني قصيرة‪ ،‬فقال‪« :‬لقد ُق ْل ِت كلم ًة لو‬
‫قالت‪ُ :‬‬ ‫وعن عائشة‬
‫ُمز َِجت مباء البحر َلَ َ‬
‫زج ْت ُه» (((‪.‬‬
‫ات‪ :‬النمام‪.‬‬
‫ات» (((‪ ،‬وال َق َّت ُ‬
‫وعن حذيفة ‪ ‬قال‪ :‬سمعت رسول اهلل ‪ ‬يقول‪« :‬ال يدخل اجلن َة َق َّت ٌ‬
‫‪ -3‬قول الزور‬
‫الزور في األصل‪ :‬حتسني الشيء ووصفه بخالف صفته حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه أنه خالف ما هو به‪،‬‬
‫وعليه فكل ما هو باطل من الكالم يعد زوراً‪ ،‬قد ورد التحذير منه والترهيب من اقترافه في القرآن والسنة‪ ،‬قال تعالى‬
‫ﱪ [الفرقان‪ ،]72 :‬وقال تعالى محذراً من الوقوع فيه‪ :‬ﱫ‬ ‫في صفات املؤمنني‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الحج‪.]30 :‬‬
‫وعن أبي َب ْك َر َة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬أال أنبئكم بأكبر الكبائر؟» ثالثاً‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى يا رسول اهلل‪ ،‬قال‪« :‬اإلشراك‬
‫باهلل‪ ،‬وعقوق الوالدين»‪ ،‬وجلس وكان ُم َّت ِك ًئا‪ ،‬فقال‪« :‬أال وقول الزور»‪ ،‬فما زال يكررها حتى قلنا‪ :‬ليته سكت(((‪.‬‬
‫‪ -4‬القذف‬
‫وهو رمي شخص آلخر بالزنا أو اللواط‪ ،‬كأن يقول‪ :‬يا زاني‪ ،‬أو يا ابن الزاني‪ ،‬أو يا لوطي‪ ،‬وهذا محرم وهوكبيرة‬
‫من كبائر الذنوب‪ ،‬توعد اهلل تعالى فاعله باللعن في الدنيا واآلخرة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫[النور‪.]24-23 :‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبو داود‪ ،‬والترمذي‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪« :‬اجتنبوا السبع املوبقات»‪ ،‬و َذ َك ـ َر منها‪« :‬قذف احملصنات املؤمنات‬
‫الغافالت»(((‪.‬‬
‫والس ُّب َّ‬
‫والش ْت ُم‬ ‫‪ -5‬الف ُْح ُش َّ‬
‫وهذه من آفات اللسان اخلطيرة التي يجب على املسلم جتنبها‪ ،‬وقد دلت النصوص الكثيرة على التحذير منها؛ فمن ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬عن أبي موسى األشعري ‪ ‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أي اإلسالم أفضل؟ قال‪« :‬من َس ِل َم املسلمون ِمن لسا ِن ِه‬
‫و َي ِد ِه»(((‪.‬‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬أميا امرىءٍ قال ألخيه‪ :‬يا كافر‪ ،‬فقد با َء بها أحدُ هما‪ ،‬إن كان‬ ‫‪ ‬وعن عبداهلل بن عمر‬
‫كما َ‬
‫قال‪ ،‬وإال رجعت إليه» (((‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ ‬وعن ثابت بن الضحاك ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬لعن املؤمن كقتله» (((‪.‬‬
‫الفاحش‪ ،‬وال البذي ِء» (((‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وعن ابن مسعود ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪« :‬ليس املؤمن بالط َّع ِان‪ ،‬وال الل َّع ِان‪ ،‬وال‬

‫‪ ،)2766(393/5‬ومسلم في كتاب اإلميان‪ ،‬باب بيان‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري في كتاب الوصايا‪ ،‬باب قوله تعالى‪:‬‬
‫أكبر الكبائر ‪.)89(92/1‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه الترمذي‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫تكثر الغيبة والنميمة والسب والشتم على ألسنة كثير من الطالب‪ ،‬فما احللول التي تقترحها‬
‫لعالج هذه املشكلة؟‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بني آفات اللسان في اجلوانب اآلتية‪:‬‬
‫السب والشتم‬ ‫النميمة‬ ‫الغيبة‬ ‫الكذب‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫محبة الناس‬
‫‪1‬‬
‫لصاحبها‬
‫‪ 2‬أثرها في كسبه‬
‫أثرها على بقية‬
‫‪3‬‬
‫األخالق‬
‫أثرها على‬
‫‪4‬‬
‫املجتمع‬
‫الوعيد‬
‫األخروي‬ ‫‪5‬‬
‫لصاحبها‬

‫‪224‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬اللسان من نعم اهلل على اإلنسان‪ِّ ،‬‬
‫وضح ذلك‪.‬‬
‫‪ 2‬مب يكون حفظ اللسان من اإلثم؟ دلل ملا تذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬هل ميكن أن يكون اللسان ً‬
‫سببا للهلك في اآلخرة؟ وضح إجابتك بالدليل واملثال‪.‬‬
‫‪ 4‬مثِّل الستعماالت اللسان في اخلير‪.‬‬
‫‪ 5‬ما آثار استعمال اللسان في الشر؟‬
‫‪ 6‬استدل لتحرمي كل مما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬الغيبة‪.‬‬
‫‪ ‬الكذب‪.‬‬
‫‪ ‬السب واللعن‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫القلو‪ Ü‬واأمرا‪V‬ش¡‪É‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأهمية ‪U‬س‪ ìÓ‬ال≤ل‪.Ö‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال≤ل‪.܃‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬ال≤ل‪ Ö‬ال‪ù‬سليم وال≤ل‪ Ö‬املر‪ ¢†j‬وال≤ل‪ Ö‬املي‪.â‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ اأمرا‪ ¢V‬ال≤ل‪.܃‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬اأ�س‪Ñ‬ا‪� Ü‬س‪Ó‬مة ال≤ل‪ Ö‬و‪ÓY‬مات¬‪.‬‬ ‫‪u‬‬

‫أهمية القلب‬
‫القلب أشرف شيء في اإلنسان‪ ،‬وبحياته حياة البدن‪ ،‬ومبوته موت البدن‪ ،‬وألجل هذه املكانة العظيمة للقلب جاءت‬
‫ﱪ [‚‪،]37 :‬‬ ‫النصوص الشرعية الكثيرة بذكره‪ ،‬والتنويه مبكانته‪ ،‬فقــال تعــالــى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الحج‪.]46 :‬‬ ‫وقـال‪ :‬ﱫ‬

‫أن النبي ‪ ‬قال‪ « :‬أال وإن في اجلسد مضغة‪ ،‬إذا َص َلحت َص َل َح اجلسد كله‪،‬‬ ‫وفي حديث النعمان بن بشير‬
‫وإذا فسدت فسد اجلسد كله‪ ،‬أال وهي القلب»(‪.)١‬‬
‫القلب ل يثبت على حال‬
‫القلب ال يثبت على حال‪ ،‬ولذلك كان النبي ‪ ‬يكثر أن يقول‪« :‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬آم َّنا بك ومبا جئت به‪ ،‬فهل تخاف علينا؟ قال‪« :‬نعم‪ ،‬إن القلوب بني أصبعني من أصابع اهلل‬
‫يقلبها كيف يشاء»(‪.)٢‬‬
‫الدعاء بصالح القلب‬
‫وملا عليه القلب من التقلب ُشرع للمسلم الدعاء بأن يثبت اهلل قلبه‪ ،‬قال تعالى – ً‬
‫مخبرا عن دعاء عباده الراسخني‬
‫ﱪ [آل عـمــران‪ ،]8 :‬وكان من دعاء النبي ‪« :‬اللهم مص ِّرف القلوب‪،‬‬ ‫في العلم –‪ :‬ﱫ‬
‫سليما»(‪.)٤‬‬
‫قلبا ً‬
‫أيضا ‪« :‬وأسألك ً‬ ‫صرف قلوبنا على طاعتك»(‪ ،)٣‬وكان من دعائه ً‬

‫(‪ )١‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )٢‬رواه الترمذي‪ ،‬وقال‪ :‬حديث حسن‪ ،‬وبنحوه رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )٣‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )٤‬رواه أحمد‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وابن حبان‪.‬‬
‫‪226‬‬
‫(((‬
‫أنواع القلوب‬
‫‪-1‬القلب الصحيح السليم‬
‫كل شهوة تخالف أم َر اهلل ونه َيه‪ ،‬ومن ِّ‬
‫كل ُشبهة تعارض َخ َب َره‪ ،‬فهو يقابل َخ َب َر اهلل‬ ‫وهو الذي َس ِل َم من ِّ‬
‫تعالى ورسو ِله ‪ ‬بالتسليم‪ ،‬وال يعارضه بالرأي والهوى كما يفعل أهل البدع والزيغ‪ .‬وال جناة يوم القيامة إال‬
‫لصاحب القلب السليم‪ ،‬قال تعالى – في حكاية دعاء إبراهيم  –‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الشعراء‪.]89-88 :‬‬
‫‪-2‬القلب امليت‬
‫وهو الذي ال َي ُ‬
‫عرف ر َّبه‪ ،‬وال يعبده‪ ،‬بل يتبع هواه وشهوا ِته‪ً ،‬‬
‫غافل عن مراد ر ِّبه منه؛ فهو ضد السليم‪ ،‬والواجب‬
‫على املسلم احلذر من أن يتصف قلبه بهذه الصفات‪ ،‬كما يجب عليه احلذر من مخالطة أصحاب القلوب امليتة؛‬
‫فإنها تؤثر عليه بالسوء‪ ،‬وتؤدي به إلى موت القلب‪.‬‬
‫‪-3‬القلب املريض‬
‫ٌ‬
‫وإميان به‪ ،‬وفي املقابل فيه مح َّبة لشهواته الباطلة‪ ،‬وإيثا ٌر‬ ‫وهو قلب له حياة‪ ،‬وبه ِع َّلة‪ ،‬ففيه محب ٌة هلل عز وجل‪،‬‬
‫وحرص على حتصيلها‪ ،‬فرمبا غلب عليه املرض‪ ،‬ورمبا غلبت عليه الصحة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫لها‪،‬‬

‫ِ‬
‫القلوب للفنت‬ ‫تعرض‬
‫ُّ‬
‫عن حذيفة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬تُعرض الفنت على القلوب كاحلصير عو ًدا عو ًدا‪ ،‬فأي قلب أشربها نُكت فيه‬
‫نكتة سوداء‪ ،‬وأي قلب أنكرها نُكت فيه نكتة بيضاء‪ ،‬حتى تصير على قلبني‪ :‬على أبيض مثل الصفا‪ ،‬فال تضره‬
‫منكرا إال ما‬
‫ً‬ ‫فتنة ما دامت السماوات واألرض‪ ،‬واآلخر أسود ُم ْر َبا ًّدا كالكوز ُم َج ِّخ ًيا‪ ،‬ال يعرف معروفًا‪ ،‬وال ينكر‬
‫أشرب من هواه» (((‪.‬‬
‫أمراض القلب نوعان‪:‬‬
‫‪-1‬أمراض شُ ُبهات‪ ،‬ويراد بها‪ :‬جميع االعتقادات الباطلة‪ ،‬مثل‪ :‬الشرك والنفاق ومذاهب أهل البدع واألهواء‪ ،‬قال‬
‫[البقرة‪ ،]10 :‬وهذا النوع من املرض أشد النوعني‪.‬‬ ‫تعالى‪:‬‬
‫وطريق البعد عن ُّ‬
‫الش ُبهات‪ :‬التزام ما جاء في الكتاب والسنة‪ ،‬والوقوف عنده‪ ،‬والبعد عن التعرض للشبهات التي‬
‫يثيرها األعداء حول الدّ ين أو بعض شرائعه‪ ،‬فقد يعلق بالقلب شيء منها‪ ،‬وال يستطيع دفعه أو عالجه‪ ،‬فيخسر‬
‫دينه بسبب ذلك‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬إغاثة اللهفان‪ ،‬اجلزء األول‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪227‬‬
‫عمل بخالف احلق‪ُ ،‬‬
‫مثل‪ :‬شهوة الزنا‪ ،‬والنظر احمل ّرم‪ ،‬والكالم احمل ّرم من الغيبة‬ ‫كل ٍ‬ ‫‪-2‬أمراض شَ هوات‪ ،‬ويراد بها‪ُّ :‬‬
‫ُ‬
‫والنميمة‪ ،‬واالنتقام بالباطل‪ ،‬واملفاخرة باألحساب والطعن في األنساب‪.‬‬
‫وطريق البعد عن َّ‬
‫الشهوات الباطلة‪ :‬التزام ما أمر اهلل به والصبر على ذلك‪ ،‬ومجاهدة النفس عليه‪ ،‬واجتناب ما‬
‫نهى اهلل عنه ورسولُه ‪.‬‬
‫أسباب حياة القلب‬
‫‪ 1‬توحيد اهلل تعالى واإلميان به‪ ،‬وجتديد ذلك؛ والعمل بالفرائض التي فرضها اهلل سبحانه وتعالى‪ .‬فهذه األمور رأس‬
‫حياة القلوب وسعادتها‪.‬‬
‫‪ 2‬التضرع إلى اهلل تعالى‪ ،‬واللجوء إليه‪ ،‬وكثرة ذكره ودعائه‪ ،‬ومراقبته‪ ،‬والتفكر في آالئه‪ ،‬ومخلوقاته‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫[الرعد‪.]28 :‬‬
‫‪ 3‬تد ُّبر القرآن الكرمي‪ ،‬والنظر في معانيه‪ ،‬والعمل مبا جاء فيه‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ﱪ [محمد‪.]24 :‬‬
‫‪ 4‬تــرك الــذنــوب ومــجــاهــدة النفس على ذل ــك‪ ،‬فــإن الــذنــوب متيت الــقــلــوب‪ ،‬وبتركها حتيا الــقــلــوب‪ ،‬قــال تعالى‪:‬‬
‫[المصطفين‪ ،]14 :‬قال ابن املبارك رحمه اهلل تعالى‪:‬‬
‫الــــــــــــــذ َّل إدم ـ ــا ُن ـ ــه ـ ــا‬
‫ُّ‬ ‫وقــــــــد يــــــــــورث‬ ‫الــــــــذنــــــــوب متـ ــيـ ــت الـ ــقـ ــلـ ــوب‬
‫َ‬ ‫رأيـــــــــــت‬
‫ُ‬
‫فـــــخـــــيـــــ ٌر لـ ــنـ ــفـ ــسـ ــك عـ ــصـ ــيـ ــا ُنـ ــهـ ــا‬ ‫الـــــــذنـــــــوب حـــــيـــــا ُة ال ــق ــل ــوب‬
‫ِ‬ ‫وتَــــــــــــــ ْر ُك‬
‫‪ 5‬االهتمام بتصحيح األقوال واألعمال الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫‪ 6‬االهتمام الكبير بشأن اآلخرة‪ ،‬واإلقبال عليها‪ ،‬وتذكرها‪ ،‬واالستعداد لها‪.‬‬
‫‪ 7‬زيارة املرضى‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫ارتباط صالح القلب بصالح العمل‬
‫يظن بعض الناس أن هناك انفصا ًال بني صالح القلب وصالح العمل الظاهر‪ ،‬وقد يستدل بقول النبي ‪« :‬التقوى‬
‫ها هنا» ويشير إلى صدره‪ ،‬ثالث مرات ‪ ،‬وهذا فهم خاطئ ألن الظاهر والباطن متالزمان‪ ،‬فمن كان ّ‬
‫(((‬
‫تقي القلب‬
‫كانت جوارحه مستقيمة‪.‬‬
‫والواجب علينا أن نعلم‪ :‬أن اإلميان قول وعمل ونية‪ ،‬وأن صالح الباطن يؤثر في صالح الظاهر‪ ،‬وكلما ازداد صالح‬
‫الباطن كان ذلك زيادة في صالح الظاهر‪.‬‬
‫‪ ،‬وأيض ًا قوله ‪« :‬إن اهلل ال ينظر إلى صوركم‬ ‫ومما يدل على هذا الترابط‪ :‬ما تقدم من حديث النعمان بن بشير‬
‫وأموالكم‪ ،‬ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»(((‪.‬‬
‫أثر صالح القلب وثمرته‬
‫قال احلافظ ابن رجب رحمه اهلل تعالى‪« :‬فالقوم إذا صلحت قلوبهم فلم يبق فيها إرادة لغير اهلل عز وجل صلحت‬
‫جوارحهم فلم تتحرك إال هلل عز وجل‪ ،‬ومبا فيه رضاه»(((‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫تعاون مع زمالئك في جمع أكبر قدر من أسباب سالمة القلب‪ ،‬وأسباب مرضه‪ ،‬ثم بني أكثرها‬
‫أثرا الدرجة األكبر‪:‬‬
‫تأثيرا على القلب بحيث ُيعطى األكثر ً‬
‫ً‬
‫تأثيرا‬
‫أكثرها ً‬ ‫تأثيرا‬
‫أكثرها ً‬ ‫أسباب سالمة‬
‫أسباب مرض القلب‬ ‫م‬
‫(‪)5–1‬‬ ‫(‪)5–1‬‬ ‫القلب‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫(‪ )1‬جزء من حديث رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬جامع العلوم واحلكم بتصرف يسير‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بني القلب السليم‪ ،‬والقلب املريض‪:‬‬
‫القلب املريض‬ ‫القلب السليم‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫‪ 1‬تقبل الهدى‬
‫‪ 2‬إدراك احلق‬
‫‪ 3‬صحة النية والعمل‬
‫‪ 4‬احلرص على الطاعة‬
‫‪ 5‬السلمة في اآلخرة‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫مستشهدا لذلك بدليل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ِّ 1‬بني أهمية صلح القلب‬
‫‪ 2‬ما أنواع القلوب؟ واستشهد من القرآن ُّ‬
‫والسنة مبا يدل على ذلك‪.‬‬
‫مريضا؟ ومتى يكون مي ًتا؟‬ ‫‪ 3‬متى يكون القلب ً‬
‫سليما؟ ومتى يكون ً‬
‫‪ِّ 4‬بني وجه االرتباط بني صلح القلب وصلح العمل‪.‬‬
‫‪ 5‬أمراض القلوب نوعان‪ ،‬ما هما؟ وأيهما أشد ً‬
‫خطرا؟ وملاذا؟‬
‫‪ 6‬ما اآلثار املترتبة على صلح القلب؟‬

‫‪230‬‬
‫ال‪fò‬و‪ Ü‬وا‪Ÿ‬ع‪UÉ‬ش» وا‪ÉKB‬ره‪ɪ‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬املرا‪ O‬بال‪ò‬ن‪ ܃‬واملعا‪U‬س»‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ ‪£N‬ر ال‪ ‘ ´ƒbƒ‬مع‪ü‬سية اˆ‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬اأن‪ƒ‬ا´ ال‪ò‬ن‪.܃‬‬
‫“ ‪u‬ث‪ π‬لل‪ѵ‬ا‪F‬ر ولل‪ü‬س¨ا‪F‬ر‪.‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬ال‪ѵ‬ا‪F‬ر وال‪ü‬س¨ا‪F‬ر‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬متى تت‪ ∫ƒë‬ال‪ü‬س¨ا‪F‬ر ا‪E‬لى ‪Ñc‬ا‪F‬ر‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬ا‪KB‬ار ال‪ò‬ن‪ ܃‬واملعا‪U‬س»‪.‬‬
‫املراد بالذنوب واملعاصي‬
‫املراد بالذنوب واملعاصي‪ :‬ترك الواجبات الشرعية‪ ،‬أو ارتكاب ا ْل ُمح َّرمات‪ .‬وتسمى املعصية‪ :‬اخلطيئة‪ ،‬واإلثم‪ ،‬والسيئة‪.‬‬
‫خطر الذنوب واملعاصي والتحذير منها‬
‫إن خطر الذنوب يكمن في كونها مبعدة عن اهلل تعالى‪ ،‬وعن رحمته‪ ،‬مقربة إلى سخطه والنار‪ ،‬وكلما استمر العبد‬
‫في كسب اخلطايا ابتعد عن مواله أكثر‪ ،‬ولذلك جاءت النصوص الكثيرة حتذر من الذنوب‪ ،‬وتبني عقوباتها َّ‬
‫وأن ما‬
‫أصاب األمم املاضية من انتقام فهو بسبب ذنوبها‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ¿ ‪È Ç Æ Å Ä Ã Â Á À‬ﱪ [المائدة‪:‬‬
‫‪ ،]49‬وقال تعالى‪ :‬ﱫ‪ ` _ ^ ] \ [ Z Y X W V U T‬ﱪ [اإلعراف‪.]100 :‬‬
‫وقال ‪« :‬اجتنبوا السبع املوبقات‪ »..‬احلديث(‪ ،)١‬فأمر باجتناب الذنوب‪ ،‬وذلك أبلغ مما لو نهى عن اقترافها؛‬
‫ألن االجتناب يقتضي ترك الذنب وما يوصل إليه‪ ،‬ثم أخبر ‪ ‬أنها مهلكة ملن واقعها‪.‬‬
‫أنواع الذنوب‬
‫تنقسم الذنوب إلى قسمني‪ :‬كبائر وصغائر‪ ،‬واألدلة على هذا التقسيم كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱫ‪ n m l k j i h g f e d c b‬ﱪ [النساء‪،]31 :‬‬ ‫اأ‬

‫ﱪ [النجم‪.]32 :‬‬ ‫وقال تعالى‪ :‬ﱫ‬


‫قوله ‪« :‬الصلوات اخلمس‪ ،‬واجلمعة إلى اجلمعة‪ ،‬كفارة ملا بينهن ما لم تغش الكبائر»(‪.)٢‬‬ ‫ب‬

‫(‪ )٢‬رواه مسلم‪.‬‬ ‫(‪ )١‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫أوالً‪ :‬الكبائر‪:‬‬
‫جاء في األدلة عدّ جملة من الكبائر‪ ،‬مثل‪ :‬الشرك باهلل‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬وقتل النفس التي حرم اهلل‪ ،‬والسحر‪،‬‬
‫وشهادة الزور‪ ،‬وغير ذلك‪ .‬واجتهد العلماء في وضع ضابط تُعرف به الكبيرة ِمن غيرها‪ ،‬فقالوا في تعريف الكبيرة‪:‬‬
‫كل معصية دل الدليل على تغليظ حترميها‪ ،‬إما بلعن أو غضب‪ ،‬أو عذاب‪ ،‬أو نار‪ ،‬أو حد في الدنيا‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫ثانيا‪ :‬الصغائر‪:‬‬
‫ً‬
‫الصغيرة هي‪ :‬ما لم ينطبق عليها حد الكبيرة‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬اخلروج من املسجد بعد األذان لغير حاجة‪ ،‬وترك إجابة‬
‫دعوة الزواج بدون عذر‪ ،‬وترك رد السالم‪ ،‬وعدم تشميت العاطس الذي حمد اهلل‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫التحذير من االستهانة بالصغائر‬

‫مما يدل على خطورة االستهانة بالصغائر ما يأتي‪:‬‬


‫‪ 1‬أن من الواجب على املسلم ترك ما نهى اهلل عنه ورسوله‪ ،‬ال فرق في ذلك بني الصغائر والكبائر‪ ،‬قال ‪« :‬ما‬
‫نهيتكم عنه فاجتنبوه»(((‪.‬‬
‫‪ 2‬أن ترك الذنب تعظيم حلق اهلل تعالى على العبد‪ ،‬وتعظيم ملا نهى اهلل عنه ورسوله ‪ ،‬ولذلك قال بالل بن سعد‬
‫التابعي رحمه اهلل تعالى‪ :‬ال تنظر إلى صغر اخلطيئة‪ ،‬ولكن انظر إلى من عصيت(((‪.‬‬
‫‪ 3‬أنه قد ورد التحذير من التهاون بالصغائر بنص خاص‪ ،‬وذلك في قوله ‪« :‬إياكم ومح َّقرات الذنوب‪ ،‬فإمنا مثل‬
‫مح َّقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد‪ ،‬فجاء ذا بعود‪ ،‬وجاء ذا بعود‪ ،‬حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم‪،‬‬
‫وإن مح َّقرات الذنوب متى ُيؤْ َخ ْذ بها صاحبه تهلكه»(((‪.‬‬
‫‪ 4‬أن الصغيرة قد جتر إلى غيرها من صغائر أو كبائر‪ ،‬وهذا إمنا يكون من استدراج الشيطان للعبد‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫[النور‪.]21 :‬‬ ‫‪...‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬صفة الصفوة (في ترجمة بالل بن سعد)‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أحمد‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫آثار الذنوب واملعاصي‬
‫للذنوب واملعاصي آثار سيئة على الفرد واملجتمع‪:‬‬
‫�أ على الفرد‪ :‬تظهر آثارها على الفرد بظلمة القلب‪ ،‬وعدم انشراحه‪ ،‬وابتالؤه باملصايب((( واملشاكل‪ ،‬وقلة‬
‫ً‬
‫إمهال لهم ليتوبوا‪ ،‬وقد يكون‬ ‫يوسع اهلل تعالى على بعض الظاملني وميدّ هم بالنعم والسرور‬
‫التوفيق‪ .‬وقد ّ‬
‫استدراجا حتى إذا أخذهم لـم يفلـتهم‪ ،‬كمـا قـال تعـالى‪ :‬ﱫ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﱪ [القلم‪ ،]45 :‬وقــال‪:‬‬ ‫ً‬
‫ﱫ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﱪ‬
‫[آل عمران‪ ،]178 :‬وقال ‪« :‬إن اهلل ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»(((‪ ،‬ثم قرأ‪ :‬ﱫ ﮍ ﮎ ﮏ‬
‫ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﱪ [هود‪.]102 :‬‬
‫على املجتمع‪ :‬وتظهر آثارها على املجتمع بكثرة األمراض واألوبئة‪ ،‬واختالل األمن وظهور اخلوف وفقد‬ ‫ب‬

‫الطمأنينة‪ ،‬وقلة نزول األمطار أو كثرتها كثرة مؤذية‪ ،‬واحلروب املدمرة وغير ذلك‪ .‬وال َيغْ َت َّر َّن املسلم بظهور‬
‫عجل لهم طيباتهم في‬ ‫بعض النعمة عند الكافرين‪ ،‬فإن ذلك إما استدراج من اهلل لهم‪ ،‬أو ألن اهلل تعالى َّ‬
‫حياتهم الدنيا‪ ،‬كما ثبت ذلك عن النبي ‪.((( ‬‬
‫واجب املجتمع واألفراد في الوقاية من الذنوب والتخلص منها‬
‫واجب املجتمع‪:‬‬
‫على املجتمع التوبة من الذنوب واملعاصي بأنواعها‪ ،‬والتكاتف على إزالتها‪ ،‬والتناصح فيما بينهم‪ ،‬واألمر باملعروف‬
‫والنهي عن املنكر‪ ،‬ألن التساهل بها يؤدي إلى سخط اهلل وعقوبته‪ ،‬ومن دالئل ذلك ما يأتي‪:‬‬
‫قوله تعالى‪ :‬ﱫ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬ ‫�أ‬

‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﱪ‬
‫[المائدة‪.]79-78 :‬‬
‫قال النبي ‪« :‬مثل القائم على حدود اهلل والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة‪ ،‬فأصاب بعضهم‬ ‫ب‬
‫أعالها وبعضهم أسفلها‪ ،‬فكان الذين في أسفلها إذا استقوا املاء مروا على من فوقهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬لو أنا خرقنا‬
‫في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا‪ ،‬فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جمي ًعا‪ ،‬وإن أخذوا على أيديهم جنوا‬
‫وجنوا جمي ًعا»(((‪.‬‬
‫(‪ )1‬ليعلم أن املصايب التي تصيب العبد قد تكون عقوبة‪ ،‬وقد تكون ابتالء واختباراً ليصبر اإلنسان وترتفع درجته عند اهلل‪ ،‬وذلك كالذي يحصل‬
‫لألنبياء والصاحلني‪ ،‬وإمنا يعرف الفارق بينهما مبدى التزام املصاب بالشرع من عدمه (ينظر للفائدة‪ :‬مدارج السالكني – منزلة احملاسبة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫واجب الفرد‪:‬‬
‫على املسلم املبادرة بالتوبة النصوح‪ ،‬وكثرة االستغفار‪ ،‬ودعاء اهلل تعالى أن يغفر ذنوبه‪ ،‬واستشعار مراقبة اهلل تعالى‪،‬‬
‫واالستكثار من فعل احلسنات املكفرة للسيئات‪ ،‬كما أن عليه البعد عن األسباب املوقعة في الذنوب والتي منها‪:‬‬
‫اجلهل بحق اهلل تعالى‪ ،‬والتهاون باملعصية‪ ،‬ومصاحبة العصاة‪ ،‬والفراغ‪ ،‬وضعف اإلميان‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫يزعم كثير من الشباب أنه ال يستطيع التوبة من الذنوب ألنه كلما عزم على التوبة‪ ،‬رجع إلى‬
‫مواقعة الذنب‪.‬‬
‫حلل هذه املشكلة بذكر األسباب احملتملة لها‪ ،‬ثم ضع احللول املناسبة‬
‫احللول‬ ‫األسباب‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫قارن بني الصغائر‪ ،‬والكبائر‪:‬‬
‫الصغائر‬ ‫الكبائر‬ ‫وجه املقارنة‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما املراد بالذنوب واملعاصي؟ وما خطرها على اإلنسان؟‬ ‫‪1‬‬

‫ما أنواع الذنوب واملعاصي؟ وما تعريف كل نوع؟‬ ‫‪2‬‬

‫متى تتحول الصغيرة إلى كبيرة؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما آثار الذنوب واملعاصي؟‬ ‫‪4‬‬

‫ما واجب املجتمع جتاه املعاصي والذنوب؟‬ ‫‪5‬‬

‫‪234‬‬
‫ا‪SÉëŸ‬شبة والتو‪H‬ة‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬
‫ت‪ó‬ر∑ اأهمية امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ح‪µ‬م امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫تع‪ O uó‬م‪ƒ‬ان™ امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬
‫ت‪ ÚÑ‬ا‪KB‬ار امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬‫‪u‬‬
‫ت‪u Ø‬ر‪ ¥‬ب‪ Ú‬امل‪ë‬ا�س‪Ñ‬ة والت‪ƒ‬بة‪.‬‬

‫معنى احملاسبة والتوبة‬


‫احملاسبة هي‪ :‬وقوف العبد مع نفسه لينظر في عمله من حيث موافقته ألمر اهلل وأمر رسوله ‪ ‬وقيامه مبا أوجب‬
‫اهلل وتز ُّو ُد ُه للدار اآلخرة‪.‬‬
‫والتوبة هي‪ :‬الرجوع إلى اهلل تعالى بالتزام فعل ما يحب‪ ،‬وترك ما يكره‪.‬‬
‫عالقة احملاسبة بالتوبة‬
‫احملاسبة لها صلة وثيقة بالتوبة؛ وذلك ألنه إذا حاسب العبدُ نفسه تبني له تقصيره في حق اهلل فقاده ذلك إلى‬
‫التوبة‪ ،‬وعلى هذا تكون احملاسبة سابقة للتوبة‪.‬‬
‫حكمهما‬
‫احملاسبة عند التقصير في الواجبات وفعل احملرمات واجبة حتى يتسنى للعبد التوبة مما ف َّرط فيه‪ ،‬وتستحب‬
‫محاسبة النفس على ترك السنن والنوافل وفعل املكروهات‪.‬‬

‫وقد دل على مشروعية احملاسبة قول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ‪6 5 4 3 2 1 0 / . -‬ﱪ‬


‫[الحشر‪ ،]18 :‬قال اإلمام ابن كثير معل ًقا على هذه اآلية‪ :‬أي حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا‪ ،‬وانظروا ماذا ادخرمت‬
‫ألنفسكم من األعمال الصاحلة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫وقال عمر بن اخلطاب‪ : ‬حاسبوا أنفسكم قبل أن حتاسبوا‪ ،‬وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في‬
‫غدا أن حتاسبوا أنفسكم اليوم‪ ،‬وتزينوا للعرض األكبرﱫﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﱪ [الحاقة‪.]18 :‬‬ ‫احلساب ً‬
‫والتوبة واجبة‪ ،‬وقد دل على ذلك‪:‬‬
‫ﱪ [النور‪ ،]31 :‬وقــولــه تعالى‪:‬‬ ‫قــول اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫�أ‬
‫ﱪ [التحريم‪.]8 :‬‬ ‫ﱫ‬
‫هلل؛ َفإنِّي َأت ُ‬
‫ُوب في ا ْل َي ْو ِم إليه ِم َئ َة َم َّرةٍ »(((‪.‬‬ ‫قول النبي ‪« :‬يا َأ ُّي َها الناس تُو ُبوا إلى ا ِ‬ ‫ب‬

‫أجمع العلماء على وجوب التوبة‪ ،‬كما نقله غير واحد من أهل العلم‪.‬‬ ‫ت‬

‫أهمية احملاسبة‬
‫للمحاسبة أهمية كبرى تتبني في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬أنها طريق الستقامة القلوب وتزكية النفوس؛ فإن زكاتها وطهارتها موقوفة على محاسبتها‪ ،‬فال تزكو وال تطهر‬
‫وال تصلح إال مبحاسبتها‪.‬‬
‫‪ 2‬أنها دليل على حياة القلب وخوفه من اهلل؛ فغير اخلائف من اهلل ليس عنده من الدواعي ما يجعله يقف مع نفسه‬
‫فيحاسبها و يعاتبها على تقصيرها‪.‬‬
‫‪ 3‬أنها طريق للتوبة؛ وذلك ألنه إذا حاسب نفسه أدرك تقصيره في حق اهلل‪ ،‬فقاده هذا إلى التوبة‪.‬‬
‫فضل التوبة‬
‫للتوبة فضائل كثيرة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ﱪ [البقرة‪.]222 :‬‬ ‫محبة اهلل للتائبني‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫�أ‬

‫مغفرة اهلل لسيئات التائبني‪ ،‬وإدخالهم جنته‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫ب‬

‫ﱪ [التحريم‪.]8 :‬‬
‫فرحا بتوبة عبده حني يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته‬ ‫«ل ُ َ‬
‫أشدُّ ً‬ ‫فرح اهلل تعالى بتوبة عبده‪ ،‬قال ‪َ :‬‬ ‫ج‬

‫بأرض فالة‪ ،‬فانفلتت منه‪ ،‬وعليها طعامه وشرابه‪ ،‬فأيس منها‪ ،‬فأتى شجرة فاضطجع في ظلها – قد أيس من‬
‫راحلته – فبينما هو كذلك‪ ،‬إذا هو بها قائمة عنده‪ ،‬فأخذ بخطامها‪ ،‬ثم قال – من شدة الفرح –‪ :‬اللهم أنت‬
‫عبدي وأنا ربك‪ ،‬أخطأ من شدة الفرح»(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫شروط صحة التوبة‬
‫التوبة النصوح هي املشتملة على الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ 1‬اإلقالع عن الذنب‪ ،‬فإن كان الذنب بفعل محرم تركه‪ ،‬وإن كان بترك واجب فعله‪.‬‬
‫‪ 2‬الندم على ما فات من مقارفة اخلطايا‪ ،‬فمن كان إذا تذكر ذنبه فرح به‪ ،‬ومتنى أن تعود تلك األيام فليس بتائب‬
‫في احلقيقة‪.‬‬
‫غدا‪ ،‬فليس بتائب على‬
‫‪ 3‬العزم الصادق على عدم العودة إلى الذنب‪ ،‬فمن ترك الذنب وفي نيته أن يعاوده ً‬
‫احلقيقة‪.‬‬
‫‪ 4‬أن يكون تركها ألجل اهلل تعالى‪ ،‬ال خلوف أو مصلحة أو غير ذلك‪.‬‬
‫‪ 5‬إن كان الذنب ح ًّقا لآلخرين لزمه إعادته إليه‪ ،‬إال إن سامحه‪ ،‬فإن لم يجده ح ًّيا أعطاه ورثته‪ ،‬فإن لم يجدهم‬
‫– بعد البحث – تصدق به عن صاحبه‪.‬‬
‫ما على العبد بعد التوبة‬
‫على التائب أن يستكثر من الطاعات وذكر اهلل تعالى‪ ،‬وأن يدعو اهلل بالثبات على التوبة ويقبلها منه‪ ،‬وعليه مجانبة‬
‫ما يدعوه إلى معاودة الذنب من صديق‪ ،‬أو مكان‪ ،‬ويشهد لهذا املعنى ما ذكره النبي ‪ ‬في قصة (قاتل املئة)‬
‫فاع ُب ِد اهلل معهم‪ ،‬وال ترجع إلى‬
‫أناسا يعبدون اهلل ْ‬
‫الذي تاب‪ ،‬فقال له العالم‪« :‬انطلق إلى أرض كذا وكذا‪ ،‬فإن بها ً‬
‫أرضك فإنها أرض سوء»(((‪.‬‬
‫زمن التوبة‬
‫دائما؛ ألنه ال يخلو أحد من تقصير في حق اهلل تعالى‪ ،‬كما قال ‪« :‬كل ابن آدم َّ‬
‫خطا ٌء‪،‬‬ ‫املرء محتاج إلى التوبة ً‬
‫وخير َّ‬
‫اخلطائني الت َّوابون» ‪.‬‬
‫(((‬

‫وكان النبي ‪ ‬يستغفر اهلل ويتوب إليه في اليوم مئة مرة‪ ،‬كما تقدم‪ .‬وفي حديث أبي هريرة ‪ ‬عن النبي ‪ ‬أنه‬
‫قال‪« :‬واهلل إني ألستغفر اهلل وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعني مرة»(((‪.‬‬
‫قصر في واجب‪ ،‬قال ‪« :‬إن اهلل تعالى يبسط يده بالليل‬
‫ذنبا أو َّ‬ ‫فزمنها جميع حياة ابن آدم‪ ،‬ك َّلما َ‬
‫قارف العبد ً‬
‫ليتوب ُمسيء النهار‪ ،‬ويبسط يده بالنهار؛ ليتوب مسيء الليل‪ ،‬حتى تطلع الشمس ِمن مغربها»(((‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه الترمذي‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪237‬‬
‫الزمن الذي ال تقبل فيه التوبة‬
‫باب التوبة مفتوح في كل وقت؛ إال في وقتني هما‪:‬‬
‫‪ 1‬وقت االحتضار‪ ،‬ألنه إذا بلغت الروح احللقوم لم تقبل التوبة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬

‫ﱪ [النساء‪ ،]18 :‬وقال ‪« :‬إن اهلل يقبل توبة العبد ما لم ُي َغ ْر ِغ ْر»(((‪.‬‬


‫إذا طلعت الشمس ِمن مغربها‪ ،‬قال ‪َ « :‬من تاب قبل أن تطلع الشمس ِمن مغربها تاب اهلل عليه»(((‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫األمور الصارفة عن التوبة‬
‫‪ 1‬االعتماد على رحمة اهلل تعالى وعفوه مع الغفلة عن عقابه‪ ،‬كقول كثير من املذنبني‪ :‬اهلل غفور رحيم‪ ،‬ولم‬
‫يتدبروا قــول اهلل تعالى‪:‬‬
‫[الحجر‪.]50-49 :‬‬
‫‪ 2‬التسويف‪ ،‬وطول األمل‪ ،‬وتأجيل التوبة إلى حني الكبر‪.‬‬
‫‪ 3‬االنهماك في متع احلياة الدنيا‪ ،‬والغفلة عن اآلخرة‪ ،‬ونسيان املوت‪ ،‬وقد قال ‪« :‬أكثروا ذكر هاذم اللذات»(((‪،‬‬
‫يعني املوت‪ ،‬وقال‪ ...« :‬زوروا القبور فإنها تذكر املوت»(((‪.‬‬
‫‪ 4‬استصغار الذنب واحتقاره‪ ،‬وقول املذنب‪( :‬أنا ما فعلت شي ًئا)‪ ،‬ويرى فعله صغيراً ال يؤاخذ به‪ ،‬قال ابن مسعود‬
‫‪« :‬إن املؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد حتت جبل يخاف أن يقع عليه‪ ،‬وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب م َّر على‬
‫أنفه‪ ،‬فقال به هكذا» وأشار الراوي بيده فوق أنفه (((‪ .‬وقال أنس ‪« :‬إنكم لتعملون أعما ًال هي أدق في‬
‫أعينكم من الشعر‪ ،‬إن كنا لنعدها على عهد النبي ‪ ‬من املوبقات» (((‪.‬‬
‫معجبا بعمله ‪ :-‬أنا أفعل كذا‪ ،‬وأنا أقوم بكذا‪ ،‬غير متد ِّبر لقول‬
‫ً‬ ‫‪ 5‬االغترا ُر بفعل احلسنات‪ ،‬ونسيان الذنوب‪ ،‬فيقول –‬
‫اهلل تعالى‪ :‬ﱫ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﱪ‬
‫[الحجرات‪.]17 :‬‬
‫الذنب بقولهم وفعلهم‪ ،‬و ُي َث ِّب َ‬
‫طون عن التوبة‪.‬‬ ‫نون َ‬ ‫‪ 6‬مصاحبة ا ْل ُم ِص ِّر َين على املعاصي‪ ،‬الذين ُي َه ِّو َ‬
‫ذنب من رحمة أرحم الراحمني‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬ ‫قنوط ا ْل ُم ِ‬
‫ُ‬ ‫‪7‬‬
‫[الزمر‪.]53 :‬‬ ‫ﱪ‬

‫(‪ )1‬رواه الترمذي‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الترمذي‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪238‬‬
‫اآلثار املترتبة على احملاسبة والتوبة‬
‫إذا حاسب اإلنسان نفسه استفاد عدة فوائد منها‪:‬‬
‫‪ -1‬حتقيق سعادة الدارين ونيل رضا اهلل تعالى ومحبته؛ ألنه إذا حاسب نفسه علم تقصيرها‪ ،‬وأنه مهما عمل‬
‫لم يقم مبا طلب منه القيام به‪ ،‬وأنه لو قام مبا ُطلب منه احتاج إلى شكر اهلل الذي َّ‬
‫من عليه بأن وفقه للقيام مبا‬
‫ُأمر به‪ ،‬وإذا أدرك تقصيره في جنب اهلل قاده ذلك إلى أن يبذل املزيد من اجلهد‪ ،‬وأن يتدارك النقص‪ ،‬ويستعد‬
‫أكمل االستعداد ليوم املعاد؛ و َمن هذه حاله ينال رضا اهلل ومحبته سبحانه‪.‬‬
‫االطالع على عيوب النفس‪ :‬ألنه باحملاسبة البد أن يجد في نفسه عيباً‪ ،‬فإذا اطلع على عيبها مقتها في ذات‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫اهلل تعالى‪ ،‬وأما من لم يحاسب نفسه لم يطلع على عيوبها‪ ،‬ومن لم يطلع على عيب نفسه لم ميكنه إزالته‪.‬‬
‫‪ -3‬إخالص النية هلل‪ :‬ألن احملاسبة وقفة خفية بني العبد وبني نفسه ال يعلمها إال اهلل‪ ،‬وكل إنسان أدرى بنفسه وبحقيقة‬
‫أعماله؛ فيتعرف هل عمل هذا العمل رياء أو سمعة أو عمله هلل‪ ،‬وهذا يقود بإذن اهلل إلى اإلخالص هلل‪.‬‬
‫‪ -4‬استشعار الهدف الذي خُ لق من أجله‪ :‬إذا حاسبت نفسك علمت أنك خلقت ألمر عظيم وهو عبادة اهلل‬
‫[الذاريات‪.]56 :‬‬ ‫وحده‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ّ‬
‫وتذكر فرجع إلى الطريق‬ ‫‪-5‬االستقامة‪ :‬فيجتهد في الطاعة ويبتعد عن املعاصي‪ ،‬وك ّلما وقع في تقصير أو زلّة انتبه‬
‫املستقيم‪ ،‬وهكذا يكون حاله حتى يلقى ربه عز وجل‪.‬‬
‫‪-6‬الزهد في الدنيا‪ :‬ألنه سيعرف حقيقة الدنيا وحقيقة نفسه وما تريد‪ ،‬وسيدرك أن الدنيا دار ممر وفناء‪ ،‬يزرع‬
‫بها العبد ما يحب أن يراه غداً‪ ،‬مما يجعله ينظر إلى الدنيا على أنها مزرعة لآلخرة؛ فال ينافس أهلها عليها‪.‬‬
‫‪-7‬مراقبة اهلل؛ ألنه كلما َه َّم مبعصية حاسب نفسه‪ ،‬وكلما َّ‬
‫هم بتقصير في واجب حاسب نفسه‪ ،‬وهذه هي مراقبة‬
‫اهلل حتى يصل إلى مرتبة اإلحسان‪.‬‬
‫‪-8‬االنكسار هلل تعالى واحلياء منه‪ :‬وهاتان عبادتان قلب ّيتان ينتج عنهما كثرة األوبة إلى اهلل تعالى وإخالص العمل‬
‫له‪ ،‬واالجتهاد في الطاعة‪ ،‬وعدم العجب بالعمل واالغترار به‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫ِّبني كيف تكون التوبة من الذنوب اآلتية‪:‬‬
‫التوبة منه‬ ‫الذنب‬ ‫م‬
‫الغيبة‬ ‫‪1‬‬

‫النميمة‬ ‫‪2‬‬

‫أكل أموال الناس بالباطل‬ ‫‪3‬‬

‫التدليس في البيع‬ ‫‪4‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫هناك عدد من املوانع التي تصرف عن احملاسبة‪ ،‬تعاون مع زملئك في ذكرها‪:‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫ما تعريف التوبة واحملاسبة؟ وما الفرق بينهما؟‬ ‫‪1‬‬

‫عدِّ د فضائل التوبة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ما األوقات التي ال تقبل فيها التوبة؟‬ ‫‪3‬‬

‫ما اآلثار املترتبة على احملاسبة والتوبة؟‬ ‫‪4‬‬

‫‪240‬‬
‫ال�شيط‪ o¿É‬ومدا‪o N‬ل¬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬ال‪û‬سي‪£‬ا¿‪.‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪ è‬ا◊‪µ‬مة م‪N ø‬ل≥ ال‪û‬سي‪£‬ا¿‪.‬‬
‫تع‪ O uó‬م‪ó‬ا‪ πN‬ال‪û‬سي‪£‬ا¿ ‪Y‬لى ال‪E‬ن‪ù‬سا¿‪.‬‬
‫ت‪� ÚÑ‬س‪ πÑ‬ال‪bƒ‬ا‪j‬ة م‪ ø‬ال‪û‬سي‪£‬ا¿‪.‬‬‫‪u‬‬

‫حقيقة الشيطان‬

‫الشيطان مخلوق هلل تعالى‪ ،‬وهو من اجلن‪ ،‬ولم يكن من امللئكة َط ْرفة عني‪ ،‬قال تعالى‪ponml :‬‬
‫‪¨§¦¥¤£¢¡~}|{zyxwvutsrq‬‬
‫©  [الكهف‪ .]50 :‬واجلن مخلوقون من النار‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ§ ¨ © ‪ ¯ ® ¬ « ª‬ﱪ [الحجر‪.]27 :‬‬
‫وهومك َّلف ومحاسب‪ ،‬وال ُيرى بصورته احلقيقية‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ‪q p o n m l k j‬ﱪ [األعراف‪.]27 :‬‬
‫ٌ‬
‫ملعون مطرو ٌد من رحمة اهلل تعالى‪ ،‬وعد ٌو لبني آد َم؛ كما أخبر اهلل تبارك وتعالى‬ ‫ورجيم‬
‫ٌ‬ ‫وهو فاسق عن أمر ربه جل وعل‪،‬‬
‫ﱪ [فاطر‪.]6 :‬‬ ‫بقوله‪ :‬ﱫ‬

‫احلكمة من خلق الشيطان‬


‫‪ 1‬االبتلء واالمتحان‪ ،‬فإن من سنة اهلل تعالى اجلارية في الرسل وأتباعهم أن جعل لهم أعداء يتربصون بهم الدوائر‬
‫وينسجون لهم املكايد ليصدوهم عن سبيل اهلل تعالى‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [األنعا‪ .]112 :Â‬وقد فرض اهلل تعالى على الرسل وأتباعهم مراغمة‬
‫أحب إلى اهلل ِمن مراغمة وليه لعدوه وإغاظته له »®‪.©1‬‬
‫أعدائه ومجاهدتهم قال اإلمام ابن القيم رحمه اهلل‪« :‬وال شي َء ُّ‬
‫‪ 2‬حصول ا ْل ِع ْبر ِة جلميع الع َباد مبا حصل لعدو اهلل إبليس من اإلهانة والذل وسوء العاقبة بسبب عصيانه أمر اهلل‬
‫تعالى واستكباره على ربه‪ ،‬ويعظم خوفهم من اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ 3‬ظهور آثار أسماء اهلل املتضمنة حللمه وعفوه ومغفرته وستره على عباده ملا ارتكبوه من ذنوب ومعاصي نتيجة‬
‫إضلل الشيطان لهم وتغريره بهم‪.‬‬
‫سقط‬ ‫يقول ابن القيم رحمه اهلل‪« :‬فلو لم ُيقدِّ ر الذنوب واملعاصي َف ِل َمن يغفر؟ وعلى من يتوب؟ َّ‬
‫وعمن يعفو و ُي ِ‬

‫‪241‬‬ ‫(‪ )١‬مدارج السالكني‪.٢٤٩/١ :‬‬


‫حقه؟ و ُيظهر فضله وجوده وحلمه وكرمه‪ ،‬وهو واسع املغفرة‪ ،‬فكيف يعطل هذه الصفة؟ أم كيف يتحقق بدون ما‬
‫يغفر ومن يغفر له؟ ومن يتوب وما يتاب عليه؟ فلو لم يكن في تقدير الذنوب واملعاصي واملخالفات إال هذا وحده‬
‫لكفى به حكمة وغاية محمودة»‪.‬‬

‫العبرة والعظة مبا‬


‫حصل للشيطان‬
‫من اإلهانة ُّ‬
‫والذ ِّل‬

‫احلكمة من‬
‫خلق الشيطان‬
‫ظهور آثار أسماء‬
‫اهلل املتضمنة حللمه‬ ‫االبتالء‬
‫وعفوه وستره على‬ ‫واالختبار‬
‫عباده‬

‫مداخل الشيطان في إضالل اإلنسان‬


‫للشيطان مداخل كثيرة على اإلنسان‪ ،‬ومن أعظم مداخله‪:‬‬
‫‪ 1‬تزيني الباطل‪ ،‬كما قال اهلل تعالى عنه‪:‬‬
‫[الحجر‪ ،]39 :‬فهو يظهر الباطل في صورة احلق‪ ،‬واحلق في صورة الباطل‪ ،‬حتى يندفع الناس للمنكرات‪ ،‬ومن‬
‫ذلك تسمية األمور احمل َّرمة بأسماء محببة إلى النفوس‪ ،‬فاخلمور تسمى شراب ًا أو مشروب ًا روحياً‪ ،‬والربا فوائد‪،‬‬
‫وسفور املرأة وزينتها خارج بيتها تقدُّ م ًا ومدنيةً‪ ،‬وغيرها كثير‪.‬‬
‫‪ 2‬التثبيط عن الطاعات بالتسويف والكسل‪ ،‬حتى تفوت على اإلنسان املصالح‪ ،‬ويحرم من الثواب‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ِب ُك َّل ُعقْ َد ٍة َم َكا َن َها َع َل ْي َك َل ْي ٌل َطوِ ٌ‬
‫يل‬ ‫الث ُعق ٍَد‪َ ،‬ي ْضر ُ‬ ‫ان على قَا ِف َي ِة َر ْأ ِس َأ َح ِد ُك ْم إذا هو َنا َم َث َ‬ ‫« َي ْع ِق ُد َّ‬
‫الش ْي َط ُ‬
‫هلل ا ْن َح َّل ْت ُعقْ َد ٌة‪َ ،‬فإنْ َت َو َّض َأ ا ْن َح َّل ْت ُعقْ َد ٌة‪َ ،‬فإنْ ص َّلى ا ْن َح َّل ْت ُعق َُد ُه ُك ُّل َها‪َ ،‬ف َأ ْص َب َح‬
‫ف َْارق ُْد‪َ ،‬فإنْ ْاس َت ْيق ََظ فذكر ا َ‬
‫َن ِش ً‬
‫(((‬
‫يث ال َّنفْ ِس َك ْسالنَ »‪.‬‬ ‫يطا َط ِّي َب ال َّنفْ ِس‪َ ،‬و ِإ َّال َأ ْص َب َح خَ ِب َ‬
‫‪ 3‬اخلروج عن الوسط ومجاوزة حد االعتدال‪ ،‬يقول بعض السلف‪ :‬ما أمر اهلل تعالى بأمر إال وللشيطان فيه نزعتان‪:‬‬
‫فتورا عن الطاعة‬ ‫إما إلى تفريط وتقصير‪ ،‬وإما إلى مجاوزة وغلو‪ ،‬وال يبالي بأيهما ظفر‪ ،‬فهو إن وجد في اإلنسان ً‬
‫ال عنها ثبطه حتى ينقطع عنها‪ ،‬وإن وجد فيه رغبة في الطاعة أغراه بالزيادة فيها حتى يقع في صنوف‬ ‫وتكاس ً‬
‫من البدع والضالالت‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم‬

‫‪242‬‬
‫سبل الوقاية من الشيطان‬
‫الواجب على املسلم احلذر من الشيطان‪ ،‬واعتقاد عداوته‪ ،‬ومعرفة خطواته ومداخله‪ ،‬وأن يستفرغ وسعه في‬
‫محاربته ومجاهدته‪ ،‬كما أن على املسلم أن يجتهد في األخذ بأسباب النجاة من كيده ومكره‪ ،‬فالشيطان عدو‬
‫لإلنسان حريص على إضالله‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ﱫ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﱪ [فاطر‪ ،]6 :‬ومما يعني على السالمة من أذاه ما يأتي‪:‬‬
‫‪ 1‬االعتصام بكتاب اهلل وسنة رسوله ‪ِ ‬ع ْل ًما وعمال‪ ،‬والبعد عن طرق الضالل فإن على كل ٍ‬
‫طريق شيطا ًنا‬
‫يــدعــو إلــيــهــا‪ ،‬ق ــال ســبــحــانــه‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [البقرة‪ ،]208 :‬والسلم هو اإلســام‪ ،‬فمن ترك شي ًئا من اإلســام فقد اتبع بعض‬
‫خطوات الشيطان‪.‬‬
‫‪ 2‬االستعاذة باهلل من الشيطان الرجيم‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [فصلت‪ ،]36 :‬واالستعاذة هي طلب االمتناع باهلل‪ ،‬واالعتصام به‪ ،‬وااللتجاء إليه‪ ،‬من شر الشيطان‬
‫وأذاه‪ ،‬قال ابن كثير رحمه اهلل‪« :‬ومعنى قولك‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم أي أستجير بجناب اهلل من‬
‫الشيطان الرجيم‪ ،‬ال يضرني في ديني ودنياي‪ ،‬أو يصدني عن فعل ما أمرت به‪ ،‬أو يحثني على فعل ما نهيت‬
‫عنه‪ ،‬فإن الشيطان ال يكفه عن اإلنسان إال اهلل»)‪.(1‬‬
‫‪ 3‬اإلكثار من قراءة القرآن الكرمي‪ ،‬ومداومة ذكر اهلل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل واالستغفار والدعاء‪،‬‬
‫وأذكار الصباح واملساء والنوم وغيرها من األذكار واألوراد‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪ ‬أن النبي ‪ ‬قال‪« :‬من قال ال إله‬
‫إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬له امللك وله احلمد‪ ،‬وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة‪ ،‬كانت له عدل عشر‬
‫رقاب‪ ،‬وكتبت له مئة حسنة‪ ،‬ومحيت عنه مئة سيئة‪ ،‬وكانت له حر ًزا من الشيطان يومه ذلك حتى ميسي»)‪.(2‬‬
‫ومن قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه لن يزال عليه من اهلل حافظ‪ ،‬وال يقربه شيطان حتى يصبح)‪.(3‬‬

‫(‪ )1‬تفسير القرآن العظيم ‪.114/1‬‬


‫(‪ )2‬متفق عليه‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر صحيح البخاري‪ ،‬رقم ‪.2187‬‬

‫‪243‬‬
‫نشاط (‪)1‬‬
‫كل معصية هلل للشيطان فيها خطوات وطرق لتزيينها وتسهيلها في عني العبد‪ ،‬فما خطواته في املعاصي اآلتية‪:‬‬
‫الشرك باهلل‪...............................................................:‬‬
‫الزنا‪................................................................... :‬‬
‫القتل‪..................................................................:‬‬
‫أكل الربا‪............................................................... :‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫رقما من ( ‪ ) ٥ -١‬لكل سبب حسب املعيار‬ ‫أسباب الوقوع في حبائل الشيطان كثيرة‪ ،‬ضع ً‬
‫املوجود في اجلدول اآلتي‪ ،‬بحيث ميثل الرقم ‪ ١‬الدرجة األقل‪ ،‬ورقم ‪ ٥‬الدرجة األعلى‪.‬‬
‫كثرة انتشاره‬ ‫قوة السبب‬ ‫السبب‬ ‫م‬
‫املعيار‬
‫اجلهل والهوى‬ ‫‪1‬‬
‫تأثير الصحبة‬ ‫‪2‬‬
‫اليأس من رحمة اهلل‬ ‫‪3‬‬
‫االغترار مبغفرة اهلل‬ ‫‪4‬‬
‫القدوة السيئة‬ ‫‪5‬‬
‫ضعف اإلميان‬ ‫‪6‬‬

‫نشاط (‪)3‬‬
‫اجمع اآليات التي تعرضت لذكر الشيطان أو الشياطني‪ ،‬ثم اذكر أهم صفات الشيطان‪:‬‬
‫الصفات‬ ‫اآليات‬ ‫م‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ 1‬ما احلكمة من خلق الشيطان؟‬
‫‪ِّ 2‬بني مداخل الشيطان على اإلنسان‪.‬‬
‫‪ 3‬ما وسائل الوقاية ِمن كيد الشيطان؟‬
‫‪244‬‬
‫ا◊ ‪†n‬ش‪n É‬ر ‪o‬ة ا’ ‪SEr‬ش ‪p Ón‬م ‪s‬ي ‪o‬ة‬
‫‪nr‬‬

‫اأهدا‪ ±‬الدر‪:¢S‬‬
‫‪‬م‪‬ا‪‬‬
‫تع ‪u‬ر‪ ±‬ا◊†سارة‪.‬‬
‫ت‪› ÚÑ‬ال‪ ä‬ا◊†سارة ال‪�E‬س‪Ó‬مية‪.‬‬ ‫‪u‬‬
‫ت‪ù‬ستنت‪üN è‬سا‪ ¢üF‬ا◊†سارة ال‪�E‬س‪Ó‬مية‪.‬‬

‫تعريف ْ َ‬
‫احل َض َارة‬
‫َْ‬
‫احل َض َار ُة في اللغة تعني‪ :‬اإلقامة في احلواضر‪ ،‬وهي املدن والقرى واألريــاف‪ُ ،‬س ِّم َيت بذلك ألن أهلها حضروا‬
‫األمصار‪ ،‬وسكنوها واستقروا بها‪.‬‬
‫وفي الصطالح‪ :‬تعددت تعريفات احلضارة وأحسن ما قيل في تعريفها أنها‪ :‬ما وصلت إليه أمة من األمم في‬
‫نواحي نشاطها الفكري والعقلي‪ ،‬وما حققته من منجزات مادية في ميادين احلياة املختلفة‪.‬‬
‫وأما احلضارة اإلسالمية‪ :‬فهي ما قدمه املجتمع اإلسلمي للمجتمع البشري من قيم ومبادئ‪ ،‬في اجلوانب الروحية‬
‫واألخلقية‪ ،‬وما حتقق فيه من منجزات واكتشافات واختراعات في اجلوانب التطبيقية والتنظيمية‪.‬‬
‫مجالت احلضارة اإلسالمية‬
‫ميكننا أن نرجع مجاالت احلضارة اإلسلمية من جهة مظاهر التقدم والرقي في املجتمع املسلم إلى ثلثة مجاالت‬
‫رئيسة هي‪:‬‬
‫املجال األول‪ :‬اجلانب اإلمياني‪ ،‬والذي يأخذ بيد اإلنسان إلى حتقيق السعادة احلقيقية في حياته الدنيوية واألخروية‪،‬‬
‫والواجبات الدِّ ينية‪ ،‬واألخلق واآلداب‪ ،‬وجميع التشريعات‬
‫ُ‬ ‫ويدخل في هذا املجال‪ :‬املع َت َق ُ‬
‫دات اإلميانية الصادقة‪،‬‬
‫املستمدَّ ة من الكتاب والسنة‪ ،‬والتي تصل اإلنسان باهلل تعالى‪ ،‬وترتقي بحياة الناس‪ ،‬وجتلب لهم السعادة والطمأنينة‪،‬‬ ‫َ‬
‫واحلياة الكرمية‪.‬‬
‫وهذا املجال هو ما تتفوق به حضارة اإلسلم على سائر أمم األرض‪ ،‬مبا أكرمها اهلل تعالى به من الوحي املعصوم –‬
‫الكتاب والسنة‪ -‬الذي تكفل تعالى بحفظه‪ ،‬وجعل السعادة في الدنيا‪ ،‬والفوز في اآلخرة منوطً ا باإلميان به والعمل‬
‫مبقتضاه‪.‬‬
‫املجال الثاني‪ :‬اجلانب املا ِّدي‪ ،‬والذي يخدم اجلسد ومي ِّتعه بأسباب الرفاهية والنعيم ووسائل العيش‪ ،‬ويدخل‬
‫أنواع التقدُّ م العمراني‪ ،‬والزراعي‪ ،‬والصناعي‪ ،‬والصحي‪ ،‬والفني‪ ،‬واالستفادة من كنوز األرض‬ ‫في هذا املجال‪ُ :‬‬
‫والطاقات املنبثة فيها‪.‬‬
‫وذلك من خلل استخدام العقل في البحث العلمي‪ ،‬واالختبار والتجربة‪ ،‬واملمارسة التطبيقية العملية‪ ،‬مع االستفادة‬
‫من منجزات العصر وتقنياته احلديثة‪.‬‬
‫‪245‬‬
‫املجال الثالث‪ :‬اجلانب الذي يخدم املجتمع اإلنساني‪ ،‬ويشمل ما أسهمت فيه احلضارة اإلسالمية‪ ،‬وما قدمته للبشرية‬
‫من مبادئ وقيم وتشريعات‪ ،‬وأنظمة مالية وإدارية‪ ،‬وعلوم وآداب‪ ،‬ومنجزات عمرانية‪ ،‬واختراعات ومكتشفات متنوعة‪.‬‬

‫خصائص احلضارة اإلسالمية‬


‫من أهم خصائص احلضارة اإلسالمية التي تتفرد بها عن غيرها من احلضارات األخرى ما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬العقيدة الصحيحة‬
‫فاحلضارة اإلسالمية تقوم على عقيدة التوحيد‪ ،‬والعبودية الكاملة هلل وحده‪ ،‬والبراءة من عبادة غير اهلل‪ ،‬كما‬
‫قال سبحانه‪:‬‬
‫ﱪ [آل عمران‪.]64 :‬‬
‫نفسي‪ ،‬إذ إنه يجعل ُع ْمدَ ة االلتقاء‪ِ ،‬‬
‫وآص َرة االجتماع‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫وكمال‬ ‫عقلي‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫انتهاض َع َق ِد ٌّي‪ ،‬وارتقا ٌء‬
‫ٌ‬ ‫وفي حتقيق ذلك‪:‬‬
‫الصحيح وال َّت ْق َوى‪ ،‬ال العنصر أو اللون أو القوم أو األرض‪ ،‬كما قال سبحانه‪:‬‬
‫َ‬ ‫وسبب التكرمي‪ ،‬ومنشأ التمييز‪ ،‬املعتقدَ‬
‫ﱪ‬ ‫ﱫ‬
‫[الحجرات‪.]13 :‬‬

‫‪ -2‬العلم النافع‬
‫العلم وأه ُله العناي َة الفائق َة‪ ،‬والرعاي َة التام َة‪ ،‬وذلك شامل جلميع ميادين العلم‬
‫ففي ظل احلضارة اإلسالمية لقي ُ‬
‫النافع؛ ألنه ال يستوي َم ْن يعلم و َم ْن ال يعلم‪ ،‬كما قال سبحانه‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [الزمر‪ ،]9 :‬ورفع سبحانه الذين أوتوا العلم مقام ًا عل ًّيا؛ فقال تعالى‪ :‬ﱫ‬
‫ﱪ [المجادلة‪ ،]11 :‬ولم َت ُق ْم في هذه احلضارة خصوم ٌة بني الدِّ ين والعلم‬
‫مطل ًقا؛ ألن العلم الصحيح الناجت عن التجربة رديف العلم املست َقى من الوحي في تثبيت الهداية واإلرشاد إلى‬
‫املسخر للمنا ِفع دون املضا ِّر‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الصراط املستقيم‪ ،‬وجلب املنفعة للناس‪ ،‬فال ازدرا َء للمادة‪ ،‬وال كراه َة لإلنتاج املادي‬
‫الهم‪ ،‬و َم ْب َلغ العلم‪ ،‬ومنتهى األمل‪.‬‬
‫أيضا في قيمة هذا اإلنتاج؛ حتى ال يكون أكبر ِّ‬ ‫وال مغاال َة ً‬

‫‪ -3‬العدل واإلنصاف‬
‫كل من عاش في كنف احلضارة اإلسالمية‪ ،‬وتفيأ ظاللها‪ ،‬بصرف النظر عن أصولهم وأوطانهم‬ ‫وقد نعم بذلك ُّ‬
‫وعقائدهم‪ ،‬بل اجلميع يعيشون في أمن تام على أنفسهم‪ ،‬وأموالهم‪ ،‬وأعراضهم‪ ،‬ومن شواهد ذلك‪ :‬ما جاء عن‬
‫علي بن أبي طالب ‪ ‬أنه وجد ِدرعه عند رجل نصراني‪ ،‬فأقبل به إلى ُشريح القاضي يخاصمه‪ ،‬فقال‬ ‫أمير املؤمنني ٌّ‬
‫ُشريح‪ :‬يا أمير املؤمنني هل من ب ِّينة؟‬
‫علي ‪ :‬ما لي ب ِّينة‪ ،‬فقضى به للنصراني‪ .‬فمشى النصراني خطوات‪ ،‬ثم رجع‪ ،‬فقال‪ :‬أما أنا فأشهد أن هذه‬ ‫قال ٌّ‬
‫محمدا عبده‬
‫ً‬ ‫أحكام األنبياء‪ ،‬أمير املؤمنني قدَّ مني إلى قاضيه‪ ،‬وقاضيه يقضي عليه‪ ،‬أشهد أن ال إله إال اهلل‪ ،‬وأشهد أن‬
‫‪246‬‬
‫وح َم َل ُه على َف َر ٍس(((‪.‬‬
‫علي ‪ :‬أما إذا أسلمت فهو لك‪َ ،‬‬
‫ورسوله‪ ،‬الدرع واهلل درعك‪ ،‬سقط منك فأخذته‪ ،‬فقال ٌّ‬
‫‪ -4‬التفاعل واإليجابية‬
‫كثيرا من العلوم والفنون؛ في الفكر‪ ،‬والرياضيات‪،‬‬ ‫فهي حضارة تتفاعل مع احلضارات األخرى‪ ،‬فعنها نقلت أوروبا ً‬
‫وأيضا فإن احلضارة اإلسالمية قد تفاعلت وأفادت من احلضارات التي سبقتها؛ في‬ ‫والفيزياء‪ ،‬والطب‪ ،‬والفلك‪ً ،‬‬
‫التنظيمات اإلدارية‪ ،‬والصناعات وغيرها‪.‬‬
‫ولقد كان َّ‬
‫أجل ما قدمته احلضارة اإلسالمية لإلنسانية‪ :‬املبادئ اإلميانية‪ ،‬والقيم اخللقية‪ ،‬والتشريعات الربانية‪ ،‬مع‬
‫ما كان لها من إسهام متميز في العلوم واملعارف املختلفة‪.‬‬

‫نشاط (‪)1‬‬
‫تتفاعل احلضارات وتتأثر فيما بينها‪ ،‬وكان للحضارة اإلسالمية في عصور ازدهارها أثرها البالغ‬
‫على الغرب؛ مما شق لهم الطريق لبناء احلضارة الغربية‪ .‬تناقش مع زمالئك في رصد أبرز آثار‬
‫احلضارة اإلسالمية على احلضارة الغربية‪.‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬

‫نشاط (‪)2‬‬
‫تقليد املغلوب للغالب وتأثره به من النظريات التي ذكرها ابن َخلدون في جانب التفاعل احلضاري‪،‬‬
‫وفي ظل غلبة العالم الغربي وتقدمه جند تقليد أبناء املسلمني لكثير من املوضات والسلوكات‬
‫تقليدا‬
‫ً‬ ‫الغربية‪ ،‬تعاون مع زمالئك في حصر أبرز خمسة أمور قلد فيها أبنا ُء املسلمني الغرب‬
‫وبي موقفك جتاهها‪.‬‬
‫سلبيا‪ِّ ،‬‬
‫ً‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫‪.......................................................................‬‬
‫(‪ )1‬تاريخ دمشق البن عساكر ‪.487/42‬‬
‫‪247‬‬
‫اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ‬
‫‪ِّ 1‬بني املراد باحلضارة‪.‬‬

‫‪ 2‬ما مجاالت احلضارة اإلسلمية؟‬

‫خصائص احلضارة اإلسلمية‪.‬‬


‫َ‬ ‫‪ 3‬عدِّ د‬
‫‪ 4‬ما ُّ‬
‫أجل ما قدَّ مته احلضارة اإلسلمية لإلنسانية؟‬

‫‪248‬‬

You might also like