You are on page 1of 41

‫التقارير الطبية القضائية‬

‫المرجع ‪:‬القوانين الطبية والقضائية في الطب الشرعي للدكتور سميح أبو الراغب‬
‫تعريف التقارير الطبية‬
‫تعرف التقارير الطبية القضائية بأنها التقارير ينظمها‬ ‫‪‬‬
‫األطباء‪ ،‬و يكون الهدف األساسي منها هو تحقيق أهداف‬
‫الجهات أو القوانين القضائية أو أطراف النزاع من االستعانة‬
‫بالطب واألطباء من خالل ما يقدمونه من بينات طبية ‪.‬‬
‫أ ‪ .‬من له الحق بطلب التقرير الطبي القضائي أو‬
‫اإلطالع عليه‪ ،‬أو الحصول على نسخة منه؟‬
‫إن المصاب‪ ،‬كأي مريض‪ ،‬له الحق في طلب الحصول على‬ ‫‪‬‬
‫تقرير طبي عن حالته وتزويده به ‪.‬‬

‫أما تزويد غير المصاب بالتقرير أو إطالعه عليه‪ ،‬فيجب أن‬ ‫‪‬‬
‫يتم ذلك بسبب مشروع وإال تمت مالحقة الطبيب جزائيا‬
‫وحقوقيا وتأديبيا على إفشاء أسرار مرضاه دون سبب‬
‫مشروع‪ .‬وفي هذا المجال‪ ،‬يعتبر السبب مشروعا إذا نصت‬
‫عليه القوانين الطبية وغيرها صراحة‪ ،‬كأن تطلبه الجهة‬
‫القضائية المعنية أو بموافقتها‬
‫ب ‪ .‬من هم األطباء المخولين دون غيرهم بكتابة‬
‫التقارير الطبية القضائية؟‬
‫األطباء العاملين في أقسام الطوارئ أو العيادات – حيث تراجعها‬ ‫‪‬‬

‫الحاالت القضائية قبل مراجعة الطب الشرعي‪.‬‬


‫سواء كانو أطباء عاميين (‪)GPs‬أو اختصاصيين‬ ‫‪‬‬

‫)‪(specialists‬‬
‫وسواء كانواعاملين في القطاع العام أو الخاص‬ ‫‪‬‬
‫ج ‪ .‬هل هناك نموذج خاص يستعمل دون غيره لكتابة‬
‫التقارير الطبية القضائية؟‬
‫تتوقع الجهات القضائية المعنية أن يفي التقرير الطبي‬ ‫‪‬‬
‫القضائي باحتياجاتها دون النظر إلى شكل التقرير ما دام أنه‬
‫صادر عن طبيب مرخص لمزاولة مهنة الطب وفي مجال‬
‫اختصاصه ‪..‬‬
‫وبناء على ما سبق‪ ،‬فإن االهتمام يجب أن يوجه إلى‬ ‫‪‬‬

‫اختصاص الطبيب كاتب التقرير ومحتواه إن كان يلبي‬


‫احتياجات التحقيق واالستجواب أو المحاكمة‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن شكل ما كتب عليه التقرير‪.‬‬
‫أقسام التقرير الطبي القضائي‬
‫تقسم مادة التقارير الطبية القضائية بشكل متسلسل إلى أربعة‬ ‫‪‬‬
‫أقسام رئيسية في حاالت فحص األشخاص األحياء‪ ،‬وإلى‬
‫خمسة أقسام في حاالت الكشف‪.‬على الوفيات القضائية‬
‫وتشريحها‪.‬‬
‫ويجب التأكيد هنا على عدم ضرورة إبراز عنوان كل قسم‬ ‫‪‬‬

‫من أقسام التقرير في متنه‪ ،‬وإنما يجب على األطباء االلتزام‬


‫بتسلسل مادة كل قسم منها حسب ترتيبه‪ ،‬وأن ال يخلط جزء‬
‫من مادة أحد أقسامه مع مادة أي قسم آخر‪.‬‬
‫‪ ) 1‬رأس التقرير‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )2‬اإلشارة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )3‬المعاينة والكشف الطبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ )4‬التشريح ( وذلك في حاالت الوفيات القضائية فقط ) ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ) 5‬النتيجة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ) 1‬رأس التقرير‬
‫يتضمن هذا الجزء من التقرير‪ ،‬هوية الشخص المطلوب‬ ‫‪‬‬

‫فحصه وطريقة إثباتها‪ ،‬حتى ال يطعن الحقا في شخص من تمت معاينته‪.‬‬


‫وتشمل هوية الشخص ذكر اسمه من أربعة مقاطع‪ ،‬وعمره‪،‬‬
‫وجنسه‪ ،‬وعنوانه‪ ،‬وجنسيته‪ ،‬ورقم جواز سفره أو أو بطاقته‬
‫الشخصية …الخ‪ ،‬وجهة وتاريخ إصدارها أي منها‪.‬‬
‫كما يتضمن رأس التقرير أيضا رقما متسلسال وتاريخ ووقت‬ ‫‪‬‬

‫كتابته‪ ،‬وتاريخ ووقت معاينة الشخص ومكانها‪ ،‬مع ذكر اسم‬


‫الجهة التي طلبت المعاينة ورقم كتاب طلب المعاينة الطبية‬
‫وتاريخه إن وجد‪ ،‬ونوع الفحص المطلوب‪.‬‬
‫‪ )2‬اإلشارة‬
‫تتضمن اإلشارة‪ ،‬شكوى المصاب )‪(chief complaint‬أو‬ ‫‪‬‬

‫الشخص المطلوب معاينته‪ ،‬وظروف الحادث‬


‫)‪(circumstances‬أو االعتداء المبلغ عنه للطبيب سواء من‬
‫نفس الشخص أو مرافقيه أو ممثله الشرعي إن كان قاصرا أو‬
‫غير مدرك‪ ،‬أو من الجهة القضائية التي طلبت المعاينة‪ ،‬أو‬
‫منهم جميعا‪ ،‬باإلضافة إلى محتوى الملف الطبي في‬
‫المستشفى وأية تقارير طبية بنتيجة معاينة أو معاينات طبيبة‬
‫سابقة ذات عالقة‪ ،‬أو نتائج فحوصات مخبرية أو شعاعية إن‬
‫وجدت‪.‬‬
‫وبما أن هذا الجزء من التقرير ال غنى لألطباء عنه في جميع إجراءاتهم‬ ‫‪‬‬
‫التشخيصية على اإلطالق في الحاالت الطبية أو القضائية على حد‬
‫سواء‪ ،‬ونظرا ألن ما يحتويه يعتمد أساسا على النقل‪ ،‬أي ما سمعه أو‬
‫قرأه الطبيب‪ ،‬فإن الطبيب ال يعتبر مسؤوال عن صحة ما يرد في هذا‬
‫الجزء من التقرير من معلومات‪ ،‬إال بالقدر الذي يستطيع إثباته أو نفيه‬
‫من خالل إجراءاته التشخيصية الالحقة‪.‬‬
‫وإزاء ذلك فإن على الطبيب أن يسعى ما أمكن لدى مصدر تلك البيانات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الستجالء غموضها و استكمال نواقصها‪ ،‬أو إحالة األمر إلى الجهة‬
‫القضائية لتتولى استقصاءها بنفسها ومبينا لها الجهة الطبية المسؤولة عن‬
‫أداء الشهادة حولها‪.‬‬
‫وإن قيام الطبيب بهذه اإلحالة يفرض على الجهة القضائية وفي وقت‬ ‫‪‬‬
‫مبكر‪ ،‬السعي لدى األطباء المعنيين بتلك البيانات الناقصة الستكمالها أو‬
‫الغامضة الستجالئها‪ ،‬ووضعهم سلفا على قائمة شهود بينات اإلدعاء‬
‫العام‪.‬‬
‫‪ )3‬نتائج المعاينة واإلجراءات التشخيصية‬
‫يعتبر هذا الجزء من أهم أجزاء التقرير ألنه يمثل تفصيال‬ ‫‪‬‬
‫دقيقا للحقائق المادية التي توصل إليها الطبيب بالفحص‬
‫السريري والفحوصات المخبرية والشعاعية مع بيان تواريخ‬
‫وأوقات إجراء كل منها ونتائجها‪.‬‬
‫ويجب على الطبيب وصف ما ال يعرف له ترجمة للغة‬ ‫‪‬‬

‫العربية أو يضع له اإلسم العلمي باللغة األجنبية‪ ،‬حتى يمكن‬


‫غيره من معرفة مقصوده ويضع التسمية المناسبة عند‬
‫اللزوم‪.‬‬
‫ويفترض أن يتقيد الطبيب باإلجراءات التشخيصية ذات‬ ‫‪‬‬

‫العالقة بالفحص المطلوب فقط إال إذا اقتضى الهدف من‬


‫الفحص المطلوب التوسع فيها كأن يكون هناك تشابه بين‬
‫الحالة موضوع االستقصاء الطبي وحاالت أخرى تعطى نفس‬
‫العالمات‬
‫‪)4‬النتيجة‬
‫تعتبر نتيجة التقرير الطبي القضائي من أهم أجزائه‪ ،‬ألن ما‬ ‫‪‬‬
‫تتضمنه يمثل مراجعة شاملة لما سبق و ورد في أجزائه‪،‬‬
‫ورأي الطبيب منظم التقرير الطبي القضائي فيها تأييدا أو‬
‫اختالفا أو عدم تمكنه من تأييدها أو مخالفتها‪ .‬كما أن عليه‬
‫تغطية احتياجات التقاضي عن الحالة موضوع التقرير‪،‬‬
‫وصياغة نتيجة التقرير بالشكل الذي يغني إلى حد كبير عن‬
‫مراجعة باقي أجزائه‬
‫مضامين النتيجة‬
‫أ ) وضع ملخص لما ورد في أجزاء التقرير المتقدم ذكرها‬ ‫‪‬‬

‫ب ) تقييم الحالة الصحية العامة للمصاب‬ ‫‪‬‬

‫ج ) طبيعة اإلصابة‬ ‫‪‬‬

‫د ) التعطيل عن العمل‬ ‫‪‬‬

‫هـ ) العاهة الدائمة‬ ‫‪‬‬

‫و ) التقرير الطبي األولي والتقرير الطبي النهائي‬ ‫‪‬‬


‫مضامين النتيجة‬
‫أ ‪ .‬وضع ملخص لما ورد في أجزاء التقرير المتقدم ذكرها‬

‫‪ ،‬باإلضافة إلى ما ذكر بأعاله‪ ،‬مع بيان أنواع الجروح‬ ‫‪‬‬


‫واإلصابات وعددها واتجاهاتها‪ ،‬والمدة التي مضت على‬
‫إيقاعها بجسم الصاب (عمرها)‪ ،‬و نوع ومواصفات األداة أو‬
‫السالح أو األسلحة المسببة لها‪ ،‬واتجاه ومدى القوة أو الشدة‬
‫المستعملة في إحداثها‪ ،‬وما إلى ذلك من أمور أخرى غيرها‬
‫مما تتطلبه حالة بعينها‪.‬‬
‫ب ‪ .‬تقييم الحالة الصحية العامة للمصاب‬
‫ويقصد بالحالة الصحية العامة للمصاب بيان مدى الخطر الذي‬ ‫‪‬‬
‫يتهدد حياته وقت استكمال الطبيب المعالج لإلجراءات‬
‫التشخيصية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما يتوقعه الطبيب من تحسن أو تدهور‪ ،‬مستندًا في‬ ‫‪‬‬
‫ذلك إلى نصوص المراجع الطبية المعتمدة الحديثة التي تحدد‬
‫المضاعفات المتوقعة ‪.‬‬
‫ونسبة حدوث الوفاة لتلك الحالة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كما يجب عدم اقتصار بيان الحالة الصحية العامة للمصاب دون‬ ‫‪‬‬
‫تحديد مسببها أو مسبباتها‪ ،‬حتى ال يفهم خطأ أن سبب سوء الحالة‬
‫هو الحادث أو االعتداء‪ ،‬في حين أن سببها هو حالة المصاب‬
‫المرضية دون غيرها مثال‪ ،‬أو تفاقم الحالة اإلصابية بسبب وجود‬
‫حالة مرضية أو العكس‪.‬‬
‫وتنقسم الحالة الصحية العامة للمصاب إلى ثالث درجات ‪:‬‬

‫جيدة (أو حسنة)‪ ،‬ويقصد بها الحالة التي يستبعد فيها‬ ‫‪‬‬

‫الطبيب أي عالمات تهدد حياة اإلنسان بالموت‪.‬‬


‫‪ 2‬متوسطة‪ ،‬ويقصد بها الحالة التي يجد فيها الطبيب‬ ‫‪‬‬
‫عالمات من شأنها أن تهدد حياة اإلنسان بالموت أحيانًا‪ ،‬إال‬
‫أن نجاة اإلنسان من الموت منها هو الغالب‪.‬‬
‫‪ 3‬سيئة‪،‬ويقصد بها الحالة التي يغلب فيها توقع الطبيب في‬ ‫‪‬‬
‫حينه موت المصاب ألمور ظاهرة أو يجهلها الطبيب؛ و‬
‫برغم ذلك فقد ينجو المصاب أحيانا‪.‬‬
‫ج‪ .‬طبيعة اإلصابة‬

‫ويقصد بطبيعة اإلصابة‪ ،‬مدى الخطر الذي يتهدد حياة‬ ‫‪‬‬


‫اإلنسان بسبب مباشر أو غير مباشر لها‪ ،‬أي من خالل نتائج‬
‫مباشرة عن اإلصابة ذاتها أو عن مضاعفاتها الالحقة فيما‬
‫بعد‪.‬‬
‫وقد جرى تصنيف طبيعة اإلصابة إلى ثالث درجات أيضا‪ ،‬وهي‬

‫خطرا على حياة المصاب‪،‬‬


‫ً‬ ‫بسيطة‪ ،‬وهي اإلصابة التي ال تشكل‬ ‫‪‬‬
‫ويستبعد الطبيب موت المصاب بسببها‪.‬‬
‫خطيرة‪ ،‬وهي اإلصابة التي يتوقع فيها الطبيب موت المصاب‬ ‫‪‬‬
‫أحيانا‪ ،‬إال أنه يغلب في أكثر األحيان نجاته منها‪ .‬ويرجع تقدير‬
‫اإلصابة الخطيرة إلى أسباب مباشرة أو غير مباشرة يتوقعها‬
‫الطبيب سلفا حسب علمه وخبرته‪.‬‬
‫قاتلة‪ ،‬وهي اإلصابة التي يغلب فيها موت المصاب ألسباب‬ ‫‪‬‬
‫مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬يتوقعها الطبيب أيضا بعلمه وخبرته‪،‬‬
‫استنادا إلى المراجع الطبية المعتمدة‪ ،‬التي تبينها تحت عنوان كل‬
‫من المضاعفات )‪(Complications‬واإلنذارات المبكرة‬
‫والمتأخرة )‪.(Prognosis‬‬
‫إن طبيعة اإلصابة_ بعكس الحالة الصحية العامة للمصاب _‬ ‫‪‬‬
‫ثابتة ومستقرة سواء شفي المصاب منها أو مات‪ ،‬ألن العبرة‬
‫في درجتها هي فيما يتوقعه الطبيب من نتائجها ومضاعفات‪ ،‬ال‬
‫في ما تنتهي إليه حالة المصاب ‪.‬‬

‫مثال ‪ :‬فاإلصابة بكسر الفخذ لدى البالغين تعتبر درجتها خطيرة‬ ‫‪‬‬
‫لتوقع اإلصابة بالسدة الدهنية ) ‪ (Brain embolism‬أو السدة‬
‫الدموية الرئوية )‪(PE‬واحتمال حدوث الوفاة‪ ،‬بينما تكون درجة‬
‫الكسر نفسه بسيطة لدى األطفال الستبعاد موت الطفل المصاب‬
‫بسببه ‪.‬وبناءا على ما تقدم فإن اإلصابة بكسر الفخذ لدى البالغين‬
‫تعتبر خطيرة حتى وإن كانت الحالة العامة جيدة‪ ،‬كما أنها تبقى‬
‫خطيرة سواء شفي المصاب أو مات ‪،‬فهي ال تتحول إلى إصابة‬
‫قاتلة بمجرد موت المصاب‪ ،‬ألنه يغلب والحالة هذه شفاء‬
‫المصاب ال موته‪.‬‬
‫د‪ .‬التعطيل عن العمل‬
‫ويقصد به تعطيل المصاب عن القيام باألعمال االعتيادية‬ ‫‪‬‬

‫اليومية التي يمارسها في حياته سواء كانت تدر عليه كسبا ً أم‬
‫ال ‪.‬‬
‫ولتعطيل المصاب عن عمله أهمية قضائية من الناحيتين‬ ‫‪‬‬
‫الجزائية والحقوقية‪ .‬فمن الناحية الجزائية‪ ،‬فهو مما يوجب‬
‫المالحقة بإقامة دعوى الحق العام إذا تجاوزت مدته عشرة‬
‫أيام‪ ،‬أو المالحقة بإقامة دعوى الحق الشخصي إذا لم تتجاوز‬
‫مدته العشرة أيام؛ كما أن مدته تُعتمد في تحديد جسامة‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫أما من الناحية الحقوقية‪ ،‬فإن مدة التعطيل عن العمل تفيد‬ ‫‪‬‬
‫بالمطالبة بالتعويض عما فات المصاب من كسب فعلي من جرائه‬
‫‪.‬‬
‫ويعتمد األطباء في تقدير مدة التعطيل على واحد أو أكثر من‬ ‫‪‬‬
‫العوامل األربعة التالية‪:‬‬
‫‪-1‬طبيعة اإلصابة‬
‫‪-2‬طبيعة العالج‬
‫‪-3‬طبيعة عمل المصاب‬
‫‪-4‬اعتماد الشخص المصاب بصورة رئيسية على طرف معين‬
‫من جسمه أكثر من طرف أو عضو غيره‬
‫‪ - 1‬طبيعة اإلصابة‪ ،‬وهذا يعني أن اإلصابة بحد ذاتها ُمقعدة‬ ‫‪‬‬
‫للمصاب عن القيام بأعماله االعتيادية اليومية‪ ،‬مثل إصابته بكسر‬
‫الفخذين ‪.‬‬
‫وحيث أن من المعروف إمكانية تفاقم إصابة معينة بسبب وجود‬ ‫‪‬‬
‫حالة مرضية ما وبالعكس‪ ،‬فإن ذلك يوجب أخذه باالعتبار‪ ،‬مثل‬
‫إصابة شخص يعاني من مرض هشاشة العظام‪ ،‬أصيب بكسر في‬
‫ساقه أو فخذه‪ ،‬مما يستوجب تعطيله عن عمله مدة أطول من‬
‫شخص آخر أصيب بنفس اإلصابة وال يعاني من ذلك المرض‪.‬‬
‫‪ - 2‬طبيعة العالج التي تفرضها طبيعة اإلصابة أو حالة‬ ‫‪‬‬
‫المصاب‪ ،‬مثل عالج كسر الفخذ بالشد بأثقال لدى األطفال‪ ،‬أو‬
‫جراحيا لدى المسنين أو العالج بالجبس في حاالت معينة‬
‫وبالتداخل الجراحي في غيرها مما يترتب على كل طريقة منها‬
‫تعطيل عن العمل تختلف عن األخرى‪.‬‬
‫‪ - 3‬طبيعة عمل المصاب‪ ،‬التي تفرض بالضرورة أن تتسبب‬ ‫‪‬‬
‫اإلصابة بتعطيل شخص ما دون غيره أو تعطيله لمدة تزيد أو‬
‫تقل عن غيره‪ ،‬مثل اختالف مدة تعطيل طالب مدرسة عن‬
‫شخص يعمل حماال‪ ،‬وقد أصيب كل منهما أو وضع ضماد طبي‬
‫على عين سائق )‪(Clavicle‬بكسر عظم الترقوة مركبة عمومية‬
‫أصيبت‪ ،‬فيمنعه قانون السير جبرا من قيادة المركبة‪ ،‬بينما ال‬
‫يمنع ذلك شخصا غيره من قيادة مركبته الخصوصية‪.‬‬
‫‪ -4‬اعتماد الشخص المصاب بصورة رئيسية على طرف معين‬ ‫‪‬‬
‫من جسمه أكثر من طرف أو عضو غيره‪ ،‬كأن يكون المصاب‬
‫أيمن أو أعسر‪ .‬وهذا يعني أن تقدير مدة التعطيل ال يعتمد على‬
‫اإلصابة وحدها في أغلب األحيان وإنما قد يعتمد عوامل أخرى‬
‫غير اإلصابة ذاتها دون إسقاط لدور اإلصابة أبدًا‪ ،‬إذ لوال تلك‬
‫اإلصابة لما كان هناك تعطيل عن العمل ابتداء ‪.‬‬
‫وال بد من التأكيد هنا على ضرورة عدم ربط مدة التعطيل بمدة‬ ‫‪‬‬

‫العالج أو الشفاء‪ ،‬لما لكل منها خصوصيته وضروراته‪ .‬فكسر‬


‫ترقوة الحمال قد يشفى خالل ستة إلى ثمانية أسابيع‪ ،‬إال انه لن‬
‫يستطيع العودة لعمله قبل مرور بضعة أو عدة اشهر إلى سنة‬
‫على الشفاء‪ ،‬بعكس طالب المدرسة الذي قد يستغرق شفاء‬
‫كسره نفس تلك المدة إال أنه يستطيع العودة للدراسة بعد بضعة‬
‫أيام أو أسبوع من اإلصابة وقبل تمام الشفاء ‪..‬‬
‫كما يجب عدم االستهانة بمدة التعطيل ولو ليوم واحد‪ ،‬إذ أن‬ ‫‪‬‬
‫ذالك يعني وجود عالمات لدى المشتكي تبرر تعطيله عن‬
‫العمل لذلك اليوم‪ ،‬في حين لم يجد الطبيب أي عالمات في جسم‬
‫المصاب تفيد في صحة شكواه‪ ،‬أو أن إصابته من البساطة‬
‫بحيث ال تستوجب تعطيله إطالقا عن عمله‪.‬‬
‫كما أن حصول أحد طرفي النزاع على تعطيل عن العمل ولو‬ ‫‪‬‬

‫ليوم واحد أكثر من الطرف اآلخر‪ ،‬سيجعله صاحب الحق‬


‫حتى يثبت عكس ذلك الحقا ‪.‬‬
‫ومن المهم أيضا إثباته هنا‪ ،‬أن ال يخلوا أي تقرير طبي‬ ‫‪‬‬

‫قضائي من ذكر لمدة التعطيل‪ ،‬سواء كان التقرير أوليًا أو‬


‫تقريرا ً الحقا ً غير نهائي أو قطعي‪ ،‬ألن ذلك سيساعد بالنتيجة‬
‫في تقدير مدة التعطيل في ضوء الوقائع الراهنة والمتغيرة‪ ،‬ال‬
‫أن يتم تقديرهاعشوائيا بعد الشفاء وعند تنظيم التقرير الطبي‬
‫القضائي النهائي ( القطعي )‬
‫هـ) العاهة الدائمة‬
‫‪ ‬وتشمل بالعاهة الدائمة‬
‫‪ -1‬قطع أو استئصال عضو أو بتر أحد األطراف أو تعطيلها‬
‫‪ -2‬تعطيل إحدى الحواس عن العمل‬
‫‪ – 3‬تشويه جسيم‬
‫‪ -4‬أية عاهة أخرى دائمة أو لها مظهر العاهة الدائمة‪.‬‬
‫وكما هو الحال بالنسبة لمدة التعطيل عن العمل‪ ،‬فإن للعاهة‬ ‫‪‬‬

‫الدائمة أيضا‪ ،‬أهمية قضائية من الناحيتين الجزائية‬


‫والحقوقية‪.‬‬
‫فهي من الناحية الجزائية توجب المالحقة بإقامة دعوى الحق‬ ‫‪‬‬

‫العام‪ ،‬وتشديد العقوبة إذا نجمت عن إيذاء مقصود‬


‫أما من الناحية الحقوقية‪ ،‬فيتمثل ذلك في حق من تخلفت لديه‬ ‫‪‬‬
‫عاهة دائمة ( عجز دائم ) ‪ ،‬في تعويضه بموجب قاعدة جبر‬
‫الضرر‬
‫‪ - 1‬يتناول حق الضمان الضرر األدبي كذلك‪ .‬فكل تعد على‬ ‫‪‬‬

‫الغير في حريته أو في شرفه أو في سمعته أو في مركزه‬


‫االجتماعي أو في اعتباره المالي يجعل المتعدي مسؤوال عن‬
‫الضمان‪.‬‬
‫‪ - 2‬ويجوز أن يقضى بالضمان لألزواج ولألقربين من‬ ‫‪‬‬
‫األسرة عما يصيبهم من ضرر أدبي بسبب موت المصاب‪.‬‬
‫و) التقرير الطبي األولي والتقرير الطبي النهائي‬
‫ينظم التقرير الطبي القضائي األولي إذا كانت البينة الطبية‬ ‫‪‬‬

‫في جريمة ما غير كافية بالقدر الذي يحقق أهداف القوانين أو‬
‫الجهات القضائية منه‪.‬‬
‫فإذا أمكن تحقيق تلك األهداف‪ ،‬فإن ذلك يوجب على الطبيب‬ ‫‪‬‬

‫تنظيم تقرير طبي نهائي عن الحالة دون انتظار تمام الشفاء‪.‬‬


‫فالجهات القضائية عند النظر في الدعوى‪ ،‬كجريمة إيذاء‬
‫مثال‪ ،‬فإنها تتوقع من الطبيب إيجاد بينة طبية على وجود‬
‫إيذاء من قبل الغير يفيد بصحة ادعاء المشتكي‪ ،‬وما قد‬
‫يترتب على هذا االدعاء من تعطيل عن العمل أو تخلف عاهة‬
‫دائمة أو خظر على حياته‪.‬‬
‫فإذا استطاع هذا الطبيب استبعاد موت المصاب أو إصابته‬ ‫‪‬‬

‫بعاهة دائمة‪ ،‬وقدر مدة التعطيل ضمن إحدى الفئات الثالث‬


‫التي حددتها نصوص قانون العقوبات‪ ،‬فإن ما على الطبيب‬
‫إال أن يكتب تقريرا ً طبيا ً نهائيا ً دون انتظار تمام الشفاء‪.‬‬
‫أما إذا تعذر على الطبيب استبعاد الموت أو العاهة الدائمة أو‬ ‫‪‬‬
‫تحديد فئة مدة التعطيل‪ ،‬أو اإليذاء من قبل الغير‪ ،‬فإنه يتوجب‬
‫عليه االنتظار حتى زوال السبب الذي تعذر إعطاء التقرير‬
‫الطبي النهائي من أجله‪.‬‬
‫إن كتابة تقرير طبي أولي بغير وجه حق من جانب الطبيب‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫سيضيف بال شك أعباء إلى أعباء الشرطة أو المدعين‬


‫العامين أو المحاكم هم في غنى عنها‪ ،‬كما سيجرعلى طرفي‬
‫النزاع أو أحدهما متاعب وهدرا للوقت فيما ال طائل وراءه‪،‬‬
‫سيما إذا كان التقرير بالنهاية يتعلق بجريمة ال تالحق إال‬
‫بإقامة دعوى الحق الشخصي ‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬فإن على الطبيب أن يتوخى الموضوعية والمبررات‬ ‫‪‬‬
‫الطبية الثابتة عند إعطاء تقرير طبي أولي أو نهائي‪ ،‬ال أن‬
‫يكتب تقريرا ً أوليا ً لمجرد تجنب المواجهة مع المصاب‪ ،‬أو‬
‫بدافع المحاباة‪ ،‬أو التهرب من تحمل المسؤولية بإحالة الحالة‬
‫إلى طبيب غيره أو الطبيب الشرعي ليقوم بدوره الذي تخلى‬
‫عنه‪.‬‬
‫التقارير الطبية القضائية المتعلقة بالوفيات‬
‫أ) الكشف على الوفيات القضائية وتشريحها‬
‫ويجب التمييز بين هذا النوع من الوفيات والمسمى بالوفيات‬ ‫‪‬‬
‫القضائية‪ ،‬وبين حاالت الوفاة التي تحال إلى ما يمكن تسميته في‬
‫بعض الدول بالمحقق بأسباب الوفاة وظروفها وبهوية صاحب‬
‫الجثة إذا كان مجهولة الهوية‪ ،‬لتشمل باإلضافة إلى الوفيات‬
‫القضائية‪ ،‬أنواعا أخرى غيرها من الوفيات ال تمت إلى الوفيات‬
‫القضائية بصلة‪ ،‬مثل وفيات الفجأة غير المتوقعة‪ ،‬وحاالت الموت‬
‫بأسباب مجهولة‪ ،‬والموت بسبب إصابات العمل أو األمراض‬
‫الصناعية أو أثناء وبعد إجراء العمليات الجراحية‪ ،‬وما إلى ذلك‬
‫من حاالت‪ ،‬بهدف الوصول إلى السبب الحقيقي للوفاة والحصول‬
‫على إحصائيات علمية دقيقة عن أسباب الوفاة واألمراض الشائعة‬
‫والنادرة‪.‬‬
‫مما يشكل ركنا أساسيا في رسم السياسات الصحية‬ ‫‪‬‬

‫المستقبلية‪ .‬ولقد تسبب الخلط بين الوفيات القضائية وغيرها‪،‬‬


‫إلى اإلبالغ عن األنواع األخرى غير الوفيات القضائية‪ ،‬مما‬
‫أدى ويؤدي إلى تكليف الشرطة والمدعين العامين بأعباء هم‬
‫في غنى عنها وال تقع في دائرة اختصاصهم‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫معاناة ذوي المتوفى بإثارة الشك فيهم بموت قريبهم قتال‬
‫وتأخير إجراءات دفنه دون سند قانوني‪.‬‬
‫وعلى أية حال‪ ،‬فانه وعند اعتبار الحالة من الوفيات‬ ‫‪‬‬

‫القضائية‪ ،‬فإن الجثة تكون ملك السلطة القضائية لحين إتمام‬


‫اإلجراءات المقررة بشأنها من إيقاع الكشف الطبي عليها‬
‫وتشريحها‪ ،‬وإصدارها القرار بتسليم الجثة إلى ذويها‬
‫والسماح بدفنها حسب األصول‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه القاعدة القانونية‪ ،‬فان الجهة القضائية‬ ‫‪‬‬

‫المسؤولة هي صاحبة الحق فقط في اختيار الطبيب الذي تراه‬


‫جديرا بالمهمة المطلوبة لتنظيم تقرير بأسباب الوفاة وبحالة‬
‫جثة الميت‪ ،‬على أن يستبعد تماما الطبيب المعالج للحالة قبل‬
‫الوفاة وأي طبيب قد تكون له صلة قربى بالمتوفى‪.‬‬
‫ب) إجراءات الكشف والتشريح واالستخراج من‬
‫القبر‬
‫للكشف وتشريح الوفيات القضائية سواء قبل الدفن و بعده‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫إجراءات خاصة وأصول متبعة‪:‬‬
‫‪ - 1‬إبالغ الطبيب المكلف‪ ،‬بمختلف ظروف الوفاة وأية‬ ‫‪‬‬
‫معلومات عن المتوفى لضرورتها للطبيب‬
‫‪ - 2‬أن يقوم الطبيب المكلف‪ ،‬وخاصة في حاالت الوفاة‬ ‫‪‬‬
‫الغامضة وجرائم القتل وكلما رأى المدعي العام ضرورة‪،‬‬
‫بالكشف على مكان الوفاة أو مسرح الجريمة‪،‬‬
‫وأن يقوم بالكشف األولي على الجثة قبل تحريكها أو نقلها وذلك لتحقيق عدة‬
‫أمور أهمها‪.‬‬
‫‪ ‬أ ‪ .‬تشخيص الوفاة‪ ،‬ويقصد بيان ما إذا كان الشخص قد فارق الحياة أم ال‪.‬‬
‫‪ ‬ب ‪ .‬تقدير المدة التي مضت على الوفاة في ضوء واقع الحال‪ ،‬واالستفادة‬
‫من التغيرات الرمية في االشتباه بأسباب معينة للوفاة‬
‫‪ ‬ج ‪ .‬تحديد نوع اإلصابات إن وجدت وعالقتها بالوفاة مع بيان عددها‬
‫ومواقعها وعمرها ونوع األداة التي تسببت بها مع مقارنة األداة أو السالح‬
‫إن وجدا مع اإلصابات الموجودة في الجثة‪.‬‬
‫‪ ‬د‪ .‬استقصاء وجود ما يمكن أن يستدل به على ظروف الوفاة وأسبابها في‬
‫الجثة وما حولها مثل التسمم أو الصدمة الكهربائية وغيرها‬
‫هـ‪ .‬وضع المالبس على الجثة من حيث ترتيبها وما تحمله‬ ‫‪‬‬

‫من أثار مادية وجرمية ومدى تطابقها مع الجروح‬


‫واإلصابات في الجثة‬
‫و و‪ .‬تفسير تسلسل األحداث قبل الوفاة‪ ،‬مثل الوضع الذي‬ ‫‪‬‬
‫كان عليه عند تلقي اإلصابات‬
‫ز ز‪ .‬تحديد هوية صاحب الجثة إذا تعذر ذلك للعيان بسبب‬ ‫‪‬‬
‫تعفن الجثة وتحللها ويتطلب ذلك استقصاء عالمات العمر‬
‫والجنس وطول الجثة‪ ،‬وحالة األسنان‪ ،‬وما تحمله الجثة أيضا‬
‫من عالمات فارقة‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬االستعانة دوما بخبراء المختبر الجنائي دون غيرهم‬ ‫‪‬‬

‫ألخذ الصور الالزمة‪ ،‬وضبط األدلة المادية والجرمية بقرار‬


‫من الجهة القضائية المسؤولة‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن تحرص الجهة القضائية والطبية وخبراء المختبر‬ ‫‪‬‬

‫الجنائي وأفراد األمن العام على عدم إضافة أو إزالة أو تغيير‬


‫أو تشويه أي من اآلثار المادية والجرمية الموجودة في مكان‬
‫الوفاة أو مسرح الجريمة‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب أن تستكمل إجراءات الكشف والتشريح للجثة من‬ ‫‪‬‬

‫قبل الطبيب المكلف الذي قام بمعاينة الجثة في مكان الوفاة أو‬
‫مسرح الجريمة‪ ،‬وأن تتم تلك االجراءات في األماكن‬
‫المخصصة لهذه الغاية ( المشرحة)‪.‬‬
‫‪ - 6‬في حاالت استخراج الجثة من القبر يجب التحضير مسبقا‬ ‫‪‬‬
‫للتعريف على القبر واألكفان والجثة‪ ،‬وطريقة وضع الجثة في‬
‫القبر وأية أشياء وضعت أو تم تركها عليها أو معها في القبر‪.‬‬
‫‪ - 7‬يشارك الطبيب بتنظيم تقرير إجراءات الكشف على الجثة‬ ‫‪‬‬
‫وغيرها مع الجهة القضائية المسؤولة عن القضية‪ ،‬وضبط‬
‫العينات واألدلة المادية والجرمية وتسليمها إلى ذوي العالقة‬
‫إلجراء الفحوصات الخاصة والالزمة بشأنها‪.‬‬
‫‪ - 8‬ال تسلم الجثة إلى ذويها والسماح بدفنها ومواراتها التراب إال‬ ‫‪‬‬
‫بقرار من المدعي العام‪ ،‬بعد استكمال جميع اإلجراءات المتعلقة‬
‫بها‪.‬‬
‫‪ - 9‬ال يسمح بتزويد أحد بنسخة من تقرير الكشف على الجثة‬ ‫‪‬‬
‫وتشريحها إال للمدعي المختص بالقضية‪ ،‬وال يجوز إطالع أحد‬
‫عليه إال بموافقته‪.‬‬

You might also like