وتع دد الزوج ات من بني األحك ام اليت أمر بعض البشر أن تك ون كلمتهم هى الناف ذة فيه ا ،وهى مس ألة إن مل تكن أخطر املس ائل فإهنا من أخطرها .وليس الزواج بأكثر من واحدة مسألة جديدة فقد حاربته أوروبا يف عصر "النهضة احلديث ة" حينما اتفق رج ال ال دين عن دهم مع رج ال الق انون املدىن الوضعى على إلغاء حق الرجل يف الزواج بأكثر من واحدة مهما كانت األس باب وال دوافع .وحينما خ رجت أوروبا من نط اق ح دودها اجلغرافية لتهيمن على معظم أرج اء الع امل اإلس المى مبتدئة بالس يطرة العس كرية والسياسية واإلقتصادية ،حيث سلبت الشعوب اإلسالمية قدرهتا على حكم نفس ها واس تغالل ثرواهتا .وحتول االس تعمار فيما بعد إىل س يطرة على كل ش ؤون احلي اة حينما استس لم الع امل اإلس المى حلالة التبعة املطلقة ورضى أن يك ون يف وضع املغل وب املغ رم دائم اً بتقليد الغ الب .وه ذه هى املرحلة الىت تك ون فيها األمة مغ زوة يف عقي دهتا وفكره ا .وك ان مما تأثرنا به أن أص حابنا يري دون أن نس تهجن تع دد الزوج ات كما يس تهجنونة ،وأن نأكل الربا كما يأكلونة ،وأن نستخف بالزىن واخلنا كما يفعلون إال من رحم اهلل(.)1 ٍِ ِ ِ {و َما َك ا َن ل ُم ْؤم ٍن َواَل ُم ْؤمنَ ة إِذَا قَ َ ض ى اللَّهُ َو َر ُس ولُهُ أ َْم ًرا أَن قال تعاىلَ : يَ ُك و َن هَلُ ُم اخْلَِي َرةُ ِم ْن أ َْم ِر ِه ْم}( .)2فال خي ار لنا إال فيما ش رع اهلل .ومن حق الق ارئ أن أوضح له معىن عن وان ه ذا البحث :فكلمة "تع دد" مص طلح غري إس المي ،فه ذه اللفظة م أخوذة من اإلنكليزية ( .)Polygamyوإمنا ال زواج يف اإلسالم حمدد بأربع أو واحدة عند خوف اجلور.
)(1عطار ،تعدد الزوجات من النواحي الدينية واإلجتماعية والقانونية ص.86 :
)(2سورة األحزاب اآلية.36 : المبحث الثاني :األسباب الداعية إلى الزواج مثنى وثالث ورباع وإمتام اً للح ديث عن ه ذه القض ية ن ورد فيما ي أتى األس باب الداعية للزواج بأكثر من زوجة كما أوردها بعض من سبق إىل دراسة هذا املوضوع، إذ هناك أسباب عامة وأخرى خاصة ،ولنبدأ باألسباب العامة. أوالً :األسباب العامة: )1زي ادة ع دد الع وانس واملطلق ات( )2 ،)3نقص ع دد الرج ال نقصا كبريا نتيجة احلروب. ثانياً :األسباب اخلاصة للتعدد(:)4 )1العقم )2 ،العجز عن القيام بالواجبات الزوجية ملرض أو سواه)3 ، رغبة الرجل ىف االقرتان بامرأة أحبها )4 ،كره الرجل لزوجته :قال رسول اهلل -صلي اهلل عليه وسلم )5 ،كثرة أسفار الزوج )6 ،الدافع اجلنسى )7 ،نظرة املرأة إىل الرجل )8 ،زوجة واحدة أم تعدد. لمبحث الرابع :الخاتمة ال زواج ب أكثر من زوجة واح دة حىت أربع رخصة أو أمر أباحة اإلس الم للرجل ال ذى ت رىب عق ديا واخالقي اً على مائ دة الق رآن ،يعيش بض مري حى ي راقب اهلل عز وجل فيما يفعل أو ي رتك ه ذا املس لم يعتقد أن "النس اء ش قائق الرج ال" وأهنن كي ان مس تقل يتحملن التكليف وي رتقني ىف درج ات التق وى حىت ك انت منهن ق دوات لل ذين آمن وا كما ج اء عن ام رأة فرع ون وم رمي -عليهما الس الم -واملرأة املس لمة تعتقد بقوامه عليها ألنه مكلف باإلنف اق عليها زوج اً أو ام اً أو اخت اً ومن تك اليف الرجل إذ أوصى ب إكرام املرأة أما وزوجة قال – صلي اهلل عليه وسلم – عن أيب هريرة – رضي اهلل عنه -قال: ج اء رجل إيل رس ول اهلل – ص لي اهلل عليه وس لم -ق ال( :يا رس ول اهلل من )(3عطار ،تعدد الزوجات ،مرجع سابق ص.37 : )(4مصطفى السباعى " ،املرأة بني الفقه والقانون " وكتاب عبد الناصر عطار " تعدد الزوجات" ص.63 : أحق الن اس حبسن ص حابيت؟ ق ال" :أمك ق ال مث من ق ال :أمك ق ال :مث من قال :أمك .)5()...وعن عائشة – رضي اهلل عنها -قالت :قال رسول اهلل – ص لي اهلل عليه وس لم( -خ ريكم خ ريكم ألهله وأنا خ ريكم ألهلى.)6()... وعنه – ص لي اهلل عليه وس لم -ق ال( :من ك ان عن ده ثالث بن ات أو ثالث أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن وأتق اهلل فيهن فله اجلنة.)7()... من ه ذه املنطلق ات تبىن األس رة املس لمة :اختي ار للم رأة ذات ال دين، وللرجل املرضى ىف دينه وخلقه وبعد ذلك ح دد الش رع الك رمي حق وق كل طرف. وتن اولت يف ه ذا البحث باجياز تع دد الزوج ات وجتنبت فيه اخلوض ىف القضايا الفقهية الىت هلا أهلها ولكنت أوضحت أن اجملتمع املسلم حني مل تكن قضية الزواج بأكثر من واحدة سوى مسألة فرعية كان مشتغالً بالدعوة إىل اهلل وكان مهه إنقاذ البشرية مما وصلت إليه من احنراف وفساد وزيغ وضالل، وكانت قضية املسلمني األوىل أن حيكم شرع اهلل وهنا ساد أبناء الرجال الذين تزوجوا بأكثر من واحدة ،وساروا على هنج آبائهم. ويه دف ه ذا البحث إىل وضع مس ألة التع دد ىف وض عها الص حيح ب أن خنرج من دائ رة النف وذ التغرييب ال ذى يس تهجن ال زواج ب أكثر من واح دة، وليؤكد على أن القض ية األكرب هى طه ارة اجملتمع املس لم أوالً مث اجملتمع اإلنساىن ثانياً من العقائد الفاسدة واألخالق املنحرفة وأن مسئولية املسلمني ىف هذا الزمن أكرب وأشد احلاحا لتقدم وسائل املواصالت واالتصاالت فلم يعد ما حيدث ىف أى بلد بعيد عنا مهما كانت املسافات.
)(5صحيح البخارى كتاب األدب حديث رقم 5971 :ص.1500 :
)(6حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي ج 10ص.269 : )(7الرتمذي كتاب الرب والصلة حديث.1916 : وقد أوضح ه ذا البحث كيف ع اىن الغ رب ويع اىن من منع التع دد ومن غري ذلك من مثل التحلل من املثل والقيم ،وجتدر االش ارة إىل أن ه ؤالء سرعان ما ينتقدون التعدد ىف اإلسالم رغم ماتعج به جمتمعاهتم من مشكالت وحنن ىف هذا نلتزم باملنهج القرآىن ىف دعوة الكفار حيث يوضح القرآن الكرمي عيوب جمتمعاهتم وعيوب نظمهم بدالً من الوقوف موقف الدفاع. واحلقيقة أن تك ون املرأة زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة خري ب ألف م رة من أن تك ون زوجة وحي دة عند أورىب أو غ ريه بىن هبا نتيجة قصة غ رام شخصي يوقتها ب وقت ومن مث تنطفيء ش علة احلب مث ال جتد منه املع روف واإلحس ان وأىن له ذلك وهو ال يرجو اهلل وال الي وم اآلخ ر .نرجو اهلل أن يبص رنا بطريق احلق وأن يردنا إىل اإلسالم ردا مجيالً ،ونسأله سبحانه أن يغفر زالتنا إنه مسيع جميب.