You are on page 1of 3

‫الرضاعة‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الرضاع‪:‬‬


‫الرض اع لغة‪ -‬بفتح ال راء وجيوز كس رها‪ :-‬مص اللنب من الث دي‪ ،‬أو ش ربه‪.‬‬
‫وشرعاً‪ :‬هو مص طفل دون احلولني لبناً ثاب عن محل‪ ،‬أو شربه أو حنوه‪.‬‬
‫ُخ َرى﴾‪ .1‬ولقوله‬ ‫ِ‬ ‫الرضاع مشروع؛ لقوله تعاىل‪ِ :‬‬
‫اس ْرمُتْ فَ َسُت ْرض ُع لَهُ أ ْ‬
‫﴿وإ ْن َت َع َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫تعاىل‪ِ :‬‬
‫﴿وإ ْن أ ََر ْدمُتْ أَ ْن تَ ْسَت ْرضعُوا أ َْواَل َد ُك ْم فَاَل ُجنَ َ‬
‫‪2‬‬
‫اح َعلَْي ُك ْم﴾ ‪.‬‬ ‫َ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حكم الرضاع‪:‬‬
‫حكم الرضاع حكم النسب يف حترمي النكاح‪ ،‬وثبوت احملرمية‪ ،‬وإباحة اخللوة‬
‫والنظر‪ .‬فهو موجب للقرابة ناشر للتحرمي بشروطه‪.‬‬
‫والدليل على التحرمي بالرضاع‪ :‬الكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬واإلمجاع‪.‬‬
‫َخ َواتُ ُك ْم ِم َن‬ ‫ض ْعنَ ُك ْم َوأ َ‬‫﴾وأ َُّم َه اتُ ُك ُم الاَّل يِت أ َْر َ‬
‫‪-1‬أما الكت اب‪ :‬فقوله تع اىل‪َ :‬‬
‫اع ِة﴾‪ ،3‬وذلك يف سياق بيان احملرمات من النساء‪.‬‬ ‫ضَ‬‫الر َ‬
‫َّ‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه‬
‫‪-2‬وأما السنة‪ :‬فحديث عائشة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل َ‬
‫َو َس لَّ َم‪(( :‬إن الرض اعة حُتَ ِّرم ما حترم ال والدة))‪ .‬وح ديث ابن عب اس رضي اهلل‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم يف بنت محزة‪(( :‬إهنا ال حتل‬ ‫عنهما قال‪ :‬قال رسول اهلل َ‬
‫يل‪ ،‬إهنا ابنة أخي من الرضاعة‪ ،‬وحيرم من الرضاعة ما حيرم من الرحم))‪.‬‬
‫‪-3‬وأما اإلمجاع‪ :‬فقد أمجع علماء األمة على التحرمي بالرضاع‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬شروط الرضاع المحرم‪ ،‬وما يترتب على قرابة الرضاع‪:‬‬
‫‪-1‬شروط الرضاع احملرم‪:‬‬
‫ال يعد الرضاع موجباً للقرابة‪ ،‬وناشراً للتحرمي‪ ،‬إال بشرطني ومها‪:‬‬

‫الطالق‪6 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫البقرة‪233 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫النساء‪23 :‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪ -1‬أن يك ون اإلرض اع خالل الس نتني األول يني من عمر الرض يع‪ ،‬فال ي ؤثر‬
‫ات يُر ِض ْعن أ َْواَل َد ُه َّن َح ولَنْي ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫﴿والْ َوال َد ُ ْ َ‬‫الرضاع بعد السنتني؛ لقوله تعاىل‪َ :‬‬
‫الرض اعةَ﴾‪ ،4‬مع قوله تع اىل‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص الُهُ يِف‬‫﴿وف َ‬ ‫َ‬ ‫َك املَنْي ِ ل َم ْن أ ََر َاد أَ ْن يُت َّم َّ َ َ‬
‫َع َامنْي ِ ﴾‪.5‬‬
‫ص لَّى اللَّهُ‬‫وحلديث أم سلمة رضي اهلل عنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل َ‬
‫َعلَْي ِه َو َس لَّ َم‪« :‬ال حيرم من الرض اعة إال ما فتق األمع اء يف الث دي‪ ،‬وك ان‬
‫قبل الفط ام»‪ .‬ومعىن فتق األمع اء‪ :‬وصل إليها ووس عها؛ فالرض اع احملرم‬
‫هو ما ك ان يف الص غر‪ ،‬وق ام مق ام الغ ذاء‪ ،‬وذلك حيث يك ون الرض يع‬
‫فيسد اللنب جوعه وينبت حلمه‪.‬‬ ‫طفالً ُّ‬
‫‪ -2‬أن ترضعه مخس رضعات مشبعات فأكثر؛ حلديث عائشة رضي اهلل عنها‬
‫ق الت‪( :‬ك ان فيما ن زل من الق رآن‪ :‬عشر رض عات معلوم ات حُيَ ِّرمن‪ ،‬مث‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم وهن‬ ‫نس خن خبمس معلوم ات‪ ،‬فت ويف رس ول اهلل َ‬
‫فيما يقرأ من القرآن)‪ .‬وهذا مما نسخت تالوته وبقي حكمه‪.‬‬
‫ولو وصل اللنب إىل ج وف الطفل بغري الرض اع‪ ،‬ك أن يقطر يف‬
‫فم ه‪ ،‬أو يش ربه يف إن اء وحنوه‪ ،‬فحكمه حكم الرض اع‪ ،‬بش رط أن حيصل‬
‫من ذلك مخس مرات‪.‬‬
‫‪-2‬ما يرتتب على قرابة الرضاع‪:‬‬
‫يرتتب على القرابة الناشئة بسبب الرضاع حكمان‪ ،‬ومها‪:‬‬
‫‪ -1‬حكم يتعلق باحلرمة‪.‬‬
‫فإن اإلرضاع له من التأثري يف حرمة النكاح‬ ‫أما ما يتعلق باحلرمة‪َّ :‬‬
‫مثل ما لقرابة النس ب؛ فأمك من الرض اع وان علت‪ ،‬وبنتك وإن‬

‫البقرة‪233 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫لقمان‪14 :‬‬ ‫‪5‬‬


‫سفلت‪ ،‬وأختك ألبويك أو ألحدمها‪ ،‬حمرمات عليك بسبب هذه القرابة‬
‫اليت جاءت عن طريق الرضاع‪.‬‬
‫‪ -2‬حكم يتعلق باحلل‪.‬‬
‫وأما ما يتعلق بأثر احلل‪ :‬فإن كل ما حيل بينك وبني قريبة لك من‬
‫النسب ك األم والبنت‪ ،‬حيل بينك وبني من بينك وبينها رض اعة‪ ،‬فيحل‬
‫بينهما النظر واخلل وة؛ حلديث عائشة رضي اهلل عنها ق الت‪ :‬ق ال رس ول‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬إن الرضاعة حترم ما حترم الوالدة»‪.‬‬
‫اهلل َ‬
‫المبحث الرابع‪ :‬إثبات الرضاع‪:‬‬
‫يثبت الرضاع بشهادة امرأة واحدة مرضية معروفة بالصدق‪ ،‬شهدت بذلك‬
‫على نفس ها أو على غريه ا‪ ،‬أهنا أرض عت طفالً يف احلولني مخس رض عات؛ وذلك‬
‫حلديث عقبة بن احلارث ق ال‪ :‬ت زوجت ام رأة‪ ،‬فج اءت ام رأة فق الت‪ :‬إين قد‬
‫ص لَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َس لَّ َم فق ال‪« :‬وكيف وقد قي ل؟ دعها‬
‫أرض عتكما‪ ،‬ف أتيت النيب َ‬
‫عنك» أو حنوه‪ ،‬وألن ه ذه ش هادة على ع ورة‪ ،‬فتقبل فيها ش هادة النس اء منف ردات‬
‫عن الرجال‪ ،‬كالوالدة‪.‬‬

‫*‬

You might also like