جعلت أعطت الش ريعة اإلس المية للرج ل ح َّق الطالق ،ويف ُمقاب ل ذل ك فإهنا َ ْ زوجه ا وخ افت أال تُوفِّي ه حق ه، اخلُل ع حقًّا للم رأة ،وه و االفت داء إذا م ا ك رهت املرأة َ ٍ ان فَِإمس ٌ مِب ِ اك َْع ُروف أ َْو تَ ْس ِر ٌ يح َّ ويف ه ذا املق ام ق ال اهلل س بحانه وتع اىل﴿ :الطاَل ُق َمَّرتَ ْ َ ود اللَّ ِه ِ مِم ِ ٍ ِ وه َّن َش ْيئًا إاَّل أَ ْن خَيَافَ ا أَاَّل يُق َ يم ا ُح ُد َ بِِإ ْح َس ان َواَل حَي ُّل لَ ُك ْم أَ ْن تَأْ ُخ ُذوا َّا آَتْيتُ ُم ُ ِِ 1 ِ ِ فَِإ ْن ِخ ْفتُم أَاَّل ي ِقيما ح ُد ِ ت به﴾. يما ا ْفتَ َد ْ اح َعلَْيه َما ف َ ود اللَّه فَاَل ُجنَ َ ْ ُ َ ُ َ واملراد هن ا :إن ظن واح د منهم ا بنفس ه أال يُقيم ح ق النك اح لص احبه حس بما عتقدها ،فال حرج على املرأة أن تفتدي نفسها ،وال على الزوج أن جيب عليه لكراهية ي ِ َ الفداء.يأخذ ِ واخلُل ع م دلول ش رعي يع ين إزال ة مل ك النِّك اح؛ أي :الطالق ،س واء ك ان من الزوج ة أو ِمن وليِّه ا أو ممَّن يَن وب عنه ا ،ومعن اه أن خُت الع املرأة زوجه ا وتُطلَّق من ه يف مقابل ِع َوض تدفعه لتفتدي نفسها به ،وقد يكون هذا العِ َوض يف شكل نقدي أو عيين. المبحث األول :يتفق الفقهاء حول تعريف ال ُخلع: عرفته احلنابلة بأنه :فراق الزوج لزوجته بعِ َوض يأخذه منها أو ممَّن ينوب عنها. وقد َّ -1 وقد عرفته الشافعية بأنه :فُرقة بني الزوجني بعِ َوض مقصود راجع جلهة الزوج بلفظ -2 من ألفاظ الطالق. صل عليه. أيضا بأنه فراق الرجل زوجتَه نظري مقابل حَي ُ وقد عُِّرف اخللع ً -3 خمرج ا إن أريد هبا الضرر ،وهي ال تقبل هذا الضرر، فلقد جعل اإلسالم للمرأة ً شرع ويقول" :ما داما قد خافا أال يُقيما حدود اهلل" ،فللمرأة أن تفتدي فيأيت احلق ويُ ِّ نفسها بشيء من املال ،شريطة أال يزيد عن املهر. َ المبحث الثالث :الدليل على ال ُخلع من القرآن الكريم: ال دليل على اخلُل ع من الق رآن الك رمي ق ول اهلل -س بحانه وتع اىل َ ﴿ :-واَل حَيِ ُّل ِ لَ ُكم أَ ْن تَأْخ ُذوا مِم َّا آَتيتُموه َّن َشيئا إِاَّل أَ ْن خَيَافَا أَاَّل ي ِقيم ا ح ُد ِ ِ ِ ود اللَّه فَإ ْن خ ْفتُ ْم أَاَّل يُق َ يم ا ُ َ ُ َ ْ ُ ُ ًْ ُ ْ ت بِِه ﴾. ِ ِ ح ُد ِ ود اللَّه فَاَل ُجنَ َ 2 يما ا ْفتَ َد ْ اح َعلَْيه َما ف َ ُ َ
البقرة229 : 1
البقرة229 : 2
المبحث الرابع :ال ُخلع من خالل القانون: ائن ،ويك ون احلكم يف طالق ب ٌ أم ا اخلل ع من خالل الق انون ،ففي مجي ع األح وال ٌ مجيع األحوال غري قابل للطعن عليه بأي طريقة من طرق الطعن. وينظر إىل اخللع من الناحية الشرعية على أنه عقد ينعقد بإجياب وقَبول ،ولكن االعتبار فيه خَي تلف بالنسبة لكل من الرجل واملرأة ،فهو من جانب الرجل يُعترَب تعلي ًق ا فاوضة. وم َ للطالق على قبول املال ،ومن جانب املرأة يعترب فدية ُ اخللع يعترب طالقًا ،لكنه ُميِّز عن غريه يف أنه طالق نظري مال تُقدِّمه ومن هنا فإن َ الزوجة لزوجها ،وقد أباحت الشريعة اإلسالمية للمرأة أن تقدم ماالً تَفتدي به نفسها، وأب احت للرج ل قبول ه يف نظ ري الطالق ،عن دما خَي اف ان أال يقوم ا حبق الزوجي ة ،وأال تَكون بينهما عشرة زوجية يرتضيها الدين اإلسالمي. المبحث الخامس :حكم ال ُخلع: هو نفس حكم الطالق ،فهو ُمباح ولكنه َمبغوض ،وقد هنى الشارع عنه إذا كان وتزوج ذاك ،وهو ما يُعرف بالتذوق؛ ولذلك لغري سبب غري رغبة الزوجة يف فراق هذا َّ قال النيب -صلى اهلل عليه وسلم ((أميا امرأة اختلعت من زوجها بغري نشوز ،فعليها لعنة هن املنافقات)) ،والدليل على جوازه من الكتاب اهلل واملالئكة والناس أمجعني ،املختلعات َّ قوله تعاىل ﴿ :واَل حَيِ ُّل لَ ُكم أَ ْنُ تَأْخ ُذوا مِم َّا آَتيتُموه َّن َشيئا إِاَّل أَ ْن خَيَافَا أَاَّل ي ِقيما ح ُدود اللَّهِ ُ َ ُ َ ْ ُ ُ ًْ ُ ْ َ ود اللَّ ِه فَاَل ِ ِ فَ ِإ ْن ِخ ْفتُم أَاَّل ي ِقيم ا ح ُد ِ ت بِ ِه تِْل َ ك ُح ُد ُ يم ا ا ْفتَ َد ْاح َعلَْيه َم ا ف َود اللَّه فَاَل ُجنَ َ ْ ُ َ ُ َ ك ُه ُم الظَّالِ ُمو َن ﴾ (البقرة)229 : ود اللَّ ِه فَأُولَئِ َ وها َو َم ْن َيَت َع َّد ُح ُد َ َت ْعتَ ُد َ المبحث السادس :الحكمة من مشروعية ال ُخلع: جع ل اهلل -س بحانه وتع اىل -الطالق يف ي ِد الرج ل ،يس تطيع أن يلج أ إلي ه ملا َ الغرض املقصود منه ،فإنه يف نفسَ كعالج أخري يتخلَّص به من زواج رأى أنه مل ِّ يؤد ؤد الغ رضال وقت أعطى املرأة ه ذا احلق يف أن تتخلَّص من زواجه ا إذا رأت أن ه مل ي ِّ املقص ود من ه ،وذل ك ب اخلُلع؛ لتك ون احلي اة الزوجي ة في ه قائم ة على احلري ة يف ب دئها، وعلى احلرية يف استمرارها كذلك؛ فإنه من غري املعقول ،ب ل وال من العدل أن تشعر امرأة بالنفور احلقيقي من زوجها ألي سبب من األسباب اخللقية ،مث تُر َغم على املعيشة للمجتم ع؛ ألنمع ه؛ ألن حي اة زوجي ة به ذا الش كل ال خ ري فيه ا ،س واء لل زوجني أو ُ بأن زوجها مفروض عليها إىل األبد مع كراهيتها له ونُفورها منه، ت َّ أحس ْ الزوجة إذا ّ تزل إىل طريق الغَواية ِ واالحنراف. فإهنا قد تَقتله أو تَقتُل نفسها ،أو خترج عن دينها ،أو ُّ