‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‬

‫ﺧﺎﻃﺮة اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬

‫أﻟﻔﺖ ﻛﺘﺎﺑﻲ )اﻟﻤﻐﻴﺚ‬ ‫ﻫﻨﺎك ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺮاث ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻲ ﻣﻨﺬ أن ُ‬
‫وﺗﻨﺎﻗﺸــﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻣــﻊ ﻋﺪد ﻣــﻦ اﻟﻌﻠﻤــﺎء اﻟﻤﻌﺎﺻﺮﻳﻦ‬
‫ُ‬ ‫ﻓــﻲ اﻟﻤﻮارﻳــﺚ(‪،‬‬
‫اﻟﻤﺨﺘﺼﻴــﻦ ﻓﻲ اﻟﻔﻘــﻪ وأﺻﻮﻟﻪ‪ ،‬وأﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟﻴﻮم ﻣــﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا اﻟﻤﻘﺎل‬
‫َﻋ ﱠﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺤﻞ ﻧﻈﺮ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﻀﺎﻟﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻤﻴﺮاث‪.‬‬
‫ﻣــﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن اﻟــﻮارث ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮب درﺟ ًﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻴــﺖ َﻗﻮِ َي ﻣﻴﺮاﺛﻪ‬
‫ﺣﺠﺒﺎ ً‬
‫ﻛﺎﻣﻼ أو‬ ‫وزاد ﻧﺼﻴﺒــﻪ وأ ﱠﺛــﺮ ﻋﻠﻰ َﻣﻦ ﻫــﻮ أدﻧﻰ ﻣﻨﻪ درﺟ ًﺔ ﻓﺤﺠﺒــﻪ ً‬
‫أﻳﻀﺎ أن اﻟﻤﻴﺮاث ﻳﻨﺤﺼﺮ ﻓﻲ أرﺑﻊ ﺟﻬﺎت‬ ‫ﻧﺎﻗﺼﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻴﺮاث‪ ،‬وﻣﻌﻠﻮم ً‬ ‫ً‬
‫)@(‬
‫ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﻴﺖ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺎت ﻫﻲ‪ :‬ﺟﻬﺔ اﻟﻔﺮوع وﺗﺸــﻤﻞ أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻴﺖ أ‪.‬د‪ /‬ﻋﺒﺎس ﺷﻮﻣﺎن‬
‫وﺑﻨﺎﺗــﻪ‪ ،‬وأﺑﻨﺎء أﺑﻨﺎﺋﻪ وﺑﻨﺎت أﺑﻨﺎﺋﻪ وإن ﻧﺰﻟﻮا‪ ،‬وﺟﻬﺔ اﻷﺻﻮل وﻓﻴﻬﺎ آﺑﺎء‬
‫وأﺟــﺪاد وأﻣﻬــﺎت وﺟﺪات اﻟﻤﻴــﺖ‪ ،‬وﺟﻬﺔ اﻟﺰوﺟﻴﺔ وﻓﻴﻬــﺎ زوج اﻟﻤﺘﻮﻓﺎة أو زوﺟــﺎت اﻟﻤﻴﺖ‪ ،‬وﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺤﻮاﺷﻲ وﻓﻴﻬﺎ اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات‪ ،‬واﻷﻋﻤﺎم‪ ،‬وأﺑﻨﺎء اﻹﺧﻮة وأﺑﻨﺎء اﻷﻋﻤﺎم‪.‬‬

‫ﻟﻠﻨﺴــﺎء ﻫﻮ ﺛﻠﺜﺎ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺑﻨــﺖ اﻻﺑﻦ إذا ﻛﺎن‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ؛ أي إﻧــﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﺛﻠﺚ‬
‫ً‬ ‫اﺑــﻦ ورث‬
‫ﻣﻌﻬــﺎ اﺑــﻦ ٍ‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﻨﺎت‪ ،‬وﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎل ﺗﺸﺎرﻛﻪ‬
‫ﻓﻴﻪ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ اﻟﺘــﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺠﻮﺑﺔ ﻟﻮﻻ وﺟﻮدﻩ‪،‬‬
‫ــﻤﻲ اﺑــﻦ اﻻﺑــﻦ ﻓﻲ ﻫــﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﺑﺎﻟﻤﺒــﺎرك أو‬
‫ﻓﺴ ﱢ‬‫ُ‬
‫اﻟﺴﻌﻴﺪ؛ ﻷﻧﻪ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻴﺮاث ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﺄدﺧﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﺮور‪.‬‬
‫وﻟﻸخ اﻟﻤﺒﺎرك أو اﻟﺴــﻌﻴﺪ ﺻﻮرة أﺧﺮى ﻳﻜﻮن‬
‫ﻓﻴﻬــﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺗﺒﺔ أدﻧــﻰ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺑﻨــﺖ اﻻﺑﻦ‪ ،‬ﻓﻔﻲ‬
‫ﺻﻮرة اﻟﻤﺴــﺄﻟﺔ اﻟﺴــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺑﻦ اﺑﻦ اﺑﻦ‬
‫وﻋﺼﺐ ﻣﻌﻪ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ‬ ‫ﻟﻔﻌﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﺑﻦ اﻻﺑﻦ ﱠ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﻗﺮب ﻣﻨﻪ درﺟﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ُﻳﻌﻘﻞ أن اﻟﺬي ﻫﻮ‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ واﻟﺘﻲ ﻫﻲ أﻗﺮب ﻣﻨﻪ درﺟ ًﺔ‬
‫ً‬ ‫أﺑﻌﺪ درﺟ ًﺔ ﻳﺮث‬
‫ﻻ ﺗﺮث‪ .‬وﻫﺎﺗــﺎن اﻟﺼﻮرﺗﺎن ﻣﺴــﺘﻘﺮﺗﺎن ﻓﻲ ﻛﺘﺐ‬
‫اﻟﻔﻘﻪ وﻻ ﻣﺸــﻜﻠﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ‪ ،‬ﻳﻘﻮل اﺑﻦ رﺷــﺪ‪...» :‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم ﻛﺬﻟــﻚ أن ﺟﻬﺔ اﻟﻔﺮوع اﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ‬
‫أﺑﻨــﺎء اﻟﻤﻴﺖ وأﺣﻔﺎدﻩ ﻫﻲ أﻗــﻮى اﻟﺠﻬﺎت؛ ﺣﻴﺚ‬
‫ﺳــﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﺧــﺮى وﻻ ﻳﺘﺄﺛﺮ‬ ‫إﻧﻬــﺎ ﺗﺆﺛﺮ ً‬
‫اﻟــﻮارث ﻓﻴﻬــﺎ إﻻ ﺑﻤــﻦ ﻫــﻮ أﺳــﺒﻖ ﻣﻨﻪ درﺟــ ًﺔ إﻟﻰ‬
‫اﺑﻦ ﻣﺎت‬ ‫اﻟﻤﻴﺖ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻣﺎت ﺷﺨﺺ وﺗﺮك اﺑ ًﻨﺎ واﺑﻦ ٍ‬
‫أﺑــﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎة ﺟــﺪﻩ‪ ،‬ﻛﺎن اﻟﻤﻴﺮاث ﻟﻼﺑﻦ دون اﺑﻦ‬
‫اﻻﺑــﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ‪ ،‬وإذا ﻛﺎن‬
‫ﻟﻠﻤﻴــﺖ ﺑﻨﺎت ﻓﻘــﻂ ﻛﺎن ﻧﺼﻴﺒﻬﻦ ﺛﻠﺜــﻲ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪،‬‬
‫ﻓــﺈن ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ورﺛﺔ ﻏﻴﺮﻫﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻷﺧﺮى أو‬
‫وارث ذﻛﺮ أدﻧﻰ درﺟ ًﺔ ﻋﺎد اﻟﺜﻠﺚ إﻟﻴﻬﻦ َر ًدا‪.‬‬
‫واﻟﻤﺴــﺄﻟﺔ ﻣﺤــﻞ اﻟﻨﻈــﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤــﺎ ُﻳﻌﺮف ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﻴﺮاث ﺑﺎﻷخ اﻟﻤﺒﺎرك أو اﻟﺴــﻌﻴﺪ‪ ،‬وﺻﻮرﺗﻬﺎ أن‬
‫اﺑــﻦ‪ ،‬ﻓﻴﻜﻮن‬ ‫وﺑﻨﺖ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﻣﻴ ًﺘﺎ ﺗــﺮك ﺑﻨﺘﻴــﻦ ‪-‬أو أﻛﺜﺮ‪-‬‬
‫ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺛﻠﺜﻲ اﻟﺘﺮﻛﺔ وﻻ ﺷــﻲء ﻣﻦ‬ ‫َ‬ ‫ﻧﺼﻴــﺐ اﻟﺒﻨﺘﻴــﻦ‬
‫ﺟﻬــﺔ اﻟﻤﻴــﺮاث ﻟﺒﻨﺖ اﻻﺑــﻦ؛ ﻷن ﻏﺎﻳﺔ ﻣــﺎ ﻳﺠﻮز‬
‫)*( ‪.Aɪ∏©dG QÉÑc áÄ«g ΩÉY ÚeCG‬‬

‫ﺻﻔــــــــــﺮ ‪ ١٤٤٠‬ﻫـ ‪ -‬أﻛﺘــﻮﺑـــﺮ ‪ ٢٠١٨‬م‬ ‫‪٢٥٠‬‬

 ‫ﺧﺎﻃﺮة اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬
‫ﻛﺜﻴﺮا ﺣــﺎﻻت اﻷﺧﻮات‬ ‫أﻳﻀﺎ ﺗﺸــﺒﻪ ً‬ ‫ﺑﻨــﺎت اﻻﺑﻦ ً‬
‫ﻷب؛ ﻓﺒﻨــﺎت اﻻﺑﻦ ﻟﻬﻦ ﺣــﺎﻻت اﻟﺒﻨﺎت ﻋﻨﺪ ﻋﺪم‬
‫وﺟــﻮد اﻟﺒﻨﺎت وﻻ اﻷﺑﻨﺎء ﻟﻠﻤﻴﺖ‪ ،‬واﻷﺧﻮات ﻷب‬
‫ﻟﻬﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻨﺪ ﻋﺪم وﺟﻮد اﻟﺸﻘﻴﻘﺎت وﻻ‬
‫اﻷﺷــﻘﺎء وﻻ اﻟﻔﺮع اﻟــﻮارث وﻻ اﻷﺻــﻞ اﻟﻤﺬﻛﺮ‪،‬‬
‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﺗﺄﺧﺬ ﺳــﺪس اﻟﺘﺮﻛﺔ ﺗﻜﻤﻠ ًﺔ‬
‫ﻟﻠﺜﻠﺜﻴــﻦ ﻋﻨﺪ وﺟﻮد ﺑﻨــﺖ واﺣﺪة ﻟﻠﻤﻴــﺖ‪ ،‬ﻓﻜﺬا‬
‫اﻷﺧــﺖ ﻷب ﺗﺄﺧــﺬ اﻟﺴــﺪس ﺗﻜﻤﻠــ ًﺔ ﻟﻠﺜﻠﺜﻴﻦ إذا‬
‫ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺧﺖ اﻟﺸــﻘﻴﻘﺔ وارﺛﺔ ﻟﻨﺼﻒ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬وإذا‬
‫ﻛﺎن ﺑﻨــﺎت اﻻﺑــﻦ ُﻳﺤﺠﺒــﻦ ﺑﺎﻟﺒﻨﺘﻴﻦ ﻓﺄﻛﺜــﺮ ﻣﺎ ﻟﻢ‬
‫ﻳﻌﺼﺒﻬﻦ‪ ،‬ﻓﻜﺬا ُﺗﺤﺠﺐ‬ ‫اﺑﻦ ﱢ‬
‫اﺑﻦ ٍ‬
‫اﻻﺑﻦ َ‬
‫ﺑﻨــﺎت ِ‬
‫ُ‬ ‫ﺗﺠﺪ‬
‫اﻷﺧــﻮات ﻷب ﺑﺎﻷﺧﺘﻴﻦ اﻟﺸــﻘﻴﻘﺘﻴﻦ ﻣــﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ‬
‫ﻳﺒﻖ إﻻ‬
‫ﻳﻌﺼﺒﻬــﻦ‪ ،‬وﻟــﻢ َ‬ ‫أﺧــﺎ ﻷب ﱢ‬‫اﻷﺧــﻮات ﻷب ً‬
‫اﻟﺤﺎﻟــﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻨﺎﻫﺎ‪ ،‬وﻫﻲ اﺳــﺘﻔﺎدة ﺑﻨﺎت اﻻﺑﻦ‬
‫ﻣﻌﺼ ًﺒﺎ ﻟﻬﻦ‪ ،‬وﻋﺪم‬ ‫ﺣــﺎل ﺣﺠﺒﻬﻦ ﺑﺎﺑﻦ اﺑﻦ اﻻﺑــﻦ ﱢ‬
‫اﺳــﺘﻔﺎدة اﻷﺧﺖ ﻷب ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﺐ اﻷﺑﻌﺪ ﻣﻨﻬﺎ درﺟ ًﺔ‬
‫ﻛﺎﺑﻦ اﻷخ واﻟﻌﻢ‪.‬‬
‫وﻗﺪ ﺗﺮد ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺎﻃﺮة ﺑﻌﺾ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت‬
‫أﻋﺮﺿﻬﺎ ﻫﻨﺎ وأﻧﺎﻗﺸــﻬﺎ؛ إذ ﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮض اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄن‬
‫ﺟﻬــﺔ اﻟﺒُﻨﻮة أﻗﻮى؛ وﻣــﻦ ﺛﻢ ﻳﺠﻮز ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز‬
‫ﻣﺜــﻼ‪ ،‬واﺑﻦ اﻷخ ﻻ‬ ‫ﻓــﻲ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﺎﻟﻮﺻﻴــﺔ اﻟﻮاﺟﺒﺔ ً‬
‫ﻳﻌﺼﺐ‬ ‫ﻳﻌﺼــﺐ أﺧﺘــﻪ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤــﺎء‪ ،‬ﻓﻜﻴــﻒ ﱢ‬‫ﱢ‬
‫ﻋﻤﺘــﻪ؟! أﻟﻴﺴــﺖ أﺧﺘﻪ أوﻟــﻰ؟! ﻓﻤــﺎ دام ﺿﻌﻴﻔً ﺎ‬
‫ﻋﻦ ﺗﻌﺼﻴﺐ أﺧﺘﻪ ‪-‬وﻫﻲ اﻷﻗــﺮب إﻟﻴﻪ‪ -‬ﻓﺘﻌﺼﻴﺒﻪ‬
‫ﻟﻌﻤﺘــﻪ أﺿﻌﻒ‪ ،‬وﻣﺎ ﺟﺎز ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻮة ﻟﻘﻮﺗﻬﺎ ﻻ ﻳﺠﻮز‬
‫ﻓﻲ اﻟﺤﻮاﺷﻲ ﻟﻀﻌﻔﻬﻢ واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻔﻄﺮة‪.‬‬
‫وﻣﻤــﺎ ﻳﺆﻛــﺪ ذﻟــﻚ ‪-‬ﻓــﻲ ﻧﻈــﺮ أﺻﺤــﺎب ﻫﺬا‬
‫اﻟــﺮأي‪ -‬ﻣــﺎ ُروي ﻋــﻦ اﺑــﻦ ﻣﺴــﻌﻮد ‪ ‬أﻧــﻪ إذا‬
‫أﺧﺬت اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت اﻟﺜﻠﺜﻴﻦ وﻫﻨــﺎك إﺧﻮة وأﺧﻮات‬
‫ﱠ‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ وﻟﻢ‬
‫ً‬ ‫ﻣــﻦ اﻷب‪ ،‬أﺧﺬ اﻟﺬﻛــﻮر ﻓﻘﻂ اﻟﺒﺎﻗــﻲ‬
‫ﻳﻌﺼﺒــﻮا أﺧﻮاﺗﻬــﻢ؛ ﻷن اﷲ ‪-‬ﻋــﺰ وﺟــﻞ‪ -‬ﺟﻌــﻞ‬ ‫ﱢ‬
‫ﺟﻤﻴﻌــﺎ اﻟﺜﻠﺜﻴﻦ‪ ،‬وﻗﺪ اﺳــﺘﻐﺮﻗﺘﻪ‬
‫ً‬ ‫ﻓﺮض اﻷﺧــﻮات‬
‫‪٢٥١‬‬ ‫ﺻﻔــــــــــﺮ ‪ ١٤٤٠‬ﻫـ ‪ -‬أﻛﺘــﻮﺑـــﺮ ‪ ٢٠١٨‬م‬
‫واﻟﺠﻤﻬــﻮر ﻋﻠﻰ أن ذَﻛﺮ وﻟــﺪ اﻻﺑﻦ ﻳﻌﺼﺒﻬﻦ ﻛﺎن‬
‫)‪(١‬‬
‫ﻓﻲ درﺟﺘﻬﻦ أو أﻃﺮف ﻣﻨﻬﻦ«‪.‬‬
‫وﻳﻜﻮن اﻷخ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﺤﻮاﺷﻲ ﻛﺬﻟﻚ‪،‬‬
‫ﺷــﺨﺼﺎ ﻣــﺎت وﺗــﺮك أﺧﺘﻴﻦ‬
‫ً‬ ‫وﺻﻮرﺗــﻪ ﻋﻨﺪﺋــﺬ أن‬
‫ﺷــﻘﻴﻘﺘﻴﻦ وأﺧ ًﺘﺎ ‪-‬أو أﺧﻮات‪ -‬ﻷب‪ ،‬ﻓﻠﻠﺸﻘﻴﻘﺘﻴﻦ‬
‫ﺛﻠﺜــﺎ اﻟﺘﺮﻛﺔ و ُﺗﺤﺠﺐ اﻷﺧــﺖ ﻷب ﻋﻦ اﻟﻤﻴﺮاث‪،‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﻌﻬﺎ أخ ﻷب ﻷﺳــﻌﺪﻫﺎ؛ ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ‬
‫اﻟﺤــﺎل ﻳــﺮث ﺑﺎﻟﺘﻌﺼﻴــﺐ وﻳﻌﺼﺒﻬﺎ ﻣﻌــﻪ‪ .‬وﻫﺬﻩ‬
‫أﻳﻀﺎ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻓﻘﻬ ًّﻴﺎ وﻻ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ‪.‬‬‫اﻟﺼﻮرة ً‬
‫أﻣــﺎ اﻟﺼﻮرة اﻟﺘــﻲ أﻃﺮﺣﻬﺎ ﻫﻨــﺎ ﻟﻼﺟﺘﻬﺎد ﻓﻬﻲ‬
‫ﺷــﺨﺼﺎ ﻣــﺎت وﺗﺮك أﺧﺘﻴــﻦ ﺷــﻘﻴﻘﺘﻴﻦ وأﺧ ًﺘﺎ‬
‫ً‬ ‫أن‬
‫‪-‬أو أﺧﻮات‪ -‬ﻷب‪ ،‬واﺑــﻦ ٍأخ أو َﻋ ًﻤﺎ ﻟﻠﻤﻴﺖ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﻟﻠﺸﻘﻴﻘﺘﻴﻦ ﺛﻠ َﺜ ْﻲ اﻟﺘﺮﻛﺔ‪ ،‬واﻟﺒﺎﻗﻲ وﻫﻮ ﺛﻠﺚ اﻟﺘﺮﻛﺔ‬
‫ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ ‪-‬أي ﻻﺑﻦ اﻷخ أو ﻋﻢ اﻟﻤﻴﺖ‪ -‬وﻻ ﺷﻲء‬
‫ﻟﻸﺧــﺖ ﻷب ﻣﻊ أﻧﻬﺎ أﻗﺮب درﺟ ًﺔ ﻣﻨﻪ‪ ،‬واﻟﺴــﺆال‬
‫ﻫﻨﺎ‪ :‬أﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﻴﺎس ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻮرة ﻋﻠﻰ ﺻﻮرة اﻷخ‬
‫اﻟﻤﺒــﺎرك ﻓﻲ ﺟﻬــﺔ اﻟﻔﺮوع؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﻮن ﻣﺴــﺎو ًﻳﺎ‬
‫ﻟﺒﻨــﺖ اﻻﺑﻦ وﻳﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﻣــﻦ درﺟﺔ أدﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﺤﻮاﺷــﻲ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ‬
‫واﺣﺪة وﻫﻲ اﻟﻤﺴﺎوﻳﺔ؟‬
‫وﺳــﺒﺐ ﻃﺮح ﻫﺬا اﻟﺴــﺆال ﻫﻮ اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺮاث ﺑﻴﻦ ﺣﺎﻻت اﻟﺒﻨﺎت وﺣﺎﻻت اﻷﺧﻮات‬
‫اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت؛ ﻓﺎﻟﺒﻨــﺎت ﻋﻨــﺪ ﺗﻌﺪدﻫﻦ ﻳﺮﺛــﻦ ﺛﻠﺜﻲ‬
‫اﻟﺘﺮﻛــﺔ إذا ﻟﻢ ﻳﻜــﻦ ﻣﻌﻬﻦ اﺑﻦ اﻟﻤﻴــﺖ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ ﺑﻪ وﻳﻜﻮن ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ‬ ‫ً‬ ‫ﻣﻌﻬﻦ ﻓﺈﻧﻬﻦ ﻳﺮﺛــﻦ‬
‫ﺣﻆ اﻷﻧﺜﻴﻴﻦ‪ ،‬وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺧﻮات اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت ﻋﻨﺪ‬
‫ﺗﻌﺪدﻫــﻦ وﻋــﺪم وﺟــﻮد اﻷخ اﻟﺸــﻘﻴﻖ وﻻ اﻟﻔــﺮع‬
‫اﻟﻮارث ﻟﻠﻤﻴﺖ وﻻ اﻷﺻﻞ اﻟﻮارث اﻟﻤﺬﻛﺮ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﻦ‬
‫ﻣﻌﻬﻦ‬
‫ﻳﻜﻦ‬
‫ﻳﺮﺛــﻦ ﺛﻠﺜﻲ اﻟﺘﺮﻛﺔ ‪-‬ﻛﺎﻟﺒﻨــﺎت‪ -‬إذا ﻟﻢ ْ‬
‫ﺗﻌﺼﺒﻦ‬ ‫أخ ﺷــﻘﻴﻖ‪ ،‬ﻓــﺈن ﻛﺎن ﻣﻌﻬﻦ اﻷخ اﻟﺸــﻘﻴﻖ ﱠ‬
‫ﺑــﻪ ﻛﺤﺎل اﻟﺒﻨﺎت ﻣﻊ اﻻﺑﻦ‪ ،‬واﻟﺒﻨﺖ اﻟﻮاﺣﺪة ﺗﺮث‬
‫ﻧﺼﻒ اﻟﺘﺮﻛﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺧﺖ اﻟﺸــﻘﻴﻘﺔ‪ .‬وﺣﺎﻻت‬
‫)‪.673 /1 ó°üà≤ŸG ájÉ¡fh ó¡àéŸG ájGóH (1‬‬
 ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‬
‫اﺷــﺘﺮﻛﻮا؛ ﻷن اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻛﻠﻬﻢ وراث‪ ،‬ﻓﻠﻮ‬ ‫اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت ﻓﻼ ﻧﺼﻴﺐ ﺑﻌــﺪﻩ ﻟﻸﺧﻮات ﻣﻦ اﻷب؛‬
‫ﻓﺮض ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﺮض أﻓﻀﻰ إﻟﻰ ﺗﻔﻀﻴﻞ اﻷﻧﺜﻰ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﺗﻌﺼﻴﺐ ﻟﻌﻤﺘﻪ ﻣﺎ دام‬
‫ٌ‬ ‫وﻣــﻦ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻻﺑــﻦ اﻷخ‬
‫اﻟﺬﻛﺮ‪ ،‬أو ﻣﺴــﺎواﺗﻬﺎ إﻳــﺎﻩ‪ ،‬أو إﺳــﻘﺎﻃﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻳﻌﺼﺒﻬﺎ)‪.(٢‬‬‫أﺧﻮﻫﺎ ﻟﻢ ﱢ‬
‫ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻤﻘﺎﺳﻤﺔ أﻋﺪل وأوﻟﻰ‪ .‬وﺳﺎﺋﺮ اﻟﻌﺼﺒﺎت‬ ‫أﻳﻀﺎ ﻓــﻲ ﻧﻈﺮﻫﻢ ﻗﻮل اﺑــﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪:‬‬
‫وﻣــﻦ ذﻟﻚ ً‬
‫ﻟﻴــﺲ أﺧﻮاﺗﻬﻢ ﻣــﻦ أﻫــﻞ اﻟﻤﻴﺮاث‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﻦ ﻟﺴــﻦ‬ ‫»وﻻ ﻳﻔــﺎرق وﻟــﺪ اﻷب ﻣﻊ وﻟﺪ اﻷﺑﻮﻳــﻦ وﻟﺪ اﻻﺑﻦ‬
‫ﺑــﺬوات ﻓﺮض‪ ،‬وﻻ ﻳﺮﺛﻦ ﻣﻨﻔــﺮدات‪ ،‬ﻓﻼ ﻳﺮﺛﻦ ﻣﻊ‬ ‫ﻳﻌﺼﺒﻬﺎ اﺑﻦ‬
‫ﻣﻊ وﻟﺪ اﻟﺼﻠﺐ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ أن ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﱢ‬
‫إﺧﻮﺗﻬــﻦ ﺷــﻴ ًﺌﺎ‪ .‬وﻫــﺬا ﻻ ﺧﻼف ﻓﻴــﻪ‪ ،‬ﺑﺤﻤﺪ اﷲ‬ ‫أﺧﻴﻬــﺎ و َﻣﻦ ﻫــﻮ أﻧﺰل ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬واﻷﺧــﺖ ﻣﻦ اﻷب ﻻ‬
‫وﻣﻨﺘﻪ«)‪.(٤‬‬ ‫ﻳﻌﺼﺒﻬــﺎ إﻻ أﺧﻮﻫــﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻮ اﺳــﺘﻜﻤﻞ اﻷﺧﻮات ﻣﻦ‬ ‫ﱢ‬
‫وﻣﻤﺎ ﻳﻌﺘﺮﺿــﻮن ﺑﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﺎﺷــﻴﺔ‬ ‫اﻷﺑﻮﻳﻦ اﻟﺜﻠﺜﻴﻦ‪ ،‬و َﺛ ﱠﻢ أﺧﻮات ﻣﻦ أب واﺑﻦ أخ ﻟﻬﻦ‪،‬‬
‫ﺷــﻘﻴﻖ‬
‫ٌ‬ ‫أخ‬
‫اﻷﺧﺖ ﻷب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ﻳﻌﺼﺐ‬ ‫اﺑــﻦ ﻋﺎﺑﺪﻳﻦ‪» :‬وﻻ ﱢ‬ ‫ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻸﺧﻮات ﻟﻸب ﺷــﻲء‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻻﺑﻦ‬
‫إﺟﻤﺎﻋــﺎ«)‪ ،(٥‬ﻓﺈذا‬‫ً‬ ‫ﺑــﻞ ﻳﺤﺠﺒﻬﺎ؛ ﻷﻧﻪ أﻗــﻮى ﻣﻨﻬﺎ‬ ‫اﻷخ؛ ﻷن اﺑــﻦ اﻻﺑﻦ وإن ﻧﺰل اﺑﻦ‪ ،‬واﺑﻦ اﻷخ ﻟﻴﺲ‬
‫ﻳﻌﺼﺒﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻞ‬ ‫ﻛﺎن اﻷخ اﻟﺸــﻘﻴﻖ ‪-‬وﻫﻮ أﻗﻮى‪ -‬ﻻ ﱢ‬ ‫ﺑــﺄخ«)‪ ،(٣‬وﺑﻬﺬا اﺗﻀﺢ اﻟﻔــﺮق ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ‪ ،‬ﺛﻢ ﻳﻘﻮل‬
‫ﻳﻌﺼﺒﻬﺎ اﺑﻦ اﻷخ وﻫﻮ اﻷﺿﻌﻒ؟!‬ ‫ﱢ‬ ‫ﻳﻌﺼﺒﻮن أﺧﻮاﺗﻬﻢ‪،‬‬ ‫اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ‪» :‬أرﺑﻌــﺔ ﻣﻦ اﻟﺬﻛﻮر ﱢ‬
‫أﻳﻀﺎ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺮﺣﺒﻴﺔ‪:‬‬ ‫وﻣﻦ ذﻟﻚ ً‬ ‫ﻓﻴﻤﻨﻌﻮﻧﻬﻦ اﻟﻔﺮض‪ ،‬وﻳﻘﺘﺴــﻤﻮن ﻣﺎ ورﺛﻮا ﻟﻠﺬﻛﺮ‬
‫اﻷخ ﺑــﺎﻟــﻤــﻌــﺼــﺐ‬
‫ِ‬ ‫اﺑــــــﻦ‬
‫ُ‬ ‫»وﻟــــﻴــــﺲ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺣــﻆ اﻷﻧﺜﻴﻴﻦ‪ ،‬وﻫﻢ‪ :‬اﻻﺑــﻦ‪ ،‬واﺑﻦ اﻻﺑﻦ وإن‬
‫)‪(٦‬‬
‫ﻣــﻦ ﻣــﺜــﻠــﻪ أو ﻓــﻮﻗــﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻨــﺴــﺐ«‬ ‫ﻧﺰل‪ ،‬واﻷخ ﻣﻦ اﻷﺑﻮﻳﻦ‪ ،‬واﻷخ ﻣﻦ اﻷب‪ .‬وﺳــﺎﺋﺮ‬
‫ﻳﻌﺼﺐ‬ ‫اﻟﻌﺼﺒــﺎت ﻳﻨﻔﺮد اﻟﺬﻛﻮر ﺑﺎﻟﻤﻴــﺮاث دون اﻹﻧﺎث‪،‬‬
‫وﻫﺬا ﺑﺨﻼف اﺑﻦ اﻻﺑﻦ وإن ﺳﻔﻞ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﱢ‬
‫َﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ أو ﻓﻮﻗﻪ‪.‬‬ ‫وﻫﻢ ﺑﻨﻮ اﻷخ واﻷﻋﻤــﺎم وﺑﻨﻮﻫﻢ؛ وذﻟﻚ ﻟﻘﻮل اﷲ‬
‫« ‪∫…œ—«u «  U{«d²Žô« vKŽ œd‬‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫√‪ ∫ôË‬ﻣــﺎ ُروي ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴــﻌﻮد أن اﻹﺧﻮة ﻷب‬ ‫‪Î‬‬ ‫)‪j i h gf e d c‬‬
‫ﻓــﻲ ﺣﺎل وﺟﻮدﻫــﻢ ﻣﻊ اﻷﺧــﻮات ﻷب واﻷﺧﻮات‬ ‫)اﻟﻨﺴﺎء‪(١١ :‬‬ ‫‪( lk‬‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒــﺎ وﻻ ﺷــﻲء‬ ‫ً‬ ‫اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت ﻳﺄﺧــﺬون اﻟﺒﺎﻗــﻲ‬ ‫ﻓﻬﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺗﻨﺎوﻟﺖ اﻷوﻻد‪ ،‬وأوﻻد اﻻﺑﻦ‪ .‬وﻗﺎل‬
‫ﻟﻸﺧــﻮات ﻷب؛ ﻷن ﻏﺎﻳــﺔ ﻓــﺮض اﻷﺧــﻮات ُﺛ ُﻠﺜﺎ‬ ‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪:‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛﺔ‪.‬‬
‫أﻳﻀﺎ ﺛﻠﺜﺎ‬ ‫)‪KJIHGFE‬‬
‫ﻳﺠــﺎب ﻋﻨﻪ ﺑﺄن ﻏﺎﻳﺔ ﻧﺼﻴــﺐ اﻟﺒﻨﺎت ً‬
‫اﻟﺘﺮﻛــﺔ‪ ،‬وإذا وﺟــﺪت ﺑﻨــﺎت أﺑﻨــﺎء وأﺑﻨــﺎء أﺑﻨﺎء‪،‬‬ ‫‪( NM L‬‬
‫ﻳﻌﺼﺒﻦ ﻣﻊ أﺑﻨﺎء اﻷﺑﻨﺎء ﺑﻼ ﺧﻼف‪ .‬وﻳﺠﺎب‬ ‫ﻓﺈﻧﻬﻦ ﱠ‬ ‫)اﻟﻨﺴﺎء‪(١٧٦ :‬‬
‫أﻳﻀﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻟــﻮ وﺟﺪ ﻣﻊ اﻷﺧﻮات اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت‬ ‫ﻋﻨــﻪ ً‬ ‫ﻓﺘﻨﺎوﻟــﺖ وﻟــﺪ اﻷﺑﻮﻳــﻦ‪ ،‬ووﻟــﺪ اﻷب‪ ،‬وإﻧﻤــﺎ‬
‫)‪.175 ,174/6 ,áeGób øH’ »æ¨ŸG (2‬‬
‫)‪.¬°ùØf ≥HÉ°ùdG ™LôŸG (3‬‬
‫)‪.¬°ùØf ≥HÉ°ùdG ™LôŸG (4‬‬
‫)‪.775/6 QÉàîŸG QódG ≈∏Y QÉàëŸG OQ (5‬‬
‫)‪.9`°U ,á«ÑMôdG (6‬‬

‫ﺻﻔــــــــــﺮ ‪ ١٤٤٠‬ﻫـ ‪ -‬أﻛﺘــﻮﺑـــﺮ ‪ ٢٠١٨‬م‬ ‫‪٢٥٢‬‬

 ‫ﺧﺎﻃﺮة اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮارﻳﺚ‬

‫ِذﻛﺮﻩ ﻣﻦ اﻣﺘــﻼك اﻷﺧﺖ ﻷب ﺟﻤﻴﻊ ﺣﺎﻻت ﺑﻨﺖ‬ ‫أﺧــﻮات ﻷم‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﻦ ﻳﺄﺧﺬن اﻟﺜﻠﺚ ﻓــﻮق ﻣﺎ أﺧﺬﺗﻪ‬
‫ٌ‬
‫اﻻﺑﻦ‪ ،‬ﻳﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷﺧﺖ ﻷب ﻟﻴﺴﺖ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﺸﻘﻴﻘﺎت‪.‬‬
‫ﺑﻨــﺖ اﻻﺑﻦ‪ ،‬ﺑﻞ إن اﻷﺧﺖ ﻷب ﺗﺰﻳﺪ ﺑﻌﺾ ﺣﺎﻻت‬ ‫‪ ∫UO½UŁ‬اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻷخ اﻟﺸﻘﻴﻖ ‪-‬وﻫﻮ أﻗﻮى ﻣﻦ‬
‫‪Î‬‬
‫ﻻ ﺗﻤﻠﻜﻬــﺎ ﺑﻨﺖ اﻻﺑــﻦ؛ ﻓﺎﻷﺧــﺖ ﻷب ﻳﻤﻜﻦ أن‬ ‫ﺗﻌﺼﺐ‬
‫ﻷب‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟﻢ ﱠ‬ ‫اﻷﺧﺖ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﻳﻌﺼﺐ‬‫اﺑﻦ اﻷخ‪ -‬ﻻ ﱢ‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ وﺟﻮد وارث ذﻛﺮ‪ ،‬وذﻟﻚ إذا‬ ‫ﺗﺮث‬ ‫ﺗﻌﺼــﺐ ﺑﺎﻷﺿﻌﻒ‬ ‫ﺑﺎﻟﺸــﻘﻴﻖ وﻫﻮ أﻗــﻮى‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ ﱠ‬
‫ً‬
‫ُوﺟﺪ ﻟﻠﻤﻴﺖ ﻓــﺮع وارث ﻣﺆﻧﺚ ‪-‬ﺑﻨﺖ أو ﺑﻨﺎت أو‬ ‫وﻫﻮ اﺑﻦ اﻷخ؟!‬
‫ﺑﻨــﺖ اﺑﻦ أو ﺑﻨﺎت أﺑﻨﺎء‪ -‬وأﺧﺖ أو أﻛﺜﺮ ﻷب‪ ،‬ﻓﺈن‬ ‫اﻻﺑﻦ‬
‫ﺑﻨــﺖ ِ‬
‫ﻳﻌﺼﺐ َ‬ ‫اﻻﺑــﻦ ﻻ ﱢ‬
‫َ‬ ‫ﻳﺠــﺎب ﻋﻨﻪ ﺑــﺄن‬
‫ﺗﻌﺼﺐ ﺑﺎﺑﻦ اﻻﺑﻦ وﻫﻮ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ اﻻﺑﻦ‪،‬‬ ‫وﻟﻜﻨﻬــﺎ ﱠ‬
‫ﺗﻌﺼﻴﺒﺎ ﺑﻌــﺪ اﻟﺒﻨﺎت أو‬
‫ً‬ ‫اﻷﺧــﺖ ﻷب ﺗــﺮث اﻟﺒﺎﻗﻲ‬
‫ﻳﻌﺼﺐ اﻷﺧﺖ ﻷب؛ ﻷﻧﻪ‬ ‫ﻛﻤﺎ أن اﻷخ اﻟﺸــﻘﻴﻖ ﻻ ﱢ‬
‫ﻌﺼﺐ‬ ‫ﺑﻨﺎت اﻷﺑﻨﺎء‪ ،‬وﻻ ﺗﻮﺟﺪ اﻣﺮأة ﻓﻲ اﻟﻤﻴﺮاث ُﺗ ﱠ‬
‫ﻣﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻳﺤﺠﺒﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺨﻼف اﺑﻦ اﻷخ اﻟﺬي ﻫﻮ‬
‫ﻣﻦ دون ذﻛﺮ إﻻ اﻷﺧﻮات اﻟﺸــﻘﻴﻘﺎت أو اﻷﺧﻮات‬
‫أﺿﻌــﻒ وأﺑﻌــﺪ ﻣﻨﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺮث ﻫــﻮ وﻻ ﺗﺮث‬
‫ﻌﺼﺐ‬ ‫ﻷب‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺧﺖ ﻷب ﻳﻤﻜــﻦ أن ُﺗ ﱠ‬ ‫ﻫﻲ؟!‬
‫ﻌﺼﺐ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻟﻤﺴﺎوي‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎذا‬ ‫ﻣﻦ دون ذﻛﺮ‪ ،‬و ُﺗ ﱠ‬ ‫‪ ∫U¦Î UŁ‬اﻻﺣﺘﺠﺎج ﺑﺄن اﺑﻦ اﻷخ ﻻ ﱢ‬
‫ﻳﻌﺼﺐ أﺧﺘﻪ‪،‬‬
‫ﻌﺼﺐ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ اﻷدﻧﻰ ﻣﻨﻬﺎ درﺟ ًﺔ ﻛﺒﻨﺖ اﻻﺑﻦ؟‬ ‫ﻻ ُﺗ ﱠ‬ ‫ﻳﻌﺼﺐ ﻋﻤﺘﻪ؟!‬ ‫ﻓﻜﻴﻒ ﱢ‬
‫وﻓــﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻫــﺬﻩ ﻣﺠﺮد ﺧﺎﻃــﺮة اﺟﺘﻬﺎدﻳﺔ‬ ‫ﻳﺠﺎب ﻋﻨﻪ ﺑﺄن ﺑﻨﺖ اﻷخ ﻟﻴﺴــﺖ وارﺛﺔ ً‬
‫أﺻﻼ‪،‬‬
‫ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻨﻘﺪ واﻟﺘﺼﻮﻳﺐ إن ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﺑﺨــﻼف اﻷﺧــﺖ ﻷب‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺗــﺮث ﺑﺎﻟﻔــﺮض‬
‫وﻟﻜــﻦ ﺑﺄدﻟﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﺗــﺪل دﻻﻟﺔ واﺿﺤــﺔ ﻋﻠﻰ أن‬ ‫واﻟﺘﻌﺼﻴﺐ‪.‬‬
‫اﻷﺧــﺖ ﻷب ﺗﺨﺎﻟﻒ ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ ﻓﻲ ﻣﺴــﺄﻟﺔ اﻷخ‬ ‫وإذا رأى ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ﺑﻨﺖ اﻻﺑﻦ أﻗﻮى؛ ﻷﻧﻬﺎ‬
‫اﻟﻤﺒﺎرك اﻷدﻧﻰ درﺟﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﻔﺮوع‪ ،‬ﻓﺈﻧﻤﺎ ُﻳﺮد ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‬

‫‬

‫‪٢٥٣‬‬ ‫ﺻﻔــــــــــﺮ ‪ ١٤٤٠‬ﻫـ ‪ -‬أﻛﺘــﻮﺑـــﺮ ‪ ٢٠١٨‬م‬