You are on page 1of 244

‫تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬

‫(اضغط هنا لالنتقال إلى صفحة المكتبة الشاملة على اإلنترنت)‬

‫الكتاب ‪ :‬غاية المريد في علم التجويد‬


‫المؤلف ‪ :‬عطية قابل نصر‬
‫الناشر ‪ :‬القاهرة‬
‫الطبعة ‪ :‬الطبعة السابعة‬
‫مزيدة ومنقحة‬
‫مصدر الكتاب ‪ :‬موقع مكتبة المدينة الرقمية‬
‫‪http://www.raqamiya.org‬‬
‫[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]‬

‫مقدمة‬
‫مقدمة الطبعة الثالثة‬
‫‪...‬‬
‫مقدمة الطبعة الثالثة‪:‬‬
‫اب َولَ ْم َي ْج َع ْل لَهُ ِع َو َجا}‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َِّ ِ َِّ‬
‫{اْل َح ْم ُد لله الذي أ َْن َز َل َعلَى َع ْبده اْلكتَ َ‬
‫والصالة والسالم على خاتم النبيين والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد صلوات اهلل وسالمه عليه وعلى آله‬
‫وأصحابه‪ ،‬وأنصاره وأتباعه‪ ،‬ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فبحمد اهلل وعونه قد نفدت الطبعة الثانية من هذا الكتاب المتواضع في فترة وجيزة‪ ،‬األمر الذي يبعث‬
‫في النفس المؤمنة السعادة‪ ،‬ويبشرها بالخير؛ لعودة المسلمين إلى كتاب ربهم‪ ،‬يتلونه ويحفظونه‪،‬‬
‫ويدرسون قواعد تجويده‪ ،‬حتى يتمكنوا من تالوته حق التالوة‪ ،‬فينالون بذلك األجر الكبير‪ ،‬والثواب‬
‫العظيم من اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ولقد جاءني بعض الخطابات من اإلخوة المحبين لقراءة القرآن الكريم وحفظه‪ ،‬ودراسة تجويده‪،‬‬
‫إتماما للفائدة‪ ،‬فاستجبت‬
‫يطالبونني بزيادة بعض المباحث‪ ،‬وإ يضاح بعض المسائل في الطبعة الجديدة ً‬
‫لرغبتهم‪ ،‬وسارعت إلى مراجعة الكتاب بدقة‪ ،‬فانبثقت المراجعة عما يأتي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬تصحيح أخطائه المطبعية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬زيادة بعض المباحث المهمة كحكم التقاء الساكنين‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثًا‪ :‬تنقيح بعض المسائل التي تحتاج إلى توضيح وبيان‪.‬‬
‫مستقصيا لكل ما يحتاجه قارئ القرآن الكريم‪ ،‬حتى يستطيع‬
‫ً‬ ‫وافيا بالغرض‪،‬‬
‫فجاء بحمد اهلل وتوفيقه ً‬
‫تالوة كتاب اهلل على الوجه الذي يرضيه سبحانه‪.‬‬
‫( ‪)1/5‬‬

‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن ينفع به‪ ،‬وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم‬
‫ً‬ ‫واهلل أسأل أن يجعل هذا العمل‬
‫خيرا كل من ساهم في إخراج هذه الطبعة على هذه الصورة المرضية‪ ،‬إنه سميع‬
‫القيامة‪ ،‬وأن يجزي ً‬
‫مجيب‪ ،‬وهو نعم المولى ونعم النصير‪ ،‬صلى اهلل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‪.‬‬
‫المؤلف‪ :‬الرياض‪ ،‬غرة ذي القعدة‪ 1412 ،‬هـ‪.‬‬

‫( ‪)1/6‬‬

‫مقدمة المؤلف‪:‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا محمد أفضل األنبياء وسيد المرسلين‪ ،‬صلوات‬
‫اهلل وسالمه عليه وعلى آله وأصحابه‪ ،‬ومن نهج نهجه‪ ،‬وسلك طريقه‪ ،‬واتبع هديه إلى يوم الدين‪،‬‬
‫وبعد‪:‬‬
‫فهذا كتاب في علم التجويد‪ ،‬وضعت فيه خبرة سنوات طويلة قمت فيها بتدريس هذا العلم بمعهد‬
‫القراءات بالقاهرة‪ ،‬وبقسم الدراسات القرآنية بالكلية المتوسطة إلعداد المعلمين بالرياض‪.‬‬
‫وقد استخرت اهلل العظيم في طبعه ونشره‪ ،‬وطلبت منه سبحانه وتعالى أن يوفقنيـ ويعينني على إنجاز‬
‫وافيا شامال لكل أحكام التجويد برواية حفص عن‬
‫كتابا ً‬
‫هذا العمل حتى يجد الدارس لعلم التجويد ً‬
‫عاصم بن أبي النجود من طريق الشاطبية‪ ،‬ال هو بالمطول الممل‪ ،‬وال بالمختصر المخل‪ ،‬يستعين به‬
‫على تالوة كتاب اهلل حق التالوة‪.‬‬
‫وقد توخيت فيه االختصار‪ ،‬وراعيت سهولة األسلوب‪ ،‬وإ يجاز العبارة‪ ،‬ووضوح اللفظ‪ ،‬ودقة‬
‫التنسيق‪ ،‬وسميته "غاية المريد في علم التجويد"‪.‬‬
‫ولقد حاولت قدر طاقتي أن يطابق هذا الكتاب المتواضع منهج الكليات المتوسطة‪ ،‬ومعاهد التجويد‬
‫والقراءات‪ ،‬كما ذكرت فيه بعض األبواب المهمة لمن أراد أن يستفيد أو يستزيد‪ ،‬واهلل أسأل أن يجعل‬
‫هذا العمل‬

‫( ‪)1/7‬‬
‫خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وأن يثيبني عليه بقدر ما بذلت فيه من جهد‪ ،‬وأن ينفع به الطالب والدارسين‬
‫ً‬
‫حتى يتمكنوا من تالوة كتاب اهلل تعالى على الوجه الذي يرضيه إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫نقصا أو خطأ أن ينبهني إليه حتى استدركه في الطبعة القادمة‬
‫كما أهيب بمن يطلع عليه إذا وجد فيه ً‬
‫‪-‬إن شاء اهلل‪ -‬وأن يدعو لي في حياتي وبعد مماتي‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإ ليه أنيب‪،‬‬
‫وصلى اهلل على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫المؤلف‬

‫( ‪)1/8‬‬

‫مدخل إلى علم التجويد‬


‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالتالوة‬
‫فضل القرآن الكريم‬
‫‪...‬‬
‫مدخل إلى علم التجويد‪:‬‬
‫أواًل ‪ :‬ما يتعلق بالتالوة‬
‫‪ -1‬فضل القرآن الكريم‪:‬‬
‫القرآن الكريم هو كالم اهلل المنزل على رسوله محمد ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬المتعبد بتالوته‪،‬‬
‫متواترا‪.‬‬
‫ً‬ ‫المتحدي بأقصر سورة منه‪ ،‬والمنقول إلينا نقال‬
‫هذا القرآن‪ :‬هو الكتاب اْل ُمبِين الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم حميد‪،‬‬
‫وهو المعجزة الخالدة الباقية المستمرة على تعاقب األزمان والدهور إلى أن َي ِر َ‬
‫ث اهلل األرض ومن‬
‫عليها‪.‬‬
‫وهو حبل اهلل المتين والصراط المستقيم والنور الهادي إلى الحق وإ لى الطريق المستقيم‪ ،‬فيه نبأ ما‬
‫قبلكم وحكم ما بينكم وخير ما بعدكم‪ ،‬هو الفصل ليس بالهزل‪ ،‬من تََر َكهُ من جبار قصمه اهلل‪ ،‬ومن‬
‫ابتغى الهدى في غيره أضلَّه اهلل‪ ،‬من قال به صدق‪ ،‬ومن حكم به عدل‪ ،‬ومن دعا إليه فقد هدى إلى‬
‫صراط مستقيم‪.‬‬
‫هذا القرآن‪ :‬هو وثيقة النبوة الخاتمة‪ ،‬ولسان الدين الحنيف‪ ،‬وقانون الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وقاموس‬
‫اللغة العربية‪ ،‬هو قدوتنا وإ مامنا في حياتنا‪ ،‬به نهتدي‪ ،‬وإ ليه نحتكم‪ ،‬وبأوامره ونواهيه نعمل‪ ،‬وعند‬
‫حدوده نقف ونلتزم‪ ،‬وسعادتنا في سلوك سننه واتباع منهجه‪ ،‬وشقاوتنا في تََن ُّك ِب طريقه والبعد عن‬
‫تعاليمه‪.‬‬
‫وهو رباط بين السماء واألرض‪ ،‬وعهد بين اهلل وبين عباده‪ ،‬وهو منهاج اهلل الخالد‪ ،‬وميثاق السماء‬
‫الصالح لكل زمان ومكان‪ ،‬وهو أشرف الكتب السماوية‪ ،‬وأعظم وحي نزل من السماء‪.‬‬

‫( ‪)1/9‬‬

‫{و َم ْن‬
‫وباختصار فإن كالم اهلل سبحانه وتعالى ال يدانية كالم‪ ،‬وحديثه ال يشابهه حديث قال تعالى‪َ :‬‬
‫ق ِم َن اللَّ ِه َحِديثًا} ‪.1‬‬
‫َص َد ُ‬
‫أ ْ‬
‫بعلو منزلته فقال سبحانه‪:‬‬ ‫ونوهَ ِّ‬
‫ولقد رفع اهلل شأن القرآن َّ‬
‫ق اأْل َرض والسَّمو ِ‬ ‫ِ‬
‫ات اْل ُعلَى} ‪2‬‬ ‫{تَْن ِزيالً م َّم ْن َخلَ َ ْ َ َ َ َ‬
‫مبينا فيها خصائصه التي َمي ََّزه بها عن سائر الكتب فقال‪:‬‬ ‫كما وصفه سبحانه وتعالى بعدة أوصاف ً‬
‫َّالم َوُي ْخ ِر ُجهُ ْم ِم َن‬
‫ضو َانهُ سُب َل الس ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫اب مبِ ٌ ِ ِ ِ َّ‬
‫ين‪َ ،‬ي ْهدي به اللهُ َم ِن اتَب َع ِر ْ َ‬
‫ِ‬
‫ور َوكتَ ٌ ُ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫اء ُك ْم م َن الله ُن ٌ‬
‫{قَ ْد َج َ‬
‫اط ُم ْستَِق ٍيم} ‪3‬‬
‫صر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الن ِ ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ات ِإلَى ُّ‬ ‫الظُّلُم ِ‬
‫ور بإ ْذنه َوَي ْهديه ْم إلَى َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫وقال أيضا‪{ :‬وَن َّزْلَنا علَْي َك اْل ِكتَ ِ ِ‬
‫ين} ‪.4‬‬ ‫اب ت ْبَي ًانا ل ُك ِّل َش ْيء َو ُه ً‬
‫دى َو َر ْح َمةً َوُب ْش َرى لْل ُم ْسلم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬
‫والرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬يبين لنا أن اإلنسان بقدر ما يحفظ من آي القرآن وسوره بقدر‬
‫ما يرتقي في َد َر ِج الجنة وذلك فيما يرويه عبد اهلل بن عمرو ابن العاص ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬عنه‬
‫صلى اهلل عليه وآله وسلم أنه قال‪" :‬يقال لصاحب القرآن‪ :‬اقرأ وارق ورتِّل كما كنت ترتِّل في دار‬
‫آخر ٍ‬
‫آية تقرأُ بها" ‪.5‬‬ ‫الدنيا فإن منزلتَك عند ِ‬
‫ظهر فيكون المؤمن‬
‫كما يوضح لنا صلى اهلل عليه وآله وسلم أن قراءة القرآن يطيب بها اْل َم ْخَب ُر واْل َم ْ‬
‫صافيا‬
‫ً‬ ‫طيب الباطن والظاهر‪ ،‬إن خبرت باطنه وجدته‬
‫القارئ للقرآن َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪.87 :‬‬
‫‪ 2‬سورة طه‪.4 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المائدة‪.16 ،15 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النحل‪.89 :‬‬
‫‪ 5‬رواه الترمذي‪ ،‬رقم‪ 2915 :‬في ثواب القرآن‪ ،‬وأبو داود رقم‪ 1464 :‬في الصالة‪ ،‬باب استحباب‬
‫أيضا أحمد في المسند "‪ ،"192 /2‬وإ سناده حسن‪ ،‬انظر جامع األصول‬
‫الترتيل في القراءة‪ ،‬ورواه ً‬
‫"ج‪ ،8 :‬ص‪."502‬‬

‫( ‪)1/10‬‬
‫طيبا‪ .‬فعن أبي موسى األشعري ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ :‬قال‬ ‫حسنا ً‬
‫نقيًّا‪ ،‬وإ ن شاهدت سلوكه وجدته ً‬
‫طيب‬
‫ريحها ٌ‬ ‫ِ‬
‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪" :‬مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل األَتْ ُرجَّة‪ُ :‬‬
‫طيب‪ ،‬ومثل المؤمن الذي ال يقرأ القرآن مثل التمرة‪ :‬ال ريح لها وطعمها حلو‪ ،‬ومثل المنافق‬ ‫وطعمها ٌ‬‫ُ‬
‫يح َان ِة‪ :‬ريحها طيب وطعمها مر‪ ،‬ومثل المنافق الذي ال يقرأ القرآن كمثل‬‫الر َ‬
‫الذي يقرأ القرآن مثل َّ‬
‫الحنظلة‪ :‬ال ريح لها وطعمها مر" ‪.1‬‬
‫ويخبرنا عبد اهلل بن مسعود أن من أحب القرآن يحبه اهلل ورسوله فيقول‪:‬ـ "من أحب أن يحبه اهلل‬
‫ورسوله فلينظر‪ :‬فإن كان يحب القرآن فهو يحب اهلل ورسوله"‪.2‬‬
‫إلى غير ذلك من اآليات واألحاديث التي تبين فضل القرآن‪ ،‬فمن أراد المزيد فليرجع إلى كتب‬
‫الحديث فهي زاخرة بمثل ذلك‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري "‪ "58 /9‬في فضائل القرآن‪ ،‬ومسلم رقم‪ ،797 :‬باب فضيلة حافظ القرآن‪،‬‬
‫والترمذي ‪ ،2869‬باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ للقرآن وغير القارئ‪ ،‬وأبو داود ‪،4830‬‬
‫والنسائي "‪ ،"125 ،124 /8‬وابن ماجه ‪ ،214‬انظر جامع األصولـ "ج‪ ،2 :‬ص‪."453‬‬
‫‪ 2‬قال الهيثمي في مجمع الزوائد "ج‪ ،7 :‬ص‪ "165‬باب فضل القرآن‪ ،‬رواه الطبراني ورجاله ثقات‪.‬‬

‫( ‪)1/11‬‬

‫فضل تالوة القرآن الكريم‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الكريم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫‪ -2‬فض ُل تالو ِة‬
‫أجل العبادات وأعظم القربات إلى اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬تالوة القرآن الكريم‪ ،‬فقد أمر بها‬ ‫إن من ِّ‬
‫سبحانه وتعالى في قوله‪{ :‬فَا ْق َرأُوا َما تََيس ََّر ِم َن اْلقُْر ِ‬
‫آن} ‪ ،1‬كما أمر بها النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله‬
‫وسلم‪ -‬فيما رواه أبو أمامة ‪-‬رضي‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المزمل‪.20 :‬‬

‫( ‪)1/11‬‬
‫اهلل عنه‪ -‬حيث قال سمعت رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬يقول‪" :‬اقرءوا القرآن فإنه يأتي‬
‫شفيعا ألصحابه" ‪.1‬‬
‫يوم القيامة ً‬
‫وقد أخبر صلى اهلل عليه وآله وسلم بما َّ‬
‫أعده اهلل لقارئ القرآن الكريم من ٍ‬
‫أجر كبير‪ ،‬وثواب عظيم‬
‫وذلك فيما رواه عبد اهلل بن مسعود قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪" :‬من قرأ حرفًا‬
‫من كتاب اهلل فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ال أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف والم حرف‬
‫وميم حرف" ‪.2‬‬
‫ماهرا به عامال‬
‫متقنا له ً‬
‫جود القرآن وأحسن قراءته‪ ،‬وصار ً‬
‫كما بين صلوات اهلل وسالمه عليه أن من َّ‬
‫بأحكامه فإنه في مرتبة المالئكة المقربين‪ ،‬وذلك فيما روته أم المؤمنين عائشة ‪-‬رضي اهلل عنها‪-‬‬
‫قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪" :‬الماهر بالقرآن مع السَّفَرة الكرام البررة‪ ،‬والذي‬
‫شاق له أجران" ‪.3‬‬
‫ويتَتَ ْعتَعُ فيه وهو عليه ٌ‬
‫يقرأ القرآن َ‬
‫كما أن اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬يوضح لنا في محكم كتابه أن الذين يداومون على تالوة القرآن آناء الليل‬
‫وأطراف النهار ويعملون بأحكامه‪ ،‬ويحذرون مخالفته أولئك يوفيهم اهلل ما يستحقونه من الثواب‬
‫ويضاعف لهم األجر من فضله‪.‬‬
‫ون‬ ‫ِ‬ ‫يقول سبحانه‪ِ{ :‬إ َّن الَِّذين ي ْتلُون ِكتَاب اللَّ ِه وأَقَاموا الصَّالةَ وأ َْنفَقُواـ ِم َّما ر َز ْقَن ِ‬
‫اه ْم سًّرا َو َعالنَيةً َي ْر ُج َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫يدهم ِمن فَ ْ ِ ِ‬ ‫تِجارةً لَن تَب ِ‬
‫ور} ‪.4‬‬
‫ور َش ُك ٌ‬ ‫ضله ِإَّنهُ َغفُ ٌ‬ ‫ور ُه ْم َوَي ِز َ ُ ْ ْ‬ ‫ور‪ ،‬لُي َوفَِّيهُ ْم أ ُ‬
‫ُج َ‬ ‫ََ ْ ُ َ‬
‫إلى غير ذلك من اآليات واألحاديث التي تبين فضل تالوة القرآن الكريم‪ ،‬وتثبت ما لقارئ القرآن‬
‫الكريم من فضل كبير وثواب عظيم عند اهلل عز وجل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬جزء من حديث‪ ،‬أخرجه مسلم في باب‪ :‬فضل قراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه الترمذي ح رقم‪ ،1912 :‬باب‪ :‬ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ما له من األجر"‪ ،‬ورواه‬
‫أيضا الدارمي وغيره وهو حديث صحيح‪ ،‬انظر جامع األصولـ "ج‪ ،8 :‬ص‪."498‬‬
‫ً‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري ومسلم‪ ،‬وكذا أبو داود والترمذي برواية أخرى‪ ،‬انظر جامع األصولـ "ج‪ ،8 :‬ص‬
‫‪."503‬‬
‫‪ 4‬سورة فاطر‪.30 ،29 :‬‬

‫( ‪)1/12‬‬
‫وتعليم ِه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الكريم‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫‪ -3‬أهميةُ تعلُِّم‬
‫وجوبا كفائيًّا على األمة حتى ال ينقطع تواتره‪ ،‬وال‬‫ً‬ ‫تعليم القرآن الكريم فرض كفاية‪ ،‬وحفظه واجب‬
‫جميعا‪.1‬‬
‫ً‬ ‫يتطرق إليه تبديل أو تحريف‪ ،‬فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين‪ ،‬وإ ال أَثِ ُموا‬
‫ولقد كان الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ال يتوانى في إبالغ من معه من الصحابة بما أنزل‬
‫عليه من اآليات‪ ،‬وتعليمهم إياها فور نزولها حيث قد أمره اهلل ‪-‬جل وعال‪ -‬بذلك في قوله تعالى‪:‬‬
‫ِّك َوإِ ْن لَ ْم تَ ْف َع ْل فَ َما َبلَّ ْغ َ‬
‫ت ِر َسالَتَهُ} ‪.2‬‬ ‫الر ُسو ُل َبلِّ ْغ َما أ ُْن ِز َل ِإلَْي َك ِم ْن َرب َ‬
‫{يا أَيُّهَا َّ‬
‫َ‬
‫واجبا‬
‫ومما ال شك فيه أن األمة اإلسالمية خير أمة أخرجت للناس‪ ،‬وكتابها أفضل الكتب؛ لذلك كان ً‬
‫عليها أن ال تألو ُج ْه ًدا في تبليغ القرآن وتعليمه‪.‬‬
‫والرسول ‪-‬صلوات اهلل وسالمه عليه‪ -‬يبين لنا أن خير الناس وأفضلهم الذي يشتغل بتعلُّم القرآن‬
‫الكريم أو تعليمه وذلك فيما ثبت عن عثمان بن عفان ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬عن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وآله وسلم‪ -‬قال‪" :‬خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ‪.3‬‬
‫وعن ابن عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪" :‬إن الذي ليس‬
‫ِ‬
‫كالبيت اْل َخ ِر ِب" ‪.4‬‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫شيء من‬ ‫في َج ْو ِف ِه‬
‫ٌ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من مباحث علوم القرآن‪ ،‬للشيخ َّ‬
‫مناع القطان بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة المائدة‪.67 :‬‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري في فضائل القرآن "‪ ،"67 ،66 /9‬وأبو داود رقم ‪ ،1452‬باب ثواب قراءة‬
‫القرآن‪ ،‬والترمذي رقم ‪ 2910 ،2909‬في ثواب القرآن‪ ،‬انظر جامع األصولـ "ج‪ ،8 :‬ص‪.508‬‬
‫أيضا أحمد في المسند رقم ‪،1947‬‬ ‫‪ 4‬أخرجه الترمذي ح رقم ‪ 2914‬في ثواب القرآن‪ ،‬ورواه ً‬
‫ورواه الحاكم "‪ "554 /1‬وصححه‪ ،‬وفي سنده قابوس بن أبي ظبيان وفيه ِل ٌ‬
‫ين‪ ،‬ومع ذلك فقد قال‬
‫الترمذي‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪.‬‬

‫( ‪)1/13‬‬

‫عامر به‪ ،‬يتدبر آيات اهلل‪ ،‬ويتفكر في دالئل قدرته وعظمته‪ ،‬وبذلك تصفو نفسه‪،‬‬
‫قلبه ٌ‬ ‫ِ‬
‫القرآن ُ‬ ‫فصاحب‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫وترق أحاسيسه‪ ،‬والرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬يخبرنا بأن حفاظ القرآن هم‬ ‫وتجم ُل أخالقه‪،‬‬
‫أصفياء اهلل وخاصَّته وأولياؤه وأنصاره وذلك فيما رواه أنس بن مالك عن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫وآله وسلم‪ -‬قال‪" :‬إن هلل أهلين من الناس فقيل من أهل اهلل فيهم؟ قال‪ :‬أهل القرآن هم أهل اهلل‬
‫وخاصَّتُه" ‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه اإلمام أحمد‪ ،‬في كتاب فضائل القرآن‪ ،‬كما أخرجه النسائي وابن ماجه والحاكم في‬
‫َّ‬
‫وصححه األلباني‪ ،‬انظر‪ :‬الجامع الصغير‪ ،‬حديث رقم ‪.2161‬‬ ‫مستدركه‪،‬‬

‫( ‪)1/14‬‬

‫ِ‬
‫واستماعه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكريم‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫آداب تالو ِة‬
‫‪ُ -4‬‬
‫آداب كثيرة وعديدة حسبنا أن نشير إلى طائفة منها باختصار فنقول‪:‬ـ‬
‫لتالوة القرآن الكريم ٌ‬
‫ينبغي على قارئ القرآن أن يتأدب باآلداب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يستقبل القبلة ما أمكنه ذلك‪.‬‬
‫وتعظيما للقرآن‪.‬‬
‫ً‬ ‫تطهيرا‬
‫ً‬ ‫اك‬
‫‪ -2‬أن َي ْستَ َ‬
‫طاهرا من الحدثين‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬أن يكون‬
‫‪ -4‬أن يكون نظيف الثوب والبدن‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يقرأ في خشوع وتفكر وتدبر‪.‬‬
‫حاضرا؛ فيتأثر بما يقرأ تار ًكا حديث النفس وأهواءها‪.‬‬
‫ً‬ ‫قلبه‬
‫‪ -6‬أن يكون ُ‬
‫‪ -7‬يستحب له أن يبكي مع القراءة فإن لم ِ‬
‫يبك يتباكى‪.‬‬
‫ِّن صوتَه بها‪ ،‬وإ ن لم يكن حسن الصوت حسنه ما استطاع بحيث ال يخرج‬
‫وي َحس َ‬
‫‪ -8‬أن يزين قراءته ُ‬
‫به إلى حد التمطيط‪.‬‬
‫‪ -9‬أن يتأدب عند تالوة القرآن الكريم‪ ،‬فال يضحك‪ ،‬وال يعبث وال ينظر إلى ما يلهي بل يتدبر‬
‫ويتذكر كما قال سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫( ‪)1/14‬‬

‫ك ِلَي َّدبَّروا َآياتِ ِه وِلَيتَ َذ َّكر أُولُو اأْل َْلَب ِ‬


‫اب} ‪.1‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اب أ َْن َزْلَناهُ إلَْي َك ُمَب َار ٌ ُ‬
‫{كتَ ٌ‬
‫كما أن على سامع القرآن الكريم أن يقبل عليه بقلب خاشع ويتفكر في معانيه‪ ،‬ويتدبر في آياته‪،‬‬
‫ويتعظ بما فيه من حكم ومواعظ‪ ،‬وأن يحسن االستماع واإلنصات لما يتلى من قرآن حتى يفرغ‬
‫ون} ‪.2‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫القارئ من قراءته‪ ،‬قال تعالى‪{ :‬وإِ َذا قُ ِرئ اْلقُرآن فَ ِ‬
‫استَم ُعوا لَهُ َوأ َْنصتُوا لَ َعل ُك ْم تُْر َح ُم َ‬
‫َ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة ص‪.29 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪.204 :‬‬
‫( ‪)1/15‬‬

‫كيفية قراء القرآن الكريم‬


‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الكريم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫ِ‬
‫قراءة‬ ‫‪ -5‬كيفيةُ‬
‫لقد شرع اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬لقراءة القرآن صفة معينة وكيفية ثابتة‪ ،‬قد أمر بها نبيه عليه الصالة‬
‫{و َرتِّ ِل اْلقُْر َ‬
‫آن تَْرتِيالً} ‪ ،1‬أي اقرأه بتؤدة وطمأنينة وتدبر‪ ،‬وذلك برياضة اللسان‬ ‫والسالم فقال‪َ :‬‬
‫ص ِر المقصور ِّ‬
‫ومد الممدود وإ ظهار المظهر‬ ‫والمداومة على القراءة بترقيق المرقق وتفخيم المفخم وقَ ْ‬
‫وإ دغام المدغم وإ خفاء المخفي ِّ‬
‫وغن الحرف الذي فيه غنة وإ خراج الحروف من مخارجها‪ ،‬وعدم‬
‫الخلط بينها‪ ،‬كل ذلك دون تكلُّف أو تمطيط‪.‬‬
‫واهتماما بأمره‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعظيما لشأنه‬
‫ً‬ ‫ولقد أكد اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬الفعل وهو "رتِّل" بالمصدر وهو "ترتيال"‬
‫اس َعلَى ُم ْك ٍث َوَن َّزْلَناهُ تَْن ِزيالً} ‪ ،2‬أي لتقرأه على‬ ‫{وقُْر ًآنا فََر ْقَناهُ ِلتَ ْق َرأَهُ َعلَى َّ‬
‫الن ِ‬
‫كما قال سبحانه‪َ :‬‬
‫هم وأسهل للحفظ‪ ،‬والواقع أن هذه الصفة ال تتحقق إال‬ ‫ُّل وتمهُّل فإن ذلك أقرب إلى الفَ ِ‬ ‫الناس بترس ٍ‬
‫َ‬
‫بالمحافظة على أحكام التجويد المستمدة من قراءة رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬والتي‬
‫ثبتت عنه بالتواتر واألحاديث‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المزمل‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬سورة اإلسراء‪.106 :‬‬

‫( ‪)1/15‬‬

‫الصحيحة‪ ،‬فلقد ثبت أن أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬سئل كيف كانت قراءة النبي صلى اهلل عليه‬
‫يمد ببسم اهلل‪ُّ ،‬‬
‫ويمد بالرحمن‪،‬‬ ‫مدا‪ ،‬ثم قرأ بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ُّ ،‬‬
‫وآله وسلم؟ فقال‪" :‬كانت قراءته ًّ‬
‫ُّ‬
‫ويمد بالرحيم" ‪.1‬‬
‫وقد نقلت إلينا هذه الصفة بأعلى درجات الرواية وهي المشافهة حيث يتلقى القارئ عن المقرئ‪،‬‬
‫والمقرئ قد تلقاه عن شيخه‪ ،‬وشيخه عن شيخه وهكذا حتى تنتهي السلسلة إلى النبي صلى اهلل عليه‬
‫وآله وسلم‪.‬‬
‫ومن المؤكد أن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قد علَّم أصحابه القرآن الكريم كما تلقَّاه عن أمين‬
‫الوحي جبريل ‪-‬عليه السالم‪ -‬ولقَّنهم إياه بنفس الصفة وحثهم على تعلمها والقراءة بها‪ ،‬فلقد ثبت أن‬
‫سره أن يقرأ‬
‫النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬سمع عبد اهلل بن مسعود يقرأ في صالته فقال‪" :‬من َّ‬
‫القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم َع ْبٍد" ‪.2‬‬
‫ولعل المقصد ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أن يقرأه على الصفة التي قرأ بها عبد اهلل بن مسعود من حسن الصوت‬
‫وجودة الترتيل ودقة األداء‪.‬‬
‫نفرا من الصحابة أتقنوا القراءة حتى صاروا‬
‫خص رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ً -‬‬
‫ولقد َّ‬
‫أعالما فيها منهم‪:‬‬
‫ً‬
‫أَُبي بن كعب‪ ،‬وعبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وزيد بن ثابت‪ ،‬وأبو موسى األشعري‪ ،‬وعثمان بن عفان‪ ،‬وعلي‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬وأبو الدرداء‪ ،‬ومعاذ بن جبل‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫أحيانا‪ ،‬وبإسماعهم القراءة‬
‫فكان ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬يتعاهدهم باالستماع لهم ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري‪ ،‬انظر فتح الباري شرح صحيح البخاري "ج‪ ،9 :‬ص‪ ،91‬كتاب فضائل القرآن‪.‬‬
‫‪ 2‬رواه أحمد والبزار والطبراني‪ ،‬وفيه عاصم بن أبي النجود وهو على ضعفه حسن الحديث‪ ،‬وبقية‬
‫رجال أحمد رجال الصحيح‪ ،‬ورجال الطبراني رجال الصحيح‪ ،‬انظر مجمع الزوائد للهيثمي "ج‪،9 :‬‬
‫ص‪.287‬‬

‫( ‪)1/16‬‬

‫أحيانا أخرى كما ثبت ذلك باألحاديث الصحيحة‪.‬‬


‫فلقد ثبت عن أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ألبي‬
‫سماك لي" قال أنس‪ :‬فجعل‬
‫بن كعب‪" :‬إن اهلل أمرني أن أقرأ عليك" قال‪ :‬آهلل َس َّماني لك؟ قال‪" :‬اهلل َّ‬
‫أُبي يبكي"‪.1‬‬
‫كما ثبت عن عبد اهلل بن مسعود ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال‪ :‬قال لي النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪:‬‬
‫"اقرأ علي القرآن" قلت‪ :‬أأقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال‪" :‬إني أحب أن أسمعه من غيري" فافتتحت‬
‫ُم ٍة بِ َش ِه ٍيد و ِج ْئَنا بِ َك علَى هؤ ِ‬
‫الء َش ِه ً‬
‫يدا} ‪ 2‬قال‪:‬‬ ‫ف ِإ َذا ِجْئَنا ِم ْن ُك ِّل أ َّ‬
‫سورة النساء فلما بلغت‪{ :‬فَ َك ْي َ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان"‪.3‬‬ ‫ُّ‬ ‫"حسبك"‬
‫ُ‬
‫ويحتمل أن يكون الرسول ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قد أحب أن يسمعه من غيره؛ ليكون عرض‬
‫القرآن سنة يحتذى بها‪ ،‬كما يحتمل أن يكون لكي يتدبره ويتفهمه وذلك ألن المستمع أقوى على التدبر‬
‫ونفسه أخلى وأنشط من القارئ الشتغاله بالقراءة وأحكامها‪.4‬‬
‫آمرا الناس بتعلم قراءة القرآن وبتحري اإلتقان فيها‪ ،‬بتلقيها عن‬
‫وقال صلى اهلل عليه وآله وسلم ً‬
‫المتقنين الماهرين‪" :‬خذوا القرآن من أربعة‪ :‬من عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وسالم‪ ،‬ومعاذ‪ ،‬وأبي بن كعب"‬
‫‪.5‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬رواه مسلم‪ ،‬في باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪."195‬‬
‫‪ 2‬النساء‪ :‬اآلية‪.41 :‬‬
‫‪ 3‬أخرجه البخاري‪ ،‬في باب‪ :‬من أحب أن يستمع القرآن من غيره‪ ،‬ح رقم ‪ ،5049‬وله فيه ألفاظٌ‬
‫أخرى‪ ،‬كما رواه مسلم في باب‪ :‬فضل استماع القرآن وطلب القراءة من حافظه لالستماع‪" ،‬ج‪،2 :‬‬
‫ص‪."195‬‬
‫‪ 4‬انظر فتح الباري "ج‪ ،9 :‬ص‪."94‬‬
‫القراء من أصحاب النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ح رقم ‪،4999‬‬
‫‪ 5‬أخرجه البخاري في باب‪َّ :‬‬
‫"ج‪ ،9 :‬ص‪."46‬‬

‫( ‪)1/17‬‬

‫وكل هذا يدل على أن هناك صفة معينة‪ ،‬وكيفية ثابتة لقراءة القرآن ال بد من تحقيقها‪ ،‬وهي الصفة‬
‫المأخوذة عنه ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬وبها أنزل القرآن‪ ،‬فمن خالفها أو أهملها فقد خالف السنة‬
‫وقرأ القرآن بغير ما أنزل اهلل‪.‬‬
‫وصفة القراءة هذه هي التي اصطلحوا على تسميتها بعد ذلك بالتجويد‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب قواعد التجويد‪ ،‬للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري‪" ،‬ص‪ "2 ،1 :‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/18‬‬

‫ِ‬
‫الصحيحة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫القراءة‬ ‫أركان‬ ‫‪-6‬‬
‫ُ‬
‫القرآن الكريم إنما ُيتلقَّى بالرواية‪ ،‬فيرويه الجمع من القراء عن شيوخهم ويتسلسل السند إلى النبي‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ولذلك كان لقبول صحة القراءة ثالثة أركان‪:‬‬
‫األول‪ :‬موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية ولو ضعيفًا كقراءة ابن عامر في سورة األنعام في قوله‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫تعالى‪{ :‬و َك َذِل َك َزيَّن ِل َكثِ ٍ ِ‬
‫اؤ ُه ْم} ‪ 1‬ببناء الفعل ُ"زيِّن" للمجهول‪،‬‬ ‫ير م َن اْل ُم ْش ِرك َ‬
‫ين قَ ْت َل أ َْوالده ْم ُشَر َك ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ورفع "قت ُل" على أنه نائب فاعل‪ ،‬ونصب "أوالدهم" مفعول للمصدر‪ ،‬وجر "شركائِهم" مضافًا إلى‬
‫المصدر‪.‬‬
‫ولقد ثبت أن "شركائهم" مرسوم بالياء في المصحف الذي بعثه الخليفة عثمان ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬إلى‬
‫الشام‪.‬‬
‫وقد أنكر هذه القراءة بعض النحاة؛ بحجة أن الفصل بين المضاف والمضاف إليه ال يكون إال‬
‫بالظرف وفي الشعر خاصة‪ ،‬ولكن لما كانت قراءة ابن عامر ثابتة بطريق التواتر القطعي فهي إذن‬
‫ال تحتاج إلى ما يسندها من كالم العرب‪ ،‬بل تكون هي حجة يرجع إليها ويستشهد بها‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة األنعام‪.137 :‬‬

‫( ‪)1/18‬‬

‫تقديرا كما في قوله‬


‫الثاني‪ :‬موافقتها للرسم العثماني ولو احتماال‪ ،‬إذ موافقة الرسم قد تكون تحقيقًا أو ً‬
‫ين} ‪ 1‬فقراءة حذف األلف تحتمل اللفظ تحقيقًا‪ ،‬وقراءة إثبات األلف تحتمله‬ ‫{م ِال ِك َي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫تقديرا‪ ،‬وتكون القراءة ثابتة في بعض المصاحف العثمانية دون بعض مثل قوله تعالى‪{ :‬جَّن ٍ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتَها اأْل َْنهار} ‪ 2‬في الموضع األخير من سورة التوبة بزيادة لفظ ِ‬
‫"م ْن" لثبوته في‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫المصحف المكي دون غيره من المصاحف‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬صحة سندها بتواتر عن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬وقد ثبت عن زيد بن ثابت‬
‫‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قوله‪" :‬القراءة سنة متبعة"‪.3‬‬
‫وإ لى هذه األركان الثالثة يشير اإلمام ابن الجزري في طيبة النشر بقوله‪:‬‬
‫فكل ما وافق َو ْجهَ َن ْح ِو ‪ ...‬وكان للرسم احتماال َي ْحوي‬
‫األركان‬
‫ُ‬ ‫القرآن ‪ ...‬فهذه الثالثةُ‬
‫ُ‬ ‫إسنادا هو‬
‫ً‬ ‫وصح‬
‫أثبت ‪ ...‬شذوذه لو أنه في الس َّْب َع ِة‬
‫ركن ِ‬ ‫وحيثما ُّ‬
‫يختل ٌ‬
‫وعلى هذا فإن اختل ركن من هذه األركان الثالثة كانت القراءة شاذة وال يجوز القراءة بها‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الفاتحة‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التوبة‪.100 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬للسيوطي‪" ،‬ج‪ :1‬ص‪ "211‬حيث يقول‪:‬ـ أخرج سعيد بن منصور‬
‫في سننه عن زيد بن ثابت قال‪" :‬القراءةُ سنةٌ ُمتََّب َعةٌ"‪.‬‬

‫( ‪)1/19‬‬
‫‪ -7‬مراتب القراءة‪:‬‬
‫للقراءة ثالث مراتب‪ :‬الترتيل‪ ،‬والتَّ ْدوير‪ ،‬واْل َح ْدر‪:‬‬
‫أما التَّرتيل‪ :‬فهو قراءة القرآن الكريم بِتُ َؤ َد ٍة وطُمأنينة مع تدبر المعاني ومراعاة‬

‫( ‪)1/19‬‬

‫أحكام التجويد‪ ،‬وهذه المرتبة هي أفضل المراتب الثالث حيث نزل بها القرآن الكريم‪ ،1‬واهلل‬
‫{و َرتِّ ِل اْلقُْر َ‬
‫آن تَْرتِيالً} ‪.‬‬ ‫‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬أمر نبيه بها فقال‪َ :‬‬
‫وير‪ :‬فهو قراءة القرآن الكريم بحالة متوسطة بين االطمئنان والسرعة مع مراعاة األحكام‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أما الت ْد ُ‬
‫وهي تلي الترتيل في األفضلية‪.‬‬
‫وأما اْل َح ْد ُر‪ :‬فهو قراءة القرآن الكريم بسرعة مع المحافظة على أحكام التجويد‪.‬‬
‫وهذه المراتب كلُّها جائزة‪ ،‬وإ ليها أشار صاحب كتاب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫مراتبا لمن قََرا‬
‫ً‬ ‫جميعها‬
‫ُ‬ ‫وتدوير وترتي ُل تُرى ‪...‬‬
‫ٌ‬ ‫حدر‬
‫ٌ‬
‫اطمئنانا‬
‫ً‬ ‫وذكر بعض علماء التجويد مرتبة رابعة‪ ،‬وهي مرتبة التَّ ْحقيق‪ ،‬وقالوا بأنها أكثر تؤدة‪ ،‬وأشد‬
‫من مرتبة الترتيل‪ ،‬وهي التي تستحسن في مقام التعليم‪ ،2‬ولكن ال بد أن يحترز معها من التمطيط‬
‫واإلفراط في إشباع الحركات‪ ،‬حتى ال يتولد منها بعض الحروف‪ ،‬ومن المبالغة في الغنات إلى غير‬
‫ذلك مما ال يصح‪.‬‬
‫أيضا مع مرتبة الحدر من اإلدماج ونقص المدود والغنات‪ ،‬فالقراءة كما قيل بمنزلة‬
‫هذا ويحترز ً‬
‫برصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫البياض إن قل صار سمرة‪ ،‬وإ ن كثر صار‬
‫وروي عن حمزة أنه قال لبعض من سمعه يبالغ في ذلك‪ :‬أما علمت أن ما كان فوق الجعودة فهو‬
‫ص‪ ،‬وما كان فوق القراءة فليس بقراءة‪ .‬ا‪ .‬هـ‪ ،‬كالم المحقق ابن‬
‫قطط‪ ،‬وما كان فوق البياض فهو َب َر ٌ‬
‫الجزري في النشر‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من البرهان في تجويد القرآن‪ ،‬للشيخ محمد الصادق قمحاوي‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪ 2‬من نهاية القول المفيد‪ ،‬للشيخ محمد مكي‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫( ‪)1/20‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫مستشهدا ببعض اآليات واألحاديث‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬تكلم بإيجاز عن فضل القرآن الكريم‬
‫‪ -2‬اذكر بعض اآليات واألحاديث التي تبين فضل تالوة القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -3‬ما حكم تعليم القرآن وحفظه؟ مع التعليل لما تذكر‪.‬‬
‫خمسا من آداب تالوة القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -4‬اذكر ً‬
‫‪ -5‬اذكر حديثًا يبين فضل من اشتغل بتعلم القرآن أو تعليمه‪.‬‬
‫‪ -6‬ما الذي يجب على سامع القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -7‬لقد شرع اهلل لقراءة القرآن الكريم صفة معينة‪ ،‬فبم تتحقق هذه الصفة؟‬
‫نفرا من الصحابة الذين أتقنوا القراءة على يد رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫‪ -8‬اذكر ً‬
‫‪ -9‬اذكر أركان القراءة الصحيحة‪.‬‬
‫‪ -10‬ما مراتب القراءة؟‬
‫عرف كل مرتبة منها‪.‬‬
‫‪ِّ -11‬‬
‫‪َ -12‬بيِّن األفضلية في هذه المراتب‪.‬‬
‫‪ -13‬اذكر المرتبة التي تستحب في مقام التعليم‪.‬‬

‫( ‪)1/21‬‬

‫ثانيا‪ :‬لمحة موجزة عن تاريخ التجويد والقراءات‬


‫تاريخ التأليف في هذا العلم‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫والقراءات‪:‬‬ ‫تاريخ التَّ ِ‬
‫جويد‬ ‫ِ‬ ‫ثانيا‪ :‬لمحةٌ موجزةٌ عن‬
‫ً‬
‫‪ -1‬تاريخ التأليف في هذا العلم‪:‬‬
‫إن أول من وضع قواعد التجويد العلمية أئمة القراءة واللغة في ابتداء عصر التأليف‪ ،‬وقيل‪ :‬إن الذي‬
‫أيضا‪ :‬أبو عبيد‬
‫وضعها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ ،1‬وقال بعضهم‪ :‬أبو األسود الدؤلي‪ ،‬وقيل ً‬
‫كثير من‬
‫القاسم بن سالم وذلك بعد ما كثرت الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬وانضوى تحت راية اإلسالم ٌ‬
‫حن على األلسنة‪ ،‬فخشى والة المسلمين‬ ‫َّ‬
‫األعاجم‪ ،‬واختلط اللسان األعجمي باللسان العربي‪ ،‬وفشا الل ُ‬
‫أن ُي ْفضي ذلك إلى التحريف في كتاب اهلل‪ ،‬فعملوا على تالفي ذلك‪ ،‬وإ زالة أسبابه‪ ،‬وأحدثوا من‬
‫ط َّ‬
‫والش ْك َل بعد أن كان‬ ‫الوسائل ما َي ْك ُفل صيانة كتاب اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬من اللحن‪ ،‬فأحدثوا فيه َّ‬
‫الن ْق َ‬
‫شيئا‬
‫خاليا منهما‪ ،‬ثم وضعوا قواعد التجويد حتى يلتزم كل قارئ بها عندما يتلو ً‬
‫المصحف العثماني ً‬
‫من كتاب اهلل تعالى‪.‬‬
‫النظم في علوم التجويد قصيدةَ أبي مزاحم الخاقاني‪ ،‬المتوفى سنة‪325 :‬هـ‪ ،‬وذلك في‬ ‫ولقد كانت بداية َّ‬
‫أواخر القرن الثالث الهجري وهي تعتبر أقدم نص ُن ِظ َم في علم التجويد‪.2‬‬
‫فلعل أول من جمع هذا العلم في كتاب هو اإلمام أبو عبيد القاسم ابن سالَّم‪ 3‬وذلك في‬
‫وأما القراءات َّ‬

‫القرن الثالث الهجري فقد ألَّف كتاب "القراءات" الذي قال عنه الحافظ الذهبي‪ :‬وألبي عبيد ٌ‬
‫كتاب في‬
‫القراءات ليس ألحد من الكوفيين مثله‪ ،‬توفي ابن سالم بمكة سنة‪224 :‬هـ‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد"‪ ،‬للشيخ محمود على بسة‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "مجموعة التجويد"‪ ،1‬شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني‪ ،‬للدكتور‪ :‬عبد العزيز قاري‪،‬‬
‫ص‪.9‬‬
‫‪ 3‬من كتاب قواعد التجويد للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري بتصرف ص‪.4 ،3‬‬

‫( ‪)1/22‬‬

‫ودونها أبو عمر حفص بن عمر ُّ‬


‫الدوري المتوفى سنة‪246 :‬هـ‪،‬‬ ‫وقيل إن أول من جمع القراءات َّ‬
‫وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫وقد اشتهر في القرن الرابع الهجري‪ :‬الحافظ أبو بكر بن مجاهد البغدادي‪ ،‬وهو أول من أفرد‬
‫القراءات السبعة في كتاب‪ ،‬وقد توفي سنة‪324 :‬هـ‪.‬‬
‫كما اشتهر في القرن الخامس الهجري‪ :‬الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد َّ‬
‫الداني‪ ،‬وله تصانيف‬
‫كثيرة في هذا الفن‪ ،‬وأهمها كتاب التيسير‪ ،‬وقد توفي ببالد األندلس سنة‪444 :‬هـ‪.‬‬
‫أما في القرن السادس الهجري فقد اشتهر اإلمام القاسم بن فيُّره بن خلف الشاطبي‪ ،‬وألَّف "حرز‬
‫األماني ووجه التهاني" المعروف بالشاطبية والتي َّ‬
‫لخص فيها كتاب "التيسير في القراءات السبع"‬
‫وعدد أبياتها "‪ "1173‬بيتًا‪ ،‬وتوفي بالقاهرة سنة‪590 :‬هـ‪.‬‬
‫ثم توالى بعد ذلك األئمة األعالم صارفين أعمارهم في التسابق لخدمة هذا العلم تصنيفًا وتحقيقًا‪ ،‬حتى‬
‫إمام المحققين أبا الخير محمد بن محمد بن محمد بن الجزري فألَّف الكثير‬
‫قيَّض اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬له َ‬
‫من كتب القراءات‪ ،‬ونظم المقدمة في علم التجويد‪ ،‬وهي المعروفة بمتن الجزرية‪ ،‬وتوفي بمدينة‬
‫شيراز سنة‪833 :‬هـ‪.‬‬
‫أسأل اهلل أن ينفعنا بعلمهم‪ ،‬وأن يجزيهم عنا خير الجزاء إنه سميع مجيب‪.‬‬

‫( ‪)1/23‬‬
‫ِ‬
‫القراءات‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اختالف‬ ‫‪ -2‬منشأُ‬
‫يقول ابن هاشم‪" :‬إن السبب في اختالف القراءات السبع وغيرها هو أن الجهات التي وجهت إليها‬
‫المصاحف التي كتبت في عهد الخليفة عثمان كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة‬
‫النقط َّ‬
‫والش ْكل‪ ،‬فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا‬ ‫وتلقُّوا عنه القرآن‪ ،‬وكانت المصاحف خالية من َّ‬
‫سماعا عن الصحابة بشرط موافقة ذلك لخط المصحف العثماني‪ ،‬وتركوا ما يخالفه امتثاال ألمر‬
‫ً‬ ‫تلقوه‬
‫الخليفة عثمان الذي وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من االحتياط‬

‫( ‪)1/23‬‬

‫قراء األمصار" انتهى‪.1‬‬


‫للقرآن‪ ،‬ومن ثََّم نشأ االختالف بين َّ‬
‫ض ٍاد أو تناقض‪ ،‬الستحالة وقوع ذلك‬
‫وعلى هذا يتضح لك أن االختالف في القراءات ليس اختالف تَ َ‬
‫ٍ‬
‫وتغاير كأن تقول‬ ‫في القرآن الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬ولكنه اختالف تََن ُّو ٍع‬
‫بمعنى واحد‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعال أو أقبل وكلها‬
‫هلم أو َ‬
‫مثال‪َّ :‬‬
‫تبعا لما تلقاه الصحابة من رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬وألن‬
‫وإ نما نشأ هذا االختالف ً‬
‫ِ‬
‫يكتف بإرسال المصاحف وحدها إلى األمصار لتعليم القرآن‪،‬‬ ‫الخليفة عثمان ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬لم‬
‫وإ نما أرسل معها جماعة من قراء الصحابة يعلمون الناس القرآن بالتلقين‪ ،‬وقد تغايرت قراءاتهم‬
‫النقط َّ‬
‫والش ْكل لتحتمل‬ ‫بتغاير رواياتهم‪ ،‬ولم تكن المصاحف العثمانية ملزمة بقراءة معينة لخلُِّوها من َّ‬
‫تلقيا من رسول اهلل ‪-‬صلى‬
‫عند التلقين الوجوه المروية‪ ،‬وقد أقرأ كل صحابي أهل إقليمه بما سمعه ً‬
‫اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬وهي قراءة يحتملها رسم المصحف العثماني الذي أرسل منه نسخ إلى جميع‬
‫ق بَِنَبٍأ فَتََبيَُّنوا} ‪ 2‬من غير نقط يحتمل‬ ‫اآلفاق فمثال لفظ‪" :‬فتبينوا" من قوله تعالى‪ِ{ :‬إن جاء ُكم فَ ِ‬
‫اس ٌ‬ ‫ْ َ َ ْ‬
‫قراءة "فَتَثَبَّتُوا"‪.‬‬
‫سماعا من الصحابي الذي أقرأهم وتركوا ما عداه؛ ولهذا‬
‫ً‬ ‫وعلى هذا فقد تمسك أهل كل إقليم بما تلقوه‬
‫ظهر الخالف بين القراءات‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬كتاب القراءات المتواترة‪ ،‬ص‪ ،36‬للدكتور‪ :‬محمد رشاد خليفة‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة الحجرات‪.6 :‬‬

‫( ‪)1/24‬‬
‫القراءات المتواترةُ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫‪-3‬‬
‫وهي عبارة عن اختالف الكيفيات في تالوة اللفظ القرآني المنزل على سيدنا محمد ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫ِ‬
‫المتصل سندهم برسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ولزيادة‬ ‫وآله وسلم‪ -‬ونسبتها إلى قائليها‬
‫اإليضاح يجب معرفة المصطلحات اآلتية‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬كتاب القراءات المتواترة‪ ،‬ص‪ ،35 ،34‬للدكتور‪ :‬محمد رشاد خليفة‪.‬‬

‫( ‪)1/24‬‬

‫اءةُ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الق َر َ‬
‫ويريدون بها االختيار المنسوب إلمام من األئمة العشرة بكيفية القراءة للَّفظ القرآني على ما تلقَّاه‬
‫مشافهة متصال سنده برسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬فيقولون مثال‪ :‬قراءة عاصم‪ ،‬قراءة‬
‫نافع وهكذا‪.‬‬
‫الر َو َايةُ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ويريدون بها ما نسب لمن روى عن إمام من األئمة العشرة من كيفية قراءته للَّفظ القرآني‪ ،‬وبيان ذلك‬
‫أن ٍ‬
‫لكل من أئمة القراءة راويين‪ ،‬اختار كل منها رواية عن ذلك اإلمام في إطار قراءته‪ ،‬قد عرف بها‬
‫ذلك الراوي ونسبت إليه فيقال مثال‪ :‬رواية حفص عن عاصم‪ ،‬رواية ورش عن نافع‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫الطَّ ِر ُ‬
‫يق‪:‬‬
‫وهو ما نسب للناقل عن الراوي وإ ن َسَف َل كما يقولون‪ :‬هذه رواية ورش من طريق األزرق‪.‬‬

‫( ‪)1/25‬‬

‫ِ‬
‫القرآن بها‪:‬‬ ‫األحرف السبعةُ ونزو ُل‬
‫ُ‬ ‫‪-4‬‬
‫لقد تواتر عن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬أن القرآن أنزل على سبعة أحرف‪ ،‬فقد ثبت‬
‫عن ابن عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬أن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قال‪" :‬أقرأني جبريل‬
‫يدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف" ‪.1‬‬
‫وي َز ُ‬
‫على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده َ‬
‫ومعنى "أستزيده" أي‪ :‬أطلب من جبريل أن يطلب من اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬الزيادة عن الحرف تخفيفًا‬
‫على األمة ورحمة وتوسعة عليها‪ ،‬حتى انتهى إلى سبعة‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن‪ ،‬انظر‪ :‬فتح الباري‪" ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ "23‬رقم‪ ،4991‬كما‬
‫رواه مسلم‪ ،‬في باب‪ :‬أن القرآن على سبعة أحرف‪ ،‬واللفظ للبخاري‪.‬‬

‫( ‪)1/25‬‬

‫سمعت‬
‫ُ‬ ‫كما ثبت أن اْل ِمسور بن م ْخرمة وعبد الرحمن بن ٍ‬
‫عبد القاري سمعا عمر بن الخطاب يقول‪:‬‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ َ‬
‫بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬فاستمعت لقراءته‬
‫هشام َ‬
‫َ‬
‫فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬فكدت أساوره في‬
‫الصالة‪ ،‬فتصبرت حتى سلَّم‪ ،‬فلبَّبته بردائه فقلت‪ :‬من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬كذبت فإن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله‬
‫أقرأنيها رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ُ -‬‬
‫وسلم‪ -‬قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أَقُوده إلى رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪-‬‬
‫سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫ُ‬ ‫فقلت‪ :‬إني‬
‫وآله وسلم‪" :‬أرسله‪ ،‬اقرأ يا هشام" ‪ ،‬فقرأ عليه القراءةَ التي سمعتُهُ يقرأ‪ ،‬فقال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل‬
‫عليه وآله وسلم‪" :‬كذلك أنزلت" ‪ ،‬ثم قال‪" :‬اقرأ يا عمر" ‪ ،‬فقرأت القراءة التي أقرأني‪ ،‬فقال رسول اهلل‬
‫ِ‬
‫سبعة أحرف‪ ،‬فاقرءوا ما تيسر‬ ‫‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪" :‬كذلك أنزلت‪ ،‬إن هذا القرآن أنزل على‬
‫منه" ‪.1‬‬
‫مذهب‬
‫َ‬ ‫كثيرا‪ ،‬والذي يرجحه المحققونـ من العلماء‬
‫وقد اختلفوا في المراد باألحرف السبعة اختالفًا ً‬
‫ِ‬
‫اإلمام أبي الفضل الرازي وهو‪ :‬أن المراد بهذه األحرف األوجه التي يقع بها التغاير واالختالف‪،‬‬
‫وهي ال تخرج عن سبعة‪:‬‬
‫{و َعلَى‬
‫األول‪ :‬اختالف األسماء في اإلفراد والتثنية والجمع‪ ،‬والتذكير والتأنيث مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ين} ‪ 2‬قُ ِرئ لفظ "مسكين" هكذا باإلفراد‪ ،‬وقرئ "مساكين" بالجمع‪،‬‬ ‫ام ِم ْس ِك ٍ‬ ‫ونهُ ِف ْدَيةٌ َ‬
‫ط َع ُ‬ ‫ين ُي ِطيقُ َ‬ ‫َِّ‬
‫الذ َ‬
‫"إخوتكم" بالجمع‪،‬‬ ‫َصِل ُحوا َب ْي َن أ َ‬
‫َخ َو ْي ُك ْم} ‪ 3‬وقُ ِرئ هكذا بالتثنية‪ ،‬وقرئ ْ‬ ‫ومثل قوله تعالى‪{ :‬فَأ ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب‪ :‬أنزل القرآن على سبعة أحرف"‪ ،‬انظر‪ :‬فتح‬
‫الباري "ج‪ ،9 :‬ص‪ ،23‬ح ‪ ،"4992‬كما رواه مسلم بلفظ آخر في باب‪ :‬بيان أن القرآن أنزل على‬
‫سبعة أحرف‪ ،‬ومعنى "أساوره"‪ :‬أقاتله وأواثبه‪ ،‬ومعنى "فلببته بردائه" أي جمعت عليه رداءه عند لَبَّتِه‬
‫حتى ال يفلت مني‪ ،‬وفي هذا دليل على ما كانوا عليه من الشدة في المحافظة على القرآن كما سمعوه‬
‫من الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ :‬آية ‪.184‬‬
‫‪ 3‬سورة الحجرات‪ :‬آية ‪.10‬‬
‫( ‪)1/26‬‬

‫اعةٌ} ‪ 1‬قُ ِرئ هكذا‪ :‬بياء التذكير‪ ،‬وقُ ِرئ "تقبل" بتاء التأنيث‪.‬‬ ‫ِ‬
‫{وال ُي ْقَب ُل م ْنهَا َشفَ َ‬
‫ومثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ع َخ ْي ًرا} ‪،2‬‬
‫ط َّو َ‬ ‫ٍ‬
‫ماض ومضارع وأمر‪ ،‬نحو قوله تعالى‪{ :‬فَ َم ْن تَ َ‬ ‫الثاني‪ :‬اختالف تصريف األفعال من‬
‫ع" على أنه فعل مضارع مجزوم‪ ،‬وكذلك قوله تعالى‪:‬‬ ‫ماض‪ ،‬وقرئ َ"يطَّ َّو ْ‬ ‫ٍ‬ ‫قُ ِرئ هكذا على أنه فعل‬
‫ماض‪ ،‬وقرئ " ُق ْل" على أنه‬ ‫ٍ‬ ‫ض} ‪ 3‬قُ ِرئ هكذا على أنه فعل‬ ‫ال ربِّي يعلَم اْلقَو َل ِفي الس ِ‬
‫اء واأْل َْر ِ‬
‫َّم َ‬‫َ‬ ‫{قَ َ َ َ ْ ُ ْ‬
‫فعل أمر‪.‬‬
‫اب اْل َج ِح ِيم} ‪ ،4‬قُ ِرئ بضم‬ ‫َص َح ِ‬
‫{وال تُ ْسأَ ُل َع ْن أ ْ‬
‫الثالث‪ :‬اختالف وجوه اإلعراب‪ ،‬نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫التاء ورفع الالم على أن "ال" نافية‪ ،‬وقرئ بفتح التاء وجزم الالم على أن "ال" ناهية‪.‬‬
‫{و َس ِار ُعوا ِإلَى َم ْغِف َر ٍة ِم ْن َرِّب ُك ْم} ‪ 5‬قُ ِرئ هكذا‬ ‫الرابع‪ :‬االختالف بالنقص والزيادة كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫بإثبات "الواو" قبل "السين"‪ ،‬وقرئ بحذفها‪.‬‬
‫{وقَاتَلُوا َوقُتِلُوا} ‪ 6‬وقُ ِرئ هكذا بتقديم "وقاتلوا"‬ ‫الخامس‪ :‬االختالف بالتقديم والتأخير كقوله تعالى‪َ :‬‬
‫وتأخير "وقتلوا"‪ ،‬وقُ ِرئ بتقديم "وقتلوا" وتأخير "وقاتلوا"‪.‬‬
‫س َما‬ ‫{هَن ِال َك تَْبلُو ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫السادس‪ :‬االختالف باإلبدال أي جعل حرف مكان آخر‪ ،‬كقوله تعالى‪ُ :‬‬
‫ت} ‪ 7‬قُ ِرئ هكذا بتاء مفتوحة فباء ساكنة‪ ،‬وقرئ بتاءين األولى مفتوحة والثانية ساكنة "تَ ْتلُوا"‪.‬‬ ‫َسلَفَ ْ‬
‫أْ‬
‫السابع‪ :‬االختالف في اللهجات‪ ،‬كالفتح واإلمالة‪ ،‬واإلظهار واإلدغام‪ ،‬والتسهيل والتحقيق‪ ،‬والتفخيم‬
‫وات" تقرأ‬ ‫"خطُ ِ‬ ‫والترقيق‪ ،‬وكذا يدخل في هذا النوع الكلمات التي اختلفت فيها لغة القبائل نحو‪ُ :‬‬
‫بتحريك الطاء بالضم‪ ،‬وتقرأ بتسكينها‪ ،‬ونحو‪"ُ :‬بِيوت" تقرأ بضم الباء وتقرأ بكسرها‪.8‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.48 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.184 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األنبياء‪.4 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.199 :‬‬
‫‪ 5‬سورة آل عمران‪.133 :‬‬
‫‪ 6‬سورة آل عمران‪.190 :‬‬
‫‪ 7‬سورة يونس‪.30 :‬‬
‫‪ 8‬انظر‪ :‬كتاب "الوافي" للشيخ القاضي‪ ،‬ص‪.7‬‬

‫( ‪)1/27‬‬
‫ِ‬
‫السبعة‪:‬‬ ‫ِ‬
‫باألحرف‬ ‫ِ‬
‫الكريم‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫ِ‬
‫إنزال‬ ‫‪ -5‬الحكمةُ في‬
‫تتلخص الحكمة في إنزال القرآن الكريم على األحرف السبعة في أن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم‬
‫ألسنتهم مختلفة‪ ،‬ولهجاتهم متباينة‪ ،‬ويتعذر على الواحد منهم أن ينتقل من لهجته التي نشأ عليها‪،‬‬
‫وس ِجَّيةً من سجاياه‪ ،‬بحيث ال يمكنه العدول‬
‫وتعود لسانه التخاطب بها‪ ،‬فصارت طبيعة من طبائعه‪َ ،‬‬ ‫َّ‬
‫ق عليهم ذلك‪ ،‬وأصبح من قبيل التكليف بما‬ ‫عنها إلى غيرها‪ ،‬فلو كلَّفهم اهلل تعالى مخالفة لهجاتهم ل َش َّ‬
‫ال يطاق‪ ،‬فاقتضت رحمته تعالى بهذه األ َُّمة أن يخفف وييسِّر عليها حفظ كتابها وتالوة دستورها كما‬
‫يسَّر لها أمر دينها‪ِ ،‬‬
‫فأذ َن لنبيه أن ُي ْق ِرئَ أمته القرآن على سبعة أحرف فكان صلى اهلل عليه وآله وسلم‬ ‫َ‬
‫ُي ْق ِرئ كل قبيلة بما يوافق لغتها ويالئم لسانها‪.1‬‬
‫أيضا أن يكون ذلك معجزة للنبي على صدق رسالته حيث ينطق صلى اهلل عليه‬
‫ولعل من الحكمة ً‬
‫وآله وسلم القرآن الكريم بهذه األحرف السبعة‪ ،‬وتلك اللهجات المتعددة وهو النبي األمي الذي ال‬
‫يعرف سوى لهجة قريش‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "الوافي" للشيخ عبد الفتاح القاضي بتصرف‪ ،‬ص "‪."8 ،7‬‬

‫( ‪)1/28‬‬

‫باألحرف الس ِ‬
‫َّبعة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫السبع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القراءات‬ ‫‪ -6‬صلةُ‬
‫فليعلم أن األحرف السبعة‬
‫وأما عن صلة القراءات السبع باألحرف السبعة المذكورة في الحديث ُ‬
‫ض ِة األخيرة مما حدا بالخليفة‬
‫بالع ْر َ‬
‫نزلت في أول األمر للتيسير على األمة‪ ،‬ثم نسخ الكثير منها َ‬
‫عثمان ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬إلى كتابة المصاحف التي بعث بها إلى األمصار‪ ،‬وأحرق كل ما عداها‪،‬‬
‫وليس األمر كما توهمه بعض‬

‫( ‪)1/28‬‬

‫الناس من أن القراءات السبع هي األحرف السبعة‪.‬‬


‫والصواب أن قراءات األئمة السبعة بل العشرة التي يقرأ الناس بها اليوم هي جزء من األحرف‬
‫السبعة التي نزل بها القرآن الكريم‪ ،‬وورد بها الحديث‪ ،‬وهذه القراءات العشر جميعها موافقة لخط‬
‫مصحف‬
‫من المصاحف العثمانية التي بعث بها الخليفة عثمان إلى األمصار‪ ،‬بعد أن أجمع الصحابة عليها‪،‬‬
‫وعلى طرح كل ما يخالفها‪1‬‬
‫ٍ‬
‫إفاضة واستقصاء‪ ،‬وإ نما المقصود لَ ْم َحةٌ موجزة عن هذا العلم‪ ،‬فمن احتاج‬ ‫هذا وليس المقام هنا مقام‬
‫المزيد فليرجع إلى كتب القراءات‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬

‫( ‪)1/29‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬من أول من وضع قواعد التجويد العلمية؟ ولماذا؟‬
‫‪ -2‬من أول من جمع القراءات في كتاب؟ وفي أي قرن؟ ومتى توفي؟‬
‫ما السبب في اختالف القراءات؟ وكيف نشأ؟‬ ‫‪-3‬‬
‫ٍ‬
‫وتناقض أم اختالف تََن ُّو ٍع وتَ َغ ُاير؟ وضح ذلك‪.‬‬ ‫ض ٍاد‬
‫هل اختالف القراءات اختالف تَ َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ما هي القراءات المتواترة؟‬ ‫‪-5‬‬
‫الرواية‪ ،‬الطَّريق‪.‬‬‫وضح معنى كل من‪ :‬القراءة‪ِّ ،‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪ -7‬اذكر حديثًا يثبت نزول القرآن باألحرف السبعة‪.‬‬
‫‪ -8‬ما الرأي الراجح في المراد باألحرف السبعة؟‬
‫‪ -9‬وضح الصلة بين القراءات السبع واألحرف السبعة‪.‬‬

‫( ‪)1/29‬‬

‫ٍ‬
‫عاصم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫اإلمام‬ ‫ترجمةُ‬
‫تنبيه‪:‬‬
‫يجدر بنا قبل أن نبدأ الكالم على علم التجويد‪ ،‬واهتمام األمة اإلسالمية به أن نتعرف على كل من‬
‫اإلمام عاصم‪ ،‬وكذا رواية حفص الذي تقرأ القرآن بروايته حتى يكون الدارس على بصيرة باتصال‬
‫سندها إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫اسمه‪ :‬هو عاصم بن أبي َّ‬
‫الن ُجود األسدي الكوفي وكنيته أبو بكر‪ ،‬وقيل اسم أبيه عبد اهلل‪ ،‬واسم أمه‬
‫بهدلة‪.‬‬
‫منزلته‪ :‬هو شيخ اإلقراء بالكوفة‪ ،‬وأحد القراء السبعة‪ ،‬وكان من التابعين األجالء‪ ،‬فقد َّ‬
‫حدث عن أبي‬
‫رمثة رفاعة التميمي‪ ،‬والحارث بن حسان البكري‪ ،‬وكان لهما صحبة‪ ،‬أما حديثه عن أبي رمثة فهو‬
‫في مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سالم‪.‬‬
‫جمع بين الفصاحة واإلتقان‪،‬ـ والتحرير والتجويد‪ ،‬وكان أحسن الناس صوتًا بالقرآن‪ ،‬وقد أثنى عليه‬
‫األئمة‪ ،‬وتَلَقُّوا قراءته بالقبول‪.‬‬
‫السلَمي ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬حيث جلس‬
‫انتهت إليه رئاسة اإلقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن ُّ‬
‫مجلسه‪ ،‬ورحل الناس إليه للقراءة من شتى اآلفاق‪.‬‬
‫أحدا أقرأَ‬
‫قال أبو بكر شعبة بن عياش‪ :‬ال أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول‪:‬ـ ما رأيت ً‬
‫نحويًّا فقيهًا‪.‬‬ ‫للقرآن من عاصم بن أبي النجود‪ ،‬وكان ِ‬
‫عال ًما بالسنة‪ ،‬لُ َغويًّا ْ‬

‫( ‪)1/30‬‬

‫َمَن ِاقُبهُ‪ :‬أما مناقبه فكثيرة منها‪ :‬أن عبد اهلل بن أحمد بن حنبل قال‪ :‬سألت أبي عن عاصم بن بهدلة‬
‫فقال‪ :‬رجل صالح خيِّر ثقة‪ ،‬فسألته أي القراءة أحب إليك؟ قال‪ :‬قراءة أهل المدينة‪ ،‬قلت‪ ،‬فإن لم‬
‫توجد؟ قال‪ :‬قراءة عاصم‪.‬‬
‫وقال أبو بكر شعبة بن عياش‪ :‬دخلت على عاصم وقد احتضر‪ ،‬فجعل يردد هذه اآلية‪{ :‬ثَُّم ُر ُّدوا ِإلَى‬
‫ق} ‪ُ ،1‬ي َحقِّقُهَا كأنه في الصالة؛ ألن تجويد القرآن صار فيه َس ِجيَّة‪.‬‬
‫اله ُم اْل َح ِّ‬ ‫َّ ِ‬
‫الله َم ْو ُ‬
‫ُر َواتُه‪ :‬روى القراءة عنه حفص بن سليمان‪ ،‬وأبو بكر شعبة بن عياش‪ ،‬وهما أشهر الرواة عنه‪،‬‬
‫وأبان بن تغلب‪ ،‬وحماد بن سلمة‪ ،‬وسليمان بن ِم ْهران األعمش‪ ،‬وأبو المنذر سالم بن سليمان‪ ،‬وسهل‬
‫بن شعيب‪ ،‬وخلق ال يحصون‪.‬‬
‫وروى عنه حروفًا من القرآن‪ :‬أبو عمرو بن العالء‪ ،‬والخليل بن أحمد‪ ،‬وحمزة َّ‬
‫الزيَّات‪.2‬‬
‫َّم َاوة في اتجاه‬
‫َوفَاتُهُ‪ :‬قيل توفي ‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬آخر سنة سبع وعشرين ومائة هجرية ودفن بالس َ‬
‫الشام‪ ،‬وقيل توفي بالكوفة أول سنة ثمان وعشرين ومائة هجرية‪.‬‬
‫وآله وسلَّ َم‪:‬‬
‫عليه ِ‬
‫بالنبي صلَّى اهلل ِ‬
‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫اتصا ُل ِ‬
‫سنده‬
‫أما إسناده في القراءة فينتهي إلى علي بن أبي طالب‪ ،‬وعبد اهلل بن مسعود ‪-‬رضي اهلل عنهما‪-‬‬
‫وغيرهما من صحابة رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫كما قرأ على زر بن حبيش األسدي‪ ،‬وقرأ زر على عبد اهلل بن مسعود‪ ،‬وقرأ ابن مسعود على رسول‬
‫اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬األنعام‪.62 :‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "تاريخ القراء العشر ورواتهم" للشيخ عبد الفتاح القاضي بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/31‬‬

‫وي ْق ِرئ‬
‫السلَمي عن علي‪ُ ،‬‬
‫حفصا بالقراءة التي رواها عن أبي عبد الرحمن ُّ‬
‫ً‬ ‫وكان رحمه اهلل ُي ْق ِرئ‬
‫شعبة بالقراءة التي رواها عن زر بن حبيش عن عبد اهلل بن مسعود ‪-‬رضي اهلل عنهم‪.‬‬
‫متواترا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومن هذا يتضح اتصال سنده برسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬اتصاال‬

‫( ‪)1/32‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬من هو اإلمام عاصم؟ وما كنيته؟‬
‫‪ -2‬تكلم بإيجاز عن منزلته ومناقبه‪.‬‬
‫‪ -3‬اذكر بعض من روى عنه القراءة‪.‬‬
‫ِّن متى توفي رحمه اهلل تعالى؟‬
‫‪َ 4‬بي ْ‬
‫‪ -5‬اذكر اتصال سنده في القراءة برسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫( ‪)1/32‬‬

‫ترجمة راويه حفص‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫راويه حفص‪:‬‬ ‫ترجمةُ‬
‫اس ُمهُ‪:‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫الب َّزاز ‪-‬نسبة إلى بيع َ‬
‫الب ِّز‪ :‬أي الثياب‪-‬‬ ‫حفص بن سليمان بن اْل ُمغيرة بن أبي داود األسدي الكوفي َ‬
‫المعروف بِ ُحفَْيص‪ ،‬صاحب عاصم وربيبه‪ :‬أي ابن زوجته‪ ،‬وأما كنيته فهي أبو عمر‪.‬‬
‫ض ْبطُهُ وإ تْقَ ُانهُ‪:‬‬
‫َ‬
‫عرضا وتَْلِق ًينا عن عاصم فأتقنها حتى شهد له العلماء بذلك ولقد كان ‪-‬رحمه اهلل‪ -‬كثير‬
‫ً‬ ‫أخذ القراءة‬
‫الحفظ واإلتقان‪،‬ـ وقد أثنى عليه اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫ص وباإلتْقَ ِ‬
‫ان كان ُمفَضَّال‬ ‫وح ْف ٌ‬
‫‪َ ... ..............................‬‬
‫ولذلك اشتهرت روايته وتلقاها األئمة بالقبول‪ ،‬وليس ذلك بغريب عليه‪ ،‬فقد تربى في بيت عاصم‪،‬‬
‫والزمه وأتقن قراءته حتى كان أعلم أصحابه بها‪ ،‬وقام بإقراء الناس بعد وفاة عاصم فترة طويلة من‬
‫الزمان‪.‬‬
‫وقال يحيى بن معين‪ :‬الرواية الصحيحة التي رويت عن عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن‬
‫سليمان‪.‬‬
‫َم ْن ِزلَتُهُ‪ :‬قال أبو هشام الرفاعي‪ :‬كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءته‪ ،‬فكان ُم َرج ً‬
‫َّحا على شعبة‬
‫بضبط الحروف‪.‬‬
‫ت ضابط‪.‬‬
‫وقال الذهبي‪ :‬هو في القراءة ثقة ثََب ٌ‬
‫مرارا‪ ،‬وكان األولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر شعبة بن‬
‫وقال ابن المنادي‪ :‬قرأ على عاصم ً‬
‫دهرا طويال‪.‬‬
‫عياش‪ ،‬ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم‪ ،‬وأَ ْق َرأَ الناس بها ً‬
‫ُناس كثيرون منهم‪ :‬حسين بن محمد اْل َم ْر َوزي‪ ،‬وعمرو بن‬
‫وسماعا أ ٌ‬
‫ً‬ ‫ضا‬
‫ُر َواتُهُ‪ :‬أخذ القراءة عنه َع ْر ً‬
‫الصباح‪ ،‬وعبيد بن الصباح‪ ،‬والفضل بن يحيى األنباري‪،‬‬

‫( ‪)1/33‬‬

‫وأبو شعيب القواس وغيرهم‪.‬‬


‫ِواَل َدتُهُ‪:‬‬
‫ولد رحمة اهلل عليه سنة تسعين هجرية‪.‬‬
‫وفاته‪:‬‬
‫توفي ‪-‬رحمة اهلل عليه‪ -‬سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح‪.‬‬
‫بالنبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫اتصا ُل ِ‬
‫سنده‬
‫قرأ حفص القرآن الكريم على اإلمام عاصم الذي سبق التعريف به‪ ،‬وقرأ عاصم بالرواية التي أقرأها‬
‫السلَمي عن علي ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬عن رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه‬
‫لحفص على أبي عبد الرحمن ُّ‬
‫وآله وسلم‪.‬‬
‫ولقد روي عن حفص أنه قال‪ :‬قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة فقال‪ :‬أقرأتك بما‬
‫السلَمي عن علي بن أبي طالب ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬وأقرأت شعبة بما‬
‫أقرأني به أبو عبد الرحمن ُّ‬
‫أقرأني به زر بن حبيش عن عبد اهلل بن مسعود ‪-‬رضي اهلل عنه‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫القراء العشرة ورواتهم"‪ ،‬للشيخ عبد الفتاح القاضي بتصرف‪.‬‬
‫‪ 1‬من كتاب "تاريخ َّ‬

‫( ‪)1/34‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما اسم حفص؟ وما كنيته؟ ومتى ولد؟ ومتى توفي؟‬
‫‪ -2‬اذكر ما تعرفه عن ضبطه وإ تقانه للقراءة‪.‬‬
‫وسماعا؟‬
‫ً‬ ‫ضا‬
‫‪ -3‬تكلم باختصار عن منزلته‪ ،‬ثم اذكر من أخذ عنه القراءة َع ْر ً‬
‫‪ -4‬بين اتصال سنده بالنبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪.‬‬

‫( ‪)1/34‬‬

‫اهتمام األمة اإلسالمية بعلم التجويد‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫التجويد‪:‬‬ ‫بعلم‬ ‫ِ‬
‫اإلسالمية ِ‬ ‫ِ‬
‫األمة‬ ‫اهتمام‬
‫ُ‬
‫اهتماما بالغاً‪ ،‬فقام علماء السلف ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ -‬بخدمته‬
‫ً‬ ‫لقد اهتمت األمة اإلسالمية بعلم التجويد‬
‫ورعايته سواء بالتحقيق والتأليف أو القراءة واإل ْق َراء‪.‬‬
‫مجودا تحقيقًا لوعد اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫ً‬ ‫ظا في الصدور مرتال‬ ‫ظل القرآن الكريم محفو ً‬ ‫وبذلك َّ‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫بحفظه حيث قال‪ِ{ :‬إَّنا َن ْح ُن َن َّزْلَنا الذ ْك َر َوإِ َّنا لَهُ لَ َحافظُ َ‬
‫ون} ‪.1‬‬
‫عونا لنا على‬ ‫والواقع أن من ِّ‬
‫حق القرآن علينا ‪-‬نحن المسلمين‪ -‬أن نجيد تالوته وترتيله حتى يكون ً‬
‫تدبره‪ ،‬وتفهم معانيه‪ ،‬وال َيتَأَتَّى ذلك إال باالهتمام بدراسة علم التجويد ومعرفة أحكامه وتطبيقها‪ :‬إما‬
‫باالستماع إلى قارئ مجيد‪ ،‬أو القراءة على شيخ حافظ متقن‪ ،‬ومن هنا نبدأ الكالم على علم التجويد‪،‬‬
‫فنقول‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحجر‪.9 :‬‬

‫( ‪)1/35‬‬
‫أقسام التجويد‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫أقسام التَّ ِ‬
‫جويد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ينقسم التجويد إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬تجويد َع َملي‪.‬‬
‫‪ -2‬تجويد ِعْلمي‪.‬‬

‫( ‪)1/35‬‬

‫الع َملي أي التطبيقي‬


‫القسم األول‪ :‬التجويد َ‬
‫والمقصود به‪ :‬تالوة القرآن الكريم تالوة مجودة كما أنزلت على رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله‬
‫وسلم‪.‬‬

‫( ‪)1/35‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬التجويد ِ‬


‫العْلمي "النظري"‬
‫والمقصود به‪ :‬معرفة قواعده وأحكامه العلمية التي نحن بصدد الكالم عليها في األبواب التالية‪ ،‬وهذه‬
‫القواعد وتلك األصولـ واألحكام هي على قراءة اإلمام حفص عن عاصم‪.‬‬
‫ُح ْك ُمهُ‪:‬‬
‫أما حكم تعلم التجويد العلمي فالناس أمامه فريقان‪:‬‬
‫الفريق األول‪:‬‬
‫عامة الناس‪ ،‬وتعلمه بالنسبة لهم مندوب وليس بواجب‪.‬‬
‫الفريق الثاني‪:‬‬
‫وجوبا عينيًّا حتى‬
‫ً‬ ‫خاصة الناس‪ ،‬وهم الذين يتصدون للقراءة أو اإلقراء‪ ،‬وتعلُّمه بالنسبة لهم واجب‬
‫يكونوا قدوة لغيرهم من العامة في تالوة كتاب اهلل حق التالوة‪.‬‬
‫وال بد أن يكون في كل مصر جماعة يتعلمون التجويد ويعلمونه الناس‪ ،‬فإن لم يكن هناك جماعة‬
‫جميعا‪.‬‬‫ً‬ ‫منهم يقومون بهذا الواجب أثموا‬
‫َدِليلُهُ‪:‬‬
‫طائِفَةٌ ِلَيتَفَقَّهُواـ ِفي ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ين} ‪،1‬‬ ‫والدليل على ذلك عموم قوله تعالى‪َ { :‬فلَ ْوال َنفََر ِم ْن ُك ِّل ِف ْرقَ ٍة ِم ْنهُ ْم َ‬
‫ودراسة علم التجويد من التفقه في الدين‪ ،‬فإذا قام بتعلمه وتعليمه جماعة من خاصة الناس سقط عن‬
‫عامتهم‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة التوبة‪.122 :‬‬

‫( ‪)1/39‬‬

‫معنى التجويد وغايته‪:‬‬


‫التجويد في اللُّ َغ ِة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫معنى‬
‫تحسينا‪،‬‬
‫ً‬ ‫تجويدا أي حسنته‬
‫ً‬ ‫جودت الشيء‬
‫التجويد في اللغة العربية معناه‪ :‬التحسين واإلتقان‪،‬ـ يقال‪َّ :‬‬
‫إتقانا‪.‬‬
‫وأتقنته ً‬

‫( ‪)1/39‬‬

‫االصطالح‪:‬‬
‫ِ‬ ‫معنى التَّ ِ‬
‫جويد في‬
‫ومعناه في اصطالح علماء التجويد‪ :‬علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقَّها‬
‫واالستِفَال‪ ،‬أو ُم ْستَ َحقها من األحكام الناشئة عن تلك‬
‫ْ‬ ‫من الصفات الالزمة التي ال تفارقها كاالستعالء‬
‫الصفات‪ :‬كالتفخيم والترقيق‪ ،‬واإلدغام واإلظهار وغير ذلك‪.‬‬
‫وإ لى هذا يشير اإلمام ابن الجزري بقوله في باب التجويد‪:‬‬
‫الحروف حقَّها ‪ ...‬من ٍ‬
‫صفة لها ومستحقَّها‬ ‫ِ‬ ‫إعطاء‬ ‫وهو‬
‫ُ‬
‫َغ َايتُهُ‪:‬‬
‫الغاية من التجويد هي تمكين القارئ من جودة القراءة‪ ،‬وحسن األداء‪ ،‬وعصمة لسانه من اللحن عند‬
‫تالوة القرآن الكريم لكي ينال رضا ربه وتتحقق له السعادة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وعهُ‪:‬‬
‫وض ُ‬
‫َم ُ‬
‫الكلمات القرآنية على المشهور من حيث إعطاء الحروف حقها ومستحقها وأن ال تخرج عما قُِّرر من‬
‫أحكامه بإجماع األمة‪.‬‬
‫فضلُهُ وأهميتُهُ‪:‬‬
‫هو من ِّ‬
‫أجل العلوم وأشرفها؛ لتعلقه بكالم اهلل ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬كما أن تعلمه له أهمية كبرى حيث‬
‫يعين المسلم على تالوة القرآن الكريم حق التالوة‪.‬‬
‫استمدادهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫هو مستمد ومأخوذ من كيفية قراءة النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬وقراءة أصحابه ‪-‬رضي اهلل‬
‫عنهم‪ -‬وقراءة التابعين وتابعيهم من أئمة القراءة حتى وصل إلينا بطريق التَّواتر‪.‬‬

‫( ‪)1/40‬‬

‫ِ‬
‫وأقسامه‪:‬‬ ‫معنى اللَّ ِ‬
‫حن‬
‫شيئا من‬
‫وجوبا عينيًّا على كل من يريد أن يقرأ ً‬
‫ً‬ ‫واجبا‬
‫أمرا ً‬
‫لما كانت تالوة القرآن الكريم تالوة مجودة ً‬
‫إثما‪.‬‬
‫حراما‪ ،‬والتحريف فيه ً‬
‫ً‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬إذن فيصبح اللحن فيه‬
‫وعلى هذا ينبغي لقارئ القرآن الكريم أن يعرف اللحن ليتجنبه‪.‬‬
‫حن‪:‬‬‫معنى اللَّ ِ‬
‫اللحن هو الخطأ والميل عن الصواب وفيه معان أخرى غير مقصودة هنا‪.‬‬
‫أقسام اللحن‪:‬‬
‫ينقسم اللحن إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬جلي ‪ -2‬خفي‬
‫القسم األول‪ :‬اْل َجِل ُّي‪:‬‬
‫وهو خطأ يطرأ على اللفظ َفي ِخ ُّل بمبنى الكلمة سواء َّ‬
‫أخل بمعناها أم ال‪ ،‬وسمي جليًّا؛ ألنه يخل إخالال‬
‫ظاهرا يشترك في معرفته علماء القراءة وعامة الناس‪.‬‬
‫ً‬
‫ت َعلَْي ِه ْم} ‪ ،‬وكذلك ضمها‪.‬‬ ‫مثال الذي يخل بالمعنى‪ :‬كسر التاء في قوله تعالى‪{ :‬أ َْن َع ْم َ‬
‫اء في قوله تعالى‪{ :‬اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه} ‪.‬‬ ‫ومثال الذي ال يخل بالمعنى ضم اْله ِ‬
‫َ‬
‫وحكم هذا القسم‪ :‬حرام باإلجماع ال سيما إن تعمده القارئ أو تساهل فيه‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اْل َخِف ُّي‪:‬‬
‫بع ْرف القراءة‪ ،‬وال يخل بالمبنى وسمي خفيًّا؛‬ ‫ِ ُّ‬
‫وهو خطأ يطرأ على اللفظ َفيخل ُ‬

‫( ‪)1/41‬‬
‫ألنه يختص بمعرفته العالم بأحكام التجويد فقط‪ ،‬ويخفى على عامة الناس‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬ترك اإلظهار أو اإلدغام أو اإلخفاء‪ ،‬وبالجملة ترك أحكام التجويد في أثناء القراءة‪.‬‬
‫وحكم هذا القسم‪:‬‬
‫التحريم على الراجح إن تعمده القارئ أو تساهل فيه‪ ،‬وقيل بالكراهة‪ 1‬وقد خصه بعضهم بعدم ضبط‬
‫مقادير المدود بالنقص أو الزيادة أو عدم المساواة بينها‪ ،‬وقلة المهارة في تحقيق الصفات‪ ،‬وتطبيق‬
‫األحكام كزيادة التكرير في الراءات وتطنين النونات وتغليظ الالمات في غير محل التغليظ ونحو ذلك‬
‫‪.2‬‬
‫وإ لى هذا كله يشير العالمة المحقق الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي بقوله‪.3‬‬
‫ٍ‬
‫خالف في الخفي‬ ‫مع‬ ‫جلي وخفي ‪ٌّ ...‬‬ ‫ِ‬
‫حرام ْ‬
‫ٌ‬ ‫كل‬ ‫قسمان ٌّ‬ ‫اللحن‬
‫ُ‬
‫طَرا‬
‫ف َ‬ ‫الخفي ما على الوص ِ‬ ‫ثم‬
‫مبنى ُغيِّرا ‪َّ ...‬‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫فه َو ً‬ ‫الجلي ْ‬
‫ُّ‬ ‫أما‬
‫الخفي‬ ‫ك‬ ‫ٍ‬
‫صناعة تر ُ‬ ‫وواجب‬ ‫الجِل ّي ‪...‬‬ ‫شرعا ُّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ب َ‬ ‫تجن ُ‬ ‫ً‬ ‫وواجب‬
‫ٌ‬
‫ولقد أعجبني في هذا المقام قول اإلمام ابن الجزري في َّ‬
‫الن ْشر‪:‬‬
‫"والناس في ذلك بين محسن مأجور‪ ،‬ومسيء آثم أو معذور؛ فمن قدر على تصحيح كالم اهلل‬
‫‪-‬تعالى‪ -‬باللفظ الصحيح‪ ،‬العربي الفصيح‪ ،‬وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي‪ ،‬استغناء‬
‫واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح‬
‫ً‬ ‫واستبدادا واتكاال على ما ألف من حفظه‪،‬‬
‫ً‬ ‫بنفسه‪،‬‬
‫وغاش بال ِم ْرَية‪ ،‬فقد ثبت عن أبي رقية تميم بن أوس‬
‫ٌ‬ ‫مقصٌر بال شك‪ ،‬وآثم بال ريب‪،‬‬
‫لفظه؛ فإنه ِّ‬
‫"الدين النصيحةُ" ‪ ،‬قلنا لمن؟‬
‫ُ‬ ‫الداري ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬أن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قال‪:‬‬‫َّ‬
‫قال‪" :‬هلل ولكتابه ولرسوله وألئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم‪ .‬أما من كان‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬العميد في أحكام التجويد‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "قواعد التجويد" للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري‪ :‬ص‪.28‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬كتاب "موازين األداء في التجويد والوقف واالبتداء" مخطوط‪.‬‬

‫( ‪)1/42‬‬

‫نفسا إال ُو ْس َعها"‪ .‬انتهى كالم ابن‬ ‫ِّ‬


‫ال يطاوعه لسانه‪ ،‬أو ال يجد من يهديه إلى الصواب فإن اهلل ال يكلف ً‬
‫الجزري بتصرف‪.‬‬
‫والواقع أن المسلم يجب عليه أن يبذل الجهد؛ لكي يقرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة خالية من اللحن‬
‫أو التحريف؛ حتى ينال رضا ربه‪ ،‬ويكون من المالئكة المقربين؛ فلقد ثبت عن السيدة عائشة‬
‫بالقرآن مع السَّفر ِة‬
‫ِ‬ ‫"الماهر‬
‫ُ‬ ‫‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬أنها قالت‪ :‬قال رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪:‬‬
‫ِ‬
‫أجران" ‪ .‬رواه مسلم وقد سبقت‬ ‫شاق له‬
‫ويتَتَ ْعتَعُ فيه وهو عليه ٌ‬
‫القرآن َ‬ ‫ِ‬
‫الكرام البرر ِة‪ ،‬والذي يقرأُ‬
‫َ‬
‫اإلشارة إليه‪.‬‬

‫( ‪)1/43‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬اذكر أقسام التجويد مع بيان المقصود بكل قسم‪.‬‬
‫شيئا من القرآن الكريم؟‬
‫‪ -2‬ما حكم التجويد العملي لمن أراد أن يقرأ ً‬
‫‪ -3‬اذكر الدليل على وجوب التجويد العملي من الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬
‫‪ -4‬ما حكم تعلم التجويد العلمي مع ذكر الدليل؟‬
‫‪ -5‬ما هو اللَّحن؟ وما أقسامه؟ عرف كل قسم وبين حكمه‪.‬‬

‫( ‪)1/43‬‬

‫االستعاذة‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫االستعاذة‪:‬‬
‫االستعاذة لغة‪:‬‬
‫االلتجاء واالعتصام والتحصُّن‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬لفظ يحصل به االلتجاء إلى اهلل تعالى‪ ،‬واالعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم‪،‬‬
‫ً‬
‫وهي ليست من القرآن باإلجماع‪ ،‬ولفظها لفظ الخبر‪ ،‬ومعناه اإلنشاء‪ ،‬أي‪ :‬اللهم أعذني من الشيطان‬
‫الرجيم‪.1‬‬
‫ُح ْك ُمهَا‪:‬‬
‫اتفق العلماء على أن االستعاذة مطلوبة ممن يريد القراءة‪ ،‬واختلفوا هل هي واجبة أو مندوبة؟‬
‫فذهب جمهور العلماء وأهل األداء إلى أنها مندوبة عند ابتداء القراءة‪ ،‬وحملوا األمر في قوله تعالى‪:‬‬
‫الر ِج ِيم} ‪ 2‬على َّ‬
‫الندب بحيث لو تركها القارئ ال يكون‬ ‫طِ‬
‫ان َّ‬ ‫استَ ِع ْذ بِاللَّ ِه ِم َن َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫آن فَ ْ‬ ‫{فَِإ َذا قََرأ َ‬
‫ْت اْلقُْر َ‬
‫آثما‪.‬‬
‫ً‬
‫وذهب بعض العلماء إلى أنها واجبة عند ابتداء القراءة‪ ،‬وحملوا األمر السابق على الوجوب‪ ،‬وعلى‬
‫آثما‪.‬‬
‫مذهبهم لو تركها القارئ يكون ً‬
‫وإ لى ذلك يشير اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫يجب‪3‬‬
‫بعضهُم ْ‬
‫واستحب ‪ ...‬تَ َع ُّو ٌذ وقال ُ‬
‫ْ‬ ‫‪......................‬ـ‬
‫صيغتُهَا‪:‬‬
‫َ‬
‫المختار لجميع القراء في صيغتها "أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم" ألن هذه الصيغة أقرب مطابقة‬
‫لآلية الكريمة الواردة في سورة َّ‬
‫النحل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "اإلضاءة في أصول القراءة" للشيخ علي محمد الضباع‪ ،‬ص‪ 6‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.98 :‬‬
‫طيَِّبة النشر في القراءات العشر‪ ،‬باب االستعاذة‪.‬‬
‫‪ 3‬انظر‪َ :‬‬

‫( ‪)1/44‬‬

‫ويجوز التعوذ بغير هذه الصيغة مما ورد به نص نحو‪" :‬أعوذ باهلل من الشيطان" ونحو‪" :‬أعوذ باهلل‬
‫السميع العليم من الشيطان الرجيم"‪.‬‬
‫َح َوالُهَا‪:‬‬
‫أْ‬
‫لالستعاذة عند بدء القراءة حالتان‪ ،‬هما‪ :‬الجهر أو اإلخفاء‪.‬‬
‫فيستحب عند بدء القراءة في موضعين‪:‬‬
‫أما الجهر بها‪ُ :‬‬
‫جهرا‪ ،‬وكان هناك من يستمع لقراءته‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كان القارئ يقرأ ً‬
‫‪ -2‬إذا كان القارئ وسط جماعة يقرءون القرآن‪ ،‬وكان هو المبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫فيستحب في أربعة مواضع‪:‬‬
‫وأما إخفاؤها‪ُ :‬‬
‫سرا‪.‬‬
‫‪ -1‬إذا كان القارئ يقرأ ًّ‬
‫جهرا‪ ،‬وليس معه أحد يستمع لقراءته‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان القارئ يقرأ ً‬
‫منفردا‪ ،‬وال سيما إذا كانت الصالة جهرية‪.‬‬
‫ً‬ ‫مأموما أم‬
‫ً‬ ‫إماما أم‬
‫‪ -3‬إذا كان يقرأ في الصالة سواء كان ً‬
‫‪ -4‬إذا كان يقرأ وسط جماعة وليس هو المبتدئ بالقراءة‪.‬‬
‫فائدة‪:‬‬
‫لو قطع القارئ قراءته لعذر طارئ كالعطاس أو التنحنح أو لكالم يتعلق بمصلحة القراءة ال يعيد‬
‫االستعاذة‪.‬‬
‫إعراضا عن القراءة‪ ،‬أو لكالم ال تعلق له بالقراءة ولو ِل َرِد السالم‪ ،‬فإنه يستأنف‬
‫ً‬ ‫أما لو قطعها‬
‫االستعاذة‪.1‬‬
‫ووجه الجهر باالستعاذة‪ :‬أن ينصت السامع للقراءة من أولها فال يفوته شيء منها؛ ألن التعوذ شعار‬
‫القراءة وعالمتها‪.‬‬
‫ووجه اإلسرار بها‪ :‬ليحصل الفرق بين ما هو قرآن وما ليس بقرآن‪.2‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "اإلضاءة في أصول القراءة" للشيخ علي محمد الضباع‪ ،‬ص‪ 10‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫( ‪)1/45‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما معنى االستعاذة؟ وهل هي من القرآن أم ال؟ وما المراد بلفظها؟‬
‫‪ -2‬االستعاذة عند بدء القراءة هل هي مطلوبة أم ال؟ َبيِّن حكمها‪.‬‬
‫مبينا سبب هذا االختيار‪ ،‬ثم اذكر ما يجوز من صيغتها‪.‬‬
‫‪ -3‬اذكر صيغتها المختارة ً‬
‫‪ -4‬بين حاالتها عند بدء القراءة‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا قطع القارئ قراءته لعذر طارئ فهل يعيد االستعاذة؟‬
‫‪ -6‬إذا أعرض عن القراءة أو تكلم بكالم لم يتعلق بها أو َّ‬
‫رد السالم‪ ،‬فما الحكم؟‬

‫( ‪)1/46‬‬

‫البسملة‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الب ْس َملَةُ‪:‬‬
‫َ‬
‫وحو َق َل‪:‬‬
‫البسملة مصدر َب ْس َم َل‪ ،‬أي‪ :‬إذا قال بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬نحو َح ْسَب َل إذا قال حسبي اهلل‪َ ،‬‬
‫إذا قال ال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫ِ‬
‫البسملة‪:‬‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫النمل‪ ،‬كما أنه ال خالف بين القراء في إثباتها في‬ ‫ال خالف بين العلماء في أنها بعض آية من سورة َّ‬
‫أول الفاتحة‪.‬‬
‫أيضا على اإلتيان بها عند ابتداء القراءة بأول أي سورة من سور القرآن‬
‫وقد أجمع القراء السبعة ً‬
‫سوى سورة براءة؛ وذلك لكتابتها في المصحف‪ ،‬ولما ثبت من األحاديث الصحيحة أن رسول اهلل‬
‫‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬كان ال يعلم انقضاء السورة حتى تنزل عليه "بسم اهلل الرحمن الرحيم"‪.1‬‬
‫وأما في أجزاء السور فالقارئ ُم َخيَّر بين اإلتيان بالبسملة أو عدمه‪ ،‬وإ لى ذلك يشير اإلمام الشاطبي‬
‫بقوله‪:‬‬
‫وال بد منها في ابتدائك سورة ‪ ...‬سواها وفي األجزاء ُخيِّر من تال‬
‫وأما بالنسبة لسورة براءة‪ ،‬فهي متروكة في أولها اتفاقًا‪.‬‬
‫وإ لى هذا يشير اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫لست ُمَب ْس ِمال‬
‫بالسيف َ‬‫ِ‬ ‫أت براءةً ‪ِ ...‬لتَْن ِز ِيلها‬ ‫ومهما تَ ِ‬
‫صْلها أو َب َد َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرج الحاكم في المستدرك "‪ "231 /1‬في كتاب الصالة‪ ،‬عن ابن عباس ‪-‬رضي اهلل عنهما‪-‬‬
‫قال‪" :‬كان النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬ال يعلم ختم السورة حتى تنزل عليه بسم اهلل الرحمن‬
‫الرحيم" وقال‪ :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه‪ ،‬كما رواه أبو داود وصححه‬
‫األلباني في الجامع الصغير‪.‬‬

‫( ‪)1/47‬‬

‫فقد علَّل رحمه اهلل ترك البسملة في أولها بأنها نزلت مشتملة على السيف و َكَّنى بذلك عما انطوت‬
‫عليه سورة براءة‪ ،‬من األمر بالقتل واألخذ والحصر ونبذ العهد‪ ،‬والوعيد والتهديد‪ ،‬وفيها آية السيف‬
‫وهي اآلية رقم‪ ."29" :‬وقد نقل العلماء هذا التعليل عن علي ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬قال ابن عباس‬
‫‪-‬رضي اهلل عنهما‪ :-‬سألت عليًّا ‪-‬رضي اهلل عنه‪ِ -‬ل َم لَ ْم تكتب البسملة أول براءة‪ ،‬فقال‪ :‬ألن "بسم‬
‫ب بين األمان والسيف‪.1‬‬ ‫اس َ‬
‫أمان‪ ،‬وبراءة ليس فيها أمان؛ ألنها نزلت بالسيف وال تََن ُ‬‫اهلل" ٌ‬
‫ــــ‬
‫اطبِيَّة" للشيخ عبد الفتاح القاضي‪ ،‬ص‪.48‬‬ ‫الش ِ‬
‫‪ 1‬من كتاب "الوافي على شرح َّ‬

‫( ‪)1/48‬‬

‫ِ‬
‫االبتداء‪:‬‬ ‫أوجهُ‬
‫إذا ابتدأ القارئ قراءته بأول أي سورة من سور القرآن سوى براءة‪ ،‬فله أن يجمع بين االستعاذة‬
‫والبسملة وأول السورة‪ ،‬ويجوز له حينئذ أربعة أوجه‪:‬‬
‫ص ِل االستعاذة عن البسملة عن أول السورة‪ ،‬بالوقف على كل منها‪ ،‬وهذا‬
‫‪ -1‬قطع الجميع‪ :‬أي فَ ْ‬
‫الوجه أفضلها‪.‬‬
‫‪ -2‬قطع األول ووصل الثاني بالثالث‪ :‬أي الوقف على االستعاذة ووصل البسملة بأول السورة‪ ،‬وهو‬
‫يلي الوجه األول في األفضلية‪.‬‬
‫‪ -3‬وصل األول بالثاني وقطع الثالث‪ :‬أي وصل االستعاذة بالبسملة والوقف عليها‪ ،‬وهو أفضل من‬
‫األخير‪.‬‬
‫مبتدئا بأول سورة‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬وصل الجميع‪ :‬أي وصل االستعاذة بالبسملة بأول السورة‪ ،‬أما إذا كان القارئ‬
‫براءة‪ ،‬فله فيها وجهان‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقف على االستعاذة وفصلها عن أول السورة بدون بسملة‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫‪ -2‬وصل االستعاذة بأول السورة بدون بسملة ً‬
‫مبتدئا تالوتَه بآية من وسط سورة غير سورة براءة‪ ،‬فله‬
‫أما إذا كان القارئ ً‬

‫( ‪)1/48‬‬

‫حالتان‪.‬‬
‫األولى‪ :‬أن يأتي بالبسملة‪ ،‬ويجوز له حينئذ األوجه األربعة التي ذكرناها في ابتداء أول كل سورة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن يترك البسملة‪ ،‬ويجوز له حينئذ وجهان فقط‪.‬‬
‫‪ -1‬الوقف على االستعاذة وفصلها عن أول اآلية اْل ُم ْبتَ َدِأ بها‪.‬‬
‫‪ -2‬وصل االستعاذة باآلية المبتدأ بها‪.1‬‬
‫مبتدئا بآية من وسط سورة براءة فقد اختلف فيه العلماء‪.‬‬
‫أما إذا كان القارئ ً‬
‫فذهب بعضهم إلى منع اإلتيان بالبسملة في أثنائها كما منعت في أولها‪ 2‬وعلى هذا يجوز للقارئ‬
‫وجهان فقط‪:‬‬
‫‪ -1‬الوقف على االستعاذة‪.‬‬
‫‪ -2‬وصلها بأول اآلية اْل ُمبتدأ بها‪.‬‬
‫وذهب بعضهم إلى جواز اإلتيان بالبسملة في إثناء براءة كجوازها في أثناء غيرها‪ ،‬وعلى هذا تجوز‬
‫األوجه األربعة المذكورة آنفًا‪.3‬‬
‫ــــ‬
‫الصلَة لما في ذلك من البشاعة‪ .‬ا‪.‬‬
‫‪ 1‬إال إذا كانت اآلية المبتدأ بها مبدوءة بلفظ الجاللة فاألولى عدم ِّ‬
‫هـ "غيث النفع في القراءات السبع" ص‪.22‬‬
‫‪ 2‬وهذا هو مذهب اإلمام الجعبري وإ ليه يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫ظر‬ ‫ٍ‬
‫براءة َح َ‬ ‫ِ‬
‫بأجزاء السُّور ‪ ...‬والجعبري في‬ ‫البادي‬
‫"وخي َِّر َ‬
‫ُ‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬كتاب "أحكام قراءة القرآن الكريم" للشيخ محمود الحصري‪ ،‬ص‪.325‬‬

‫( ‪)1/49‬‬

‫ِ‬
‫السورتين‪:‬‬ ‫بين‬
‫أوجهُ ما َ‬
‫إذا وصل القارئ آخر سورة يقرؤها بالتي بعدها سوى سورة براءة‪ ،‬فله ثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬قطع الجميع‪ :‬أي الوقف على آخر السورة وعلى البسملة‪.‬‬

‫( ‪)1/49‬‬

‫‪ -2‬قطع األول ووصل الثاني بالثالث‪ :‬أي الوقف على آخر السورة ووصل البسملة بأول السورة‬
‫التالية‪.‬‬
‫‪ -3‬وصل الجميع‪ :‬أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة التالية‪.‬‬
‫أما الوجه الجائز عقال وهو وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها فهو ممتنع اتفاقًا؛ ألن البسملة‬
‫جعلت ألوائل السور ال ألواخرها‪.1‬‬
‫وأما إذا وصل آخر سورة األنفال‪ ،‬بأول سورة براءة‪ ،‬فيجوز له ثالثة أوجه‪:‬‬
‫‪ -1‬القطع‪ :‬أي الوقف على آخر األنفال مع التنفس‪.‬‬
‫الس ْكت‪ :‬أي قطع الصوت ِل ُم َّدة يسيرة بدون تنفس‪.‬‬
‫‪َّ -2‬‬
‫‪ -3‬الوصل‪ :‬أي وصل آخر األنفال بأول التوبة‪ ،‬وكل ذلك من غير اإلتيان بالبسملة كما تقدم‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬وإ لى هذا يشير اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫ومهما تصلها مع أواخر سورة ‪ ...‬فال تقفن الدهر فيها فتثقال‬

‫( ‪)1/50‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما معنى َب ْس َم َل؟‬
‫‪ -2‬ما حكم البسملة في أول سور القرآن؟ وما حكمها في أجزاء السور؟‬
‫مبتدئا بسورة غير سورة براءة‪ ،‬فكم وجهًا لك؟‬
‫‪ -3‬إذا كنت ً‬
‫‪ -4‬كم وجهًا عند االبتداء بسورة براءة؟‬
‫‪ -5‬اذكر الحاالت الجائزة عند ابتداء القراءة من وسط السورة‪ ،‬وكم وجهًا لكل حالة؟‬
‫‪َ -6‬بيِّن األوجه الجائزة عند ابتداء القراءة من وسط سورة براءة‪.‬‬
‫‪ -7‬ما األوجه الجائزة بين كل سورتين؟‬
‫‪ -8‬اذكر ما يجوز بين سورتي األنفال وبراءة من األوجه‪.‬‬

‫( ‪)1/50‬‬

‫أحكام النون الساكنة والتنوين‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫والتنوين‪:‬‬ ‫ون الس ِ‬
‫َّاكنة‬ ‫الن ِ‬
‫أحكام ُّ‬
‫ُ‬
‫تعريف النون الساكنة‪:‬‬
‫ظا وخطًّا‪ ،‬وصال ووقفًا‪ ،‬وتكون في األسماء واألفعال‬
‫هي النون الخالية من الحركة والثابتة لف ً‬
‫والحروف‪ ،‬وتكون متوسطة ومتطرفة‪.‬‬
‫وتكون أصلية من بنية الكلمة مثل‪ :‬أنعم‪ ،‬وتكون زائدة عن أصل الكلمة وبنيتها مثل‪ :‬فانفلق‪ ،‬أصل‬
‫ق على وزن فَ َع َل‪.1‬‬
‫الفعل‪َ :‬فلَ َ‬
‫تعريف التنوين‪:‬‬
‫خطا ووقفًاـ وعالمته‪ :‬فتحتان أو كسرتان‬ ‫ظا ووصال وتفارقه ًّ‬ ‫هو نون ساكنة زائدة تلحق آخر االسم لف ً‬
‫أو ضمتان‪.‬‬
‫دائما إال إذا كانتا على هاء تأنيث مثل‪ِ{ :‬إاَّل َر ْح َمةً ِم ْن َرب َ‬
‫ِّك}‬ ‫وحكمه حالة الوقف‪ :‬تَُب َّد ُل الفتحتان ألفًا ً‬
‫باإلسراء فيوقف عليها بالهاء من غير تنوين‪ ،‬وأما الضمتان والكسرتان فيحذف التنوين فيهما‪.‬‬
‫ِّن} حيث وقع فإنهم كتبوه بالنون‪.2‬‬‫{و َكأَي ْ‬
‫ويوقف عليهما بالسكون إال في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وال يلتبس علينا وجود ميم اإلقالب مع أحد الحركات الثالث؛ ألنها بمنزلة الحركة الثانية للتنوين‪.‬‬
‫ِ‬
‫والتنوين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الساكنة‬ ‫بين ِ‬
‫النون‬ ‫الفرق َ‬
‫ُ‬
‫والفرق بين النون الساكنة والتنوين يوجد في خمسة أمور تظهر بالتأمل في تعريفيهما‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬النون الساكنة حرف أصلي من أحرف الهجاء‪ ،‬وقد تكون من الحروف الزوائد‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬كتاب "أحكام القرآن" للشيخ الحصري‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪ 2‬انظر‪َّ :‬‬
‫الن ْشر‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪."162‬‬

‫( ‪)1/51‬‬

‫كما َمثَّْلنا آنفًا‪ ،‬أما التنوين فال يكون إال زائد عن بنية الكلمة‪.‬‬
‫‪ -2‬النون الساكنة ثابتة في اللفظ والخط‪ ،‬أما التنوين فثابت في اللفظ دون الخط‪.‬‬
‫‪ -3‬النون الساكنة ثابتة في الوصل والوقف‪ ،‬وأما التنوين فثابت في الوصل دون الوقف‪.‬‬
‫‪ -4‬النون الساكنة توجد في األسماء واألسماء واألفعالـ والحروف‪ ،‬أما التنوين فال يوجد إال في‬
‫األسماء فقط‪.‬‬
‫ويستثنى من ذلك‪ :‬نون التوكيد الخفيفة التي لم تقع إال في موضعين في القرآن وهما‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪{ -1‬وِلي ُك ً ِ‬
‫ونا م َن الصَّاغ ِر َ‬
‫ين} ‪،1‬‬ ‫ََ‬
‫اصي ِة} ‪ ،2‬فإنها نون وليست تنوينا؛ التصالها بالفعل‪ ،‬وإ ن كانت غير ثابتة ًّ‬
‫خطا ووقفًاـ‬ ‫‪{ -2‬لََنسفَعا بِ َّ ِ‬
‫ً‬ ‫الن َ‬ ‫ْ ً‬
‫كالتنوين‪ ،‬فهي إذن نون ساكنة شبيهة بالتنوين‪.3‬‬
‫‪ -5‬النون الساكنة تكون متوسطة ومتطرفة‪ ،‬أما التنوين فال يكون إال متطرفًا‪.‬‬
‫وللنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلظهار ‪ -2‬اإلدغام‬
‫‪ -3‬اإلقالب ‪ -4‬اإلخفاء‬
‫وقد أشار اإلمام ابن الجزري إلى هذه األحكام بقوله‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ونون يلفى ‪ ...‬إظهار إدغام وقلب إخفا‬ ‫ٍ‬
‫تنوين‬ ‫وحكم‬
‫ُ‬
‫وسيأتي الكالم على حكم كل منها تفصيال‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 2‬سورة العلق‪ ،‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "العميد في علم التجويد" للشيخ محمود بسة‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫( ‪)1/52‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي النون الساكنة؟‬
‫‪ -2‬عرف التنوين‪ ،‬واذكر عالمته‪ ،‬وبين حكم الوقف عليه‪.‬‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫وضح الفرق بين النون الساكنة والتنوين‪.‬‬
‫‪َ -4‬بيِّن المواضع التي وردت فيها نون التوكيد الخفيفة في القرآن‪ ،‬ثم ِّ‬
‫وضح هل يطلق عليها نون‬
‫ساكنة أم تنوين؟ مع التعليل لما تقول‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر كم عدد أحكام النون الساكنة والتنوين وما هي؟‬

‫( ‪)1/53‬‬

‫الحكم األول اإلظهار الحلقي‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الحكم األول‪ :‬اإلظهار الحلقي‬
‫تَ ْع ِريفُهُ‪:‬‬
‫اإلظهار لغةً‪ :‬البيان واإليضاح‪.‬‬
‫ُ‬
‫ظهَر من مخرجه من غير غنة كاملة‪.‬‬ ‫واصطالحا‪ :‬إخراج الحرف اْل ُم ْ‬
‫ً‬
‫والمراد بالحرف المظهر‪ :‬النون الساكنة والتنوين الواقعتان قبل أحرف اإلظهار‪.‬‬
‫ُح ُروفُهُ‪:‬‬
‫حروف اإلظهار الحلقي ستة وهي‪ :‬الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء وقد جمعها العالمة‬
‫اْل َج ْم ُزوري في قوله‪:‬‬
‫خاء‬
‫غين ُ‬
‫تان ثم ٌ‬‫حاء ‪ُ ...‬م ْه َملَ ِ‬‫عين ُ‬ ‫ثم ٌ‬
‫فهاء َّ‬
‫َه ْمٌز ٌ‬
‫فإذا وقع حرف من هذه األحرف الستة بعد النون الساكنة سواء في كلمة أو في كلمتين أو بعد التنوين‬
‫إظهارا َحْلِقيًّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪-‬وال يكون إال من كلمتين‪ -‬وجب اإلظهار ويسمى‬
‫إظهارا حلقيًّا‪:‬‬
‫ً‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه‬
‫إظهارا فلظهور النون الساكنة والتنوين عند مالقاة أحد هذه الحروف الستة‪ .‬وأما تسميته‬
‫ً‬ ‫أما تسميته‬
‫حلقيًّا فألن حروفه الستة تخرج من الحلق‪.‬‬

‫( ‪)1/54‬‬
‫َسَبُبهُ‪:‬‬
‫وسبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند مالقاة أحد هذه األحرف الستة‪ُ ،‬ب ْع ُد اْل َم ْخ َر َجين؛ ألن النون‬
‫والتنوين يخرجان من طرف اللسان‪ ،‬والحروف الستة تخرج من الحلق‪ ،‬وليس بينهما تقارب أو‬
‫تجانس يستوجب اإلدغام أو اإلخفاء فتعين اإلظهار‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة األنعام‪.26 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الليل‪.5 :‬‬
‫‪ 3‬سورة إبراهيم‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األنعام‪.26 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الحشر‪.9 :‬‬
‫‪ 6‬سورة التوبة‪.109 :‬‬
‫‪ 7‬سورة النحل‪.5 :‬‬
‫‪ 8‬سورة العلق‪.2 :‬‬
‫‪ 9‬سورة المائدة‪.54 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الحجر‪.82 :‬‬
‫‪ 11‬سورة المجادلة‪.22 :‬‬
‫‪ 12‬سورة البقرة‪.209 :‬‬
‫‪ 13‬سورة اإلسراء‪.51 :‬‬
‫‪ 14‬سورة الحاقة‪.36 :‬‬
‫‪ 15‬سورة البقرة‪.59 :‬‬
‫‪ 16‬سورة المائدة‪.3 :‬‬
‫‪ 17‬سورة ق‪.33 :‬‬
‫‪ 18‬سورة الحج‪.63 :‬‬

‫( ‪)1/55‬‬

‫َحِقيقَتُهُ‪:‬‬
‫واضحا من غير غنة كاملة‪ 1‬ثم تنطق‬
‫ً‬ ‫وحقيقة اإلظهار أن تنطق النون الساكنة أو التنوين نطقًا‬
‫بحرف اإلظهار من غير فصل وال َس ْكت بينهما‪.‬‬
‫َم َراتُِبهُ‪:‬‬
‫ومراتب اإلظهار ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬عليا‪ ،‬عند الهمزة والهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وسطى‪ ،‬عند العين والحاء‪.‬‬
‫‪ -3‬دنيا‪ ،‬عند الغين والخاء‪.‬‬
‫يقول الشيخ سليمان الجمزوري في متن التُّ ْحفَ ِة‪:‬‬
‫أحكام فخ ْذ ْتبييني‬‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وللتنوين ‪ ...‬أ َْربعُ‬ ‫إن تَ ْس ُك ْن‬
‫للنون ْ‬
‫ت فلتَع ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ست ُرتَِّب ْ ْ‬ ‫ق ٌّ‬ ‫أحرف ‪ ...‬للحل ِ‬ ‫قبل‬
‫اإلظهار َ‬
‫ُ‬ ‫فاألو ُل‬
‫َّ‬
‫خاء‬
‫غين ُ‬ ‫حاء ‪ُ ...‬م ْه َم ِ‬
‫لتان ثم ٌ‬ ‫عين ُ‬
‫فهاء ثم ٌ‬
‫همز ٌ‬‫ٌ‬
‫ــــ‬
‫ظهرة ألنها صفة الزمة لها‪،‬‬
‫‪ 1‬أي‪ :‬من غير غنة ظاهرة؛ ألن أصل الغنة هو الذي يبقى في النون اْل ُم ْ‬
‫وسيأتي الكالم على مراتب الغنة مفصال عند حكم النون والميم المشددتين‪.‬‬

‫( ‪)1/56‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬واذكر حروفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف اإلظهار لغةً‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬ما المراد بالحرف المظهر؟‬
‫إظهارا حلقيًّا؟‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬ما وجه تسميته‬
‫‪ -4‬ما سبب اإلظهار الحلقي؟‬
‫ِّن حقيقةَ اإلظهار‪ ،‬واذكر مراتبه‪.‬‬
‫‪َ -5‬بي ْ‬
‫‪َ -6‬مثِّ ْل لكل حرف من حروف اإلظهار بمثالين أحدهما للنون واآلخر للتنوين‪.‬‬
‫{في َجَّن ٍة َع ِالَي ٍة} ثم استخرج الكلمات التي فيها‬
‫‪ -7‬اقرأ من أول سورة الغاشية إلى قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫إظهار حلقي‪.‬‬

‫( ‪)1/56‬‬

‫الحكم الثاني اإلدغام‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الحكم الثاني‪ :‬اإلدغام‬
‫تعريفُهُ‪:‬‬
‫جام في فم الفرس‪ ،‬أي أدخلته فيه‪.‬‬‫ِّ‬
‫اإلدغام لغةً‪ :‬إدخال الشيء في الشيء‪ ،‬تقول‪ :‬أدغمت الل َ‬
‫مشددا‪ ،‬وقد عرفه‬
‫ً‬ ‫واحدا‬
‫واصطالحا‪ :‬إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفًا ً‬ ‫ً‬
‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ابن الجزري بقوله‪ :‬النطق بالحرفين حرفًا كالثاني‬
‫حروفُهُ‪:‬‬
‫وحروف اإلدغام ستة‪ ،‬مجموعة في كلمة‪َ :‬ي ْر ُملُون‪ ،‬وهي الياء والراء والميم والالم والواو والنون‪.‬‬
‫أقسامهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫ينقسم اإلدغام إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬إدغام بغنة‪ -2 ،‬إدغام بغير غنة‪.‬‬
‫أما اإلدغام بغنة‪ :‬فله أربعة أحرف مجموعة في كلمة‪ :‬ينمو‪ ،‬وهي الياء والنون والميم والواو فإذا‬
‫وقع حرف منها بعد النون الساكنة ‪-‬بشرط أن تكون النون في آخر الكلمة األولى وحرف اإلدغام في‬
‫أول الكلمة التالية‪ -‬أو بعد التنوين ‪-‬وال يكون إال من كلمتين‪ -‬أو بعد نون ملحقة بالتنوين في قوله‬
‫ِ‬ ‫تعالى‪{ :‬وِلي ُك ً ِ‬
‫ب اإلدغام مع الغنة إال في موضعين وهما‪{ :‬يس‪،‬‬ ‫ين} ‪ 1‬خاصة‪َ ،‬و َج َ‬‫ونا م َن الصَّاغ ِر َ‬ ‫َ َ‬
‫للرواية عن حفص‪ ،‬فالنون‬ ‫والقلَِم} فالحكم فيها اإلظهار على خالف القاعدة مراعاة ِّ‬
‫آن} ‪{ ،‬ن َ‬ ‫َواْلقُْر ِ‬
‫فيهما ملحقة باإلظهار المطلق اآلتي ذكره‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يوسف‪ .32 :‬وهي نون توكيد خفيفة اتصلت بالفعل المضارع‪.‬‬

‫( ‪)1/57‬‬

‫إظهارا مطلقًا‬
‫ً‬ ‫أما إذا وقع حرف اإلدغام بعد النون الساكنة في كلمة واحدة وجب اإلظهار ويسمى‬
‫لعدم تقييده بحلقي أو شفوي أو قمري‪ ،‬وال يكون إال عند الياء والواو‪ ،‬ولم يقعا في القرآن إال في‬
‫ان} ‪ ،4‬وسبب ظهور النون عندهم لئال‬ ‫ان} ‪ِ ،3‬‬
‫{ق ْن َو ٌ‬ ‫ان} ‪ِ ،2‬‬
‫{ص ْن َو ٌ‬ ‫{ب ْنَي ٌ‬ ‫أربعة مواضع‪ُّ :‬‬
‫{الد ْنَيا} ‪ُ ،1‬‬
‫تلتبس بالمضاعف لو أدغمت‪ ،‬وكذا المحافظة على وضوح المعنى إذا لو أدغمت لصار خفيًّا‪.‬‬
‫وأما في {يس} ‪{ ،‬ن} فسبب اإلظهار فيهما مراعاة لالنفصال الحكمي؛ ألن النون فيهما وإ ن اتصلت‬
‫حكما‪ ،‬وذلك ألن كال من "يس‪ ،‬ن"‪ ،‬اسم للسورة التي‬
‫ظا في حالة الوصل فهي منفصلة ً‬
‫بما بعدها لف ً‬
‫بدئت بها‪ ،‬والنون فيهما حرف هجاء ال حرف مبنى‪ ،‬وما كان كذلك فحقه الفصل عما بعده فيظهر في‬
‫الوصل كظهوره في الوقف‪.‬‬
‫وأما {طسم} أول الشعراء والقصص فرواية حفص فيها‪ :‬إدغام النون في الميم‪ ،‬وكان حقها اإلظهار؛‬
‫الجتماع النون والميم في كلمة واحدة‪ ،‬وقد قال بعض العلماء‪ :‬وجه اإلدغام في طسم هو مراعاة‬
‫لالتصال اللَّفظي ليتأتى معه التخفيف باإلدغام‪ ،‬ولعدم صحة الوقف عليها؛ ألنها جزء كلمة‪ ،‬والوقف‬
‫ال يكون إال على تمام الكلمة‪ ،5‬والعبرة في ذلك كله بالرواية‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الملك‪.5 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الصف‪.4 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الرعد‪.4 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األنعام‪.99 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪ :‬كتاب "أحكام قراءة القرآن الكريم" للشيخ الحصري‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫( ‪)1/58‬‬

‫نموذج من أمثلة اإلدغام بغنة‪:‬‬


‫وأما اإلدغام بغير غنة‪ :‬فله حرفان وهما‪ :‬الالم والراء‪ ،‬فإذا وقع حرف منهما بعد النون الساكنة من‬
‫{م ْن َرا ٍ‬
‫ق} ‪ 9‬لما‬ ‫كلمتين أو بعد التنوين ‪-‬وال يكون إال كذلك‪ -‬وجب اإلدغام بغير غنة إال في نون َ‬
‫الس ْكت المانع من اإلدغام‪.‬‬
‫فيها من وجوب َّ‬
‫ووجه حذف الغنة في هذا القسم المبالغة في التخفيف لما في بقائها من الثَِّقل‪.‬‬
‫نموذج من أمثلة اإلدغام بغير غنة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪.13 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الغاشية‪.2 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المائدة‪.24 :‬‬
‫‪ 4‬سورة اإلنسان‪.2 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الطارق‪.7 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البينة‪.2 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الرعد‪.11 :‬‬
‫‪ 8‬سورة البلد‪.3 :‬‬
‫‪ 9‬سورة القيامة‪.27 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الجن‪.5 :‬‬
‫‪ 11‬سورة البلد‪.6 :‬‬
‫‪ 12‬سورة النساء‪.64 :‬‬
‫‪ 13‬سورة الحاقة‪.21 :‬‬

‫( ‪)1/59‬‬

‫أنواع اإلدغام من حيث الكمال أوالنقصان‪:‬‬


‫اإلدغام نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬إدغام كامل‪ -2 .‬إدغام ناقص‪.‬‬
‫واإلدغام الكامل‪:‬‬
‫معا‪ ،‬ويكون عند الالم والراء لكمال التشديد فيهما باتفاق العلماء‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اب َذات الحرف وصفته ً‬ ‫هو َذ َه ُ‬
‫و َعاَل متُهُ‪ :‬وضع َّ‬
‫الشدة على المدغم فيه‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫واإلدغام الناقص‪:‬‬
‫هو ذهاب ذات الحرف وإ بقاء صفته وهي الغنة التي تكون مانعة من كمال التشديد؛ وذلك عند‬
‫الحروف األربعة الباقية حيث تشبه اإلطباق في "أحطت"‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬اإلدغام الكامل يكون عند أربعة أحرف‪ ،‬وهي الالم والراء والنون والميم‪ ،1‬واحتج أصحاب‬
‫هذا الرأي بأن الغنة الموجودة عند مالقاة النون والميم ليست غنة النون الساكنة أو التنوين وإ نما هي‬
‫غنة النون والميم المدغم فيهما؛ ألن الغنة صفة مالزمة لهما‪.‬‬
‫شدة على هذه الحروف األربعة‪ ،‬وتَ ْع ِرَي ِة الواو‬
‫وعلى هذا جرى العمل في ضبط المصاحف بوضع َّ‬
‫والياء منها‪ ،‬وقد اتفق العلماء على أن غنة اإلدغام في الواو والياء هي غنة المدغم وهو النون الساكنة‬
‫والتنوين‪ ،‬وغنة اإلدغام في النون هي غنة المدغم فيه وأما في الميم فقد اختلفوا‪ ،‬فذهب بعضهم إلى‬
‫أنها غنة المدغم‪ ،‬وذهب الجمهور إلى أنها غنة المدغم فيه‪ ،‬وهو الصحيح؛ ألن النون الساكنة‬
‫والتنوين يقلبان ميماً عند إدغامهما في الميم‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلدغام‪:‬‬ ‫أسباب‬
‫ُ‬
‫أما أسباب اإلدغام عامة فثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬التماثل‪ -2 ،‬التجانس‪ -3 ،‬التقارب‪.‬‬
‫فالتماثل بالنسبة للنون‪ ،‬والتقارب بالنسبة لبقية الحروف الخمسة‪ ،‬هذا على مذهب الخليل بن أحمد‬
‫الذي يعتبر المخارج سبعة عشر‪ ،‬وكذا مذهب سيبويه الذي يعتبر المخارج ستة عشر‪ ،‬أما على‬
‫مذهب الفََّراء الذي يعتبر المخارج أربعة عشر فالتَّماثُل مع النون‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد" ص‪ ،25‬وانظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر" ص‪ 32‬حيث قال‪ :‬إن‬
‫مقتضى كالم الجعبري أن اإلدغام يكون كامال إذا كانت الغنة للمدغم فيه ال للمدغم‪.‬‬

‫( ‪)1/60‬‬

‫والتقارب مع الميم والياء والواو والتجانس مع الالم والراء حيث يعتبر الالم والنون والراء تخرج من‬
‫مخرج واحد وهو طرف اللسان‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلدغام‪:‬‬ ‫فائدةُ‬
‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واحدا‬
‫ً‬ ‫أما فائدة اإلدغام فهي‪ :‬التخفيف؛ ألن المدغم والمدغم فيه ينطق بهما حرفًا‬
‫تَتِ َّمةٌ‪:‬‬
‫{م ْن نِ ْع َم ٍة} ‪ 1‬وإ ن كانا‬
‫إن كان الحرفان متماثلين أدغم األول في الثاني وال زيادة على ذلك مثل‪ِ :‬‬
‫ميما ثم تدغم في‬ ‫ِ‬
‫ب األول حرفًا مماثال للثاني ثم أدغم فيه‪ ،‬كأن تقلب النون ً‬ ‫متقاربين أو متجانسين ُقل َ‬
‫اء} ‪ ،2‬وكأن تقلب النون الما ثم تدغم في الالم بعدها في مثل‪ِ :‬‬
‫{م ْن لَ ُد ْنهُ}‬ ‫{من م ٍ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫الميم بعدها في مثل‪َ ْ :‬‬
‫‪ 3‬وما قيل في النون يقال في التنوين‪.4‬‬
‫وإ لى حكم اإلدغام وأقسامه يشير اْل َج ْم ُزوري في التُّ ْحفَة بقوله‪:‬‬
‫ت‬‫ت ‪ ...‬في َي ْر ُملُون عندهم قد ثََبتَ ْ‬ ‫والثان إدغام ٍ‬
‫بستة أَتَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬
‫نمو ُعِل َما‬ ‫ِِ ٍِ‬
‫قسم ُي ْد َغ َما ‪ ...‬فيه ب ُغَّنة بَي ُ‬
‫ان ٌ‬ ‫لكنها ِق ْس َم ِ‬
‫َّ‬
‫كد ْنيا ثم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ان تَال‬ ‫ص ْن َو ٍ‬ ‫إال إذا َك َانا بِكْلمة فال ‪ ...‬تُ ْدغ ْم ُ َ‬
‫بغير ُغَّن ْة ‪ ...‬في الاَّل م َّ‬
‫والرا ثَُّم َك ِّر َرَّن ْه‬ ‫إدغام ِ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫والثان‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الليل‪.19 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الطارق‪.6 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الكهف‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬أحكام قراءة القرآن الكريم" للشيخ محمود الحصري‪ ،‬ص‪.157‬‬

‫( ‪)1/61‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫ِّن كم حرفًا له؟‬
‫واصطالحا ثم َبي ْ‬
‫ً‬ ‫عرف اإلدغام لغةً‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬اذكر أقسام اإلدغام وحروف كل قسم‪.‬‬
‫‪ -3‬ما شرط اإلدغام؟ ومتى يتعين اإلظهار المطلق؟ وفي كم كلمة وقع في القرآن؟ وما العلة في‬
‫إظهارا مطلقًا؟‬
‫ً‬ ‫إظهار النون في كلماته؟ ولم سمي‬
‫موضحا الخالف الموجود‪ ،‬ثم بين على‬
‫ً‬ ‫ِّن اإلدغام الكامل وحروفه‪ ،‬واإلدغام الناقص وحروف‬
‫‪َ -4‬بي ْ‬
‫ضبِ َ‬
‫ط المصحف الشريف؟‬ ‫أي اآلراء ُ‬
‫ِّن فائدته‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر أسباب اإلدغام‪ ،‬ثم َبي ْ‬
‫‪ -6‬استخرج اإلدغام بغنة واإلدغام بغير غنة مما يأتي‪:‬‬
‫{من نِعم ٍة} ‪ِ ،4‬‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫{من م ِ َّ ِ‬
‫ِ‬
‫{م ْن َرِّب ِه ْم} ‪{ ،5‬فَ َم ْن‬ ‫ان} ‪َ ْ ْ ،3‬‬ ‫{ي ْو َمئذ َيتَ َذ َّك ُر اإْلِ ْن َس ُ‬
‫َن لَ ْن َي ْقدر} ‪َ ،2‬‬
‫ال الله} ‪{ ،1‬أ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫طا مستَِقيما} ‪ِ ،9‬‬
‫{م ْن ثَ َم َر ٍة ِر ْزقًا} ‪َ ،10‬‬ ‫ِ‬ ‫يعم ْل} ‪{ ،6‬ه ِ ِ‬
‫{خْيٌر‬ ‫ق} ‪{ ،8‬ص َرا ً ُ ْ ً‬ ‫{م ْن َرا ٍ‬
‫ين} ‪َ ،7‬‬ ‫دى لْل ُمتَّق َ‬
‫ُ ً‬ ‫ََْ‬
‫َوأ َْبقَى} ‪.11‬‬
‫{وِل َس ًانا َو َشفَتَْي ِن} ثم استخرج الكلمات التي فيها إدغام‬
‫‪ -7‬اقرأ من أول سورة البلد إلى قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وبين نوعه‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النور‪.33 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البلد‪.5 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الفجر‪.23 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الليل‪.19 :‬‬
‫‪ 5‬سورة النجم‪.23 :‬‬
‫‪ 6‬سورة األنبياء‪.94 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪.2 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الرعد‪.34 :‬‬
‫‪ 9‬سورة النساء‪.68 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.25 :‬‬
‫‪ 11‬سورة األعلى‪.17 :‬‬

‫( ‪)1/62‬‬

‫الحكم الثالث اإلقالب‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الحكم الثالث‪ :‬اإلقالب‬
‫تعريفُهُ‪:‬‬
‫حوْلتَهُ عن وجهه‪.‬‬
‫اإلقالب لغةً‪ :‬تحوي ُل الشيء عن وجهه‪ ،‬تقول‪:‬ـ قلبت الشيء أي َّ‬
‫ميما مخفاة بغنة‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬قلب النون الساكنة أو التنوين ً‬
‫ً‬
‫َح ْرفُهُ‪:‬‬
‫اإلقالب له حرف واحد وهو‪ :‬الباء‪ ،‬فإذا وقعت الباء بعد النون الساكنة سواء من كلمة أو من كلمتين‪،‬‬
‫أو بعد التنوين ‪-‬وال يكون إال من كلمتين‪ -‬أو بعد نون ملحقة بالتنوين وال توجد إال في قوله تعالى‪:‬‬
‫ميما ثم إخفاء هذه الميم مع‬ ‫{لََنسفَعا بِ َّ ِ ِ‬
‫ب اإلقالب‪ ،‬أي‪ :‬قلب النون الساكنة أو التنوين ً‬‫الناصَية} ‪َ 1‬و َج َ‬ ‫ْ ً‬
‫الغنة‪.‬‬
‫ولكي يتحقق اإلقالب فال بد من ثالثة أمور‪:‬‬
‫ظا ال خطًّا‪.‬‬
‫ميما خالصة لف ً‬
‫األول‪ :‬قلب النون الساكنة أو التنوين ً‬
‫الثاني‪ :‬إخفاء هذه الميم عند الباء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬إظهار الغنة مع اإلخفاء‪ ،‬وهي صفة الميم المقلوبة ال صفة النون والتنوين وعالمتُهُ في‬
‫ص َحف‪ :‬وضع ميم قائمة هكذا "م " فوق النون أو التنوين ِّ‬
‫للداللة عليه‪.‬‬ ‫اْل ُم ْ‬
‫وْلُي ْحتََر ْز عند التَّلفُّظ باإلقالب من َك ِّز الشفتين على الميم المقلوبة بل يلزم تسكينها بتلطف من غير ثقل‬
‫وال تعسُّف‪.2‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة العلق‪.15 :‬‬
‫‪ 2‬من "نهاية القول المفيد" بتصرف‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫( ‪)1/63‬‬

‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫اإل ْق ِ‬
‫الب‪:‬‬ ‫و ْجهُ ِ‬
‫َ‬
‫النون الساكنة والتنوين عند مالقاتهما لحرف الباء يتعذر اإلظهار واإلدغام؛ لثقل في النطق‪ ،‬وذلك لما‬
‫بين النون والتنوين وبين الباء من اختالف في المخرج‪ ،‬كما يصعب اإلخفاء؛ ألن فيه بعض الثقل‬
‫ميما؛ ليسهل اإلخفاء؛‬
‫وصل إليه بقلب النون أو التنوين ً‬
‫أيضا؛ لما بين المخرجين من عدم التناسب‪ ،‬فتُ ِّ‬
‫ً‬
‫وذلك لمشاركتها للباء في المخرج وفي صفات الجهر واالستفال واالنفتاح واإلذالق‪ ،‬ومشاركتها‬
‫للنون في الغنة والجهر والتوسط واالستفال واالنفتاح واإلذالق أي في جميع الصفات‪.‬‬
‫وإ لى حكم اإلقالب يشير الشيخ الجمزوري بقوله‪:‬‬
‫ِ‬
‫اإلخفاء‬ ‫ميما بِ ُغَّن ٍة مع‬ ‫ِ‬ ‫والثَّ ُ‬
‫اإلقالب عند الباء ‪ً ...‬‬
‫ُ‬ ‫الث‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.31 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الليل‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الحج‪.61 :‬‬

‫( ‪)1/64‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬واذكر حرفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف اإلقالب لغةً‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬ما المراد بالحرف المنقلب؟‬
‫‪ -3‬ما وجه اإلقالب؟‬
‫ميما دون سائر الحروف؟‬ ‫‪ -4‬لم قلبت النون والتنوين ً‬
‫َمثِّ ْل لإلقالب بثالثة أمثلة‪ :‬أحدها للنون من كلمة‪ ،‬والثاني للنون من كلمتين‪ ،‬والثالث للتنوين‪.‬‬
‫‪ -6‬استخرج حكم اإلقالب من اآليات اآلتية‪:‬‬
‫قال اهلل تعالى‪:‬‬
‫ِ‬
‫‪ُ { -1‬كلُوا َوا ْش َرُبوا َهن ًيئا بِ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ َ‬
‫ون} ‪.1‬‬
‫استَ ْغَنى} ‪.2‬‬ ‫ِ‬
‫َما َم ْن َبخ َل َو ْ‬ ‫{وأ َّ‬
‫‪َ -2‬‬
‫ط َم ِة} ‪.3‬‬ ‫‪َ { -3‬كاَّل لَُي ْنَب َذ َّن ِفي اْل ُح َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المرسالت‪ ،‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الليل‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الهمزة‪ ،‬اآلية‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/65‬‬

‫الحكم الرابع اإلخفاء‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الحكم الرابع‪ :‬اإلخفاء‬
‫تعريفُهُ‪:‬‬
‫اإلخفاء لغةً‪ :‬السِّتر‪ ،‬يقال‪ :‬أخفيت الكتاب أي سترته عن األعين‪.‬‬
‫عاريا عن التشديد مع بقاء الغنة‪.‬‬
‫ً‬ ‫واصطالحا‪ :‬النطق بالحرف بصفة بين اإلظهار واإلدغام‬
‫ً‬
‫حروفُهُ‪:‬‬
‫حروف اإلخفاء خمسة عشر حرفًا وهي الباقية من أحرف الهجاء بعد أحرف اإلظهار واإلدغام‬
‫واإلقالب وقد جمعها الشيخ الجمزوري في أوائل هذا البيت‪:‬‬
‫ظ ِال ًما‬ ‫طيًِّبا ِز ْد في تُقًي َ‬
‫ض ْع َ‬ ‫ص قَ ْد َس َما ‪ُ ...‬د ْم َ‬
‫اد َش ْخ ٌ‬
‫ف ذا ثََنا َك ْم َج َ‬ ‫ِ‬
‫ص ْ‬
‫فإذا وقع حرف من هذه األحرف الخمسة عشر بعد النون الساكنة من كلمة أو من كلمتين أو بعد‬
‫التنوين وجب اإلخفاء‪ ،‬ويسمى إخفاء حقيقيًّا؛ لتحقق اإلخفاء فيهما أكثر من غيرهما‪ ،‬والتفاق العلماء‬
‫على تسميته كذلك‪.1‬‬
‫سببهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫اعلم أن سبب اإلخفاء هو أن النون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخرج الحروف‬
‫المذكورة كقربه من مخرج حروف اإلدغام فيدغما‪ ،‬ولم يبعد مخرجهما عن مخرج هذه األحرف‬
‫كبعده عن مخرج حروف اإلظهار فيظهرا‪ ،‬فلما ُعدم القرب الموجب لإلدغام والبعد الموجب‬
‫طا بين اإلظهار واإلدغام وهو اإلخفاء‪ ،‬وليعلم أنه ال عمل للسان حالة‬
‫حكما متوس ً‬ ‫لإلظهار أ ْ ِ‬
‫ُعطَيا ً‬
‫ٍ‬
‫حينئذ من الخيشوم كما سيأتي‪.‬‬ ‫اإلخفاء؛ ألن النون والتنوين يخرجان‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد" ص‪.40‬‬

‫( ‪)1/66‬‬

‫كيفيتُهُ‪:‬‬
‫إدغاما‬
‫ً‬ ‫محضا‪ ،‬وال مدغمين‬
‫ً‬ ‫إظهارا‬
‫ً‬ ‫وكيفية اإلخفاء أن ينطق بالنون الساكنة والتنوين غير مظهرين‬
‫محضا بل بحالة متوسطة بين اإلظهار واإلدغام‪ ،‬عاريين عن التشديد مع بقاء الغنة فيهما‪.1‬‬
‫ً‬
‫وليحترز من إلصاق اللسان فوق الثنايا العليا عند إخفاء النون‪ ،‬وطريق‪ 2‬الخالص من ذلك هو ُب ْع ُد‬
‫اللسان قليال عن الثنايا العليا عند النطق باإلخفاء‪.‬‬
‫ِ‬
‫واإلدغام‪:‬‬ ‫بين اإلخفاء‬
‫والفرق َ‬
‫ُ‬
‫أوال‪ :‬أن اإلخفاء ال تشديد معه مطلقًا بخالف اإلدغام ففيه تشديد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن إخفاء الحرف يكون عند غيره وأما إدغامه فيكون في غيره‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثًا‪ :‬أن اإلخفاء يأتي من كلمة ومن كلمتين‪ ،‬وأما اإلدغام فال يكون إال من كلمتين كما سبق‪.‬‬
‫مراتبهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أيضا‪ .3‬أما مراتب حروف‬
‫اعلم أن حروف اإلخفاء على ثالث مراتب‪ ،‬واإلخفاء على ثالث مراتب ً‬
‫اإلخفاء فهي‪:‬‬
‫مخرجا إلى النون ثالثة أحرف وهي‪ :‬الطاء والدال والتاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬أقربها‬
‫مخرجا من النون حرفان وهما‪ :‬القاف والكاف‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬أبعدها‬
‫‪ -3‬أوسطها عند األحرف العشرة الباقية فهي متوسطة في القرب والبعد‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "أحكام القرآن الكريم" ص‪.168‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر" ص‪ ،33‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.125‬‬

‫( ‪)1/67‬‬

‫أيضا‪:‬‬
‫وأما مراتب اإلخفاء فهي ثالثة ً‬
‫‪ -1‬أعالها عند الطاء والدال والتاء؛ لقرب مخرج النون من مخرج هذه الحروف فيكون اإلخفاء‬
‫قريبا من اإلدغام‪.‬‬
‫ً‬
‫قريبا من‬
‫‪ -2‬أدناها عند القاف والكاف؛ لبعد مخرج النون عن مخرج هذين الحرفين فيكون اإلخفاء ً‬
‫اإلظهار‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬وال بعدها عنها ًّ‬
‫جدا فيكون اإلخفاء‬ ‫‪ -3‬أوسطها عند األحرف العشرة الباقية؛ لعدم قربها منها ًّ‬
‫طا بينهما‪.‬‬
‫متوس ً‬
‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران‪.160 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الحجر‪.26 :‬‬
‫‪ 3‬سورة القمر‪.19 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الرعد‪.7 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.255 :‬‬
‫‪ 6‬سورة ق‪.44 :‬‬
‫‪ 7‬سورة اإلنسان‪.19 :‬‬
‫‪ 8‬سورة القارعة‪.6 :‬‬
‫‪ 9‬سورة التكوير‪.21 :‬‬
‫‪ 10‬سورة األعراف‪.135 :‬‬
‫‪ 11‬سورة البقرة‪.184 :‬‬
‫‪ 12‬سورة االنفطار‪.11 :‬‬
‫‪ 13‬سورة طه‪.80 :‬‬
‫‪ 14‬سورة الحجرات‪.6 :‬‬
‫‪ 15‬سورة يوسف‪.18 :‬‬
‫‪ 16‬سورة عبس‪.22 :‬‬
‫‪ 17‬سورة يوسف‪.99 :‬‬
‫‪ 18‬سورة المزمل‪.15 :‬‬
‫‪ 19‬سورة الشعراء‪.227 :‬‬
‫‪ 20‬سورة البقرة‪.191 :‬‬
‫‪ 21‬سورة البينة‪.3 :‬‬
‫‪ 22‬سورة البقرة‪.106 :‬‬
‫‪ 23‬سورة المؤمنون‪.12 :‬‬
‫‪ 24‬سورة التحريم‪.5 :‬‬

‫( ‪)1/68‬‬

‫وإ لى حكم اإلخفاء يشير الشيخ الجمزوري في التُّ ْحفَة بقوله‪:‬‬


‫ِ‬
‫للفاض ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫الحروف ِ‬
‫واج ٌ‬ ‫اإلخفاء عند الفَاض ِل ‪َ ...‬‬
‫من‬ ‫ُ‬ ‫والرابعُ‬
‫َّ‬
‫ض َّم ْنتُها‬ ‫خمسة من بع ِد ع ْش ٍر رم ُزها ‪ ...‬في ِكْلِم هذا ِ‬ ‫ٍ‬
‫قد َ‬
‫البيت ْ‬ ‫َْ َ َ ْ َ‬ ‫في‬
‫ظ ِالما‬ ‫قد َسما ‪ُ ...‬د ْم طيًِّبا ِز ْد في تُقًى َ‬
‫ض ْع َ‬ ‫ص ْ‬‫اد َش ْخ ٌ‬
‫ف ذا ثََنا َك ْم َج َ‬‫ص ْ‬ ‫ِ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.22 :‬‬
‫‪ 2‬سورة آل عمران‪.97 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األنعام‪.99 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األنبياء‪.63 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.172 :‬‬
‫‪ 6‬سورة اإلنسان‪.21 :‬‬
‫‪ 7‬سورة ُّ‬
‫الد َخان‪.3 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الشمس‪.9 :‬‬
‫‪ 9‬سورة الكهف‪.40 :‬‬
‫‪ 10‬سورة النساء‪.71 :‬‬
‫وسف‪.38 :‬‬
‫‪ 11‬سورة ُي ُ‬
‫‪ 12‬سورة مريم‪.27 :‬‬
‫‪ 13‬سورة المائدة‪.91 :‬‬
‫‪ 14‬سورة آل عمران‪.120 :‬‬
‫‪ 15‬سورة َّ‬
‫النحل‪.14 :‬‬
‫‪ 16‬سورة الواقعة‪.29 :‬‬
‫‪ 17‬سورة الغاشية‪.6 :‬‬
‫‪ 18‬سورة المؤمنون‪.106 :‬‬
‫‪ 19‬سورة النمل‪.14 :‬‬
‫‪ 20‬سورة الكهف‪.87 :‬‬
‫‪ 21‬سورة سبأ‪.18 :‬‬

‫( ‪)1/69‬‬

‫كما أشار الشيخ إبراهيم على شحاتة صاحب كتاب "آللئ البيان"‪ 1‬إلى األحكام األربعة بقوله‪:‬‬
‫عند حروف الحلق أظهرنهما ‪ ...‬وعند يرملون أدغمنهما‬
‫من كلمتين مع غن دون رل ‪ ...‬ون مع يس باإلظهار حل‬
‫وعند باء ميما اقلبنهما ‪ ...‬وعند باقيهن أخفينهما‬
‫دوما تلوطى‬
‫وقارب اإلظهار عند أولى ‪ ...‬كم قر واإلدغام ً‬
‫ووسط صدق سما زاه ثنا ‪ ...‬ظل جليال ضف شريفًا ذا ًّفنا‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬كتاب "آللئ البيان في تجويد القرآن" وهو من تأليف شيخي وأستاذي الذي درست عليه علم‬
‫التجويد في معهد القراءات باألزهر الشريف‪ ،‬فضيلة الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي ‪-‬حفظه‬
‫اهلل‪ -‬ولقد كان وال يزال من كبار العلماء الذين يشار إليهم بالبنان والعرفان في علم التجويد‬
‫والقراءات‪ ،‬وله مؤلفاتـ عديدة منها المطبوع‪:‬‬
‫أ‪ -‬آللئ البيان في تجويد القرآن‪.‬‬
‫ب‪ -‬ملخص آللئ البيان السابق ذكره‪.‬‬
‫ِ‬
‫أوجه التَّ ْك ِ‬
‫بير‪.‬‬ ‫ج‪ُّ -‬‬
‫حل العسير من‬
‫د‪ -‬اشترك في كتاب "تنقيح فتح الكريم في تحرير أوجه القرآن العظيم" مع شيوخنا األفاضل‪ :‬الشيخ‬
‫عبد العزيز َّ‬
‫الزيَّات‪ ،‬والشيخ عامر السيد عثمان‪ ،‬وأما الكتب المحفوظة فهي كثيرة‪ ،‬أرجو من اهلل أن‬
‫يعم بها النفع وقد بارك اهلل لشيخي الجليل في عمره فهو ال يزال على قيد الحياة‬
‫يوفقه إلى طبعها حتى َّ‬
‫أرجو من اهلل الكريم أن يمتعه بكامل الصحة والعافية وأن ينفع به المسلمين‪ ،‬إنه نعم المولى ونعم‬
‫النصير‪.‬‬

‫( ‪)1/70‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬واذكر حروفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف اإلخفاء الحقيقي لغة‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫سمي إخفاء حقيقيًّا؟‬
‫‪ -2‬ما المراد بالحرف اْل ُم ْخفَى؟ ولم ِّ‬
‫‪ -3‬اذكر سبب اإلخفاء‪ ،‬وكيفيته‪.‬‬
‫‪ -4‬ما الفرق بين اإلخفاء واإلدغام؟‬
‫‪ -5‬بين مراتب حروف اإلخفاء‪ ،‬وكذا مراتب اإلخفاء نفسه‪.‬‬
‫‪َ -6‬مثِّ ْل لإلخفاء الحقيقيـ بستة أمثلة‪ :‬اثنين للنون من كلمة‪ ،‬واثنين للنون من كلمتين‪ ،‬واثنين للتنوين‪.‬‬
‫ِّن أمثلة اإلخفاء الحقيقيـ فيها‪ :‬الشرح‪ ،‬العلق‪ ،‬الزلزلة‪.‬‬
‫وبي ْ‬
‫‪ -7‬اقرأ السور اآلتية َ‬

‫( ‪)1/70‬‬

‫حكم النون والميم المشددتين‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫َّ‬
‫المشد َدتين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫والميم‬ ‫حكم ِ‬
‫النون‬ ‫ُ‬
‫الحرف المشدد أصله مكون من حرفين‪ :‬األول منهما ساكن والثاني متحرك فيدغم الحرف الساكن‬
‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واحدا كالثاني‬
‫ً‬ ‫في الحرف المتحرك بحيث يصيران حرفًا‬
‫والنون والميم المشددتان إما أن يكونا متوسطتين أو متطرفتين‪ ،‬وإ ما أن يكونا في اسم أو فعل أو‬
‫حرف‪.‬‬
‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫فإذا وقعت النون والميم مشددتين‪ ،‬وجب إظهار الغنة فيهما حال النطق بهما وهذا هو حكمهما ويسمى‬
‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫َغن‬
‫مشددا‪ ،‬أو حرفًا أ َ‬
‫ً‬ ‫كل منهما حرف غنة‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪.120 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الكوثر‪.3 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األنبياء‪.92 :‬‬
‫‪ 4‬سورة التكاثر‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/71‬‬

‫الغنة‪:‬‬
‫تعريف اْل ُغَّن ِة‪:‬‬
‫ُ‬
‫الغنة لغة‪ :‬صوت له رنين في الخيشوم‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم ال عمل للسان فيه‪.‬‬
‫ً‬

‫( ‪)1/71‬‬

‫قيل‪ :‬إنه شبيهٌ بصوت الغزالة إذا ضاع ولدها‪.1‬‬


‫َم ْخ َر ُجهَا‪ :‬الغنة تخرج من الخيشوم وهو أعلى األنف وأقصاه من الداخل‪.‬‬
‫طا‪.‬‬
‫قبضا أو بس ً‬ ‫ِ‬
‫م ْق َد ُار َها‪ :‬مقدار الغنة حركتان بحركة األُصبع ً‬
‫تفخيما وترقيقًا فإن كان ما بعدها حرف استعالء فُ ِّخمت مثل‪:‬‬
‫ً‬ ‫ق بِهَا‪ :‬هي تابعة لما بعدها‬
‫النط ِ‬
‫كيفيةُ ُّ‬
‫{ما َن ْن َس ْخ} ‪.3‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ 2‬وإ ن كان ما بعدها حرف استفال ُرققَت مثل‪َ :‬‬ ‫{ي ْنطقُ َ‬
‫َ‬
‫وقد أشار صاحب "آللئ البيان" إلى كيفية النطق بها فقال‪:‬‬
‫‪.......................‬ـ وتتبع األلف ‪ ...‬ما قبلها والعكس في الغن ألف‬
‫َم َراتُِبهَا‪ :‬مراتب الغنة خمسة على المشهور‪:‬‬
‫‪ -1‬أكملها في المشدد والمدغم كامل التشديد‪.‬‬
‫‪ -2‬ثم المدغم ناقص التشديد‪.‬‬
‫‪ -3‬ثم اْل ُم ْخفى ويدخل فيه اإلقالب‪.‬‬
‫‪ -4‬ثم الساكن المظهر‪.‬‬
‫‪ -5‬ثم المتحرك‪.‬‬
‫والواقع أنها ال تظهر إال في المراتب الثالث األ َُول وهي‪ :‬المشدد والمدغم والمخفى‪ ،‬حيث تبلغ درجة‬
‫الكمال فيهم‪ ،‬أما في حالتي الساكن المظهر والمتحرك فالثابت فيها أصلها ال كمالها‪.‬‬
‫وليعلم أن المراد بالمدغم كامل التشديد هو ما وضع على المدغم فيه شدة‪.‬‬
‫والغنة في حالة الكمال توجد فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬النون الساكنة والتنوين في حاالت‪ :‬اإلدغام بغنة‪ ،‬واإلقالب‪ ،‬واإلخفاء‪.‬‬
‫‪ -2‬النون والميم المشددتين‪.‬‬
‫‪ -3‬الميم الساكنة في حالتي‪ :‬اإلخفاء‪ ،‬اإلدغام‪.‬‬
‫وقد َي ْسأل سائل كيف تثبت الغنة في الساكن المظهر والمتحرك؟‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد" ص‪.59‬‬
‫‪ 2‬سورة األنبياء‪.63 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.106 :‬‬

‫( ‪)1/72‬‬

‫والجواب‪ :‬أنهم استدلوا على ثبوت الغنة في الساكن المظهر والمتحرك حيث يتعذر النطق بالنون‬
‫والميم المظهرتين أو المحركتين إذا انسد مخرج الغنة وهو الخيشوم‪.1‬‬
‫وقد أشار صاحب التُّ ْحفَة إلى حكم الغنة بقوله‪:‬‬
‫وسم كال حرف ٍ‬
‫نونا ُش ِّددا ‪ِّ ...‬‬
‫غنة بدا‬ ‫وغ َّن ً‬
‫ميما ثم ً‬ ‫ُ‬
‫كما أشار صاحب "آللئ البيان" إلى حكم الغنة ومراتبها بقوله‪:‬‬
‫وغن في نون وميم باديا ‪ ...‬إن شددا فأُدغما فأُخفيا‬
‫ثبت‬
‫رت ‪ ...‬بألف ال فيهما كما ْ‬ ‫فأُظ ِهرا ُ‬
‫فحركا وقُ ِّد ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.4‬‬

‫( ‪)1/73‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما حكم النون والميم المشددتين؟ وبم يسمى كل منهما؟‬
‫واصطالحا؟ وما مخرجها؟ وما مقدارها؟ وما كيفية أدائها؟‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬ما هي الغنة لغةً‬
‫‪ -3‬ما مراتب الغنة؟ وفي أي هذه المراتب تبلغ درجة الكمال؟‬
‫‪ -4‬أين توجد الغنة في حالة كمالها؟‬
‫‪ -5‬بم استدلوا على ثبوت الغنة في الساكن المظهر والمتحرك؟‬
‫‪ -6‬استخرج النون والميم المشددتين من اآليات اآلتية‪:‬‬
‫س لَ َّما علَْيها ح ِافظٌ} ‪{ ،1‬ثَُّم لَتُسأَلُ َّن يومئٍِذ عن َّ ِ‬
‫َخلَ َدهُ}‬ ‫ب أ َّ‬
‫َن َمالَهُ أ ْ‬ ‫النع ِيم} ‪َ ،2‬‬
‫{ي ْح َس ُ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫قال تعالى‪ِ{ :‬إن ُك ُّل َن ْف ٍ‬
‫اك اْل َك ْوثََر} ‪.5‬‬
‫ط ْيَن َ‬ ‫ُمهُ َه ِاوَيةٌ} ‪ِ{ ،4‬إَّنا أ ْ‬
‫َع َ‬ ‫ت َم َو ِاز ُينهُ‪ ،‬فَأ ُّ‬‫َما َم ْن َخفَّ ْ‬
‫{وأ َّ‬
‫‪َ ،3‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الطارق‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التكاثر‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الهمزة‪.3 :‬‬
‫‪ 4‬سورة القارعة‪.9 ،8 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الكوثر‪.1 :‬‬

‫( ‪)1/73‬‬

‫أحكام الميم الساكنة‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫الميم الس ِ‬
‫َّاكنة‪:‬‬ ‫أحكام ِ‬
‫ُ‬
‫الميم الساكنة هي التي ال حركة لها‪ ،‬وهي تقع قبل أحرف الهجاء جميعها ما عدا حروف المد الثالثة؛‬
‫وذلك خشية التقاء الساكنين وهو ما ال يمكن النطق به‪.‬‬
‫ولها قبل أحرف الهجاء ثالثة أحكام‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلخفاء‪ -2 ،‬اإلدغام‪ -3 ،‬اإلظهار‪.‬‬
‫وقد تقدم تعريف كل من الثالثة عند ذكر أحكام النون الساكنة والتنوين‪.‬‬

‫( ‪)1/74‬‬
‫الحكم األول‪ :‬اإلخفاء الشفوي‬
‫وله حرف واحد وهو "الباء" فإذا وقعت بعد الميم الساكنة ‪-‬وال يكون ذلك إال في كلمتين‪َ -‬ج َاز‬
‫اإلخفاء ويسمى إخفاء شفويًّا وال بد معه من الغنة‪.‬‬
‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران‪.101 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪.45 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الملك‪.12 :‬‬

‫( ‪)1/74‬‬

‫الشفوي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫باإلخفاء‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه‬
‫أما تسميته إخفاء؛ فإلخفاء الميم الساكنة عند مالقاتها للباء؛ للتجانس الذي بينهما حيث ِ‬
‫يتح َدان في‬
‫المخرج ويشتركان في أغلب الصفات‪ .‬واإلخفاء في هذه الحالة يؤدي إلى سهولة النطق‪.‬‬
‫وأما تسميته شفويًّا؛ فألن الميم والباء يخرجان من الشفتين‪ ،‬وهذا الحكم على القول المختار ألهل‬
‫األداء‪ ،‬وذهب جماعة إلى اإلظهار‪ ،‬ولكنه خالف األولى وذلك لإلجماع على إخفائها عند القلب‪.‬‬
‫تَْنبِيهٌ‪:‬‬
‫قال في نهاية القول المفيد‪ :‬اعلم أن اإلخفاء على قسمين‪ :‬إخفاء حركة‪ ،‬وإ خفاء حرف‪.1‬‬
‫وسف‪ .‬حيث يروى فيها عن‬ ‫ْمَّنا} بسورة ُي ُ‬
‫فإخفاء الحركة بمعنى تبعيضها كما في قوله تعالى‪{ :‬ال تَأ َ‬
‫ام‪ :‬وهو ضم الشفتين‬
‫وم‪ :‬وهو اإلتيان بثلثي الحركة‪ ،‬والثانية اإل ْش َم ُ‬ ‫الر ُ‬
‫اإلمام حفص روايتان‪ :‬األُولى َّ‬
‫بعد إسكان الحرف‪ ،‬واإلشارة هنا إلى الرواية األولى‪ ،‬وهي الروم الذي يعبر عنه بعضهم‬
‫باالختالس‪.‬‬
‫ِ‬
‫نوعين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الحرف فعلى‬ ‫إخفاء‬ ‫وأما‬
‫ُ‬
‫أحدهما‪ :‬تبعيض الحرف وستر ذاته في الجملة كما في الميم الساكنة قبل الباء أصليةً أو مقلوبةً عن‬
‫النون الساكنة أو التنوين‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬إعدام ذات الحرف بالكلية وإ بقاء صفته التي هي الغنة‪ ،‬وذلك في إخفاء النون الساكنة‬
‫والتنوين عند الحروف الخمسة عشر المتقدمة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،127‬بتصرف‪.‬‬
‫( ‪)1/75‬‬

‫الحكم الثاني‪ :‬إدغام المتماثلين الصغير‬


‫وله حرف واحد وهو "الميم" فإذا وقعت الميم المتحركة بعد الميم الساكنة وجب اإلدغام ويسمى إدغام‬
‫أيضا‪.‬‬
‫صغيرا‪ ،‬وال بد معه من الغنة ً‬
‫ً‬ ‫متماثلين‬
‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫صغيرا‪:‬‬
‫ً‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه إدغام متماثلين‬
‫إدغاما فإلدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة‪.‬‬
‫ً‬ ‫أما تسميته‬
‫وأما تسميته بالمتماثلين فلكونه مؤلفًا من حرفين متحدين في المخرج والصفة أدغم األول في الثاني‬
‫منهما‪.‬‬
‫وأما تسميته بالصغير‪4‬؛ فألن األول منهما ساكن‪ ،‬والثاني متحرك‪ ،‬وهذا هو سبب اإلدغام‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.91 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النحل‪.57 :‬‬
‫‪ 3‬سورة التوبة‪.109 :‬‬
‫‪ 4‬اإلدغام الصغير ال يحتاج إال إلى عمل واحد وهو إدخال الحرف الساكن في الحرف المتحرك‬
‫واحدا‪ ،‬أما اإلدغام الكبير وهو خاص بالحرفين المتحركين في رواية السوسي‬
‫ً‬ ‫بحيث يصيران حرفًا‬
‫عن اإلمام أبي عمرو‪ ،‬وهو في المتماثلين يحتاج إلى عملين‪ :‬إسكان الحرف األول ثم إدغامه في‬
‫الثاني نحو‪" :‬سلككم" في المدثر‪ ،‬وأما في المتقاربين والمتجانسين فيحتاج إلى أعمال ثالثة‪ :‬قلب‬
‫ت} بالتكوير‪.‬‬ ‫{النفُ ِ‬
‫وس ُز ّو َج ْ‬ ‫الحرف األول من جنس الثاني ثم إسكانه فإدغامه نحو‪ُّ :‬‬

‫( ‪)1/76‬‬

‫الحكم الثالث‪ :‬اإلظهار الشفوي‬


‫وله الستة والعشرون حرفًا الباقية من أحرف الهجاء بعد إسقاط الباء والميم من الحروف الثمانية‬
‫والعشرين التي تقع بعد الميم الساكنة‪ ،‬فإذا وقع حرف منها بعد الميم الساكنة في كلمة أو في كلمتين‬
‫إظهارا شفويًّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وجب اإلظهار ويسمى‬
‫الشفوي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫باإلظهار‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه‬
‫إظهارا فإلظهار الميم الساكنة عند مالقاتها للحروف الستة والعشرين‪.‬‬
‫ً‬ ‫أما تسميته‬
‫وأما تسميته شفويًّا؛ فألن الميم الساكنة وهي الحرف المظهر تخرج من َّ‬
‫الشفَتين‪ ،‬وإ نما نسب اإلظهار‬
‫إليها ولم ينسب إلى مخرج الحروف الستة والعشرين التي تظهر الميم عندها؛ ألنها لم تنحصر في‬
‫مخرج معين حتى ينسب اإلظهار إليه فبعضها يخرج من الحلق‪ ،‬وبعضها من اللسان‪ ،‬وبعضها من‬
‫َّ‬
‫الشفَتين‪ ،‬ومن أجل هذا نسب إلى مخرج الحرف المظهر لضبطه وانحصاره‪.‬‬
‫نظرا‬
‫وهذا بخالف اإلظهار الحلقي فإنه نسب إلى مخرج الحروف التي تظهر عندها النون والتنوين؛ ً‬
‫النحصارها في مخرج معين وهو الحلق‪.1‬‬
‫الشفوي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫اإلظهار‬ ‫سبب‬
‫ُ‬
‫سبب إظهار الميم عند مالقاتها للستة والعشرين حرفًا هو ُب ْع ُد مخرج الميم عن مخرج أكثر هذه‬
‫األحرف‪.‬‬
‫شديدا حتى ال‬
‫إظهارا شفويًّا ً‬
‫ً‬ ‫ويالحظ عند وقوع الواو أو الفاء بعد الميم الساكنة وجوب إظهار الميم‬
‫يتوهم إخفاؤها عندهما كما تخفى عند الباء‪ ،‬وذلك التحاد مخرجها مع الواو وقرب مخرجها من‬
‫الفاء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "أحكام قراءة القرآن الكريم" للحصري‪ ،‬ص‪ ،183‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/77‬‬

‫وإ لى ذلك يحذر الشيخ الجمزوري في التُ ْحفَة بقوله‪:‬‬


‫فاع ِر ِ‬
‫ف‬ ‫واح َذر لَ َدى و ٍاو وفَا أن تَ ْختَفي ‪ِ ...‬لقُربِها واالتِّ ِ‬
‫حاد ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫وحروف اإلظهار الشفوي على قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم يقع بعد الميم من كلمتين فقط‪.‬‬
‫‪ -2‬قسم يقع بعدها من كلمة ومن كلمتين‪.1‬‬
‫أمثلة القسم األول‪:‬‬
‫وعدد حروفه ثمانية وهي‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.44‬‬
‫‪ 2‬سورة نوح‪.12 :‬‬
‫‪ 3‬سورة آل عمران‪.110 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الطور‪.21 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.23 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.51 :‬‬
‫‪ 7‬سورة المعارج‪.30 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الملك‪.24 :‬‬
‫‪ 9‬سورة النمل‪.60 :‬‬

‫( ‪)1/78‬‬

‫أمثلة القسم الثاني‪:‬‬


‫وعدد حروفه ثمانية عشر حرفًا وهي‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النور‪.39 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يس‪.60 :‬‬
‫‪ 3‬سورة ِ‬
‫الح ْجر‪.63 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.184 :‬‬
‫‪ 5‬سورة محمد‪.38 :‬‬
‫‪ 6‬سورة هود‪.65 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪.276 :‬‬
‫‪ 8‬سورة البقرة‪.214 :‬‬
‫‪ 9‬سورة اإلسراء‪.6 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الكافرون‪.6 :‬‬
‫‪ 11‬سورة البقرة‪.275 :‬‬
‫‪ 12‬سورة مريم‪.62 :‬‬
‫‪ 13‬سورة آل عمران‪.41 :‬‬
‫‪ 14‬سورة التوبة‪.124 :‬‬
‫‪ 15‬سورة طه‪.108 :‬‬
‫‪ 16‬سورة النبأ‪.9 :‬‬
‫‪ 17‬سورة اإلنسان‪.2 :‬‬
‫‪ 18‬سورة مريم‪.89 :‬‬
‫‪ 19‬سورة الحجر‪.65 :‬‬
‫‪ 20‬سورة طه‪.92 :‬‬
‫‪ 21‬سورة سبأ‪.16 :‬‬
‫‪ 22‬سورة طه‪.77 :‬‬
‫‪ 23‬سورة محمد‪.15 :‬‬
‫‪ 24‬سورة اإلسراء‪.5 :‬‬
‫‪ 25‬سورة الرعد‪.17 :‬‬
‫‪ 26‬سورة سبأ‪.19 :‬‬
‫‪ 27‬سورة القلم‪.45 :‬‬
‫‪ 28‬سورة الطور‪.24 :‬‬
‫‪ 29‬سورة القيامة‪.37 :‬‬
‫‪ 30‬سورة األعراف‪.97 :‬‬
‫‪ 31‬سورة الروم‪.44 :‬‬
‫‪ 32‬سورة الطور‪.35 :‬‬
‫‪ 33‬سورة الصف‪.11 :‬‬
‫‪ 34‬سورة األنعام‪.157 :‬‬
‫‪ 35‬سورة البقرة‪.18 :‬‬
‫‪ 36‬سورة األعراف‪.174 :‬‬

‫( ‪)1/79‬‬

‫وإ لى هذه األحكام الثالثة يشير صاحب التُّحفة بقوله‪:‬‬


‫ف لَيَِّن ٍة ِلذي ِ‬
‫الح َجا‬ ‫واْل ِميم إن تَس ُكن تَجي قبل ال ِهجا ‪ ...‬ال أَِل ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ط‬
‫ظهار فَقَ ْ‬
‫ادغام وإ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫إخفاء‬
‫ٌ‬ ‫ط ‪...‬‬
‫ضَب ْ‬‫لمن َ‬
‫أحكامهَا ثالثةٌ ْ‬
‫ُ‬
‫وي للقَُّر ِ‬
‫اء‬ ‫وسم ِه َّ‬
‫الش ْف َّ‬ ‫اء ‪ِّ ...‬‬ ‫فاألو ُل اإلخفَاء عند الب ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫صغيرا يا فَتى‬ ‫ً‬ ‫إدغاما‬
‫ً‬ ‫وس ِّم‬
‫دغام بمثلهَا أَتى ‪َ ...‬‬‫والثان ِإ ٌ‬
‫ِ‬
‫وسمها َش ْف َّ‬
‫وي ْة‬ ‫رف ِّ‬ ‫أح ٍ‬ ‫البقي ْة ‪ ...‬من ْ‬‫اإلظهار في َّ‬ ‫والثَّ ُ‬
‫الث‬
‫ُ‬
‫ف‬‫فاعر ِ‬ ‫ِ‬
‫واالتحاد ِ‬ ‫تختفي ‪ ...‬لقربها‬ ‫واو وفا أن ِ‬ ‫واحذر لدى ٍ‬
‫كما يشير إليها صاحب "آللئ البيان" بقوله‪:‬‬
‫واإلظهار مع سواهما‬ ‫وأخف أحرى عند با وأدغما ‪ ...‬في ِ‬
‫الميم‬ ‫ِ‬
‫ُ‬

‫( ‪)1/80‬‬
‫نموذج من الأسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي الميم الساكنة؟ وما أحكامها؟‬
‫‪ -2‬ما هي الحروف التي ال تقع بعد الميم الساكنة؟ ولماذا؟‬
‫‪ -3‬كم حرفًا لإلخفاء الشفوي؟ ولم سمي إخفاء شفويًّا؟ ثم َمثِّ ْل له بمثالين‪.‬‬
‫‪ -4‬كم حرفًا إلدغام المتماثلين الصغير؟ ولم سمي كذلك؟ ثم َمثِّ ْل له بمثالين‪.‬‬
‫إظهارا شفويًّا؟ وما سببه؟‬‫ً‬ ‫‪ -5‬كم حروف اإلظهار الشفوي؟ وما وجه تسميته‬
‫ثم َمثِّ ْل له بأربعة أمثلة‪.‬‬
‫مم حذر صاحب التُّحفة عند وقوع الواو والفاء بعد الميم الساكنة؟ وما حكمها عندهما؟‬ ‫‪َّ -6‬‬
‫‪ -7‬اذكر حكم الميم الساكنة فيما يأتي‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ِِ‬ ‫ون ِل َّلن ِ‬ ‫ِ اَّل‬ ‫ِ‬
‫{ي ْو َم‬
‫ون} ‪َ ،4‬‬ ‫اه ْم} ‪{ ،3‬لَ َعلهُ ْم َيتَّقُ َ‬ ‫يم ُ‬ ‫اس َعلَْي ُك ْم ُح َّجةٌ} ‪{ ،2‬تَ ْع ِرفُهُ ْم بس َ‬ ‫ون} ‪{ ،1‬لَئ َي ُك َ‬ ‫{و ُه ْم َسال ُم َ‬
‫َ‬
‫{و ُه ْم ِفيهَا‬
‫ون} ‪َ ،7‬‬ ‫ونوا تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫{وُي َعلِّ ُم ُك ْم َما لَ ْم تَ ُك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪َ { ،5‬ك َما أ َْر َسْلَنا في ُك ْم َر ُسوالً م ْن ُك ْم} ‪َ ،6‬‬ ‫ُه ْم َب ِار ُز َ‬
‫اح ُك ْم َب ْيَنهُ ْم بِ َما أ َْن َز َل اللَّهُ} ‪،11‬‬
‫ون} ‪َ { ،8‬ك ْم ِم ْن ِفَئ ٍة َقِليلَ ٍة} ‪{ ،9‬اللَّهُ َي ْستَ ْه ِزئُ بِ ِه ْم َوَي ُم ُّد ُه ْم} ‪{ ،10‬فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َخال ُد َ‬
‫ت َعلَْي ِه ْم} ‪12‬‬ ‫ين أ َْن َع ْم َ‬ ‫{صرا َ َِّ‬ ‫ِ‬
‫ط الذ َ‬ ‫َ‬
‫‪ -8‬اقرأ سورة المعارج‪ ،‬واستخرج منها أحكام الميم الساكنة‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة القلم‪.43 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.150 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.273 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.187 :‬‬
‫‪ 5‬سورة غافر‪.16 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.151 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪.151 :‬‬
‫‪ 8‬سورة البقرة‪.25 :‬‬
‫‪ 9‬سورة البقرة‪.249 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.15 :‬‬
‫‪ 11‬سورة المائدة‪.48 :‬‬
‫‪ 12‬سورة الفاتحة‪.7 :‬‬

‫( ‪)1/81‬‬
‫حكم الالمات السواكن‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫َّواكن‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الالمات الس ِ‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫الالمات السواكن تنحصر في خمسة أنواع وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الم التعريف أي‪ :‬الم "أل"‪.‬‬
‫‪ -2‬الم الفعل‪.‬‬
‫‪ -3‬الم الحرف‪.‬‬
‫‪ -4‬الم االسم‪.‬‬
‫‪ -5‬الم األمر‪.‬‬
‫وفيما يلي أحكام كل منها بالتفصيل‪:‬‬

‫( ‪)1/82‬‬

‫أوال‪ :‬حكم الم "أل"‪:‬‬


‫دائما سواء‬
‫الداخلة على األسماء‪ ،‬وتكون زائدة عن بنية الكلمة ً‬ ‫وهي الالم المعروفة بالم التعريف َّ‬
‫ين} ‪ 2‬فزيادة "أل" في مثلها‬ ‫َِّ‬ ‫أمكن استقامة الكلمة بدونها مثل‪{ :‬اأْل َْر ِ‬
‫ض} ‪ 1‬أم لم يمكن مثل‪{ :‬الذ َ‬
‫الزمة بمعنى أنه ال يمكن أن تفارق الكلمة التي فيها‪ ،‬وهذا النوع حكمه وجوب اإلدغام إذا أتى بعدها‬
‫ين} ‪{ ،7‬الاَّل ئِي} ‪{ ،8‬الاَّل تِي} ‪،9‬‬ ‫َِّ‬ ‫َّ‬ ‫{والَّ َذ ِ‬
‫ان} ‪{ ،5‬ال َذ ْي ِن} ‪{ ،6‬الذ َ‬
‫َّ ِ‬ ‫َِّ‬
‫الم مثل‪{ :‬الذي} ‪{ ،3‬التي} ‪َ ،4‬‬
‫{واْلَي َس َع} ‪{ ،10‬اآْل َن} ‪ ،11‬وهي في ذلك كله ال‬ ‫ووجوب اإلظهار إذا أتي بعدها ياء أو همز في َ‬
‫تفارق الكلمة‪.12‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.22 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.25 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.120 :‬‬
‫يوسف‪.23 :‬‬
‫‪ 4‬سورة ُ‬
‫‪ 5‬سورة النساء‪.16 :‬‬
‫‪ 6‬سورة فصلت‪.29 :‬‬
‫‪ 7‬تقدمت‪.‬‬
‫‪ 8‬سورة المجادلة‪.2 :‬‬
‫يوسف‪.50 :‬‬
‫‪ 9‬سورة ُ‬
‫‪ 10‬سورة األنعام‪.86 :‬‬
‫‪ 11‬سورة يوسف‪.51 :‬‬
‫‪ 12‬من كتاب "الجديد في أحكام التجويد" "ج‪ ،2 :‬ص‪ "14‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/82‬‬

‫أما "أل" التي يمكن استقامة الكلمة بدونها فلها قبل أحرف الهجاء حالتان‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة اإلظهار‪ -2 .‬حالة اإلدغام‪.‬‬
‫أما حالة اإلظهار‪:‬‬
‫"اب ِغ‬
‫فتسمى "أل" فيها بالالم القمرية وتختص بأربعة عشر حرفًا مجموعة في قول الشيخ الجمزوري‪ْ :‬‬
‫يمهُ"‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫َّك و َخ ْ ِ‬
‫ف َعق َ‬ ‫َحج َ ّ‬
‫الهمزة والباء والغين والحاء والجيم والكاف والواو والخاء والفاء والعين والقاف والياء والميم‬
‫والهاء‪.‬‬
‫قمريا‪،‬‬
‫إظهارا ً‬
‫ً‬ ‫فإذا وقع حرف من هذه األحرف األربعة عشر بعد الم "أل" وجب إظهارها ويسمى‬
‫وتسمى الالم بالالم القمرية وعالمة ذلك ظهور السكون على الالم‪.‬‬
‫ووجه تسميته باإلظهار القمري‪ :‬فعلى طريقة التشبيه؛ حيث شبهت الالم َّ‬
‫بالنجم والحروف األربعة‬
‫عشر بالقمر بجامع ظهوركل مع اآلخر وعدم خفائه معه‪.1‬‬
‫وسبب إظهار الالم مع هذه الحروف هو التباعد بين مخرج الالم ومخرج هذه الحروف األربعة‬
‫عشر‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد" ص‪.51‬‬

‫( ‪)1/83‬‬

‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫وأما حالة اإلدغام‪:‬‬
‫فتسمى "أل" فيها بالالم الشمسية‪ ،‬وهي تختص باألربعة عشر حرفا الباقية من أحرف الهجاء ‪ -‬وقد‬
‫جمعها صاحب التحفة في أوائل كلم هذا البيت‪:‬‬
‫للكرم‬
‫ْ‬ ‫سوء ظّ ٍن ُز ْر شريفاً‬
‫دع َ‬‫ف َذا نِ َع ْم ‪ْ ...‬‬ ‫ص ْل ر ِحماً تفُْز ِ‬
‫ض ْ‬ ‫َ‬
‫ب ثم ِ‬
‫ِط ْ‬
‫وهي الطاء والثاء والصاد والراء والتاء والضاد والذال والنون والدال والسين و الظاء والزاي‬
‫والشين والالم‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحجرات‪.14 :‬‬
‫‪ 2‬سورة اإلسراء‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المعارج‪.14 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الحاقة‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬سورة القلم‪.17 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.2 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البروج‪.14 :‬‬
‫‪ 8‬سورة التحريم‪.3 :‬‬
‫‪ 9‬سورة الفجر‪.1 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.255 :‬‬
‫‪ 11‬سورة القمر‪.1 :‬‬
‫‪ 12‬سورة المائدة‪.3 :‬‬
‫‪ 13‬سورة الحشر‪.24 :‬‬
‫‪ 14‬سورة آل عمران‪.73 :‬‬

‫( ‪)1/84‬‬

‫إدغاما شمسيًّا‬
‫ً‬ ‫فإذا وقع حرف من هذه األحرف األربعة عشر بعد الم "أل" وجب إدغامها ويسمى‬
‫وتسمى الالم بالالم الشمسية وعالمة ذلك خلو الالم من السكون ووضع شدة على الحرف الذي‬
‫بعدها‪.‬‬
‫ووجه تسميته باإلدغام الشمسي‪ :‬فعلى طريقة التشبيه حيث شبهت الالم بالنجم والحروف األربعة‬
‫عشر بالشمس بجامع خفاء كل عند اآلخر وعدم ظهوره معه‪.1‬‬
‫وسبب إدغام الالم في هذه الحروف هو التماثل مع الالم والتقارب مع باقي الحروف‪.‬‬
‫نموذج من األمثلة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد"‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪.157 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.22 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.238 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الرحمن‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة التوبة‪.112 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الضحى‪.1 :‬‬
‫‪ 8‬سورة األحزاب‪.35 :‬‬
‫‪ 9‬سورة الملك‪.15 :‬‬
‫‪ 10‬سورة اإلنسان‪.1 :‬‬
‫‪ 11‬سورة الحشر‪.23 :‬‬
‫‪ 12‬سورة الفتح‪.6 :‬‬
‫‪ 13‬سورة التين‪.1 :‬‬
‫‪ 14‬سورة الشمس‪.1 :‬‬
‫‪ 15‬سورة البقرة‪.7 :‬‬

‫( ‪)1/85‬‬

‫فَائدةٌ ‪:‬‬
‫لقد جاء ضمن األمثلة السابقة لفظ الجاللة‪" :‬اهلل"‪ ،‬وتصريفه كاآلتي‪:‬‬
‫األصل فيه "إله" دخلت عليه أل فصار‪ :‬اإلله‪ ،‬ثم حذفت الهمزة الثانية للتخفيف فصار "ال‪ -‬له" ثم‬
‫أدغمت الم "أل" في الالم الثانية للتماثل فصار‪ :‬اهلل‪ ،‬ثم ِّ‬
‫فخمت الالم للتعظيم بعد الفتح والضم دون‬
‫الكسر لمناسبته للترقيق فصار‪" :‬اهلل"‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.53‬‬

‫( ‪)1/86‬‬
‫ثانيا‪ :‬حكم الم الفعل‬
‫ً‬
‫أمرا‪ ،‬وفي كل إما متوسطة أو‬ ‫مضارعا أو ً‬
‫ً‬ ‫ماضيا أو‬
‫ً‬ ‫وهي الالم الساكنة الواقعة في فعل سواء كان‬
‫متطرفة‪ ،‬فالماضي مثل‪{ :‬اْلتَقَى} ‪{ ،1‬أ َْن َزْلَناهُ} ‪ ،2‬والمضارع مثل‪{َ :‬يْلتَِق ْ‬
‫طهُ} ‪{ ،3‬أَلَ ْم أَ ُق ْل لَ َك} ‪،4‬‬
‫{وتََو َّك ْل} ‪.6‬‬ ‫ِ‬
‫{وأَْلق} ‪َ ،5‬‬
‫واألمر مثل‪َ :‬‬
‫ولها قبل أحرف الهجاء حالتان‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة إدغام‪ -2 .‬حالة إظهار‪.‬‬
‫{و ُق ْل‬
‫َسأَلُ ُك ْم} ‪َ ،7‬‬
‫راء مثل‪ُ { :‬ق ْل ال أ ْ‬
‫الم أو ٌ‬
‫أما حالة اإلدغام‪ :‬فتدغم الم الفعل مطلقًا إذا وقع بعدها ٌ‬
‫ات} ‪.9‬‬‫ب} ‪{ ،8‬وي ْجع ْل لَ ُكم جَّن ٍ‬
‫َر ِّ‬
‫ََ َ ْ َ‬
‫وسبب اإلدغام التماثل بالنسبة إلى الالم‪ ،‬والتقارب بالنسبة إلى الراء‪.‬‬
‫وأما حالة اإلظهار‪ :‬فتظهر الم الفعل مطلقًا إذا وقع بعدها حرف من الحروف الستة والعشرين حرفًا‬
‫الباقية كاألمثلة التي تقدمت‪.‬‬
‫وقد يسأل سائل ِل َم لَ ْم تدغم الم الفعل في النون في نحو‪ُ { :‬ق ْل َن َع ْم} ‪ 10‬للتقارب الذي بينهما كما‬
‫أدغمت في الراء للسبب نفسه؟‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران‪.155 :‬‬
‫‪ 2‬سورة إبراهيم‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يوسف‪.10 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الكهف‪.75 :‬‬
‫‪ 5‬سورة طه‪.69 :‬‬
‫‪ 6‬سورة الشعراء‪.217 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الشورى‪.23 :‬‬
‫‪ 8‬سورة طه‪.114 :‬‬
‫‪ 9‬سورة نوح‪.12 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الصافات‪.18 :‬‬

‫( ‪)1/86‬‬

‫والجواب‪:‬‬
‫أن النون الساكنة إذا وقع بعدها الم يجب إدغامها فيها بغير غنة وال يصح أن يدغم في النون شيء‬
‫مما أدغمت هي فيه؛ خشية زوال األلفة بين النون وأخواتها من حروف "يرملون"‪.‬‬
‫"الن ِ‬
‫اس"‪ 1‬فلماذا ال تدغم الم الفعل‬ ‫وقد َي ِر ُد اعتراض على ذلك بأن الم "أل" تدغم في النون في نحو‪َّ :‬‬
‫في النون كذلك؟‬
‫والجواب‪:‬‬
‫أن الم "أل" مع النون كثيرة الوقوع في القرآن‪ ،‬فهي أحوج إلى اإلدغام تسهيال للنطق بخالف الم‬
‫الفعل قبل النون فهي قليلة الوقوع في القرآن‪ ،‬وإ ظهارها ليس فيه مشقة‪ ،2‬والعمدة في ذلك كله هو‬
‫السماع والنقل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الناس‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "العميد" بتصرف‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫( ‪)1/87‬‬

‫ِ‬
‫الحرف‬ ‫ثالثًا‪ :‬حكم ِ‬
‫الم‬ ‫ُ‬
‫وهي الالم الواقعة في حرف وذلك في "هل‪ ،‬بل" فقط وال توجد غيرهما في القرآن‪.‬‬
‫ِ‬
‫ون} ‪ ،1‬ما لم يقع بعدها الم أو راء فتدغم في‬ ‫وحكم "بل" وجوب اإلظهار نحو‪{َ :‬ب ْل ُه ْم في َش ٍّك َيْل َعُب َ‬
‫اب} ‪ ،2‬وفي الراء للتقارب مثل‪{َ :‬ب ْل َرفَ َعهُ اللَّهُ ِإلَْي ِه} ‪،3‬‬ ‫الالم للتماثل مثل‪{َ :‬ب ْل لَ َّما َي ُذوقُوا َع َذ ِ‬
‫ان} ‪ 4‬وذلك لوجوب السكت عليها‪ ،‬والسكت يمنع اإلدغام‪.‬‬ ‫ويستثنى منها‪{َ :‬ب ْل َر َ‬
‫ون بَِنا} ‪ ،5‬إال إذا وقع بعدها الم فتدغم فيها‬
‫َّص َ‬
‫{ه ْل تََرب ُ‬
‫دائما نحو‪َ :‬‬
‫وأما حكم "هل" فيجب إظهار المها ً‬
‫َن تََز َّكى} ‪ 6‬أما وقوع الراء بعدها فلم يوجد في القرآن‪.‬‬
‫للتماثل مثل‪{ :‬فَ ُق ْل َه ْل لَ َك ِإلَى أ ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الدخان‪.9 :‬‬
‫‪ 2‬سورة ص‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء‪.158 :‬‬
‫‪ 4‬سورة المطففين‪.14 :‬‬
‫‪ 5‬سورة التوبة‪.52 :‬‬
‫‪ 6‬سورة النازعات‪.18 :‬‬

‫( ‪)1/87‬‬
‫ِ‬
‫االسم‬ ‫رابعا‪ :‬حكم ِ‬
‫الم‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫دائما متوسطة وأصلية‪:‬‬
‫وهي الالم الواقعة في كلمة فيها إحدى عالمات االسم أو تقبل إحداها‪ ،‬وتكون ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان} ‪ .4‬وحكمها وجوب‬
‫طٌ‬ ‫{سْل َسبِيالً} ‪ُ ،3‬‬
‫{سْل َ‬ ‫{وأَْل َوان ُك ْم} ‪َ ،2‬‬
‫أي من بنية الكلمة مثل‪{ :‬أَْلسَنت ُك ْم} ‪َ 1‬‬
‫اإلظهار مطلقًا‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 2 ،1‬سورة الروم‪.22 :‬‬
‫‪ 3‬سورة اإلنسان‪.18 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الحجر‪.42 :‬‬

‫( ‪)1/88‬‬

‫الم ِ‬
‫األمر‬ ‫خامسا‪ :‬حكم ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وهي الالم الساكنة الزائدة عن بنية الكلمة والتي تدخل على الفعل المضارع فتحوله إلى صيغة األمر‬
‫ضوا تَفَثَهُ ْم} ‪،‬‬
‫وذلك بشرط أن تكون مسبوقة بثم أو الواو أو الفاء‪ ،‬ومثال المسبوقة بثم نحو‪{ :‬ثَُّم ْلَي ْق ُ‬
‫ور ُه ْم} ‪ 1‬ومثال المسبوقة بالفاء نحو‪َ { :‬فْلَي ْم ُد ْد بِ َسَب ٍب ِإلَى‬
‫{وْلُيوفُوا ُن ُذ َ‬
‫ومثال المسبوقة بالواو نحو‪َ :‬‬
‫السَّم ِ‬
‫اء} ‪.2‬‬ ‫َ‬
‫وحكمها‪ :‬وجوب اإلظهار مطلقًا كالم االسم‪.‬‬
‫طائِفَةٌ} ‪4‬؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فإن قيلك ل َم أدغمت الالم في نحو‪{ :‬التَّائُب َ‬
‫ون} ‪ 3‬ولم تدغم في نحو‪َ { :‬فْلتَقُ ْم َ‬
‫فالجواب ‪:‬‬
‫ِ‬
‫ون} الم تعريف وهي كثيرة الوقوع في القرآن بعكس الم األمر فهي قليلة‪،‬‬ ‫أن الالم في‪{ :‬التَّائُب َ‬
‫وإ ظهارها ليس فيه مشقة كما سبق التنويه على مثل ذلك عند الم الفعل‪.‬‬
‫"تنبيه"‪:‬‬
‫اعلم أن الحروف الهجائية التي تقع بعد الالمات السواكن عددها ثمانية وعشرون حرفا بعد إسقاط‬
‫حروف المد الثالثة شأنها شأن النون الساكنة والتنوين‪،‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحج‪.29 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الحج‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬سورة التوبة‪.112 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء‪.102 :‬‬
‫( ‪)1/88‬‬

‫والميم الساكنة وذلك خشية التقاء الساكنين كما سبق التنويه عنه‪.‬‬
‫وقد أشار صاحب التُّ ْحفة إلى النوعين َّ‬
‫األولين بقوله‪:‬‬
‫ف‬ ‫األحرف ‪ ...‬أوالهما إظهارها فلتَع ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫قبل‬
‫حاالن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لالم أل‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ف َعقيمهُ‬ ‫مع َع ْش َر ٍة ُخ ْذ ِعْل َمهُ ‪ ...‬من ابغ َحجَّك َ‬
‫وخ ْ‬ ‫قبل ْاربع ْ‬
‫َ‬
‫ورمزها فَ ِعي‬
‫َ‬ ‫أربع ‪ ...‬وعشر ٍة ً‬
‫أيضا‬ ‫إدغامها في ِ‬ ‫ُ‬ ‫ثانيهما‬
‫ض ْ ِ‬ ‫تفز ِ‬ ‫ب َّ ِ‬‫ِط ْ‬
‫ظ ٍّن ُز ْر شريفًا لل َك ْ‬
‫رم‬ ‫وء َ‬‫دع ُس َ‬
‫عم ‪ْ ...‬‬‫ف ذا ن ْ‬ ‫رحما ْ‬‫ثم ص ْل ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫شمسي ْة‬ ‫سمها‬ ‫قم ِرَّي ْة ‪ ...‬وال َ‬
‫الم ااُل ْخرى ِّ‬ ‫سمها ْ‬ ‫الم ااُل ولَى ِّ‬
‫وال َ‬
‫َظهرن الم ٍ‬
‫قل نعم وقْلنا واْلتقى‬
‫فعل ُمطلقًا ‪ ...‬في نحو ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫وأ‬
‫وقد أشار صاحب آللئ البيان في ملخصة إلى األحكام الخمسة فقال‪:‬‬
‫أل في ابغ حجك وخف عقيمهُ ‪ ...‬أظهر وكن في غيرها مدغمه‬‫ْ‬
‫ٍ‬
‫وحرف أظهرا ‪ ...‬ال قل وبل فأدغمنهما برا‬ ‫والالم من ٍ‬
‫فعل‬ ‫َ‬
‫أيضا قررا‬ ‫الالم هل وأظهرا ‪ ...‬في اسم ِ‬
‫الم األمر ً‬ ‫ومعهما في ِ‬

‫( ‪)1/89‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬اذكر أنواع الالمات السواكن‪.‬‬
‫‪ -2‬اذكر ضابط الم "أل"‪ ،‬ثم بين هل هي من نفس الكلمة أم ال؟‬
‫‪ -3‬كم حالة لالم "أل" قبل أحرف الهجاء؟‬
‫كم حرفًا يختص بالالم القمرية؟ وما حكمها عند هذه األحرف؟‬ ‫‪-4‬‬
‫إظهارا قمريًّا؟ وما سببه؟‪ ،‬مثِّل لكل حرف بمثالين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ما وجه تسميته‬ ‫‪-5‬‬
‫كم حرفًا يختص بالالم الشمسية؟ وما حكمها عند هذه األحرف؟‬ ‫‪-6‬‬
‫ما وجه تسميته إدغاما شمسيًّا؟ وما سببه؟ مثِّل لكل حرف بمثالين‪ ،‬ثم َبيِّن تصريف لفظ الجاللة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ -8‬ما هي الم الفعل؟ وكم حالة لها قبل أحرف الهجاء؟ مع التمثيل لما تذكر‪.‬‬

‫( ‪)1/89‬‬
‫‪ -9‬اذكر سبب إدغام الم الفعل في الالم والراء‪ ،‬وإ ظهارها عند النون في نحو "قل نعم"‪.1‬‬
‫عرف الم الحرف واذكر حكمها بالتفصيل مع التمثيل لما تذكر‪.‬‬ ‫‪ِّ -10‬‬
‫عرف كاًّل من الم االسم والم األمر‪ ،‬واذكر حكم ٍ‬
‫كل مع التمثيل‪.‬‬ ‫‪ِّ -11‬‬
‫ِ‬
‫ون} ‪ 2‬وأظهرت الم األمر في نحو‪َ { :‬فْلتَقُ ْم} ‪.3‬‬ ‫‪ -12‬لماذا أدغمت الم التعريف في نحو‪{ :‬التَّائُب َ‬
‫ير} ثم استخرج ما في‬ ‫َعتَ ْدَنا لَهم ع َذاب الس ِ‬
‫َّع ِ‬ ‫{وأ ْ‬
‫ُْ َ َ‬ ‫‪ -13‬اقرأ من أول سورة الملك إلى قوله تعالى‪َ :‬‬
‫مبينا نوع كل منها وحكمها‪.‬‬
‫اآليات من الالمات السواكن ً‬
‫‪ -14‬بيِّن نوع كل الم ساكنة فيما يأتي‪ ،‬ثم اذكر حكمها‪:‬‬
‫ُّوم} ‪{َ ،9‬ب ْل‬
‫صفَ ُحوا} ‪{ ،8‬اْلقَي ُ‬ ‫{وْلَي ْعفُوا َوْلَي ْ‬
‫ب} ‪َ ،7‬‬‫{و ُق ْل َّر ِّ‬
‫{الر ْح َم ُن} ‪َ ،6‬‬
‫{ه ْل أَتَى} ‪َّ ،5‬‬ ‫طٍ‬
‫ان} ‪َ ، 4‬‬ ‫{سْل َ‬
‫ُ‬
‫{وتََبتَّ ْل ِإلَْي ِه} ‪{ ،13‬فَ ُق ْل َه ْل لَ َك} ‪،14‬‬
‫ون} ‪َ ،12‬‬
‫طبع اللَّه} ‪{ ،10‬يْله ْ ِ‬
‫ث َذل َك} ‪{َ ،11‬بل ال تُ ْك ِر ُم َ‬‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫{و َرتَّْلَناهُ} ‪.15‬‬
‫َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الصافات‪.18 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التوبة‪.112 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء‪.102 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الصافات‪.156 :‬‬
‫‪ 5‬سورة اإلنسان‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة الرحمن‪.1 :‬‬
‫‪ 7‬سورة طه‪.114 :‬‬
‫‪ 8‬سورة النور‪.22 :‬‬
‫‪ 9‬سورة البقرة‪.255 :‬‬
‫‪ 10‬سورة النساء‪.155 :‬‬
‫‪ 11‬سورة األعراف‪.176 :‬‬
‫‪ 12‬سورة الفجر‪.17 :‬‬
‫‪ 13‬سورة المزمل‪.8 :‬‬
‫‪ 14‬سورة النازعات‪.18 :‬‬
‫‪ 15‬سورة الفرقان‪.32 :‬‬

‫( ‪)1/90‬‬
‫المد والقصر‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫اْل َم ُّد واْلقَ ْ‬
‫ص ُر‪:‬‬
‫األصل في هذا الباب ما ثبت عن قتادة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬أنه قال‪ :‬سألت أنس بن مالك ‪-‬رضي اهلل‬
‫يمد ًّ‬
‫مدا‪.1‬‬ ‫عنه‪ -‬عن قراءة النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪-‬؟ فقال‪ :‬كان ُّ‬
‫أنسا كيف كانت قراءة رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪-‬؟‬
‫كما روي عنه بلفظ آخر يقول‪:‬ـ سألت ً‬
‫قال‪ :‬كان َي ُم ُّد صوتَه ًّ‬
‫مدا‪.2‬‬
‫وهذا الخبر عام في كل أنواع المد‪.‬‬
‫ين} ‪ 3‬أي يزيدكم‪.‬‬ ‫والمد معناه لغةً‪ :‬الزيادة‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{ :‬ويم ِد ْد ُكم بِأَمو ٍ ِ‬
‫ُّ‬
‫ال َوَبن َ‬ ‫َ ُْ ْ َْ‬
‫واصطالحا‪ :‬إطالة الصوت بحرف المد أو اللِّين عند وجود السبب‪.‬‬ ‫ً‬
‫ص ُر‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫وضده القَ ْ‬
‫ات ِفي اْل ِخَي ِام} ‪ 4‬أي محبوسات فيها‪،‬‬
‫ور ٌ‬
‫ص َ‬
‫ور َم ْق ُ‬
‫{ح ٌ‬
‫والقصر لغة‪ :‬الحبس والمنع‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫ات الطَّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف} ‪ 5‬أي‬ ‫وقوله تعالى‪{ :‬في ِه َّن قَاص َر ُ ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أخرجه البخاري‪ ،‬في كتاب فضائل القرآن‪ ،‬باب ِّ‬
‫مد القراءة‪ .‬انظر‪ :‬فتح الباري بشرح صحيح‬
‫البخاري‪" ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪ ،90‬ح‪."5045 :‬‬
‫‪ 2‬أخرجه النسائي "ج‪."179 /2 :‬‬
‫‪ 3‬سورة نوح‪.12 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الرحمن‪.72 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الرحمن‪.56 :‬‬

‫( ‪)1/91‬‬

‫مانعات طرفهن من النظر إال على أزواجهن‪.‬‬


‫واصطالحا‪ :‬إثبات حرف المد أو اللين من غير زيادة فيه لعدم وجود السبب‪.‬‬
‫ً‬
‫وحقيقة المد‪ :‬هو تحققه بأي مقدار ولو حركتين‪ ،‬وحقيقة القصر‪ :‬هو عدم المد مطلقًا‪ ،‬ولكن‬
‫المصطلح عليه في علم التجويد كما يستفاد من تعريفي المد والقصر السابقين أن القصر هو مقدار‬
‫حركتين‪ ،‬والمد ما زاد على ذلك‪.1‬‬
‫ِ‬
‫بشروطهَا‪:‬‬ ‫حروف ِّ‬
‫المد‬ ‫ُ‬
‫مد ٍ‬
‫ولين‪ ،‬وسميت حروف مد؛ المتداد الصوت بها‪،‬‬ ‫وحروف المد ثالثة‪ ،‬ويطلق عليها حروف ٍّ‬
‫وحروف لين لخروجها بسهولة وعدم ُكْلفَة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫مفتوحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬األلف وال تكون إال ساكنة‪ ،‬وال يكون ما قبلها إال‬
‫‪ -2‬الواو الساكنة بشرط ضم ما قبلها‪.‬‬
‫‪ -3‬الياء الساكنة بشرط كسر ما قبلها‪.‬‬
‫{ن ِ‬
‫وحيهَا} ‪ ،2‬فإن فقدت الواو والياء‬ ‫وهي مجموعة في لفظ "واي"‪ ،‬ويجمع أمثلتها بشروطها كلمة‪ُ :‬‬
‫شرطيهما بأن سكنتا وانفتح ما قبلهما كانتا حرفي لين فقط مثل‪" :‬اْلَب ْي ِت‪ ،‬خوف"‪ .3‬فإن أطلقنا حرف‬
‫المد فهو شامل للمد واللين‪ ،‬وإ ذا قيدنا الحرف باللين فهو خاص به‪.‬‬
‫وتلخص من ذلك‪ :‬أن األلف ال تكون إال حرف مد ولين‪ ،‬وأما الواو والياء فلهما ثالثة أحوال‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكونا حرف مد ولين‪ ،‬وهذا إذا سكنتا وضم ما قبل الواو‪ ،‬وكسر ما قبل الياء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد" ص‪.97‬‬
‫‪ 2‬سورة هود‪.49 :‬‬
‫‪ 3‬سورة قريش‪.4 ،3 :‬‬

‫( ‪)1/92‬‬

‫‪ -2‬أن تكونا حرفي لين فقط‪ ،‬وهذا إذا سكنتا وانفتح ما قبلهما كما سبق‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكونا حرفي علة فقط‪ ،‬وذلك إذا تحركتا بأي حركة كانت‪ ،‬وأمثلة ذلك غير خافية‪.‬‬
‫وقد أشار صاحب التُّحفة إلى حروف المد واللِّين فقال‪:‬‬
‫حروفُه ثالثةٌ فَ ِعيهَا ‪ ...‬من لَ ْف ِظ "واي" ْ‬
‫وه َي في نوحيها‬
‫ض ْم ‪ ...‬شرطٌ وفتح قبل ألف يلتزم‬ ‫اليا وقبل ِ‬
‫الواو َ‬ ‫والكسر قبل َ‬
‫ُ‬
‫واللِّين منها اليا وواو ُس ِّكنا ‪ ...‬إن انفتاح قبل ٍّ‬
‫كل أُعلنا‬
‫أقسام ِّ‬
‫المد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫المد قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مد أصلي‪ -2 ،‬مد فرعي‪.‬‬

‫( ‪)1/93‬‬
‫المد األصلي‪:‬‬
‫يسمى بالمد الطبيعي‪ :‬هو الذي ال تقوم ذات حرف المد إال به‪ ،‬وال تستقيم الكلمة إال بوجوده‪ ،‬ويكفي‬
‫فيه وجود أحد حروف المد الثالثة وليس قبلها همز أو بعدها همز أو سكون‪.‬‬
‫مد ِه‪ :‬حركتان والحركة بمقدار قبض األصبع أو بسطه بحالة متوسطة ليست بسرعة وال ٍّ‬
‫بتأن‬ ‫ومقدار ِّ‬
‫ُ‬
‫‪.1‬‬
‫سبب تسميتِ ِه أصليًّا‪:‬‬
‫ُ‬
‫مدا أصليًّا ألصالته بالنسبة إلى غيره من المدود؛ وذلك لثبوته على حالة واحدة وهي مد‬ ‫يسمى ًّ‬
‫حركتان فقط‪ ،‬وألن ذات الحرف ال تقوم إال به‪ ،‬ولعدم توقفه على سبب من األسباب التي ستذكر عند‬
‫الكالم على المد الفرعي‪.‬‬
‫أيضا طبيعيًّا؛ ألن صاحب الطبيعة السليمة ال يزيده وال ينقصه عن حركتين‪.‬‬
‫ويسمى ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.133‬‬

‫( ‪)1/93‬‬

‫اعهً‪:‬‬
‫أ َْن َو ُ‬
‫المد األصلي يأتي على ثالثة أنواع‪:‬‬
‫طا مثل‪:‬‬
‫األول‪ :‬أن يكون حرف المد ثابتًا وصال ووقفًاـ سواء كان متوس ً‬
‫{وأ ُْمِلي} ‪، 6‬‬
‫اها} ‪{ ،4‬قَالُوا} ‪َ ،5‬‬
‫ض َح َ‬
‫{و ُ‬
‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫{يوصي ُك ْم} ‪{ ، 2‬بَيمينه} ‪ ،3‬أو متطرفًا مثل‪َ :‬‬
‫ِِ‬
‫{مالك} ‪ُ ،1‬‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫وسواء كان ثابتًا في الرسم أو محذوفًا كما ُمثل‪.‬‬
‫أيضا الحروف الهجائية الخمسة الواقعة في فواتح السور‪ ،‬وجاءت على حرفين‬ ‫ومن هذا النوع ً‬
‫طهَُر" مثل‪ :‬الحاء من "حم" أول الحواميم‬ ‫ثانيهما حرف مد‪ ،‬وقد جمعها صاحب التُّحفة في قوله َ‬
‫"ح ٌي َ‬
‫وسيأتي الكالم عليها بالتفصيل‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬أن يكون حرف المد ثابتًا في الوقف دون الوصل‪ ،‬وذلك في األلفات المبدلة من التنوين‬
‫يما} ‪ ،7‬في حالة الوقف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫المنصوب مثل‪ِ :‬‬
‫يما َحك ً‬
‫{عل ً‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫وكذلك األلفات التي عليها سكون مستطيل في مثل‪{ :‬أََنا َن ِذ ٌير} ‪{ ، 8‬لَ ِكَّنا ُه َو اللَّهُ َربِّي} ‪{ 9‬الظُن َ‬
‫ون ْا}‬
‫ت قَ َو ِار َير} ‪ 11‬وذلك في حالة الوقف‪.‬‬ ‫{السبِيال} باألحزاب‪َ { 10‬ك َان ْ‬
‫{الر ُسوال} َّ‬ ‫َّ‬
‫وكذلك المدود التي تحذف في حالة الوصل خشية التقاء الساكنين وتثبت في الوقف‪ ،‬مثال األلف‪:‬‬
‫ض} ‪ ،13‬ومثال الواو‪ُ { :‬ق ِل ْاد ُعوا اللَّهَ} ‪.14‬‬ ‫{وقَاال اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه} ‪ ،12‬ومثال الياء‪{ :‬و َما ِفي األ َْر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ــــ‬
‫‪1‬سورة الفاتحة‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النساء‪.11 :‬‬
‫‪ 3‬سورة االنشقاق‪.7 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الشمس‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬سورة المدثر‪.43 :‬‬
‫‪ 6‬سورة القلم‪.45 :‬‬
‫‪ 7‬سورة األحزاب‪.1 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الملك‪.26 :‬‬
‫‪ 9‬سورة الكهف‪.38 :‬‬
‫‪ 10‬اآليات‪.67 ،66 ،10 :‬‬
‫‪ 11‬سورة اإلنسان‪.15 :‬‬
‫‪ 12‬سورة النمل‪.15 :‬‬
‫‪ 13‬سورة طه‪.6 :‬‬
‫‪ 14‬سورة اإلسراء‪.110 :‬‬

‫( ‪)1/94‬‬

‫الثالث‪ :‬أن يكون حرف المد ثابتًا في الوصل دون الوقف مثل‪ِ{ :‬إَّنه هو} ‪{ ،1‬بِ ِه ب ِ‬
‫ص ًيرا} ‪ 2‬وهذا‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬
‫الصلة وهو خاص بهاء الضمير التي سوف يأتي الكالم عليها‪،‬‬ ‫النوع من المد األصلي يطلق عليه ُّ‬
‫مد ِّ‬
‫وعالمته‪ :‬واو صغيرة بعد الهاء المضمومة وياء صغيرة بعد الهاء المكسوة‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة اإلسراء‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة االنشقاق‪.15 :‬‬

‫( ‪)1/95‬‬

‫الفرعي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫المد‬
‫فهو ُّ‬
‫المد الزائد على المد األصلي لسبب من األسباب‪.‬‬
‫أسبابهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أسباب المد الفرعي اثنان‪:‬‬
‫‪ -1‬الهمزة‪ -2 .‬السكون‪.‬‬
‫سببا لفظيًّا؛ ألنه علة لزيادة مقدار المد الفرعي عن المد الطبيعي‪.1‬‬
‫ويسمى كل منهما ً‬
‫أنواعهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أنواع المد الفرعي خمسة‪:‬‬
‫‪ -1‬المد المتصل‪.‬‬
‫‪ -2‬المد المنفصل‪.‬‬
‫‪ -3‬المد البدل وهذه األنواع الثالثة سببها الهمز‪.‬‬
‫‪ -4‬المد العارض للسكون‪.‬‬
‫‪ -5‬المد الالزم‪ ،‬وهذان النوعان سببهما السكون‪.‬‬
‫أحكامهُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫الفرعي ثالثةٌ‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫أحكام ِّ‬
‫المد‬ ‫ُ‬
‫‪ -1‬الوجوب‪ -2 ،‬الجواز‪ -3 ،‬اللزوم‪.‬‬
‫فالوجوب‪ :‬خاص بالمد المتصل فقط‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬وهناك سبب آخر يعرف‪ :‬بالسبب المعنوي‪ ،‬ويقصد به المبالغة في النفي مثل ِّ‬
‫مد التعظيم في نحو‪:‬‬
‫"ال إله إال اهلل" "بسورة محمد‪ "19 :‬على قصر المنفصل وهذا ال يجوز لحفص من طريق الشاطبية‪،‬‬
‫طيَِّبة َّ‬
‫الن ْشر‪.‬‬ ‫وإ نما يجوز له من طريق َ‬

‫( ‪)1/95‬‬

‫والجواز‪ :‬خاص بالمد المنفصل‪ ،‬والمد العارض للسكون‪ ،‬والمد البدل‪.‬‬


‫واللُّزوم‪ :‬خاص بالمد الالزم فقط‪.‬‬
‫واجبا؛ لوجوب ِّ‬
‫مده زيادة عن المد الطبيعي اتفاقًا عند جميع القراء‪ ،‬وكان‬ ‫وإ نما كان المتصل ً‬
‫المنفصل والعارض للسكون والبدل حكم كل منها الجواز وذلك لجواز مدها وقصرها‪ ،‬وكان الالزم‬
‫الزما للزوم مده حالة واحدة وهو ست حركات كما سيأتي‪.‬‬
‫ً‬
‫منفردا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وفيما يلي الكالم على كل نوع من هذه األنواع الخمسة‬

‫( ‪)1/96‬‬
‫المد المتَّص ُل‪:‬‬
‫ُّ‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يقع بعد حرف المد َه ْمٌز متصل به في كلمة واحدة‪.‬‬
‫{هنِ ًيئا} ‪.3‬‬
‫اء} ‪ ،1‬مثال الواو‪{ :‬قُُرو ٍء} ‪ ،2‬مثال الياء َ‬
‫{ج َ‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬مثال األلف‪َ :‬‬
‫حكمهُ‪ :‬وجوب مده زيادة على مقدار المد الطبيعي اتفاقًا‪ ،‬ولقد حكى اإلمام ابن الجزري في َّ‬
‫النشر‬ ‫ُ‬
‫قوله‪" :‬تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحية وال شاذة" ثم يقول‪:‬ـ "بل رأيت النص ِّ‬
‫بمده"‬
‫ين} ‪4‬‬‫اك ِ‬ ‫اء واْلمس ِ‬
‫ِ‬ ‫َّدقَ ُ ِ‬
‫وذكر حديث ابن مسعود حينما كان ُيقرئ رجال فقرأ الرجل‪ِ{ :‬إَّن َما الص َ‬
‫ات لْلفُقََر َ َ َ‬
‫مرسلة ‪-‬أي مقصورة‪-‬ـ فقال ابن مسعود‪ :‬ما هكذا أقرأنيها رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪-‬‬
‫ين} َّ‬
‫فمدها ثم‬ ‫اء واْلمس ِ‬
‫اك ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َدقَ ُ ِ‬
‫فقال‪ :‬كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ فقال‪ :‬أقرأنيها {ِإَّن َما َّ‬
‫ات لْلفُقََر َ َ َ‬
‫قال ابن الجزري‪ :‬هذا حديث جليل حجة ونص في هذا الباب‪ ،‬رجال إسناده ثقات‪.5‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النصر‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.228 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء‪.4 :‬‬
‫‪ 4‬سورة التوبة‪.60 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪ :‬كتاب "النشر" لإلمام ابن الجزري بتحقيق الدكتور‪ :‬محمد سالم محيسن‪" ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪"424‬‬
‫ولقد سبق تخريج هذا الحديث ص‪.37‬‬

‫( ‪)1/96‬‬

‫وجهُ تسميتِه متصاًل ‪ِّ :‬‬


‫سمي ًّ‬
‫مدا متصال؛ التصال سببه وهو الهمز بحرف المد في كلمة واحدة‬
‫كاألمثلة السابقة‪.‬‬
‫خمسا ‪-‬وصال ووقفًا‪-‬ـ ويزاد ست حركات في الوقف إذا كانت‬ ‫مد ِه‪ُّ :‬‬
‫يمد أربع حركات أو ً‬ ‫مقدار ِّ‬
‫ُ‬
‫همزته متطرفة‪.‬‬
‫ِ‬
‫الهمز يأتي على ثالثة أنواع‪ ،‬وقد أشار العالمة المحقق صاحب "آللئ البيان" إلى‬ ‫المتطرف‬
‫ُ‬ ‫والمتص ُل‬
‫هذه األنواع الثالثة واألوجه الجائزة في كل نوع حالة انفرداه بقوله‪:‬‬
‫وزاد في كالماء ستا إن يقف ‪ ...‬والرفع أَ ْش ِم ْم مطلقًا كما عرف‬
‫جر بما به وصل ‪ ...‬ففي انفراده ثالثة تحل‬ ‫ور ْمهُ مع ٍّ‬
‫ُ‬
‫وتلك في نصب وخمسة بجر ‪ ...‬وأوجه الرفع ٍ‬
‫ثمان تعتبر‬
‫وفيما يلي بيان األنواع الثالثة بالتفصيل‪:‬‬
‫اء}‬
‫{ج َ‬
‫اء} ‪ ،1‬أو فتحة بناء مثل‪َ :‬‬
‫َّم َ‬
‫{والس َ‬
‫النوع األول‪ :‬المفتوح الهمز سواء كانت فتحة إعراب مثل‪َ :‬‬
‫‪ 2‬فإذا وقفنا عليه ففيه ثالثة أوجه‪ :‬المد أربع حركات أو خمس أو ست مع السكون اْل َم ْح ِ‬
‫ض أو‬
‫الخالص‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬المكسور الهمز سواء كانت كسرة إعراب مثل‪{ :‬والسَّم ِ‬
‫اء} ‪ ،3‬أو كسرة بناء مثل‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫الء} ‪ 4‬فإذا وقفنا عليه ففيه خمسة أوجه‪ :‬المد أربع حركات أو خمس مع السكون المحض‪،‬‬‫{هؤ ِ‬
‫َُ‬
‫الر ْوم؛ ألنه يوصل بهذين الوجهين والروم كالوصل‪ ،‬ثم المد ست حركات مع السكون‬
‫ومثلها مع َّ‬
‫المحض فقط‪.‬‬
‫{وَيا‬
‫اء} ‪ ،5‬أو ضمة بناء مثل‪َ :‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬المضموم الهمز سواء كانت ضمة إعراب مثل‪{ :‬السُّفَهَ ُ‬
‫اء} ‪ ،6‬فإذا وقفنا على مثل ذلك ففيه ثمانية أوجه‪ :‬المد أربع حركات أو خمس أو ست مع السكون‬‫َس َم ُ‬
‫الروم فقط‪.7‬‬
‫المجرد‪ ،‬ومثلها مع اإلشمام‪ ،‬ثم المد أربع حركات أو خمس مع َّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الذاريات‪.47 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النصر‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورةالشمس‪.5 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.31 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.142 :‬‬
‫‪ 6‬سورة هود‪.44 :‬‬
‫الروم واإل ْش َمام‪.‬‬
‫‪ 7‬يجدر بنا أن نشير هنا إلى تعريف كل من َّ‬
‫فالروم‪ :‬هو اإلتيان ببعض الحركة بصوت خفي يسمعه القريب دون البعيد‪ ،‬ويكون في المجرور‬
‫َّ‬
‫والمرفوع‪.‬‬
‫ِ‬
‫إسكان الحرف بحيث يراه المبصر دون األعمى‪ ،‬ويكون في‬ ‫يد‬ ‫واإلشمام‪ :‬هو ضم َّ‬
‫الشفَتين ُب َع َ‬
‫المرفوع فقط‪ ،‬وسيأتي الكالم عليهما بالتفصيل في باب‪ :‬الوقف على أواخر الكلم‪.‬‬

‫( ‪)1/97‬‬

‫ِ‬
‫المنفصل وقصره‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫المد‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يقع بعد حرف المد همز منفصلـ عنه في كلمة أخرى‪.‬‬
‫َهِلي ُك ْم َن ًارا} ‪ 2‬ومثال‬
‫اك اْل َك ْوثََر} ‪ ،1‬ومثال الواو‪{ :‬قُوا أ َْنفُ َس ُك ْم َوأ ْ‬
‫ط ْيَن َ‬
‫َع َ‬‫أمثلتُهُ‪ :‬مثال األلف‪ِ{ :‬إَّنا أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪.3‬‬ ‫{و ِفي أ َْنفُس ُك ْم أَفَال تُْبص ُر َ‬
‫الياء‪َ :‬‬
‫مده وقصره‪ ،‬إال أن رواية القصر لحفص ليست من طريق كتاب الشاطبية الذي نلتزم‬ ‫ُح ْك ُمهُ‪ :‬جواز ِّ‬
‫الن ْشر في القراءات العشر وعلى هذا فال يجوز للقارئ أن‬ ‫طيَِّبة َّ‬
‫به في كتابنا هذا‪ ،‬وإ نما هو من طريق َ‬
‫يقرأ بقصر المنفصل إال إذا كان على ِدَر َاية باألحكام المترتبة عليه حتى ال يحصل َخْلط أو تركيب‬
‫في الطرق عند التالوة‪.‬‬
‫وجهُ تسميتِ ِه منفصال‪ِّ :‬‬
‫سمي ًّ‬
‫مدا منفصال؛ النفصال السبب وهو الهمز عن حرف المد كل منهما في‬
‫كلمة‪.‬‬
‫خمسا‪.‬‬ ‫مقدار ِّ ِ‬
‫مده‪ :‬يمد أربع حركات أو ً‬ ‫ُ‬
‫تنبيهان‪:‬‬
‫خمسا‪،‬‬ ‫األول‪ :‬ذكرنا أن المتصل والمنفصل ُّ‬
‫يمد كل منهما أربع حركات أو ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الكوثر‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التحريم‪.6 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الذاريات‪.21 :‬‬

‫( ‪)1/98‬‬

‫وهذان الوجهان قُرئ بهما لحفص من طريق الشاطبية إال أن المد خمس حركات يعرف بأنه من‬
‫زيادات القصيد‪ ،‬بمعنى أن صاحب التيسير الذي هو أصل الشاطبية ذكره عن عاصم‪ ،‬ولكن المد‬
‫أربع حركات هو المقدم في األداء؛ ألن اإلمام الشاطبي كان يأخذ به ولم يذكر في قصيدته غيره‪،‬‬
‫ويقول صاحب "غيث النفع" أن هذا هو الذي ينبغي األخذ به لألمن معه من التخليط وعدم الضبط‪،1‬‬
‫كما يشير صاحب "آللئ البيان" إلى أنه الوجه األعدل بقوله‪:‬‬
‫وأربعا وهذا أعدل‬
‫ً‬ ‫خمسا‬
‫ً‬ ‫قد ُم َّد فصل وما يتصل ‪...‬‬
‫الثاني‪ :‬ذكرنا أن المد المنفصل حكمه الجواز لجواز قصره ومده‪ ،‬وقلنا بأن القصر ليس من طريق‬
‫كثيرا ما يحتاج إلى قصر المنفصل في‬
‫الشاطبية وإ نما من طريق طيبة النشر‪ ،‬ولما كان القارئ ً‬
‫قراءته لتناسبه مع مرتبه الحدر كان من الواجب عليه أن يعرف األحكام المترتبة عليه؛ لكي يراعيها‬
‫عند القراءة‪ ،‬وقد اخترت أقرب الطرق في ذلك وهو طريق‪ :‬روضة الحفاظ‪ ،‬لإلمام الشريف أبي‬
‫إسماعيل موسى بن الحسين بن إسماعيل بن موسى المعدل‪ ،‬وفيما يلي األحكام المترتبة على القصر‬
‫من طريقه‪:‬‬
‫‪ -1‬يتعين اإلتيان بالبسملة في أجزاء السورة دون تركها الجائز من الشاطبية وذلك للتبرك‪.‬‬
‫‪ -2‬وجوب توسط المتصل أي مده أربع حركات فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬ترك السكت قبل الهمز في "أل" و"شيء" والمفصولـ والموصول‪.‬‬
‫‪ -4‬عدم المد للتعظيم في ال إله إال اهلل‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم التكبير بين السورتين من آخر الضحى إلى آخر الناس‪.‬‬
‫‪ -6‬عدم الغنة في النون الساكنة قبل الالم والراء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬غيث النفع في القراءات السبع" عند الكالم على حكم قصر المنفصل في قوله تعالى‪{ :‬بِ َما‬
‫أ ُْن ِز َل ِإلَْي َك} بالبقرة‪.‬‬

‫( ‪)1/99‬‬

‫الئن} موضعي يونس و {ء َّ‬


‫الذ َك َر ِ‬
‫ين}‬ ‫َ‬ ‫{ء َ َ‬
‫‪ -7‬وجوب إبدال همزة الوصل ألفًا ومدها ست حركات في َ‬
‫بيونس والنمل‪ ،‬وسيأتي الكالم عليهم في المد الالزم‪.‬‬
‫{ءاهلل} ُ‬
‫موضعي األنعام‪ ،‬و َ‬
‫ْمَّنا} ُبيوسف‪.‬‬ ‫‪ -8‬وجوب اإلشمام في‪{ :‬تَأ َ‬
‫ث َذِل َك} باألعراف‪.‬‬ ‫‪ -9‬وجوب اإلدغام في‪{َ :‬يْلهَ ْ‬
‫ب َم َعَنا} بهود‪.‬‬
‫{ار َك ْ‬
‫‪ -10‬وجوب اإلدغام في‪ْ :‬‬
‫{ن ْخلُ ْق ُك ْم} بالمرسالت‪.‬‬
‫وجوب اإلدغام التام في‪َ :‬‬ ‫‪-11‬‬
‫ان} ‪.‬‬ ‫{م ْن َرا ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ق} ‪{َ ،‬ب ْل َر َ‬ ‫{م ْرقَدَنا} ‪َ ،‬‬
‫ترك السَّكت على‪{ :‬ع َو ًجا} ‪َ ،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫وجوب قصر "عين" في موضعيـ مريم والشورى‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫ق} بالشعراء‪.‬‬ ‫وجوب التفخيم في الراء ِ‬
‫{ف ْر ٍ‬ ‫‪-14‬‬
‫ان} بالنمل في حالة الوقف‪.‬‬ ‫{ءاتَ ِ‬
‫وجوب حذف الياء من َ‬ ‫‪-15‬‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫{سالساًل } بالدهر في حالة الوقف ً‬ ‫وجوب حذف األلف من َ‬ ‫‪-16‬‬
‫ص ْي ِط ُرون } بالطور بالسين فقط‪.‬‬ ‫وجوب قراءة {اْل ُم َ‬ ‫‪-17‬‬
‫ص ْي ِطر } بالغاشية بالسين أو الصاد‪.‬‬ ‫{م َ‬ ‫جواز قراءة‪ُ :‬‬ ‫‪-18‬‬
‫طةً} باألعراف بالسين أو الصاد‪.‬‬
‫صَ‬‫{ب ْ‬
‫صط} في المواضع األول بالبقرة وكذا َ‬ ‫{ي ْب ُ‬‫جواز قراءة‪َ :‬‬ ‫‪-19‬‬
‫{يس } ‪{ ،‬ن} باإلدغام أو اإلظهار‪.‬‬
‫‪ -20‬جواز قراءة‪َ :‬‬
‫بالروم في مواضعها الثالثة بالفتح أو الضم إال أنه يالحظ إذا قرأنا‬ ‫‪ -21‬جواز قراءة‪ِ :‬‬
‫{ض ْعف } ُّ‬
‫صط} ‪،‬‬ ‫بوجه اإلظهار في {يس} ‪{ ،‬ن} يتعين عليه الصاد فقط في ‪{ :‬م ِ‬
‫{ي ْب ُ‬
‫ص ْيطر } والسين فقط في َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫بالروم‪ .‬وهذا ما رواه الفيل عن عمرو بن الصباح عن‬ ‫{ض َعف } ُّ‬
‫طةً} والفتح فقط في ضاد ْ‬ ‫صَ‬‫{ب ْ‬‫َ‬
‫ص ْي ِطر} والصاد فقط في‬
‫{م َ‬
‫{يس} ‪{ ،‬ن} فيتعين السين فقط في ُ‬
‫حفص وأما إذا قرأنا بوجه اإلدغام في َ‬
‫بالروم وهذا ما رواه زرعان عن عمرو بن الصباح‬ ‫طةً} والضم فقط في ضاد ضعف ُّ‬ ‫صَ‬‫{ب ْ‬
‫صط} ‪َ ،‬‬ ‫{ي ْب ُ‬
‫َ‬

‫( ‪)1/100‬‬
‫عن حفص‪.‬‬
‫وإ لى هذه األحكام يشير العالمة المحقق الشيخ إبراهيم على شحاتة السمنودي في رسالته المخطوطة‪:‬‬
‫"بهجة اللِّحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ" فيقول بعد براعة االستهالل‪:‬‬
‫طيب النشر‬
‫وبعد فهذا ما رواه معدل ‪ ...‬بروضته الفيحاء من ّ‬
‫بإسناده عن حفص الحبر من تال ‪ ...‬على عاصم وهو المكنى أبا بكر‬
‫ففي البدء باألجزاء ليس ُمخي ًَّرا ‪ ...‬لبسملة بل للتبرك مستقرى‬
‫ومتصال وسط وما انفصل اقصرن ‪ ...‬وال سكت قبل الهمز من طرق القصر‬
‫وما مد للتعظيم منها ولم يجئ ‪ ...‬بها وجه تكبير وال غنة تسري‬
‫وفي موضعي آالن آلذكرين مع ‪ ...‬ءاهلل أبدلها مع المد ذي الوفر‬
‫ويلهث فأدغمن ‪ ...‬مع اركب ونخلقكم أتم وال تزر‬
‫ْ‬ ‫وأشمم بتأمنا‬
‫وبل ران من راق ومرقدنا كذا ‪ ...‬له عوجا ال سكت في األربع الغر‬
‫وبالقصر ُق ْل في عين شورى ومريم ‪ ...‬وفخم بفرق وهو في آية البحر‬
‫ِ‬
‫وآتان نمل فاحذف الياء واقفا ‪ ...‬كذا األلف واحذ من سالسل بالدهر‬
‫المصيـ ‪ ...‬طرون وبالوجهين في فرده النكر‬
‫ْ‬ ‫وبالسين ال بالصاد قل أم هم‬
‫ضعف روم كذا أجر‬ ‫وفي يبصط األولى وفي الخلق بصطة ‪ ...‬ويا سين ٍ‬
‫نون ُ‬
‫سين كذا يبصط البكر‬
‫صاد مصيطر ‪ ...‬وفي بصطةً ٌ‬‫ولكن مع اإلظهار ُ‬
‫وفتح لدى ض ٍ‬
‫عف عن الفيل وارد ‪ ...‬وبالعكس عن زرعان والكل عن عمرو‬ ‫ُ‬

‫( ‪)1/101‬‬

‫البد ِل‪:‬‬ ‫ُّ‬


‫المد َ‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يتقدم الهمز على حرف المد في كلمة وليس بعد حرف المد همز أو سكون‪.‬‬
‫يم ًانا} ‪ ،2‬ومثال الواو نحو‪{ :‬أُوتُوا} ‪.3‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬مثال األلف نحو‪{ :‬ءامُنوا} ‪ ،1‬مثال الياء نحو‪{ :‬إ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 2 ،1‬سورة التوبة‪.124 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.144 :‬‬

‫( ‪)1/101‬‬
‫حفصا ليس له فيه إال القصر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُح ْك ُمهُ‪ :‬جواز مده وقصره إال أن‬
‫مد ِه‪ :‬يمد حركتين فقط كالمد الطبيعي‪.‬‬
‫مقدار ِّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫وجهُ تسميته بدال‪ :‬سمي مد بدل ألن حرف المد فيه مبدل من الهمز غالبا إذ أصل كل بدل هو اجتماع‬
‫همزتين في كلمة‪ :‬أوالهما متحركة واألخرى ساكنة فتبدل الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة‬
‫األولى تخفيفًا‪ ،‬وإ لى هذا يشير اإلمام الشاطبي يقول‪:‬ـ‬
‫وإ بدال أخرى الهمزتين لكلهم ‪ ...‬إذا سكنت عزم كآدم أو هال‬
‫{ءأْمنوا} ‪ ،‬وإ ن كانت‬ ‫فإن كانت الهمزة األولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفًا نحو‪ِ :‬‬
‫{ءامُنوا} إذ أصلها َ‬‫َ‬
‫الهمزة األولى مكسورة أبدلت الثانية ياء نحو‪ِ{ :‬إ ْي َم ًانا} إذ أصلها {ِإأ ً‬
‫ْمانا} ‪ ،‬وإ ن كانت الهمزة األولى‬
‫واوا نحو‪{ :‬أُوتُوا} إذ أصلها {أُأْتوا} ‪.‬‬
‫مضمومة أبدلت الثانية ً‬
‫وتسميته بمد البدل إنما باعتبار الغالب والكثير فيه؛ ألن من أمثلته ما ال يكون حرف المد فيه بدال من‬
‫{مسُئوال} ‪ 3‬وهذا يعتبر شبيهًا بالبدل؛ ألن حرف المد في‬ ‫ِ‬
‫{إس َراءيل} ‪ْ ،2‬‬ ‫رءان} ‪ْ ،1‬‬‫الهمزة نحو‪{ :‬قُ َ‬
‫مثل ذلك أصلي وليس مبدالً من الهمزة‪.‬‬
‫ولقد اشتُِرط في التعريف أن ال يقع بعد حرف المد همز أو سكون؛ لكي يخرج نحو‪ِ :‬‬
‫{ءآم ْي َن} ‪ 4‬فهو‬
‫اهم} ‪ 6‬فهو مد منفصل‪،‬ـ ونحو‪{ :‬م ٍ‬
‫آب}‬ ‫َ‬ ‫اءوا أََب ُ ْ‬
‫{و َج ُ‬
‫مد الزم‪ ،‬نحو‪{ :‬برءآؤْا} فهو مد متصل‪ ،‬ونحو‪َ :‬‬
‫‪ 7‬عند الوقف فهو مد عارض للسكون‪ ،‬وقد ألغي مد البدل في مثل هذا كله؛ ألن هذه المدود تعتبر‬
‫أقوى منه رتبة فقدمت عليه كما سيأتي التنبيه على ذلك عند الكالم على مراتب المدود‪.8‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اإلسراء‪.78 :‬‬
‫‪ 2‬البقرة‪.40 :‬‬
‫‪ 3‬اإلسراء‪.34 :‬‬
‫‪ 4‬المائدة‪.2 :‬‬
‫‪ 5‬اْل ُم ْمتَحنة‪.4 :‬‬
‫يوسف‪.16 :‬‬‫‪ُ 6‬‬
‫الرعد‪.29 :‬‬
‫‪َّ 7‬‬
‫‪ 8‬فائدة‪ :‬اعلم أن مد البدل له أربع حاالت‪ :‬أ‪ -‬ثبوته وقفًا ووصال نحو‪{ :‬ءامنوا} [البقرة‪ .]9 :‬ب‪-‬‬
‫{د َعاء } [البقرة‪:‬‬
‫آب} [الرعد‪ ،]29 :‬ج‪ -‬ثبوته وقفًا ال وصال نحو‪ُ :‬‬ ‫ثبوته وصال ال وقفًا نحو‪{ :‬م ٍ‬
‫َ‬
‫‪.]171‬‬
‫{اؤتُ ِمن } [بالبقرة‪،]283 :‬‬ ‫ِ‬
‫د‪ -‬ثبوته عند االبتداء فقط وذلك نحو ما يأتي‪{ :‬ا ْئ َذ ْن لي } [بالتوبة‪ْ ،]49 :‬‬
‫{ا ْئت } [بيونس‪ ]15 :‬و[الشعراء‪{ ،]10 :‬ا ْئتَِنا } [باألنعام‪ ]71 :‬و[األعراف‪ ]77 :‬و[األنفال‪:‬ـ ‪]32‬‬
‫و[العنكبوت‪{ ،]29 :‬ا ْئتَِيا } [بفصلت‪:‬ـ ‪{ ،]11‬ا ْئتُوا } [بطه‪ ]64 :‬و[الجاثية‪{ ،]25 :‬ا ْئتُونِي } [بيونس‪:‬‬
‫‪ ]79‬و[يوسف‪ ]59 ،54 ،50 :‬و[األحقاف‪ .]4 :‬وهذه الكلمات السبع اجتمع في كل منها همزتان‬
‫األولى همزة وصل والثانية همزة قطع‪ ،‬فإذا وصلت الكلمة بما قبلها حذفت همزة الوصل وبقيت‬
‫همزة القطع ساكنة‪ ،‬أما إذا ابتدئ بها فحينئذ تثبت همزة الوصل وتُبدل همزة القطع حرف مد من‬
‫الزما ُبدئ بهمزة الوصل مضمومة مثل‬
‫ضما ً‬‫مضموما ًّ‬
‫ً‬ ‫جنس حركة ما قبلها‪ ،‬فإن كان ثالث الفعل‬
‫ضما‬
‫مضموما ًّ‬
‫ً‬ ‫مكسورا مثل "ايتنا" أو‬
‫ً‬ ‫مفتوحا مثل "ايذن لي" أو‬
‫ً‬ ‫"أوتمن"‪ ،‬وإ ن كان ثالث الفعل‬
‫عارضا مثل "ايتوا" بدئ بها في ذلك كله مكسورة‪ ،‬وسيأتي حكم ذلك في باب‪ :‬همزة الوصل‪.‬‬
‫ً‬

‫( ‪)1/102‬‬

‫ِ‬
‫العارض للس ِ‬
‫ُّكون‪:‬‬ ‫ُّ‬
‫المد‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يقع بعد حرف المد أو حرف اللِّين ساكن عارض ألجل الوقف‪.‬‬
‫وف} ‪5‬‬‫{خ ٍ‬
‫ون} ‪{ ،3‬اْلَب ْي ِت} ‪َ ،4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين} ‪{ ،2‬اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫{الر ْح َم ُن} ‪{ ،1‬اْل َعالَم َ‬
‫أمثلتُهُ‪َّ :‬‬
‫ُح ْك ُمهُ‪ :‬جواز قصره ِّ‬
‫ومده‪.‬‬
‫مد ِه‪:‬‬
‫مقدار ِّ‬
‫ُ‬
‫يجوز فيه ثالثة أوجه‪ :‬القصر حركتان‪ ،‬والتوسط أربع حركات واإلشباع ست‪ .‬وبيان ذلك أن القصر‬
‫ونظرا لحالة‬
‫ً‬ ‫نظرا لعروض السكون فال يعتد به ألن الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقًا‪،‬‬
‫حركتان ً‬
‫الوصل إذ يصير ًّ‬
‫مدا طبيعيًّا‪ ،‬وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة اْل َح ْد ِر‪.‬‬
‫عارضا فحطَّ عن األصل وأصبح ال هو‬ ‫ً‬ ‫ووجه التوسط لمراعاة اجتماع الساكنين مع مالحظة كونه‬
‫دائما حتى يكون أصليًّا فيمد ست حركات‬ ‫معدوم مطلقًا حتى يكون كالمد الطبيعي‪ ،‬وال هو موجود ً‬
‫كالالزم‪ ،‬ومالحظة عروضه جعلته في مرتبة متوسطة‪ ،‬وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة‬
‫التدوير‪.‬‬
‫ووجه اإلشباع فلشبهه حينئذ بالمد الالزم حيث يلتقي فيه ساكنان فيلزم المد الطويل للتخلص من التقاء‬
‫الساكنين‪ ،‬وهذا الوجه في القراءة يستحب مع مرتبة‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬الفاتحة‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬الفاتحة‪.2 :‬‬
‫‪ 3‬البقرة‪.5 :‬‬
‫‪ 4‬قريش‪.3 :‬‬
‫‪ 5‬قريش‪.4 :‬‬
‫( ‪)1/103‬‬

‫علما بأن أي وجه من الثالثة جائز على أي مرتبة من مراتب القراءة‪.‬‬ ‫الترتيل‪ً 1‬‬
‫عارضا لعروض السكون ألجل الوقف؛ ألنه لو وصل لصار ًّ‬
‫مدا طبيعيًّا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عارضا‪ :‬سمي‬
‫ً‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه‬
‫والمد العارض للسكون ثالثة أنواع‪ :‬المنصوب والمجرور والمرفوع‪.‬‬
‫يم} ‪ 2‬أو‬ ‫ِ‬
‫النوع األول‪ :‬المنصوب ونعني به الذي آخره فتحه سواء كانت فتحة إعراب نحو‪{ :‬اْل ُم ْستَق َ‬
‫ين} ففيه ثالثة أوجه‪ :‬القصر حركتان‪ ،‬والتوسط أربع حركات‪ ،‬واإلشباع‬ ‫ِ‬
‫فتحة بناء نحو‪{ :‬اْل َعالَم َ‬
‫الروم واإل ْش َمام‪.‬‬
‫ست‪ .‬كلها مع السكون المحض أي الخالص من َّ‬
‫{الر ِح ِيم} ‪ ،3‬أو‬
‫النوع الثاني‪ :‬المجرور ونعني به الذي آخره كسرة سواء كانت كسرة إعراب نحو‪َّ :‬‬
‫ص َم ِ‬
‫ان} ‪ 4‬ففيه أربعة أوجه‪ ،‬الثالثة المتقدمة في المنصوب أعني‪ :‬القصر‬ ‫{ه َذ ِ‬
‫ان َخ ْ‬ ‫كسرة بناء نحو‪َ :‬‬
‫الروم كالوصل فال يكون إال مع‬
‫الروم مع القصر؛ ألن َّ‬
‫والتوسط واإلشباع مع السكون المحض‪ ،‬ثم َّ‬
‫القصر‪.‬‬
‫ين} ‪ 5‬أو‬ ‫النوع الثالث‪ :‬المرفوع ونعني به الذي آخره ضمة سواء كانت ضمة إعراب نحو‪ِ َ :‬‬
‫{ن ْستَع ُ‬
‫يم} ‪ 6‬ففيه سبعة أوجه وهي‪ :‬الثالثة المتقدمة مع السكون المحض‪ ،‬ومثلها‬ ‫ضمة بناء نحو‪ِ ِ :‬‬
‫{يا إ ْب َراه ُ‬
‫َ‬
‫الروم مع القصر‪.‬‬
‫مع اإلشمام‪ ،‬والوجه السابع َّ‬
‫فتلخص من ذلك أن اإلشمام خاص بما آخره ضمة والغرض منه اإلشارة إلى حركة الحرف‬
‫الموقوف عليه بأنها ضمة‪ ،‬وأن الروم خاص بما آخره كسرة أو ضمة والغرض منه اإلشارة إلى‬
‫حركة الحرف الموقوف عليه كذلك‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،141‬بتصرف‬
‫‪ 2‬الفاتحة‪.6 :‬‬
‫‪ 3‬الفاتحة‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬الحج‪.19 :‬‬
‫‪ 5‬الفاتحة‪.5 :‬‬
‫‪ 6‬مريم‪.46 :‬‬

‫( ‪)1/104‬‬
‫{س ْوء} ‪ ،4‬فإنه‬ ‫{خو ٍ‬ ‫ِ‬
‫{بيت} ‪َ { ،2‬شيء} ‪ُ ،3‬‬
‫ف} ‪ْ ،1‬‬ ‫وإ ن كان السكون العارض قبله حرف لين مثل‪ْ َ :‬‬
‫ص ِر فبعض العلماء يقول بأن المراد‬
‫يأخذ األوجه السابقة حيثما أتى إال أنهم اختلفوا في وجه القَ ْ‬
‫بالقصر المد حركتين إجراء له مجرى المد العارض للسكون واعتبار حرف اللِّين كحرف المد عند‬
‫شراح الشاطبية يقولون في‬
‫الوقف على ما بعده تسهيال للنطق‪ ،‬وهكذا قال صاحب العميد‪ ،5‬وأكثر َّ‬
‫معنى قول اإلمام الشاطبي "وعنهم سقوط المد فيه" أن المراد به القصر حركتين كالمد العارض‬
‫للسكون‪.‬‬
‫والبعض اآلخر من العلماء يقول بأن المراد بالقصر حذف المد مطلقًا بحيث يكون النطق بحرفي‬
‫اللِّين عند الوقف كالنطق بهما حالة الوصل إجراء لهما مجرى الحروف الصحيحة‪.6‬‬
‫صر الذي هو عدم المد أصالة ألن‬
‫الروم فأكثرهم يقول‪ :‬بأن الروم يأتي مع القَ ْ‬
‫كما اختلفوا في وجه َّ‬
‫مد مطلقًا عكس المد العارض للسكون الذي يكون في الوصل‬ ‫حرف اللِّين في حالة الوصل لم يكن فيه ٌّ‬
‫ًّ‬
‫مدا طبيعيًّا كما سبق بيانه‪.‬‬
‫وبعضهم يقول‪:‬ـ بأن الروم يأتي مع القصر الذي هو بمعنى مد ما‪َّ ،‬‬
‫وقدروه بأنه دون المد الطبيعي وقد‬
‫أورد ذلك العالمة الضبَّاع في كتابه "اإلضاءة في أصول القراءة"‪ ،‬وذكر بأن ممن قال بهذا الرأي‬
‫الداني ومكي إذ قاال‪" :‬في حرفي اللين من المد بعض ما في حروف المد"‪ ،‬وكذلك الجعبري قال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫"واللِّين ال يخلو من أيسر مد فيمد بقدر الطبع"‪ 7‬وعلى هذا َّ‬
‫فالروم فيه يكون على مثل ذلك وال يضبط‬
‫هذا إال بالمشافهة‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬قريش‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬آل عمران‪.96 :‬‬
‫‪ 3‬البقرة‪.178 :‬‬
‫‪ 4‬مريم‪.28 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪ :‬كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.123 ،122‬‬
‫‪ 6‬انظر‪ :‬كتاب "أحكام القرآن الكريم" للحصري‪ ،‬ص‪.175‬‬
‫‪ 7‬انظر‪" :‬اإلضاءة في أصول القراءة" للعالمة الضَّبَّاع‪ ،‬ص‪.21 ،20 ،19‬‬

‫( ‪)1/105‬‬

‫وف} ‪ 3‬فإنه يجوز‬


‫آب} ‪{ ،2‬لََر ُء ٌ‬ ‫َ‬ ‫وأما إن كان المد العارض للسكون قبله همزة نحو‪ِ{ :‬إ ْس َرائِ َ‬
‫يل} ‪{ ،1‬م ِ‬
‫يل} فيه عند الوقف ثالثة أوجه‪ :‬القصر‬ ‫أيضا يعنى أن المفتوح مثل‪ِ{ :‬إ ْس َرائِ َ‬
‫فيه األوجه السابقة ً‬
‫والتوسط واإلشباع مع السكون المحض‪ ،‬وأن المكسور مثل‪{ :‬م ٍ‬
‫آب} فيه عند الوقف أربعة أوجه‪:‬‬ ‫َ‬
‫وف} فيه عند‬
‫صر‪ ،‬وأن المضموم مثل‪{ :‬لََر ُء ٌ‬
‫الروم مع القَ ْ‬
‫الثالثة المتقدمة مع السكون المحض‪ ،‬ثم َّ‬
‫الروم‬
‫الوقف سبعة أوجه‪ :‬الثالثة المتقدمة مع السكون المحض‪ ،‬ومثلها مع اإلشمام ‪-‬فتصير ستة‪ -‬ثم َّ‬
‫مع القصر‪ ،‬فيكون المجموع سبعة أوجه‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬البقرة‪.40 :‬‬
‫‪ 2‬الرعد‪.29 :‬‬
‫‪ 3‬البقرة‪.143 :‬‬

‫( ‪)1/106‬‬

‫المد الالزم‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫المد الاَّل ِز ُم‪:‬‬
‫ُّ‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد أو اللِّين ساكن الزم وصال ووقفًاـ سواء كان ذلك في كلمة أو‬
‫حرف‪.‬‬
‫آلئ َن} ‪{ ،2‬الم} ‪{ ،3‬كهيعص} ‪.4‬‬‫{ء َ‬ ‫َّ‬
‫أمثلتُهُ‪{ :‬اْل َحاقةُ} ‪َ ،1‬‬
‫متساويا اتفاقًا وصال ووقفًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مده ًّ‬
‫مدا‬ ‫حكمهُ‪ :‬لزوم ِّ‬ ‫ُ‬
‫دائما إال في لفظ "عين" أول مريم والشورى ففيه وجهان‪ :‬اإلشباع‬ ‫مقدار ِّ ِ‬
‫مده‪ :‬يمد ست حركات ً‬ ‫ُ‬
‫والتَّوسط وذلك لوقوع السكون األصلي فيه بعد حرف لين ولم يوجد غيره في القرآن‪ ،‬واإلشباع هو‬
‫المقدم في األداء‪ ،‬وكذا حرف ميم من‪{ :‬الم} أول آل عمران في حالة الوصل فقد روي فيه وجهان‪:‬‬
‫استصحابا لألصل‪.‬‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬المد ست حركات‬
‫اعتدادا بحركة الميم العارضة وهي الفتحة التي أتى بها للتخلص من التقاء‬
‫ً‬ ‫الثاني‪ :‬القصر حركتان‬
‫الساكنين‪ ،‬وإ نما أُوثرت الفتحة هنا على الكسرة التي هي األصل‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬الحاقة‪.1 :‬‬
‫يونس‪.51 :‬‬
‫‪ُ 2‬‬
‫‪ 3‬البقرة‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬مريم‪.1 :‬‬
‫( ‪)1/106‬‬

‫في التخلص وذلك لكون الفتحة وسيلة إلى تفخيم لفظ الجاللة‪ ،‬وإ نما قصد تفخيمه ليتالءم مع تفخيم‬
‫معناه‪ ،‬أما في حالة الوقف فيتعين فيه المد ست حركات فقط‪.1‬‬
‫وأيضا للزوم سببه وهو‬ ‫الزما للزوم مده ست حركات من غير تفاوت‪،‬ـ‬ ‫الزما‪ :‬سمي ًّ‬ ‫ِِ‬
‫ً‬ ‫مدا ً‬ ‫وجهُ تسميته ً‬
‫السكون وصال ووقفًا‪.‬ـ‬
‫أقسامهُ‪ :‬ينقسم المد الالزم إجماال إلى قسمين‪:‬‬
‫ُ‬
‫األول‪ :‬المد الالزم الكلمي وهو أن يقع السكون األصلي بعد حرف المد في كلمة مثل‪{ :‬الطَّ َّ‬
‫امةُ} ‪.2‬‬
‫الثاني‪ :‬المد الالزم الحرفي وهو أن يقع السكون األصلي بعد حرف المد في حرف من أحرف الهجاء‬
‫مثل‪{ :‬ن} ‪ 3‬وينقسم تفصيال إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬مد الزم كلمي مخفف‪ -2 .‬مد الزم كلمي مثقل‪.‬‬
‫‪ -3‬مد الزم حرفي مخفف‪ -4 .‬مد الزم حرفي مثقل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ 138‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة النازعات‪.34 :‬‬
‫‪ 3‬أول سورة القلم‪.1 :‬‬

‫( ‪)1/107‬‬

‫القسم األول‪ :‬المد الالزم الكلمي المخفف‬


‫خاليا من التشديد‪.‬‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة ً‬
‫ِ‬
‫ت قَْب ُل} ‪ 2‬بموضعي يونس وليس في‬‫ص ْي َ‬ ‫أمثلتُهُ‪{ :‬آآْل َن َوقَ ْد ُك ْنتُ ْم بِه تَ ْستَ ْع ِجلُ َ‬
‫ون} ‪{ ،1‬آآْل َن َوقَ ْد َع َ‬
‫القرآن غيرهما‪.‬‬
‫وجهُ تسميتِ ِه كلميًّا‪ :‬لوقوعـ السكون األصلي بعد حرف المد في كلمة واحدة‪.‬‬
‫نظرا إلى خلِّوه من التشديد والغنة‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫وجهُ تسميته مخففًا‪ :‬لخفة النطق به ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يونس‪.51 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يونس‪.91 :‬‬
‫( ‪)1/107‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬المد الالزم الكلمي المثقل‬


‫مشددا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد سكون في كلمة بشرط كونه‬
‫ُّوني} ‪ ،2‬ولم ِ‬
‫يأت في القرآن مثال للياء‪.3‬‬ ‫أمثلتُهُ‪ :‬األلف مثل‪{ :‬اْل َحاقَّةُ} ‪ ،1‬والواو مثل‪{ :‬أَتُ َحاج ِّ‬
‫وجهُ تسميتِ ِه كلميًّا‪ :‬سمي كلميًّا لوقوع السكون األصلي بعد حرف المد في كلمة‪.‬‬
‫نظرا إلى كون سكونه فيه تشديد‪.‬‬
‫سمي مثقال؛ لثقل النطق به ً‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه مثقال‪ِّ :‬‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫األول‪ :‬لقد أشرنا في تعريف المد الالزم الكلمي أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة؛ وذلك‬
‫ليخرج ما إذا كان حرف المد آخر كلمة‪ ،‬والسكون في أول الكلمة التالية‪ ،‬فإنه يحذف منه حرف المد‬
‫يمي الص ِ‬
‫َّالة} ‪،6‬‬ ‫الر ْحمن ولَ ًدا} ‪{ ،5‬واْلمِق ِ‬ ‫َّ‬ ‫عند النطق به نحو‪ِ{ :‬إ َذا َّ‬
‫َ ُ‬ ‫{وقَالُوا ات َخ َذ َّ َ ُ َ‬
‫ت} ‪َ ،4‬‬
‫الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ‬
‫وهذا يعتبر من النوع الثاني للمد األصلي الذي يثبت فيه حرف المد وقفًا ويحذف وصال‪ ،‬وقد سبقت‬
‫اإلشارة إليه‪.‬‬
‫مشبعا ست حركات‪ ،‬ويجوز فيها‬
‫ً‬ ‫تمد ًّ‬
‫مدا‬ ‫الثاني‪ :‬في القرآن الكريم ثالث كلمات في ستة مواضع ُّ‬
‫َّ‬
‫أيضا التسهيل‪ 7‬مع القصر وهي‪{ :‬آلذ َك َر ْي ِن} ‪ً 8‬‬
‫معا‬ ‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬أول الحاقة‪.3 ،2 ،1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األنعام‪.80 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.137‬‬
‫‪ 4‬سورة التكوير‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.116 :‬‬
‫‪ 6‬سورة الحج‪.35 :‬‬
‫‪ 7‬التسهيل‪ :‬هو أن ننطق بالهمزة الثانية بين الهمزة واأللف فال هي همزة خالصة وال هي ألف‬
‫خالصة وهذا ال يعرف إال باألخذ من أفواه المشايخ‪.‬‬
‫‪ 8‬اآليتان‪.144 ،143 :‬‬

‫( ‪)1/108‬‬
‫أيضا‪{ ،‬آللَّهُ َخْيٌر} ‪ 3‬بالنمل وقد أشار المحقق‬ ‫َّ ِ‬
‫بيونس‪{ ،‬آللهُ أَذ َن لَ ُك ْم } ‪ 2‬بها ً‬
‫معا ُ‬‫باألنعام‪{ ،‬آآْل َن} ‪ً 1‬‬
‫ابن الجزري إلى ذلك بقوله‪:‬‬
‫وهمز وصل من كآهلل أذن ‪ ...‬أبدل لكل أو فسهل واقصرن‬
‫تغليبا ألقوى‬
‫الثالث‪ :‬المد الالزم الكلمي المثقل المتطرف الموقوف عليه ليس فيه سوى اإلشباع؛ ً‬
‫السببين وهو السكون المدغم بعد حرف المد وإ لغاء لألضعف‪ ،4‬وهو السكون العارض‪ .‬وعليه فإذا‬
‫{غ ْي َر‬ ‫{صو َّ‬
‫اف} ‪ 5‬فبالسكون المجرد فقط‪ ،‬وعلى المجرور نحو‪َ :‬‬ ‫وقف على المنصوب منه نحو‪َ َ :‬‬
‫ان} ‪ 7‬فبالسكون المجرد ثم‬‫{وال َج ٌّ‬
‫بالروم‪ ،‬وعلى المرفوع نحو‪َ :‬‬
‫ض ٍّار} ‪ 6‬فبالسكون المجرد فقط ثم َّ‬
‫ُم َ‬
‫بالروم ثم باإلشمام وكلها مع اإلشباع وقد أشار إلى ذلك صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫َّ‬
‫مشبعا‬ ‫جر ٍ‬
‫بمد‬ ‫ور ْمه مع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َس ِّكنهُ إن تَ ْ‬
‫ً‬ ‫رافعا ‪ُ ...‬‬
‫قف وأشم ْم ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآليتان‪.91 ،51 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.59 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.59 :‬‬
‫‪ 4‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.142‬‬
‫‪ 5‬سورة الحج‪.36 :‬‬
‫‪ 6‬سورة النساء‪.12 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الرحمن‪.39 :‬‬

‫( ‪)1/109‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬المد الالزم الحرفي المخفف‬


‫خاليا من التشديد‪.‬‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في حرف من أحرف الهجاء ً‬
‫أمثلتُهُ‪{ :‬ن َواْل َقلَِم} ‪{ ،1‬ق َواْلقُْر ِ‬
‫آن} ‪ ،2‬والميم من {الم} ‪3‬‬
‫وجهُ تسميتِ ِه حرفيًّا‪ :‬سمي حرفيًّا لوقوع السكون األصلي بعد حرف المد في حرف من أحرف الهجاء‬
‫الواقعة في فواتح السور‪.‬‬
‫نظرا إلى خلِّوه من التشديد والغنة‪.‬‬ ‫وجهُ تسميتِ ِه مخففًا‪ِّ :‬‬
‫سمي مخففًا لخفة النطق به ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة القلم‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة ق‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.1 :‬‬
‫( ‪)1/109‬‬

‫الحرفي المثق ُل‬


‫ُّ‬ ‫الالزم‬ ‫القسم الرابع‪ُّ :‬‬
‫المد‬
‫ُ‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو أن يأتي بعد حرف المد سكون أصلي في حرف من أحرف الهجاء بشرط أن يكون فيه‬
‫تشديد‪.‬‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬الالم من {الم} ‪{ ،1‬المص} ‪{ ،2‬المر} ‪ 3‬والسين من {طسم} ‪.4‬‬
‫وجهُ تسميتِ ِه حرفيًّا‪ :‬سمي حرفيًّا؛ لوقوع السكون األصلي بعد حرف المد في حرف من أحرف‬
‫الهجاء الواقعة في فواتح السور‪.‬‬
‫نظرا إلى كون سكونه فيه تشديد‬ ‫ِِ‬
‫وجهُ تسميته مثقال‪ :‬سمي مثقال؛ لثقل النطق به ً‬
‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫المد الالزم الحرفي ضابطه أن يوجد في حرف في فواتح السور هجاؤه على ثالثة أحرف وسطها‬
‫حرف مد‪ ،‬والحرف الثالث مبني على السكون‪ ،‬وهذا يوجد في ثمانية أحرف أشار إليها صاحب‬
‫مشبعا بال خالف ‪-‬وصال ووقفًا‪-‬‬
‫ً‬ ‫التُّحفة بقوله‪" :‬يجمعها حروف كم عسل نقص" منها سبعة تمد ًّ‬
‫مدا‬
‫إال حرف "ميم" أول آل عمران في حالة الوصل فقد سبق حكمه عند الكالم على مقدار المد الالزم‪،‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫أما الحرف الثامن فهو "عين" فاتحة مريم والشورى وقد سبق حكمه ً‬
‫واْلح ِ‬
‫اص ُل‪ :‬أن أحرف الهجاء الواقعة في فواتح السور‪ :‬أربعة عشر حرفًا مجموعة في قول صاحب‬ ‫َ‬
‫التُّحفة‪:‬‬
‫سحيرا من قطعك ذا اشتهر‬
‫ً‬ ‫ويجمع الفواتح األربع عشر ‪ ...‬صله‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الرعد‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الشعراء‪.1 :‬‬

‫( ‪)1/110‬‬

‫وهي على أربعة أقسام‪:‬‬


‫القسم األول‪ :‬ما كان هجاؤه على ثالثة أحرف وسطها حرف مد وله سبعة أحرف مجموعة في "كم‬
‫مشبعا مقداره ست حركات كما سبقت اإلشارة‬
‫ً‬ ‫عسل نقص" باستثناء حرف "عين" وهذا القسم يمد ًّ‬
‫مدا‬
‫إلى ذلك‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما كان هجاؤه على ثالثة أحرف وسطها حرف لين وهو حرف "عين" من فاتحة مريم‬
‫والشورى وقلنا بأنه يجوزم فيه اإلشباع والتوسط‪.‬‬
‫"حي‬
‫القسم الثالث‪ :‬ما كان هجاؤه على حرفين ثانيهما حرف مد‪ ،‬وحروفه خمسة مجموعة في لفظ‪ٌّ :‬‬
‫طهَُر" وهذا القسم يمد ًّ‬
‫مدا طبيعيًّا فقط‪.‬‬ ‫َ‬
‫القسم الرابع‪ :‬ما كان هجاؤه على ثالثة أحرف ليس في وسطها حرف مد وله حرف واحد وهو‪:‬‬
‫"ألف" وهذا ليس فيه مد أصال‪.‬‬
‫فائدةٌ‪:‬‬
‫الحروف الهجائية وقعت في فواتح تسع وعشرين سورة وهي على خمسة أنواع‪.‬‬
‫األول‪ :‬آحادية وذلك في ثالث سور هي‪" :‬ص‪ ،‬ق‪ ،‬ن"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬ثنائية وهي في تسع سور‪{ " :‬طه} ‪{ ،‬طس} " أول النمل‪{ " ،‬يس} ‪{ ،‬حم} " في سورها‬
‫الست‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ثالثية وذلك في ثالث عشرة سورة‪{ :‬الم} أول البقرة وآل عمران والعنكبوت والروم ولقمان‬
‫ويوسف وإ براهيم والحجر‪{ ،‬طسم} أول الشعراء والقصص‪.‬ـ‬
‫ُ‬ ‫يونس وهود‬
‫والسجدة‪{ ،‬الر} أول ُ‬
‫الرابع‪ :‬رباعية وذلك في سورتين‪{ :‬المص} أول األعراف‪{ ،‬المر} أول الرعد‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬خماسية وذلك في سورتين‪{ :‬كهيعص} أول مريم‪{ ،‬حم عسق} أول الشورى‪.‬‬

‫( ‪)1/111‬‬

‫ِ‬
‫المدود‪:‬‬ ‫مراتب‬
‫ُ‬
‫تبعا لتفاوت أسبابها من حيث القوة والضعف‪ ،‬فإذا كان السبب قويًّا كان المد‬
‫تتفاوت مراتب المدود ً‬
‫قويًّا‪ ،‬وإ ذا كان السبب ضعيفًا كان المد ضعيفًا‪ ،‬والمراتب خمسة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬المد الالزم‪.‬‬
‫‪ -2‬المد المتصل‪.‬‬
‫‪ -3‬المد العارض للسكون‪.‬‬
‫‪ -4‬المد المنفصل‪.‬‬
‫‪ -5‬المد البدل‪.‬‬
‫ويجمع المراتب الخمس العالمة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬في قوله‪:‬‬
‫أقوى المدود الزم فما اتصل ‪ ...‬فعارض فذو انفصال فبدل‬
‫جميعا؛ ألصالة سببه وهو السكون الثابت وصال ووقفًا‪،‬‬
‫ً‬ ‫وإ نما كان المد الالزم أقوى هذه المدود‬
‫والجتماعه معه في كلمة واحدة أو في حرف‪ ،‬وللزوم مده حالة واحدة وهي ست حركات‪.‬‬
‫وأما المتصل فكان في المرتبة الثانية ألصالة سببه وهو الهمز‪ ،‬والجتماعه معه في كلمة واحدة غير‬
‫أنه مختلف في مقدار ِّ‬
‫مده‪.‬‬
‫وأما العارض للسكون فكان في المرتبة الثالثة؛ الجتماع سببه ‪-‬وهو السكون‪ -‬معه في كلمة واحدة‬
‫غير أن السكون فيه عارض‪ ،‬ومقدار ِّ‬
‫مده مختلف فيه بين المد والتوسط والقصر‪.‬‬
‫أيضا في‬
‫وأما المنفصل فكان في المرتبة الرابعة؛ النفصالـ سببه عنه وهو الهمز‪ ،‬وألنه مختلف ً‬
‫مقدار ِّ‬
‫مده‪.‬‬
‫وأما البدل فكان في المرتبة األخيرة؛ ألن المدود السابقة جميعها يقع سببها بعدها بينما سبب مد البدل‬
‫متقدم عليه‪ ،‬كما أن المدود السابقة كلها أصلية ولم تبدل من شيء آخر بخالف مد البدل فهو مبدل من‬
‫غالبا‪.1‬‬
‫الهمز ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،103 ،102‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/112‬‬

‫تنبيهاتٌ‪:‬‬
‫األول‪ :‬حكم اجتماع سببين من أسباب المد‬
‫إذ اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي واآلخر ضعيف عمل بالقوي وألغي الضعيف مثال ذلك‬
‫مد وهذا يعتبر من قبيل مد البدل‪،‬‬
‫اه ْم} ‪ 1‬فالهمزة األولى جاء بعدها واو ّ‬
‫اءوا أََب ُ‬
‫{و َج ُ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫والهمزة الثانية تقدمها واو مد وهذا يعتبر من قبيل المد المنفصل‪ ،‬ولما كان المد المنفصل أقوى من‬
‫المد البدل اعتبر المد منفصال؛ ألنه األقوى وألغي البدل؛ ألنه األضعف‪.‬‬
‫وإ لى هذا يشير العالمة المحقق الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي بقوله‪:‬‬
‫وسببا مد إذا ما وجدا ‪ ...‬فإن أقوى السببين انفردا‬
‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يوسف‪.16 :‬‬

‫( ‪)1/113‬‬
‫الثاني‪ :‬حكم اجتماع مدين من نوع واحد‬
‫مدان من نوع واحد كمنفصلين أو متصلين أو عارضين فتجب التسوية بينهما‪ ،‬وال يجوز‬ ‫إذا اجتمع َّ‬
‫ون بِ َما أ ُْن ِز َل ِإلَْي َك َو َما أ ُْن ِز َل ِم ْن‬
‫ين ُي ْؤ ِمُن َ‬
‫زيادة أحدهما أو نقصه عن اآلخر‪ ،‬مثل قوله تعالى‪َِّ :‬‬
‫{والذ َ‬
‫َ‬
‫خمسا وجب‬‫أربعا فقط وإ ذا مددته ً‬ ‫مد الثاني ً‬ ‫مد ْدت المنفصل األول أربع حركات وجب ّ‬ ‫قَْبِل َك} ‪ 1‬فإذا َ‬
‫خمسا كذلك‪ ،‬وهكذا في بقية أنواع المدود‪ ،‬وإ لى ذلك يشير المحقق ابن الجزري بقوله‪:‬‬ ‫مد الثاني ً‬
‫ير ِه َك ِمثِْل ِه‬ ‫واللَّ ْفظُ في ِ‬
‫نظ ِ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/113‬‬

‫الثالث‪ :‬حكم اجتماع المتصل والمنفصل‬


‫{وإِ ْذ ُقْلَنا‬ ‫َّ‬
‫إذا التقى مدان أحدهما متصل واآلخر منفصل‪ ،‬سواء تقدم المتصل نحو‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اء َولَ ِك ْن‬
‫يس أََبى} ‪ 1‬أم تأخر نحو قوله تعالى‪{ :‬أَال ِإَّنهُ ْم ُه ُم السُّفَهَ ُ‬
‫اَّل ِ‬ ‫آِل‬
‫اس ُج ُدوا َد َم فَ َس َج ُدوا ِإ ِإْبل َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫لْل َمالئ َكة ْ‬
‫ون} ‪2‬‬ ‫ال َي ْعلَ ُم َ‬
‫أيضا فقط‪ ،‬وإ ذا مددنا‬
‫مد ْدنا األول أربع حركات مددنا الثاني أربع حركات ً‬
‫ففيهما لحفص وجهان إذا َ‬
‫أيضا فقط‪.‬‬
‫األول خمس حركات مددنا الثاني خمس حركات ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.34 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.13 :‬‬

‫( ‪)1/113‬‬

‫الرابع‪ :‬حكم اجتماع المتصل المتطرف الهمز الموقوف عليه مع متصل آخر أو منفصل‬
‫‪...‬‬
‫الرابع‪ :‬حكم اجتماع المتصل والمتطرف الهمز الموقوف عليه مع متصل آخر أو منفصلـ‬
‫سبق أن عرفنا األوجه الجائزة في المد المتصل‪ ،‬المتطرف الهمز‪ ،‬الموقوف عليه حالة انفراده وذلك‬
‫عند الكالم على المد المتصل‪.‬‬
‫معا فتختلف األوجه الجائزة فيه عن حالة انفراده‬
‫أما إذا اجتمع معه متصل آخر أو منفصلـ أو هما ً‬
‫وله في ذلك ثالث صور‪:‬‬
‫الصورة األولى‪:‬‬
‫ضى أ َْو‬ ‫{وإِ ْن ُك ْنتُ ْم َم ْر َ‬
‫إذا كانت همزته مفتوحة سواء كانت فتحة إعراب أو بناء نحو قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ون بِ َش ْي ٍء‬ ‫ِ‬
‫{وال ُيحيطُ َ‬ ‫اء} ‪ 1‬ونحو قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫الم ْستُ ُم ِّ‬
‫الن َس َ‬
‫ِِ‬ ‫علَى سفَ ٍر أَو جاء أ ِ ِ‬
‫َح ٌد م ْن ُك ْم م َن اْل َغائط أ َْو َ‬
‫َ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ ِ ِ ِ اَّل‬
‫اء} ‪ 2‬جاز فيه أربعة أوجه وهي‪:‬‬ ‫م ْن عْلمه ِإ بِ َما َش َ‬
‫معا أربع حركات يجوز لنا في المتصل الوقوف عليه‪،‬‬ ‫مد ْدنا المتصل األول أو المنفصل أو هما ً‬ ‫إذا َ‬
‫المتطرف الهمز‪َ ،‬و ْجهَ ِ‬
‫ان‪ :‬المد أربع حركات أو ست مع السكون المجرد‪ ،‬وإ ذا مددنا ما قبله خمس‬
‫أيضا‪ ،‬فهذان وجهان يضمان إلى الوجهين‬‫حركات مددناه خمس حركات أو ستًّا مع السكون المجرد ً‬
‫السابقين فيكون المجموع أربعة‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪:‬‬
‫إذا كانت همزته مكسورة سواء كانت كسرة إعراب أو بناء نحو قوله تعالى‪{ :‬والصَّابِ ِرين ِفي اْلبأْس ِ‬
‫اء‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يدا علَى هؤ ِ‬ ‫والض َّ ِ‬
‫ال أ َْنبُِئونِي‬
‫الء} ‪ 4‬وقوله تعالى‪{ :‬فَقَ َ‬ ‫{و ِج ْئَنا بِ َك َش ِه ً َ َ ُ‬
‫َّراء} ‪ ،3‬ونحو قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َماء َه ُؤالء} ‪ 5‬جاز فيه ستة أوجه بيانها كاآلتي‪:‬‬ ‫بِأ ْ‬
‫معا أربع حركات يجوز لنا في المتصل الموقوف عليه‪،‬‬
‫إذا مددنا المتصل األول أو المنفصل أو هما ً‬
‫المتطرف الهمز‪ ،‬ثالثة أوجه وهي‪ :‬المد أربع حركات أو ست مع‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪.43 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.255 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.177 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النحل‪.89 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.31 :‬‬

‫( ‪)1/114‬‬

‫الروم‪ ،‬وإ ذا مددنا ما قبله خمس حركات مددناه خمس‬


‫السكون المجرد‪ ،‬ثم المد أربع حركات مع َّ‬
‫حركات أو ستًّا مع السكون المجرد‪ ،‬ثم المد خمس حركات مع َّ‬
‫الروم‪ ،‬فهذه ثالثة تضم إلى الثالثة‬
‫السابقة فيكون المجموع ستة أوجه‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪:‬‬

‫إذا كانت همزته مضمومة سواء كانت ضمة إعراب أو بناء نحو قوله سبحانه‪{ :‬تُ ْؤتِي اْل ُمْل َك َم ْن تَ َش ُ‬
‫اء‬
‫اء} ‪ 2‬وقوله َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫عز من قائل‪:‬‬ ‫آم َن السُّفَهَ ُ‬ ‫َوتَْن ِزعُ اْل ُمْل َك م َّم ْن تَ َش ُ‬
‫اء} ‪ ،1‬وقوله جل وعال‪{ :‬قَالُوا أَُن ْؤم ُن َك َما َ‬
‫ِ‬
‫ص ُرَنا فَُن ِّج َي َم ْن َن َش ُ‬
‫اء} ‪ 3‬جاز فيه عشرة أوجه‬ ‫ظُّنوا أََّنهُ ْم قَ ْد ُكذُبوا َج َ‬
‫اء ُه ْم َن ْ‬ ‫الر ُس ُل َو َ‬
‫َس ُّ‬ ‫{حتَّى ِإ َذا ْ‬
‫استَْيأ َ‬ ‫َ‬
‫وإ ليك بيانها‪.‬‬
‫معا أربع حركات يجوز لنا في المتصل الموقوف عليه‪،‬‬
‫إذا مددنا المتصل األول أو المنفصل أو هما ً‬
‫المتطرف الهمز‪ ،‬خمسة أوجه وهي‪ :‬المد أربع حركات أو ست مع السكون المجرد ومثلها مع‬
‫الروم‪ ،‬إذا مددنا ما قبله خمس حركات مددناه خمس حركات أو‬
‫اإلشمام‪ ،‬ثم المد أربع حركات مع َّ‬
‫ستًّا مع السكون المجرد ومثلها مع اإلشمام‪ ،‬ثم المد خمس حركات مع َّ‬
‫الروم فهذه خمسة تضم إلى‬
‫الخمسة السابقة فيكون المجموع عشرة أوجه‪.‬‬
‫وإ لى هذه الصور يشير العالمة المحقق الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي ‪-‬حفظه اهلل‪ -‬في آللئ البيان‬
‫بقوله‪:‬‬
‫وفي اجتماعه بذي انفصال ‪ ...‬أو جمعه مع وصل ذي اتصال‬
‫نصبا وستة بجر ‪ ...‬وعشرة في حالة الرفع تَقَر‬
‫أربعة ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة آل عمران‪.26 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.13 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يوسف‪.110 :‬‬

‫( ‪)1/115‬‬

‫الخامس‪ :‬حكم اجتماع المتصل مع العارض للسكون‬


‫‪...‬‬
‫الخامس ‪ :‬حكم اجتماع المد المتصل مع العارض للسكون‬
‫ون} ‪ 1‬فإذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وأُولَئ َك ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫إذا اجتمع المد المتصل مع المد العارض للسكون كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫قرأنا المتصل بالمد أربع حركات جاز لنا في العارض للسكون ثالثة أوجه‪ :‬القصر والتوسط‬
‫واإلشباع‪ ،‬وإ ذا قرأنا المتصل بالمد‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.5 :‬‬

‫( ‪)1/115‬‬
‫خمس حركات جاز لنا في العارض للسكون ثالثة أوجه‪ :‬القصر والتوسط واإلشباع فيكون مجموع‬
‫الوجوه ستة‪.‬‬
‫{ولَهُ ْم ِفيهَا أ َْز َو ٌ‬
‫اج‬ ‫وهكذا الحال إذا اجتمع المد المنفصل مع المد العارض للسكون كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أربعا‪ ،‬عليه ثالثة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ 1‬ففيها نفس األوجه الستة السابقة وهي ‪ :‬مد المنفصل ً‬‫طهََّرةٌ َو ُه ْم فيهَا َخال ُد َ‬
‫ُم َ‬
‫أيضا‪ ،‬وعلى هذا يكون مجموع الوجوه‬
‫خمسا عليه ثالثة العارض ً‬
‫العارض للسكون‪ ،‬ومد المنفصل ً‬
‫ستة‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.25 :‬‬

‫( ‪)1/116‬‬

‫السادس‪ :‬حكم اجتماع العارض للسكون واللين‬


‫سبق أن عرفنا أن المد العارض للسكون الموقوف عليه‪ ،‬وكذا مد اللِّين الملحق به يجوز في كل منهما‬
‫حالة االنفراد ثالثة أوجه‪ :‬القصر والتوسط واإلشباع‪.‬‬
‫وأما في حالة اجتماعهما كأن وقفنا على كل من "الظالمين‪ ،‬البيت" في قوله تعالى‪{ :‬ال َيَنا ُل َع ْه ِدي‬
‫صر "الظالمين" يتعين عليه قصر في "البيت"‪،‬‬ ‫َّ ِ ِ‬
‫ت} ‪ 1‬ففيها ستة أوجه وهي‪ :‬قَ ْ‬‫الب ْي َ‬
‫ين‪َ ،‬وإِ ْذ َج َعْلَنا َ‬
‫الظالم َ‬
‫وتوسط "الظالمين" يجوز عليه في "البيت" التوسط والقصر‪ ،‬وأما اإلشباع في "الظالمين" فيجوز عليه‬
‫في "البيت" اإلشباع والتوسط والقصر فيكون مجموع الوجوه ستة‪ ،‬وإ لى ذلك يشير بعضهم بقوله‪:‬‬
‫وكل من أشبع نحو الدين ‪ ...‬ثالثة تجري بوقف اللِّين‬
‫طهُ يوسط أو قصر‬ ‫قصرا فبالقصر اقتصر ‪ ...‬ومن يوس ْ‬ ‫ومن يرى ً‬
‫ِ‬
‫وأما إذا تقدم اللِّين على العارض للسكون كأن وقفنا على‪{ :‬ال َر ْي َ‬
‫ب} ‪{ ،‬اْل ُمتَّق َ‬
‫ين} من قوله تعالى‪:‬‬
‫يه ه ِ ِ‬ ‫{ َذِل َك اْل ِكتَاب ال ر ْي ِ ِ‬
‫أيضا ستة أوجه بيانها كاآلتي‪:‬‬ ‫ين} ‪ 2‬جاز فيهما ً‬‫دى لْل ُمتَّق َ‬
‫بف ُ ً‬ ‫ُ َ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.125 ،124 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.2 :‬‬

‫( ‪)1/116‬‬
‫القصر في "ال ريب" يجوز عليه في "المتقين" ثالثة العارض‪ ،‬وهي القصر والتوسط واإلشباع ثم‬
‫التوسط في "ال ريب" يجوز عليه في "المتقين" التوسط واإلشباع‪ ،‬وأما اإلشباع في "ال ريب" فيتعين‬
‫أيضا وإ لى هذه الستة أشار بعضهم بقوله‪:‬‬
‫عليه في "المتقين" اإلشباع فقط فيكون مجموع الوجوه ستة ً‬
‫وكل من قصر حرف اللين ‪ ...‬ثالثة تجري بنحو الدين‬
‫شبعا‬ ‫وإ ن توسطه فوسط أشبعا ‪ ...‬ون ُّ‬
‫تمده ُم ً‬
‫وو ِقف على كل منهما جاز فيهما ستة‬ ‫ِّ‬
‫فتلخص من ذلك أن مد اللين والعارض للسكون إذا اجتمعا ُ‬
‫أوجه سواء تقدم اللِّين أو تأخر‪ ،1‬وقد أشار إلى هاتين الصورتين العالمة المحقق صاحب آللئ البيان‬
‫بقوله‪:‬‬
‫فسو أو زد في األخير ما عال‬
‫عارض مد وقف لين إن تال ‪ِّ ...‬‬
‫وسو حال العكس أو زد ما نزل ‪ ...‬بالمحض‪.......................‬ـ‬
‫ِّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،144‬بتصرف هذا في حالة إذا كانا منصوبين‪،‬‬
‫اختصارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الروم واإلشمام حيث تزيد الوجوه ولم نتعرض لذكرها‬
‫أما في غير المنصوبين فيالحظ َّ‬

‫( ‪)1/117‬‬

‫ألقاب اْلم ُد ِ‬
‫ود‪:‬‬ ‫ُ ُ‬
‫ألقابا كثيرة ألنواع من المدود وهي جميعها ال تخرج عن األنواع التي‬
‫لقد ذكر بعض علماء التجويد ً‬
‫ذكرناها من أنواع المدين‪ :‬األصلي والفرعي‪ ،‬وسوف نكتفي بذكر أهم هذه األلقاب بالنسبة لرواية‬
‫حفص فنقول‪:‬ـ‬
‫الصلة‬
‫أوال‪ :‬مد ِّ‬
‫وذلك عند صلة هاء الضمير التي يكنى بها عن المفرد الغائب فالمضمومة توصل بواو‪ ،‬والمكسورة‬
‫توصل بياء‪ ،‬وهي نوع من أنواع المد األصلي‪.‬‬
‫وقد ذكر العالمة الضَّبَّاع في كتاب "اإلضاءة" أن مد الصلة هو الالحق لميم الجمع عند من قرأها‬
‫بالصلة وصال‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مد التمكين‬‫ً‬
‫وجوبا للفصل‬
‫ً‬ ‫وهو َم َّدة لطيفة مقدارها حركتان يؤتى بها‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "اإلضاءة في أصول القراءة" ص‪ 26‬بتصرف‪.‬‬
‫( ‪)1/117‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{آمُنوا َو َعملُوا} ‪ ،1‬أو الياءين في نحو‪{ :‬في َي ْو َم ْي ِن} ‪ً 2‬‬
‫حذرا من اإلدغام أو‬ ‫بين الواوين في نحو‪َ :‬‬
‫اإلسقاط وهو يعتبر من أنواع المد الطبيعي‪.3‬‬
‫{النبِي َ‬
‫ِّين} ‪5‬‬ ‫{حيِّيتُ ْم} ‪َّ ،4‬‬
‫وقال بعضهم‪ :‬هو كل ياءين‪ :‬أوالهما مشددة مكسورة والثانية ساكنة نحو‪ُ :‬‬
‫متمكنا بسبب الشدة‪ ،‬وعلى القولين فهو نوع من أنواع المد األصلي‪.6‬‬‫ً‬ ‫وسمي مد تمكين؛ ألنه يخرج‬
‫ِّ‬
‫ثالثًا‪ :‬مد العوض‬
‫عوضا عن التنوين‪.8‬‬
‫ً‬ ‫اجا} ‪ 7‬فيقرأ ألفًا‬
‫وهو يكون عند الوقف على التنوين المنصوب نحو‪{ :‬أَ ْف َو ً‬
‫وقال العالمة الضبَّاع في كتاب اإلضاءة‪ :‬هو الالحق لهاء الكناية المسبوقة بفعل حذف آخره للجازم‬
‫{ن َولِّ ِه َما تََولَّى} ‪ ،10‬وحكمه المد بقدر المنفصل إذا وقع بعد الهاء همز‪ ،‬ويقدر‬
‫{ي َؤ ِّد ِه ِإلَْي َك} ‪ُ ،9‬‬
‫نحو‪ُ :‬‬
‫يأت بعدها همز‪.11‬‬ ‫الطبيعي إذا لم ِ‬
‫رابعا‪ :‬مد التعظيم‪:‬‬
‫ً‬
‫َّ‬
‫وذلك في نحو‪{ :‬ال ِإلَهَ ِإال أ َْن َ‬
‫ت ُسْب َح َان َك} ‪ 12‬عند من يقصر المنفصل لهذا المعنى‪ ،‬وهو ال يجوز‬
‫أيضا مد المبالغة‪ ،‬فقد ذكر ابن الجزري في َّ‬
‫النشر قول ابن‬ ‫َّ‬
‫لحفص إال من طريق الطيَِّبة‪ ،‬ويقال له ً‬
‫ِم ْه َران في كتاب "اْل َم َّدات" قال‪ :‬إنما ِّ‬
‫سمي مد المبالغة؛ ألنه طلب للمبالغة في نفي األلوهية عما سوى‬
‫اهلل سبحانه‪.13‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.25 :‬‬
‫‪ 2‬سورة فصلت‪.12 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "اإلضاءة في أصول القراءة" ص‪.24‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء‪.86 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.61 :‬‬
‫‪ 6‬من كتاب "حق التالوة" لحسني شيخ عثمان‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ 7‬سورة النصر‪.2 :‬‬
‫‪ 8‬من كتاب "حق التالوة" ص‪.78‬‬
‫‪ 9‬سورة آل عمران‪.75 :‬‬
‫‪ 10‬سورة النساء‪.115 :‬‬
‫‪ 11‬انظر‪" :‬اإلضاءة في أصول القراءة" ص‪.26‬‬
‫‪ 12‬سورة األنبياء‪.87 :‬‬
‫‪ 13‬انظر‪ :‬النشر "ج‪ ،1 :‬ص‪ "459 ،458‬تحقيق د‪ /‬محمد سالم محيسن بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/118‬‬

‫خامسا‪ :‬مد الفرق‬


‫ً‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وهوعبارة عن األلف التي يؤتى بها بدال من همزة الوصل في‪{ :‬آلذ َك َر ْي ِن} ‪{ ،1‬آللهُ} ‪{ ،2‬آآْل َن} ‪،3‬‬
‫وسمي بذلك للفرق بين االستفهام والخبر‪ ،4‬وهو من أقسام المد الالزم‬ ‫حالة اإلبدال بالمد الطويل‪ِّ ،‬‬
‫الكلمي المثقل أوالمخفف‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة األنعام‪.144 ،143 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يونس‪ ،59 :‬سورة النمل‪.59 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يونس‪.91 ،51 :‬‬
‫‪ 4‬من كتاب "اإلضاءة" ص‪ 24‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/119‬‬

‫قال صاحب التُّ ْحفَة‪:‬‬


‫ام اْل َم ِّد‪:‬‬
‫أَ ْق َس ُ‬
‫وس ِّم أوال طبيعيًّا وهو‬
‫وفرعي لهُ ‪َ ...‬‬
‫ُّ‬ ‫أصلي‬
‫ٌّ‬ ‫والمد‬
‫تجتلب‬
‫ْ‬ ‫سبب ‪ ...‬وال بدونه الحروف‬ ‫التوقف له على ْ‬
‫ٌ‬ ‫ما‬
‫فالطبيعي يكون‬
‫َّ‬ ‫حرف غير همز أو سكون ‪ ...‬جا بعد مد‬ ‫ٍ‬ ‫بل أي‬
‫سكون ُم ْس َجال‬ ‫ٍ‬ ‫سبب ٍ‬
‫كهمز أو‬ ‫الفرعي موقوف على ‪ٍ ...‬‬ ‫ُّ‬ ‫واآلخر‬
‫ُ‬
‫واي َو ْه َي في نوحيها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حروفه ثالثة فَعيهَا ‪ ...‬من لفظ ٍ‬
‫والكسر قبل اليا وقبل الواو ضم ‪ ...‬شرط وفتح قبل ألف ُيلتزم‬
‫كل أ ِ‬
‫ُعلَنا‬ ‫قبل ٍّ‬
‫انفتاح َ‬
‫ٌ‬ ‫واللِّين منها اليا وواو ُس ِّكنا ‪ ...‬إن‬
‫أحكام ِّ‬
‫المد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫زوم‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫تدوم ‪ ...‬وهي الوجوب والجواز والل ْ‬ ‫أحكام ثالثةٌ ْ‬
‫ٌ‬ ‫للمد‬
‫ٍ‬
‫بمتصل ُي َع ْد‬ ‫مد ‪ ...‬في كلمة وذا‬
‫فواجب إن جاء همز بعد ْ‬
‫المنفصل‬
‫ْ‬ ‫مد وقصر إن فُ ِ‬
‫ص ْل ‪ ...‬كل بكلمة وهذا‬ ‫وجائز ٌّ‬
‫ٌ‬
‫ومثل ذا إن عرض السكون ‪ ...‬وقفًا كتعلمون نستعين‬
‫يمانا خذا‬
‫أو قدم الهمز على المد وذا ‪ ...‬بدل كآمنوا وإ ً‬
‫والزم إن السكون أصال ‪ ...‬وصال ووقفًا بعد مد طوال‬
‫ِ‬
‫الالزم‪:‬‬ ‫أقسام ِّ‬
‫المد‬ ‫ُ‬
‫معه‬
‫وحرفي ْ‬
‫ٌّ‬ ‫كلمي‬
‫ٌّ‬ ‫أقسام الزم لديهم أربعة ‪ ...‬وتلك‬
‫ص ُل‬
‫مخفف مثق ُل ‪ ...‬فهذه أربعةٌ تُفَ َّ‬
‫ٌ‬ ‫كالهما‬
‫وقع‬
‫كلمي ْ‬ ‫ٌّ‬ ‫اجتمع ‪ ...‬مع حرف مد فهو‬
‫ْ‬ ‫سكون‬
‫ٌ‬ ‫فإن بكلمة‬
‫فحرفي بدا‬ ‫وسطه‬ ‫ِ‬
‫ٌّ‬ ‫ثالثي الحروف وجدا ‪ ...‬والمد ْ‬
‫ّ‬ ‫أو في‬
‫كالهما مثقل إن أُدغما ‪ ...‬مخفف ٌّ‬
‫كل إذا لم ُيدغما‬
‫انحصر‬
‫ْ‬ ‫الحرفي أول السور ‪ ...‬وجوده في ٍ‬
‫ثمان‬ ‫ُّ‬ ‫والالزم‬
‫ُ‬

‫( ‪)1/120‬‬

‫وعين ذو وجهين والطول أخص‬ ‫ْ‬ ‫نقص ‪...‬‬


‫عسل ْ‬ ‫ْ‬ ‫يجمعها حروف كم‬
‫مدا طبيعيًّا أُِل ْ‬
‫ف‬ ‫فمده ًّ‬
‫وما سوى الحرف الثالثي ال ألف ‪ُّ ...‬‬
‫انحصر‬ ‫لفظ حي طاهر قد‬ ‫فواتح السُّور ‪ ...‬في ِ‬ ‫أيضا في‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫وذاك ً‬
‫ط َعك ذا ا ْشتَهَ ْر‬ ‫ويجمع فواتح األربع عشر ‪ِ ...‬‬
‫صْلهُ ُس َح ًيرا من قَ َ‬ ‫ْ‬
‫وقال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫أقسام ِّ‬
‫المد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫األوال‬
‫وسم بالمد الطبيعي َّ‬
‫والمد األصلي وفرعي جال ‪ِّ ...‬‬
‫ك بعد حرف مد ‪ ...‬حرف مسكن أو الهمز ورد‬
‫وهو ما لم ي ُ‬
‫وذاك كلمي وحرفي جرى ‪ ...‬كأتجادلونني طه ورا‬
‫ٍ‬
‫السكون مطلقًا جال‬ ‫موقوف على ‪ٍ ...‬‬
‫همز أو‬ ‫ٌـ‬ ‫األخير فهو‬
‫ُ‬ ‫أما‬
‫أتت‬ ‫ِ‬
‫شروطها بنوحيها ْ‬ ‫حروفُه في ِ‬
‫لفظ واي جمعت ‪ ...‬ومع‬
‫أحكام ِّ‬
‫المد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫فواجب مع سبقه إن يتصل ‪ ...‬بهمزة وجائز إن ينفصل‬
‫أو إن عليه همزة تقدمت ‪ ...‬أو عارض السكون للوقف ثبت‬
‫ملحق به إذا وقف ‪ ...‬ولكن الطول بقلة وصف‬
‫ٌ‬ ‫واللِّين‬
‫والزم إن ساكن جا بعد مد ‪ ...‬وقفًا ووصال وبست يعتمد‬
‫معا‬
‫ط َرا تحري ُكهُ فاشبعا ‪ ...‬واقصر وعين امدد وسطه ً‬
‫وإ ن َ‬
‫وإ ن بحرف جاء فالحرفي ‪ ...‬وإ ن بكلمة فذا الكلمي‬
‫مثقال حيث كل شددا ‪ ...‬مخففان حيث لم يشددا‬

‫( ‪)1/121‬‬

‫نموذج من األسئلة‪:‬‬
‫وبيِّن حقيقة كل منهما وما اصطلح عليه علماء التجويد في‬
‫واصطالحا‪َ ،‬‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬عرف المد والقصر لغة‬
‫مقدار كل منهما‪.‬‬
‫‪ -2‬ما حروف المد؟ وما شروطها؟ ومتى تكون الواو والياء حرفي لين أو حرفي علة؟‬
‫‪ -3‬اذكر أقسام المد‪ ،‬وبين ما هو المد األصلي؟ وما مقدار ِّ‬
‫مده؟ وما وجه تسميته أصليًّا وطبيعيًّا؟ وما‬
‫أنواعه؟ مع التمثيل لكل نوع بمثال‪.‬‬
‫أسبابا؟ وما أنواعه؟ وما أحكامه؟ وما هي‬
‫‪ -4‬ما هو المد الفرعي؟ وما أسبابه؟ وما وجه تسميتها ً‬
‫األنواع التي تختص بكل حكم؟‬
‫‪ -5‬عرف َّ‬
‫المد المتصل‪ ،‬واذكر حكمه ومقدار ِّ‬
‫مده ووجه تسميته متصال مع التمثيل له بثالثة أمثلة‪.‬‬
‫‪ -6‬اذكر األوجه الجائزة في المد المتصل المتطرف الهمز الموقوف عليه سواء كانت همزته‬
‫مفتوحة أم مكسورة أم مضمومة‪.‬‬
‫‪ -7‬عرف المد المنفصل‪ ،‬واذكر حكمه‪ ،‬ومقدار مده‪ ،‬ووجه تسميته منفصال ثم َمثِّ ْل له بثالثة أمثلة‪.‬‬
‫عارضا مع التمثيل له‬
‫ً‬ ‫‪ 8‬عرف المد العارض للسكون‪ ،‬واذكر حكمه‪ ،‬ومقدار ِّ‬
‫مده‪ ،‬ووجه تسميته‬
‫بثالثة أمثلة‪.‬‬
‫‪ 9‬ما وجه كل من القصر والتوسط واإلشباع في العارض‪ ،‬وعلى أي مرتبة من مراتب القراءة‬
‫يستحب كل وجه من هذه الثالثة؟‬
‫‪ 10‬اذكر األوجه الجائزة في المد العارض للسكون بأنواعه الثالثة مع التمثيل لما تذكر‪.‬‬
‫مد البدل‪ ،‬واذكر حكمه‪ ،‬ومقدار مده‪ ،‬ووجه تسميته بدال‪ ،‬ثم َمثِّ ْل له بثالثة أمثلة‪.‬‬
‫‪ 11‬عرف َّ‬
‫"ءآمين‪ ،‬برءآؤا‪ ،‬مئاب" إذا وقف على األخير من باب المد البدل؟ اذكر‬ ‫‪ -12‬هل يعتبر المد في‪ِّ :‬‬
‫حكمها بالتفصيل مع التعليل‪.‬‬

‫( ‪)1/122‬‬
‫الزما‪ ،‬ثم بين أقسامه إجماال‬ ‫عرف المد الالزم‪ ،‬واذكر حكمه‪ ،‬ومقداره ِّ‬
‫مده‪ ،‬ووجه تسميته ً‬ ‫‪ِّ -13‬‬
‫وتفصيال مع التمثيل لكل قسم‪.‬‬
‫‪ -14‬لماذا اشترط في تعريف المد الالزم الكلمي أن يقع بعد حرف المد سكون أصلي في كلمة؟‬
‫{آآلن} ‪{ ،‬آللَّهُ} ؟‬
‫َ‬
‫‪ -15‬ما األوجه الجائزة في كل من‪َّ :‬‬
‫{آلذ َك َر ْي ِن} ‪،‬‬
‫‪ -16‬كم عدد الحروف الهجائية الواقعة في فواتح السور؟ وما أقسامها؟ وما حكم كل قسم؟‬
‫وبيِّن لماذا كان كل منها في مرتبته‪.‬‬
‫‪ -17‬اذكر مراتب المدود‪َ ،‬‬
‫‪ -18‬إذا اجتمع َّ‬
‫مدان من نوع واحد في آية واحدة فما مقدار ِّ‬
‫مد كل منها؟‬
‫‪ -19‬إذا اجتمع سببان من أسباب المد أحدهما قوي واآلخر ضعيف في ٍّ‬
‫مد واحد فما الحكم؟ وما‬
‫ظِم؟‬ ‫ضابط ذلك من َّ‬
‫الن ْ‬
‫مد مما تحته خط في اآلية اآلتية‪ ،‬واذكرحكمه‪ ،‬وسببه‪ ،‬ومقدار ِّ‬
‫مده‪:‬‬ ‫ِّن نوع كل ٍّ‬
‫‪َ -20‬بي ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.255 :‬‬

‫( ‪)1/123‬‬

‫مخارج الحروف‬
‫معنى المخرج وفائدته‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الحروف‪:‬‬ ‫مخارج‬
‫ُ‬
‫المخارج‪:‬‬
‫جمع َم ْخ َرج على وزن َم ْف َعل‪ ،‬بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الراء‪.‬‬
‫محل الخروج‪.‬‬ ‫والمخرج لغةً‪ُّ :‬‬
‫وم ْرقَد‬ ‫كم ْد َخل اسم لموضع ُّ‬
‫الدخول‪َ ،‬‬ ‫واصطالحا‪ :‬اسم لموضع خروج الحرف وتمييزه عن غيره‪َ ،‬‬
‫ً‬
‫الرقود‪.‬‬
‫اسم لموضع ُّ‬
‫معنى المخرج وفائدته‪:‬‬
‫المخارج للحرف بمثابة الموازين تعرف بها مقاديرها فتتميز عن بعضها‪.‬‬

‫( ‪)1/124‬‬
‫معنى الحرف والطريقة لمعرفة مخرجه‬
‫‪...‬‬
‫معنى الحرف والطريفة لمعرفة مخرجه‪:‬‬
‫والحرف لغةً‪:‬‬
‫الطَّ َرف‪.‬‬
‫مقدر‪.‬‬ ‫واصطالحا‪ :‬صوت اعتمد على مخرج ُم َحقَّ ٍ‬
‫ق أو َّ‬ ‫ً‬
‫فالمخرج المحقق‪ :‬هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الفم كالحلق أو اللسان‪.‬‬
‫والمخرج َّ‬
‫المقدر‪ :‬هو الذي ال يعتمد على شيء من أجزاء الفم كمخرج األلف حيث تخرج من‬
‫الجوف‪.‬‬
‫ِ‬
‫الحرف‪:‬‬ ‫مخرج‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫معرفة‬ ‫طريقةُ‬
‫مشددا‪ ،‬ثم تُ ْدخل عليه همزة‬
‫ً‬ ‫ساكنا أو‬
‫والطريقة لمعرفة مخرج أي حرف من الحروف أن تنطق به ً‬
‫الوصل محركةً بأي حركة كانت؛ فحيث انقطع الصوت فهو مخرجه المحقق‪ ،‬ولمعرفة مخرج‬
‫اص ِغ إليه‪ ،‬تجد أنه ينتهي‬ ‫ِ‬
‫حروف المد ْادخ ْل على أي حرف منها حرفًا محر ًكا بحركة مناسبة له ثم ْ‬
‫بانتهاء الهواء الخارج من جوف الفم‪ ،‬وبذلك يتضح لك أن مخرجها مقدر‪ ،‬وباقي أحرف الهجاء‬
‫مخرجها محقق‪.‬‬

‫( ‪)1/124‬‬

‫ِ‬
‫الهجائية‪:‬‬ ‫الحروف‬
‫ُ‬ ‫تقسيم‬
‫الحروف الهجائية قسمان‪ :‬أصلية وفرعية‪.1‬‬
‫فاألصلية‪ :‬تسعة وعشرون حرفًا على المشهور‪ ،‬أولها األلف‪ ،‬وآخرها الياء‪.‬‬
‫والفرعية‪ :‬هي التي تخرج من مخرجين أو تَتََر َّد ُد بين حرفين أو صفتين وعددها ثمانية‪:‬‬
‫ين‪ :‬أي التي ينطق بها بين الهمزة واأللف نحو‪:‬‬‫‪ -1‬الهمزة اْل ُم َسهَّلَة َب ْي َن َب َ‬
‫{أء ْن ِزل} ‪ 4‬عند غير‬ ‫ِ‬ ‫{أَأ ْ ِ‬
‫ين الهمزة والياء نحو‪{ :‬أءنك} ‪ ،3‬أو بين الهمزة والواو نحو ُ‬ ‫َع َجم ٌّي} ‪ ،2‬أو َب َ‬
‫حفص فيهما‪.‬‬
‫اها} ‪5‬‬
‫{م ْج َر َ‬
‫‪ -2‬األلف اْل ُم َمالَة‪ :‬أي التي ينطق بها مائلة إلى الياء وهي لحفص خاصة في كلمة َ‬
‫بسورة هود‪.‬‬
‫{الص َراط} ‪ 6‬في قراءة حمزة فينطق بها مخلوطة بصوت‬
‫ِّ‬ ‫صوت َّ‬
‫الزاي‪ :‬نحو‬ ‫َ‬ ‫‪ -3‬الصاد اْل ُم َش َّمة‬
‫الزاي‪.‬‬
‫يل} ‪ 7‬في قراءة الكسائي وهشام فينطق بها مخلوطة بصوت‬ ‫‪ -4‬الياء المشمة صوت الواو‪ :‬نحو ِ‬
‫{ق َ‬
‫الواو‪.‬‬
‫‪ -5‬األلف المفخمة‪ :‬ذلك إذا وقعت األلف بعد حرف مفخم فإنها تتبعه في التفخيم مع أن األصل فيه‬
‫الترقيق نحو‪{ :‬الطَّ َّ‬
‫امة} ‪.8‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" بتصرف‪ ،‬ص‪.30 ،29 ،28‬‬
‫‪ 2‬سورة فصلت‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يوسف‪.90 :‬‬
‫‪ 4‬سورة ص‪.8 :‬‬
‫‪ 5‬سورة هود‪.41 :‬‬
‫‪ 6‬سورة الفاتحة‪.6 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪.11 :‬‬
‫‪ 8‬سورة النازعات‪.34 :‬‬

‫( ‪)1/125‬‬

‫ال اللَّهُ} ‪،2‬‬


‫{ع ْب ُد اللَّه} ‪{ ،1‬قَ َ‬
‫‪ -6‬الالم المفخمة‪ :‬وذلك في لفظ الجاللة إذا وقع قبلها ضم أو فتح مثل‪َ :‬‬
‫علما بأن األصل في الالم الترقيق‪.3‬‬
‫ً‬
‫ون} ‪.4‬‬
‫{ين ُكثُ َ‬
‫‪ -7‬النون المخفاة‪ :‬حيث تختلط بالحرف الذي بعدها مثل‪َ :‬‬
‫َس َمائِ ِه ْم}‬ ‫‪ -8‬الميم المخفاة‪ :‬وهي مثل النون وكالهما إذا أ ْ ِ‬
‫ُخفَيا صارا حرفين ناقصين مثل‪{ :‬أ َْنبِْئهُ ْم بِأ ْ‬
‫‪.5‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة مريم‪.30 :‬‬
‫‪ 2‬سورة المائدة‪.116 :‬‬
‫فرعا من المرقق‪.‬‬
‫‪ 3‬فاأللف والالم في حالة تفخيمهما يعتبران ً‬
‫‪ 4‬سورة األعراف‪.135 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.33 :‬‬

‫( ‪)1/126‬‬
‫أقسام المخارج‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫المخارج‪:‬‬
‫ِ‬ ‫أقسام‬
‫ُ‬
‫المخارج قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬مخارج عامة‪ -2 ،‬مخارج خاصة‪.‬‬
‫فالمخارج العامة‪:‬‬
‫هي المشتملة على مخرج فأكثر وتنحصر في خمسة‪:‬‬
‫الخي ُشوم‪.‬‬ ‫‪ -1‬الجوف‪ -2 ،‬الحلق‪ -3 ،‬اللسان‪َّ -4 ،‬‬
‫الشفتان‪َ 5 ،‬‬
‫والمخارج الخاصة‪:‬‬
‫هي المحددة التي ال تشتمل إال على مخرج واحد‪ ،‬وقد اختلف فيها العلماء‪ ،‬فمنهم من َّ‬
‫عدها سبعة‬
‫مخرجا منحصرة في خمسة مخارج عامة كما سبق‪ ،‬وهو مذهب الخليل بن أحمد‪ ،‬واختاره‬
‫ً‬ ‫عشر‬
‫واحدا‪ ،‬وللحلق ثالثة‪ ،‬وللسان عشرة‪ ،‬وللشفتين اثنين‪،‬‬
‫ً‬ ‫مخرجا‬
‫ً‬ ‫اإلمام ابن الجزري فجعل للجوف‬
‫واحدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وللخيشوم‬
‫ط مخرج‬
‫َسقَ َ‬
‫مخرجا منحصرة في أربعة مخارج عامة‪ ،‬وذلك بأن أ ْ‬
‫ً‬ ‫ومنهم من َّ‬
‫عدها ستة عشر‬
‫وفرق حروفه فجعل مخرج األلف من أقصى الحلق كالهمزة‪ ،‬ومخرج الياء ِّ‬
‫المديَّة كغير‬ ‫الجوف‪َّ ،‬‬
‫المدية من وسط اللسان‪ ،‬ومخرج الواو المدية كغير المدية من الشفتين‪ ،‬وهذا مذهب سيبويه ومن‬
‫تبِعه‪ ،‬واختاره اإلمام الشاطبي ‪.‬‬

‫( ‪)1/126‬‬

‫مخرجا بأن أسقط مخرج الجوف َّ‬


‫ووزع حروفه كالمذهب السابق‪ ،‬ثم‬ ‫ً‬ ‫ومنهم من َّ‬
‫عدها أربعة عشر‬
‫ف اللسان وهذا مذهب الفََّراء وأصحابه‪.‬‬
‫ط َر ُ‬
‫واحدا وهو َ‬
‫مخرجا ً‬
‫ً‬ ‫جعل مخرج الالم والنون والراء‬
‫والمشهور الذي عليه العمل هو المذهب األول وإ ليه يشير ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫اختبر‬ ‫يختاره ِ‬
‫من‬ ‫عشر ‪ ...‬على الذي‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫مخارج الحروف سبعةَ ْ‬ ‫ُ‬
‫وفيما يلي بيانها مفصَّلة‪:‬‬

‫( ‪)1/127‬‬
‫وف‪:‬‬
‫المخرج األول من المخارج العامة اْل َج ُ‬
‫واصطالحا‪ :‬الخالء الواقع داخل الحلق والفم وتخرج منه ثالثة أحرف وهي‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬الخالء‪.‬‬
‫حروف المد‪:‬‬
‫ال} ‪،1‬‬
‫‪ -1‬األلف نحو‪{ :‬قَ َ‬
‫{يقُو ُل} ‪،2‬‬
‫‪ -2‬الواو المدية نحو‪َ :‬‬
‫يل} ‪ ،3‬وتسمى هذه األحرف جوفية؛ ألنها من الجوف‪ ،‬وتسمى مدية؛‬ ‫‪ -3‬الياء المدية نحو‪ِ :‬‬
‫{ق َ‬
‫المتداد الصوت في ُي ْسرعند النطق بها‪ ،‬وتسمى كذلك هوائية؛ ألنها تنتهي بانقطاع هواء الفم‪ ،‬وتسمى‬
‫أيضا حروف ِعلَّة ُّ‬
‫لتأوه العليل ‪-‬أي المريض‪ -‬بها‪.4‬‬ ‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.30 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.11 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد‪ ،‬ص‪."62‬‬

‫( ‪)1/127‬‬

‫العام ِة الحلق‪:‬‬
‫المخارج َّ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫المخرج الثاني َ‬
‫ُ‬
‫وفيه ثالثة مخارج تخرج منها ستة أحرف وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أقصى الحلق‪ :‬أي أبعده مما يلي الصدر ويخرج منه‪ :‬الهمزة فالهاء‪.‬‬
‫‪ -2‬وسط الحلق‪ :‬وهو ما بين أقصاه وأدناه ويخرج منه‪ :‬العين والحاء‪.‬‬
‫‪ -3‬أدنى الحلق‪ :‬أي أقربه مما يلي الفم ويخرج منه‪ :‬الغين والخاء‪.‬‬

‫( ‪)1/128‬‬

‫العام ِة اللسان‪:‬‬
‫المخارج َّ‬
‫ِ‬ ‫الثالث من‬
‫ُ‬ ‫المخرج‬
‫ُ‬
‫وفيه عشرة مخارج تخرج منها ثمانية عشرة حرفًا وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أقصى اللسان من فوق ‪-‬أي أبعده مما يلي الحلق‪ -‬مع ما يحاذيه من الحنك األعلى ويخرج منه‪:‬‬
‫القاف‪.‬‬
‫‪ -2‬أقصى اللسان مع ما يحاذيه من الحنك األعلى‪ ،‬ويخرج منه‪ :‬الكاف‪ ،‬إال أن مخرجها أسفل من‬
‫مخرج القاف‪ ،‬قريب من وسط اللسان‪.‬‬
‫واحدا كأقصى الحلق؟‬‫ً‬ ‫مخرجا‬
‫ً‬ ‫ورب سائل يسأل‪ِ :‬ل َم جعل أقصى اللسان مخرجين لحرفين‪ ،‬ولم يجعل‬
‫َّ‬
‫ويجاب‪ :‬بأن هناك فرقًا بين أقصى اللسان‪ ،‬وأقصى الحلق‪ ،‬وذلك ألن أقصى اللسان فيه طُو ٌل‪ ،‬وبين‬
‫مخرجا خاصًّا لحرف خاص‪ ،‬بخالف‬
‫ً‬ ‫موضعي القاف والكاف ُب ْعد؛ ولذا اعتبر كل من الموضعين‬
‫صر‪ ،‬وبين موضعي الهمزة والهاء قُرب شديد ولذا اعتبر أقصى الحلق‬ ‫ِ‬
‫أقصى الحلق ففيه ق َ‬

‫( ‪)1/128‬‬

‫واحدا لحرفين‪.1‬‬
‫ً‬ ‫مخرجا‬
‫ً‬
‫غير ِّ‬
‫المديَّة‪.‬‬ ‫‪ -3‬وسط اللسان مع ما يحاذية من الحنك األعلى‪ ،‬ويخرج منه‪ :‬الجيم فالشين فالياء ُ‬
‫‪ -4‬إحدى حافتي اللسان مما يلي األضراس العليا اليسرى أو اليمنى‪ ،‬ويخرج منه الضاد‪ ،‬وخروجه‬
‫معا أعز‬
‫من اليسرى أسهل وأكثر استعماال‪ ،‬ومن اليمنى أصعب وأقل استعماال‪ ،‬ومن الجانبين ً‬
‫وأعسر‪ ،‬وبالجملة فالضاد أصعب الحروف وأشدها على اللسان‪ ،‬وال توجد في لغة غير العربية؛‬
‫تسمى لغة الضاد‪.‬‬
‫ولذلك َّ‬
‫‪ -5‬أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يحاذيها من اللَّثَة العليا ويخرج منه‪ :‬الالم‪.‬‬
‫‪ -6‬طرف اللسان تحت مخرج الالم قليال مع ما يليه من لَثَة األسنان العليا ويخرج منه‪ :‬النون‬
‫غنة مخرجها الخيشوم‪،‬‬
‫المظهرة والمتحركة‪ ،‬وقيدنا النون بالمظهرة؛ ألن النون المخفاة عبارة عن ّ‬
‫وهي من الحروف الفرعية‪.2‬‬
‫‪ -7‬طرف اللسان قريب إلى ظهره قليال بعد مخرج النون‪ ،‬ويخرج منه الراء والمراد من ظهر‬
‫اللسان‪ :‬ظهره مما يلي رأسه‪ ،‬وظهره أي صفحته التي تلي الحنك األعلى‪.3‬‬
‫‪ -8‬طرف اللسان مع ما بين الثنايا العليا والسفلى‪ ،‬قريب إلى أطراف الثنايا السفلى غير أنه يوجد‬
‫انفراج قليل بينهما‪ ،‬ويخرج منه‪ :‬الصاد والزاي والسين‪.‬‬
‫‪ -9‬ظهر طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ويخرج منه‪ :‬الطاء والدال والتاء‪.‬‬
‫‪ -10‬ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا‪ ،‬ويخرج منه‪ :‬الظاء والذال والثاء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من "نهاية القول المفيد" بتصرف‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 2‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.35‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫( ‪)1/129‬‬
‫العام ِة َّ‬
‫الشفتان‪:‬‬ ‫المخارج َّ‬
‫ِ‬ ‫المخرج الرابعُ من‬
‫ُ‬
‫وفيهما مخرجان‪:‬‬
‫األول‪ :‬بطن َّ‬
‫الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا ويخرج منه حرف‪ :‬الفاء‪.‬‬
‫معا ويخرج منه ثالثة أحرف وهي‪ :‬الباء والميم والواو‪ ،‬مع انطباق عند الباء‬
‫الثاني‪ :‬ما بين الشفتين ً‬
‫والميم وانفراج قليل عند الواو المدية‪.‬‬

‫( ‪)1/130‬‬

‫العام ِة الخيشوم‪:‬‬
‫المخارج َّ‬
‫ِ‬ ‫الخامس من‬
‫ُ‬ ‫المخرج‬
‫ُ‬
‫الخيشوم هو أقصى األنف من الداخل وفيه مخرج واحد تخرج منه‪ :‬الغنة‪ ،‬وقد سبق الكالم عليها‬
‫باستيفاء عند أحكام النون والميم المشددتين فارجع إليه إن شئت‪.‬‬
‫فائدةٌ‪:‬‬
‫اعلم أن حروف الهجاء عند أحكام النون الساكنة والتنوين‪ ،‬يكون عددها ثمانية وعشرين حرفًا فقط؛‬
‫فلإلظهار ستة‪ ،‬ولإلدغام ستة‪ ،‬ولإلقالب واحد‪.‬‬
‫ولإلخفاء خمسة عشر‪ ،‬أما حروف المد الثالثة فال تقع بعد النون الساكنة والتنوين‬

‫( ‪)1/130‬‬

‫مطلقًا خشية التقاء الساكنين‪.‬‬


‫وكذا الحكم عند الميم الساكنة والالمات السواكن‪ ،‬يكون عدد الحروف الهجائية ثمانية وعشرين حرفًا‬
‫أيضا لهذا السبب‪.‬‬
‫ً‬
‫واحدا وثالثين حرفًا‪ .‬فالجوف يخرج منه ثالثة أحرف‪،‬‬
‫ً‬ ‫أما عند مخارج الحروف فيكون عددها‬
‫والحلق ستة‪ ،‬واللسان ثمانية عشر‪ ،‬والشفتان أربعة‪.‬‬
‫وسنَبيُِّنها فيما بعد‪.‬‬
‫أيضا ُ‬
‫واحدا وثالثين حرفًا ً‬
‫ً‬ ‫وكذا عند صفات الحروف يكون عددها‬

‫( ‪)1/131‬‬
‫ِ‬
‫الحروف‪:‬‬ ‫ألقاب‬
‫ُ‬
‫للحروف ألقاب عشرة بحسب المواضع التي تخرج منها‪ ،‬اصطلح عليها علماء التجويد واشتهرت‬
‫بذلك عندهم وهي‪:‬‬
‫ط ِعيَّة‪ ،‬لَثَِويَّة‪َ ،‬ذلَِقيَّة‪ ،‬شفَ ِهيَّة‪َ ،‬جو ِفيَّة‪ ،‬هوائية" وفيما يلي بيانها‬ ‫"حْلقيَّة‪ ،‬لَهَ ِويَّة‪َ ،‬ش َجريَّة‪َ ،‬‬
‫أسلية‪َ ،‬ن ْ‬ ‫َ‬
‫بالتفصيل‪:‬‬
‫الحْلِقيَّة‪ :‬وهي ستة الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء‪ ،‬وسميت بذلك‬
‫‪ -1‬الحروف َ‬
‫لخروجها من الحلق‪.‬‬
‫‪ -2‬الحروف اللَّهَ ِوية‪ :‬وهما حرفان‪ :‬القاف والكاف‪ ،‬ولقبا بذلك؛ لخروجهما من قرب اللَّهَاة؛ وهي‬
‫اللَّ ْح َمة المداَّل ة في أقصى سقف الحلق‪.‬‬
‫‪ -3‬الحروف َّ‬
‫الش َجريَّة‪ :‬وهي ثالثة الجيم والشين والياء‪ ،‬ولقبت بذلك لخروجها من َش َجر الفم أي‬
‫منفتح ما بين اللحيين‪ ،‬هذا ما قاله أكثر علماء التجويد‪ ،‬وقد ذكر صاحب آللئ البيان أن حرف الضاد‬
‫أيضا بأنه من الحروف َّ‬
‫الشجرية‪ 1‬وأشار إلى ذلك بقوله‪:‬‬ ‫يلقب ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬قال اإلمام ابن الجزري في "النشر" أن الخليل بن أحمد قال‪ :‬بأنها شجرية والشجرة عنده مفرج‬
‫الفم‪ ،‬انظر‪ :‬النشر‪ ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪.287‬‬

‫( ‪)1/131‬‬

‫والجيم والشين وياء لقبت ‪ ...‬مع ضادها شجرية كما ثبت‬


‫وبذلك تكون الحروف الشجرية أربعة‪.‬‬
‫األسِليَّة‪ :‬وهي ثالثة الصاد والزاي والسين‪ ،‬ولقبت بذلك لخروجها من أسلة اللسان أي‬
‫‪ -4‬الحروف َ‬
‫من طرفه‪.‬‬
‫طعية‪ :‬وهي ثالثة الطاء والدال والتاء‪ ،‬ولقبت بذلك لخروجها من قرب نطع الفم أي‬ ‫الن َ‬
‫‪ -5‬الحروف ّ‬
‫من غاره؛ وهو الجزء األمامي من الحنك األعلى‪.‬‬
‫‪ -6‬الحروف اللَّثَِويَّة‪ :‬وهي ثالثة الظاء والذال والثاء‪ ،‬ولقبت بذلك لقرب مخرجها من اللثة؛ وهي‬
‫اللحم الذي ينبت فيه األسنان‪.‬‬
‫الذلَِقيَّة‪ :‬وهي ثالثة الالم والراء والنون‪ ،‬ولقبت بذلك لخروجها من َذلَق اللسان أي‬
‫‪ -7‬الحروف َّ‬
‫طرفه‪.‬‬
‫‪ -8‬الحروف َّ‬
‫الشفَ ِهيَّة‪ :‬وهي أربعة الفاء والواو والباء والميم‪ ،‬ولقبت بذلك لخروج الفاء من بطن‬
‫معا‪.‬‬
‫الشفة السفلى‪ ،‬وخروج الباقي من الشفتين ً‬
‫‪ -9‬الحروف الجوفية‪ :‬وهي حروف المد الثالثة‪ ،‬ولقبت بذلك لخروجها من الجوف‪.‬‬
‫أيضا؛ ألن‬
‫‪ -10‬الحروف الهوائية‪ :‬وهي نفس الحروف الجوفية السابق ذكرها‪ ،‬ولكنها لقبت بذلك ً‬
‫خروجها ينتهي بانقطاع هواء الفم‪.‬‬
‫وإ لى هذه األلقاب العشرة يشير صاحب "آللئ البيان" بقوله‪:‬‬
‫الهواء ُن ِسَب ْ‬
‫ت‬ ‫ِ‬ ‫انتمت ‪ ...‬وهكذا إلى‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الجوف‬ ‫وأحرف ِّ‬
‫المد إلى‬ ‫ُ‬
‫معا لهوي ْة‬ ‫والكاف ً‬
‫ُ‬ ‫والقاف‬
‫ُ‬ ‫أتت حلقي ْة ‪...‬‬
‫ق ْ‬ ‫وأحرف الحل ِ‬
‫ُ‬
‫ثبت‬
‫ضادها شجريةً كما ْ‬ ‫لقبت ‪ ...‬مع ِ‬ ‫وياء ْ‬
‫والشين ٌ‬
‫ُ‬ ‫والجيم‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫طعَّي ْة‬‫والطاء والدا ُل وتا ن ْ‬ ‫ورا ذلقي ْة ‪...‬‬
‫ُ‬ ‫والنون َ‬
‫ُ‬ ‫والالم‬
‫ُ‬
‫والظاء والذا ُل وثا لثوي ْة‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الصفير قل أسلي ْة ‪...‬‬ ‫وأحرف‬
‫ُ‬

‫( ‪)1/132‬‬

‫أتت‬
‫يت ‪ ...‬شفويةً فتلك عشرةٌ ْ‬
‫سم ْ‬
‫والفا وميم با وواو ِّ‬
‫وأشار اإلمام ابن الجزري إلى المخارج السبعة عشر فقال‪:‬‬
‫اختبر‬ ‫عشر ‪ ...‬على الذي يختاره من‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫مخارج الحروف سبعةَ ْ‬
‫ُ‬
‫فألف الجوف وأختاها وهي ‪ ...‬حروف مد للهواء تنتهي‬
‫ثم ألقصى الحلق همز هاء ‪ ...‬ثم لوسطه فعين حاء‬
‫أدناه غين خاؤها والقاف ‪ ...‬أقصى اللسان فوق ثم الكاف‬
‫والوسط فجيم الشين يا ‪ ...‬والضاد من حافته إذ وليا‬
‫ْ‬ ‫أسفل‬
‫األضراس من أيسر أو يمناها ‪ ...‬والالم أدناها لمنتهاها‬
‫والنون من طرفه تحت اجعلوا ‪ ...‬والرا يدانيه لظهر أدخل‬
‫والطاء والدال وتا منه ومن ‪ ...‬عليا الثنايا والصفير مستكن‬
‫منه ومن فوق الثنايا السفلى ‪ ...‬والظاء والذال وثا للعليا‬
‫من طرفيهما ومن بطن الشفة ‪ ...‬مع أطراف الثنايا المشرف ْة‬
‫للشفتين الواو باء ميم ‪ ...‬وغنة مخرجها الخيشوم‬

‫( ‪)1/133‬‬
‫جدول بمخارج الحروف العامة والخاصة‬
‫‪...‬‬

‫( ‪)1/134‬‬

‫رسم كروكي لمخارج الحروف‪:‬‬

‫( ‪)1/135‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف كاًّل من المخرج والحرف لغة‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬اذكر الفرق بين المخرج المحقق والمخرج المقدر‪.‬‬
‫‪َ -3‬بيِّن كيف تعرف مخرج أي حرف من الحروف الهجائية‪.‬‬
‫‪ -4‬اذكر أربعة أحرف من الحروف الفرعية مع بيان حقيقة الحرف الفرعي‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر عدد المخارج العامة‪.‬‬
‫‪ -6‬وضح مذاهب العلماء في عدد المخارج الخاصة‪.‬‬
‫مخرجا للحلق وما حروف كل منها؟ وبم تلقب هذه الحروف؟‬
‫ً‬ ‫‪ -7‬كم‬
‫‪ -8‬ما هو الجوف؟ وما حروفه؟ وبم تسمى؟ وما وجه هذه التسمية؟‬
‫مخرجا للشفتين؟ وما حروفها؟ وبم تلقب؟‬
‫ً‬ ‫‪ -9‬كم‬
‫‪ -10‬اذكر مخرج كل حرف من الحروف اآلتية‪:‬‬
‫الهمزة‪ ،‬الجيم‪ ،‬الالم‪ ،‬الظاء‪ ،‬الفاء‪ ،‬األلف‪.‬‬

‫( ‪)1/136‬‬

‫صفات الحروف‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الحروف‪:‬‬ ‫صفات‬
‫ُ‬
‫الصفات جمع صفة‪ .‬وهي لغة‪ :‬ما قام بالشيء من المعاني ِ‬
‫كالعلم والسواد والبياض‪ ،‬وليس المقصود‬
‫الصفة بمعنى النعت كما أراده النحويون‪ ،‬أو ما يرجع إليها عن طريق المعنى نحو‪ :‬شبه أو مثل‪ ،‬بل‬
‫المقصود بالصفة المعاني الحسية أو المعنوية‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬كيفية ثابتة للحرف عند النطق به‪ِ ،‬م ْن جهر واستعالء وقلقلة ونحو ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫والصفات تعتبر بمثابة المعايير للحروف فتُ َميِّز بينها حتى ُيعرف القوي من الضعيف وخاصة تلك‬
‫التي تخرج من مخرج واحد كالطاء والتاء‪ ،‬فلوال اإلطباق والقلقلة في الطاء لما استطعت أن تميز‬
‫بينهما‪.‬‬
‫فببيان الصفة تُ ْع َرف كيفيةُ الحرف عند النطق به من سليم الطبع كجري الصوت وعدمه‪.1‬‬
‫ِ‬
‫الصفات‪:‬‬ ‫فوائد‬
‫ُ‬
‫اعلم أن للصفات ثالث فوائد‪:2‬‬
‫األولى‪ :‬تمييز الحروف المشتركة في المخرج‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬معرفة القوي من الضعيف؛ ليعلم ما يجوز إدغامه وما ال يجوز‪ ،‬فإن ما له قوة ومزيَّة عن‬
‫غيره ال يجوز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئال تذهب تلك المزيَّة‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬تحسين لفظ الحروف مختلفة المخارج‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.41‬‬
‫‪ 2‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.42‬‬

‫( ‪)1/137‬‬

‫الص ِ‬
‫فات‪:‬‬ ‫العلماء في ِ‬
‫عدد ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اختالف‬
‫ُ‬
‫لقد اختلف العلماء في عدد الصفات‪ :‬فذهب ابن الجزري ومن تبعه إلى أنها ثماني عشرة صفة‪،‬‬
‫َّ‬
‫وعدها بعضهم عشرين‪ ،‬وزادها بعضهم حتى أوصلها إلى أربع وأربعين صفة إلى غير ذلك من‬
‫األقوال‪ ،‬وقد اخترنا المذهب المشهور وهو أن عدد الصفات عشرون صفة‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصفات‪:‬‬ ‫تقسيم‬
‫ُ‬
‫تنقسم الصفات إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬ذاتية‪ -2 ،‬عر ِ‬
‫ضيَّة‪.‬‬ ‫ََ‬
‫أبدا كلقلقة ِّ‬
‫والشدة‪.‬‬ ‫فالذاتية‪ :‬هي الصفة المالزمة للحرف بمعنى أنها ال تفارقه ً‬
‫أحيانا أخرى كالتفخيم والترقيق‪ ،‬وقد أشار‬
‫أحيانا وتفارقه ً‬
‫ضيَّة‪ :‬وهي الصفة التي تلحق الحرف ً‬ ‫والعر ِ‬
‫ََ‬
‫صاحب آللئ البيان إلى الصفات العارضة بقوله‪:‬‬
‫إظهار إدغام وقلب وكذا ‪ ...‬إخفا وتفخيم ورق أخذا‬
‫وأيضا السكون والسكت حكي‬
‫ً‬ ‫والمد والقصر مع التحرك ‪...‬‬
‫والكالم هنا على الصفات الذاتية وهي قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم له ضد‪ -2 ،‬قسم ال ضد له‪.‬‬
‫فالقسم األول‪ :‬وهو الذي له ضد فعدد صفاته إحدى عشرة صفة وهي‪ :‬الجهر ضده الهمس‪،‬‬
‫ِ‬ ‫والرخاوة وضدها ِّ‬
‫أيضا‪ ،‬واالستفال وضده االستعالء‪،‬‬ ‫الشدة وبينهما صفة التَّوسط ويقال لها اْلَبينيَّة ً‬ ‫ِّ‬
‫واالنفتاح وضده واإلطباق‪ ،‬واإلصماتـ وضده اإلذالق‪.‬‬
‫والقسم الثاني‪ :‬هو الذي ال ضد له وعدد صفاته تسع وهي‪ :‬الصفير‪ ،‬القلقلة‪ ،‬اللِّين‪ ،‬االنحراف‪،‬‬
‫التَّكرير‪ ،‬التَّفَ ِّشي‪ ،‬االستطالة‪ ،‬الخفاء‪ُ ،‬‬
‫الغَّنة‪.‬‬
‫وفيما يلي بيان هذه الصفات تفصيال‪:‬‬

‫( ‪)1/138‬‬

‫أوال‪ :‬الصفات التي لها ضد‬


‫‪ -1‬الهمس‪:‬‬
‫النفَس عند النطق بالحرف لضعف االعتماد على مخرجه‬ ‫واصطالحا‪ :‬جريان َّ‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬الخفاء‪.‬‬
‫شخص َس َكت‪ ،‬وهي الفاء‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وحروف صفة الهمس عشرة‪ ،‬جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪ :‬فحثَّه‬
‫والحاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والهاء‪ ،‬والشين‪ ،‬والخاء‪ ،‬والصاد‪ ،‬والسين‪ ،‬والكاف‪ ،‬والتاء‪.‬‬
‫وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في الهمس‪ ،‬فأعالها الصاد؛ لما فيها من استعالء وإ طباق‬
‫وصفير وكلها من صفات القوة‪ ،‬ويليها الخاء؛ ألن فيها استعالء ويلي الخاء الكاف والتاء؛ لما فيهما‬
‫أيضا‪ ،‬وأضعف هذه الحروف هي الهاء والفاء والحاء والثاء إذا ليس‬
‫من الشدة وهي من صفات القوة ً‬
‫فيها صفة قوة مطلقًا‪.‬‬
‫اختصارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫واألمثلة بالنسبة لحروف كل صفة من الصفات سهلة ومعروفة وقد تركتها‬
‫مشددا بصفة خاصة‪ ،‬وكذا إذا كان متحر ًكا‪ ،‬أما‬
‫ً‬ ‫ساكنا أو‬
‫وتظهر الصفة حالة النطق بالحرف إذا كان ً‬
‫حروف المد فحسب شروطها‪.‬‬
‫‪ -2‬الجهر‪:‬‬
‫وهو ضد الهمس‬
‫واصطالحا‪ :‬انحباس جري النفس عند النطق بالحرف؛ لقوة‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬الظهور واإلعالن‪.‬‬
‫االعتماد على مخرجه‪.‬‬
‫وحوفُهُ‪ :‬الهمزة‪ ،‬والباء‪ ،‬والجيم‪ ،‬والدال‪ ،‬والذال‪ ،‬والراء‪ ،‬والزاي‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪ ،‬والعين‪،‬‬
‫والغين‪ ،‬والقاف‪ ،‬والالم‪ ،‬والميم‪ ،‬والنون‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬واأللف‪ ،‬والواو ِّ‬
‫المديَّة‪ ،‬والياء المدية‪.‬‬

‫( ‪)1/139‬‬

‫وبعض هذه الحروف أقوى من بعض في الجهر‪ ،‬وذلك على قدر ما في الحرف من صفات القوة‪،‬‬
‫فالطاء أقوى من الدال وإ ن اشتركتا في صفة الجهر إال أن الطاء تنفرد باإلطباق واالستعالء وهكذا‪.‬‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫الشدة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬انحباس جري الصوت عند النطق بالحرف؛لكمال قوة االعتماد‬ ‫ً‬ ‫ومعناها لغة‪ :‬القوة‪.‬‬
‫على مخرجه‪.‬‬
‫َج ُد قَ ٍط َب َك ْ‬
‫ت‪ ،‬وهي‪ :‬الهمزة‪ ،‬الجيم‪،‬‬ ‫وحروف الشدة ثمانية جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪ :‬أ ِ‬
‫والدال‪ ،‬والقاف‪ ،‬والطاء‪ ،‬والباء‪ ،‬والكاف‪ ،‬والتاء‪.‬‬
‫أيضا في القوة فإن كان مع الشدة جهر وإ طباق فذلك غاية القوة كالطاء‪.‬‬
‫وهذه الحروف مختلفة ً‬
‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫بقدر ما يوجد في الحرف من صفات قوية تكون قوته‪ ،‬وعلى قدر ما يوجد فيه من صفات الضعف‬
‫يكون ضعفه‪.‬‬
‫‪ -4‬التََّوسُّط‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬اعتدال الصوت عند النطق بالحرف‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬االعتدال‪.‬‬
‫وحروف التوسط خمسة‪ ،‬جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪ِ :‬ل ْن ُع َمر‪ ،‬وهي‪ :‬الالم‪ ،‬والنون‪،‬‬
‫والعين‪ ،‬والميم‪ ،‬والراء‪.‬‬
‫البينِيَّة؛ وذلك لعدم كمال انحباس الصوت كانحباسه في حروف‬ ‫ويسميها بعضهم َ‬

‫( ‪)1/140‬‬

‫الرخاوة بل حالة متوسطة بين كمال انحباس الصوت‬


‫الشدة‪ ،‬وعدم كمال جريانه كما في حروف ِّ‬
‫وكمال جريانه‪.‬‬
‫الرخاوة‪:‬‬
‫‪ِّ -5‬‬
‫وهي ضد الشدة والتوسط‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬جريان الصوت عند النطق بالحرف؛ لضعف االعتماد على‬
‫ً‬ ‫ومعناها لغة‪ :‬اللِّين‪.‬‬
‫مخرجه‪.‬‬
‫وحروفها‪ :‬ثمانية عشر حرفًا الباقية بعد حروف الشدة والتوسط وهي‪ :‬الثاء‪ ،‬والحاء‪ ،‬والخاء‪،‬‬
‫والذال‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسين‪ ،‬والشين‪ ،‬والصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والظاء‪ ،‬والغين‪ ،‬والفاء‪ ،‬والهاء‪ ،‬والواو‪،‬‬
‫والياء‪ ،‬واأللف‪ ،‬والواو ِّ‬
‫المديَّة‪ ،‬والياء المدية‪.‬‬
‫شديدا‪،‬‬
‫سمي ً‬‫ت‪ِّ ،‬‬ ‫فالحروف الهجائية مقسمة بين هذه الصفات الثالث فما كان من حروف‪ :‬أ ِ‬
‫َج ُد قَط َب َك ْ‬
‫طا أو َبينِيًّا‪ ،‬وما لم يكن منها سمي رخويًّا‪.‬‬
‫وما كان من حروف‪ :‬لن عمر‪ ،‬سمي متوس ً‬
‫‪ -6‬االستعالء‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬ارتفاع جزء كبير من اللسان عند النطق بأغلب حروفه‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬العلو واالرتفاع‪.‬‬
‫إلى الحنك األعلى‪.‬‬
‫ظ‪ ،‬وهي الخاء‪،‬‬
‫ض ْغط قَ ْ‬
‫ص َ‬
‫وحروف صفة االستعالء سبعة‪ ،‬جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪ُ :‬خ َّ‬
‫والصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والغين‪ ،‬والطاء‪ ،‬والقاف‪ ،‬والظاء ‪ ،‬وهذه الحروف السبعة هي التي تفخم قوال‬
‫واحدا‪ ،‬وارتفاع معظم اللسان يكون عند النطق بالطاء‪ ،‬والصاد والضاد والظاء‪ ،‬ثم يكون أقل عند‬
‫ً‬
‫القاف‪ ،‬ثم يضعف عند الخاء والغين‪.‬‬
‫ٍ‬
‫مستعل‪ ،‬وقال‬ ‫وقيل‪ :‬س ِّمَيت مستعليةً؛ لخروج صوتها من جهة العلو وكل ما حل في ٍ‬
‫عال فهو‬ ‫ُ‬
‫اْل َمرعشي‪ :‬إن المعتبر في االستعالء استعالء أقصى اللسان سواء استعلى معه بقية اللسان أو ال‪.‬‬
‫ا‪.‬هـ‪ ،‬من "نهاية القول المفيد" ص‪.49‬‬

‫( ‪)1/141‬‬

‫‪ -7‬االستفال‪:‬‬
‫وهو ضد االستعالء‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬انخفاض اللسان إلى قاع الفم عند النطق بأغلب حروفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬االنخفاض‪.‬‬
‫وحروفُهُ‪ :‬أربعة وعشرون حرفًا الباقية من أحرف الهجاء بعد حروف االستعالء وهي‪ :‬الهمزة‪،‬‬
‫والباء‪ ،‬والتاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والجيم‪ ،‬والحاء‪ ،‬والدال‪ ،‬الذال‪ ،‬والراء‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسين‪ ،‬والشين‪ ،‬والعين‪،‬‬
‫والفاء‪ ،‬والكاف‪ ،‬والالم‪ ،‬والميم‪ ،‬والنون‪ ،‬والهاء‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬واأللف‪ ،‬والواو المدية‪ ،‬والياء‬
‫المدية‪.‬‬
‫واحدا إال األلف والالم والراء فسيأتي الكالم عليها‪ ،‬وهي في حالة‬
‫ً‬ ‫وهذه الحروف حكمها الترقيق قوال‬
‫التفخيم تشبه الحروف المستعلية‪.‬‬
‫‪ -8‬اإلطباق‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬إطباق اللسان على الحنك األعلى عند النطق بحروفه بحيث‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬اإللصاق‪.‬‬
‫ينحصر الصوت بينهما‪.‬‬
‫وحروفُهُ‪ :‬أربعة وهي الصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪ ،‬إال أن هناك تفاوتًا بين حروفه‪ ،‬فالطاء‬
‫أقواها درجة في اإلطباق يليها الضاد فالصاد‪ ،‬أما الظاء فهي أضعفهم إطباقًا‪.‬‬
‫‪ -9‬االنفتاح‪:‬‬
‫وهو ضد اإلطباق‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬تجافي اللسان عن الحنك األعلى ليخرج الريح عند النطق بأغلب‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬االفتراق‪.‬‬
‫حروفه‪.‬‬

‫( ‪)1/142‬‬

‫وحروفُهُ‪ :‬سبعة وعشرون حرفًا الباقية من حروف الهجاء بعد حروف اإلطباق وهي‪ :‬الهمزة‪،‬‬
‫والباء‪ ،‬والتاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والجيم‪ ،‬والحاء‪ ،‬والخاء‪ ،‬والدال‪ ،‬والذال‪ ،‬والراء‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسين‪ ،‬والشين‪،‬‬
‫والعين‪ ،‬والغين‪ ،‬والفاء‪ ،‬والقاف‪ ،‬والكاف‪ ،‬والالم‪ ،‬والميم‪ ،‬والنون‪ ،‬والهاء‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬واأللف‪،‬‬
‫المديَّة‪ ،‬والياء ِّ‬
‫المديَّة ‪.‬‬ ‫والواو ِّ‬
‫‪ -10‬اإلذالق‪:‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬حدة اللسان وبالغته وطالقته وقيل الطرف‪.‬‬
‫ق اللسان أي طرفه أو من طرف إحدى‬ ‫واصطالحا‪ :‬خفَّة الحرف وسرعة النطق به؛ لخروجه من َذلَ ِ‬ ‫ً‬
‫معا‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الشفتين أو منهما ً‬
‫ب‪ ،‬وهي ‪ :‬الفاء‪ ،‬والراء‪ ،‬والميم‪ ،‬والنون‪،‬‬ ‫وحروفُهُ‪ :‬ستة جمعها ابن الجزري في قوله‪ِ :‬ف َّر ِم ْن لُ ٍّ‬
‫وسميت مذلقة؛ لخروج بعضها من ذلق اللسان وهي‪ :‬الراء‪ ،‬والنون‪ ،‬والالم‪ ،‬وبعضها‬ ‫والالم‪ ،‬والباء‪ِّ ،‬‬
‫من ذلق َّ‬
‫الشفَة وهي‪ :‬الباء‪ ،‬والفاء‪ ،‬والميم‪.‬‬
‫‪ -11‬اإلصمات‪:‬‬
‫وهو ضد اإلذالق‪.‬‬
‫ت عن الكالم أي منع نفسه منه‪.‬‬
‫ص َم َ‬
‫ومعناه لغة‪ :‬المنع تقول‪:‬ـ َ‬
‫ق اللسان َّ‬
‫والشفَة‪ ،‬وهذا‬ ‫بعيدا عن َذلَ َ‬
‫واصطالحا‪ :‬ثقل الحرف وعدم سرعة النطق به؛ لخروجه ً‬
‫ً‬
‫التعريف يتعارض مع الواو؛ لخروجها من الشفتين ولكنها وصفتـ باإلصمات؛ ألن فيها بعض الثقل‬
‫حيث تخرج من الشفتين‪ 1‬مع انفراج بينهما بعكس الفاء والباء والميم فهي أخف الحروف وأسهلها‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،74‬بتصرف‪.‬‬
‫( ‪)1/143‬‬

‫ِ‬
‫اإلصمات‪ :‬خمسة وعشرون حرفًا الباقية من حروف الهجاء بعد حروف اإلذالق وهي‪:‬‬ ‫وحروف‬
‫ُ‬
‫الهمزة‪ ،‬والتاء‪ ،‬والثاء‪ ،‬والجيم‪ ،‬والحاء‪ ،‬والخاء‪ ،‬والدال‪ ،‬والذال‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسين‪ ،‬والشين‪ ،‬والصاد‪،‬‬
‫والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪ ،‬والعين‪ ،‬والغين‪ ،‬والقاف‪ ،‬والكاف‪ ،‬والهاء‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء‪ ،‬واأللف‪ ،‬والواو‬
‫المدية‪ ،‬والياء المدية‪.‬‬
‫ص َمتة؛ ألنها ممنوعة من االنفراد أصوال في الكلمات الرباعية‬
‫وقيل‪ :‬سميت هذه الحروف ُم ْ‬
‫والخماسية بمعنى أن كل كلمة على أربعة أحرف أو خمسة أصوال ال بد أن يكون فيها مع الحروف‬
‫المصمتة حرف من الحروف المذلقة‪ ،‬ولذلك قالوا‪ :‬إن "عسجد" ‪-‬اسم للذهب‪ -‬أعجمي لكونه رباعيًّا‬
‫وليس فيه حرف من الحروف المذلقة‪.1‬‬
‫وبذلك ينتهي الكالم على الصفات التي لها ضد‪ ،‬وليعلم أن كل حرف من حروف الهجاء ال بد وأن‬
‫يأخذ منها خمس صفات‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر نهاية القول المفيد في علم التجويد ص‪.52‬‬

‫( ‪)1/144‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصفات التي ال ضد لها‬


‫ً‬
‫والصفات التي ال ضد لها عددها تسع‪ ،‬كما تقدم وفيما يلي بيانها منفصلة‪:‬‬
‫‪ -1‬الصفير‪:‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬صوت يشبه صوت الطائر‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬صوت زائد يخرج من بين الثنايا وطرف اللسان عند النطق بأحد حروفه‪.‬‬ ‫ً‬
‫َّفير‪ :‬ثالثة‪ :‬الصاد‪ ،‬والزاي‪ ،‬والسين‪ ،‬فالصاد تشبه صوت األ ََو ِّز والزاي تشبه صوت‬
‫وحروف الص ِ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫النحل‪ ،‬والسين تشبه صوت الجراد‪ ،‬قاله صاحب كتاب "نهاية القول‬

‫( ‪)1/144‬‬
‫المفيد في علم التجويد" ص‪ ،53‬وأقواها الصاد؛ لما فيها من استعالء وإ طباق وصفير‪ ،‬ثم يليها الزاي‬
‫لما فيها من جهر‪ ،‬ثم السين وهي أضعفها؛ لكونها مهموسة‪ ،‬والهمس الخفاء كما تقدم‪ ،‬وعلى هذا‬
‫فينبغي لك أن تظهر صفير السين أكثر من الزاي‪ ،‬وتظهر الزاي أكثر من الصاد‪.1‬‬
‫‪ -2‬القلقلة‪:‬‬
‫ومعناها لغة‪ :‬االضطراب‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬اضطراب الصوت عند النطق بالحرف حتى يسمع له نبرة قوية‪.‬‬ ‫ً‬
‫ب َج َّد‪ ،‬وتنقسم القلقلة بالنسبة‬
‫طٌ‬ ‫ِ‬
‫وحروف القلقلة‪ :‬خمسة جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪ :‬قُ ْ‬
‫ُ‬
‫لحروفها إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أعلى وهو في الطاء‪ ،‬وأوسط وهو في الجيم‪ ،‬وأدنى وهو في الثالثة الباقية‪.2‬‬
‫ومراتبهَا أربعةٌ‪:‬‬
‫ُ‬
‫الحق‪ ،‬يليه الساكن الموقوف عليه غير المشدد مثل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أقواها عند الساكن الموقوف عليه المشدد مثل‪:‬‬
‫خالق‪ ،‬ثم يلي هذا الساكن الموصول مثل‪ :‬خلقنا‪ ،‬وفي هذه المراتب الثالث نجد أن القلقلة قد بلغت‬
‫صفة الكمال‪ ،‬أما المرتبة الرابعة وهي في اْلمح َّرك مثل‪ِ :‬‬
‫المتقين‪ ،‬فال يوجد فيه من القلقلة إال أصلها‬ ‫َُ‬
‫فقط مثل‪ :‬الغنة في النون والميم المظهرتين والمحركتين‪ ،‬فالثابت فيهما أصلها ال كمالها كما تقدم‪.‬‬
‫كيفيتُهَا‪:‬‬
‫وأما كيفية القلقلة فقد اختلف العلماء فيها‪ ،‬فقيل‪ :‬إنها أقرب إلى الفتح مطلقًا‪ ،‬وهو األرجح‪ ،‬وقيل‪ :‬إنها‬
‫مفتوحا نحو‪ :‬أقرب‪ ،‬كانت قريبة إلى الفتح‪ ،‬وإ ن كان ما قبلها‬
‫ً‬ ‫تابعة لما قبلها‪ ،‬فإن كان ما قبلها‬
‫اقتلوا‪ ،‬كانت قريبة إلى‬
‫مضموما نحو‪ْ :‬‬
‫ً‬ ‫مكسورا نحو‪ :‬ا ْقرأ‪ ،‬كانت قريبة إلى الكسر‪ ،‬وإ ن كان ما قبلها‬
‫الضم‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،53‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.54‬‬

‫( ‪)1/145‬‬

‫وإ لى ذلك يشير الشيخ إبراهيم شحاتة في "التُّ ْحفَة السمنودية في تجويد الكلمات القرآنية" بقوله‪:‬‬
‫مخرج على األولى ثبت‬
‫ٍ‬ ‫قلقلة قطب جد وقربت ‪ ...‬لفتح‬
‫كبيرة حيث لدى الوقف أتت ‪ ...‬أكبر حيث عند وقف شددت‬
‫‪ -3‬اللِّين‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬إخراج الحرف من مخرجه بسهولة وعدم ُكْلفَة على اللسان‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬السهولة‪.‬‬
‫وحرفَاهُ‪ :‬اثنان وهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما مثل‪َ :‬خ ْوف‪َ ،‬ب ْيت‪.‬‬
‫‪ -4‬االنحراف‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬الميل بالحرف بعد خروجه من مخرجه عند النطق به حتى‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬الميل والعدول‪.‬‬
‫يتصل بمخرج آخر‪.‬‬
‫وحرفَاهُ‪ :‬اثنان وهما الالم والراء‪ ،‬ووصفا باالنحراف؛ ألنهما انحرفا عن مخرجهما حتى اتصال‬
‫أيضا إلى ظهر اللسان‬
‫بمخرج غيرهما‪ ،‬فالالم فيها انحراف إلى طرف اللسان‪ ،‬والراء فيها انحراف ً‬
‫وميل قليل إلى جهة الالم‪.1‬‬
‫‪ -5‬التكرير‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬ارتعاد رأس اللسان عند النطق بالحرف‪ ،‬وحرف التكرير هو‬
‫ً‬ ‫ومعناه لغة‪ :‬اإلعادة‪.‬‬
‫الراء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.56‬‬

‫( ‪)1/146‬‬

‫والتكرير صفة مالزمة لحرف الراء بمعنى أنها قابلة لها فيجب التحرز عنها؛ ألن الغرض من‬
‫معرفة هذه الصفة تركها‪ ،‬بمعنى‪ :‬عدم المبالغة فيها‪ ،‬وأكثر ما يظهر التكرير إذا كانت الراء مشددة‬
‫نحو‪ :‬كرة‪ ،‬مرة‪ ،‬فالواجب على القارئ أن يخفي هذا التكرير وال يظهره لقول اإلمام ابن الجزري‪:‬‬
‫تكريرا إذا تشدد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وأخف‬
‫ً‬
‫وليس معنى إخفاء التكرير إعدام ارتعاد رأس اللسان بالكلية؛ ألن ذلك يؤدي إلى حصر الصوت بين‬
‫رأس اللسان واللَّثة كما في حرف الطاء وهذا خطأ ال يجوز‪ ،‬وإ نما يرتعد رأس اللسان ارتعادة واحدة‬
‫خفيفة حتى ال تنعدم الصفة‪.‬‬
‫وطريق الخالص من هذا أن يلصق القارئ ظهر لسانه بأعلى حنكه بحيث ال يرتعد رأس اللسان‬
‫كثيرا‪.1‬‬
‫ً‬
‫‪ -6‬التفشي‪:‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬االنتشار وقيل االتساع‪.2‬‬
‫واصطالحا‪ :‬انتشار خروج الريح بين اللسان والحنك األعلى عند النطق بالحرف‪ .‬وحرف التفشي‬
‫ً‬
‫هو الشين‪.‬‬
‫وسميت الشين متفشية؛ النتشار الريح في الفم عند النطق بها حتى تتصل بمخرج الظاء‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -7‬االستطالة‪:‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬االمتداد‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬امتداد الصوت من أول إحدى حافتي اللسان إلى آخرها‪.‬‬
‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" بتصرف‪ ،‬ص‪.57‬‬
‫‪ 2‬يقال‪ :‬تَفَ َّشت القرحة بمعنى‪ :‬اتسعت‪ ،‬قاله صاحب "نهاية القول المفيد" ص‪ 57‬حكاية عن صاحب‬
‫القاموس‪.‬‬

‫( ‪)1/147‬‬

‫وحرف االستطالة‪ :‬هو الضاد‪.‬‬


‫وسميت الضاد مستطيلة؛ الستطالة مخرجها حتى تتصل بمخرج الالم‪ ،‬والحرف المستطيل يمتد‬
‫ِّ‬
‫الصوت به ولكن لم يبلغ قدر الحرف الممدود‪ ،‬وذلك ألن المستطيل يجري في مخرجه‪ ،‬والممدود‬
‫يجري في ذاته؛ حيث إن مخرجه مقدر‪.‬‬
‫والفرق بينهما أن الحرف المستطيل يجري الصوت في مخرجه بقدر طوله ولم يتجاوزه حيث إن‬
‫الحرف ال يتجاوز مخرجه المحقق‪.‬‬
‫أما الحرف الممدود فليس له مخرج محقق‪ ،‬وإ نما مخرجه مقدر كما عرفت‪ ،‬فيجري الصوت في‬
‫ذاته‪ ،‬وال ينقطع إال بانقطاع الهواء‪.1‬‬
‫‪ -8‬الخفاء‪:‬‬
‫ومعناه لغة‪ :‬االستتار‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬خفاء صوت الحرف عند النطق به‪.‬‬
‫ً‬
‫وحروف صفة الخفاء أربعة‪ :‬حروف المد الثالثة والهاء‪ ،‬ويجمعها كلمة‪ :‬هاوي‪ .‬أما خفاء حروف‬
‫المد ِفل َس َعة مخرجها‪ ،‬أما خفاء الهاء؛ فألن صفاتها كلها ضعيفة ومن أجل هذا قويت بالصلة‪ ،2‬قال‬
‫صاحب آللئ البيان‪ :‬والهاء مع حروف مد للخفا‪.‬‬
‫‪ -9‬الغنة‪:‬‬
‫ومعناها لغة‪ :‬صوت له رنين في الخيشوم‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم في كل األحوال‪.‬‬
‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من "نهاية القول المفيد" بتصرف‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ 2‬من المرجع السابق‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫( ‪)1/148‬‬

‫صفة ِ‬
‫الغنة‪ :‬اثنان وهما الميم والنون‪.1‬‬ ‫وحروف ِ‬
‫ُ‬
‫وقد سبق الكالم على الغنة ومخرجها ومقدارها وكيفيتها ومراتبها عند الكالم على حكم النون والميم‬
‫والمشددتين فارجع إليه إن شئت‪.‬‬
‫وعلى هذا إذا أردت أن تعرف صفات أي حرف من حروف الهجاء فابحث عنه أوال في الصفات‬
‫التي لها ضد بحيث تبدأ بصفتي الهمس والجهر‪ ،‬فإن وجد في حروف الهمس والجهر‪ ،‬فإن وجد في‬
‫حروف الهمس وهي‪ :‬فحثه شخص سكت‪ ،‬فهو مهموس‪ ،‬وإ ال فهو مجهور‪ ،‬ثم تنتقل إلى صفات‬
‫والرخاوة‪ ،‬فإن وجد في حروف الشدة وهي‪ :‬أجد قط بكت‪ ،‬فهو شديد‪ ،‬وإ ن وجد في‬
‫الشدة والتوسط ِّ‬
‫حروف التوسط وهي‪ :‬لن عمر‪ ،‬فهو متوسط وإ ال فهو رخوي‪ ،‬ثم تنتقل إلى صفتي االستعالء‬
‫مستعل وإ ال فهو ِ‬
‫مستفل‪ ،‬ثم تنتقل إلى صفتي اإلطباق‬ ‫ٍ‬ ‫واالستفال‪ ،‬فإن وجد في حروف االستعالء فهو‬
‫واالنفتاح فإن وجد في حروف اإلطباق وهي‪ :‬الصاد‪ ،‬والضاد‪ ،‬والطاء‪ ،‬والظاء‪ ،‬فهو مطبق وإ ال فهو‬
‫فر من لب‪ ،‬فهو‬
‫منفتح‪ ،‬ثم تنتقل إلى صفتي اإلذالق واإلصمات فإن وجد في حروف اإلذالق وهي‪َّ :‬‬
‫تم له خمس صفات‪.‬‬
‫مذلق وإ ال فهو مصمت‪ ،‬وإ لى هنا يكون الحرف قد َّ‬
‫ثم تنتقل إلى الصفات التسع التي ال ضد لها وابحث عنه فيها فإذا وجد له صفة منها كانت الصفة‬
‫السادسة باإلضافة إلى الصفات الخمس السابقة وال يكون ذلك إال في الحروف التسعة عشر اآلتية‪:‬‬
‫الصاد‪ ،‬الزاي‪ ،‬السين‪ ،‬القاف‪ ،‬الطاء‪ ،‬الباء‪ ،‬الجيم‪ ،‬الدال‪ ،‬الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما‪،‬‬
‫الالم‪ ،‬الشين‪ ،‬الضاد‪ ،‬الهاء‪ ،‬حروف المد الثالثة‪ ،‬الميم‪ ،‬النون‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬قال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫وغن في ميم ونون باديا ‪ ...‬إن شددا فأدغما فأخفيا‬
‫فأظهرا فحركا وقدرت ‪ ...‬بألف ال فيهما كما ثبت‬

‫( ‪)1/149‬‬

‫فهذه األحرف لكل منها ست صفات‪ ،‬وال يوجد حرف له سبع صفات إال الراء‪.‬‬
‫وخالصة ذلك أن أي حرف من حروف الهجاء ال تقل صفاته عن خمس وال تزيد عن سبع وتسهيال‬
‫لذلك إليك جدوال للحروف الهجائية أبدؤها بالحروف التي لها خمس صفات فقط‪ ،‬ثم التي لها ست‪ ،‬ثم‬
‫التي لها سبع‪.‬‬
‫الحروف ذات الصفات الخمس‪:‬‬

‫( ‪)1/150‬‬

‫الحروف ذات الصفات الست‪:‬‬


‫الحرف الوحيد ذو الصفات السبع‪:‬‬

‫( ‪)1/151‬‬

‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫إذا أمعنت النظر في الجداول السابقة تبين لك أن هناك بعض الحروف متحدة في الصفات وإ ليك‬
‫بيانها‪:‬‬
‫‪ -1‬التاء والكاف‪ -2 ،‬الثاء والحاء‪،‬‬
‫‪ -3‬الجيم والدال‪ -4 ،‬الذال‪ ،‬والواو والياء المتحركتان‪.‬‬
‫‪ -5‬الميم والنون‪ -6 ،‬الواو والياء اللينتان‪،‬‬
‫‪ -7‬حروف المد الثالثة‪.‬‬

‫( ‪)1/152‬‬

‫ٍ‬
‫وضعيفة‪:‬‬ ‫فات إلى ٍ‬
‫قوية‬ ‫الص ِ‬
‫تقسيم ِّ‬
‫ُ‬
‫تنقسم الصفات إلى قسمين‪ :‬صفات قوية‪ ،‬وصفاتـ ضعيفة‪.‬‬
‫الصفات القويةُ‪ :‬إحدى عشرة صفة وهي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -1‬الجهر‪ -2 ،‬الشدة‪ -3 ،‬االستعالء‪ -4 ،‬اإلطباق‪ -5 ،‬الصفير‪ -6 ،‬القلقلة‪ -7 ،‬االنحرف‪-8 ،‬‬
‫التكرير‪ -9 ،‬التفشي‪ -10 ،‬االستطالة‪ -11 ،‬الغنة‪.‬‬
‫والصفات الضعيفة‪ :‬ست صفات وهي‪:‬‬
‫الرخاوة‪ -3 ،‬االستفال‪ -4 ،‬االنفتاح‪ -5 ،‬اللِّين‪ -6 ،‬الخفاء‪.‬‬
‫‪ -1‬الهمس‪َِّ -2 ،‬‬
‫وهناك صفات ال توصف بقوة وال بضعف وهي ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلذالق‪ -2 ،‬اإلصمات‪ -30 ،‬التوسط "البينِيَّة"‪.‬‬
‫وإ لى ذلك يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫ضعيفها همس ورخو وخفا ‪ ...‬لين انفتاح واستفال عرفا‬
‫والبينِيَّة‬
‫وما سواها وصفه بالقوة ‪ ...‬ال الذلق واإلصماتـ َ‬

‫( ‪)1/152‬‬

‫ٍ‬
‫وضعيفة‪:‬‬ ‫الهجاء إلى ٍ‬
‫قوية‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حروف‬ ‫تقسيم‬
‫ُ‬
‫اعلم أن الحروف الهجائية تنقسم من حيث القوة والضعف إلى خمسة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬قوية‪ -2 ،‬أقوى‪ -3 ،‬ضعيفة‪ -4 ،‬أضعف‪ -5 ،‬متوسطة‪.‬‬
‫فالحروف القويةُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫هي التي يكون فيها صفات القوة أكثر من صفات الضعف‪ ،‬وعددها ثمانية‪ ،‬وهي‪ :‬الباء‪ ،‬الجيم‪،‬‬
‫الدال‪ ،‬الراء‪ ،‬الصاد‪ ،‬الضاد‪ ،‬الظاء‪ ،‬القاف‪.‬‬
‫الحرف األقوى‪ :‬فهو الذي يكون جميع صفاته قوية‪ ،‬وذلك ال يوجد إال في حرف واحد وهو‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫الطاء‪ ،‬فقط‪.‬‬
‫والحروف الضعيفةُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫هي التي يكون فيها صفات الضعف أكثرمن صفات القوة‪ ،‬وعددها عشرة وهي‪ :‬التاء‪ ،‬الخاء‪ ،‬الذال‪،‬‬
‫الزاي‪ ،‬السين‪ ،‬الشين‪ ،‬العين‪ ،‬الكاف‪ ،‬الواو والياء المتحركتان أو اللَّيَِّنتان‪.‬‬
‫األضعف‪:‬ـ فهو الذي يكون جميع صفاته ضعيفة أو تكون الغالبية العظمى من صفاته‬
‫ُ‬ ‫الحرف‬
‫ُ‬ ‫وأما‬
‫ضعفية بحيث تصل إلى األربع‪ ،‬وصفة واحدة قوية‪ ،‬ومخرجه مقدر‪.‬‬
‫أما الذي جميه صفاته ضعيفة فأربعة أحرف وهي‪ :‬الثاء‪ ،‬الحاء‪ ،‬الفاء‪ ،‬الهاء‪.‬‬
‫وأما الذي فيه صفة واحدة من صفات القوة وأربع صفات من صفات الضعف‬

‫( ‪)1/153‬‬

‫فثالثة أحرف وهي‪ :‬حروف المد الثالثة‪ ،‬وهي التي مخرجها مقدر‪ .‬وعلى ذلك يكون مجموع‬
‫الحروف األضعف سبعة‪.‬‬
‫والحروف المتوسطةُ‪:‬‬
‫ُ‬
‫هي التي تساوت فيها صفات القوة وصفاتـ الضعف وعددها خمسة‪ ،‬وهي‪ :‬الهمزة‪ ،‬الغين‪ ،‬الالم‪،‬‬
‫الميم‪ ،‬النون‪.‬‬
‫وإ لى هذه التقاسيم كلها يشير صاحب آللئ البيان فيقول‪:‬ـ‬
‫صاد‬
‫جيم دا ُل ظا را ُ‬
‫ضاد ‪ ...‬با قاف ٌ‬ ‫قوي أحرف الهجاء ُ‬
‫شين‬
‫وعين ُ‬
‫ٌ‬ ‫وزاي تا‬
‫ٌ‬ ‫سين ‪ ...‬ذا ٌل‬
‫والضعيف ُ‬
‫ُ‬ ‫والطاء أقوى‬
‫خاء كا فها ‪ ...‬والمد مع فحثه أضعفها‬
‫كذلك حرفا اللين ٌ‬
‫ِّمت‬
‫فخمسا قُس ْ‬ ‫َتت ‪ ...‬والميم والنون‬ ‫والوسط همز غين مع ٍ‬
‫الم أ ْ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫مشيرا إلى صفات الحروف‪:‬‬‫قال ابن الجزري في مقدمته ً‬
‫قل‬ ‫َّ‬
‫والضد ْ‬ ‫صمتةٌ‬ ‫مستفل ‪ ...‬منفتح ُم ْ‬
‫ْ‬ ‫ورخو‬
‫ٌ‬ ‫جهر‬
‫صفاتُها ٌ‬
‫بكت‬
‫قط ْ‬ ‫جد ٍ‬ ‫شديدها لفظُ ِأَ ْ‬‫ُ‬ ‫سكت ‪...‬‬
‫ْ‬ ‫شخص‬
‫ٌ‬ ‫مهموسها فحثَّه‬
‫ُ‬
‫حصر‬
‫ْ‬ ‫ص ْغ ٍط ِق ْ‬
‫ظ‬ ‫ص َ‬ ‫رخو والشديد ِل ْن ُع َم ْر ‪ ...‬وسبعُ ُع ٍّلو ُخ َّ‬
‫وب ْي َن ٍ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫الحروف المذلق ْة‬ ‫ب‬
‫وفر من لُ ّ‬‫طبق ْة ‪َّ ...‬‬‫ظاء ُم ْ‬
‫طاء ٌ‬ ‫ضاد ُ‬ ‫وصاد ٌ‬‫ُ‬
‫ين‬ ‫قطب ٍّ ِّ‬
‫جد والل ُ‬ ‫سين ‪ ...‬قلقلةٌ ُ‬ ‫وزاي ُ‬ ‫ٌ‬ ‫صاد‬
‫صفيرها ٌ‬
‫ص ِّح َحا‬
‫واالنحرف ُ‬
‫ُ‬ ‫وياء سكنا وانفتحا ‪ ...‬قبلهما‬
‫واو ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ضادا استَ ِط ْل‬
‫والشين ً‬
‫ُ‬ ‫وبتكرير ُج ِع ْل ‪ ...‬وللتَّفَ ِّشي‬
‫ٍ‬ ‫في الالم والرا‬

‫( ‪)1/154‬‬

‫تنبيه هام‬
‫‪...‬‬
‫مهم‪:‬‬
‫تنبيهٌ ٌ‬
‫ِ‬
‫والظاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الضاد‬ ‫ق بين نط ِ‬
‫ق حرفي‬ ‫في الفَ ْر ِ‬
‫علما بأن هناك فرقًا بين الحرفين من ناحيتي المخرج والصفة‪:‬‬
‫إن بعض الناس ينطقون الضاد ظاء ً‬
‫فمخرج الضاد من إحدى حافتي اللسان مع ما يليها من األضراس العليا ‪-‬كما تقدم ذكره في الكالم‬
‫على المخارج‪ -‬والظاء تخرج من ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليان وهذا فارق كبير‬
‫بينهما‪.‬‬
‫والرخاوة‪ ،‬واالستعالء‪،‬‬
‫وأما من ناحية الصفة فهما يشتركان في خمس صفات وهي‪ :‬الجهر‪ِّ ،‬‬
‫واإلطباق‪ ،‬واإلصمات‪ ،‬وتنفرد الضاد بصفة االستطالة‪.‬‬
‫وعلى هذا يتضح الفرق جليًّا بين الحرفين من ناحيتي المخرج والصفة ولوال هذا الفرق لكانت‬
‫إحداهما عين األخرى في النطق‪.1‬‬
‫ومن ثم يجب على القارئ أن ُيميِّز بينهما بحيث ينطق الضاد مستطيلة فيظهر امتداد الصوت عند‬
‫ضغط حافة اللسان على ما يليها من األضراس العليا‪.‬‬
‫وقد أشار إلى ذلك اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫والضاد باستطالة ومخرج ‪ ...‬ميز من الظاء‪...........‬‬
‫كما قال في التمهيد‪" :‬اعلم أن حرف الضاد ليس في الحروف حرف يعسر على اللسان غيره‪ ،‬و َق َّل‬
‫من يحسنه‪ ،‬فمنهم من يخرجه ظاء وهذا ال يجوز في كالم اهلل تعالى؛ لمخالفته المعنى الذي أراده اهلل‪،‬‬
‫إذ لو قلنا في‪ :‬الضالين‪ ،‬الظالين ‪-‬بالظاء‪ -‬لكان معناه الدائمين‪ ،‬وهذا خالف مراد اهلل تعالى؛ ألن‬
‫ظ َّل َو ْجهُهُ ُم ْس َو ًّدا} ‪ 2‬وشبهه‬
‫الضالل بالضاد هو ضد الهدى‪ ،‬والظلول بالظاء هو الصيرورة كقوله‪َ { :‬‬
‫فمثال‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" بتصرف‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 2‬سورة النحل‪.58 :‬‬

‫( ‪)1/155‬‬

‫َس ُّروا‬
‫{وأ َ‬
‫صادا في نحو قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين ً‬
‫استِ ْكَب ًارا} ‪ 2‬فاألول من السر‬
‫استَ ْكَب ُروا ْ‬
‫{و ْ‬
‫سينا في نحو قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫َّ‬
‫الن ْج َوى} ‪ ،1‬أو يبدل الصاد ً‬
‫والثاني من اإلصرار‪ .‬انتهى بتصرف واختصار‪.3‬‬
‫ومن أجل هذا يجب االحتراز من تغيير مخرج الحرف الحقيقي؛ ألن ذلك لحن َجِل ٌّي ال يجوز للقارئ‬
‫أن يفعله حتى ال يغير المعنى الذي أراده اهلل سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة األنبياء‪.3 :‬‬
‫‪ 2‬سورة نوح‪.7 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد" ص‪.75‬‬

‫( ‪)1/156‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬ثم اذكر فوائد الصفات‪ ،‬والفرق بينها وبين المخارج‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف الصفة لغة‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫ِّن اختالف العلماء في عدد الصفات‪.‬‬
‫‪َ -2‬بي ْ‬
‫الع َرضيَّة مع التمثيل لكل منهما‪.‬‬
‫عرف الصفات الذاتية والصفاتـ َ‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫‪ -4‬اذكر أقسام الصفات الذاتية من حيث الضدية وعدمها مع ذكر عدد صفات كل قسم‪.‬‬
‫اصطالحا وبيِّن حروفه‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف الهمس لغة‬
‫‪ِّ -5‬‬
‫واصطالحا واذكر حروفها‪ ،‬وبيِّن مراتبها وكيفيتها‪.‬ـ‬
‫ً‬ ‫عرف القلقلة لغة‬
‫‪ِّ -6‬‬
‫‪ -7‬اذكر الطريقة التي يعرف بها عدد صفات أي حرف من الحروف الهجائية‪.‬‬
‫‪ -8‬بماذا تقدر قوة الحرف وضعفه؟‬
‫‪ -9‬اذكر حرفين من الحروف التي تتحد في جميع الصفات‪.‬‬
‫‪ -10‬اذكر صفات كل حرف مما يأتي‪ :‬الباء‪ ،‬السين‪ ،‬الطاء‪ ،‬الالم‪ ،‬الهاء‪.‬‬
‫‪ -11‬اذكر الفرق بين نطق حرفي الضاد والظاء‪.‬‬

‫( ‪)1/156‬‬

‫التفخيم والترقيق‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫فخيم والتَّ ُ‬
‫رقيق‪:‬‬ ‫َّ‬
‫الت ُ‬
‫التفخيم لغة‪ :‬التسمين‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو عبارة عن سمن يدخل على صوت الحرف عند النطق به فيمتلئ الفم بصداه‪،‬‬ ‫ً‬
‫والتفخيم والتسمين والتغليظ كلها ألفاظ مترادفة بمعنى واحد‪.‬‬
‫والترقيق لغة‪ :‬التنحيف‪.‬‬
‫واصطالحا‪ :‬هو عبارة عن نحول يدخل على صوت الحرف عند النطق به فال يمتلئ الفم بصداه‪.‬‬
‫ً‬
‫وعلى هذا فالحروف الهجائية ثالثة أقسام‪:‬‬
‫دائما ‪ -3‬وقسم مرقق في بعض األحوال مفخم في بعضها‬
‫دائما‪ -2 ،‬وقسم مرقق ً‬
‫‪ -1‬قسم مفخم ً‬
‫اآلخر‪ .‬وإ لي بيانها بالتفصيل‪:‬‬

‫( ‪)1/157‬‬

‫القسم األول‪ :‬الحروف التي تفخم دائما‬


‫دائما‪ :‬وذلك في أحرف االستعالء السبعة المجموعة في قول اإلمام ابن الجزري‪ :‬خص‬
‫ما يفخم ً‬
‫تبعا لما تتصف به من صفات قوية أو ضعيفة‪ ،‬لذا تجد‬
‫ضغط قظ‪ ،‬وهذه الحروف تتفاوت قوة وضعفًا ً‬
‫تفخيما وفيها يقول اإلمام ابن الجزري‪:‬‬
‫ً‬ ‫أحرف اإلطباق األربعة أقوى حروف االستعالء‬
‫اإلطباق أقوى نحو قال والعصا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫االستعالء فَ ِّخ ْم واخصصا ‪...‬‬ ‫وحرف‬
‫ُ‬
‫أي‪ :‬واخصصا حروف اإلطباق بتفخيم أقوى‪.‬‬
‫وترتيب هذه األحرف السبعة من حيث القوة والضعف كما يلي‪:‬‬

‫( ‪)1/157‬‬

‫الطاء أقواها‪ ،‬ثم يليها الضاد‪ ،‬فالصاد‪ ،‬فالظاء‪ ،‬فالقاف‪ ،‬فالغين‪ ،‬فالخاء‪.1‬‬
‫وأما مراتب التفخيم فخمس على ما اختاره اإلمام ابن الجزري في "التمهيد"‪:‬‬
‫ال} ‪.2‬‬ ‫األولى‪ :‬المفتوح الذي بعده ألف مثل‪{ :‬قَ َ‬
‫{خلَقَ ُك ْم} ‪.3‬‬
‫الثانية‪ :‬المفتوح الذي ليس بعده ألف مثل‪َ :‬‬
‫{يقُول} ‪.4‬‬ ‫الثالثة‪ :‬المضموم مثل‪َ :‬‬
‫ون} ‪ { ،5‬ا ْق َرْأ } ‪.6‬‬
‫ون َوُي ْقتَلُ َ‬
‫الرابعة‪ :‬الساكن مثل‪{ :‬فََي ْقتُلُ َ‬
‫يل} ‪.7‬‬ ‫الخامسة‪ :‬المكسور مثل‪ِ :‬‬
‫{ق َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،146‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.30 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.8 :‬‬
‫‪ 5‬سورة التوبة‪.111 :‬‬
‫‪ 6‬سورة العلق‪.1 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البقرة‪ ،11 :‬وإ لى ذلك يشير صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫ترب فَ ِظال‬ ‫فصلَّى ‪ُ ...‬‬
‫فالغ ُرفات فا ْق ِ‬ ‫ٍ‬
‫أعاله في كطائف َ‬

‫( ‪)1/158‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الحروف التي ترقق دائما‬


‫دائما وهو حروف االستفال السابق ذكرها في باب الصفات ما عدا‪ :‬األلف والالم والراء‪.‬‬
‫ما يرقق ً‬
‫وقد أشار إلى ذلك اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫فرققن مستفال من أحرف ‪ ...‬وحازرن تفخيم لفظ األلف‬

‫( ‪)1/158‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬الحروف الدائرة بين الترقيق والتفخيم‬


‫ما يرقق في بعض األحوال َّ‬
‫ويفخم في بعضها اآلخر وهو األحرف الثالثة المستثناه من حروف‬
‫االستفال‪ :‬األلف والالم‪ ،‬والراء‪ ،‬وإ ليك أحكامها مفصلة‪:‬‬
‫حكم األَِل ِ‬
‫ف‪:‬‬ ‫ُ‬
‫تفخيما وترقيقًا‪ ،‬وذلك عكس الغنة فإنها تابعة لما بعدها‪ ،‬قال صاحب آللئ‬
‫ً‬ ‫األلف تابعة لما قبلها‬
‫البيان‪:‬‬

‫( ‪)1/158‬‬

‫تنبيهاتٌ‪:‬‬
‫األول‪ :‬األصل في الراء التفخيم ولهذا أشار اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫وفيما عدا هذا الذي قد وصفته ‪ ...‬على األصل بالتفخيم كن متعمال‬
‫قال العالمة الشيخ‪ :‬علي محمد الضباع في شرحه على الشاطبية عند هذا البيت‪:‬‬
‫أي كن عامال على األصل الذي هو التفخيم فيما سوى ما تقرر لك في هذا الباب من األسباب الموجبة‬
‫للترقيق؛ ألن الترقيق خالف األصل‪ .1‬اهـ‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬شرح الشاطبية" العالمة الضباع‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫( ‪)1/168‬‬

‫كما قيل األصل فيها التفخيم عند الجمور لتمكنها من ظهر اللسان‪.1‬‬
‫الثاني‪ :‬اعلم أن ترقيق الراء وتفخيمها قد ينبني على النظر إلى الراء في ذاتها دون ما قبلها وما بعدها‬
‫كترقيق الراء المكسورة‪ ،‬وتفخيم الراء المفتوحة والمضمومة‪.2‬‬
‫وأحيانا ينبني على النظر إلى الراء مع ما قبلها دون ما بعدها كتفخيم الراء الساكنة في وسط الكلمة‬
‫ً‬
‫بعد فتح أو ضم‪.‬‬
‫سكونا‬
‫ً‬ ‫كما ينبني في بعض الحاالت على النظر إلى الراء مع ما قبلها وما بعدها كترقيق الراء الساكنة‬
‫أصليًّا بعد كسر وبعدها حرف استفال‪.‬‬
‫وكذلك ينبني على النظر إلى الراء وما بعدها دون ما قبلها وذلك مثل تفخيم الراء إذا سكنت بعد كسر‬
‫ووقع بعدها حرف استعالء في كلمتها‪.‬‬
‫قال اإلمام ابن الجزري في باب الراءات‪:‬‬
‫سكنت‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫الكسر حيث‬ ‫رت ‪ ...‬كذاك بعد‬ ‫اء إذا ما ُك ِس ْ‬ ‫الر َ‬
‫ق َّ‬ ‫ورق ِ‬
‫ليست أصال‬
‫ْ‬ ‫حرف استعال ‪ ...‬أو كانت الكسرةُ‬ ‫ِ‬ ‫إن لم تكن من قبل‬
‫تكريرا إذا تُ َّ‬
‫شد ُد‬ ‫ف‬‫َخ ِ‬
‫يوجد ‪ ...‬وأ ْ‬
‫ُ‬ ‫ق ٍ‬
‫لكسر‬ ‫والخلف في فر ٍ‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫وقال صاحب "آللئ البيان" في باب الترقيق والتفخيم‪:‬‬
‫ق ‪ ...‬والعلو فخم سيما في المطب ِ‬
‫ق‬ ‫االستِفَ ِ‬
‫ال َحتْ ًما َرقِّ ِ‬ ‫حروف ْ‬ ‫َ‬
‫فالغرفات فا ْقترب ِ‬
‫فظال‬ ‫فصلي ‪ُ ...‬‬ ‫أعاله في ك َ ٍ‬
‫طائف َ‬
‫لظت‬
‫وضم ُغ ْ‬ ‫ٍّ‬ ‫والالم في اسم اهلل حيثما أتت ‪ ...‬من بعد ٍ‬
‫فتحة‬
‫تأصلت‬
‫ْ‬ ‫نت ‪ ...‬من بعد وصل كسرة‬
‫والراء ُرققت إذا ما َس َك ْ‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫متصل ورق فرق أعلى‬ ‫ولم تكن من قبل فتح استعال ‪...‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر" ص‪.93‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،166‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/169‬‬

‫كسرت‬
‫ْ‬ ‫وهو راجح إذ‬‫وفخمت ‪ ...‬في الوقف ْ‬
‫ْ‬ ‫ورققت مكسورة‬
‫صال‬
‫ما لم تكن بعد سكون يا وال ‪ ...‬كسر وساكن استفال فَ َ‬
‫ِ‬
‫ورق َرا َي ْسر وأسر أحرى ‪ ...‬كالقطر مع ُن ُذ ِر عكس ْ‬
‫مص َر‬
‫الغن أُلف‬ ‫ِ‬
‫كالوصل وتتبع األلف ‪ ...‬ما قبلها والعكس في ِّ‬ ‫والر ْو ُم‬
‫َّ‬

‫( ‪)1/170‬‬
‫أسئلة‪:‬‬
‫واصطالحا؟‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬ما هو التفخيم لغة‬
‫واحدا؟ وما مراتب التفخيم على ما اختاره ابن الجزري؟‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬ما الحروف المفخمة قوال‬
‫واحدا؟ واذكر الحروف الدائرة بين‬
‫ً‬ ‫ِّن الحروف المرققة قوال‬
‫واصطالحا ثم َبي ْ‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬عرف الترقيق لغة‬
‫الترقيق والتفخيم‪.‬‬
‫وتفخيما مع التمثيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬اذكر حكم األلف ترقيقًا‬
‫تفخيما وترقيقًا مع التمثيل لما تذكر‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -5‬وضح حكم الالم المتحركة‬
‫واحدا‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -6‬بين أقسام الراء إجماال‪ ،‬ثم اذكر ثالث حاالت ترقق فيها قوال‬
‫‪ 7‬اذكر حاالت الراء التي يجوز فيها التفخيم والترقيق ولكن التفخيم أولى مع التمثيل‪.‬‬
‫{واللَّْي ِل ِإ َذا َي ْس ِر} في حالة الوقف مع التعليل لما تذكر من أقوال‪.‬‬
‫‪ -8‬اذكر حكم الراء في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫واحدا مع التمثيل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -9‬هات ثالثة حاالت للراء التي تفخم قوال‬
‫تفخيما وترقيقًا‪:‬‬
‫ً‬ ‫‪ -10‬بين حكم الراء في الكلمات اآلتية‬
‫"فرعون‪ ،‬فرق‪ ،‬ونذر ‪-‬في حالة الوقف‪ ،-‬رجال‪ ،‬مصر ‪-‬في حالة الوقف‪ ،-‬ورضوان‪ ،‬عين القطر‬
‫‪-‬في حالة الوقف‪ ،-‬الذي ارتضى‪ ،‬ارجعي‪ ،‬بربكم‪ ،‬والفجر ‪-‬في حالة الوقف‪ ،-‬مجريها"‪.‬‬

‫( ‪)1/170‬‬

‫المتماثالن والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫المتماثالن والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان‪:‬‬
‫اك} ‪ 1‬أو ًّ‬
‫خطا فقط مثل‪ِ{ :‬إَّنهُ ُه َو} ‪ 2‬إما أن‬ ‫الحرفان المتالقيان ًّ‬
‫ص َ‬‫ب بِ َع َ‬
‫{اض ِر ْ‬
‫ظا مثل‪ْ :‬‬
‫خطا ولف ً‬
‫{سلَ َك ُك ْم} ‪ 3‬أو في‬
‫يكونا متماثلين أو متقاربين أو متجانسين أو متباعدين‪ ،‬وقد يلتقيان في كلمة مثل‪َ :‬‬
‫كلمتين كاالمثلة السابقة‪.‬‬
‫قسما قد أشار إليها الشيخ إبراهيم شحاتة في التُّحفة‬
‫وهذه األنواع األربعة تشتمل على ثمانية عشر ً‬
‫السمنودية في تجويد الكلمات القرآنية بقوله‪:‬‬
‫إن يجتمع حرفان خطًّا فهما ‪" ...‬حي‪ "18‬على الظاهر فيما قُسما‬
‫وذلك أن بعض األنواع األربعة تحته أنواع‪ ،‬فالمتماثالن نوع واحد‪ ،‬والمتقاربان ثالثة أنواع‪،‬‬
‫والمتجانسان نوع واحد‪ ،‬والمتباعدان نوع واحد؛ فتلك ستة أنواع وكل نوع منها ينقسم إلى ثالثة‬
‫قسما أشار إليها بلفظ "حي" فالحاء في‬
‫أقسام صغير وكبير ومطلق فيكون المجموع ثمانية عشر ً‬
‫الرموز األبجدية بثمانية والياء بعشرة‪ ،‬وفيما يلي بيان ذلك كله بالتفصيل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الشعراء‪.63 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.37 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المدثر‪.42 :‬‬

‫( ‪)1/171‬‬

‫المتماثالن‪:‬‬
‫المتماثالن نوع واحد‪:‬‬
‫{وقَ ْد َد َخلُوا}‬ ‫َّ‬
‫ومخرجا وصفة كالدالين في مثل‪َ :‬‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫تعريفهما‪ :‬المتماثالن هما الحرفان اللذان اتفقا ً‬
‫‪.1‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المائدة‪.61 :‬‬

‫( ‪)1/171‬‬

‫أقسامهما‪ :‬ينقسم المتماثالن إلى ثالثة أقسام‪:‬‬


‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬
‫ب بِ ِكتَابِي َه َذا}‬
‫ساكنا والثاني متحر ًكا مثل‪{ :‬ا ْذ َه ْ‬
‫فالمتماثالن الصغير‪ :‬أن يكون الحرف األول منهما ً‬
‫‪.1‬‬
‫صغيرا لسكون أولهما وتحرك الثاني فيسهل إدغامه لقلة العمل فيه‪.‬‬
‫ً‬ ‫وسمي‬
‫ِّ‬
‫وحكمهُ‪ :‬وجوب اإلدغام إال في مسألتين‪:‬‬
‫ُ‬
‫{آمُنوا‬
‫ون} ‪َ ،2‬‬ ‫ت قَ ْو ِمي َي ْعلَ ُم َ‬
‫{يا لَْي َ‬
‫المسألة األولى‪ :‬أن يكون الحرف األول منهما حرف مد مثل‪َ :‬‬
‫َو َع ِملُوا} ‪ 3‬فمثل ذلك حكمه وجوب اإلظهار؛ لئال يذهب المد باإلدغام‪- 4‬أي بسببه‪ ،-‬والمراد‬
‫اإلبقاء على حرف المد الذي لو أدغم لزال‪ ،‬وهذا على مذهب الذين يجعلون الياء ِّ‬
‫المدية تخرج من‬
‫وسط اللسان‪ ،‬والواو المدية تخرج من َّ‬
‫الشفتين كالمتحركتين‪ ،‬وأما على مذهب الجمهور الذي يعتبر‬
‫مخرجهما الجوف فال تماثل بينهما إطالقًا الختالف مخرجيهما‪.5‬‬
‫ي} ‪ 7‬وجب إدغامها‬ ‫فإن انفتح ما قبل الواو نحو‪{ :‬عصوا و َك ُانوا} ‪ ،6‬أو الياء نحو‪{ :‬ال تَ ْختَ ِ‬
‫ص ُموا لَ َد َّ‬ ‫َ َْ َ‬
‫عند جميع القراء‪ ،8‬ألن الواو والياء اللَّيِّنتين يخرجان من مخرج المتحركتين‪.‬‬
‫{م ِالَي ْه‪َ ،‬هلَ َك} ‪ 9‬فيجوز فيها‬
‫المسألة الثانية‪ :‬أن يكون الحرف األول منهما هاء سكت وذلك في‪َ :‬‬
‫لحفص وجهان‪ :‬اإلظهار واإلدغام‪ ،‬واإلظهار ال يتأتى إال مع السكت وهو األرجح‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النمل‪.28 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يس‪.26 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.25 :‬‬
‫‪ 4‬من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.111‬‬
‫‪ 5‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.91‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.61 :‬‬
‫‪ 7‬سورة ق‪.28 :‬‬
‫‪ 8‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.172‬‬
‫‪ 9‬سورة الحاقة‪.29 ،28 :‬‬

‫( ‪)1/172‬‬

‫وأما المتماثالن الكبير‪ :‬فهو أن يكون الحرفان متحركين سواء في كلمة مثل‪{ :‬مَن ِ‬
‫اس َك ُك ْم} ‪ 1‬أو في‬ ‫َ‬
‫{الر ِح ِيم‪َ ،‬م ِال ِك} ‪.2‬‬
‫كلمتين مثل‪َّ :‬‬
‫كبيرا؛ ألن الحرفين فيه متحركان‪ ،‬وعند من يدغمه يكون العمل فيه أكثر حيث يحتاج إلى‬
‫وسمي ً‬
‫كبيرا؛ لكثرة وقوعه وأن الحركة أكثر من السكون‪.3‬‬
‫تسكين الحرف األول قبل إدغامه‪ ،‬وقيل سمي ً‬
‫وحكمهُ‪ :‬وجوب اإلظهار عند حفص إال في كلمتين‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ْمَّنا} ‪ 4‬بيوسف ففيها وجهان‪:‬‬
‫الكلمة األولى‪{ :‬تَأ َ‬
‫مقارنا للنطق بالنون األولى الساكنة حالة إدغامها‪،‬‬
‫ً‬ ‫األول‪ :‬اإلدغام مع اإلشمام وذلك بضم َّ‬
‫الشفتين‬
‫تأمنَنا فإدغمت النون في النون‬
‫وذلك إشارة إلى أن األصل في النون الضم؛ ألن "تأمنا" أصلها ُ‬
‫فصارت َّ‬
‫تأمنا‪.‬‬
‫الر ْوم في النون األولى وذلك بتبعيض الحركة بصوت خفي ويعبر عنه بعضهم باإلخفاء‪ ،‬وال‬
‫الثاني‪َّ :‬‬
‫بد معه من اإلظهار‪ ،‬وهذا كله ال يتحقق إال بالمشافهة‪.‬‬
‫ال ما م َّكِّني ِف ِ‬ ‫الكلمة الثانية‪َّ :‬‬
‫يه َربِّي} ‪ 5‬بالكهف‪ ،‬فإن أصلها "مكنني"‬ ‫"مكِّنى" من قوله تعالى‪{ :‬قَ َ َ َ‬
‫َ‬
‫بنونين وقد قرأ حفص بإدغام النون األولى في الثانية فصارت ِّ‬
‫مكنى بنون واحدة مشددة‪.‬‬
‫{ما َن ْن َس ْخ}‬
‫ساكنا مثل‪َ :‬‬
‫وأما المتماثالن المطلق‪ :‬فهو أن يكون الحرف األول منهما متحر ًكا والثاني ً‬
‫‪.6‬‬
‫وسمي مطلقًا؛ لعدم تقييده بصغير وال كبير‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وحكمهُ‪ :‬وجوب اإلظهار عند جميع القراء‪.‬‬
‫ُ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.200 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفاتحة‪.4 ،3 :‬‬
‫‪ 3‬من "نهاية القول المفيد" ص‪.105‬‬
‫‪ 4‬سورة يوسف‪.11 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الكهف‪.95 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.106 :‬‬

‫( ‪)1/173‬‬

‫المتقاربان ‪: 1‬‬
‫المتقاربان ثالثة أنواع‪:‬‬
‫مخرجا وصفة‪ ،‬ويشتمل على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ً‬ ‫تعريف النوع األول‪ :‬هما الحرفان اللذان تقاربا‬
‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬
‫ود} ‪.2‬‬
‫ت ثَ ُم ُ‬ ‫فالصغير‪ :‬كالتاء مع الثاء مثل‪َ { :‬ك َّذَب ْ‬
‫والكبير‪ :‬كالقاف مع الكاف مثل‪ِ :‬‬
‫{م ْن فَ ْو ِق ُك ْم} ‪.3‬‬
‫ون} ‪.4‬‬
‫{وال َي ْستَثُْن َ‬
‫والمطلق‪ :‬كالتاء مع الثاء مثل‪َ :‬‬
‫أيضا على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫مخرجا ال صفة‪ ،‬ويشتمل ً‬
‫ً‬ ‫تعريف النوع الثاني‪ :‬هما الحرفان اللذان تقاربا‬
‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬
‫فالصغير‪ :‬كالدال مع السين مثل‪{ :‬قَ ْد َس ِم َع} ‪.5‬‬
‫ين} ‪.6‬‬ ‫ِِ‬
‫{ع َد َد سن َ‬ ‫والكبير‪ :‬كالدال مع السين مثل‪َ :‬‬
‫س} ‪.7‬‬ ‫ند ٍ‬
‫{س ُ‬
‫والمطلق‪ :‬كالسين مع النون مثل‪ُ :‬‬
‫مخرجا ويشتمل كذلك على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ً‬ ‫تعريف النوع الثالث‪ :‬هما الحرفان اللذان تقاربا صفة ال‬
‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬

‫فالصغير‪ :‬كالذال مع الجيم مثل‪ِ{ :‬إ ْذ َج ُ‬


‫اءو ُك ْم} ‪.8‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬لقد اختلف في المراد بالحرفين المتقاربينن وأنسب األقوال وأرجحها أن المراد بالتقارب التقارب‬
‫النسبي؛ لشموله لكل ما ورد فيه الرواية باإلدغام سواء كان الحرفان من عضو واحد أو من عضوين‬
‫مختلفين‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة الشمس‪.11 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األحزاب‪.10 :‬‬
‫‪ 4‬سورة القلم‪.18 :‬‬
‫‪ 5‬سورة المجادلة‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة المؤمنون‪.112 :‬‬
‫‪ 7‬سورة اإلنسان‪.21 :‬‬
‫‪ 8‬سورة األحزاب‪.10 :‬‬

‫( ‪)1/174‬‬

‫والكبير‪ :‬كالقاف مع الدال مثل‪{ :‬قَ َد ٍر َم ْعلُ ٍ‬


‫وم} ‪.1‬‬
‫طهُ} ‪.2‬‬‫والمطلق‪ :‬كالقاف مع الطاء مثل‪{َ :‬يْلتَِق ْ‬
‫ِ‬
‫الصغير‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المتقاربين‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫المتقاربان الصغير في األنواع الثالثة حكمه اإلظهار لحفص إال في اثنتين وثالثين مسألة‪ ،‬متفق على‬
‫ناقصا‪ .‬وهذه المسائل منها ما يدغم‬
‫ً‬ ‫إدغاما كامال أو‬
‫ً‬ ‫عدم إظهارها‪ ،‬ومسألة واحدة مختلف في إدغامها‬
‫ومنها ما يقلب ومنها ما يخفى‪ ،‬فالمتفق على إدغامها هي‪:‬‬
‫‪ -1‬النون الساكنة مع الحروف األربعة اآلتية‪ :‬الياء والواو والالم والراء فقط باستثناء النون مع‬
‫آن} ‪{ ،3‬ن َواْل َقلَِم} ‪ 4‬ألن الرواية فيهما باإلظهار‪ ،‬وكذا مع الراء‬
‫الواو في موضعي‪{ :‬يس‪َ ،‬واْلقُْر ِ‬
‫والس ْكت يمنع اإلدغام‪.‬‬
‫الس ْكت‪َّ ،‬‬
‫ق} ‪5‬؛ الن الرواية فيها بوجوب َّ‬ ‫{م ْن َرا ٍ‬
‫في‪َ :‬‬
‫ولم نذكر النون والميم ضمن الحروف المتفق على إدغامها؛ ألنها مع النون متماثالن ومع الميم‬
‫متجانسان‪.‬‬
‫‪ -2‬الالم الشمسية مع حروفها الثالثة عشر بعد إسقاط الالم؛ ألنها معها متماثالن‪.‬‬
‫ان} ‪ 6‬لوجوب السكت فيها‪ ،‬وأما المسألة‬
‫‪ -3‬الالم من‪ :‬قل وبل‪ ،‬التي بعدها "راء" باستثناء‪{َ :‬ب ْل َر َ‬
‫{ن ْخلُ ْق ُك ْم} ‪ 7‬خاصة؛ ألن فيها روايتين عن‬
‫المختلف في إدغامها فهي عند القاف مع الكاف في‪َ :‬‬
‫حفص‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المرسالت‪.22 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يوسف‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يس‪.2 ،1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة القلم‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬سورة القيامة‪.27 :‬‬
‫‪ 6‬سورة المطففيين‪.14 :‬‬
‫‪ 7‬سورة المرسالت‪.20 :‬‬

‫( ‪)1/175‬‬

‫األولى‪ :‬اإلدغام الكامل وهو األولى والمشهور‪ ،‬واإلمام الشاطبي لم َي ْر ِو غيره‪ ،‬ومعنى كمال اإلدغام‬
‫أي إدخال القاف في الكاف إدخاال كامال بحيث ال يظهر شيء من صفاتها كاالستعالء أو القلقلة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬اإلدغام الناقص‪ :‬ومعناه بقاء بعض صفات القاف كاالستعالء‪ ،‬وزوال بعضها كالقلقلة‪.‬‬
‫علما بأن اإلدغام الناقص‬
‫ويفهم هذا الخالف من قول اإلمام ابن الجزري‪" :‬والخلف بنخلقكم وقع"‪ً ،‬‬
‫فيها لم ُي ْر َو من طرق َّ‬
‫النشر‪ ،‬ولقد حقق هذا العالمة السمنودي عند الكالم على "ألم نخلقكم" فقال‪:‬‬
‫ما نقص اإلدغام بل يتم ‪ ...‬من طرق النشر كما منه علم‬
‫وأما المتفق على قلبه فمسألة واحدة وذلك عند النون الساكنة التي بعدها باء‪.‬‬
‫موضعا عند النون الساكنة الواقعة قبل أحرف اإلخفاء‬
‫ً‬ ‫وأما المتفق على إخفائه فذلك في ثالثة عشر‬
‫الحقيقيـ ما عدا القاف والكاف؛ ألنهما بالنسبة إلى النون متباعدان‪ ،‬وأمثلة هذه المسائل كلها ال تخفى‬
‫عليك‪.‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫وأما حكم المتقاربين الكبير والمطلق فاإلظهار ً‬

‫( ‪)1/176‬‬

‫المتجانسان‪:‬‬
‫المتجانسان نوع واحد‪:‬‬
‫مخرجا واختلفا صفة‪ ،‬ويشتمل على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫ً‬ ‫تعريفهما‪ :‬هما الحرفان اللذان اتفقا‬
‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬
‫ت َد ْع َوتُ ُك َما} ‪.1‬‬ ‫فالصغير‪ :‬كالتاء مع الدال مثل‪{ :‬أ ِ‬
‫ُج َيب ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يونس‪.89 :‬‬
‫( ‪)1/176‬‬

‫وبى} ‪.1‬‬ ‫ِ ِ‬
‫والكبير ‪ :‬كالتاء مع الطاء مثل‪{ :‬الصَّال َحات طُ َ‬
‫ون} ‪.2‬‬
‫ط َم ُع َ‬
‫والمطلق‪ :‬كالتاء مع الطاء مثل‪{ :‬أَفَتَ ْ‬
‫ِ‬
‫الصغير‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المتجانسين‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫المتجانسان الصغير حكمه وجوب اإلظهار مطلقًا إال في ثمان مسائل منها ٌّ‬
‫ست متفق على إدغامها‬
‫إدغاما كامال وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫ب َم َعَنا} ‪.3‬‬ ‫{ار َك ْ‬‫الباء التي بعدها ميم في‪ْ :‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ت َد َع َوا} ‪.4‬‬ ‫التاء التي بعدها دال مثل‪{ :‬أَثَْقلَ ْ‬ ‫‪-2‬‬
‫طائِفَتَ ِ‬
‫ان} ‪.5‬‬ ‫التاء التي بعدها طاء مثل‪ِ{ :‬إ ْذ َه َّم ْ‬
‫ت َ‬ ‫‪-3‬‬
‫ث َذِل َك} ‪.6‬‬ ‫الثاء التي بعدها ذال في‪{َ :‬يْلهَ ْ‬ ‫‪-4‬‬
‫ت} ‪.7‬‬ ‫{و َمهَّ ْد ُ‬
‫‪ -5‬الدال التي بعد تاء مثل‪َ :‬‬
‫‪ -6‬الذال التي بعدها ظاء مثل‪ِ{ :‬إ ْذ َ‬
‫ظلَ ْمتُ ْم} ‪.8‬‬
‫ناقصا وهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫إدغاما‬
‫ً‬ ‫ومسألة واحدة متفق على إدغامها‬
‫طت} ‪.9‬‬ ‫َح ُ‬
‫الطاء التي بعدها تاء مثل‪{ :‬أ َ‬
‫ومسألة واحدة مختلف فيها بين اإلظهار واإلخفاء وهي‪:‬‬
‫الميم الساكنة التي بعدها باء مثل‪{ :‬تَْر ِمي ِه ْم بِ ِح َج َار ٍة} ‪ 10‬وقد سبقت اإلشارة في باب الميم الساكنة‬
‫إلى أن اإلخفاء هو قول الجمهور من أهل األ ََداء‪ ،‬وقيل بإظهارها‪.‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫وأما حكم المتجانسين الكبير والمطلق‪ :‬فاإلظهار ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الرعد‪.29 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.75 :‬‬
‫‪ 3‬سورة هود‪.42 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األعراف‪.189 :‬‬
‫‪ 5‬سورة آل عمران‪.122 :‬‬
‫‪ 6‬سورة األعراف‪.176 :‬‬
‫‪ 7‬سورة المدثر‪.14 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الزخرف‪.39 :‬‬
‫‪ 9‬سورة النمل‪.22 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الفيل‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/177‬‬

‫المتباعدان‪:‬‬
‫المتباعدان نوع واحد‪:‬‬
‫مخرجا واختلفا صفة كالتاء مع الخاء من‪:‬‬
‫ً‬ ‫تعريفهما‪ :‬المتباعدان هما الحرفان اللذان تباعدا‬
‫مخرجا واتفقاـ صفة كالكاف مع التاء من {فَا ْكتُُبوهُ} ويشتمل على ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫ً‬ ‫ون} ‪ ،‬أو تباعدا‬
‫{تُ ْخ َر ُج َ‬
‫‪ -1‬صغير‪ -2 ،‬كبير‪ -3 ،‬مطلق‪.‬‬
‫فالصغير‪ :‬كالنون مع الخاء مثل‪{ :‬اْل ُم ْن َخنِقَةُ} ‪.1‬‬
‫{د َهاقًا} ‪.2‬‬ ‫والكبير‪ :‬كالدال مع الهاء مثل‪ِ :‬‬
‫والمطلق‪ :‬كالهاء مع الميم مثل‪{ :‬أَنفُ َسهُ ْم} ‪.3‬‬
‫ِ‬
‫الصغير‪:‬‬ ‫ِ‬
‫المتباعدين‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫المتباعدان الصغير حكمه اإلظهار مطلقًا إال في مسألتين متفق على اإلخفاء فيهما‪ 4‬وهما‪:‬‬
‫{انقلَُبوْا} ‪.5‬‬
‫‪ -1‬النون الساكنة التي بعدها قاف مثل‪َ :‬‬
‫‪ -2‬النون الساكنة التي بعدها كاف مثل‪{ :‬أَن َكااًل } ‪.6‬‬
‫دائما‪.‬‬
‫وأما حكم المتباعدين الكبير والمطلق‪ :‬فاإلظهار ً‬
‫وإ لى هذه األنواع األربعة وأقسامها يشير الشيخ إبراهيم شحاتة في التُّحفة السمنودية في تجويد‬
‫الكلمات القرآنية بقوله‪:‬‬
‫إن يجتمع حرفان ًّ‬
‫خطا فهما ‪ ...‬حي‪ "18‬على الظاهر فيما قسما‬
‫"فمتماثالن إن يتحدا ‪ ...‬في مخرج وصفه كما بدا‬
‫ومتجانسان إن تطابقا ‪ ...‬في مخرج ال في الصفات اتفقا‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المائدة‪.3 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النبأ‪.34 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.9 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬العميد في علم التجويد" ص‪.49‬‬
‫‪ 5‬سورة المطففين‪.31 :‬‬
‫‪ 6‬سورة المزمل‪.12 :‬‬
‫( ‪)1/178‬‬

‫ومتقاربان حيث فيهما ‪ ...‬تقارب أو كان في أيهما‬


‫متباعدان حيث مخرجا ‪ ...‬تباعدا والخلف في الصفات جا‬
‫ِ‬
‫واقتف‬ ‫فس ِّم بالكبير‬ ‫وحيثما تحرك الحرفان في ‪ٍّ ...‬‬
‫كل َ‬
‫وسم بالصغير حيثما َس َكن ‪ ...‬أولها ومطلق في العكس عن‬ ‫ِّ‬
‫كما أشار صاحب التُّ ْحفَة إلى األنواع الثالثة األُول بقوله‪:‬‬
‫أحق‬
‫اتفق ‪ ...‬حرفان فالمثالن فيهما ّ‬‫إن في الصفات والمخارج ْ‬
‫مخرجا تقاربا ‪ ...‬وفي الصفات اختلفا ُيلَقَّبا‬
‫ً‬ ‫أو أن يكونا‬
‫متقاربين أو يكونا اتفقا ‪ ...‬في مخرج دون الصفات ُحقِّقاَ‬
‫فالصغير َس ِّمَي ْن‬ ‫سكن ‪ ...‬أول ٍّ‬
‫كل‬ ‫بالمتجانسين ثم إن ْ‬
‫َ‬
‫وافهمنهُ باْل ُمثُ ْل‬
‫ْ‬ ‫الحرفان في ٍّ‬
‫كل فَ ُق ْل ‪ ...‬ك ٌل كبير‬ ‫َ‬ ‫أو ُح ِّر َك‬

‫( ‪)1/179‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪-1‬عرف كال من المتماثلين والمتباعدين‪.‬‬
‫ِّن األقسام التي تشتمل عليها المتماثالن مع التمثيل لكل قسم بمثال‪.‬‬‫‪-‬بي ْ‬
‫‪َ 2‬‬
‫صغيرا؟‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬اذكر حكم المتماثلين الصغير‪ ،‬ووضح ِل َم ُس ِّمي‬
‫كبيرا؟‬
‫‪ -4‬ما حكم المتماثلين الكبير؟‪ ،‬ولم ُس ِّمي ً‬
‫‪ 5‬ما هو المتماثالن المطلق؟ ولم ُس ِّمي كذلك؟ وما حكمه؟‬
‫وعرف كل نوع منها‪.‬‬
‫‪ -6‬اذكر أنواع المتقاربين‪ِّ ،‬‬
‫‪ -7‬اذكر حكم المتقاربين الصغير في جميع األنواع‪.‬‬
‫وعرف كل نوع منها ومثل له بمثال‪.‬‬
‫‪ -8‬بين أنواع المتجانسين‪ِّ ،‬‬
‫‪ -9‬اذكر حكم المجانسين الصغير‪.‬‬
‫‪ -10‬وضح حكم المتباعدين الصغير والكبير والمطلق‪.‬‬
‫ِّن نوعه وحكمه‪:‬‬
‫وبي ْ‬
‫‪ -11‬استخرج مما تحته خط فيما يأتي المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪.78 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النساء‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة يونس‪.89 :‬‬
‫‪ 4‬سورة المائدة‪.28 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الزخرف‪.40 :‬‬
‫‪ 6‬سورة طه‪.114 :‬‬
‫‪ 7‬سورة هود‪.42 :‬‬
‫‪ 8‬سورة البقرة‪.283 :‬‬

‫( ‪)1/180‬‬

‫الوقف على أواخر الكلم وأنواعه‬


‫مدخل‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫أواخر ال َكِلِم‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الوقف على‬
‫ُ‬
‫الوقف على أواخر الكلم أنواعه ثالثة‪:‬‬
‫الر ْوم‪ -3 ،‬اإل ْش َمام‪.‬‬
‫‪ -1‬السكون اْل َم ْحض‪َّ -2 ،‬‬
‫وفيما يلي الكالم عليها بالتفصيل‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬السكون المحض‬
‫والسكون المحض هو السكون الخالص الذي ال حركة فيه‪ ،‬وهو األصل في الوقف‪ ،‬وإ لى هذا يشير‬
‫اإلمام ابن الجزري في َّ‬
‫الطيَِّبة بقوله‪:‬‬
‫واألصل في الوقف السكون‬
‫{وَي ْحَيى َم ْن َح َّي} [األنفال‪.]42 :‬‬
‫مشددا فيراعى معه التشديد مثل‪َ :‬‬
‫ً‬ ‫وإ ذا كان الوقوف عليه بالسكون‬
‫والعرب ال يبتدئون بساكن‪ ،‬كما ال يقفون على متحرك؛ ألن االبتداء بالساكن متعذر أو متعسِّر؛ وألن‬
‫الوقف بالسكون أخف من الوقف بالحركة‪.‬‬
‫فإن قيل‪ :‬األصل هو الحركة ال السكون فبأي علة يصير السكون أصال في الوقف؟‬
‫والجواب على ذلك‪ :‬أنه لما كان الغرض من الوقف االستراحة‪ ،‬والسكون أخف من الحركة كلها‪،‬‬
‫وأبلغ في تحصيل االستراحة‪ ،‬لذا صار أصال بهذا االعتبار‪.1‬‬
‫الروم‬
‫النوع الثاني‪َّ :‬‬
‫والروم كما قال صاحب التيسير‪ :‬هو تضعيفك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فتسمع لها‬
‫َّ‬
‫صوتًا خفيًّا‪ ،‬هذا الصوت يسمعه القريب المصغي دون البعيد‪ ،‬والمراد بالبعيد األعم من أن يكون‬
‫مصغيا‪ ،‬وقد أشار اإلمام الشاطبي إلى هذا المعنى‬
‫ً‬ ‫حكما فيشمل األصم والقريب إذا لم يكون‬
‫حقيقة أو ً‬
‫بقوله‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪" 1‬نهاية القول المفيد" ص‪.218‬‬

‫( ‪)1/181‬‬

‫ور ْو ُم َك إسماع المحرك واقفًا ‪ ...‬بصوت خفي كل دان تنوال‬


‫َ‬
‫عرفه بعضهم بقوله‪ :‬هو اإلتيان بثلث الحركة بحيث يسمعه القريب دون البعيد‪.‬‬
‫وقد َّ‬
‫وهو ال يكون إال مع القصر في حالة الوقف فقط لقول اإلمام الشاطبي‪ :‬ورومهم كما وصلهم‪ ،‬ويدخل‬
‫ين} ‪ ،2‬وكذا المكسور والمضموم من‬ ‫{الر ِحيم} ‪ِ َ ،1‬‬
‫{ن ْستَع ُ‬ ‫في المجرور والمرفوع من المعربات نحو‪َّ :‬‬
‫{و ِم ْن َح ْي ُ‬
‫ث} ‪ ،4‬وال بد مع الروم من حذف التنوين؛ ألن التنوين‬ ‫ِ‬
‫{ه ُؤالء} ‪َ ،3‬‬
‫اْل َم ْبنيَّات نحو‪َ :‬‬
‫المجرور أو المرفوع يحذف في حالة الوقف‪.‬‬
‫ْمَّنا} ‪ 5‬بيوسف‪.‬‬
‫{ما لَ َك ال تَأ َ‬
‫ولم يقع الروم في وسط الكلمة إال في موضع واحد وهو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الروم في هذا الموضع باإلخفاء‪ ،‬أي بإخفاء حركة النون األولى‪ ،‬يعني‬ ‫وقد عبَّر اإلمام الشاطبي عن َّ‬
‫بإظهارها واختالس حركتها حيث قال‪" :‬وتأمننا للكل يخفى مفصال"؛ ولذا يعبر عنه بعضهم‬
‫باالختالس‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‬ ‫روما فيكون‬
‫وذكر صاحب "إتحاف فضالء البشر" أن اإلشارة في النون األولى يجعلها بعضهم ً‬
‫رأسا‪ ،‬وإ نما يضعف صوتها‪ .‬انتهى‪.6‬‬
‫إخفاء فيمتنع معه اإلدغام الصحيح؛ ألن الحركة ال تسكن ً‬
‫الروم يخالفه فال يكون في المفتوح‬
‫والروم واالختالس يشتركان في تبعيض الحركة إال أن َّ‬
‫َّ‬
‫والمنصوب على األصح وهو رأي جميع القراء‪ ،‬أما إمام النحو سيبويه فقد أجازه فيهما‪ ،‬إلى ذلك‬
‫يشير اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫ولم َي َرهُ في الفتح والنصب قارئ ‪ ...‬وعند إمام النحو في الكل أعمال‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الفاتحة‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفاتحة‪.5 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.31 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.149 :‬‬
‫‪ 5‬سورة يوسف‪.11 :‬‬
‫‪ 6‬انظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر" ص‪.262‬‬

‫( ‪)1/182‬‬

‫أما االختالس فهم متفقون على أنه يكون في الحركات الثالث‪.‬‬


‫الروم الثابت فيه من الحركة أقل من المحذوف‪َّ ،‬‬
‫وقدره بعضهم بالثلث‪ ،‬أما االختالس فالثابت‬ ‫كما أن َّ‬
‫فيه من الحركة أكثر من المحذوف َّ‬
‫وقدره بعضهم بالثلثين وكل ذلك ال يضبط إال بالمشافهة‪.‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬اإلشمام‬
‫اخ على أن يترك بينهما فُْر َجة لخروج النفس‬
‫يد إسكان الحرف دون تََر ٍ‬ ‫ضم َّ‬
‫الشفتين ُب َع َ‬ ‫واإلشمام هو ُّ‬
‫بحيث يراه المبصر دون األعمى‪ ،‬وهو في الوقف ال يكون إال في المضموم والمرفوع فقط‪ .‬وقال فيه‬
‫اإلمام الشاطبي‪:‬‬
‫يص َحال‬
‫صوت هناك فَ ْ‬
‫ٌ‬ ‫إطباق الشفاه ُبعيد ما ‪ُ ...‬ي َّ‬
‫سكن ال‬ ‫ُ‬ ‫واإلشمام‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫واإلشمام‪:‬‬ ‫الر ِ‬
‫وم‬ ‫فائدةُ َّ‬
‫وأما فائدة الروم واإلشمام فهي بيان الحركة األصلية التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه؛‬
‫الروم‪ ،‬وللناظر في حالة اإلشمام كيف تلك الحركة‪.‬‬ ‫ليظهر للسامع في حالة َّ‬
‫الروم واإلشمام ال يضبطان إال بالتلقي والسماع‬ ‫ٍ‬
‫وحينئذ فال روم وال إشمام في اْل َخْلوة‪ ،1‬كما يعلم أن َّ‬
‫من أفواه الشيوخ المتقنين‪.‬‬
‫ولقد أشار اإلمام ابن الجزري إلى عدم جواز الوقف بالحركة الخالصة وجواز ما عداها بقوله‪:‬‬
‫ِ‬
‫الحركة ‪ ...‬إال إذا رمت فبعض حركة‬ ‫الوقف ِّ‬
‫بكل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫وحاذر‬
‫إال بفتح أو بنصب وأشم ‪ ...‬إشارة بالضم في رفع وضم‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.220 ،219‬‬

‫( ‪)1/183‬‬

‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫اإلشمام يطلق على أربعة أنواع‪:‬‬
‫أولها‪ :‬ضم الشفتين ُبعيد إسكان الحرف حالة الوقف وهو الذي تقدم الكالم عليه‪.‬‬
‫ْمَّنا} ‪ 1‬وكيفيته‪ :‬أن تضم شفتيك عند‬
‫مقارنا لسكون الحرف المدغم وذلك في‪{ :‬تَأ َ‬‫ً‬ ‫ثانيها‪ :‬ضم الشفتين‬
‫تاما‪ ،‬وهذا النوع شبيه بالنوع‬
‫إدغاما ًّ‬
‫ً‬ ‫إسكان النون األولى مباشرة وقبل إدغامها في النون الثانية‬
‫السابق المختص بالوقف؛ ألن النون األولى أصلها الضم وقد سكنت لإلدغام كالمسكن للوقف‪،‬‬
‫فسكون كل منهما عارض إال أن اإلشمام هنا قبل تمام النطق بالنون الثانية كما تقدم‪ ،‬وفي الوقف‬
‫يكون عقب إسكان الحرف األخير من الكلمة‪ ،‬بحيث لو تراخى فيه القارئ فإسكان مجرد عن‬
‫اإلشمام‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬إشمام حرف بحرف‪ ،‬أي خلط صوت حرف بصوت حرف آخر كخلط الصاد بالزاي في‬
‫{الص َراط} ‪ 2‬في قراءة حمزة فتمزج بينهما فيتولد منهما حرف ليس بصاد وال بزاي‪ ،‬ولكن‬
‫ِّ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫متغلبا على صوت الزاي‪ ،‬وقد عبر عن ذلك بعض العلماء فقال‪" :‬أن تنطق‬
‫ً‬ ‫يكون صوت الصاد‬
‫بالصاد كما ينطق العوام بالظاء"‪.‬‬
‫يل} ‪3‬‬ ‫رابعها‪ :‬إشمام حركة بحركة أي خلط حركة بحركة أخرى كخلط الكسرة بالضمة في نحو‪ِ :‬‬
‫{ق َ‬
‫على قراءة الكسائي وهشام‪ ،‬وكيفية اإلشمام في مثل هذا‪ :‬أن تحرك الحرف األول منها بحركة مركبة‬
‫من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم‪ ،‬وهو األقل‪ ،‬ويليه جزء الكسرة‪ ،‬وهو األكثر؛ ألن‬
‫األصل في "قيل" قُِو َل‪ :‬فعل مبني للمجهول استثقلت فيه الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف‬
‫ضمتها وقلبت الواو ياء النكسار ما قبلها فصارت‪ :‬قيل‪ ،‬وأشير إلى ضمة القاف باإلشمام تنبيهًا على‬
‫األصل‪ ،‬وهي لغة عامة أسد وقيس وعقيل وأما إخالص الكسرة‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة يوسف اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفاتحة اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة اآلية‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/184‬‬

‫فهي لغة قريش وكنانة‪1‬‬


‫الموقوف عليه بالسكون المحض‪:‬‬
‫صةُ اْلقَ ْو ِل‪:‬‬
‫وخاَل َ‬
‫ُ‬
‫أن الموقوف عليه ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬ما يوقف عليه بالسكون المحض أي الخالص‪ ،‬وال يجوز فيه روم وال إشمام وذلك في‬
‫عدة مواضع‪:‬‬
‫ساكنا في الوصل نحو‪{ :‬فَال تَْنهَ ْر} ‪2‬؛ ألن الروم واإلشمام إنما يكونان في المتحرك‬
‫أولها‪ :‬ما كان ً‬
‫دون الساكن‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬ما كان متحر ًكا في الوصل بحركة عارضة اللتقاء الساكنين نحو‪{ :‬قُِم اللَّْي َل} ‪ ،3‬وكذا ميم‬
‫ضت؛‬‫َعلَ ْو َن} ‪ 4‬فال يجوز في مثل ذلك روم وال إشمام؛ ألن الحركة َع َر َ‬
‫{وأ َْنتُُم األ ْ‬
‫الجمع نحو‪َ :‬‬
‫للتخلص من التقاء الساكنين في حالة الوصل فال ُّ‬
‫يعتد بها في حالة الوقف؛ ألنها تزول عند ذهاب‬
‫المقتضي لها‪.‬‬
‫{ح َينئٍِذ} ‪ 5‬وما يشبهها؛ ألن كسرة الذال فيها إنما عرضت عند إلحاق التنوين‪ ،‬فإذا‬
‫ومن هذا النوع‪ِ :‬‬
‫اش} ‪ 6‬وكذا‪ُ { :‬ك ٍّل} ‪ 7‬فإن التنوين‬
‫{غو ٍ‬
‫زال وقفًا رجعت الذال إلى أصلها مع السكون بخالف نحو‪َ َ :‬‬
‫قد دخل فيهما على متحرك فالحركة فيهما أصلية‪.8‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬اإلضاءة في أصول القراءة" للشيخ الضبَّاع‪ ،‬ص‪.66 ،65‬‬
‫‪ 2‬سورة الضحى‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المزمل‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬سورة محمد‪.35 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الواقعة‪ .84 :‬والتنوين فيها ِع ٌ‬
‫وض عن جملة والتقدير‪ :‬وأنتم حين إذ بلغت الروح الحلقوم‬
‫تنظرون‪.‬‬
‫‪ 6‬سورة األعراف‪ .41 :‬والتنوين فيها ِعوض عن حرف؛ ألن أصلها غواشي‪.‬‬
‫{م ْن ُك ٍّل َز ْو َج ْي ِن} [بسورة هود‪ .]40 :‬والتنوين فيها ِعوض عن اإلضافة‬
‫‪ 7‬من قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫والتقدير‪" :‬من كل صنف"‪.‬‬
‫‪ 8‬من كتاب "إرشاد المريد شرح الشاطبية" للشيخ الضَّبَّاع‪ ،‬ص‪ ،122‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/185‬‬

‫ثالثها‪ :‬ما كان آخره هاء التأنيث الموقوف عليها بالهاء نحو‪{ :‬اْل َجَّنةَ} ‪ 1‬إذ هي مبدلة من التاء‪ ،‬والتاء‬
‫ت اللَّ ِه َوَب َر َكاتُهُ}‬
‫{ر ْح َم ُ‬
‫معدومة في الوقف بخالف ما يوقف عليه بالتاء موافقة للرسم العثماني نحو‪َ :‬‬
‫‪ 2‬فإنه يدخلها الروم واإلشمام؛ ألنها تاء محضة وهي التي كانت في الوصل‪ .‬وإ لى ذلك يشير اإلمام‬
‫الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫وفي هاء تأنيث وميم الجمع قل ‪ ...‬وعارض شكل لم يكونا ليدخال‬
‫رابعها‪ :‬ما كان في الوصل متحر ًكا بالفتح غير منون سواء كانت حركة إعراب مثل‪{ :‬اْل ُم ْستَِق ِيم} ‪3‬‬
‫ين} ‪ 4‬فال يجوز فيه روم وال إشمام كما سبق؛ وذلك ِل ِخفَّة الفتحة وسرعتها‬ ‫َِّ‬
‫أو حركة بناء مثل‪{ :‬الذ َ‬
‫في النطق‪.‬‬
‫الموقوف عليه بالسكون والروم‪:‬‬
‫والروم فقط‪ ،‬وال يجوز فيه اإلشمام وهو ما كان في الوصل‬
‫القسم الثاني‪ :‬ما يوقف عليه بالسكون َّ‬
‫{الرحيم} ‪ 5‬أو حركة بناء نحو‪{ :‬هؤ ِ‬
‫الء} ‪.6‬‬ ‫ِ‬ ‫متحر ًكا بالكسرة سواء كانت حركة إعراب نحو‪:‬‬
‫َُ‬
‫الموقوف عليه بالسكون والروم اإلشمام‪:‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬ما يوقف عليه بالسكون والروم واإلشمام‪ ،‬وهو ما كان في الوصل متحر ًكا بالضمة‬
‫ص ِال ُح} ‪.8‬‬
‫{يا َ‬
‫ين} ‪ 7‬أو حركة بناء نحو‪َ :‬‬
‫سواء كانت حركة إعراب نحو‪ِ َ :‬‬
‫{ن ْستَع ُ‬
‫ِ‬
‫الوقف‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الضمير في‬ ‫حكم ِ‬
‫هاء‬ ‫ُ‬
‫يكنى بها عن الواحد المذكر الغائب كما سيأتي في بابها وتأتي في سبع صور‪:‬‬ ‫هاء الضمير‪ :‬هي التي َّ‬
‫األولى‪ :‬أن يكون قبلها ضم نحو‪{ :‬واْلعم ُل الص ِ‬
‫َّال ُح َي ْرفَ ُعهُ} ‪ 9‬بفاطر‪.‬‬ ‫َ ََ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.35 :‬‬
‫‪ 2‬سورة هود‪.73 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الفاتحة‪.6 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الفاتحة‪.7 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الفاتحة‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.31 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الفاتحة‪.5 :‬‬
‫‪ 8‬سورة هود‪.62 :‬‬
‫‪ 9‬سورة فاطر‪.10 :‬‬

‫( ‪)1/186‬‬

‫{م ْن َب ْع ِد َما َع َقلُوهُ} ‪ 1‬بالبقرة‪ ،‬واللينة‬‫الثانية‪ :‬أن يكون قبلها واو ساكنة مدية أو لينة‪ ،‬فالمدية نحو‪ِ :‬‬
‫ض ْوهُ َوِلَي ْقتَ ِرفُوا} ‪ 2‬باألنعام‪.‬‬‫{وِلَي ْر َ‬
‫نحو‪َ :‬‬
‫ون بِ ِه َب ْي َن اْل َم ْر ِء َو َز ْو ِج ِه} ‪ 3‬بالبقرة‪.‬‬
‫{ما ُيفَِّرقُ َ‬
‫الثالثة‪ :‬أن يكون قبلها كسر نحو‪َ :‬‬
‫يه ِفي اْلَي ِّم} ‪ 4‬بالقصص‪ ،‬واللينة‬ ‫الرابعة‪ :‬أن يكون قبلها ياء ساكنة مدية أو لينة‪ ،‬فالمدية نحو‪{ :‬فَأَْلِق ِ‬
‫ان بِ َو ِال َد ْي ِه ِإ ْح َس ًانا} ‪ 5‬باألحقاف‪.‬‬
‫َّيَنا اإْل ْن َس َ‬
‫{و َوص ْ‬‫نحو‪َ :‬‬
‫َصلَ ْحَنا لَهُ َز ْو َجهُ} ‪ 6‬باألنبياء‪.‬‬ ‫{وأ ْ‬
‫الخامسة‪ :‬أن يكون قبلها فتح نحو‪َ :‬‬
‫اط ُم ْستَِق ٍيم} ‪ 7‬بالنحل‪.‬‬ ‫صر ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫{اجتََباهُ َو َه َداهُ إلَى َ‬
‫السادسة‪ :‬أن يكون قبلها ألف نحو‪ْ :‬‬
‫ص ْمهُ} ‪ 8‬بالبقرة‪.‬‬ ‫السابعة‪ :‬أن يكون قبلها ساكن صحيح نحو‪{ :‬فَم ْن َش ِه َد ِم ْن ُكم َّ‬
‫الش ْه َر َفْلَي ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫الوقف عليها‪ :‬فقد اختلف فيه أهل األداء على ثالثة مذاهب‪:‬‬ ‫حكم‬
‫أما ُ‬
‫الروم واإلشمام فيها مطلقًا وهو الذي في التيسير‬
‫المذهب األول‪ :‬ذهب كثير من أهل األداء إلى جواز َّ‬
‫والتجريد والتلخيص وغيرها‪.9‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬ذهب بعض أهل األداء إلى منع الروم واإلشمام فيها مطلقًا‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.75 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.113 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية ‪.102‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.90 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.121 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.185 :‬‬
‫‪" 9‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.222‬‬

‫( ‪)1/187‬‬

‫المذهب الثالث‪ :‬وهو المختار عند اإلمام ابن الجزري‪ ،‬فيه تفصيل‪:‬‬
‫‪ -1‬منع دخولهما فيها إذا كان قبلها ضم أو كسر أو واو أو ياء‪.‬‬
‫‪ -2‬جواز دخولهما فيها إذا كان قبلها فتح أو ألف أو ساكن صحيح‪.‬‬
‫وإ لى المذهبين األول واألخير يشير اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫وفي الهاء لإلضمار قوم أبوهما ‪ ...‬ومن قبله ضم أو الكسر مثال‬
‫أواما هما واو وياء وبعضهم ‪ُ ...‬يرى لهما في كل حال محلال‬
‫كما يقول اإلمام ابن الجزري في الطيبة‪" :‬باب الوقف على أواخر الكلم"‪.‬‬
‫واألصل في الوقف السكون ولهم ‪ ...‬في الرفع والضم أشممنه ورم‬
‫وامنعهما في النصب والفتح بلى ‪ ...‬في الجر والكسر يرام مسجال‬
‫والروم اإلتيان ببعض الحركة ‪ ...‬إشمامهم إشارة ال حركة‬
‫اختيارا أسندا‬
‫ً‬ ‫وعن أبي عمرو وكوفـ وردا ‪ ...‬نصا وللكل‬
‫وخلف ها الضمير وامنع في األتم ‪ ...‬من بعد يا أو واو أو كسر وضم‬
‫تأنيث وميم الجمع مع ‪ ...‬عارض تحريك كالهما امتنع‬‫وهاء ٍ‬
‫َ‬
‫وقال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫"كيفية الوقف على أواخر الكلم"‬
‫واألصل في الوقف السكون ويشم ‪ ...‬كذا يرام عند ذي رفع وضم‬
‫ورم لدى جر وكسر وكال ‪ ...‬هذين في نصب وفتح حظال‬
‫وعندها أنثى وميم الجمع أو ‪ ...‬عارض تحريك كليهما نفوا‬
‫والخلف في هاء الضمير واألتم ‪ ...‬دع بعد ياء والواو أو كسر وضم‬

‫( ‪)1/188‬‬

‫األسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬اذكر أنواع الوقف على أواخر الكلم‪.‬‬
‫‪ -2‬ما هو األصل في الوقف؟ ولماذا؟‬
‫ِّن في أي شيء يكون عند الوقف؟ وهل يأتي في وسط الكلمة أم ال‪ ،‬مع‬
‫الروم‪ ،‬ثم َبي ْ‬
‫عرف َّ‬
‫‪ِّ -3‬‬
‫التمثيل؟‬
‫‪ -4‬ما الفرق بين الروم واالختالس؟‬
‫الروم واإلشمام‪.‬‬
‫عرف اإلشمام واذكر أنواعه‪ ،‬ثم بين فائدة َّ‬
‫‪ِّ -5‬‬
‫ِّن المواضع التي يوقف عليها بالسكون المحض‪ ،‬وال يجوز فيها الروم‬
‫‪َ -6‬بي ْ‬
‫واإلشمام مع التمثيل‪.‬‬
‫‪ -7‬اذكر الصور التي تأتي فيها هاء الضمير التي َّ‬
‫يكنى بها عن المفرد الغائب‪.‬‬
‫‪ِّ -8‬‬
‫وضح مذاهب أهل األداء في حكم الوقف على هاء الضمير‪.‬‬

‫( ‪)1/189‬‬

‫ِ‬
‫الساكنين‪:‬‬ ‫ِ‬
‫التقاء‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫الساكنان‪ :‬إما أن يلتقيا في كلمة واحدة أو في كلمتين‪:‬‬
‫فإذا التقيا في كلمة واحدة‪ ،‬فإما أن يكون ذلك في حالة الوقف فقط‪ ،‬أو في حالتي الوصل والوقف‪:‬‬
‫فالتقاؤهما في حالة الوقف يكون على حدهما‪ ،‬وهذا جائز‪ ،‬سواء كان الساكن األول منهما حرف مد‪،‬‬
‫صحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ساكنا‬
‫أو حرف لين‪ ،‬أو ً‬
‫ون} ‪ ،2‬وقوله‪{ :‬اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فمثال حرف المد قوله تعالى‪{ :‬إ َّن األ َْب َر َار} ‪ ،1‬وقوله‪َ :‬‬
‫{وأُولَئ َك ُه ُم اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫ين} ‪.3‬‬ ‫ِ‬ ‫َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ب ه َذا اْلب ْي ِت} ‪ ،4‬وقوله‪{ :‬وآمَنهم ِمن َخو ٍ‬
‫ف} ‪.5‬‬ ‫َ َ ُْ ْ ْ‬ ‫ومثال حرف اللين قوله تعالى‪َ { :‬فْلَي ْعُب ُدوا َر َّ َ َ‬
‫ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ومثال الساكن الصحيح قوله تعالى‪ِ ِ َّ :‬‬
‫{رض َي اللهُ‬ ‫{حتى إ َذا فَشْلتُ ْم َوتََن َاز ْعتُ ْم في اأْل َْم ِر} ‪ ،6‬وقوله‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ض} ‪.8‬‬ ‫ق الس ِ‬ ‫ع ْنهم ورضوا} ‪ ،7‬وقوله‪{ :‬أَولَم يروا أ َّ َّ َِّ‬
‫َّم َوات َواأْل َْر َ‬
‫َن اللهَ الذي َخلَ َ َ‬ ‫َ ْ ََ ْ‬ ‫َ ُْ َ َ ُ‬
‫فيجوز الوقف على أي كلمة من الكلمات السابقة التي اجتمع فيها الساكنان على حدهما‪ ،‬أما إذا‬
‫فيحرك الساكن الثاني بحركته األصلية؛ ألنه ساكن عارض‬
‫ُوصلت الكلمة الموقوف عليها بما بعدها َّ‬
‫جاء ألجل الوقف‪.‬‬
‫وأما التقاؤهما في حالتي الوصل والوقف فيكون على غير حدهما سواء كان ذلك‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة االنفطار‪.13 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.5 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الفاتحة‪.2 :‬‬
‫‪ 4‬سورة قريش‪.3 :‬‬
‫‪ 5‬سورة قريش‪.4 :‬‬
‫‪ 6‬سورة آل عمران‪.152 :‬‬
‫‪ 7‬سورة البينة‪.8 :‬‬
‫‪ 8‬سورة اإلسراء‪.99 :‬‬

‫( ‪)1/190‬‬

‫في كلمة واحدة أو في كلمتين‪.‬‬


‫ففي الكلمة الواحدة يلتقيان وصالً ووقفًاـ في مثل قوله تعالى‪{ :‬الص َّ‬
‫َّاخةُ} ‪ ،1‬وقوله‪{ :‬أَتُ َحاج ِّ‬
‫ُّوني} ‪،2‬‬
‫حينئذ من التخلص من‬ ‫ٍ‬ ‫{آآلن} موضعي يونس‪ ،3‬وقوله‪{ :‬الم} ‪ ،4‬وما شابه ذلك وال بد فيه‬ ‫وقوله‪:‬‬
‫َ‬
‫التقاء الساكنين وذلك يكون بالمد الطويل ‪-‬ست حركات‪ -‬ألنه حرف مد جاء بعده ساكن الزم وصال‬
‫ووقفًا‪ ،‬وهذا هو المد الالزم‪.‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ من التخلص منهما ‪-‬كما تقرره قواعد‬ ‫وأما في الكلمتين فيلتقيان في حالة الوصل فقط‪ ،‬وال بد‬
‫اللغة العربية‪ -‬وذلك إما بحذف الساكن األول أو بتحريكه‪.‬‬
‫فالتخلص منهما بالحذف يكون في حرف المد الذي يحذف وصالً ويثبت وقفًا وهو نوع من أنواع المد‬
‫ت} ‪ ،5‬وقوله‪{ :‬وإ ْذ قالُوا اللَّهم} ‪ ،6‬وقوله‪{ :‬و ِفي السَّم ِ‬
‫اء‬ ‫األصلي مثل قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َذا َّ‬
‫الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫غالبا‪.‬‬
‫رسما ً‬ ‫ِر ْزقُ ُك ْم} ‪ ،7‬وهذا الحذف يكون في النطق حالة الوصل فقط؛ لثبوت الحرف المحذوف ً‬
‫ف تُ ْحيِي‬
‫ب أ َِرنِي َك ْي َ‬
‫{ر ِّ‬
‫رسما وذلك في مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وقد يحذف حرف المد وصالً ووقفًاـ لحذفه ً‬
‫اْل َم ْوتَى} بالبقرة‪ ،8‬فإذا وقفنا على‪ :‬تُ ْحي‪ ،‬نقف بإسكان الياء التي هي عين الكلمة‪ ،‬ألن الياء الثانية‬
‫رسما لعلة التقاء الساكنين‪.‬‬
‫‪-‬التي هي الم الكلمة‪ -‬محذوفة ً‬
‫وأما التخلص من الساكنين بالتحريك فالقراء يختلفون فيه تارة‪ ،‬ويتفقونـ تارة أخرى‪.‬‬
‫فيختلفون فيما إذا كان الساكن األول آخر الكلمة‪ ،‬والساكن الثاني في كلمة مبدوءة بهمزة وصل‬
‫الزما‪ ،‬فنافع وابن كثير وابن عامر والكسائي يحركون‬
‫ضما ً‬‫مضمومة في االبتداء لضم الثالث ًّ‬
‫تبعا لضم الثالث‪.‬‬
‫الساكن األول بالضم ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة عبس‪.33 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األنعام‪.80 :‬‬
‫‪ 3‬اآليتان‪.91 ،51 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬سورة التكوير‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة األنفال‪.32 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الذاريات‪.22 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.260 :‬‬

‫( ‪)1/191‬‬

‫وأما حفص ومن معه من باقي القراء السبعة فيحركون الساكن األول بالكسر على األصل في‬
‫التخلص من التقاء الساكنين‪ ،‬والساكن األول هو أحد حروف "لتنود" والتنوين‪.1‬‬
‫"اد ُعوا"‬
‫ت بالدال من ْ‬ ‫فمثال الالم قوله تعالى‪ُ { :‬ق ِل ْاد ُعوا اللَّهَ} باإلسراء‪ ،2‬فالالم من " ُق ْل" ساكنة‪ ،‬والتَقَ ْ‬
‫أيضا فحركت الالم بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬ ‫وهي ساكنة ً‬
‫اخ ُر ْج َعلَْي ِه َّن} بيوسف‪ ،3‬وليس غيره في القرآن فتاء التأنيث في‬ ‫{وقَالَ ِت ْ‬
‫ومثال التاء قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أيضا فحركت التاء بالكسر؛ للتخلص من‬ ‫"اخ ُر ْج" وهي ساكنة ً‬‫ت" ساكنة‪ ،‬والتقت بالخاء من ْ‬ ‫َ"وقَالَ ْ‬
‫التقاء الساكنين‪.‬‬
‫َن" ساكنة‪،‬‬ ‫{ولَ ْو أََّنا َكتَْبَنا َعلَْي ِه ْم أ ِ‬
‫َن ا ْقتُلُوا أ َْنفُ َس ُك ْم} بالنساء‪ ،4‬فالنون من "أ ْ‬ ‫ومثال النون قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أيضا‪ -‬فحركت النون بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬ ‫والتقت بالقاف ‪-‬وهي ساكنة ً‬
‫ومثال الواو يأتي في ثالثة مواضع ال رابع لهم‪:‬‬
‫اخ ُر ُجوا ِم ْن ِدَي ِار ُك ْم} بالنساء‪.5‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬أ َِو ْ‬
‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ :‬أ َِو ْاد ُعوا َّ‬
‫الر ْح َم َن} باإلسراء‪.6‬‬
‫ص ِم ْنهُ َقِليالً} بالمزمل‪.7‬‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪{ :‬أ َِو ْانقُ ْ‬
‫ت ٍّ‬
‫بكل من الخاء والدال والنون وكلها ساكنة‪ ،‬فحركت الواو بالكسر‬ ‫فالواو من "أو" ساكنة التَقَ ْ‬
‫للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬
‫استُ ْه ِزئَ بِ ُر ُس ٍل ِم ْن قَْبِل َك} باألنعام‪ ،8‬والرعد‪ ،9‬واألنبياء‪ ،10‬فالدال‬ ‫ِ‬
‫{ولَقَد ْ‬
‫ومثال الدال قوله تعالى‪َ :‬‬
‫من "قَِد" ساكنة التقت بالسين‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر" ص‪ ،153‬وشرح ابن الفاصح على الشاطبية‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.110 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.31 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.66 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.66 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.110 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.41 :‬‬

‫( ‪)1/192‬‬

‫أيضا فحركت بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬ ‫وهي ساكنة ً‬


‫ون فَتِيالً‪ ،‬انظُ ْر} بالنساء‪ ،1‬وقوله‪{ :‬بَِر ْح َم ٍة ْاد ُخلُوا اْل َجَّنةَ ال‬
‫ظلَ ُم َ‬
‫{وال ُي ْ‬
‫ومثال التنوين قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ف َعلَْي ُك ْم} باألعراف‪ ،2‬فالتنوين هو عبارة عن نون ساكنة زائدة التقت مع النون والدال الساكنتين‬ ‫َخ ْو ٌ‬
‫فحركت بالكسر؛ للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬
‫وح‬ ‫وح ُق ِل ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫َلون َك َع ِن ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫{وَي ْسأ َ‬
‫ويتفق القراء فيما خالف الشروط المذكورة وذلك مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اصبِ ُروا َعلَى ِآلهَتِ ُك ْم} بـ"ص"‪ ،4‬وقوله‪{ :‬فَ ْار ِج ِع‬ ‫ام ُشوا َو ْ‬ ‫ِم ْن أ َْم ِر َربِّي} باإلسراء‪ ،3‬وقوله ‪{ :‬أ ِ‬
‫َن ْ‬
‫ق} بالطارق‪.6‬‬ ‫ان ِم َّم ُخِل َ‬
‫ور} بالملك‪ ،5‬وقوله‪َ { :‬فْلَي ْنظُ ِر اإْل ْن َس ُ‬ ‫ص َر َه ْل تََرى ِم ْن فُطُ ٍ‬
‫اْلَب َ‬
‫فجميع القراء متفقونـ على تحريك الساكن األول بالكسر في هذه األمثلة وما ماثلها‪.‬‬
‫حفصا يقرأ كل ما ذكر وأمثاله بتحرك الساكن األول بالكسر وذلك على األصل في‬
‫ً‬ ‫فتلخص لنا أن‬
‫التخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬
‫وقد يخرج عن هذا األصل في بعض المواضع‪ ،‬فيحرك الساكن األول بالفتح أو الضم أما التحريك‬
‫بالفتح فيأتي في ثالث صور‪:‬‬
‫ين} باألنبياء‪ ،7‬فمن‪،‬‬ ‫"من" الجارة مثل قوله تعالى‪{ :‬وأََنا علَى َذِل ُكم ِمن َّ ِ ِ‬
‫ِ‬
‫الشاهد َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫الصورة األولى في‪ْ :‬‬
‫حرف جر مبني على السكون‪ ،‬ولكنه ُحرك بالفتح؛ للتخلص من التقاء الساكنين دون الكسر؛ لما في‬
‫االنتقال من الكسر إلى الفتح من الثقل‪.‬‬
‫الصورة الثانية في‪" :‬تاء التأنيث" إذا أضيفت إلى التثنية مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآليتان‪.50 ،49 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.49 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.85 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.56 :‬‬

‫( ‪)1/193‬‬

‫ص ِال َح ْي ِن} بالتحريم‪ ،1‬فتاء التأنيث حرف مبني على السكون‪ ،‬وألف‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ت َع ْب َد ْي ِن م ْن عَبادَنا َ‬
‫{ َك َانتَا تَ ْح َ‬
‫أيضا فحركت التاء بالفتح؛ ألن األلف ال يناسبها إال فتح ما قبلها‪.‬‬ ‫التثنية ساكنة ً‬
‫ُّوم} أول آل عمران‪ ،‬فالميم حرف هجاء مبني‬ ‫َّ ِ ِاَّل‬
‫الصورة الثالثة في‪{ :‬الم‪ ،‬اللهُ ال إلَهَ إ ُه َو اْل َح ُّي اْلقَي ُ‬
‫على السكون التَقَت بالالم من لفظ الجاللة وهي ساكنة بعد حذف همزة الوصل‪ ،‬فحركت الميم دون‬
‫الكسر؛ محافظة على تفخيم لفظ الجاللة‪ ،‬وأما التحريك بالضم فيأتي في صورتين‪:‬‬
‫ت ِإن ُك ْنتُم ِ ِ‬ ‫ِّ‬
‫ين} بالبقرة‬
‫صادق َ‬ ‫الصورة األولى في‪" :‬واو اللين" التي للجمع مثل قوله تعالى‪{ :‬فَتَ َمَّن ُوا اْل َم ْو َ ْ ْ َ‬
‫َِّ‬ ‫ٍِ‬
‫ض} بالنساء‪ ،3‬فواو‬ ‫ول لَ ْو تُ َس َّوى بِ ِه ُم اأْل َْر ُ‬
‫الر ُس َ‬
‫ص ُوا َّ‬ ‫{ي ْو َمئذ َي َو ُّد الذ َ‬
‫ين َكفَ ُروا َو َع َ‬ ‫‪ ،2‬ومثل قوله‪َ :‬‬
‫حرك بالضم؛ للتخلص من التقاء الساكنين‪.‬‬ ‫اللين في المثالين حرف ساكن مفتوح ما قبله‪ ،‬ولكنه ِّ‬
‫{و َس َّخ َر لَ ُك ُم اللَّْي َل َو َّ‬
‫النهَ َار} بالنحل‬ ‫وأما الصورة الثانية ففي‪" :‬ميم الجمع" وذلك في مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪ ،4‬وقوله‪{ :‬ثَُّم َر َد ْدَنا لَ ُك ُم اْل َك َّرةَ َعلَْي ِه ْم} باإلسراء‪ 5‬فميم الجمع حرف مبني على السكون التقت بالم‬
‫التعريف الساكنة بعد حذف همزة الوصل فحركت الميم بالضم للتخلص من التقاء الساكنين؛ ألنه‬
‫أصل حركتها‪.6‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.94 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.42 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 6‬انظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر"‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫( ‪)1/194‬‬

‫أسئلة‪2‬‬
‫‪...‬‬
‫نموذج من األسئلة‪:‬‬
‫ِّن حكم التقاء الساكنين في كلمة واحدة حالة الوقف‪ ،‬وما الحروف التي يأتي فيها الساكن األول‬
‫‪َ -1‬بي ْ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ مع التمثيل؟‬
‫‪ -2‬اذكر حكم التقاء الساكنين في كلمة واحدة وصالً ووقفًا مع التمثيل‪.‬‬
‫‪ -3‬هل يلتقي الساكنان في كلمتين؟ بِ َم يتم التخلص منهما؟ اذكر مثاالً لكل حالة من حاالته‪.‬‬
‫‪ -4‬بِ َم يتم التخلص من الساكنين فيما تحته خط من األمثلة اآلتية‪ ،‬مع ذكر السبب؟‬
‫ون فَتِياًل ‪ ،‬انظُ ْر} ‪،‬‬ ‫َّ ِ ِ َّ‬ ‫ت ِإن ُكنتُم ِ ِ‬
‫ظلَ ُم َ‬ ‫{وال ُي ْ‬ ‫ُّوم} ‪َ ،‬‬ ‫ين} ‪{ ،‬الم‪ ،‬اللهُ ال إلَهَ إال ُه َو اْل َح ُّي اْلقَي ُ‬ ‫صادق َ‬ ‫{فَتَ َمَّن ُوا اْل َم ْو َ ْ ْ َ‬
‫اح َد ٍة ِم ْنهُ َّن ِس ِّك ًينا َوقَالَ ِت ْ‬
‫اخ ُر ْج‬ ‫ت ُك َّل و ِ‬
‫َ‬ ‫{وآتَ ْ‬ ‫َّ ِ ِ ِ‬
‫ان َه َذا ُه َو اْل َحق م ْن ع ْند َك} ‪َ ،‬‬
‫َّ‬
‫وإ ذ {قَالُوا اللهُ َّم ِإ ْن َك َ‬
‫{وأََنا‬
‫الر ْح َم َن} ‪َ ،‬‬ ‫الش ْم َس َواْلقَ َم َر} ‪ُ { ،‬ق ِل ْاد ُعوا اللَّهَ أ َِو ْاد ُعوا َّ‬ ‫النهار و َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫{و َسخ َر لَ ُك ُم اللْي َل َو َّ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫َعلَْيه َّن} ‪َ ،‬‬
‫ص ِم ْنهُ َقِلياًل } ‪{ ،‬فَِإ َذا‬ ‫صفَهُ أ َِو ْانقُ ْ‬
‫ِ‬
‫ون} ‪{ ،‬ن ْ‬ ‫وع ُد َ‬
‫اه ِدين} ‪{ ،‬و ِفي الس ِ‬
‫َّماء ِر ْزقُ ُك ْم َو َما تُ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الش َ‬
‫علَى َذِل ُكم ِمن َّ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت} ‪.‬‬ ‫َّاخةُ} ‪ِ{ ،‬إ َذا َّ‬
‫الش ْم ُس ُك ِّو َر ْ‬ ‫اء ِت الص َّ‬ ‫َج َ‬

‫( ‪)1/195‬‬

‫واإلثبات‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الحذف‬
‫ُ‬
‫تمهيدٌ‪:‬‬
‫المقصود بالحذف واإلثبات ما يكون في حروف المد الثالثة وهي‪ :‬األلف‪ ،‬والياء‪ ،‬والواو‪ ،‬وإ ثباتها‬
‫شرعا‪ ،‬فالقارئ مطالب باتباع الرسم‬
‫ً‬ ‫وحذفها إنما هو من خصائص الرسم العثماني الواجب اتباعه‬
‫غالبا‬
‫رسما بالحذف؛ ألن الوقف تابع للرسم ً‬
‫رسما باإلثبات‪ ،‬وما حذف ً‬
‫في قراءته؛ ليقف على ما ثبت ً‬
‫إال ما استثني بسبب الرواية‪.‬‬
‫وعلى هذا إذا أريد الوقف على كلمة آخرها حرف من حروف المد الثالثة سواء كان من بنية الكلمة‬
‫أم ال فال بد أن تتحقق فيه صورة من الصور األربع اآلتية‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬الحرف الثابت في الرسم وفي الوصل مثل‪{ :‬قَاال َربََّنا} ‪ِ{ ،1‬إِّني َم َع ُك ْم} ‪{ ،2‬قَالُوا‬
‫َخْي ًرا} ‪ 3‬وحكم الوقف على مثل ذلك باإلثبات‪.‬‬
‫{و ِم ْن َآياتِ ِه‬ ‫ِاَّل َّ‬
‫{ولَ ْم َي ْخ َش إ اللهَ} ‪َ ،4‬‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬الحرف المحذوف في الرسم وفي الوصل مثل‪َ :‬‬
‫يل َربِّك} ‪ 6‬وحكم الوقف على مثل ذلك بالحذف‪.‬‬ ‫{ادعُ ِإلََى سبِ ِ‬
‫اْل َج َو ِار} ‪ْ ،5‬‬
‫َ‬
‫ُّ‬
‫{ن ْن ِجي‬‫ونا‪ُ ،‬هَن ِال َك} ‪ُ ،7‬‬‫الصورة الثالثة‪ :‬الحرف الثابت في الرسم والمحذوف في الوصل مثل‪{ :‬الظُن َ‬
‫الناقَ ِة} ‪ 9‬وحكم الوقف على مثل ذلك باإلثبات‪.‬‬ ‫{م ْر ِسلُو َّ‬
‫ين} ‪ 8‬باألنبياء‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة طه‪.45 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األعراف‪.71 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النحل‪.30 :‬‬
‫‪ 4‬سورة التوبة‪.18 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الشورى‪.32 :‬‬
‫‪ 6‬سورة النحل‪.125 :‬‬
‫‪ 7‬سورة األحزاب‪.11 ،10 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.88 :‬‬
‫‪ 9‬سورة القمر‪.27 :‬‬

‫( ‪)1/196‬‬

‫الصورة الرابعة‪ :‬الحرف المحذوف في الرسم والثابت في الوصل مثل‪ِ{ :‬إَّنه هو} ‪{ ،1‬بِ ِه ب ِ‬
‫ص ًيرا} ‪2‬‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ‬
‫تبعا لحذفه في الرسم‪.‬‬
‫وحكم الوقف على ذلك بالحذف ً‬
‫تابعا في اإلثبات والحذف‬
‫وعلى هذا فليعرف أن الوقف على الكلمات التي آخرها حرف مد ليس ً‬
‫لحالتها في الوصل‪ ،‬وإ نما هو تابع لحالتها في الرسم إثباتًا وحذفًا‪.‬‬
‫ويستثنى من هذه القاعدة بعض الكلمات مثل ألف‪:‬‬
‫رس ًما‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رس ًما‪ ،‬والثانية محذوفة ْ‬
‫{سالسال} ‪ 3‬بالدهر‪ ،‬وياء {آتَان َي} بالنمل‪ :‬آية ‪ ،36‬فإن األُولى ثابتة ْ‬
‫َ‬
‫مع أنه يجوز في كل منهما لحفص عند الوقف وجهان‪ :‬اإلثبات والحذف‪ ،‬كما يستثنى من ذلك أيضا‬
‫ودْا} بهود في الموضع الثاني آية ‪ ،68‬والفرقان آية ‪ ،38‬والعنكبوت آية ‪ ،38‬والنجم آية ‪51‬‬
‫ألف {ثَ ُم َ‬
‫رس ًما‪ ،‬ولكنها محذوفة وقفًا ووصال كما سيأتي بيانه‪4‬؛ ألن العبرة في ذلك كله بالرواية‪،‬‬
‫فإنها ثابتة ْ‬
‫والقراءةُ سنةٌ متبعة‪.‬‬
‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫الحرف الذي من بنية الكلمة إما أن يحذف لعلة أو ال‪ ،‬فإن حذف لعلة فإنها تراعى فيه عند الوقف‬
‫ف‬‫ب أ َِرنِي َك ْي َ‬
‫{ر ِّ‬
‫ويوقف عليه بالحذف‪ ،‬وذلك في الياء المحذوفة اللتقاء الساكنين من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫بالروم‪ِ{ ،‬إَّنا َن ْح ُن ُن ْح ِي اْل َم ْوتَى} ‪ 7‬بـ"يس"‪،‬‬
‫ض َب ْع َد َم ْوتِهَا} ‪ُّ 6‬‬
‫{وُي ْحيِي اأْل َْر َ‬ ‫ِ‬
‫تُ ْحيي اْل َم ْوتَى} ‪5‬بالبقرة‪َ ،‬‬
‫وما شابه ذلك‪.‬‬
‫وأما إن كان الحرف المحذوف لغير علة فإنه يعوض عنه بحرف المد الصغير مثل‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة اإلسراء‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة االنشقاق‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 4‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ 193 -192‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪260 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.19 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.12 :‬‬

‫( ‪)1/197‬‬

‫ُحيِي‬
‫ال أََنا أ ْ‬ ‫ِّي الَِّذي ُي ْحيِي َوُي ِم ُ‬
‫يت} ‪{ ،2‬قَ َ‬ ‫{رب َ‬
‫ب َمثَالً} ‪َ ،1‬‬ ‫ض ِر َ‬
‫َن َي ْ‬ ‫َّ‬
‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن اللهَ ال َي ْستَ ْحيِي أ ْ‬
‫يت} ‪ 3‬ويوقف عليه باإلثبات؛ ألن المحذوف لغير علة كالثابت إال إذا ورد نص بحذفه في‬ ‫َوأ ُِم ُ‬
‫حفصا يقرأ "يأت" بالحذف‪ .‬وفيما‬ ‫ً‬ ‫ْت ال تَ َكلَّ ُم َن ْف ٌس} ‪ 4‬فإن‬
‫الرواية فإنه يحذف مثل قوله تعالى‪{ :‬يوم يأ ِ‬
‫َْ َ َ‬
‫يلي بيان ذلك مفصال للحروف الثالثة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.26 :‬‬
‫‪ 3 ،2‬سورة البقرة‪.258 :‬‬
‫‪ 4‬سورة هود‪.105 :‬‬

‫( ‪)1/198‬‬
‫حكم األلف‪:‬‬
‫الحرف األول‪ :‬األلف‪.‬‬
‫واأللف لها خمس حاالت‪:‬‬
‫الحالة األولى‪:‬‬
‫األلف الثابتة في الرسم والوقف والوصل كما في الصورة األولى وهذه يوقف عليها باإلثبات كما‬
‫اد َسَنا َب ْر ِق ِه} ‪.1‬‬
‫{ي َك ُ‬
‫علمت مثل‪َ :‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫األلف الثابتة في الرسم والوقف ولكنها محذوفة في الوصل وهذه تحتها أنواع ثمانية‪:‬‬
‫‪ -1‬األلف المحذوفة في الوصل؛ للتخلص من التقاء الساكنين سواء َدلَّت على التثنية مثل‪{ :‬فَِإ ْن َك َانتَا‬
‫{وتَ ْخ َشى َّ‬ ‫ِ‬
‫اس} ‪ 4‬أو غير ذلك‬ ‫الن َ‬ ‫ال َعلَى ُحبِّه} ‪َ ،3‬‬ ‫اثَْنتَْي ِن} ‪ ،2‬أو كانت منقلبة عن ياء مثل‪َ :‬‬
‫{وآتَى اْل َم َ‬
‫الد ِار} ‪ ،6‬وما أشبه ذلك من األسماء واألفعالـ‪.7‬‬ ‫مثل‪{ :‬موسى اْل ِكتَاب} ‪ِ ،5‬‬
‫{ذ ْك َرى َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫الر ُسو ُل} ‪ 9‬إال في‬ ‫{يا أَيُّهَا َّ‬
‫اس} ‪َ ،8‬‬ ‫{يا أَيُّهَا َّ‬
‫الن ُ‬ ‫‪ -2‬األلف الواقعة في لفظ "أيها" في جميع القرآن مثل‪َ :‬‬
‫تبعا لحذفها‬‫ثالثة مواضع يجب الوقف عليها بالحذف ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النور‪.43 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النساء‪.176 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.177 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األحزاب‪.37 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.53 :‬‬
‫‪ 6‬سورة ص‪.46 :‬‬
‫‪ 7‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.202 ،201‬‬
‫‪ 8‬سورة النساء‪.1 :‬‬
‫‪ 9‬سورة المائدة‪.41 :‬‬

‫( ‪)1/198‬‬

‫الن} ‪.3‬‬ ‫في الرسم وذلك في‪{ :‬أَيُّه اْلمؤ ِمُنون} ‪{ ،1‬يا أَيُّه الس ِ‬
‫َّاح ُر} ‪{ ،2‬أَيُّهَ الثَّقَ ِ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫{السبِياِل ْ} ‪6‬‬
‫{الر ُسواَل ْ} ‪َّ ،5‬‬
‫ون ْا} ‪ ،4‬و َّ‬ ‫ُّ‬
‫‪ -3‬األلف الواقعة في بعض رءوس اآلي وذلك في‪{ :‬الظُن َ‬
‫ثالثتها باألحزاب‪{ ،‬قَ َو ِار َيرْا} ‪ 7‬الموضع األول بسورة اإلنسان أما الثاني فمحذوف وصال ووقفًاـ كما‬
‫سيأتي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -4‬األلف المبدلة من نون التوكيد الخفيفة وذلك في موضعين‪{ :‬ولَي ُك ً ِ‬
‫ين} ‪ 8‬بيوسف‪،‬‬ ‫ونا م َن الصَّاغ ِر َ‬ ‫َ َ‬
‫اصَي ِة} ‪ 9‬بالعلق‪.‬‬ ‫الن ِ‬ ‫{لََن ْسفَ ًعا بِ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يما} ‪.11‬‬‫ورا َرح ً‬ ‫{غفُ ً‬ ‫ص ًرا} ‪َ ،10‬‬ ‫{اهبِطُوا م ْ‬
‫‪ -5‬األلف المبدلة من التنوين المنصوب نحو‪ْ :‬‬
‫ون} ‪.12‬‬ ‫{وإِ ًذا ال َيْلَبثُ َ‬
‫‪ -6‬األلف الواقعة في لفظ‪" :‬إذاً" المنون حيث وقع مثل‪َ :‬‬
‫‪ -7‬األلف الواقعة في لفظ "أنا" ضمير المتكلم في جميع القرآن مثل‪ِ{ :‬إ ْن أََنا ِإاَّل َن ِذ ٌير} ‪ِ{ ،13‬إَّننِي أََنا‬
‫اعُب ْدنِي} ‪.14‬‬
‫اللَّهُ ال ِإلَهَ ِإاَّل أََنا فَ ْ‬
‫‪ -8‬األلف الواقعة في لفظ " لَ ِكَّنا" في قوله تعالى‪{ :‬لَ ِكَّنا ُه َو اللَّهُ َربِّي} ‪ 15‬بالكهف‪.‬‬
‫فاأللف الواقعة في كل هذه األنواع ثابتة في الوقف؛ لثبوتها في الرسم ومحذوفة وصال‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة النور‪.31 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الزخرف‪.49 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الرحمن‪.31 :‬‬
‫‪ 4‬سورة األحزاب‪.10 :‬‬
‫‪ 5‬سورة األحزاب‪.66 :‬‬
‫‪ 6‬سورة األحزاب‪.67 :‬‬
‫‪ 7‬سورة اإلنسان‪.15 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.61 :‬‬
‫‪ 11‬سورة النساء‪.23 :‬‬
‫‪ 12‬سورة اإلسراء‪.76 :‬‬
‫‪ 13‬سورة األعراف‪.188 :‬‬
‫‪ 14‬سورة طه‪.14 :‬‬
‫‪ 15‬سورة الكهف‪.28 :‬‬

‫( ‪)1/199‬‬
‫الحالة الثالثة‪:‬‬
‫األلف الثابتة في الرسم والمحذوفة في الوصل ويجوز الوجهان فيها وقفًا أي اإلثبات والحذف‪ ،‬وذلك‬
‫َعتَ ْدَنا ِلْل َك ِاف ِرين س ِ‬
‫السال} ‪ 1‬بسورة اإلنسان‪ ،‬ووجه‬ ‫في لفظ واحد هو "سالسال" في قوله سبحانه‪ِ{ :‬إَّنا أ ْ‬
‫َ َ‬
‫إثباتها في الوقف تابع إلثباتها في الرسم‪ ،‬وموافقة لقراءة من ينونها؛ ألنه إذا وقف عليها وقف‬
‫باإلثبات‪ ،‬وأما وجه الحذف فعلى خالف القاعدة ومراعاة للوصل‪ ،2‬ألنها إذا وصلت حذفت‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪:‬‬
‫األلف الثابتة في الرسم‪ ،‬والمحذوفة في الوقف والوصل على خالف القاعدة وذلك في لفظين‪:‬‬
‫أحدهما‪" :‬ثمود" وذلك في أربعة مواضع‪:‬‬
‫‪{ -1‬أَال ِإ َّن ثَ ُم َ‬
‫ود َكفَ ُروا َربَّهُ ْم} ‪ 3‬بهود في الموضع الثاني‪،‬‬
‫ود} ‪ 4‬بالفرقان‪،‬‬ ‫ادا َوثَ ُم َ‬
‫{و َع ً‬‫‪َ -2‬‬
‫َّن لَ ُك ْم} ‪ 5‬بالعنكبوت‪،‬‬
‫ود َوقَ ْد تََبي َ‬
‫ادا َوثَ ُم َ‬
‫{و َع ً‬
‫‪َ -3‬‬
‫رسما؛ الحتمال قراءة من ينونها وصال فإذا وقف‬
‫ود فَ َما أ َْبقَى} ‪ 6‬بالنجم‪ ،‬وثبوت األلف فيها ً‬ ‫{وثَ ُم َ‬
‫‪َ -4‬‬
‫تبعا لحذفها وصال على خالف القاعدة‪.‬‬ ‫عليها وقف بإبدال التنوين ألفًا‪ ،‬وحذفها وقفًا ً‬
‫والثاني‪" :‬قوارير" في الموضع الثاني من قوله تعالى‪{ :‬قَو ِارير ِمن ِفض ٍ‬
‫َّة} ‪ 7‬باإلنسان‪.‬‬ ‫َ َ ْ‬
‫فاأللف في اللفظين محذوفة وقفًا ووصال‪.‬‬
‫الحالة الخامسة‪:‬‬
‫"يؤت" من قوله‬
‫َ‬ ‫األلف المحذوفة في الرسم والوقف والوصل كما في الصورة الثانية التي تقدمت مثل‬
‫ت سعةً ِم َن اْلم ِ‬
‫ال} ‪.8‬‬ ‫َ‬ ‫{ولَ ْم ُي ْؤ َ َ َ‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ ":‬العميد في علم التجويد" ص‪.195‬‬
‫‪ 3‬سورة هود‪.68 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الفرقان‪.38 :‬‬
‫‪ 5‬سورة العنكبوت‪.38 :‬‬
‫‪ 6‬سورة النجم‪.51 :‬‬
‫‪ 7‬سورة اإلنسان‪.16 :‬‬
‫‪ 8‬سورة البقرة‪.247 :‬‬

‫( ‪)1/200‬‬
‫{و ْانهَ َع ِن اْل ُم ْن َك ِر} ‪ 1‬فألفه محذوفة للبناء‪ ،‬ومثل‬ ‫ِ‬
‫فألفُهُ محذوفة للجازم‪ ،‬ومثل‪"َ :‬و ْانهَ" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ون} ‪ 2‬من كل "ما" استفهامية دخل عليها حرف الجر‬ ‫"بِ َم" من قوله تعالى‪{ :‬فََناظ َرةٌ بِ َم َي ْر ِجعُ اْل ُم ْر َسلُ َ‬
‫فيم‪َ ،‬ع َّم‪ِ ،‬م َّم" إال أنه يوقف على الثالثة األ َُول بسكون الميم‬ ‫ِ ِ‬
‫رس ًما وذلك في‪" :‬ب َم‪ ،‬ل َم‪َ ،‬‬ ‫وحذفت ألفها ْ‬
‫مخففة‪ ،‬وعلى األخيرتين بسكونها مع التشديد‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة لقمان‪.17 :‬‬
‫‪ 2‬سورة النمل‪.35 :‬‬

‫( ‪)1/201‬‬

‫حكم الياء‪:‬‬
‫الحرف الثاني‪ :‬الياء‪:‬‬
‫والياء ِّ‬
‫المديَّة لها حالتان‪:‬‬
‫رس ًما‪.‬‬
‫األولى‪ :‬أن تكون الياء ثابتة ْ‬
‫رس ًما‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أن تكون الياء محذوفة ْ‬
‫وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل‪:‬‬
‫الحالة األولى‪:‬‬
‫رس ًما وتحتها قسمان‪:‬‬
‫الياء الثابتة ْ‬
‫األول‪ :‬أن يكون بعدها محرك‪ ،‬الثاني‪ :‬أن يكون بعدها ساكن‪.‬‬
‫رس ًما‪،‬‬
‫تبعا لثبوتها ْ‬
‫القسم األول‪ :‬الياءات التي بعدها محرك‪ ،‬وحكم الياء فيه‪ :‬ثبوتها وقفًا ووصال ً‬
‫وذلك في مواضع كثيرة في القرآن سواء قُ ِرَنت بالحرف أو الفعل أو االسم وفيما يلي بعض األمثلة‪:‬‬

‫( ‪)1/201‬‬

‫وهناك من هذا القسم بعض الياءات لها نظائر محذوفة في الرسم فال بد للقارئ من معرفتها حتى ال‬
‫يقع في الخطأ‪ ،‬وبذلك يستطيع التفرقة بين الثابت منها والمحذوف‪.‬‬
‫موضعا‪1‬‬
‫ً‬ ‫ونبدأ بذكر المواضع الثابتة في الرسم وذلك في سبع عشرة كلمة توجد في اثنين وعشرين‬
‫وإ ليك بيانها‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،205‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/202‬‬

‫( ‪)1/203‬‬

‫موضعا وسوف نذكرها هنا لكون‬


‫ً‬ ‫رس ًما ففي ست عشرة كلمة في ثمانية عشر‬
‫وأما نظائرها المحذوفة ْ‬
‫تبعا لحذفها‬
‫وأتم‪ ،1‬وهي محذوفة وقفًا ووصال ً‬
‫ذكر الشيء مع نظيره أقرب إلى الفَ ْهم‪ ،‬وأوضح َّ‬
‫رس ًما‪ ،‬وإ ليك بيانها مرتبة حسب نظائرها‪:‬‬
‫ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،206 ،205‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/204‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الياءات التي بعدها ساكن‪ ،‬وحكم الياء في هذا القسم‪ :‬ثبوتها وقفًا وحذفها وصال؛ ألجل‬
‫وجود هذا الساكن‪.‬‬
‫والساكن نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬همزة وصل مقرونة بالم التعريف‪.‬‬
‫‪ -2‬همزة وصل مجردة من الم التعريف‪.‬‬
‫بيان النوع األول‪:‬‬
‫غالبا بيانها كاآلتي‪:‬‬
‫ويوجد فيه أربع صور ً‬
‫الصورة األولى‪ :‬الياء الملحقة بجمع المذكر السالم وذلك في ست كلمات بسبعة مواضع ُنَبيُِّنها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫ِّت وحكم الوقف عليها بقوله‪:‬‬‫وقد أشار صاحب "آللئ البيان" إلى هذه الكلمات الس ِّ‬
‫وم ْهِلكي باليا دري‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ووقف ُم ْعجزي ُمحلي َحاض ِري ‪ ...‬آتي المقيمي ُ‬

‫( ‪)1/205‬‬
‫ين}‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ال َيَنا ُل َع ْهدي الظالم َ‬ ‫الصورة الثانية‪ :‬الياء الملحقة بالمصدر نحو‪" :‬عهدي" من قوله تعالى‪{ :‬قَ َ‬
‫ضاللَتِ ِه ْم} ‪ 2‬بالنمل‪.‬‬ ‫‪ 1‬بالبقرة‪ ،‬ونحو‪" :‬بهادي" من قوله تعالى‪{ :‬وما أ َْن َ ِ‬
‫ت بِهَادي اْل ُع ْم ِي َع ْن َ‬ ‫ََ‬
‫الص َدقَات} ‪ 3‬بالبقرة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وُي ْربي َّ‬ ‫ِ‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬الياء الملحقة بالفعل نحو‪"ُ :‬ي ْربي" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الن ُذ ُر} ‪ 4‬بيونس‪.‬‬ ‫{و َما تُ ْغنِي اآْل ُ‬
‫يات َو ُّ‬ ‫ونحو‪" :‬تغني" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َن اللَّهَ ُم ْخ ِزي‬ ‫{وأ َّ‬
‫عموما نحو‪" :‬مخزي" من قول تعالى‪َ :‬‬ ‫ً‬ ‫الصورة الرابعة‪ :‬الياء الملحقة باألسماء‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين} ‪6‬‬ ‫ون ُبُيوتَهُ ْم بِأ َْيدي ِه ْم َوأ َْيدي اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫{ي ْخ ِرُب َ‬
‫ين} ‪ 5‬بالتوبة‪ ،‬ونحو‪" :‬أيدي" من قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫اْل َكاف ِر َ‬
‫بالحشر‪.‬‬
‫بيان النوع الثاني‪:‬‬
‫ويوجد في ياءات اإلضافة السبعة اآلتية‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.124 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.81 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.276 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.101 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.2 :‬‬

‫( ‪)1/206‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫رس ًما وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫الياء المحذوفة ْ‬
‫رس ًما‪.‬‬
‫تبعا لحذفها ْ‬
‫‪ -1‬قسم تحذف فيه الياء وصال ووقفًاـ ً‬
‫رس ًما‪.‬‬
‫تبعا لحذفها ْ‬
‫‪ -2‬قسم تثبت فيه الياء وصال وتحذف وقفًا ً‬
‫‪ -3‬قسم تثبت فيه الياء وصال ومختلف في إثباتها وحذفها وقفًا‪.‬‬
‫وفيما يلي بيان األقسام الثالثة بالتفصيل‪:‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫ويشتمل على أنواع ثالثة‪:‬‬
‫رس ًما من األسماء المنقوصة؛ ألجل التنوين نحو‪ٍ :‬‬
‫"زان" من قوله تعالى‪:‬‬ ‫النوع األول‪ :‬الياء المحذوفة ْ‬
‫"كاف" من قوله تعالى‪{ :‬أَلَْيس اللَّه بِ َك ٍ‬
‫اف َع ْب َدهُ} ‪2‬‬ ‫ٍ‬ ‫الزانَِيةُ ال َي ْن ِك ُحهَا ِإاَّل َز ٍ‬
‫ان} ‪ 1‬بالنور‪ ،‬ونحو‪:‬‬ ‫{و َّ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫رس ًما‪.‬‬
‫تبعا لحذفها ْ‬
‫بالزمر‪ ،‬وكل ما شابه ذلك فهو محذوف الياء وصال ووقفًاـ ً‬
‫رسما وبعدها وصل مقرونة بالم التعريف وذلك في ثالث صور‪:‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الياء المحذوفة ً‬
‫الصورة األولى‪ :‬الياء المحذوفة من الفعل المضارع المجزوم بحذف الياء نحو‪" :‬تبغ" من قوله‬
‫ض} ‪ 3‬بالقصص‪.‬‬ ‫اد ِفي اأْل َْر ِ‬
‫{وال تَْب ِغ اْلفَ َس َ‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫{يا‬
‫الصورة الثانية‪ :‬الياء المحذوفة من فعل األمر المبني على حذف الياء نحو‪" :‬اتق" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ق اللَّهَ} ‪ 4‬أول األحزاب‪.‬‬ ‫النبِ ُّي اتَّ ِ‬
‫أَيُّهَا َّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.77 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.1 :‬‬

‫( ‪)1/207‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬الياءات الزوائد‪ 1‬التي بعدها همزة وصل مقرونة بالم التعريف وهي لحفص‪ ،‬توجد‬
‫موضعا بيانها كاآلتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫في عشر كلمات بخمسة عشر‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬الياءات الزوائد هي التي أشار إليها اإلمام الشاطبي بقوله‪:‬‬
‫ِ‬
‫المصاحف معزال‬ ‫تسمى زوائدا ‪ ...‬ألن كن عن ِّ‬
‫خط‬ ‫ياءات َّ‬
‫ٌ‬ ‫ودونك‬
‫وسميت بذلك؛ لزيادتها على المتبع وهو رسم المصاحف العثمانية التي أجمع الصحابة عليها‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.206‬‬

‫( ‪)1/208‬‬

‫رسما ويلحق بها لفظ "عباد" من‬


‫تبعا لحذفها ً‬
‫وحكم الياء في هذه الصور الثالث الحذف وصال ووقفًا ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ َِّ‬
‫ون اْلقَ ْو َل} ‪ 1‬بالزمر‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬فََب ِّش ْر عَباد‪ ،‬الذ َ‬
‫ين َي ْستَم ُع َ‬
‫النوع الثالث‪ :‬ويوجد في صورتين‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬الياء المحذوفة من االسم المضاف إلى ياء المتكلم سواء حذفت منه ياء النداء أم‬
‫ذكرت معه‪ ،‬وسواء أتى بعده همزة وصل أم حركة‪.‬‬
‫ب ْاب ِن ِلي ِع ْن َد َك َب ْيتًا ِفي‬
‫{ر ِّ‬
‫فالذي حذفت منه ياء النداء وجاء بعده همزة وصل نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ف تُ ْحيِي اْل َم ْوتَى} ‪ 3‬بالبقرة‪.‬‬ ‫ب أ َِرنِي َك ْي َ‬ ‫ِ‬
‫اْل َجَّنة} ‪ 2‬بالتحريم‪ ،‬والذي بعده حركة نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{ر ِّ‬
‫وأما الذي ذكرت معه ياء النداء‪ :‬فإما أن يأتي بعده همزة وصل مجردة من الم التعريف نحو قوله‬
‫اع َملُوا َعلَى َم َك َانتِ ُك ْم} ‪ 4‬بالزمر‪ ،‬وإ ما أن يأتي بعده همزة وصل مقرونة بالم‬ ‫تعالى‪ُ { :‬ق ْل َيا قَ ْوِم ْ‬
‫آمُنوا اتَّقُوا َرَّب ُك ْم} ‪ 5‬بالزمر‪ ،‬وإ ما أن يأتي بعده محرك‬ ‫ِ ِ َِّ‬
‫ين َ‬
‫التعريف نحو قوله تعالى‪ُ { :‬ق ْل َيا عَباد الذ َ‬
‫ين}‬ ‫ون} ‪ 5‬بالزمر أيضا‪ ،‬ويستثنى من ذلك قوله تعالى‪{ :‬يا ِعب ِاد َِّ‬ ‫{يا ِعَب ِاد فَاتَّقُ ِ‬
‫ي الذ َ‬‫َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫بكل من العنكبوت‪ ،18‬والزمر‪ 19‬فقد ثبتت الياء فيهما اتفاقًا‪ ،‬وأما موضع الزخرف وهو قوله تعالى‪:‬‬
‫ف َعلَْي ُك ُم اْلَي ْو َم} ‪ 6‬فقد رسم في المصاحف المدنية والشامية باإلثبات وفي غيرها‬ ‫{يا ِعَب ِاد ال َخ ْو ٌ‬
‫َ‬
‫بالحذف‪ ،‬ولذلك اختلف القراء في إثبات الياء وحذفها‪ ،‬وحفص ممن يقرؤه بالحذف في الحالين‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬الياء المحذوفة من ياءات الزوائد التي بعدها محرك وجملتها في القرآن مائةٌ وإ حدى‬
‫ياء‪ ،‬منها ما يكون في األسماء نحو‪َّ :‬‬
‫"الداع" وما‬ ‫وعشرون ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.18 ،17 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.260 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.39 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.16 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.56 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.53 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.68 :‬‬

‫( ‪)1/209‬‬

‫يكون في األفعال نحو‪" :‬يتَّ ِ‬


‫ق" كما تكون فاصلة وغير فاصلة‪.‬‬
‫ال َذِل َك َما‬
‫ياء منها األصلية نحو‪"َ :‬ن ْب ِغ" من قوله تعالى‪{ :‬قَ َ‬ ‫خمس وثالثون ً‬
‫أما غير الفاصلة‪ :‬فجملتها ٌ‬
‫َه ِد ُك ْم َسبِ َ‬
‫يل‬ ‫ُكَّنا َن ْب ِغ} ‪ 1‬بالكهف‪ ،‬ومنها غير األصلية نحو‪" :‬اتَّبِ ُعون" من قوله تعالى‪{ :‬اتَّبِ ُع ِ‬
‫ون أ ْ‬
‫الر َش ِاد} ‪ 2‬بغافر‪.‬‬‫َّ‬
‫ق}‬ ‫ست وثمانون ياء منها األصلية وهي خمس‪{ :‬المتع ِ‬
‫ال} بالرعد آية ‪{ ،9‬التَّال ِ‬ ‫وأما الفاصلة‪ :‬فجملتها ٌّ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أيضا آية ‪.9‬‬ ‫{ي ْس ِر} بالفجر آية ‪{ ،4‬بِاْل َواد} بالفجر ً‬ ‫بغافر آية ‪{ ،15‬التََّناد} بغافر ً‬
‫أيضا آية ‪َ ،32‬‬
‫َّاي فَ ْار َهُب ِ‬
‫ون}‬ ‫{وإِ ي َ‬
‫وأما غير األصلية فجملتها‪ :‬إحدى وثمانون ياء نحو‪" :‬فارهبون" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ون} ‪ 4‬بآل عمران‪ ،‬وقد تركنا حصر‬ ‫‪ 3‬بالبقرة‪ ،‬ونحو‪" :‬أطيعون" من قوله تعالى‪{ :‬فَاتَّقُوا اللهَ َوأَط ُ‬
‫يع ِ‬
‫الياءات الزوائد وذكرها بالتفصيل مراعاة لالختصار‪ ،‬فمن أراد حصرها فليرجع إلى كتب القراءات‬
‫المطولة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وكتب التجويد‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫رس ًما وهذا القسم خاص بالياء التي تقع صلة‬ ‫تبعا لحذفها ْ‬
‫وهو الياء التي تثبت وصال وتحذف وقفًا ً‬
‫آم َن بِاللَّ ِه َو َمالئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُسِل ِه} ‪ 5‬بالبقرة‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫لهاء الضمير المكسورة وصال نحو قوله تعالى‪ُ { :‬كل َ‬
‫وحكمها‪ :‬أنها تثبت عند صلة الهاء وصال‪ ،‬أما في الوقف فتحذف لسكون الهاء من غير صلة‪.‬‬
‫القسم الثالث‪:‬‬
‫وهو الياء التي تثبت وصال ويجوز اإلثبات والحذف فيها وقفًا وهو خاص بكلمة‪:‬‬
‫حفصا يصلها بياء‬
‫ً‬ ‫ان اللَّهُ َخْيٌر ِم َّما آتَا ُك ْم} ‪ 6‬بالنمل‪ ،‬وحكمها أن‬
‫"آتان" من قوله تعالى‪{ :‬فَ َما آتَ ِ‬
‫تبعا لحذفها في الرسم‪.‬‬
‫مفتوحة ويقف عليها‪ ،‬إما اإلثبات مراعاة للوصل‪ ،‬وإ ما بالحذف ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.64 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.50 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.285 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.36 :‬‬

‫( ‪)1/210‬‬

‫حكم الواو‪:‬‬
‫الحرف الثالث‪ :‬الواو‪.‬‬
‫والواو إما أن تكون دالة على المفرد فتكون من بِْنَية الكلمة مثل‪َ :‬‬
‫{ي ْم ُحو} ‪ ،1‬أو دالة على الجمع مثل‪:‬‬
‫رس ًما‪.‬‬ ‫ِ‬
‫رس ًما‪ ،‬وحالة تحذف فيها ْ‬ ‫{ َكاشفُوا} ‪ 2‬ولها حالتان‪ :‬حالة تثبت فيها ْ‬
‫الحالة األولى‪:‬‬
‫وتشتمل على قسمين‪:‬‬
‫ت في الرسم‬
‫القسم األول‪ :‬الواو الثابتة في الرسم والوقف والوصل‪ ،‬وهذا القسم خاص بكل واو ثََبتَ ْ‬
‫ولم يقع بعدها ساكن‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬أنها تثبت قراءة في حالتي الوقف والوصل؛ وذلك لثبوتها في الرسم نحو‪" :‬ندعو" من قوله‬
‫َِّ‬ ‫ِ‬ ‫{ي ْوم َن ْد ُعو ُك َّل أَُن ٍ‬
‫ون‬ ‫اس بِِإ َمام ِه ْم} ‪ 3‬باإلسراء‪ .‬ونحو‪" :‬مالقوا" من قوله تعالى‪{ :‬الذ َ‬
‫ين َيظُُّن َ‬ ‫تعالى‪َ َ :‬‬
‫أََّنهُ ْم ُمالقُو َرِّب ِه ْم} ‪ 4‬بالبقرة‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الواو الثابتة في الرسم والوقف والمحذوفة في الوصل‪ ،‬وهذا القسم خاص بكل واو ثبتت‬
‫في الرسم ووقع بعدها ساكن‪.‬‬
‫وحكمها‪ :‬أنها تثبت قراءة في حالة الوقف فقط؛ وذلك لثبوتها في الرسم‪ ،‬أما في الوصل فتحذف؛‬
‫ين} ‪ 5‬بالبقرة‪،‬‬ ‫للتخلص من التقاء الساكنين نحو‪" :‬تتلوا" من قوله تعالى‪{ :‬واتَّبعوا ما تَ ْتلُوا َّ ِ‬
‫الشَياط ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫َّخ َر بِاْل َو ِاد} ‪ 6‬بالفجر‪.‬‬
‫ين َج ُابوا الص ْ‬ ‫ونحو‪" :‬جابو" من قوله تعالى‪{ :‬وثَم َ َِّ‬
‫ود الذ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الرعد‪.39 :‬‬
‫‪ 2‬سورة ُّ‬
‫الد َخان‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.71 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.46 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.9 :‬‬

‫( ‪)1/211‬‬

‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫أيضا‪:‬‬
‫وتشتمل على قسمين ً‬
‫القسم األول‪ :‬الواو المحذوفة في الرسم والوقف والوصل‪ ،‬وهذا القسم خاص بكل واو حذفت في‬
‫الرسم سواء لعلة جزم أو بناء أو لغيرهما‪.‬‬
‫ف َما لَْي َس لَ َك بِ ِه ِعْل ٌم} ‪ 1‬باإلسراء‪.‬‬‫{وال تَ ْق ُ‬
‫ف" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫فالمحذوفة للجزم نحو‪" :‬تَ ْق ُ‬
‫ِّك بِاْل ِح ْك َم ِة} ‪ 2‬بالنحل‪.‬‬
‫يل َرب َ‬ ‫{ادعُ ِإلَى سبِ ِ‬
‫َ‬ ‫"ادعُ" من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫والمحذوفة للبناء نحو‪ْ :‬‬
‫وأما المحذوفة لغيرهما فهي توجد في أربع كلمات بخمسة مواضع ثالثة منها أفعال وهي‪"َ :‬ي ْدعُ‪،‬‬
‫وسن ْدعُ" واسم واحد وهو‪" :‬صالح"‪.‬‬‫وي ْم ُح‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫الكلمة األولى‪" :‬يدع" وتقع في موضعين‪:‬‬
‫اءهُ بِاْل َخ ْي ِر} ‪ 3‬باإلسراء‪.‬‬ ‫ان بِ َّ‬
‫الش ِّر ُد َع َ‬ ‫{وَي ْدعُ اإْل ْن َس ُ‬
‫‪ -1‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اع ِإلَى َش ْي ٍء ُن ُك ٍر} ‪ 4‬بالقمر‪.‬‬ ‫{ي ْوم َي ْدعُ َّ‬
‫الد ِ‬ ‫‪ -2‬في قوله تعالى‪َ َ :‬‬
‫اط َل} ‪ 5‬بالشورى‪.‬‬ ‫الكلمة الثانية‪" :‬يمح" من قوله تعالى‪{ :‬ويمح اللَّه اْلب ِ‬
‫ََْ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫الزَبانَيةَ} ‪ 6‬بالعلق‪.‬‬ ‫{سَن ْدعُ َّ‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬سندع" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫الكلمة الرابعة‪" :‬صالح" من قوله تعالى‪{ :‬و ِ‬
‫صال ُح اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫ين} ‪ 7‬بالتحريم على القول بأنه جمع مذكر‬ ‫َ َ‬
‫سالم‪.‬‬
‫تبعا لحذفها في الرسم‪.‬‬
‫وحكمها‪ :‬أنها تحذف قراءة في كل ذلك سواء في حالة الوقف أو الوصل وذلك ً‬
‫القسم الثاني‪ :‬الواو المحذوفة في الرسم والوقف والثابتة في الوصل‪ ،‬وهذا القسم‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.125 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.24 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.18 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/212‬‬

‫يكنى بها عن المفرد المذكر الغائب المضمومة وصال‬ ‫خاص بالواو التي تقع صلة لهاء الضمير التي َّ‬
‫ْخ ُذهُ ِسَنةٌ َوال َن ْو ٌم} ‪ 1‬بالبقرة‪ ،‬ونحو‪" :‬له" من قوله تعالى‪{ :‬لَهُ َما‬
‫نحو‪" :‬تأخذه" من قوله تعالى‪{ :‬ال تَأ ُ‬
‫ض } ‪ 2‬الشورى‪.‬‬ ‫ات و َما ِفي اأْل َْر ِ‬
‫ِفي الس ِ‬
‫َّم َو َ‬
‫َ‬
‫وحكمها‪ :‬أنها تثبت عند صلة الهاء في الوصل‪ ،‬وأما في الوقف فتحذف لسكون الهاء من غير صلة‪.‬‬
‫وإ لى بعض أحكام الحذف واإلثبات يشير صاحب "آللئ البيان" بقوله‪:‬‬
‫ووارد إثبات يا في األيدي ‪ ...‬بعد أولي والحذف في ذا األيد‬
‫ووقف معجزي محلي حاضري ‪ ...‬آتي المقيمي مهلكي باليا ُدري‬
‫يونسا‬
‫والحذف قبل ساكن في اليا رسا ‪ ...‬وقفًا كوصل عند ننج ُ‬
‫واخشون مع يؤت النسا والواد ‪ ...‬وواد والجوار مع لهاد‬
‫وهاد روم صال تغن بالقمر ‪ ...‬يردن مع عباد َّأولي ُزمر‬
‫إلنسان والداع كذا سندعُ‬
‫ُ‬ ‫والواو في ويمح ثم يدع ‪...‬‬
‫ِ‬
‫األلف ‪ ...‬في أية الرحمن نور الزخرف‬ ‫وصالح التحريم ثم‬
‫وفي سالسال وما آتان قف ‪ ...‬بالحذف واإلثبات في اليا واأللف‬
‫وقف بها في لَيكونا نسفعا ‪ ...‬إذاً ولكنا ونحو ُر َّكعا‬
‫أنا مع الظنونا والرسوال ‪ ...‬كانت قواريرا مع السبيال‬
‫وحذفها وصال ومطلقًا لدى ‪ ...‬ثمود مع أخرى قوارير بدا‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬البقرة‪.255 :‬‬
‫‪ 2‬الشورى‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/213‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬في أي الحروف يكون الحذف واإلثبات؟‬
‫‪ -2‬القارئ مطالب باتباع الرسم في قراءته فكيف يقف بالحذف أو اإلثبات؟‬
‫‪ -3‬ما هي الصور التي يقع فيها الحذف واإلثبات مع التمثيل وذكر حكم كل صورة؟‬
‫اذكر المواضع التي خرجت عن القاعدة األساسية وهي أن الوقف تابع للرسم إثباتًا وحذفًا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫ما هي الصور التي تثبت فيها األلف في الرسم وفي الوقف وتحذف في الوصل؟‬ ‫‪-5‬‬
‫اذكر حكم األلف في {س ِ‬
‫السال} ‪ 1‬بالدهر وصال ووقفًا‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫َ‬
‫رس ًما وتحذف وقفًا ووصال‪.‬‬
‫ِّن المواضع التي تثبت فيها األلف ْ‬
‫َبي ْ‬ ‫‪-7‬‬
‫محرك في كل من الوقف والوصل مع التمثيل؟‬
‫رس ًما وبعدها َّ‬
‫‪ -8‬ما حكم الياء الثابتة ْ‬
‫رس ًما ووقفًا ووصال اذكر موضعين‬
‫رس ًما ووقفًاـ ووصال لها نظائر محذوفة ْ‬
‫‪ -9‬هناك ياءات ثابتة ْ‬
‫منها‪.‬‬
‫رس ًما وبعدها همزة وصل مقرونة بالم التعريف‪ ،‬مع ذكر اثنتين منها؟‬ ‫‪ -10‬ما حكم الياءات الثابتة ْ‬
‫‪ -11‬اذكر حكم الياء في قوله تعالى‪{ :‬فَ َما آتَانِ َي اللَّهُ} ‪ 2‬بالنمل وقفًا ووصال‪.‬‬
‫‪ -12‬هناك واو ثابتة في الرسم وقد وقع بعدها ساكن‪ ،‬فما حكمها وقفًا ووصال مع التمثيل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.36 :‬‬

‫( ‪)1/214‬‬
‫ِّن حكم الكلمات التي تحتها خط فيما يأتي وقفًا ووصال من حيث الحذف واإلثبات‪:‬‬ ‫‪َ -13‬بي ْ‬
‫{ن ْن ِج‬
‫الن} ‪ُ ،4‬‬‫ين} ‪{ ،3‬أَيُّهَ الثَّقَ ِ‬ ‫ش َم ِك ٍ‬‫{ع ْن َد ِذي اْل َع ْر ِ‬
‫ول َك ِر ٍيم} ‪ِ ،2‬‬‫اح ِم ْل ِفيها} ‪ِ{ ،1‬إَّنهُ لَقَو ُل رس ٍ‬
‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫{ ُقْلَنا ْ‬
‫َِّ‬ ‫ُّ‬
‫الن ِ‬
‫اس‬ ‫ين ِإ َذا ا ْكتَالُوا َعلَى َّ‬
‫ود فَ َما أ َْبقَى} ‪{ ،7‬الذ َ‬ ‫{وثَ ُم َ‬ ‫ون بِاللَّ ِه الظُن َ‬
‫ونا} ‪َ ،6‬‬ ‫{وتَظُُّن َ‬
‫ين} ‪ 5‬بيونس‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫الناس} ‪ِ{ ،9‬إَّنا مر ِسلُو َّ ِ‬
‫{سَن ْدعُ‬
‫َح ٌد} ‪َ ،11‬‬ ‫َن لَ ْم َي َرهُ أ َ‬
‫ب أْ‬ ‫الناقَة} ‪{ ،10‬أََي ْح َس ُ‬ ‫ُْ‬ ‫{وتَ ْخ َشى َّ َ‬‫ون} ‪َ ،8‬‬ ‫َي ْستَ ْوفُ َ‬
‫الزَبانَِيةَ} ‪.12‬‬ ‫َّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة هود‪.40 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التكوير‪.19 :‬‬
‫‪ 3‬سورة التكوير‪.20 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الرحمن‪.31 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.103 :‬‬
‫‪ 6‬سورة األحزاب‪.10 :‬‬
‫‪ 7‬سورة النجم‪.51 :‬‬
‫‪ 8‬سورة المطففين‪.2 :‬‬
‫‪ 9‬سورة األحزاب‪.37 :‬‬
‫‪ 10‬سورة القمر‪.27 :‬‬
‫‪ 11‬سورة البلد‪.7 :‬‬
‫‪ 12‬سورة العلق‪.18 :‬‬

‫( ‪)1/215‬‬

‫هاء الكناية‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الكناية‪:‬‬ ‫هاء‬
‫ُ‬
‫يكنى بها عن الواحد المذكر الغائب‪ ،‬وقولنا‪:‬‬ ‫تعريفُهَا‪ :‬هي هاء الضمير الزائدة عن بِْنَي ِة الكلمة والتي َّ‬
‫{ي ْنتَ ِه} ‪ 3‬فالهاء في مثل‬
‫{و ْجهُ} ‪َ ،2‬‬
‫{ن ْفقَهُ} ‪َ ،1‬‬
‫"الزائدة عن بنية الكلمة" خرج به الهاء األصلية مثل‪َ :‬‬
‫ذلك كله أصلية؛ ألنها من نفس الكلمة وليست بهاء ضمير‪.‬‬
‫وقولنا‪" :‬التي َّ‬
‫يكنى بها عن الواحد المذكر الغائب" خرج به الهاء الدالة على الواحدة المؤنثة في‬
‫{علَْي ِه ْم} ‪ ،6‬وجمع اإلناث في‪:‬‬
‫{علَْي ِه َما} ‪ ،5‬وجمع الذكور في َ‬
‫{علَْيهَا} ‪ 4‬والمثنى بنوعيه في‪َ :‬‬
‫َ‬
‫اصطالحا‪.8‬‬
‫ً‬ ‫تسمى هاءات كناية‬‫{علَْي ِه َّن} ‪ ،7‬فكل هذه وإ ن كانت هاءات ضمير إال أنها ال َّ‬
‫َ‬
‫فائدتُهَا‪ :‬اإليجاز واالختصار‪.‬‬
‫واألصل فيها البناء على الضم مثل‪{ :‬لَه} ‪ِ ،9‬‬
‫{م ْنهُ} ‪ 10‬إال أن يقع قبلها كسر مثل‪{ :‬بِه} ‪ 11‬أو ياء‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ تكسر‪ ،13‬وذلك لمجاورتها الكسر أو الياء الساكنة‪.‬‬ ‫{علَْي ِه} ‪12‬‬
‫ساكنة مثل‪َ :‬‬
‫{و َما‬
‫تبعا للرواية في‪َ :‬‬
‫وقد قرأها حفص بالضم مراعاة لألصل وذلك ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة هود‪.91 :‬‬
‫‪ 2‬سورة يوسف‪.9 :‬‬
‫‪ 3‬سورة العلق‪.15 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النور‪.9 :‬‬
‫‪ 5‬سورة النساء‪.128 :‬‬
‫‪ 6‬سورة النساء‪.6 :‬‬
‫‪ 7‬سورة النساء‪.15 :‬‬
‫‪ 8‬من كتاب "الوافي على شرح الشاطبية" للشيخ عبد الفتاح القاضي‪ ،‬ص‪ ،68‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 9‬سورة البقرة‪.102 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.60 :‬‬
‫‪ 11‬سورة البقرة‪.26 :‬‬
‫‪ 12‬سورة المطففين‪.13 :‬‬
‫‪ 13‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،148‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/216‬‬

‫{علَْيهُ اللَّهَ} ‪ 2‬بالفتح‪.‬‬ ‫ِ‬


‫أ َْن َسانيهُ} ‪ 1‬بالكهف‪َ ،‬‬
‫ال لَه ص ِ‬
‫احُبهُ َو ُه َو‬ ‫وتتصل هاء الكناية باألسماء واألفعال والحروف‪ ،‬ويجمعها قوله تعالى‪{ :‬قَ َ ُ َ‬
‫ُي َح ِاو ُرهُ} ‪.3‬‬
‫أحوالُهَا‪:‬‬
‫هاء الكناية لها أربع حاالت‪:‬‬
‫ض ُّل بِ ِه َكثِ ًيرا َوَي ْه ِدي بِ ِه َكثِ ًيرا‬
‫متحركين مثل‪ِ{ :‬إَّنه َكان تََّوابا} ‪{ ،4‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫الحالة األولى‪ :‬أن تقع بين حرفين ِّ‬
‫ِ‬ ‫{واللَّهُ ِع ْن َدهُ أ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ اَّل‬
‫يم} ‪.6‬‬
‫َجٌر َعظ ٌ‬ ‫َو َما ُيض ُّل بِه ِإ اْلفَاسق َ‬
‫ين} ‪َ ،5‬‬
‫وحكمهَا‪ :‬أن توصل بواو ممدودة مقدار حركتين إن كانت مضمومة‪ ،‬وبياء ممدودة مقدار حركتين إن‬
‫ُ‬
‫كانت مكسورة‪ .‬هذا إذا لم يقع بعدها همز‪ ،‬فإذا وقع بعدها همز كما في اآليتين السابقتين فيكون المد‬
‫ٍ‬
‫حينئذ من باب المد المنفصل‪.‬‬
‫ويستثنى من هذه القاعدة ثالث كلمات‪:‬‬
‫َخاهُ َوأ َْر ِس ْل} ‪ 7‬باألعراف‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬قَالُوا أ َْر ِج ْه‬ ‫األولى‪" :‬أرجه" في قوله تعالى‪{ :‬قَالُوا أ َْر ِج ْه َوأ َ‬
‫ث} ‪ 8‬بالشعراء فتقرأ في كال الموضعين بسكون الهاء‪.‬‬ ‫َخاهُ َو ْاب َع ْ‬
‫َوأ َ‬
‫ِ‬ ‫الثانية‪" :‬ألقه" في قوله تعالى‪{ :‬ا ْذه ْ ِ‬
‫ب بِكتَابِي َه َذا فَأَْلق ْه ِإلَْي ِه ْم} ‪ 9‬فتقرأ ً‬
‫أيضا بسكون الهاء‪.‬‬ ‫َ‬
‫ضهُ لَ ُك ْم} ‪ 10‬فتقرأ‬ ‫{وإِ ْن تَ ْش ُك ُروا َي ْر َ‬ ‫الثالثة‪" :‬يرضه" في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الكهف‪.63 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفتح‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الكهف‪.37 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النصر‪.3 :‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.26 :‬‬
‫‪ 6‬سورة التغابن‪.15 :‬‬
‫‪ 7‬سورة األعراف‪.111 :‬‬
‫‪ 8‬سورة الشعراء‪.36 :‬‬
‫‪ 9‬سورة النمل‪.28 :‬‬
‫‪ 10‬سورة الزمر‪.7 :‬‬

‫( ‪)1/217‬‬

‫بضم الهاء من غير صلة‪.‬‬


‫بالصلَة‪ :‬إشباع الضمة حتى تتولد منها واو ساكنة ِّ‬
‫مديَّة‪ ،‬وإ شباع الكسرة حتى تتولد منها ياء‬ ‫والمراد ِّ‬
‫ساكنة مدية‪ ،‬وهذه الصلة تثبت في حالة الوصل‪ ،‬وتحذف في حالة الوقف‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪:‬‬
‫{و َم ْن أ َْوفَى بِ َما‬ ‫ِِ‬ ‫أن تقع بين ساكنين مثل‪َ { :‬شهر رمض َِّ‬
‫ان الذي أ ُْن ِز َل فيه اْلقُْر ُ‬
‫آن} ‪ ،1‬وكذا قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ُْ َ َ َ َ‬
‫اه َد َعلَْيهُ اللَّهَ} ‪.2‬‬
‫َع َ‬
‫وحكمهَا‪ :‬أن ال صلة فيها مطلقًا لجميع القراء‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحالة الثالثة‪:‬‬
‫أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن مثل‪{ :‬تََب َار َك الَِّذي بَِيِد ِه اْل ُمْل ُ‬
‫ك} ‪.3‬‬
‫وحكمهَا‪ :‬عدم الصلة كالحالة التي قبلها؛ لئال يجتمع ساكنان على غير حدهما‪ 4‬حيث ال يجتمعان إال‬
‫ُ‬
‫في حالة الوقف‪.‬‬
‫الحالة الرابعة‪:‬‬
‫يه ه ِ ِ‬ ‫أن يكون قبلها وبعدها متحرك مثل‪َ { :‬ذِل َك اْل ِكتَاب ال ر ْي ِ ِ‬
‫دى لْل ُمتَّق َ‬
‫ين} ‪ ،5‬وكذا قوله تعالى‪:‬‬ ‫بف ُ ً‬ ‫ُ َ َ‬
‫{خ ُذوهُ فَ ُغلُّوهُ} ‪.6‬‬ ‫ُ‬
‫ف لَهُ‬
‫اع ْ‬
‫ض َ‬‫{ي َ‬
‫وحكمهَا‪ :‬عدم الصلة لحفص إال في موضع واحد في سورة الفرقان‪ ،‬وهو قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫امة َوَي ْخلُ ْد فيه ُمهَ ًانا} ‪ 7‬فتقرأ‬ ‫ِ‬
‫اب َي ْو َم اْلقَي َ‬
‫اْل َع َذ ُ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.185 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفتح‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الملك‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر" للشيخ البنا‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.2 :‬‬
‫‪ 6‬سورة الحاقة‪.30 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الفرقان‪.69 :‬‬

‫( ‪)1/218‬‬

‫تشنيعا بحال العاصي‪.‬‬


‫ً‬ ‫بالصلة‪ ،‬وذلك‬
‫ملحوظةٌ‪:‬‬
‫كل هاء ضمير تقرأ بالصلة يكون بعدها واو صغيرة أو ياء صغيرة حسب حركتها؛ إشارة إلى المد؛‬
‫فعوض عنه بالحرف الصغير‪.‬‬
‫رس ًما ِّ‬
‫ألن حرف المد محذوف ْ‬

‫( ‪)1/219‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫عرف هاء الكناية ثم بين ُم ْحتََر َزات التعريف‪.‬‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬في أي أنواع الكلمة تأتي هاء الكناية؟ وما فائدتها؟‬
‫‪ -3‬إذا وقعت هاء الكناية بين حرفين متحركين فما حكمها مع التمثيل؟‬
‫ِّن حكم هاء الكناية إذا وقع قبلها ساكن وبعدها متحرك مع التمثيل؟‬
‫‪َ -4‬بي ْ‬
‫‪ -5‬ما اإلشارة التي توضع في المصحف بعد هاء الكناية التي حكمها الصلة؟‬
‫‪ -6‬استخرج هاءات الكناية مما يأتي‪:‬‬
‫يأتيه‪ ،‬فواكه‪ ،‬إليه‪ ،‬إن ربه‪ ،‬تنته‪ ،‬هداه‪ ،‬بمثله‪ ،‬نفقه‪ ،‬يأخذه‪ ،‬وجه‪.‬‬
‫ِّن حكم هاء الكناية في األمثلة اآلتية‪:‬‬ ‫‪َ -7‬بي ْ‬
‫يه يمتَرون} ‪{ ،‬بِ ِه ب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫اجعْله ر ِّ ِ‬
‫اح} ‪،‬‬
‫الرَي ُ‬
‫ص ًيرا} ‪{ ،‬تَ ْذ ُروهُ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ب َرضيًّا} ‪َ { ،‬فْلُيْلقه اْلَي ُّم} ‪ِ{ ،‬إَّنهُ لَقَ ْو ُل} ‪{ ،‬ف َ ْ ُ َ‬ ‫{و ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح} ‪{ ،‬أ َْر ِجه َوأ َ‬
‫َخاهُ} ‪{ ،‬م ْن قَْبله لَم َن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{اس ُمهُ اْل َمس ُ‬
‫ضهُ لَ ُك ْم} ‪ْ ،‬‬
‫{ي ْر َ‬ ‫َعلَى} ‪{ ،‬فيه ُمهَ ًانا} ‪َ ،‬‬ ‫{ربِّه األ ْ‬
‫َ‬
‫ين} ‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫الضَّال َ‬

‫( ‪)1/219‬‬

‫واالبتداء‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الوقف‬
‫ُ‬
‫تمهيدٌ‪:‬‬
‫علما بأنه لم َي ُج ْز‬
‫القارئ للقرآن الكريم ال يستطيع أن يقرأ السورة أو القصة منه في نفس واحد‪ً ،‬‬
‫التََّنفُّس بين الكلمتين حالة الوصل‪ ،‬وال في أثناء الكلمة‪.‬‬
‫لهذا فقد وجب اختيار وقف للتنفس واالستراحة‪ ،‬وتعيَّن على القارئ أن يرتضي ابتداء بعد التنفس‬
‫واالستراحة‪ ،‬بشرط أن ال يكون ذلك مما ُي ِخ ُّل بالمعنى أو الفَ ْهم حتى يظهر إعجاز القرآن‪.‬‬
‫تامة‪.1‬‬
‫حض األئمة على تعلم الوقف واالبتداء ومعرفته معرفة َّ‬ ‫ومن أجل هذا كله فقد َّ‬
‫واألصل في هذا الباب ما رواه ابن أبي ُملَي َكةَ عن أم سلمة ‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬حين سئلت عن قراءة‬
‫رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬قالت‪ :‬كان رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪ُ -‬يقَطِّع قراءته‬
‫{م ِال ِك َي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬
‫ين}‬ ‫{الر ْحم ِن َّ ِ ِ‬
‫الرحيم} ‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬وكان يقرأ َ‬ ‫ين} ‪ ،‬ثم يقف َّ َ‬
‫ِ‬ ‫يقول‪{ :‬اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫‪.2‬‬
‫وفي رواية أخرى قالت‪ :‬قراءة رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ :‬بسم اهلل الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫طع قراءته آية آية‪.3‬‬‫ين} ‪ .‬يق ْ‬ ‫{م ِال ِك َي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫{الر ْحم ِن َّ ِ ِ‬
‫الرحيم} ‪َ .‬‬ ‫ين} ‪َ َّ .‬‬
‫ِ‬ ‫{اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َر ِّ‬
‫ب اْل َعالَم َ‬
‫ــــ‬
‫‪1‬من كتاب "النشر" "ج‪ ،1 :‬ص‪ ،"316‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬أخرجه الترمذي‪ ،‬رقم ‪ ،2924‬وقال‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫‪ 3‬أخرجه أبو داود‪ ،‬رقم ‪ ،1466‬كما أخرجه النسائي وأحمد وصححه ابن خزيمة والدارقطني‬
‫والحاكم‪ .‬انظر‪" :‬جامع األصول في أحاديث الرسول" بتحقيق‪ :‬عبد القادر األرناءوط "ج‪ ،2 :‬ص‬
‫‪."463‬‬
‫( ‪)1/220‬‬

‫ولقد كان صلى اهلل عليه وآله وسلم يقرئ أصحابه على مثل ذلك ويعلمه لهم‪ ،‬كما أن بعض األئمة‬
‫واجبا؛ لما ثبت أن اإلمام علي بن أبي طالب ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬لما سئل عن معنى‬
‫جعل تعلم الوقف ً‬
‫{و َرتِّ ِل اْلقُْر َ‬
‫آن تَْرتِياًل } ‪ 1‬فقال‪ :‬الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف‬ ‫الترتيل في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫‪.2‬‬
‫والواقع أن معرفة الوقوف من أهم متطلبات التجويد في القراءة‪ ،‬ومما يدل على ذلك ما أخرجه‬
‫الحاكم والبيهقي عن ابن عمر ‪-‬رضي اهلل عنهما‪ -‬قال‪ :‬لقد عشنا ُب ْر َهةً من الدهر وإ ن أحدنا يؤتى‬
‫اإليمان قبل القرآن‪ ،‬وتنزل السورة فيتعلم حاللها وحرامها وأوامرها وزواجرها وما ينبغي أن يقف‬
‫عنده منها‪ ،‬ولقد رأيت رجاال يؤتى أحدهم القرآن قبل اإليمان‪ ،‬فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته‬
‫ال يدري ما أمره وما زاجره وما ينبغي أن يقف عند َي ْنثُُره َنثَْر َّ‬
‫الد َقل‪.3‬‬
‫فقد شبه ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬عدم عنايتهم بالقراءة ‪-‬حيث يرسلونها مملوءة باألخطاء وعدم تمام‬
‫الوقوف‪ -‬بنثر التمر الرديء اليابس‪.4‬‬
‫ومما تقدم يتضح لنا أن الوقف واالبتداء كان محل عناية رسول اهلل ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪-‬‬
‫والصحابة ‪-‬رضوان اهلل عليهم‪ -‬لما يترتب عليه من إيضاح المعاني القرآنية للمستمع‪ .‬وذلك ال‬
‫يتأتى إال إذا كان قارئ القرآن على دراية واسعة ومعرفة تامة بالوقوف‪.‬‬
‫وقد أدرك المتقدمون ما للوقف واالبتداء من أهمية كبرى حتى إنهم أفردوه بالتآليف‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة المزمل‪.4 :‬‬
‫‪ 2‬انظر‪" :‬النشر في القراءات العشر" ص‪ ،316‬و"نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.7‬‬
‫‪ 3‬ذكره صاحب كتاب "قواعد التجويد" ص‪ ،75‬كما ذكره اإلمام ابن الجزري في "النشر" باختالف‬
‫يسير "ج‪ ،1 :‬ص‪ "316‬تحقيق‪ :‬محمد سالم محيسن‪.‬‬
‫‪ 4‬قال ابن الجزري في النشر‪ :‬ففي كالم علي ‪-‬رضي اهلل عنه‪ -‬دليل على وجوب تعلمه ومعرفته‪،‬‬
‫وفي كالم ابن عمر برهان على أن تعلُّ َمه إجماع من الصحابة ‪-‬رضي اهلل عنهم‪ .‬انظر‪ :‬النشر "ج‪:‬‬
‫‪ ،1‬ص‪."316‬‬

‫( ‪)1/221‬‬
‫الوقف‪:‬‬
‫ِ‬
‫الوقف‪:‬‬ ‫تعريف‬
‫ُ‬
‫ُّ‬
‫والكف‪ .‬يقال‪ :‬وقف الشيء أي حبسه‪ ،‬ويقال‪:‬ـ أوقفتـ الدابة أي‪ :‬كففتها عن‬ ‫الوقف لغة‪ :‬الحبس‬
‫المشي‪.‬‬
‫زمنا يتنفس فيه القارئ عادة بِنِيَّة استئناف القراءة‪:‬‬
‫واصطالحا‪ :‬قطع الصوت على الكلمة القرآنية ً‬
‫ً‬
‫إما بما يلي الكلمة الموقوف عليها أو بها أو بما قبلها وليس بنية اإلعراض عنها‪.‬‬
‫ويأتي في رءوس اآلي وأواسطها وال بد معه من التنفس‪ ،‬وال يأتي في وسط الكلمة‪ ،‬وال فيما اتصل‬
‫رس ًما‪.‬‬ ‫رس ًما‪ .1‬فال يصح الوقف على‪" :‬أين" من قوله تعالى‪{ :‬أ َْيَن َما ُي َو ِّج ْههُ} ‪َّ 2‬‬
‫بالنحل التصاله ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫الوقف‪:‬‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫الوقف جائز ما لم يوجد ما يوجبه أو يمنعه‪.‬‬
‫وإ يضاح ذلك أنه ال يوجد في القرآن الكريم وقف واجب يأثم القارئ بتركه‪ ،‬وال وقف حرام يأثم‬
‫بفعله‪ .‬وإ نما يرجع وجوب الوقوف وتحريمها إلى ما يترتب على الوقف واالبتداء من إيضاح المعنى‬
‫مقصودا‪ ،‬وإ لى ذلك يشير اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫ً‬ ‫المراد‪ ،‬أو إيهام غيره مما ليس‬
‫القرآن ِمن ٍ‬
‫سبب‬
‫ب ‪ ...‬وال حرام غير ما له ْ‬ ‫وقف َو َج ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫وليس في‬
‫فإن كان الوصل ُي ِّغ ُير المعنى لزم الوقف‪ ،‬وإ ن كان الوقف يغير المعنى وجب الوصل‪ ،‬وكل ما ثبت‬
‫شرعا في هذا الصدد هو ُسِّنيَّة الوقف على رءوس اآلي لحديث أم سلمة السابق‪ ،‬وجوازه على ما‬
‫ً‬
‫عداها ما لم يوهم خالف المعنى المراد‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،153‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.76 :‬‬

‫( ‪)1/222‬‬

‫ِ‬
‫الوقف‪:‬‬ ‫أقسام‬
‫ُ‬
‫ينقسم الوقف في ذاته إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪ -1‬اختياري‪ -2 ،‬اضطراري‪ -3 ،‬انتظاري‪ -4 ،‬اختياري‪.‬‬
‫وفيما يلي بيانها بالتفصيل‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الوقف االختباري ‪-‬بالباء اْل ُم َو َّح َدة‪.-‬‬
‫وهو أن يقف القارئ على كلمة ليست محال للوقف عادة‪ ،‬ويكون ذلك في مقام االختبار أو التعليم من‬
‫أجل بيان حكم الكلمة الموقوف عليها من حيث الحذف واإلثبات كما في كلمة‪" :‬األيدي" من قوله‬
‫وب أُوِلي اأْل َْي ِدي} ‪ 1‬فيوقف عليها باإلثبات‪ ،‬أما في قوله‬
‫اق َوَي ْعقُ َـ‬
‫يم َوإِ ْس َح َ‬ ‫تعالى‪{ :‬وا ْذ ُكر ِعب َ ِ ِ‬
‫ادَنا إ ْب َراه َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫{وا ْذ ُك ْر َع ْب َدَنا َد ُاو َد َذا اأْل َْيد} ‪ 2‬فيوقف عليها بالحذف أو من حيث التاءات المفتوحة والتاءات‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫وط} ‪ 3‬فيوقف عليهما بالتاء‬‫َت لُ ٍ‬
‫ام َرأ َ‬
‫وح َو ْ‬
‫َت ُن ٍ‬
‫{ام َرأ َ‬
‫المربوطة كما في كلمة‪" :‬امرأة" من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫ت} ‪ 4‬فيوقف عليها بالهاء حسب الرسم العثماني‪.‬‬ ‫{وإِ ِن ْ‬
‫ام َرأَةٌ َخافَ ْ‬ ‫المفتوحة‪ ،‬أما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وسمي اختباريًّا؛ لحصوله إجابة على سؤال أو تعليم متعلم؛ ألنه ليس محل وقف في العادة‪.‬‬
‫وحكمهُ‪ :‬جواز الوقف على أي كلمة طالما كان ذلك في مقام االختبار أو التعليم على أن يعود إلى ما‬
‫ُ‬
‫وقف عليه فيصله بما بعده ‪-‬إن صلح ذلك‪ -‬وإ ال فبما قبله مما يصلح االبتداء به‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الوقف االضطراري‪.‬‬
‫وهو ما َي ْع ِر ُ‬
‫ض للقارئ في أثناء قراءته بسبب ضرورة كالعطاس‪ ،‬أو ضيق نفس‪،‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة ص‪.45 :‬‬
‫‪ 2‬سورة ص‪.17 :‬‬
‫‪ 3‬سورة التحريم‪.10 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء‪.128 :‬‬

‫( ‪)1/223‬‬

‫أو عجز عن القراءة بسبب نسيان أو غلبة بكاء‪ ،‬أو أي عذر من األعذار يضطره للوقف على أي‬
‫كلمة من الكلمات القرآنية‪.‬‬
‫وسمي اضطراريًّا؛ ألن سببه االضطرار الذي عرض للقارئ في أثناء قراءته فلم يتمكن من وصل‬
‫الكلمة بما بعدها‪.‬‬
‫وحكمهُ‪ :‬جواز الوقف على أي كلمة حتى تنتهي الضرورة التي دعت إلى ذلك‪ ،‬ثم يعود القارئ إلى‬ ‫ُ‬
‫الكلمة التي وقف عليها فيصلها بما بعدها إن صلح االبتداء بها وإ ال فيما قبلها‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬الوقف االنتظاري‪.‬‬
‫وهو الوقف على الكلمة القرآنية بقصد استيفاء ما في اآلية من أوجه الخالف حين القراءة بجمع‬
‫الروايات‪.‬‬
‫وسمي انتظاريًّا؛ لما ينتظره األستاذ من الطالب بشأن تكملته لألوجه التي وردت في اآلية التي‬
‫يقرؤها‪.‬‬
‫وحكمهُ‪ :‬يجوز للقارئ الوقف على أي كلمة حتى يعطف عليها باقي أوجه الخالف في الروايات وإ ن‬
‫ُ‬
‫لم يتم المعنى‪.‬‬
‫وليعلم أنه إذا انتهى القارئ من جمعه للروايات على الكلمة التي وقف عليها فال بد له من وصلها بما‬
‫ومعنى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظا‬‫بعدها إن كانت متعلقة بما بعدها لف ً‬
‫اء التَّ ْحتِيَّة‪.-‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬الوقف االختياري ‪-‬بالي ِ‬
‫َ‬
‫وهو أن يقف القارئ على الكلمة القرآنية باختياره دون أن يعرض له ما يلجئه للوقف من عذر أو‬
‫إجابة على سؤال‪.‬‬
‫وسمي اختياريًّا؛ لحصوله بمحض اختيار القارئ وإ رادته‪.‬‬
‫ِّ‬
‫وحكمهُ‪ :‬جواز الوقف عليه إال إذا أوهم معنى غير المعنى المراد فيجب وصله‪ ،‬كما يجوز االبتداء‬
‫ُ‬
‫بما بعد الكلمة الموقوف عليها إن صلح االبتداء بها وإ ال فيعود إليها‬

‫( ‪)1/224‬‬

‫ويصلها بما بعدها إن صلح ذلك وإ ال فبما قبلها‪.‬‬


‫أقسامهُ‪ :‬الوقف االختياري هو المقصود في هذا الباب‪ ،‬وقد اختلف العلماء ‪-‬رحمهم اهلل‪ -‬في تقسيمه‬
‫ُ‬
‫طلبا لالختصار‪ ،1‬وسنكتفي بذكر أشهرها وأعدلها‪ ،‬وهو ما ذكره‬ ‫إلى أقوال كثيرة لم نتعرض لذكرها ً‬
‫كاف‪ٍ ،‬‬
‫حسن‪،‬‬ ‫تام‪ٍ ،‬‬ ‫اإلمام َّ‬
‫الداني والمحقق ابن الجزري من أن الوقف االختياري ينقسم إلى أقسام‪ٍّ :2‬‬
‫قبيح‪ ،‬وها هو ابن الجزري يشير إلى أقسامه األربعة فيقول‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ِ‬
‫الوقوف‬ ‫ِ‬
‫معرفة‬ ‫ِ‬
‫للحروف ‪ ...‬ال بد من‬ ‫ِ‬
‫تجويدك‬ ‫وبعد‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫وكاف وحسن‬ ‫تام‬
‫واالبتدا وهي تقسم إ ًذا ‪ ...‬ثالثة ٌ‬
‫وهي لما تم فإن لم يوجد ‪ ...‬تعلق أو كان معنى فابتدى‬
‫رءوس اآلي جوز فالحسن‬
‫َ‬ ‫ظا فامنعن ‪ ...‬إال‬
‫فالتام فالكافي ولف ً‬
‫وي ْب َدا قبله‬
‫مضطرا ُ‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫قبيح وله ‪ ...‬يوقَ ُ‬
‫وغير ما تم ٌ‬
‫وفيما يلي الكالم بالتفصيل عن كل قسم من هذه األقسام األربعة‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬الوقف التام‬
‫تعريفُهُ‪ :‬هو الوقف على كالم تام في ذاته ولم يتعلق بما بعده مطلقًا‪ :‬ال من جهة اللفظ وال من جهة‬
‫المعنى‪ ،‬وتحته نوعان‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬هو الذي يلزم الوقف عليه واالبتداء بما بعده؛ ألنه لو وصل بما بعده ألوهم وصله‬
‫معنى غير المعنى المراد‪ ،‬ومن أجل هذا يسميه بعضهم بالالزم وبعضهم بالواجب‪ ،‬ويطلق على هذا‬
‫ً‬
‫النوع التام المقيد أي المقيد بالالزم أو الواجب‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬قول تعالى‪{ :‬فَال َي ْح ُز ْن َك قَ ْولُهُ ْم} ‪ 3‬فالوقف على "قولهم" الزم؛ ألنه لو وصل بما بعده ألوهم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون}‬
‫ون َو َما ُي ْعلُن َ‬ ‫أن جملة‪ِ{ :‬إَّنا َن ْعلَ ُم َما ُيس ُّر َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬راجع‪" :‬اإلضاءة في أصول القراءة" من ص‪.53 -48‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.154‬‬
‫‪ 3‬سورة يس‪.76 :‬‬

‫( ‪)1/225‬‬

‫ون} ‪ 1‬فالوقف على‬ ‫ول الكافرين وهو ليس كذلك‪ ،‬وكذا قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّنما يستَ ِج َِّ‬‫من مقُ ِ‬
‫ين َي ْس َم ُع َ‬
‫يب الذ َ‬
‫َ َْ ُ‬ ‫َ‬
‫{واْل َم ْوتَى َي ْب َعثُهُ ُم اللَّهُ}‬
‫"يسمعون" الزم؛ ألنه لو وصل بما بعده ألوهم أن "الموتى" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يشتركون مع األحياء في االستجابة‪.‬‬
‫الزما‪.‬‬
‫سمي ً‬ ‫حكمهُ‪ :‬يلزم الوقف عليه ويلزم االبتداء بما بعده‪ ،‬ومن أجل هذا ِّ‬
‫ُ‬
‫وعالمتُهُ‪ :‬وضع ميم أفقية هكذا "مـ" على الكلمة التي يلزم الوقف عليها‪.‬‬
‫ومن أجل هذا كله نجد أن بعض العلماء قسم الوقف االختياري إلى خمسة أقسام‪ ،‬واعتبر الوقف‬
‫قسما مستقال من أقسامه كاإلمام السجاوندي‪ ،‬والشيخ محمد خلف الحسيني‪.‬‬
‫الالزم ً‬
‫{وتُ َع ِّز ُروهُ‬
‫كما يسميه بعضهم بوقف البيان؛ ألنه يبين معنى ال يفهم بدونه كالوقف على قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِّحوهُ} بعدها هلل‬‫َوتَُوقِّ ُروهُ} ‪ 2‬فالضمير فيهما للنبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬والضمير في {وتُ َسب ُ‬
‫تعالى‪ ،‬والوقف على {وتَُوقِّ ُروهُ} هو الذي يظهر هذا المعنى المراد‪.3‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬هو الذي يحسن الوقف عليه ويحسن االبتداء بما بعده ومعنى هذا أنه يجوز وصله بما‬
‫ويسميه بعضهم بالتام المطلق‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بعده طالما أن وصله ال يغير المعنى الذي أراده اهلل تعالى‬
‫غالبا في أواخر‬
‫تاما؛ لتمام الكالم عنده وعدم احتياجه إلى ما بعده في اللفظ أو المعنى ويكون ً‬
‫وسمي ًّ‬
‫ِّ‬
‫السور وأواخر اآليات وانقضاء القصص ونهاية الكالم على حكم معين‪ ،‬وقد يكون في وسط اآلية‬
‫وفي أوائلها كما سيأتي في األمثلة‪.‬‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬هذا النوع يأتي على أربع صور‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة األنعام‪.36 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الفتح‪.9 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "اإلضاءة في أصول القراءة" ص‪.51‬‬

‫( ‪)1/226‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.5 :‬‬
‫‪ 2‬سورة األحزاب‪.39 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الفرقان‪.29 :‬‬
‫‪ 4‬سورة الصافات‪.138 ،137 :‬‬

‫( ‪)1/227‬‬

‫وأما التعلق المعنوي‪ :‬فهو أن يكون تعلقه من جهة المعنى فقط دون شيء من متعلقات اإلعراب‬
‫ون} ‪ 1‬واإلخبار عن حال‬ ‫ِ‬
‫كاإلخبار عن حال المؤمنين أول البقرة فإنه ال يتم إال عند قوله‪{ :‬اْل ُم ْفل ُح َ‬
‫يم} ‪ 2‬واإلخبار عن أحوال المنافقين ال يتم إال عند‬ ‫الكافرين ال يتم إال عند قوله‪{ :‬ولَهم ع َذ ٌ ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫َ ُْ َ‬
‫معنى‬
‫ً‬ ‫ظا وال‬‫قوله سبحانه‪ِ{ :‬إ َّن اللَّهَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَِد ٌير} ‪ 3‬حيث لم يبق لما بعده تعلق بما قبله ال لف ً‬
‫‪.4‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الوقف الكافي‬
‫تام في ذاته متعلق بما بعده في المعنى دون اللفظ‪.‬‬ ‫تعريفُهُ‪ :‬هو الوقف على كالم ٍّ‬
‫{ختَ َم اللَّهُ َعلَى‬ ‫ون} ‪ 5‬واالبتداء بقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ِ‬
‫أمثلتُهُ‪ :‬الوقف على قوله تعالى‪{ :‬أ َْم لَ ْم تُْنذ ْر ُه ْم ال ُي ْؤ ِمُن َ‬
‫ظا‪ ،‬ولكنه متعلق به من جهة المعنى؛ ألن كال‬ ‫ُقلُوبِ ِه ْم} فآخر اآلية كالم تام ليس له تعلُّق بما بعده لف ً‬
‫ِ‬
‫ين} ‪ 6‬واالبتداء بقول‬ ‫{و َما ُه ْم بِ ُم ْؤ ِمن َ‬
‫منهما إخبار عن حال الكفار‪ ،‬وكذلك الوقف على قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ظا‪ ،‬وإ ن تعلق به‬ ‫آمُنوا} فآخر اآلية كالم تام ولم يتعلق بما بعده لف ً‬ ‫َّ َِّ‬ ‫ِ‬
‫ين َ‬‫ون اللهَ َوالذ َ‬
‫{ي َخاد ُع َ‬
‫سبحانه‪ُ :‬‬
‫معنى؛ ألن كال منهما إخبار عن حال المنافقين إلى غير ذلك من األمثلة‪ ،‬وقد يكون في نهاية اآلية‬
‫َّي َد َوأ َْنتُ ْم‬
‫آمُنوا ال تَ ْقتُلُوا الص ْ‬ ‫َِّ‬
‫ين َ‬ ‫{يا أَيُّهَا الذ َ‬
‫كاألمثلة السابقة‪ ،‬كما يكون في وسطها نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ُح ُر ٌم} ‪.7‬‬
‫حكمهُ‪َ :‬ي ْح ُسن الوقف عليه واالبتداء بما بعده كالوقف التام غير أن الوقف على التام يكون أكثر ُح ْسًنا‪.‬‬
‫ُ‬
‫ظا‪ ،‬وهو أكثر‬
‫كافيا؛ لالكتفاء به واستغنائه عما بعده؛ لعدم تعلقه به لف ً‬
‫وسمي ً‬ ‫ِّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.5 :‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.7 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.20 :‬‬
‫‪ 4‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،155 ،154‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 5‬سورة البقرة‪.6 :‬‬
‫‪ 6‬سورة البقرة‪.8 :‬‬
‫‪ 7‬سورة المائدة‪.95 :‬‬

‫( ‪)1/228‬‬

‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪.185‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.127 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬النشر في القراءات العشر" "ج‪ ،1 :‬ص‪."320‬‬

‫( ‪)1/229‬‬

‫صفتان للفظ الجاللة وال يصح فصل الصفة عن الموصوف‪.‬ـ‬


‫ظا‬
‫النوع‪ :‬أنه يحسن الوقف عليه وال يحسن االبتداء بما بعده اتفاقًا؛ لشدة تعلقه بما بعده لف ً‬
‫ِ‬ ‫وحكم هذا‬
‫ُ‬
‫ومعنى‪.‬‬
‫ً‬
‫النوع الثاني‪ :‬أن يكون رأس آية ويأتي على صورتين‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬أن يكون الوقف على رأس اآلية ال يوهم معنى غير المعنى المراد مثل الوقف على‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه َر ِّ‬
‫ين} أول الفاتحة‪ ،‬والوقف على‪{ :‬لَ َعل ُك ْم تَتَفَ َّك ُر َ‬
‫ون} ‪ 1‬بالبقرة‬ ‫ب اْل َعالَم َ‬
‫{يا أَيُّهَا اْل ُم َّز ِّم ُل} ‪ 2‬فهذه الوقوف وما َماثَلَها اختلف العلماء فيها على ثالثة مذاهب‪.‬‬ ‫والوقف على‪َ :‬‬
‫المذهب األول‪ :‬يرى أصحابه أنه يحسن الوقف عليه ويحسن االبتداء بما بعده مطلقًا؛ ألن الوقف على‬
‫رءوس اآلي سنة؛ وذلك لمجيئه عن النبي ‪-‬صلى اهلل عليه وآله وسلم‪ -‬في الحديث السابق ألم سلمة‬
‫‪-‬رضي اهلل عنها‪ -‬وهذا رأي أكثر أهل األداء ومعهم اإلمام المحقق ابن الجزري‪.3‬‬
‫مفيدا‬
‫المذهب الثاني‪ :‬يرى أصحابه أنه يحسن الوقف عليه ويحسن االبتداء بما بعده إذا كن ما بعده ً‬
‫الد ْنيا و ِ‬
‫اآلخ َر ِة} ‪ 4‬فإن "تتفكرون"‬ ‫لمعنى وإ ال فال يحسن االبتداء به كقوله تعالى‪{ :‬لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُر َ ِ ُّ‬
‫ون‪ ،‬في َ َ‬
‫الع ْود إلى‬
‫رأس آية‪ ،‬ولكن ال يفيد ما بعده معنى‪ ،‬ومن أجل هذا فال يحسن االبتداء بما بعده بل يستحب َ‬
‫ما قبله‪.5‬‬
‫المذهب الثالث‪ :‬يرى أصحابه أنه يحسن الوقف عليه وال يحسن االبتداء بما بعده مطلقًا وأن رءوس‬
‫اآلي وغيرها عندهم في حكم واحد‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه أرباب‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.219 :‬‬
‫‪ 2‬سورة المزمل‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪" :‬النشر في القراءات العشر" لإلمام ابن الجزري‪" ،‬ج‪ ،1 :‬ص‪."318‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.220 ،219 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.161‬‬

‫( ‪)1/230‬‬

‫الوقوف كالسجاوندي وصاحب الخالصة وغيرهما‪.1‬‬


‫الصورة الثانية‪ :‬أن يكون الوقف على رأس اآلية يوهم معنى غير المراد مثل الوقف على قوله‬
‫ين} ‪ ،2‬وقد اختلف العلماء فيه على ثالثة مذاهب‪.‬‬‫تعالى‪{ :‬فَوْي ٌل ِلْلم ِّ‬
‫صل َ‬‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫المذهب األول‪ :‬يرى أصحابه أنه ال يجوز الوقف عليه بل يجب وصله؛ ألن المصلين اسم ممدوح ال‬
‫ين ُه ْم َع ْن‬ ‫َِّ‬
‫يليق به الويل‪ ،‬وإ نما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به وهو قوله تعالى‪{ :‬الذ َ‬
‫ِ‬
‫ون} ‪ 3‬فالوقف عليه ال يجوز إال في حالة االضطرار فقط‪ ،‬ومن أصحاب هذا المذهب‬ ‫اه َ‬‫صالت ِه ْم َس ُ‬
‫َ‬
‫اإلمام المحقق ابن الجزري وصاحب نهاية القول المفيد‪ ،‬إذ يعتبران الوقف عليه من الوقف القبيح‪.4‬‬
‫ين} واالبتداء بما بعده بشرط أن يكون‬‫المذهب الثاني‪ :‬يرى أصحابه جواز الوقف على {فَوْي ٌل ِلْلم ِّ‬
‫صل َ‬‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫مستمرا في قراءته ولم يقطعها وينصرف عنها ألنهم يعتبرون الوقف على رءوس اآلي سنة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫القارئ‬
‫ولم ينظروا إلى إيهام ما يترتب على الوقف‪ 5‬من فساد المعنى‪.‬‬
‫ين} وال يجيزون االبتداء بما بعده‪،‬‬ ‫المذهب الثالث‪ :‬يرى أصحابه جواز الوقف على {فَوْي ٌل ِلْلم ِّ‬
‫صل َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫بمعنى أن القارئ يقف باعتباره رأس آية؛ ليأخذ َنفَسه ثم يعود ِ‬
‫فيصلُه بما بعده ‪.6‬‬ ‫َُ‬
‫والذي أرتضيه من هذه المذاهب هو المذهب األول الذي اختاره اإلمام ابن الجزري ومن تَبِ َعهُ؛ ألن‬
‫األولى بالقارئ أن ال يقف على كالم يو ِهم غير ما أراده‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬المرجع السابق نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة الماعون‪.4 :‬‬
‫‪ 3‬سورة الماعون‪.6 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬النشر" "ج‪ ،1 :‬ص‪ "322‬وكذا "نهاية القول المفيد" ص‪.169‬‬
‫‪ 5‬انظر‪" :‬نهاية القول المفيد" ص‪.164‬‬
‫‪ 6‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،188 ،187‬بتصرف‪.‬‬
‫( ‪)1/231‬‬

‫اهلل تعالى طالما استطاع ذلك‪.‬‬


‫ول} ‪1‬‬
‫الر ُس َ‬
‫ون َّ‬ ‫{ي ْخ ِر ُج َ‬ ‫قبيحا وذلك نحو قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫حسنا واالبتداء بما بعده ً‬
‫تتمةٌ‪ :‬قد يكون الوقف ً‬
‫َن تُ ْؤ ِمُنوا بِاللَّ ِه َرِّب ُك ْم} قبيح لفساد‬
‫{وإِ يَّا ُك ْم أ ْ‬
‫فالوقف عليه حسن ولكن االبتداء بما بعده وهو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫تحذيرا من اإليمان باهلل‪.‬‬
‫ً‬ ‫المعنى إذ يصبح‬
‫دى‬
‫{ه ً‬
‫وتاما على غيرهما نحو قوله تعالى‪ُ :‬‬ ‫وكافيا على آخر‪ًّ ،‬‬
‫ً‬ ‫حسنا على تقدير‪،‬‬
‫وقد يكون الوقف ً‬
‫ون بِاْل َغ ْي ِب} نعتًا للمتقين‪ ،‬وأن يكون‬ ‫َِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ين ُي ْؤ ِمُن َ‬
‫لْل ُمتَّقين} ‪ 2‬أول البقرة فيجوز أن يكون حسنا إذا جعل {الذ َ‬
‫ون بِاْل َغ ْي ِب} خبرا لمبتدأ محذوف تقريره‪ :‬هم الذين‪ ،‬أو مفعوال لفعل محذوف‬ ‫{ي ْؤ ِمُن َ‬
‫كافيا إذا جعل ُ‬
‫ً‬
‫دى ِم ْن َرِّب ِه ْم} ‪ .‬اهـ‪ .‬من‬ ‫ِ‬
‫تاما إذا جعل مبتدأ خبره {أُولَئ َك َعلَى ُه ً‬
‫تقديره‪ :‬أعني الذين‪ ،‬وأن يكون ًّ‬
‫َّ‬
‫الن ْشر بتصرف‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬الوقف القبيح‬
‫ظا‬
‫صحيحا؛ لشدة تعلقه بما بعده لف ً‬
‫ً‬ ‫معنى‬ ‫تعريفُهُ‪ :‬هو الوقف على كالم لم يتم في ذاته‪ ،‬ولم ِ‬
‫يؤد‬
‫ً‬
‫ومعنى‪.‬‬
‫ً‬
‫قبيحا؛ لقبح الوقف عليه لعدم تمامه‪ ،‬فال يجوز للقارئ أن يعتمد الوقف عليه إال لضرورة‬ ‫وسمي ً‬
‫ُمِلحَّة‪.‬‬
‫أنواعهُ‪ :‬الوقف القبيح نوعان‪:‬‬
‫ُ‬
‫ومعنى كالوقف على‬
‫ً‬ ‫النوع األول‪ :‬هو الوقف على كالم لم يفهم منه معنى؛ لشدة تعلُِّقه بما بعده لف ً‬
‫ظا‬
‫"بسم" من‪{ :‬بِسِم ِ‬
‫اهلل} ‪ 3‬والوقف على "الحمد" من {اْل َح ْم ُد ِللَّ ِه} ‪ 4‬فالوقف على مثل ذلك قبيح؛ ألنه لم‬ ‫ْ‬
‫يعلم إلى أي‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الممتحنة‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 3‬أول الفاتحة‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬أول الفاتحة‪.2 :‬‬

‫( ‪)1/232‬‬
‫شيء أضيف‪ ،‬وال يجوز إال عند الضرورة ‪-‬كما سبق‪ -‬وبعد أن تزول الضرورة يبتدئ بالكلمة التي‬
‫وقف عليها إن صلح االبتداء بها وإ ال فبما قبلها كما أشار إلى ذلك اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫مضطرا َوُي ْبدا قبله‬
‫ً‬ ‫ف‬
‫تم قبيح وله ‪ُ ...‬يوقَ ُ‬
‫وغير ما َّ‬
‫معنى غير إرادة اهلل تعالى كالوقف على قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن اللَّهَ ال‬ ‫ً‬ ‫النوع الثاني‪ :‬الوقف على كالم ُيو ِه ُم‬
‫{و َما أ َْر َسْلَناك} ‪ ،3‬وعلى‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{و َما م ْن إلَه} ‪ ،2‬وعلى قوله جل وعال‪َ :‬‬ ‫َي ْستَ ْحيي} ‪ 1‬وعلى قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ين} ‪ 5‬فالوقف‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ال تَ ْقربوا الصَّالةَ} ‪ ،4‬وعلى قوله‪{ :‬ي ْد ِخ ُل من ي َش ِ‬
‫اء في َر ْح َمته َوالظالم َ‬
‫َْ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ص َدهُ يأثم بل ربما ُي ْفضي قصده هذا إلى‬
‫على هذا وأمثاله أقبح وأشنع؛ لما فيه من فساد المعنى‪ ،‬ومن قَ َ‬
‫مضطرا ‪-‬كما سبق‪ -‬لَ ِز َمه أن يرجع حتى يصله بما بعده؛ لتكتمل‬
‫ًّ‬ ‫الكفر والعياذ باهلل‪ ،‬فإذا وقف عليه‬
‫المقاطع وتتضح المعاني‪ ،‬ويظهر حسن التالوة وجمالها‪.‬‬
‫وإ لى هنا ينتهي الكالم على الوقف بأنواعه‪ ،‬ثم نبدأ في الكالم على االبتداء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.26 :‬‬
‫‪ 2‬سورة آل عمران‪.62 :‬‬
‫‪ 3‬سورة األنبياء‪.107 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء‪.43 :‬‬
‫‪ 5‬اإلنسان‪.31 :‬‬

‫( ‪)1/233‬‬

‫االبتداء‪:‬‬
‫ِ‬
‫االبتداء‪:‬‬ ‫تعريف‬
‫ُ‬
‫ص ٍ‬
‫راف عنها أو بعد وقف‪ ،‬فإذا كان بعد قطع‬ ‫وان ِ‬
‫ط ٍع ْ‬
‫االبتداء هو الشروع في القراءة سواء كان بعد قَ ْ‬
‫فال بد فيه من مراعاة أحكام االستعاذة والبسملة وقد سبق توضيح ذلك‪.‬‬
‫وأما إذا كان بعد وقف‪ ،‬فال حاجة إلى مالحظة ذلك؛ ألن الوقف إنما هو لالستراحة وأخذ َّ‬
‫النفَس فقط‪.‬‬
‫وقال اإلمام ابن الجزري‪ :‬االبتداء ال يكون إال اختياريًّا؛ ألنه ليس كالوقف تدعو‬

‫( ‪)1/233‬‬
‫إليه ضرورة‪ ،‬فال يجوز إال بكالم مستقل في المعنى ٍّ‬
‫موف بالمقصود ‪ ،1‬واالبتداء نوعان‪:‬‬
‫‪ -1‬ابتداء حسن‪ -2 ،‬ابتداء قبيح‪.‬‬
‫األول‪ :‬يجوز االبتداء به‪ .‬الثاني‪ :‬ال يجوز االبتداء به‪.‬‬
‫فالنوع األول‪ :‬االبتداء بكالم مستقل في المعنى بحيث ال ُي َغيِّر ما أراده اهلل تعالى‪ ،‬وأمثلته واضحة‬
‫َجِليَّة ال تحتاج إلى بيان‪.‬‬
‫وي َغي ُِّره‪ ،‬وهذا يتفاوت في القبح‪ ،‬فإذا ابتدأت‬ ‫ِ‬
‫والنوع الثاني‪ :‬هو االبتداء بكالم يفسد المعنى أو ُيحيلُه ُ‬
‫ب} ‪ 2‬فهو ابتداء قبيح؛ ألنه يجعل‬ ‫ظا ومعنى نحو قوله تعالى‪{ :‬أَبِي لَهَ ٍب َوتَ َّ‬ ‫بكلمة متعلقة بما قبلها لف ً‬
‫مبتورا وال بد من االبتداء بما قبله‪.‬‬ ‫ً‬ ‫المعنى‬
‫{ع َز ْيٌر ْاب ُن اللَّ ِه}‬ ‫َّ ِ‬
‫{ي ُد الله َم ْغلُولَةٌ} ‪ 3‬وقوله‪ُ :‬‬
‫أما إذا ابتدأت بكلمة تغير معنى ما أراده اهلل تعالى مثل‪َ :‬‬
‫قبحا‪ ،‬وكل‬ ‫ط َرنِي} ‪ 6‬فهو أشد ً‬ ‫َعُب ُد الَِّذي فَ َ‬
‫َن تُ ْؤ ِمُنوا بِاللَّ ِه َرِّب ُك ْم} ‪ 5‬وقوله‪{ :‬ال أ ْ‬
‫{وإِ يَّا ُك ْم أ ْ‬
‫‪ ،4‬وقوله‪َ :‬‬
‫هذا ونحوه َجِل ٌّي في القبح يجب على القارئ أن يتجنبه ما استطاع إلى ذلك سبيال‪.‬‬
‫طع‪ .‬وفيما يلي بيان كل منهما‪.‬‬ ‫وي ْشبِه الوقف‪َّ :‬‬
‫الس ْكت والقَ ْ‬ ‫ُ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬النشر في القراءات العشر" "ج‪ ،1 :‬ص‪ ،322‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة المسد‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المائدة‪.64 :‬‬
‫‪ 4‬سورة التوبة‪.30 :‬‬
‫‪ 5‬سورة الممتحنة‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة يس‪.22 :‬‬

‫( ‪)1/234‬‬

‫السكت والقطع‪:‬‬
‫الس ْك ِت‪:‬‬
‫تعريف َّ‬
‫ُ‬
‫ت الرجل عن الكالم أي امتنع عنه‪.1‬‬
‫السكت لغة‪ :‬المنع‪ .‬يقال‪َ :‬س َك َ‬
‫يسيرا من غير تنفس مقداره حركتان‪ ،‬وهو مقيد‬
‫زمنا ً‬‫طعُ الصوت على الكلمة القرآنية ً‬ ‫واصطالحا‪ :‬قَ ْ‬
‫ً‬
‫بالسماع والنقل كما قال اإلمام ابن الجزري فال يجوز إال فيما صحَّت الرواية به‪.2‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.153‬‬
‫‪ 2‬انظر‪" :‬النشر في القراءات العشر" "ج‪ ،1 :‬ص‪."337‬‬
‫( ‪)1/234‬‬

‫وجوبا عن حفص في أربعة مواضع بمعنى إذا وصل الكلمة بما بعدها فليس له إال‬
‫ً‬ ‫الس ْكت‬
‫وقد ُروي َّ‬
‫السَّكت‪ ،‬وفيما يلي بيان هذه المواضع‪:‬‬
‫ِّما} بالكهف‪.1‬‬ ‫ِ‬
‫{ولَ ْم َي ْج َع ْل لَهُ ع َو ًجا‪ ،‬قَي ً‬‫"عوجا" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ً‬ ‫أوال‪ :‬السكت على ألف‪:‬‬
‫الس ْكت على ألف‪" :‬مرقدنا" من قوله سبحانه‪{ :‬قَالُوا َيا َوْيلََنا َم ْن َب َعثََنا ِم ْن َم ْرقَِدَنا َه َذا} بـ"يس"‪.2‬‬
‫ثانيا‪َّ :‬‬
‫ً‬
‫ق} بالقيامة‪.3‬‬ ‫يل َم ْن َرا ٍ‬‫{و ِق َ‬
‫الس ْكت على نون‪" :‬من" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ثالثًا‪َّ :‬‬
‫ان َعلَى ُقلُوبِ ِه ْم} بالمطففين‪ 4‬وعالمة‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫رابعا‪ :‬السَّكت على الم‪" :‬بل" من قوله َع َّز م ْن قائل‪َ { :‬كال َب ْل َر َ‬
‫ً‬
‫السكت في المصحف وضع "س" على الكلمة المطلوب السكت عليها كما ترى في األمثلة‪.‬‬
‫وقد أشار اإلمام الشاطبي إلى هذه المواضع بقوله‪:‬‬
‫وسكتة حفص دون قطع لطيفة ‪ ...‬على ألف التنوين في عوجا َبال‬
‫وفي نون من راق ومرقدنا وال ‪ ...‬م بل ران والباقون ال سكت موصال‬
‫جوازا في موضعين‪:‬‬
‫كما روي السكت عن حفص ً‬
‫أوال‪ :‬السَّكت بين سورتي األنفال وبراءة‪ ،‬وهو أحد أوجه ثالثة سبق الكالم عليها وهي القطع‬
‫والسكت والوصل‪.‬‬
‫طانَِي ْه} ‪5‬‬
‫َغَنى َعِّني َم ِالَي ْه‪َ ،‬هلَ َك َعِّني ُسْل َ‬
‫{ما أ ْ‬
‫ثانيا‪ :‬السكت على الهاء في "ماليه" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ً‬
‫المقدم في األداء‪.‬‬ ‫بالحاقة فيجوز لحفص السكت وعدمه في حالة الوصل‪ ،‬والسكت هو َّ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.2 ،1 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.52 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.27 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪ 14 :‬وسيأتي الكالم على الحكمة من السكت الواجب ص‪.293‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.29 ،28 :‬‬

‫( ‪)1/235‬‬

‫ط ِع‪:‬‬
‫تعريف القَ ْ‬
‫ُ‬
‫القطع لغة‪ :‬هو اإلبانة واإلزالة‪ .‬تقولـ قطعت الشجرة إذا ابنتها وأزلتها‪.1‬‬
‫رأسا واالنصرافـ عنها إلى أمر خارجي ال عالقة له بها‪ ،‬فإذا عاد إليها‬
‫واصطالحا‪ :‬قطع القراءة ً‬
‫ً‬
‫مرة ثانية استحب له أن يستعيذ‪.‬‬
‫وال يكون قطع القراءة إال في أواخر السور أو على رءوس اآلي على األقل؛ ألن رءوس اآلي في‬
‫نفسها مقاطع‪ ،2‬وقد ذكر اإلمام ابن الجزري في النشر بسند متصل إلى عبد اهلل بن أبي الهذيل قال‪:‬‬
‫وي َد ُعوا بعضها‪ .‬وعبد اهلل بن أبي الهذيل تابعي كبير‪ ،‬وقوله‪ :‬كانوا‪،‬‬
‫كانوا يكرهون أن يقرءوا اآلية َ‬
‫يدل على أن الصحابة كانوا يكرهون ذلك واهلل تعالى أعلم‪ 3‬اهـ‪ .‬منه بلفظه‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.153‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "النشر" ص‪.332‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬المرجع السابق ص‪.333‬‬

‫( ‪)1/236‬‬

‫ِ‬
‫الوقف المشهورة‪:‬‬ ‫عالمات‬
‫ُ‬
‫رموزا وعالمات في المصاحف يعرف بها حتى يسهل على القارئ‬
‫ً‬ ‫لقد جعل العلماء ألقسام الوقف‬
‫لكتاب اهلل تعالى أن يقرأه على الوجه الذي يرضيه عز وجل وفيما يلي بيان هذه العالمات التي‬
‫أخيرا في طبع المصاحف‪.‬‬
‫استقروا عليها ً‬
‫"مـ" عالمة الوقف الالزم‪ ،‬وقد سبق أن قلنا‪ :‬إن وصله يوهم غير المراد كما سبق مثاله‪.‬‬

‫( ‪)1/236‬‬

‫يلي من األبيات‪:‬‬
‫الوقف تام حيث ال تعلقا ‪ ...‬فيه وكاف حيث معنى علقا‬
‫قف وابتدئ وحيث لفظا فحسن ‪ ...‬فقف وال تبدأ وفي اآلي ُيسن‬
‫وحيث لم يتم فالقبيح قف ‪ ...‬ضرورة وابدأ بما قبل عرف‬
‫ولم يجب وقف ولم يحرم عدا ‪ ...‬ما يقتضي من سبب إن قصدا‬
‫والقطع كالوقف وفي اآليات جا ‪ ...‬واسكت على مرقدنا وعوجا‬
‫بالكهف مع بل ران من راق ومر ‪ ...‬خلف بماليه ففي الخمس انحصر‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "قواعد التجويد" للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري‪ ،‬ص‪ ،82‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬سورة األنفال‪.50 :‬‬
‫‪ 3‬سورة المزمل‪.20 :‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة‪.2 :‬‬

‫( ‪)1/237‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫ِّن حكمه‪.‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬ثم َبي ْ‬
‫ً‬ ‫عرف الوقف لغة‬
‫‪ِّ -1‬‬
‫‪ -2‬اذكر أقسام الوقف في ذاته‪ ،‬مع تعريف كل قسم وبيان سبب تسميته بذلك وحكمه‪.‬‬
‫‪ -3‬إلى كم قسم ينقسم الوقف االختياري؟‬
‫عرف الوقف التام‪ ،‬واذكر أنواعه وحكم كل نوع‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-4‬‬
‫ومثِّ ْل له بمثال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫كافيا؟ َ‬
‫وبيِّن ل َم ُس ِّمي ً‬
‫عرف الوقف الكافي‪ ،‬اذكر حكمه َ‬ ‫ِّ‬ ‫‪-5‬‬
‫حسنا؟ وما أنواعه؟ وحكم كل نوع بالتفصيل؟‬ ‫ما هو الوقف الحسن؟ ولم سمي ً‬ ‫‪-6‬‬
‫وض ْح حقيقة التعلُّق اللفظي والتعلق المعنوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫‪-7‬‬
‫قبيحا؟‬
‫سمي ً‬‫‪ -8‬ما هو الوقف القبيح؟ وِل َم ِّ‬
‫‪ -9‬اذكر أنواع الوقف القبيح وحكم كل نوع‪ ،‬مع التمثيل‪.‬‬
‫عرف االبتداء واذكر أنواعه وحكم كل نوع‪.‬‬
‫‪ِّ -10‬‬
‫واصطالحا‪ ،‬ثم اذكر السكتات الواجبة‪ ،‬والسكتات الجائزة عند حفص‪.‬‬
‫ً‬ ‫عرف السكت لغة‬
‫‪ِّ -11‬‬

‫( ‪)1/238‬‬

‫المقطوع والموصول وحكم الوقف عليهما‬


‫تمهيد‬
‫‪...‬‬
‫ِ‬
‫الوقف عليهما‪:‬‬ ‫وحكم‬ ‫وصو ُل‬
‫ُ‬ ‫اْل َم ْقطُوعُ اْل َم ُ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ٌ‬
‫المقطوع‪ :‬هو كل كلمة مفصولة عما بعدها في رسم المصاحف العثمانية‪.‬‬
‫رسما في تلك المصاحف‪.‬‬
‫والموصول‪ :‬هو كل كلمة متصلة بما بعدها ً‬
‫والمقطوع هو األصل والموصول فرع عنه؛ ألن الشأن في كل كلمة أن ترسم مفصولة عن غيرها‪،‬‬
‫رسما وانفصالها لغة في بعض األحوال‪.1‬‬
‫والكلمات الموصولة ليست كذلك التصالها ً‬
‫والقطع والوصل من خصائص الرسم العثماني الذي أوجب علماء األداء على القارئ معرفته‬
‫واتباعه؛ ليقف على كل كلمة من كلمات القرآن الكريم حسب رسمها في المصاحف العثمانية‪ ،‬إال ما‬
‫استثنى من هذه القاعدة‪.‬‬
‫فإن كانت الكلمة مفصولة عن غيرها جاز الوقف عليها في مقام التعليم أو االختبار أو حالة‬
‫االضطرار‪ ،‬وإ ذا كانت موصولة بما بعدها لم َي ُج ْز الوقف عليها بل على الثانية منهما‪ ،‬وإ ن كان‬
‫نظرا إلى قطعهما‪ ،‬ولم يجز إال على‬
‫مختلف في قطعهما ووصلهما جاز الوقف على األولى منهما ً‬
‫نظرا إلى وصلهما‪.‬‬
‫الثانية ً‬
‫وعلى هذا فليعلم أنه ال يجوز تعمد الوقف على شيء من الكلمات المفصولة لقبحه‪2‬؛ وألنها ليست‬
‫طا بمقام التعليم أو االختبار أو في حالة‬
‫محل وقف في العادة‪ ،‬وإ نما جواز الوقف يكون مرتب ً‬
‫االضطرار كما ذكر من قبل‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "العميد في علم التجويد" ص‪ ،199‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر" ص‪ ،108‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/239‬‬

‫هذا والمراد مما سنذكره من قولنا‪ :‬هذا مقطوع وهذا موصول‪،‬ـ أن المقطوع ال بد فيه من ثبوت‬
‫َن" مفتوحة الهمزة مخففة‬
‫مدغما فيما بعده مثل‪" :‬أ ْ‬
‫ً‬ ‫رسما في الكلمة المقطوعة إن كان‬ ‫الحرف األخير ً‬
‫َن ال تُ ْش ِر ْك بِي َشْيًئا} ‪ 1‬فهي وإ ن كانت النون مدغمة في الالم لف ً‬
‫ظا‬ ‫النون مع "ال" في قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫فهي مفصولة ًّ‬
‫خطا‪.‬‬
‫مدغما فيما بعده‬ ‫ً‬ ‫رسما إن كان‬ ‫والمراد بالموصول‪ :‬هو حذف الحرف األخير من الكلمة الموصولة ً‬
‫ص َرهُ اللَّهُ} ‪2‬‬ ‫مثل‪ِ" :‬إ ْن" مكسورة الهمزة مخففة النون مع "ال" في مثل قوله تعالى‪ِ{ :‬إالّ تَْن ُ‬
‫ص ُروهُ فَقَ ْد َن َ‬
‫فقد رسمت من غير نون‪ ،‬وهكذا الشأن في كل ما شابه ذلك‪ ،‬فليعلم حتى ال نضطر إلى التنبيه عليه‬
‫في كل موضع‪.‬‬
‫والكالم على المقطوع والموصولـ يشتمل على أنواع ثالثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬الكلمات التي اتفقت المصاحف العثمانية على قطعها في كل موضع‪.‬‬
‫أيضا في كل موضع‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الكلمات التي اتفقت المصاحف على وصلها ً‬
‫الثالث‪ :‬الكلمات التي وقع فيها اختالف فبعضها مقطوع باتفاق‪ ،‬وبعضها موصول باتفاق‪ ،‬وبعضها‬
‫مقطوعا‪ ،‬ورسم في بعضها موصوال‪.‬ـ‬
‫ً‬ ‫مختلف فيه بين المصاحف فَ ُرسم في بعضها‬
‫وفيما يلي الكالم بالتفصيل عن كل نوع من األنواع الثالثة‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحج‪.26 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التوبة‪.40 :‬‬

‫( ‪)1/240‬‬

‫النوع األول‪ :‬الكلمات التي اتفقتـ المصاحف على قطعها في كل موضع‬


‫وهي تنحصر في ست كلمات بيانها كاآلتي‪:‬‬
‫َن" مفتوحة الهمزة مخففة النون مع "لم" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف‪ ،‬حيث‬ ‫الكلمة األولى‪" :‬أ ْ‬
‫وقعت في القرآن نحو‪َ { :‬ذِل َك أَن لَم ي ُكن رب َ ِ‬
‫ُّك ُم ْهل َك اْلقَُرى بِظُْلٍم} ‪ 1‬باألنعام‪َ { ،‬كأ ْ‬
‫َن لَ ْم تَ ْغ َن بِاأْل َْمس} ‪2‬‬ ‫ْ َْ ْ َ‬
‫بيونس‪،‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.131 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.24 :‬‬

‫( ‪)1/240‬‬

‫َح ٌد} ‪ 1‬بالبلد وغير ذلك من المواضع‪.‬‬ ‫َن لَ ْم َي َرهُ أ َ‬


‫ب أْ‬
‫{أََي ْح َس ُ‬
‫الكلمة الثانية‪" :‬عن" مع "من" الموصولة فهي مقطوعة باتفاق المصاحف وذلك في موضعين‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِرفُهُ َع ْن َم ْن َي َش ُ‬
‫اء } ‪ 2‬بالنور‪.‬‬ ‫يب بِه َم ْن َي َش ُ‬
‫اء َوَي ْ‬ ‫‪ -1‬قول تعالى‪{ :‬فَُيص ُ‬
‫ض َع ْن َم ْن تََولَّى َع ْن ِذ ْك ِرَنا} ‪ 3‬بالنجم‪ ،‬وليس في القرآن غيرهما‪.‬‬ ‫َع ِر ْ‬‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ :‬فَأ ْ‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬حيث" مع "ما" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف وذلك في موضعين‪:‬‬
‫ط َرهُ} ‪ 4‬الموضع األول بسورة البقرة‪.‬‬ ‫وه ُك ْم َش ْ‬ ‫ُّ‬
‫ث َما ُك ْنتُ ْم فَ َولوا ُو ُج َ‬‫{و َح ْي ُ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أيضا‪ ،‬وليس في‬ ‫ث ما ُكنتُم فَولُّوا وجوه ُكم َش ْ ِ َّ‬
‫ط َرهُ لَئال} ‪ 5‬الموضع الثاني بها ً‬ ‫ْ َ ُُ َ ْ‬ ‫{و َح ْي ُ َ‬‫‪ -2‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫القرآن غيرهما‪.‬‬
‫الكلمة الرابعة‪" :‬أَيًّا" مع "ما" فهي مقطوعة باتفاق المصاحف‪ ،‬وال توجد إال في موضع واحد هو قوله‬
‫اء اْل ُح ْسَنى} ‪ 6‬باإلسراء‪ ،‬وفيها خالف‪ :‬هل الوقف على "أيَّا" أم على‬
‫َس َم ُ‬
‫تعالى‪{ :‬أَيًّا َما تَ ْد ُعوا َفلَهُ اأْل ْ‬
‫"ما" والمشهور أنه يجوز الوقف على "أيًّا" أو على "ما" في حالة االضطرار أو االختبار كما اختاره‬
‫اإلمام ابن الجزري في َّ‬
‫الن ْشر‪ ،7‬ولكن يتعين البدء بأَيَّا‪ ،‬وإ لى ذلك يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫‪..................................‬ـ ‪ ...‬كوقف أَيًّا َما بأيا أو بما‬
‫الكلمة الخامسة‪" :‬ابن" مع "أم" فقد أجمعت المصاحف على قطع كلمة‪" :‬ابن" عن "أم" من قوله تعالى‪:‬‬
‫ض َعفُونِي} ‪8‬‬ ‫ال ْاب َن أ َُّم ِإ َّن اْلقَ ْو َم ْ‬
‫استَ ْ‬ ‫{قَ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.29 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.144 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.150 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.110 :‬‬
‫‪ 7‬انظر‪" :‬النشر" "ج‪ ،2 :‬ص‪ " 312‬تحقيق د‪ .‬محمد سالم محيسن‪.‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.150 :‬‬

‫( ‪)1/241‬‬

‫باألعراف‪ ،‬وعلى هذا يجوز الوقف االضطراري أو االختباري على كل من "ابن" أو "أم"‪ ،‬ولكن‬
‫جوازا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يتعين االبتداء بكلمة "ابن" دون "أم"‬
‫ِ‬
‫الم َعلَى ِإ ْل َياس َ‬
‫ين} ‪ 1‬بالصافات‪ ،‬فقد قرأ‬ ‫{س ٌ‬‫الكلمة السادسة‪ِ" :‬إ ْل" مع "ياسين" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫مد مع سكون الالم فهي حينئذ كلمة واحدة وإ ن انفصلت‬ ‫حفص ومن وافقه بكسر الهمزة من غير ٍّ‬
‫إجماعا‪ ،‬ولم يقع لهذه‬
‫ً‬ ‫رسما فال يجوز قطع إحداها عن األخرى‪ ،‬كما ال يجوز اتباع الرسم فيها وقفًا‬
‫ً‬
‫الكلمة نظير في القرآن‪.2‬‬
‫وأما من قرأها "ء ِ‬
‫ال" بفتح الهمزة وكسر الالم وألف بينهما وفصلها عما بعدها فيجوز قطعها وقفًا؛‬ ‫َ‬
‫ألجل االضطرار أو االختبار‪ ،‬والمراد بها حينئذ ولد ياسين وأصحابه‪.3‬‬
‫وإ لى هذه األحكام يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫وجاء إل ياسين بانفصال ‪ ...‬وصح وقف من تالها آل‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.130 :‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "النشر" لإلمام ابن الجزري‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ "314‬تحقيق د‪ .‬محمد سالم محيسن‪ ،‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر" ص‪ 370‬بتصرف‪.‬‬
‫( ‪)1/242‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬الكلمات التي اتفقتـ المصاحف على وصلها في كل موضع‬


‫وهي تنحصر في اثنتين وعشرين كلمة بيانها كاآلتي‪:‬‬
‫"إن" الشرطية مع "ال" النافية فهي موصولة باتفاق المصاحف نحو قوله تعالى‪ِ{ :‬إاَّل‬ ‫الكلمة األولى‪ْ :‬‬
‫{وإِاَّل تَ ْغِف ْر ِلي‬ ‫َّ‬
‫ص َرهُ اللهُ} ‪ 2‬بالتوبة‪َ ،‬‬
‫تَ ْف َعلُوهُ تَ ُك ْن ِفتَْنةٌ ِفي اأْل َْر ِ‬
‫ض} ‪ 1‬باألنفال‪ِ{ ،‬إالّ تَْن ُ‬
‫ص ُروهُ فَقَ ْد َن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين} ‪ 3‬بهود‪ ،‬وقد سبق أن قلنا بأن معنى وصلها هو إدغام النون في الالم‬ ‫َوتَْر َح ْمني أَ ُك ْن م َن اْل َخاس ِر َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.73 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.47 :‬‬

‫( ‪)1/242‬‬

‫ورسما‪.‬‬
‫ً‬ ‫نطقًا‬
‫ام اأْل ُْنثََي ْي ِن}‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَْيه أ َْر َح ُ‬
‫َما ا ْشتَ َملَ ْ‬
‫الكلمة الثانية‪" :‬أم" مع "ما" فقد اتفقتـ المصاحف على وصلها نحو‪{ :‬أ َّ‬
‫أيضا‪ ،‬وليس منها أما‬
‫ون} ‪ 3‬بها ً‬ ‫َما ُي ْش ِر ُكون} ‪ 2‬بالنمل‪{ ،‬أ َّ‬
‫َما َذا ُكنتُم تَ ْع َملُ َ‬ ‫‪ 1‬بموضعي األنعام‪{ ،‬أ َّ‬
‫أيضا‬ ‫ِ‬ ‫الشرطية في نحو‪{ :‬فَأ َّ ِ‬
‫َما السَّائ َل فَال تَْنهَ ْر} ‪ 4‬بالضحى فهي موصولة ً‬ ‫يم فَال تَ ْقهَ ْر‪َ ،‬وأ َّ‬
‫َما اْلَيت َ‬
‫باتفاق‪ 5‬المصاحف‪.‬‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬نِ ْعم" مع "ما" فقد اتفقتـ المصاحف على وصلها في قوله تعالى‪{ :‬فَنِ ِع َّما ِهي} ‪6‬‬
‫بالبقرة‪ِ{ ،‬إ َّن اللَّهَ نِ ِع َّما َي ِعظُ ُك ْم بِ ِه} ‪ 7‬بالنساء وال ثالث لهما في القرآن‪.‬‬
‫"كأن" المشددة مع "ما" فقد اتفقت المصاحف على وصلها في جميع القرآن نحو قوله‬ ‫الكلمة الرابعة‪َّ :‬‬
‫اء} ‪ 8‬باألنعام‪{ ،‬فَ َكأََّنما َخَّر ِمن السَّم ِ‬
‫اء} ‪ 9‬بالحج‪.‬‬ ‫َّد ِفي السَّم ِ‬
‫تعالى‪َ { :‬كأََّن َما َيصَّع ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َجلَْي ِن‬
‫َّما األ َ‬
‫الكلمة الخامسة‪" :‬أي" مع "ما" فقد اتفقتـ المصاحف على وصلها في قوله تعالى‪{ :‬أَي َ‬
‫ان َعلَ َّي} ‪.‬‬‫ان َعلَ َّي} ‪ 10‬بالقصص‪ ،‬وهي شرطية‪ 11‬وجوابها‪{ :‬فَال ُع ْد َو َ‬
‫ت فَال ُع ْد َو َ‬
‫ض ْي ُ‬
‫قَ َ‬
‫{وقَالُوا َم ْه َما تَأْتَِنا بِ ِه ِم ْن‬
‫الكلمة السادسة‪" :‬مهما" فقد اتفقت المصاحف على وصلها في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َآي ٍة} ‪ 12‬باألعراف‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬األول آية‪ ،143 :‬والثاني آية‪.144 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.59 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.84 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.10 ،9 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪" :‬لطائف البيان" "ج‪ ،2 :‬ص‪."79‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.271 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.58 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.125 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.31 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 11‬انظر‪" :‬فتح القدير للشوكاني‪" ،‬ج‪ ،4 :‬ص‪."169‬‬
‫‪ 12‬اآلية‪.132 :‬‬

‫( ‪)1/243‬‬

‫وفيها ُّ‬
‫للن َحاة أقوال ثالثة‪ :‬األول‪ :‬أنها بسيطة غير مركبة‪ ،‬واختاره ابن هشام‪ .‬الثاني‪ :‬أنها مركبة من‬
‫"مه" وما الشرطية‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬أنها مركبة من ما الشرطية وما الزائدة وأبدلت ألف األولى هاء‪.1‬‬
‫َِّ‬
‫{رَب َما َي َو ُّد الذ َ‬
‫ين‬ ‫الكلمة السابعة‪" :‬رب" مع "ما" فقد اتفقت المصاحف على وصلها في قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫َكفَ ُروا} ‪ 2‬بالحجر وال ثاني لها في القرآن‪.‬‬
‫"م ْن" الموصولة‪ ،‬فقد اتفقت المصاحف على وصلها حيث وقعت في‬ ‫ِ‬
‫الكلمة الثامنة‪" :‬م ْن" الجارة مع َ‬
‫َح َس ُن قَ ْوالً‬‫{و َم ْن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ظلَم ِم َّمن مَنع مس ِ َّ ِ‬
‫اس ُمهُ} ‪ 3‬بالبقرة‪َ ،‬‬‫َن ُي ْذ َك َر فيهَا ْ‬
‫اج َد الله أ ْ‬ ‫{و َم ْن أَ ْ ُ ْ َ َ َ َ‬ ‫القرآن وذلك نحو‪َ :‬‬
‫ص ِالحاً} ‪ 4‬بفصلت‪.‬‬ ‫َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م َّم ْن َد َعا ِإلَى الله َو َعم َل َ‬
‫"م ْن" الجارة مع "ما" االستفهامية محذوفة األلف فقد اتفقتـ المصاحف على وصلها‬ ‫الكلمة التاسعة‪ِ :‬‬
‫ق} ‪ 5‬بالطارق وليس في القرآن غير هذا الموضع‪.‬‬ ‫ان ِم َّم ُخِل َ‬
‫في قوله تعالى‪َ { :‬فْلَي ْنظُ ِر اإْل ْن َس ُ‬
‫الكلمة العاشرة‪" :‬في" مع "ما" االستفهامية محذوفة األلف‪ ،‬فقد اتفقت المصاحف على وصلها حيث‬
‫اها} ‪ 7‬بالنازعات‪ ،‬وليعلم‬ ‫{فيم أ َْن َ ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت م ْن ذ ْك َر َ‬ ‫يم ُكنتُ ْم} ‪ 6‬بالنساء‪ ،‬ونحو َ‬ ‫وقعت في القرآن نحو‪{ :‬قَالُوا ف َ‬
‫ظا فرقًا بين االستفهام والخبر‪.8‬‬ ‫رسما ولف ً‬
‫أنه إذا ُجَّرت ما االستفهامية حذفت ألفها ً‬
‫الكلمة الحادية عشرة‪" :‬عن" مع "ما" االستفهامية محذوفة األلف‪ ،‬فقد اتفقت المصاحف على وصلها‬
‫ون} ‪ 9‬أول النبأ‪.‬‬
‫اءلُ َ‬
‫{ع َّم َيتَ َس َ‬
‫وذلك في موضع واحد هو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."80‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.114 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.97 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 8‬من كتاب "لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."79‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.1 :‬‬

‫( ‪)1/244‬‬

‫اء ِم ْن ِعَب ِاد ِه‬ ‫الر ْز َ ِ‬


‫ق ل َم ْن َي َش ُ‬ ‫َن اللَّهَ َي ْب ُسطُ ِّ‬
‫{و ْي َكأ َّ‬
‫الكلمة الثانية عشرة‪" :‬وي" مع "كأن" في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َوَي ْق ِد ُر} ‪ 1‬بالقصص‪.‬‬
‫الكلمة الثالثة عشرة‪" :‬وي" مع "كأنه" بزيادة الهاء عن الكلمة السابقة وهي في نفس اآلية السابقة من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{و ْي َكأََّنهُ ال ُي ْفل ُح اْل َكاف ُر َ‬
‫ون} ‪.2‬‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وحفص ممن يقف على النون في الكلمة األولى وعلى الهاء في الكلمة الثانية وهذا هو األولى‬
‫والمختار في مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور‪ ،‬وأخ ًذا بالقياس الصحيح كما قاله في النشر‪.3‬‬
‫الكلمة الرابعة عشرة‪" :‬إْلياس" فقد اتفقت المصاحف على وصلها حيث وقعت نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين} ‪5‬‬ ‫{وإِ َّن ِإْلَي َ‬
‫اس لَم َن اْل ُم ْر َسل َ‬ ‫ين} ‪ 4‬باألنعام‪َ ،‬‬ ‫اس ُك ٌّل م َن الصَّالح َ‬ ‫{و َز َك ِريَّا َوَي ْحَيى َو ِع َ‬
‫يسى َوإِ ْلَي َ‬ ‫َ‬
‫بالصافات‪.‬‬
‫ْسي} ‪ 6‬بطه فقد‬ ‫ْخ ْذ بِِل ْحيتِي وال بِرأ ِ‬ ‫ال َيا ْاب َن أ َُّم ال تَأ ُ‬
‫الكلمة الخامسة عشرة‪" :‬يبنؤم" من قوله تعالى‪{ :‬قَ َ‬
‫َ َ َ‬
‫اتفقت المصاحف على وصلها وجعلها كلمة واحدة‪ ،‬واألصل فيها أنها ثالث كلمات "يا"‪" ،‬ابن"‪" ،‬أم"‬
‫فحذفت ألف "يا" وكذا ألف همزة الوصل ووصلتا بأ َُّم وصورت همزتها على الواو فصارت كلمة‬
‫واحدة وعلى هذا ال يجوز الوقف إال على نهايتها‪.‬‬
‫الكلمة السادسة عشرة‪" :‬يوم" مع "إذ" فقد اتفقتـ المصاحف على وصلها حيث وقعت نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫اشعةٌ} ‪ ،8‬وقوله {وجوه يومئٍِذ َن ِ‬
‫اع َمةٌ} ‪9‬‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫ُ ُ ٌ َْ َ‬ ‫{و ُجوهٌ َي ْو َمئذ َخ َ‬
‫{و ُجوهٌ َي ْو َمئذ َناض َرةٌ} ‪ 7‬بالقيامة‪ ،‬وقوله‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫الموضعين‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.82 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.82 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر" ص‪.106‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.85 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.123 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.94 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.22 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.8 :‬‬

‫( ‪)1/245‬‬

‫بالغاشية‪ ،‬فهي كلمة واحدة ال يحوز الوقف إال على نهايتها‪.‬‬


‫ون} ‪ 1‬بالواقعة فقد اتفقت‬ ‫ِ ٍِ‬
‫{وأ َْنتُ ْم ح َينئذ تَْنظُ ُر َ‬
‫الكلمة السابعة عشرة‪" :‬حين" مع "إذ" في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أيضا وجعلها كلمة واحدة مثل‪ :‬يومئذ‪ ،‬ال يجوز الوقف إال على نهايتها‪.‬‬ ‫المصاحف على وصلها ً‬
‫وه ْم أ َْو‬
‫{وإِ َذا َكالُ ُ‬
‫الكلمة الثامنة عشرة‪ ،‬والتاسعة عشرة‪" :‬كالوهم"‪" ،‬وزنوهم" بالمطففين في قوله تعالى َ‬
‫ون} ‪ 2‬ولم يوجد سواهما في القرآن‪ ،‬وقد كتبت الكلمتان في جميع المصاحف‬ ‫ِ‬
‫وه ْم ُي ْخس ُر َ‬
‫َو َزُن ُ‬
‫موصولتين حكما بدليل حذف األلف بعد واو الجماعة فيهما فدل ذلك على أن الواو غير منفصلة‬
‫منصوبا متصال‪ ،‬والصحيح أنه‬
‫ً‬ ‫مرفوعا منفصال أم‬
‫ً‬ ‫فتكون موصولة‪ ،‬وقد اختلف في كون ضمير "هم"‬
‫رسما بدليل حذف األلف إذ لو كان ضمير رفع لفصل باأللف‪ 3‬كما في قوله‬ ‫منصوب التصاله ً‬
‫ون} [بالشورى‪ :‬آية ‪ ،]37‬وهو مخالف لما ذكر؛ ألن "غضبوا"‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وإِ َذا َما َغضُبوا ُه ْم َي ْغف ُر َ‬
‫تعالى‪َ :‬‬
‫كلمة‪ ،‬و"هم" ضمير فصل مرفوع على االبتداء‪ ،‬وجملة "يغفرون" خبره بدليل ثبوت األلف بعد الواو‪،‬‬
‫{ه ْم‬
‫ومن أجل هذا يصح الوقف عليها عند الضرورة أو االختبار‪ ،‬ولكن ال يصح االبتداء بقوله‪ُ :‬‬
‫َي ْغِف ُرون} لما فيه من الفصل بين الشرط وجوابه بل يتعين االبتداء بقوله‪ِ{ :‬إ َذا} ‪.‬‬
‫الكلمة العشرون‪" :‬أل" التعريفية مطلقًا اتفقتـ المصاحف كلها على وصلها بما بعدها فكأنها لكثرة‬
‫دورانها نزلت منزلة الجزء من مدخولها فوصلت‪ 4‬نحو قوله تعالى‪َّ :‬‬
‫{الش ْم ُس َواْلقَ َم ُر بِ ُح ْسَب ٍ‬
‫ان} ‪5‬‬
‫الرحمن‪.‬‬
‫الء} ‪ 6‬بآل‬ ‫الكلمة الحادية والعشرون‪" :‬ها" التي تعرف بهاء التنبيه في قوله تعالى‪{ :‬هاأ َْنتُم هؤ ِ‬
‫َ ْ َُ‬
‫عمران وغيرها فالهاء فيهما دالة على التنبيه وقد اتفقتـ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.84 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 3‬انظر "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.200‬‬
‫‪ 4‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر" ص‪.107‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.66 :‬‬

‫( ‪)1/246‬‬

‫المصاحف على وصلها بما بعدها وال يجوز الوقف عليها مطلقًا؛ ألنها لشدة امتزاجها بما بعدها‬
‫صارت كأنها كلمة واحدة‪ ،‬وال يجوز الوقف على بعض الكلمة‪.‬‬
‫الكلمة الثانية والعشرون‪" :‬يا" التي للنداء وهي كثيرة في القرآن نحو‪{ :‬يا مريم ا ْقُنتِي ِلرب ِ‬
‫ِّك} ‪ 1‬بآل‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َُ‬
‫َّ ِ‬ ‫َِّ‬
‫وحا} ‪ 2‬بالتحريم فقد اتفقتـ المصاحف على‬ ‫ص ً‬ ‫وبوا ِإلَى الله تَ ْوَبةً َن ُ‬
‫آمُنوا تُ ُ‬
‫ين َ‬
‫{يا أَيُّهَا الذ َ‬
‫عمران‪ ،‬نحو َ‬
‫وصلها؛ ألنها لما حذفت أَِلفُها بقيت على حرف واحد فاتصلت‪.3‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.8 :‬‬
‫‪ 3‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.200‬‬

‫( ‪)1/247‬‬

‫النوع الثالث‪ :‬الكلمات التي وقع فيها اختالف المصاحف‬


‫‪...‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬الكلمات التي وقع فيها اختالف بين المصاحف‬
‫وقد جاء على ضربين أحدهما غير متعدد المواضع‪ ،‬واآلخر متعدد المواضع وإ ليك بيانهما‪:‬‬
‫ثان في القرآن وهي‪:‬‬‫الضرب األول‪ :‬وقد جاء في كلمة واحدة في موضع واحد ليس له ٍ‬
‫اص} ‪ 1‬بسورة ص‪ ،‬فقد اختلفت فيها المصاحف‪:‬‬‫ين َمَن ٍ‬ ‫"الت" مع "حين" في قوله تعالى‪{ :‬و َ ِ‬
‫الت ح َ‬ ‫َ‬
‫فرسمت في بعضها بقطع التاء عن كلمة "حين" ورسمت في البعض اآلخر بالوصل‪ ،‬والصحيح هو‬
‫قطعها عنها وأن "الت" كلمة مستقلة و"حين" كلمة أخرى‪ ،‬وعليه فتكون "ال" نافية دخلت عليها تاء‬
‫التأنيث كما دخلت على "رب" و"ثم" فيقال‪" :‬ربت" و "ثمت" فتكون التاء متصلة بال ُح ْك ًما‪ ،2‬وعلى‬
‫هذا يصح الوقف على التاء عند االضطرار أو في مقام التعليم أو االختبار‪ ،‬ولكن ال يصح الوقف‬
‫اختيارا والبدء بكلمة "حين"‪ ،‬بل يجب االبتداء بكلمة‪" :‬والت"‪.‬‬
‫ً‬ ‫عليها‬
‫وقيل‪ :‬إن التاء موصولة بكلمة "حين" وترسم هكذا‪" :‬وال تحين" وهو غير‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،199 ،198‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/247‬‬

‫اعتبارا بما عليه أكثر المصاحف وهو المعمول به‪.1‬‬


‫ً‬ ‫مشهور وال شك أن شهرة الفصل صحيحة‬
‫الضرب الثاني‪ :‬وهو متعدد المواضع‪ ،‬وينحصر في سبع عشرة كلمة جاءت على ثالث صور‪.‬‬
‫َن" مفتوحة الهمزة مخففة‬
‫الصورة األولى‪ :‬جاءت في كلمة واحدة وقعت في أربعة مواضع وهي‪" :‬أ ْ‬
‫النون مع "لو" وهي على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطعه وذلك في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫اه ْم بِ ُذُنوبِ ِه ْم} ‪ 2‬باألعراف‪،‬‬
‫َص ْبَن ُ‬
‫اء أ َ‬
‫َن لَ ْو َن َش ُ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫يعا} ‪ 3‬بالرعد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اء اللَّهُ لَهَ َدى َّ‬
‫اس َجم ً‬‫الن َ‬ ‫َن لَ ْو َي َش ُ‬
‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫ب} ‪ 4‬بسبأ‪.‬‬
‫ون اْل َغ ْي َ‬
‫َن لَ ْو َك ُانوا َي ْعلَ ُم َ‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫{وأَلَّ ِو‬
‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت المصاحف في قطعه ووصله وذلك في الموضع الرابع وهو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اموا َعلَى الطَّ ِريقَ ِة} ‪ 5‬بالجن‪ ،‬ولقد ذكرت أكثر كتب التجويد أن العمل في هذا الموضع على‬ ‫استَقَ ُ‬
‫ْ‬
‫القطع‪ ،‬ولكن بنظرة فاحصة إلى أغلب المصاحف التي بين أيدينا ومنها مصحف األزهر‪ ،‬ومصحف‬
‫المدينة النبوية ُو ِج َد أن العمل على الوصل وهذا هو ما اختاره أبو داود سليمان بن نجاح في التنزيل‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬جاءت في سبع كلمات متعددة المواضع‪ 6‬وفيما يل بيانها بالتفصيل‪:‬‬
‫"إن" مكسورة الهمزة مخففة النون مع "ما" وجاءت على قسمين‪:‬‬
‫الكلمة األولى‪ْ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪ :‬هامش "لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."72‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.100 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.31 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.14 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.16 :‬‬
‫‪ 6‬هذه الصورة مختلفة عن األولى حيث إن كل كلمة من السبع بعضها متفق على قطعه والبعض‬
‫اآلخر متفق على وصله‪.‬‬

‫( ‪)1/248‬‬

‫{وإِ َّما ُن ِرَيَّن َك َب ْع َ‬


‫ض‬ ‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطعه وذلك في موضع واحد هو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الَِّذي َن ِع ُد ُه ْم} ‪ 1‬بالرعد‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك فيما عدا الموضع السابق نحو قوله تعالى‪{ :‬فَِإ َّما‬
‫{وإِ َّما تَ َخافَ َّن ِم ْن قَ ْوٍم ِخَي َانةً} ‪ 3‬بها أيضا وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَثْقَفََّنهُ ْم في اْل َح ْرب} ‪ 2‬باألنفال‪ ،‬وقوله تعالى‪َ :‬‬
‫َح ًدا فَقُوِلي} ‪ 5‬بمريم‬ ‫ِ‬ ‫َِّ ِ‬
‫ض الذي َنع ُد ُه ْم} ‪ 4‬بيونس‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬فَِإ َّما تََريِ َّن م َن اْلَب َش ِر أ َ‬ ‫{ن ِرَيَّن َك َب ْع َ‬
‫ُ‬
‫وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫الكلمة الثانية‪" :‬عن" مع "ما" الموصولة وجاءت على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطعه وذلك في موضع واحد هو قوله تعالى‪َ { :‬فلَ َّما َعتَ ْوا َع ْن َما‬
‫ُنهُوا َع ْنهُ} ‪ 6‬باألعراف‪.‬‬
‫{وإِ ْن لَ ْم‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك فيما عدا الموضع السابق نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ي ْنتَهوا ع َّما يقُولُون} ‪ 7‬بالمائدة‪ ،‬وقوله تعالى‪{ :‬سْبح َّ ِ‬
‫ون} ‪ 8‬بالقصص‪،‬‬ ‫ان الله َوتَ َعالَى َع َّما ُي ْش ِر ُك َ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِّك ر ِّ ِ‬
‫ون} ‪ 9‬بالصافات‪ ،‬وكل ما شابه ذلك‪.‬‬ ‫ب اْلع َّز ِة َع َّما َيصفُ َ‬ ‫ان َرب َ َ‬
‫{س ْب َح َ‬
‫وقوله تعالى‪ُ :‬‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬يوم" مع "هم" وهي على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬أن يكون "هم" ضمير منفصل في محل رفع‪ ،‬وقد اتفقت المصاحف على قطعه أي قطع‬
‫"يوم" عن "هم" وذلك في موضعين‪:‬‬
‫ون} ‪ 10‬بغافر‪،‬‬ ‫{ي ْو َم ُه ْم َب ِار ُز َ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الن ِار ُي ْفتَُن َ‬
‫ون} ‪ 11‬بالذاريات وإ نما فصلت "يوم" عن "هم" في‬ ‫{ي ْو َم ُه ْم َعلَى َّ‬ ‫‪ -2‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الموضعين‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.57 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.58 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.46 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.26 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.166 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.73 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.68 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.180 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.16 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.13 :‬‬

‫( ‪)1/249‬‬

‫السَّابِقَ ِ‬
‫ين؛ ألن يوم ليس بمضاف إلى ضمير وإ نما هو مضاف إلى الجملة‪ ،‬يعني يوم فتنتهم‪ ،‬يوم‬
‫بروزهم فالضمير في موضع رفع على االبتداء وما بعده الخبر‪.1‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أن يكون "هم" ضمير متصل في محل جر‪ ،‬وقد اتفقت المصاحف على وصله وذلك‬
‫{حتَّى‬ ‫َِّ‬
‫ون} بالزخرف‪ ،2‬والمعارج‪ ،3‬وقوله تعالى‪َ :‬‬ ‫{حتَّى ُيالقُوا َي ْو َمهُ ُم الذي ُي َ‬
‫وع ُد َ‬ ‫نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ون} ‪ 4‬بالطور‪.‬‬ ‫َِّ ِ ِ‬
‫ص َعقُ َ‬
‫ُيالقُوا َي ْو َمهُ ُم الذي فيه ُي ْ‬
‫وإ نما وصل "يوم" بـ "هم" فيما تقدم؛ ألن "هم" ضمير متصل مضاف إلى "يوم" فأصبحا كالكلمة‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫ين َكفَ ُروا ِم ْن َي ْو ِم ِه ُم الَِّذي‬ ‫َِِّ‬
‫أما إذا كان "يومهم" مكسور الميم والهاء كما في قوله تعالى‪{ :‬فَ َوْي ٌل للذ َ‬
‫أيضا باتفاق المصاحف‪.‬‬
‫ون} ‪ 5‬بآخر الذاريات فهو موصول ً‬ ‫وع ُد َ‬
‫ُي َ‬
‫الكلمة الرابعة‪" :‬كي" مع "ال" النافية وهي على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "كي" عن "ال" في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ِ :‬ل َك ْي ال َي ْعلَ َم َب ْع َد ِعْلٍم َشْيًئا} ‪ 6‬بالنحل‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َح َر ٌج} ‪ 7‬الموضع األول باألحزاب‪،‬‬ ‫ون َعلَى اْل ُم ْؤ ِمن َ‬ ‫‪ -2‬وقوله تعالى‪{ :‬ل َك ْي ال َي ُك َ‬
‫اء ِم ْن ُك ْم} ‪ 8‬بالحشر‪.‬‬
‫َغنِي ِ‬
‫ون ُدولَةً َب ْي َن اأْل ْ َ‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪َ { :‬ك ْي ال َي ُك َ‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك في أربعة مواضع‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ِ :‬ل َك ْيال تَ ْح َزُنوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم} ‪ 9‬بآل عمران‪،‬‬
‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ِ :‬ل َك ْيال َي ْعلَ َم َم ْن َب ْع ِد ِعْلٍم َشْيًئا} ‪ 10‬بالحج‪،‬‬
‫ون‬ ‫ِ‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪{ :‬ل َك ْيال َي ُك َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪ ،197‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.83 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.42 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.45 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.60 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.70 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.37 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.153 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.5 :‬‬

‫( ‪)1/250‬‬

‫َعلَْي َك َحَر ٌج} ‪ 1‬الموضع الثاني باألحزاب‪،‬‬


‫ْس ْوا َعلَى َما فَاتَ ُك ْم} ‪ 2‬بالحديد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬قوله تعالى‪{ :‬ل َك ْيال تَأ َ‬
‫"م ْن" االستفهامية وهي على قسمين‪:‬‬ ‫"أم" مع َ‬ ‫الكلمة الخامسة‪ْ :‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "أم" عن "من" في أربعة مواضع‪:‬‬
‫ون َعلَْي ِه ْم َو ِكيالً} ‪ 3‬بالنساء‪.‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬أ َْم َم ْن َي ُك ُ‬
‫َّس ُب ْنَي َانهُ} ‪ 4‬بالتوبة‪.‬‬‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ :‬أ َْم َم ْن أَس َ‬
‫َه ْم أَ َش ُّد َخْلقًا أ َْم َم ْن َخلَ ْقَنا} ‪ 5‬بالصافات‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪{ :‬أ ُ‬
‫ام ِة} ‪ 6‬بفصلت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -4‬قوله تعالى‪{ :‬أ َْم َم ْن َيأْتي آمًنا َي ْو َم اْلقَي َ‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك في غير المواضع األربعة السابقة نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫ط َّر ِإ َذا َد َعاهُ} ‪ 8‬بالنمل‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬
‫ضَ‬ ‫َم ْن ُي ِج ُ‬
‫يب اْل ُم ْ‬ ‫َم ْن ال َي ِه ِّدي} ‪ 7‬بيونس‪ ،‬وقوله سبحانه‪{ :‬أ َّ‬ ‫{أ َّ‬
‫َم ْن َه َذا الَِّذي ُه َو ُج ْن ٌد لَ ُك ْم} ‪ 9‬بالملك‪ ،‬وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫{أ َّ‬
‫الكلمة السادسة‪" :‬الم الجر" مع مجرورها وهي على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "الالم" عن مجرورها في أربعة مواضع‪:‬‬
‫الء اْلقَ ْوِم} ‪ 10‬بالنساء‪،‬‬‫ال هؤ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬فَ َم َ ُ‬
‫اب} ‪ 11‬بالكهف‪،‬‬ ‫ال َه َذا اْل ِكتَ ِ‬‫‪ -2‬قوله تعالى‪{ :‬م ِ‬
‫َ‬
‫ول} ‪ 12‬بالفرقان‪،‬‬ ‫الرس ِ‬ ‫‪ -3‬قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫{مال َه َذا َّ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ين َكفَ ُروا قَبلَ َك‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫‪ -4‬قوله تعالى‪{ :‬فَ َمال الذ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.50 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.109 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.109 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.35 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.62 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.20 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.78 :‬‬
‫‪ 11‬آية‪.49 :‬‬
‫‪ 12‬اآلية‪.7 :‬‬

‫( ‪)1/251‬‬

‫ين} ‪ 1‬بالمعارج‪ ،‬وحينئذ يجوز الوقف على "ما" أو على "الالم" في حالة االضطرار أو في‬ ‫ِِ‬
‫ُم ْهطع َ‬
‫مقام االختبار كما أشار صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫‪ .........‬وقطع مال في النسا ‪ ...‬وسال والفرقان والكهف رسا‬
‫ووقفه بما أو الالم اعلما ‪...................... ...‬ـ‬
‫ولكن ال يجوز االبتداء بالالم وال بما بعد الالم في هذه المواضع بل يتعين االبتداء بما‪.2‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك في غير المواضع األربعة السابقة نحو قوله تعالى‪:‬‬
‫ين ِم ْن َح ِم ٍيم} ‪ 4‬بغافر‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫ف تَ ْح ُكمون} ‪ 3‬بالصافات‪ ،‬وقوله تعالى‪ِ ِ َّ ِ :‬‬
‫{ما للظالم َ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫{ما لَ ُك ْم َك ْي َ‬
‫َ‬
‫َحٍد ِع ْن َدهُ ِم ْن نِ ْع َم ٍة تُ ْج َزى} ‪ 5‬بالليل‪.‬‬ ‫أِل‬
‫{و َما َ‬ ‫َ‬
‫"إن" المكسورة الهمزة المخففة النون مع "لم" وهي على قسمين‪:‬‬ ‫الكلمة السابعة‪ْ :‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على وصل "إن" بـ "لم" في موضع واحد فقط هو قوله تعالى‪{ :‬فَِإلَّ ْم‬
‫َي ْستَ ِج ُيبوا لَ ُك ْم} ‪ 6‬بهود‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اتفقتـ المصاحف على قطع "إن" عن "لم" في غير الموضع السابق حيث جاء في القرآن‬
‫{وإِ ْن لَ ْم َي ْنتَهُوا َع َّما‬ ‫ِ‬
‫الكريم وذلك نحو قوله تعالى‪{ :‬فَإ ْن لَ ْم تَ ْف َعلُوا َولَ ْن تَ ْف َعلُوا} ‪ 7‬بالبقرة‪ ،‬وقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ون} ‪ 8‬بالمائدة وقوله تعالى‪{ :‬لَئِ ْن لَ ْم َي ْر َح ْمَنا َربَُّنا} ‪ 9‬باألعراف‪ ،‬وقوله تعالى‪ِ{ :‬إ ْن لَ ْم ُي ْؤ ِمُنوا‬ ‫َيقُولُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َسفًا} ‪ 10‬بالكهف وكل ما شابه ذلك‪.‬‬ ‫بِهَ َذا اْل َحديث أ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 2‬من كتاب "إتحاف فضالء البشر" ص‪ ،106‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.154 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.18 :‬‬
‫‪ 5‬االية‪.19 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.14 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.24 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.73 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.149 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.6 :‬‬

‫( ‪)1/252‬‬

‫أيضا‪ ،‬وهذه الصورة تختلف عن‬


‫الصورة الثالثة‪ :‬وقد جاءت في تسع كلمات متعددة المواضع ً‬
‫الصورتين السابقتين حيث إن كل كلمة من الكلمات التسع تأتي على ثالثة أقسام‪ :‬أحدها متفق على‬
‫قطعه‪ ،‬واآلخر متفق على وصله‪ ،‬والثالث مختلف فيه بين المصاحف‪ ،‬وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل‪:‬‬
‫الكلمة األولى‪َّ :‬‬
‫"إن" المكسورة الهمزة مشددة النون مع "ما" الموصولة‪ ،‬وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫"إن" عن "ما" في موضع واحد هو قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن َما‬ ‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع َّ‬
‫ون آَل ٍت} ‪ 1‬باألنعام‪.‬‬
‫وع ُد َ‬
‫تُ َ‬
‫مقطوعا ورسم في بعضها موصوال وذلك في‬ ‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت فيه المصاحف فرسم في بعضها‬
‫موضع واحد هو قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن َما ِع ْن َد اللَّ ِه ُه َو َخْيٌر لَ ُك ْم} ‪ 2‬بالنحل‪ ،‬والوصل فيه أشهر وأقوى‪3‬‬
‫وهو الذي عليه العمل‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وهو فيما عدا الموضعين المذكورين في القسمين‬
‫السابقين نحو قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّنما اللَّه ِإلَهٌ و ِ‬
‫الم ْؤ ِمُن َ‬
‫ون إَ ْخ َوة} ‪5‬‬ ‫اح ٌد} ‪ 4‬بالنساء‪ ،‬وقوله تعالى‪َّ :‬‬
‫{إن َما ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ص ِادق} ‪ 6‬بالذاريات‪ ،‬وغير ذلك كثير‪.‬‬ ‫ون لَ َ‬
‫وع ُد َ‬‫بالحجرات‪ ،‬وقوله تعالى‪ِ{ :‬إَّن َما تُ َ‬
‫"م ْن" الجارة مع "ما" الموصولة وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫الكلمة الثانية‪ِ :‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "من" عن "ما" في موضع واحد هو قوله تعالى‪{ :‬فَ ِم ْن َما‬
‫ات} ‪ 7‬بالنساء‪.‬‬ ‫ت أ َْيم ُان ُكم ِمن فَتَياتِ ُكم اْلمؤ ِمَن ِ‬
‫َملَ َك ْ َ ْ ْ َ ُ ُ ْ‬
‫مقطوعا ورسم في بعضها‬
‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلف فيه المصاحف فرسم في بعضها‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.134 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.95 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬نهاية القول المفيد في علم التجويد‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.171 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.25 :‬‬

‫( ‪)1/253‬‬

‫{ه ْل لَ ُك ْم ِم ْن َما َملَ َك ْ‬


‫ت أ َْي َم ُان ُك ْم} ‪ 1‬بالروم ثانيهما‪:‬‬ ‫موصوال وذلك في موضعين‪ :‬أولهما‪ :‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{وأ َْنِفقُوا ِم ْن َما َر َز ْقَنا ُك ْم} ‪ 2‬بالمنافقون‪ ،‬والعمل فيهما على قطع‪ ،3‬وإ لى ما ذكر يشير‬ ‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫والروم اختلف‬
‫وفي النسا من ما بقطعه وصف ‪ ...‬وفي المنافقون ُّ‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك فيما عدا المواضع الثالثة المذكورة في القسمين‬
‫ِ‬
‫ون} ‪4‬‬ ‫{و ِم َّما َر َز ْقَن ُ‬
‫اه ْم ُي ْنفقُ َ‬ ‫السابقين نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫{وإِ ْن ُك ْنتُ ْم في َر ْي ٍب م َّما َن َّزْلَنا َعلَى َع ْبدَنا} ‪ 5‬بالبقرة ً‬
‫أيضا‪ ،‬وقوله تعالى‪:‬‬ ‫اول البقرة‪ ،‬وقوله تعالى‪َ :‬‬
‫ت أ َْي َم ُان ُك ْم} ‪ 6‬بالنور‪ ،‬وكل ما شابه ذلك‪.‬‬ ‫اب ِم َّما َملَ َك ْ‬ ‫ِ‬
‫ون اْلكتَ َ‬
‫ين َي ْبتَ ُغ َ‬
‫َِّ‬
‫{والذ َ‬‫َ‬
‫جزءا‬ ‫"م ْن" الجارة الداخلة على االسم الظاهر الذي وقعت فيه "ما"‬ ‫تنبيهٌ ‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع ِ‬
‫ً‬
‫ال َوَبنِين} ‪ 7‬بالمؤمنون‪،‬‬ ‫{م ْن م ٍ‬
‫َ‬
‫منه نحو قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫ق} ‪ 9‬بالطارق‪ ،‬وكل ما‬ ‫اء َد ِاف ٍ‬
‫{من م ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ َّ ِ َِّ‬
‫وقوله تعالى‪{ :‬م ْن َمال الله الذي آتَا ُك ْم} ‪ 8‬بالنور وقوله تعالى‪َ ْ :‬‬
‫ِ‬
‫شابه ذلك‪ ،‬وإ لى هذا يشير صاحب مورد الظمآن لكي يرفع التوهم بأنها في مثل ذلك مقطوعة ال‬
‫موصولة‪ 10‬حيث يقول‪:‬‬
‫وقطع من مع ظاهر‪...‬‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬كل" مع "ما" وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "كل" عن "ما" في موضع واحد‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 3‬انظر‪ :‬هامش "لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."69‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.55 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 10‬من "لطائف البيان شرح مورد الظمآن"‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪ ،"69‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/254‬‬

‫{وآتَا ُك ْم ِم ْن ُك ِّل َما َسأَْلتُ ُموهُ} ‪ 1‬بإبراهيم‪.‬‬


‫هو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت فيه المصاحف فرسم في بعضها بالقطع ورسم في بعضها بالوصل وذلك في‬
‫أربعة مواضع هي‪:‬‬
‫أولها‪ :‬قوله تعالى‪ُ { :‬ك َّل َما ُر ُّدوا ِإلَى اْلِفتَْن ِة أ ُْر ِك ُسوا ِفيهَا} ‪ 2‬بالنساء‪ ،‬ثانيها‪ :‬قوله جل وعال‪ُ { :‬كلَّ َما‬
‫ُمةً َر ُسولُهَا} ‪ 4‬بالمؤمنون‪،‬‬
‫اء أ َّ‬ ‫َّ‬
‫ُختَهَا} ‪ 3‬باألعراف‪ ،‬ثالثها‪ :‬قوله سبحانه‪ُ { :‬كل َما َج َ‬ ‫تأْ‬
‫ُمةٌ لَ َعَن ْ‬
‫ت أ َّ‬
‫َد َخلَ ْ‬
‫رابعها‪ :‬قوله عز وجل‪ُ { :‬كلَّ َما أُْلِق َي ِفيهَا فَ ْو ٌج} ‪ 5‬باْل ُملك‪ .‬ولكن العمل على القطع في موضعي النساء‬
‫والمؤمنون‪ ،‬وعلى الوصل في موضعيـ األعراف والملك‪.6‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك في غير المواضع الخمسة المذكورة في القسمين‬
‫اء ُك ْم َر ُسو ٌل} ‪ 7‬بالبقرة‪ ،‬وقوله سبحانه‪ُ { :‬كلَّ َما َد َخ َل َعلَْيهَا‬ ‫َّ‬
‫السابقين وذلك نحو قوله تعالى‪{ :‬أَفَ ُكل َما َج َ‬
‫َها اللَّهُ} ‪ 9‬بالمائدة‬ ‫اب} ‪ 8‬بآل عمران‪ ،‬وقوله عز وجل‪ُ { :‬كلَّ َما أ َْوقَ ُدوا َن ًارا ِلْل َح ْر ِب أَ ْ‬
‫طفَأ َ‬
‫ِ‬
‫َز َك ِريَّا اْلم ْح َر َ‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫الكلمة الرابعة‪" :‬في" مع "ما" الموصولة‪ ،‬وهذه الكلمة اختلف فيها العلماء على خمسة مذاهب‪:‬‬
‫المذهب األول‪ :‬وهو لإلمام ابن الجزري‪ ،‬وهي فيه على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬القطع بال خالف في المواضع األحد عشر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫{في َما فَ َعْلن} الثاني بالبقرة‪.10‬‬
‫‪ -3 ،2‬قوله سبحانه‪ِ :‬‬
‫{في َما آتَا ُك ْم} بالمائدة‪ 11‬واألنعام‪.12‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.34 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.91 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.8 :‬‬
‫‪ 6‬انظر‪ :‬هامش "لطائف البيان بشرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."74‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.87 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.37 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.64 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.240 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.48 :‬‬
‫‪ 12‬اآلية‪.165 :‬‬

‫( ‪)1/255‬‬

‫أيضا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫‪ -4‬قوله تعالى‪{ :‬في َما أُوح َي} باألنعام‪ً 1‬‬
‫ت أ َْنفُ ُسهُ ْم} باألنبياء‪.2‬‬‫{في َما ا ْشتَهَ ْ‬‫‪ -5‬قوله سبحانه‪ِ :‬‬
‫ضتُ ْم} بالنور‪.3‬‬ ‫{في َما أَفَ ْ‬ ‫‪ -6‬قوله جل وعال‪ِ :‬‬
‫ين} بالشعراء‪.4‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اهَنا آمن َ‬ ‫‪ -7‬قوله عز وجل‪{ :‬في َما َه ُ‬
‫{في َما َر َز ْقَنا ُك ْم} بالروم‪.5‬‬ ‫‪ -8‬قوله سبحانه‪ِ :‬‬
‫ون} بالزمر‪.6‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ -9‬قوله تعالى‪{ :‬في َما ُه ْم فيه َي ْختَلفُ َ‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ 7‬بالزمر ً‬ ‫‪ -10‬قوله تعالى‪{ :‬في َما َك ُانوا فيه َي ْختَلفُ َ‬
‫ون} بالواقعة‪.8‬‬ ‫ِ‬
‫‪ -11‬قوله سبحانه‪{ :‬في َما ال تَ ْعلَ ُم َ‬
‫يما‬ ‫ِ‬
‫القسم الثاني‪ :‬الوصل بال خالف وذلك فيما عدا هذه المواضع األحد عشر نحو قوله تعالى‪{ :‬ف َ‬
‫يما فَ َعْل َن} ‪ 10‬الموضع األول بالبقرة‪ ،‬وقوله جل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ون} ‪ 9‬بالبقرة‪ ،‬وقوله سبحانه‪{ :‬ف َ‬ ‫َك ُانوا فيه َي ْختَلفُ َ‬
‫يم} ‪ 11‬باألنفال‪ ،‬وكل ما شابه ذلك‪ ،‬وهذا المذهب هو الذي عليه‬ ‫َخ ْذتُم ع َذ ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َعظ ٌ‬ ‫يما أ َ ْ َ‬ ‫وعال‪{ :‬لَ َم َّس ُك ْم ف َ‬
‫العمل‪ 12‬ويؤخذ من كالم اإلمام ابن الجزري في المقدمة الجزرية حيث قال‪:‬‬
‫معا‬
‫‪ ...............‬في ما اقطعا ‪ ...‬أوحي أفضتم اشتهت يبلو ً‬
‫ثاني فعلن وقعت روم كال ‪ ...‬تنزيل شعراء وغير ذي صال‬
‫أيضا حيث استثنى العشرة مواضع عدا موضع الشعراء‪،‬‬
‫المذهب الثاني‪ :‬وهو لإلمام ابن الجزري ً‬
‫وذكر فيها الخالف وصرح به في َّ‬
‫الن ْشر ثم قال‪ :‬واألكثرون على فصلها‪ ،‬وما عدا األحد عشر‬
‫موضعا فموصول اتفاقًا كالمذهب السابق‪.‬‬
‫ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.145 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.14 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.146 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.46 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.61 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.113 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.234 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.68 :‬‬
‫‪ 12‬انظر‪ :‬هامش "لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."75‬‬

‫( ‪)1/256‬‬

‫المذهب الثالث‪ :‬وهو لإلمام أبي داود سليمان بن نجاح‪ ،‬وهي عنده على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬القطع بال خالف في موضعيـ األنبياء والشعراء‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬القطع بالخالف في التسعة الباقية‪.‬‬
‫موضعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫القسم الثالث‪ :‬الوصل بال خالف فيما عدا األحد عشر‬
‫المذهب الرابع‪ :‬وهو لإلمام أبي عمرو َّ‬
‫الداني وهي عنده على قسمين‪:‬‬
‫موضعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫القسم األول‪ :‬القطع بالخالف في األحد عشر‬
‫القسم الثاني‪ :‬الوصل بال خالف فيما عدا ذلك‪.‬‬
‫المذهب الخامس‪ :‬وهو لإلمام الشاطبي وهي عنده على قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬القطع بال خالف في موضع الشعراء‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬الوصل بال خالف فيما عداه‪.‬‬
‫وقد أشار صاحب مورد الظمآن إلى بعض هذه الخالفات فقال‪:‬‬
‫‪ ... ...............................‬وخلف مقنع بكل مستطر‬
‫وخلف تنزيل بغير الشعرا ‪ ...‬واألنبيا واقطعهما إذ كثرا‬
‫الكلمة الخامسة‪َّ :‬‬
‫"أن" المفتوحة الهمزة المشددة النون مع "ما" الموصولة وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫"أن" عن "ما" في موضعين هما‪:‬‬ ‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع َّ‬
‫َن ما ي ْدعون ِمن ُدونِ ِه هو اْلب ِ‬
‫اط ُل} ‪ 1‬بالحج‪.‬‬ ‫َُ َ‬ ‫{وأ َّ َ َ ُ َ ْ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َن ما ي ْدعون ِمن ُدونِ ِه اْلب ِ‬
‫اط ُل} ‪ 2‬بلقمان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫{وأ َّ َ َ ُ َ ْ‬ ‫‪ -2‬قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.62 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.30 :‬‬

‫( ‪)1/257‬‬

‫مقطوعا وذلك في‬


‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت المصاحف فيه فرسم في بعضها موصوال‪،‬ـ وفي بعضها‬
‫اعلَ ُموا أََّن َما َغنِ ْمتُ ْم ِم ْن َش ْي ٍء} ‪ 1‬باألنفال واألرجح فيه الوصل‪ 2‬وهو‬
‫{و ْ‬
‫موضع واحد هو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الذي عليه العمل‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله‪ ،‬وذلك فيما عدا المواضع الثالثة المذكورة في القسمين‬
‫السابقين نحو قوله تعالى‪{ :‬فَِإ ْن تََولَّْيتُ ْم فَ ْ‬
‫اعلَ ُموا أََّن َما َعلَى َر ُسوِلَنا اْلَبالغُ اْل ُمبِ ُ‬
‫ين} ‪ 3‬بالتغابن وكل ما‬
‫شابه ذلك‪.‬‬
‫"أن" مفتوحة الهمزة ساكنة النون مع "ال" النافية وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫الكلمة السادسة‪ْ :‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على قطع "أن" عن "ال" في عشرة مواضع وإ ليك بيانها‪:‬‬
‫ق} ‪ 4‬باألعراف‪.‬‬ ‫ول َعلَى اللَّ ِه ِإاَّل اْل َح َّ‬ ‫َن ال أَقُ َ‬ ‫يق َعلَى أ ْ‬ ‫{حِق ٌ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫ق} ‪ 5‬بها ً‬ ‫َن ال َيقُولُوا َعلَى اللَّ ِه ِإاَّل اْل َح َّ‬ ‫‪ -2‬قوله جل شأنه‪{ :‬أ ْ‬
‫َن ال َمْل َجأَ ِم َن اللَّ ِه ِإاَّل ِإلَْي ِه} ‪ 6‬بالتوبة‪.‬‬ ‫ظُّنوا أ ْ‬
‫{و َ‬ ‫‪ -3‬قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬
‫ون} ‪ 7‬بهود‪.‬‬ ‫َن ال ِإلَهَ ِإ ُه َو فَهَ ْل أ َْنتُ ْم ُم ْسل ُم َ‬ ‫{وأ ْ‬
‫‪ -4‬قوله عز وجل‪َ :‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫اف َعلَْي ُك ْم} ‪ 8‬بهود ً‬ ‫َخ ُ‬ ‫َن ال تَ ْعُب ُدوا ِإاَّل اللَّهَ ِإِّني أ َ‬ ‫‪ -5‬قوله جل وعل‪{ :‬أ ْ‬
‫َن ال تُ ْش ِر ْك بِي َش ْيًئا} ‪ 9‬بالحج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫إِلِ ِ‬
‫ان اْلَب ْيت أ ْ‬ ‫يم َم َك َ‬
‫{وإِ ْذ َب َّوأَْنا ْب َراه َ‬ ‫‪ -6‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ان} ‪ 10‬يس‪.‬‬ ‫ط َ‬ ‫َن ال تَ ْعُب ُدوا َّ‬
‫الش ْي َ‬ ‫َعهَ ْد ِإلَْي ُك ْم َيا َبنِي َ‬
‫آد َم أ ْ‬ ‫‪ -7‬قوله سبحانه‪{ :‬أَلَ ْم أ ْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.41 :‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪."71‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.92 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.105 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.169 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.118 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.14 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.26 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.26 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.60 :‬‬

‫( ‪)1/258‬‬

‫ين} ‪ُّ 1‬‬


‫بالد َخان‪.‬‬ ‫ان ُمبِ ٍ‬‫طٍ‬ ‫َن ال تَ ْعلُوا َعلَى اللَّ ِه ِإِّني آتِي ُك ْم بِ ُسْل َ‬ ‫{وأ ْ‬
‫‪ -8‬قوله عز وجل‪َ :‬‬
‫َن ال ُي ْش ِر ْك َن بِاللَّ ِه َشْيًئا} ‪ 2‬بالممتحنة‪.‬‬ ‫{يَبايِ ْعَن َك َعلَى أ ْ‬
‫‪ -9‬قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫ين} ‪ 3‬بالقلم‪.‬‬ ‫َن ال َي ْد ُخلََّنهَا اْلَي ْو َم َعلَْي ُك ْم ِم ْس ِك ٌ‬
‫‪ -10‬قوله جل وعال‪{ :‬أ ْ‬
‫مقطوعا وفي بعضها موصوال‪ ،‬وذلك في‬ ‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت فيه المصاحف فرسم في أكثرها‬
‫ت ُسْب َح َان َك} ‪ 4‬باألنبياء‪ ،‬والمختار‬‫َن ال ِإلَهَ ِإاَّل أ َْن َ‬ ‫ُّ ِ‬ ‫موضع واحد هو قوله تعالى‪{ :‬فََن َ ِ‬
‫ادى في الظلُ َمات أ ْ‬
‫فيه القطع وعليه العمل‪.5‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على وصله وذلك في غير المواضع األحد عشر المذكورة في‬
‫القسمين السابقين نحو قوله تعالى‪{ :‬أَاَّل تَ ْعُب ُدوا ِإاَّل اللَّهَ ِإَّننِي لَ ُك ْم ِم ْنهُ َن ِذ ٌير َوَب ِش ٌير} ‪ 6‬بهود‪ ،‬وقوله‬
‫الر ُس ُل ِم ْن َب ْي ِن أ َْيِدي ِه ْم‬ ‫اَّل‬
‫تعالى‪{ :‬أَفَال َي َر ْو َن أَ َي ْر ِجعُ ِإلَْي ِه ْم قَ ْواًل } ‪ 7‬بطه‪ ،‬وقوله سبحانه‪ِ{ :‬إ ْذ َج َ‬
‫اءتْهُ ُم ُّ‬
‫يل اللَّ ِه} ‪9‬‬ ‫و ِم ْن َخْلِف ِهم أَاَّل تَ ْعُب ُدوا ِإاَّل اللَّهَ} ‪ 8‬بفصلت‪ ،‬وقوله عز وجل‪{ :‬وما لَ ُكم أَاَّل تُْنِفقُواـ ِفي سبِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫بالحديد‪ ،‬وغير ذلك كثير في القرآن‪.‬‬
‫"أن" مفتوحة الهمزة ساكنة النون مع "لن" وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫الكلمة السابعة‪ْ :‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على وصل "أن" بـ"لَ ْن" وذلك في موضعين‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬أَلَّ ْن َن ْج َع َل لَ ُك ْم َم ْو ِع ًدا} ‪ 10‬بالكهف‪.‬‬
‫امهُ} ‪ 11‬بالقيامة‪.‬‬
‫ظَ‬ ‫‪ -2‬قوله سبحانه‪{ :‬أَلَّ ْن َن ْج َم َع ِع َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.19 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.24 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.87 :‬‬
‫‪ 5‬انظر‪ :‬هامش لطائف البيان شرح مورد الظمآن‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪."68‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.89 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.14 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.48 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.3 :‬‬

‫( ‪)1/259‬‬

‫مقطوعا‪ ،‬ورسم في بعضها موصوال‪،‬ـ وذلك‬


‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت فيه المصاحف فرسم في بعضها‬
‫صوهُ} ‪ 1‬بالمزمل‪ ،‬ولكن المشهور فيه القطع وعليه‬ ‫في موضع واحد هو قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫َن لَ ْن تُ ْح ُ‬
‫{عل َم أ ْ‬
‫َ‬
‫العمل‪.2‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على قطعه وذلك في غير المواضع الثالثة المذكورة في القسمين‬
‫َن لَ ْن‬ ‫َِّ‬ ‫ِ‬
‫ين َكفَ ُروا أ ْ‬
‫{ز َع َم الذ َ‬
‫الر ُسو ُل} ‪ 3‬بالفتح‪ ،‬وقوله سبحانه‪َ :‬‬ ‫ب َّ‬ ‫َن لَ ْن َي ْن َقل َ‬
‫السابقين نحو قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫َح ٌد} ‪ 5‬بالبلد إلى غير ذلك مما ورد في‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َن لَ ْن َي ْقد َر َعلَْيه أ َ‬
‫ُي ْب َعثُوا} ‪ 4‬بالتغابن‪ ،‬وقوله عز وجل‪{ :‬أ ْ‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫الكلمة الثامنة‪" :‬بئس" مع "ما" وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على وصل "بئس" بـ "ما" وذلك في موضع واحد هو قوله تعالى‪:‬‬
‫{بِْئ َس َما ا ْشتََر ْوا بِ ِه أ َْنفُ َسهُ ْم} ‪ 6‬الموضع األول بالبقرة‪.‬‬
‫مقطوعا ورسم في بعضها موصوال وذلك في‬
‫ً‬ ‫القسم الثاني‪ :‬اختلف فيه المصاحف فرسم في بعضها‬
‫موضعين‪:‬‬
‫يم ُان ُك ْم} ‪ 7‬الموضع الثاني بالبقرة‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْم ُر ُك ْم به إ َ‬
‫‪ -1‬قوله سبحانه وتعالى‪ُ { :‬ق ْل ب ْئ َس َما َيأ ُ‬
‫ال بِْئ َس َما َخلَ ْفتُ ُمونِيـ ِم ْن َب ْع ِدي} ‪ 8‬باألعراف‪ ،‬والعمل فيهما على الوصل‪.‬‬ ‫‪ -2‬قوله عز وجل‪{ :‬قَ َ‬
‫لقد ذكر اإلمام ابن الجزري الوصل باتفاق في موضع األعراف‪ ،‬ولكن صاحب مورد الظمآن أثبت‬
‫فيه الخالف عن أبي دواد سليمان بن نجاح‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.20 :‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن‪" ،‬ج‪ ،2 :‬ص‪."79‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.5 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.90 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.93 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.150 :‬‬

‫( ‪)1/260‬‬

‫ص ٌل وقل بالوصل بئسما اشتروا ‪ ...‬عن أبي عمرو في األعراف رووا‬


‫فَ ْ‬
‫وخلفه البن نجاح رسما ‪ ...‬وعنهما كذاك في قل بئسما‬
‫واحدا فيما جاور "اشتروا" وأثبت الخالف فيما وقع بعد "قال" أو "قل" باألعراف‬
‫ً‬ ‫فأثبت الوصل قوال‬
‫والبقرة‪.1‬‬
‫كما أشار صاحب آللئ البيان إلى ذلك بقوله‪:‬‬
‫وبئسما اشتروا فصل والخلف في ‪ ...‬خلفتمونيـ مع يأمركم قفي‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على قطعه وذلك في ستة مواضع‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬قرن بالفاء وهو قوله تعالى‪{ :‬فَبِْئ َس َما َي ْشتَُر َ‬
‫ون} ‪ 2‬بآل عمران‪ ،‬والخمسة الباقية قرنت‬
‫{ولَبِْئ َس َما َشَر ْوا بِ ِه أ َْنفُ َسهُ ْم} ‪ 3‬الموضع الثالث بالبقرة‪ ،‬واألربعة جميعها‬
‫بالالم‪ :‬أولها قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ون} ‪{ ،5‬لَبِْئ َس‬ ‫ون} ‪{ ،4‬لَبِْئ َس َما َك ُانوا َي ْ‬
‫صَن ُع َ‬ ‫بسورة المائدة وهي قوله سبحانه‪{ :‬لَبِْئ َس َما َك ُانوا َي ْع َملُ َ‬
‫ون} ‪{ 6‬لَبِْئ َس َما قَ َّد َم ْ‬
‫ت لَهُ ْم أ َْنفُ ُسهُ ْم} ‪.7‬‬ ‫َما َك ُانوا َي ْف َعلُ َ‬
‫الكلمة التاسعة‪" :‬أين" مع "ما" وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفقت المصاحف على وصل "أين" بـ "ما" وذلك في موضعين‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬فَأ َْيَن َما تَُولُّوا فَثََّم َو ْجهُ اللَّ ِه} ‪ 8‬المقرون بالفاء وهو الموضع األول بالبقرة‪.‬‬
‫‪ -2‬قوله سبحانه‪{ :‬أ َْيَنما يو ِّجهه ال يأ ِ‬
‫ْت بِ َخ ْي ٍر} ‪ 9‬بالنحل‪.‬‬ ‫َ َُ ْ ُ َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬انظر‪" :‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."77‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.187 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.62 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.63 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.79 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.80 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.115 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.76 :‬‬
‫( ‪)1/261‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬اختلفت فيه المصاحف فرسم في بعضها مقطوعا ورسم في بعضها موصوال وذلك في‬
‫ثالثة مواضع‪.‬‬
‫ت} ‪ 1‬بالنساء‪.‬‬ ‫ونوا ُي ْد ِر ْك ُك ُم اْل َم ْو ُ‬ ‫‪ -1‬قوله تعالى‪{ :‬أ َْيَن َما تَ ُك ُ‬
‫ون} ‪ 2‬بالشعراء‪.‬‬ ‫{و ِق َ‬
‫يل لَهُ ْم أ َْي َن َما ُك ْنتُ ْم تَ ْعُب ُد َ‬ ‫‪ -2‬قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ُخ ُذوا َوقُتِّلُوا تَ ْقتِيالً} ‪ 3‬باألحزاب‪.‬‬
‫‪ -3‬قوله عز وجل‪{ :‬مْلعونِين أ َْيَنما ثُِقفُواـ أ ِ‬
‫َ ُ َ َ‬
‫والعمل على الوصل في موضعي النساء واألحزاب‪ ،‬وعلى القطع في موضع الشعراء‪.4‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬اتفقتـ المصاحف على قطعه وذلك في غير المواضع الخمسة المذكورة في القسمين‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يعا} ‪ 5‬الموضع الثاني بالبقرة‪ ،‬قوله‬ ‫ونوا َيأْت بِ ُك ُم اللهُ َجم ً‬
‫السابقين نحو قوله تعالى‪{ :‬أ َْي َن َما تَ ُك ُ‬
‫{و ُه َو َم َع ُك ْم أ َْي َن َما‬ ‫سبحانه‪{ ،‬قَالُوا أ َْين ما ُك ْنتُم تَ ْدعون ِمن ُد ِ َّ ِ‬
‫ون الله} ‪ 6‬باألعراف‪ ،‬قوله عز وجل‪َ :‬‬ ‫ْ ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫ُك ْنتُ ْم} ‪ 7‬بالحديد‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬
‫قال صاحب آللئ البيان‪:‬‬
‫المقطوعُ والموصو ُل‪:‬‬
‫تقطع أن عن كل لم ولو نشا ‪ ...‬كانوا يشا والخلف في الجن فشا‬
‫وقطع أن لن غير ألَّن نجعال ‪ ...‬نجمع والخلف بتحصوه انجلى‬
‫ونون أن ال يدخلنها افصال ‪ ...‬يشركن مع ملجأ مع تعلوا على‬
‫تشرك أقول مع يقولوا تعبدوا ‪ ...‬يس واألخرى بهود قيدوا‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.78 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.92 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.61 :‬‬
‫‪ 4‬انظر هامش لطائف البيان شرح مورد الظمآن "ج‪ ،2 :‬ص‪."77‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.148 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.37 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.4 :‬‬

‫( ‪)1/262‬‬
‫كذا بها أن ال إله واختلف ‪ ...‬في األنبياء ووصل إال الكل صف‬
‫إن ما ‪ ...‬بالرعد ثم صل جميع أما‬ ‫َّ‬
‫كنون إلم هود وافصل ْ‬
‫أيضا وأم من أسسا‬
‫وقطعت أم من بذبح والنسا ‪ ...‬وفصلت ً‬
‫وأن ما يدعون االثنين افصال ‪ ...‬وخلف أنما غنمتم حصال‬
‫مع إنما عند لدى النحل وقع ‪ ...‬وقبل توعدون األنعام انقطع‬
‫وصل فأينما كنحل وجرى ‪ ...‬خلف باألحزاب النسا والشعرا‬
‫وقطع حيث ما معا ويوم هم ‪ ...‬على وبارزون عكس يبنؤم‬
‫وفي النسا من ما بقطعه وصف ‪ ...‬وفي المنافقين والروم اختلف‬
‫ومم مع ممن جميعها صال ‪ ...‬وموضعيـ عن من وما نهو افصال‬
‫وعم صل وقطع مال في النسا ‪ ...‬وسال والفرقان والكهف رسا‬
‫ًّاما بأيَّا أو بما‬
‫ووقفه بما أو الالم اعلما ‪ ...‬كوقف أي َّ‬
‫وكل ما سألتموه فصلت ‪ ...‬وخلف جا ردوا وألقى دخلت‬
‫وبئسما اشتروا فَ ِ‬
‫صل والخلف في ‪ ...‬خلفتمونيـ مع يأمركم قفى‬
‫وقع‬
‫مع ‪ ...‬نحل وحشر وبعمران ْ‬ ‫وقطع كي ال أول األحزاب ْ‬
‫معا أُوحي وال‬
‫خلف كفي ما الروم ههنا كال ‪ ...‬تنزيل آتاكم ً‬
‫فعلن في األخرى افضتم واشتهت ‪ ...‬أو خلفها مع قطع ههنا ثبت‬
‫أو هي واشتهت أو الكل فصل ‪ ...‬وفيم صل والت حين منفصلـ‬
‫وقيل وصله وها ويا وأل ‪ ...‬كالوهم أو وزنوهم اتصل‬
‫َك ُربَّما مهما نعما يؤمئذ ‪ ...‬كأنما وويكأن حينئذ‬
‫وجاء إل يا سين بانفصال ‪ ...‬وصح وقف من تالها آل‬

‫( ‪)1/263‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما المراد بكل من المقطوع والموصول؟ وأيهما أصل لآلخر؟ ولماذا؟‬
‫ِّن الفائدة التي تعود على القارئ من معرفة المقطوع والموصول‪.‬ـ‬
‫‪َ -2‬بي ْ‬

‫( ‪)1/263‬‬
‫‪ -3‬متى يجوز الوقف على الكلمة المفصولة عما بعدها؟ وإ ذا كانت موصولة فهل يجوز الوقف‬
‫عليها؟ وما الحكم إن كان هناك اختالف في قطعها ووصلها؟‬
‫‪ -4‬اذكر ثالثا من الكلمات التي اتفقتـ المصاحف العثمانية على قطعها في كل موضع‪.‬‬
‫‪ -5‬اذكر خمسا من الكلمات التي اتفقت المصاحف العثمانية على وصلها في كل موضع‪.‬‬
‫"أن" مفتوحة الهمزة مخففة النون مع "ال" النافية من حيث القطع والوصل؟ وفي أي‬
‫‪ -6‬ما حكم ْ‬
‫موضع اختلف فيه؟ وما الرأى الراجح الذي عليه العمل؟‬
‫"أن" مفتوحة الهمزة مخففة النون مع "لو" في مواضعها األربعة؟‬
‫‪ -7‬ما حكم ْ‬
‫‪ -8‬ما حكم "عن" مع "ما" من حيث القطع والوصل؟‬
‫‪ 9‬ما حكم "يوم" مع "هم" من حيث القطع والوصل؟‬
‫الت ِحين} بسورة ص ثم وضح ما الذي عليه العمل؟‬ ‫{و َ‬ ‫‪ -10‬بيِّن الخالف في رسم‪َ :‬‬
‫‪ -11‬بيِّن المقطوع والموصول والمختلف فيه بين القطع والوصل فيما يأتي‪:‬‬
‫َن لَ ْم َي َرهُ} ‪{ ،‬فَِإ ْن لَ ْم تَأْتُونِي بِ ِه} ‪{ ،‬فَِإ َّما تَثْقَفََّنهُ ْم ِفي اْل َح ْر ِب} ‪{ ،‬أ َْم َم ْن‬
‫ب أْ‬‫امهُ} ‪{ ،‬أََي ْح َس ُ‬‫ظَ‬ ‫{أَلَّ ْن َن ْج َم َع ِع َ‬
‫ط َرهُ} ‪{ ،‬لَبِْئ َس َما َك ُانوا‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬
‫وه ُك ْم َش ْ‬ ‫ث َما ُكنتُ ْم فَ َولوا ُو ُج َ‬ ‫{و َح ْي ُ‬ ‫َّس ُب ْنَي َانهُ} ‪{ ،‬إَّن َما ع ْن َد الله ُه َو َخْيٌر لَ ُك ْم} ‪َ ،‬‬
‫أَس َ‬
‫ين} ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫يصَنعون} ‪{ ،‬فَم ِ َِّ‬
‫ين َكفَ ُروا قَبلَ َك ُم ْهطع َ‬ ‫ال الذ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ‬

‫( ‪)1/264‬‬

‫هاء التأنيث التي يوقف عليها بالتاء‬


‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫يوقف عليها بالتاء‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫التأنيث التي‬ ‫هاء‬
‫ُ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ٌ‬
‫تاء التأنيث ال تخلو أن تكون في فعل أو اسم‪.‬‬
‫فإن كانت في فعل فإنها ترسم بالتاء المجرورة أي المفتوحة باتفاق العلماء‪ ،‬وعلى ذلك فإنه ال يوقف‬
‫ت َِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫{وقَالَ ْ‬
‫طائفَةٌ} ‪ ،2‬وقوله‪َ :‬‬ ‫{و َّد ْ‬ ‫{وأ ُْزِلفَت اْل َجَّنةُ لْل ُمتَّق َ‬
‫ين} ‪ ،1‬وقوله‪َ :‬‬ ‫عليها إال بالتاء نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يه} ‪ 3‬وتسمى حينئذ تاء التأنيث؛ ألنها يؤتى بها للداللة على تأنيث الفاعل‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ُختِ ِه قُ ِّ‬
‫أِل ْ‬
‫وإ ن كانت في اسم فاألصل فيها والغالب في استعمالها أن ترسم بالتاء المربوطة وتوصلـ بها كذلك‪،‬‬
‫ويوقف عليها بالهاء‪ ،‬ومن أجل هذا تسمى هاء التانيث نحو‪ :‬رحمة‪ ،‬نعمة‪ ،‬جنة‪ ،‬وال فرق في ذلك‬
‫بين رسم المصاحف العثمانية ورسم الكتابة اإلمالئية‪ ،‬غير أن في المصاحف العثمانية كلمات‬
‫خرجت عن هذا األصل وكتبت بالتاء المجرورة أي المفتوحة فيوقف عليها بالتاء عند ضيق نفس أو‬
‫تبعا لرسمها في المصحف تاء‪.‬‬
‫مقام تعليم أو اختبار ً‬
‫وهي قسمان‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الشعراء‪.90 :‬‬
‫‪ 2‬سورة آل عمران‪.69 :‬‬
‫‪ 3‬سورة القصص‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/265‬‬

‫القسم األول هاء التأنيث التي اتفق القراء على قراءتها باإلفراد‬
‫‪...‬‬
‫القسم األول‪ :‬اتفق فيه القراء على قراءته باإلفراد‪:‬‬
‫وذلك في ثالث عشرة كلمة ولكنهم اختلفوا فيها فمنهم من وقف عليها بالهاء ومنهم من وقف عليها‬
‫بالتاء المفتوحة موافقة للرسم‪ ،‬وحفص ممن وقف عليها بالتاء المفتوحة وفيما يلي بيانها بالتفصيل‪.‬‬
‫الكلمة األولى‪ :‬نعمت‬

‫( ‪)1/265‬‬

‫موضعا اتفاقًا وهي‪:‬‬


‫ً‬ ‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في أحد عشر‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم َو َما أ َْن َز َل َعلَْي ُك ْم} ‪ 1‬بالبقرة‪.‬‬ ‫{وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ‬ ‫‪َ -1‬‬
‫اء} ‪ 2‬بآل عمران‪.‬‬ ‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ ُك ْنتُ ْم أ ْ‬
‫َع َد ً‬ ‫{وا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ‬ ‫‪َ -2‬‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم ِإ ْذ َه َّم قَ ْو ٌم} ‪ 3‬بالمائدة‪.‬‬ ‫‪{ -3‬ا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ‬
‫ت اللَّ ِه ُك ْف ًرا} ‪.4‬‬ ‫ين َب َّدلُوا نِ ْع َم َ‬ ‫َِّ‬
‫‪{ -4‬أَلَ ْم تََر ِإلَى الذ َ‬
‫وها} ‪ 5‬كالهما بإبراهيم‪.‬‬ ‫‪{ -5‬وإِ ن تَع ُّدوا نِعم َ َّ ِ‬
‫ص َ‬ ‫ت الله ال تُ ْح ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ ُ‬
‫‪ِ َّ ِ ِ -6‬‬
‫ون} ‪.6‬‬ ‫{وبِن ْع َمت الله ُه ْم َي ْكفُُر َ‬ ‫َ‬
‫ونهَا} ‪.7‬‬ ‫ت اللَّ ِه ثَُّم ُي ْن ِك ُر َ‬‫ون نِ ْع َم َ‬‫{ي ْع ِرفُ َ‬‫‪َ -7‬‬
‫ت اللَّ ِه} ‪ 8‬ثالثتها بالنحل‪.‬‬ ‫{وا ْش ُك ُروا نِ ْع َم َ‬ ‫‪َ -8‬‬
‫َن اْل ُفْل َك تَ ْج ِري ِفي اْلَب ْح ِر بِنِ ْع َم ِت اللَّ ِه} ‪ 9‬بلقمان‪.‬‬ ‫‪{ -9‬أَلَ ْم تََر أ َّ‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ُك ْم} ‪ 10‬بفاطر‪.‬‬ ‫اس ا ْذ ُك ُروا نِ ْع َم َ‬ ‫الن ُ‬‫{يا أَيُّهَا َّ‬
‫‪َ -10‬‬
‫ون} ‪ 11‬بالطور‪.‬‬ ‫ِّك بِ َك ِ‬
‫اه ٍن َوال َم ْجُن ٍ‬ ‫ت بِنِ ْع َم ِت َرب َ‬
‫‪{ -11‬فَ َذ ِّك ْر فَ َما أ َْن َ‬
‫{ولَ ْوال نِ ْع َمةُ َربِّي} ‪ 12‬فقد ورد فيه الخالف عن أبي داود سليمان بن‬
‫وأما موضع الصافات وهو‪َ :‬‬
‫نجاح وإ لى هذا الخالف يشير صاحب مورد الظمآن بقوله‪:‬‬
‫نعمة ربي عن سليمان رسم ‪ ...‬عن ابن قيس وعطاء وحكم‬
‫فكأنه نقل عن غيرهم رسمه بالهاء وهو الذي عليه العمل‪.13‬‬
‫أيضا يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫وإ لى هذا الخالف ً‬
‫والخلف في نعمة ربي‪...‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.231 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.103 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.34 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.72 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.83 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.114 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.31 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.29 :‬‬
‫‪ 12‬اآلية‪.57 :‬‬
‫‪ 13‬انظر لطائف البيان شرح مورد الظمآن "ج‪ ،2 :‬ص‪."87 ،86‬‬

‫( ‪)1/266‬‬

‫وما عدا هذه المواضع االثني عشر كتب بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من غير خالف نحو‬
‫َما بِنِ ْع َم ِة َرب َ‬
‫ِّك فَ َح ِّد ْ‬
‫ث} ‪ 2‬بالضحى وغير‬ ‫{وأ َّ‬
‫ون} ‪ 1‬بالنحل‪ ،‬وقوله‪َ :‬‬
‫ِ ِ َّ ِ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬أَفَبِن ْع َمة الله َي ْج َح ُد َ‬
‫ذلك كثير‪.‬‬
‫الكلمة الثانية‪ :‬رحمت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في سبعة مواضع اتفاقًا وهي‪:‬‬
‫ت اللَّ ِه} ‪ 3‬بالبقرة‪.‬‬
‫ون َر ْح َم َ‬ ‫ِ‬
‫‪{ -1‬أُولَئ َك َي ْر ُج َ‬
‫ين} ‪ 4‬باألعراف‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ت اللَّ ِه قَ ِر ٌ ِ‬ ‫‪ِ{ -2‬إ َّن َر ْح َم َ‬
‫يب م َن اْل ُم ْحسن َ‬
‫َه َل اْلَب ْي ِت} ‪ 5‬بهود‪.‬‬ ‫ت اللَّ ِه َوَب َر َكاتُهُ َعلَْي ُك ْم أ ْ‬‫{ر ْح َم ُ‬
‫‪َ -3‬‬
‫ِّك َع ْب َدهُ َز َك ِريَّا} ‪ 6‬بمريم‪.‬‬ ‫{ذ ْك ُر َر ْح َم ِت َرب َ‬ ‫‪ِ -4‬‬
‫‪{ -5‬فَ ْانظُ ْر ِإلَى آثَ ِار َر ْح َم ِت اللَّ ِه} ‪ 7‬بالروم‪.‬‬
‫ِّك} ‪ 8‬بالزخرف‪.‬‬ ‫ت َرب َ‬ ‫ون َر ْح َم َ‬ ‫ِ‬
‫َه ْم َي ْقس ُم َ‬‫‪{ -6‬أ ُ‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ 9‬بها ً‬ ‫ِّك َخْيٌر م َّما َي ْج َم ُع َ‬ ‫ت َرب َ‬ ‫{و َر ْح َم ُ‬
‫‪َ -7‬‬
‫وأما موضع آل عمران وهو‪{ :‬فَبِ َما َر ْح َم ٍة ِم َن اللَّ ِه ِل ْن َ‬
‫ت لَهُ ْم} ‪ 10‬فقد ورد فيه الخالف عن أبي داود‬
‫سليمان بن نجاح والمشهور رسمها بالهاء‪ 11‬وهو الذي عليه العمل‪ ،‬وإ لى ذلك يشير صاحب مورد‬
‫الظمآن بقوله‪:‬‬
‫أيضا ذكرت ‪ ...‬البن نجاح وبهاء شهرت‬ ‫ٍ‬
‫كذا بما رحمة ً‬
‫كما أشار صاحب آللئ البيان إلى هذا الخالف بقوله‪:‬‬
‫وفي بما رحمة الخلف أتى ‪........................... ...‬ـ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.71 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.218 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.56 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.73 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.2 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.50 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.159 :‬‬
‫‪ 11‬انظر‪" :‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن" "ج‪ ،2 :‬ص‪."85‬‬

‫( ‪)1/267‬‬

‫وما عدا هذه المواضع الثمانية كتب بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من غير خالف‪ ،‬نحو قوله‬
‫تعالى‪ِ{ :‬إاَّل َر ْح َمةً ِم ْن َرب َ‬
‫ِّك} ‪ 1‬باإلسراء وغير ذلك كثير‪.‬‬
‫الكلمة الثالثة‪ :‬امرأت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في سبعة مواضع اتفاقًا وهي‪:‬‬
‫ان} ‪ 2‬بآل عمران‪.‬‬ ‫‪ِ{ -1‬إ ْذ قَالَ ِت امرأ ُ ِ‬
‫َت ع ْم َر َ‬ ‫َْ‬
‫اها} ‪ 3‬بيوسف‪.‬‬ ‫يز تَُر ِاو ُد فَتَ َ‬
‫َت اْل َع ِز ِ‬
‫{ام َرأ ُ‬
‫‪ْ -2‬‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫ص اْل َح ُّ‬ ‫َت اْل َع ِز ِ‬ ‫ِ‬
‫ق} ‪ 4‬بها ً‬ ‫ص َح َ‬
‫يز اآْل َن َح ْ‬ ‫ام َرأ ُ‬ ‫‪{ -3‬قَالَت ْ‬
‫َت ِف ْر َع ْو َن} ‪ 5‬بالقصص‪.‬‬ ‫ام َرأ ُ‬ ‫ِ‬
‫{وقَالَت ْ‬ ‫‪َ -4‬‬
‫وح} ‪.6‬‬ ‫َت ُن ٍ‬ ‫{ام َرأ َ‬
‫‪ْ -5‬‬
‫وط} ‪.7‬‬ ‫َت لُ ٍ‬ ‫ام َرأ َ‬
‫{و ْ‬
‫‪َ -6‬‬
‫َت ِف ْر َع ْو َن} ‪ 8‬ثالثتها بالتحريم‪.‬‬ ‫{ام َرأ َ‬
‫‪ْ -7‬‬
‫وضابط ذلك أن كل امرأة تذكر مقرونة بزوجها ترسم مقرونة بالتاء المفتوحة كما في هذه المواضع‬
‫السبعة وليس غيرها في القرآن‪ ،‬وما عدا هذه المواضع كتب بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من‬
‫ام َرأَةً تَ ْمِل ُكهُ ْم} ‪ 10‬بالنمل‪،‬‬
‫ت ْ‬‫ت} ‪9‬بالنساء‪ ،‬وقوله‪ِ{ :‬إِّني َو َج ْد ُ‬ ‫{وإِ ِن ْ‬
‫ام َرأَةٌ َخافَ ْ‬ ‫غير خالف نحو‪َ :‬‬
‫ام َرأَةً ُم ْؤ ِمَنةً} ‪ 11‬باألحزاب‪.‬‬
‫{و ْ‬
‫وقوله‪َ :‬‬
‫الكلمة الرابعة‪ :‬سنت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في خمسة مواضع اتفاقًا وهي‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.87 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.35 :‬‬
‫‪ 4 ،3‬اآليتان‪.51 ،30 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.9 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.128 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.50 :‬‬

‫( ‪)1/268‬‬

‫ين} ‪ 1‬باألنفال‪.‬‬ ‫ت اأْل ََّوِل َ‬


‫ت ُسَّن ُ‬
‫ضْ‬ ‫‪{ -1‬فَقَ ْد َم َ‬
‫ين} ‪.2‬‬ ‫ون ِإاَّل ُسَّن َ‬
‫ت اأْل ََّوِل َ‬ ‫‪{ -2‬فَهَ ْل َي ْنظُ ُر َ‬
‫‪َ { -3‬فلَ ْن تَ ِج َد ِل ُسَّن ِت اللَّ ِه تَْبِدياًل } ‪.3‬‬
‫{ولَ ْن تَ ِج َد ِل ُسَّن ِت اللَّ ِه تَ ْح ِوياًل } ‪ 4‬ثالثتها بفاطر‪.‬‬ ‫‪َ -4‬‬
‫ت ِفي ِعَب ِاد ِه} ‪ 5‬بغافر‪.‬‬ ‫ت اللَّ ِه الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ‬
‫{سَّن َ‬
‫‪ُ -5‬‬
‫{سَّنةَ‬
‫وما عدا هذه المواضع الخمسة كتب بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من غير خالف نحو‪ُ :‬‬
‫ت ِم ْن قَْب ُل}‬
‫{سَّنةَ اللَّ ِه الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ِ ِ َّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين َخلَ ْوا م ْن قَْب ُل َولَ ْن تَ ِج َد ل ُسَّنة الله تَْبدياًل } ‪ 6‬باألحزاب‪ُ ،‬‬
‫َّ ِ ِ َِّ‬
‫الله في الذ َ‬
‫‪ 7‬بالفتح وما شابه ذلك‪.‬‬
‫الكلمة الخامسة‪ :‬لعنت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في موضعين اتفاقًا وهما‪:‬‬
‫ِ‬ ‫‪{ -1‬فََن ْجع ْل لَعَن َ َّ ِ‬
‫ين} ‪ 8‬الموضع األول بآل عمران‪.‬‬ ‫ت الله َعلَى اْل َكاذبِ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ت اللَّ ِه َعلَْي ِه} ‪ 9‬بالنور‪.‬‬ ‫‪{ -2‬واْل َخ ِ‬
‫ام َسةُ أ َّ‬
‫َن لَ ْعَن َ‬ ‫َ‬
‫وما عدا هذين الموضعين مرسوم بالتاء المربوطة‪ ،‬ويوقف عليه بالهاء من غير خالف نحو‪:‬‬
‫َن َعلَْي ِه ْم لَ ْعَنةَ اللَّ ِه} ‪ 11‬الموضع الثاني بآل‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫{أُولَئ َك َعلَْي ِه ْم لَ ْعَنةُ الله} ‪ 10‬بالبقرة‪{ ،‬أُولَئ َك َج َز ُ‬
‫اؤ ُه ْم أ َّ‬
‫ين} ‪ 12‬بالحجر‪ ،‬وغير ذلك من المواضع‪.‬‬ ‫{وإِ َّن َعلَْي َك اللَّ ْعَنةَ ِإلَى َي ْوِم ِّ‬
‫الد ِ‬ ‫عمران‪َ ،‬‬
‫الكلمة السادسة‪ :‬معصيت‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.85 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.62 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.61 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.161 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.87 :‬‬
‫‪ 12‬اآلية‪.35 :‬‬

‫( ‪)1/269‬‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في موضعين اتفاقًا وال ثالث لهما في القرآن الكريم وهما‪:‬‬
‫ول} ‪.1‬‬‫الرس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اج ْو َن بِاإْلِ ثِْم َواْل ُع ْد َو ِ‬
‫ان َو َم ْعصَي ـت َّ ُ‬ ‫{وَيتََن َ‬
‫‪َ -1‬‬
‫الرس ِ‬
‫ول} ‪ 2‬وكالهما بالمجادلة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اج ْوا بِاأْلِ ثِْم َواْل ُع ْد َو ِ‬
‫ان َو َم ْعصَي ـت َّ ُ‬ ‫‪{ -2‬فَال تَتََن َ‬
‫الكلمة السابعة‪ :‬كلمت‬
‫ت َكِل َم ُ‬
‫ت‬ ‫{وتَ َّم ْ‬
‫وقد جاء فيها الخالف في موضع األعراف المتفق على قراءته باإلفراد في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِّك اْل ُح ْسَنى} ‪ 3‬وقد أشار صاحب مورد الظمآن إلى هذا الخالف بقوله‪:‬‬
‫َرب َ‬
‫‪ .............‬وفي األعراف ‪ ...‬كلمت جاءت على خالف‬
‫فرجح التنزيل فيها الهاء ‪ ...‬ومقنع حكاهما سواء‬
‫كما أشار صاحب آللئ البيان إلى ذلك بقوله‪:‬‬
‫كلمة األعراف بالخلف أتى ‪.............................. ...‬‬
‫ولكن المشهور والذي عليه العمل هو رسمها بالتاء المفتوحة‪ ،4‬وما عدا هذا الموضع والمواضع‬
‫األربعة التي سيأتي الكالم عليها ‪-‬فيما بعد‪ -‬فقد رسم بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من غير‬
‫الس ْفلَى َو َكِل َمةُ اللَّ ِه ِه َي اْل ُعْلَيا} ‪ 5‬بالتوبة‪.‬‬
‫ين َكفَ ُروا ُّ‬ ‫ِ َِّ‬
‫{و َج َع َل َكل َمةَ الذ َ‬
‫خالف نحو‪َ :‬‬
‫الكلمة الثامنة‪ :‬بقيت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة اتفاقًا في موضع واحد هو‪:‬‬
‫َّت اللَّ ِه َخ ْيٌر لَ ُك ْم} ‪ 6‬بهود‪ ،‬وما عدا هذا الموضع كتب‬
‫{بِقي ُ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.8 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.9 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.137 :‬‬
‫‪ 4‬انظر‪" :‬غيث النفع في القراءات السبع" ص‪ 140‬بهامش ابن الناصح‪ ،‬وانظر‪" :‬إتحاف فضالء‬
‫البشر" ص‪.103‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.86 :‬‬

‫( ‪)1/270‬‬

‫بالتاء المربوطة ويوقف عليه بالهاء من غير خالف نحو‪ِ ِ :‬‬


‫{وَبقَّيةٌ م َّما تََر َك آ ُل ُم َ‬
‫وسى} ‪ 1‬بالبقرة‪،‬‬ ‫َ‬
‫َّة َي ْنهَ ْو َن َع ِن اْلفَ َس ِاد ِفي األ َْر ِ‬
‫ض} ‪ 2‬بهود‪.‬‬ ‫{أُولُوا بِقي ٍ‬
‫ْ َ‬
‫الكلمة التاسعة‪ :‬قرت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة اتفاقًا في موضع واحد هو‪:‬‬
‫ت َع ْي ٍن ِلي َولَ َك} ‪ 3‬بالقصص‪ ،‬وما عداه مرسوم بالتاء المربوطة ويوقف عليها‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬قَُّر ُ‬
‫اجَنا َو ُذ ِّريَّاتَِنا قَُّرةَ أ ْ‬
‫َعُي ٍن} ‪ 4‬بالفرقان‪{ ،‬فَال تَ ْعلَ ُم َن ْف ٌس‬ ‫ب لََنا ِم ْن أ َْزو ِ‬
‫َ‬ ‫{ربََّنا َه ْ‬
‫بالهاء من غير خالف نحو‪َ :‬‬
‫َعُي ٍن} ‪ 5‬بالسجدة‪.‬‬‫ُخِف َي لَهُ ْم ِم ْن قَُّر ِة أ ْ‬
‫َما أ ْ‬
‫الكلمة العاشرة‪ :‬فطرت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة في موضع واحد اتفاقًا هو‪:‬‬
‫اس َعلَْيهَا} ‪ 6‬بالروم وال ثاني لها في القرآن الكريم‪.‬‬
‫الن َ‬ ‫ت اللَّ ِه الَّتِي فَ َ‬
‫ط َر َّ‬ ‫ط َر َ‬ ‫قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫{ف ْ‬
‫الكلمة الحادية عشرة‪ :‬شجرت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة اتفاقًا في موضع واحد هو‪:‬‬
‫ام األَثِ ِيم} ‪ 7‬بالدخان وما عداه مرسوم بالتاء المربوطة ويوقف‬ ‫ط َع ُ‬
‫الزقُّ ِ‬
‫وم‪َ ،‬‬ ‫قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن َش َج َر َ‬
‫ت َّ‬
‫{و َش َج َرةً تَ ْخ ُر ُج ِم ْن طُ ِ‬
‫ور‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ‬
‫{ه ْل أ َُدل َك َعلَى َش َج َرة اْل ُخْلد} ‪ 8‬بطه‪َ ،‬‬
‫عليه بالهاء من غير خالف نحو‪َ :‬‬
‫اء} ‪ 9‬بالمؤمنون‪.‬‬
‫َسْيَن َ‬
‫الكمة الثانية عشرة‪ :‬جنت‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.248 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.116 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.90 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.74 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.17 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.30 :‬‬
‫‪ 7‬اآليتان‪.44 ،43 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.120 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.20 :‬‬

‫( ‪)1/271‬‬

‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة اتفاقًا في موضع واحد هو‪:‬‬


‫ت َن ِع ٍيم} ‪ 1‬بالواقعة‪ ،‬وما عدا هذا الموضع كتب بالتاء المربوطة‬ ‫ان َو َجَّن ُ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬فََر ْو ٌح َو َر ْي َح ٌ‬
‫{و َس ِار ُعوا ِإلَى َم ْغِف َر ٍة ِم ْن َرِّب ُك ْم َو َجَّن ٍة} ‪ 2‬بآل عمران‪،‬‬
‫ويوقف عليه بالهاء من غير خالف نحو‪َ :‬‬
‫َن ُي ْد َخ َل َجَّنةَ َن ِع ٍيم} ‪ 3‬بالمعارج‪ .‬وما شابه ذلك‪.‬‬ ‫طمع ُك ُّل ام ِر ٍ ِ‬
‫ئ م ْنهُ ْم أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫{أََي ْ َ ُ‬
‫الكلمة الثالثة عشرة‪ :‬ابنت‬
‫وقد رسمت بالتاء المفتوحة اتفاقًا في موضع واحد هو‪:‬‬
‫ان} ‪ 4‬بالتحريم وال ثاني لها في القرآن الكريم‪.‬‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ومريم ْابَن َ ِ‬
‫ت ع ْم َر َ‬ ‫َ َْ ََ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.89 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.133 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.12 :‬‬

‫( ‪)1/272‬‬

‫"تتمة"‪ :‬في إلحاق ست كلمات بهذا القسم‬


‫يلحق بهذا القسم ست كلمات رسمت بالتاء المفتوحة وحفص يوقف عليها جميعها بالتاء وفيما يلي‬
‫بيانها بالتفصيل‪:‬‬
‫الكلمة األولى‪"َ :‬يا أََب ِت"‪ ..‬وتوجد في ثماني مواضع وهي‪:‬‬
‫{يا أََب ِت َه َذا تَأ ِْوي ُل ُر ْؤَياي} ‪ 6‬كالهما بيوسف‪.‬‬ ‫ت} ‪َ ،5‬‬ ‫{يا أََب ِت ِإِّني َرأ َْي ُ‬
‫"‪ "2 ،1‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{يا أََب ِت ال تَ ْعُب ِد‬ ‫"‪ "6 ،5 ،4 ،3‬في قوله تعالى‪{ :‬يا أَب ِت ِلم تَعب ُد} ‪{ ،7‬يا أَب ِت ِإِّني قَ ْد ج ِ‬
‫اءني} ‪َ ،8‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬
‫اف} ‪ 10‬أربعتها بمريم‪.‬‬ ‫َخ ُ‬ ‫{يا أََب ِت ِإِّني أ َ‬
‫ان} ‪َ ،9‬‬
‫ط َ‬ ‫َّ‬
‫الش ْي َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.89 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.133 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.100 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.42 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.43 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.45 :‬‬
‫( ‪)1/272‬‬

‫ْج ْرهُ} ‪ 1‬بالقصص‪.‬‬ ‫استَأ ِ‬ ‫ِ‬


‫{يا أََبت ْ‬ ‫"‪ "7‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{يا أََب ِت ا ْف َع ْل َما تُ ْؤ َم ُر} ‪ 2‬بالصافات‪.‬‬
‫"‪ "8‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الكلمة الثانية‪" :‬مرضات"‪ ..‬وتوجد في أربعة مواضع وهي‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َِّ‬ ‫اس من ي ْش ِري َن ْفسه ْابتِ َغاء مر ِ َّ ِ‬ ‫{و ِم َن َّ‬
‫ون‬
‫ين ُينفقُ َ‬ ‫{و َمثَ ُل الذ َ‬
‫ضات الله} ‪َ ،3‬‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َُ‬ ‫الن ِ َ ْ َ‬ ‫"‪ "2 ،1‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ات اللَّ ِه} ‪ 4‬كالهما بالبقرة‪.‬‬‫أَموالَهم ْابتِ َغاء مرض ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫ْ َ ُُ‬
‫ات اللَّ ِه} ‪ 5‬بالنساء‪.‬‬ ‫"‪ "3‬في قوله تعالى‪{ :‬ومن ي ْفع ْل َذِل َك ْابتِ َغاء مرض ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫ََْ َ َ‬
‫اج َك} ‪ 6‬بالتحريم‪.‬‬ ‫ات أ َْزو ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َ َ‬ ‫"‪ "4‬في قوله تعالى‪{ :‬تَْبتَغي َم ْر َ‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬ذات"‪ ..‬وتوجد مرسومة بالتاء المفتوحة حيث وقعت نحو قوله تعالى‪{ :‬فَأ َْنَبتَْنا بِ ِه‬
‫ور} ‪ 8‬بالتغابن‪ .‬وكل ما شابه ذلك‪.‬‬ ‫ُّد ِ‬
‫ات الص ُ‬ ‫ات بهج ٍة} ‪ 7‬بالنمل‪ ،‬وقوله‪{ :‬واللَّه عِليم بِ َذ ِ‬ ‫َح َدائِ َ‬
‫َ ُ َ ٌ‬ ‫ق َذ َ َ ْ َ‬
‫ات‬
‫ات َه ْيهَ َ‬ ‫{ه ْيهَ َ‬ ‫الكلمة الرابعة‪" :‬هيهات"‪ ..‬وهي توجد في موضعين في آية واحدة هما قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ون} ‪ 9‬بالمؤمنون‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وع ُد َ‬
‫ل َما تُ َ‬
‫اص} ‪ 10‬بص‪.‬‬ ‫ين َمَن ٍ‬ ‫الكلمة الخامسة‪" :‬والت"‪ ..‬وهي في قوله تعالى‪{ :‬و َ ِ‬
‫الت ح َ‬ ‫َ‬
‫ت َواْل ُع َّزى} ‪ 11‬بالنجم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الكلمة السادسة‪" :‬الالت" وهي في قوله تعالى‪{ :‬أَفََرأ َْيتُ ُم الال َ‬
‫وإ لى هذه الكلمات الست يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫كالالت مع هيهات ذات يا أبت ‪ ...‬والت مع مرضات‪...............‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.26 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.102 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.207 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.265 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.114 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.60 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.3 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.19 :‬‬
‫( ‪)1/273‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬هاءات التأنيث التي اختلف فيها القراء في قراءتها باإلفراد أو الجمع‬
‫موضعا‬
‫ً‬ ‫وهو الذي اختلف القراء في قراءته باإلفراد أو الجمع وذلك في سبع كلمات في اثني عشر‬
‫رسمت جميعها بالتاء المفتوحة‪ ،‬وحفص قد قرأ أربعة منها باإلفراد‪ ،‬وثالثة منها بالجمع وفيما يلي‬
‫بيانها بالتفصيل‪:‬‬
‫الكلمة األولى‪" :‬كلمت"‪ ..‬وحفص ممن قرأها باإلفراد وهي توجد في أربعة مواضع وهي‪:‬‬
‫ِّك ِ‬
‫ص ْدقًا َو َع ْداًل } ‪ 1‬باألنعام‪.‬‬ ‫ت َرب َ‬ ‫ت َكِل َم ُ‬‫{وتَ َّم ْ‬
‫"‪ "1‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َِّ‬ ‫َِّ‬ ‫ت َكِل َم ُ‬‫"‪ "3 ،2‬في قوله تعالى‪َ { :‬ك َذِل َك َحقَّ ْ‬
‫ون} ‪ِ{ ،2‬إ َّن الذ َ‬
‫ين‬ ‫ين فَ َسقُوا أََّنهُ ْم ال ُي ْؤ ِمُن َ‬
‫ِّك َعلَى الذ َ‬
‫ت َرب َ‬
‫ون} ‪ 3‬كالهما بيونس‪.‬‬ ‫ِّك ال ُي ْؤ ِمُن َ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َكِل َم ُ‬
‫ت َرب َ‬ ‫َحقَّ ْ‬
‫الن ِار} ‪ 4‬بغافر‪.‬‬
‫اب َّ‬ ‫َِّ‬ ‫ت َكِل َم ُ‬ ‫{و َك َذِل َك َحقَّ ْ‬
‫َص َح ُ‬ ‫ين َكفَ ُروا أََّنهُ ْم أ ْ‬
‫ِّك َعلَى الذ َ‬
‫ت َرب َ‬ ‫"‪ "4‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫وقد ورد خالف المصاحف في المواضع الثاني من يونس وموضع غافر فكتب في بعضها بالتاء‬
‫المفتوحة وفي البعض اآلخر بالهاء‪ ،‬ولكن المشهور والذي عليه العمل هو كتابتها بالتاء المفتوحة‬
‫فيهما كبقية المواضع األربعة ولقد ذكره اإلمام الشاطبي في العقيلة حيث قال‪" :‬وفيهما التاء أولى"‪5‬‬
‫كما ذكر صاحب نهاية القول المفيد أن اإلمام ابن الجزري قطع به هو وغيره وعلى ذلك شراح‬
‫الجزرية‪ 6‬كما أشار صاحب آللئ البيان إلى ذلك الخالف بقوله‪:‬‬
‫‪ ...............................‬وكلمت ‪ ...‬يونس واألنعام والطول بدت‬
‫لكن بثاني يونس الخلف استقر ‪ ...‬مع غافر‪...................‬‬
‫الكلمة الثانية‪" :‬غيابت"‪ ..‬وحفص مما قرأها باإلفراد وهي توجد في‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.115 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.96 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 5‬انظر عقيلة أتراب القصائد في الرسم لإلمام الشاطبي‪.‬‬
‫‪ 6‬انظر نهاية القول المفيد ص‪.213 ،212‬‬

‫( ‪)1/274‬‬
‫موضعين هما‪:‬‬
‫ب} ‪.1‬‬ ‫{وأَْلقُوهُ ِفي َغَي َاب ِت اْل ُج ِّ‬
‫"‪ "1‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َن َي ْج َعلُوهُ ِفي َغَي َاب ِت اْل ُج ِّ‬
‫ب} ‪ 2‬كالهما بيوسف‪.‬‬ ‫َج َم ُعوا أ ْ‬
‫{وأ ْ‬
‫"‪ "2‬قوله سبحانة‪َ :‬‬
‫الكلمة الثالثة‪" :‬بينت"‪ ..‬وحفص ممن قرأها باإلفراد وهي توجد في موضع واحد هو‪:‬‬
‫اه ْم ِكتَ ًابا فَهُ ْم َعلَى َبيَِّن ٍت ِم ْنهُ} ‪ 3‬بفاطر‪.‬‬
‫قوله تعالى‪{ :‬أ َْم آتَْيَن ُ‬
‫{حتَّى تَأْتَِيهُ ُم اْلَبيَِّنةُ} ‪ 4‬بسورة البينة‪،‬‬
‫وما عدا هذا الموضع إما مفرد اتفاقًا ويوقف عليه بالهاء نحو‪َ :‬‬
‫ين أُوتُوا اْل ِعْل َم} ‪5‬‬ ‫ات ِفي ص ُد ِ َِّ‬
‫ور الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫{بيَِّن ٌ‬
‫أو مجموع اتفاقًا ويوقف عليه بالتاء المفتوحة نحو‪َ :‬‬
‫بالعنكبوت‪.‬‬
‫الكلمة الرابعة‪" :‬جمالت"‪ ..‬وحفص ممن قرأها باإلفراد وهي توجد في موضع واحد هو‪:‬‬
‫ص ْفٌر} ‪ 6‬بالمرسالت‪.‬‬ ‫ت ُ‬ ‫قوله تعالى‪َ { :‬كأََّنهُ ِج َمالَ ٌ‬
‫الكلمة الخامسة‪" :‬آيات"‪ ..‬وحفص ممن قرأها بالجمع وهي توجد في موضعين هما‪:‬‬
‫ين} ‪ 7‬بيوسف‪.‬‬ ‫ف وإِ ْخوتِ ِه آي ٌ ِ ِِ‬ ‫"‪ "1‬قوله تعالى‪{ :‬لَقَ ْد َك ِ‬
‫ات للسَّائل َ‬ ‫وس َ َ َ َ‬ ‫ان في ُي ُ‬ ‫َ‬
‫ات ِمن رب ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّه} ‪ 8‬بالعنكبوت الموضع األول‪.‬‬ ‫{وقَالُوا لَ ْوال أ ُْن ِز َل َعلَْيه َآي ٌ ْ َ‬
‫"‪ "2‬قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.49 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.7 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.50 :‬‬

‫( ‪)1/275‬‬

‫وما عدا هذين الموضعين إما مفرد اتفاقًا ويوقف عليه بالهاء نحو‪ِ{ :‬إ َّن َآيةَ ُمْل ِك ِه} ‪ 1‬بالبقرة أو‬
‫يات ِع ْن َد اللَّ ِه} ‪ 2‬الموضع الثاني‬ ‫مجموع اتفاقًا ويوقف عليه بالتاء المفتوحة نحو‪ُ { :‬ق ْل ِإَّن َما اآْل ُ‬
‫بالعنكبوت‪.‬‬
‫الكلمة السادسة‪" :‬غرفات"‪ .‬وحفص ممن قرأها بالجمع وهي توجد في موضع واحد هو‪ :‬قوله تعالى‪:‬‬
‫ون} ‪ 3‬بسبأ‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫{و ُه ْم في اْل ُغ ُرفَات آمُن َ‬
‫َ‬
‫الكلمة السابعة‪" :‬ثمرات"‪ .‬وحفص ممن قرأها بالجمع وهي توجد في موضع واحد هو‪:‬‬
‫امهَا} ‪ 4‬بفصلت‪.‬‬‫ات ِمن أَ ْكم ِ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬وما تَ ْخرج ِمن ثَمر ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ ُ ُ ْ ََ‬
‫وما عدا هذا الموضع إما مفرد اتفاقًا ويوقف عليه بالهاء نحو‪ُ { :‬كلَّ َما ُر ِزقُوا ِم ْنهَا ِم ْن ثَ َم َر ٍة ِر ْزقًا} ‪5‬‬
‫يل} ‪ 6‬بالنحل‪.‬‬ ‫الن ِخ ِ‬
‫ات َّ‬‫بالبقرة أو مجموع اتفاقًا ويوقف عليه بالتاء المفتوحة نحو‪{ :‬و ِمن ثَمر ِ‬
‫َ ْ ََ‬
‫َّبع‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الكلمات الس ِ‬ ‫ِ‬
‫الوقف على‬ ‫حكم‬
‫ُ‬
‫الكلمات السبع المختلف بين القراء في إفرادها وجمعها يوقف عليها لحفص بالتاء المفتوحة اتفاقًا إال‬
‫لفظ "كلمت" في الموضع الثاني من يونس وموضع غافر‪ ،‬وقد سبق أن أشرنا إلى خالف المصاحف‬
‫فيهما والوقف عليهما بالتاء هو األ َْولى والمشهور‪.‬‬
‫وإ لى هذا يشير العالمة صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫وجمعا فبتا‬
‫ً‬ ‫فردا‬
‫‪..................................‬ـ ‪ ...‬وما قري ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.248 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.50 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.37 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.247 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.25 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.67 :‬‬

‫( ‪)1/276‬‬

‫كما ينص العالمة المتولي في كتابه "اللؤلؤ المنظوم" إلى ذلك بقوله‪:‬‬
‫وفردا فبتاء فادر‬
‫ً‬ ‫جمعا‬
‫وكل ما فيه الخالف يجري ‪ً ...‬‬
‫وإ لى هذه التاءات المفتوحة يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫تا رحمت األولى مع األعراف ‪ ...‬وزخرف والروم هود كاف‬
‫وفي بما رحمة الخلف أتى ‪ ...‬ونعمت البقرة األخرى بتا‬
‫تقع‬
‫مع ‪ ...‬ثالثة النحل أخيرات ْ‬
‫كذا بإبراهيم أخريين ْ‬
‫مع فاطر وفي العقود الثاني ‪ ...‬والطور مع عمران مع لقمان‬
‫والخلف في نعمة ربي وامرأت ‪ ...‬متى تضف لزوجها بالتا أتت‬
‫كالالت مع هيهات ذات يا أبت ‪ ...‬والت مع مرضات إن شجرت‬
‫وسنت الثالث عند فاطر ‪ ...‬وموضع األنفال ثم غافر‬
‫ولعنت النور وتجعل لعنتا ‪ ...‬وابنت مع قرة عين فطرتا‬
‫معا وجنت نعيم وقعت‬
‫وأيضا معصيت ‪ً ...‬‬
‫ً‬ ‫بقيت اهلل‬
‫وجمعا فبتا‬
‫ً‬ ‫فردا‬
‫كلمت األعراف بالخلف أتى ‪ ...‬وما قرى ً‬
‫جمالت وآيات أتت ‪ ...‬بالعنكبوت في التي تأخرت‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫ْ‬
‫مع يوسف وهم على بينت ‪ ...‬والغرفات وكال غيابت‬
‫ْ‬
‫وثمرات فصلت وكلمت ‪ ...‬يونس واألنعام والطول بدت‬
‫لكن بثاني يونس الخلف استقر ‪ ...‬مع غافر فسبعة في اثنى عشر‬

‫( ‪)1/277‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬في أي الكلمات تكون تاء التأنيث؟ وعلى أي صورة ترسم؟‬
‫‪ -2‬في كم موضع رسمت "رحمة" بالتاء المفتوحة اتفاقًا؟ وما هو الموضع الذي ورد فيه الخالف؟‬
‫وما الذي عليه العمل فيه؟‬
‫‪ -3‬اذكر المواضع التي رسمت فيها كلمة "امرأة" بالتاء المفتوحة‪ ،‬مع ذكر الضابط لذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬بيِّن المواضع التي رسمت فيها كلمة "لعنة" بالتاء المفتوحة‪.‬‬
‫‪ -5‬كيف رسمت كلمة "شجرت" في القرآن الكريم هل بالتاء المفتوحة أم المربوطة؟‬
‫‪ -6‬في كم موضع رسمت "هيهات" بالتاء المفتوحة؟ اذكر اآلية واسم السورة‪.‬‬
‫‪ -7‬اذكر الموضع الذي رسمت فيه "ثمرات" بالتاء المفتوحة ثم مثِّل لها بمثالين مما رسمت فيه بالتاء‬
‫المربوطة‪.‬‬
‫‪ -8‬الكلمات التي اختلف القراء في قراءتها باإلفراد أو الجمع في كم كلمة جاءت؟ وفي كم موضع؟‬
‫وكيف يقرؤها حفص؟‬
‫‪ -9‬بين حكم التاءات فيما يأتي هل يوقف عليها بالتاء أم بالهاء؟ مما تحته خط‪:‬‬
‫َه َل‬‫ت اللَّ ِه َوَب َر َكاتُهُ َعلَْي ُك ْم أ ْ‬
‫{ر ْح َم ُ‬ ‫ِ‬
‫ام َرأَةً تَ ْمل ُكهُ ْم} ‪َ ،‬‬
‫ت ْ‬‫ونهَا} ‪ِ{ ،‬إِّني َو َج ْد ُ‬ ‫ت اللَّ ِه ثَُّم ُي ْن ِك ُر َ‬ ‫ون نِ ْع َم َ‬
‫{ي ْع ِرفُ َ‬
‫َ‬
‫ان َو َجَّن ُ‬
‫ت‬ ‫ت َع ْي ٍن ِلي َولَ َك} ‪{ ،‬فََر ْو ٌح َو َر ْي َح ٌ‬ ‫ب اللَّهُ َمثَاًل َكِل َمةً َ‬
‫طيَِّبةً} ‪{ ،‬قَُّر ُ‬ ‫ض َر َ‬ ‫ف َ‬ ‫اْلَب ْي ِت} ‪{ ،‬أَلَ ْم تََر َك ْي َ‬
‫ض} ‪{ ،‬فَهُ ْم َعلَى َبيَِّن ٍت ِم ْنهُ} ‪.‬‬‫َّة َي ْنهَ ْو َن َع ِن اْلفَ َس ِاد ِفي اأْل َْر ِ‬ ‫َن ِع ٍيم} ‪{ ،‬أُولُو بِقي ٍ‬
‫َ‬

‫( ‪)1/278‬‬
‫همزتا الوصل والقطع وحكم البدء بهما‬
‫مدخل‬
‫‪...‬‬
‫والقطع وحكم ِ‬
‫البدء بهما‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوصل‬ ‫همزتَا‬
‫ُ‬
‫الهمزات الواردة في القرآن الكريم ال تخرج عن كونها إما همزة وصل أو همزة قطع‪.‬‬
‫فهمزة الوصل‪:‬‬
‫هي التي تثبت في االبتداء وتسقط في َّ‬
‫الدرج‪ .‬أي تحذف في حالة الوصل العتماد الحرف الساكن‬
‫حينئذ على ما قبله‪ ،‬وعدم احتياجه إلى الهمزة‪.‬‬
‫وسميت همزة الوصل؛ ألنها يتوصل بها إلى النطق بالحرف الساكن الواقع في ابتداء الكلمة؛ إذ‬
‫النطق به حينئذ متعذر‪ ،‬واألصلـ في االبتداء أن يكون بالحركة‪.‬‬
‫وتكون همزة الوصل في األفعال واألسماء والحروف‪ ،‬كما ال تكون إال متحركة في أول الكلمة المبتدأ‬
‫بها‪.‬‬

‫( ‪)1/279‬‬

‫ِ‬
‫األفعال‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الوصل في‬ ‫همزةُ‬
‫همزة الوصل في األفعال ال توجد إال في الفعل الماضي وفعل األمر‪.‬‬
‫ففي الماضي‪ :‬تكون في الخماسي منه وكذا السداسي‪.‬‬
‫َّ‬
‫وحا} ‪ 1‬بآل عمران‪ ،‬ونحو‪:‬‬
‫آد َم َوُن ً‬
‫طفَى َ‬ ‫أمثلة الخماسي‪ :‬نحو‪ :‬اصطفى‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن اللهَ ْ‬
‫اص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون} ‪ 2‬باألحزاب‪.‬‬ ‫{هَنال َك ْابتُل َي اْل ُم ْؤ ِمُن َ‬
‫ابتلى‪ ،‬من قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.33 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/279‬‬

‫وسى ِلقَ ْو ِم ِه} ‪ 1‬بالبقرة‪ ،‬ونحو‪:‬‬‫استَ ْسقَى ُم َ‬


‫أمثلة السداسي‪ :‬نحو‪ :‬استسقى‪ ،‬من قوله تعالى‪ِ :‬‬
‫{وإِذ ْ‬ ‫َ‬
‫اب اللَّ ِه} ‪ 2‬المائدة‪.‬‬
‫استُ ْحِفظُوا ِم ْن ِكتَ ِ‬
‫َحَب ُار بِ َما ْ‬
‫ُّون َواأْل ْ‬ ‫{استُ ْحِفظُوا} من قوله تعالى‪{ :‬و َّ ِ‬
‫الربَّاني َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وفي األمر‪ :‬تكون في صيغة أمر الثالثي والخماسي والسداسي‪.‬‬
‫ظ ِة اْل َح َسَن ِة} ‪ 3‬بالنحل‬
‫ِّك بِاْل ِح ْك َم ِة َواْل َم ْو ِع َ‬ ‫{ادعُ ِإلَى سبِ ِ‬
‫يل َرب َ‬ ‫َ‬ ‫أمثلة الثالثي نحو‪ :‬ادع‪ ،‬من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫اك اْل َح َج َر} ‪ 4‬بالبقرة‪ ،‬ونحو‪ :‬اذهب‪ ،‬من قوله‬ ‫ص َ‬ ‫ب بِ َع َ‬ ‫اض ِر ْ‬‫ونحو‪ :‬اضرب‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬فَ ُقْلَنا ْ‬
‫ب بِ ِكتَابِي َه َذا فَأَْلِق ْه ِإلَْي ِه ْم} ‪ 5‬بالنمل‪.‬‬
‫تعالى‪{ :‬ا ْذ َه ْ‬
‫ِ‬ ‫أمثلة الخماسي نحو‪ :‬انتظروا‪ ،‬في قوله تعالى‪ِ ْ :‬‬
‫ون} ‪ 6‬باألنعام‪ ،‬نحو‪ :‬انطلقوا‪،‬‬ ‫{انتَظ ُروا ِإَّنا ُم ْنتَظ ُر َ‬
‫ِ ِّ‬ ‫{ان َِ‬
‫ون} ‪ 7‬بالمرسالت‪.‬‬ ‫طلقُوا ِإلَى َما ُك ْنتُ ْم بِه تُ َكذُب َ‬ ‫من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫ان َغفَّ ًارا} ‪ 8‬بنوح‬ ‫ِ‬
‫استَ ْغف ُروا َرَّب ُك ْم ِإَّنهُ َك َ‬
‫ت ْ‬ ‫أمثلة السداسي نحو‪ :‬استغفروا‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬فَ ُقْل ُ‬
‫ْج ْرهُ} ‪ 9‬بسورة القصص‪.‬‬ ‫استَأ ِ‬ ‫ِ‬
‫{يا أََبت ْ‬ ‫ونحو‪ :‬استأجره‪ ،‬من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫حكمهَا‪:‬‬
‫ُ‬
‫حكم همزة الوصل في االبتداء باألفعال المتقدمة قد تكون بالضم أو الكسر‪ .‬فتكون بالضم إذا كان‬
‫الزما نحو‪ :‬ادع‪ ،‬أو أن يكون خماسيًّا أو سداسيًّا مبنيًّا للمجهول مثل‪:‬‬
‫ضما ً‬‫مضموما ًّ‬
‫ً‬ ‫ثالث الفعل‬
‫ابتلى‪ ،‬استحفظوا‪ ،‬وإ لى ذلك يشير اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬
‫وابدأ بهمزة الوصل من فعل بضم ‪ ...‬إن كان ثالث من الفعل يضم‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.60 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.125 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.60 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.158 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.29 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.26 :‬‬

‫( ‪)1/280‬‬

‫عارضا فيجب فيه حينئذ البدء بالكسر‬ ‫ً‬ ‫ضما‬


‫مضموما ًّ‬ ‫ً‬ ‫وقد خرج بالضم الالزم ما إذا كان ثالث الفعل‬
‫ون} ‪ 1‬بيونس‪ ،‬وامضوا‪ ،‬من‬ ‫ضوا ِإلَ َّي َوال تُْن ِظ ُر ِ‬
‫نظرا ألصله نحو‪ :‬اقضوا‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬ثَُّم ا ْق ُ‬ ‫ً‬
‫ون} ‪ 2‬بالحجر‪ ،‬و ابنوا‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬فَقَالُوا ْابُنوا َعلَْي ِه ْم ُب ْنَي ًانا}‬ ‫ث تُ ْؤ َم ُر َ‬
‫ضوا َحْي ُ‬
‫ام ُ‬
‫{و ْ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ام ُشوا‬ ‫صفًّا} ‪ 4‬بطه‪ ،‬وامشوا‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬أ ِ‬
‫َن ْ‬ ‫‪ 3‬بالكهف‪ ،‬وائتوا‪ ،‬من قوله تعالى‪{ :‬ثَُّم ا ْئتُوا َ‬
‫اصبِ ُروا َعلَى ِآلهَتِ ُك ْم} ‪ 5‬بص فإن األصل في ذلك كله‪" :‬اقضيوا‪ ،‬وامضيوا‪ ،‬ابنيوا‪ ،‬امشيوا" بكسر‬‫َو ْ‬
‫علما بأنه ال يجوز االبتداء في "وامضوا" بغير الواو‪.‬‬
‫عين الفعل ً‬
‫والدليل على عروض الضمة أنك إذا خاطبت الواحد أو االثنين قلت‪ :‬اقض‪ ،‬واقضيا‪ .‬وامض‬
‫وامضيا‪ ،‬وابن وابنيا‪ِ ،‬‬
‫وأت وائتيا‪ ،‬وامش وامشيا‪ .‬فتجد عين الفعل مكسورة فتعلم حينئذ أن الضمة‬
‫عارضة ليست أصلية كلزوم الضمة في نحو‪" :‬انظر" التي لو خاطبت بها الواحد أو االثنين أو‬
‫الجماعة قلت‪" :‬انظر‪ ،‬وانظرا‪ ،‬وانظروا" فنجد أن ضم الثالث ال يزول‪.‬‬
‫مضموما‬
‫ً‬ ‫مفتوحا نحو‪" :‬اذهب" أو مكسورا نحو‪" :‬اضرب" أو‬
‫ً‬ ‫وتكون بالكسر إذا كان ثالث الفعل‬
‫عارضا نحو‪" :‬اقضوا"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ضما‬
‫تنبيهات‪:‬‬
‫ٌ‬
‫مضموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫مكسورا‪ ،‬وضمت إذا كان ثالثه‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬إن قيل قد كسرت همزة الوصل في الفعل إذا كان ثالثة‬
‫مفتوحا بل كسرت؟‬
‫ً‬ ‫ِفل َم لَ ْم تفتح إذا كان ثالثه‬
‫والجواب‪ :‬أنها لو فتحت اللتبس األمر بالمضارع ومن أجل هذا كسرت‪.6‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.71 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.65 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.21 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.64 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 6‬من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص‪.182‬‬

‫( ‪)1/281‬‬

‫مر‪ ،‬وأما المضارع فال توجد فيه‬


‫‪ -2‬همزة الوصل في األفعال ال تكون إال في الماضي واألمر كما َّ‬
‫مطلقًا ألن همزته همزة قطع‪.‬‬
‫‪ -3‬سبق أن ذكرنا أن الماضي يأتي منه الخماسي والسداسي فقط‪ .‬أما الثالثي المبدوء بالهمزة نحو‪:‬‬
‫َم َر أَالَّ تَ ْعُب ُدوا ِإالَّ ِإيَّاهُ} ‪ 1‬بيوسف‪ ،‬وكذا الرباعي المبدوء بالهمزة نحو‪:‬‬
‫"أمر" من قوله تعالى‪{ :‬أ َ‬
‫اي} ‪ 2‬بيوسف فهمزتها همزة قطع‪.‬‬ ‫َح َس َن َمثَْو َ‬‫"أحسن" من قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّنهُ َربِّي أ ْ‬
‫‪ -4‬كما سبق أن ذكرنا أن األمر يأتي منه الثالثي والخماسي والسداسي فقط أما الرباعي المبدوء‬
‫بالهمزة نحو‪" :‬أكرمي" من قوله تعالى‪{ :‬أَ ْك ِر ِمي َمثَْواهُ} ‪ 3‬بيوسف فهمزته همزة قطع‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.40 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.23 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.21 :‬‬

‫( ‪)1/282‬‬

‫همزة الوصل في األسماء‪:‬‬


‫همزة الوصل في األسماء إما أن تكون قياسية أو سماعية‪.‬‬
‫أما القياسية‪ :‬فتكون في مصدري الفعل الخماسي والسداسي وفيما يلي أمثلتهما‪:‬‬
‫اء َعلَى اللَّ ِه} ‪ 1‬باألنعام‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫{و َح َّر ُموا َما َر َزقَهُ ُم اللهُ ا ْفت َر ً‬
‫أمثلة الخماسي‪ :‬نحو‪" :‬افتراء" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{واللَّهُ َع ِز ٌيز ُذو ْانتِقَ ٍام} ‪ 2‬بالمائدة‪.‬‬
‫ونحو‪" :‬انتقام" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِّئ} [بفاطر‪ :‬آية‬ ‫{استِ ْكَب ًارا ِفي األ َْر ِ‬
‫ض َو َم ْك َر السَّي ِ‬ ‫أمثلة السداسي‪ :‬نحو‪" :‬استكبارا" من قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫يه} ‪ 3‬بالتوبة‪.‬‬ ‫اهيم ألَبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪ ،]47‬نحو‪" :‬استغفار" من قوله تعالى‪{ :‬وما َكان ِ‬
‫است ْغفَ ُار إ ْب َر َ‬
‫ََ َ ْ‬
‫حكمهَا‪:‬‬
‫ُ‬
‫وجوبا‪.‬‬ ‫االبتداء بهذين المصدرين الكسر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الوصل في‬ ‫حكم همز ِة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.140 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.95 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.114 :‬‬

‫( ‪)1/282‬‬

‫وأما السماعية‪ :‬فتكون في القرآن في األسماء السبعة اآلتية‪:‬‬


‫ابن‪ ،‬ابنة‪ ،‬امرؤ‪ ،‬امرأة‪ ،‬اثنين‪ ،‬اثنتين‪ ،‬اسم‪ ،‬وقد جمعها اإلمام ابن الجزري في قوله‪:‬‬
‫ابن مع ابنة امرئ واثنين ‪ ...‬وامرأة واسم مع اثنتين‬
‫وفيما يلي أمثلتها في القرآن الكريم‪:‬‬
‫الد ْنيا و ِ‬
‫اآلخ َر ِة} ‪ 1‬بآل عمران‬ ‫ِ ِ ُّ‬ ‫‪" -1‬ابن" نحو قوله تعالى‪{ :‬اسمه اْلم ِس ِ‬
‫يسى ْاب ُن َم ْرَي َم َوجيهًا في َ َ‬
‫يح ع َ‬
‫ُُْ َ ُ‬
‫َهِلي} ‪ 2‬بهود‪ .‬ففي المثال األول مضاف لالسم الظاهر وفي المثال‬ ‫ونحو قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن ْابنِي ِم ْن أ ْ‬
‫الثاني مضاف لياء المتكلم‪.‬‬
‫ان} ‪ 3‬بالتحريم نحو‬ ‫‪" -2‬ابنت" سواء كانت باإلفراد أو التثنية نحو قوله تعالى‪{ :‬ومريم ْابَن َ ِ‬
‫ت ع ْم َر َ‬ ‫َ َْ ََ‬
‫يد أَن أ ِ‬
‫ُنك َح َك ِإ ْح َدى ْابَنتَ َّي َهاتَْي ِن} ‪ 4‬بالقصص‪.‬‬ ‫ال ِإِّني أ ُِر ُ ْ‬
‫قوله تعالى‪{ :‬قَ َ‬
‫مجرورا نحو قوله تعالى‪ِ{ :‬إ ِن ْ‬
‫ام ُر ٌؤ َهلَ َك لَْي َس لَهُ َولَ ٌد}‬ ‫ً‬ ‫منصوبا أو‬
‫ً‬ ‫مرفوعا أو‬
‫ً‬ ‫‪" -3‬امرؤ" سواء كان‬
‫وك امرأَ سو ٍء} ‪ 6‬بمريم‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬ما َكان أَب ِ‬
‫وك‬ ‫‪ 5‬بالنساء‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬ما َكان أَب ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َْ َْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ام َرأَ َس ْو ٍء} ‪ 7‬بالطور‪.‬‬ ‫ْ‬
‫َت‬
‫ام َرأ َ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫آمُنوا ْ‬ ‫ين َ‬‫ب اللهُ َمثَاًل للذ َ‬ ‫ض َر َ‬
‫{و َ‬
‫‪" -4‬امرأت" سواء كانت باإلفراد أو التثنية نحو قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ت} ‪ 9‬بالنساء‪ ،‬ونحو قوله تعالى‪{ :‬فََر ُج ٌل‬ ‫ام َرأَةٌ َخافَ ْ‬ ‫{وإِ ِن ْ‬
‫ف ْر َع ْو َن} ‪ 8‬بالتحريم‪ ،‬وقوله تعالى‪َ :‬‬
‫اء} ‪ 10‬بالبقرة‪.‬‬ ‫الشه َد ِ‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وامرأَتَ ِ ِ‬
‫ض ْو َن م َن َ‬ ‫ان م َّم ْن تَْر َ‬ ‫َ َْ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.45 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.45 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.27 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.176 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.28 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.21 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.11 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.128 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.282 :‬‬

‫( ‪)1/283‬‬

‫‪" -1‬اثنان" سواء كان غير مضاف أو مضافًا للعشرة بعد حذف النون األخيرة لإلضافة نحو قوله‬
‫ان َذ َوا َع ْد ٍل ِم ْن ُك ْم} ‪ 1‬بالمائدة‪ ،‬وقوله عز وجل‪{ :‬اَل تَتَّ ِخ ُذوا ِإلَهَْي ِن اثَْن ْي ِن} ‪ 2‬بالنحل‪ ،‬وقوله‬ ‫تعالى‪{ :‬اثَْن ِ‬
‫{وَب َعثَْنا ِم ْنهُ ُم اثَْن ْي‬
‫ور ع ْن َد الله اثَْنا َع َش َر َش ْه ًرا} ‪ 3‬بالتوبة‪ ،‬وقوله سبحانه‪َ :‬‬
‫الشه ِ ِ َّ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫سبحانه‪{ :‬إ َّن ع َّدةَ ُ‬
‫َع َش َر َنِق ًيبا} ‪ 4‬بالمائدة‪.‬‬
‫ت ِم ْنهُ اثَْنتَا َع ْش َرةَ َع ْيًنا} ‪5‬‬
‫‪" -2‬اثنتان" سواء كان مضافًا أم غير مضاف نحو قوله تعالى‪{ :‬فَ ْانفَ َج َر ْ‬
‫ُم ًما} ‪ 6‬باألعراف‪ ،‬وقوله جل وعال‪:‬‬ ‫َّ‬
‫طا أ َ‬
‫َسَبا ً‬
‫اه ُم اثَْنتَ ْي َع ْش َرةَ أ ْ‬
‫{وقَط ْعَن ُ‬‫بالبقرة‪ ،‬وقوله عز من قائل‪َ :‬‬
‫ان ِم َّما تََر َك} ‪ 7‬بالنساء‪.‬‬ ‫{فَِإ ْن َك َانتَا اثَْنتَْي ِن َفلَهُ َما الثُّلُثَ ِ‬
‫َح َم ُد} ‪ 8‬بالصف وقوله سبحانه‪:‬‬ ‫اس ُمهُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫‪" -3‬اسم" نحو قوله تعالى‪{ :‬ومب ِّشرا بِرس ٍ ِ ِ‬
‫ول َيأْتي م ْن َب ْعدي ْ‬ ‫َ َُ ً َ ُ‬
‫َعلَى} ‪ 9‬بسورة األعلى‪.‬‬ ‫ِّك اأْل ْ‬
‫اس َم َرب َ‬ ‫ِّح ْ‬ ‫{سب ِ‬
‫َ‬
‫وجوبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وحكم البدء في هذا كله هو الكسر‬
‫سماعا في ثالثة أسماء وهي‪:‬‬
‫ً‬ ‫وأما في غير القرآن فقد وقعت همزة الوصل‬
‫‪" -1‬است"‪،10‬‬
‫‪" -2‬ابنم" أي ابن بزيادة الميم‪،‬‬
‫‪" -3‬ايم" للقسم وقد تلحق به النون هكذا "ايمن" نحو‪" :‬وايمن اهلل ألفعلن الخير"‪ ،‬وقد اختلف فيه فقيل‪:‬‬
‫اسم وقيل‪ :‬حرف والراجح أنه اسم‪.11‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.106 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.51 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.12 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.60 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.160 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.176 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.1 :‬‬
‫‪ 10‬وهو اسم ُّ‬
‫للدُبر‪.‬‬
‫‪ 11‬من كتاب "العميد" ص‪ 224‬بتصرف‪.‬‬

‫( ‪)1/284‬‬

‫ِ‬
‫الحروف‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الوصل في‬ ‫همزةُ‬
‫همزة الوصل في الحروف ال توجد في القرآن الكريم إال في "أل" سواء كانت‬

‫( ‪)1/284‬‬

‫الزمة بمعنى أنها ال تفارق الكلمة وال تنفك عنها نحو‪" :‬الذي‪ ،‬التي"‪.‬‬
‫أو غير الزمة وهي إما للتعريف نحو‪" :‬األرض‪ ،‬الشمس" وإ ما موصولة كما في قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن‬
‫اْلمسِل ِمين واْلمسِلم ِ‬
‫ات} ‪ 1‬باألحزاب أي إن الذين أسلموا والالمات في هذه اآلية حروف باعتبار‬ ‫ُْ َ َ ُْ َ‬
‫صورتها أسماء باعتبار معانيها‪ ،‬وما عدا ذلك من الحروف في القرآن الكريم ال تدخل عليه همزة‬
‫الوصل‪.‬‬
‫"ايم" على القول بحرفيتها وهو‬
‫وأما همزة الوصل في الحروف في غير القرآن فال تقع إال في ٌ‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫وحكمها أنه يبدأ بها في هذا كله بفتح الهمزة‪.‬‬
‫وتلخص من ذلك‪:‬‬
‫الزما‪،‬‬
‫ضما ً‬‫أن فتح همزة الوصل يكون في "أل" فقط‪ ،‬وضمها يكون في الفعل المضموم ثالثه ًّ‬
‫وكسرها يكون فيما عدا ذلك من األسماء واألفعال المبدوءة بهمزة الوصل على ما َّ‬
‫بيناه‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.35 :‬‬

‫( ‪)1/285‬‬

‫تنبيهٌ‪:‬‬
‫همزة الوصل المكسورة إن دخلت عليها همزة االستفهام تحذف همزة الوصل وتبقى همزة االستفهام‬
‫مفتوحة وذلك في سبعة مواضع‪:‬‬
‫األول‪" :‬أتخذتم" من قوله تعالى‪{ :‬أَتَّ َخ ْذتُ ْم ِع ْن َد اللَّ ِه َع ْه ًدا} ‪ 1‬بالبقرة‪.‬‬
‫ب أَِم اتَّ َخ َذ ِع ْن َد َّ‬
‫الر ْح َم ِن َع ْه ًدا} ‪ 2‬بمريم‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الثاني‪" :‬أطلع" من قوله تعالى‪{ :‬أَطلَ َع اْل َغ ْي َ‬
‫الثالث‪" :‬أفترى" من قوله تعالى‪{ :‬أ ْفتََرى َعلَى اللَّ ِه َك ِذًبا} ‪ 3‬بسبأ‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.80 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.78 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.8 :‬‬

‫( ‪)1/285‬‬

‫ين} ‪ 1‬بالصافات‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫طفَى اْلَبَنات َعلَى اْلَبن َ‬ ‫َص َ‬ ‫الرابع‪" :‬أصطفى" من قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫ص ُار} ‪ 2‬بـ"ص"‪.‬‬
‫ت َع ْنهُ ُم اأْل َْب َ‬ ‫اه ْم ِس ْخ ِريًّا أ َْم َز َ‬
‫اغ ْ‬ ‫الخامس‪" :‬أتخذناهم" من قوله تعالى‪{ :‬أَتَّ َخ ْذَن ُ‬
‫ين} ‪ 3‬بص‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أَم ُك ْن َ ِ‬
‫ت م َن اْل َعال َ‬ ‫َستَ ْكَب ْر َ ْ‬‫السادس‪" :‬أستكبرت" من قوله تعالى‪{ :‬أ ْ‬
‫ت لَهُ ْم أ َْم لَ ْم تَ ْستَ ْغِف ْر لَهُ ْم} ‪ 4‬بالمنافقون وال‬ ‫اء َعلَْي ِه ْم أ ْ‬
‫َستَ ْغفَ ْر َ‬ ‫{س َو ٌ‬
‫السابع‪" :‬أستغفرت" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫يوجد لحفص غيرها في القرآن الكريم؛ إذ أصلها أاتخذتم‪ ،‬أاطلع‪ ،‬أافترى‪ ،‬أاصطفى‪ ،‬أاستكبرت‪،‬‬
‫أاستغفرت" فحذفت همزة الوصل لوقوعها بعد همزة االستفهام تخفيفًا‪ ،‬وهذا كله إذا لم تكن بعد همزة‬
‫االستفهام الم تعريف‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.153 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.63 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.75 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.6 :‬‬

‫( ‪)1/286‬‬

‫حكم همزة الوصل إذا وقعت بين همزة االستفهام والم التعريف‪:‬‬
‫أما إذا وقعت همزة الوصل بين همزة االستفهام والم التعريف فلم تحذف لئال يلتبس االستفهام بالخبر‬
‫مشبعا اللتقاء الساكنين وهو الوجه القوي المفضل‪ ،‬أو تسهل بين الهمزة واأللف‬
‫ً‬ ‫بل تبدل ألفًا وتمد ًّ‬
‫مدا‬
‫من غير مد والوجهان صحيحان مأخوذ بهما‪ 5‬وذلك وقد سبق الكالم عليها في باب المد الالزم‪.‬‬
‫ان} ‪ 1‬بالحجرات عند‬ ‫يم ِ‬ ‫أما همزة الوصل في "االسم" من قوله تعالى‪{ :‬بِْئ َس ااِل ْس ُم اْلفُ ُس ُ‬
‫وق َب ْع َد اإْل َ‬
‫االبتداء ففيها وجهان‪:‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/286‬‬

‫األول‪ :‬إذا نظرنا إلى األصل وهو البدء بهمزة الوصل في "أل" مع تحريك الالم بالكسر للتخلص من‬
‫التقاء الساكنين فنقول‪:‬ـ "اَاِل سم"‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬إذا نظرنا إلى حركة الالم العارضة التي جيء بها للتخلص من التقاء الساكنين واعتددنا بها‬
‫نبدأ بالالم فقط فنقول‪ِ :‬‬
‫"السم" من غير أن نبدأ بهمزة الوصل ألنها إنما تجتلب للتوصل إلى النطق‬
‫بالساكن‪ ،‬ولما تحركت الالم بالكسر فال حاجة إذن لهمزة الوصل‪.‬‬
‫( ‪)1/287‬‬

‫القطع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫همزةُ‬
‫أما همزة القطع فهي التي تثبت في االبتداء والوصل والخط‪.‬‬
‫وسميت همزة القطع؛ ألنها تقطع بعض الحروف عن بعض عند النطق بها‪.‬‬
‫اك} ‪ 1‬أو مكسورة مثل‪ِ{ :‬إّنا} ‪ 2‬أو‬
‫ط ْيَن َ‬
‫َع َ‬
‫وتكون في أول الكلمة سواء كانت مفتوحة مثل‪{ :‬أ ْ‬
‫مضمومة مثل‪{ :‬أُوتُوا} ‪ 3‬وال تأت ساكنة إذ ال يبتدأ بساكن كما تقدم‪.‬‬
‫{سئِلَ ْ‬
‫ت} ‪ 5‬أو‬ ‫آن} ‪ 4‬أو مكسورة مثل‪ُ :‬‬
‫{وقُْر َ‬
‫كما تكون في وسط الكلمة سواء كانت مفتوحة مثل‪َ :‬‬
‫{وبِْئ ٍر} ‪.7‬‬
‫ودةُ} ‪ 6‬أو ساكنة مثل‪َ :‬‬
‫مضمومة مثل‪{ :‬اْل َم ْو ُء َ‬
‫اء} ‪ 8‬أو مكسورة مثل‪{ :‬قُُرو ٍء} ‪ 9‬أو‬
‫{ج َ‬
‫كما تكون في آخر الكلمة سواء كانت مفتوحة مثل‪َ :‬‬
‫{ي ْستَ ْه ِزئُ} ‪ 10‬أو ساكنة مثل‪ِ{ :‬إ ْن َن َشأْ} ‪.11‬‬
‫مضمومة مثل‪َ :‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الكوثر‪.1 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الكوثر‪.1 :‬‬
‫‪ 3‬سورة البقرة‪.44 :‬‬
‫‪ 4‬سورة اإلسراء‪.78 :‬‬
‫‪ 5‬سورة التكوير‪.8 :‬‬
‫‪ 6‬سورة التكوير‪.8 :‬‬
‫‪ 7‬سورة الحج‪.45 :‬‬
‫‪ 8‬سورة النصر‪.1 :‬‬
‫‪ 9‬سورة البقرة‪.228 :‬‬
‫‪ 10‬سورة البقرة‪.15 :‬‬
‫‪ 11‬سورة سبأ‪.9 :‬‬

‫( ‪)1/287‬‬

‫وتقع في كل من األسماء واألفعالـ والحروف كما في األمثلة السابقة‪.‬‬


‫القطع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫حكم همز ِة‬
‫ُ‬
‫دائما حيثما وقعت سواء جاءت بعد همزة استفهام مثل‪{ :‬أَأ َْن َذ ْرتَهُ ْم} ‪ 1‬أم‬
‫همزة القطع حكمها التحقيق ً‬
‫َع َج ِم ٌّي} ‪ 3‬بسورة فصلت فإنها تسهل‬
‫{وإِ َذا أ ََر ْدَنا} ‪ 2‬إال في الهمزة الثانية من قوله تعالى‪{ :‬أَأ ْ‬
‫ال مثل‪َ :‬‬
‫وجوبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بين الهمزة واأللف‬
‫وقد أشار العالمة صاحب آللئ البيان إلى همزة الوصل وحكم البدء بها فقال‪ :‬كيفية االبتداء بهمزة‬
‫الوصل‬
‫بدءا إذا أصل في الثالث ضم‬
‫وهمزة الوصل من الفعل تضم ‪ً ...‬‬
‫وحينما يعرض فاكسر يا أخي ‪ ...‬في ابنوا مع ائتوني مع امشوا اقضوا إلي‬
‫وكسرها في الفتح والكسر كذا ‪ ...‬وفتحها مع الم عرف أخذا‬
‫وابدأ بهمز أو بالم في ابتدا ‪ ...‬السم الفسوق في اختيار قصدا‬
‫وكسرها في مصدر الخماسي ‪ ...‬يأتي كذا في مصدر السداسي‬
‫وأيضا اثنتين وابن وابنت ‪ ...‬واثنين واسم وامرئ وامرأة‬
‫ً‬
‫وسهلت أو أبدلت أحرى لدى ‪ ...‬آلذكرين في كليه وردا‬
‫كذا كال آالن مع آهلل من ‪ ...‬بعد اصطفى كذا الذي قبل أذن‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪.6 :‬‬
‫‪ 2‬سورة اإلسراء‪.16 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.44 :‬‬

‫( ‪)1/288‬‬

‫أسئلة‪:‬‬
‫‪ -1‬ما هي همزة الوصل؟ ولم سميت بذلك؟ وفي أي أنواع الكلمة تكون؟‬
‫‪ -2‬ما هي األفعال المبدوءة بهمزة الوصل؟ وما حكم البدء بها؟‬
‫‪ -3‬اذكر األسماء التي تبدأ بهمزة الوصل سواء كانت قياسية أو سماعية وحكم البدء بها‪.‬‬
‫‪ -4‬في أي الحروف توجد همزة الوصل؟ وما حكم البدء بها؟‬
‫‪ -5‬متى يجب حذف همزة الوصل؟ وما علة حذفها؟ ومتى يجوز إبدالها وتسهيلها دون حذفها وما‬
‫علة ذلك؟‬
‫ان} ‪1‬؟‬‫يم ِ‬ ‫‪ -6‬ما حكم البدء بلفظ "االسم" في قوله تعالى‪{ :‬بِْئ َس ااِل ْس ُم اْلفُ ُس ُ‬
‫وق َب ْع َد اإْل َ‬
‫‪ -7‬ما هي همزة القطع؟ ولم سميت بذلك؟ وفي أي أنواع الكلمة تكون؟ وما حكم البدء بها؟ وما حكم‬
‫َع َج ِم ٌّي} بفصلت؟‬
‫الهمزة الثانية في {أَأ ْ‬
‫‪ -8‬بيِّن همزة الوصل وهمزة القطع وحكم البدء بهما فيما تحته خط مما يأتي‪:‬‬
‫{ادعُ ِإلَى سبِ ِ‬
‫َن لَهُ ُم اْل َجَّنةَ} ‪{ ،2‬أَْلهَا ُك ُم التَّ َكاثُُر} ‪ْ ،3‬‬
‫ين أ َْنفُ َسهُ ْم َوأ َْم َوالَهُ ْم بِأ َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫يل‬ ‫َ‬ ‫{ِإ َّن اللهَ ا ْشتََرى م َن اْل ُم ْؤ ِمن َ‬
‫َّ‬ ‫رب َ ِ ِ‬
‫آد َم} ‪.6‬‬ ‫طفَى َ‬ ‫َعلَى} ‪ِ{ ،5‬إ َّن اللهَ ْ‬
‫اص َ‬ ‫ِّك اأْل ْ‬
‫اس َم َرب َ‬‫ِّح ْ‬ ‫{سب ِ‬ ‫ِّك بِاْلح ْك َمة} ‪َ ،4‬‬ ‫َ‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬سورة الحجرات‪.11 :‬‬
‫‪ 2‬سورة التوبة‪.111 :‬‬
‫‪ 3‬سورة التكاثر‪.1 :‬‬
‫‪ 4‬سورة النحل‪.125 :‬‬
‫‪ 5‬سورة األعلى‪.1 :‬‬
‫‪ 6‬سورة آل عمران‪.23 :‬‬

‫( ‪)1/289‬‬

‫ما يراعى لحفص‪:‬‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫قراءات القرآن الكريم قسمان‪:‬‬
‫‪ -1‬أصول‪ -2 ،‬فرش‪.‬‬
‫فاألصول هي عبارة عن القواعد الكلية المطردة كأحكام النون الساكنة والتنوين وكذا أحكام المدود‬
‫وما شابه ذلك‪.‬‬
‫والفرش هو عبارة عن األحكام الخاصة ببعض الكلمات القرآنية مثل‪" :‬الصراط" بالفاتحة من قوله‬
‫يم} ‪ ،1‬فقنبل‪ :‬يقرؤها بالسين الخالصة وحمزة يقرؤها باإلشمام بخلف‬ ‫ِ‬ ‫{اه ِدَنا ِّ‬
‫ط اْل ُم ْستَق َ‬
‫الص َرا َ‬ ‫تعالى‪ْ :‬‬
‫عن خالد والباقون ومنهم حفص يقرءونها بالصاد الخالصة وهكذا‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض الكلمات التي قد تقدمت أحكام أغلبها في أبواب الكتاب السابقة وينبغي على القارئ‬
‫الذي يقرأ لحفص أن يراعيها‪:‬‬
‫َع َج ِم ٌّي َو َع َربِ ٌّي} ‪ 2‬بفصلت تقرأ بالتسهيل أي بتسهيل الهمزة‬ ‫أوال‪" :‬ءأعجمي" من قوله تعالى‪{ :‬أَأ ْ‬
‫واحدا فقط ال يجوز له غيره‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الثانية بينها وبين األلف وجهًا‬
‫َّ ِ‬
‫اها} ‪ 3‬بهود تقرأ باإلمالة أي بتقريب الفتحة‬ ‫ثانيا‪" :‬مجراها" من قوله تعالى‪{ :‬بِ ْسِم الله َم ْج َر َ‬
‫اها َو ُم ْر َس َ‬ ‫ً‬
‫نحو الكسرة واأللف نحو الياء‪.‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.6 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.44 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.41 :‬‬

‫( ‪)1/290‬‬

‫ف قَُّوةً ثَُّم َج َع َل ِم ْن‬


‫ف ثَُّم جع َل ِمن بع ِد ضع ٍ‬
‫ََ ْ َْ َ ْ‬
‫ثالثًا‪" :‬ضعف" من قوله تعالى‪{ :‬اللَّه الَِّذي َخلَقَ ُكم ِمن ضع ٍ‬
‫ْ ْ َْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ض ْعفًا َو َش ْيَبةً} ‪ 1‬بالروم فتقرأ في المواضع الثالثة بفتح الضاد وضمها‪ ،‬والفتح هو المقدم في‬ ‫َب ْعد قَُّو ٍة َ‬
‫األداء‪.‬‬
‫رابعا‪" :‬ويبصط" من قوله تعالى‪َّ :‬‬
‫صطُ} ‪ 2‬بالبقرة تقرأ بالسين الخالصة‪.‬‬‫ض َوَي ْب ُ‬ ‫{واللهُ َي ْقبِ ُ‬‫َ‬ ‫ً‬
‫طةً} ‪ 3‬باألعراف تقرأ بالسين الخالصة‪.‬‬‫بص َ‬
‫ق ْ‬ ‫خامسا‪" :‬بصطة" من قوله تعالى‪{ :‬و َز َاد ُك ْم ِفي اْل َخْل ِ‬
‫ً‬
‫َ‬
‫ون} ‪ 4‬بالطور‪ ،‬تقرأ بالصاد أو السين‪.‬‬ ‫سادسا‪" :‬المصيطرون" من قوله تعالى‪{ :‬أَم هم اْلم ْ ِ‬
‫صيط ُر َ‬ ‫ْ ُُ ُ‬ ‫ً‬
‫والنطق بالصاد أشهر‪.‬‬
‫ص ْي ِط ٍر} ‪ 5‬بالغاشية تقرأ بالصاد الخالصة‪.‬‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم بِ ُم َ‬
‫سابعا‪" :‬بمصيطر" من قوله تعالى‪{ :‬لَ ْس َ‬ ‫ً‬
‫ثامنا‪ :‬حذف األلف حالة الوصل وإ ثباتها حالة الوقف في كل األلفاظ اآلتية‪:‬‬ ‫ً‬
‫"أنا" حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى‪{ :‬أََنا أَُنبُِّئ ُك ْم بِتَأ ِْو ِيل ِه} ‪ 6‬بيوسف‪" ،‬لكنا" من قوله تعالى‪:‬‬
‫ُّ‬
‫ون بِاللَّ ِه الظُن َ‬
‫ونا} ‪" ،8‬الرسوال" من‬ ‫{وتَظُُّن َ‬
‫{لَكَّنا ُه َو اللهُ َربِّي} ‪ 7‬بالكهف‪" ،‬الظنونا" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫السبِياَل } ‪ 10‬ثالثتها باألحزاب‪،‬‬
‫ونا َّ‬ ‫َضلُّ َ‬
‫الر ُسواَل } ‪" ،9‬السبيال" من قوله تعالى {فَأ َ‬ ‫ط ْعَنا َّ‬
‫{وأَ َ‬
‫قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ت قَ َو ِار َير} ‪ 11‬بالدهر‪ ،‬هذه األلفاظ كلها‬ ‫{قَو ِاريرا} بالموضع األول من قوله تعالى‪{ :‬وأَ ْكو ٍ‬
‫اب َك َان ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫تبعا للرسم وأما {قَ َو ِار َيرا} في‬
‫تقرأ بإثبات األلف وقفًا وحذفها وصالً ً‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.54 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.245 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.69 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.37 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.22 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.45 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.38 :‬‬
‫‪ 8‬اآلية‪.10 :‬‬
‫‪ 9‬اآلية‪.66 :‬‬
‫‪ 10‬اآلية‪.67 :‬‬
‫‪ 11‬اآلية‪.15 :‬‬

‫( ‪)1/291‬‬

‫َّة} ‪ 1‬فمحذوف األلف وصالً ووقفًا‪.‬‬ ‫الموضع الثاني من قوله تعالى‪{ :‬قَو ِارير ِمن ِفض ٍ‬
‫َ َ ْ‬
‫َعتَ ْدَنا ِلْل َك ِاف ِرين س ِ‬
‫السال} ‪ ،2‬تقرأ وصال بفتح‬ ‫تاسعا‪{ :‬س ِ‬
‫الساًل } بسورة اإلنسان في قوله تعالى‪ِ{ :‬إَّنا أ ْ‬
‫َ َ‬ ‫ً َ‬
‫مقروء بهما‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫الالم من غير تنوين‪ ،‬وفي الوقف تقرأ إما باأللف أو بإسكان الالم‪ ،‬والوجهان صحيحان‬
‫{وإِ ًذا} ‪ ،‬أما‬
‫ونا} ‪{ ،‬لََن ْسفَ ًعا} ‪َ ،‬‬ ‫{ولََي ُك ً‬
‫عاشرا‪ :‬قراءة الكلمات اآلتية بالنون وصال وباأللف وقفًا وهي‪َ :‬‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫اَّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين} ‪ 3‬بيوسف‪ ،‬وأما {لََن ْسفَ ًعا} فمن قوله تعالى‪َ { :‬ك لَئ ْن‬ ‫ونا م َن الصَّاغ ِر َ‬
‫{ولََي ُك ً‬
‫ونا} فمن قوله‪َ :‬‬ ‫{ولََي ُك ً‬‫َ‬
‫ون ِخالفَ َك ِإاَّل َقِليالً} ‪5‬‬
‫{وإِ ًذاً ال َيْلَبثُ َ‬
‫{وإِ ًذا} فمثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫لَم ي ْنتَ ِه لََنسفَعا بِ َّ ِ ِ‬
‫الناصَية} ‪ 4‬بالعلق‪ ،‬وأما َ‬ ‫ْ ً‬ ‫َْ‬
‫باإلسراء‪.‬‬
‫الحادي عشر‪{ :‬آتَانِ َي} من قوله تعالى‪{ :‬فَ َما آتَانِ َي اللَّهُ َخ ْيٌر ِم َّما آتَا ُك ْم} ‪ 6‬بالنمل تقرأ بفتح الياء‬
‫وصالً‪ ،‬وأما في الوقف ففيها وجهان‪ :‬إثبات الياء وحذفها‪.‬‬
‫ان} ‪ 7‬بالحجرات‪.‬‬ ‫يم ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثاني عشر‪" :‬االسم" من قوله تعالى‪{ :‬بِْئ َس ااِل ْس ُم اْلفُ ُس ُ‬
‫وق َب ْع َد اإْل َ‬
‫إذا ابتدأنا بها لنا فيها وجهان أحدهما‪ :‬البدء بهمزة مفتوحة فالم مكسورة فسين ساكنة‪ ،‬واآلخر حذف‬
‫همزة الوصل والبدء بالم مكسورة فسين ساكنة‪.‬‬
‫الثالث عشر‪ :‬قراءة الكلمات اآلتية بالمد الطويل ست حركات أو التسهيل ب ْين ب ْين وهي‪َّ :‬‬
‫{آلذ َك َر ْي ِن}‬ ‫َ َ َ‬
‫يونس‪،‬‬‫{آآلن} موضعيـ ُ‬‫َ‬ ‫موضعي األنعام‪،‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.16 :‬‬
‫‪ 2‬اآلية‪.4 :‬‬
‫‪ 3‬اآلية‪.32 :‬‬
‫‪ 4‬اآلية‪.15 :‬‬
‫‪ 5‬اآلية‪.76 :‬‬
‫‪ 6‬اآلية‪.36 :‬‬
‫‪ 7‬اآلية‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/292‬‬
‫{آللَّهُ} بيونس والنمل ووجه اإلبدال مع المد الطويل أولى وأرجح‪.‬‬
‫الرابع عشر‪ :‬حرف عين في كل من {كهيعص} أول مريم‪{ ،‬حم‪ ،‬عسق} أول الشورى‪ ،‬يجوز فيها‬
‫التوسط أربع حركات والمد الطويل ست حركات وهو األفضل‪.‬‬
‫ْمَّنا} ‪ 1‬بيوسف تقرأ باإلشمام أو َّ‬
‫الروم ويعبر‬ ‫ْمَّنا" من قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{ما لَ َك ال تَأ َ‬ ‫الخامس عشر‪" :‬ال تَأ َ‬
‫عنه بعضهم باالختالس‪.‬‬
‫السادس عشر‪ :‬السكنات الواجبة التي انفرد بها حفص عن جميع القراء أربعة مواضع وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬السكت على ألف ِ‬
‫{ع َو ًجا} بالكهف‪ ،‬وحكمته‪ :‬أن الوصل من غير سكت يوهم أن "قَْي ًما" صفة لـ‬
‫"عوجا" وال يستقيم أن يكون القيم صفة للمعوج‪.‬‬
‫ً‬
‫{ه َذا}‬ ‫ِ‬
‫{م ْرقَدَنا} بيس‪ ،‬وحكمته أن الوصل من غير سكت يوهم أن قوله تعالى َ‬‫‪ -2‬السكت على ألف َ‬
‫من مقول المشركين المنكرين للبعث‪.‬‬
‫{م ْن َرا ٍ‬
‫ق} بالقيامة‪.‬‬ ‫‪ -3‬السكت على نون َ‬
‫ان} بالمطففين‪ ،‬وحكمة السكت في هذين الموضعين أن الوصل فيهما من‬ ‫‪ -4‬السكت على الم َ{ب ْل َر َ‬
‫غير سكت يوهم أن كالً منهما كلمة واحدة بل هما كلمتان‪.‬‬
‫وأما السكتات الجائزة ففي موضعين‪:‬‬
‫‪ -1‬بين األنفال والتوبة‪،‬‬
‫{م ِالَي ْه‪َ ،‬هلَ َك} بالحاقة والسَّكت فيها هو َّ‬
‫المقدم في األداء‪.‬‬ ‫‪ -2‬في َ‬
‫السابع عشر‪ :‬إسكان هاء الكناية في {أ َْر ِج ْه} باألعراف والشعراء‪ ،‬وكذا {فَأَْلِق ْه} بالنمل‪ ،‬وضم الهاء‬
‫{وَيتَّ ْق ِه} في النور فقد قرأها حفص بإسكان القاف وكسر‬ ‫ضهُ لَ ُك ْم} بالزمر‪ ،‬وأما َ‬
‫{ي ْر َ‬
‫من غير صلة في َ‬
‫الهاء من غير صلة‪،‬‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.11 :‬‬

‫( ‪)1/293‬‬

‫يه ُمهَ ًانا} بالفرقان فقرأها بالصلة بمقدار حركتين‪.‬‬ ‫وأما {وي ْخلُ ْد ِف ِ‬
‫ََ‬
‫{ن َواْل َقلَِم}‬ ‫ِ‬
‫آن اْل َحك ِيم} ‪ْ ،‬‬
‫الثامن عشر‪ :‬إظهار النون عند الواو في كل من‪{ :‬يس‪َ ،‬واْلقُْر ِ‬
‫ث َذِل َك} باألعراف‪ ،‬وإ دغام الباء في الميم في‬ ‫التاسع عشر‪ :‬إدغام الثاء في الذال في قوله تعالى‪{َ :‬يْلهَ ْ‬
‫إدغاما كامالً للتجانس الذي بينهما‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ب َم َعَنا} بهود‬
‫{ار َك ْ‬
‫قوله تعالى‪ْ :‬‬
‫ناقصا مع بقاء‬
‫ً‬ ‫إدغاما‬
‫ً‬ ‫ت} بالنمل‬
‫طُ‬‫َح ْ‬
‫طت} بالمائدة‪{ ،‬أ َ‬
‫{ب َس َ‬
‫العشرون‪ :‬إدغام الطاء في التاء في كل من َ‬
‫صفة اإلطباق للتقارب الذي بينهما‪.‬‬
‫ين} ‪ 1‬بالمرسالت اختُِلف في‬ ‫الحادي والعشرون‪" :‬نخلقكم" من قوله تعالى‪{ :‬أَلَم َن ْخلُ ْق ُكم ِمن م ٍ‬
‫اء َم ِه ٍ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ناقصا وإ لى هذا الخالف يشير اإلمام ابن الجزري بقوله‪:‬‬ ‫ً‬ ‫إدغاما كامال أو‬
‫ً‬ ‫إدغام القاف في الكاف‬
‫"والخلف بنخلقكم وقع"‪ ،‬والوجهان صحيحان ومعنى كمال اإلدغام‪ :‬أي إدخال القاف في الكاف إدخاال‬
‫كامال بحيث ال يظهر منها شيء‪ ،‬ومعنى نقص اإلدغام‪ :‬أي إبقاء صفة االستعالء وزوال صفة‬
‫القلقلة‪.‬‬
‫تبعا ألبي عمرو َّ‬
‫الداني‪.‬‬ ‫ولقد ذكر اإلمام ابن الجزري في كتاب التمهيد أن اإلدغام الكامل أولى وذلك ً‬
‫وإ لى الكلمات السبع األول يشير صاحب آللئ البيان بقوله‪:‬‬
‫ءأعجمي سهلت أخراها ‪ ...‬لحفصنا وميلت مجراها‬
‫واضمم أو افتح ضعف روم وأتى ‪ ...‬سينا ويبسط ثاني بسطة‬
‫والصاد في مصيطر خذ وكال ‪ ...‬هذين في المصيطرون نقال‬
‫ــــ‬
‫‪ 1‬اآلية‪.20 :‬‬

‫( ‪)1/294‬‬

‫خاتمة الكتاب‪:‬‬
‫وإ لى هنا تم ما َيسَّر اهلل تعالى جمعه في هذا الكتاب المتواضع واهللَ أسأ ُل أن ينفع به الطالب‬
‫خالصا لوجهه الكريم‬
‫ً‬ ‫والدارسين والمحبين لتالوة كتاب اهلل تعالى حق التالوة‪ ،‬وأن يجعل هذا العمل‬
‫وسببا للفوز بجنات النعيم‪.‬‬
‫ً‬
‫كما أسأله سبحانه أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجالء همومنا وغمومنا وسائقنا‬
‫ودليلنا إلى جناته إنه سميع مجيب‪.‬‬
‫وكان الفراغ من كتابته ليلة االثنين المباركة الموافقة للسادس والعشرين من شهر شوال سنة سبع‬
‫وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية‪ ،‬على صاحبها أفضل الصالة وأتم السالم‪ ،‬الموافقة للثاني‬
‫والعشرين من شهر يونيو سنة سبع وثمانين وتسعمائة وألف ميالدية‪ ،‬وذلك بمدينة الرياض‪.‬‬
‫وصلى اهلل وسلم وبارك على سيدنا محمد خاتم األنبياء وسيد المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن‬
‫تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫تم بحمد اهلل تعالى‪.‬‬

‫( ‪)1/295‬‬
‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬جامع البيان‪ ،‬لإلمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري‪.‬‬
‫‪ُّ -3‬‬
‫الد ُّر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ،‬للحافظ جالل الدين السيوطي‪.‬‬
‫‪ -4‬فتح القدير الجامع بين فن الرواية‬
‫ِّ‬
‫والد َراية من علم التفسير‪ ،‬لإلمام محمد بن على الشوكاني‪.‬‬
‫‪ -5‬صحيح اإلمام مسلم‪ ،‬لإلمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم‪.‬‬
‫‪ -6‬فتح الباري بشرح صحيح البخارى‪ ،‬لإلمام ابن حجر العسقالني‪،‬ـ تحقيق الشيخ عبد اهلل بن عبد‬
‫العزيز بن باز‪.‬‬
‫‪ -7‬جامع األصولـ في أحاديث الرسول لإلمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد‪ .‬بن‬
‫األثير‪ ،‬بتحقيق عبد القادر األرناءوط‪.‬‬
‫وم ْنَبع الفوائد‪ ،‬لإلمام الحافظ الهيثمي‪.‬‬ ‫‪َ -8‬م ْج َمع َّ‬
‫الزوائد َ‬
‫‪ -9‬الجامع الصغير‪ ،‬محمد ناصر الدين األلباني‪.‬‬
‫‪ -10‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬للحافظ جالل الدين عبد الرحمن السيوطي‪.‬‬
‫‪ -11‬مباحث في علوم القرآن‪ ،‬للشيخ َمَّناع القطَّان‪.‬‬
‫الن ْشر في القراءات العشر‪ ،‬لإلمام محمد بن محمد الشهير‪ :‬بابن الجزري‪.‬‬ ‫طيَِّبة َّ‬
‫‪َ -12‬‬
‫‪ِ -13‬ح ْر ُز األماني ووجه التهاني‪ ،‬المعروف‬
‫بالشاطبية‪ ،‬لإلمام القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي‪.‬‬
‫‪ -14‬التمهيد في علم التجويد‪ ،‬لإلمام محمد بن محمد الشهير‪ :‬بابن الجزري‪.‬‬
‫‪ -15‬المقدمة الجزرية في تجويد اآليات القرآنية‪ ،‬لإلمام محمد بن محمد الشهير بابن الجزري‪.‬‬
‫‪ -16‬النشر في القراءات العشر‪ ،‬لإلمام محمد بن محمد الشهير‪ :‬بابن الجزري‪.‬‬
‫‪ -17‬تُ ْحفَةُ ِ‬
‫الغْل َمان في تجويد القرآن‪ ،‬للشيخ سليمان اْل َج ْم ُزوري‪.‬‬
‫النفع في القراءات السبع‪ ،‬لإلمام على النووي الصفاقسي‪.‬‬ ‫‪ -18‬غيث َّ‬

‫( ‪)1/296‬‬

‫‪ -1‬إتحاف فضالء البشر في القراءات األربع عشر‪ ،‬للشيخ أحمد بن محمد الدمياطي الشهير بالبنا‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلضاءة في بيان أصول القراءة‪ ،‬للشيخ علي محمد الضَّبَّاع‪.‬‬
‫‪ -3‬إرشاد المريد شرح الشاطبية‪ ،‬للشيخ علي محمد الضَّبَّاع‪.‬‬
‫‪ -4‬عقيلة أتراب القصائد في الرسم‪ ،‬لإلمام القاسم بن فيرة بن خلف بن‬
‫أحمد الشاطبي‪.‬‬
‫‪ -5‬الوافي على شرح الشاطبية‪ ،‬للشيخ عبد الفتاح القاضي‪.‬‬
‫‪ -6‬تاريخ القراء العشرة ورواتهم‪ ،‬للشيخ عبد الفتاح القاضي‪.‬‬
‫‪ -7‬نهاية القول المفيد في علم التجويد‪ ،‬للشيخ محمد مكي نصر‪.‬‬
‫‪ -8‬العميد في علم التجويد‪ ،‬للشيخ محمود علي بسة‪.‬‬
‫‪ -9‬آللئ البيان في تجويد القرآن ‪ ،‬للشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنودي‪.‬‬
‫‪ -10‬قواعد التجويد‪ ،‬للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري‪.‬‬
‫‪ -11‬البرهان في تجويد القرآن‪ ،‬للشيخ محمد الصادق قمحاوي‪.‬‬
‫‪ -12‬مجموعة التجويد شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني‪ ،‬للدكتور‪ :‬عبد العزيز القاري‪.‬‬
‫‪ -13‬أحكام قراءة القرآن الكريم‪ ،‬للشيخ محمود خليل الحصري‪.‬‬
‫‪ -14‬حق التالوة‪ ،‬للشيخ حسني شيخ عثمان‪.‬‬
‫‪ -15‬مع القرآن الكريم‪ ،‬للدكتور‪ :‬شعبان محمد إسماعيل‪.‬‬
‫‪ -16‬القراءات المتواترة‪ ،‬للدكتور‪ :‬محمد رشاد خليفة‪.‬‬
‫‪ -17‬لطائف البيان شرح مورد الظمآن‪ ،‬للشيخ أحمد محمد أبو زيتحار‪.‬‬
‫‪ -18‬الجديد في أحكام التجويد‪ ،‬للشيخين‪ :‬إبراهيم عبد الرازق أبو علي‪،‬‬
‫وعبد الباسط عبد الماجد بشير‪.‬‬

‫( ‪)1/297‬‬

‫فهرس موضوعات الكتاب‪:‬‬


‫الموضوع رقم الصفحة‬
‫افتتاحية الكتاب ‪5‬‬
‫مدخل إلى علم التجويد ويشتمل على ما يأتي‪9 :‬‬
‫أوال‪ :‬ما يتعلق بالتالوة‪ ،‬فضل القرآن الكريم ‪9‬‬
‫فضل تالوة القرآن الكريم ‪11‬‬
‫أهمية تعلم القرآن الكريم وتعليمه ‪13‬‬
‫آداب تالوة القرآن الكريم واستماعه ‪14‬‬
‫كيفية قراءة القرآن الكريم ‪15‬‬
‫أركان القراءة الصحيحة ‪18‬‬
‫مراتب القراءة ‪19‬‬
‫ثانيا‪ :‬لمحة موجزة عن تاريخ التجويد والقراءات‪.‬‬
‫ً‬
‫تاريخ التأليف في هذا العلم ‪22‬‬
‫منشأ اختالف القراءات ‪23‬‬
‫القراءات المتواترة ‪24‬‬
‫األحرف السبعة ونزول القرآن بها ‪25‬‬
‫الحكمة في إنزال القرآن الكريم باألحرف السبعة ‪28‬‬
‫صلة القراءات السبع باألحرف السبعة ‪28‬‬
‫ترجمة اإلمام عاصم ‪30‬‬
‫ترجمة رواية حفص ‪33‬‬
‫اهتمام األمة اإلسالمية بعلم التجويد ‪35‬‬
‫أقسام التجويد ‪35‬‬
‫التجويد العملي‪ :‬حكمه ودليله ‪35‬‬
‫التجويد العلمي‪ :‬حكمه ودليله ‪39‬‬
‫معنى التجويد‪ ،‬وغايته ‪39‬‬
‫معنى اللحن‪ ،‬وأقسامه‪ ،‬وحكم كل قسم ‪41‬‬
‫االستعاذة‪ :‬صيغتها وحكمها وأحوالها ‪44‬‬

‫( ‪)1/298‬‬

‫الب ْس َملةُ‪ :‬حكمها في ابتداء السورة وفي أجزائها ‪47‬‬


‫َ‬
‫أوجه االبتداء ‪48‬‬
‫أوجه ما بين السورتين ‪49‬‬
‫أحكام النون الساكنة والتنوين ‪51‬‬
‫اإلظهار‪ :‬تعريفه وحروفه ووجه تسميته وسببه ومراتبه ‪54‬‬
‫اإلدغام‪ :‬تعريفه وحروفه وأقسامه وأنواعه وسببه وفائدته ‪57‬‬
‫اإلقالب‪ :‬تعريفه وحروفه ووجهه ‪63‬‬
‫اإلخفاء‪ :‬تعريفه وحروفه وسببه وكيفيته ومراتبه ‪66‬‬
‫حكم النون والميم المشددتين ‪71‬‬
‫الغَّنة‪ :‬معناها ومخرجها ومقدارها وكيفيتها ومراتبها ‪71‬‬
‫ُ‬
‫أحكام الميم الساكنة‪74 :‬‬
‫اإلخفاء الشفوي‪ :‬حرفه ووجه تسميته ‪74‬‬
‫إدغام المتماثلين الصغير‪ :‬حرفه ووجه تسميته ‪76‬‬
‫اإلظهار الشفوي‪ :‬حروفه ووجه تسميته ‪77‬‬
‫حكم الالمات السواكن ‪82‬‬
‫حكم الم أل ‪82‬‬
‫حكم الم الفعل ‪86‬‬
‫حكم الم الحرف ‪87‬‬
‫حكم الم االسم ‪88‬‬
‫حكم الم األمر ‪88‬‬
‫المد والقصر‪ :‬معناهما وحروف المد وأقسام المد ‪91‬‬
‫المد األصلي‪ :‬معناه وسبب تسميته وأنواعه ‪93‬‬
‫المد الفرعي‪ :‬أسبابه وأنواعه وأحكامه ‪95‬‬
‫المد المتصل‪ :‬تعريفه وأمثلته وحكمه ووجه تسميته‪ ،‬ومقدار ِّ‬
‫مده‪ ،‬وأنواعه‬
‫المد المنفصل‪ :‬تعريفه وأمثلته وحكمه ووجه تسميته‪ ،‬ومقدار مده ‪98‬‬
‫قصرالمنفصل من طريق طيبة النشر واألوجه المترتبة عليه ‪99‬‬

‫( ‪)1/299‬‬

‫المد البدل‪ :‬تعريفه وأمثلته وحكمه ومقدار مده‪ ،‬ووجه تسميته ‪101‬‬
‫المد العارض للسكون‪ :‬تعريفه وأمثلته وحكمه ومقدار مده‬
‫ووجه تسميته وأنواعه ‪103‬‬
‫المد الالزم‪ :‬تعريفه وأمثلته وحكمه ومقدار مده ووجه تسميته وأقسامه ‪106‬‬
‫المد الالزم الكلمي المخفف‪ :‬تعريفه وأمثلته ووجه تسميته ‪107‬‬
‫المد الالزم الكلمي المثقل‪ :‬تعريفه وأمثلته ووجه تسميته ‪108‬‬
‫المد الالزم الحرفي المخفف‪ :‬تعريفه وأمثلته ووجه تسميته ‪109‬‬
‫المد الالزم الحرفي المثقل‪ :‬تعريفه وأمثلته ووجه تسميته ‪110‬‬
‫مراتب المدود ‪112‬‬
‫تنبيهات ‪113‬‬
‫ٌ‬
‫األول‪ :‬حكم اجتماع سببين من أسباب المد ‪113‬‬
‫الثاني‪ :‬حكم اجتماع مدين من نوع واحد ‪113‬‬
‫الثالث‪ :‬حكم اجتماع المتصل والمنفصل ‪113‬‬
‫الرابع‪ :‬حكم اجتماع المتصل المتطرف الهمز الموقوف عليه‪،‬‬
‫مع متصل آخر أو منفصلـ ‪114‬‬
‫الخامس‪ :‬حكم اجتماع المتصل مع العارض للسكون ‪115‬‬
‫السادس‪ :‬حكم اجتماع العارض للسكون واللِّين ‪116‬‬
‫ألقاب المدود ‪117‬‬
‫مخارج الحروف ‪124‬‬
‫معنى المخرج وفائدته ‪124‬‬
‫معنى الحرف والطريقة لمعرفة مخرجه ‪124‬‬
‫تقسيم الحروف الهجائية إلى أصلية وفرعية ‪125‬‬
‫تقسيم المخارج إلى عامة وخاصة‪ ،‬واختالف العلماء فيها ‪126‬‬
‫المخرج األول من المخارج العامة‪ :‬الجوف ‪127‬‬
‫المخرج الثاني من المخارج العامة‪ :‬الحلق ‪128‬‬
‫المخرج الثالث من المخارج العامة‪ :‬اللسان ‪128‬‬
‫المخرج الرابع من المخارج العامة‪ :‬الشفتان ‪130‬‬
‫المخرج الخامس من المخارج العامة‪ :‬الخيشوم ‪130‬‬

‫( ‪)1/300‬‬

‫ألقاب الحروف ‪131‬‬


‫جدول بمخارج الحروف ‪134‬‬
‫رسم "كروكي"ـ لمخارج الحروف ‪135‬‬
‫صفات الحروف ‪137‬‬
‫الكالم على الصفات التي لها ضد ‪138‬‬
‫الرخاوة‪ ،‬االستعالء‪ ،‬االستفال‪ ،‬اإلطباق‪ ،‬االنفتاح‪ ،‬اإلذالق‪،‬‬
‫"الهمس‪ ،‬الجهر‪ ،‬الشدة‪ ،‬التوسط‪ِّ ،‬‬
‫اإلصمات"‬
‫الكالم على الصفات التي ال ضد لها ‪144‬‬
‫"الصفير‪ ،‬القلقلة‪ ،‬اللِّين‪ ،‬االنحراف‪ ،‬التكرير‪ ،‬التفشي‪ ،‬االستطالة‪ ،‬الخفاء‪ ،‬الغنة"‬
‫تقسيم الصفات إلى قوية وضعيفة ‪152‬‬
‫تقسيم حروف الهجاء إلى قوية وضعيفة ‪153‬‬
‫تنبيهٌ مهم في حكم الضاد ‪155‬‬
‫التفخيم والترقيق ‪157‬‬
‫دائما ‪157‬‬
‫الحروف التي تفخم ً‬
‫دائما ‪158‬‬
‫الحروف التي ترقق ً‬
‫الحروف الدائرة بين الترقيق والتفخيم‪ :‬األلف والالم والراء ‪158‬‬
‫واحدا ‪160‬‬
‫ً‬ ‫الراء المرققة قوال‬
‫الراء الدائرة بين الترقيق والتفخيم ولكن الترقيق أولى ‪162‬‬
‫الراء الدائرة بين التفخيم والترقيق ولكن التفخيم أولى ‪164‬‬
‫واحدا ‪166‬‬
‫ً‬ ‫الراء المفخمة قوال‬
‫تنبيهات ‪168‬‬
‫ٌ‬
‫المتماثالن والمتقاربان والمتجانسان والمتباعدان ‪171‬‬
‫المتماثالن‪ :‬تعريفهما وأقسامهما وحكم كل قسم ‪171‬‬
‫المتقاربان‪ :‬أنواعهما وتعريف كل نوع وأقسامه وحكم كل قسم ‪174‬‬
‫المتجانسان‪ :‬أنواعهما وتعريف كل نوع وأقسامه وحكم كل قسم ‪176‬‬
‫المتباعدان‪ :‬تعريفهما وأقسامهما وحكم كل قسم ‪178‬‬
‫الوقف على أواخر الكلم وأنواعه ‪181‬‬

‫( ‪)1/301‬‬

‫الكالم على السكون اْل َم ْحض ‪181‬‬


‫الروم ‪118‬‬
‫الكالم على َّ‬
‫الكالم على اإلشمام ‪183‬‬
‫الموقوف عليه بالسكون المحض ‪185‬‬
‫الموقوف عليه بالسكون والروم ‪186‬‬
‫الموقوف عليه بالسكون والروم واإلشمام ‪186‬‬
‫حكم هاء الضمير في الوقف ‪186‬‬
‫حكم التقاء الساكنين ‪190‬‬
‫الحذف واإلثبات‪ :‬تمهيد ‪196‬‬
‫حكم األلف ‪198‬‬
‫حكم الياء ‪201‬‬
‫حكم الواو ‪211‬‬
‫هاء الكناية‪ :‬تعريفها وفائدتها وأحوالها ‪216‬‬
‫الوقف واالبتداء‪ :‬تمهيد ‪220‬‬
‫تعريف الوقف وحكمه وأقسامه ومعرفة كل قسم وحكمه ‪222‬‬
‫أقسام الوقف االختياري ‪224‬‬
‫الوقف التام‪ :‬أنواعه وأمثلة كل نوع وحكمه وعالمته ‪225‬‬
‫الوقف الكافي تعريفه وأمثلته وحكمه وعالمته ‪228‬‬
‫الوقف الحسن‪ :‬تعريفه وأنواعه وأمثلة كل نوع وحكمه ‪229‬‬
‫الوقف القبيح‪ :‬تعريفه وأنواعه ‪232‬‬
‫تعريف االبتداء وأنواعه ‪233‬‬
‫الس ْكت‪ :‬بيان السكت الواجب والسكت الجائز ‪234‬‬
‫تعريف َّ‬
‫تعريف القطع مع بيان محله ‪236‬‬
‫عالمات الوقف المشهورة ‪236‬‬
‫المقطوع والموصول‪ :‬تمهيد ‪239‬‬
‫الكلمات التي اتفقت المصاحف على قطعها في كل موضع ‪240‬‬
‫الكلمات التي اتفقت المصاحف على وصلها في كل موضع ‪242‬‬
‫الكلمات التي وقع فيها اختالف المصاحف ‪247‬‬

‫( ‪)1/302‬‬

‫هاء التأنيث التي يوقف عليها بالتاء‪ :‬تمهيد ‪265‬‬


‫القسم األول‪ :‬هاء التانيث التي اتفق القراء على قراءتها باإلفراد‬
‫وهي في ثالث عشرة كلمة ‪265‬‬
‫تتمةٌ‪ :‬في إلحاق ست كلمات بهذا القسم ‪272‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬هاء التأنيث التي اختلف القراء في قراءتها باإلفراد أو الجمع وهي سبع كلمات ‪274‬‬
‫همزتا الوصل والقطع وحكم البدء بهما ‪279‬‬
‫الكالم على همزة الوصل‪ :‬تعريفها وسبب تسميتها بذلك ومواضعهاـ ‪279‬‬
‫همزة الوصل في األفعال‪ :‬أمثلتها وحكمها ‪279‬‬
‫همزة الوصل في األسماء‪ :‬أمثلتها وحكمها ‪282‬‬
‫همزة الوصل في الحروف‪ :‬أمثلتها وحكمها ‪284‬‬
‫تنبيهٌ‪ :‬بخصوص همزة الوصل المكسورة إن دخلت عليها همزة االستفهام ‪285‬‬
‫حكم همزة الوصل إذا وقعت بين همزة االستفهام والم التعريف ‪286‬‬
‫همزة القطع‪ :‬تعريفها وسبب تسميتها بذلك ومواضعهاـ وحكمها ‪287‬‬
‫ما يراعى لحفص‪ :‬تمهيد ‪290‬‬
‫بيان الكلمات اإلحدى والعشرين التي يجب على القارئ أن يراعيها لحفص عند التالوة ‪290‬‬
‫خاتمة الكتاب ‪295‬‬
‫المراجع ‪296‬‬
‫الفهرس ‪298‬‬

‫( ‪)1/303‬‬

‫من إصدارات المؤلف‬


‫القبس الجامع لقراءة نافع من طريق الشاطبية‬
‫تأليف خادم القرآن الكريم‪ :‬عطية قابل نصر‪ ،‬المدرس بقسم الدراسات القرآنية‪ ،‬بكلية المعلمين‬
‫بالرياض سابقًا‪ ،‬وعميد معهد القراءات بالقاهرة سابقًا‪.‬‬

‫( ‪)1/304‬‬

You might also like