You are on page 1of 14

‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‬

‫المقياس ‪:‬إدارة االبداع و االبتكار‬

‫بحث حول ‪:‬‬

‫اثر االبتكار التكنولوجي على الميزة‬


‫التنافسية في المؤسسة الجزائرية‬

‫‪8‬الفوج‬
‫فكارشة أسماء‬
‫بن عابد فلاير‬
‫العزوني اميرة‬
‫بن عرجونة مسعودة‬

‫‪2022_2021‬‬
‫خطة البحث‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي االبتكار التكنولوجي‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية االبتكار‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ماهية االبتكار التكنولوجي‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬قياس االبتكار التكنولوجي‬
‫المبحث الثاني االطار المفاهيمي للميزة التنافسية‬
‫المطلب األول مفهوم الميزة التنافسية‬
‫المطلب الثاني ‪ꓽ‬أنواع الميزة التنافسية‬

‫المطلب الثالث ‪ ꓽ‬أبعاد الميزة التنافسية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دراسة حالة المؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية – ‪ LIT-MAG‬تلمسان‬


‫‪.‬المطلب األول ‪:‬التعريف بالمؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية‬
‫المطلب الثاني ‪:‬واقع عملية الخلق والتجديد داخل المؤسسة‪:‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬التشخيص الداخلي للمؤسسة‬

‫مقدمة‬
‫تتميز بيئة األعمال الحالية بعدم التأكد واالستقرار‪ ،‬حيث أن القاعدة الوحيدة للبقاء‬
‫واالستمرارية هي المنافسة بمختلف أنواعها واستراتيجيتها‪ ،‬فطبيعة البيئة الديناميكية تجعل من‬
‫المنظمات في تنافس كبير لم يسبق له مثيل‪ ،‬والتحوالت السريعة في األسواق والتقدم الهائل‬
‫في تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬األمر الذي جعل الكثير من المنظمات تتسارع في الحصول على‬
‫المر اتب األولى‪ ،‬وذلك بالتركيز على االبتكار‪ ،‬إذا أصبح من المواضيع الضرورية والمهمة‬
‫في مختلف المؤسسات االقتصادية‪ ،‬باعتباره أحد أهم األسس التي تقوم عليها للتنافس في‬
‫الوقت الراهن‪.‬‬
‫كما يعد االبتكار التكنولوجي عامل مهم في دفع عجلة النمو والتنمية االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫وسمة من السمات الساعية لبقاء المنظمة‪ ،‬وهذه األخيرة تعمل على إدارته وتسييره وذلك من خالل‬
‫توفير بعض اآلليات الالزمة والدعائم لتفعليه بطريقة تسمح بتحقيق أهدافها‪ ،‬وبالتالي تحقيق‬
‫ميزة تنافسية‪ ،‬واألمر ال يتوقف هنا بل يجب أن يتعدى ذلك إلى العمل بشكل مستمر على‬
‫تنميتها وتجديدها نظرا ً الشتداد المنافسة‪ ،‬بحيث ال يتسنى للمنافسين تقليدها‪ ،‬فهي مصدر‬
‫لتحقيق الثروة ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي االبتكار التكنولوجي‬


‫لقد أصبح االبتكار التكنولوجي موضوعا ً متداوالً في عصرنا الحالي‪ ،‬فهو من المواضيع‬
‫الهامة والضرورية والمنشأة للثروة‪ ،‬كونه يعطي للمنظمات القائمة عليه ميزة تنافسية‪ ،‬للوصول إلى‬
‫المنتجات الجديدة باعتباره نشاطا ُ منظما ً ومتميزا ً‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية االبتكار‬


‫اوال‪ :‬مفهوم االبتكار‬
‫االبتكار هو ترجمة لكلمة ‪ Innovation‬والتي قد يترجمها البعض بالتجديد كما ترجمه بيتر دراكر في‬
‫كتابه ‪ Innovation And Entrepreneurship‬تحت عنوان "التجديد والمقاولة"‪ ،‬وينظر إلى التجديد‬
‫على أنه "تجديد المنتج الحالي"‪ ،‬حيث استخدم في كتابه ‪ Innovation‬االبتكار بمعناه الواسع الجدري‬
‫‪1‬‬
‫والتدريجي‪.‬‬
‫‪ -‬و يعرف االبتكار على أنه "التوصل إلى ما هو جديد"‪ ،‬ويعرفه توم بيترز ‪ t.petérs‬االبتكار على أنه‬
‫‪2‬‬
‫"التعامل مع شيء جديد‪ ،‬أي شيء لم يسبق اختياره "‬

‫نجم عبود نجم‪ ،2003 ،‬االبتكار التكنولوجي المفاهيم والخصائص والتجارب الحديثة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع ص ‪16‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المصدر‪ ،‬ص ‪18‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ -‬يعرف بأنه "التطبيق العملي لالختراع أو عملية صنع سلعة جديدة أو تطويرها بشكل يجعلها أكثر قبوالً‬
‫من الناحية االقتصادية"‪.3‬‬
‫‪ -‬كما يعرف االبتكار على أنه عملية تبدأ من األفكار المبتكرة إلى عملية التطبيق الناجح لألفكار المبتكرة‬
‫ضمن المنظمة‪ ،‬قد يكون من قبل األفراد أو فريق العمل"‪.‬‬
‫‪ -‬في حين يرى البعض االبتكار هو" االستغالل الناجح لألفكار الجديدة"‬
‫وعليه فان االبتكار يعني "التطبيق الخالق لألفكار الجديدة التي لم يسبق تطبيقها من قبل‪ ،‬ووضعها‬
‫موضع التنفيذ في مجال ابتكار المنتجات والعمليات‪".4‬‬
‫كما توجد مصطلحات ذات عالقة باالبتكار من بينها االختراع‪ ،‬واالبتكار ‪ ،‬والتحسين‪ ،‬ونذكرها‬
‫فيمايلي‪:‬‬
‫‪-1‬االبتكار واالختراع‪ :‬يرتبط استخدام مصطلحي االبتكار واالختراع كمترادفين بالتكنولوجيا‪ ،‬حيث يرى‬
‫بعض الكتاب أن االختراع ‪ Invention‬يشير إلى التوصل إلى فكرة جديدة بالكامل ترتبط بالتكنولوجيا‬
‫وتؤثر على المؤسسات‪ ،‬في حين أن االبتكار يعني التجديد بوصفه إعادة تشكيل أو إعادة عمل األفكار‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪-2‬االبتكار واالبداع ‪ :‬ينظر إلى االبتكار ‪ Créativité‬على أنه التوصل إلى حل خالق ما لمشكلة‬
‫أو فكرة جديدة‪ ،‬وفي حين أن االبتكار هو التطبيق الخالق أو المالئم لها‪.‬‬
‫‪-3‬االبتكار والتحسين ‪:‬هو إدخال تعديالت أو تغيرات صغيرة أو كبيرة على العمليات‬
‫أو المنتجات الحالية مما يجعلها أكثر مالئمة وتنوعا ً في االستخدام‪ ،‬في حين أن االبتكار يمكن تقديمه من‬
‫خالل االبتكار الجدري الذي يقصد به "التوصل إلى المنتج الجديد أو العملية الجديدة كليا ً التي تختلف عما‬
‫سبقها"‪ ،‬وأيضا االبتكار التدريجي يعني "التوصل إلى المنتج الجديد جزئيا ً من خالل التحسينات التي يتم‬
‫إدخالها على المنتجات الحالية‪".‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية االبتكار‬
‫تكمن أهمية االبتكار والحاجة إليه فيما يلي‪:5‬‬
‫‪ -‬خفض النفقات وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وتحسين األداء‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد المنتجات الجديدة وتطويرها‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد فرص عمل وأسواق جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية وتراكم المهارات الشخصية في التفكير والتفاعل الجماعي‪.‬‬
‫ومن بين أهم الخصائص التي يتميز بها االبتكار أنه يضيف قيمة‪ ،‬وأن يكون أفضل مما يقدمه المنافسون‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع االبتكار‬
‫هناك تصنيفات عديدة لالبتكار منهم من يصنفها إلى ابتكار المنتج‪ ،‬ابتكار العمليات‪ ،‬ابتكار تسويقي‪،‬‬
‫ابتكار تنظيمي‪ ،‬ومنهم من يصنفها إلى ابتكار إداري‪ ،‬تقني‪ ،‬إضافي‪ ،‬ومن هنا‬
‫يمكن أن نوجز هذه التصنيفات فيما يلي‪) :6‬الطحان‪2016، ،‬الصفحات (‪43-46‬‬
‫‪ 1-2‬االبتكار اإلداري ‪ :‬يعرف على أنه التوصل إلى العالقات الجديدة التي تفتح أفاق التحول إلى سياسات‬

‫‪ 3‬رعد حسن الصرن‪ ،2000 ،‬إدارة اإلبداع واالبتكار‪ ،‬دار الرضا‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ 4‬نجم عبود نجم‪ ،‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪27‬‬
‫‪ 5‬وهيبة مربعي‪ ،2012،‬دور التسويق االبتكاري في المحافظة على الميزة التنافسية‪ ،‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير‬
‫في علوم التسيير‪ ،‬تخصص اقتصاد تطبيقي وإدارة المنظمات‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬باتنة ص ‪-30‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ 6‬قداري سليمان‪ ،‬با سيد أحمد‪ ،2021-2020 ،‬دور االبتكار التكنولوجي في تحقيق الميزة التنافسية لدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماستر في علوم التجارية‪ ،‬تخصص مالية المرسسة‪ ،‬جامعة أخمد دراية‪ -‬أدرار ‪ ،‬ص ص ‪8-7‬‬
‫وتنظيمات وطرق وأساليب جديدة تساهم في تطوير األداء في المنظمة‪ ،‬والمتعلقة بتطوير عملية االبتكار‬
‫ونقل األفكار الجديدة إلى منتجات وخدمات جديدة‪ ،‬حيث يتضمن البناء التنظيمي والقواعد واألدوات‬
‫واإلجراءات وإعادة تصميم العمل‪.‬‬
‫‪ 2-2‬االبتكار التقني ‪ :‬يعرف على أنه كل جديد أو كل تحسين في المنتجات أو في طريقة وأساليب اإلنتاج‬
‫الذي يحصل في المؤسسة اإلنتاجية‪ ،‬وذلك من خالل رفع فعالية الجهاز اإلنتاجي وتحسين جودة المنتجات‪،‬‬
‫وهناك عوامل رئيسية تتحكم في نجاح أو فشل االبتكار التقني تتمثل في الحاجات االقتصادية واالجتماعية‪،‬‬
‫باإلضافة للموارد االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وكذا المناخ المالئم‬
‫ومستوى مهارة العاملين‪.‬‬
‫‪ 3-2‬االبتكار اإلضافي ‪:‬يعرف بأنه االبتكارات التي تهدف إلى تقديم تحسينات في المنتجات كخدمات‬
‫إضافية‪ ،‬لتلبية حاجات السوق واالستعانة بقدرات المنظمة في مجال البحث والتطوير والتدريب‪ ،‬حيث‬
‫تقوم بتقديم السلع والخدمات بالطريقة التي يريدها المستهلكين مما تجعلهم راضين ومتفاعلين مع المنظمة‪،‬‬
‫فهي تعتمد على رأيهم في إجراء التغيرات التي تتطلبها أذواق المستهلكين‪ ،‬وبالتالي تعزيز ميزة تنافسية‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ماهية االبتكار التكنولوجي‪:7‬‬
‫إن مفهوم االبتكار قد شمل االبتكار التكنولوجي وغير التكنولوجي بما في ذلك االبتكار التنظيمي‬
‫والتسويقي وكتحديد دقيق لمفهوم االبتكار التكنولوجي فان التعاريف األتية حددت ذلك ‪(Gregorio‬‬
‫)‪ Martín de Castro, 2010‬يمكن إعتبار االبتكار التكنولوجي أنه إنشاء أو إكتساب فكرة أو معرفة‪،‬‬
‫وإدخالها في المؤسسة‪ ،‬والتي قد تتحقق في شكل منتج جديد أو عملية أو طريقة جديدة ‪(Camelo,‬‬
‫)‪ 2000‬وهو يقترب بشدة من تعريف )‪ (Chen, 2004‬الذي يراه أنه إدخال مجموعة جديدة من العوامل‬
‫األساسية لإلنتاج في نظام اإلنتاج‪ ،‬وهو ينطوي على منتجات جديدة‪ ،‬تكنولوجيات جديدة‪ ،‬أسواق جديدة‪،‬‬
‫مواد جديدة ومجموعات جديدة‪.‬‬
‫وقد اتفق )‪ (Edvinsson, 2004) (Carson, 2004‬في تعريفهما على أن االبتكار التكنولوجي‬
‫هو إعادة استخدام المعرفة ووجهات النظر القائمة وخلق المعرفة الجديدة التي لديها إمكانية للتطبيق‬
‫العملي في تطوير منتجات أو عمليات جديدة‪ ،‬ثم تسويقه واالستفادة منه‪.‬‬
‫فاالبتكار التكنولوجي هو عملية تقوم من خاللها المؤسسات بتدبير وتنفيذ تصميم وإنتاج السلع والخدمات‬
‫)‪(Egbetokun2009‬‬ ‫الجديدة‪ ،‬بصرف النظر عما إذا كانت جديدة على منافسيها أو بلدانها أو العالم‬
‫وهو نتيجة عملية تفاعلية لتوليد المعارف ونشرها وتطبيقها‪.‬‬
‫وكتعريف شامل وجامع فان االبتكار التكنولوجي هو إنشاء أو دمج التكنولوجيا الجديدة أو‬
‫المحسنة‪ ،‬أو مزيج من التقنيات‪ ،‬وذلك به دف تلبية حاجة السوق أو استباق االحتياجات الحالية‬
‫والمستقبلية‪.‬‬
‫وعليه يعرف بأن االبتكار التكنولوجي‪:‬‬
‫‪ -‬عملية تفاعلية ترتكز على عدة عوامل منها المعرفة والسوق والشبكات الفاعلة والعمليات داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬وادارة هذه التفاعالت وتوفر البيئة و األدوات الالزمة من أجل نجاحه‪.‬‬
‫‪ -‬أنه عملية البد منها نظرا لتقادم التكنولوجيا وضرورة ايجاد التكنولوجيا الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬اال أن نجاحه يعتمد بشكل كبير على السوق‪.‬‬

‫‪ 7‬سنوسي سيد أحمد‪ ،‬الزين عبد المجيد‪ ،‬دور االبتكار التكنولوجي في رفع تنافسية المؤسسة ‪ -‬دراسة حالة المؤسسة الجزائرية‪ ،‬مجلـة‬
‫االستراتيجية والتنميـة‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،05‬ص ص ‪382-381‬‬
‫درجة المخاطرة في االبتكار التكنولوجي‪:8‬‬
‫ان مظهر أساسيا من مظاهر عملية االبتكار التكنولوجي يتحلى في عدم التأكد الذي يحيط بالعملية‬
‫ومستقبلها‪ ،‬وعدم التأكد هو سمة مرافقة لجميع القرارات المؤسسة في عالم اليوم نتيجة لديناميكية البيئة‬
‫وسرعة التطور في مختلف جوانب الحياة‪ ،‬فالتغيرات االقتصادية والسياسية واالجتماعية والقانونية‬
‫والتكنولوجية والثقافية البد أن تؤثر بشكل فاعل في عملية االبتكار التكنولوجي وتحقيقها ألهدافها‪ ،‬ونعلم‬
‫جيدا أن واحدا من مستلزمات االبتكار هو االتفاق على مختلف مراحله ما يعني تحمل تكاليف ضخمة قبل‬
‫الوصول الى النتائج التي يمكن أن تسد هذه التكاليف مستقبال‪ ،‬وبالطبع اذا كان االبتكار اصيال أو يرمي‬
‫الى حل مشكلة مستعصية فان التكاليف ستكون باهضة وكذلك المخاطرة التي تحف به‪ ،‬بعبارة أخرى‬
‫فالمخاطرة تتناسب طرديا مع طبيعة االبتكار‪ ،‬حيث أن ذكر (‪)freeman‬أن درجات المخاطرة باالبتكار‬
‫التكنولوجي يمكن أن تحدد بستة درجات وحسب جذرية االبتكار التكنولوجي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم تأكد حقيقي وكامل‪ :‬وهذا يرافق حالة البحوث االصلية التي ترغب في التوصل الى ابتكار‬
‫جديد تماما كما هو الحال في مجال االختراعات الجديدة لألجهزة أو المعدات في مختلف‬
‫االختصاصات والمجازفة هذه باهضة الثمن ومكلفة جهدا وماال ووقتا‬
‫‪ -‬درجة عاليا من عدم التأكد‪ :‬تحصل هذه الحالة عندما ترغب مؤسسة ما بإدخال ابتكار جذري في‬
‫المنتج الموجود أصال أو في عملية إنتاجية معروفة ولكن من خارج المؤسسة‪ ،‬وبعبارة أخرى‬
‫فالمؤسسة ال تجري التعديل أو التغيير على منتجاتها أو عملياتها اإلنتاجية ذاتها لذلك فالمخاطرة‬
‫عالية جدا‪.‬‬
‫‪ -‬درجة عالية من عدم التأكد‪ :‬وهي مرادفة لعمليات االبتكار التكنولوجي التي تكون في صورة‬
‫تعديل كبير في المنتج أو العملية اإلنتاجية ولكن في منتجات وعمليات المؤسسة نفسها‪ ،‬لذلك‬
‫فالمخاطرة هنا تكون أقل من الحالة السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬درجة معتدلة من عدم التأكد‪ :‬نجد هذه الحالة عندما تقوم المؤسسات بإنتاج أجيال جديدة من‬
‫من تجاتها التي تكون مستقرة في السوق وعملياتها اإلنتاجية معروفة بانسيابيها ومرونتها‪.‬‬
‫‪ -‬درجة قليلة من عدم التأكد‪ :‬ان هذا االنخفاض في درجة عدم التأكد يعزى الى كون االبتكار‬
‫التكنولوجي المتولد هنا هو عبارة عن ترخيص بإنتاج منتجات معينة أو تعديالت بسيطة في‬
‫المنتج أو العملية‪ ،‬وأيضا يكون بسبب التبني أو االمتياز المبكر لمنتجات أو عمليات موجودة‬
‫أصال في مؤسسات أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬درجة عدم التأكد منخفضة جدا‪ :‬وهذا النوع هو االقل مخاطرة حيث يوجد في حالة انتاج نموذج‬
‫جديد من منتج موجود ومستقر في السوق أو في حالة تنويع المنتج نفسه‪ ،‬بتغيير طفيف في اللون‬
‫او الوزن او التعبئة والتغليف كما أنه يمكن ان يرافق عمليات التبني المتأخر البتكارات أنجزت‬
‫في مؤسسات أخرى أو عمليات إنتاجية موجودة أساسا في المؤسسة فضال عن حاالت التغيير‬
‫الثانوية البسيطة في المنتجات‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬قياس االبتكار التكنولوجي‬
‫عملية االبتكار التكنولوجي متعددة األبعاد و تتطلب مجموعة من المؤشرات من أجل إعطاء‬
‫صورة واضحة و شاملة عن الوضعية‪ ،‬هذه المؤشرات بإمكانها أن تخصص للمدخالت كاالستثمار في‬

‫‪ 8‬د‪ .‬محمد قريشي‪ ،‬أ‪ .‬صفاء بياضي‪ ،‬االبتكار التكنولوجي في المؤسسات‪ ،‬مجلة الحقوق والعلوم اإلنسانية‪ -‬العدد االقتصادي ‪ ،34‬جامعة زيان‬
‫عاشور‪-‬الجلفة‪ ،‬ص ص ‪286-285‬‬
‫البحث و التطوير أو للمخرجات كبراءات االختراع أو عدد مبيعات المنتجات الجديدة‪ ،‬كما يمكننا تصنيف‬
‫االبتكار ات التكنولوجية حسب الجوانب المتعلقة به ا‪ :‬اإلجراءات‪ ،‬المنتجات أو التقنيات‪ ،‬فكل مؤشر من‬
‫هذه المؤشرات يعطينا تصور عن أحد أوجه االبتكار‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫و فيما يلي أهم المؤشرات التي تستخدم في قياس االبتكار‬
‫مؤشرات مدخالت االبتكار التكنولوجي‪:‬‬
‫مؤشرات المدخالت تصنف مجموع المؤشرات المتعلقة بالموارد المالية المستثمرة في عملية البحث‬
‫والتطوير‪ ،‬الموارد البشرية إضافة إلى التجهيزات التي تستخدم إلنشاء منتجات أو عمليات جديدة أو‬
‫محسنة ويمكن أن نستعرضها في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬االستثمارات المالية في البحث والتطوير‪ :‬يتعلق األمر بحجم اإلنفاق على عملية البحث والتطوير التي‬
‫تقاس بالمبلغ المستثمر لهذه العملية في مؤسسة ما‪ ،‬هذا المؤشر يمكن أن يستخدم بالقيمة المطلقة أو بالنسبة‬
‫المئوية من رأس مال المؤسسة مثال‪.‬‬
‫‪ -2‬الموارد البشرية المخصصة للبحث والتطوير‪ :‬ويتعلق األمر بكل الباحثين و اإلداريين و المهنيين‬
‫الموجهين للبحث و التطوير‪ ،‬ويتم قياسه بعدد األفراد أو بعدد ساعات العمل المستغرقة‪.‬‬
‫‪ -3‬التجهيزات المخصصة للبحث و التطوير‪ :‬جرد النفقات المخصصة من ميزانية البحث و التطوير‬
‫للتجهيزات‪.‬‬
‫مؤشرات مخرجات االبتكار التكنولوجي‪:‬‬
‫المؤشرات المتعلقة بالمخر جات تمثل أحد أبعاد عملية االبتكار التكنولوجي‪ ،‬و التي تترجم عن طريق‬
‫فكرة‪ ،‬منتوج أو عملية قابلة للتسويق‪ ،‬و تتمثل المؤشرات التي تقيس هذا البعد في‪:‬‬
‫‪-1‬براءات االختراع‪ :‬هو مؤشر لقياس حجم المخرجات المنتجة من طرف المؤسسة‪.‬‬
‫‪-2‬مبيعات المنتجات المبدعة‪ :‬يجب أن نفرق بين مبيعات المنتجات الجديدة للمؤسسة ومبيعات المنتجات‬
‫الجديدة للقطاع الصناعي‪ ،‬فعندما يكون الناتج الجديد متعلق بالمؤسسة فقط يعتبر تقليد‪ ،‬لكن عندما يكون‬
‫المنتوج جديد في القطاع الصناعي ككل فهذا يعتبر إبداع حقيقي‪.‬‬
‫‪-3‬اإلعالن عن المنتجات الجديدة‪ :‬تتعلق بدليل اإلعالنات عن المنتجات الجديدة في المجالت التجارية‬
‫والتقنية‬
‫‪-4‬االبتكار الهام‪ :‬دليل االبتكار ات التي يكون لها أثر هام‪ ،‬مقارنة مع تلك التي يكون لها تأثير أقل‪ ،‬وهذا‬
‫لن يكون إال بوجود معطيات مسبقة ترتكز على حكم الخبراء‪.‬‬
‫مؤشرات االقتصاد الكلي لإلبتكار التكنولوجي‪:‬‬
‫فيمايلي بعض المؤشرات األكثر استخداما المتعلقة باالقتصاد الكلي بإمكانها أن تكشف عن بعد أو أبعاد‬
‫أخرى لالبتكار ‪.‬‬
‫‪-1‬اإلنتاجية‪ :‬النظرية االقتصادية حددت بأن اإلنتاجية تحتل مجال واسع في قياس االبتكار ‪ ،‬فالمعطيات‬
‫عن معدالت نمو إنتاجية اليد العاملة عبر كل قطاع تستخدم لقياس االبتكار ‪ ،‬لكن تبقى اإلنتاجية الكلية هي‬
‫المفضلة باعتبارها ناتج إنتاجية كل العوامل و ليس اليد العاملة فقط‪.‬‬
‫‪-2‬التكلفة‪ :‬القطاعات الصناعية المبدعة تورد السلع و الخدمات بجودة عالية و بتكاليف منخفضة نسبيا‪.‬‬
‫‪-3‬حصص السوق العالمية‪ :‬األفضلية التنافسية والحلول االبتكارية الحقيقية تظهر على المستوى الدولي‬
‫عن طريق الزيادة في حصص السوق‪.‬‬
‫‪-4‬قوة البحث والتطوير ‪ :‬حجم اإلنفاق على البحث و التطوير‪ ،‬و مصادر تمويله‪.‬‬

‫قداري سليمان‪ ،‬با سيد أحمد‪ ،2021-2020 ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪9 -8‬‬ ‫‪9‬‬
‫المبحث الثالث االطار المفاهيمي للميزة التنافسية‬
‫المطلب األول مفهوم الميزة التنافسية‬
‫تعرف على أنها العملية التي يكافح فيها كيان ما ‪ ،‬للتفوق على آخر هذا الكيان يمكن ان يكون شخصا أو‬
‫منظمة أو دولة ‪ ،‬و الهدف هو الفوز و لكي تكون المنظمة منافسة ينبغي عليها ان توفر عدة عوامل مثل‬
‫القدرة و الرغبة في الفوز و الوالء أو اإللتزام و توفر الموارد المحددة ‪٠‬‬
‫و يشير مفهوم الميزة التنافسية إلى قدرة المنظمة على صياغة و تطبيق اإلستراتجيات التي تجعلها في‬
‫مركز أفضل بالنسبة للمؤسسات األخرى العاملة في نفس النشاط ‪٠‬‬
‫كما عرفه كورتر بأنها مقدرة المنظمة على أداء أعمالها بالشكل الذي يصعب على منافسيها تقليده ‪،‬‬
‫ويمكن تحق يق الميزة التنافسية بواسطة تنفيذها لوظائف تعمل على خلق قيمة في مجاالت تقليل الكلف‬
‫مقارنة بمنافسيها أو العمل على أدائها بأساليب تقود إلى التميز ‪٠‬‬
‫كما عرفه بورتر أن الميزة التنافسية ال تخص بالدولة وإنما بالمؤسسة فالميزة تنشأ أساسا من القيمة التي‬
‫استطاعت مؤسسة ما أن تخلقها لزبائنها بحيث يمكن أن تأخذ أسعار أقل بالنسبة آلسعار المنافسين بمنافع‬
‫متساوية أو بتقديم منافع متفردة في المنتج ‪٠‬‬

‫المطلب الثاني ‪ꓽ‬أنواع الميزة التنافسية‬


‫لقد إختلف معظم الكتاب حول أنواع الميزة التنافسية حيث يرى كوفتيروس بأن هناك خمسة أنواع و التي‬
‫يحددها في السعر ‪ ،‬الجودة ‪ ،‬القيمة لدى الزبائن ‪،‬ضمان التسليم ‪ ،‬اإلبتكار و منهم من يصنفها إلى‬
‫نوعين هما ميزة التكلفة األقل و ميزة تمييز المنتج ‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪ꓽ‬‬
‫۔ميزة التكلفة ألقل ‪ ꓽ‬و نقصد بها قدرة المنظمة على إنتاج المنتجات بأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالمنافسين و‬
‫هذا ما يؤدي بها إلى تحقيق عائد أكبر‬
‫‪-‬ميزة التميز ‪ ꓽ‬وهى قدرة المنظمة على تقديم منتجات تختلف عن منتجات المنافسين و ذلك بإضافة قيمة‬
‫تؤثر على قرار المستهلك بشراء السلعة ‪٠‬‬

‫‪10‬‬
‫المطلب الثالث ‪ ꓽ‬أبعاد الميزة التنافسية‬
‫يرى العالم بورتر بأنها تلك األبعاد التي تستخدم لجميع األنشطة التي تقوم بها المنظمة و في البيئة‬
‫الخارجية أكثر‬
‫‪ .1‬التكلفة ‪ ꓽ‬يجب على المنظمات أن تراعي الحل الوسط بين التكلفة و ما تقدمه من خصائص‬
‫للسلع و الخدمات فنالحظ أن أغلب المنظمات تسعى إلى تخفيض التكلفة و ذلك عن طريق‬
‫تطبيق المراقبة المستمرة على الموارد الخام و تحقيق أعلى مستوى من اإلنتاجية ‪٠‬‬

‫مريم قوراري ‪.‬عمر أقاسم ‪.‬مقال بعنوان اثر االبتكار التكنولوجي في تحسين منتجات المؤسسة موقع دراسات العدد االقتصادي‬
‫الجودة ‪ ꓽ‬و ذلك عن طريق إضافة خصائص و سمات فريدة للمنتجات التي تقدمها سواء كانت‬ ‫‪.2‬‬
‫سلعة أو خدمة لتعزيز مكانتها التنافسية ‪ ،‬وتحقيق الجودة من خالل بعدين هما تصميم المنتج و‬
‫قدرة المنظمة على تحويل هذه المدخالت إلى مطابقة النواتج ‪٠‬‬
‫المرونة ‪ ꓽ‬قدرة المنظمة على التكيف مع التغيرات الحاصلة و إستجابتها السريعة للتغير في طلب‬ ‫‪.3‬‬
‫العمالء فضال عن زيادة رضاهم عند التسليم ‪٠‬‬
‫التسليم ‪ ꓽ‬و هو سرعة تطوير المنتجات أو تقليص زمن تحويل العمليات و كذا التسليم للعميل ‪٠‬‬ ‫‪.4‬‬
‫اإلبتكار ‪ ꓽ‬هو التجسيد الفعلي لألفكار التي تطرح في السوق على شكل منتجات أو طرق جديدة‬ ‫‪.5‬‬
‫تكون لها قيمة أكبر في مجال نشاط المؤسسة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬دراسة حالة المؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية – ‪LIT-MAG‬‬


‫تلمسان‬
‫‪-‬نتيجة للنهضة اليت شهدها المحيط الخارجي للمؤسسات على كل األصعدة وبسبب تفاقم عدد‬
‫المؤسسات المنتجة لنفس املت ‪ ،‬باإلضافة إلى رغبة هذه األخيرة في التميز واالختالف مع محاولتها‬
‫بتلبية حاجات ورغبات المستهلك بطريقة مختلفة‪ ،‬كان من الضروري إدخال عامل التكنولوجية‬
‫كعامل مساهم في تحقيق إبداعات المؤسسة ‪.‬غري انه عند التكلم عن التكنولوجيات والتقنيات الحديثة‬
‫لإلعالم واالتصال بمختلف األنواع في الجزائر فالواقع يبني أمهيتها ولكن يبقي مفهومها واستعمالها‬
‫ضيقة داخل وخارج المؤسسات الجزائرية وهذا لعدم فهم عمال المؤسسات الجزائرية هلته التقنيات‬
‫الحديثة الواجب استعمالها أو لعدم الرغبة في االستثمار فيها بتاتا وهذا ما جيب على المؤسسات‬
‫الجزائرية أخذه بعني االعتبار أي االستثمار في التكنولوجيات الحديثة والتي تكون على شكل آلة‬
‫إلنتاج أو برامج لتسهيل عمليات التسيير بغية القدرة على التأقلم مع المحيط الخارجي وبالتالي التمكن‬
‫من مواجهة منافسة المنتجات األوروبية‬
‫‪.‬المطلب األول ‪:‬التعريف بالمؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية ‪:‬ت‬
‫تعتبر المؤسسة الوطنية للفراش المغاربي'‪ ' LIT -MAG‬من أهم المؤسسات الوطنية الرائدة في مجال‬
‫صناعة األفرشة واألغطية في الجزائر‪ .‬مت إنشاءها سنة ‪ ،1999‬طبقا للمرسوم رقم ‪ ،59/75‬برأس‬
‫مال اجتماعي يقدر بـ ‪2. .000.000‬دج‪ ،‬ثم أصبح ‪20. 000.000‬دج‪ ،‬ليصبح حاليا ‪000.000‬‬
‫‪.40‬دج‪ ،‬واعتبرت سنة ‪ 2000‬االنطالق الفعلي لنشاط المؤسسة باستعمال ‪ 12‬عامل تقريبا‬
‫المطلب الثاني ‪:‬واقع عملية الخلق والتجديد داخل المؤسسة‪:‬‬
‫من أجل تحديد واقع عملية الخلق والتجديد داخل المؤسسة‪ ،‬جيب علينا التطرق إلى وظيفة البحث‬
‫والتطوير داخل المؤسسة‪ ،‬وحوصلة الطرق الجديدة المستعملة أثناء العمليات اإلنتاجية‪.‬‬
‫وظيفة البحث والتطوير داخل المؤسسة‬
‫‪ّ :-‬‬
‫إن عملية خلق المنتجات الجديدة هي عملية محدودة داخل المؤسسة بسبب ربط المؤسسة لعملية‬
‫الخلق و تجديد حاجات ومتطلبات المستهلك ‪،‬ولكن في حالة ما إذا ظهرت متطلبات جديدة تطالب‬
‫بضرورة خلق منتجات جديدة فتقوم المؤسسة بذلك ما دام المؤسسة األم ‪A.M. P‬هي اليت تزود‬
‫مؤسسة ‪ LIT-MAG‬بمادة اإلسفنج– ‪.‬‬
‫بالنسبة لوظيفة البحث والتطوير ‪ D&R‬داخل المؤسسة فهي تقتصر على مدير اإلنتاج‪ ،‬باالشتراك‬
‫مع المدير العا ّم‪ ،‬باإلضافة إلى استفادة مدير اإلنتاج بتربصات في الخارج‪ :‬كإسبانيا وفرنسا‪ ،‬وذلك‬
‫عند الحاجة بمقتضي معرفة جودة ونوعية المنتجات األوربية ومختلف التقنيات الجديدة‪ ،‬ومحاولة‬
‫تقليدها في المؤسسة‪ ،‬مع محاولة لنشر وتوزيع ما مت الحصول عليه واكتسابه من معلومات وتقنيات‬
‫جديدة من الخارج‬
‫الطرق الجديدة في عمليات اإلنتاج ‪:‬تتبع المؤسسة استراتيجية التنويع في المنتجات ‪la‬‬
‫)‪diversification des produits‬من أجل القدرة على مواجهة المنافس في السوق‪ّ .‬‬
‫إن للمؤسسة‬
‫نوعين من المنتجات فيما يخص منتج األفرشة‪:‬‬
‫‪-‬المنتجات باستعمال اإلسفنج فقط‪matelas mousse‬‬
‫المنتجات باستعمال اإلسفنج والنوابض ‪ressortes mousse matelas-‬‬
‫بالنسبة للمنتح األول هو منت تقليدي معروف لدي كل المؤسسات الرائدة في جمال صناعة األفرشة‪،‬‬
‫ونتيجة هذا أصبح تقريبا المنتجات جميعها في السوق تتشابه‪ ،‬ما أجرب مؤسسة ‪LIT-MAG‬على‬
‫التفكري في تقنية جديدة بتكنولوجية متطورة والعمل بها في هذا المجال مع عدم استغنائها على‬
‫صناعة األفرشة باإلسفنج من أجل حصولها على ميزة تنافسية في السوق وبالتالي قدرة المؤسسة‬
‫على االنفراد والتميز بمنتجاتها‬
‫‪.‬ارتكزت الفكرة اإلبداعية لمؤسسة ‪ LIT-MAG‬في إنتاج سلسلة من المنتجات باستعمال الحشو‬
‫المصنوعة بتكنولوجية ‪ UNIBLOCK.‬فهي تكنولوجية معتمدة على آلة متخصصة يف هذه العملية و‬
‫التي تسمي بـ ‪ TECHMAC‬والتي تعتمد على الفكرة التالية ‪:‬‬
‫ي مؤسسة كانت في هذا المجال يكمن في‬‫_إ ّن المبدأ األصلي المعمول به إلنتاج منتجات األفرشة ال ّ‬
‫وضع اإلسفنج وحشوه بنوابض‪ ،‬ثم بعد ذلك تأتي عملية التغليف بالقماش للحصول على المنتج‬
‫النهائي للمؤسسة‪ ،‬غري أنه بعد استعمال هذا المنتج بعد فترة معينة ظهرت بعض العيوب والمتمثلة‬
‫في‪ :‬خروج النابض من اإلسفنج‪ ،‬فكان على المؤسسة أن تجد احلل المناسب للخروج من هذا المشكل‬
‫الذي يتلف المنتج ويضر بسمعة المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬اعتمدت المؤسسة على الفكرة اإلبداعية الخالقة واليت يمكن شرحها في الخطوات التالية ‪:‬يتم‬
‫تجميع النوابض أفقيا وعموديا وربطها مع بعضها البعض بواسطة آلة مخصصة لذلك‪ ،‬ثم يتم صب‬
‫عليه اإلسفنج الذائب‪ ،‬ثم يتم إدخال هذه القطعة في فرن خاص لمدة معينة‪ ،‬وبعدها يتم إخراجه وقلبه‬
‫وإعادة العملية على الجهة األخرى وهذا ما يسمي بتقنية‪Ressorts Injecté dans la 11‬‬
‫‪ mousse‬لقد ساعدت هذه التقنية الحديثة مؤسسة ‪ LIT-MAG‬كثيرا في القضاء على المشاكل‬
‫األولية والمترتبة عن الفكرة التقليدية للنابض داخل اإلسفنج ‪ ،‬وهذا ما يعتبر من الطرق الحديثة‬
‫للمؤسسات الجزائرية في إنتاج األفرشة بهته الطريقة ‪.‬من أهم الخصائص اإليجابية لـ تكنولوجية‬
‫‪UNIBLOCK‬يمكن إجمالها في النقاط التالية‪:‬‬

‫مريم قوراري ‪.‬عمر أقاسم ‪.‬مقال بعنوان اثر االبتكار التكنولوجي في تحسين منتجات المؤسسة موقع دراسات العدد االقتصادي‬
‫‪ّ -‬‬
‫إن تكنولوجية المستعملة من طرف المؤسسة سمحت للمؤسسة بإنتاج حشوه خاصة بعالج‬
‫االعوجاج ‪،ORTHOPEDIQUE MATELAS‬وهي حشوه تتميز بالمرونة والكثافة ‪. -‬‬
‫كما أنّها تكنولوجية نظيفة باعتبار ّ‬
‫أن مركباتها األساسية معاجلة بالماء وال تحرر غاز أو مواد أخرى‬
‫مضرة بالمحيط ‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫إن التكنولوجية المستعملة من طرف المؤسسة سمحت لها بإنتاج سلسلة من المنتجات و التي‬
‫استطاع بواسطتها الحصول على ميزة تنافسية في السوق الجزائري وهي ‪: Florida / Ibiza‬‬
‫‪Cordoba / Miami/ Monaco/ Milano/‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬التشخيص الداخلي للمؤسسة‬
‫‪:‬نتيجة إلتباع المؤسسة على استراتيجية التنويع في المنتجات قمنا باختيار المنتج الممثل لباقي‬
‫المنتجات والمتمثل في أفرشة ‪، MIAMI‬وهذا بسبب اإلقبال الشديد عليه ورواجه في السوق‬
‫الجزائري علما ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫‪ -‬التكاليف الوحدوية لمنتج ‪ I 3731.86= MIAMI‬دج‬
‫‪ . -‬سعر البيع الوحدوي لمنتج‪12439.55 = MIAMI‬‬
‫جدول يوضح المعلومات المتعلقة بمنتج ‪MIAM‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫المتغيرات‬

‫‪2330‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪1640‬‬ ‫‪1500‬‬ ‫‪1120‬‬ ‫كمية اإلنتاج‬

‫‪2310‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1620‬‬ ‫‪1490‬‬ ‫‪1100‬‬ ‫حجم المبيعات‬

‫‪8620596.6‬‬ ‫‪7426401.4‬‬ ‫‪6045613.2‬‬ ‫‪5560471.4‬‬ ‫‪4105046‬‬ ‫التكاليف االجمالية دج‬

‫‪28735360.5‬‬ ‫‪24754704.5‬‬ ‫‪20152071‬‬ ‫‪18534929.5‬‬ ‫‪13683505‬‬ ‫رقم اعمال المنتج دج‬

‫ما يمكن مالحظته من خالل الجدول أعااله هو كمية اإلنتاج وحجم المبيعات المتعلقة بالمنتج والتكاليف‬
‫اإلجمالية ورقم األعمال الخاصة بمنتج ‪ MIAMI‬وذلك عرب السنوات الخمس‬
‫يتضح ّ‬
‫أن كمية اإلنتاج المنتجة وحجم المبيعات في تزايد بشكل مستمر فما بني سنة ‪ 2006‬و‪2007‬‬
‫عرف المؤسسة تغيرات شتى على مستوى الهيكل التنظيمي الخاص بها خصوصا بعد استقطاب عدد‬
‫إضافي من العمال مما ساهم يف زيادة اإلنتاج‪ .‬أما ما بني سنيت ‪2008‬و‪ 2009‬فنجد ّ‬
‫أن كمية المبيعات‬
‫شهدت قفزت عالية نتيجة إلتباع المؤسسة على نمط معين من العمل‬
‫باإلضافة إلى قيام المؤسسة باستثمارات جديدة فيما يتعلق بالعتاد والمتمثلة في اقتناء المؤسسة على آلة‬
‫ذات تكنولوجية عالية ‪- TECHMAC-‬والتي لم تستطع المؤسسة استعمالها إال بعد قيامها بإعادة تأهيل‬
‫وتدريب اليد العاملة المؤهلة كالمهندسين والتقنينين ومسئولي اإلنتاج وهذا ما مسح للمؤسسة حبسن‬
‫استعمالها وبالتالي قدرتها على رفع اإلنتاجية‬
‫إن سنة ‪ 2010‬هي سنة مكملة لسنة ‪ 2009‬فقد شهد ك ّل من‪ :‬كمية اإلنتاج وحجم اإلنتاج على حد‬ ‫‪ّ .-‬‬
‫سواء تزايد طفيف مقارنة مع السنة السابقة‪ ،‬مع العلم أنه خالل هاته السنة قام المؤسسة بإبرام عقود‬
‫أن المؤسسة قام بفتح أسواق جديدة والمتمثلة في التعامل مع المرافق‬ ‫جديدة وصفقات مرحبة‪ ،‬أي ّ‬
‫العمومية كالمستشفيات ومؤسسات الدولة كالشرطة والقطاع العسكري‪...‬اخل‪ ،‬ولكن من الجدير بالذكر ّ‬
‫أن‬
‫هذا السوق غير متطلب كثيرا على المؤسسة في ما يتعلق جودة ونوعية منتجات المؤسسة إذ تتعامل معه‬
‫على أساس إنتاج منتجات عادية أو ما يعرف بـ ‪، BAS DE GAMME‬وهذا نتيجة للطلب الكبير على‬
‫أن المؤسسة تتعامل مع هذا السوق بقانون‬ ‫المنتجات في هذا القطاع‪ .‬وعلى هذا األساس يمكن القول ّ‬
‫‪J.B.SAY‬المعروف '' بقانون المنافذ '' أي كل ما تنتجه المؤسسة لهذا السوق يباع‪ ،‬وهذا نتيجة لكثرة‬
‫إن السبب الجوهري في ارتفاع حجم المبيعات وكمية اإلنتاج ما بني سنة ‪ 2007‬إلى غاية‬ ‫الطلب ‪ّ . -‬‬
‫‪ 2010‬هو استعمال المؤسسة للتقنية الجديدة في اإلنتاج والمتمثلة ‪Ressorts Injecté dans la‬‬
‫‪، mousse‬إذ أهنا تعتبر تقنية جديدة في إنتاج األفرشة والتي سمحت للمؤسسة بالتميز والريادة في‬
‫السوق الجزائري مقارنة مع المنافس‬
‫أن رقم أعمال المتعلق بمنتج ‪MIAMI‬قد شهد ارتفاعا ملحوظا من سنة ‪ 2006‬إلى غاية سنة‬ ‫يتضح ّ‬
‫‪ 2010‬وذلك يرجع لعدة أسباب جوهرية والمتمثلة يف إدخال المؤسسة بعض التجديدات ال من حيث‬
‫التنظيم والتسيير وال من حيث اإلنتاج وهذا ما ساهم يف الحصول على منتجات حسنة ومقبولة لدي‬
‫المستهلك يف السوق الجزائري‪ ،‬باإلضافة إلى تركيز المؤسسة على استراتيجية اإلشهار لتدعيم منت‬
‫‪MIAMI‬وكل هذا ساعد على التعريف بالمنتج واإلقبال المرتفع عليه سنويا– ‪.‬‬
‫يرجع ارتفاع رقم األعمال المتعلق بمنتج ‪ MIAMI‬إلى كفاءة أصحاب المؤسسة والتي تم اكتسابها‬
‫خصوصا من المعارض الدولية المقيمة سنويا في فرنسا‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬اسبانيا‪ ،‬باإلضافة إلى دخولهم إلى‬
‫مؤسسات أوروبية من أجل اكتساب بعض األفكار الخالقة في عمليات اإلنتاج ومحاولة دجمها في مناخ‬
‫أن التطبيق التدريجي لهته األفكار هو الذي‬‫العمل الجزائري وان كان هذا األمر صعب في البداية غير ّ‬
‫أن رقم األعمال يرتفع بصفة كبرية مقارنة من التزايد‬ ‫يسهل ويضمن نجاحها في المؤسسة‪ .‬كما نالحظ ّ‬
‫الذي تشهده التكاليف اإلجمالية‪ ،‬وعليه يمكن القول أ ّن ربح المؤسسة في تزايد مستمر‪.‬‬
‫تشهد التكاليف اإلجمالية للمنتج بما فيها التكاليف المتغيرة ارتفاعا ملحوظا فمثال نجد ّ‬
‫أن تكلفة المواد‬
‫األولية الداخلة في العملية اإلنتاجية عرف هي األخرى بعض التغيرات السيما في الكميات المستعملة‪،‬‬
‫أن النوابض والهياكل أصبح تنتج من طرف المؤسسة عوض شراءها من الخارج‪ ،‬وعلى‬ ‫فمثال‪ :‬نجد ّ‬
‫أساس االرتفاع في الطلب زادت حاجة المؤسسة إلى الزيادة في صناعة النوابض والهياكل حسب‬
‫المقياس المراد‪ .‬أما بالنسبة للقطن المندوف أصبح المؤسسة كذلك تقوم بصنعه داخل المصنع وخصص‬
‫له آلة معينة للقيام بذلك‪ ،‬حيث تقوم المؤسسة بشراء القطن كمادة أولية ثم يتم إدخاله يف اآللة المخصصة‬
‫أن الكمية المستوردة من القطن تشهد هي األخرى‬ ‫لمعاجلته ليصبح بذلك قطن مندوف‪ ،‬ومن الواضح ّ‬
‫ارتفاع وهذا ما يشرح الزيادة يف التكاليف اإلجمالية للمنتج‪ ،‬باإلضافة إلى استقطاب المؤسسة للعديد من‬
‫العمال ‪ ،‬وهذا ما يفسر ارتفاع يف عدد ساعات العمل الصباحية والمسائية‪ .‬وعليه هناك ارتفاع في حجم‬
‫التكاليف اإلجمالية بسبب الزيادة في ساعات العمل وكنتيجة لرغبة المؤسسة في احترام وتطبيق الهيكلة‬
‫الوطنية لجات إلى استعمال برنامج جديد الذي يسهل عليها تنظيم ومراقبة الفواتير المتعلقة بكل من‬
‫الزبائن والموردين‪ ،‬ولكن هذا قد كلف على المؤسسة استثمارات وتكلفة مضافة على التكاليف اإلجمالية ‪.‬‬
‫ما يميكن استخالصه من الدراسة التطبيقية للمؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية – ‪ LIT-MAG‬تلمسان‪-‬‬
‫هو ّ‬
‫أن المؤسسة تحصل عل تحسينات مقبول في منتجاتها ما ساهم يف رفع اإلنتاج واإلنتاجية‪.‬‬
‫وبالتالي ارتفاع رقم عمل المؤسسة خصوصا يف السنوات التي اهتم فيها المؤسسة بعملية االستثمار‬
‫في التكنولوجيات الحديثة كتكنولوجية ‪ UNIBLOCK‬والتي ساهمت في إنتاج منتجات ذات التقنية‬
‫الجديدة في السوق الجزائري‪ .‬وعليه ساهمت هذه التكنولوجية الجديدة في مؤسسة ‪ LIT-MAG‬بإنتاج‬
‫منتجات جديدة ذات الطابع االبتكاري في السوق الجزائري مقارنة مع المنافس لسبب رئيسي وهو‬
‫قدرتها على حل المشكل السابق للنوابض الداخلة في األفرشة‬

‫الخاتمة‬
‫من خالل الجانب النظري تبني أهمية اهتمام المؤسسة بالمتغيرات الخارجية المتواجدة في البيئة المحيطة‬
‫بالمؤسسة فيجب على المؤسسة التأقلم معها من اجل القدرة على خلق منتجات وعرض خدمات خالقة‬
‫للمؤسسة مقارنة مع المنافس في السوق غير ّ‬
‫أن عملية الخلق هذه ال تمكن إال في حالة اعتماد المؤسسة‬
‫على إدارة فعالة تسمح لها بالتأقلم مع هاته المتغيرات وهذا ما يعرف بإدارة التغيري كإدارة سامحة‬
‫للمؤسسة بإنتاج منتجات تتأقلم مع أذواق المستهلكين المختلفة واستراتيجيات المنافسين وحيت‬
‫التكنولوجيات والتقنيات الحديثة المتواجدة يف البيئة الخارجية للمؤسسة ‪.‬حيث خلص الدراسة التطبيقية‬
‫للمؤسسة الوطنية لألفرشة المغاربية – ‪ MAG-LIT‬تلمسان‪ّ -‬‬
‫بأن المؤسسة تحصل على تحسينات مقبول‬
‫في منتجاتها ما ساهم في رفع اإلنتاج واإلنتاجية وبالتالي ارتفاع رقم عمل المؤسسة خصوصا في‬
‫السنوات التي اهتم فيها المؤسسة بعملية االستثمار في التكنولوجيات الحديثة كتكنولوجية ‪UNIBLOCK‬‬
‫واليت سامه في إنتاج منتجات ذات التقنية الجديدة في السوق الجزائري من الجانب النظري والتطبيقي‬
‫يمكن لنا اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية واليتي تري ّ‬
‫بان التكنولوجيات والتقنيات الحديثة تساهم في خلق‬
‫منتجات وخدمات جديدة للمؤسسة وذلك من خالل ارتباطها بوظائف المؤسسة وبالتالي السماح لهذه‬
‫المؤسسة بخلق قيم جديدة مقارنة مع المنافس في السوق عن طريق السماح لنفسها بادراك مفهوم‬
‫الديناميكية والتغيري وكسر كل المبادئ التقليدية والطابع الروتيني ألنشطة المؤسسة وهذا ما يعتبر جوهر‬
‫العمليات االبتكارية‪.‬‬

You might also like