You are on page 1of 12

‫المبحث الثاني‪ :‬الصعوبات المعرقلة لتطوير‬

‫بورصة الجزائر والجراءات المقترحة لتطويرها‪.‬‬


‫المطلب الول‪ :‬الصعوبات المعرقلة لتطوير بورصة‬
‫الجزائر ‪.‬‬
‫بإعتبار أن بورصة الجزائر هي بورصة حديثة النشأة‪،‬‬
‫فإنها تعاني من العديد من المعيقات التي تحول دون تحقيق‬
‫الهداف المسطرة و المطلوبة‪ ،‬و من جملة هذه المعيقات‬
‫نذكر ما يلي‪:‬‬
‫‪ (1‬معوقات تتعلق بالبورصـة‪ :‬و تتمثل‬
‫هذه المجموعة من المعيقات فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عدم تنوع الوراق المالية المعروضة‪ :‬تتميز سوق‬
‫الوراق المالية الناجحة في الدول المتقدمة و حتى في‬
‫بعض الدول النامية بتنوع و تعدد الوراق المالية المعروضة‬
‫للتداول ‪ ،‬و هذا لفتح مجال الختيار أمام المستثمر‬
‫للستثمار فيما يختار وفق البدائل المتاحة أمامه للستثمار ‪،‬‬
‫و بالتالي يكون هناك جمهور كبير من المستثمرين و‬
‫المتدخلين في البورصة ‪.‬‬
‫و بالنسبة لبورصة الجزائر باعتبارها حديثة النشأة‬
‫فإنها لم تعرف هذا التنوع و التعدد للوراق المالية المتداولة‬
‫بها‪ .‬فبالنسبة لسهم صيدال فان الكتتاب حسب أصناف‬
‫‪1‬‬
‫المستثمرين كان كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الجراء ‪ 40‬سهم للعامل‪.‬‬
‫‪ -‬الفراد ‪ 2000‬سهم للفرد‪.‬‬
‫‪ -‬أشخاص معنويون آخرون ‪ 3000‬سهم لكل شخص‬
‫معنوي‪.‬‬
‫و ما يلحظ على شريحة المكتتبين هو طغيان و‬
‫احتكار المؤسسات المالية‪ ،‬و بالتالي فان الدخار العائلي‬
‫يبقى ضعيف المشاركة في هذه العملية ‪ ،‬إذ من المفروض‬

‫‪1‬‬
‫‪Bulletin de la COSOB, N 1 , 1 TRIMESTRE , 1999, p : 29‬‬
‫هو العمل على جلب المدخرين الفراد و تجميع مدخراتهم‬
‫لستغللها في الستثمار‪.‬‬
‫ب‪ -‬عدم فاعلية نظام المعلومات‪ :‬من المعروف أن‬
‫نظام المعلومات في السوق المالي له دور كبير في تحديد‬
‫حجم المعاملت و بالتالي فهو مؤشر حقيقي عن كفاءة‬
‫السوق المالية‪ ،‬فتوفر المعلومات بالكم الكافي عن الوراق‬
‫المالية ضروري للكتتاب‪ ،‬لن أسعار الوراق المالية مرتبطة‬
‫بهذه المعلومات إذ تؤثر هذه الخيرة على العرض و الطلب‬
‫على الوراق المتداولة في السوق المالي‪.‬‬
‫بالنسبة لبورصة الجزائر‪ ،‬ونظرا لحداثتها فان‬
‫المعلومات عن الوراق المالية المتداولة تبقي قليلة و ل‬
‫تفي باحتياجات المتعاملين‪ ،‬و ذلك لغياب النشريات و‬
‫المجلت المتخصصة بمجال المال و العمال و مكاتب‬
‫التحليل و الخبراء في هذا المجال‪ ،‬إذ يقتصر المر على‬
‫الجداول المالية و المحاسبية التي تعرضها المؤسسات‬
‫المسجلة في البورصة‪ ،‬و هذا في نهاية السنة المالية‪ .‬لذلك‬
‫فان نظام المعلومات يبقى ضعيف و يتطلب الكـثير من‬
‫العمل و الجهد حتى يعمل على اليفاء بمتطلبات السوق‪.‬‬
‫ج‪ -‬منافسة البدائل الستثمارية المتاحة‪:‬‬
‫أمام الصعوبات التي تعترض عمل بورصة الجزائر ‪ ،‬و‬
‫تعقد و ضبابية التعامل فيها ‪ ،‬نجد بالمقابل أن فرص‬
‫استثمارية مضمونة المكاسب و سهلة القتحام متاحة أمام‬
‫أصحاب رؤوس الموال ‪ ،‬فنجد أن نشاط الستيراد و‬
‫التصدير في سنوات النفتاح و تخلي الدولة عن احتكار‬
‫التجارة الخارجية قد استقطب العديد من رؤوس الموال ‪ ،‬و‬
‫هذا على حساب الستثمار المباشر في الصناعة و الزراعة ‪.‬‬
‫و بالتالي فان جاذبية الستثمار المالي في البورصة كانت‬
‫قليلة و عديمة الثر في غالب الحوال بسبب تنافسية‬
‫المجالت الخرى و صعـوبات و معيقات البورصة‪.1‬‬
‫‪ (2‬العراقيل القانونية‪ :‬إن غالبية الشركات‬
‫الهامة هي شركات عمومية أي ملك الدولة‬
‫أســهمها ل بمكــن أن تقتنيهــا إل صــناديق‬
‫المساهمة بمعنى آخر إنتقال ملكية السهم‬
‫يتــم مــن صــندوق إلــى آخــر أي بطريقــة‬
‫إدارية ‪ .....‬إن أهمية البورصة ل تظهر جلية‬
‫إل إذا كان الفراد بإمكانهم الحصول علــى‬
‫جــزء مــن الســهم وهــذا يفــترض خوصصــة‬
‫الشركات‪.2‬‬
‫‪ (3‬العراقيل القتصادية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫• أن أغلب الشركات ملك الدولة حيث لزالت حــتى‬
‫الن العديد مــن المؤسســات العموميــة الجزائريــة‬
‫تعــاني مــن اضــطرابات ماليــة وقــد تمــت لفــترات‬
‫طويلة‪ ،‬أن السبب الول في الحالة التي آلت إليها‬
‫يعود إلــى ســوء التســيير الــذي يتضــح فــي‪ :‬غيــاب‬
‫الكفاءات المهنية اللزمة‪ ،‬إهمال وتضييع الطاقــات‬
‫النتاجيــة وعــدم الحســاس بالمســؤولية مــادامت‬
‫الملك عمومية وليست خاصة ‪.3‬‬
‫• معدلت النمــو هــي معــدلت ماليــة ماعــدا البعــض‬
‫منها الذي ينحصر في عدد قليل أو في قطاع وحيد‬
‫و هــو قطــاع المحروقــات الــذي يشــكل الركيــزة‬
‫الولى للقتصاد الجزائري‪.‬‬
‫• يفضل العديد مــن المســتثمرين التــوجه للمشــاريع‬
‫الســـتثمارية غيـــر الماليـــة‪ :‬كالبنـــاء‪ ،‬الشـــغال‬
‫‪1‬‬
‫منصوري الزيــن ‪ ,‬آليــة تشــجيع و ترقيــة الســتثمار كــأداة لتمويــل التمنيــة القتصــادية‪,‬‬
‫أطروحة دكتوراه في العلــوم القتصـادية تخصــص‪ :‬نقــود و ماليــة ‪ ,‬السنـــة الجامعيـــة‪:‬‬
‫‪ , 2005/2006‬جامعة الجزائر ‪ ,‬ص‪ 136 :‬ـ ‪. 137‬‬
‫‪ 2‬شمعون شمعون‪ ,‬البورصة بورصة الجزائر‪ ,‬دار هومة‪,‬طبعة ‪ , 2005‬الجزائر‪ ,‬ص‪.81:‬‬
‫‪ 3‬خليل الهندي‪ ,‬عمليات المصرفية والســوق الماليــة‪,‬ج ‪ ,2‬المؤسســات الحديثــة للنتــاج ‪,‬‬
‫‪ , 2000‬ص‪.203 :‬‬
‫العمومية‪ ،‬الفلحة‪ ،...‬وهي ما يطلق عليــه الســوق‬
‫الموازية التي باتت تشكل بديل أحســن أو ضــمان‬
‫من سوق البورصة‪ ،‬ذلك أنها تضــمن أرباحــا ســهلة‬
‫وتجنب المخاطر‪.‬‬
‫• وإن الضــرائب تمثــل عــبئا ثقيل علــى المؤسســات‬
‫المصرحة بنشاطها ولذلك فإن اللجوء إلى الســوق‬
‫الموازية يخفف منها أو تكون منعدمة‪.‬‬
‫• و كذلك انتشار التضخم وعدم ارتفاع عائد السهم‪،‬‬
‫ضعف الدخار لــدى الفــراد بســبب غلء المعيشــة‬
‫عدم تدفق رأس المال الجنــبي الــذي يعــود علــى‬
‫انعــدام الثقــة وتــدهور الوضــع القتصــادي بســبب‬
‫الظـــروف الخاصــة الــتي تعيشــها البلد‪ ،‬ضــعف‬
‫المنافســة فــي الســوق الماليــة لقلــة الشــركات‬
‫المصدرة بسبب تعثر مسار الخوصصة ‪.‬‬
‫‪ (4‬العراقيــل السياســية‪ :‬يضـــم الميـــدان‬
‫السياســي كــذلك عقبــات تحــول دون قيــام‬
‫البورصة بدورها العام والفعال في التنميــة‪،‬‬
‫فأمــام الوضــاع المنيــة المتــدهورة وغيــر‬
‫المستقرة التي مرت بها الجزائر و ل زالــت‬
‫ل يمكن ضمان فعالية الســوق فــي تحقيــق‬
‫التنمية‪ ،‬حتى أن هــذه الوضــاع كــانت ســببا‬
‫لمتناع العديد من المستثمرين الجانب عن‬
‫الستثمار في بلدنا‪.1‬‬
‫‪ (5‬معوقات اجتماعية و ثقافية ‪ :‬و تتمثــل‬
‫في ‪:‬‬
‫أ ـ العوامل التاريخية و المتمثلة فــي الجهــل و الميــة و‬
‫كــل مخلفــات الســتعمار الخــرى الــتي مــازال المجتمــع‬
‫الجزائري يعاني منهــا حــتى الن‪.‬كمــا أن عــدم القبــال علــى‬
‫التعامل بقيم البورصة مرده إلى عدم الثقة و اهتزازها‬

‫خليل الهندي‪ .‬المرجع السابق ‪.‬ص‪.205 :‬‬ ‫‪1‬‬


‫نتيجــة ممارســات بعــض الهيئات الماليــة و الفضــائح الــتي‬
‫خلفـــــــها بنـــك الخليفــة و البنــك الصــناعي و التجــاري و‬
‫الفضائح الخرى المتوالية التي يشهدها القطاع المالي بصفة‬
‫عامة‪.‬‬
‫ب ـ غياب الثقافة المالية للستثمار في البورصة ‪:‬‬
‫حديثة و‬ ‫من قبل الفراد و العائلت ‪ ،‬لكون أن العملية‬
‫لم يعهد للمجتمع الجزائري خلل العهد السابق أن تعامل مع‬
‫هذه السوق‪.‬‬
‫ج ـــ العامــل الــديني ‪ :‬الــذي يحــرم التعامــل خاصــة‬
‫بالسندات ذات العائد المضمون فــي شــكل فــوائد المحرمــة‬
‫شرعا ‪ .‬مما يستدعي البحث علــى آليــات أخــرى تتماشــى و‬
‫العقيدة السلمية مثلما هو عليـه الحـال بالقطـار السـلمية‬
‫الخرى‪.‬‬
‫كــل هــذه المعوقــات أضــفت نــوع مــن الجمــود علــى‬
‫بورصــة الجــزائر و جعلــت منهــا هيكـــــل مهجـــورا بل روح ‪،‬‬
‫حيث كان من المفترض أن تعكس بورصة الجزائر ‪ ،‬الحركية‬
‫القتصادية التي تشهدها بلدنا ‪ ،‬و التي باشرتها الدولة ‪ ،‬على‬
‫غــرار البورصــات العالميــة الــتي تــدفع باقتصــاد دولهــا نحــو‬
‫العالمية و النجاح ‪ .‬حيث اختلفت الهيئات المرافقة للبورصــة‬
‫و كذا الخبراء ‪ ،‬في تفسير السباب التي تحول دون تحريــك‬
‫البورصــة و تفعيلهــا‪ ،‬فهنــاك مــن يــرى أن وضــعية البنــوك‬
‫ساهمت في تراجع مستوى البورصة التي تستمد قوتهــا مــن‬
‫قوة البنــوك ‪ ،‬فيمــا يــرى آخــرون أن البيروقراطيــة و ضــعف‬
‫القرار المالي وراء هــذا العجــز ‪ ،‬بينمــا يعكــف آخــرون علــى‬
‫تحضــير مخطــط لنقــاذ البورصــة ‪ ،‬حيــث تــم وضــع مخطــط‬
‫لنعاشها بقيمة مالية تقدر بــ ‪ 400‬مليــون دينــار مــن طــرف‬
‫مؤسسة التسيير لبورصة القيم خلل سنة ‪.1 2006‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مقومات البورصة الجزائرية‪.‬‬

‫منصوري الزين ‪ ,‬المرجع السابق ‪.‬ص‪. 138:‬‬ ‫‪1‬‬


‫هناك عدة عوامل تبدو أكثر أهمية وتميز لقامة ســوق‬
‫مالية مستمرة ودائمة في الجزائر ومن أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬إصــلح قــوانين الشــركات‪ :‬إن اســتقللية‬
‫المؤسســــات العموميــــة وإنشــــاء صــــناديق‬
‫المساهمة أدى لتحولها إلــى شــركات أســهم‪.‬إل‬
‫أن هذه السهم اقتصــر توزيعهــا بيــن الشــركات‬
‫المنضوية في هذه الصــناديق‪,‬وهــذه الطريقــة ل‬
‫يمكــن أن يتحقــق بواســطتها الهــدف المتــوخي‬
‫منها طالما لـم يحــظ الخـواص بالمسـاهمة فـي‬
‫هذه الشركات مما يبقي الواقع علـى حـاله مـن‬
‫حيث فعالية هذه الشركات‪.‬إضافة إلى ذلك فإن‬
‫ملكيــة الدولــة لكــل الســهم أو جلهــا ل يشــجع‬
‫الفــراد علــى التعامــل بــالوراق الماليــة الــتي‬
‫تصدرها هذه الشركات ومن ثم حرمــان شــرائح‬
‫واســعة مــن المســتثمرين مــن المســاهمة فــي‬
‫التنميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫وبتســـليط الضـــوء علـــى القـــانون التجـــاري‬
‫الجــزائري يلحــظ أنــه يجيــز إنشــاء شــركات‬
‫مساهمة‪,‬حيث يعرفها بأنها"الشركة التي ينقسم‬
‫رأســـمالها الســـهم وتتكـــون مـــن شـــركاء ل‬
‫يتحملون الخسائر إل بقدر حصتهم ول يمكــن أن‬
‫يقل عدد الشركاء عن سبعة "‪,‬حتى تصــبح هــذه‬
‫الشــركات قــادرة علــى التــأثير فــي القتصــاد‬
‫ومستوفية لشروط النضمام إلــى البورصــة‪ .‬إن‬
‫التأكيد على الشركات المساهمة كأحد الشروط‬
‫الضــرورية لضــمان فعاليــة البورصــة يعنــي فتــح‬
‫الرأســـمال للخـــواص كخصخصـــة مؤسســـات‬
‫الســمنت والجــور والمطــاحن وبهــذا ستضــفي‬
‫الكثير من الجديــة فــي الداء وزيــادة المنافســة‬
‫وإرساء ثقافة الدخار والستثمار فــي قطاعــات‬
‫النتاج بدل من الستثمار في العقارات‪.‬‬
‫عصرنة الجهاز المصرفي‪ :‬تتســم القــوانين‬ ‫‪.2‬‬
‫المنظمة للجهاز المصرفي الجزائري بمحدوديــة‬
‫دورها في الستثمارات وغياب الشــفافية‪ ,‬وكــل‬
‫هــذا يســتوجب إدراج إصــلحات جذريــة لتفعيــل‬
‫أدائهــا وتــدعيم دورهــا فــي مختلــف النشــطة‬
‫القتصــــادية‪.‬إن النظــــام القــــانوني للجهــــاز‬
‫المصــرفي الجــزائري أهمــل كليــة دور وأهميــة‬
‫بنوك الســتثمار ‪,‬والــتي يعتــبر وجودهــا ضــروريا‬
‫لكونه يتولى ممارسة العديد من النشـطة الـتي‬
‫ل تنــدرج ضــمن مهــام البنــوك التجاريــة ‪,‬والــتي‬
‫يمكـــــن حصـــــر أنشـــــطتها فيمـــــا يلـــــي‪:‬‬
‫• التحــري فــي أوراق العمــل وتــذليل العــوائق‬
‫البيروقراطيــة‪,‬كمــا تلــتزم بــالفترة الزمنيــة بيــن‬
‫الصـــــــــــــــــــــــدار والـــــــــــــــــــــــبيع‪.‬‬
‫• وجود محللين ماليين أكفاء لتقــديم دراســات‬
‫حــول التغيــرات المحتمــل حــدوثها فــي الســوق‬
‫مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتقبل‪.‬‬
‫• مواجهة هذه البنوك لحتمالين همــا ‪:‬بيــع كــل‬
‫الوراق التي أصدرتها و بيع جزء منهــا بأقــل مــن‬
‫القيمــة الســمية للورقــة الماليــة ممــا يجعلهــا‬
‫عرضة لتحمل جزء من الخسائر نتيجــة لتقلبــات‬
‫الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوق‪.‬‬
‫• توزيع الوراق المالية سواء بشــرائها أو بيعهــا‬
‫فهي تعتبر كوسيط بين المصدر والمستثمر كمــا‬
‫في حالة الطرح الخاص ‪.‬‬
‫إنشاء مصــادر المعلومــات الماليــة‪ :‬تعتــبر‬ ‫‪.3‬‬
‫مصـــادر المعلومـــات الماليـــة مـــن الـــدعائم‬
‫الضرورية لضمان اسـتمرارية البورصـة إذ تـوفر‬
‫للمســتثمرين والمحلليــن تصــورات قيمــة حــول‬
‫الوضاع المالية المحلية والدولية‪,‬لتخاذ قرارات‬
‫الســتثمار بنــاء علــى ذلــك‪.‬إن الوراق الماليــة‬
‫شديدة الحساسية لكل ما يحــدث مــن الحــروب‬
‫أو النزاعات التي تمس مصــالح الــدول الفاعلــة‬
‫فـي المجتمــع الـدولي ‪,‬ولـذا يصـبح لزامــا علــى‬
‫المحلل المالي أن يكون صورة علــى الظــروف‬
‫الدولية لوضع التقــديرات حــول انعكاســها علــى‬
‫القتصاد الوطني‪.‬إن المحلـل المـالي الجيــد هـو‬
‫ذاك الذي يعود إلى أكثر من مصــدر‪,‬كاليوميــات‬
‫والنشرات المصرفية‪.‬يجب علــى الحكومــات أن‬
‫تتولى إصــدار منشــورات تحتــوي علــى البيانــات‬
‫التي يمكن استعمالها في التنبؤ وتقييم العمــال‬
‫التجاريــة والتنمويــة وملخصــات إحصــائية حــول‬
‫السعار الجور النتاج والنشطة التجارية‪ .‬يجــب‬
‫على الحكومات أن توفر بيوت السمســرة الــتي‬
‫تقوم بدور الوسيط بين المســتثمرين والســواق‬
‫الماليــة وإصــدار تقــارير ودراســات هامــة حــول‬
‫الستثمار‪.1‬‬
‫‪ .4‬بعض الحوافز والمتيازات لتشجيع‬
‫التوظيف في البورصة‪ :‬تشجيع التوظيفات‬
‫بصفة عامة و التوظيفات في سوق رؤوس‬
‫الموال بصفة خاصة‪ ،‬قدمت السلطات المالية‬
‫المتيازات التالية لمستثمرين‪ ،‬وذلك ضمن‬
‫قانون المالية لسنة ‪:1998‬‬
‫إعفاء الرباح الموزعة على المساهمين من الضرائب‬ ‫‪-‬‬
‫‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.djelfa.info/vb/archive/index.php/t-463282.html‬‬
‫مم ممممم مممممم مم ممم ‪ 20/04/2011‬مممممم ‪09:56‬‬
‫‪ -‬إعفاء الربــاح الرأســمالية المحققــة مــن بيــع الوراق‬
‫المالية من الضــرائب‪ ،‬ســواء كــانت لصــالح أفــراد أو‬
‫شركات ‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء الفوائد المحققة مــن التوظيــف فــي الســندات‬
‫وغيرها من الوراق المالية من الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬إعفاء العمليات التي تجري على الوراق الماليــة مــن‬
‫حقوق التسجيل ‪.‬‬
‫‪ -‬يقدر العائد على الستثمار في المتوسط في بورصــة‬
‫الجــزائر بـــ ‪ %7.95‬مــع العلــم إن أســعار الفــائدة‬
‫الســائدة علــى المــدخرات تقــدر بحــوالي ‪ %7‬وأن‬
‫معدل التضــخم هــو ‪ %1‬فــي ‪ 2000‬حســب التقريــر‬
‫الســنوي لصــندوق النقــد الــدولي لهــذه الســنة‪ ،‬إن‬
‫الستثمار في القطاع المالي قد اســتحوذ علــى جــزء‬
‫هام من هذا المبلغ متمثل في الستثمار الجانب فــي‬
‫هــذا الطــار قــدره ‪70‬مليــار دينــار)حــوالي ‪ 1‬مليــار‬
‫دولر ( في قطاع المحروقات واستثمروا فــي قطــاع‬
‫خدمات )عدى السياحة الصحة والتجــارة( أكــثر مــن‬
‫‪ 34‬مليار دينــار)حــوالي ‪ 486‬مليــون دولر( ‪ ،‬لنشــاء‬
‫البنــوك الخاصــة والفــروع وعليــه اســتفادت مــن‬
‫المتيازات التي تمنحها وكالــة دعــم الســتثمار ‪APSI‬‬
‫والمتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -1‬أثناء النجاز‪:‬‬
‫• العفاء من الرسم على القيمة المضافة ‪ TVA‬على السلع‬
‫والخدمات التي تدخل مباشرة في إنجاز الستثمار‪.‬‬
‫• العفاء من الضريبة العقارية ‪.‬‬
‫• العفاء من رسوم التحويل على شراء العقارات‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬أثناء الستغلل ( لمدة تتراوح بين ‪ 5‬و ‪ 7‬سنوات)‬
‫• العفــاء مــن الضــريبة علــى أربــاح الشــركات )‬
‫‪.(IBS‬‬
‫• العفاء من الرسم علــى الرســم علــى النشــاط‬
‫الصناعي للعمال)‪. (TAIC‬‬
‫• العفاء من الدفع الجزافي على أجور العمال( )‬
‫‪.VF‬‬
‫تخفيض نسبة مساهمة أرباب العمل في الضمان‬
‫الجتماعي على ‪ %26‬بدل من ‪.1 % 75‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الشروط الساسية لتفعيل البورصة‬
‫في الجزائر ‪.‬‬
‫إن تطــبيق السياســات الماليــة بأدواتهــا المختلفــة فــي‬
‫الجزائر ل يزال في المرحلة البتدائية ول يمكــن تطويرهــا إل‬
‫بتكامل جهود في سبيل تنســيق مختلــف السياســات الماليــة‬
‫الرامية لتطوير الســوق المــالي الجــزائري‪ ،‬وفــي ظــل ذلــك‬
‫نحاول تقديم بعــض القتراحــات للوصــول إلــى بورصــة قيــم‬
‫منقولة فعالة‪ ،‬يمكنها تحقيق أهدافا اقتصــادية منشــود إليهــا‪،‬‬
‫ويمكن تلخيص هذه القتراحات تحت العناوين التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬إصــلح المؤسســة الجزائريــة‪:‬إن الوضــعية الحاليــة‬
‫لمعظم المؤسسات الجزائرية تتواجد في حالة‬
‫متدهورة‪ ،‬والني ل تتلءم مــع وضــع الســوق الماليــة‪ ،‬والــتي‬
‫يقترن وجودها بوجود مؤسسات صلبة قوية‪ ،‬ومنه يســتوجب‬
‫وجــود وتــدعيم الصــلحات القتصــادية وإعــادة النظــر فــي‬
‫التنظيــم الحــالي لمختلــف القطاعــات القتصــادية خاصــة‬
‫المؤسسات العمومية‪ ،‬والتي تشكل العمود الفقري للقتصاد‬
‫الجزائري والتي تستلزم إصلحا عميقا بعد فشل كل النماذج‬
‫التي طبقت عليها‪ ،‬وبهذا فإن خوصصة هذا القطاع تصبح من‬
‫أولويات الصلحات القتصادية‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.scribd.com/doc/31312108/La-Bourse-d-Alger‬‬
‫مم ممممم مممممم مم ممم ‪ 23/04/2011‬مممممم ‪12:36‬‬

‫‪ 2‬خليجي محمد وليد ‪ ,‬بن مكسن إسماعيل ‪ ,‬البورصــة فــي الجــزائر مــذكرة تخــرج لنيــل‬
‫شهادة ليسانس في العلوم القتصادية ‪ ,‬جامعة المدية‪, 2007_2006 .‬ص‪. 124:‬‬
‫‪.2‬تحسين التسيير المالي‪:‬ل شك أن المكانيات الماديــة‬
‫والماليــة والبشــرية الــتي يمكــن أن تتمتــع بهــا المؤسســة‬
‫الجزائرية ل تكفي وحدها لجعل هذه الخيرة كفئة وتنافســية‬
‫مع غيــاب كفــاءة المســيرين و نجاعــة التســيير الــذي يخضــع‬
‫لتقنيات حديثة‪ ،‬والتي طالمــا مــا افتقــرت إليهــا المؤسســات‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫و إن الضمان التسيير الفعال و الكفء‪ ،‬من شأنه أن يضمن‬
‫كفاءة و تحسين الوضعية المالية للمؤسســة الــتي تســتجيب‬
‫لشروط الشفافية التي تتطلبها عملية الدارج إلى البورصة ‪.‬‬
‫‪.3‬تحقيــق المنافســة‪:‬يجــب علــى المؤسســة الجزائريــة‬
‫الدخول في معركة تنافســية فيمــا بينهــا‪ ،‬و مــع المؤسســات‬
‫الجنبية‪ ،‬التي تجعلها تعمل مــن أجــل تعــديل ســلوكها و مــن‬
‫أجــل التــأقلم مــع متطلبــات‪ ،‬و البتعــاد عــن المخــاطر الــتي‬
‫تهددها بالزوال‪.‬‬
‫‪.4‬تحسين و تنويع الوراق المالية‪:‬للستجابة لمختلف‬
‫متطلبــات المســتثمرين‪ ،‬علــى الســلطات الجزائريــة خاصــة‬
‫هيئات إدارة البورصة أن تعمل على تحضــير عــدد هــائل مــن‬
‫الدوات التي سيتم تداولها في هذه السوق‪ ،‬في هــذا الطــار‬
‫يمكــن البــدأ فــي تحســين شــروط الدارج و شــروط قبــول‬
‫تداول الوراق و تنويع الوراق المتداولة بين سندات و أسهم‬
‫و سندات قابلة للتحويل إلى أسهم‪ ،‬و أســهم ممتــازة ‪ ،1‬ممــا‬
‫يدفع إلى انتعاش السوق‪ ،‬و إضافة إلى ذلك فإنه من المهــم‬
‫جدا العمـل علـى رفـع كفـاءة البورصـة عـن طريـق التقييـم‬
‫الحسن للوراق المالية من جهة‪ ،‬و تحســين طــرق تســعيرها‬
‫من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪.5‬مكافحــة الســوق الموازيــة ‪:‬يشــكل تواجــد الســوق‬
‫الموازية للسوق الرسمية عائقا حادا بالنسبة لهــذه الخيــرة‪،‬‬
‫إذ يمكــن التعامــل فــي الســوق الموازيــة مــن تحقيــق أربــاح‬
‫سهلة دون عناء كبير إضافة إلى هروب المتعاملين فـي هـذه‬

‫خليجي محمد وليد ‪ ,‬بن مكسن إسماعيل ‪ ,‬البورصة في الجزائر‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص‪.125 :‬‬ ‫‪1‬‬
‫السوق من مصالح ضريبية‪ ،‬لهذا فإن تواجد مثل هذه السوق‬
‫يعــوق التشــجيعات الموجهــة للعــائلت و المســتثمرين‪ ،‬فــي‬
‫سبيل توجيه مدخراتهم نحو الستثمار في نشاطات ماليــة‪ ،‬و‬
‫ذلك بسبب المردود المرتفع و السريع الــذي يجلبــه التعامــل‬
‫بهذه السوق ‪.‬‬
‫‪.6‬الشهار و العلم‪:‬يقتضــي التعريــف بالبورصــة القيــام‬
‫بمحلت إشهارية واسعة‪ ،‬باســتعمال مختلــف وســائل العلم‬
‫للتعريــف بمكانــة و أهميــة البورصــة فالقتصــاد المعاصــر‪ ،‬و‬
‫الدور الفعال الذي تقوم به في مجال توجيه الدخار و تمويل‬
‫الستثمارات المنتجة‪.‬‬
‫كما يجب الشهار مــن أجــل تحفيــز الجمهــور و المؤسســات‬
‫المالية على رفع مستوى الدخار و تخصيص جزء منه أو كلــه‬
‫بالستثمار في القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪.7‬نشر الثقافة الستثمارية في الوراق المالية‪:‬إن‬
‫جهل الثقافة بالبورصة في الجزائر‪ ،‬و وجود مختلف العقبــات‬
‫التي تحــول دون إنشــاء و تطــوير بورصــة الجــزائر‪ ،‬ل بــد أن‬
‫يقابــل بتطــبيق إجــراءات التعريــف بالســتثمار فــي الســوق‬
‫المــالي‪ ،‬و جعــل محفــزات لــذلك و ذلــك مــن أجــل جلــب‬
‫المســتثمرين الجــانب و المحلييــن لتــوجيه مــدخراتهم إلــى‬
‫السوق ‪.1‬‬

‫‪ 1‬خليجي محمد وليد ‪ ,‬بن مكسن إسماعيل ‪ ,‬البورصة في الجزائر‪,‬مرجع سابق‪,‬ص‪.126 :‬‬

You might also like