You are on page 1of 52

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬
‫والص الة‪‬إن اهلل‬
‫ّ‬ ‫بالص رب‬
‫احلمد هلل ال ذي ق ّدر فه دى وق ال يف كتابه الك رمي‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامن وا اس تعينوا ّ‬
‫الص ابرين * وال تقولوا ملن يقتل يف سبيل اهلل أموات بل أحياء ولكن ال تشعرون * ولنبلونّكم بشيء من‬ ‫مع ّ‬
‫الص ابرين * الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا هلل‬
‫وبشر ّ‬ ‫اخلوف واجلوع ونقص من األموال واألنفس والثّمرات ّ‬
‫وأنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من رهّب م ورمحة وأولئك هم املهتدون‪.}1‬‬
‫حممدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫وأشهد أن ال اله إال اهلل‪ ،‬وأشهد أن ً‬
‫أما بعد فه ذه نب ذة عن قتل أخينا يف اهلل الش يخ مجيل ال رمحن األفغ اين‪ ،‬وقد وص لتنا معلوم ات من بعض‬
‫صغريا‪ ،‬واستفدنا منها‪ ،‬ومل نزبرها يف هذا الكتاب خشية‬‫ً‬ ‫جملدا‬
‫خريا لعلها تكون ً‬
‫إخواننا يف اهلل جزاهم اهلل ً‬
‫أن تكرّب حجم الكتاب‪ ،‬وأضفت إليها (حول كلمة وهايب)‪ ،‬ملا بلغين من عداوة األفغان للوهابية‪ ،‬فقد أخربين‬
‫بعض إخ واين يف اهلل أنه ك ان يف بعض املعس كرات ومسع بعض األفغ ان يق ول‪ :‬إذا انتهينا من الش يوعيني؛‬
‫سنرجع على الوهابية‪.‬‬
‫وك ذا أض فت إليها أس ئلة من بعض إخواننا يف اهلل اليمن يني املتع اونني مع أخينا يف اهلل (مجيل ال رمحن) ملا‬
‫هلا من تعلق مبوضوع االعتداء‪ .‬نسأل من اهلل أن ينفع مبا كتبته وأن حيقق به احلق‪ ،‬ويدحض الباطل إنه على‬
‫كل شيء قدير‪.‬‬
‫ه ذا وأين أنصح العلم اء وال دعاة إىل اهلل من أهل الس نة أن جيدوا وجيته دوا يف التح ذير من احلزبية‬
‫املش ؤومة اليت ف رقت مشل املس لمني ويك ون التح ذير على االس تمرار ألن عمل النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله‬
‫وسلم كان دمية‪.‬‬
‫أسأل اهلل أن يوفقهم لذلك أنه على كل شيء قدير‪.‬‬
‫أبوعبدالرمحن مقبل بن هادي الوادعي‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.157-153:‬‬
‫مقابلة في شـأن الجهاد األفغاني‬
‫مبا أنكم عش تم يف بيئة زيدية وتعلمتم املذهب الزي دي عند أهل ه‪ ،‬فما هو السر‬ ‫السؤال‪:1‬‬
‫يف حتولكم إىل منهج أهل السنة واجلماعة؟‬
‫اجلواب‪:‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وأشهد أن ال‬
‫حممدا عبده ورسوله صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫اله إال اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن ً‬
‫نعم عش نا يف بيئة زيدية ال يع رف آباؤنا إال زيد بن علي واهلادي واحلسن واحلسني وعلي بن أيب‬
‫ط الب‪ ،‬لكن ينبغي أن يعلم أننا ال نس تطيع أن نس مي العامة زيدي ة‪ ،‬فال نس مي زي ديًّا إال من درس املذهب‬
‫الزي دي واقتنع مبا في ه‪ ،‬وأما العامة فهم أتب اع من وثق وا به ويظن ون أن من دع اهم أو اقت دوا به على كت اب‬
‫اهلل وسنة رسوله صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫أما تركي املذهب الزيدي وانتقايل إىل سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم فإن التقليد حمرم‪،‬‬
‫الس مع والبصر والف ؤاد ك ّل أولئك‬‫ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬وال تقف ما ليس لك به علم إ ّن ّ‬
‫كان عنه مسئوالً‪ ،}1‬ويقول اهلل سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم وال تتّبعوا‬
‫من دونه أولي اء قليالً ما ت ذ ّكرون‪ ،}2‬ولقد ت ربأ مجاعة ممن درس وا املذهب الزي دي منه وابتع دوا عن ه‪ ،‬من‬
‫ذلكم‪ :‬عالمة اليمن حممد بن إب راهيم ال وزير ال ذي ق ال فيه الش وكاين‪ :‬لو قلت أن اليمن مل تنجب مثله ملا‬
‫أبعدت عن الصواب‪ .‬مث بعده صاحل بن مهدي املقبلي صاحب "العلم الشامخ" القائل‪:‬‬
‫العلم يا صـاحيب ما قال خـالقنا‬
‫واملصطفى واطّرح ما شئت من كتب‬
‫ه ذا على أن املقبلي مل خيلص إىل الس نة‪ ،‬فهو بني أهل الس نة وبني الش يعة واملعتزلة ما ت رك أح ًدا إال‬
‫هامجه حىت أهل السنة وحىت اإلمام البخاري رمحه اهلل‪ ،‬وبعده حممد بن إمساعيل األمري صاحب "سبل السالم"‬
‫والكتب الن رية املتداولة اليت ت داوهلا املس لمون‪ ،‬وبع ده حممد ابن علي الش وكاين قاضي قض اة القطر اليم اين فإنه‬
‫أيض ا ابتعد عن املذهب الزيدي‪ ،‬فمثل هؤالء األربعة الذين ينبغي أن يقال‪ :‬ملاذا تركوا املذهب الزيدي؟ ألهّن م‬ ‫ً‬
‫درسوه وعرفوا ما فيه مث رأوا أنه بعيد عن كتاب اهلل وعن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫أما أنا فدراسيت بص عدة بعد أن تعلمت ش يئًا من الس نة‪ ،‬وأحببت س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪ ،‬درست ق در ثالث سنني‪ ،‬وكلما ازددت دراسة للمذهب الزيدي ازددت بغض اً له‪ ،‬ملاذا؟ ألنه يف العقيدة‬
‫مس روق من م ذهب املعتزلة كما بينا ه ذا يف ش ريط "املذهب الزي دي مبين على اهلي ام" ويف األحك ام والعب ادات‬
‫مس روق من املذهب احلنفي ويف التش يع مس روق من املذهب الرافض ي‪ ،‬فحق ملس لم أن يت ربأ من ه ذه الب دع‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.36:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.3:‬‬
‫ومن ه ذه اخلراف ات‪ ،‬واهلل س بحانه وتع اىل يق ول يف نبينا حممد ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪{ :‬وإن تطيع وه‬
‫الرس ول فخ ذوه وما هناكم عنه ف انتهوا‪ ،}2‬ويق ول‬ ‫‪1‬‬
‫هتت دوا }‪ ،‬ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬وما آت اكم ّ‬
‫سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬لقد كان لكم يف رسول اهلل أسوة حسنة ملن كان يرجو اهلل واليوم اآلخر‬
‫كثريا‪.}3‬‬
‫وذكر اهلل ً‬
‫فالتمذهب ليس من دين اإلسالم‪ ،‬بل أن اإلمام ابن عبدالرب يقول‪ :‬أمجع أهل العلم على أن املقلد ال يعد‬
‫من أهل العلم‪ .‬فاحلمد هلل ال ذي وفقنا لس نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم من ب دء الطلب‬
‫احلقيقي أق ول من ب دء الطلب احلقيقي ألننا طلبنا العلم يف املكتب وهو ما يبت دئ فيه الط الب مبعرفة اهلج اء‬
‫وحفظ أو قراءة القرآن‪ ،‬قرأنا قراءة ال نذوق حالوهتا وال ندري ملاذا نقرأ‪ ،‬مث بعد ذلك ضاع من العمر ما‬
‫ش اء اهلل‪ ،‬وبع دها حبمد اهلل وفقنا لدراسة س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم من ب دء األم ر‪،‬‬
‫واحلمد هلل الذي هدانا هلذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهلل‪.‬‬

‫مبا أن الشعب اليمين عاش حتت وطأة التصوف والتشيع‪ ،‬فكيف بدأمت الدعوة؟ وكيف‬ ‫السؤال‪:2‬‬
‫حققتم هذه النتائج املثمرة؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬األمر كما يقول األخ‪ ،‬الشعب اليمين عاش حتت وطأة التشيع ووطأة التصوف‪ ،‬والقليل الذي هو‬
‫متمسك بس نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬لقد دخل التش يع إىل اليمن من الق رن‬
‫الث الث واعتربها املؤرخ اجلع دي ص احب "طبق ات فقه اء اليمن" فتن ةً دخلت إىل اليمن‪ ،‬مث مل ي زل‬
‫التشيع إىل أعوام قريبة حىت من تظاهر بسنة رسول‪ ‬اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم استحلوا دمه‪،‬‬
‫فذلكم حممد بن إبراهيم الوزير رمحه اهلل تعاىل بعد أن كان جيلّه أساتذته وكانوا جيهلونه‪ ،‬فلما تظاهر‬
‫بالس نة كتب ش يخه رس الة يفند ما ذهب إلي ه‪ ،‬وأج اب عليه بكتابه "العواصم والقواص م" وبكتاب ه‪:‬‬
‫"الروض الباسم" فكان من مجلة ما قال يبني لنا حالته بسبب متسكه بسنة رسول‪ ‬اهلل صلى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وسلم وبسبب حتامل أعداء السنة عليه يقول وهو يفر بدينه من شعب إىل شعب ومن واد‬
‫إىل واد‪:‬‬
‫حشا قلم متسي به الطري‬ ‫فحينًا بش عب بطن واد كأنّه‬
‫تصفرأشم م نيف بالغم ام‬ ‫وحينًا بط ود متطر الس حب‬
‫م ؤزروإال ف ورد العيش رمق‬ ‫دونه هنالك يص فو يل من‬
‫ّدرفروض العال والعلم‬ ‫مك‬ ‫العيش وردهف إن يبست مثّ‬
‫وال دين أخض رولكن ع ًارا‬ ‫املراعي وأج دبتوال ع ار أن‬
‫روفر إىل‬
‫ّ‬ ‫عج زه حني ينص‬ ‫ينجو ك رمي بنفس هفقد ه اجر‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.54:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة احلشر‪ ،‬اآلية‪.7:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.21:‬‬
‫أرض النجاشي جعفـر‬ ‫املختار قبلي وصحبه‬
‫كانت القراءة يف كتب السنة جرمية ال تغتفر‪ ،‬ولسنا بصدد القصص فقد ذكرنا شيئًا يف شريط "املذهب‬
‫الزيدي مبين على اهليام"‪ ،‬لسنا يف سبيل القصص اليت حدثت لعلماء السنة بسبب متسكهم بسنة رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬إذا قالوا‪ :‬فالن سيّن فكأهّن م قالوا‪ :‬فالن يهودي‪.‬‬
‫أيضا صاحل بن مهدي املقبلي ومن ذكر حصل هلم من األذى ما اهلل به عليم‪ ،‬فاحلمد هلل خاب‬ ‫مث بعده ً‬
‫أيض ا علمهم‪ ،‬انتصر علم ه ؤالء‬
‫أع داؤهم وانتش رت س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم وانتشر ً‬
‫األئمة الذين قاموا بالدفاع عن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫أما بدء الدعوة ههنا فإننا قدمنا إىل قومنا غرباء عند القريب والبعيد‪ ،‬فذاك يرى أنين إذا وضعت يدي‬
‫اليمىن على ي دي اليس رى يف الص الة أن ص اليت باطل ة‪ ،‬وآخر إذا مسع مين أنين أق ول‪ :‬أن اهلادي ال ينفع وال‬
‫أيض ا إذا وجد عن دي "ص حيح البخ اري" أو "ص حيح‬ ‫يضر مع اهلل؛ ي رى أنين أبغض أهل بيت النب وة‪ ،‬وآخر ً‬
‫وه ايب قد احنرف عن أهل بيت النب وة‪ ،‬وبقيت ما ش اء اهلل ت ارة ببل دي وأخ رى بص نعاء‬‫مس لم"؛ يق ول‪ :‬ه ذا ّ‬
‫وأخ رى يف ذم ار أتنقل وأزور طلبة العلم وأهل الس نة‪ ،‬وال أس تأنس إال إذا كنت بني أهل الس نة‪ ،‬أما يف‬
‫علي وأنا يف بل دي‪ ،‬والس بب يف ه ذا ما ذك ر‪ ،‬ال ي دري ط الب العلم‬ ‫بل دي فيا هلل ياهلل من ض يق يت واىل ّ‬
‫أيواجه العامة الذين ال يفقهون عن دين اهلل شيئًا؟ أم يواجه املتمذهبة‪ ،‬أم يواجه غالة التشيع؟ إىل غري ذلك‪،‬‬
‫أيضا من يدفع هذين الصنفني وهم الشيوعية والبعثية والناصرية فأهّن م يكيدون لإلسالم من حتت الستار‬‫وهناك ً‬
‫وال يستطيعون أن يرفعوا رؤوسهم ألهّن م يف بلد مسلم‪.‬‬
‫فبدأت حبمد اهلل بتعليم القرآن‪ ،‬وبعد ذلكم األحاديث‪ :‬أحاديث يف فضل اليمن ويف فضل أهل بيت النبوة‬
‫ويف فضل الص الة على النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬ألهّن م يقول ون أن أهل الس نة ال حيب ون رس ول‬
‫اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم وال حيب ون أهل بيت النب وة‪ ،‬وهك ذا يرم وهنم بالعظ ائم‪ ،‬فأردنا أن ن ربهن‬
‫هلم أهّن م ك اذبون يف ه ذه الفرية وأن أهل الس نة حيب ون أهل النب وة حبًا ش رعيًا وحيب ون النيب ص لى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وس لم حبًا ش رعيًا ويْنزلونه املْنزلة اليت أنزله اهلل إياه ا‪ ،‬وهك ذا املْنزلة اليت أن زل نفسه إياه ا‪ ،‬فقد‬
‫روى البخاري يف "صحيحه" عن عمر رضي اهلل تعاىل عنه عن النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم أنه قال‪:‬‬
‫أيض ا يف‬
‫الس الم فإمّن ا أنا عبد اهلل ورس وله)) وج اء ً‬
‫((ال تط روين كما أط رت النّص ارى عيسى بن م رمي عليه ّ‬
‫"املس ند" ويف "الس نن" واملعىن متق ارب من ح ديث عبداهلل بن الش خري ومن ح ديث أنس أن النيب ص لى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وسلم قال‪((:‬ال ترفعوين فوق مْنزليت)) ومن حديث عبداهلل بن الشخري أهّن م قالوا أي الوفد‪ :‬أنت سيّدنا‪.‬‬
‫الس يّد اهلل تب ارك وتع اىل)) قلن ا‪ :‬وأفض لنا فض الً وأعظمنا ط والً‪ .‬فق ال‪(( :‬قول وا بق ولكم أو بعض ق ولكم وال‬
‫فق ال‪ّ (( :‬‬
‫الشيطان))‪.‬فأهل السنة يْنزلون النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم مْنزلته‪.‬‬ ‫يستجرينّكم ّ‬
‫وأذكر عند أن كنت بتلك الوحش ة‪ ،‬يف ه ذه البلد وعن دنا مس جد من الطني وب رك مس قف واحلمد هلل‪،‬‬
‫زارين رجل فاضل وقد قتله الش يوعيون رمحه اهلل تع اىل وهو األخ مرشد الكب ودي‪ ،‬فعند أن رأى تلكم احلالة‬
‫ال أستطيع أن أصفها لكم‪ ،‬كان يقول‪:‬‬
‫ليوم كريهة وسـداد ثغر‬ ‫وأي فىًت أضاعوا؟!!‬
‫أضاعوين ّ‬
‫ألنه ك ان يعرفين من مدينة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬فك أين مل أمسع أخي يف اهلل‬
‫مرشد الكب ودي وكأنه مل يعنين واحلمد هلل‪ ،‬بع دها حبمد اهلل ص ار أهل العلم وال دعاة إىل اهلل ي أتون إىل هنا‬
‫ويزورونن ا‪ ،‬ذاك من أرحب‪ ،‬وذاك من حاش د‪ ،‬وذاك من آنس‪ ،‬وذاك من عنس‪ ،‬وذاك من ص نعاء‪ ،‬وذاك من‬
‫تعز‪ ،‬وذاك من السودان‪ ،‬وذاك من مصر‪ ،‬وذاك من بلجيكا…اخل‬
‫أخ ربين ش خص يق ول‪ :‬كنت يف الس يارة وهن اك اجتم اع عن دكم يف دم اج‪ ،‬وأنا يف الس يارة ف إذا اثن ان‬
‫يتح دثان من أهل دم اج عند أن رأوا اجلمع الكثري وطلبة العلم وإذا مها يق والن‪ :‬لقد ظلمنا مقبالً‪ ،‬هك ذا‬
‫إخ واين يف اهلل عند أن رأوا طلبة العلم يف دون‪ .‬اآلن أهل البلد حبمد اهلل س نّيهم وش يعيّهم ‪-‬أعين أهل دم اج‪-‬‬
‫واحدا ليس له أثر‪،‬‬
‫ً‬ ‫حيبون الدعوة‪ ،‬على أنه ليس هناك يف دماج أحد نستطيع أن نقول إنه شيعي‪ ،‬اللهم إال‬
‫وإال فهم عامة مساكني أتباع كل ناعق‪ ،‬كل يوم وهو يرتاجع اثنان أو ثالثة واهلل املستعان‪.‬‬
‫فاحلمد هلل اآلن أهل دم اج مس تجيبون لل دعوة ومس تعدون ملناص رة ال دعوة‪ ،‬ويكرم ون من أتى إليهم‬
‫خريا واحلمد هلل الذي وفقهم هلذا‪.‬‬
‫ويصربون على من أتى إليهم من طلبة العلم‪ ،‬فجزاهم اهلل عن الدعوة ً‬
‫مبا أننا وج دنا تقاربًا يف احلي اة القبلية والتعصب املذهيب بني الشعب األفغ اين والشعب‬ ‫السؤال‪:3‬‬
‫اليمين فبماذا تنصحون القائمني على الدعوة يف أفغانستان؟‬
‫اجلواب‪ :‬الذي أنصح به هو ما نصح النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم أبا موسى ومعاذ ابن جبل حيث قال‬
‫وبش را وال تن ّف را‪ ،‬وتطاوعا وال ختتلفا)) وما جاء يف "الصحيحني" من حديث‬‫تعس را‪ّ ،‬‬‫يس را وال ّ‬‫هلما‪ّ (( :‬‬
‫معس رين)) ومبا جاء‬
‫ميس رين ومل تبعثوا ّ‬‫أنس أن النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم قال‪(( :‬إمّن ا بعثتم ّ‬
‫الرفق ال يك ون يف‬‫أيض ا يف "الص حيح" عن النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ق ال لعائش ة‪(( :‬إ ّن ّ‬‫ً‬
‫شيء إالّ زانه وال يْنزع من شيء إالّ شانه)) وحنن يف جمتمع ال نستطيع أن ندعوه إال بالرفق واللني؛‬
‫ألنه ليس بأيدينا سلطة‪.‬‬
‫مث بعد ذلك اجملتمع هو رأس مالنا فال ينبغي أن ننفر اجملتم ع‪ ،‬ن دعو اجملتمع من كت اب إىل كت اب اهلل‬
‫ومن س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم إىل س نة رس ول ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪،‬‬
‫والق بيلي مس تعد أن يكفر يف س بيل الكرْب ‪ ،‬ف إذا ش اددته وأردت أن تلزمه أو تص ارعه مس تعد أن يقتلك أو‬
‫تقتله وهو مسلم وأنت مسلم‪ ،‬والرسول صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يقول كما يف "الصحيح" من حديث‬
‫أيض ا كما يف "الص حيحني" من‬ ‫أيب بك رة‪(( :‬إذا التقى املس لمان بس يفيهما فالقاتل واملقت ول يف النّ ار)) ويق ول ً‬
‫حيل دم ام رئ مس لم يش هد أن ال إله إالّ اهلل وأيّن رس ول اهلل إالّ بإح دى ثالث‪:‬‬ ‫ح ديث ابن مس عود‪(( :‬ال ّ‬
‫والثيّب ال ّزاين‪ ،‬واملارق من ال ّدين التّ ارك للجماعة)) مث بعد ذلك اهلل س بحانه وتع اىل يق ول يف‬
‫النّفس ب النّفس‪ّ ،‬‬
‫دوا‬
‫الش يطان ك ان لإلنس ان ع ًّ‬
‫الش يطان يْن زغ بينهم إ ّن ّ‬
‫كتابه الك رمي‪{ :‬وقل لعب ادي يقول وا الّيت هي أحسن إ ّن ّ‬
‫‪1‬‬
‫الس يّئة ادفع ب الّيت هي أحسن ف إذا‬
‫مبينًا }‪ ،‬ويق ول س بحانه وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬وال تس توي احلس نة وال ّ‬
‫ويل محيم‪.}2‬‬
‫الّذي بينك وبينه عداوة كأنّه ّ‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.53:‬‬
‫فنحن نق ول‪ :‬إن إخواننا العامة إذا س خطوا علينا قابلن اهم ب اليت هي أحس ن‪ ،‬وش يعة اليمن حنن نعت ربهم‬
‫مسلمني مبتدعة‪ ،‬فإذا تقدموا خطوة تأخرنا أخرى‪ ،‬ألننا نعتربهم مسلمني وال نستحل دمائهم وال أمواهلم وال‬
‫أعراضهم‪ ،‬وقد رأينا سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم أقوى منا؛ فقد ضربتهم سنة رسول اهلل‬
‫أيض ا ضربوا بسبب التأليف وبسبب الدعوة إىل اهلل‪ ،‬فالدعوة إىل‬‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم وحبمد اهلل ً‬
‫اهلل أنف ع‪ ،‬ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬ادع إىل س بيل ربّك باحلكمة واملوعظة احلس نة}‪ .‬فال بد من‬
‫دع وة حبكمة وموعظة حس نة‪ ،‬وأن تع رف من تواج ه‪ ،‬أنت تواجه أخ اك املس لم ال تس تحل ماله وال دمه وال‬
‫غدا أو بعد غد‪ ،‬أما أن يكون االنتصار للنفس‪ ,‬شأن أهل الدنيا أهّن م‬
‫عرضه فإن قبل منك اليوم وإال فسيقبل ً‬
‫إذا خالفهم أحد نبذوه ورموه باأللقاب املشنعة‪ ،‬فذاك بعثي وذاك ناصري وذاك شيوعي‪ ،‬ورمبا ال يكون بعثيًّا‬
‫وال ناصريًّا وال شيوعيًّا‪ ،‬لكن ألجل أنه خالفهم ومل يستجب هلم‪.‬‬
‫فال بد من ال دعوة برفق ولني‪ ،‬ألن أهل الس نة ميثل ون س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‬
‫ورب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وما أرسلناك إالّ رمحةً للعاملني‪ ،}1‬فينبغي أن تكون دعوة أهل السنة رمحة‬
‫من عند اهلل عز وج ل‪ ،‬يق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬لقد ج اءكم رس ول من أنفس كم عزيز عليه ما عنتّم ح ريص‬
‫عليكم ب املؤمنني رؤوف رحيم‪ ،}2‬ويق ول اهلل س بحانه وتع اىل‪{ :‬فبما رمحة من اهلل لنت هلم ولو كنت فظًّا‬
‫النفضوا من حولك‪.}3‬‬
‫ّ‬ ‫غليظ القلب‬
‫وقد كان النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يعامل أجالف األعراب غري معاملة أفاضل صحابته‪ ،‬فذاك‬
‫ال ذي من أفاضل ص حابته يق ول ل ه‪(( :‬إنّك ام رؤ فيك جاهليّة)) يقصد أبا ذر‪ ,‬وآخر يق ول ل ه‪(( :‬أفتّ ان أنت يا‬
‫معاذ)) لكن األعرايب يأيت إىل رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم وميسكه حباشية ردائه ويقول‪ :‬يا حممد‬
‫أعطين فإنّك ال تعطيين من مالك وال من مال أبيك‪ .‬فيعطيه‪.‬‬
‫فدعوة الع امي حتتاج إىل صرب وإىل تأليف‪ ،‬ينبغي أن تتألفوا العام ة‪ ،‬فقد جعل اهلل سبحانه وتعاىل قس طًا‬
‫أيض ا أن حتسنوا إليهم؛ فأنتم دعاة إىل اجلنة‪ ،‬ال ينبغي أن نكون دعاة إىل‬ ‫يف الزكاة للمؤلفة قلوهبم‪ ،‬وينبغي ً‬
‫الن ار وال ينبغي أن نك ون من ّف رين وينبغي أن نع رف من ن دعو فنحن ن دعو أهل اليمن ال ذين ق ال فيهم النيب‬
‫وأرق أفئد ًة‪ ))‬وق ال النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪(( :‬إهّن م ألني قلوبًا‬
‫((اإلميان ميان واحلكمة ميانية))‪.‬‬
‫وقد رأينا من االستجابة بعد تلكم احلالة اليت قصصتها عليكم‪ ،‬ومن استقبال أهل السنة لسنة رسول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم ومن حفاوهتم بإخواهّن م أهل السنة‪ ،‬وإكرامهم إلخواهّن م أهل السنة‪ ،‬فاحلمد هلل‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.34:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.107:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.128:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.159:‬‬
‫أئم ةً يهدون بأمرنا ملا‬
‫الذي هدانا هلذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا اهلل‪ ،‬ورب العزة يقول‪{ :‬وجعلنا منهم ّ‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫أيض ا‬
‫أيض ا على طلب العلم‪ ،‬وال بد أن تصرب ً‬ ‫ص ربوا }‪ ،‬فال بد أن تصرب على الع امي‪ ،‬وال بد أن تصرب ً‬
‫على أبيك وأمك وعلى أخيك وأختك وعلى جمتمع ك‪ ،‬ال تكن فظًا غليظً ا‪ ،‬وال تنتصر لنفس ك‪ ،‬رمبا ك انت‬
‫اخلصومة شهوة نفس فينبغي أن تبتعد عن شهوة النفس وعن حظوظ النفس‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬
‫فننصح إخواننا الق ائمني بال دعوة هنالك يف أفغانس تان ب الرفق واللني وبال دعوة إىل كت اب اهلل وإىل س نة‬
‫رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬وبتق دمي األهم ف األهم إن اس تطاعوا؛ فقد روى البخ اري ومس لم‬
‫قوما من أهل الكتاب‪ ،‬فإذا‬
‫يف "صحيحيهما" أن النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم قال ملعاذ‪(( :‬إنّك ستأيت ً‬
‫حمم ًدا رس ول اهلل‪ ،‬ف إن هم ط اعوا لك ب ذلك…اخل))‬‫جئتهم ف ادعهم إىل أن يش هدوا أن ال إله إالّ اهلل وأ ّن ّ‬
‫ش اهدنا من ه ذا أنه يب دأ بالعقي دة‪ ،‬وبتح بيب ال دين إىل املس لمني؛ فالش خص إذا أحب ال دين وأحب اهلل‬
‫ورس وله مس تعد أن يتن ازل عن كل ش يء خيالف دين اهلل‪ ،‬بل رمبا يك ون بعد أي ام أغري منك وأنفع منك‬
‫لإلسالم‪.‬‬

‫مبا أن إخ وانكم أهل ال دعوة إىل الكت اب والس نة يف أفغانس تان يعيش ون غربة اإلس الم‬ ‫السؤال‪:4‬‬
‫خصوصا يف اجملتمعات اليت غلب عليها اجلهل والتعصب املذهيب واألهواء‪ ،‬فبماذا تنصحوهنم؟‬ ‫ً‬ ‫احلقيقية‪،‬‬
‫اجلواب‪ :‬الذي ننصحهم به هو استقدام العلماء األفاضل‪ ،‬فإن هذا ينفعهم‪ ،‬وسواء كان املستقدم عربيًّا أم أعجميًّا‬
‫أبيض أم أسود‪ ،‬فالعلماء هم الذين يضعون األشياء مواضعها‪ ،‬فرب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وما‬
‫يعقلها إالّ الع املون‪ ،}2‬ويق ول س بحانه وتع اىل مبينًا ح ال العلم اء أهّن م هم ال ذين يض عون األش ياء‬
‫مواضعها فيقول سبحانه وتعاىل يف شأن قارون عند أن خرج على قومه يف زينته‪{ :‬فخرج على قومه‬
‫ظ عظيم وق ال‬ ‫يف زينته ق ال الّ ذين يري دون احلي اة ال ّدنيا ي اليت لنا مثل ما أويت ق ارون إنّه ل ذو ح ّ‬
‫الصابرون‪.}3‬‬
‫الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب اهلل خري ملن ءامن وعمل صاحلًا وال يل ّقاها إالّ ّ‬
‫مث بعد ه ذا الب دء من جدي د‪ ،‬وذلك أن جيلس أهل العلم لطلبة العلم يعلم وهنم كت اب اهلل وس نة رس ول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬فإننا ننصح إخواننا بنجد وإخواننا باحلجاز وإخواننا مبصر وإخواننا باليمن‬
‫أن ال يبخلوا على إخواهنم األفغانيني يف سبيل التعليم أو يف سبيل اجلهاد‪ ،‬ننصح هبذا فالرسول صلى اهلل عليه‬
‫توادهم وترامحهم‬
‫وعلى آله وسلم يقول كما يف "الصحيحني" من حديث النعمان بن بشري‪(( :‬مثل املؤمنني يف ّ‬
‫أيض ا كما يف‬
‫واحلمى‪ ))‬ويق ول ً‬
‫ّ‬ ‫بالس هر‬
‫وتع اطفهم مثل اجلسد إذا اش تكى منه عضو ت داعى له س ائر اجلسد ّ‬
‫بعض ا‪))‬ويق ول س بحانه‬
‫"الص حيحني" من ح ديث أيب موسى األش عري‪(( :‬املؤمن للم ؤمن كالبني ان يش ّد بعضه ً‬
‫‪4‬‬
‫أيض ا‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامن وا ال يس خر ق وم من ق وم‬
‫وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬إمّن ا املؤمن ون إخ وة }‪ ،‬ويق ول ً‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة السجدة‪ ،‬اآلية‪.24:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.43:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.80-79:‬‬
‫تفرقوا‪.}2‬‬
‫مجيعا وال ّ‬
‫‪1‬‬
‫خريا منهم }‪ ،‬ويقول‪{ :‬واعتصموا حببل اهلل ً‬ ‫عسى أن يكونوا ً‬
‫ف الواجب على إخواننا أهل الس نة يف مجيع البالد اإلس المية أن يتفق دوا إخ واهنم؛ ف إن أك ثر املس لمني من‬
‫أهل الس نة ولكن ليس هلم من يرع اهم إال اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬فهك ذا ينبغي هلم أن يس تقدموا إخ واهنم أهل‬
‫السنة‪ ،‬ويبدءون بتعليم كتاب اهلل‪ ،‬وما يستقيم به اللسان من اللغة العربية‪ ،‬وما يستطاع من سنة رسول اهلل‬
‫ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ه ذا ال ذي إن ش اء اهلل ي أيت بنتيجة يف م دة ثالث س نوات أو م دة س نتني‪،‬‬
‫وما ندري بإذن اهلل تعاىل إال وإخواننا األفغانيون يص ّدرون مدرسني ويص ّدرون دعا ًة إىل اهلل إذا سلكوا هذا‬
‫السبيل‪.‬‬
‫املس لمون حمت اجون إىل أن يص دروا دع اةً إىل اهلل‪ ،‬إىل أمريكا وإىل روس يا وغريها من دول الكفر لكن‬
‫مىت يكون ون ك ذلك؟ إذا تفقه وا يف دين اهلل فحينئذ يس تطيعون أن يص دروا واحلمد هلل ال دين يسر ما ع ّق ده‬
‫يس رنا القرءان لل ّذكر فهل من م ّدكر‪ .}3‬ونبينا حممد صلى‬ ‫إال الناس‪ ،‬رب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬ولقد ّ‬
‫الس محة‪))‬فال دين يسر وتعلمه يس ر‪ ،‬فقط حيت اج إىل من‬ ‫اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬بعثت باحلنيفيّة ّ‬
‫أيض ا أن هنيئ أنفس نا يف مس ألة العلم إىل الكتابة والتحقي ق‪ ،‬ف إن‬
‫جيلس ويتعلم يف ح دود ما يس تطيع‪ .‬وينبغي ً‬
‫الكتابة والتحقيق تض رب األع داء فهن اك من يعت دي على دين اإلس الم بالكتاب ة‪ ،‬وهن اك من يعت دي على دين‬
‫نأهل أنفس نا للكتابة‬
‫أيض ا أن ّ‬ ‫اإلس الم باخلطاب ة‪ ،‬وهن اك من يعت دي على دين اإلس الم ب التلبيس‪ ،‬فال بد ً‬
‫وللتحقي ق‪ ،‬وهك ذا حبمد اهلل ميكن أن ي زوروا إخ واهنم ويتعلم وا البحث والتحقي ق‪ ،‬ويف وقت ق ريب على أنين‬
‫أجد كتابة أخينا يف اهلل مجيل الرمحن حفظه اهلل كتابة طيبة‪ ،‬واحلمد هلل‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫ما هي وجهة نظركم يف اجلهاد األفغاين؟‬ ‫السؤال‪:5‬‬


‫اجلواب‪ :‬وجهة نظرنا أن اهلل س بحانه وتع اىل رفع عن املس لمني ذالًّ وع ًارا بس بب إخواننا األفغ انيني ج زاهم اهلل‬
‫خريا‪ ،‬فقد كان املسلمون ترجف قلوهبم إذا ذكرت روسيا‪ ،‬وكانوا يظنون أهّن ا قوة ال تستطاع وحبمد‬ ‫ً‬
‫‪4‬‬
‫اهلل أخزاها اهلل وصدق اهلل إذ يقول‪{:‬ياأيّها الّ ذين ءامنوا إن تنصروا اهلل ينصركم ويثبّت أقدامكم }‪،‬‬
‫لقوي عزيز‪ ،}5‬ويقول‪{ :‬وعد اهلل الّذين ءامنوا منكم وعملوا‬ ‫ّ‬ ‫ويقول‪{ :‬ولينصر ّن اهلل من ينصره إ ّن اهلل‬
‫نن هلم دينهم الّذي ارتضى هلم‬ ‫الصاحلات ليستخلفنّهم يف األرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليم ّك ّ‬ ‫ّ‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.103:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة القمر‪ ،‬اآلية‪.17:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة حممد‪ ،‬اآلية‪.7:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة احلج‪ ،‬اآلية‪.40:‬‬
‫وليب ّدلنّهم من بعد خ وفهم أمنًا يعب دونين ال يش ركون يب ش يئًا‪ .}1‬ويف "الص حيحني" من ح ديث معاوية‬
‫واملغ رية بن ش عبة واملعىن متق ارب أن النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ق ال‪(( :‬ال ت زال طائفة من‬
‫احلق ال يض ّرهم من خ ذهلم حىّت ي أيت أمر اهلل وهم ك ذلك‪ ))‬أهل الس نة وأهل‬ ‫أميت ظ اهرين على ّ‬
‫أيض ا يدخل اجملاهد كما قاله النووي رمحه اهلل تعاىل ويدخل ذوو‬
‫احلديث داخلون دخوالً ّأوليًّا‪ ،‬لكنه ً‬
‫األعمال اليت ختدم اإلسالم يدخلون يف مسألة الظهور‪.‬‬
‫فاحلمد هلل الذي وفقهم هلذا وأيّد هبم دينه وأسأل اهلل العظيم أن يتمها خبري‪ ،‬وأن جيمع كلمتهم‪ ،‬مث بعد‬
‫أيض ا ننص حهم جبمع الكلم ة؛ ف إن اهلل عز وجل حيذر من الفرقة وي بني أهّن ا س بب الفشل يق ول س بحانه‬‫ذلك ً‬
‫‪2‬‬
‫مجيعا‬
‫وتعاىل‪{ :‬وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب رحيكم }‪ ،‬ويقول سبحانه وتعاىل يف شأن أهل الكتاب‪{ :‬حتسبهم ً‬
‫وقل وهبم ش ىّت ‪ .}3‬فعليهم أن يتّح دوا وأن يت آخوا حىت حيقق اهلل ما يري دون من النص ر‪ ،‬أما إذا بق وا أحزابًا‬
‫متف رقني فرمبا ي دب بينهم اخلالف‪ ،‬ويغ ذى من قبل أمريكا وروس يا ومن قبل أع داء اإلس الم وما ن دري وقد‬
‫اشتغل اجملاهدون بأنفسهم واهلل املستعان‪.‬‬

‫ما هي نصيحتكم للشباب املسلم؟‬ ‫السؤال‪:6‬‬


‫اجلواب‪ :‬نصيحتنا للشباب املسلم أن يقتدوا برسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم وبصحابة رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬ففي حال احلرب يهيئون أنفسهم للحرب‪ ،‬حلرب الكفار اليهود والنصارى‬
‫والشيوعيني وغريهم من أعداء اإلسالم‪ ،‬ويف حال السلم يهيئون أنفسهم لطلب العلم وملا حيتاجون إليه‬
‫بالس يف حىّت يعبد اهلل‬
‫الس اعة ّ‬
‫كما ق ال النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬بعثت بني ي دي ّ‬
‫والصغار على من خالف أمري))‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ظل رحمي‪ ،‬وجعلت ال ّذلّة‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬وجعل رزقي حتت ّ‬
‫مجيعا ‪-‬ليست النص يحة لألخ وة األفغ انيني ولكن جلميع‬ ‫والش باب املس لم حمت اجون إىل رعاية أنص حهم ً‬
‫الش باب املس لم‪ :-‬باالبتع اد عن احلزبية ف إن احلزبية تعترب جاهلية حديثة النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‬
‫كما يف "الص حيحني" من ح ديث ج ابر عند أن ختاصم أنص اري ومه اجري فق ال األنص اري‪ :‬يالألنص ار! وق ال‬
‫امله اجري‪ :‬يا للمه اجرين! فق ال النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬أب دعوى اجلاهليّة وأنا بني أظه ركم؟!‬
‫عميّة يغضب للعص بة‬ ‫دعوها فإهّن ا منتنة)) ويق ول النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬من قتل حتت راية ّ‬
‫ويقاتل للعص بة فليس من ّأميت)) فالتعصب احلزيب يعترب دسيسة ويغ ّذى من قبل أع داء اإلس الم‪ ،‬حنن مس لمون‬
‫مسّانا اهلل مس لمني ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬إ ّن ه ذه ّأمتكم ّأم ةً واح د ًة وأنا ربّكم فاعب دون‪،}4‬‬
‫وص اكم به لعلّكم‬‫فتفرق بكم عن سبيله ذلكم ّ‬ ‫الس بل ّ‬‫مستقيما فاتّبعوه وال تتّبعوا ّ‬
‫ً‬ ‫ويقول‪{ :‬وأ ّن هذا صراطي‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.55:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.46:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة احلشر‪ ،‬اآلية‪.14:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.92:‬‬
‫تتّقون‪ ،}1‬فسبيل اهلل واحد وكتاب اهلل واحد‪ ،‬وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم واحدة‪.‬‬
‫وأما قول القائل‪( :‬نتع اون فيما اتفقنا عليه‪ ،‬وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا في ه) فال‪ ،‬ألن اهلل عز وج ل‬
‫‪2‬‬
‫فردوه‬
‫يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إىل اهلل }‪ ،‬ويقول‪{ :‬فإن تنازعتم يف شيء ّ‬
‫والرسول إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم األخر‪ .}3‬ال يقول حزب من األحزاب‪ :‬أنت تنازل أيها احلزب‬ ‫إىل اهلل ّ‬
‫عن مجيع أفك ارك واتبعن ا‪ .‬ال‪ ،‬معن اه أن ال ت دعوه إىل تقلي دك‪ ،‬قل له حنن وأنت نتبع رس ول اهلل ص لى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وسلم قل له‪{ :‬تعالوا إىل كلمة سواء بيننا وبينكم} أن ال حن ّكم إال كتاب اهلل وال حن ّكم إال‬
‫سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬االختالف هلكة‪.‬‬
‫روى البخاري ومسلم يف "صحيحيهما" عن أيب هريرة رضي اهلل تعاىل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وعلى‬
‫آله وسلم قال‪(( :‬ذروين ما تركتكم فإمّن ا هلك من كان قبلكم بكثرة سؤاهلم واختالفهم على أنبيائهم‪))‬وروى‬
‫البخ اري ومس لم يف "ص حيحيهما" من ح ديث النعم ان بن بشري رضي اهلل تع اىل عنه أن النيب ص لى اهلل عليه‬
‫ليخالفن اهلل بني وجوهكم‪ ))‬وروى أبوداود يف "سننه" من حديث‬ ‫ّ‬ ‫لتسو ّن صفوفكم أو‬
‫وعلى آله وسلم قال‪ّ (( :‬‬
‫حممد بن عم رو بن علقمة عن أيب س لمة عن أيب هري رة رضي اهلل تع اىل عنه أن النيب ص لى اهلل عليه وعلى‬
‫وتفرقت النّصارى على إحدى أو ثنتني‬ ‫آله وسلم قال‪(( :‬افرتقت اليهود على إحدى أو ثنتني وسبعني فرق ةً‪ّ ،‬‬
‫وس بعني فرق ةً وتف رتق أميت على ثالث وس بعني فرق ةً)) فالفرقة تعترب ع ذابًا وأما ح ديث‪(( :‬اختالف ّأميت رمحة))‬
‫فح ديث ال س ند ل ه‪ ،‬أعين أنه ح ديث باط ل‪ ،‬ألن اهلل عز وجل يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬وال يزال ون خمتلفني‬
‫إالّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم‪ ،}4‬مفهوم اآلية الكرمية أن الذين خيتلفون مل يرمحهم اهلل عز وجل‪.‬‬
‫كما يف "صحيح البخاري" من حديث عبداهلل بن مسعود رضي‬ ‫والنيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يقول‬
‫يب‬
‫ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق رأ خالفها‪ ،‬فجئت به النّ ّ‬ ‫يب‬
‫اهلل عنه ق ال‪ :‬مسعت رجالً قرأ آي ةً ومسعت النّ ّ‬
‫يف وجهه الكراهية وقال‪(( :‬كالكما حمسن‪ ،‬وال ختتلفوا فإ ّن من‬ ‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم فأخربته‪ ،‬فعرفت‬
‫كان قبلكم اختلفوا فهلكوا))‪.‬‬
‫فاالختالف هلكة ويغذيه أعداء اإلسالم‪ ،‬وتغذية املخابرات اخلبيثة‪ ،‬وجيب على طلبة العلم أن يتربءوا إىل اهلل‬
‫من احلزبي ة‪ ،‬نق ول ه ذا حىت حبت أص واتنا مش فقني على طلبة العلم أن تض يع أعم ارهم يف احلزبي ة‪ ،‬وأن تض يع‬
‫أعمارهم يف (قال فالن‪ ،‬قال فالن) حنن نريد (قال اهلل‪ ،‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم) ورب‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.153:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.59:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.118:‬‬
‫تفرق وا‪ ،}2‬ويق ول‪:‬‬
‫مجيعا وال ّ‬
‫‪1‬‬
‫الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬إمّن ا املؤمن ون إخ وة }‪ ،‬ويق ول‪{ :‬واعتصموا حببل اهلل ً‬
‫شيعا لست منهم يف شيء إمّن ا أمرهم إىل اهلل‪.}3‬‬
‫{إ ّن الّذين ّفرقوا دينهم وكانوا ً‬
‫مربزا يف السنة‪ ،‬وبعد أن تتدنس‬‫فاألمر خطري؛ احلزبية فرقت املسلمني‪ ،‬فرب شخص يكون حافظًا للقرآن ً‬
‫خمزنًا‪ 4‬م دخنًا‪ ،‬إىل‬
‫فكرته حبزبية ف إذا هو قد أص بح من مجلة العام ة‪ ،‬رمبا حيلق حليته ويلبس البنطل ون ويك ون ّ‬
‫مجيعا‬
‫غري ذلك‪ .‬فحذار حذار من احلزبية‪ ،‬والواجب علينا أن نبتعد عنها وأن حن ّذر مجيع املسلمني‪ ،‬قد تأكدنا ً‬
‫أن أع داء اإلس الم حيرص ون على التح ريش بني املس لمني‪ ،‬النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ق ال‪(( :‬إ ّن‬
‫الش يطان قد أيس أن يعبده املص لّون يف جزيرة العرب ولكن يف التّحريش‪ ))‬فأعداء اإلسالم يسلكون مسلك‬ ‫ّ‬
‫الشيطان يف التحريش بني اجلماعات‪ ،‬اجلماعة الواحدة ما تدري إال وقد انقسمت إىل قسمني أو إىل ثالثة‪.‬‬
‫مجيعا أن حيرصوا على أن ال يضيع وقتهم يف الكرة فهي من املخدرات وأنت املسؤول عن‬ ‫مث أنين أنصحهم ً‬
‫عم رك ف إن النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬ال ت زول ق دما عبد ي وم القيامة حىّت يس أل عن أربع‬
‫أيض ا آالت اللهو والطرب وهكذا السينما ومجيع ما يبعدك عن الدين ال نستطيع يف‬ ‫‪-‬ومنها‪ -:‬عمره فيما أفناه)) ً‬
‫هذا اجمللس أن نكمل ما نريد أن نتكلم به واهلل املستعان‪.‬‬

‫لقد مضى على اجله اد اإلس المي األفغ اين ما يق ارب اثنتا عشر س نة وس قوط ما‬ ‫السؤال‪:7‬‬
‫يق ارب امللي ون والنصف من القتلى ال ذين حنتس بهم عند اهلل‪ ،‬أص بح اجله اد على وشك االنته اء وإقامة‬
‫دولة إس المية‪ ،‬وبدأ التس ابق احلزيب من املنظم ات واألح زاب اجلهادية يف احلص ول على أك ثر عدد من‬
‫املقاعد يف جملس الش ورى‪ ،‬ومن مثّ احلق ائب الوزاري ة‪ ،‬ف رتاهم يتج اهلون مجاعة ال دعوة إىل الكت اب‬
‫والسنة‪ ،‬مع العلم بأن هذه اجلماعة هي أول من بدأ باجلهاد يف أفغانستان‪ ،‬يف حني أهّن م وافقوا على‬
‫مقعدا مع العلم أهّن م مل يشرتكوا يف اجلهاد!! فبماذا تنصحون مجاعة الدعوة‬
‫ً‬ ‫إعطاء احلزب الشيعي ستني‬
‫يف التعامل مع هذا املوقف؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال ذين يري دون أن يبع دوا إخ واهنم الع املني هلل س بحانه وتع اىل لن يفلح وا‪ ،‬فقد كنا نتوقع بعد ه ذه‬
‫رئيس ا وال مجهوريًا إىل‬
‫التضحية من إخواننا األفغانيني أن نسمع منهم اخلري‪ ،‬ما كنا نتوقع أن نسمع ً‬
‫غري ذل ك‪ ،‬كنا نتوقع أن نس مع منهم لقب (أمري املؤم نني) ويقلّ دون ه ذا األمر رجالً قرش يًا‪ ،‬وه ذا‬
‫يصري ضربة على أمريكا وعلى روسيا وعلى ال دويالت اليت متشي بعد روسيا وأمريكا‪ ،‬كنا نتوقع أن‬
‫األئمة من‬
‫حاكما يل ّقب ب أمري املؤم نني ف إن الرس ول ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪ّ (( :‬‬
‫ً‬ ‫نس مع‬
‫قريش)) ويقول الرسول صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪(( :‬إ ّن هذا األمر يف قريش ال يعاديهم أحد إالّ‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.103:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.159:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬التخزين‪ :‬أكل شجرة القات‪.‬‬
‫"صحيح البخاري" من حديث معاوية‪.‬‬ ‫كبّه اهلل على وجهه ما أقاموا ال ّدين)) واحلديث يف‬
‫خصوص ا أخانا مجيل حفظه اهلل تع اىل ومن س لك مس لكه يب دءون‬ ‫ً‬ ‫لكن من زمن ق دمي وال دعاة إىل اهلل‬
‫‪-‬أو حيرصون على أن يبدءوا‪ -‬بالعقيدة‪ ،‬وملا كانت املسألة لفيف‪ ،‬هذه اليت خنشاها احلزبية اليت جتمع الصويف‬
‫والش يعي والفاسق والص احل مث بعد ذلك يرجع ون يتق اتلون على الكراس ي‪ ،‬ألنه مل يكن البن اء من أول األمر‬
‫بناءً إميانيًا‪ ،‬استسالم لكتاب اهلل ولسنة رسول اهلل‪ ،‬استسالم حلكم اهلل‪ ،‬رب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬فال‬
‫حرجا ممّا قض يت ويس لّموا‬
‫ً‬ ‫وربّك ال يؤمن ون حىّت حي ّكم وك فيما ش جر بينهم مثّ ال جيدوا يف أنفس هم‬
‫تسليما‪ ،}1‬ويقول سبحانه وتعاىل‪{ :‬فليحذر الّذين خيالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم‪،}2‬‬ ‫ً‬
‫أمرا أن يكون هلم‬ ‫ويقول سبحانه وتعاىل يف كتابه العزيز‪{ :‬وما كان ملؤمن وال مؤمنة إذا قضى اهلل ورسوله ً‬
‫ضل ضالالً مبينًا‪.}3‬‬
‫اخلرية من أمرهم ومن يعص اهلل ورسوله فقد ّ‬
‫ف إذا ك ان األمر ك ذا فيخشى من أن يش غلهم أع داء اإلس الم بالقت ال بينهم‪ ،‬مث بعد ذلك يرجع أع داء‬
‫اإلس الم أو يتمكن عمالء الش يوعية‪ .‬وقد حقق اهلل النصر للمس لمني فلم اذا يتخ اذلون؟! وملاذا يتن ازعون على‬
‫الكراس ي؟! وملاذا يتن ازعون على مس ؤولية عظيم ة؟! الرس ول ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬كلّكم راع‪،‬‬
‫أي ش يء يف البالد يك ون مس ئوالً عنه‬‫وكلّكم مس ئول عن رعيّت ه‪ ،‬اإلم ام راع ومس ؤول عن رعيّته‪ ))‬واإلم ام ّ‬
‫أم ام اهلل عز وج ل‪ ،‬لكن ينبغي أن يقلّد هلذا املنصب الرجل الص احل القرش ي‪ ،‬مث بعد ذلك جيتمع أهل احلل‬
‫والعقد ويتشاورون يف أعضاء احلكومة فإن اهلل عز وجل يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وإذا جاءهم أمر من األمن أو‬
‫الرسول وإىل أويل األمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم‪.}4‬‬
‫ردوه إىل ّ‬‫اخلوف أذاعوا به ولو ّ‬
‫أما مس ألة التص ويت فهي تعترب طاغوتية فليبلغ الش اهد الغ ائب ف إن اهلل عز وجل يق ول يف كتابه الك رمي‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫الس يّئات أن جنعلهم‬
‫{أفمن ك ان مؤمنًا كمن ك ان فاس ًقا ال يس توون }‪ ،‬ويق ول‪{ :‬أم حسب الّ ذين اج رتحوا ّ‬
‫الص احلات سواءً حمياهم ومماهتم ساء ما حيكمون‪ ،}6‬ويقول مبينًا أن الفاسق ال يستوي‬ ‫كالّذين ءامنوا وعملوا ّ‬
‫كالفج ار‪.}7‬‬
‫ّ‬ ‫الص احلات كاملفس دين يف األرض أم جنعل املتّقني‬
‫مع املؤمن‪{ :‬أم جنعل الّ ذين ءامن وا وعمل وا ّ‬
‫والتص ويت جيعل ص وت الع امل الفاضل وص وت اخلم ار واح ًدا‪ ،‬بل أقبح من ه ذا املرأة ص وهتا وص وت الرجل‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.65:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.63:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.36:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.83:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة السجدة‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة اجلاثية‪ ،‬اآلية‪.21:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬سورة ص‪ ،‬اآلية‪.28:‬‬
‫واح د‪ ،‬ورب الع زة يق ول حاكيًا عن ام رأة عم ران‪{ :‬وليس ال ّذكر ك األنثى‪ .}1‬والرس ول ص لى اهلل عليه وعلى‬
‫آله وسلم يقول‪(( :‬ال يفلح قوم أسندوا أمرهم إىل امرأة))‪.‬‬
‫فأنا أنصح أخي يف اهلل مجيل الرمحن حفظه اهلل تعاىل أن يصرب وحيتسب‪ ،‬وال يدخل يف هذه االنتخابات‬
‫اجلاهلية اليت ما أن زل اهلل هبا من س لطان‪ .‬والنيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬يق ول اهلل تع اىل‪ :‬يا‬
‫كل ألف‬ ‫آدم! فيقول‪ :‬لبّيك وسعديك واخلري يف يديك‪ .‬فيقول‪ :‬أخرج بعث النّ ار‪ .‬قال‪ :‬وما بعث النّ ار؟ قال‪ :‬من ّ‬
‫تسع مائة وتسعةً وتسعني))‪ ،‬ويقول تعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬وإن تطع أكثر من يف األرض يض لّوك عن سبيل‬
‫اهلل‪ ،}2‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬وما أك ثر النّ اس ولو حرصت مبؤم نني‪ ،}3‬ويق ول‪{ :‬وقليل من عب ادي‬
‫الش كور‪ ،}4‬ما يغرت ب الكثرة غث اء كغث اء الس يل‪ ،‬وأنا أس ألكم أيها األخ وة‪ :‬الص احلون يف جمتمعنا أك ثر أم‬ ‫ّ‬
‫الفاسدون؟… الفاسدون‪.‬‬
‫أمر خمطط يا إخواننا يعرف ون أن الص احلني ال ينجح ون يف ه ذا‪ ،‬من أجل أن ال ينجح الص احلون ج اءوا‬
‫باالنتخاب ات‪ ،‬فينبغي أن نكفر هبذا التص ويت وأن نبتعد عن ه ذه االنتخاب ات‪ ،‬واهلل س بحانه وتع اىل س يجعل‬
‫أيض ا ال نقاتلهم؛ ألهّن م مسلمون واملسلم ال حيل له أن يقاتل أخاه املسلم بل نصرب وحنتسب‬ ‫بأسهم بينهم‪ .‬مث ً‬
‫خمرجا ويرزقه‬
‫ً‬ ‫ونتقي اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬ف إن اهلل عز وجل يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬ومن يتّق اهلل جيعل له‬
‫من حيث ال حيتسب‪ .}5‬وقد ذكرنا نبذه طيبة يف شأن التصويت يف الطبعة الثانية‪‬من "املخرج من الفتنة"‪.‬‬
‫وإن اعت دوا على اجلماعة فلهم أن ي دافعوا عن أنفس هم‪ ،‬أما إذا مل يعت دوا فال يق اتلهم إخواننا ويقول ون‪:‬‬
‫ملاذا ما تعط ون لنا كرس يًا؟ فه ذا الكرس ّي بالء‪ ،‬بالء‪ ،‬س تأيت ق روض ربوية وحتت اج أن توقع أنت يا ص احب‬
‫أيض ا نصارى ويهود وتستقبلهم إىل غري ذلك‪ ،‬ورب‬ ‫الكرسي‪ ،‬ستأيت بعثات إىل اخلارج وتوقع عليها‪ ،‬وسيأيت ً‬
‫فتمس كم النّ ار‪ ،}6‬ويقول‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامنوا ال‬
‫ّ‬ ‫العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وال تركنوا إىل الّ ذين ظلموا‬
‫ودوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما ختفي صدورهم‬ ‫تتّخذوا بطان ةً من دونكم ال يألونكم خباالً ّ‬
‫أكرب‪ .}7‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫وأخريا هل لكم من كلمة توجهوهنا إىل إخوانكم من القادة والشعب األفغاين املسلم‬
‫ً‬ ‫السؤال‪:8‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.36:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.116:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.103:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة سبأ‪ ،‬اآلية‪.13:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪.3-2:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.113:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.118:‬‬
‫عامة‪ ،‬وإىل فضيلة الشيخ مجيل الرمحن خاصة؟‬
‫اجلواب‪ :‬الذي ننصح به إخواننا القادة وفقهم اهلل لكل خري أن حيرصوا كل احلرص على مجع الكلمة‪ ،‬وأن يعطوا‬
‫ؤمر خالد بن الوليد وهو ال‬ ‫الرجل املناسب العمل املناسب ف النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ي ّ‬
‫حيفظ إال أح اديث يس رية‪ ،‬والنيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يثين على عبداهلل بن مس عود‪(( :‬من‬
‫غض ا كما أن زل فليق رأه على ق راءة ابن ّأم عبد))‪ ،‬ي ّنزل النيب ص لى اهلل عليه‬
‫أحب أن يق رأ الق رآن ًّ‬
‫ّ‬
‫وعلى آله وسلم كل شخص من صحابته مْنزلته ويعطيه فضيلته‪.‬‬
‫أالّ يكل أمرهم إىل أمريكا وال إىل روسيا‪ ،‬فإن اهلل عز وجل يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬ولن ترضى عنك‬
‫اليه ود وال النّص ارى حىّت تتّبع ملّتهم‪ ،}1‬فهم ال يري دون أن حيقق لإلس الم نصر وال يري دون أن جتتمع كلمة‬
‫املس لمني‪ .‬مث ننصح أخانا يف اهلل مجيل ال رمحن حفظه اهلل تع اىل باس تقدام إخوانه أهل الس نة ليش اركوه يف‬
‫أيض ا أن ال يغرت مبجتمعنا الذي نعيش فيه فهو ال‬ ‫التعليم‪ ،‬وليؤازروه على هذا األمر فإن هذا ينفعه‪ .‬وننصحه ً‬
‫يس اعد على اخلري‪ ،‬فعليك أن تتمسك بالس نة ولو مل يتبعك أح د؛ فقد ق ال األوزاعي رمحه اهلل تع اىل‪( :‬عليك‬
‫بالس نة وإن رفضك الن اس‪ ،‬وإي اك والبدعة وإن زخرفها لك الن اس) أو هبذا املع ىن‪ .‬ويق ول عبداهلل بن املب ارك‬
‫‪-‬وقد س ئل‪ :‬من هم مجاعة املس لمني؟‪ -‬فق ال‪ :‬حسني بن واقد وحممد بن ث ابت وأب ومحزة الس كري‪ .‬وق ال‪ :‬ه ؤالء‬
‫هم مجاعة املسلمني‪.‬‬
‫مث بعد ذلك إذا اس تفىت أحد أو غري ذلك فعليه أن يطلب ال دليل‪ ،‬وأن يع رض الفت وى على كت اب اهلل‬
‫وعلى سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬حنن حنب علماء السنة‪ّ ،‬أما الدين فلسنا مستعدين أن‬
‫نقلد أح ًدا وإذا كنا على احلق ال خناف من ه ذا وال من ه ذا‪ ،‬فال ب أس أن نس تفيت أفاضل العلم اء لكن‬
‫أثرا ببيئت ه‪ ،‬ورب ع امل يك ون مه زوم‬
‫أثرا مبجتمعه ورب ع امل يك ون مت ً‬
‫ينبغي أن ينظر ف رب ع امل يك ون مت ً‬
‫النفس ال يستطيع أن يقول بكل ما يف نفسه‪ ،‬فعليه أن جيتهد وأن يبحث‪ ،‬أنصحه بكتب السنة إذا عرضت‬
‫مسألة أن يبحث يف هذه املسألة واهلل املستعان‪.‬‬
‫ونستودعهم اهلل ونسأل اهلل العظيم أن جيمع كلمتهم وأن ينصرهم على أعدائهم‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.120:‬‬
‫مقتل الشيخ جميل الرحمن‬

‫احلمد هلل رب الع املني وص لى اهلل وس لم على نبينا حمم د‪ ،‬وعلى آله وأص حابه أمجعني‪ ،‬وأش هد أن ال إله‬
‫حممدا عبده ورسوله‪ .‬أما بعد‪:‬‬
‫إال اهلل ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن ً‬
‫فيقول اهلل سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا كونوا ّقوامني بالقسط شهداء هلل ولو على‬
‫فقريا فاهلل أوىل هبما فال تتّبعوا اهلوى أن تعدلوا وإن تلووا أو‬
‫أنفسكم أو الوالدين واألقربني إن يكن غنيًّا أو ً‬
‫خبريا‪ ،}1‬ويقول سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬وال جيرمنّكم شنآن قوم‬ ‫ً‬ ‫تعرضوا فإ ّن اهلل كان مبا تعملون‬
‫على أالّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى‪.}2‬‬
‫وروى اإلم ام أمحد يف "مس نده" عن أيب ذر الغف اري رضي اهلل عن ه‪ :‬أن النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله‬
‫بايعنا‬
‫احلق ولو ك ان م ًّرا‪ .‬ويف "الص حيحني" عن عب ادة بن الص امت رضي اهلل عنه ق ال‪ْ :‬‬
‫وس لم أم ره أن يق ول ّ‬
‫السمع والطّاعة يف املنشط واملكره‪ ،‬وأن ال ننازع األمر أهله‪،‬‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم على ّ‬
‫باحلق حيثما كنّا ال خناف يف اهلل لومة الئم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأن نقول‬
‫هذه األدلة حتتّم على املسلم فضالً عن الداعي إىل اهلل أن يقول كلمة احلق يف حدود ما يستطيع‪ ،‬وحيرم‬
‫عليه التلبيس من أجل أغراض دنيوية‪ ،‬أو من أجل حزبية أو غري ذلك‪.‬‬
‫وقد جاءتنا األخبار املفزعة املقلقة مبا حصل يف أفغانستان من قتل أخينا مجيل الرمحن رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫هجوما على الع رب املوج ودين يف‬
‫ً‬ ‫وه ذا أمر مهيأ له من زمن‪ ،‬فقبل س نتني وس ائل أع داء اإلس الم تشن‬
‫خريا ذهبوا ليقاتلوا يف سبيل اهلل‬
‫أفغانستان بأهّن م وهابية‪ ،‬وما زالوا يتهددون العرب هناك‪ ،‬والعرب جزاهم اهلل ً‬
‫ال ألجل مغنم‪ ،‬وال ألجل أمر دني وي‪ ،‬ولكنهم ذهب وا ليق اتلوا يف س بيل اهلل‪ ،‬يع رف ذلك إخ واهنم الص احلون‬
‫من أفغانستان‪.‬‬
‫وقبل أيام زارنا أخونا يف اهلل حممد األمشوري وكان طالب علم عندنا‪ ،‬فيقول‪ :‬إن الشباب هنالك يطلبون‬
‫منك أن تتكلم يف ش ريط‪ ،‬وذلك أن (حكمتي ار) قد وجه قواته إىل (ك نر)‪ ،‬بل أعظم من ه ذا يق ول‪ :‬تق دمنا‬
‫إىل موقع من املواقع الذي به أعداء اإلسالم فاحتللناه‪ ،‬مث لن نشعر إال بالرماية من خلفنا‪ ،‬مث يقول‪ :‬أحيط بنا‬
‫وأسرنا‪ ،‬أحاط بنا أصحاب (حكمتيار) وأسرونا‪ ,‬حىت حصلت وساطات وف ّكوا أسرنا‪ ،‬والشباب هنالك كانوا يف‬
‫ح رية ش ديدة‪ ،‬ج ازاهم أع داء اإلس الم ج زاء س نمار‪ .‬وبعد ه ذا ح دث ما ح دث‪ ،‬من قتل أخينا (مجي ل) وقبله‬
‫احتالل أكثر أماكن (كنر)‪.‬‬
‫أما قتل أخينا (مجي ل) ف إن اهلل عز وجل يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬وما ك ان لنفس أن متوت إال ب إذن اهلل‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.135:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.8:‬‬
‫ؤجال‪ ،}3‬ويق ول‪{ :‬ف إذا ج اء أجلهم ال يس تأخرون س اعةً وال يس تقدمون‪ ،}4‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪:‬‬
‫كتابًا م ّ‬
‫{أينما تكونوا يدرككم املوت ولو كنتم يف بروج مشيّدة‪ ،}5‬ويقول سبحانه وتعاىل‪{ :‬قل لو كنتم يف بيوتكم‬
‫لربز الّذين كتب عليهم القتل إىل مضاجعهم‪.}6‬‬
‫فهذا أجله‪ ،‬أنه سيقتل رمحه اهلل تعاىل وأرجو أن يكون يف سبيل اهلل‪ ،‬لكن الشيء الذي يتعجب منه أو‬
‫الذي يدهش هو‪ :‬مل كان العرب الذين عند أخينا (مجيل الرمحن) وهابية؟! وعند (سيّاف) وأصحابه هلم التقدير‬
‫واإلجالل‪ ،‬ويقدروهنم غاية التقدير؟!!‬
‫أخونا (مجيل ال رمحن) رمحه اهلل تع اىل ق ام مبدارس حتفيظ ق رآن‪ ،‬وب دعوة إىل اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬وق ام يف‬
‫جملة (اجملاهد) بنشر فوائد ونصائح للعلماء‪ .‬وأعتقد أن ما فعله (حكمتيار) من باب‪ :‬رمتين بدائها وانسلت‪ ،‬فهو‬
‫عميل ألمريكا وألعداء اإلسالم‪ ،‬وهم من قبل مدة يشنون على اجملاهدين ب أهّن م وهابيون‪ .‬فمن الذي حقق هلم‬
‫ما يري دون؟ إنه (حكمتي ار) وأص حابه اآلخ رون‪ .‬بل األح زاب الس بعة متاألت واحلمد هلل عن دنا وث ائق ق در جملد‬
‫ص غري وص لت ه ذه الوث ائق يف الي وم الث امن من ربيع األول س نة اثنيت عش رة وأربعمائة وألف (‪ 8‬ربيع أول‬
‫‪.)1412‬‬
‫وبعد ذلك اتض حت احلقيق ة‪ ،‬وع رف الن اس أنه أمر متواطأ عليه بني األح زاب كله ا‪ ،‬وبني اإلخ وان‬
‫املفلسني وإال فما معىن املقابلة اليت نشرهْت ا جريدة (الصحوة) ال بارك اهلل فيها مع (حكمتيار) وتسأله عن والية‬
‫(ك نر)؟ فيق ول‪( :‬إن هبا عمالء ألع داء اإلس الم)‪ .‬فه ذا متهيد وما معىن أنه أش يع يف (الري اض) قبل مقتل أخينا‬
‫يقتل‪ ،‬سيأتيكم اخلرب‬
‫(مجيل الرمحن) بيوم أنه قد قتل‪ ،‬وكانوا يذهبون إىل أفغاين صاحب مطعم ويقول‪( :‬ال‪ ،‬مل ْ‬
‫بعد العصر يوم اجلمعة)‪ .‬وبعد عصر يوم اجلمعة جاء اخلرب بقتل أخينا (مجيل الرمحن) رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ولبّس اإلخ وان املفلس ون على كثري من أهل العلم حىت ق الوا‪( :‬إن اجله اد األفغ اين ف رض عني) وه ذا كالم‬
‫من ال ي دري‪ ،‬وه ذه فت وى من ال ي دري‪ ،‬أن يق ال‪ :‬اجله اد يف أفغانس تان ف رض عني فمعن اه أن املس لمني يف‬
‫مجيعا ويبق وا يف أفغانس تان حىت يطهروها من الش يوعيني‪ ،‬وبالد‬
‫مجيع البالد اإلس المية جيب عليهم أن ي ذهبوا ً‬
‫املسلمني ملغمة بالشيوعيني والبعثيني والناصريني وليس لدى األفغانيني ما يقومون به لو أتاهم املسلمون‪ ،‬فهذه‬
‫الفتوى مهزلة‪.‬‬
‫وأيضا تلبيسات أخرى‪ ،‬والذي يظهر أن مقصودهم هو أال توجد دعوة سنة‪ ،‬كما حتاملوا علينا قبل هذا‬
‫ً‬
‫هنا‪ :‬ملاذا تسمون أنفسكم أهل السنة؟ فأنتم متشددون‪ ،‬وأنتم منفرون‪ ،‬وهذا االسم منفر تسمون أنفسكم بأهل‬
‫السنة‪ ،‬وهكذا‪ ،‬يهمهم أال يوجد يف الساحة غريهم‪ ،‬وقد درسنا أحواهلم وإال فمدارس حتفيظ القرآن جيب أن‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.145:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.34:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.78:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.154:‬‬
‫تشجع أم جيب أن حتطّم كما قال اخلبيث (حكمتيار)؟‪.‬‬
‫وقد ذهب أحد إخواننا إليه وق ال ل ه‪ :‬م دارس حتفيظ الق رآن‪ ،‬وإقامة احلدود‪ .‬ق ال‪ :‬ال ليس ه ذا وقته ا‪ ،‬بل‬
‫نب دأ أوالً هبؤالء الوهابي ة‪ ،‬ال ذين يري دون طمس تراثنا ‪-‬يعين تقالي دنا‪ .-‬وهك ذا فقد ك ّف روا ش يخ اإلس الم ابن‬
‫ومجعا من علم اء املس لمني‪ ،‬فاخلرافة يف أفغانس تان ال‬
‫ً‬ ‫تيمي ة‪ ،‬والش يخ حممد بن عب دالوهاب‪ ،‬والش يخ ابن ب از‬
‫تنكر وال ينكرها إال أعمى البصرية‪ ،‬فقبور مشيدة‪ ،‬وحروز وعزائم‪ ,‬ودعاء واستغاثة بغري اهلل‪ ،‬والطامة الكربى‬
‫(صبغة اهلل جمددي) الذي وثب على السلطة‪( .‬صبغة اهلل جمددي) صويف حلويل‪ ،‬عميل ألمريكا‪ ،‬وعميل إليران‪،‬‬
‫وعميل لنجيب اهلل‪ ،‬وعميل لظ اهر ش اه‪ ،‬وقد ذهب إليه وق الوا له عن ه ذا األم ر‪ ،‬فق ال‪ :‬إن األح زاب الس بعة‬
‫ستقدم على (كنر) إال أن يرتاجع‪ .‬فهذه هي الطامة الكربى‪.‬‬
‫ومنذ زمن قلنا إلخواننا إننا ال نتوقع أن تق وم دولة إس المية يف أفغانس تان‪ ،‬وج زاهم اهلل خ ًريا فقد ق اموا‬
‫هبزمية ال روس وبكسر ال روس‪ ،‬فيش كرون على ه ذا‪ ،‬أما قي ام دولة إس المية يف أفغانس تان ف أول من حيارهبا‬
‫حكومات املسلمني‪.‬‬
‫إيل األخ (مجيل ال رمحن) رمحه اهلل تع اىل وق ال‪ :‬إننا ق ادمون على انتخاب ات‪ ،‬فهل ن دخل‬
‫وقبل س نتني كتب ّ‬
‫فيها؟ وإذا مل ندخل فيها وعزلنا فسيحولون بيننا وبني الدعوة‪.‬‬
‫فأجبت عليه‪ :‬أنين أنصحك أال تدخل يف االنتخابات ألهّن ا طاغوتية‪ ،‬مث دخل فيها وأنا أعتربه خمطئًا‪.‬‬
‫وال دعوة هلا اهلل‪ ،‬فال يس تطيعون أن حيول وا بينك وبني ال دعوة إىل اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬فما اس تطاعت‬
‫احلكوم ات ذوات الس لطة أن حتول بني ال دعاة إىل اهلل يف مص ر‪ ،‬وال يف اليمن‪ ،‬وال يف الس ودان‪ ،‬ما‬
‫استطاعت احلكومات حبمد اهلل أن حتول بني الدعاة إىل اهلل‪ ،‬وبني الدعوة إىل اهلل‪ .‬فهذا الذي كتبت له‪.‬‬
‫وهؤالء الذين يقولون وهابية‪ ،‬ماذا يعنون بوهابية؟ أهّن م يتمسكون بكتاب اهلل وبسنة رسول اهلل صلى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬وهو أمر خمطط سياسي من قبل األت راك‪ ،‬وزيين دحالن‪ ،‬وعلم اء الس وء هم ال ذين‬
‫ولعوا هبذه الكلمة‪ ،‬وإال فالوهابية ليس هلم مذهب إال كتاب اهلل وسنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله‬
‫وسلم‪.‬‬
‫فهل يق ال‪ :‬إن ختريب القب اب املش يدة على القب ور وهابي ة؟ ال‪ ،‬النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم أمر‬
‫سواه‪ ،‬وال صور ًة إالّ طمسها‪ .‬رواه مسلم‪.‬‬
‫قربا مشرفًا إالّ ّ‬
‫علي بن أيب طالب أالّ يدع ً‬ ‫ّ‬
‫وقال‪(( :‬أال وإ ّن من كان قبلكم كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم وصاحليهم مساجد‪ ،‬أال فال تتّخذوا القبور‬
‫مساجد؛ إيّن أهْن اكم عن ذلك)) رواه مسلم عن حديث جندب رضي اهلل عنه‪.‬‬
‫ويق ول النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬لعنة اهلل على اليه ود والنّص ارى اخّت ذوا قب ور أنبي ائهم‬
‫جتص ص‪ ،‬وأمر النيب صلى اهلل‬ ‫مساجد))‪ .‬وأمر النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم أالّ يبىن على القبور‪ ،‬وال ّ‬
‫عليه وعلى آله وسلم كما يف "صحيح مسلم" بتسوية القبور‪.‬‬
‫وهابي ة؟! فاهلل عز وجل يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬وال ت دع من‬
‫وأيق ال أن هني الن اس أن ي دعوا غري اهلل‪ّ :‬‬
‫دون اهلل ما ال ينفعك وال يض ّرك‪ ،}1‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬ومن أض ّل ممّن ي دعو من دون اهلل من ال‬
‫يس تجيب له إىل ي وم القيامة وهم عن دع ائهم غ افلون‪‬وإذا حشر النّ اس ك انوا هلم أع داءً وك انوا بعب ادهتم‬
‫كافرين‪.}2‬‬
‫أيق ال أن أخذ احلروز والع زائم ممن ك انت علي ه‪ :‬وهابي ة؟! ال‪ ،‬النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ينهى‬
‫هن‬
‫عن ه ذا‪ ،‬يق ول اهلل س بحانه وتع اىل‪{ :‬قل أف رأيتم ما ت دعون من دون اهلل إن أرادين اهلل بض ّر هل ّ‬
‫هن ممسكات رمحته‪ .}3‬واألدلة على هذا متكاثرة‪ ،‬لكن األعاجم مساكني‬ ‫ضره أو أرادين برمحة هل ّ‬ ‫كاشفات ّ‬
‫رمبا يع ذرون‪ ،‬لكن ه ذا املفلس ال ذي ي ذهب ويغض الط رف ويق ول‪ :‬حنن جناهد الش يوعية‪ ،‬ال الش رك‪ .‬والنيب‬
‫ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم جاهد ه ذا وه ذا‪ ،‬أزال الش رك وجاهد الكف ار فينبغي أن جنمع بني ه ذا‬
‫وهذا‪.‬‬
‫أما احلزبية فه ذا ش يء من آثارها املقيت ة‪ ،‬أن يع ادى أولي اء اهلل‪ ،‬والنيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‬
‫يق ول فيما يرويه عن رب ه‪(( :‬من ع ادى يل وليًّا فقد آذنته ب احلرب‪ .))‬فما ظنك مبن قتل أولي اء اهلل‪ ،‬ومن‬
‫خالدا‬
‫ً‬ ‫متعم ًدا فجزاؤه جهنّم‬
‫عطل مدارس حتفيظ القرآن‪ ,‬ورب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬ومن يقتل مؤمنًا ّ‬
‫عظيما‪ .}4‬والرس ول ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬إذا‬ ‫ً‬ ‫فيها وغضب اهلل عليه ولعنه وأع ّد له ع ذابًا‬
‫التقى املسلمان بسيفيهما فالقاتل واملقتول يف النّ ار)) قيل‪ :‬يا رسول اهلل هذا القاتل فما بال املقتول؟ قال‪(( :‬إنّه‬
‫حريص ا على قتل ص احبه))‪ .‬ويق ول النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم كما يف "صحيح البخ اري" من‬ ‫ً‬ ‫ك ان‬
‫أيض ا كما يف‬ ‫حراما))‪ .‬ويق ول ً‬
‫ً‬ ‫دما‬
‫ح ديث ابن عم ر‪(( :‬ال ي زال املؤمن يف فس حة من دينه ما مل يصب ً‬
‫أيض ا كما‬
‫"الص حيحني" من ح ديث ابن مس عود‪ّ (( :‬أول ما يقضى بني النّ اس ي وم القيامة يف ال ّدماء‪ .))‬ويق ول ً‬
‫حيل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إالّ اهلل وأيّن رسول‬ ‫أيض ا‪(( :‬ال ّ‬
‫يف "الصحيحني" من حديث ابن مسعود ً‬
‫الزاين‪ ،‬واملارق من ال ّدين التّارك للجماعة))‪.‬‬
‫والثيّب ّ‬‫اهلل إال بإحدى ثالث‪ :‬النّفس بالنّفس‪ّ ،‬‬
‫والعتدائهم على املسلمني فأنا أقول‪ :‬إهّن ا ال جتوز مساعدهتم ألهّن م إذا كانوا يقتلون الدعاة إىل اهلل ويقتلون‬
‫من ينكر هذه األمور وينتهكون حرمات املسلمني‪.‬‬
‫فيجب على اإلخ وان املس لمني أن يتق وا اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬فقد لبّس وا على الن اس يف ش أن (اخلمي ين) مث‬
‫انكشف األمر‪ ،‬ولبّسوا يف شأن (صدام) وانكشف األمر‪ ،‬ولبسوا يف شأن (عمر البشري) وعرف األمر عند أن‬
‫ذهب إخواننا إىل السودان‪ ،‬فحرام عليهم أن يتعصبوا للحزبية بالتلبيس‪.‬‬
‫من زمن قدمي وهم يقولون (مجيل الرمحن) أضر على اجملاهدين من الشيوعية‪ ،‬و(حكمتيار) يقول‪ :‬هبم نبدأ‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.106:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية‪.6-5:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.38:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.93:‬‬
‫مث نتوجه إىل الش يوعية‪ .‬فهؤالء ال يقاتلون الشيوعية إذا كان األمر كذلك‪ ،‬فإنه ال حيصل نصر إال باستقامة‪:‬‬
‫الص احلات ليس تخلفنّهم يف األرض كما اس تخلف الّ ذين من قبلهم‬ ‫{وعد اهلل الّ ذين ءامن وا منكم وعمل وا ّ‬
‫نن هلم دينهم الّذي ارتضى هلم وليب ّدلنّهم من بعد خوفهم أمنًا يعبدونين ال يشركون يب شيئًا‪ ،}1‬ويقول‬ ‫وليم ّك ّ‬
‫س بحانه وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامن وا إن تنص روا اهلل ينص ركم ويثبّت أق دامكم‪ ،}2‬ويق ول‬
‫سبحانه وتعاىل‪{ :‬إن ينصركم اهلل فال غالب لكم‪.}3‬‬
‫نزهد يف اجله اد يف س بيل اهلل‪ ،‬لكن ينبغي أن تعلم من جتاه د‪ ،‬ومع من جتاه د‪ ،‬وما هي النهاية‬ ‫ولس نا ّ‬
‫إذا متت الدولة (حلكمتي ار)؟ إش ادة القب اب‪ ،‬والتمسح بأتربة املوتى‪ ،‬ودع اء غري اهلل‪ ،‬العمالة ألمريك ا‪ .‬أنا متأكد‬
‫أنه م دفوع من قبل أمريكا ومن قبل أع داء اإلس الم‪ ،‬فال يق ول‪ :‬ه ؤالء عمالء ألمريك ا‪ ،‬إال من ب اب‪ :‬رمتين‬
‫ب دائها وانس لت‪ ،‬وإال فال تس تطيع مجاعة (حكمتي ار) ومن معه أن ي دخلوا إىل (ك نر)‪ ،‬وعند أن محل وا على‬
‫(كنر) مل يطلق عليهم الشيوعيون طلقة واحدة‪ ،‬فهذا دليل على متالؤ بني أعداء اإلسالم‪.‬‬
‫سيقولون ممكن أن ننفذ كل شيء وتصطلح األحزاب‪ ،‬لكن هؤالء الذين يتمسكون بالكتاب والسنة سيبقون‬
‫الس اعة)) كما أخرب‬
‫األمر إىل غري أهله ف انتظر ّ‬
‫وس د ْ‬ ‫يف طريقن ا‪ ،‬فنبي دهم من قبل أن يعرقل وا ما نري د‪ ،‬و((إذا ّ‬
‫أيض ا يف "الص حيحني" عن عبداهلل بن عم رو رضي اهلل‬ ‫ب ذلك النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪ ،‬وكما ج اء ً‬
‫انتزاعا ينتزعه من العب اد‪،‬‬
‫ً‬ ‫عنهما ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬إ ّن اهلل ال يقبض العلم‬
‫جهاالً‪ ،‬فسئلوا فأفتوا بغري علم فضلّوا‬
‫رءوسا ّ‬
‫ً‬ ‫ولكن يقبض العلم بقبض العلماء‪ ،‬حىّت إذا مل يبق عاملا اخّت ذ النّاس‬
‫ً‬
‫وأضلّوا))‪.‬‬
‫يوجهوهنا إال إىل‬
‫ح رام‪ ،‬ح رام‪ ،‬أن تعطى تلك الق وات للس فهاء‪ ،‬جيب أن تك ون بأي دي عقالء ال ّ‬
‫الشيوعيني وإىل األمريكيني وإىل أعداء اإلسالم‪ .‬أما أن توجه إىل املسلمني فهذا أمر خطري‪ ،‬والرسول صلى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬املس لم أخو املس لم ال يظلمه وال حيق ره وال خيذل ه‪ ،‬ك ّل املس لم على املس لم‬
‫الش ّر أن حيقر أخاه املسلم)) فماهلم‬
‫حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه‪ ،‬التّقوى ههنا التّقوى ههنا‪ ،‬حسب امرئ من ّ‬
‫خض عوا هلذا الط اغويت (ص بغة اهلل جمددي) ال ذي اجتمعت فيه كل خص ال الش ر؟!! وملاذا مل يعزل وه إذا ك انوا‬
‫ص ادقني؟!! فاملس ألة م ادة‪ ،‬فقد أخ ربت أن بعض جتار أرض احلرمني وجند‪ ،‬وهو ت اجر واحد ق ّدم يف ع ام‬
‫واح د‪ :‬مخسني مليونًا وهي زكاته يوجهها إىل أولئ ك‪ .‬وكما ق ال النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬واهلل‬
‫ما الفقر أخشى عليكم ولكيّن أخشى أن تبسط ال ّدنيا عليكم كما بس طت على من قبلكم فتنافس وها كما‬
‫تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم‪.))‬‬
‫مث م دبر من املدبرين وجويهل ك ان يريد أن يش علها ههنا يف اليمن‪ ،‬إذا قيل ل ه‪ :‬أعط لط الب علم يريد‬
‫ورشاش ا‪ .‬قال‪ :‬خذوا!! فأنا أقول‪ :‬إنه جويهل‪،‬‬
‫ً‬ ‫مدفعا‬
‫ً‬ ‫أن يتزوج‪ ،‬أو يبين له بيتً ا‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬وإذا قيل له‪ :‬هات لنا‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.55:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة حممد‪ ،‬اآلية‪.7:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.160:‬‬
‫ما درى باليمن‪ ،‬وما اليمن عليه‪ ،‬فال حنتاج إىل مدفعك ورشاشك بل ندعو إىل اهلل وإىل كتاب اهلل‪ ،‬ونسأل‬
‫اهلل أن يزيل الشيوعيني وأن يطهر بلدنا من الشيوعيني والبعثيني والناصريني‪.‬‬
‫واحلمد هلل لو أحتد أهل اخلري الس تطاعوا أن يقض وا على الش يوعيني يف شهر واحد‪ ،‬يبغّض وهنم إىل الن اس‬
‫حىت يرتكوهم مثل الكالب يف نظر الناس‪ ،‬وهم سيتنازلون أو ينازهلم الشعب نفسه‪.‬‬
‫ينبغي أن نت أىّن يف األم ور‪ ،‬وال نس ند األم ور إىل اجله ال‪ ،‬انظ روا عاقبة إس ناد األم ور إىل اجله ال كيف‬
‫تس لط (ص بغة اهلل جمددي)‪ ،‬مث تلبيس ات عند اإلخ وان املس لمني فرمبا يقول ون‪ :‬واهلل ص حيح (ص بغة اهلل جمددي)‬
‫هذا رجل صويف ومشرك ال خري فيه‪ ،‬لكن اسكتوا‪ .‬فكيف نسكت على هذا وال خنذل عن اجلهاد يف سبيل‬
‫اهلل‪ ،‬ويف النهاية هذا الطاغويت يصعد على الكرسي (صبغة اهلل جمددي)‪.‬‬
‫وقد كنا مسعنا (حبكمتيار) أنه اعتزل وقال‪ :‬هذه حكومة مؤقتة لستة أشهر‪ ،‬ولكنها الدنيا‪ .‬والرسول صلى‬
‫اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬ما ذئب ان جائع ان أرسال يف غنم بأفسد هلا من ح رص املرء على املال‬
‫والش رف لدينه))‪ .‬فحب الش رف واملال والزعامة هو ال ذي جيعل الش خص يض طرب وله يف كل ي وم موقف‬ ‫ّ‬
‫راعا وطنيًّا والش يوعية‬
‫ويتل ون فنحن ينبغي أن ن بني للمس لمني ح ال اجله اد يف أفغانس تان أنه قد أص بح ص ً‬
‫أصبحت هذه األيام يف مأمن‪.‬‬
‫مث م اذا يفي دنا أن يتق دموا ويقض وا على الش يوعية وهم حياربون ال دين‪{ :‬إمّن ا ج زاء الّ ذين حياربون اهلل‬
‫ورس وله ويس عون يف األرض فس ًادا أن يقتّل وا أو يص لّبوا أو تقطّع أي ديهم وأرجلهم من خالف أو ينف وا من‬
‫األرض‪ .}1‬فعند أن ّأمن األخ (مجيل) بلده‪ ،‬وأقام بعض احلدود‪ ،‬وأقام بعض مدارس حتفيظ القرآن ومعاهد حىت‬
‫أصبح الشباب هنالك كأهّن م يف مكة أو يف مدينة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ .‬ومن العجائب‬
‫وجها وهكذا سائر‬‫يدا أو أن هلل ً‬ ‫والغرائب أن (حكمتيار) وأتباعه يسخرون ممن يقول هلم‪ :‬أين اهلل؟ أو أن هلل ً‬
‫األمساء والص فات‪ ،‬ويقول ون‪ :‬ه ؤالء وهابي ة‪ ،‬وه ؤالء مش بهة‪ ،‬فس خروا وس ائل إعالمهم حملاربة س نة رس ول اهلل‬
‫صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫مث ه ذه اجلري دة املمس وخة اليت تس مى جبري دة (الص حوة) ‪-‬واليت ينبغي أن تس مى جبري دة (الغفل ة)‪ -‬ما‬
‫تستحيي أن تثري فتنة وتشجعها من أجل أن (مجيل الرمحن) أىب أن ينضم معهم‪ ،‬فقد جاء أناس من اإلخوان‪،‬‬
‫مجيع ا‪ .‬ف ذهبوا إليهم‪ ،‬وأب وا‪ ،‬مث رجع وا‬
‫وق الوا ل ه‪ :‬ال تشق العص ا‪ .‬فق ال‪ :‬ابغ وين ثالثة أح زاب وأنا رابعهم نتفق ً‬
‫إليه وقالوا له‪ :‬ال تشق العصا‪ .‬قال‪ :‬ائتوين حبزبني وأنا ثالثهم‪ .‬فذهبوا إليهم وأبوا‪ ،‬مث رجعوا إليه وقالوا له‪ :‬ال‬
‫تشق العص ا‪ .‬ق ال‪ :‬ائت وين حبزب ينضم معي وأنا مع ه‪ .‬ف ذهبوا إليهم‪ ،‬وأب وا‪ ،‬مث رجع وا إليه وق الوا ل ه‪ :‬ال تشق‬
‫العصا‪ .‬فقال‪ :‬إ ًذا أنا أنضم إىل فالن ‪-‬وهذا ليس من أحزاب اإلخوان املسلمني‪ -‬فقالوا‪ :‬أما هذا فال‪.‬‬
‫فأهل الس نة مش غولون ب التعليم وبال دعوة إىل اهلل‪ ،‬وبالت أليف وبتفقد أح وال املس لمني يف مجيع البالد‬
‫اإلس المية‪ ،‬واإلخ وان املس لمون مش غولون ب إعالمهم وحبزبيتهم‪ ،‬ومس تعد كب ريهم أن يلقى السين بالوجه الس ين‪،‬‬
‫ويلقى الصويف بالوجه الصويف‪ ،‬ويلقى الشيعي بالوجه الشيعي‪ ،‬ويلقى الفويسق بالوجه الفويسق‪ .‬ومن أجل هذا‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.33:‬‬
‫فالناس يلتفون حوهلم ألجل املصاحل‪ ،‬فالتفاف احلزبيني حول بعضهم البعض من أجل املصاحل‪ ،‬وإال فاهلل سبحانه‬
‫شيعا لست منهم يف شيء‪ ،}1‬ويقول‬ ‫وتعاىل ذم احلزبية‪ ،‬يقول سبحانه وتعاىل‪{ :‬إ ّن الّذين ّفرقوا دينهم وكانوا ً‬
‫تفرق وا واذك روا نعمة اهلل عليكم إذ كنتم‬ ‫مجيعا وال ّ‬‫س بحانه وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬واعتص موا حببل اهلل ً‬
‫أع داءً ف ألّف بني قل وبكم فأص بحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على ش فا حف رة من النّ ار فأنق ذكم منها‪ ،}2‬ويق ول‬
‫س بحانه وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬وإ ّن ه ذه ّأمتكم ّأم ةً واح د ًة وأنا ربّكم ف اتّقون‪ ،}3‬وه ذه احلزبية يق ول اهلل‬
‫‪4‬‬
‫مجيعا وقلوهبم‬
‫سبحانه وتعاىل فيها‪{ :‬وال تنازعوا فتفشلوا وتذهب رحيكم }‪ ،‬ويقول يف شأن اليهود‪{ :‬حتسبهم ً‬
‫شىّت ‪.}5‬‬
‫والنيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يقول‪(( :‬افرتقت اليهود على إحدى وسبعني فرق ةً‪ ،‬وافرتقت النّصارى‬
‫األمة على ثالث وس بعني فرق ةً)) انتهى احلديث عند أيب داود‪ ،‬وزاد‪:‬‬
‫على ثن تني وس بعني فرق ةً‪ ،‬وس تفرتق ه ذه ّ‬
‫((كلّها يف النّار إالّ واحدة)) من حديث معاوية‪ ،‬وقد سئل عن الفرقة فقال‪(( :‬هي اجلماعة))‪.‬‬
‫فينبغي لنا معشر اليمن يني أن نتخذ ع ربة بأولئك ال ذين أص بحوا يوجه ون م دافعهم إىل بعض هم البعض‪،‬‬
‫وك ذلك احلزبية يف لبن ان‪ .‬ويق ول أحد األخ وة الق ادمني من الس ودان‪ :‬احلزبية أهْن كت الس ودان وأض عفت ق واه‪،‬‬
‫حىت إن ه ذه احلكومة عند أن أرادت إلغ اء ه ذه احلزبية أص بحت يف تعب ومش قة‪ ،‬ألن احلزبية قد أهْن كت‬
‫قوى البلد وقوى الدولة‪ ،‬فصاحب احلزب قد يكون حمافظًا وهو شيوعي أو بعثي أو ناصري‪ ،‬وهل يهمه أن‬
‫يرقى البلد ويطور البلد؟ بل يهمه أن يرقى حزبه وأن يطور حزبه ويلمع أصحابه ويوظّف أصحابه‪ ،‬من أجل‬
‫بلدا متسخها‪ ،‬وقد وقع يف اليمن ما وقع واهلل أعلم بالعاقبة وباخلامتة فنخشى أن تلحق‬ ‫فأي حزبية تدخل ً‬ ‫هذا ّ‬
‫بلدنا بلبنان‪ ،‬وبأفغانستان‪.‬‬
‫أسأل اهلل العظيم أن حيفظ علينا ديننا وأن يعيذنا من الفنت‪ .‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫*****‬

‫يقول (جالل الدين حقاين) إذا أصدرنا عملة أفغانية صورة من نعمل؟ هل هذا الكالم‬ ‫السؤال‪:9‬‬
‫يوافق اإلسالم أم خيالفه؟‬
‫اجلواب‪ :‬الص ورة ال جيوز وض عها على العمل ة‪ ،‬والعملة اليت فيها ص ور حمرم ة‪ ،‬ألن الص ور من حيث هي حمرم ة‪:‬‬
‫((إ ّن املالئكة ال تدخل بيتًا فيه كلب وال صورة))‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.159:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.103:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة املؤمنون‪ ،‬اآلية‪.52:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.46:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة احلشر‪ ،‬اآلية‪.14:‬‬
‫ال ذين يلمزوننا وإخواننا هنالك بأننا وهابية وقبل كل ش يء لس نا راض يني هبذا‪ ،‬فهل‬ ‫السؤال‪:10‬‬
‫هذا صحيح؟‬
‫اجلواب‪ :‬لنا ش ريط يف (ح ول كلمة وهابي ة) ف إن ش اء اهلل يض اف إىل ه ذا البحث وخيرج إن ش اء اهلل يف كت اب‬
‫ب إذن اهلل تع اىل‪ ،‬وك ذلك تكلمنا على فرقة الع رب أنفس هم يف (ال دفاع عن العلم اء)‪ ،‬حىت ال يلبّس‬
‫امللبسون على اجملتمع‪ ،‬ويروهنم أهّن م يقاتلون يف سبيل اهلل‪ ،‬والواقع أن (حكمتيار) ومن معه يقاتلون يف‬
‫س بيل الش يطان‪ ،‬وإال فلو ك انوا يق اتلون يف س بيل اهلل ألذعن وا لكت اب اهلل ولس نة رس ول اهلل‪{ :‬فال‬
‫حرجا ممّا قضيت ويس لّموا‬
‫ً‬ ‫وربّك ال يؤمنون حىّت حي ّكموك فيما شجر بينهم مثّ ال جيدوا يف أنفسهم‬
‫تسليما‪{ ،}1‬فليحذر الّذين خيالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم‪.}2‬‬ ‫ً‬
‫فال ذي يقاتل يف س بيل اهلل خياطر بنفسه ويق دم نفسه إىل املعركة وإىل املوت فكيف يلقى اهلل وهو على‬
‫شركيات‪ ،‬أو يدافع عن الشركيات‪ ،‬ال بد من تنقية وختليص العقيدة‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫كثريا يف الشريط اإلخوان املسلمني‪ ،‬فهل انتقادكم يف هذا ويف غريه لإلخوان‬‫انتقدمت ً‬ ‫السؤال‪:11‬‬
‫ألهّن م إخ وان‪ ،‬أم ألهّن م جعل وا ال دعوة إىل ح زبيتهم أعظم من دع وهتم إىل اإلس الم مع أن هن اك فرقًا‬
‫إسالمية من أهل السنة متشي على نفس اخلط؟‬
‫اجلواب‪ :‬حنن ال ننتقد اإلخوان ألهّن م إخوان‪ ،‬لكن ننتقدهم ألهّن ا غلبت على دعوهتم احلزبية‪ ،‬وأصبح أحدهم رمبا‬
‫يرحل من البلد إىل بلد ويدعو الناس إىل حزب التجمع الطاغويت‪ ،‬أو يدعو الناس إىل أي حزب من‬
‫أحزاب اإلخوان املسلمني‪ .‬أما جملرد تسميتهم باإلخوان املسلمني فال ولكن هؤالء حياربون السنة وأهل‬
‫السنة‪ ،‬ولو استطاعوا أن يقضوا على الدعوة ههنا يف دماج لفعلوا‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫احلرب اليت وقعت بني املسلمني يف أفغانستان‪ ،‬هل هي فكرة حزبية أم عقائدية؟ وما‬ ‫السؤال‪:12‬‬
‫توقعاتكم على افرتاض أحد األمرين؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال ذي يظهر يل أنّه أمر م دفوع من قبل أع داء اإلس الم وأنه مس تأجر؛ ألن أع داء اإلس الم يعرف ون مكانة‬
‫الس نة ومكانة أهل الس نة يف نف وس الن اس‪ ،‬فهم ال خيافون من احلزب يني وال خيافون من م دافعنا وال‬
‫من رشاش اتنا‪ ،‬ولكن خيافون من املتمس كني بكت اب اهلل وبس نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله‬
‫وس لم‪ ،‬وهم يعرف ون أهّن م يس تطيعون أن ي داروا اإلخ وان املفلسني مبركز أو ب وزارة أو بكرس ي‪ ،‬مث‬
‫يتنازلون عن دعاويهم وعن ما يريدون‪ .‬لكن أصحاب السنة متمسكون بالكتاب والسنة‪ ،‬وال حي ّكمون‬
‫إال الكتاب والسنة‪ ،‬وال يتنازلون إىل أمور دنيوية‪.‬‬
‫فقد بلغين أن أمريكا قالت لزعماء مصر‪ :‬إنكم هتتمون جبماعة اجلهاد‪ ،‬وأمر مجاعة اجلهاد ظاهر لكن هناك‬
‫من يعلّم وخيرج رج االً وهم أص حاب اإلس كندرية‪ .‬فأص بحت احلكومة املص رية تتنكر ألص حاب اإلس كندرية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.65:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.63:‬‬
‫فأع داء اإلس الم خييفهم التمسك بالكت اب والس نة‪ ،‬وال دعوة إىل الكت اب والس نة‪ ،‬فال خييفهم التمثيلي ات وال‬
‫ختيفهم األناشيد‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫هل اجلهاد ضد (حكمتيار) واجب؟ أم ماذا يعمل يف مثل هذا األمر؟‬ ‫السؤال‪:13‬‬
‫اجلواب‪ :‬يتوقف فيه فال يقاتل إال إذا ك ان من ب اب ال دفاع فيج وز أن يقات ل‪ ،‬وإال فنحن مل نكف ره لكن نعتقد‬
‫أنه عميل لدولة من أعداء اإلسالم وأهّن ا هي اليت محلته على هذا‪.‬‬

‫ما نص يحتك ملن أراد اجله اد يف أفغانس تان ه ذه األي ام وخاصة بعد ه ذه الفنت اليت‬ ‫السؤال‪:14‬‬
‫تدمي القلوب؟‬
‫اجلواب‪ :‬أنصحه أن يتأىّن حىت تأيت أخبار من إخواننا أهل السنة هنالك‪ ،‬وإذا كان األمر مهيأ أن يقوموا مبواجهة‬
‫أحدا أن يذهب إىل هنالك ويقاتل حتت‬ ‫أعداء اإلسالم‪ ،‬أما حتت هذه الرايات اجلاهلية فأنا ال أنصح ً‬
‫راية (حكمتيار) أو راية (سياف) أو راية (صبغة اهلل جمددي) فقد ظهر نفاقهم‪ ،‬وأهّن م ال حياربون ألجل‬
‫الدين‪ ،‬بل حياربون ألجل الكراسي‪ .‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫قبل أيام من قتل (مجيل الرمحن) عقد اجتماع يف إيران بني بعض قادة اجملاهدين ووفد‬ ‫السؤال‪:15‬‬
‫من احلكومة اإليرانية والباكس تانية واتفق وا على احلل ال دويل حلل القض ية األفغاني ة‪ ،‬فهل ه ذا له عالقة‬
‫بقتل (مجيل الرمحن) واحتالل بلدته؟‬
‫اجلواب‪ :‬حيتمل أنه من قبل إي ران أو من قبل أمريك ا‪ ،‬وحيتمل أنه من قبل حكومة من حكوم ات املس لمني‪ ،‬فإنه‬
‫حيزهنا ويقلقها وخييفها ويزعجها وي ذعرها أن توجد حكومة إس المية حتكم بكت اب اهلل وبس نة رس ول‬
‫اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬

‫لقد وصفت اإلخوان املسلمني باملفلسني ما هي أسباب اإلفالس؟‬ ‫السؤال‪:16‬‬


‫اجلواب‪ :‬هم مفلسون يف السياسة‪ ،‬فقد أصبحوا كالكرة فإن جاءهم حزيب أو شيوعي أو بعثي أو ناصري انضموا‬
‫معه من أجل أن يتوص لوا إىل الكراس ي‪ ،‬ولكن الكراسي ال ت أيت باالنتخاب ات والتص ويتات‪ ،‬ال ت أيت‬
‫أيضا مفلسون‪ ،‬ولكن الذي عنيته أهّن م مفلسون يف السياسة‪.‬‬
‫الكراسي إال بعمل لإلسالم‪ .‬ويف العلم ً‬

‫هل مرارتك وغضبك على مقتل (مجيل الرمحن) ألنه سلفي أم ألنه مسلم؟‬ ‫السؤال‪:17‬‬
‫اجلواب‪ :‬ألنه سلفي أكثر‪ ،‬ألن السلفيني وأهل السنة وأهل احلديث هم زبدة املسلمني وهم خيار املسلمني‪ ،‬ويقول‬
‫شيخ اإلسالم ابن تيمية‪ :‬إن خطأ احملدثني والسلفيني وأهل السنة ليس بشيء إىل أخطاء املبتدعة‪ .‬فكونه‬
‫سنيًا أحب إلينا من أن يكون جمرد مسلم‪.‬‬

‫بعد قي ام الوح دة بثالثة أي ام وافق أعض اء احلزب االش رتاكي اليمين يف جملس الن واب‬ ‫السؤال‪:18‬‬
‫وص وتوا على ق رار ضد جتنيد املرأة‪ ،‬بينما يف ه ذه األي ام ص وتوا على ق رار جيب فيه أن جتند املرأة‪.‬‬
‫فما علة ذلك؟‬
‫اجلواب‪ :‬هو أمر سياسي‪ ،‬يريدون أن يكسبوا رضا الشعب هبذا وأهّن م ال يريدون خمالفة اإلسالم وحتطيم اإلسالم‪.‬‬
‫واآلن ي رون أنفس هم قد متكن وا بعض التمكن‪ ،‬ولو أهّن م متكن وا ل رأيتم منهم أس وأ وأس وأ‪ ،‬ولكن‬
‫ال واجب على خطب اء املس اجد وعلى ال دعاة إىل اهلل أن يعط وا ه ذا األمر قس طه فإنه يعترب هت ًكا‬
‫ألعراض اليمنيني‪ ،‬وألعراض املسلمني‪.‬‬

‫بش أن املس اعدات‪ :‬إن مل توجد مجاعة فهل جيوز أن يس اعد ه ؤالء على ما فيهم من‬ ‫السؤال‪:19‬‬
‫الشر؟‬
‫اجلواب‪ :‬أرى أهّن م ال يس اعدون‪ ،‬ألهّن م لو متكن وا وأق اموا دولة فس تكون دولة قبوري ة‪ ،‬ودولة أمريكية أو دولة‬
‫روسية‪ ،‬وميكن أن يستخلص منهم املستقيمون ويساعدون‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫كنت قبل أي ام توصي من أراد أن يستنص حك يف اجله اد أن ي ذهب عند (حكمتي ار)‬ ‫السؤال‪:20‬‬
‫أو (مجيل الرمحن)‪ .‬فهل كانت األخبار اليت تبلغك غري األخبار الصحيحة؟‬
‫اجلواب‪ :‬أما (حكمتي ار) فقد بلغين أنه إذا س ئل عن العقي دة جييب مبذهب الس لف إذا ك ان عند الع رب‪ ،‬لكن إذا‬
‫ك انت عند األفغ ان ي راوغ‪ .‬وقد اتضح اآلن أنه انقلب على عقبي ه‪ .‬وال أذكر أنين قلت‪ :‬ي ذهب عند‬
‫(حكمتيار) لكن أقول‪ :‬عند (مجيل الرمحن) أو عند (أسامة) فلما عرفت احلزبية عند (أسامة) مل أرشد إليه‬
‫فاهلل املستعان‪.‬‬

‫كيف نستطيع أن نكون حكومة إسالمية إذا مل نرد الكراسي ونرتكها للشيوعيني؟‬ ‫السؤال‪:21‬‬
‫اجلواب‪ :‬إذا ك ان الكراسي حت ّكم الكت اب والس نة ف ذاك‪ .‬أما أن ن دخل يف املناصب على أنص اف حل ول فه ذا ال‬
‫جيوز‪ ،‬فنغض الطرف ونرحب بالدميقراطية‪ ،‬واحرتام الرأي والرأي اآلخر‪ ،‬والقوانني الوضعية نقضي هبا‬
‫إذا كنا قضاة‪ ،‬فهذا ال جيوز‪.‬‬
‫أما إذا كنا حنكم بالكتاب والسنة ومن ّكن فذاك‪ ،‬وأما أن يطلب منا أن حنكم بالقوانني الوضعية فاهلل عز‬
‫حكما لق وم يوقن ون‪ ،}1‬ويق ول‪{ :‬ومن مل حيكم مبا‬
‫ً‬ ‫وجل يق ول‪{ :‬أفحكم اجلاهليّة يبغ ون ومن أحسن من اهلل‬
‫أنزل اهلل فأولئك هم الكافرون‪.}2‬‬

‫هل ال واجب على العلم اء ال ذين هم مع اإلخ وان بعد ه ذا احلادث األليم أن ي رتكوا‬ ‫السؤال‪:22‬‬
‫اإلخوان ويتجهوا إىل اإلسالم الصحيح املتمثل بالكتاب والسنة؟‬
‫اجلواب‪ :‬قلت ه ذا منذ زمن عن دما ألفت (املخ رج من الفتن ة) وعرفنا خ داع اإلخ وان املس لمني‪ :‬إنه جيب على‬
‫علمائهم أن يتخلوا عنهم‪ ،‬ومن مل يتخل عنهم فهو منهم‪ .‬بعد هذه األمور ووضوحها‪ ،‬فدعوهتم مبنية‬
‫على التل بيس‪ ،‬وهن اك مص احل‪ ،‬فالع امل ه ذا من جيمع له اجلمع الكبري من يص وت له حىت يك ون يف‬
‫جملس النواب‪ ،‬فهي مسألة مصاحل‪ ،‬وليست مسألة دين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.50:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.44:‬‬
‫كافرا؟‬
‫هل الذي يسجل يف احلزب االشرتاكي يكون ً‬ ‫السؤال‪:23‬‬
‫اجلواب‪ :‬إذا كان يعتقد مبادئ احلزب االشرتاكي فهو كافر‪ ،‬وإذا كان جيهل فهو ضال أضل من محار أهله‪.‬‬

‫إذا ت رك اإلخ وان املس لمون التح زب إىل مجاعتهم‪ ،‬وتق ديس مش اخيهم‪ ،‬واعتق اد أال‬ ‫السؤال‪:24‬‬
‫ننصر اإلس الم إال عن ط ريقهم‪ ،‬ورجع وا إىل كت اب اهلل وس نة النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪،‬‬
‫وأن ينصر اإلسالم من أي طريق كان مواف ًقا لشرع اهلل هل ستتوب منهم؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم‪ ،‬أود ه ذا وأمتىن أن يك ون األمر كله ك ذلك‪ ،‬والس لطة هلم إذا ج اءت س لطة‪ ،‬وأنا أجلس أعلّم‬
‫خادما فال يضر‬
‫ً‬ ‫وأدعو إىل كت اب اهلل وس نة رس ول‪ ‬اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ولو أك ون‬
‫حبمد اهلل وهذا الذي نتمىن‪.‬‬

‫هل هناك فرق بني انتقادك على اإلخوان والتجمع وانتقاد غريك من السلفيني؟‬ ‫السؤال‪:25‬‬
‫اجلواب‪ :‬أنا قد ذقت م رارهتم يف اليمن‪ ،‬فمنذ ب دأت ال دعوة هنا وهم حياربونين ب التنفري وباالبتع اد بش باهبم ع ين‪،‬‬
‫فبسبب هذا وهذا ومعرفة ما هم عليه من العقيدة أحتامل عليهم أكثر‪ ،‬وهم يتحملون فهم يعرفون أن‬
‫الذي أقوله حق‪.‬‬
‫يف ذات مرة زارنا رجل من صنعاء وهو كبري السن فصرنا نضحك على الكالم الذي أقوله وهو يقول‪:‬‬
‫هم يعلمون أن هذا الكالم حق وإال فما كانوا يصربون على هذا الكالم‪.‬‬

‫مسعنا شريطًا للشيخ األلباين حفظه اهلل‪ ،‬بأن السلفيني أو السلفية اجلديدة حيذون حذو‬ ‫السؤال‪:26‬‬
‫شاسعا بينهم وبني اإلخوان؟‬‫ً‬ ‫اإلخوان‪ ،‬فهل سلفيو اليمن إخوان الفكر واملنهج أم أن هنالك فرقًا‬
‫اجلواب‪ :‬بل بينهم فرق‪ ،‬إال أ ّن أصحاب مجعية احلكمة تأثروا بدعوة (عبدالرمحن عبداخلالق) وإال ففيه فرق‪ ،‬فسلفيو‬
‫اليمن يؤمنون بأمساء اهلل وصفاته‪ ،‬وال يقتحمون يف كثري من املخالفات الشرعية‪ ..‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫وهل هم متحدون يف الوالء؟‬ ‫السؤال‪:27‬‬


‫اجلواب‪ :‬ال‪ ،‬ليسوا سواء السلفيون‪ 1‬أفضل إن شاء اهلل‪.‬‬

‫إذا كنتم حتذرون من املش اركة يف االنتخاب ات فكيف يصل املس لمون إىل احلكم‬ ‫السؤال‪:28‬‬
‫وحتكيم الشريعة؟‬
‫اجلواب‪ :‬الذي يظن أنه سيصل باالنتخابات فهو مغفل! مغفل! مغفل!‪ ،‬الذي يصل إىل االنتخابات هو الذي يكون‬
‫عنده ماليني الدوالرات األمريكية‪ ،‬ويف الليل يذهب إىل مشايخ القبائل وإىل الضباط وإىل كذا وكذا‪،‬‬
‫فهذا هو ال ذي سيفوز يف االنتخابات‪ ،‬وعلى فرض أنه ف از يف االنتخابات الصاحل‪ ،‬فاحلكومة ستوجه‬
‫له املدافع والرشاش ات‪ ،‬فهم ليس وا مس تعدين أن يعطوها باالنتخاب ات‪ ،‬فنحن نعلّم إن ش اء اهلل يف‬
‫ح دود ما نس تطيع‪ ،‬والوص ول إىل الس لطة تك ون بتق وى اهلل والعلم والعمل وال دعوة إىل اهلل وإع داد‬
‫العدة يف حدود ما يستطاع واهلل املستعان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬مث تدهور (عبدالرمحن عبداخلالق) وصار ال فرق بينه وبني اإلخوان املسلمني‪.‬‬
‫خنشى يا ش يخ أن يك ون الس ائل من املفلس ني‪ ،‬موج ود بيننا وي دافع عنهم فما هو‬ ‫السؤال‪:29‬‬
‫ردك على ذلك؟‬
‫اجلواب‪ :‬ما مشمت منه رائحة اإلخوان املفلسني‪ ،‬وإال فكنت أعطيه قسطه ولو كان جبانيب‪.‬‬

‫ما نصيحتكم للمسلمني عامة وألهل اليمن خاصة؟‬ ‫السؤال‪:30‬‬


‫اجلواب‪ :‬ال ذي أنص حهم أن يرجع وا إىل علم ائهم ألن املس ألة أص بحت ملتبسة بس بب ك ثرة ال دعاة إىل اهلل‪ ،‬لكن‬
‫أي علم اء؟ العلم اء ال ذين مل تس تعبدهم احلكوم ات‪ ،‬فال تق ول هلم‪ :‬اخطب يف الوح دة‪ ،‬وخيطب يف‬
‫الوحدة‪ ،‬واصدر الفتوى يف كذا وكذا‪ ،‬ويصدر الفتوى يف كذا وكذا‪{ :‬فاسألوا أهل ال ّذكر إن كنتم‬
‫ال تعلمون‪.}1‬‬
‫ويقول سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي يف شأن بيان العلماء أهّن م يضعون األشياء مواضعها‪{ :‬وقال الّذين‬
‫الص ابرون‪ ،}2‬وق ال س بحانه وتع اىل‪:‬‬
‫أوت وا العلم ويلكم ث واب اهلل خري ملن ءامن وعمل ص احلًا وال يل ّقاها إالّ ّ‬
‫{وما يعقلها إالّ العاملون‪.}3‬‬
‫فأنصحهم أن يرجعوا إىل علمائهم ويستفسروهم عن كل أمر‪ ،‬والذين يقولون‪ :‬العلماء ال خربة هلم بالواقع‬
‫أعتقد أهّن م دسيسة على اإلس الم‪ ،‬ألهّن م يري دون أن يزه دوا الن اس يف العلم ويف ال دعوة ويري دون أن يتخ ذوا‬
‫من أنفسهم زعماء للناس يوجهوهنم كما يريدون‪ ،‬أيها املسكني أأنت أعرف بالواقع؟!! وأنت الذي خرجت يف‬
‫الش وارع كاألنع ام الس ائبة تص فق (لص دام) وأنت ال ذي تع رف الواق ع‪ ،‬وتن اقش على بس اط الدميقراطية وحترتم‬
‫الرأي والرأي اآلخر وميثاق الشرف‪ ..‬وأنت الذي متدح (عمر البشري) وأنا أعتقد أنه ال ميدح (عمر البشري) إال‬
‫مغفل‪ ،‬فهم جهلوا الدين وجهلوا الواقع‪ ،‬وماذا ينفعين أن أدخل إىل مكتبة اإلخوان املفلسني واجلرائد واجملالت‬
‫مرص فة‪ ،‬وهم مل يفعل وا ومل يعمل وا مثل ال ذي ألفه (وج اء دور اجملوس) فه ذا حبمد اهلل يق رأ ويكتب وك ذلك‬
‫أيض ا (دراسات يف السرية) يقرأ ويكتب‪ ،‬أما‬‫الذي ألف (الصراع العريب اإلسرائيلي) يقرأ ويكتب‪ ،‬والذي ألف ً‬
‫هذا املسكني فيقرأ ويقرأ مث احلزبية هي اليت تتغلب‪ ..‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫بعض األخب ار تق ول‪ :‬إن الس لفية اجلدي دة ح زب س ري مثلما ك ان اإلخ وان من قبل‬ ‫السؤال‪:31‬‬
‫معا فهل هذا صحيح؟‬‫وهلذا ينظّمون بعض األمور ً‬
‫وأيض ا ليس وا‬
‫ً‬ ‫اجلواب‪ :‬ال ذي يظهر أنه ليس بص حيح‪ ،‬فعن دهم حزبية لكن ال يبلغ ون مبلغ اإلخ وان املس لمني‪،‬‬
‫عج زوه وق ال‪ :‬أنا أب رأ إىل اهلل‪ ،‬ت ربأ إىل‬
‫متفقني‪ ،‬فقد اتفق وا ببعض زعم ائهم وأورد عليه أس ئلة حىت ّ‬
‫اهلل من م اذا؟ وأنت ت دعو يف كل جملس إىل اإلخ وان املفلس ني‪ ،‬فمن ال ذي أمس كك حىت تبقى مع‬
‫اإلخوان املسلمني أأنت مربوط ومقيد؟ انصرف إذا كنت تربأ إىل اهلل‪ ..‬اهلل املستعان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.43:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.80:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪.43:‬‬
‫ومن عج ائب وغ رائب احلزبية أهّن م يرحب ون ب وزير ال دفاع ال ذي ق ام على جنيب‪ ،‬ويب اركون اهلج وم على‬
‫(كنر) وقتل أخينا (مجيل الرمحن) فأعجب هلؤالء احلمقى يرحبون بالشيوعي الذي يسخر من اإلسالم ويطريون‬
‫قبيحا والق بيح حس نًا‪ .‬والس ائل يقصد‬
‫فرحا لقتل أولي اء اهلل‪ ،‬فقاتل اهلل احلزبية اليت تعمي وتصم وجتعل احلسن ً‬
‫ً‬
‫السلفية املزيفة اليت هي سلفية عبدالرمحن بن عبداخلالق وسلفية أصحاب مجعية احلكمة اليمانية‪.‬‬
‫ه ذه مرثية ألخينا يف اهلل (حممد بن أمحد الف راج) كلية الش ريعة رثى فيها الش يخ (مجيل ال رمحن) رمحه اهلل‪،‬‬
‫قال حفظه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫راح‬ ‫وودعت عيين األف‬ ‫ج ّل املص اب وه ام الفكر‬
‫والطرباوب درها يف دي اجري‬ ‫واضطرباياقوم مشس مساء أفغان‬
‫الدجى احتجباونبعها العذب يف‬ ‫كاسفةوأرض ها من ربيع اخلري‬
‫ينبوعه نض باتعاظم اخلطب حىت‬ ‫طمت‬ ‫جمدبةياللحس اب ال ذي ّ‬
‫ح ارت اخلطباحىت ترق رق دمع‬ ‫ن وازهلتبكي مجيالً أن ار اهلل‬
‫العني وانس كباوما روت دمية‬ ‫مس كنهتبكي اجملاه د‪ ،‬ما‬
‫من ودقها الرتب اومجوا فأض اقوا‬ ‫ن احت مطوق ةمتاأل الق وم حىت‬
‫الرب والرحب اأن ق ام ي دعو إىل‬ ‫ض اق عس كرمهما ينقم ون من‬
‫التوحيد حمتسبايزيح عنها ركام‬ ‫الش يخ اجلليل س وىريفو عقي دة‬
‫اجلهل واحلجباوهم يري دون فيه‬ ‫أق وام خمرقةيريد إس عادهم دنيا‬
‫اوللمحبني‬ ‫الشر يا عجب‬ ‫وآخرةيا ش يخ ك انت لك‬
‫والق الني كنت أب احىت أس رت‬ ‫األع داء ش اهدةتقابل الشر‬
‫به األفغ ان والعرباف إن ب ذرك‬ ‫ب الغفران ت دفعهلئن ذهبت عن‬
‫وى‬ ‫للتوحيد ما ذهبافقد ث‬ ‫املي دان مرحتالًق رة عي ونكم يا‬
‫الليث يف حمرابه تربايش كو إىل‬ ‫أهل شعوذةمضرج ب دواء اخللد‬
‫ربه األوض ار والكرباهلل كم‬ ‫مس جدهطوى حي ا ًة ك انت‬
‫حمنة ع اىن وكم تعباورمحة من‬ ‫كلها س غبًايارب أس بغ عليه‬
‫ل دنك تذهب النص بامع النب يني‬ ‫الي وم مغفر ًةواقبله يف الش هدا‬
‫رب ج رم‬ ‫واألب رار والنجبايا ّ‬ ‫واجعل منازهليا أيها الظ امل‬
‫ركبت الي وم مرتكبًاأحل ريب‬ ‫الع ادي بغفلتهخس رت حظك‬
‫بامجع‬ ‫بك التنكيل والغض‬ ‫يا غ دار ذمتهم اذا جىن وت راه‬
‫الضاللة والتبديع واحتزباهيهات‬ ‫قد حتاوش هكل مسا الي وم قد‬
‫أىّن يس اوي الط اهر اجلنباوقد‬ ‫ح انت منيته إرادة اهلل فيك‬
‫أرادك فيه السوء والعطباف اهْن ض‬ ‫خري مْنزلةنري دها دع و ًة هلل‬
‫هلا يا مسيع اهلل حمتس باحىت‬ ‫ص ادقةحبكمة املص طفى اهلادي‬
‫نة‬ ‫دد مشس الس‬ ‫تب‬ ‫وعزمته أخلق ل ذي اللبب‬
‫احلجباوبالتجمل أمجل للفىت‬ ‫األخالق جمتل ًداحىت ين ال على‬
‫س بباويدرك العاقل املقص ود‬ ‫األي ام بغيتهي ارب أف رغ علينا‬
‫واإلرباص ًربا مجيالً يزيل اهلم‬ ‫يف مص يبتنايا أخ وة ال دين‬
‫والوص باعزاء ص دق من‬ ‫وصبا‬ ‫واآلالم جتمعناأزفه‬
‫حتل‬ ‫األعم اق ملتهب احىت‬ ‫به‬ ‫تقل‬ ‫جند‬
‫ربوع السادة الغربا‬
‫وهذه قصيدة أخرى ألخينا يف اهلل (عبداهلل بن حممد العنيزي) الرياض‪ .‬قال حفظة اهلل تعاىل‪:‬‬
‫مرثية الشيخ مجيل الرمحن‬
‫والقلب من لوعة األح زان‬ ‫ين‬
‫م ايل أرى ال دمع من عي ّ‬
‫يعتصرال ترفع الشدو ما األسباب؟‬ ‫اتت على‬ ‫ينهمروالطري ب‬
‫ما اخلرب؟أين العي ون اليت ترويه‬ ‫األغص ان وامجةوأقفر ال روض‬
‫واملط ر؟فص رت من هوله أدعو‬ ‫واصفرت أزاهرهسمعت طارق‬
‫وأص طربأن املص اب قض اء اهلل‬ ‫س وء ك اد يص رعنيلوال اليقني‬
‫درمن بعد ما جاهد‬ ‫والق‬ ‫حبكم اهلل أهلمنيق الوا‪ :‬مجيل إىل‬
‫اإلحلاد ينكسربني القرى صابر‬ ‫ال رمحن ودعن امن للمعاهد‬
‫باهلل مس ترت؟!من لألرامل يعلو‬ ‫والتعليم ينش رمهن لليت امى إذا‬
‫وجهها الض جر؟كف اه س ي ًفا به‬ ‫ج اعت حوامله ا؟من للمجاه د‬
‫الن ريان والش رر؟وكل ص احب‬ ‫يف الودي ان قد محلتفقلت كال‬
‫توحيد سينتصرنقضي على‬ ‫(مسيع اهلل) خيلفهس نرفع الراية‬
‫الش رك ال نبقي وال ن ذرحنن‬ ‫البيض اء يف عجلراياتنا دولة‬
‫احلم اة ل دين اهلل نس تعرأين‬ ‫التوحيد غايتهايا أمة الش رك‬
‫اجله اد ال ذي تب دون والغ ري؟‬ ‫قد ب انت خيانتكم أين الكالم‬
‫أش قاكم قاتل بالغ در‬ ‫عن التوحيد ك ذبكم؟وراية‬
‫مفتخرب ايعتموه‪ ،‬ف أين ال دين‬ ‫رك حيميها‬ ‫الش‬
‫واألث ر؟!عن احلض ور محاة‬ ‫جمددكموالرافض ية يف الش ورى‬
‫ال دعوة الغررحىت التص وف‬ ‫منعتلنجـدعن بأي دينا‬
‫ّ‬ ‫وقد‬
‫والتخريف ينتحرجتاهد الش رك‬ ‫أنوفكمبين الص حابة قد ك انت‬
‫يف األفغ ان تنتشرمن املدينة ال‬ ‫أوائلكماهلل أكرب كم س ارت‬
‫حيلو هلا السمرص فو العقي دة‬ ‫ركائبنااهلل أكرب دين اهلل‬
‫قد قامت به (كنر)خفاقة فوق‬ ‫جيمعنامجاعة ال دعوة الغ راء‬
‫ه ام الس حب قد ظهرواأكفاهنا‬ ‫ترفعهامجاعة ال دعوة الغ راء قد‬
‫يف ق راع الش رك ما ف رتواعن‬ ‫لبس تيا من ي دافع من أبن اء‬
‫التص وف هل ش اهدت ما‬ ‫جل دتناهل ش اهدت عينك‬
‫فج رواففي كن ار هلم مجع هلم‬ ‫العمي اء فعلتهمأي ديهم تقتل‬
‫خربجباهلا والوه اد الس ود‬ ‫التوحيد شاهدةفعل اجملوس اليت‬
‫واملدرقد ح ذرونا هلم بطش‬ ‫ك انت أوائلن امل جيمع وا م رة‬
‫إذا ق درواويف القض اء على‬ ‫مذ ك ان أوهلمهل ش اهدت‬
‫التوحيد قد أم رواويف املزارات‬ ‫عينك العميا قبورمهيا من‬
‫أص نام ومعتربالس يف واملدفع‬ ‫جيادل واألم وال جيمعهاهل‬
‫الرش اش وال دررأبناؤهم أنه‬ ‫ان‬ ‫اطلعت على ما ك‬
‫راك والكفرلو أعطيت‬ ‫اإلش‬ ‫يدرس هأعطيتهم ق و ًة ق ّوت‬
‫ص احب التوحيد ما ق درواجيزي‬ ‫عزائمهمس ألت ريب إله الك ون‬
‫احلق‬ ‫ومشس‬ ‫مجيالً‬ ‫داء‬ ‫خالقناسـألتـه خيذل األع‬
‫تنتصرأص نامهم وسيـوف البغي‬ ‫قـاطبة‬
‫تندثر‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫نونية (كنر)‬
‫كر بعد احلمد‬ ‫والش‬ ‫ادي‬ ‫محدا لك اللهم يا ه‬ ‫ً‬
‫لل ديانوعلى الص حابة هم‬ ‫ال ورىثم الص الة على النيب‬
‫أويل العرف انتحكي م ؤامرة‬ ‫ائع قصة‬ ‫ذا وق‬ ‫حممده‬
‫بكل بي انلهم احلقيقة أميا‬ ‫ةوتنري درب احلائرين‬ ‫مروي‬
‫جليانبحقيقة األح زاب حق‬ ‫لتنجليوتنري درب اجلاهلني‬
‫ور احلق‬ ‫بيانإمخاد ن‬ ‫تعص بًاقامت جحافل ح زهبم‬
‫أميا‬ ‫وريّب‬ ‫واإلميانوطغوا‬ ‫تس عى إلىفس عوا إىل تقتيل‬
‫طغي انحرقوا قل وب الع ْرب‬ ‫شعب كاملقاموا بسفك دمائنا‬
‫ال‬ ‫واألفغانبأفاضل األبط‬ ‫يوخا ونس اءً‬
‫يف (ك نر)قتل وا ش ً‬
‫والش جعانكفّوا أي اديهم عن‬ ‫ومثّلواس رقوا املعس كر وال بيوت‬
‫العرب ان(وأبا مع اذ) املدين‬ ‫وليتهمرش قوا (أبا أنس) وك ان‬
‫انيمن وضع لغم قتّل‬ ‫الث‬ ‫أمريناوقبل ذلك يف الطريق‬
‫اإلخ وانفي القتل والتش ريد‬ ‫متكن واأجزاء من ت رك احلي اة‬
‫والع دوان؟س لفية األرك ان‬ ‫جماه ًداأألهّن م ق اموا بنشر‬
‫والبني ان؟ب األمن أحي اءً ويف‬ ‫عقي دةأم أهّن م قتل وا اللص وص‬
‫دان؟إلزالة اإلحلاد‬ ‫البل‬ ‫ووطّ دواأم أهّن م قص دوا اجله اد‬
‫ان؟يتلى هبا الكفر‬ ‫والطغي‬ ‫توس ًعاأم أهّن م رفض وا دخ ول‬
‫الص ريح عي ان؟األفي ون‬ ‫اموا حبرق‬ ‫حمافألم أهّن م ق‬
‫واخلش خاش‪ 1‬والدخان؟أتقاتلون‬ ‫مزارعكيف اس تحليتم دم اء‬
‫(مجاعة الق رآن)؟بعقي دة‬ ‫مجيعا‬
‫رجالن ا؟ق الوا‪ :‬ألهّن م ً‬
‫النج دي والش يباين‪2‬بطريقة‬ ‫آمن واوألهّن م ترك وا التم ذهب‬
‫ازي واأللب اين‪3‬بالن ار ال‬
‫الب ّ‬ ‫واقتدوايا قالب الدين‪ 7‬احلنيف‬
‫ب احلق والربهانس فك ال دماء‬ ‫ائرا‬
‫اكونت حزبًا ج ً‬ ‫وحاكم ّ‬ ‫ً‬
‫ب أخبس األمثانتبغي النق ود‬ ‫يس عى إلىوس عيت تلهث خلف‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬اخلشخاش هو‪ :‬احلشيش‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬النجدي‪ :‬الشيخ حممد بن عبد الوهاب وهم ما يسمون (بالوهابية)‪.‬‬
‫والشيباين‪ :‬اإلمام أمحد بن حنبل أمام أهل السنة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬البازي‪ :‬الشيخ عبدالعزيز بن باز‪ .‬واأللباين‪ :‬احملدث الشيخ حممد ناصر الدين‪.‬‬
‫ل دافع إميانثم الت ّفت لتقتل‬ ‫أعواما‬
‫ً‬ ‫ش عب حممدوس عيت‬
‫الطرف ان‪4‬ف إذا اكتفى عض يد‬ ‫بكل وس يلةكالكلب يأكل من‬
‫اإلحس انواألرض تش هد فعل ة‬ ‫طع ام س يادهومتر أي ام على‬
‫الش يطان‪5‬ش ّر عظيم يبتغيه‬ ‫ع دواهنوإذا ال ّدعي خبسة ين وى‬
‫اجلاين‪6‬يقضى اجتم اع عاجل‬ ‫علىفي بيت وال دنا وبالش يخ‬
‫ان‬ ‫بلجانليقابل اإلحس‬ ‫عي خسة خيلو‬‫مجيل وإذا ال ّد ّ‬
‫بالعدوانوالش يخ ب اخلري ميد‬ ‫ًدا بقصد‬ ‫هبه ذا ميد ي‬
‫يدانلتبيد ش يخ الس يف‬ ‫ًدا عربية‬ ‫انت ي‬ ‫قتاهلك‬
‫والقرآن لتصيب رأس الشيخ‬ ‫م أجورةخرجت رصاص ات‬
‫والعينانوبكيتها ده ًرا وأنت‬ ‫وباحلقد ارتوتأرض يتها يا من‬
‫يفرقون مجاعة‬ ‫اجلاين؟س‬ ‫أقمت جن ازةأبقتلهم للش يخ‬
‫رآن!!ال تقبل التغيري‬ ‫الق‬ ‫ظن وا أهّن م إن العقي دة واجلماعة‬
‫والنقصانوالبغي مدحور مدى‬ ‫وحدةوال دين منص ور به‬
‫األزمانوم ذل حزب البغي‬ ‫دينه‬ ‫ناصر‬ ‫وبغريهواهلل‬
‫والع دوانوجهادنا لعب ادة‬ ‫ورجاهلفال دعوة الغ ّراء أصل‬
‫ال رمحنفي كل رابية وكل‬ ‫ثباتناواهلل أس أل أن ي دمي‬
‫مكانلفقي دنا الغـايل مع‬ ‫أس أل رمحة‬ ‫جهادناواهلل‬
‫الغفـران‬ ‫وشهـادة‬
‫أخوكم‪ /‬أبوعبداهلل حنظلة القصيمي‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬الطرفان‪ :‬الكفار واملسلمني‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬بدء مقتل الشيخ مجيل الرمحن رمحه اهلل‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬اجلاين هو‪ :‬عبداهلل الرومي‪ ،‬ويعمل يف جملة "البنيان املرصوص" وامسه احلقيقي‪ :‬أشرف النيلي‪ ،‬مصري اجلنسية‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬أعين‪ :‬قلب الدين حكمتيار‪ ..‬رئيس احلزب اإلسالمي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بعض المعلومات التي وصلت من بعض إخواننا في هللا‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫مجاعة الدعوة إىل القرآن والسنة‬
‫املركز الرئيسي يف أفغانستان‬

‫البيان الرسمي والوحيد الصادر عن الجماعة حول اغتيال الشيخ‪ /‬جميل الرحمن رحمه اهلل{وما كان لنفس‬
‫أن تموت إالّ بإذن اهلل}‬

‫احلمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل‪ ..‬أما بعد‪:‬‬


‫فبقل وب مطمئن ة‪ ،‬ونف وس مس لّمة ألمر اهلل‪ ،‬وقض ائه‪ ،‬تلقت مجاعة ال دعوة إىل الق رآن والس نة ومن وراءها‬
‫من إخواهنم العرب والعجم نبأ اغتيال أمريها (مجيل الرمحن) رمحه اهلل وأجزل له املثوبة‪.‬‬
‫فقبل ظهرية يوم اجلمعة ‪ 20/2/1412‬وقفت سيارة جبوار جممع مجاعة الدعوة يف باجور ونزل منها عريب حنطي‬
‫السحنة‪ ،‬وبقي فيها أفغانيان‪..‬‬
‫وملا كانت مجاعة الدعوة أكثر اجلماعات ارتباطًا باألحبة األنصار العرب‪ ،‬وأشدها مودة هبم كان الشيخ‬
‫ديرا جله ودهم‪،‬‬
‫احرتاما هلم‪ ،‬وتق ً‬
‫ً‬ ‫رمحه اهلل قد أص در أم ًرا بع دم تف تيش الع رب ال ذين يطلب ون مقابلت ه‪ ..‬وذلك‬
‫ولبعد الشبهة عنهم‪.‬‬
‫وتقدم هذا العريب من الشيخ مومهًا معانقته‪ ،‬فإذا به يطلق عدة طلقات من مسدس على رأس الشيخ رمحه اهلل‬
‫تعاىل لريديه قتيالً‪ ،‬مث وىل هاربًا باجتاه السيارة املنتظرة عند الباب‪ ..‬فتبعه أحد احلرس فأطلق القاتل عليه طلقة أصابته‬
‫يف بطن ه‪ ..‬مث تت ابع عليه احلرس ف أمطروه وابالً من الرص اص أرداه ق تيالً‪ .‬فلما مسعت الس يارة إطالق الن ار الغزي ر‪..‬‬
‫الذت بالفرار‪.‬‬
‫مث بعد تبني هوية القاتل أنه‪:‬‬
‫كان يتسمى بعدة أمساء‪ ،‬من أشهرها عبداهلل الرومي وامسه احلقيقي (أشرف بن أنور بن حممد النيلي)‪.‬‬
‫وأنه ك ان من املتع اونني مع األح زاب األفغانية العاملة على الس احة‪ .‬وله مق االت يف بعض جمالت اجله اد‪.‬‬
‫وكان موغر الصدر مشحون القلب على أصحاب دعوة التوحيد‪ ..‬شديد احلقد عليهم‪ ،‬سليط اللسان‪.‬‬
‫وأن ما أش يع من أنه ك ان مض طرب النفس‪ ..‬وأنه قتل نفسه وأننا برأنا إح دى اجله ات‪ ،‬وغري ذلك من‬
‫اإلشاعات الكاذبة‪ .‬إمنا هي أخبار مغرضة عارية عن الصحة‪ .‬أريد هبا متييع القضية ومن وراءها‪.‬‬
‫وإن لدى (مجاعة الدعوة) من األدلة الشرعية ما يبطل دعاوي املتخرصني وبعضها خبط يد القاتل وال يزال‬
‫التحقيق جاريًا إىل ساعة كتابة هذا البيان وسنبني ذلك إن شاء اهلل عند اكتماله‪.‬‬
‫ومجاعة ال دعوة وإن مل توجه االهّت ام الرمسي حىت اآلن إىل أح د‪ ..‬فإهّن ا ت ؤمن أن اجلرمية مل تكن فردي ة‪..‬‬
‫وأهّن ا دبرت بليل‪ ..‬وأن هذه اليد اآلمثة كان وراءها من وراءها من الذين يكرهون الدعوة السلفية‪ ،‬ويكيدون‬
‫هلا وقد س اهم يف قتله كل من تع رض ل دعوة التوحي د‪ ..‬أو للجماع ة‪ ،‬أو للش يخ‪ ..‬باالهّت ام أو إن ذار أو ش تم‬
‫سواء كان مبقال أو خطبة أو كالم‪ ،‬وسواء كانوا من العرب أو من العجم حىت أوغروا صدره ودفعوه إىل‬
‫مجيعا وزر هذا احلادث األليم‪.‬‬
‫هذه اجلرمية املنكرة‪ ،‬وأن على هؤالء ً‬
‫ظن‪ ،‬أن بدفعهم عربيًا لقتل الشيخ إلبعاد الشبهة عنهم‪ ..‬ولإليقاع بيننا وبني أحبابنا‬
‫ظن من ّ‬ ‫ولقد خاب ّ‬
‫العرب‪ ..‬كيف! والعرب أحبابنا وأنصارنا باملال واألنفس‪.‬‬
‫ول وال اهلل مث إخواننا الع رب ملا ق امت كثري من املنظم ات اجلهادية ول ذا فنحن ن ّربئ كل الع رب الش رفاء‬
‫الذين وقفوا معنا‪ ،‬وأيدوا دعوتنا‪ ..‬ونعلنها صرحية‪ ..‬إننا ال نستغين عنهم بعد اهلل‪.‬‬
‫حنمل مس ؤوليتها من دفع ه ذا الع ريب‬
‫وإن ه ذه احلملة من أع داء اجله اد املب ارك ضد إخواننا الع رب فإنا ّ‬
‫اجلاهل إىل هذا الفعل اآلمث‪.‬‬
‫وخيطئ من يظن أن دع وة الرج وع إىل الكت اب والس نة على فهم س لفنا الص احل دع وة تتعلق بالرج ال أو‬
‫األرض أو الديار‪ ،‬إهّن م يظنون دعوتنا دعوة األنبياء مثل أحزاهبم املبتدعة املتعلقة باألشخاص‪ ..‬إذا ماتوا ماتت‪..‬‬
‫خلت ال دعاة من قبل ه‪ ،‬ف إن م ات أو قتل اس تبدلناه برجل‬ ‫ْ‬ ‫وما مجيل ال رمحن عن دنا إال رجل داعي ة‪ ،‬قد‬
‫آخر‪ ..‬وحفظ دعوتنا من حقنا على ربنا‪{ ..‬إنّا حنن ّنزلنا ال ّذكر وإنّا له حلافظون‪.}1‬‬
‫ولذلك فإن أولياء الشيخ (مجيل الرمحن) رمحه اهلل تعاىل ومجاعة الدعوة ال يسمحون للناس‪ ،‬بنشر صور الشيخ‬
‫وال بوصفه بالشهيد‪ ،‬فاهلل أعلم مبن يكلم يف سبيله‪ ،‬ولكننا ندعو اهلل له بالرمحة والشهادة وأن يتقبل عمله‪ ،‬وجيعله‬
‫يف جنان فردوسه‪ .‬وسوف يتحمل املخالفون هلذا مسؤوليتهم القضائية‪.‬‬
‫وإتباعا لس نة س لفنا الص احل‪ ..‬فقد مت اختي ار الش يخ (مسيع اهلل) أم ًريا للجماعة قبل دفن الش يخ رمحه اهلل‬
‫ً‬
‫تعاىل‪.‬‬
‫ومجاعة ال دعوة إذ تعلن ه ذا تعلن أن ه ذا هو البي ان الوحيد الرمسي ال ذي ص در عنها خبص وص اغتي ال‬
‫الشيخ رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫وختاما فإننا نتوجه بالشكر والدعاء لكل من واسانا يف مصيبتنا‪ .‬وندعو اهلل تعاىل أن يتغمد فقيدنا برمحته‪،‬‬
‫ً‬
‫ويس كنه فس يح جنان ه‪ ،‬وأن يعلي كلمت ه‪ ،‬ويرفع راية التوحي د‪ ,‬راية س لفنا الص احل‪ ،‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫أمير جماعة الدعوةسميع اهلل‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة احلجر‪ ،‬اآلية‪.9:‬‬
‫بيان من جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة‬
‫حول اغتيال الشيخ جميل الرحمن رحمه اهلل تعالى‬
‫مؤجالً‪}1‬‬
‫{وما كان لنفس أن تموت إالّ بإذن اهلل كتابًا ّ‬

‫بقل وب مؤمنة بقض اء اهلل وق دره وحب لقائ ه‪ ،‬تنعى مجاعة ال دعوة إىل الق رآن والس نة إىل املس لمني يف‬
‫مشارق األرض ومغارهبا فضيلة الشيخ مجيل الرمحن (العامل اجملاهد) أمري مجاعة الدعوة إىل القرآن والسنة‪ ،‬الذي‬
‫لقي وجه ربه بعد أن امت دت إليه يد الغ در لتقتله قبيل ص الة اجلمعة من ه ذا الي وم ‪ 20/2/1412‬املوافق‬
‫‪30/8/1991‬م‪.‬‬
‫وقد متكن القاتل أخزاه اهلل من الدخول إىل بيت الشيخ مجيل الرمحن صباح هذا اليوم حبجة السالم عليه‬
‫ومالقاته‪ ،‬وجلس ينتظر الشيخ الذي كان يف اجتماع مع جلنة الصلح بني (اجلماعة واحلزب) املكونة من بعض‬
‫اإلخوة العرب‪.‬‬
‫وك ان القاتل وي دعي (عبداهلل ال رومي) ش اب ع ريب ك ان يعمل مراس الً جمللة "اجله اد" مث جمللة "البني ان‬
‫مسدس ا مس تغالً ثقة ح راس الش يخ مجيل ال رمحن ب أي ع ريب وع دم التش ديد على‬ ‫ً‬ ‫املرص وص" قد أدخل معه‬
‫تفتيشهم‪.‬‬
‫وبعد أن أهْن ى الشيخ اجتماعه باألخوة جلس يف ساحة البيت ينتظر وقت الصالة‪ ،‬فما كان من اجملرم إال‬
‫أن تق دم حنو الش يخ واق رتب منه ليومهه أنه س يعانقه‪ ،‬ويف ه ذه األثن اء حينما ق ام الش يخ مجيل ال رمحن ليع انق‬
‫(قاتل ه) مد القاتل ي ده إىل جيبه ليتن اول مسدسه وس دد طلقاته حنو الش يخ مجيل ال رمحن فأص ابت اثنت ان من‬
‫الطلقات وجه الشيخ ما بني عينه وأنفه وأصابت الثالثة رأسه يف منطقة األذن‪ .‬وقد هرع احلراس ليتبينوا األمر‬
‫بعد مساعهم ألصوات الطلقات‪ ،‬ويف هذه األثناء حاول القاتل اهلرب‪ ،‬فأطلق رصاصة على أحد احلراس أصابته‬
‫يف بطنه وخ رجت من ظه ره‪ ،‬وملا أن أح اط بقية احلراس به ورأى أنه قد يئس من اهلرب ما ك ان منه إال‬
‫منتحرا‪ 2‬مث اهْن ال حراس (الشيخ مجيل) بإطالق الرصاص عليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫أن أطلق رصاصة من مسدسه على نفسه‬
‫إن ه ذه اجلرمية البش عة ويف ه ذا ال وقت بال ذات لت دل على أن خمطط أع داء اهلل هو النيل من عقي دة‬
‫الس لف (أهل الس نة واجلماع ة) ومن ميثلها من ال دعاة املخلصني ال ذين حنسب أن الش يخ مجيل منهم‪ ،‬ولئن ظن‬
‫أع داء دين اهلل أهّن م بقتلهم للش يخ مجيل ال رمحن ف أهّن م سيقض ون على ال دعوة اليت أمن هبا ودعا إليها فقد‬
‫خ اب ظنهم‪ ،‬وأن اهلل يقيض هلذا ال دين من حيمله وي دافع عنه ويق دم له نفسه ومال ه‪ .‬واحلمد هلل ال ذي مل‬
‫يعلق دينه على الرجال ومل يتعبدنا بتعظيمهم‪ ،‬وال تقدميهم على احلق ولسنا بفضل اهلل تعاىل ممن يطري ويغلو‬
‫يف قادهتم‪ ،‬فإن الش يخ أفضى إىل ما قدم ال نق ول إنه من الشهداء‪ ،‬وال يف اجلنان العلى‪ ،‬بل ندعو اهلل عز‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.145:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬قد اختلفت الروايات يف هذا كما ترى من البيان األول‪.‬‬
‫وجل أن يكون من الشهداء ويعفو عنه ويغفر له ويدخله فسيح جناته‪.‬‬
‫دما يف ال دعوة إىل اهلل عز وجل‬
‫إن مجاعة ال دعوة إىل الق رآن والس نة لتعاهد اهلل عز وجل على املضي ق ً‬
‫وتوحيده وفق منهج أنبيائه ورسله والسلف الصاحل رضي اهلل عنهم أمجعني‪.‬‬
‫إن دعمنا وقوتنا ليست لألشخاص وإمنا هي للتوحيد ومحايته ونبذ الشرك وأهله أينما كانوا وحيثما كانوا‬
‫وسنظل بإذنه ندعو إىل دعوة التوحيد وعقيدة السلف الصاحل حىت نلقى اهلل عز وجل مهما افتقدنا من قادة‬
‫ومهما كلفنا من عناء ومهما تكالب علينا أعداء اهلل من املخرفني واملبتدعني واملشركني واملنافقني وغريهم واهلل‬
‫غالب على أمره وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫خريا من فقيدنا وإنا هلل وإنا إليه راجعون‪.‬‬
‫اللهم أجرنا يف مصيبتنا واخلفنا ً‬
‫صباحا يف الساعة الثامنة بإذن اهلل تعاىل ولقد عني موقتًا الشيخ رمحت خان‬
‫ً‬ ‫غدا‬
‫وسيوارى جثمان الشيخ ً‬
‫مكانه‪.‬‬
‫قاتل الشيخ جميل الرحمن رحمه اهلل‬ ‫مذكرة عن شخصية الشقي المجرم‬
‫كنيته يف أفغانستان‪ ،‬أبوعبداهلل الرومي‪:‬‬
‫أهم املعلومات‪:‬‬
‫أع رف ه ذا اإلنس ان من قبل ق دومي للجه اد أي حبوايل ثالث س نوات وك انت معرفيت به يف مكة يف‬
‫احلج‪.‬‬
‫الرجل من مجاعة اإلخوان املسلمني‪.‬‬
‫الرجل بكامل قواه العقلية بل إن الرجل جمتهد يف حتصيل العلم فإين عاشرته يف بيت واحد ورأيت سهره‬
‫الساعات الطوال يف املطالعة والكتابة‪.‬‬
‫الرجل اجملرم مراسل يف جملة "اجله اد" التابعة لـ(عبداهلل ع زام) ولكن قبل ف رتة‪ ،‬حتول إىل مراسل يف جملة‬
‫"البنيان املرصوص"‪.‬‬
‫جدا على السلفية الذين يسميهم (وهابية)‪.‬‬
‫كبريا ً‬
‫حقدا ً‬
‫الرجل حيمل ً‬
‫جدا وكان األمري (حنظلة القصيمي)‪.‬‬
‫جاء مرة إىل معسكر العرب قبل سنة وعمل بلبلة وفتنة كبرية ً‬
‫الرجل حيمل حق ًدا على مجاعة ال دعوة ويص فها بالعمالة الس عودية وأنه ج اءت لتف رق اجملاه دين وتفسد‬
‫اجلهاد‪.‬‬
‫جاء يف األيام األخرية أثناء األزمة يسأل ويستفسر وطلبت أنا منه الدخول للضيافة واجللوس مع املسئولني‬
‫ولكنه رفض وكان أكثر سؤاله عن مكان الشيخ رمحه اهلل‪.‬‬
‫ج اء قبل مقتل الش يخ بي ومني تقريبًا وس أل أحد األخ وة وأنا موج ود واسم األخ أبوهاشم اليمين وس أل‬
‫عن مك ان الش يخ فق ال له األخ ب احلرف الواح د‪ :‬أنا أرى يف وجهك اجلاسوس ية إلح دى اجملالت مث ملاذا تغري‬
‫كثريا؟ مث ذهب‪.‬‬
‫يف كنيتك ً‬
‫كثريا‪.‬‬
‫الرجل يف األيام األخرية يغري يف كنيته ً‬
‫الشاهد على ذلك‪ :‬عبداهلل األثري‪..‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫حول كلمة وهابي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫إن احلمد هلل حنم ده ونس تعينه ونس تغفره ونع وذ باهلل من ش رور أنفس نا ومن س يئات أعمالن ا‪ ،‬من يهد اهلل‬
‫فهو املهتد ومن يض لل فال ه ادي له وأش هد أن ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك له وأش هد أن حمم ًدا عب ده‬
‫ورسوله‪.‬‬
‫متوتن إالّ وأنتم مسلمون}‪{ ،‬ياأيّها النّ اس اتّقوا ربّكم الّذي‬ ‫ّ‬ ‫حق تقاته وال‬ ‫{ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا اهلل ّ‬
‫وبث منهما رج االً كث ًريا ونس اءً واتّق وا اهلل الّ ذي تس اءلون به‬ ‫خلقكم من نفس واح دة وخلق منها زوجها ّ‬
‫سديدا‪‬يصلح لكم أعمالكم‬ ‫ً‬ ‫واألرحام إ ّن اهلل كان عليكم رقيبًا}‪{ ،‬ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا اهلل وقولوا قوالً‬
‫عظيما}‪.‬‬
‫ً‬ ‫فوزا‬
‫ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع اهلل ورسوله فقد فاز ً‬
‫كيف ضرب اهلل مثالً كلم ةً طيّب ةً كشجرة‬ ‫أما بع د‪ :‬فيق ول اهلل س بحانه وتع اىل يف كتابه الك رمي‪{ :‬أملْ تر ْ‬
‫الس ماء * ت ؤيت أكلها ك ّل حني ب إذن رهّب ا ويض رب اهلل األمث ال للنّ اس لعلّهم‬‫طيّبة أص لها ث ابت وفرعها يف ّ‬
‫يت ذ ّكرون * ومثل كلمة خبيثة كش جرة خبيثة اجتثّت من ف وق األرض ما هلا من ق رار‪ ،}2‬يف ه ذه اآلي ات‬
‫وينميه ويبارك فيه‪ ،‬وإن‬‫املباركة تبشري من اهلل سبحانه وتعاىل أن من كان يعمل هلل عز وج ل فإن اهلل يبقيه ّ‬
‫من ك ان يعمل لغري اهلل فإنه ليس له من ق رار ميحقه اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬وه ذا واقع كما أخرب اهلل س بحانه‬
‫وتعاىل فإذا نظرنا إىل بعثة نبينا حممد صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم وإىل ما أرجف الكفار وأعداء اإلسالم‬
‫على نبينا حممد ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم مث ك انت العاقبة للتق وى‪ ،‬وهك ذا بعد نبينا حممد ص لى اهلل‬
‫عليه وعلى آله وسلم إىل زماننا هذا الذي يعترب زمن الفنت فنت شىت ال يعلم كثرهتا إال اهلل سبحانه وتعاىل‪،‬‬
‫يف هذا الزمن املخلوط بالشرك ومبا يسوء املسلمني هناك هنضة مباركة يف مجيع البالد اإلسالمية وعجز أعداء‬
‫اإلسالم أن يواجهوا هذه النهضة املباركة اليت الفضل فيها هلل عز وجل فهو الذي بارك فيها ومنّاها وس ّددها‪.‬‬
‫مث عمد أع داء اإلس الم إىل التنفري عن ه ذه النهضة املباركة بألق اب شىت ليص رفوا املس لمني عن ه ذه‬
‫النهضة املباركة وعن ه ذه اليقظة املبارك ة‪ ،‬ألق اب شىت وحنن متكلم ون يف يومنا ه ذا إن ش اء اهلل على لقب‬
‫واح د‪ ،‬وإن ك ان حبمد اهلل احلاض رون بريئ ون من ه ذا ومنهم من ال يعلم ه ذا ولكنين أق ول ليبلغ الش اهد‬
‫نض ر اهلل‬
‫أيض ا‪ّ (( :‬‬
‫الغائب فإن النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم كان يقول‪(( :‬ليبلغ الشاهد الغائب)) ويقول ً‬
‫امرأً مسع مقاليت فوعاها وحفظها وبلّغها))‪.‬‬
‫تلكم الكلمة اخلبيثة اليت يش يعها الش يوعيون والبع ثيون والناص ريون والرافضة والص وفية املبتدعة يش يعوهنا يف‬
‫(وهابيّ ة) فمن متسك‬
‫جمتمعاتنا ليصدوا الناس عن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬أال وهي كلمة ّ‬
‫بسنة رس ول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وس لم ن ّف روا عنه وأطلق وا عليه ذلكم اللقب لينف روا عن ه‪ ،‬وينبغي أن‬
‫يعلم أن الش يخ حممد بن عب دالوهاب رمحه اهلل تع اىل من علم اء الق رن الث اين عشر ع امل يص يب وخيطئ وجيهل‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬وكانت خطبة مجعة وحصلت تتمه بني مغرب وعشاء وإجابة عن األسئلة اليت تتعلق هبذا‪ ..‬واحلمد هلل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.26-24:‬‬
‫ويعلم‪ ،‬ولو كنا مقلديه لقل دنا عاملنا اليمين حممد بن إمساعيل األمري الص نعاين وقد ك ان معاص ًرا ل ه؛ فهو أعلم‬
‫من الشيخ حممد بن عبدالوهاب‪ ،‬ولكن الشيخ حممد بن عبدالوهاب أيد اهلل دعوته بالسلطة وانتشر علمه‪ ،‬وحممد‬
‫بن إمساعيل األمري الذي مأل الدنيا مؤلفات وانتفع املسلمون بكتبه حطّمه اليمنيون وأرادوا إخراجه من صنعاء‪.‬‬
‫تلكم الكلمة اليت ين ّفر هبا عن س نة رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ويصد هبا عن س نة‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم جيب عليكم أن تتأنوا يف شأهنا‪ ،‬وأن تنظروا ما معناها؟ نسبة إىل‬
‫عامل من العلماء‪ ،‬ليست نسبة إىل ماركس‪ ،‬وليست نسبة إىل لينني‪ ،‬وليست نسبة إىل أمريكا‪ ،‬وليست نسبة‬
‫إىل روسيا‪ ،‬وليست نسبة إىل زعماء أعداء اإلسالم‪ ،‬على أننا ال جنيز ملسلم أن ينتسب إال إىل اإلسالم وإىل‬
‫نبينا حممد صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫ينبغي أن تت أنوا يف ه ذا األمر فس ليمان عليه الس الم عند أن أخرب اهلدهد مبا تفعل ملكة س بأ وقومها‬
‫{ق ال س ننظر أص دقت أم كنت من الك اذبني‪ ،}1‬ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامن وا إن‬
‫قوما جبهالة فتص بحوا على ما فعلتم ن ادمني‪ ،}2‬نتكلم هبذا ليس ألجل‬ ‫ج اءكم فاسق بنبأ فت بيّنوا أن تص يبوا ً‬
‫أهل السنة والذين بدماج فإن دعوهتم حبمد اهلل مقبولة‪ ،‬ولكن هذه الدعاية قد أصبحت بأرض احلرمني ومبصر‬
‫والسودان وبالشام وبالعراق وجبميع البالد اإلسالمية؛ من كان متمس ًكا بالدين قالوا‪ :‬ذاك وهايب‪.‬‬
‫الرب والتّقوى وال تعاونوا على اإلمث والعدوان‪ ،}3‬ونبينا‬ ‫رب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬وتعاونوا على ّ‬
‫حممد صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يقول كما يف "صحيح مسلم"‪(( :‬املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال خيذله‬
‫الش ّر أن حيقر أخ اه املس لم‪ ،‬ك ّل‬ ‫وال حيق ره التّق وى هاهنا ويشري إىل ص دره ثالث م ّرات حبسب ام رئ من ّ‬
‫املسلم على املسلم حرام‪ ،‬دمه وماله وعرضه)) حنن حنذر عن هذه الدعاية شفقةً ورمحة بإخواننا العامة من أن‬
‫يسيئوا الظن بإخواهّن م الدعاة إىل اهلل عز وجل‪ ،‬وأن يؤذوا إخواهنم الدعاة فإن اهلل عز وجل يقول يف كتابه‬
‫الك رمي‪{ :‬والّ ذين ي ؤذون املؤم نني واملؤمن ات بغري ما اكتس بوا فقد احتمل وا هبتانًا وإمثًا مبينًا‪ .}4‬واألمر كما قي ل‪:‬‬
‫رمتين ب دائها وانس لت‪ .‬األمر كما قيل أن الش يوعي وأن البع ثي وأن الناص ري هلم من ي دعمهم خبالف أهل‬
‫الس نة وال دعاة إىل اهلل ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي {ومن يكسب خطيئ ةً أو إمثًا مثّ ي رم به بريئًا فقد‬
‫احتمل هبتانًا وإمثًا مبينًا‪.}5‬‬
‫وإنين أقول إلخواين الدعاة إىل اهلل يف مجيع البالد اإلسالمية‪ :‬عليهم أن يشمروا عن ساعد اجلد‪ ،‬وعليهم أن‬
‫يقصدوا بدعوهتم وجه اهلل‪ ،‬ال ألجل الكراسي‪ ،‬وال ألجل املناصب‪ ،‬وال ألجل حطام الدنيا‪ ،‬إن اهلل ال يقبل من‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النمل‪ ،‬اآلية‪.27:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.6:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.2:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.58:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.112:‬‬
‫خالص ا لوجهه‪ .‬الدعوة إىل اهلل أرفع من الكراسي وأرفع من املناصب وأرفع من حطام الدنيا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫العمل إال ما كان‬
‫{ومن أحسن ق والً ممّن دعا إىل اهلل وعمل ص احلًا وق ال إنّين من املس لمني‪ .}1‬نعم رب الع زة يق ول يف كتابه‬
‫الكرمي‪{ :‬وال هتنوا يف ابتغاء القوم إن تكونوا تأملون ف إهّن م يأملون كما تأملون وترجون من اهلل ما ال يرجون‪،}2‬‬
‫أنتم عندكم كتاب اهلل وعندكم سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬وأعداؤكم من شيوعيني ومن‬
‫بعث يني ومن ناص ريني ومن رافضة ومن ص وفية دع ايتهم مبنية على الك ذب‪ ،‬دع ايتهم مبنية على التل بيس‪ ،‬دع ايتهم‬
‫مبنية على اخليان ة‪ ،‬ال دعاة إىل اهلل ليس هلم ناصر إال اهلل س بحانه وتع اىل وكفى باهلل نص ًريا‪ ،‬ويق ول تع اىل يف‬
‫كتابة الك رمي مثبّتًا لعب اده املؤم نني‪{ :‬وال هتن وا وال حتزن وا وأنتم األعل ون إن كنتم مؤم نني إن ميسس كم ق رح فقد‬
‫‪3‬‬
‫الس لم وأنتم‬
‫مس القوم قرح مثله وتلك األيّام نداوهلا بني النّ اس } ويقول سبحانه وتعاىل‪{ :‬فال هتنوا وتدعوا إىل ّ‬ ‫ّ‬
‫‪4‬‬
‫األعلون واهلل معكم ولن يرتكم أعمالكم }‪ ،‬لكن ينبغي أن ال تكون الدعوة دعوة ثورات‪ ،‬ودعوة انقالبات فإهّن ا‬
‫تفسد أك ثر مما تص لح تك ون دع وة املس لمني إىل كت اب رهّب م وإىل س نة ن بيهم حممد رس ول اهلل ص لى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وسلم‪ .‬وفق اهلل اجلميع ملا حيب ويرضى‪.‬‬
‫*****‬
‫احلمد هلل رب الع املني وص لى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وص حبه أمجعني وأش هد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال شريك له وأشهد أن حممد عبده ورسوله‪ ..‬أما بعد‪:‬‬
‫احلق وزهق الباطل إ ّن الباطل كان زهوقًا‪ ،}5‬يف هذه اآلية‬
‫فيقول اهلل تعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬وقل جاء ّ‬
‫أيض ا تبشري من اهلل س بحانه وتع اىل على أن الباطل ال يس تطيع أن يثبت أم ام احلق‪ ،‬ويق ول تع اىل‪:‬‬
‫املباركة ً‬
‫وأما ما ينفع النّ اس فيمكث يف األرض‪ .}6‬فنحمد اهلل س بحانه وتع اىل ال ذي أيقظ‬
‫الزبد في ذهب جف اءً ّ‬ ‫{فأما ّ‬
‫ّ‬
‫رأس ا‬
‫وأيض ا غري اليمن يني بنجد وب أرض احلرمني ومبص ر‪ ،‬وقد أص بح كثري منهم ال يرفع ً‬
‫ً‬ ‫قومنا اليمن يني خاصة‬
‫إىل هذه الدعاية اخلبيثة اليت هي نسبة إىل عامل من العلماء أثىن عليه علماء اإلسالم‪ ،‬يقول‪ :‬حممد بن إمساعيل‬
‫األمري الصنعاين رمحه اهلل يف حممد ابن عبدالوهاب رمحه اهلل‪-:‬‬
‫يعيد لنا الش رع الش ريف مبا‬ ‫لقد ج اءت األخب ار عنه‬
‫دع منه فوافق ما‬ ‫يبديومبت‬ ‫بأهنوينشر جه ًرا ما ط وى كل‬
‫عنديمش اهد ضل الن اس فيها‬ ‫ج اهلويعمر أرك ان الش ريعة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.33:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.104:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.140:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة حممد‪ ،‬اآلية‪.35:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية‪.81:‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة الرعد‪ ،‬اآلية‪.17:‬‬
‫عن الرشديغوث وود بئس‬ ‫هادماأع ادوا هبا معىن س واع‬
‫ً‬
‫ذلك من ودكما يهتف‬ ‫ومثلهوقد هتف وا عند الش دائد‬
‫املض طر بالص مد الف ردأهلت‬ ‫بامسهاوكم عق روا يف س وحها‬
‫ًرا على‬ ‫لغري اهلل جه‬ ‫من عق ريةوكم ط ائف ح ول‬
‫عمدومس تلم األرك ان منهن‬ ‫القبور مقبّل‬
‫باأليدي‬
‫على الدعاة إىل اهلل أن يثبتوا على احلق‪ ،‬وقد قلنا يف غري ما درس ويف غري ما خطبة‪ :‬إنه كذب وافرتاء‬
‫أن ينس بونا إىل الش يخ حممد بن عب دالوهاب‪ ،‬فإننا ال نرضى أن ننتسب إال إىل رس ول اهلل ص لى اهلل عليه‬
‫وعلى آله وس لم ال ذي هو ش فيعنا وحبيبنا وأخرجنا اهلل س بحانه به من الظلم ات إىل الن ور‪ ،‬فتلكم ال دعايات‬
‫س تزول‪ ،‬ف النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم لقب بالص ابئ‪ ،‬أي اخلارج من دينه إىل دين آخ ر‪ ،‬أما حنن‬
‫أيض ا ومل‬
‫فلم خنرج من ديننا إىل دين آخ ر‪ ،‬ومل نك ّفر آباءنا وأج دادنا كما يزعم ون‪ ،‬ومل نك ّفر األولي اء ً‬
‫نبغض أهل بيت النب وة‪ ،‬فقد تكلمنا يف غري ما خطبة يف فض ائل أهل بيت النب وة ومل نبغض الص احلني ومل‬
‫نكفر جمتمعنا الذي نعيش فيه ومل نستجيز اخلروج على حكومة مسلمة‪ ،‬فليبلغ الشاهد الغائب‪ ،‬وبعدها تذوب‬
‫وتكون تلكم الدعايات سببًا النتشار السنة‪ ،‬يقول سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬إ ّن الّ ذين جاءوا باإلفك‬
‫لكل امرئ منهم ما اكتسب من اإلمث والّذي ت وىّل كربه‬ ‫شرا لكم بل هو خري لكم ّ‬ ‫عصبة منكم ال حتسبوه ًّ‬
‫خريا وقالوا هذا إفك مبني‪.}1‬‬
‫ظن املؤمنون واملؤمنات بأنفسهم ً‬
‫منهم له عذاب عظيم لوال إذ مسعتموه ّ‬
‫إذا مسعت رجالً يق ول‪( :‬ذاك وه ايب) ف اعلم أنه أحد رجلني‪ ..‬إما خ بيث خمبث‪ ،‬وإما جاهل ال يع رف‬
‫كوعه من بوع ه‪ ،‬فرية كب رية على ال دعاة إىل اهلل ورب الع زة يق ول يف كتابه الك رمي‪{ :‬إ ّن الّ ذين حيبّ ون أن‬
‫تش يع الفاحشة يف الّ ذين ءامن وا هلم ع ذاب أليم يف ال ّدنيا واآلخ رة واهلل يعلم وأنتم ال تعلم ون‪ ،}2‬مسانا اهلل‬
‫مس لمني وحنن أمة حممد ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم ال نرضى مبحمد ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‬
‫بديالً‪ ،‬ال نرضى أن ننتسب إىل شافعي وال إىل زيدي وال إىل وهايب وال إىل غري ذلك‪ ،‬ذلكم العامل اجلليل‬
‫ال ذي يزعم ون أهّن م يس يئون إىل من انتسب إلي ه‪ ،‬أنصح كل أخ يف اهلل أن يق رأ كتابه "كت اب التوحيد" ل رتوا‬
‫آية قرآنية وحديثًا نبويًا‪ ،‬ذلك الكتاب العظيم على أن فيه بعض األحاديث الضعيفة ولكن ال تضر فقد بينت‬
‫يف "النهج الس ديد"‪ ،‬انظ روا و((ال تكون وا ّإمع ةً‪ ،‬تقول ون‪ :‬إن أحسن النّ اس أحس نّا‪ ،‬وإن ظلم وا ظلمن ا‪ ،‬ولكن‬
‫وطّنوا أنفسكم إن أحسن النّاس أن حتسنوا وإن أساءوا فال تظلموا))‪ .‬واهلل املستعان‪.‬‬
‫*****‬
‫احلمد هلل رب الع املني وص لى اهلل على نبينا حممد وعلى آله وص حبه أمجعني وأش هد أن ال إله إال اهلل‬
‫وحده ال شريك له وأشهد أن حممد عبده ورسوله‪ ..‬أما بعد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.11:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النور‪ ،‬اآلية‪.19:‬‬
‫نرجع إىل مس ألة (وهابي ه) فإهّن ا هتمن ا‪ ،‬أنت إذا نظ رت إىل جمتمعنا إىل اجملتمع اإلس المي من حيث هو‬
‫منتشرا‪ ،‬وشرب‬‫ً‬ ‫أيض ا‪ :‬لوجدت الزنا‬ ‫بني مستقل ومستكثر فيما نذكره‪ ،‬وبني مستخف ومستعل فيما سنذكره ً‬
‫اخلمر منتش ًرا‪ ،‬والفس وق والفج ور جبميع أنواع ه‪ ،‬والقتل والقت ال بني املس لمني‪ ،‬ووج دت كل شر يف جمتمعنا‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ووجدت الرحالت لشباب املسلمني إىل أمريكا وإىل روسيا وإىل العراق‪ ،‬حىت ما يرجع الشاب إال‬
‫وهو حيتقر جمتمعه املس لم وي رى أب اه كرتونًا ما نس مع يف جمتمعنا من ينفر عن ه ذه املص ائب واألوابد اليت‬
‫تصينب الّذين ظلموا‬
‫ّ‬ ‫تؤذن بعقوبة من اهلل عز وجل‪ ،‬فإن اهلل عز وجل يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬واتّقوا فتنةً ال‬
‫خاص ةً‪ ،}1‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬ال خري يف كثري من جنواهم إالّ من أمر بص دقة أو مع روف أو‬ ‫ّ‬ ‫منكم‬
‫إصالح بني النّاس‪}2‬‬
‫هذه األمور واملنكرات املوجودة اليت تؤذن بعقوبة عاجلة للمسلمني وتؤذن خبزي للمجتمع املسلم‪ ،‬ما‬ ‫كل‬
‫يتمعر هلا وينكره ا‪ ،‬والنيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬ما من ق وم يعمل فيهم باملعاصي‬ ‫جند من‬
‫عمهم اهلل بعقاب‪.))‬‬
‫منهم وأمنع ال يغرّي ون إالّ ّ‬ ‫أعز‬
‫هم ّ‬
‫يعلم من ه ذا أنه أمر خمطط من قبل أع داء اإلس الم‪ ،‬وب دء ه ذه الكلمة أو ه ذه ال دعايات اخلبيثة أمر‬
‫املر‬
‫سياس ي‪ ،‬وهو أن إخواننا النج ديني عند أن وقف وا يف وجه الش ريف حسني ويف وجه األت راك وأذاق وهم ّ‬
‫بعد ه ذا ش نوا ه ذه الدعاية وس اعدهم علم اء الس وء كأمحد زيين دحالن املخ رف قاضي مك ة‪ ،‬ذلكم الرجل‬
‫رد هبا على الوهابي ة‪ ،‬من أجل ه ذا فنحن نق ول إلخواننا العامة ‪-‬وه ذا‬ ‫الض ليل فقد ألّف كتبًا ي زعم أنه ي ّ‬ ‫ّ‬
‫الكتاب من أجلهم فقط‪ -‬كذلك إلخواننا من طلبة العلم املبتدئني نقول هلم‪ :‬إياكم أن تغرتوا مبن يروج هذه‬
‫الدعاية اخلبيثة اليت يريد هبا فصل أهل العلم وفصل الدعاة إىل اهلل عن اجملتمع املسلم‪ ،‬ألن أهل العلم والدعاة‬
‫إىل اهلل هم يعت ربون ح راس اجملتمع املس لم‪ ،‬أما ما ع داهم فأتب اع كل ن اعق‪ ،‬وامسع ب ارك اهلل فيك إىل قصة‬
‫ق ارون عند أن خ رج على قومه يف زينت ه‪ ،‬ق ال اهلل تع اىل‪{ :‬فخ رج على قومه يف زينته ق ال الّ ذين يري دون‬
‫ظ عظيم*‪ ‬وق ال الّ ذين أوت وا العلم ويلكم ث واب اهلل‬‫احلي اة ال ّدنيا ي اليت لنا مثل ما أويت ق ارون إنّه ل ذو ح ّ‬
‫الص ابرون*‪ ‬فخس فنا به وب داره األرض فما ك ان له من فئة‬ ‫خري ملن ءامن وعمل ص احلًا وال يل ّقاها إالّ ّ‬
‫ينصرونه من دون اهلل وما كان من املنتصرين*‪ ‬وأصبح الّ ذين متنّ وا مكانه باألمس يقولون ويكأ ّن اهلل يبسط‬
‫من اهلل علينا خلسف بنا ويكأنّه ال يفلح الكافرون‪.}3‬‬ ‫الرزق ملن يشاء من عباده ويقدر لوال أن ّ‬ ‫ّ‬
‫يف هذه اآليات دليل على أن العامة أتباع كل ناعق‪ ،‬من أجل هذا فالشيوعيون والبعثيون والناصريون والرافضة‬
‫يركزون على هذه الكلمة ليفصلوا بني الدعاة إىل اهلل وبني اجملتمع‪ .‬وإذا عرفت أن من مصادر هذه الدعاية اخلبيثة‬
‫ّ‬
‫أمحد زيين دحالن قاضي مك ة؛ فينبغي أن تع رف أن الش خص لو ك انت حليته متأل ص دره أو ك انت عمامته مثل‬
‫إطار السيارة فأنت ال تلتفت إليه إذا مسعته يقول (وهايب) واعلم أن الرجل مفتون وأنه صاحب فتنه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األنفال‪ ،‬اآلية‪.25:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.114:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.82-79:‬‬
‫م اذا ينقم ون على ال دعاة إىل اهلل؟ إال أهّن م يص لون كل ص الة يف وقته ا! إال أهّن م ال يتع املون يف البن وك‬
‫الربوي ة! إال أهّن م ينك رون الفن ادق اليت هبا الفس اد! إال أهّن م ينك رون اختالط الرج ال و النس اء يف اجلامع ات‬
‫واملدارس! إال أهّن م يعبدون اهلل كما جاء يف كتاب اهلل ويف سنة رسوله صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم!‪.‬‬

‫بعض الن اس اجلهلة يقول ون أن دع وة حممد بن عب دالوهاب دع وة شر ويس تدلون‬ ‫السؤال‪:32‬‬


‫اللهم ب ارك لنا يف ش امنا ويف ميننا ق ال ق الوا ويف جندنا‪ ..‬إىل أن ق ال‪ :‬هن اك ال ّزالزل والفنت‬
‫حبديث‪ّ (( :‬‬
‫الشيطان)) أرجو أن تبينوا كيفية رد هذه الشبهة؟‬‫وهبا يطلع قرن ّ‬
‫اجلواب‪ :‬أما دعوة الشيخ حممد بن عبدالوهاب فإهّن ا دعوة مباركة‪ ،‬وأنت إذا قرأت يف كتابه "كتاب التوحيد" جتده‬
‫كما قلنا يستدل بآية قرآنية وحديث نبوي‪ ،‬سواء أكان يف باب تعليق احلروز والعزائم‪ ،‬أم كان يف‬
‫باب دعاء غري اهلل‪ ،‬أم كان يف باب التحذير من بناء القباب على القبور‪ ،‬جتده يستدل بآية قرآنية‬
‫وحديث نبوي وقد نفع اهلل بدعوته اإلسالم واملسلمني‪.‬‬
‫اللهم ب ارك لنا يف ش امنا ويف ميننا)) ق الوا‪ :‬ويف جندنا‪ ..‬إىل أن ق ال‪(( :‬هن اك ال ّزالزل والفنت‬
‫أما ح ديث‪ّ (( :‬‬
‫الش يطان)) فإنه ال يلزم استمراره يف مجيع األوقات‪ ،‬فممكن أن يأيت يف وقت مث يف وقت مث‬ ‫وهبا يطلع قرن ّ‬
‫يف وقت مث يف وقت‪ ،‬ملاذا؟ انظر حالة الش ام اآلن كيف هي هبا نص ريية أكفر من اليه ود والنص ارى ولست‬
‫أعين أن أهل الش ام كلهم ك ذلك‪ ،‬وانظر إىل ح ال اليمن ف اليمن اليت هي بل دنا اليمن الش مالية ففيها عمل‬
‫ص احل وآخر س يئ‪ ،‬أما ع دن اليت تعترب من اليمن ففيها ش يوعية محراء وفقر م دقع وخ وف م زعج‪ ،‬نس أل اهلل‬
‫العظيم أن يزيل حكم الشيوعيني وأن يدحرهم‪ ،1‬فهذا احلديث ال يلزم استمراره‪.‬‬
‫أيضا أبوهريرة يقول‪ :‬ال أزال أحب بين متيم ملا مسعت من ثالث‪ :‬األولى‪ :‬أنه جاء سيب فقال‬ ‫مث بعد ذلك ً‬
‫النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يف ام رأة من السيب ((إهّن ا من ولد إمساعيل))‪ .‬الثانية‪(( :‬أهّن م أش ّد النّ اس‬
‫على ال ّدجال))‪ .‬الثالثة‪ :‬عندما جاء خراجهم قال النيب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪(( :‬هذا خراج قومي)) أو‬
‫هبذا املعىن‪.‬‬
‫أيض ا النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬أهّن م أش ّد النّ اس على ال ّدجال)) نعم إن‬
‫مث بعد ذلك ً‬
‫س بب ن زول ق ول اهلل عز وج ل‪{ :‬إ ّن الّ ذين ينادونك من وراء احلج رات أك ثرهم ال يعقل ون‪ ،}2‬هم بنو متيم‬
‫لكن ينبغي أن يعلم أنه يف ذلك ال وقت ك ان فيهم مس يلمة الك ذاب وك انت اجلف اوة البدوية تغلب عليهم‪،‬‬
‫ولكن هلم حسنات وهلم سيئات كغريهم من املسلمني واهلل املستعان‪.‬‬
‫القصد أن دع وة الش يخ حممد بن عب دالوهاب انتفع هبا املس لمون‪ ،‬وما أك ثر املس لمني ال ذين أنق ذهم اهلل من‬
‫الض الل ومن الب دع واخلراف ات بس بب كتبه رمحه اهلل تع اىل‪ .‬وأنت إذا ق رأت يف كتابه "كت اب التوحيد" كما‬
‫أسلفت جتده يأيت بآية قرآنية وحبديث نبوي‪ .‬ولنذكر شيئًا من اآليات القرآنية اليت استدل هبا‪ ،‬مما استدل به على‬
‫هن‬
‫أنه ال يكشف الضر إال اهلل س بحانه وتع اىل‪{ :‬قل أف رأيتم ما ت دعون من دون اهلل إن أرادين اهلل بض ّر هل ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬وقد فعل واحلمد هلل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.4:‬‬
‫وأيض ا قوله تع اىل‪{ :‬والّ ذين ت دعون من دونه ما‬
‫ً‬ ‫هن ممس كات رمحته‪،}1‬‬
‫كاش فات ض ّره أو أرادين برمحة هل ّ‬
‫ميلكون من قطمري * إن تدعوهم ال يسمعوا دعاءكم ولو مسعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم‬
‫وال ينبّئك مثل خبري‪ ،}2‬فهو ي ذكر اآلية القرآنية واحلديث النب وي‪ ،‬وميكن أن يس تفيد كل ش خص من ذلك‬
‫الكتاب واحلمد هلل‪.‬‬

‫ما املقصود بنجد اليت ورد ذكرها يف احلديث أهي جند احلجاز أم جند العراق؟‬ ‫السؤال‪:33‬‬
‫جندا‪ ،‬وهكذا‬
‫اجلواب‪ :‬الذي يظهر أهّن ا تشمل هذا وهذا فنجد عبارة عما ارتفع من األرض‪ ،‬والعراق مرتفع ويسمى ً‬
‫جندا‪ ،‬ولكن إخواننا النجديني يريدون أن يرموا به أهل العراق‪،‬‬‫أيضا اليمامة وغريها فهو مرتفع ويسمى ً‬
‫ً‬
‫فالظ اهر أنه يش مل ه ذا وه ذا‪ ،‬وإن ج اء يف بعض الرواي ات (الع راق) فهو حيمل ب دليل أهّن ا كلها يف‬
‫املش رق‪ ،‬والنيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم أخرب أن الش مس تطلع بني ق رين ش يطان فكلها يف‬
‫املشرق‪ ،‬والظاهر أنه يشمل هذا وهذا‪.‬‬

‫نفقت ه ذه الدعاية اخلبيثة على كثري من اجلهلة وأص بحوا يعتق دون أن الوهابية دع وة‬ ‫السؤال‪:34‬‬
‫إىل تغيري ال دين‪ ،‬فما نص يحتك هلم وأي كت اب ت دهلم علي ه؟ ورمبا أطلق وا على كت اب "البخ اري" و"‬
‫‪‬مسلم" و"تفسري ابن كثري" أهّن ا كتب وهابية؟‬
‫اجلواب‪ :‬سؤال حسن‪ ،‬الذي ينبغي أن يعلم أن الشيخ حممد بن عبدالوهاب ليس له مؤلفات كثرية حىت يظن أنه‬
‫يريد أن يغري ال دين فله "كت اب التوحيد" وله "الثالثة األص ول" وله "كشف الش بهات" وله "مس ائل‬
‫اجلاهلية" وله رس ائل‪ ،‬ومن يريد أن يع رف دع وة الش يخ حممد ابن عب دالوهاب فأنا أنص حه بق راءة‬
‫"ال درر الس نية" حىت كأنه جمالس للش يخ حممد بن عب دالوهاب‪ ،‬وهو رجل مص لح اف رتي عليه يص يب‬
‫وخيطئ وجيهل ويعلم‪ ،‬ولس نا جنيز تقلي ده وال تقليد غ ريه من العلم اء‪ ،‬بل ننصح كل مس لم أن يأخذ‬
‫دينه من كت اب اهلل ومن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬أنصح إخواين وأبنائي إذا‬
‫أرادوا أن يعرف وا دع وة الش يخ حممد بن عب دالوهاب ك أهّن م جمالس وه ومعاص روه أنص حهم أن يق رءوا‬
‫"الدرر السنية"‪ .‬واحلمد هلل‪.‬‬

‫ذك رت كتب املدارس أن دع وة الش يخ حممد بن عب دالوهاب يف ب دايتها ك انت دع وة‬ ‫السؤال‪:35‬‬
‫توحيد حقًّا‪ ،‬وعند أن اتصلت بآل سعود صارت دعوة سياسية‪ ،‬هل هذا صحيح؟‬
‫اجلواب‪ :‬احلكومات يف مجيع البالد اإلسالمية تسحب األمور لصاحلها ولصاحل الكراسي لكن أنا أسألك أيها القائل‪:‬‬
‫هل تس تطيع احلكومة الس عودية أن تغري "كت اب التوحيد"؟ أو تغري "كشف الش بهات" أو تغري "مس ائل‬
‫اجلاهلية" أو تغري ه ذه الكتب؟ ال تس تطيع‪ .‬ف دعوة الش يخ رمحه اهلل تع اىل ال يس تطيع أحد أن يغريها‬
‫فهي دعوة من كتاب اهلل ومن سنة رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم إىل كتاب اهلل وسنة‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية‪.38:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪.14-13:‬‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬

‫حممد بن عبدالوهاب خرج على احلاكم املسلم بل على اخلالفة اإلسالمية آنذاك‪ ،‬وأمر‬ ‫السؤال‪:36‬‬
‫ب املعروف وهنى عن املنكر بالي د‪ ،‬وممن ينس بون أنفس هم للعلم يزعم ون أن األمر ب املعروف والنهي عن‬
‫املنكر باليد ال جيوز‪ ،‬ويلوم ون الش باب إلح راقهم بعض أندية الفي ديو والس ينما وبعض األف راح اليت‬
‫يكون فيها شرب مخر وحشيش ونساء ترقصن عاريات‪ ،‬فهل تغيري املنكر باليد وارد كما فعل الشيخ‬
‫حممد بن عبدالوهاب أم هذا حيرم يف زماننا كما يزعم بعض الناس ويقولون‪ :‬يكفي اللسان؟‬
‫اجلواب‪ :‬نسأل إخواننا يف اهلل‪ :‬الشيخ حممد بن عبدالوهاب هل هو الذي خرج على األتراك؟ أم األتراك هم الذين‬
‫أرادوا أن يقتحم وا جند وأن يض موها إىل حك ومتهم وذلك بعد وفات ه‪ ،‬مث بعد ذلك األت راك انش غلوا‬
‫بقت ال اليمن يني وبقت ال النج ديني وفرط وا يف س بع مجهوري ات أخ ذهْت ا الش يوعية‪ .‬من تلكم اجلمهوري ات‬
‫(أرميني ة) ومنها القوق از ومنها (تركس تان)‪ ...‬اخل‪ ،‬فحكومة األت راك يف آخر أمرها ص ارت مبنية على‬
‫اجلهل وعلى الفس اد؛ فهو أراد أن يص ون بل ده من الفس اد‪ ،‬وك ذلك اليم نيون وهلم حق يف ذلك إذا‬
‫ظهر الفساد‪ ،‬وهي مسألة اجتهادية أي مسألة اخلروج على احلاكم املسلم إذا فسق‪ .‬مجهور أهل السنة‬
‫ال جييزون اخلروج على احلاكم املس لم إذا فس ق‪ ،‬ومنهم من جييز ويس تدل بفعل احلسني بن علي‪،‬‬
‫وبفعل ابن األش عث يف خروجه على يزيد وبفعل حممد بن احلسن امللقب ب النفس الزكية وبفعل زيد‬
‫كثريا‬
‫بن علي ومجاعته‪ .‬لكن كما قلنا‪ :‬أولئك الذين هامجوا جند وهامجوا اليمن وأعداء اإلسالم احتلوا ً‬
‫من األراضي اإلسالمية وأدخلوها الشيوعية بقهر املسلمني‪ ،‬واألتراك يقاتلون املسلمني فهي فتنة وقى اهلل‬
‫شرها وأسأل اهلل العظيم أن يقينا وإياكم شر كل ذي فتنة واهلل املستعان‪.‬‬
‫وأما تغيري املنكر باليد فيش رتط أال ي ؤدي املنكر إىل ما هو أنكر من ه‪ ،‬وأال يثري فتنة ب اخلروج على‬
‫احلاكم‪.‬‬

‫من تعلم يف هذا الزمن من العلماء الذي يروجون هذه الدعاية ويلمزون أهل السنة‬ ‫السؤال‪:37‬‬
‫هبا من علماء السوء؟‬
‫سخر إذاعته لسب الوهابية والتح ذير من الوهابية‪ ،‬مث‬‫اجلواب‪ :‬الذي أذكره يف هذا ال زمن‪ :‬إمام الضاللة اخلميين فإنه ّ‬
‫أيض ا الرافضة س واء أك انوا يف اليمن أم يف غري اليمن‪ ،‬وأذكر اآلن مث االً من ص عدة يظن‬ ‫بعد ذلك ً‬
‫العامة أنه ميطر به الغيث‪ ،‬ق ال‪ :‬قد أخ رج خالد يعين األمري خالد رمحه اهلل تع اىل عند أن ك ان أم ًريا‬
‫حنو كذا وكذا الذين يريدون أن خيربوا املذهب‪ ،‬ولكن حبمد اهلل يقول‪ :‬قد زحفت عدن وقربت عدن‬
‫سيأيت الفرج من قبل عدن‪.‬‬
‫يلتمس املسكني الفرج من الشيوعية‪ ،‬نعم لو جاءتك يا مسكني لسحبت بلحيتك واستحلت ما حرم اهلل‪،‬‬
‫فالش يعة هلم مواقف س يئة ضد املس لمني من زمن ق دمي‪ ،‬وقد أخرب ش يخ اإلس الم ابن تيمية وتلمي ذه ال ذهيب‬
‫وتلميذه ابن كثري ثالثتهم أخربوا‪ :1‬أن للرافضة مواقف ضد املسلمني مع اليهود والنصارى‪ .‬مث بعد ذلكم اخلبيث‬
‫وأيض ا‬
‫ً‬ ‫الرافضي إم ام الض اللة اخلميين يق ول‪ :‬أوالً نب دأ مبكة مث خنرج إىل فلس طني‪ ،‬ه ذا ش أهنم أهّن م ينف رون‪،‬‬
‫رجل ضليل ي دعى حممد عل وي م الكي وآخر وه و‪ :‬أبوغ دة‪ ،‬نقل الش يخ ناصر ال دين األلب اين حفظه اهلل تع اىل‬
‫أيض ا ممن حيذر‪:‬‬
‫ليدرس فإذا هو يتلون‪ .‬وهكذا ً‬ ‫عنه أنه كان يسب الوهابية على املنابر فلما جاء إىل الرياض ّ‬
‫كثري من علماء السوء من األزهريني‪ :‬حممد الغزايل تارة يقول‪ :‬الوهابية وتارة يقول السلفية‪ ،‬كثري من األزهريني‬
‫ألهّن م خمرف ون فهم حيذرون من الوهابي ة‪ ،‬وجتد الص وفيني والرافضة وأهل ال دنيا‪ ،‬حىت أهل ال دنيا فال ذي يرتشي‬
‫إذا هنيته يقول‪ :‬أنت وهايب‪ ،‬يتسرتون هبذه الكلمة‪.‬‬

‫هل للش يخ حممد بن عب دالوهاب رمحه اهلل تع اىل م ذهب مس تقل يف الفقه أم أنه‬ ‫السؤال‪:38‬‬
‫حنبلي املذهب؟‬
‫اجلواب‪ :‬هو يق ول كما يف كت اب "ال درر الس نية"‪ :‬إنه حنبلي املذهب وليس جمته ًدا‪ ،‬وليس له كت اب مس تقل يف‬
‫واردا يف كت اب اهلل وال يف س نة‬
‫أيض ا مما يع اب عليه وعلى أمثاله ألن التم ذهب ليس ً‬ ‫الفق ه‪ .‬وه ذا ً‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬والتقليد داء بل هو عمى‪.‬‬
‫لكن ينبغي أن يعلم أن الش يخ حممد بن عب دالوهاب ‪-‬مع أنه يق ول‪ :‬إنه حنبلي‪ -‬ذكر يف كتابه أنه إذا‬
‫أراد أحد اتب اع العلم اء يف حترمي ما أحل اهلل أو حتليل ما ح رم اهلل فقد اختذهم أربابًا مث اس تدل بق ول اهلل‬
‫عز وجل‪{ :‬اخّت ذوا أحبارهم ورهباهنم أربابًا من دون اهلل واملسيح ابن مرمي‪.}2‬‬

‫بعض الناس يستدلون حبديث‪(( :‬لوال أ ّن الشمس تطلع من جند ما نظرت إليها)) قيل‪:‬‬ ‫السؤال‪:39‬‬
‫الرميّة)) فما صحة‬
‫الس هم من ّ‬
‫ملاذا؟ ق ال‪(( :‬ألنّه س وف يطلع منها علم اء ميرق ون من ال دين كما ميرق ّ‬
‫هذا احلديث؟‬
‫صحيحا‪ ،‬وما اطلعت عليه يف شيء من كتب السنة فيما أذكر‪ ،‬مث بعد ذلك هؤالء املوصوفون‬ ‫ً‬ ‫اجلواب‪ :‬ال أعلمه‬
‫هم اخلوارج من أي بل دة‪ ،‬وهم اخلوارج ال ذين خرج وا على علي بن أيب ط الب رضي اهلل عن ه‪،‬‬
‫منهم أناس من بالد شىت‪ ،‬بعضهم من اليمن وبعضهم من جند وبعضهم من األحساء‪.‬‬

‫إطالق كلمة (ش يخ اإلس الم) على الش يخ حممد بن عب دالوهاب هل هو غل ّو فيه أم‬ ‫السؤال‪:40‬‬
‫هو يستحقها؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال ذي يظهر أنه يس تحقها فقد نفع اهلل بدعوته الكثري الطيب وب ارك اهلل يف دعوته وانتفع هبا املس لمون‪.‬‬
‫واهلل املستعان‪.‬‬

‫يف ه ذه األي ام يك ثر اإلعالم الغ ريب والش رقي من الدندنة يف حتذير اجملاه دين األفغ ان‬ ‫السؤال‪:41‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬أما ابن تيمية ففي كتابه "منهاج السنة"‪ ،‬وأما ابن كثري ففي "البداية والنهاية" وأما الذهيب ففي "املنتقى خمتصر‬
‫منهاج السنة"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.31:‬‬
‫من اجملاهدين العرب املتطوعني من أهّن م يريدون أن يقيموا دولة وهابية يف أفغانستان؟‬
‫اجلواب‪ :‬األمر ليس كذلك‪ ،‬ولو كانوا يريدون أن يقيموا دولة وهابية يف أفغانستان لذهب مجع كبري من العرب‪،‬‬
‫أما أن ي ذهب ق در ألفني من الع رب مث يظن أهّن م يري دون أن يقيم وا دولة للع رب‪ ،‬أما أهّن م يري دون‬
‫الرب والتّقوى‬
‫إقامة دولة إسالمية فهذا ما يتمناه كل مسلم‪ ،‬واهلل سبحانه وتعاىل يقول‪{ :‬وتعاونوا على ّ‬
‫وال تع اونوا على اإلمث والع دوان‪ ،}1‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬انف روا خفافًا وثق االً وجاه دوا ب أموالكم‬
‫وأنفسكم يف سبيل اهلل‪ .}2‬فنحن مأمورون بإعانة إخواننا األفغان‪ ،‬مأمورون أن نعينهم مبالنا وبأنفسنا‪.‬‬
‫أما تلكم الدعاية اليت يري دون هبا أن يفص لوا املس لمني‪ ،‬أحب ش يء إليهم أن يفص لوا املس لمني‪ ،‬ذاك ع ريب‬
‫وذاك أعجمي‪ ،‬وحيرص ون على أن يفص لوا القبيلة الواح دة وعلى تش تيتها‪ ،‬واهلل س بحانه وتع اىل يق ول يف كتابه‬
‫تفرقوا‪،}4‬‬
‫مجيعا وال ّ‬
‫‪3‬‬
‫الكرمي‪{ :‬إمّن ا املؤمنون إخوة }‪ ،‬ويقول سبحانه وتعاىل يف كتابه الكرمي‪{ :‬واعتصموا حببل اهلل ً‬
‫مجيعا وأن نقف ًيدا واحدة والرسول صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم يقول‪:‬‬ ‫فنحن مأمورون أن نعتصم حببل اهلل ً‬
‫كل املسلم على املسلم حرام‪ ،‬دمه‪ ،‬وماله‪ ،‬وعرضه‪ ،‬التّقوى‬‫((املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال حيقره وال خيذله‪ّ ،‬‬
‫الش ّر أن حيقر أخ اه املس لم)) والرس ول ص لى اهلل‬
‫ههنا التّق وى ههنا ‪-‬يشري إىل ص دره ثالثً ا‪ -‬حسب ام رئ من ّ‬
‫وادهم‬
‫عليه وعلى آله وس لم يق ول يف كما "الص حيحني" من ح ديث النعم ان بن بش ري‪(( :‬مثل املؤم نني يف ت ّ‬
‫واحلمى‪ ))‬ويق ول الرس ول‬
‫ّ‬ ‫بالس هر‬
‫وت رامحهم وتع اطفهم مثل اجلسد إذا اش تكى منه عضو ت داعى له س ائر اجلسد ّ‬
‫ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم كما يف "الص حيحني" من ح ديث أيب موس ى‪(( :‬املؤمن للم ؤمن كالبني ان يش ّد‬
‫بعضا))‪.‬‬
‫بعضه ً‬
‫فأع داء اإلس الم يري دون أن يفرق وا بني املس لمني‪ ،‬ت ارة باسم العروبة وت ارة باسم القومية وت ارة بأمساء‬
‫يصطنعوهنا وال يستغرب‪ ،‬هذا ما نتوقعه من إذاعات أعداء اإلسالم أن ينفروا عن إخواننا األفغان‪ ،‬ألننا نعترب‬
‫إخوانً ا‪ ،‬الرس ول ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم يق ول‪(( :‬وكون وا عب اد اهلل إخوانًا)) فال يس تغرب أن ينف روا‬
‫ويقول وا إن الع رب يري دون أن حيتل وا أفغانس تان‪ ،‬يق ال هلم‪ :‬لو ك ان الع رب يري دون أن حيتل وا أفغانس تان ما‬
‫اقتصروا على نفر قليل‪ ،‬والذي نظن أن غالب الذين ذهبوا يريدون وجه اهلل والذب عن دين اإلسالم‪ ،‬ذاك‬
‫من اليمن وذاك من س وريا وذاك من مصر وذاك من أرض احلرمني وذاك من جند وذاك من الس ودان وذاك‬
‫من الفلي بني‪ ،‬وذاك من بالد ش ىت‪ ،‬ما مجعهم إال رض وان اهلل وما مجعهم إال حمبة نصر اهلل عز وج ل‪ ،‬حىت‬
‫إهّن م يف خصام مع إخواهنم األفغان من أجل بعض اجلهل املوجود يف األفغان‪ ،‬فلو أهّن م يريدون أن يثبوا على‬
‫احلكم ما فتحوا خصومات بينهم وبني إخواهنم األفغان ولكنها الدعايات اخلبيثة اليت نتوقع ما هو شر منها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة املائدة‪ ،‬اآلية‪.2:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪.41:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.10:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.103:‬‬
‫من هو صاحب كتاب "كشف االرتياب عن أتباع حممد ابن عبدالوهاب" وما حقيقة‬ ‫السؤال‪:42‬‬
‫هذا الكتاب؟‬
‫اجلواب‪ :‬ص احب الكت اب ه و‪ :‬حمسن أمني الع املي‪ ،‬رافضي خ بيث ي دعو إىل الش رك فهو جييز أن ي دعى غري اهلل‪،‬‬
‫ويبيح بن اء القب اب واملساجد على القب ور وهو ع دو لدود ألهل الس نة‪ ،‬وللشيخ حممد بن عبدالوهاب‬
‫ول دعاة الس نة‪ ،‬ومن املؤسف أنه يب اع بأرض نا‪ ،‬أما بنجد فأعتقد إهّن م ال يرتكونه ألنه بقي هن اك من‬
‫ي أمر ب املعروف وينهى عن املنك ر‪ ،‬وإىل اهلل املش تكى‪ ،‬فمؤلف الكت اب رافضي خ بيث ي دعو إىل الكفر‬
‫واإلحلاد وإىل التمسح بأتربة املوتى‪ ،‬ومن عجيب أم ره أنه يريد أن يص حح ح ديث عطية الع ويف ومن‬
‫ج رى جمرى عطية الع ويف ويريد أن يض عف ح ديث س فيان الث وري ووكيع بن اجلراح‪ ،‬وه ذا من‬
‫ضالل الرافضة ومن تلبيسهم‪.‬‬

‫بعض الن اس يتهم ون ال دعاة إىل اهلل ب أهّن م وه ابيون‪ ،‬وه ؤالء الن اس بعض هم ال يص لي‬ ‫السؤال‪:43‬‬
‫ويرتكب بعض املنكرات فما نصيحتكم هلم؟‬
‫اجلواب‪ :‬الذي أنصحهم أن يتقوا اهلل سبحانه وتعاىل فإن اهلل عز وجل يقول‪{ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا اتّقوا اهلل وقولوا‬
‫ديدا‪ ،}1‬ويق ول س بحانه وتع اىل‪{ :‬ما يلفظ من ق ول إالّ لديه رقيب عتيد‪ }2‬وأخرب النيب ص لى‬ ‫ق والً س ً‬
‫اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬إ ّن العبد ليتكلّم بالكلمة من رض وان اهلل ال يلقي هلا ب االً‪ ،‬يرفعه اهلل هبا‬
‫درج ات‪ ،‬وإ ّن العبد ليتكلّم بالكلمة من س خط اهلل ال يلقي هلا ب االً يه وي هبا يف جهنّم)) ف الواجب‬
‫عليهم أن يتق وا اهلل س بحانه وتع اىل وأن حيذروا من التل بيس على اإلس الم‪ ،‬ف إن ال ذي يصد عن‬
‫اإلس الم يتوع ده اهلل س بحانه وتع اىل بقول ه‪{ :‬الّ ذين يس تحبّون احلي اة ال ّدنيا على اآلخ رة ويص ّدون عن‬
‫عوجا أولئك يف ض الل بعيد‪ ،}3‬فه ذا ش أن من أراد أن ي دعو إىل االحنراف‬ ‫س بيل اهلل ويبغوهنا ً‬
‫وليعلم وا أهّن م ال يض رون ال دعوة ش يئًا وإمنا يض رون أنفس هم‪ ،‬فقد ق ام كف ار ق ريش وق الوا كما أخرب‬
‫اهلل عنهم‪{ :‬ال تسمعوا هلذا القرءان والغوا فيه لعلّكم تغلبون‪.}4‬‬
‫دعوهتم هذه رمبا تكون سببًا النتشار دعوة أهل السنة‪ ،‬فاألمر كما يقول األخ السائل حفظه اهلل‪ ،‬جتد‬
‫قاطعا للصالة متنتنًا مرتشيًا‪ ،‬ورمبا يكون زانيً ا‪ ،‬ورمبا يكون مرتكبًا جلميع اجلرائم‪ ،‬وتسمعه يقول‪:‬‬
‫الرجل خمزنًا ً‬
‫وهابية‪ ..‬وهابية‪.‬‬
‫فأقول (وهابية وهابية) خري منك؛ فهم أناس حيافظون على صلواهتم ويؤدون الصالة يف وقتها وال خيتلسون‬
‫أم وال املس لمني وال يرتكب ون ما ح رم اهلل‪ ،‬فكثري من الن اس على ه ذه احلالة ويظن ون أن الس نة حتول بينهم‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األحزاب‪ ،‬اآلية‪.70:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.18:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة إبراهيم‪ ،‬اآلية‪.3:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬سورة فصلت‪ ،‬اآلية‪.26:‬‬
‫وبني ش هواهتم‪ ،‬الس نة تع دهلم إىل ما هو خري هلم‪ ،‬وال حترم عليهم ش يئًا أحله اهلل هلم‪ ،‬فاحلمد هلل أم رهم‬
‫منقض واهلل املستعان‪.‬‬

‫ذكرت يف خطبة اجلمعة بعض قصيدة الشيخ حممد بن إمساعيل األمري يف مدح الشيخ‬ ‫السؤال‪:44‬‬
‫تراجعا من الصنعاين رمحه اهلل فما صحة‬
‫ً‬ ‫حممد بن عبدالوهاب‪ ،‬وقد ذكروا بعدها قصيدة أخرى تبدي‬
‫هذه األخرية؟‬
‫اجلواب‪ :‬الذي يظهر هو صحتها‪ ،‬واملعلق على الديوان يقول‪ :‬ال تصح لكن الذي يظهر هو صحتها‪ ،‬لكن إخواين‬
‫يف اهلل ينبغي أن نعلم أنه يق ول‪ :‬ما ت راجعت عما أث نيت عليه يف ش أن التوحي د‪ ،‬ت راجعت عما بلغين‬
‫عنه يف شأن القتال وسفك الدماء هذا الذي ت راجعت في ه‪ ،‬مث كالمها يص يب وخيطئ وجيهل ويعلم‪،‬‬
‫وال ذي يظهر أنه ج اء أن اس من جند فص دقهم حممد بن إمساعيل رمحه اهلل‪ ،‬واهلل يق ول يف كتابه‬
‫قوما جبهالة فتص بحوا على ما‬
‫الك رمي‪{ :‬ياأيّها الّ ذين ءامن وا إن ج اءكم فاسق بنبأ فت بيّنوا أن تص يبوا ً‬
‫فعلتم نادمني‪.}1‬‬

‫ما هي الفائدة اليت جينيها املنفرون بلمزهم املتمسكني بشرع اهلل بأهّن م وهابية؟‬ ‫السؤال‪:45‬‬
‫اجلواب‪ :‬عندهم فوائد دنيوية‪ ،‬مث بعد ذلك الشيطان يدفعهم‪ ،‬فسادن القرب الذي يؤتى بالذبائح إىل القرب‪ ،‬يظن أنه‬
‫لو اع رتف بالسنة النقطعت عنه الذبائح‪ ،‬وصاحب احلروز والعزائم الذي خيتلس أموال املسلمني يظن‬
‫أيض ا صاحب الرشوة يظن أنه لو اعرتف بسنة‬ ‫أنه لو اعرتف بالسنة النقطعت األموال عنه‪ ،‬وهكذا ً‬
‫رسول صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم وتفقه الناس لقطع وا الرشوة‪ ،‬فعندهم مصاحل شيطانية دنيوي ة‪.‬‬
‫أيضا مدير الضرائب ومدير‬ ‫ردا مجيال‪ ..‬وهكذا ً‬ ‫نسأل اهلل أن يهدينا وإياهم وأن يردنا وإياهم إىل احلق ً‬
‫وأيضا أعداء اإلسالم ال‬‫ً‬ ‫اجلمارك إىل غري ذلك كلهم يظنون أهّن م لو اعرتفوا بالسنة النقطعت املصاحل‪،‬‬
‫يستطيعون الوقوف يف وجه اإلسالم إال بالتنفري عنه بالكذب والتضليل‪ ،‬واهلل املستعان‪.‬‬

‫ما هو واجب ال دعاة إىل اهلل حنو ه ذه الدعاية اخلبيث ة؟ هل يتكلم ون عليها يف‬ ‫السؤال‪:46‬‬
‫دما يف ال دعوة إىل اهلل غري ملتف تني إىل ه ذه ال دعوة اخلبيثة وغريها من‬ ‫املس اجد؟ أم ميش ون ق ً‬
‫الدعايات؟‬
‫قدما يف الدعوة إىل اهلل وأن حيذروا املسلمني من الدعايات اليت تصدهم عن‬ ‫اجلواب‪ :‬هذا وهذا ينبغي أن ميشوا ً‬
‫انت ص فيّة يف‬‫ذكر الل ه وتص دهم عن ال دعوة‪ ،‬ف النيب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم عند أن ك ْ‬
‫يب‬
‫فلما رأيا النّ ّ‬
‫املس جد مث أرادت أن خترج ‪-‬وك ان معتك ًف ا‪ -‬خ رج معه ا‪ ،‬فم ّر رجالن من األنص ار ّ‬
‫يب ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم‪(( :‬على رس لكما‬ ‫ص لى اهلل عليه وعلى آله وس لم أس رعا‪ ،‬فق ال النّ ّ‬
‫الش يطان جيري من اإلنس ان جمرى‬
‫يي)) فق اال‪ :‬س بحان اهلل يا رس ول اهلل‪ .‬ق ال‪(( :‬إ ّن ّ‬
‫إهّن ا ص فيّة بنت ح ّ‬
‫ال ّدم))‪ ،‬ورب العزة يقول يف كتابه الكرمي‪{ :‬ولتستبني سبيل اجملرمني‪ ،}2‬ويقول‪{ :‬قل هذه سبيلي أدعو‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة احلجرات‪ ،‬اآلية‪.6:‬‬
‫إىل اهلل على بص رية أنا ومن اتّبعين‪ ،}1‬ويق ول س بحانه وتع اىل حاكيا عن فرع ون وهو ي روج دعوت ه‪:‬‬
‫الرش اد‪ ،}2‬ويق ول يف ش أن موس ى‪{ :‬إيّن أخ اف أن‬
‫{ما أريكم إالّ ما أرى وما أه ديكم إالّ س بيل ّ‬
‫يب ّدل دينكم أو أن يظهر يف األرض الفس اد‪ ،}3‬فال بد من تزييف الباطل وال دفاع عن ال دعوة‪،‬‬
‫ومتضي يف سبيلها هذا واحلمد هلل‪ ،‬ولكن ما نبقى نتشاغل بالرد على فالن أو فالن فهم يريدون منا‬
‫ه ذا‪ ،‬منضي ق دما ويف أثن اء اخلطب أو يف أثن اء الكالم ن رد على أولئك ال ذين يري دون أن يص دوا‬
‫الناس عن اخلري‪.‬‬

‫ما حكم الذي يقول‪ :‬الوهابية أخطر على اإلسالم من الشيوعية؟‬ ‫السؤال‪:47‬‬
‫اجلواب‪ :‬ه ذا إما أن يك ون ج اهالً وقد تق دم الكالم على اجلاهلني يف غري ه ذا اجمللس‪ ،‬وأما أن يك ون خبيثًا‬
‫كافرا ولو كان مينيًا وعنده جنبية‪ 4‬وهو يربم العمامة‪ ،‬أو يرخي الذؤابة على‬ ‫شيوعيًا‪ ،‬والشيوعي يعترب ً‬
‫ميين ه‪ ،‬وال تظن وا أنه ال توجد ش يوعية إال يف ع دن‪ ،5‬أو ال توجد ش يوعية إال يف روس يا‪ ،‬ال‪ ،‬رمبا‬
‫يوجد مس ؤول وهو ش يوعي ههن ا‪ ،‬وال واجب على إخواننا املس ؤولين الكب ار أن ال يركن وا إىل أولئك‬
‫ال ذين اهّت م وا بش يوعية أو بعثية أو ناص رية‪ ،‬ف إن اهلل عز وجل يق ول‪{ :‬وال ْتركن وا إىل الّ ذين ظلم وا‬
‫دونكم ال يأْ ْ‬
‫‪6‬‬
‫لونكم خباالً‬ ‫ْ‬ ‫من‬
‫فتمسكم النّار }‪ ،‬ويقول اهلل تعاىل‪{ :‬ياأيّها الّذين ءامنوا ال تتّخذوا بطانةً ْ‬
‫ّ‬
‫تم‬
‫صدورهم أ ْكرب ق ْد ّبينّا لكم اآليات إ ْن كْن ْ‬
‫ْ‬ ‫واههم وما ختْفي‬
‫من أفْ ْ‬ ‫ودوا ما عنتّ ْم ق ْد بدت الْب ْغضاء ْ‬
‫ّ‬
‫‪7‬‬
‫ْتعقلون }‪ ،‬فالواجب أن يبعد أي مسؤول يتهم بأنه شيوعي أو من اجلبهة‪ ،‬إذا مل يتب توبة صادقة‪،‬‬
‫واهلل املستعان‪.‬‬

‫ماذا تستفيد األحزاب من هذه الدعاية اخلبيثة؟‬ ‫السؤال‪:48‬‬


‫اجلواب‪ :‬تنبيه حس ن‪ :‬األح زاب تريد أن يتش اغل املس لمون فيما بينهم فهم يري دون أن حيارش وا أن يض ربوا الع امل‬
‫بالع امل‪ ،‬واجلماعة باجلماع ة‪ ،‬والقبيلة بالقبيل ة‪ ،‬وش يخ القبيلة بش يخ القبيل ة‪ ،‬وهم ينف ذون خمطط اهتم فلهم‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.55:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية‪.108:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.29:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬سورة غافر‪ ،‬اآلية‪.26:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ‬خنجر يوضع على احلزام يعد من متام زينة اليمنيني‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬مث زلزل اهلل أقدام الشيوعيني يف اليمن وأراح املسلمني منهم‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ ‬سورة هود‪ ،‬اآلية‪.113:‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ ‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.118:‬‬
‫غرض وهلم فائدة‪ ،‬أي فائدة‪ ،‬رمبا أكثر الفائدة ترجع إليهم هم؛ ألن املسلمني يشتغل بعضهم ببعض‬
‫وهم ينفذون خمططاهتم اخلبيثة ويثبون على بالد املسلمني‪.‬‬

‫مباذا يرد على الذين يقولون أن الوهابية عندهم دين جديد وما هي الوهابية؟‬ ‫السؤال‪:49‬‬
‫اجلواب‪ :‬أما الوهابية فهم من اتبع الش يخ حممد بن عب دالوهاب رمحه اهلل تع اىل‪ ،‬أما دع اة أهل الس نة فبحمد اهلل‬
‫فهم ال ي دعون إىل طريقة من هو أفضل من الش يخ حممد بن عب دالوهاب؛ فهم ال يقول ون للن اس‪:‬‬
‫كونوا زيديني‪ ،‬وال‪ :‬كونوا شافعيني‪ ،‬وال‪ :‬كونوا حنابلة‪ .‬بل يقولون للناس‪ :‬اتبعوا سنة رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫وهذه الدعاية اخلبيثة صادرة من الشيوعيني والبعثيني والناصريني والشيعة يريدون هبا الصد عن الدعاة إىل‬
‫اجزا‪ ،‬ال دعاة إىل اهلل يري دون للمس لمني اخلري والس عادة‪،‬‬
‫اهلل‪ ،‬وأن جيعل وا بني ال دعاة إىل اهلل وبني املدعوين ح ً‬
‫ويريدون هلم األمن واالستقرار‪ ،‬وأولئك يريدون الصد عن الدعاة إىل اهلل‪ ،‬ألهّن م يف شعب مسلم ال يستطيعون‬
‫أن يظهروا ما لديهم من الشيوعية والبعثية والناصرية‪ ،‬يقولون‪ :‬هذا وهايب‪ .‬أي ينتسب إىل حممد بن عبدالوهاب‬
‫يوما من األي ام إىل م ذهب حممد بن عب دالوهاب‪ ،‬بل نعت ربه عاملا من العلم اء يص يب وخيطئ‬ ‫وحنن ما دعينا ً‬
‫ً‬
‫وجيهل ويعلم ولو كنا مقلدين حملمد بن عبدالوهاب لقلدنا أبا بكر الصديق أو لقلدنا عمر الفاروق أو لقلدنا‬
‫عثمان أو علي بن أيب طالب لكننا نقول إلخواننا املسلمني‪ :‬تعالوا إىل كلمة سواء بيننا وبينكم أال حن ّكم إال‬
‫كت اب اهلل وس نة رس ول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬ولس نا ن دعو الناس إىل اتباعنا ألننا بشر وطلبة‬
‫علم نص يب وخنطئ وجنهل ونعلم‪ ،‬وال نريد أن نس تكثر بالن اس ولس نا نريد أن خنطط النقالب ات أو لث ورات‬
‫حىت نستكثر بالناس نريد أن نتمسك بكتاب ربنا وبسنة نبينا حممد صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ ،‬الكتاب‬
‫مستقيما‬
‫ً‬ ‫والسنة الذين إذا متسكنا هبما كنا على هدى‪ ،‬رب العزة يقول يف كتابة الكرمي‪{ :‬وأ ّن هذا صراطي‬
‫وص اكم به لعلّكم تتّق ون‪ ،}1‬فلنتبع كت اب اهلل وس نة‬‫الس بل فتف ّرق بكم عن س بيله ذلكم ّ‬ ‫ف اتّبعوه وال تتّبع وا ّ‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪.‬‬
‫وأولئك ال ذين يقول ون ه ذا وه ايب أبغيك تنظر إليهم بنظر دقيق جتده مرتزقًا ص احب قرب أو ص احب‬
‫حروز وعزائم أو صاحب رشوة‪ ،‬عندنا بعض القضاة ههنا خيتلس أموال الناس بالرشوة والطيافات وإذا مسعوا‬
‫بال داعي إىل اهلل ق الوا‪ :‬وه ايب ج اء يغري ال دين‪ ،‬من ال ذي ج اء ب دين جديد هو ال ذي يق ول للن اس حنن نريد‬
‫اتباعا جلم ال عبدالناصر ال ذي أراد أن يطبق االش رتاكية‪،‬‬
‫اش رتاكية أو نتبع م اركس ولي نني أو نريد أن نك ون ً‬
‫أتباعا مليشيل عفلق البعثي أعاذنا اهلل من ذلك‪ .‬وحسبنا اهلل ونعم الوكيل‪.‬‬
‫أو يريد أن نكون ً‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬سورة األنعام‪ ،‬اآلية‪.153:‬‬

You might also like