50

You might also like

You are on page 1of 32

‫المؤتمر العلمي الدولي‬

‫عولمة اإلدارة في عصر المعرفة‬


‫(‪ 51-51‬ديسمبر ‪)2152‬‬
‫جامعة الجنان‬
‫طرابلس‪ -‬لبنان‬

‫عنوان البحث‬
‫محددات الحوكمة ومعاييرها‬

‫إعداد‬
‫الدكتور محمد ياسين غادر‬

‫‪2152‬م ‪ 5311 /‬هـ‬


‫الحوكمة‬
‫‪GOVERNANCE‬‬

‫ملخص عام‬

‫تهدف هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على مفهوم أسلوب ممارسة سلطات اإلدارة الرشيدة‪،‬‬
‫أو ما اصطلح عليه باسم " الحوكمة "‪.‬‬

‫مما ال شك فيه أن الحوكمة أصبحت تحتل أهمية كبيرة على مستوى العالم اآلن‪،‬‬
‫ولقد زاد الحديث مؤخ ار عن حوكمة الشركات ودورها في تحسين األداء االقتصادي‬
‫واالستثماري والمالي وبرز ضرورة تطبيقها ومتابعة انظمتها في اغلب االدارات لضمان‬
‫حقوق المساهمين والمستثمرين والمجتمع‪.‬‬

‫تعني الممارسات االيجابية لنظامها الحماية ألصول وممتلكات الوحدة االدارية ‪ ،‬وتلعب‬
‫دور العامل على التقدم االقتصادي من خالل زيادة فاعلية تدفق رؤوس األموال"‪.‬‬

‫وُيعبر مفهوم الحوكمة بشكل عام كمجموعة من اإلجراءات والعمليات التي يتم من‬
‫خاللها توجيه المنظمات والتحكم بها‪ ،‬بحيث يتضمن اإلطار العام للحوكمة تحديد‬
‫وتوزيع الحقوق والمسؤوليات على مختلف األطراف في المنظمة أو المؤسسة من‬
‫مجلس إدارة ومدراء ومساهمين وغيرهم من أصحاب المصلحة‪ ،‬إضافة إلى أنه يعمل‬
‫على بلورة وارساء قواعد واجراءات صناعة القرار في تلك المنظمة‪.‬‬

‫ويستند نظام الحوكمة الجيد الى تحقيق المستوى األمثل من الفحص والضبط والرقابة‬
‫المتوازنة وتضمين خطوط التواصل الداخلية والخارجية‪ ،‬ذات الفاعلية‪ ،‬باالضافة الى‬
‫تعزيز ثقافة المسؤولية والمساءلة من خالل وضع وتطوير نظام للقياس والتقييم‪.‬‬

‫وتناولت الورقة موضوع الحوكمة في القطاع العام‪ ،‬حيث تتشابه حوكمة القطاع العام‬
‫مع حوكمة الشركات من حيث اإلدارة واالشراف والعالقة مع أصحاب المصالح‬
‫والتدقيق‪ ،‬وتتمحور حول إدارة ومراقبة الشركات بشكل يخدم كافة اصحاب المصالح‬

‫‪2‬‬
‫اال ان الجدير بالذكر هو أن هذه الحقيقة ال تلغي وجود مسائل أخرى يتفرد بها القطاع‬
‫العام كتأثره بالقوى السياسية‪ ،‬واتسامه بالطبيعة الغير ربحية‪ ،‬وهدفه الجوهري واألساسي‬
‫هو المصلحة العامة‪ .‬هذا وتتجه حوكمة القطاع العام من إعداد السياسات وادارة‬
‫األزمات والحوادث العرضية فقط الى المزيد من تحسين لنظام الحوكمة والمزيد من‬
‫الشفافية‪.‬‬

‫وفي القطاع الخاص " إن مجلس إدارة أي شركة يعتبر المحرك األساسي لنظام حوكمة‬
‫الشركات باعتبار أن مجلس اإلدارة يهتم أساسا برسم السياسات العليا ألنشطة الشركة‪،‬‬
‫وبالتالي حماية حقوق المساهمين‪ ،‬حيث أن مجلس اإلدارة له السلطة العليا في شكل‬
‫ومحتوى وتفاصيل التقرير السنوي للشركة‪ ،‬وكلما كان مفصال أكثر زادت شفافية‬
‫المعلومات عن الشركة وبالتالي زاد مستوى حوكمتها "‪.‬‬

‫اما في القطاع العام فأن مفهوم الحوكمة ونطاق عملها والمسؤوليات هو تجاه مجلس‬
‫الوزارء وتجاه تعيين أعضاء مجالس االدارة في المؤسسات العامة والمديربين العامين‬
‫في الو ازرات وتحمل مسؤوليات االدارة من كافة الموظفين في الجهاز االداري العام‬
‫للدولة‪.‬‬

‫الري العام الى منهجية واضحة للعمل المالي واالداري‬


‫وتحتاج مطالب ممثلي الشعب و أ‬
‫من ناحية االفصاح والشفافية وتقييم االداء‪ ،‬وصوالً الى كيفية إعداد التقارير السنوية‬
‫كافة اعمال الجهات الحكومية وذلك بهدف تحديد المسؤوليات ورسم‬ ‫التي تتناول‬
‫السياسات المستقبلية‪.‬‬

‫وهي بتلك توضح المفهوم العام للحوكمة سواء في وحدات القطاع العام او القطاع‬
‫الخاص ‪ ،‬وتشرح االسس والقواعد واالجراءات الالزمة لتطبيقها ‪ ،‬كما تحدد المعايير‬
‫والمبادىء والمحددات التي تحكمها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‬
‫أصبحت الحوكمة " ‪" Corporate Governance‬من الموضوعات الهامة في كافة‬
‫االدارات والمؤسسات والمنظمات المحلية واإلقليمية والدولية العامة والخاصة ‪ ،‬خصوصاً‬
‫بعد سلسلة األزمات المالية المختلفة التي وقعت في الكثير من الشركات والمؤسسات‬
‫العالمية ‪ ،‬مثل االنهيارات المالية التي حدثت في عدد من دول شرق آسيا وأمريكا‬
‫الالتينية عام ‪7991‬م ‪ ،‬وأزمة شركة ‪ Ernon‬والتي كانت تعمل في مجال تسويق‬
‫الكهرباء والغاز الطبيعي في الواليات المتحدة األمريكية عام ‪1007‬م ‪ ،‬وكذلك أزمة شركة‬
‫‪WorldCom‬األمريكية لالتصاالت عام ‪ 2002‬م ‪.‬‬

‫وترجع هذه االنهيارات في معظمها إلي الفساد اإلداري والمحاسبي بصفة عامة والفساد‬
‫المالي بصفة خاصة‪ ،‬مع مراعاة أن الفساد المحاسبي يرجع في أحد جوانبه الهامة إلي‬
‫دور م ارجعي الحسابات وتأكيدهم على صحة البيانات المالية وما تتضمنه من معلومات‬
‫محاسبية مختلفة عن الواقع والحقيقة‪.‬‬

‫باالضافة إلي ذلك فإن من أهم أسباب انهيار الشركات هو افتقار إدارتها إلي الممارسة‬
‫السليمة في الرقابة واإلشراف ونقص الخبرة والمهارة وكذلك اختالل هياكل التمويل وعدم‬
‫القدرة علي توليد تدفقات نقدية داخلية كافية لسداد االلتزامات المستحقة عليها‪ .‬يضاف‬
‫الي ذلك نقص الشفافية وعدم االهتمام بتطبيق المبادئ المحاسبية التي تحقق اإلفصاح‬
‫المناسب بجانب عدم إظهار المعلومات المحاسبية لحقيقة األوضاع المالية للشركة ‪.‬‬

‫وقد نتج عن هذه االنهيارات افتقاد الثقة في األسواق المالية المختلفة وانصراف‬
‫المستثمرين عنها ‪ ،‬وكذلك افتقاد الثقة في مكاتب المحاسبة والمراجعة نتيجة عدم صحة‬
‫المعلومات المحاسبية الواردة في البيانات المالية للشركات المختلفة والمصادق عليها من‬
‫المراجعين الخارجين ‪.‬‬

‫في ضوء ذلك يمكن القول أنه من األسباب الهامة إلنهيار الكثير من الوحدات‬
‫االقتصادية هو عدم تطبيق المبادئ المحاسبية باالضافة الى نقص اإلفصاح والشفافية‬
‫وعدم إظهار البيانات والمعلومات الحقيقية التي تعبر عن األوضاع المالية لهذه الوحدات‬
‫االقتصادية ‪،‬وقد انعكس ذلك في مجموعة من اآلثار السلبية أهمها فقدان الثقة في‬

‫‪4‬‬
‫المعلومات المحاسبية ‪ ،‬وبالتالي فقدت هذه المعلومات أهم عناصر تميزها أال وهي‬
‫جودتها ‪.‬‬

‫نتيجة لكل ذلك زاد االهتمام بمفهوم الحوكمة وأصبحت من الركائز األساسية التي يجب‬
‫أن تقوم عليها الوحدات االقتصادية ‪ ،‬ولم يقتصر األمر علي ذلك وحسب بل قامت‬
‫الكثير من المنظمات والهيئات بتأكيد مزايا هذا المفهوم والحث علي تطبيقه في الوحدات‬
‫والتي تم‬ ‫اإلقتصاديه المختلفة ‪ ،‬مثل ‪ :‬لجنة كادبوري ‪Cadbury Committee‬‬
‫تشكيلها لوضع إطار لحوكمة الشركات باسم ‪ Cadbury Best Practice‬عام ‪7991‬‬
‫في المملكة المتحدة ‪ ،‬ومنظمة التعاون االقتصادي والتنمية )‪ (OECD‬والتي قامت بوضع‬
‫مبادئ حوكمة الشركات ‪ Principles of Corporate Governance‬عام‬
‫‪،1999‬وصندوق المعاشات العامة )‪ (Calpers‬في الواليات المتحدة األمريكية ‪ ،‬كذلك‬
‫‪ Blue‬في الواليات المتحدة األمريكية والتي أصدرت‬ ‫لجنة ‪Ribbon Committee‬‬
‫مقترحاتها عام ‪ 7999‬م ‪ ،‬كما تم إنشاء المعهد الب ارزيلي لحوكمة الشركات ‪ ،‬وفي تركيا‬
‫تم إنشاء المعهد التركي لحوكمة الشركات عام‪1001‬م ‪ ،‬وفيما بعد التزمت اغلب الدول‬
‫بتطبيق هذا المفهوم لما يحقق من منافع ومزايا على مستوى كافة االصعدة سواء كانت‬
‫اقتصادية او مالية اوحتى ادارية وذلك بهدف حماية اصحاب المصالح والحد من الفساد‬
‫االداري والمالي ‪.‬‬

‫اشكالية البحث ‪:‬‬


‫يتضح مما سبق أن انهيار الكثير من الوحدات االقتصادية أدى إلى ضياع حقوق‬
‫أصحاب المصالح بها ‪ ،‬كما أدى إلى فقدان الثقة في المعلومات المحاسبية الواردة في‬
‫التقارير والبيانات المالية لهذه الوحدات ‪.‬‬

‫ولذلك أدانت هيئه األوراق المالية األمريكية عام‪ 2001‬م المدير التنفيذى السابق لشركة‬
‫‪ Sunbeam‬والمتورط مع شركة ‪ Arthur Anderson‬بإقامة مشاريع وهمية كلفت‬
‫حملة األسهم مبالغ كبيره ‪ ،‬اضافة الى قيام شركة ‪ Arthur Anderson‬بارتكاب أخطاء‬
‫مهنية جسيمه واصدارها تقارير مراجعة مضلله وغير حقيقية مما أدي إلي تغريمها ايضاً‬
‫بمبالغ كثيرة كعقوبة مدنيه عليها ‪ ،‬وقد ادى هذا الواقع الى فقدان ثقة مستخدمي البيانات‬
‫المالية في صحة المعلومات المحاسبية الواردة فيها اضافة الى بروز ازمة جديدة بينهم‬
‫وبين مراجعي الحسابات عرفت باسم فجوة التوقعات ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫انطالقاً من هذا الواقع كان االهتمام بتطبيق الحوكمة المخرج السريع والحل المتكامل‬
‫والفعال لكل هذه السلبيات ‪ ،‬وبذلك حاز على اهتمام مختلف الكتاب والباحثين في‬
‫المجاالت المحاسبية واالقتصادية واإلدارية والقانونية المختلفة وغيرها ‪ ،‬وأصبحت حقال‬
‫خصبا للبحث والدراسة لالستفادة من مزاياها وايجابياتها المتعددة ‪.‬‬
‫ويرى الباحث من خالل هذه االشكالية ضرورة االجابة عن التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫‪ .7‬هل يوجد عالقة بين تطبيق الحوكمة وجودة المعلومات المحاسبية ؟‬
‫‪ .1‬هل هذه العالقة تؤثر على القررات االدارية ألصحاب المصالح في جميع‬
‫الوحدات االقتصادية؟‬
‫‪ .3‬هل يقتصر هذا التأثير على خصائص جودة المعلومات المحاسبية أم يفتح‬
‫مجاالت جديدة ومعايير ومحددات جديدة ؟‬
‫‪ .4‬هل يرتبط وجود هذه المحددات والمعايير فقط بتطبيق الحوكمة أم يمكن إيجادها‬
‫في ظروف أخرى؟‬
‫بناء على ذلك يجب تحديد ما هي طبيعة هذه المعايير والمحددات اذا ما كان يحقق‬
‫ً‬
‫تطبيقها جودة في المعلومات المحاسبية ؟ وهل لهذه الجودة انعكاسات على سوق‬
‫األوراق المالية سواء من حيث تنشيط حركة التعامل أو من حيث التأثير على أسعار‬
‫األسهم أو غير ذلك ؟‬

‫وهل يساهم تطبيقها في معالجة المشاكل التي تعاني منها الوحدات االقتصادية ويحقق‬
‫مصالح الفئات المختلفة ذات العالقة بهذه الوحدات سواء كانت وحدات تابعة للقطاع‬
‫الخاص ام وحدات وادارات تابعة للقطاع العام ؟‬

‫وتشكل اإلجابة على هذه التساؤالت جوهر مشكلة البحث التي يحاول الباحث دراستها‬
‫الستخالص النتائج والوقوف على بعض التوصيات التي يمكن االستفادة منها في المجال‬
‫التطبيقي ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أهداف البحث ‪:‬‬
‫يسعى البحث إلى تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ .7‬التعرف على إيجابيات ومزايا الحوكمة وكيفية االستفادة منها لتحسين جودة‬
‫المعلومات المحاسبية وذلك بغرض إعادة الثقة فيها ‪.‬‬
‫‪ .1‬تحديد محددات ومعايير ومبادئ الحوكمة في إطار عام متكامل ‪.‬‬
‫‪ .3‬تقديم ورقة عمل بحثية لمؤتمر عولمة اإلدارة في عصر المعرفة المنعقد في تاريخ‬
‫‪(71 -71‬كانون االول ‪ (1071‬قاعة المؤتمرات ‪ ،‬جامعة الجنان ‪.‬‬

‫أهمية البحث ‪:‬‬


‫تأتي أهمية البحث للتأكيد على ضرورة التوسع في تطبيق مفهوم الحوكمة في البيئة‬
‫االقتصادية الحالية سواء في القطاع العام او القطاع االخاص ‪.‬‬
‫ومع بيان االستفادة من الحوكمة في تطوير الممارسة المحاسبية وتطوير مهنة المراجعة ‪،‬‬
‫ستحقق جودة المعلومات المحاسبية وستنعكس على ق اررات المستثمرين وحركة سوق‬
‫األوراق المالية ‪ ،‬اضافة الى خدمة المهتمين بهذا الشأن من كتاب وباحثين‪.‬‬

‫فروض البحث‪:‬‬
‫‪ .7‬يتحدد المفهوم الشامل لجودة المعلومات المحاسبية في ظل الحوكمة استناداً الى‬
‫مجموعة من المعايير والمحددات والمبادىء التي تحكم إعداد هذه المعلومات ‪.‬‬
‫‪ .1‬هناك ارتباط معنوي بين جودة المعلومات المحاسبية للوحدات االقتتصادية التي‬
‫تطبق الحوكمة وحركة التداول في سوق األوراق المالية وأسعار األسهم لهذه‬
‫الشركات ‪.‬‬
‫‪ .3‬هناك ارتباط معنوي ذو ثقة بالبيانات المالية للوحدات االقتتصادية بين مستخدمي‬
‫تلك البيانات وبين مراجعي الحسابات لها والتي تطبق الحوكمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬
‫التالية‪:‬‬ ‫تحقيقاً ألهداف البحث سوف يعتمد الباحث على المناهج العلمية‬
‫‪ .1‬المنهج االستقرائي ‪:‬وذلك بهدف دراسة واستقراء بعض الكتابات والدراسات السابقة‬
‫التي يتضمنها الفكر االداري والمحاسبي والمتعلقة بموضوع البحث ‪ ،‬بهدف االستفادة‬
‫منها في معالجة مشكلة البحث‪.‬‬
‫‪ .2‬المنهج المقارن ‪ :‬وذلك بهدف المقارنة بين إسهامات الدراسات األخرى المتصلة‬
‫بموضوع البحث ‪ ،‬للوقوف على النتائج التي توصلت إليها وعلى كيفية االستفادة منها‬
‫في التغلب على اشكالية لبحث ‪.‬‬
‫‪ .3‬المنهج االستنباطي ‪ :‬والذي يعتمد على التفكير المنطقي اإلستنتاجي لمحاولة الربط‬
‫بطريقة منطقية بين الجوانب المختلفة للحوكمة وجودة المعلومات المحاسبية ‪ ،‬واستنتاج‬
‫معايير ومحددات للحوكمة‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‬
‫علي الرغم من تعدد وتنوع الدراسات التي اهتمت بحوكمة الشركات حسب مجاالت‬
‫استخدامها‪ ،‬سوف يركز الباحث هنا فقط على بعض الدراسات التي أظهرت العالقة بين‬
‫حوكمة الشركات والمعلومات المحاسبية وأثر ذلك على سوق األوراق المالية‪ ،‬وكما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة ‪ Francis ,et al.‬عام ‪2115‬م‬


‫تناولت هذه الدراسة دور كل من المحاسبة والمراجعة في تطبيق حوكمة الشركات‬
‫وتطوير أسواق المال في عدد من الدول ‪ ،‬وخلصت الدراسة إلي ضرورة وجود اإلجراءات‬
‫القانونية الالزمة لحماية حقوق المساهمين ‪،‬باإلضافة إلى ضرورة االلتزام بمعايير المحاسبة‬
‫والمراجعة ألنها تحقق الشفافية في إعداد القوائم والتقارير المالية عالوة على دورها في‬
‫حماية حقوق أصحاب المصالح في الشركات األمر الذي ينعكس ايجاياً على حركة أسواق‬
‫المال‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬دراسة ‪ Good and Seow‬عام ‪2112‬م‬
‫تناولت هذه الدراسة تأثير آلية حوكمة الشركات على جودة التقارير المالية ودور‬
‫المديرين والمراجعين في ذلك عبر تطبيقها على الوحدات االقتصادية في سنغافورة ‪ ،‬وقد‬
‫خلصت هذه الدراسة إلي تأكيد دور المراجعة الداخلية ولجان المراجعة في عملية الحوكمة‬
‫و في تحقيق جودة التقارير المالية ‪،‬باإلضافة إلي أهمية القواعد األخالقية في ذلك ‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة درويش عام ‪ 2003‬م‬


‫تناولت هذه الدراسة دور اإلفصاح المحاسبي في التطبيق الفعال لحوكمة الشركات‬
‫وذلك من خالل التعرف على أهمية اإلفصاح المحاسبي في تطبيق مبادئ الحكومة مع‬
‫عرض تجارب بعض الدول ‪.‬‬
‫وقد خلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها وجود دور فعال لإلفصاح المحاسبي‬
‫والشفافية في تطبيق مبادئ الحوكمة وخاصة في مصر وأن ذلك يؤثر بشكل إيجابي على‬
‫البورصات وعلى تحسين أداء الشركات ‪.‬‬

‫‪‬دراسة فوزي عام ‪3002‬م‬


‫تناولت هذه الدراسة تقييم القواعد والمعايير والقوانين المنظمة لحوكمة الشركات في مصر‬
‫إضافة الى الجوانب المختلفة لسوق المال ‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج منها أهمية صدور قواعد اإلفصاح الجديد والتي‬
‫أحكمت الرقابة على االتجار بالمعلومات الداخلية ‪ ،‬وأدت إلى تطوير متطلبات اإلفصاح‬
‫عن المعلومات المالية وغير المالية واالهتمام باإلفصاح اإللكتروني‪ ،‬وأهمية تفضيل دور‬
‫لجان المراجعة في الشركات ‪،‬عالوة على الدور الفعال لسوق المال في تفعيل الحوكمة ‪.‬‬

‫وفي ضوء هذه الدراسات يجب االشارة إلي المالحظات التالية‪:-‬‬


‫‪ .1‬ركزت معظم الدراسات التي تناولت اإلفصاح وعالقته بالحوكمة وأثره على المعلومات‬
‫المحاسبية على عدالة اإلفصاح والشفافية وضرورة االلتزام بتطبيق المعايير المحاسبية‬
‫الخاصة بذلك ‪ ،‬كما ركزت أيضاً على االهتمام بالمالءمة الزمنية أي التوقيت المناسب‬

‫‪9‬‬
‫في عرض المعلومات ‪ ،‬واالهتمام باإلفصاح الوصفي بجانب اإلفصاح المالي الرقمي ‪.‬‬

‫‪ .3‬على الرغم من تعدد هذه الدراسات لكنها لم تتطرق بشكل مباشر إلى أثر الحوكمة‬
‫على تحقق جودة المعلومات المحاسبية المفصح عنها ‪ ،‬سواء من جانب مدى توافر‬
‫الخصائص المختلفة لجودة المعلومات المحاسبية أو من جانب مراعاة االعتبارات‬
‫األخرى التي تحقق جودة هذه المعلومات ‪.‬‬

‫‪ .2‬نتيجة هذه الدراسات التي تناولت دور عملية المراجعة في عملية الحوكمة سواء كانت‬
‫مراجعة داخلية أو مراجعة خارجية أو لجان المراجعة كانت تهدف الى تأكيد الثقة في‬
‫المعلومات المحاسبية المفصح عنها بشكل مباشر ‪ ،‬وبهذا فإنها تسعى بشكل غير‬
‫مباشر نحو تحقيق جودة هذه المعلومات ‪.‬‬

‫‪ .4‬ينعكس االهتمام بتطبيق معايير المحاسبة ومعايير المراجعة بجانب التشريعات‬


‫والقوانين المختلفة التي تكفل حماية حقوق أصحاب المصالح في الوحدات االقتصادية ‪،‬‬
‫عند تطبيق مفهوم حوكمة الشركات ‪ ،‬بشكل إيجابي على إسهام هذه الوحدات في سوق‬
‫األوراق المالية‪ ،‬وبالتالي يمكن القول بأن التطبيق الفعال لمفهوم حوكمة الشركات‬
‫يتضمن تحقيق جودة المعلومات المحاسبية ‪ ،‬ويتضمن كذلك تنشيط حركة سوق األوراق‬
‫المالية بشكل يحقق أهداف هذه الوحدات بصفة عامة ‪ ،‬وأهداف أصحاب المصالح بها‬
‫بصفة خاصة ‪.‬‬

‫‪ .5‬تؤكد الدراسات السابقة على وجود ترابط قوي بين كل من تطبيق حوكمة الشركات‬
‫وانتاج المعلومات المحاسبية والتأثير على حركة سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫‪ .6‬كما اكدت الدراسات السابقة على ضرورة تطبيق الحوكمة للحصول على معلومات‬
‫محاسبية ذات مصداقية وثقة ‪ ،‬ولكنها لم توضح ماهي االصول واالجراءات الواجب‬
‫اعتمادها ومراعاتها اثناء التطبيق ‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫لذلك تتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة بتوضيح هذه القواعد وتلك‬
‫االجراءات والمعايير والمحددات الواجب تطبيقها لتحقيق نجاح الحوكمة واالستفادة من‬
‫اهدافها‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫من أجل تحقيق أهداف البحث ومعالجة مشكلته بصورة علمية تم تقسيمه اضافة لهذه‬
‫المقدمة إلى المباحث التالية ‪:‬‬
‫االمبحث االول ‪ :‬تعريف الحوكمة والهدف منها ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬محددات الحوكمة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬معايير الحوكمة ‪.‬‬
‫النتائج والتوصي ــات‪.‬‬
‫المراجع والمصادر ‪.‬‬

‫*******‬

‫‪00‬‬
‫المبحث االول‬
‫تعريف الحوكمة والهدف منها‬
‫‪Corporate‬‬ ‫مصطلح الحوكمة هو الترجمة المختصرة التي راجت للمصطلح‬
‫‪ ،Governance‬أما الترجمة العلمية لهذا المصطلح‪ ،‬والتي تم االتفق عليها‪ ،‬فهي‪ " :‬أسلوب‬
‫ممارسة سلطات اإلدارة الرشيدة "‪.‬‬

‫تعددت التعريفات المقدمة لهذا المصطلح‪ ،‬بحيث يدل كل مصطلح على وجهة النظر التي‬
‫يتبناها مقدم هذا التعريف ‪ ،‬فتعرف مؤسسة التمويل الدولية ‪ IFC‬الحوكمة بأنها‪ " :‬هي النظام الذي‬
‫(‪) 1‬‬
‫يتم من خالله إدارة الشركات والتحكم في أعمالها "‪.‬‬

‫وتعرفها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪ OECD‬بأنها‪ " :‬مجموعة من العالقات فيما بين‬
‫القائمين على إدارة الشركة ومجلس اإلدارة وحملة األسهم وغيرهم من المساهمين "‪)2(.‬وهناك من‬
‫يعرفها بأنها‪ " :‬مجموعة "قواعد ادارية" تستخدم إلدارة الشركة من الداخل‪ ،‬ولقيام مجلس اإلدارة‬
‫(‪)3‬‬
‫باإلشراف عليها لحماية المصالح والحقوق المالية للمساهمين "‪.‬‬

‫وبمعنى آخر‪ ،‬فإن الحوكمة تعني النظام العام ‪ ،‬أي وجود نظم تحكم العالقات بين‬
‫األطراف األساسية التي تؤثر في األداء‪ ،‬كما تشمل مقومات تقوية المؤسسة على المدى البعيد‬
‫وتحديد المسؤول عن التصرفات االدارية والمالية غير الصحيحة ‪ ،‬مع تحميل المسؤولية لكل من‬
‫الحق ضرر بالمصلحة العامة ‪.‬‬

‫(‪(1‬‬
‫‪Alamgir, M. (2007). Corporate Governance: A Risk Perspective, paper presented to:‬‬
‫‪Coorporate Governance and Reform: Paving the Way to Financial Stability and‬‬
‫‪Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7‬‬
‫‪– 8.‬‬
‫(‪( 2‬‬
‫‪Freeland, C. (2007). Basel Committee Guidance on Corporate Governance for Banks,‬‬
‫‪paper presented to: Coorporate Governance and Reform: Paving the Way to Financial‬‬
‫‪Stability and Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute,‬‬
‫‪Cairo, May 7 – 8.‬‬
‫) ‪ )3‬النشرة االقتصادية ‪ ،‬أسلوب ممارسة سلطات اإلدارة الرشـيدة فـي الشـركات‪ :‬حوكمـة الشـركات‪ ، .‬العـدد الثـاني‪،‬‬
‫المجلد السادس والخمسون‪.2113 ،‬‬

‫‪02‬‬
‫ويمكن ان نعرف الحوكمة بأنها مجموعة من القوانين والنظم والق اررات التى تهدف إلى‬
‫تحقيق الجودة والتميز فى األداء االداري عن طريق اختيار األساليب المناسبة والفعالة لتحقيق‬
‫خطط وأهداف اي عمل منظم سواء في وحدات القطاع الخاص او في وحدات القطاع العام ‪.‬‬

‫وقد ظهرت الحاجة إلى الحوكمة في العديد من االقتصاديات المتقدمة والناشئة خالل‬
‫العقود القليلة الماضية‪ ،‬خصوصاً في أعقاب االنهيارات االقتصادية واألزمات المالية التي شهدتها‬
‫عدد من دول شرق آسيا وأمريكا الالتينية وروسيا في عقد التسعينات من القرن العشرين‪ ،‬وكذلك ما‬
‫شهده االقتصاد األمريكي مؤخ ار من انهيارات مالية ومحاسبية خالل عام ‪.1001‬‬

‫وتزايدت أهمية الحوكمة نتيجة التجاه كثير من دول العالم للتحول إلى النظم االقتصادية‬
‫الرأسمالية التي يعتمد فيها بدرجة كبيرة على الشركات الخاصة لتحقيق معدالت مرتفعة ومتواصلة‬
‫من النمو االقتصادي‪ ،‬وقد أدى اتساع حجم تلك المشروعات إلى انفصال الملكية عن اإلدارة‪،‬‬
‫وشرعت تلك المشروعات في البحث عن مصادر للتمويل أقل تكلفة من المصادر المصرفية‪،‬‬
‫فاتجهت إلى أسواق المال‪.‬‬

‫وساعد على ذلك ما شهده العالم من تحرير لألسواق المالية‪ ،‬فتزايدت انتقاالت رؤوس‬
‫األموال عبر الحدود بشكل غير مسبوق‪ ،‬ودفع اتساع حجم الشركات وانفصال الملكية عن اإلدارة‬
‫إلى ضعف آليات الرقابة على تصرفات المديرين‪ ،‬والى وقوع كثير من الشركات في أزمات مالية‪.‬‬
‫ومن أبرزها دول جنوب شرق آسيا في أواخر التسعينات‪ ،‬ثم توالت بعد ذلك األزمات‪ ،‬ولعل من‬
‫أبرزها أزمة شركتي أنرون وورلد كوم في الواليات المتحدة عام ‪.1007‬‬

‫(‪)4‬‬
‫وبناء على ذلك‪ ،‬تهدف قواعد وضوابط‬ ‫دفعت تلك االزمات العالم لالهتمام بالحوكمة‪.‬‬
‫الحوكمة إلى تحقيق الشفافية والعدالة‪ ،‬ومنح حق مساءلة إدارة المنظمة ‪ ،‬ما يؤدي الى تحقيق‬
‫الحماية الصحاب الحقوق وحملة الوثائق جميعا‪ ،‬مع مراعاة مصالح العمل والعمال‪ ،‬والحد من‬

‫‪ )4‬راجع في تفصيل ذلك‪ ،‬كل من‪:‬‬


‫أسلوب ممارسة سلطات اإلدارة الرشيدة في الشركات‪ :‬حوكمة الشركات‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -‬إبراهيم العيسوي‪ ،‬التنمية في عالم متغير‪ :‬دراسة في مفهوم التنمية ومؤشـراتها‪ .‬القـاهرة‪ :‬دار الشـروق‪.2113 ،‬‬
‫ص‪.37 – 36 :‬‬
‫‪Fawzy, S. (April 2003). Assessment of Corporate Governance in Egypt. Working -‬‬
‫‪Paper No. 82. Egypt, The Egyptian Center for Economic Studies. pp: 6-7.‬‬
‫‪03‬‬
‫استغالل السلطة في غير المصلحة العامة‪ ،‬بما يؤدى إلى تنمية االستثمار وتشجيع تدفقه‪ ،‬وتنمية‬
‫المدخرات‪ ،‬وتعظيم الربحية‪ ،‬واتاحة فرص عمل جديدة‪.‬‬

‫كما تؤكد هذه القواعد على أهمية االلتزام بأحكام القانون‪ ،‬والعمل على ضمان مراجعة‬
‫األداء المالي‪ ،‬ووجود هياكل إدارية تمكن من محاسبة اإلدارة أمام المالك ‪ ،‬مع تكوين لجنة مراجعة‬
‫من غير أعضاء مجلس اإلدارة التنفيذية تكون لها مهام واختصاصات وصالحيات عديدة لتحقيق‬
‫رقابة مستقلة على التنفيذ‪.‬‬

‫كما ظهر مفهوم حوكمة القطاع العام أو ما يعرف بحوكمة الحكومات بشكل تطبيقي في‬
‫نقاشات قادتها و ازرة المالية الهولندية في عام ‪ 1000‬حيث عقدت عددا من االجتماعات وورش‬
‫العمل بهدف تفعيل دور حوكمة القطاع العام في هولندا ومحاولة لإلجابة عن ماهية هذا النوع من‬
‫الحوكمة وكيفية تطبيقها‪.‬‬

‫إن أهم ما عنيت به حوكمة القطاع العام هو تكريس تضافر الجهود من كافة القطاعات‬
‫الحكومية لدرء حدوث األزمات اإلدارية التي تؤدي بشكل عام إلى هدر األموال الحكومية والعامة‬
‫والى فقدان التحكم في النظام اإلداري ‪ ،‬وفقدان المسؤوليات عند حدوث خلل في تطبيق األنظمة‬
‫والمشاريع المختلفة ‪ ،‬أو تشغيل العمليات العامة بشكل يعرف باألفقي بين دوائر القطاع العام‪.‬‬

‫وان تطوير مبادئ ونهج حوكمة القطاع العام هي مسؤولية الجميع بال استثناء‪ ،‬إال أن‬
‫تطبيقها يتطلب العمل الجاد لتفعيل برامج التوعية سواء لإلدارات نفسها أو للمواطنين ‪ ،‬مع تفعيل‬
‫الرأي العام والسماح بالمشاركة في صناعة الق اررات ‪.‬‬

‫تعد حوكمة القطاع العام مشروعاً وطنياً يبدأ باإلرادة والعزيمة لتكريس الشفافية في‬
‫القطاعات المشتركة بنظرة أفقية ال عمودية‪.‬‬

‫ويعمل المشروع على محاور عدة من أبرزها معالجة حاالت تعارض المصالح ‪ ،‬وانعدام‬
‫المسؤوليات ‪ ،‬وتقليل المخاطر والخسائر المتوقعة بكافة أوجهها‪ ،‬ويعتمد اعتمادا جذرياً على قياس‬
‫وتقييم األداء المشترك بين دوائر القطاع العام‪ .‬فال يجوز النظر لدائرة دون أخرى‪.‬‬

‫وهنا فإن تقييم األداء ال يقصد به األداء المالي من حيث دراسة وتحليل ميزانيات القطاعات‬
‫المختلفة بل يعتمد أيضا على قياس مستوى الخدمة العامة وعلى مقدار المعرفة والنضج الناشئين‬
‫من جراء تطبيق حوكمة القطاع العام‪.‬‬

‫‪04‬‬
‫تعد حوكمة القطاع العام في أغلب دول العالم مطلباً ملحاً في الوقت الحاضر اكثر من أي وقت‬
‫مضى‪ .‬فقد أولت الدول كامل اهتمامها للتطوير ‪ ،‬بشكل عام ‪ ،‬من خالل المبادرات والمشاريع‬
‫المختلفة التي ينصب جلها في إصالح األنظمة اإلدارية والتشغيلية في القطاعات العامة المختلفة‪.‬‬

‫ونحن في انتظار مبادرات هامة وجدية ذات أهمية لتفعيل حوكمة القطاع العام في لبنان لوضع‬
‫الحلقة المفقودة في سلسلة التطوير التي نرغب ان تشهدها بالدنا‪.‬‬

‫وتعود اهمية الحوكمة ‪ ،‬في وحدات القطاع العام ‪ ،‬إلى أهمية تأسيس وتفعيل دور وحدات المراجعة‬
‫الداخلية في القطاعات العامة والحكومية‪ ،‬والتأكد من استقاللها‪ ،‬وعدم ارتباطها تنظيمياً باإلدارات‬
‫التنفيذية المباشرة كما هو معمول به حالياً في أغلب الدول ‪.‬‬

‫ويعد استقالل وحدات المراجعة الداخلية مطلباً أساسياً لدحض أي عارض قد يؤدي إلى تضارب‬
‫المصالح عند تطبيق الخطط العامة والخاصة المرتبطة بما يصدر عن تقارير المراجعين الداخليين‬
‫أو الخارجيين فكيف اذا لم تكن هذه الوحدات موجودة اصالً كما هو الحال في االنظمة االدارية‬
‫الحكومية الحالية ‪ ،‬ومنها االنظمة االدارية الحالية في اغلب ادارات الدولة في لبنان ‪.‬‬

‫*******‬

‫‪05‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫محددات الحوكمة‬
‫هناك اتفاق على أن التطبيق الجيد لحوكمة المنظمات من عدمه يتوقف على مدى توافر ومستوى‬
‫جودة مجموعتين من المحددات هما ‪ :‬المحددات الخارجية والمحددات الداخلية ويمكن عرض هاتين‬
‫المجموعتين من المحددات بشيء من التفصيل كما يلي‪:‬‬

‫أ ‪-‬المحددات الخارجية‬
‫تشير إلى المناخ العام لالستثمار في الدولة‪ ،‬والذي يشمل على سبيل المثال‪ :‬القوانين المنظمة‬
‫للنشاط االقتصادي ( مثل قوانين سوق المال والشركات وتنظيم المنافسة ومنع الممارسات‬
‫االحتكارية واإلفالس ومكافحة الفساد ) ‪ ،‬وكفاءة القطاع المالي (البنوك وسوق المال) في توفير‬
‫التمويل الالزم للمشروعات‪ ،‬ودرجة تنافسية أسواق السلع وعناصر اإلنتاج‪ ،‬وكفاءة األجهزة والهيئات‬
‫الرقابية في إحكام الرقابة على جميع منظمات المجتمع ‪.‬‬

‫وذلك فضال عن بعض المؤسسات ذاتية التنظيم التي تضمن عمل األسواق بكفاءة ( ومنها على‬
‫سبيل المثال الجمعيات المهنية التي تضع ميثاق شرف للعاملين في السوق‪ ،‬مثل المراجعين‬
‫والمحاسبين والمحامين والشركات العاملة في سوق األوراق المالية وغيرها )‪.‬‬

‫باإلضافة إلى المؤسسات الخاصة للمهن الحرة مثل مكاتب المحاماة والمراجعة والتصنيف‬
‫االئتماني واالستشارات المالية واالستثمارية اضافة الى وجود جهاز قضائي شفاف وعادل وقادر‬
‫على تحديد المسؤولية ومحاكمة مرتكبي المخالفات االدارية والمالية وفي االوقات السريعة‬
‫والمناسبة‪.‬‬

‫وترجع أهمية المحددات الخارجية إلى أن وجودها يضمن تنفيذ القوانين والقواعد التي تضمن حسن‬
‫(‪)5‬‬
‫إدارة المنظمات ‪ ،‬والتي تقلل من التعارض بين العائد االجتماعي والعائد الخاص‪.‬‬

‫‪(5‬‬
‫‪Fawzy, S. Ibid. pp: 3-4.‬‬
‫‪06‬‬
‫ب ‪ -‬المحددات الداخلية‪:‬‬
‫تشير إلى القواعد واألسس التي تحدد كيفية اتخاذ الق اررات وتوزيع السلطات داخل المنظمة بين‬
‫الجمعية العامة ومجلس اإلدارة والمديرين التنفيذيين‪ ،‬والتي يؤدى توافرها من ناحية وتطبيقها من‬
‫(‪)6‬‬
‫ناحية أخرى إلى تقليل التعارض بين مصالح هذه األطراف الثالثة‪.‬‬

‫شكل (‪ :)7‬المحددات الخارجية والداخلية للحوكمة‬


‫المحددات الداخلية‬ ‫المحددات الخارجية‬
‫خاصة‬ ‫تنظيمية‬
‫المساهمون أو الجمهور‬
‫أصحاب المصالح‬ ‫معايير‪:‬‬
‫‪ ‬المحاسبة‬
‫مجلس اإلدارة أو مجلس‬ ‫‪ ‬المراجعة‬
‫‪ ‬أخرى‬
‫الوزراء‬ ‫القوانين والقواعد‬
‫القطاع المالي‪:‬‬
‫‪ ‬قروض‬
‫مؤسسات خاصة‬ ‫‪ ‬مساهمة في‬
‫وعامة*‪:‬‬ ‫رأس المال‬
‫‪ ‬محاسبون ومراجعون‬
‫يعين ويراقب‬ ‫‪ ‬محامون‬
‫‪ ‬تصنيف ائتماني‬
‫يرفع تقرير إلى‬ ‫‪ ‬بنوك استثمار‬
‫‪ ‬استشارات‬ ‫األسواق‪:‬‬
‫‪ ‬تحليل مالي‬ ‫‪ ‬تنافسية األسواق‬
‫‪ ‬اإلعالم المالي‬ ‫‪ ‬استثمار أجنبي‬
‫اإلدارة العامة‬ ‫‪ ‬أجهزة رقابية فعالة‬ ‫مباشر‬
‫‪ ‬الرقابة على‬
‫الشركات‬

‫تقوم‬

‫الوظائف الرئيسية‬

‫* تشـير المؤسســات الخاصــة إلــى عناصــر القطــاع الخـاص‪ ،‬وكيانــات االدارة الذاتيــة‪ ،‬ووســائل االعــالم‪ ،‬والمجتمــع المــدني‪.‬‬
‫وتلك الجهات التي تقلل من عدم توافر المعلومات‪ ،‬وترفع من درجة مراقبة الشركات‪ ،‬وتلقي الضوء على السلوك االنتهازي‬
‫لإلدارة‪.‬‬
‫المصـدر‪Iskander, M. and N. Chamlou. (2002). Corporate Governance: A Framework for :‬‬
‫‪Implementation. P: 122, Fig. 6.1. Published in: Globalization and Firm Competitiveness‬‬
‫‪in the Middle East and North Africa Region, edited by: S. Fawzy. Washington: World‬‬
‫‪Bank.‬‬

‫‪Ibid. p: 4. (6‬‬
‫‪07‬‬
‫وفي النهاية تؤدى الحوكمة إلى زيادة الثقة في االقتصاد القومي‪ ،‬وتعميق دور سوق المال‪ ،‬وزيادة‬
‫قدرته على تعبئة المدخرات ورفع معدالت االستثمار‪ ،‬والحفاظ على حقوق األقلية أو صغار‬
‫المستثمرين‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬تشجع الحوكمة على نمو القطاع الخاص ودعم قدراته التنافسية‪ ،‬وتساعد‬
‫المشروعات في الحصول على التمويل وتوليد األرباح‪ ،‬وأخي ار خلق فرص عمل‪.‬‬

‫كما تساهم في محاربة الفساد ومالحقة المفسدين ‪ ،‬وتساعد على ظهور قطاع عام قادر وفاعل‬
‫يؤمن خدمة ‪ ،‬المجتمع ويوفر معدالت عالية من النمو ‪ ،‬ويحمي القطاع الخاص وينشطه ويرعى‬
‫كافة مصالحه‪.‬‬

‫*******‬

‫‪08‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫معايير الحوكمـــة‬
‫نظر لالهتمام المتزايد بمفهوم الحوكمة‪ ،‬فقد حرصت العديد من المؤسسات على دراسة هذا المفهوم‬
‫ا‬
‫وتحليله ووضع معايير محددة لتطبيقه‪ .‬من هذه المؤسسات‪ :‬منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‪،‬‬
‫وبنك التسويات الدولية ‪ BIS‬ممثال في لجنة بازل ‪ ،Basel‬ومؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك‬
‫الدولي‪.‬‬

‫وفي الواقع‪ ،‬نجد أن التعريفات المعطاة لمفهوم الحوكمة اختلفت تماماً كاختالف المعايير التي تحكم‬
‫عملية الحوكمة‪ ،‬وذلك من منظور وجهة النظر التي حكمت هذا المفهوم ‪ ،‬وقد قدر لكل جهة بأن‬
‫تضع مفهوما لهذه المعايير‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫(‪) 7‬‬
‫معايير منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬ ‫أ ‪-‬‬
‫يتم تطبيق الحوكمة وفق عدة معايير توصلت إليها منظمة التعاون االقتصادي والتنمية في عام‬
‫(‪)8‬‬
‫وتتمثل في‪:‬‬ ‫‪ ،7999‬علما بأنها أصدرت تعديال لها عام ‪.1004‬‬

‫‪ - 5‬ضمان وجود أساس إلطار فعال لحوكمة الشركات‬


‫يجب أن يتضمن إطار حوكمة الشركات كال من تعزيز شفافية األسواق وكفاءتها‪ ،‬كما يجب أن‬
‫يكون متناسقا مع أحكام القانون‪ ،‬وأن يصيغ بوضوح تقسيم المسؤوليات فيما بين السلطات اإلشرافية‬
‫والتنظيمية والتنفيذية المختلفة‪.‬‬

‫‪ )7‬انظر في تفصيل ذلك‪:‬‬


‫‪ -‬أسلوب ممارسة سلطات اإلدارة الرشيدة في الشركات‪ :‬حوكمة الشركات‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪.00 :‬‬
‫‪ -‬فؤاد شاكر‪ ،‬الحكم الجيد في المصارف والمؤسسـات الماليـة العربيـة حسـب المعـايير العالميـة‪ ،‬ورقـة مقدمـة إلـى‬
‫المــؤتمر المص ـرفي العربــي لعــام ‪ " 2115‬الش ـراكة بــين العمــل المصــرفي واالســتثمار م ـن أجــل التنميــة "‪ ،‬منشــورة‬
‫في‪:‬‬
‫‪Egyptian Banking Institute, Corporate Governance in the Banking Sector Workshop,‬‬
‫‪March 2006.‬‬
‫‪Fawzy, S. Ibid. pp: 5-6. -‬‬
‫)‪(8‬‬
‫‪OECD, OECD Principles of Corporate Governance, 2004.‬‬
‫‪09‬‬
‫‪ - 2‬حفظ حقوق جميع المساهمين‬
‫وتشمل نقل ملكية األسهم‪ ،‬واختيار مجلس اإلدارة‪ ،‬والحصول على عائد في األرباح‪ ،‬ومراجعة‬
‫البيانات المالية‪ ،‬وحق المساهمين في المشاركة الفعالة في اجتماعات الجمعية العامة‪.‬‬

‫‪ - 1‬المعاملة المتساوية بين جميع المساهمين‬


‫وتعنى المساواة بين حملة األسهم داخل كل فئة‪ ،‬وحقهم في الدفاع عن حقوقهم القانونية‪ ،‬والتصويت‬
‫في الجمعية العامة على الق اررات األساسية‪ ،‬وكذلك حمايتهم من أي عمليات استحواذ أو دمج‬
‫مشكوك فيها‪ ،‬أو من االتجار في المعلومات الداخلية‪ ،‬وكذلك حقهم في االطالع على كافة‬
‫المعامالت مع أعضاء مجلس اإلدارة أو المديرين التنفيذيين‪.‬‬

‫‪ - 3‬دور أصحاب المصالح في أساليب ممارسة سلطات اإلدارة بالشركة‬


‫وتشمل احترام حقوقهم القانونية‪ ،‬والتعويض عن أي انتهاك لتلك الحقوق‪ ،‬وكذلك آليات مشاركتهم‬
‫الفعالة في الرقابة على الشركة‪ ،‬وحصولهم على المعلومات المطلوبة‪ .‬ويقصد بأصحاب المصالح‬
‫البنوك والعاملين وحملة السندات والموردين والزبائن ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اإلفصاح والشفافية‬
‫وتتناول اإلفصاح عن المعلومات الهامة ودور مراقب الحسابات‪ ،‬واإلفصاح عن ملكية النسبة‬
‫العظمى من األسهم‪ ،‬واإلفصاح المتعلق بأعضاء مجلس اإلدارة والمديرين التنفيذيين‪.‬‬

‫ويتم اإلفصاح عن كل تلك المعلومات بطريقة عادلة بين جميع المساهمين وأصحاب المصالح في‬
‫الوقت المناسب ودون تأخير‪.‬‬

‫‪ - 6‬مسؤوليات مجلس اإلدارة‬


‫وتشمل هيكل مجلس اإلدارة وواجباته القانونية‪ ،‬وكيفية اختيار أعضائه ومهامه األساسية‪ ،‬ودوره‬
‫في اإلشراف على اإلدارة التنفيذية‪.‬‬

‫) (‪) 9‬‬
‫ب ‪ -‬معايير لجنة بازل للرقابة المصرفية العالمية ( ‪Basel Committee‬‬

‫‪ )9‬فؤاد شاكر‪ ،‬الحكم الجيد في المصارف والمؤسسات المالية العربية حسب المعايير العالمية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وضعت لجنة بازل في العام ‪ 7999‬إرشادات خاصة بالحوكمة في المؤسسات المصرفية والمالية‪،‬‬
‫تركز على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ - 7‬قيم الشركة ومواثيق الشرف للتصرفات السليمة وغيرها من المعايير للتصرفات الجيدة والنظم‬
‫التي يتحقق باستخدامها تطبيق هذه المعايير‪.‬‬
‫‪- 1‬إستراتيجية الشركة معدة جيدا‪ ،‬والتي بموجبها يمكن قياس نجاحها الكلي ومساهمة األفراد في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪- 3‬التوزيع السليم للمسؤووليات ومراكز اتخاذ القرار متضمنا تسلسال وظيفيا للموافقات المطلوبة‬
‫من األفراد للمجلس‪.‬‬
‫‪- 4‬وضع آلية للتعاون الفعال بين مجلس اإلدارة ومدققي الحسابات واإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪- 1‬توافر نظام ضبط داخلي قوي يتضمن مهام التدقيق الداخلي والخارجي وادارة مستقلة للمخاطر‬
‫& ‪Checks‬‬ ‫تناسب السلطات مع المسؤوليات (‬ ‫عن خطوط العمل مع مراعاة‬
‫‪.)Balances‬‬
‫‪- 6‬مراقبة خاصة لمراكز المخاطر في المواقع التي يتصاعد فيها تضارب المصالح‪ ،‬بما في ذلك‬
‫عالقات العمل مع المقترضين المرتبطين بالمصرف وكبار المساهمين واإلدارة العليا‪ ،‬أو‬
‫متخذي الق اررات الرئيسية في المؤسسة‪.‬‬
‫‪- 1‬الحوافز المالية واإلدارية لإلدارة العليا التي تحقق العمل بطريقة سليمة‪ ،‬وأيضا بالنسبة للمديرين‬
‫أو الموظفين سواء كانت في شكل تعويضات أو ترقيات أو عناصر أخرى‪.‬‬
‫‪- 8‬تدفق المعلومات بشكل مناسب داخليا أو إلى الخارج‪.‬‬

‫(‪) 10‬‬
‫ج _ معايير مؤسسة التمويل الدولية‬
‫وضعت مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي عام ‪ 1003‬موجهات وقواعد ومعايير عامة‬
‫تراها أساسية لدعم الحوكمة في المؤسسات على اختالفها ‪ ،‬سواء كانت مالية أو غير مالية‪ ،‬وذلك‬
‫على مستويات أربعة كالتالي‪:‬‬
‫الممارسات المقبولة للحكم الجيد ‪.‬‬ ‫‪- 7‬‬
‫خطوات إضافية لضمان الحكم الجيد الجديد ‪.‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫إسهامات أساسية لتحسين الحكم الجيد محليا ‪.‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫القيادة العليا ‪.‬‬ ‫‪- 4‬‬

‫معايير الحوكمة للمؤسسات واالدارات العامة‬ ‫د ‪-‬‬

‫‪ (10‬فؤاد شاكر‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫يمكن اعتبار قواعد حوكمة المؤسسات العامة مكملة للقواعد والنصوص التي تحكم هذه الشركات‬
‫في ظل القوانين واللوائح المنظمة لها‪ .‬وقد تم االقتداء بمبادئ منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫‪OECD‬لحوكمة الشركات المملوكة للدولة بوصفها مرجعاً عند وضع مبادئ الحوكمة لشركات‬
‫قطاع األعمال العامة في اي دولة ‪.‬‬

‫وتنقسم هذه المبادئ إلي ست مجموعات ‪:‬‬


‫‪ .7‬التأكيد علي وجود إطار تنظيمي وقانوني فعال للمؤسسات واالدارات العامة ‪.‬‬
‫للمرجعة الداخلية ‪.‬‬
‫‪ .1‬اعتماد وحدات ا‬
‫‪ .3‬المعاملة المتساوية لحملة األسهم ( المالك مساهمة الدولة او االفراد) ‪.‬‬
‫‪ .4‬العالقات مع األطراف ذات المصالح من خالل تفعيل وحدات للمراجعة الداخلية في كافة‬
‫ادارات الدولة ‪.‬‬
‫‪ .1‬الشفافية واإلفصاح من خالل تفعيل عمل االجهزة الرقابية ( ديوان المحاسبة ‪ .‬مجلس الخدمة‬
‫المدنية ‪ ،‬التفتيش المركزي ‪ ،‬واي أجهزة رقابية اخرى ) ‪.‬‬
‫‪ .6‬مسؤوليات مجالس إدارة المؤسسات العامة ‪.‬‬

‫*******‬

‫‪22‬‬
‫النتائج‬
‫والتوصيات‬
‫‪ ....‬من خالل هذه الدراسة والدراسات السابقة نستنتج بعض النقاط التالية ‪:‬‬

‫اوأل ‪ :‬في النتائج‬


‫‪ .7‬الحوكمة ظاهرة عالمية ال يمكن تجاهلها وبالتالي يجب اعتمادها وتطبيقها في كافة الوحدات‬
‫االدارية واالقتصادية لما تحقق من منافع لكافة اصحاب المصالح وللمجتمع ‪.‬‬
‫‪ .1‬الحوكمة نموذج اداري جديد يهدف الى إعادة توزيع الصالحيات في الهياكل االدارية بهدف‬
‫اعتماد االدارة الرشيدة في اتخاذ القررات االدارية وتفعيل دور اصحاب الملكية ‪.‬‬
‫‪ .3‬الحوكمة نظام اداري جديد يساعد على الضبط الداخلي واكتشاف المخاطر قبل وقوعها ‪.‬‬
‫‪ .4‬من النتائج الهامة للحوكمة انها تؤمن األبعاد المحاسبية التالية ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬تهتم بالمساءلة والرقابة المحاسبية‬
‫وتعني بأن يقوم المساهمون بمساءلة مجلس اإلدارة‪ ،‬وكل من له دوره في تفعيل تلك المسألة ‪،‬‬
‫فمجلس اإلدارة يقوم بدوره في توفير البيانات الجيدة للمساهمين ‪ ،‬وعلى المساهمين القيام بدورهم في‬
‫إبداء رغبتهم في ممارسة مسئوليتهم كمالك‪.‬‬

‫باإلضافة الى ذلك فأن دور مجلس اإلدارة إشرافي أكثر مما هو تنفيذي ‪ ،‬وتقع على أعضاء‬
‫مجلس اإلدارة مسؤولية القيام بتدقيق فعال على كافة االعمال االدارية والمالية ‪ ،‬كما يجب على‬
‫مجلس االدارة وضع آليات تسمح بتوقيع عقاب على الموظفين التنفيذيين من قبل هذا المجلس ‪،‬‬
‫وعقاب على أعضاء مجلس اإلدارة من قبل المساهمين إذا لزم األمر ذلك‪.‬‬

‫كما يجب تفعيل الدور الرقابي للمساهمين من خالل المشاركة في جميع الق اررات األساسية للشركة‪.‬‬
‫وفي ضوء ذلك نستنتج بأن المسألة والرقابة المحاسبية التي تتبناها الحوكمة تأخذ اتجاهان ‪:‬‬
‫األول ‪ : ‬المساءلة والرقابة الرأسية من المستويات اإلدارية األعلى إلي المستويات اإلدارية األدنى‬
‫الثاني‪ : ‬المساءلة والرقابة األفقية وهي المتبادلة بين كل من مجلس اإلدارة والمساهمين وأصحاب‬
‫المصالح في الوحدة االقتصادية‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تؤمن االلتزام بتطبيق معايير المحاسبة والمراجعة‬

‫‪23‬‬
‫تنتج الممارسات السلبية لالدارة في اغلب الشركات بسبب ضعف ممارسة المحاسبة والمراجعة‬
‫بشكل صحيح ‪ ،‬نتيجة لعدم االلتزام بتطبيق معايير المحاسبة والمراجعة ‪ ،‬وبالتالي هي بحاجة إلي‬
‫المزيد من الدعم للوصول إلي الممارسة السليمة لتطبيق تلك المعايير مع إعادة النظر في معايير‬
‫المحاسبة والمراجعة المطبقة بما يتالئم مع التطور والبيئة االقتصادية ‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫الكثير من اإلجراءات لتيسير تطبيق هذه المعايير انسجاما مع متطلبات الحوكمة‪.‬‬

‫كما أن تطبيق الحوكمة يحد من الفلسفة الواقعية واستخدام نظرية الوكالة التي تشجع حركة اإلدارة‬
‫في اختبار السياسة المحاسبية التي تراها مناسبة ‪.‬‬

‫وبالتالي فالحوكمة تعارض االتجاه نحو االلتزام بمعايير محاسبية محددة من قبل االدارة وحدها‪،‬‬
‫وتساعد في حسم مشكلة إساءة استخدام المعايير المحاسبية ومعايير المراجعة ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫ج ‪ -‬تساهم في إيجاد دور لوحدات المراجعة الداخلية‬
‫تحترم الحوكمة اصول وقواعد المراجعة الداخلية وتشجع تطبيقها بما تقوم به من مساعدة الوحدة‬
‫االقتصادية في تحقيق أهدافها ‪ ،‬وتأكيد فعالية الرقابة الداخلية ‪ ،‬والعمل مع مجلس اإلدارة ولجنة‬
‫المراجعة من اجل إدارة المخاطر‪ ،‬والرقابة عليها ‪ ،‬من خالل تقييم وتحسين العمليات الداخلية‬
‫للوحدة االقتصادية ‪.‬‬

‫وكذلك تحقيق الضبط الداخلي نتيجة استقاللها وتبعيتها لرئيس مجلس اإلدارة واتصالها برئيس لجنة‬
‫المراجعة‪.‬‬

‫د ‪ -‬تؤكد على احترام دور المراجع الخارجي‬

‫نتيجة لما يقوم به المراجع الخارجي من إضفاء الثقة والمصداقية علي المعلومات المحاسبية وذلك‬
‫من خالل قيامه بإبداء رأيه الفني المحايد في مدى صدق وعدالة البيانات المالية التي تعدها‬
‫الوحدات االقتصادية من خالل التقرير الذي يقوم بإعداده ومرفق بالبيانات المالية ‪ ،‬فإن دور‬
‫المراجعة الخارجية أصبح جوهرياً وفعاالً في مجال الحوكمة ألنه يحد من التعارض بين المالك‬
‫وادارة الوحدة االقتصادية ‪ ،‬كما أنه يحد من مشكلة عدم تماثل المعلومات ويحد من مشكلة‬
‫االنحراف الخلقي في الوحدات االقتصادية ‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬تساهم في تفعيل دور لجان المراجعة‬

‫‪24‬‬
‫يمثل وجود لجان المراجعة أحد العوامل الرئيسية لتقييم مستويات الحوكمة المطبقة بالوحدة‬
‫االقتصادية ‪.‬‬
‫وهي تقوم بدور حيوي في ضمان جودة التقارير المالية وتحقيق الثقة في المعلومات المحاسبية‬
‫ومقاومة ضغوط‬ ‫نتيجة لما تقوم به من إشراف على عمليات المراجعة الداخلية والخارجية‪،‬‬
‫وتدخالت اإلدارة على عملية المراجعة ‪.‬‬

‫عالوة علي ذلك وبمجرد إعالن الوحدة االقتصادية عن تشكيل لجنة للمراجعة يؤمن الثقة بالتعامل‬
‫باسهمها من قبل المستثمرين ‪ ،‬وله أثر ايجابي على حركة هذه أألسهم بسوق األوراق المالية ‪.‬‬

‫إضافة الى ذلك توصلت دراسة ‪ Memullen‬وهي دراسة تناولت دور لجان المراجعة في زيادة‬
‫الثقة في المعلومات المنشورة باالبيانات المالية ‪ ،‬إلى أن الوحدات االقتصادية التي تملك لجان‬
‫مراجعة قد انخفض فيها معدل وقوع المشاكل المالية غير القانونية ‪ ،‬بجانب زيادة درجة الثقة في‬
‫معلومات القوائم المالية وخاصة الوحدات االقتصادية المقيدة أسهمها في سوق األوراق المالية‪.‬‬

‫و ‪ -‬تساهم في تحقيق اإلفصاح والشفافية‬


‫يمثل اإلفصاح الجيد والشفافية في عرض المعلومات المالية وغير المالية أحد المبادئ واألركان‬
‫الرئيسية التي تقوم عليها الحوكمة ‪ ،‬لذا لم يخلو أي تقرير صادر عن منظمة ‪ ،‬أو هيئة ‪ ،‬أو دراسة‬
‫خصوصاً وأنهما من‬ ‫علمية من التأكيد على دور الحوكمة في تحقيق اإلفصاح والشفافية‪،‬‬
‫األساليب الفعالة لتحقيق مصالح األطراف المختلفة ذات العالقة ‪ ،‬ويمثالن أحد المؤشرات الهامة‬
‫للحكم على تطبيق نظام الحوكمة من عدمه داخل الوحدات االقتصادية المختلفة ‪.‬‬

‫ز ‪ -‬تحد من دور إدارة األرباح‬


‫تمارس إدارة بعض الوحدات االقتصادية سياسة إدارة األرباح لتحقيق الكثير من األهداف مثل‬
‫الوصول إلى مستوى التنبؤات التي سبق اإلعالن عنها ‪ ،‬أو تجنب اإلعالن عن األرباح أو‬
‫الخسائر ‪ ،‬أو للحصول على بعض المزايا المرتبطة باألرباح المرتفعة مثل المكافآت والعموالت ‪،‬‬
‫وبالتالي تعني عملية إدارة الربح قيام اإلدارة بالتأثير على أو التالعب بالبيانات المحاسبية الواردة‬
‫بالتقارير المالية بصرف النظر عن الهدف من ذلك ‪ ،‬ونظ ار لألثر الفعال إلدارة الربح على البيانات‬
‫المحاسبية فقد تناولتها الكثير من الدراسات مثل ‪:-‬‬
‫‪Degeorge, et al. -1999, Healy and Wahlen –1999, Plummer and David,‬‬
‫‪2000.‬‬
‫‪25‬‬
‫ولكن في ظل تطبيق حوكمة الشركات والحد من سلطة اإلدارة واتاحة الفرصة لألطراف األخرى‬
‫لحماية حقوقها مع وجود الضوابط المختلفة ‪ ،‬تصبح إدارة األرباح ال وجود لها ‪ ،‬لذا أشارات نتائج‬
‫إحدى الدراسات والتي تناولت أثر متغير الحوكمة على ممارسة إدارة الوحدات االقتصادية لسياسة‬
‫إدارة األرباح ‪ ،‬بأن هناك عالقة عكسية بين عدد أعضاء لجنة المراجعة من خارج الوحدة ‪ ،‬وكذلك‬
‫خبرتهم المالية ‪ ،‬وكذلك عدد األعضاء التنفيذيين في مجلس اإلدارة ‪ ،‬وبين ممارسة الشركة إلدارة‬
‫األرباح ‪.‬‬

‫وبذالك يمكن القول أن دور الحوكمة المساهمة في الحد من سلطة اإلدارة في عملية إدارة األرباح‬
‫ينعكس باإليجاب على تحقيق جودة المعلومات المحاسبية‪.‬‬

‫ح ‪ -‬تساعد على تقويم أداء الوحدات االقتصادية ‪.‬‬


‫تلعب الحوكمة دورها من خالل المساهمة في زيادة كفاءة استخدام الموارد وتعظيم قيمة الوحدة‬
‫االقتصادية وتدعيم قدرتها التنافسية باألسواق ‪ ،‬مما يساعدها علي التوسع والنمو ويجعلها قادرة‬
‫على إيجاد فرص عمل جديدة‪.‬‬

‫كما أن من المعايير الرئيسية للحوكمة هو تحقيق فاعلية وكفاءة األداء بالوحدات االقتصادية‬
‫وحماية أصولها‪.‬‬

‫وبذلك نستنتج أن االلتزام بتطبيق الجوانب الفكرية للحوكمة ينعكس بشكل جيد على أداء الوحدات‬
‫االقتصادية بأبعاده التشغيلية والمالية والنقدية ‪ ،‬وكذلك على المقاييس المختلفة المستخدمة ‪ ،‬بمعنى‬
‫أن تطبيق الحوكمة يساعد على إيجاد مفاهيم ومقاييس شاملة ألداء الوحدة االقتصادية مما يدعم‬
‫من قدراتها على االستمرار والنمو‪ ،‬ويحقق مصالح الفئات المختلفة المتعاملة معها ‪ ،‬خصوصاً وأن‬
‫مفهوم الحوكمة يحمل في مضمونه بعدين أساسيين هما‪:-‬‬

‫‪ ‬األول ‪:-‬االلتزام بالمتطلبات القانونية واإلدارية وغيرها ‪.‬‬


‫‪ ‬الثاني ‪:-‬األداء بما يحمله من استغالل للفرص المتاحة من أجل االرتقاء بالوحدة االقتصادية‬
‫ككل ‪.‬‬

‫في ضوء طبيعة األبعاد المحاسبية السابقة لعملية الحوكمة وانعكاساتها على المعلومات المحاسبية‬
‫يستطيع الباحث اإلشارة إلي النقاط التالية ‪:-‬‬

‫‪26‬‬
‫بالرغم من تعدد األبعاد المختلفة لعملية حوكمة الشركات سواء القانونية أو التنظيمية أو‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية ‪،‬إال أن األبعاد المحاسبية تحظى باهتمام كبير وتشغل الحيز األكبر من اإلجراءات‬
‫واألساليب المختلفة لتطبيق الحوكمة في الشركات ‪.‬‬

‫أن األبعاد المحاسبية لعملية الحوكمة تغطي ثالثة مراحل من العمل المحاسبي وهي ‪:-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬مرحلة الرقابة علي العمل المحاسبي وتشمل نوعين من الرقابة أحدهما ‪ :‬الرقابة المسبقة‬
‫واآلخر الرقابة اآلحقة للعمل المحاسبي ‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة الممارسة الفعلية للعمل المحاسبي بداية من االلتزام بتطبيق المعايير المحاسبية وتقويم‬
‫انتهاء باإلفصاح عن نتيجة هذه الممارسة في شكل تقارير‬
‫و متابعة األداء وادارة األرباح ‪ ،‬و ً‬
‫وبيانات مالية ‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة ما بعد الممارسة الفعلية وتشمل أدوار كل من لجان المراجعة والمراجعة الداخلية‬
‫والخارجية وما تحققه من إضفاء الثقة والمصداقية في المعلومات المحاسبية المفصح عنها‪.‬‬

‫ط – إنتاج معلومات محاسبية موثوق بها‬


‫إن النتيجة النهائية لألبعاد المحاسبية السابقة هو إنتاج المعلومات المحاسبية ذات االستخدامات‬
‫المتعددة من األطراف المختلفة ذات العالقة بالوحدة االقتصادية ‪ ،‬والتي ‪ ،‬عن طريق هذه‬
‫المعلومات يمكن المحافظة على حقوق هؤالء األطراف تجاه الوحدة االقتصادية ‪.‬‬

‫لذا تصبح هذه المعلومات من األهمية لدرجة أن تعد بمستوى شامل من الجودة بحيث يمكن‬
‫االعتماد عليها ‪ ،‬وفي الوقت ذاته تعكس ثقة األطراف األخرى في الوحدة االقتصادية وادارتها‪،‬‬
‫وتزيد من كفاءة سوق األوراق المالية ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬في التوصيات‬
‫في ضوء ما سبق يري الباحث ضرورة اإلشارة إلي التوصيات التالية ‪:-‬‬

‫‪ .7‬يجب تكامل الجوانب الفكرية للحوكمة مع الجوانب التطبيقية في خمسة جوانب‬


‫أساسية هي األهداف ‪ ،‬والخصائص ‪ ،‬والمقومات ‪ ،‬والمحددات ‪ ،‬والمبادئ ‪ ،‬عالوة على‬
‫‪27‬‬
‫شموليتها واحتوائها على جميع المفردات النظرية والتطبيقية ‪ ،‬بما فيها القواعد واالجراءات‬
‫القانونية بشكل يمكن أن يطلق عليه "اإلطار المتكامل للحوكمة "‬

‫‪ .1‬ضرورة االلتزام بتطبيق هذه الجوانب في مختلف الوحدات االقتصادية – وبصفة خاصة‬
‫الشركات المساهمة‪ -‬بصرف النظر عن طبيعة نشاطها مما سيؤدي إلى تطوير أدائها ‪،‬‬
‫والتغلب على مشاكلها المختلفة ‪ ،‬وزيادة قدرتها التنافسية ‪ ،‬والتشغيلية‪ ،‬والمالية‪ ،‬واإلدارية‬
‫‪ ،‬وبالتالي االنعكاس اإليجابي على أسهمها في سوق األوراق المالية ‪.‬‬

‫‪ .3‬ضروة االهتمام باألبعاد المحاسبية للحوكمة والتي تظهر بوضوح في مختلف الجوانب‬
‫الفكرية لها ‪ ،‬وهذا يعكس دور الجوانب المالية والمحاسبية في تكوين اإلطار المتكامل لها ‪.‬‬

‫‪ .4‬ضرورة القيام في ممارسة الرقابة على مختلف جوانب أداء الوحدة االقتصادية وزيادة‬
‫الثقة بها وتحقيق العدالة والشفافية ومحاربة الفساد وتحقيق التواصل مع األطراف المختلفة‬
‫ذات العالقة بالوحدة االقتصادية ‪.‬‬

‫‪ ...‬وأخي اًر ‪ ،‬يؤدي تطبيق محددات ومبادىء الحوكمة الى تحقيق الشفافية ‪ ،‬ويساعد على‬
‫جذب استثمارات جديدة محلية وأجنبية ‪ ،‬ويؤدي الى تراجع الفساد ‪ ،‬وتطوير القطاعين‬
‫العام والخاص ‪ .‬وفي النهاية ‪ ،‬نشير إلى أن دور الحوكمة ال يقتصر فقط على وضع‬
‫القواعد والقوانين ومراقبة تطبيقها ‪ ،‬ولكن يمتد ليشمل أيضاً توفير البيئة الالزمة لدعم‬
‫مصداقيتها وهذا ال يتحقق إال بالتعاون بين كل من الحكومات ‪ ،‬والسلطات الرقابية ‪،‬‬
‫والقطاع الخاص‪ ،‬والفاعلين اآلخرين من اصحاب الخبرة ‪ ،‬بما فيهم الجمهور‪.‬‬
‫*******‬

‫‪28‬‬
General Summary
This paper aims to shed light on the concept of the method of practicing the governance
powers, or what was termed as “governance”.
There is no doubt that governance started to become very important to the world now.
Talks have increased lately about companies’ governance and its role in improving the
economical, investment, and financial role. And the necessity of its implementation and
follow up in most administrations has appeared in order to ensure the rights of
shareholders, investors, and the community.

The positive practices of its method means the protection of assets and properties of the
Administrative Unit, and it plays a role in the economical progress through increasing
the activity of capital flows.

In general, the concept of governance is considered a set of procedures and processes


which are directed through managing and controlling the organizations where the
general framework of the governance include the identification and distribution of
rights and responsibilities among various parties inside the organization or institution
starting from board of directors, managers, shareholders, and other beneficiaries, and it
also works on clarifying and establishing the principles and the procedures of decision
making in that organization.

The good governance system is based on achieving the perfect level of inspection,
control and balanced supervision and the inclusion of the efficient internal and external
communication lines, in addition to strengthening culture of responsibility and
accountability through putting and developing measurement and evaluation system.

This paper discussed the issue of governance in the public sector, where the public
sector governance becomes alike the corporate in terms of management, supervision
and relationship with shareholders and auditing. And it focuses on the management and
supervision of the companies in a way the serves all the stockholders.

What worth mentioning is that this truth doesn’t cancel the presence of other issues
which stays as an exclusive possession to the public sector like its influence with the
political power, and it is also characterized by its non-profitable nature, and its main
and basic is the public interest. In addition to that, the public sector governance goes
just from setting the policies and managing crisis and inessential accidents to care more
about improving the governance system and about transparency.

In the private sector “the board of directors of any company is considered the main
motive to the governance system the board of directors is interested basically in
drawing the supreme policy of the company’s activities, and thus, protecting the rights
of shareholders, as the board of directors has the supreme authority in the form, content
and the details of the annual report of the company. And the more detailed report the
better because it increases the transparency of information about the company, and thus,
it increases the level of its governance.

But in the public sector, the concept of governance and the range of its work are toward
the council of ministers and toward the appointment of the members of board of
directors in the public institutions and general managers in the ministries and holding

29
the responsibilities of the administration from all the employees in the general
administrative system of the state.

The requests of deputies and public opinion need a clear methodology for the financial
or administrative work starting from the disclosure, transparency, and the evaluation of
the performance, down to reach how to prepare the annual reports that discuss all work
of governmental authorities, in order to determine the responsibilities and drawing the
future policies.

Thus, it clarifies the general concept whether in the units of public or private sectors,
and it explains the required fundamentals, principles, and procedures for its
implementation, and it also determines the standards, principles and essentials that rule
it.

*******

31
‫قائمة المراجع والمصدر‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 7‬إبراهيم العيسـوي‪ ،‬التنميـة فـي عـالم متغيـر‪ :‬دراسـة فـي مفهـوم التنميـة ومؤشـراتها‪ .‬القـاهرة‪:‬‬
‫دار الشروق‪.1003 ،‬‬
‫‪ - 1‬النشرة االقتصادية‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المجلد السادس والخمسون‪.1003 ،‬‬
‫‪ - 3‬مـــارك هيسـ ــيل " محـ ــرر "‪ ،‬ممارســــة ســــلطات اإلدارة‪ .‬مركـ ــز المشـ ــروعات الدولي ــة الخاصـ ــة‬
‫بالتعاون مع مؤسسة جامعات وسط أوربا‪.1007 ،‬‬
‫‪ - 4‬مرك ــز المش ــروعات الدولي ــة الخاص ــة‪ ،‬اإلصـــالح االقتصــــادي اليـــوم‪ ،‬النشـ ـرة الدوري ــة لمرك ــز‬
‫المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬أعداد متفرقة‪.‬‬
‫‪ - 1‬مركز المشروعات الدولية الخاصة‪ ،‬دليل تأسيس أساليب حوكمـة الشـركات فـي االقتصـادات‬
‫النامية والصاعدة والمتحولة‪ ،‬مارس ‪.1001‬‬
‫‪ - 6‬فـ ـؤاد ش ــاكر‪ ،‬الحكـــم الجيـــد فـــي المصـــارف والمؤسســـات الماليـــة العربيـــة حســـب المعـــايير‬
‫العالميــة ورقــة مقدمــة إلــى المــؤتمر المص ـرفي العربــي لعــام ‪ " 2115‬الشـراكة بــين العمــل المص ـرفي‬
‫واالستثمار من أجل التنمية‪.‬‬

‫المراجع باللغة اإلنجليزية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪1- Alamgir, M. Corporate Governance: A Risk Perspective, paper‬‬
‫‪presented to: Corporate Governance and Reform: Paving the Way to‬‬
‫‪Financial Stability and Development, a conference organized by the‬‬
‫‪Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7 – 8, 2007.‬‬
‫‪2- Azab, B. The Role of Commercial Banks in Promoting Corporate‬‬
‫‪Governance‬‬ ‫‪of their‬‬ ‫‪Clients, paper‬‬ ‫‪presented to:‬‬ ‫‪Corporate‬‬
‫‪Governance and Reform: Paving the Way to Financial Stability and‬‬
‫‪Development, a conference organized by the Egyptian Banking Institute,‬‬
‫‪Cairo, May 7 – 8, 2007.‬‬
‫‪3- BIS. Enhancing corporate governance for banking organizations,‬‬
‫‪Basel Committee on Banking Supervision, February 2006.‬‬
‫‪4- Freeland,‬‬ ‫‪C.‬‬ ‫‪Basel‬‬ ‫‪Committee‬‬ ‫‪Guidance‬‬ ‫‪on‬‬ ‫‪Corporate‬‬
‫‪Governance for Banks, paper presented to: Corporate Governance and‬‬
‫‪Reform: Paving the Way to Financial Stability and Development, a‬‬
‫‪30‬‬
conference organized by the Egyptian Banking Institute, Cairo, May 7 – 8,
2007.
5- IIF. Corporate Governance in Poland. Institute of International
Finance. February 2003.
6- Iskander, M. and N. Chamlou. (2002). Corporate Governance: A
Framework for Implementation. PP: 119-137. Published in:
Globalization and Firm Competitiveness in the Middle East and North
Africa Region, edited by: S. Fawzy. Washington: World Bank.
7- Fawzy, S. (April 2003). Assessment of Corporate Governance in
Egypt. Working Paper No. 82. Egypt, the Egyptian Center for Economic
Studies.
8- UNDP, Governance for Sustainable Human Development, UNDP
Governance Policy Paper, extracted from UNDP web site, Jan. 1997.

:‫مواقع الكترونية‬ 
1- www.cipe.org
2- www.nacdoline.org
3- www.encycogov.com

32

You might also like