You are on page 1of 10

‫مستويات التحليل اللغوي ‪ :‬المستوى الصرفي‬

‫احملاضر‪:‬‬

‫األستاذ علي منجيات املاجستري‬

‫املؤلف‪:‬‬

‫(‪)٩٣٢٥٠٦٠١٨‬‬ ‫ادينا رياىن‬

‫(‪)٩٣٢٥٠٤٤١٨‬‬ ‫دوي نور حياتى‬

‫(‪)٩٣٢٥٠٩٧١٨‬‬ ‫اكليما ديف مخيدا حلمي‬

‫قسم تدريس اللغة العربية‬

‫كلية الرتبية باجلامعة اإلسالمية احلكومية كديري‬

‫‪٢٠٢١‬‬
‫احلمد هلل الذي أرسل رسوله باهلدى ودين احلق ليظهره علي الدين كله ارسل بصريا ونظري ودعي وص‪EE‬راج‬
‫ومنري ‪ ,‬أشهدأن ال إله اهلل وحده ال شريك له أشهد أن حممدا عبده ورسوله النيب وال رسول بعده اما بعد‪.‬‬
‫نكتب ه‪EE‬ذه امللقال‪EE‬ة من أج‪EE‬ل تنفي‪EE‬د الوظيف‪EE‬ة من األس‪EE‬تاذ علي منجي‪EE‬ات املاجس‪EE‬تري مدرس‪EE‬نا ىف م‪EE‬ادة التحلي‪EE‬ل‬
‫اللغة وك‪EE‬ان مبحثن‪EE‬ا ىف ه‪EE‬ذه الفرص‪EE‬ة هو"مس‪EE‬تويات التحلي‪EE‬ل اللغ‪EE‬ووي‪:‬املس‪EE‬توى الص‪EE‬ريف"‪ ،‬مل نق‪EE‬در على كتاب‪EE‬ة ه‪EE‬ذه‬
‫امللقال‪EE‬ة جي‪EE‬دا إال مبس‪EE‬اعدة اإلخ‪EE‬وان واالح‪EE‬وات مجيع‪EE‬ا حىت اكم‪EE‬ل مق‪EE‬الىت ىف موع‪EE‬دها املعني ونرج‪EE‬و من املوالي‪EE‬د ج‪EE‬ل‬
‫جالله أن ينفعناه وإياكم حصوصا واملسلمني عموما هبده املقالة‪.‬‬

‫كديري‪ ٥ ،‬يوليو ‪٢٠٢١‬‬

‫الكاتب‬
‫تعريف التحليل الصرفي‬ ‫أ‪-‬‬

‫التحليل يف اللغة مشتق من (احلل) ولفظه (حلل) تأيت مبعان متع‪EE‬ددة وكله‪EE‬ا ت‪E‬دل على أص‪EE‬ل واح‪EE‬د معن‪E‬اه‬

‫فتح الش ‪EE E‬يء وتفكيك ‪EE E‬ه‪ .‬يق ‪EE E‬ال‪" :‬حللت العق ‪EE E‬دة أحله ‪EE E‬ا حال إذا فتحته ‪EE E‬ا ف ‪EE E‬احنلت" (الفراهي ‪EE E‬دي‪ ١٩٨١ ,‬م‪,‬‬

‫‪ .)٢٧/٣‬وق‪EE‬د أوض‪EE‬ح ابن ف‪EE‬ارس ذل‪EE‬ك بقول‪EE‬ه‪" :‬احلاء والالم ل‪EE‬ه ف‪EE‬روع كث‪EE‬رية ومس‪EE‬ائل وأص‪EE‬لها كله‪EE‬ا عن‪EE‬دي فتح‬

‫الشيء ال يشذ عنه شيء‪ ,‬يقال‪ :‬حللت العقدة أحلها حال" (ابن فارس‪ ٢٠٠١ ,‬م‪.)٢٢٨ ,‬‬

‫أما يف االصطالح‪ :‬فهو تفكيك الشيء وارجاعه إىل عناصره اليت يتكون منها فالتحليل عند أهل املنط‪EE‬ق‬

‫هو "تقسيم الشيء إىل أجزائه من عناصر أو صفات أو خصائص‪ .‬مث درسها واحدا واحدا للوص‪EE‬ول إىل معرف‪EE‬ة‬

‫العالقة الفائمة بينما وبني غريها"‪.‬‬

‫أم‪EE‬ا التحلي‪EE‬ل الص‪EE‬ريف فه‪EE‬و متي‪EE‬يز العناص‪EE‬ر اللفظي‪EE‬ة يف العب‪EE‬الرة ؛ لدراس‪EE‬تها يف اط‪EE‬ار النظم‪ ,‬وحتدي‪EE‬د ص‪EE‬يغتها‬

‫وخصائص‪EE‬ها ووظائفه‪EE‬ا البنوي‪EE‬ة‪ ,‬وتفس‪EE‬ري م‪EE‬ا فيه‪EE‬ا من تب‪EE‬دل يف اللفظي‪EE‬ة والص‪EE‬يغة والدالل‪EE‬ة والوظيف‪EE‬ة‪ ,‬م‪EE‬ع بي‪EE‬ان م‪EE‬ا‬

‫حتتمله من تغري صويت يف موقعها اخلاص من الرتكيب‪.‬‬

‫إن املالمح األوىل لنش‪EE‬أة التحلي‪EE‬ل الص‪EE‬ريف ارتبطت وثيق‪EE‬ا بنش‪EE‬أة الص‪EE‬رف نفس‪EE‬ه‪ ,‬تل‪EE‬ك النش‪EE‬أة ال‪EE‬يت ج‪EE‬اءت‬

‫اس‪EE‬تجابة جملموع‪EE‬ة من األس‪EE‬باب من أمهه‪EE‬ا احملافظ‪EE‬ة على الق‪EE‬رآن الك‪EE‬رمي‪ .‬ومن هن‪EE‬ا نس‪EE‬تطيع الق‪EE‬ول‪ :‬إن الص‪EE‬رف‬

‫انبث‪EE‬ق أساس‪EE‬ا من الق‪EE‬رآن‪ ,‬وأس‪EE‬همت معاجلات العلم‪EE‬اء وتوجيه‪EE‬اهتم للنص الق‪EE‬رآين يف تزوي‪EE‬د الص‪EE‬رف بفيض من‬

‫اآلراء واألحكام يستطيع الباحث من خالهلا أن يقف على شيء من عناصر التحليل الصريف‪.‬‬
‫أسباب احتالف أوجه التحليل الصرفي‬ ‫ب‪-‬‬

‫أوال‪ :‬اخلالف يف احلرف احملذوف‬

‫من أهم اس‪EE‬باب تع‪EE‬دد أوج‪EE‬ه التحلي‪EE‬ل الص‪EE‬ريف عن‪EE‬د العلم‪EE‬اء ه‪EE‬و خالفهم فيم‪EE‬ا بينهم يف احلرف احملذوف من‬

‫الكلمة‪ ,‬ومن أمثلة ذلك خالفهم يف احلرف احملذوف من (اسم املفعول من الفعل األجواف حنو‪ :‬مقول)‪.‬‬

‫إن هذا اخلالف كان سببا يف اختالف أوجه التحليل الصريف يف هذه املسئلة وذلك على وجهني‪:‬‬

‫(‪ )١‬وه‪EE‬و م‪EE‬ذهب اخلي‪EE‬ل وس‪EE‬يبويه‪ ,‬إذ ذهب‪EE‬ا إىل أن احلرف احملذوف ه‪EE‬و احلرف الزائ‪EE‬د‪ ,‬أي واو (مفع‪EE‬ول)‪.‬‬

‫وحتليلهم الصريف هلذا احلذف هو أن حركة الواو الذي هو عني (مفعول) يف (مقوول)‪ .‬تنتقل إىل الص‪EE‬حيح الس‪EE‬اكن‬

‫قبلها فيصبح (مقوول)‪ E,‬فيلتقي ساكنان‪ ,‬فتحذف الواو الزائدة‪ ,‬واحلجة يف ذلك أهنا قريبة من الط‪EE‬رف‪ ,‬ق‪EE‬ال س‪EE‬يبويه‬

‫يف باب ما حلقته الزوائد من بنات الثالثة‪ :‬فإذا كان احلرف الذي قبل احلرف املعتل ساكنا يف األصل ومل يكن ألف‪EE‬ا‬

‫وال واوا وال ياء‪ ,‬فإنك تسكن املعتل وحتول حركته على الساكن‪ ,‬وذلك مطرد يف كالمهم‪.‬‬

‫(‪ )٢‬وه‪EE E‬و م‪EE E‬ذهب األخفش‪ ,‬إذ ذهب إىل ان احملذوف ه‪EE E‬و (عني مفع‪EE E‬ول)؛ ألن‪EE E‬ه ي‪EE E‬رى أن‪EE E‬ه إذا إذا التقى‬

‫س‪EE‬اكنان ح‪EE‬ذف األول‪ .‬ف(مق‪EE‬ول) عن‪EE‬ده حمذوف العني‪ ,‬ووزن‪EE‬ه (عني مف‪EE‬ول)‪ E,‬واألص‪EE‬ل (مق‪EE‬وول) مث نقلت حرك‪EE‬ة‬

‫الواو األوىل إىل الصحيح الساكن قبلها فيص‪E‬بح (مق‪EE‬وول)‪ E‬مث حتذف ال‪EE‬واو األوىل اللتق‪EE‬اء الس‪EE‬اكنني‪ .‬وه‪EE‬و هبذا خيالف‬

‫اخلي ‪EE‬ل وس ‪EE‬يبويه يف احلرف احملذوف‪ ,‬إذ ي ‪EE‬رى أن ال ‪EE‬واو ج ‪EE‬اءت ملع ‪EE‬ىن وال حتذف وإمنا حتذف عني الكلم ‪EE‬ة؛ ألهنم مل‬

‫تأت ملعىن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اخلالف يف أصالة احلرف وزيادته‬


‫اختل‪EE‬ف علم‪EE‬اء الصـرف فـي بعـض أحـرف الكلمـة ‪ ،‬أيهمـا األصـي وأيهمـا الزائ‪EE‬د ‪ ،‬دون أن يك‪EE‬ون س‪EE‬بب‬

‫تلك عائد إىل اخلالف يف االصل االشتقاقي أو غريه من األسباب ‪ ،‬وإمنا لغري ذلك ه‪E‬ذا األم‪E‬ر جع‪E‬ل العلم‪E‬اء خيتلف‪E‬ون‬

‫يف حتليلهم الضريف هلذه الكلم‪E‬ات مسـا أدى إىل ظه‪E‬ور أوجـه عـدة للتحليـل الصـريف ومث‪E‬ال ذلـك اختالف العلم‪E‬اء يف‬

‫األحرف املصعفة أيهما األصلي وأيهما الزائ‪E‬د ‪ ،‬ولق‪E‬د خلص ه‪EE‬ذه املس‪EE‬ألة ابـن جنـي بقول‪EE‬ه ‪ " :‬وق‪EE‬د اختل‪EE‬ف الن‪E‬اس يف‬

‫هذه املكـررات ‪ ،‬فقـال قـوم ‪ :‬األول هو األصل ‪ ،‬والثاين ه‪E‬و الزائ‪E‬د ‪ ،‬وق‪E‬ال آخ‪E‬رون ‪ :‬األول ه‪E‬و الزائ‪E‬د ‪ ،‬والث‪E‬اين ه‪E‬و‬

‫األصـل فمـن قـال ‪ :‬إن األول هـو األمـل ‪ ،‬ق‪E‬ال ‪ :‬الطـاء الثانيـة مـن ( قطـع ) بـإزاء الـواو من ( جه‪E‬وز ) فهي الزائـدة‬

‫كـالواو ‪ .‬ومـن قـال ‪ :‬إن األول هو الزائد ‪ ،‬قال ‪ :‬الطـاء األولـى مـن ( قطـع ) فـي موضـع الـواو واليـاه مـن ( حوقن )‬

‫و ( تنطر ) فهي زائدة مثلهما‪.‬‬

‫ول‪EE‬و تأملن‪EE‬ا كـالم ابـن ج‪EE‬ين فـي هـذه املس‪EE‬ألة لوجـدنا أن فيهـا ثالث‪EE‬ة آراء نتج عنهـا ثالثـة أوجـه فـي التحليـل‬

‫الصريف‪ )١ ( :‬وهو مذهب اخلليل ‪ ،‬وهـو يـرى أن احلـرف األول هو الزائـد ‪ ،‬والثاين هـو األصـل‪ )٢( .‬وه‪EE‬و م‪EE‬ذهب‬

‫ي‪EE‬ونس ال‪EE‬ذي ي‪EE‬رى أن احلرف الزائ‪EE‬د يف املض‪EE‬عف هـو الث‪EE‬اين‪)٣ ( .‬وه‪EE‬و م‪EE‬ذهب س‪EE‬يبويه ‪ ،‬ال‪EE‬ذي ي‪EE‬رى أن كال الق‪EE‬ولني‬

‫صواب‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اخلالف يف األصل االشتقاقي‬

‫لقـد اختلفت وتعـددت أوجـه التحليـل الصـريف بس‪EE‬بب اختالف الص‪EE‬رفيني فيمـا بيـهم يف األص‪EE‬ل االش‪EE‬تقاقي‬

‫لبعض الكلم‪EE E‬ات ‪ ،‬ومن مث ذهب‪EE E‬وا فيه‪EE E‬ا م‪EE E‬ذاهب ش‪EE E‬ىت حمللني ومعللني ألرائهم الص‪EE E‬رفية ‪ ،‬االم‪EE E‬ر ال‪EE E‬ذي جع‪EE E‬ل هلذه‬

‫الكلم‪EE‬ات أك‪EE‬ثر من وج‪EE‬ه ص‪EE‬ريف فنتج عن‪EE‬ه أك‪EE‬ثر من حتلي‪EE‬ل ص‪EE‬ريف ومث‪EE‬ال ذل‪EE‬ك م‪EE‬ا قي‪EE‬ل يف كلم‪EE‬ة ( س‪EE‬رية إذ تع‪EE‬ددت‬

‫أوج ‪EE‬ه التحلي ‪EE‬ل الض ‪EE‬ريف هلذه الكلمـة وذل ‪EE‬ك عائـد كـمـا قلنـا الختالف الضـرفيني يف أص ‪EE‬لها االش ‪EE‬تقاقي ‪ ،‬وخ ‪EE‬ري م ‪EE‬ا‬
‫يوض ‪EE‬ح ذلـك فـول الرضـي االس ‪EE‬رتبادي‪ :‬س ‪EE‬رية الظ ‪EE‬اهر أهنا مش ‪EE‬تقة من البش ‪EE‬ر ‪ ،‬وض ‪EE‬م الس ‪EE‬ني من تغي ‪EE‬ريات النس ‪EE‬ب‬

‫الش‪EE‬اذة ‪ ،‬ك‪EE‬ذهري وشـهلي ‪ ،‬وهـو إمـا مـن الـبـر مبع‪EE‬ين اخلفي‪EE‬ة ؛ ألهنـا أمـة ختفي من اخلرة ‪ ،‬وهـذا قـول أبـي بكـر بـن‬

‫الس‪EE‬ري‪ .‬وأمـا مـن البش‪EE‬ر مبع‪EE‬ىن اجلم‪E‬اع ؛ ألهنـا لـذلك ال للخدمـة ‪ ،‬وه‪EE‬ذا ق‪EE‬ول الس‪E‬ريايف ‪ ،‬يق‪EE‬ال ‪ :‬متس‪EE‬ورث جاري‪EE‬ة ‪،‬‬

‫وتسريث كتظنيت ‪ ،‬وقال األخفش ‪ :‬هي الس‪E‬رور ؛ ألن‪E‬ه يش‪E‬ز هبا ‪ ،‬وقي‪E‬ل ‪ :‬هـو مـن الشـري ‪ ،‬أي ‪ :‬املخت‪E‬ار ‪ ،‬ألهنا‬

‫خمت‪EE‬ارة على س‪EE‬ائر اجلـواري ‪ ،‬وقـل ‪ :‬مـن الشـراة ‪ ،‬وهـي أعلـى الشـيء ؛ ألهنـا تركـب سـراهتا ‪ ،‬فهـي علـى هـذين‬

‫القـولني ‪ ،‬ملغيل‪EE‬ة كمريـق ‪ ،‬وهـو العضـفر ‪ ،‬وهـذا الـورت نـادر ‪ ،‬وأيضـا لـوهلم ‪( :‬تس‪EE‬ررت) بـراءين يس‪EE‬عهما ‪ ،‬وإن‬

‫كـان تسريت يوافقهمـا "‪.‬‬

‫وممـا تع‪EE‬ددت في‪EE‬ه أوجـه التحليـل الصـريف أيضـاً بس‪EE‬بب اخلالف بني الص‪EE‬رفيني يف األصـل االش‪EE‬تقاقي للكلمـة‬

‫مـا جـاء فـي كلمـة ( شيطان ) ؛ إذ قال أبو الربكـات األنبـاري " الشيطان فيـه وجـهـان ‪ )١( :‬أن يك‪EE‬ون فيغـاالً ‪ ،‬من‬

‫ش ‪EE‬طر ‪ ،‬أي بع ‪EE‬د ‪ ،‬فش ‪EE‬مي ش ‪EE‬يطاناً ؛ ألن ‪EE‬ه بع ‪EE‬ذ عن رمحـة اهلل‪)٢( ،‬يكـون فغالنـاً ‪ ،‬مـن شـاط يش ‪EE‬يط ‪ ،‬إذا احتـرق‬

‫والوج‪EE‬ه األول ه‪EE‬و الوجـه ‪ ،‬لق‪EE‬وهلم ‪ :‬ش‪EE‬يطنتة فتش‪EE‬يطن ‪ ،‬ولـو كـان مـن شـاط يش‪EE‬يط نقي‪EE‬ل ‪ :‬ش‪EE‬يطنة فتش‪EE‬يط ‪ ،‬ولكن‬

‫شيطنته على وزن فعلنته ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تطور اآلراء الصرفية‬

‫إن تطـور اآلراء الصـرفية من األسباب التـي أنت إلـى اخـتالف أوجـه التحليـل الصـرفـي فـي العربيـة ‪ ،‬وهـذه الظ‪E‬اهرة‬

‫بررت عند كث‪E‬ري من العلم‪E‬اء ‪ ،‬فيك‪E‬ون للع‪E‬امل أك‪E‬ثر من رأي يف املس‪E‬ألة الص‪E‬رفية الواح‪E‬ده ولكن ليس يف ال‪E‬وقت نفس‪E‬ه‬

‫وإملـا يف أوق‪EE‬ات متباع‪EE‬دة ‪ ،‬والس‪E‬بب يف ذل‪EE‬ك يع‪EE‬ود إىل طبيع‪EE‬ة البحث العلمي ‪ ،‬فكلمـا تقـادم الـزمن والعمـر يف العـامل‬

‫كلما ازداد علمـاً ونض‪E‬جت عقليت‪E‬ه العلميـة وتطـورت أفكـاره ‪ ،‬واكـب أشـياء لـم تـكـن لتخطـر علـى فكـره ‪ ،‬وهـذا‬
‫التط‪EE‬ور إم‪EE‬ا أن يكـون عـن طري‪EE‬ق التوس‪EE‬ع يف تن‪EE‬اول املس‪EE‬ائل الص‪EE‬رفية ‪ ،‬أو عن طري‪EE‬ق تب‪EE‬ين آراء جدي‪EE‬دة خمالف‪EE‬ة ألراء‬

‫العامل السابقة يف املمسألة الواحدة ‪ ،‬فيكون عن طريق اإلتيان بـأراء جنيدة تبعاً لألدل‪E‬ة وال‪EE‬رباهني اجلدي‪EE‬دة ال‪E‬يت توص‪EE‬ل‬

‫اليها العلم‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الضرورة الشعرية‬

‫من أسباب تعدد أوجه التحليل الصريف عند العلماء هو الضـرورة الشعرية ‪ ،‬وق‪EE‬د حتدث عنه‪EE‬ا س‪EE‬يبويه ومث‪EE‬ل‬

‫هنـا بشـواهد من دون أن يعطـي تعريفـاً واض‪EE‬حاً هلـا فق‪EE‬ال ‪ :‬العلـم أنـه يـجـوز فـي الشـعـر مـا ال جيوز فـي الكـالم "‬

‫( س‪EE‬يبويه ‪ ١۹۸٣ ،‬م‪ ،) ١/٢٦ ،‬فيت‪EE‬بني من قولـه أنـه حـصـرهـا فـي الشـعر ‪ ،‬ولـو تأملنـا مـا تكـره س‪EE‬يبويه فـي بـاب‬

‫الضـرورة لتبني لنا أن كثريا من الشواهد التـي أوردهـا فـي أقـام الضرورة املختلفة من تل‪EE‬ك الش‪E‬واهد ال‪E‬يت وردت فيهـا‬

‫رواي‪EE‬ات أخ‪E‬رى خترجهـا مـن جمـال الض‪EE‬رورة ‪ ( -‬مجع‪E‬ة ‪ ١۹۸۹ ،‬م‪ )٤٣٧ ،‬ومـن ثـم فـإن الش‪E‬واهد ال‪E‬يت رويت على‬

‫أهنا ضـرورة شـعريـة هـي شـواهد حتتمـل وجهـا أخـر ‪ ،‬وفـي ذلـك يقـول س‪E‬يبويه ولـيـس شـيء يض‪EE‬طرون إليـه إال وهـم‬

‫حياولون به وجها ‪ .‬وما جيوز يف الشعر أكثر من أن أذكره لك هنا ‪.‬‬

‫تنقسم الضرورة الشعرية على قسمني بناء على ما تبني لنا ومها ‪:‬‬

‫‪ .١‬الضرورة احلسنة‪ :‬وهي ال‪E‬يت أجازه‪E‬ا س‪E‬يبويه واملربد وابن ج‪E‬ين وغ‪E‬ريهم ‪ ،‬ومن أمثلته‪E‬ا ؛ مجع فاع‪E‬ل العاق‪E‬ل على‬

‫فواعل‪.‬‬

‫‪ .٢‬الض ‪EE‬رورة القبيح ‪EE‬ة‪ .‬هـي الـتـي يـتم فيه ‪EE‬ا اخلروج عن األص ‪EE‬ل والقاع ‪EE‬دة؛ ول ‪EE‬ذلك منعهـا البص ‪EE‬ريون ‪ ،‬وأجازه ‪EE‬ا‬

‫الكوفيون يشروط ‪ .‬ومن ذلك من املقصور وقصر املعنود ؛ إذ ذهب الكوفيون إلـى جـواز م‪EE‬د املقصـور فـي ضـرورة‬

‫الشعر ‪ ،‬وإىل تلك ذهب أبو احلسن األخفش ‪ ،‬بينما منعه البصريون‪.‬‬
‫طرق التحليل الصرفي‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫احملل‪EE‬ل الصـريف الع‪EE‬ريب على خالف احملل‪EE‬ل الصـريف اإلجنل‪EE‬يزي ال‪EE‬ذي يق‪EE‬ف عن‪EE‬د ح‪EE‬دود سـاق الكلم‪EE‬ة ‪/ Stem‬‬

‫ج‪EE‬ذع‪ ،‬فإن‪EE‬ه يس‪EE‬تطيع اس‪EE‬تخالص اجلذر‪ ،‬ويتع‪EE‬رف على الص‪EE‬ورة الص‪EE‬رفية للكلم‪EE‬ة‪ ،‬فه‪EE‬و مثالً‪ ،‬يقي‪EE‬د أن‪EE‬ه ميكن اشـتقاق‬

‫املصـدر "إجياد"‪ ،‬من الفع ‪EE‬ل الثالثي "وج ‪EE‬د"‪ ،‬ألن ‪EE‬ه على وزن "إفع ‪EE‬ال"‪ .‬ميكن للمحل ‪EE‬ل الص ‪EE‬ريف أيض‪E E‬اً أن يول ‪EE‬د كاف ‪EE‬ة‬

‫املش‪EE‬تقات الص‪EE‬حيحة للكلم‪EE‬ة‪ ،‬ك‪EE‬أن يول‪EE‬د الكلم‪EE‬ات أت وم‪EE‬ؤيت وي‪EE‬أتون وم‪EE‬ؤات وإتي‪EE‬ان وي‪EE‬ايت وي‪EE‬أتني من الفع‪EE‬ل أتى‪.‬‬

‫وهو يفيد يف استخالص الكلمات احملورية من النصوص عند البحث فيها‪ ،‬ألنه يتعرف على لواصـق الكلمة‪ ،‬فيكفي‬

‫البحث عن كتب"‪ ،‬مثال‪ ،‬لتأيت مجيع مشتقاهتا وصورها وأشكاهلا ضمن نتائج البحث‪.‬‬

‫والتحلي‪E‬ل الصـريف ميكن من الوصـول جلذر الكلم‪E‬ة وحتدي‪E‬د املش‪E‬تقات الص‪E‬رقية‪ .‬هن‪E‬اك ع‪E‬دد من األحباث ال‪E‬يت‬

‫تن‪EE E‬اولت ح‪EE E‬ل مش‪EE E‬اكل الصـرف الع‪EE E‬ريب خاصـة يف جمال التحلي‪EE E‬ل الصـريف‪ ،‬وذل‪EE E‬ك ألغ‪EE E‬راض البحث يف النص‪EE E‬وص‬

‫واسرتجاع املعلومات‪ .‬وقد اتبعت هذه الدراسـات طرقا خمتلفة ملعاجلة الكلم‪EE‬ات صـرفيا‪ ،‬وب‪EE‬نيت بعض ه‪EE‬ذه األحباث‬

‫على املدارس احلديثة يف علم الصرف ‪ Morphology‬وهذه األحباث مقسمة إىل أربع أقسام كالتايل‪:‬‬

‫‪Table Lookup‬‬ ‫‪ .۱‬طريقة قوائم الكلمات املخزنة‬

‫ختزن مجي‪E‬ع الكلم‪E‬ات يف ق‪E‬وائم م‪E‬ع مكوناهتا الص‪E‬رفية على ش‪E‬كل ج‪E‬دول كب‪EE‬ري‪ .‬ويتم حتلي‪E‬ل الكلم‪E‬ة ب‪E‬البحث‬

‫عنه‪EE‬ا يف ه‪EE‬ذا اجلدول ومن مث معرف‪EE‬ة ج‪EE‬ذرها ببسـاطة‪ .‬وميكن تط‪EE‬بيق ه‪EE‬ذه الطريق‪EE‬ة على نص‪EE‬وص معين‪EE‬ة مث‪EE‬ل‪ :‬الق‪EE‬رآن‬

‫الكرمي حمدد‪ ،‬أو جمموعة كتب حمددة‪.‬‬

‫‪Linguistics‬‬ ‫‪ .٢‬الطريقة اللغوية‬


‫حتويل قواعد اللغ‪E‬ة العربي‪E‬ة الصـرفية املعروف‪E‬ة إىل خوارزمي‪E‬ات حاسـوبية‪ ،‬وذل‪E‬ك مبحاك‪E‬اة عم‪E‬ل اللغ‪E‬وي عن‪E‬د‬

‫تصريف الكلمات واشتقاقها‪.‬‬

‫الرياضية ‪Combinatorial‬‬ ‫‪ .٣‬الطريقة‬

‫حتلي‪E‬ل الكلم‪E‬ة بشـكل آيل بطريق‪E‬ة التجرب‪E‬ة واخلط‪E‬أ والتصـحيح وذل‪E‬ك باعتب‪E‬ار الكلم‪E‬ة جمموع‪E‬ة من احلروف‪،‬‬

‫حيث يتم أخذ ثالثة أحرف منها ومقارنته‪E‬ا بقائم‪E‬ة من اجلذور ف‪E‬إذا مل يوج‪EE‬د اجلذر يف القائم‪E‬ة أخ‪E‬ذت ثالث‪E‬ة أح‪EE‬رف‬

‫أخرى‪ ...‬وهلم جرا إىل أن يتم إجياد اجلذر األقرب إىل الصواب‪.‬‬

‫‪Pattern- Based‬‬ ‫‪ .٤‬طريقة األوزان‬

‫توليد جمموعة كبرية من القواع‪E‬د النص‪EE‬ية اآللي‪E‬ة ‪ Regular Expressions‬عن طري‪E‬ق املقارن‪E‬ة بني قائم‪E‬ة كب‪EE‬رية‬

‫من الكلم‪EE‬ات م‪EE‬ع م‪EE‬ا يقابله‪EE‬ا من مص‪EE‬ادرها‪ ،‬ويتم اس‪EE‬تخدام ه‪EE‬ذه القواع‪EE‬د ملعرف‪EE‬ة مص‪EE‬در الكلم‪EE‬ة‪ ،‬ف‪EE‬إذا انطبقت على‬

‫الكلمة أكثر من قاعدة واحدة يتم ترجيح أكثر القواعد تكرارا ‪.‬‬
‫المراجع‬

‫شين‪ ,‬فليح خضري‪ ٢٠٢٠( .‬م)‪ .‬التحليل الصريف‪ ,‬جملة الرك للفلسفة واللسانيات والعلوم االجتماعية اجمللد (‪)٤‬‬

‫العدد (‪.)٣۹‬‬

‫محاده‪ ,‬سلوى السيد‪ .‬احمللالت الصرفية للغة العربية‪ .‬للمنظمة العربية للعلوم والثقافة‪.‬‬

You might also like