You are on page 1of 94

‫اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟ زاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌـــﺔ اﻟﺟزاﺋــــر‪3‬‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫ﻗﺳم ﻋﻠوم اﻟﺗﺳﯾﯾر‬

‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻣن اﻋداد اﻟدﻛﺗورة‪ :‬ﺷطـــﯾــﺑــﻲ ﺣﻧﺎن‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪2018- 2017 :‬‬


‫ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺗوى‬
‫‪1‬‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫‪2‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪2‬‬ ‫‪ - 1‬اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 1- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﺛروة‬
‫‪3‬‬ ‫‪ 2- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﻧدرة أو ﻋﻠم اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻟوﺳﺎﺋل‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 3- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﻧﺷﺎط اﻟﺗﺑﺎدل‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 4- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 5- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم طرق اﻻﻧﺗﺎج‬
‫‪4‬‬ ‫‪ 6- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‬
‫‪5‬‬ ‫‪ 7- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻠﯾﺔ‬
‫‪5‬‬ ‫‪ - 2‬ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪8‬‬ ‫‪ - 3‬ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 1- 3‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 2- 3‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‬
‫‪9‬‬ ‫‪ - 4‬ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪9‬‬ ‫‪ 5‬ﻓروع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وأﻫداﻓﻪ‬
‫‪10‬‬ ‫‪ - 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى‬
‫‪10‬‬ ‫‪ 1- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 2- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 3- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 4- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 5- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 6- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻣﻧطق‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 7- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺎ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ‬
‫‪13‬‬ ‫‪ 8- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑ ﻌﻠم اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت‬
‫‪13‬‬ ‫‪ 9- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻻﺣﺻﺎء‬
‫‪13‬‬ ‫‪ - 7‬أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫‪14‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪14‬‬ ‫‪ - 1‬ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‬
‫‪15‬‬ ‫‪ - 2‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 1- 2‬اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 2- 2‬اﻟدﯾﻣوﻣﺔ‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 3- 2‬اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 4- 2‬أﻧﻬﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر وﺗﺧﺻﯾص‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 5- 2‬اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ‬
‫‪16‬‬ ‫‪ - 3‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 1- 3‬ﻣﺎذا ﻧﻧﺗﺞ؟‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 2- 3‬ﻛﯾف ﻧﻧﺗﺞ؟‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 3- 3‬ﻟﻣن ﻧﻧﺗﺞ؟‬
‫‪17‬‬ ‫‪ - 4‬أﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 1- 4‬اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 2- 4‬اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 3- 4‬اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ‬
‫‪19‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻧﺑذة ﻋن ﺗظور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫‪20‬‬ ‫‪ - 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ‬
‫‪20‬‬ ‫‪ 1- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻻﻏرﯾق‬
‫‪22‬‬ ‫‪ 2- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻟروﻣﺎن‬
‫‪22‬‬ ‫‪ - 2‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ‬
‫‪23‬‬ ‫‪ - 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر‬
‫‪23‬‬ ‫‪ 1- 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﺑن ﺧﻠدون‬
‫‪24‬‬ ‫‪ 2- 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻘرﯾزي‬
‫‪25‬‬ ‫‪ - 4‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺟﺎرﯾﯾن واﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن‬
‫‪27‬‬ ‫‪ - 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬
‫‪27‬‬ ‫‪ 1- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‬
‫‪38‬‬ ‫‪ 2- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‬
‫‪40‬‬ ‫‪ 3- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﯾﻧزي‬
‫‪43‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪43‬‬ ‫‪ - 1‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪44‬‬ ‫‪ 1- 1‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪46‬‬ ‫‪ 2- 1‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪47‬‬ ‫‪ 3- 1‬ﻋﯾوب اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪49‬‬ ‫‪ 4- 1‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‬
‫‪49‬‬ ‫‪ - 2‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺷﺗراﻛﻲ‬
‫‪50‬‬ ‫‪ 1- 2‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 2- 2‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗﻠراﻛﻲ‬
‫‪52‬‬ ‫‪ 3- 2‬ﻋﯾوب اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‬
‫‪53‬‬ ‫‪ 4- 2‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‬
‫‪54‬‬ ‫‪ - 3‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ‬
‫‪54‬‬ ‫‪ 1- 3‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ‬
‫‪55‬‬ ‫‪ 2- 3‬ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ‬
‫‪55‬‬ ‫‪ - 4‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط‬
‫‪56‬‬ ‫‪ 1- 4‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط‬
‫‪57‬‬ ‫‪ 2- 4‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط‬
‫‪57‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬اﻷ ﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪57‬‬ ‫‪ - 1‬اﻻﻧﺗﺎج‬
‫‪58‬‬ ‫‪ 1- 1‬اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 2- 1‬ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‬
‫‪61‬‬ ‫‪ 3- 1‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج‬
‫‪61‬‬ ‫‪ 4- 1‬ادارة اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‬
‫‪62‬‬ ‫‪ 5- 1‬اﻻﻧﺗﺎج واﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬
‫‪63‬‬ ‫‪ - 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫‪64‬‬ ‫‪ 1- 2‬أﺑﻌﺎد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫‪65‬‬ ‫‪ 2- 2‬أﻧواع اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫‪65‬‬ ‫‪ 3- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫‪66‬‬ ‫‪ 4- 2‬ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‬
‫‪68‬‬ ‫‪ - 3‬اﻻﺳﺗﻬﻼك‬
‫‪69‬‬ ‫‪ 1- 3‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺣﺳب " ﻛﯾﻧز "‬
‫‪72‬‬ ‫‪ 2- 3‬ﻧظرﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼك‬
‫‪73‬‬ ‫‪ - 4‬اﻻدﺧﺎر‬
‫‪74‬‬ ‫‪ 1- 4‬اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫‪75‬‬ ‫‪ 2- 4‬أﻧواع اﻻدﺧﺎر‬
‫‪76‬‬ ‫‪ 3- 4‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر‬
‫‪76‬‬ ‫‪ - 5‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪77‬‬ ‫‪ 1- 5‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫‪78‬‬ ‫‪ 2- 5‬ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪82‬‬ ‫‪ 3- 5‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫‪82‬‬ ‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫‪83‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ‪:‬‬

‫ﺗرﺗﺑط اﻟ ﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﻛل ﻓروﻋﻬﺎ ارﺗﺑﺎطﺎ ﻣﺑﺎﺷرا ﺑﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻻ واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻠﻘد اﻗﺗرن وﺟود اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﺑﺣﻘﯾﻘﺗﯾن ﻣﺗﻼزﻣﺗﯾن اﻷوﻟﻰ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗﻌدد‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺗزاﯾدﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻣر‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧدرة وﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺗﻠك‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﻓﺗوﺟﻪ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺣو دراﺳﺔ واﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن أﺟل اﻟﺗوﺻل‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن ﻫﺗﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺗﯾن‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺳﻌﻰ اذا ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠ ﻪ وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟ ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر‬
‫واﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن داﺋرة اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻰ‬
‫ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺛﻠﻰ ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣدودة ﻓﻲ ﺗﻠﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬واﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو أﻓﺿل اﻟﺑداﺋل ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف ودراﺳﺔ‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر واﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﯾﺟﺎد اﻟﻘواﻋد واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗؤدي اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ أﻗﺻﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎ ﻫﻧﺎ ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫وﯾﺑرز اﻟدور اﻟذي ﯾﻠﻌﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺟزﺋﻲ أو اﻟﻛﻠﻲ ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎول أﯾﺿﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﺣﻠﯾل ﻣواﺿﯾﻊ أﺧرى وﺗدﺧل ﻓﻲ ﺻﻣﯾم اﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗ ﻪ‬
‫ﻛﺎﻟدﺧل‪ ،‬ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬اﻟﺑورﺻﺔ وﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺻﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬ﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ وﻏﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻷﺧرى‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻣس وﯾﺗﺻل ﺑﺣﯾﺎﺗﻧﺎ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺣﺎﺟﺔ‬
‫اﻟﯾﻪ ﺗﺑرز ﺟﺎﻟﯾﺎ ﻣن طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻟﺟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﻧدرج ﻓﻲ ﺟوﻫر اﻫﺗ ﻣﺎﻣﺎت اﻷﻓراد واﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻋن اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻟﻣﺧﺗﻠف ﻣواﺿﯾﻌﻪ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﻠزم اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻣﺗطﻠﺑﺎت وﻗواﻋد اﻟﻌﻠوم اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ واﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾﻧﺣدر اﻷﺻل اﻟﻠﻐوي ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ‪ Oikonomos‬اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻣن‬


‫‪ Oikos‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﻧزل و‪ Nomos‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗدﺑﯾر‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺔ اﺟﻣﺎﻻ ﺗدﺑﯾر أﻣور اﻟﻣﻧزل‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣل اﻟﻘواﻋد واﻟطرق اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ رب اﻷﺳرة ﻓﻲ ادارة اﻟذﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻧزﻟﻪ‪ ،‬ﻟﻛﻲ‬
‫ﯾﺻل اﻟﻰ أﻣﺛل اﺳﺗﺧدام ﻟدﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻷﺳرﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻠﻔظ‬
‫اﻗﺗﺻﺎد ﻋﻧد اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﯾن ﺗﻌدى ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻟﯾﻘﺻد ﺑﻪ أﯾﺿﺎ ﺗدﺑﯾر أﻣور اﻟﻣدﯾﻧﺔ)اﻟ ﺣﺳﻧﺎوي‪،1990،‬ص‪.(23.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻻﺻطﻼﺣﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﺄن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﺟﻣ ﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﺧﺻون ﺣول ﺗﻌرﯾف واﺣد ﻣﺣددا ﻟﻧطﺎﻗﻪ وﺟﺎﻣﻌﺎ ﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻪ واﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻪ‪ ،‬وﻫذا راﺟﻊ اﻟﻰ اﻟﺗﻧوع‬
‫واﻟﺗطور اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻼﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻧﻌﻛﺎس ﻟﻠواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ‪.‬‬

‫ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ادم ﺳﻣﯾث ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر ﺛروة اﻷﻣم ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن‬
‫اﻷﻣﺔ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة ووﺳﺎﺋل ﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ ")طوﯾطﻲ‪،2014- 2013،‬ص‪ ،(2.‬وﻗد رﻛز ﻫذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻔﻬوم اﻟﺛروة وأﻫﻣل دور اﻻﻧﺳﺎن ‪ .‬واﻋﺗﺑرﻩ اﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻓﻲ ﺷؤون‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻔﺣص ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔردي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠرﻓﺎﻫﯾﺔ وطرق اﺳﺗﺧدام ﻫذﻩ اﻟﻣﻘوﻣﺎت")دوﯾدار‪،1993،‬ص‪ ،( 14.‬ﻓﻘد ﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻫﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫دراﺳﺔ رﻓﺎﻫﯾﺔ اﻟﻔرد اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن اﻧﻔﺎق دﺧﻠﻪ‪ .‬ووﻓﻘﺎ ﻟﺗﻌرﯾف ﻣﯾﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن " ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﻫو ذﻟك اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻔﻬم طﺑﯾﻌﺔ ﻫذﻩ‬
‫اﻷﺧﯾرة وطرق ﺣﻠﻬﺎ ﻫو ﻣوﺿوع اﻟدراﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟواﺳﻊ")ﻗرﯾﺻﺔ وﯾوﻧس‪، 1984،‬ص‪. (66.‬‬

‫وﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ﺑﯾﺟو ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ﻓﻘد أﻛد ﺑﺄن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو " اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس‬
‫اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ " ")ﻗرﯾﺻﺔ وﯾوﻧس‪،1984،‬ص ‪ .(66.‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻋرف ﺳﺎم وﯾﻠﺳون ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ‬
‫" اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗﺎر ﺑﻬﺎ اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠﻊ‬
‫ﻟﻐرض اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل" )طوﯾطﻲ‪،2014- 2013 ،‬ص‪. (2.‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫وﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن اﻟﻣدﺧل اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﺎور اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﺛروة ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻋرف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد طﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻣﺣور ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻛﯾف ﺗﺗﻛون وﺗوزع وﺗﺳﺗﻬﻠ ك‬
‫اﻟﺛروات‪ ،‬ﻓﺎﻟﺛروة ﻫﻲ اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن ﻛل ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي وﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر أي ﻧﺷﺎط ﺑﺄﻧﻪ اﻗﺗﺻﺎدي إﻻ اذا‬
‫ﻗدم ﻟﻼﻧﺳﺎن ﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣﺎدﯾﺔ) اﻟطوﯾل‪،2010،‬ص‪ ،(23.‬وطﺑﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﯾﻛون ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو‬
‫اﻟﺑﺣث ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺛروة وﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻟم ﯾﺗﻔق أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﺣول ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ‬
‫اﻟﺛروة‪ ،‬ﻓﻔرﯾق ﻣﻧﻬم اﻋﺗﺑر أن اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗدﺧل ﺿﻣﻧﻬﺎ وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﻪ اﻋﺗرﻓوا ﺑوﺟود اﻟﺛروة ﻏﯾر‬
‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻓرﯾق آﺧر اﻧﺗﻬﻰ اﻟﻰ رﻓﺿﻬﺎ وﻋرﻓوا ﺑذﻟك ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠم اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺎدﯾﺔ)ﻋرﯾﻘﺎت‪،2005،‬ص‪. (22.‬‬

‫‪ 2- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﻧدرة أو ﻋﻠم اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻟوﺳﺎﺋل ‪:‬‬

‫ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺟد ﺗﻌرﯾف "روﺑﻧس"‪ ،‬واﻟذي ﻋرف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس اﻟﺳﻠوك‬
‫اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻐﺎﯾﺎت واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻧﺎدرة‪ ،‬وﻗد ﺗﺑﻧﻰ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾﯾن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم " ﻛﺑﯾرو" و"ﻣﺎﻧﺟر" و"ﻣﺎﯾر" وﻏﯾرﻫم‪ ،‬ﻓﯾﻣﺗﺎز اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻌددة‬
‫واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬إﻻ أن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ان وﺟدت ﻓﻲ ﻣﺣدودة أو ﻧﺎدرة وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﻧﺷﺄ‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺣور أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻼﻣﺣدودة ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﺣدودة واﻟﻧﺎدرة )اﻟطوﯾل‪،2010،‬ص‪ ،(21.‬ﻓﯾﻌﺗﺑ ر ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎ د ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﺳﺎ س ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠم‬
‫ﺗﻧظﯾم ٕوا دارة اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻐرض ﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﻓﻬو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﺳﻠوك اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻫداف واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺣدودة‬
‫ذات اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌددة ﻓﺎﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻫﻧﺎ ﻫﻲ أﺳﺎس اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد)ﺣﺳﯾن وﺳﻌﯾد‪،2004،‬ص‪. (19.‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 3- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﻧﺷﺎط اﻟﺗﺑﺎدل ‪:‬‬

‫ﯾﺄﺗﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﺑﯾرو " ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟذﯾن اﻋﺗﺑروا ﺑﺄن ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫو ﻋﻠم‬
‫اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺣﻛوم ﺑﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻧﺗﺞ إﻻ ﻗﺳﻣﺎ ﻣن ﻣن ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﻻ‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺑذﻟك أن ﯾﺷﺑﻊ ﻣل رﻏﺑﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻟذا ﻻ ﺑد أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺟﻪ اﻟﻐﯾر ﻓﺎﻟﻣﺑﺎدﻻت أﺳﺎ س‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي)اﻟطوﯾل‪،2010،‬ص‪ ،(24.‬ﻓﺎﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم‬
‫ﺑدراﺳﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﺗﻲ ﯾﺗﺧﻠﻰ ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﻣﺎ ﺑﺣوزﺗﻪ ﻟﯾﺗﺣﺻل ﻣن ﻓرد آﺧر ﻋﻠﻰ ﻣل ﯾﺣﺗﺎج‬
‫إﻟﯾﻪ ﻓﻧﺷﺎط اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻘﯾﺎم اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻻﻧﺗﺎج ٕواﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت )اﻟﻣﺣﺟوب‪،1977،‬ص‪. (17.‬‬

‫‪ 4- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻓوﻓﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗﻌرﯾف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﺧﺗص ﺑدراﺳﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد‬
‫ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻻﻧﺳﺎن ﻣن اﻟﺗﺣﺳﯾن ﻓﻲ ظروف ﻣﻌﯾﺷﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب‬
‫ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ دﺧﻠﻪ وﻛﯾﻔﯾﺔ اﻧﻔﺎﻗﻪ ﻟﻪ )ﺣﺳﯾن وﺳﻌﯾد‪،2004،‬ص‪. (19.‬‬

‫‪ 5- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم طرق اﻻﻧﺗﺎج ‪:‬‬

‫ﺿﻣن ﻫذا اﻻطﺎر ﯾﻌﺑر ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋن اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣوع اﻟظواﻫر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎ ط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻼﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬أي اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﺣﺎﺟﺎت أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﯾﻛون ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻼﻗﺔ ﻣزدوﺟﺔ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﺗرﺑط اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻛﻣن‬
‫ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺄﺧﯾﻪ اﻻﻧﺳﺎن‪ ،‬ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ اطﺎر ﻣﺟﻣوع اﻟظواﻫر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي )دوﯾدار‪،1993،‬ص ‪. (16.‬‬

‫‪ 6- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ان ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺿﺑط ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟدول اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬واﻟﺗ ﻲ‬
‫ﺗﻔﺻل ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣدود ﺟﻐراﻓﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وأﻧظﻣﺔ دوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗم ﻫذا اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ودول أﺧرى ﺗﻔﺗﻘر ﻟوﺟودﻫﺎ ‪ ،‬وﻫذا ﻣن أﺟل اﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أﻓراد ﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ﻓﻲ ظل‬
‫اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ )اﻟرواﺷﻲ‪،2007،‬ص‪.(5.‬‬

‫‪6‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 7- 1‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻠﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻘوم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫وﯾﺣﺎول ﻗﯾﺎس واﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺑﺣث أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى‬
‫اﻻﺳﻌﺎر واﻟﻌﻣﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم دراﺳﺔ اﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛن وﺿﻊ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )اﻟرواﺷﻲ‪،2007،‬ص‪.(5.‬‬

‫ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻷﻓراد ازاء اﺳﺗﺧداﻣﻬم ا ﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة‬
‫واﻟﻣﺣدودة ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻻﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬وذﻟك ﺑﺄﻓﺻل طرﯾﻘﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻬﺗم‬
‫ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻷﺣد وﺟوﻩ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧرج‬
‫ﻋن داﺋرة اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﺑﺎدل‪ ،‬اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ظواﻫر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﻛﺎﻟدﺧل‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﻋﻠم ﯾﺟﺳد وﯾﻌﻛس ﻋﻼﻗﺔ ذات اﺗﺟﺎﻫﯾن‪ ،‬ﻋﻼﻗﺔ‬
‫اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن ﺑـﺎﻻﻧﺳﺎن ‪.‬‬

‫‪ - 2‬ﻧﺷﺄة وﺗطور ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾﻧﺣدر اﻷﺻل اﻟﻠﻐوي ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ‪ Oikonomos‬اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻣن ‪Oikos‬‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﻣﻧزل و‪ Nomos‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗدﺑﯾر‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺔ اﺟﻣﺎﻻ ﺗدﺑﯾر أﻣور اﻟﻣﻧزل‪ ،‬وﻗد‬
‫ظﻬرت اﻟﻛﺗﺎﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺗﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺧﻠل اﻟﺑﺣـث اﻻﻗﺗﺻـﺎدي إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب‬
‫ﻣﺑـﺎدئ ﻧﻣـو اﻟﺛـروة اﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﻣﺗطﻠﺑﺔ ﻟﻠﺣﻛم اﻟﺻﺎﻟﺢ ودﻋم ﻗوة اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﺻطﻠﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺗﺣﻘق ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻛﺎﺗب اﻟﻔرﻧﺳﻲ " اﻧطوان دي ﻣوﻧ ﻛرﯾﺳﺗ ﺎن" اﻟذي ﻧﺷر ﻋﺎم ‪ 1615‬ﻛﺗﺎﺑﻪ‬
‫ﺑﻌﻧوان "ﻣطول ﺷرح ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ" وﻫدف ﺑﻣؤﻟﻔﻪ اﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻟزﯾﺎدة ﺛروﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻋـﺎم ‪ 1776‬ﻗـدم" آد م ﺳـﻣﯾث " ﻛﺗﺎﺑـﻪ اﻟﺷـﻬﯾر "ﺛـروة اﻷ ﻣـم" اﻟـذي ﺧﺻﺻـﻪ إﻟـﻰ‬
‫ﻛﯾﻔﯾـﺔ ﺗﻧﻣﯾـﺔ ٕوا دارة اﻟﺛـروة‪ ،‬وﺑـذﻟك ﺳـﻣﻲ ﺑواﺿـﻊ ﻋﻠـم اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟﺣـدﯾث‪ ،‬ﻷﻧـﻪ ﻣﻧـذ ذﻟـك اﻟﺗـﺎرﯾﺦ أﺻـﺑﺣت‬
‫اﻟﻛﺗﺎﺑـﺎت اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﺗﺗﺳـم ﺑﺳـﻣﺗﯾن أﺳﺎﺳـﯾﺗﯾن ﺗﻣﯾـزان اﻟﻌﻠـم‪ ،‬وﻫـﻲ اﻧﻔﺻﺎﻟﻬﺎ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻧظرﯾـﺎت‬
‫ﻣـن اﻟﻌﻠـوم ذات اﻟﺻـﻠﺔ‪ ،‬وﻛـذﻟك ﺗﻧﺎوﻟﻬـﺎ ﺑﺷـﻛل ﻣوﺿـوﻋﻲ وﻋﻠﻣـﻲ‪ ،‬وﺑـذﻟك ﻧﺷـﺄ ﻋﻠـم اﻻﻗﺗﺻـﺎد ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل‬
‫وﻟـم ﯾظ ﻬـر ﻣﺻـطﻠﺢ ﻋﻠـم اﻻﻗﺗﺻـﺎد إﻻ ﻣـﻊ ﻧﺷـﺄة اﻟﺗﺣﻠﯾـل اﻟﻣﺟـرد ﻓـﻲ اﻟﻧﺻـف اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻣـن اﻟﻘـرن ‪ 19‬ﺣـﯾن‬

‫‪7‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫أ ﺻـدر "اﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل" ﻣؤﻟﻔﻪ ﺑﻌﻧوان "ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد" ﺳﻧﺔ ‪ 1890‬ﻟﯾﺷﯾﻊ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻫذا اﻻﺻطﻼح ﻓﻲ‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ )‪. (virtuelcampus.univ-msila.dz‬‬

‫ﻓ ﻘد ظﻬر ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺿﻣن ﻛﺗﺎﺑﺎت ﻗداﻣﻰ اﻟﻣﻔﻛرﯾن واﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻛﺟزء ﻣن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻷﺧﻼق ﻓﻠم ﯾﻛن ﻓرع ﻣﺳﺗﻘل ﻣن ﻓروع اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬ورد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت‬
‫أﻓﻼطون ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﻌروف ﺑﺎﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ‪ ،‬واﻟذي ﺑﺣث ﻓﯾﻪ ﻣوﺿوع اﻟدوﻟﺔ أو اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﺿﻣن‬
‫ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ذﻟك ا ﻟﻛﺗﺎب واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺟزء ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ وﻣﺟﺎﻻت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﯾوم ‪ ،‬ﻫو ﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻟطﺑﻘﺎت ﻫﻲ طﺑﻘﺔ اﻟﺣﻛﺎم واﻟﺟﻧود واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن ‪ ،‬وورد أﯾﺿًﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎت أرﺳطو ﺣﯾث ﺗﻧﺎول‬
‫ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷﻣوال‪ ،‬واﻧﺗﻘد اﻵراء اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻧﺎدي ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺑﺈﻧﺷﺎء ﻧظﺎم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ أو‬
‫اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎء ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻛﺗﺎب ﻛذﻟك ﻗﺿﯾﺔ اﻟرق وﻫﺎﺟﻣﻬﺎ ورأى ﻋدم ﻋداﻟﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣن أﻫم اﻟﻣوﺿوﻋﺎت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ أرﺳطو ﻫو اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻣﯾز ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﻗﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ )‪.( almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫وﺗطرق أﯾﺿﺎ اﻟﻛﺗﺎب اﻟروﻣﺎﻧﯾون ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫؤﻻء ﺷﯾﺷرون ”‪ “Cicero‬وﺳﻧﯾﻛ ﺎ‬
‫”‪ ،“Seneca‬ﻓﻣﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻪ ﺷﯾﺷرون ﺗﻔﺿﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﻬن واﻟﺣرف ‪ ،‬ﻓوﺿﻊ اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول وﺑﯾن‬
‫ﻋﯾوب اﻟﻣﻬن اﻷﺧرى ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ وﺗﺟﺎرة‪ ،‬ﻛذﻟك وﺟﻪ اﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻔﺎﺋدة ووﺻل ﻟﻠﺣد اﻟذي ﺷﺑﻬﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺗل ‪ ،‬أﻣﺎ ﺳﻧﯾﻛﺎ ﻓﻘد ﺑﯾن أن اﻟﻧﻘود ﻫﻲ أﺻل ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺷرور واﻵﺛﺎم‪ ،‬ﻣن اﻟﺣﻘد واﻟﺣﺳد واﻟﻛراﻫﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد‬
‫ﯾﻧﺑﻊ ﻋﻧﻬﺎ اﻟظﻠم )‪.(almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫وﻗد ﺷﻬدت اﻟﻘرون اﻟوﺳطﻰ ﺑﯾن ﻧظﺎم اﻻﻗطﺎع واﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﺳﯾ د‬
‫واﻟﻔﻼﺣﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻷرض ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻺﻣﺑراطور‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﺳﯾﺎد اﻹﻗطﺎﻋﯾﯾن وﻫم‬
‫اﻟﺣﻛﺎم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣﯾزت أﯾﺿﺎ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺑﺳﯾطرة ﺣﻛم اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗزاﻣن ﻋﻬد اﻹﻗطﺎع ﻓﻲ‬
‫أورﺑﺎ ﻣﻊ ظﻬور اﻹﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺟزﯾرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟذي أﺣدث طﻔرة ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻣوارد‪ ،‬واﻟﻔواﺋد ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض وآﻟﯾﺔ ﻋﻣل اﻟﺳوق‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻗد ﻣﺟد اﻹﺳﻼم اﻟﻌﻣل‬
‫وﺣث ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬وأﺧذ ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وأﻗرﻫﺎ ووﺿﻊ أﺻوﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺣرم اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻟﻘروض وﻧﻬﻰ ﻋن اﻻﺣﺗﻛﺎر‬
‫وأﻗر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وآﻟﯾﺔ اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ‬
‫ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟواﻧب ﻧﺟد أن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن‬

‫‪8‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫أﻣﺛﺎل اﻟﻔﺎراﺑﻲ وأﺑن ﺳﯾﻧﺎ وأﺑن ﺧﻠدون ﻗد أﺳﻬﻣوا إﺳﻬﺎﻣﺎت ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ طرح وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل أورد أﺑن ﺧﻠدون ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﺷرﺣًﺎ ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ ﺳﻠﻊ ﺿرورﯾﺔ وﻛﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﯾن أن طﻠب ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ‬
‫إﻧﻣﺎ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻟﻌﻣران واﻟﺗﻘدم‪ ،‬ﻛذﻟك أوﺿﺢ دور وﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌرض واﻟطﻠب وظروﻓﻬﻣﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣدﯾد أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت وﻓﻲ ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎرﻫﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺑﯾن أﺑن ﺧﻠدون أن زﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎن ﺗؤدي ﻟﺗﻘﺳﯾم‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﯾزﯾد اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﯾزﯾد اﻟدﺧل‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﻓﺗﻧﺷﺄ ﺻﻧﺎﻋﺎت ﺟدﯾدة‪،‬‬
‫وﺗﺣﺻل زﯾﺎدة أﺧرى ﻟﻠدﺧل )‪. (almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫وﻗد أدى اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻹﻗطﺎع ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر‪ ،‬ﻹﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟظﻬور أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة‬
‫ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺑرزت ﺗﯾﺎرات أﺧرى ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺟﺳدت ﻓﻲ أﻓﻛﺎر اﻟ ﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺳﺎدت أﻓﻛﺎر اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن‬
‫اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر‪ ،‬ﻓﻘد ﻧﺎدت ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب أن ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ ﻗوﯾ ﺔ ﺑﺛرواﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻛﻣن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎدن‬
‫اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﻌﻣل اﻟدول ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺛرواﺗﻬﺎ‪ ،‬وأﻋﺗﺑر اﻟﺗﺟﺎرﯾون ﻛذﻟك أن اﻟﺛروة اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺣﺟم‪ ،‬وﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻛرﺗﻬم ﻫذﻩ أن اﻋﺗﺑروا ﻣﺎ ﺗﻛﺳﺑﻪ دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺛروة إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺳﺎب دوﻟﺔ أﺧرى )‪.(www.uobabylon.edu.iq‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن أﺳس اﻟﻔﯾزوﻗراطﯾﯾن وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم اﻟﻔرﻧﺳﻲ " ﻛﯾﻧﺎي " ﻧظرﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎ ن‬
‫وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟطﺑﯾﻌﻲ‪ ،‬وأﻛدوا ﻋﻠﻰ أن اﻟزراﻋﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟوﺣﯾد اﻟﻣﻧﺗﺞ ‪ ،‬وﺗﻌرﺿوا ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام اﻟﺟدول اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻓﯾﻪ ﯾﺑﯾن " ﻛﯾﻧﺎي" ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﺑﯾن طﺑﻘﺎت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻫو ﻟﯾ س ﺑﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﻔﻬوم ﺣدﯾﺛﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﻌرض دورة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺻﺎﻓﻲ و ذﻟك‬
‫ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل اﻟدﺧول ﻣن طﺑﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى )‪.(www.uobabylon.edu.iq‬‬

‫وﺑﻌد اﻟﺗطور اﻟذي ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻷوروﺑﻲ واﻟذي ﺗزاﻣن ﻣﻊ اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺧﺿت ﻋن اﻟﺛورة‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎءت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻧﻌﻛﺎﺳﺎ ﻟﻬذا اﻟﺗطور واﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﺑظﻬورﻫﺎ دﻓﻌت اﻟﻔﻛر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي دﻓﻌﺔ ﻗوﯾﺔ أﺧرﺟت ﺑﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل ﺑﺣد ذاﺗﻪ ﻟﻪ ﻗواﻧﯾﻧﻪ وﻧظرﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓظﻬور ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣ ﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﯾﻌود اﻟﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ رأﺳﻬم آدم ﺳﻣﯾث )‪ (1790 – 1723‬واﻟذي‬
‫أﺻدر ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﺷﻬﯾر اﻟﻣﻌروف ﺑﺛروة اﻷﻣم ﻓﻲ اﻟﻌﺎم )‪ ،(1776‬ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺧرى ﺷﻣﻠت دﯾﻔﯾد‬

‫‪9‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫رﯾﻛﺎردو )‪ ،( 1823 – 1772‬ﻣﺎﻟﺗوس ) ‪ ، (1834- 1766‬ﺟون ﺳﺗﯾورت ﻣل ) ‪ ،(1873- 1806‬ﺟﯾن ﺑﺎﺗﺳت ﺳﺎى‬
‫)‪ ،(1832- 1767‬وﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻫذا اﻟﺗﻌدد ﻓﻲ اﻟﻣؤﻟﻔﯾن اﻟذﯾن ﺗﻛوﻧت ﻣﻧﻬم اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺟﻌل‬
‫ﻣن اﻟﻌﺳﯾر وﺿﻊ ﻣﺑﺎدئ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﻠﺧﯾص أﻓﻛﺎرﻫم ﺟﻣﯾﻌﺎً‪ ،‬وﻟﻌل أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎء ﺿﻣن أﻓﻛﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫ﻧظرﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن ظﺎﻫرة اﻟﺗﺧﺻﯾص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﺿﻣن أﻓﻛﺎرﻫم ﻧظرﯾﺔ ﻣﺎﻟﺗس ﻓﻲ اﻟﺳﻛﺎن‪ ،‬وﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‪ ،‬وﻧظرﯾﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻫذا ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﻠدﺧل )‪.(almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫وﺟﺎء ﺑﻌد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛ ﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﺑداﯾﺎ ت‬
‫اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺳﻣوا ﺑﺎﻟﻛﻼﺳﯾك اﻟﺟدد اﺷﻬرﻫم اﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل‪ ،‬ﺑﯾﻘو‪ ،‬وﻫﻛس‪ ،‬وأﻫم ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﺣدﯾﺔ واﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻧظرﯾﺎت ﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف‬
‫واﻷرﺑﺎح)‪ .(almerja.com/reading.php?idm=94353‬ﻛﻣﺎ ﺟﺎءت ﻛذﻟك اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ واﻟﺗﻲ أﺳﺳﻬﺎ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ "ﺟون ﻣﯾﻧﺎرد ﻛﯾﻧز"‪ ،‬وﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ دور ﻛﻼ ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﯾن اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ﻓﻲ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬أي اﻧﻪ ﻣﻊ ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎﻻت) ‪.( almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫‪ - 3‬ﻣﻧﻬﺞ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ان اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻫو اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻌﻘل ﻓﻲ اﺳﺗﺧﻼص اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠم‬
‫ﻣﺳﺗﻘل ﺑذاﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺎن اﻟدارﺳﯾن ﻟﻪ ﯾﺑﺣﺛون داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن ﻗواﻧﯾﻧﻪ وﻧظرﯾﺎﺗﻪ واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗطوﯾر‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟ ﻬﺎ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﻌﯾﻬم ﻟذﻟك ﯾﺗﺑﻌون اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ واﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﻓﻛرة ﻣﺧﺗﺻرة‬
‫ﻋﻧﻬﻣﺎ ‪ ):‬ﻣﺣﺟوب‪،1977،‬ص‪( 30.‬‬

‫‪ 1- 3‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻧﺑﺎطﻲ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻗدم ﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻣﻌرﻓﺔ‪ ،‬واﻻﺳﺗﻧﺑﺎط ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻋﻘﻠﯾﺔ ﯾﺧﻠص ﺑﻬﺎ ﻣﻥ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﻌﺩ ﻣﻘﺩﻣﺔ ﻣﺳﻠﻣﺎﹰ‬
‫ﺑﺻﺣﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﺗﻌﺩ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺯﻣﺔ ﻟﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺧﻼ ل ﻗﻭﺍﻋﺩ ﺫﻫﻧﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﺗﺩﻭﺭ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺫﻫﻥ ﺑﻌﯾﺩ ﺍﹰ‬
‫ﻋﻥ اﻟواﻗﻊ )ﺩﻭﻥ ﺍﻻﻋﺗﻣﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ (‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺍﻻﻧﺗﻘﺎل ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻣﻥ ﺍﻟﮑل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺯء ) ﺍﻻﺳﺗﺩﻻ ل‬
‫ﺍﻟﻧﺎﺯل( ‪ ،‬اذ ﯾﻌﺗﺑﺭ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻟﺭﯾﺎﺿﻲ ﻣﻥ ﺃﺑﺭﺯ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺗﺣﻠﯾل ﺍﻟﺫﻱ ﯾﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﺍﻻﺳﺗﻧﺑاطﻲ ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 3‬اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻻﺳﺗﻘراﺋﻲ‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻﺩ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﺭﺍء ﺍﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺍﻟﻣﻧﻁﻘﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠﺹ ﺑﻭﺳﺎﻁﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﻗﺎﺋﻊ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻭﺍﻧﯾ ﻥ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺣﮑﻡ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ﻗﯾﺩ ﺍﻟﺩﺭﺍﺳﺔ ‪ ،‬ﻓﻬو ﺗﻠﻙ ﺍﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻧﺻﺭﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺳﺗﺩﻻل ﻋﻥ ﻁﺭﯾﻕ‬
‫ﺍﻟﻣﻼﺣﻅﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺟﺭﺑﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣﻧﻁﻘﯾﺔ ﻧﻧﺗﻘ ل ﺑﻭﺍﺳﻁﺗﻬﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾن ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﺑﺭ‬
‫اﺳﺗﻘراء ﺟﺯﺋﯾﺎﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻭ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻌﺑﺭ ﻋﻥ ﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣﻥ ﻗﻭﺍﻧﯾﻥ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﻅ ل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﻧﻬﺞ ﻣﺣﺻﻭﺭ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻣﻥ ﻋﺷﺭ‪ ،‬ﺣﯾﺙ ﺗﻡ ﻧﻘﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﻘل ﺍﻟﺑﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 4‬ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ان ﻣﻭﺿﻭﻉ ﻋﻠم ﺍﻻﻗﺗﺻﺎد ﻫﻭ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺟﻣﻭﻉ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻣﮑﻭﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎﻁ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ‬
‫ﻟﻺﻧﺳﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﺍﻟﺧﺎﺹ ﺑﺈﻧﺗﺎﺝ ﻭ ﺗﻭﺯﯾﻊ ﺍﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺕ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﺃﻓﺭﺍﺩ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﯾﮑﺗﺳﻲ ﻭﺟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺯﺩﻭﺟﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ وﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن‬
‫ﺑﺎﻻﻧﺳﺎن ) دوﯾدار‪،1993،‬ص‪ .(16.‬اذ ﯾﻌﻠﻣﻧﺎ ﺍﻟﺗﺎﺭﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻌﺎﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺎﺕ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻔﺭﺩ‬
‫ﻛﺎﻧت و ﻻﺯﺍﻟﺕ ﻣﻭﺟﻬﺔ ﺩﺍﺋﻣﺎ ﻧﺣﻭ ﺇﺧﺿﺎﻉ ﻗﻭﻯ ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﺔ ﺍﻟﻣﺣﯾﻁﺔ ﺑﻪ ‪ ،‬ﻭ ﻛذﻟك ﻧﺣﻭ ﺇﺧﺿﺎﻉ ﺍﻟﻭﺳﺎﺋل ﺍﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺳﺎﻋﺩﻩ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻧدرة اﻟﻣوارد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬واﻟوﺻول اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق‬
‫رﻓﺎﻫﯾﺗﻪ)اﯾوب‪،1965،‬ص‪ ،(35.‬ﻓﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧدرة وطرق ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻣدﺧل أﺳﺎﺳﻲ ﻻدراك ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻣزدوﺟﺔ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ‪.‬‬

‫‪ - 5‬ﻓروع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وأﻫداﻓﻪ‬

‫ﯾﻬﺗم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻠذان ﯾﻧطوﯾﺎن ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن‬
‫وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺟزﺋﯾﺔ واﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﺳﻧﻘدم ﻓﻛرة ﻣﺧﺗﺻرة‬
‫ﻋﻧﻬﻣﺎ‪):‬ﺑوﺳﻌدة‪،2016،‬ص ص‪(4- 3 .‬‬

‫‪ -‬ﯾدرس اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزﺋﻲ اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟوﺣدة ﻓردﯾﺔ ﻣن اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‬
‫أو اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ذﻟك ﻓﻬو ﯾوﻓر رؤﯾﺔ واﺿﺣﺔ ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻟﻔردي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻔﺗﺢ ﻗﻧوات‬
‫اﻟﺗﻐذﯾﺔ اﻟراﺟﻌﺔ‪ ،‬وﺗوﻓﯾر ﻣؤﺷرات ﻟﻣﺗﺧذي اﻟﻘرار ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ؛‬

‫‪11‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ -‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﻬﺗم اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻗﯾﺎس واﺧﺗﺑﺎر اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺣﺟم اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ واﻻﺳﺗﻬﻼك اﻟﻛﻠﻲ واﻟﺗﺷﻐﯾل وﻣﺗوﺳط اﻷﺳﻌﺎر وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن‬
‫اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻘوم ﻛذﻟك ﺑﺗﻔﺳﯾر وﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗذﺑذﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗطرأ ﻋﻠﻰ اﻟدورات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻛل‪ ،‬وﯾﻘﺗرح ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ان اﻣﻛن ذﻟك ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ أﻫداف ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻓﺈن ﻫدﻓﻪ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺣدودﯾﺔ واﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة‬
‫واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬وﯾﻘوم ﺑذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣدﯾد اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ‬
‫ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺎﺗﻬم‪ ،‬وﺑﺗﺣدﯾد ﻛﻣﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج وﻧوﻋﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺿﺑط اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺳوف ﯾوزع ﺑﻬﺎ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻠﻰ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل اﻟﻌداﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم‪ ،‬وأﯾﺿﺎ ﺑوﺿﻊ ﻣﻌدل ﻣرﺗﻔﻊ ﻟﻠﻧﻣو‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻣواﻛﺑﺔ اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻓﻲ ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن‪ ،‬أﻣﺎ ﻫدﻓﻪ اﻟﺛﺎﻧوي ﯾﻌﺗﺑر وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق‬
‫ﻫدﻓﻪ اﻟرﺋﯾﺳﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘر واﻟﺣد ﻣن اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺣﺳﯾن أﺳﻠوب اﻻﻧﺗﺎج وﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ‬
‫وﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻫﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )‪.(univ28.7olm.org‬‬

‫‪ - 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى‬

‫ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط وﺛﯾق ﺑﯾن أوﺟﻪ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ أﺣد ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﻌﺎرف ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرف اﻷﺧرى ‪ ،‬ﻓ ﻬﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻣﺗﺑﺎدل ﺗﺗرﺟم ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺄﺛﯾر وﺗﺄﺛر ﺑﯾن ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻌﻠوم اﻷﺧرى‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﻠوم اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻛل ﻋﻠم ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻠوم ﯾﺗرك ﺑﺻﻣﺔ‬
‫واﺿﺣﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ أو اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ‪:‬‬

‫ان ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﯾﺗﻌﻠق ﺑوﺻف اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣرﻛﺗﻬﺎ اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻔروع‬
‫اﻷﺧرى ﻟﻌﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع وﻣﺎ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻ واﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑظواﻫر ﻫﻲ أوﻻ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛل ﺑﻌد ذﻟك ﺟزء ﻣن اﻷوﻟﻰ)دوﯾدار‪،1993،‬ص‪ ،( 55.‬ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺳﺗوى واﺣد ﻣن‬
‫ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻫو اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻرﺗﺑﺎطﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻘد اﻧﺻرف ﺑﻌض‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳوﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺟﻣل اﻻﻋﺗﺑﺎرات واﻟدواﻓﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬اذ ﯾؤﺛر اﻷﺳﺎس اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت وﺑﻧﯾﺔ‬

‫‪12‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﺣوﻻت ﻓﻲ اﻟﺑﻧﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت‬
‫ﻟﻬذا‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬ ‫اﻟﻧﺷﺎط‬ ‫ﺗﺣول‬ ‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﺟﻣوع‬ ‫ﺑﺄﺛر ﺣرﻛﺔ‬ ‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك‬
‫اﻻﺧﯾر)وﻟﻌﻠو‪،1981،‬ص‪ .(38.‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺟﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻠﻣﯾن أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ظﻬور ﺗﻠك اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت اﻟﻔرﻋﯾﺔ‬
‫ﺳواء ﻓﻲ اطﺎ ر ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد أو ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع‪ ،‬ﻓﺎﻻوﻟﻰ ﺗﻣﯾل اﻟ ﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻋﺗﻣﺎدا‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟظواﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وواﻗﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗزودﻧﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻطﺎر‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي ﯾﻣﺎرس ﻓﻲ ظﻠﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي)دوﯾدار‪،1993،‬ص‪.(56.‬‬

‫‪ 2- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻘﺎﻧون ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ ﺟﺎﻟﯾﺎ اﻟﺗراﺑط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن ﻋﻠم اﻟﻘﺎﻧون وﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻘواﻋد واﻟﺿواﺑ ط‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﺷروع ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛن اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄي ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي إﻻ ﻓﻲ اطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑذﻟك‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﻧظم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت وﺣﺗﻰ اﻟدول‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻗﺑل أن ﯾﺳن ﻗواﻧﯾﻧﻪ ﻓﻬو‬
‫ﯾراﻋﻲ اﻟﺟواﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﻌﻛس ﺟراء ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺳﺎ ر اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﯾﺑﯾن‬
‫أﻧﻪ ﯾوﺟد اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟراء اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻛﻔرض اﻟﺿراﺋب ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬أو‬
‫ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑوﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج وﻏﯾرﻫﺎ)اﻟﺳﯾد‪،2014،‬ص‪. (48.‬‬

‫‪ 3- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑﺭ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻥ أﻛﺛر ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﻌﻠﻡ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ ‪ ،‬وأﻛﺛر ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﺗراﺑط أ ن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﺎن ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر‪ ،‬ﻓ دراﺳﺔ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻭﺿﻭﻋﺎﺕ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ‬
‫ﺍﻟﺗﻲ ﯾﻬﺗﻡ ﺑﻫﺎ ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ ،‬ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻗوة اﻟدوﻟﺔ واﺳﺗﻘرارﻫﺎ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻣﻥ ﺃﻫﻡ ﻣﻭﺍﺿﯾـ ﻊ‬
‫ﺍﻟﺑﺣﺙ واﻟدراﺳﺔ ﻟدى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﻁﻭﺭ اﻷﺣداث ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ اﻟﻰ ﯾﻭﻣﻧﺎ ﻫذا ﺗﺯﯾﺩ ﻣﻥ‬
‫ﺣﺟﻡ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺭﺗﺑﺎﻁ ﺑﯾﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻭﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﯾﺳﺗﺣﯾل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺑﺎﺣﺙ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ ﺃﻥ‬
‫ﯾﺗﺟﺎﻫ ل ﻣﺎ ﯾﺗﻡ ﺍﻟﺗﻭﺻل ﺇﻟﯾﻪ ﻓﻲ ﺣﻘل ﻋﻠﻡ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﺷﺄن ﻟﻠﺑﺎﺣث اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻟﮑﺛﯾﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ‬
‫ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﯾرﺟﻊ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ اﻟﻰ اﻟﻌواﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن دارﺳوا اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﯾؤﻛدون ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟرﺧﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى) اﻟﺳﯾد‪،2014،‬ص‪ .(48.‬ﻓﺎﻻﻛﯾد‬
‫أن اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﯾق ﺟدا‪ ،‬ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻛﺛﯾرة ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد‬

‫‪13‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟﻘرار‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﺗﻌددة أﺧرى ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ)ﺑن ﻣﺣﻣود‪،2009،‬ص‪.(18.‬‬

‫‪ 4- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس ‪:‬‬

‫ﯾﺑﺣث ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻓﻲ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬ﻓﺳﻠوك اﻷﻓراد ﻧﺎﺗﺞ ﻋ ن‬
‫دواﻓﻊ وﻛواﻣن ﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻌﻧﻲ ﺑدراﺳﺔ وﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠوك اﻟﻔرد ودواﻓﻌﻪ ﻓﻲ أي ﺗﺻرف‬
‫اﻗﺗﺻﺎدي ﺳواء ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر واﻻﺧﺗﯾﺎر وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻫذا ﻣن أﺟل ﻓﻬم اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻓراد‬
‫واﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫذا اﻟﺳﻠوك)ﺑن ﻣﺣﻣود‪،2009،‬ص‪ ، (18.‬ﻓﻬذا اﻷﻣر ﯾﺳﻣﺢ ﺑوﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث ﺗذﺑذﺑﺎت ﻓﻲ اﻟدورة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 5- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ‪:‬‬

‫ان ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻫو رﺻد ﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺗطور اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻋﺑر ﻣراﺣل زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻓﺻل‬
‫اﻟﺳﺟل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻋن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ) اﻟﺳﯾد‪،2014،‬ص‪ ، ( 50.‬ﻓﯾرﺗﺑط ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻌﻠم‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪ ،‬ﻓﺟزء ﻣن اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻬم وﺗﺷﺧﯾص‬
‫ﺑﻌض اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 6- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟﻣﻧطق ‪:‬‬

‫ﯾزود ﻋﻠم اﻟﻣﻧطق اﻟﺑﺎﺣث اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻧﻬﺞ ﺑﺣث ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت واﻟﻣﻘدﻣﺎت‬
‫ﻟﻠوﺻول اﻟﻰ أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎك ﻧظرﯾﺎت وﻓرﺿﯾﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻠﻣﺎت ﻣﻧطﻘﯾﺔ‬
‫ﺗم اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺧﻼص أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة‪ ،‬وﺗﻌﺗﻣد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓرﺿﯾﺔ اﻻﻧﺳﺎن‬
‫اﻟرﺷﯾد اﻟذي ﯾﺳﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺑﺄﻗل ﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻣﻛﻧﺔ) ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن‪،1974،‬ص‪. (1.‬‬

‫‪ 7- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺎﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺎ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ‪:‬‬

‫اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟ دراﺳﺔ اﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳﻛﺎن ﻣن ﺣﯾث ﺣﺎﻟﺗﻬم وﺣرﻛﺗﻬم‬
‫وﻛذﻟك ﺧﺻﺎﺋﺻﻬم اﻟﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ واﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌواﻣل اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﺷروطﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻛﻣﺎ وﻛﯾﻔﺎ وﻛذﻟك ﻣدى اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺛل اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‬
‫اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي)دوﯾدار‪،1993،‬ص ص‪. (58- 56 .‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ ﻫﻲ دراﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻛوﺳط ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻻﻧﺳﺎن‪ ،‬واﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﯾ ن‬
‫اﻟﻔرﻋﯾن ﻣن اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗوطن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﻫﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻛﺎن‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾزود ﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺑﺎﻟوﺳط اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﺗﺗﺄﻛد ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﻘوى اﻟﻣﺣرﻛﺔ واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن) دوﯾدار‪،1993،‬ص ص ‪. (60- 59‬‬

‫‪ 8- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ‪:‬‬

‫ﻣن أﺟل اﻟوﺻول اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﻣﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﯾﻠﺟﺄ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺑراﻫﯾن واﻟﺗﺣﻠﯾل‪ ،‬ﻓﺎﺳﺗﺧدام اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﻣﻛن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات‬
‫وﻣﻌرﻓﺔ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌﻬم)ﺑن ﻣﺣﻣود‪،2009،‬ص‪ ، (18.‬ﻓﺎﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﻣﻛﻧت ﻣن دراﺳﺔ اﻟظواﻫر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺑﺄﺳﻠوب رﯾﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻗدﻣت ﺣﻠوﻻ ﻛﻣﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 9- 6‬ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻌﻠم اﻻﺣﺻﺎء ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻻﺣﺻﺎء اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻓﻲ أﺳﺎﻟﯾب ﺟﻣﻊ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ وﺗ ﺣوﯾﻠﻬﺎ اﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫دﻗﯾﻘﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺧدام‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺑرز ذﻟك اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن ﻋﻠم اﻻﺣﺻﺎء واﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻓﺎﻻﺣﺻﺎء ﯾوﻓر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ‬
‫اﻟﺟﯾدة ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدي ﻟﯾﺳﻬل ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار)اﻟﺳﯾد‪،2014،‬ص‪ . (49.‬ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب‬
‫اﻻﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟظواﻫر واﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﻌرﻓﺔ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻸﺳﻌﺎر‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺗﺧدم‬
‫اﻻﺣﺻﺎء ﻣن أﺟل اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗﯾﺎﺳﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ)ﻋﺑداﻟرﺣﻣﺎن وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن‪،1974،‬ص‪. (2.‬‬

‫‪ - 7‬أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫ان ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾرﺗﺑط ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻻﻧﺳﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾﺄﺧذ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻘواﻧﯾ ن‬
‫واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻋﻼﻗﺎت اﻷﻓراد ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم اﻟﺑﻌض وﻋﻼﻗﺗﻬم ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬أﯾن ﺗﺗدﺧل اﻟﻣوارد ﻛوﺳﯾط ﻓﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت‪ ،‬وﻓﺿﻼ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ وﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠوﺣدة اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻼﺋم ﻣﻊ اطﺎر اﻟﺧط ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﻓﺎﻟﺗﺑﺎﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻘدم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺑﯾن اﻟدول وﺗﻌدد وﺗﻌﻘد اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻬﺎ‪ ،‬ﻫذا اﻷﻣر أظﻬر اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة اﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن‬

‫‪15‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟدراﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرب ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺣط اﻫﺗﻣﺎم ﻓﺋﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن‬
‫اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻣن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت‪ ،‬ﻓﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻧﺑﺛق أﻫﻣﯾﺔ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد‬
‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت)اﻟطوﯾل‪،2010،‬ص‪.(27.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧدرة ﺟوﻫر ﻣوﺿوع ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬وﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧدرﺗﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎدات اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﺟﻬت اﻻﻧﺳﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻧذ اﻷزل اﻟﻰ‬
‫ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا‪ ،‬ﻓﺎﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻋﺎﻧت ﻣﻧﻬﺎ وﻻﺗزال‪ ،‬وﺣﺎول ﻛل ﻧظﺎم أن ﯾﺗﺟﺎوب ﻣﻌﻬﺎ‬
‫ﺑﻔﻠﺳﻔﺗﻪ وﻣﺑﺎدﺋﻪ ﻓﻲ اﯾﺟﺎد ﺗوازن ﺑﯾن ﺗﻌدد اﻟﺣﺎﺟﺎت وﻧدرة اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻣ ﺿﻣون اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‬

‫ﺗﻛﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف اﻧواﻋﻬ ﺎ‬
‫وأﺣﺟﺎﻣﻬﺎ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻻﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗﺟددة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﻓﻠﻘد واﺟﻬت اﻻﻧﺳﺎن ﻣﻧذ‬
‫وﺟودﻩ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻌدد وﺗﺟدد وﺗزاﯾد رﻏﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﯾن اﻣﻛﺎﻧﯾﺗﻪ ﻣﻬﻣﺎ اﺗﺳﻌت ﻓﻔﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫﻲ‬
‫ﻣﺣدودة وﻧﺎدرة‪ ،‬وﻫذا ﻫو ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗواﺟﻪ اﻷﻓراد‬
‫ﻛﻣﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪ ،‬وﺗواﺟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺳواء رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﺷﺗراﻛﯾﺔ أو اﺳﻼﻣﯾﺔ أو‬
‫ﻣﺧﺗﻠطﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ أرﻛﺎﻧﻬﺎ وﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﻧظﺎم اﻟﻰ آﺧر ﻓﺎﻻﺧﺗﻼف ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺔ‬
‫ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ وطرق ﺣﻠﻬﺎ)ﻋﺑد‪،2010،‬ص ‪.(16.‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﻻﯾﻣﻛن اﻧﺗﺎج ﻛل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺔ واﻟﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻏب ﻓﯾﻬﺎ ﻛل أﻓراد‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻧظرا ﻟﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ﺈﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب اﻷﻓراد أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗﺣﻘﯾق ﺑﻌض أﻫداﻓﻬم‬
‫وﻻ ﯾﻣﻠﻛون اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺿرورﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺿطرون اﻟﻰ اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن ﺗﻠك اﻷﻫداف واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﻌض‬
‫اﻵﺧر‪ ،‬ﻷن ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻧدرﺗﻬﺎ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻛل أﻫداﻓ ﻬم ‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﯾطﻠق‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ )اﻟﻣﺷﻬداﻧﻲ‪،2015،‬ص‪. (25.‬‬

‫‪16‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 2‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻣوﺿوع ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻧورد ﺑﻌﺿﺎ‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ‪(www.philadelphia.edu.jo ) :‬‬

‫‪ 1- 2‬اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ‪:‬‬

‫أي ان اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﺎ ﻣﺔ زﻣﺎﻧﯾﺎ وﻣﻛﺎﻧﯾﺎً ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾ ﺔ‬
‫ﻣوﺟودة ﻗدﯾﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ وﻫﻲ ذات ﺑﻌد ﻣﻛﺎﻧﻲ ﺑﺣﯾث ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻛل اﻷ ﻣﺎﻛن وﻻ ﯾﻧﻔرد ﺑﻬﺎ ﻣﻛﺎن دون أﺧر؛‬

‫‪ 2- 2‬اﻟدﯾﻣوﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻬﺎ داﺋﻣﺔ وأﺑدﯾﺔ ‪ ،‬ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻌﺻور واﻷزﻣﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﻣﻧذ ﺧﻠﻘﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﺟ ﻪ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ‪ ،‬واﻟﻣﺟﺗﻌﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺳوف ﺗواﺟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ؛‬

‫‪ 3- 2‬اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ‪:‬‬

‫ﺣﯾث أن اﻟﻣوارد ﻣﺣدودة وﻟﻬﺎ اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﻣﺗﻌددة وﺑدﯾﻠﺔ ‪ ،‬ﻓﻼ ﺑد إذن ﻣن اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ؛‬

‫‪ 4- 2‬اﻧﻬﺎ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺧﺗﯾﺎر وﺗﺧﺻﯾص‪:‬‬

‫ﺑﺳﺑب ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﻣوارد وﻋدم ﻣﺣدودﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗظل داﺋﻣﺎ اﻟﺣﺎﺟﺎت أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣوارد ‪.‬‬

‫‪ 5- 2‬اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻷن اﻟﺣﺎﺟﺎت داﺋﻣﺎ أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣوارد ‪ ،‬وﻷن اﻟﻣوارد ﻟﻬﺎ اﺳﺗﺧداﻣﺎت ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﺑد إذن ﻣ ن‬
‫وﺟوب ﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟﻔرد أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣﻘﺎﺑل اﺷﺑﺎﻋﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻷﺧرى اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ‬
‫وﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﻫذﻩ ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾ ﺎﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد‬
‫وﺑﻌد ﺗرﺗﯾب اﻟﺣﺎﺟﺎت ﯾﻘوم ﺑﺗﺧﺻﯾص اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﺑﻌد ذﻟك ﻣن اﺳﺗﺧدام ﺑﻌض اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﻗﺎم‬
‫ﺑﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻹﺷﺑﺎع ﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 3‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﻫﻧﺎك ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺋﻠﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗواﺟﻪ أي ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻛون ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ اﻷرﻛﺎن اﻻﺳﺎﺳﯾ ﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺧﺗﻠف طرﯾﻘﺔ اﻻﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛل ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺗﻘﺎ س‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟطرﯾﻘﺔ اﺟﺎﺑﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ وﺑﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫ذﻟك‪ ،‬وﺳﻧﻌرﺿﻬﺎ ﺑﺎﯾﺟﺎز ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪(www.kau.edu.sa/Files/0002132/Subjects/ME1.pdf) :‬‬

‫‪ 1- 3‬ﻣﺎذا ﻧﻧﺗﺞ ؟‬

‫وﯾﻘﺻد ﺑﻬذا اﻟﺳؤال اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺎت أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣراد إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ‬
‫وﺗﺣدﯾدﻫﺎ ﻧوﻋﯾًﺎ وﻛﻣﯾﺎً ‪ ،‬أي ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻧﺗﺎﺟﻬﺎ؟ ‪..‬ﻫل ﻫﻲ اﻟﻣﻼﺑس؟ أم‬
‫اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ؟ أم اﻵﻻت ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻛﻣﯾﺎت ﻛل ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﻪ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟن ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻠﺑﯾﺔ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ رﻏﺑﺎت أﻓرادﻩ‪ٕ ،‬واﻻ ﻻﻧﺗﻔت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺑل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣوازﻧﺔ واﺧﺗﯾﺎر ﻷﻓﺿل‬
‫اﻟﺑداﺋل واﻟﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺑﯾﻧﻬﺎ ٕواﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣدود اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ؛‬

‫‪ 2- 3‬ﻛﯾف ﻧﻧﺗﺞ ؟‬

‫ﻫﻧﺎ ﻻﺑد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ أن ﯾﺣدد اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﺑﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬أي ﯾﺣﺎول ﺗرﺟﻣﺔ رﻏﺑﺎ ت‬
‫اﻷﻓراد وﺗﻔﺿﯾﻼﺗﻬم إﻟﻰ ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﻣﻧﺗﺟﺔ ﺗﺷﺑﻊ ﺗﻠك اﻟرﻏﺑﺎت‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﺗﺗطﻠب ﺣﺻر ﻛل‬
‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج وﺗﺧﺻﯾﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻧﺣﻘق ﻣن ﺧﻼل ذﻟك أﻗﺻﻰ‬
‫اﺳﺗﻐﻼل ﻣﻣﻛن‪ ،‬وﺗﺣدﯾد اﻷﺳﻠوب اﻟﻔﻧﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ اﻷﻣﺛل ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣطﻠوب ؛‬

‫‪ 3- 3‬ﻟﻣن ﻧﻧﺗﺞ ؟‬

‫ﻫذا اﻟﺳؤال ﯾﺗطﻠب اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗوزﯾﻊ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﺣدﯾد‬
‫اﻟﻣﻧﺗﻔﻌﯾن ﻣﻧﻪ ‪ ،‬وﻋداﻟﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ أن ﯾﺗﺳﺎوى ﻧﺻﯾب ﻛل ﻓرد ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ‬
‫أن ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻫذا اﻟﻧﺻﯾب ﻣﻊ ﻣدى ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 4‬أﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺣﺻر اﻷﺳﺑﺎب اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1- 4‬اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد ‪:‬‬

‫ان اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻻﻧﺳﺎن ﻻﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ ﻣﺣدودة داﺋﻣﺎ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻻﻧﺳﺎن ﯾﻌﯾش ﻓﻲ ﻋﺎﻟم‬
‫اﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻪ ﻓﻲ أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻛل رﻏﺑﺎﺗﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ اﻻﺧﺗﯾﺎر‪ ،‬ﻓﻠﻠوﺻول اﻟﻰ‬
‫ﻫدف ﻣ ﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺿﺣﻲ ﺑﻐﺎﯾﺔ أﺧرى ﺣﯾث ﻻﺗﻛﻔﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻛل أﻫداﻓﻪ‪ ،‬ﻓﻛل‬
‫اﺧﺗﯾﺎر ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﺗﺿﺣﯾﺔ وﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﺗﻌﺑﯾر ﻣﺎدي ﻋن اﻟﺗﺿﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻔرد‬
‫ﺣﯾن ﯾﺧﺗﺎر ﺑﯾن اﻟﺑداﺋل )‪.( kantakji.com/media/175155/ektsad1.pdf‬‬

‫وﺗﻌﺑر اﻟﻣوارد أو اﻻﻣﻛﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ اﻻﻧﺳﺎن ﻻﺷﺑﺎع رﻏﺑﺎﺗﻪ ﻋن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺑﯾﻌﯾ ﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ وﺳﺧرﻫﺎ ﻟﻼﻧﺳﺎن ﻣن أﺟل اﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﺗﺄﺣذ ﺷﻛل ﻣوارد ﻏﯾر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو ﺣرة‬
‫وﺗﻌد ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬أو ﺷﻛل ﻣوارد اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺻطﻠﺢ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻫﻲ ﻣوارد‬
‫ﻣﺣدودة وﻧﺎدرة ﻧﺳﺑﯾﺎ‪ ،‬وﻻﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ أو ﺗوﻓﯾرﻫﺎ دون ﺑذل ﺟﻬد أو ﺛﻣن ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺗﻛون اﻟﻣوارد‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻣل وﻫو اﻟﺟﻬد اﻟﺑﺷري اﻟذﻫﻧﻲ أو اﻟﻌﺿﻠﻲ اﻟﻼزم ﻻﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻣن اﻷرض‬
‫وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪،‬ـ وﻣن رأس اﻟﻣﺎل وﻫو اﻟﺳﯾوﻟﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣ ﻌدات واﻟﻌﻘﺎرات اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وأﺧﯾرا ﻣن اﻟﺗﻧظﯾم وﻫو اﻟوﻗوف ﺑﺎﻟﺗﻧﺳﯾق وﺑﺎﻻﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫وذﻟك ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺗﯾن ) ‪. (www.philadelphia.edu.jo‬‬

‫‪ 2- 4‬اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻ ﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺑر اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻌﻛس اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﺷﺑﺎع ﻧﻘص ﻣﺎدي أو ﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﯾﺳﻌﻰ اﻻﻧﺳﺎ ن‬
‫ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺗﻬﺎ ) ‪. (www.philadelphia.edu.jo‬‬

‫‪ 1- 2- 4‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺣﺎﺟﺎت ‪:‬‬

‫ﻧورد اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﯾﺟﺎز ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪(kantakji.com/media/175155/ektsad1.pdf ) :‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻼﺷﺑﺎع‪:‬‬

‫ﻛل ﺣﺎﺟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻠﺑﯾﺔ وﻫذﻩ ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬واذا ﻗررﻧﺎ أن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺗﻣﯾل اﻟﻰ اﻟﺗﻧﺎﻗص ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار‬
‫اﻻﺷﺑﺎع أو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻣﻌﻧﻰ ذﻟك ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺷﺑﺎع ﯾﺗزاﯾد ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺣدات أﺧرى‬
‫ﻣن اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ذﻟك اﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻧﺳﺎن ﻓﺎﻻﻧﺳﺎن ﻣﺣدود اﻟﻘدرة ﺣﺗﻰ ﻓﻲ داﺋرة اﻻﺷﺑﺎع ؛‬

‫• ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﻧﻘﺳﺎم‪:‬‬

‫ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ‪ ،‬ذﻟك أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻠﻘت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﺣدرا ﻣن اﻻﺷﺑﺎع‬
‫اﻧﺧﻔﺿت درﺟﺔ إﻟﺣﺎﺣﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺷﺑﺎع ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻛل ﺟزء ﻣن‬
‫اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻗﺎﺑل ﻷن ﯾﺷﺑﻊ ﺟزء ﻣن ﺗﻠك اﻟﺣﺎﺟﺔ؛‬

‫• ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس ‪:‬‬

‫ان اﻻﻧﺳﺎن ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﯾرﺗب اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣن ﺣﯾث أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﺗﻧﺎزﻟﯾﺎ ﺑﻘدر إﻟﺣﺎح اﻟﺣﺎﺟﺎت ‪،‬‬
‫وﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل ﯾﻘوم ﺑﻘﯾﺎس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻓﻣﻌﯾﺎر اﻟﻘﯾﺎس ﺷﺧﺻﻲ وﻋﻠﯾﻪ ﺳﺗﺧﺗﻠف ﻗﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻣن ﺷﺧص‬
‫اﻟﻰ آﺧر وﻣن وﻗت ﻵﺧر وﻣن زﻣﺎن ﻵﺧر؛‬

‫• ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻺﺣﻼل ‪:‬‬

‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣل أو أن ﺗﻌوض ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺎﺟﺔ أﺧرى‪ ،‬وﺗﺗوﻗف ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﺣﻼل ﻋﻠﻰ ﻣﻘدار اﻟﺗﻘﺎرب ﺑﯾ ن‬
‫اﻟرﻏﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﺑﺎﺷﺑﺎﻋﻬﺎ؛‬

‫• ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻟﻠﺗﻌدد واﻟﺗزاﯾد ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪:‬‬

‫ﺗﺗﻣﯾز اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ وﺗﺗزاﯾد ﻋﺑر اﻟزﻣن‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺛﻼ ﺑﯾ ن‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرون اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت ﻗﻲ وﻗﺗﻧﺎ ﻫذا ‪.‬‬

‫‪ 2- 2- 4‬أﻧواع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻ ﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪:‬‬

‫وﺗﻧﻘﺳم اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻰ‪(kantakji.com/media/175155/ektsad1.pdf ):‬‬

‫‪20‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻌد اﻟﻐذاء واﻟﻠﺑﺎس واﻟﺳﻛن ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺣﺎﺟﺔ اﻻﻧﺳﺎن اﻟﻰ اﻟﺻﺣ ﺔ‬
‫واﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻداﻗﺔ ﻣن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﯾﻠزم ﻻﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣوارد ﻣﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﻻﯾﻠزم ﻻﺷﺑﺎﻋﻬﺎ اﺳﺗﺧدام ﻣوارد ﻣﺎدﯾﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺎﺟﺎت ﻣﻌﻧوﯾﺔ؛‬

‫• اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻻ ﺗﻘف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﻣن ﺣﯾث ﺿرورة اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺑل ﺗﺗﻔﺎوت‬
‫أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﻓرد اﻟﻰ آﺧر وﻣن زﻣﺎن اﻟﻰ آﺧر وﻣن ﻣﻛﺎن اﻟﻰ آﺧر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗف‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﯾﺎة اﻻﻧﺳﺎن‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻬم اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﺛراء ﺣﯾﺎﺗﻪ وﯾﻛﻣﻧﻪ اﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧ ﻬﺎ‬
‫دون أن ﯾؤﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎﺗﻪ؛‬

‫• اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫ان اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﻓردﯾﺔ اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻫذا اﻻﺷﺑﺎع ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻧﻔراد اﻟﻔرد أو اﺷﺗراك‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺷﺑﺎع‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﻣدى ﺗﻧظﯾم اﻟدوﻟﺔ ﻟﻬذا اﻻﺷﺑﺎع‪ ،،‬ﻓﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ‬
‫وﺟوب ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗرك أﻣرﻫﺎ ﻟﻬﺎ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺗرك أﻣرﻫﺎ ﻟﻧﺷﺎط اﻷﻓراد‪.‬‬

‫‪ 3- 4‬اﻻﺧﺗﯾﺎر واﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻓﺎﻻﺧﺗﯾﺎر ﻫو اﻟﺳﺑب اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺷﻧﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺎﻟذات وﻟﯾﺳت ﺗﻘﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻣﻠﯾ ﺔ‬
‫ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟرﺷد ووﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣوازﻧﺔ ﻣﻧﻔﻌﯾﺔ ﺣرة ﺑﯾن ﺑداﺋل ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔﻻﺧﺗﯾﺎر أﻓﺿل ﺑدﯾل‬
‫ﻣﻣﻛن‪ ،‬وﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻟن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎﻟم ﺗﻛن اﻟﻣوارد ﻏﯾر ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ)ﺣﺳﯾن‪،1989،‬ص‪. (20.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻧﺑذة ﻋن ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﯾﻣﺛل ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣور اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي دار ﻓﻲ ﻓﻠﻛﻪ ﻛل ﻣن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾ ﺔ‬
‫واﻟﺗطﺑﯾق اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﻛﺎن اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ وﻓﻲ‬

‫‪21‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺎز اﻟذي ﯾﺗوﻟﻰ ﺗﻧظﯾم اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺻدد ﻫذا اﻟﺗﺣدي ﺷﻬد اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﺷﻛﺎﻻ ﻣﺗﻌددة ﻣن اﻟﻔﻛر‬
‫وأﻧﻣﺎط ﻋدﯾدة ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ وﻫﻲ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو اﻟﻔﻛر اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺗوﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗ ﻲ‬
‫ﺗﺣﻛم اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻧظرﯾﺎت وﯾﻛﺗﺷف اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر وﺗﺣﻛم ﻫذﻩ‬
‫اﻟظواﻫر‪ ،‬وﻛذﻟك ﯾﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣن أﺟل ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻫو دراﺳﺔ اﻟﺗطور اﻟذي ﺷﻬدﻩ اﻟﻔﻛر اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﯾﺎة ا ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ) اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪.( 20.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ‬

‫ﺳﻧﺗﻌرض اﻟﻰ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻻﻏرﯾق واﻟروﻣﺎن وﺳﻧورد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻟﻣﺣﺔ ﻋن أﻫم اﻷﻓﻛﺎر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟدارﺳون ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻫﺗﯾن اﻟﻔﺗرﺗﯾن ‪:‬‬

‫‪ 1- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻻﻏرﯾق‬

‫ﺗﻣﺛل اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻧطﺑﺎﻋﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ وﺟدت ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣ ﻊ‬
‫آﻧذاك‪ ،‬وﻫﻲ اﻧطﺑﺎﻋﺎت اﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻻ ﺷﺄن ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻷﺻﺢ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن ﻗﺑﯾل‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟري ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ذﻟك اﻟزﻣﺎن‪ ،‬ﻓﻌﻧد اﻻﻏرﯾق ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻋﻧد أﻓﻼطون وأرﺳطو وﺟد اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أﺣﺿﺎن اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻣﺛل اﻻﺳﺗدﻻل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺟزءا ﻻ‬
‫ﯾﺗﺟزأ ﻣن ﻓﻠﺳﻔﺗﻬم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻣﺟﺗﻣﻌﻬم ﻛﺎن ﻣﻧظم ﻓﻲ ﺻورة دوﻟﺔ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻫو ﺗﻧظﯾم ﻓرﺿﺗﻪ‬
‫ﺟﻌراﻓﯾﺔ اﻟﯾوﻧﺎن وﻧوع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺑﻠﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﻏﺎﻟﺑﺎ‪ ،‬وﯾﺟد أﺳﺎﺳﻪ ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ اﻻﻧﺗﺎ ج اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺋدة‬
‫آﻧذاك ) دوﯾدار‪،1993،‬ص‪. (65.‬‬

‫‪ 1- 1- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد أﻓﻼطون ‪:‬‬

‫ﺗﻧﺎول اﻟﻔﯾﻠﺳوف اﻻﻏرﯾﻘﻲ أﻓﻼطون ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﻛﺗﺎﺑﯾﻪ "اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ" و " اﻟﻘواﻧﯾن"‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرى ﻧﺷﺄة اﻟدوﻟﺔ ﺗرﺟﻊ اﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﺣﺎﺟﺎت اﻻﻧﺳﺎن‬
‫ﻣﺗﻌددة وﻻﺑد ﻣن اﺟﺗﻣﺎع اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛﻣن اﺷﺑﺎع ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺳم أﻓﻼطون‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺗﻪ اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل واﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟطﺑﻘﯾﺔ اﻟﻰ طﺑﻘﺔ اﻟﺣﻛﺎم واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺷﻛل اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ واﻟﺣﻛﻣﺎء واﻟﻧﺑﻼء واﻟﻣﺣﺎرﺑون‪ ،‬وﻻ ﯾﺣق ﻟﻬذﻩ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺗﻣﻠك واﻟﺗورﯾث‪ ،‬أﻣﺎ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬

‫‪22‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓﻬﻲ طﺑﻘﺔ اﻟﻣﺣﻛوﻣﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻌﻣﺎل اﻟﯾدوﯾﯾن واﻟزراﻋﯾﯾن واﻟﺻﻧﺎع واﻟﺣرﻓﯾﯾن‪ ،‬وﯾﺣق ﻟﻬم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﻔردﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣﺔ ﻷﻧﻬم ﯾﻬدﻓون اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ آﺧ ر طﺑﻘﺔ وﻫﻲ طﺑﻘﺔ اﻟرق‬
‫وﯾﻌﺗﺑرﻫم أﻓﻼطون ﺑﺄﻧﻬم اﻟﻌﻧﺻر اﻟداﺋم ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎرة اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻋرف ﻋن أﻓﻼطون ﺗﺣﺑﯾذﻩ ﻟﻔﻛرة‬
‫اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ وﺿﻊ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺷﻌب‪ ،‬وﻫذا ﻟﻛﻲ ﯾﺑﻌد ﻋن طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺗﻘﺎﺗل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎر)‪.(www.noonpost.org‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺑﺎرزة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧراﺟﻬﺎ ﻣن دراﺳﺎت أﻓﻼطون ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻫ ﻲ‬
‫ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺧص ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟذي اﻋﺗﺑرﻩ ﺿروري ﻟﻠﺗﻘﺳﯾم اﻟطﺑﻘﻲ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣوﺟود‪ ،‬وأﻛد أﯾﺿﺎ أن‬
‫ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻫو اﻷﺳﺎس ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻛﻔﺎءة اﻷﻓراد ﺑﺷرط أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ اﻷﻓراد ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺟب اﻻﺷﺎرة اﻟﻰ ا ﻓﻛﺎر أﻓﻼطون اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻓﻘد اﻋﺗﺑرﻫﺎ وﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟﺗﺑﺎدل وﻗد اﻗﺗرح اﺳﺗﺧدام ﻧوع ﻣن اﻟﻧﻘود ﻟﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﺻورﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻬذا ﯾﻛون أول ﻣن ﻧﺎدى ﺑﺄن ﺗﻛون‬
‫ﻟﻠﻧﻘود ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟذاﺗﯾﺔ)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‪،1994،‬ص ص‪.(32- 31 .‬‬

‫‪ 2- 1- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن أرﺳطو ‪:‬‬

‫ﻧﺎﻗض أرﺳطو أﻓﻼطون ﻓﻲ رأﯾﻪ‪ ،‬ورأى أﻧﻪ ﯾﻛﻣن اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪،‬وﺑﯾن أن اﻟداﻓﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻫو ﻣن أﻗوى اﻟدواﻓﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ظﻬرت ﻋﻧد أرﺳطو‬
‫أﻓﻛﺎر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﻗﺑﯾل ﻣﺣﺎوﻟﺗﻪ ﺗﻔﺳﯾر ﺑﻌض اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻓرق ﺑﯾن ﻗﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷﺧص‪ ،‬وﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾن‬
‫اﻟﺳﻠﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌض‪ ،‬واﻋﺗﺑر اﻷﺛﻣﺎن اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻏﯾر أﺧﻼﻗﯾﺔ ﻓﻬﻲ أﺛﻣﺎن ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫درس أرﺳطو اﻻﺳﺗﻐﻼل ﺑﺻورة ﺑﺳﯾطﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠزﻣن اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻘد ﻓرق ﺑﯾن اﻟﺛراء اﻟطﺑﯾﻌﻲ وﻏﯾر‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﻲ‪ ،‬ﺣﯾث اﻋﺗﺑر اﺳﺗﺧدام اﻟﻌﺑﯾد ﺛراء طﺑﯾﻌﯾﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺟﺎرة ﺛراء ﻏﯾر طﺑﯾﻌﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر ﺳﻌر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻛﺳب ﻣﻧﻬﺎ ﺛراء ﻏﯾر طﺑﯾﻌﻲ وﻗﺎل إن اﻟﻧﻘود ﻏﯾر ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﻟذك اﻋﺗﺑر اﻟﻔواﺋد ﻣرذوﻟﺔ‬
‫وﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺛراء ﻏﯾر اﻟ طﺑﯾﻌﻲ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻓرق أﯾﺿ ﺎ ﺑﯾن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗﻬﻠك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل واﻷﻣوال اﻟﺗﻲ‬
‫ﻻ ﺗﻬﻠك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل ‪ ،‬ﺣﯾث رأى أن اﻟﻧﻘود ﺗﻬﻠك ﻋﻧد اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أي ﻋﻧد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺷراء‬
‫اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻬﻠك ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل إذا أﺧذت وﺗم اﺣﺗﺳﺎب ﺳﻌر ﻓﺎﺋدة‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ )‪.(www.noonpost.org‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻟم ﯾﻣﯾز أرﺳطو ﻓﻘط ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﺑﺎدﻟﯾﺔ ﻓﻘط ﺑل اﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗ ﻲ‬
‫ﺗﺟﻣﻌﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻧﺎﻗش ﻣﻔﻬوم اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻛﻣوﻗف أو ﺳﻠوك اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬واﺧﺗﻠف ﻣﻊ أﻓﻼطون ﻓﻲ‬
‫ﻧظرﺗﻪ ﻟﻠﻧﻘود واﻋﺗﺑر أن اﺳﺗﻣرار أي ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻏﯾر ﺷﯾوﻋﻲ ﺗﺗطﻠب ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﺑﺎدل ﻓﻲ‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر ﯾﺄﺧذ ﺻورة ﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‪ ،‬وﻟﯾﺗﻔﺎدى اﻷﻓراد اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟﻣﻘﺎﯾﺿﺔ ﯾﻠﺟؤون اﻟﻰ اﺗﺧﺎذ‬
‫ﺳﻠﻌﺔ واﺣدة ﻛوﺳﯾط ﻟﻠﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻣﻧﺎﻗﺷﺔ أرﺳطو ﻟﻘﺿﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ﻗﺎدﻩ اﻷﻣر اﻟﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن‬
‫اﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻧﻘود ﻛﻣﻘﯾﺎس ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ وﻛوﺳﯾط ﻟﻠﺗﺑﺎدل)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‪،1994،‬ص‪. ( 35.‬‬

‫‪ 2- 1‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻟروﻣﺎن‬

‫ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟروﻣﺎن ﻟم ﯾﻘدﻣوا ﻓﻛرا اﻗﺎﺻﺎدﯾﺎ ﯾرﻗﻰ اﻟﻰ اﻟﻔﻛر اﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻻ أﻧﻬم أﺛروا ﻓﻲ اﻟﻔﻛر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻼﺣق ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻗروﻫﺎ‪ ،‬وﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻘﺎﺋ م ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟروﻣﺎﻧﻲ ﻫو اﻟذي أﻋطﻰ‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻫوﯾﺗﻬﺎ‪ ،‬وأﻋطﻰ ﻟﺣﺎﺋزﻫﺎ اﻟﺣق ﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﻪ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻘط واﻧﻣﺎ ﺳوء‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل أﯾﺿﺎ‪ ،‬وأﺻﺑﺢ ﻣﻧذ ذﻟك اﻧﺗﻬﺎك ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣن طرف اﻷﻓراد أو اﻟدوﻟﺔ ﯾﺣﺎﺳب ﻋﻠﯾﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‪،1994،‬ص‪ .(45.‬ﻓﻘد ﺗطرق اﻟﻛﺗﺎب اﻟروﻣﺎﻧﯾون ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫؤﻻء‬
‫ﺷﯾﺷرون ”‪ “Cicero‬وﺳﻧﯾﻛﺎ ”‪ ،“Seneca‬ﻓﻣﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﻪ ﺷﯾﺷرون ﺗﻔﺿﯾﻠﻪ ﻟﻠﻣﻬن واﻟﺣرف ‪ ،‬ﻓوﺿﻊ‬
‫اﻟزراﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول وﺑﯾن ﻋﯾوب اﻟﻣﻬن اﻷﺧرى ﻣن ﺻﻧﺎﻋﺔ وﺗﺟﺎرة ‪ ،‬ﻛذﻟك وﺟﻪ اﻧﺗﻘﺎدات ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻔﺎﺋدة‬
‫ووﺻل ﻟﻠﺣد اﻟذي ﺷﺑﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺗل ‪ ،‬أﻣﺎ ﺳﻧﯾﻛﺎ ﻓﻘد ﺑﯾن أن اﻟﻧﻘود ﻫﻲ أﺻل ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﺷرور واﻵﺛﺎم‪ ،‬ﻣن اﻟﺣﻘد‬
‫واﻟﺣﺳد واﻟﻛراﻫﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗد ﯾﻧﺑﻊ ﻋﻧﻬﺎ اﻟظﻠم )‪.(almerja.com/reading.php?idm=94353‬‬

‫‪ - 2‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ‬

‫ﻓﻲ اﻟﻘرون ﻣن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﺣﺗﻰ اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﻣﯾﻼدﯾﺔ ﺳﺎد ﻓﻲ أوروﺑﺎ اﻟﺗﻛوﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻻﻗطﺎﻋ ﻲ‬
‫ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﺎج ﺗدور أﺳﺎﺳﺎ ﺣول اﻷرض ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﺑﻠورة اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد‬
‫ارﺗﻛوت اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ آﻧذاك ﻋﻠر اﻟﻧﺷﺎط اﻟزراﻋﻲ)دوﯾدار‪،1993،‬ص‪ ،( 73.‬واﺗﻔق ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‬
‫ﺑﺄن ﻓﺗرة اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻫﻲ ﻓﺗرة رﻛود واﻧﺣطﺎط ﻓﻛري واﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻫﻣﺎل‬
‫رؤﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺗطورات ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة واﻟﺗﻲ اﻧﺗﻬﻰ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗطﺎﻋﻲ )اﻟﻘرﯾﺷﻲ ‪،2011،‬ص‪. (51.‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓﻣن أﻫم ﻣﻣﯾزات اﻟﻧظﺎم اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﺣﺻر ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﻌدد ﻗﻠﯾل ﻣن اﻻﻗطﺎﻋﯾﯾ ن‬
‫واﻟﻧﺑﻼء وﺗﺣول اﻟرﻗﯾق اﻟﻰ ﻓﻼﺣﯾن وأطﻠق ﻋﻠﯾﻬم رﻗﯾق اﻷرض‪ ،‬وﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﺻﺑﺣت ﺣﺻﺔ‬
‫اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﻣن اﻟﻣﻧﺗوج اﻟزراﻋﻲ ﯾﺣددﻫﺎ اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺣﺻﺔ اﻟﻔﻼح ﻻﺗﻛﻔﯾﻪ ﻗوت ﯾوﻣﻪ‪ ،‬وﻣن ﻣظﺎﻫر‬
‫اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻛذﻟك ﺳﯾطرة اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧواﺣﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻘد‬
‫ظﻬر ﺑﻌض اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻛﺎن أﺑرزﻫم ﻣن رﺟﺎل اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻧﺎدى ﻫؤﻻء اﻟﻣﻔﻛرون ﺑﺎﺧﺿﺎع‬
‫ﻛﺎﻓﺔ أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط واﻟﻔﻛر اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾن‪ ،‬ﻓﻠم ﯾوﺟد ﻓﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻣﺳﺗﻘل ﻛﻌﻠم ﺑل ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ)اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪.(52.‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم ﻣﺎ ﻣﯾز اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﻧظﺎ م‬
‫اﻻﻗطﺎﻋﻲ ﻓﻲ ظل ﻣﺑﺎدئ اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪ ):‬اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪( 58.‬‬

‫‪ -‬ﻟم ﯾﻧطو اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﻋﻠﻣﻲ ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬واﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻣذﻫﺑﯾﺎ ﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺛروة واﻻﻗﺗﺻﺎد؛‬
‫‪ -‬ﻓرﺿت اﻟﻛﻧﯾﺳﺔ ﻗﯾودا ﻋدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي؛‬
‫‪ -‬ﻛﺎﻧت أﺳس اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻣﺗﺳﻘﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟراﻛدة؛‬
‫‪ -‬ﻟﻘد ﻗﺻرت اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻓﻲ ﻣﺳﺎﯾرة ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗطورﻩ‪ ،‬ﻓﺣﻠت ﻣﺣﻠﻬﺎ أﻓﻛﺎر‬
‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر‬

‫ﺑرزت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌرﺑﻲ أﺳﻣﺎء ﻛﺛﯾرة‪ ،‬وﺳﻧرﻛز ﻋﻠﻰ ﻣﺛﺎﻟﯾن ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‬
‫ﺑﺷﺄن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠق ﺑظﺎﻫرة اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺣﻠﻠﻬﺎ اﺑن ﺧﻠدون‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺧص‬
‫اﻟظﺎﻫرة اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن ﻓﻛر اﻟﻣﻘرﯾزي‪.‬‬

‫‪ 1- 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻﺑن ﺧﻠدون ‪:‬‬

‫ﻓﻲ ﻧظر اﺑن ﺧﻠدون اﻟﻌﻣل ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻘﯾﻣﺔ وأن اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺷرط اﻟﻘﯾﻣﺔ‪ ،‬أي أﻧﻪ ﻟﻛﻲ ﺗﻛون ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ‬
‫أو اﻟﺧدﻣﺔ ﻗﯾﻣﺔ ﯾﺗﻌﯾن أن ﺗﻛون ﻣطﻠوﺑﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ‪ ،‬ﺛم ﯾوﺳﻊ اﺑن ﺧﻠدون ﻣن ﻓﻛرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻟﯾﺑﺣث ﻓﻲ‬
‫ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺛﻣن اﻟﺟﺎري ﻟﻠﺳوق ﺑدﻻ ﻋن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺛﻣن اﻟﻌﺎدل ﻛﻣﺎ ﻓﻌل ﺑﺎﻗﻲ اﻟدارﺳﯾن ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫‪25‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫آﻧذاك‪ ،‬ﻓﺗﻠك ﻫﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﺑن ﺧﻠدون ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﻌﺗﺑرﻩ أﺳﺎس اﻟﻌﻣران‬
‫اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗطورﻩ‪ ،‬ﻓﻘد ﺻﺎغ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ودﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ اﻟﺗوﺻل اﻟﻰ ﻓﻛرة ﻓﺎﺋض اﻟﻘﯾﻣﺔ‪،‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﯾظﻬر اﺑن ﺧﻠدون ﻓﻲ ظل ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺎج اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺑﺳﯾط ﻛراﺋد ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺻﺑﺢ ﻣﺣور ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻻﺣﻘﺎ)دوﯾدار‪،1993،‬ص ص‪.(104- 103 .‬‬

‫وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن ﻣن أﻫم اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﺑن ﺧﻠدون واﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺞ ﺑﻬﺎ ﺑﻌض اﻟظواﻫ ر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ ﯾﻣﻛن اﯾﺟﺎزﻫﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪):‬اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪( 65.‬‬

‫‪ -‬درس اﺑن ﺧﻠدون اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬واﻋﺗﺑر ﺑﺄن اﻻﻧﺳﺎن ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ أﺷﯾﺎء أﺳﺎﺳﯾﺔ وأﺧرى ﺛﺎﻧوﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﺗﻧﺷﺄ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﻛل رﻗﻲ وﺗطور ﯾﻌرﻓﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛‬
‫‪ -‬درس طﺑﯾﻌﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬وأﻛد ﻋﻠﻰ ان اﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﺗﻌﺎون أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘﺳﯾم‬
‫اﻟﻌﻣل ﺑﯾﻧﻬم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻣﯾز ﺑﯾن ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج وﻫﻲ اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬واﻋﺗﺑر اﻟﻌﻣل أﻫﻣﻬﺎ؛‬
‫‪ -‬درس اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻛﺗﺳﺎب اﻟدﺧل‪ ،‬وأﻗر ﺑﺄن اﻟدﺧل ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إ ﻻ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻓﺎم ﺑﺎﻟﺗﻣﯾﯾز‬
‫ﺑﯾن أﻧواع اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؛‬
‫‪ -‬ﻟﻘد ﻗﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل اﻷﺳﻌﺎر ووﺿﺢ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر وﺗﻘﻠﺑﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺑﺣث‬
‫ﻓﻲ أﺛر اﺧﺗﻼف اﻟﺛروة ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟدول ﻋﻠﻰ طﻠب ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧواع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻋرﺿﻬﺎ‪ ،‬وأﺛر ﻛل‬
‫ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻌرف اﻟﯾوم ﺑﺎﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر؛‬
‫‪ -‬ﻟﻘد ﻗﺎم ﺑﺗﺣﻠﯾل ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘدﻣﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﺑﯾن أن ﺗزاﯾد اﻟﺳﻛﺎن ﯾؤدي اﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل وﻫو‬
‫ﺑدورﻩ ﯾؤدي اﻟﻰ زﯾﺎدة اﻻﻧﺗﺎج ودﺧل أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﯾدﻓﻌﻬم ذﻟك اﻟﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﺟزء ﻣن ﻧﺷﺎطﻬم اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ‬
‫ﻻﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾزداد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ أﯾﺿﺎ‪.‬‬

‫‪ 2- 3‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣﻘرﯾزي ‪:‬‬

‫ﻓرﻏم ﺗﺄﺛر اﻟﻣﻘرﯾزي ﺑدراﺳﺎت اﺑن ﺧﻠدون‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺳﻠك ﻣﺳﻠﻛﺎ آﺧر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾ ﺔ‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن ﺗﻔﺳﯾر اﺑن ﺧﻠدون ﻟﻠظواﻫر ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﺈن اﻟﻣﻘرﯾزي ﻓﺳرﻫﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧﻘدي‪،‬‬
‫وﺗﺗﻣﺛل ﻣﺳﺎﻫﻣﺎت اﻟﻣﻘرﯾزي أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑﺗﺣﻠﯾل أﺳﺑﺎب اﻟظﺎﻫرة‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺗﺣﻠﯾﻠﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻛﺎﻟﻧﻘود واﻟﻐﻼء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻛﺎﺳب وﻣﻌﺎﻣﻼت اﻷﺳواق وأﻛد ﻓﻲ‬
‫ﻛﺗﺎﺑﻪ"اﻏﺎﺛﺔ اﻷﻣﺔ ﺑﻛﺷف اﻟﻐﻣﺔ" ﺑﺄن اﻟﻐﻼء واﻟرﺧﺎء ﯾﺗﻌﺎﻗﺑﺎن ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺧﻠﯾﻘﺔ‪ ،‬وأن اﻟرﺧﺎء ﻣرﺗﺑط‬

‫‪26‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺑﺎﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر واﻟذي ﯾرﺗﺑط ﺑدورﻩ ﺑﺄﺳﺑﺎب طﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻷﻣطﺎر اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد ﻣن ﺣﺟم اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺗﺟﻔﻊ ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ﻧﺣو اﻻﻧﺧﻔﺎض‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻷﺧرى ﻟﻠﻐﻼء ﻓﻘد ﺗﻛون ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻣﺛل ﺗﻔﺷﻲ اﻟظﻠم ﻣن ﻗﺑل‬
‫اﻟﺣﻛﺎم واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ) اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص ‪ .(70.‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻘد اﻫﺗم اﻟﻣﻘرﯾزي ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﺷﻛﻼت‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻗدم أﻓﻛﺎرا ﻋن ﺑﻌض اﻟظواﻫر اﻟﻧﻘدﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ دراﺳﺔ أﺟراﻫﺎ ﻋن ظﺎﻫرة اﻟﻣﺟﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ وﺻﻔﻪ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ ﻣﺻر ﺑﯾن أﻧﻧﺎ ﺑﺻدد ﻣواﻗف ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻧﻘص ﻓﻲ اﻧﺗﺎج‬
‫اﻟﺳﻠﻊ وارﺗﻔﺎع ﻟﻛل اﻷﺛﻣﺎن‪ ،‬وﻫذا اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج ﯾرﺟﻊ ﺣﺳﺑﻪ اﻟﻰ أﺳﺑﺎب طﺑﯾﻌﯾﺔ وأﺧرى ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ) دوﯾدار‪،1993،‬ص‪.(95.‬‬

‫وﻟﻘد أﻛد اﻟﻣﻘرﯾزي ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أن ﺷﯾوع اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق ﯾؤدي اﻟﻰ اﻟرﺧﺎء‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أ ن‬
‫ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﯾﺿر ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻌﺗﺑ ر اﻟﺑﻌض ﺑﺄن ﻣن أﻫم اﻷﻓﻛﺎر‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﻘرﯾزي أﻧﻪ ﺣﺎول ﺗﺣﻠﯾل أﺳﺑﺎب اﻷزﻣﺎت ﻣن ﺧﻼل ﻓﺳﺎد ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛم وﺳوء اﻻدارة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )ا ﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪.(70.‬‬

‫وﻟﻘد أوﺿﺢ اﻟﻣﻘرﯾزي ﻛذﻟك ﺑﺄن اﻟﺳﺑب اﻻرﺗﻔﺎع اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﻧﺗﺎج و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ارﺗﻔﺎع‬
‫اﻷﺳﻌﺎر‪ ،‬ﯾرﺟﻊ أﺳﺎﺳﺎ اﻟﻰ زﯾﺎدة ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ‪ ،‬وﻫﻧﺎ وﺿﻊ اﻟﻣﻔﻛر اﻷﺳﺎس اﻷول ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﺑﻌدﻩ "ﻓﯾﺷور" ‪ ،‬وﻟﻛن ﻓﻛر اﻟﻣﻘرﯾزي ﻛﺎن أﻋﻣق ﻣن اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﻧوﻩ‬
‫ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وأﻛد ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺣﯾﺎدﯾﺔ اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻛد أﯾﺿﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺗﻐﯾر ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻟﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود طﺎﻟب اﻟﻣﻘرﯾزي‬
‫ﺑﺄن ﯾﺗم ﺻك اﻟﻧﻘود ﻣن اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﺑﯾن أن اﻟﻧﻘود اﻟردﯾﺋﺔ ﺳﺗطرد اﻟﻧﻘود‬
‫اﻟﺟﯾدة ﻣن اﻟﺳوق ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻷزﻣﺎت واﻟﻐﻼء وﺑﻬذا ﻧﺟد ﻓﻲ ﻓﻛر اﻟﻣﻘرﯾزي ﺟوﻫر ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻌد‬
‫"ﺑﻘﺎﻧون ﻏرﯾﺷﺎم" )دوﯾدار‪،1993،‬ص ص‪. (98- 97.‬‬

‫‪ - 4‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺗﺟﺎرﯾﯾن واﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن‬

‫ﻟﻘد أدى اﻧﻬﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻹﻗطﺎع ﺧﻼل اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر‪ ،‬ﻹﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟظﻬور أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة‬
‫ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺑرزت ﺗﯾﺎرات أﺧرى ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺟﺳدت ﻓﻲ أﻓﻛﺎر اﻟ ﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓ ﻘد ﺳﺎدت أﻓﻛﺎر اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣ ن‬
‫ﻋﺷر‪ ،‬ﻓﻘد ﻧﺎدت ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب أن ﺗ ﻛون اﻟدوﻟﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﺛرواﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻛﻣن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﻌﺎدن‬
‫اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﻌﻣل اﻟدول ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺛرواﺗﻬﺎ‪ ،‬وأﻋﺗﺑر اﻟﺗﺟﺎرﯾون ﻛذﻟك أن اﻟﺛروة اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟﺣﺟم‪ ،‬وﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻛرﺗﻬم ﻫذﻩ أن اﻋﺗﺑروا ﻣﺎ ﺗﻛﺳﺑﻪ دوﻟﺔ ﻣن اﻟدول ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺛروة إﻧﻣﺎ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺳﺎب دوﻟﺔ أﺧرى ) ‪ .(www.uobabylon.edu.iq‬ﻓﻠﻘد ﺷﻬدت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ظﻬور اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻬﺎ‬
‫ﻣرﻛزﯾﺔ ﻗوﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﺎن ﻫدﻓﻬﺎ اﻟرﺋﯾﺳﻲ زﯾﺎدة اﻟﺛروة ﻋن طرﯾق ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟذﻫب و اﻟﻔﺿﺔ ﺑﺈﺗﺑﺎع ﺟﻣﯾﻊ اﻟوﺳﺎﺋل‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف‪ ،‬و ﺗﻣﯾزت ﺑﺎﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺟﺎزم ﺑﻣزاﯾﺎ و ﻓواﺋد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ إذ ﻫﻲ اﻟوﺣﯾدة‬
‫اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗرﺟﯾﺢ ﻛﻔﺔ اﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ﺿد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ‪ ،‬و ﻓﺗﺢ‬
‫أﺳواق ﺟدﯾدة ﻟﺗﺳوﯾق اﻹﻧﺗﺎج و ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل‪ ،‬داﺧﻠﯾﺎ و ﺧﺎرﺟﯾﺎ‪،‬و ﻛﺎ ن‬
‫اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن ﺗﻌﺑﯾرا ﻋن ﻣدى ﻗوة اﻟدوﻟﺔ)ﺳﺑﻊ‪،‬اﻟﻌدد‪،7‬ص‪. ( 156.‬‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ واﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪) :‬اﻟﺑﺎز‪،2000،‬ص ص‪(31- 30 .‬‬

‫‪ -‬ﺗﻣﺟﯾد اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ واﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻدر ﻟﻠﺛروة‪ ،‬وﻗد طﺎﻟﺑوا ﺑﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻣﻼت‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ واﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ؛‬
‫‪ -‬ﺗﺣﻘﯾق ﻣﯾزان ﺗﺟﺎري ﻣوات ﻣﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺗدﻓق اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ اﻟﻰ داﺧل اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وزﯾﺎدة ﻓﺎﺋض‬
‫اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري اﻟﻣﺣﻘق؛‬
‫‪ -‬ﺗﺄﯾﯾد ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن أﺟل ﻣراﻗﺑﺔ اﻟورادات وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺻﺎدرات‪ ،‬ﻓﺣﺳﺑﻬم ﻻ‬
‫ﯾﺗﺣﻘق اﻟﻔﺎﺋض اﻟﺗﺟﺎري ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ؛‬
‫‪ -‬ﺗرﺗﯾب أوﺟﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺟﻌل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺻدر اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ‪ ،‬ﺛم‬
‫ﺗﻠﯾﻬﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﻷﻫﺎ أﺳﺎس اﻟﺻﺎدرات‪ ،‬أﻣﺎ اﻟزراﻋﺔ ﻓﻠم ﯾوﻟوﻫﺎ اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ إذ ﻟم ﯾﺟدوا ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺻد ار ﻟﻠﺗﺻدﯾر؛‬
‫‪ -‬ﻟﻘد ﻧﺎدوا ﺑﺎﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣﺻدر ﻟﻘوة اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺟور ﺑﺳﺑب زﯾﺎدة‬
‫اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻣورد ﻟﻠﻣﺣﺎرﺑﯾن ﻣن أﺟل اﺳﺗﺧداﻣﻬم ﻓﻲ اﻟﺣﻣﻼت اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن أﺳس اﻟطﺑﯾﻌﯾون أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬم ﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻔﯾزوﻗراطﯾﯾن وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم اﻟﻔرﻧﺳﻲ "ﻛﯾﻧﺎي "‬
‫ﻧظرﯾﺔ ﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻹﻧﺳﺎن وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟطﺑﯾﻌﻲ ‪ ،‬وأﻛدوا ﻋﻠﻰ أن اﻟزراﻋﺔ ﻫﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟوﺣﯾد‬

‫‪28‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﺗﻌرﺿوا ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام اﻟﺟدول اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻓﯾﻪ ﯾﺑﯾن " ﻛﯾﻧﺎي "‬
‫ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺻﺎﻓﻲ ﺑﯾن طﺑﻘﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻫو ﻟﯾس ﺑﻧظرﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣ ﻔﻬوم ﺣدﯾﺛﺎ وﻟﻛﻧﻪ ﯾﻛﺗﻔﻲ‬
‫ﺑﻌرض دورة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﺻﺎﻓﻲ و ذﻟك ﺑﺎﻧﺗﻘﺎل اﻟدﺧول ﻣن طﺑﻘﺔ إﻟﻰ أﺧرى) ‪.(www.uobabylon.edu.iq‬‬

‫وﻗد ﻧﺎدى اﻟطﺑﯾﻌﯾون ﺑﺗرك اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣرا دون ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻟﺧﺻت ﺳﯾﺎﺳﺗﻬم ﻋﺑﺎرة‬
‫أﺿﻔﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟزﻣﺎن ﺷﻬرة ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻛﺑﯾرة وﻫﻲ " دﻋﻪ ﯾﻌﻣل دﻋﻪ ﯾﻣر "‪ ،‬و ﺣﺟﺗﻬم ﻓﻲ ذﻟك أن ﺗﻠك اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن ﻣن ﺗطﺎﺑق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺗؤدي ﺑذﻟك إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺧﯾر اﻟذي ﺗﻛﻔﻠﻪ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻘواﻧﯾن‪ ،‬وأن اﻟدوﻟﺔ ﻣﺟرد ﺣﺎرس ﻟﻠﻧظﺎم اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻼ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺷؤون اﻷﻓراد إﻻ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء وﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﻣﺣددة ‪ ،‬ﻛﺣﻔظ اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ واﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن‪،‬ﻋن طرﯾق اﻟﺗزاﻣﻬم ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﯾرﺗﺑطون ﺑﻪ ﻣن ﻋﻘود وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ‪ ،‬واﻟﻘﯾﺎم‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻛﺑرى اﻟﻣدﻋﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﺳدود و ﺷق اﻟطرق و ﺑﻧﺎء اﻟﺟﺳور و ﻏﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣن ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ‪ ،‬و ﻛذا اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎم اﻟﺗﻌﻠﯾم و اﻟﺻﺣﺔ و ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﺎ)ﺳﺑﻊ‪،‬اﻟﻌدد‪،7‬ص‪. ( 156.‬‬

‫‪ - 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣدارس اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬

‫ﺳﻧﺗﻌرض ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻰ ﺛﻼث اﺗﺟﺎﻫﺎت رﺋﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‬
‫واﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ وأﺧﯾ ار اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ‪:‬‬

‫‪ 1- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﺛﻭﺭﺓ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺑﺩﺃﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺛﺎﻣﻥ ﻋﺷﺭ‪ ،‬ﻭ ﺍﺗﺧﺫﺕ ﺷﮑﻠﻬﺎ ﺍﻟﮑﺎﻣ ل‬
‫ﻓﻲ ﻣﻁﻠﻊ ﻭ ﻣﻧﺗﺻﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷﺭ ‪ ،‬ﺃﺛﺑﺗﺕ ﺑﺎﻟﻭﻗﺎﺋﻊ ﺍﻟﻣﺎﺩﯾﺔ ﺑﺄﻥ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻣﺩﺭﺳﺔ‬
‫ﺍﻟﻔﯾﺯﯾﻭﻗﺭﺍﻁﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺑﻌﯾﺩﺓ ﻋﻥ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ‪ ،‬ﻭﺑﺫﻟﻙ ﻅﻬﺭﺕ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺩﺭﺳﺔ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﺟﺩﯾﺩﺓ ﺑﻔﻛر‬
‫اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻼﺋم ﺗﻐﯾرات اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﯾﻌﻠل وﺷرح اﻟواﻗﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﻌﺎش‪ ،‬ﻓظﻬرت ﻋﻧدﻫﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻛﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺣوﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ)أﯾوب‪،1965،‬ص‪.(154.‬‬

‫ﻓﻠﻘد ظﻬرت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن ‪ 18‬وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن ‪ 19‬ﺑﻔﺿل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﺧﺎﺻﺔ اﻻﻧﺟﻠﯾز ﻣﻧﻬم‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺎﺗﻬم أﻧﻬم ﻛوﻧوا اطﺎرا ﻋﻠﻣﯾﺎ وﻓﻛرﯾﺎ ﻧﺣو‬
‫اﺳﺗﺟﻼء اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺣﺎطﺔ ﺑﺄﺳرارﻫﺎ) اﻟﻘرﯾﺷﻲ‪،2011،‬ص‪ .(115.‬وﻗد ﺳﺎﻫم ﻧﺷر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫‪29‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ "آدم ﺳﻣﯾث " ﻟﻛﺗﺎﺑﻪ "ﺛروة اﻷﻣم" ﻋﺎم ‪ 1776‬ﻓﻲ ﺗﻌزﯾز واطﻼق ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻌﻠم ﻣﺳﺗﻘل ﺑﺣد‬
‫ذاﺗﻪ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺣرص اﻟﻣﻔﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ رأس‬
‫اﻟﻣﺎل‪،‬اﻟﻌﻣل واﻷرض‪ ،‬واﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ أﺳﺎس ﺛروة اﻷﻣم‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻛد "آدم ﺳﻣﯾث" ﻋﻠﻰ أن‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻫو ﻧظﺎم اﻟﺳوق ذاﺗﻲ اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﻛﺎﻓﺔ‬
‫ﺣﺎﺟﺎت أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل)ﺟﻣﯾل‪،2014،‬ص‪. (21.‬‬

‫وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺳﺎﻫﻣت أﻓﻛﺎر ﻋدد ﻣن اﻟﻣﻔﻛرﯾن ﻋﻠﻰ رأﺳﻬم "آدم ﺳﻣﯾث"‪ " ،‬داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو"‬
‫"ﺟون ﺳﺗﯾوارت ﻣﯾل"‪ "،‬ﻣﺎﻟﺗس" و "ﺟون ﺑﺎﺗﯾﺗس ﺳﺎي" ﻓﻲ ارﺳﺎء ﻗواﻋد اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‬
‫وﯾﺗﻣﯾز ﺗﻔﻛﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼ ﻋﻠﻣﯾﺎ دﻗﯾﻘﺎ‬
‫وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي أدى إﻟﻰ ﻧﺷﺄة ﻫذا اﻟﻧظﺎم واﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ‪ ،‬وﻛﺎن اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺋد ﻟدى‬
‫أﻧﺻﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑوﺟود ﻗواﻧﯾن ﺗﺣﻛم اﻟظﺎﻫرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻘد اﻧﻘﺳم اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص‬
‫ﻧظرﺗﻬم ﻧﺣو ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت دراﺳﺎت اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬم ﺗﻔﺎؤﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﺑﻌض اﻵﺧر‬
‫ﺗﺷﺎؤﻣﯾﺔ ﺣول ﻣﺻﯾر اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ)اﻟﺑﺑﻼوي‪،1997،‬ص‪.(51.‬‬

‫‪ 1- 1- 5‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪:‬‬

‫ﻏﯾر أن اﻟﻣﻔﻛرﯾن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﯾﺗﻔﻘون ﻓﻲ ﻧﻘﺎط ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺗﻛون اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻔﻠﺳﻔﻲ ﻟﻔﻛرﻫم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم وﺗﺗﻣﺣور أﺳﺎﺳﺎ ﺣول اﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ‪ ،‬وﺳﻧورد ﻣوﺟزا ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎور‬
‫ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫• اﻟﻔرد وﻣﻔﻬوم اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ اﻟﻣﺣور اﻷول ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾرى اﻟﻛﻼﺳﯾك أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺳﻌﻲ اﻟﻔرد ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺳﯾﺣﻘق ﺑذﻟ ك‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎ روج ﻟﻪ "آدم ﺳﻣﯾث" ﻓﻲ اطﺎر ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ ﻣﺗﺄﺛ ار ﻓﻲ ذﻟك ﺑﺗطور اﻟﻧظرﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔت ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺗوازن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث أﻛدوا ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﺎ‬
‫ﯾﺷﺑﻪ ﯾد ﻻ ﻧراﻫﺎ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﻛل ﻣرة وﺑﺻورة ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻐﯾرات‪ ،‬ﻓﻠﻘد اﻋﺗﺑروا أن‬
‫اﻹﻧﺳﺎن أﻧﺎﻧﻲ ﺑطﺑﻌﻪ‪ ،‬ﻟﻛن ذﻟك ﻟﯾس ﺳﯾﺋﺎ ﺑﺎﻟﺿرورة ﻷﻧﻪ ﺳﯾﺣﻘق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﺳﻌﯾ ﻪ ﻧﺣو‬
‫ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻣن ﻧﺗﺎج إﯾﻣﺎن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺳﻌﻲ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬رأوا‬
‫أن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻬم ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻗﺻﻰ اﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا ﯾﺗﻛﻔل ﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد‬

‫‪30‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻧﺣو أﻓﺿل اﺳﺗﺧدام ﻣﻣﻛن ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﺗﻔﯾد اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺄﻗﺻﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ وﺗﺗﺣﻘق‬
‫اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ) ‪.(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬‬

‫ﻓﺎﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﯾﺩ ﺍﻟﺧﻔﯾﺔ ﻫﻭ ﻧﻅﺎﻡ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻣﻔﺗﺭﺽ ﺳﯾﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﻅ ل ﺍﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺍﻟﺣﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻭ ﻕ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﯾﺯﻭﺩ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠﻊ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ﺍﻟﻣﻁﻠﻭﺑﺔ ﻛﻣﺎ ﻭﻧﻭﻋﺎ ﺑﺄﻗ ل ﺗﻛﻠﻔﺔ ﻣﻣﮑﻧﺔ‪ ،‬ﻭﻫﻧﺎ ﺍﻓﺗﺭﺽ اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺃﻥ‬
‫ﺍﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻣﺣﺩﺩ ﻭﻋﻧﺻﺭ ﺍﺳﺗﻘﻁﺎﺏ ﻭﺟﺫﺏ ﻟﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﻧﺎﺻﺭ ﻧﺣﻭ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺟﺎﻭﺯ‬
‫ﻋﺭﺽ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺳﻭﻕ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻙ ﺳﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﺛﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﻧﺎ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺽ ﻋﻧﺎﺻﺭ‬
‫ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﺃﻭ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﺗﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﮑﺎﻓﺄﺓ ﺃﻗل ﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺩل ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭﻩ ﺍﻟﺣﺩ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺍﻟﺫﻱ ﯾﺗﻌﯾﻥ ﺃﻥ‬
‫ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻛل ﻋﻧﺻر ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﺇﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬ﻭﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻐﯾﺭ ﻧﺷﺎﻁﻪ‬
‫ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ﻭﯾﻧﺗﻘ ل ﺇﻟﻰ ﺳﻠﻌﺔ ﺃﺧﺭﻯ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﺹ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﺽ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﻠﻌﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺻﺑﺢ‬
‫ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﻟﻠﻁﻠﺏ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺃﻭ ﺃﻗل ﻣﻧﻪ ﻓﯾﺭﺗﻔﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﺛﻣﻥ ﯾﺟﻌل ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﺍﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺗﺣﺻ ل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺑ ل ﯾﻔﻭﻕ ﺍﻟﻣﻌﺩل ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﻲ ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺯﯾﺩ ﻣﻥ ﺇﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻓﺗﺻﺑﺢ ﺍﻟﮑﻣﯾﺔ ﻣﺳﺎﻭﯾﺔ ﻟﻠﻁﻠﺏ ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﻭﻫﮑﺫﺍ)ﺑوﯾﻠﻲ‪،2015- 2015 ،‬ص ص‪.(317- 316 .‬‬

‫• اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫واﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﻣﻠك واﻟﺗﻌﺎﻗد واﻹﻧﺗﺎج واﻷﺳﻌﺎر واﻟﺗﺑﺎدل واﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺗﺣﻘق ﻓﻲ اطﺎر ﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ وآﻟﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﺣداث ﺗوازن ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ)وﻟﻌﻠو‪،1986،‬ص‪.(106.‬‬

‫• ﻗﺎﻧون ﺳﺎي ﻟﻠﻌرض واﻟطﻠب اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻟﺧص ﺳﺎي ﻗﺎﻧوﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﺑﺎرة "اﻟﻌرض ﯾﺧﻠق اﻟطﻠب اﻟﺧﺎص" ‪ ،‬ﻓﺗﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻌﺎﻣﯾﺔ رؤﯾ ﺔ‬
‫اﻟﻛﻼﺳﯾك أن اﻷﻓراد ﯾﻌرﺿون ﺧدﻣﺎﺗﻬم ﻣن أﺟل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﻛﺑر دﺧل ﻣﻣﻛن ‪ ،‬اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬم ﺑﺈﻗﺗﻧﺎء‬
‫اﻛﺑر ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻧدرج ﺳﻠوك اﻷﻓراد ﺿﻣن ﻓﻛرﺗﯾن‪ ،‬اﻷوﻟﻰ أﻧﻬم ﯾﺑﺣﺛون‬
‫داﺋﻣﺎ ﻋن ﺗﻌظﯾم اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﻧﻘد ﻣﻌدوﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻣﺿﻣون "ﻗﺎﻧون ﺳﺎي "‬
‫ﯾﺗﻣﺣور أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﻧﺗﺟون ﻣﺗﻌددﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻛﺛﯾرة ﺗﻛون اﻟﻣﻧﺎﻓذ )اﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺻرﯾف( ﺳﻬﻠﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ وواﺳﻌﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﻘوة اﻟﺷراﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﯾﺟﺎدﻫﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﺟدﯾد ﺗﺳﺗﺧدم‬

‫‪31‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻟﺷراء اﻟﻣﻧﺗﺞ ذاﺗﻪ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻹﻧﺗﺎج ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ ﺗﻛون ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫ﻫذا اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن ﺳﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓذ او اﻻﺳواق ﺗﻘﺎس ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ‪ ،‬وﺗﻔﺳﯾر ذﻟك أن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺗﺗﺑﺎدل‬
‫ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗري اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت‪ ،‬واﻷﻓراد ﯾﺷﺗرون ﻣﺎ ﯾرﻏﺑون ﻓﯾﻪ ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﻧﺗﺟون‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻛﻠﻣﺎ زاد إﻧﺗﺎﺟﻬم ﺗﻣﻛﻧوا ﻣن ﺷراء ﻣﻧﺗﺟﺎت أﻛﺛر ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ أن ﺗﺣﻘﯾق‬
‫"ﻗﺎﻧون ﺳﺎي " ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ان ﻛل اﻻﺳواق ﻣﺗوازﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﯾوﺟد ﻫﻧﺎك ﻧﻘص ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻌﺔ او ﺧدﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫ﻗد ﯾوﺟد ﻧﻘص ﻓﻲ ﻋرض ﺳﻠﻌﺔ او ﺧدﻣﺔ‪ ،‬إ ﻻ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾوﺟد ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى‬
‫اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬أي ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﺟد أزﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ) ‪.(www.elmahatta.com‬‬

‫• اﻟﺳوق ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻓﻠﻘد اﻋﺗﻣد اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬم ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وأﻛدوا ﻋﻠﻰ أ ن‬
‫ﻛل اﻷﺳواق ﺳواء أﺳواق اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو ﺳوق اﻟﻌﻣل ﺗﺳودﻫﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﻌﻰ ﻛل‬
‫اﻟﻣﺷروﻋﺎت إﻟﻰ ﺗﻌظﯾم أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻓﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ إﻟﻰ أﻗل ﺣد ﻣﻣﻛن‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣﻘق أﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻸﺳواق وﻫذا ﯾؤدي ﺑدورﻩ اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻩ ا ﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ‬
‫اﻷﺳواق وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﯾس ﻣرﺗﺑطﺎ ﻓﻘط ﺑﺎﻷﺳواق اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﺎ‪ ،‬ﺑل اﻷ ﻣر ﯾﻧطﺑق أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق‬
‫اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟري ﻓﯾﻪ اﻟﺗﺑﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﯾراد واﻟﺗﺻدﯾر‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧ ت اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻵدم‬
‫ﺳﻣﯾث أو داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو ﻓﻲ اطﺎر ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﯾزة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﺗﻧﺻب ﺣول أن اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ إذا ﺗﺣﻘق ﻓﯾﻪ‬
‫ﺷروط اﻟﺳوق اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ‪ ،‬ﻛﺷﯾوع ٕواﺗﺎﺣﺔ اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ دون‬
‫ﻗﯾود ﻟﻣن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺷراﺋﻬﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺳواق‪ ،‬ﺳﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول ﺣﯾث‬
‫ﺗﺗﺧﺻص ﻛل واﺣدة ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻣﺗﻠك ﻓﯾﻪ ﻣﯾزة ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻐﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟدول‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗم ﻫذا‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺳوق‬
‫ﯾﻠﻌب دورﻩ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎدﻻت ﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺣرة ﺑدون‬
‫ﻗﯾود)‪.(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬‬

‫• اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺣور اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾؤﻣن اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺳﯾﺎدة اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬ﻓﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎ د ﺣﺳﺑﻬم ﯾﺣدث ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾ ل‬
‫اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد)اﻟﻧﺟﻔﻲ‪،2000،‬ص‪ ،( 227.‬وﻋﻠﯾﻪ اﺳﺗﺑﻌﺎ د ﺣدوث ﺑطﺎﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﺟﺑﺎرﯾﺔ‪ ،‬وان ﺣدث ذﻟك ﻓﺎن‬

‫‪32‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻛﻔﯾﻠﺔ ﺑﺎﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻟﺳوق اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﻘوى اﻟﺳوق وﻣروﻧﺔ اﻷﺳﻌﺎر واﻷﺟور وﻣﻌدل‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﻘوم ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻷﺳواق ان ﺣدث اﺧﺗﻼل ‪.‬‬

‫• دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑدأ ﺑﺳﯾط‪ ،‬إذا ﺗﻣﺗﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟﺣر ﻟﻸﺳواق ﯾﺗﻣﯾ ز‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬ﻓ ﻌﻠﯾﻪ ﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﯾﺟب أن ﺗﺗرك اﻷﺳواق ﺗﻘوم ﺑدورﻫﺎ اﻟطﺑﯾﻌﻲ‬
‫وﻟﻬذا ﻓﻌﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أﻻ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق‪ ،‬ﻛﺗﻧظﯾم اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت‪ ،‬وﺗﻘدﯾم‬
‫ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬واﻟﺷرطﺔ واﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬واﻟدﻓﺎع ﻋن ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن‬
‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك إذا ﺗدﺧﻠت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق ﺳﺗﻔﺳ د ﻋﻣﻠﻬﺎ اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟﻔﻌﺎل اﻟﻣﻌﺗﻣد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﯾد اﻟﺧﻔﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻗد ﯾﻬدد ﺣدوث اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﯾراﻫﺎ رواد اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ أﻓﺿل ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﯾﻪ ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ ﯾوﺟد ﺷﻲء أﻓﺿل ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟدوﻟﺔ أن ﺗﻘدﻣﻪ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄﻗﺻﻰ‬
‫ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ ﻫو أن ﺗﻛون “ﺳﻛرﺗﺎرﯾﺔ” ﻟرﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﺗﺳﺎﻋدﻫم وﺗذﻟل ﻟﻬم اﻟﻌﻘﺑﺎت‪ ،‬وﺗوﻓر اﻷﻣن‬
‫داﺧل اﻟﺑﻼد وﺗﺣﻣﻲ ﺣدودﻫﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻬﯾﺊ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻼزم ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ داﺧل‬
‫اﻷﺳواق)‪.(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ان اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﺳﺗﻣد ﻣﺻدرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻣل وﺗﻘﺎس ﺑﻛﻣﯾﺔ اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺑذول ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺻﯾل ﻛﺑﯾ ر‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻔﻛر ﻛل ﻣن "آدم ﺳﻣﯾث" و"" داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻘﯾﻣﺔ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺗﺣدﯾد اﻷﺛﻣﺎن‪ ،‬وﻗد‬
‫ﻋرﻓت ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺑﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﻘد اﻋﺗﺑر " آدم ﺳﻣﯾث" أن اﻟﻌﻣل ﻫو أﻓﺿل ﻣﻘﯾﺎ س‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﻧﻌﺑر ﺑﻪ ﻋن اﻟﻘﯾ ﻣﺔ ﺣﺎﺿرا وﻣﺳﺗﻘﺑﺎﻻ‪ ،‬وذﻟك ﻻﻋﺗﻘﺎدﻩ أن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻋﺑر‬
‫اﻟزﻣن ﻓﻣﺛﻼ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻘول أن ﻗﯾﻣﺔ ﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﺷر وﺣدات ﺳﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك اﻟﻌﻣل ﯾﺑﻘﻰ‬
‫ﺻﺎﻟﺣﺎ وﺳﻠﯾﻣﺎ ﻣﻬﻣﺎ اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ ﻋﺑر اﻟزﻣن و اﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬وﻧﺟد ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ أﯾﺿﺎ ) ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣل( ﻋﻧد "داﻓﯾد رﯾﻛﺎدو"‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻧطﻠق " داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو" ﻣن أن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘد ﻻ ﺗﺳﻣ ﺢ‬
‫ﻟﻪ ﺑﺄن ﯾﻛون ﻣﻌﺑرا وﺣﺎﻓظﺎ ﻣﻼﺋﻣﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘد ﻗد ﺗؤدي ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ إﺧﻔﺎء آﺛﺎر اﻟﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﻛ ﻣﯾﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﺿرورﯾﺔ ﻹﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت )ﺑوزﯾدي‪،2012- 2011،‬ص‪.(73.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻣن ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻋرﻓت ﻧظرﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬واﻟﺗﻲ ارﺗﻛزت ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﺗطورا ﻫﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟﻣذﻫب‬
‫اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺗﺎج ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ أو زﯾﺎدﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠف ﺑذﻟك ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻟدى اﻟﺗﺟﺎرﯾﯾن‬
‫واﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن ‪ ،‬وﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل واﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻌﻣل ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ‪ ،‬وﻗد‬
‫اﻫﺗم اﻟ ﻛﻼﺳﯾك ﺑﻧﺎﺣﯾﺗﯾن ﻣن اﻟﻧواﺣﻲ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻫﻣﺎ ظﺎﻫرة ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻗﺎﻧون اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ‬
‫ﻓذﻫب آدم ﺳﻣﯾث إﻟﻰ أن ﺗﻘﺳﯾم ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﺗﺎ ج ﺳﻠﻌﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ ﻋدة ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺟزﺋﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻘوم ﺑﻛل واﺣدة‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﺷﺧص أو أﺷﺧﺎص ﯾﺗﺧﺻﺻون ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎج وﺗﺣﺳﯾن ﻧوﻋﻪ ‪ ،‬ذﻟك أن اﻟﺗﺧﺻص‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو )ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ( أدﻋﻰ إﻟﻰ إﺗﻘﺎن اﻟﻌﺎﻣل ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ‪ٕ ،‬وا ﻟﻰ اﺳﺗﺧدام اﻵﻻت‬
‫ﺑطرﯾﻘﺔ أﻛﻔﺄ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ذﻫب إﻟﻰ أن ﺑﻠوغ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺧﺻص‪ ،‬وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣدى اﺗﺳﺎع‬
‫اﻟﺳوق‪ ،‬أﻣﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﻐﻠﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﻓﻘد أﻋطﻰ ﻟﻪ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬم‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ‬
‫أﺳﺎﺳﻪ ﺗﻘوم ﻧظرﯾﺔ رﯾﻛﺎردو ﻓﻲ اﻟرﯾﻊ‪ ،‬وﻧظرﯾﺔ ﻣﺎﻟﺗس ﻓﻲ اﻟﺳﻛﺎن ‪ ،‬وﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون أﻧﻪ إذا زاد أﺣد‬
‫ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣﻊ ﺑﻘﺎء ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻷﺧرى ﺛﺎﺑﺗﺔ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﺳوف‬
‫ﯾﺗزاﯾد ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗزاﯾد اﻟﻐﻠﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﻌد ﺣﯾن ﻓﺈن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﺗﻛون ﺑﻣﻌدل‬
‫ﻣﺗﻧﺎﻗص ﺣﺗﻰ ﯾﺻل إﻟﻰ ﺣدﻩ أﻗﺻﻰ‪ ،‬ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺑدأ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﻗص ﺣﺗﻰ ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار زﯾﺎدة‬
‫اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺗﻐﯾر ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻧﺎﻗص اﻟﻐﻠﺔ )‪.(www.kau.edu.sa‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻷﺟور اﻟﻣﺣور اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ارﺗﺑط ﻣﻔﻬوم اﻷﺟور ﻋﻧد اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﻣﻔﻬوم اﻷﺟر اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﻧظرﯾﺔ ﺣد اﻟﻛﻔﺎف‪ ،‬وذﻟ ك‬
‫اﻓﺗراض أن ﻣﺎ ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺎﻣل ﻓﻲ ظل ﻧظﺎم اﻷﺟر ﻫ و ﻧﻔس ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗﻘﺎﺿﺎﻩ اﻟﻌﺑد أو اﻟرﻗﯾق ﻓﻲ ظل‬
‫اﻟﻌﺑودﯾﺔ‪،‬وطور "ﺟوزﯾف ﺷوﻣﺑﯾﺗر" و "آدم ﺳﻣﯾث " ﻧظرﯾﺔ ﺗﻛﺎﻣﻠﯾﺔ ﺣول اﻷﺟور‪،‬ﺣﯾث رﻛز "ﺳﻣﯾث" ﻋﻠﻰ‬
‫دراﺳﺔ ﻗواﻧﯾن ﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻣﺎل واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن وﺻﺎﺣب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ‪،‬واﻋﺗﺑر أن اﻷﺧﯾرﯾن ﻟﻬﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑل‪،‬أﻣﺎ‬
‫اﻟﻌﻣﺎل ﻓﯾﺄﺧذون اﻟﺑواﻗﻲ)اﻟﺷطﺎ‪،1982،‬ص‪ .(132.‬ﻓﯾرى اﻟﻛﻼﺳﯾك أن أﺟور اﻟﻌﻣﺎل ﻫﻲ أﺣد ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج‬
‫وﺗﺧﻔﯾﺿﻬﺎ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻫذا ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺷﺟﻊ أﺻﺣﺎب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻧﺗﺎﺟﻬم‪ ،‬وﻣن ﺛم ﯾزﯾد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬

‫‪34‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫أﺳﺎس أن اﻟﻌﻣل ﺣﺳب اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻛﺄي ﺳﻠﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺳﺗوى اﻷﺟر ﻫو اﻟذي ﯾﻌﺎدل ﺑﯾن اﻟﻌرض‬
‫واﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ‪.‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟرﯾﻊ اﻟﻣﺣور اﻟﻌﺎﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ارﺗﺑطت ﻧظرﯾﺔ اﻟرﯾﻊ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ "ﺑداﻓﯾد رﯾﻛﺎردو" ﺧﺻوﺻﺎ‪ ،‬وﻟﻘد اﻋﺗﺑر أ ن‬
‫اﻷﺟر اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻟﻣﺎﻟك اﻷرض ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ أو ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﯾﺳﻣﻰ رﯾﻌﺎ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠف‬
‫ﻫذا اﻟرﯾﻊ ﺑﺎﺧﺗﻼف درﺟﺔ ﺧﺻوﺑﺔ اﻷرض وﻣوﻗﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻓﻲ ﺧﺻوﺑﺗﻬﺎ وﻟذﻟك ﻓﺈن‬
‫رؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣوظﻔﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﺳوف ﺗﻌطﻲ ﺑﺎﻟﺿرورة أرﺑﺎﺣﺎ ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن أﺻﺣﺎب اﻷراﺿﻲ اﻷﻛﺛر‬
‫ﺧﺻوﺑﺔ ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت أرﺑﺎح أﻋﻠﻰ ﻣن ﻏﯾرﻫم‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺳﻣﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد "ﺑﺎﻟرﯾﻊ اﻟﺗﻔﺎﺿﻠﻲ" أو‬
‫" اﻟرﯾﻊ اﻟﻔرﻗﻲ" )‪.( www.hama-univ.edu.sy‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟرﺑﺢ وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺣور اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ان اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﺎﻟﺳﯾﻛﻲ ﯾﻔﺗرض ﻋدم وﺟود ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﯾن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﺣدد ﻫذا‬
‫اﻷﺧﯾر ﻗﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺑﻌﯾدا ﻋن أي ﻋﺎﻟﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﻘود‪ ،‬ورﻛز اﻟﻔﻛر اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﺑﺻدد اﻟﺗوازن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷﻐﯾل ا ﻟﻛﺎﻣل اﻟذي ﯾﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ دﻋﺎﻣﺗﯾﻧـ ﺗﺗﻌﻠق اﻷوﻟﻰ ﺑ ﻣروﻧﺔ اﻷﺟور واﻷﺳﻌﺎر ﻣن‬
‫ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣواﺋﻣﺔ ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺗﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى)ﺧﻠﯾل‪،1982،‬ص‪ .(193.‬ﻛﻣﺎ‬
‫أن ﺳﺎي ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻔﺎﺋدة واﻟرﺑﺢ وﻗﺎل إن ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج ﻫﻲ اﻷرض ودﺧﻠﻬﺎ اﻟرﯾﻊ‪ ،‬واﻟﻌﻣل‬
‫ودﺧﻠﻪ اﻷﺟر‪ ،‬ورأس اﻟﻣﺎل ودﺧﻠﻪ اﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻣﻧظم ودﺧﻠﻪ اﻟرﺑﺢ‪ ،‬و ﯾ ﻌﺗﺑر ﺳﺎي ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻠﻔﺎﺋدة أﻧﻬﺎ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ إﯾﺟﺎر ﻟرأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﺗﻣﺛل ﻋﻼوة ﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺧطر اﻟذي ﯾﺗﻌرض اﻟﻣﻘرض‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﺳﺗرداد رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻘﺗرض‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺧﺿﻊ ﻟﺣﺟم رؤوس اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﺣﺳب ﺳﺎي أﯾﺿﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﺟم‬
‫ﻫو اﻟﻣﺣدد اﻟوﺣﯾد ﻟﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﯾﺻﺢ اﻟﺧﻠط ﺑﯾن اﻟﻧﻘد ورأ س اﻟﻣﺎل‪ ،‬إ ذ أن ﻧدرة اﻟﻧﻘد ﻻ‬
‫ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﻓﻣﺎ ﯾﺗم إﻗراﺿﻪ ﺳواء ﻛﺎن ﻧﻘدا أو ﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻣﺧﺻﺻﺔ‬
‫ﻟﻠﺗوظﯾف ‪ ،‬وﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﺳﻌرا ﻟرأس اﻟﻣﺎل وﻟﯾس ﺛﻣﻧﺎ ﻟﻠﻧﻘد‪ ،‬ﻓﺳﻌر‬
‫اﻟﻔﺎﺋ دة ﻫو ﺳﻌر اﺳﺗﺧدام رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻬو ﻣﻘﺎﺑل ﻟﺧدﻣﺎت رؤوس اﻷﻣوال ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛل إﯾﺟﺎر ﺳﻠﻌﺔ‬
‫ﻣﺎ ﺑ دﻻ ﻣن ﺷراﺋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﺷراء ﻟﺧدﻣﺔ رأس ﻣﺎل ﻣﺎ ﻓﺄي ﺳﻠﻌﺔ ﻛﺎﻧت‪ ،‬ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺻورﺗﯾن‬

‫‪35‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳﻠﻌﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺧدﻣﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ‪ ،‬وﻫﻛذا ﻓﺎن ﺳﻌر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﺣدد ﻓﻲ ﺳوق رأس اﻟﻣﺎل وﻟﯾس ﻓﻲ ﺳوق اﻟﻧﻘد و ﻫو ﺑذﻟك ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻌ ر اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻدﺧﺎر‬
‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر)ﺑوزﯾدي‪،2012- 2011 ،‬ص ص‪.(79- 78 .‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻛﺎن اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌرض اﻟﻛﻼﺳﯾك إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟـﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣـن ﺣﯾث ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣن ﻣﻧطﻠ ق‬
‫ﺗرﻛﯾـزﻫم ﻋﻠـﻰ دور اﻷﻓـراد ﻓـﻲ اﺳـﺗﻐﻼل اﻟﻣـوارد اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ‪ ،‬و ﻓـﻲ ذات اﻟﻣـﺳﺎر اﻟﻛﻼﺳـﯾﻛﻲ ﻓ ﻘـد أ ﻛـد "آدم‬
‫ﺳـﻣﯾث" أن ﻟﻺﻣﻛﺎﻧـﺎت اﻟﻐذاﺋﯾـﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ ﺗـﺄﺛﯾرا ﻛﺑﯾـرا ﻓـﻲ ا ﻟﻛﺛﺎﻓـﺔ اﻟـﺳﻛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺣـﺎول "داﻓﯾـد رﯾﻛـﺎردو" أن‬
‫ﯾﺑـرﻫن ﻋﻠـﻰ وﺟـود ﻋﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﺣرﻛﺔ رأس اﻟﻣﺎل وﺗطورﻩ‪ ،‬إﻻ أن ﻣن ﺑﯾن ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﻣﻛـن‬
‫اﻟﻘـول إن ﻣـن أﺑـرز و أﺷـﻬر اﻟﻧظرﯾـﺎت اﻟـﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗـﻲ ﻋﺎﻟﺟـت اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن اﻟـﺳﻛﺎن واﻟﻣـوارد ﻫـﻲ ﻧظرﯾـﺔ‬
‫اﻻﻗﺗـﺻﺎدي واﻟ ﻘـس اﻻﻧﻛﻠﯾزي "روﺑرت ﻣـﺎﻟﺛوس" ) ‪ ( 1834- 1776‬ﻓـﻲ ﻛﺗﺎﺑـﻪ "ﺗﺟرﺑـﺔ ﺣـول ﻗـﺎﻧون اﻟـﺳﻛﺎن " و‬
‫اﻟﺗـﻲ ﻻزاﻟـت ﻣوﺿـﻊ ﺟـدل و ﻧﻘـﺎش ﻓـﻲ ﻛﺛﯾـر ﻣـن اﻟدراﺳـﺎت اﻻﻗﺗـﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺣـد اﻵن‪ ،‬ﻓﻠﻘد اﻋﺗﺑر " ﻣﺎﻟﺛوس "‬
‫أن ﻗـدرة اﻹﻧـﺳﺎن ﻋﻠـﻰ اﻹﻧﺟـﺎب أﻋظـم ﻣﻧﻬـﺎ ﻋﻠﻰ إﻧﺗـﺎج ﺿـرورﯾﺎت اﻟﺣﯾـﺎة ‪ ،‬ﻓﺣﺳﺑﻪ ﻓﺎن ﻗـدرة اﻟـﺳﻛﺎن ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺗزﯾـد أﻋظـم ﻣن ﻗدرة اﻷرض ﻋﻠـﻰ إﻧﺗـﺎج وﺳـﺎﺋل اﻟﻌـﯾش‪ ،‬وﯾﻣﻛـن ﺻـﯾﺎﻏﺔ ذﻟـك ﺣـﺳﺎﺑﯾﺎ ﺑـﺄن ﺗ ازﯾـد اﻟـﺳﻛﺎن‬
‫ا‬
‫ﯾـﺗم وﻓـق ﻣﺗواﻟﯾـﺔ ﻫﻧدﺳـﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﻻ ﺗزﯾـد وﺳـﺎﺋل اﻟﻌـﯾش إﻻ وﻓـق ﻣﺗواﻟﯾـﺔ ﺣـﺳﺎﺑﯾﺔ‪ ،‬و ﺑﻧـﺎءا ﻋﻠﯾـﻪ ﻗـﺎ ل ﺑـﺄن‬
‫اﻟ ﻌـﺎﻟم ﻣﻘﺑـل ﻋـﺎﺟﻼ أم آﺟـﻼ ﻋﻠـﻰ أزﻣـﺔ ﺣـﺎدة و ﻣﺟﺎﻋـﺔ ﻣﺧﯾﻔـﺔ‪ ،‬و اﺿـطراﺑﺎت ﻋﻧﯾﻔـﺔ ﺗﻬدد اﻟﺑﺷرﯾﺔ و أﻣن‬
‫اﻟﻌﺎﻟم و ﺗﻌﺻف ﺑﻛﯾﺎﻧﻪ و اﺳﺗﻘرارﻩ)ﻫﺎﺷم‪ ،‬اﻟﻌدد‪،18،2011‬ص‪.(90.‬‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺣور اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻧﻌﻧﻲ ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻓرﻋﯾﺔ وﺻﻐﯾرة وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎ ت‬
‫ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﯾن‪ ،‬وﯾﺷﯾر أﯾﺿﺎً إﻟﻰ اﻟﺗﺧﺻص ﺑﺄﻋﻣﺎل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ وﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن‬
‫ﺟﻬﺔ أﺧر‪. ،‬واﺻطﻼح اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ واﻟزراﻋﺔ واﻟﺗﺟﺎرة وﻓﻲ ﺣﻘل‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾﻣﻬﺎ إﻟﻰ أﻋﻣﺎل ﺑﺳﯾطﺔ ﯾؤدﯾﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﯾون واﻟﻣﻬﻧﯾون ذوو اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ واﻟ ﻣﻬﺎ ةر‬
‫واﻟﺧﺑرة واﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬وﻗد ﻧﺎدى اﻟﻛﻼﺳﯾك وﻋﻠﻰ رأﺳﻬم "آدم ﺳﻣﯾث " ﺑﺿرورة اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﺣﯾث ﯾﺗوﻟد ﻋن اﻟﺗﺧﺻص وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﻣﻬﺎرة ﻓﻲ ﺗﺄدﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻣل)‪.(www.uobabylon.edu.iq‬‬

‫‪36‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻧﺎدى اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة وﻋدم ﻓرض رﺳوم ﺟﻣرﻛﯾﺔ وﻏﯾر ﺟﻣرﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات واﻟواردات‬
‫وﺑﺎﻻﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬم ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ﯾﺑﻧون ﻧظرﯾﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺳﯾم‬
‫اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﻌﻣل‪ .‬وﻟﻘد اﻓﺗرض اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺋﻬم ﻟﻧظرﯾﺗﻬم ﺣول اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ وﺟود دوﻟﺗﯾن وﺳﻠﻌﺗﯾن‬
‫واﻟﺗﺑﺎدل ﯾﺄﺧذ ﺷﻛل ﻣﻘﺎﯾﺿﺔ‪ ،‬وﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﻣﺗوﻓرة ﺑﻛﻣﯾﺎت ﻣﺣدودة وﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ ﻋﺎﻣل‬
‫واﺣد ﻫو اﻟﻌﻣل‪ ،‬ذﻟك أن ﻧﻣو اﻹﻧﺗﺎج ﻻ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ أﺣد اﻟﻌواﻣل ٕواﻧﻣﺎ إﻟﻰ ﺗﺣﺳﯾن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻛذﻟك اﻓﺗرﺿوا ﺛﺑﺎت اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف أ ي ﻋدم ﺗﻐﯾر ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻊ‬
‫زﯾﺎدة اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ٕواﻫﻣﺎل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل أو اﻟرﺳوم اﻟﺟﻣرﻛﯾﺔ أو ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺎﻣﯾن‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل‬
‫ﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎج وﺣرﯾﺔ ﺣرﻛﺔ ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج ﺑﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ داﺧل اﻟدوﻟﺔ اﻟواﺣدة وﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺗﻧﻘل ﺑﯾن‬
‫اﻟدول‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻔرﺿﯾﺎت ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻓﻲ اطﺎر ﺳﯾﺎدة اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳواق اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑدأ اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻔﻛرﻫم)ﺧﻠوﻓﻲ‪،2012- 2011 ،‬ص ‪.(3.‬‬

‫• دور اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺣور اﻟ ﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫واﻧطﺎﻟﻘﺎ ﻣن ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل اﻋﺗﺑر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﻛﻼﺳﯾك أﻧﻪ ﻣن اﻟﺧطﺄ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻧﻘد‬
‫وﺣدة ﻟﻠﻌد وﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻘﯾم‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻛﺗب ﺳﺎي " ﻗد ﯾﻛون أﻛﺛر ﺣﻘﺎ وﻟﻛن ﻟﯾس أﻛﺛر ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ أن ﻧﻌﺗﺑر أداة اﻟﻌد أو‬
‫اﻟﻧﻘد ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﻘﯾم‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﻘدﯾر ﻗﯾﻣﺔ اﻷﺷﯾﺎء وﻟﻛن ﻻ ﺗﻘﯾﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎ ﻟﻧﻘود ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ أداة ﻟﺗﺳﻬﯾل‬
‫اﻟﻣﺑﺎدﻻت‪ ،‬وأن اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎﺟﻬﺎ أي ﺑﻠد ﺗﺗﺣدد ﺑﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟﺑﻬﺎ ﺛروة ﻫذا اﻟﺑﻠد‬
‫وﻧﺷﺎطﻪ اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ‪ ...‬ﻓﻘﯾﻣﺔ اﻟﻧﻘد اﻟﻣﺗداول ﻓﻲ أي ﺑﻠد‪ ،‬وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺻﻧوع ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺗوﻟد‬
‫ﻋن اﺳﺗﻌﻣﺎ ﻻﺗﻪ‪ ،‬وﻫو ﯾﻣﺛل ﺟزءا ﻣن ﺛروة ﻫذا اﻟﺑﻠد‪ ،‬ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣﺛل أي ﺳﻠﻌﺔ أﺧرى ")رﺣﯾم‪- 2001 ،‬‬

‫‪،2002‬ص‪ .(47.‬ﻓﺎﻟﻧﻘود ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك أداة ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟﻣﺑﺎدﻻت وﻻﺗﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ وﺳﯾﻠﺔ‬
‫وﻟﯾﺳت ﻏﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻬﺎ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‪ ،‬أو اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ‬
‫ﻟﺟﻣﻊ اﻟﺛروة ‪ ،‬وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق‪ ،‬ﻓﺈن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ﻣﺷﺗق ﻣن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫ارﺗﻔﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﯾرﺗﻔﻊ اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود أﯾﺿﺎ ﻷن وظﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘود اﻟوﺣﯾدة ﻫﻲ اﻟوﺳﺎطﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل )‪.(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬‬

‫‪37‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟ ﺛروة اﻟﻣﺣور اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‪:‬‬

‫ﯾﺛﻣن اﻟﻛﻼﺳﯾك اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻛﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻣن اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل واﻷرض وﻛذﻟك اﻷﻋﻣﺎل‬
‫اﻟﺣرة‪ ،‬وأﻫم ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻫو اﻟﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻣل ﺣﺳﺑﻬم ﻫو اﻟذي ﯾﺧﻠق اﻟﺛروة‪ ،‬ﻓﺿﻼ ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن زراﻋﺔ وﺗﺟﺎرة ٕوا ﻧﺗﺎج‪ ،‬واﻫﺗﻣوا ﺑﺎﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬و أروا أن ﻛل ذﻟك ﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ‬
‫ﺛروة اﻷﻣﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻓﺎﻟﺛروة اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﻫم ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻻ ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻣﺗﻠﻛﻬﺎ اﻟﻔرد) ‪.(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬‬

‫‪ 2- 1- 5‬اﻻ ﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ‪:‬‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺣد أن ﯾﻧﻛر اﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺑﻔﺿﻠﻬﺎ أﺻﺑﺢ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋﻠﻣﺎ ﻣﺳﺗﻘﻼ‪ ،‬وﻛذﻟك ﻗﯾﻣﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬واﻟﺗﻲ أﺳﺳت‬
‫ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻹﻧﺗﺎج ﻓﻛري ﻏزﯾر‪ ،‬وﻟﻛن رﻏم ذﻟك وﺟﻬت ﻟﻬﺎ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻣوﺟﻬﺔ اﻟﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺣث‬
‫اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣن ﺣﯾث اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠظواﻫر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪ ،‬وﺳﻧﺷﯾر اﻟﻰ‬
‫ﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪( site.iugaza.edu.ps) :‬‬

‫• ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ اﻟﺑﺣث ‪:‬‬

‫اﻋﺗﻘد اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑوﺟود ﻗواﻧﯾن ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﺷﺗﻰ اﻷﻣﺎﻛن واﻷزﻣﺎن دون‬
‫ﺗﻣﯾﯾز‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻬﺗم ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﺗﺑﻌت طرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ‪ ،‬واﻋﺗﺑروا‬
‫أن ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ﻣراﺣل اﻟﺗطول اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻸﻣم ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻘواﻧﯾن ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫ﺗﺗﻐﯾر ﻓﺈن اﻟﻘواﻧﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﺗﻐﯾر ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ طﺑﻘﻬﺎ اﻟﻛﻼﺳﯾك ‪.‬‬

‫• ﻣن ﺣﯾث ﺟﻬﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫ﻓﻲ اطﺎر ﻧظرﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك‪ ،‬ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎر اﻟﻌﻣل اﻟﻌﻧﺻر اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ اﻟوﺣﯾد ﺑل ﻫﻧﺎ ك‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﺔ ورأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن رد ﺑﻘﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎ ﺟﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣل أو ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬
‫أﻫﻣﻠت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ وﻫو اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ اﺗﺟﻪ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣدﯾث إﻟﻰ اﻟﻧظر ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﺗﺣدد‬
‫طﺑق ﻟﻠﻧظرﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻓﺎﻷﺟر ﯾﺗﺣدد ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﯾﺗﺣدد ﻋﻠﻰ اﺳﺎ س‬
‫اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل وﻫﻛذا‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻛﻼﺳﯾك ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ أﻫﻣل اﻟﻛﻼﺳﯾك وظﯾﻔﺔ اﻟﻧﻘود ﻛﻣﺧزن ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ وظﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﻘ ل‬
‫ﻓﻲ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻋن وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻛوﺳﯾط ﻟﻠﻣﺑﺎدﻟﺔ‪ ،‬وﻟﻘد وﺟﻬت ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻟ ﻣوﻗف اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻹﻫﻣﺎﻟﻬم‬
‫ﻟﻠﻧﻘود ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻠﻬم ﻟﻠظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺟرد ﺳﺗﺎر ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺳﯾر ﻫذﻩ اﻟظواﻫر ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ وﺟﻬت اﻧﺗﻘﺎدات ﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻟم ﺗدﺧل اﻟﻧﻘود واﻻﺳﻌﺎر ﻓ ﻲ‬
‫ﺑﺣﺛﻬم ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺗﻬم اﻟﻧﻘدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾ ﻬﺗﻣوا ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬
‫اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎً إذا ﻣﺎ ﺗرﻛت اﻟﺣرﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﺣﯾث ﺧدﻣت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﺣﯾﻧﻪ‪،‬ا ﺣﯾث ﻛﺎن اﻗﺗﺻﺎداً ﺻﻧﺎﻋﯾﺎً ﻣﺗﻘدﻣﺎً ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﺎﻗﻲ‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺻﻧﺎﻋﯾﺎً ‪.‬‬

‫وأﻛﺛر ﻣﺎ اﻧﺗﻘد اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻛﺎن ﻣﺑدأﻫم اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد ﺧﺎﺻﺔ ﻣن اﻧﺻﺎر‬
‫اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أوﺿﺢ ﻛﯾﻧز أﻧﻪ ﺑدﻻ ﻣن أن ﯾؤدي اﻧﺧﻔﺎض اﻻﺟر ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﻌﺗﻘد اﻟﻛﻼﺳﯾك‪ ،‬ﻓﺈن ﻫﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎﻻ ﻷن ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث أن اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺟر ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻧﺧﻔﺎض‬
‫دﺧل اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻧﺧﻔﺎض اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾض اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺟزء ﻣن‬
‫اﻟﻌﻣﺎل ﻓﺗزﯾد اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أوﺿﺢ ﻛﯾﻧز أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﺗﺣﻘق داﺋﻣﺎً ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻛل‬
‫اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬ﺑل ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل ﻟﻣدة طوﯾﻠﺔ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى أﻗل ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻓﺗﻛون ﻫﻧﺎك‬
‫ﺑطﺎﻟﺔ ﺷﺑﻪ ﻣﺳﺗﻣرة وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗطورة ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻛم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ إﻻ أن أﺣدا ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﻛر ﻟﯾﺗﻣم‬
‫وﯾﺿﯾف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون اﻟﻛﻼﺳﯾك‪ ،‬أو ﻛﺎن ﻫدﻓﻪ ﺑﯾﺎن ﻣواطن اﻟﺧﻠل ﻓﯾﻪ‪ ،‬أو ﺣﺗﻰ ﺟﺎء‬
‫ﻟﯾﻧﺎﻗﺿﻪ وﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌﻛﺳﻪ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪:‬‬

‫ﻧﺷﺄ ت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ أﻋﻣﺎل ﻋدد ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾﻧﺗﻣون‬
‫إﻟﻰ ﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣﺗﻌددة دون ﺳﺎﺑق ﺗﻌﺎرف ﺑﯾﻧﻬم‪ ،‬وظﻬرت أﻋﻣﺎﻟﻬم ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻣﺗﻘﺎرﺑﺔ ﺗﻣﺗد ﻋﺑر اﻟﻌﻘود اﻟﺛﻼﺛﺔ‬
‫اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷ ر واﻟﻌﻘد اﻷول ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ‪ ،‬ﻋﺎﻟﺟوا ﺿﻣﻧﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﻣوﺿوع اﻟﻣﺗﻌﻠق‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺔ )رﺟب‪،1985،‬ص‪ .(103.‬ﻓﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ أو ﻛﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض اﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻟﺣدﯾﺔ ﻫﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وأﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ ﻧﺷر ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﯾﻧﻘﺳم اﻟﻔﻛر اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ إﻟﻰ ﻋدد ﻣﺗﻧوع ﻣن اﻟﻣدارس‪ ،‬أﺑرزﻫﺎ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻣﺳﺎوﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫أﺳﺳﻬﺎ " ﻛﺎرل ﻣﻧﺟر " وﺗﺿم "ﺑوم ﺑﺎﻓرك" و"ﻓون ﻓﯾزر"‪ ،‬واﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳﻬﺎ "ﻓﺎﻟﯾراس"‪ ،‬واﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﺳﻬﺎ " ﺟﯾﻔوﻧز" و" ﻣﺎرﺷﺎل "‪ ،‬وﻟﻸﺧﯾرة أﺗﺑﺎع أ ﻣرﯾﻛﺎن ﻣن أﻣﺛﺎل "ﺟون ﺑﯾﺗس ﻛﻼرك "‬
‫ﻓﺎﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﻣﺳﺎوﯾﺔ ﺟزء ﻣن اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪ ،‬وﺗﻛﺗﺳب أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻣن أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل اﻟﺑداﯾﺎت اﻷوﻟﻰ‬
‫ﻟﻬذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻣﻧذ ﺻدور ﻛﺗﺎب " ﻛﺎرل ﻣﻧﺟر" ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن أﺗﺑﺎع اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار وأﻣرﯾﻛﺎ طوال‬
‫اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ظﻠوا ﯾﺄﺧذون أﻋﻣﺎل اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻدرا رﺋﯾﺳﯾﺎ ﯾﻌﺗﻣدون ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻣس‬
‫اﻷﺳس اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬم وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﻧﺎدت ﺑﻬﺎ‪ ،‬واﻟﺗﻲ‬
‫ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ﺗﻘدم ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد وﺗطوﯾر أدواﺗﻪ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻐﻣوض اﻟذي ﯾﻛﺗﻧف اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﻟﻸﻓراد )‪.(www.ahewar.org/debat/show.art.asp ?aid=84612‬‬

‫‪ 1- 2- 5‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ‪:‬‬

‫وﻟﻌل ﻣﺎ ﯾﺟﻣﻊ ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻣن اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﺣﺛﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻵﺗﯾﺔ‪(www.fichier-pdf.fr/2015/09/13/mustaqbal-414-samirabedalrasoul ):‬‬

‫• رﻛزت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدي أي ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺗم‬
‫اﺳﺗﺧدام ﻣﻔﻬوم اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻧظرﯾﺎﺗﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛‬

‫• اﻫﺗﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﺑﺎﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﻔرد ﺑدﻻ ﻣن اﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺳﻠوك‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي؛‬

‫‪40‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻓﺗرﺿت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻷﻓراد ﯾﺗﺻرﻓون ﺗﺻرﻓﺎ رﺷﯾدا ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻗﯾﺎﺳﻬم ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻣن‬
‫اﺳﺗﻬﻼم اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﻋﻧد ﻣوازﻧﺗﻬم ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت واﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ؛‬

‫• ﺳﺎرت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧطﻰ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ وﻧﺎد ت أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺑدأ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪،‬‬
‫وﻋدم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘواﻧﯾن اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اذا ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻫو ﺗﻌظﯾم اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻛﻛل؛‬

‫• ﺗم ﺑﻧﺎء ﺗﺣﻠﯾﻠﻬم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻷﺧ ذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺳود ﻓﯾﻬﺎ اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻣطﻠق؛‬

‫• أﺻﺑﺢ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﺣﺳب اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺣدي ﻋﻠﻣﺎ ﻏﯾر ﻣوﺿوﻋﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﻪ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‬
‫واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟطﻠب ﯾﺗﺣدد ﺑﺎﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺣدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ظﺎﻫرة ذﻫﻧﯾﺔ وﻧﻔﺳﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔرد‪ ،‬ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل اﻓﺗرﺿت‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻛﻣﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ وﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ؛‬

‫• اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟطﻠب ﻛﻣﺣدد رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺳﻌر‪ ،‬ﻓﺈذا رﻛزت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻗﺑﻠﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻻﻧﺗﺎج‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌرض وﺟﻌﻠﺗﻪ ﻣﺣدد ﻟﻠﺳﻌر‪ ،‬ﻓﺈن "أﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل" اﻋﺗﺑر أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﯾﺗدﺧﻼن ﻓﻲ‬
‫ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر اﻟﺗوازﻧﻲ؛‬

‫• اﺳﺗﺧدﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ واﻟﻣﻌﺎدﻻت اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗطرأ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻓﻲ ﺟﻌل اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس ‪.‬‬

‫‪ 2- 2- 5‬اﻻ ﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻻﺳﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧ ﻪ‬
‫ﺗﻌرض اﻟﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺿﻣون اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺻﻌﯾد اﻟﻔﻛر وﺟدت‬
‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﺎﺟزة ﻋن ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻷﻧﻬﺎ اﻋﺗﻣدت ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼﺗﻬﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اذ ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ أن ﺗﺣدث اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻌﺎم ‪ 1929‬ﺣﺗﻰ ﯾدرك اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون‬
‫اﻟﺣدﯾون أو اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾون أن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄداء اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻓﻲ‬
‫ظل اطﺎر ﻫﯾﻛﻠﻲ ﻣﺣدد‪ ،‬وﻟﯾﺳت اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺳﻠوك اﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌزوﻟﺔ ﻋن ﺑﻘﯾﺔ أﺟزاء اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪41‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻘوﻣﻲ‪ ،‬دون أن ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل أن ﻧﻬﻣل ﻫذا اﻟﺳﻠوك اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬واﻧﻣﺎ ﻧﻌﻧﻲ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻورﺗﻪ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻓﻲ اطﺎر اﻟﻬﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﻪ)دوﯾدار‪،1993،‬ص‪. (269.‬‬

‫‪ 3- 5‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﯾﻧزي ‪:‬‬

‫ﻟ ﻣﺎ ﻋﺟزت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﺔ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑت اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﻓﻲ ﺳﻧوات اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن‪ ،‬وﻋدم إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻟﻬﺎ ﺑرزت اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة ﻣؤﺳﺳﻬﺎ‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ''ﺟون ﻣﻧﯾﺎرد ﻛﯾﻧز ''‪ ،‬واﻟذي ﻋﺎرض اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ‪.‬‬

‫‪ 1- 3- 5‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ‪:‬‬

‫وﻗﺎﻣت ﻧظرﯾﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳس ﻗواﻧﯾن ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛز ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪):‬اﻷﻗدي‪،‬اﻟﻌدد‪،1996 ، 1‬ص‪( 86.‬‬

‫• أﻫﻣﯾﺔ دور اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺣﯾث ﺗرى ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ أن اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت‬
‫ﻓﻲ اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﻛﺳﺎد واﻟرواج ﻫﻲ اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻌدم اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ‬
‫ﻻ ﺗﻐﻔل دور اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﺗؤدي اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ‬
‫ﻗ اررات اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺳﺗﺛﻣﺎر إﻟﻰ ﺣدوث ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬وﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺳﺑب‬
‫ﺗﻘﻠﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻌرض اﻟﻧ ﻘدي ؛‬

‫• ﯾؤﻛد اﻟﻛﻧزﯾون ﻋﻠﻰ دور ﺗﺿﺧم اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف واﻟﺻدﻣﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻌرض وﺗﺳﺑب‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﻔﺎﻗم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺿﺧم ؛‬

‫• ﯾؤﻛد اﻟﻛﻧزﯾون ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟدور اﻹﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠدوﻟﺔ ﺑﺧﺻوص ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﻣو واﻟﺗﻘدم‪ ،‬وأن ﻗوى‬
‫اﻟﺳوق وﺣدﻫﺎ ﻟن ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ وﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ذﻟك ؛‬

‫• ا ن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻛﻧزﯾون ﻫﻲ أن ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺗﺳﺑب ﺗﻘﻠﺑﺎت اﻟﻌرض اﻟﻧﻘدي وﻟﯾ س‬
‫اﻟﻌﻛس‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺗﻌﻧﻲ أن دور اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻣﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي؛‬

‫• اﻟ ﻣدرﺳﺔ اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ ﺗرﻛز أﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻹﺳﺗﻘرار اﻹﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻣﻧﻪ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗ ﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺗﻲ اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟﺗﺿﺧم ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ ﺗوﺳﻌﯾﺔ‪ ،.‬ذﻟك أن‬

‫‪42‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟﺗوﺳﻌﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠّﻲ اﻟﻔﻌﺎل‪ ،‬وﻣﻧﻪ زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟﻧﺎﺗﺞ‬
‫اﻟﻣﺣﻠﻲ وزﯾﺎدة ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوظﯾف‪ ،‬ﻓﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﺿﺧم ؛‬

‫• ﯾﻌﺗرف اﻟﻛﯾﻧزﯾون أن زﯾﺎدة ﺣﺟم اﻟطﻠب اﻟﻛﻠّﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻣﻌدل اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬ﻟﻛﻧ ﻬم ﯾﺳﺎرﻋون إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘول أن ذﻟك ﻻ ﯾﻣﺛل ﻋﺎﺋﻘًﺎ ﻛﺑﯾراً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻟﺗوظﯾف اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد‪ ،‬ﻷن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻔﻌﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﯾﻧزﯾون ﯾﻌﺗﺑرون أن ﺗطﺑﯾق أي ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻧﻘدﯾﺔ‬
‫إﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ﻟن ﺗﻛون ﻓﻌﺎﻟﺔ وﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛﺑﺢ ﺣدة اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗﻛﺎﻟﯾﻔﻬﺎ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻹﻧﺧﻔﺎض‬
‫اﻟذي ﺳﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ وﻣﻧﻪ ﺗﻔﺎﻗم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻟﺟﻬﺎ " ﻛﯾﻧز" ﺗﺳﺗﻧد ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺗﻐﯾرة اﻟﻣرﺗﺑطﺔ‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﺎﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ وﻣدﺧرة وﻣﺳﺗﺛﻣرة أو ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻸﻣوال‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﻗد أورد " ﻛﯾﻧز" ﺛﻼﺛﺔ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر‪):‬رﺟب‪،1985،‬ص‪( 116.‬‬

‫• اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼ ك‪:‬‬

‫أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﯾل اﻟﺣدي ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬وﻫﻧﺎ ﻓﺻل " ﻛﯾﻧز " ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻷﻓراد ﻟدﺧوﻟﻬم ﺑﯾ ن‬
‫اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺑﯾن اﻻدﺧﺎر؛‬

‫• اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل ‪:‬‬

‫أو اﻟرﺑﺢ اﻟﺣدي ﻟرأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗﻘدﯾر اﻟﻣﻧظم ﻟﻠرﺑﺢ اﻟذي ﯾدرﻩ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻧﺗﺞ أو‬
‫وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر ﺗﻛﺎﻟﯾف اﺳﺗﺑدال وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج؛‬

‫• ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪:‬‬

‫وﯾﺗﺣدد ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﺣﺳب " ﻛﯾﻧز" ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻧﻘود اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ٕواﻗﺑﺎل اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر أ ي‬
‫ﺗﻔﺿﯾﻠﻬم اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻧﻘود اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬وﯾؤﻛد " ﻛﯾﻧز" أن اﻟدﺧل اﻟﻔردي اﻟﻌﺎﻣل اﻷول اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ ﻛل‬
‫ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 3- 5‬اﻻ ﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﻛﯾﻧزي ‪:‬‬

‫وﻟﻘد ﺍﻋﺗﻣﺩﺕ ﻣﻌﻅﻡ ﺍﻟﺩﻭل ﻧﻅﺭﯾﺔ " ﻛﯾﻧز" ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻣﻭﯾل ﺑﺎﻟﻌﺟﺯ ﻟﻠﺣﺩ ﻣﻥ ﺣﺎﻻت اﻟﻛﺳﺎد أو اﻟرﻛود‬
‫ﻟﮑﻥ ﺫﻟﻙ ﻟﻡ ﯾﻘﺗﺭﻥ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻟﺣﺎﻻﺕ ﺑﻬﺑﻭﻁ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﻬﻼﻙ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺧﺎﺹ‪ ،‬ﺑل ان اﻟﻧزﻋﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‬
‫ﺍﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻅﻬﺭﺕ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺭﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻥ ﺣﻣﻼﺕ ﺇﻋﻼﻧﯾﺔ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﺭﯾﻊ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﺧﺎﺹ‬
‫ﻭﻣﻊ ﺗﺯﺍﯾﺩ ﻭﺗﻭﺳﻊ ﺇﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﻘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺧﺎﺹ ﺗﺣﻣ ل ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ أﻋﺑﺎء اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺗزاﯾدة ﻭﻋﺟﺯ ﻋﻥ‬
‫ﺇﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻅل ﻣﺣﺩﻭﺩﯾﺔ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ‪ ،‬ﻓﻅﻬﺭﺕ ﻣﺷﺎﻛل ﻋﻭﯾﺻﺔ واﺟﻬت اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻋﺗﺑرت ﻛﺎﻧﺗﻘﺎدات‬
‫وﺟﻬت ﻟﻠﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﯾﻧزي ﻧورد ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﺑﻌﺿﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪):‬ﺑوﯾﻠﻲ‪،2015- 2014 ،‬ص ص‪( 428- 427 .‬‬

‫• ﺗﺳﺎﺭﻉ ﻣﻌﺩل ﺍﻟﺗﺿﺧﻡ‪:‬‬

‫ﻭﺫﻟﻙ ﺑﺳﺑﺏ ﺍﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺗﻭﺳﻊ ﺍﻟﻧﻘﺩﻱ‪ ،‬ﺣﯾث ارﺗﻔﻌت اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﺳﺗﺔ أﺿﻌﺎف ﻣن ﻋﺎم‬
‫‪ 1950‬اﻟﻰ ﻋﺎم ‪ ،1980‬ﻭﺃﺩﻯ ﺍﻟﺗﺿﺧﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺗﺄﺛﯾﺭ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎءة ﺍﻻﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻭﻋﺩﺍﻟﺔ ﺍﻟﺗﻭﺯﯾﻊ ﻭﺃﺩﻯ ﻓﻲ‬
‫ﻧﻬﺎﯾﺔ ﺍﻟﻣﻁﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﮑﺳﺎﺩ ﺍﻟﺗﺿﺧﻣﻲ‪ ،‬ﺃﻱ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻷﺟﻭﺭ ﻣﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻟﻁﻠﺏ‬
‫ﻭﺗﺩﻧﻲ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺳﺑﺔ ﺍﻟﺑﻁﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺓ ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﺿﺔ ؛‬

‫• ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺗﻌﺏ ﺍﻟﺷﺩﯾﺩ ﻓﻲ ﺃﺳﻭﺍﻕ ﺍﻟﻘﻁا ﻊ ﺍﻷﺟﻧﺑﻲ وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺃﺳﻭﺍﻕ ﺍﻷﺳﻬﻡ ﻭﺍﻟﺳﻠﻊ‪:‬‬

‫ﻣﻥ ﺟراء ﺍﻟﺳﯾﻭﻟﺔ ﺍﻟﻣﻔﺭﻁﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻭﺍﻕ ﺍﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺃﺻﺑﺣﺕ ﺍﻷﺳﻭﺍﻕ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺗﻘﻠﺑﺔ ﺇﻟ ﻰ‬
‫ﺩﺭﺟﺔ ﻻ ﺗﺣﺗﻣل ﻭﺑﻠﻐﺕ ﺣﺩ ﺍﻟﺧﻁﻭﺭﺓ ﻭﻻ ﯾﻭﺟﺩ ﻣﺎ ﯾﻣﮑﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﺣﯾﺎل ذﻟك‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺳﺟﯾ ل ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺟﺯ ﻛﺑﯾر‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﻣﯾﺯﺍﻧﯾﺔ ‪ ،‬ﻭﺃﺳﻌﺎﺭ ﻓﺎﺋﺩﺓ وأﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻘرة‪ ،‬ﻭﺗﺣرﻛﺎت ﻋﺷﻭﺍﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻭﺍل ﻗﺻﯾﺭﺓ ﺍﻷﺟ ل‬
‫ﻋﺑﺭ ﺍﻟﺣﺩﻭﺩ ﺍﻟﻭﻁﻧﯾﺔ ‪ .‬ﻭﻣﻥ ﺍﻷﺳﺑﺎﺏ ﺍﻷﺧﺭﻯ ﻟﻌﺩﻡ ﺍﻻﺳﺗﻘﺭﺍﺭ ‪ ،‬ﺍﻟﺗﻭﺳﻊ ﺃﻭ ﺍﻻﻧﮑﻣﺎﺵ ﺍﻟﻣﻔﺭﻁﯾﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻻﺋﺗﻣﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻣﺻﺭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ‪ ،‬ﻭﻏﯾﺭﻫﺎ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺷﺎﮑ ل ﻭﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑﺭ‬
‫ﻁﺎﺑﻊ اﻻﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫذا ﻛﻠﻪ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ أﻋﺑﺎء ﺧدﻣﺔ ﺍﻟﺩﯾﻭﻥ ﺍﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻣﻥ ﺣﺎﻻﺕ ﻋﺟﺯ ﺍﻟﻣﯾﺯﺍﻧﯾﺔ‬
‫ﻣﻥ ﺧﻼ ل ﺍﻻﻗﺗﺭﺍﺽ ﻋﻠﻰ ﻧﻁﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺍﺧل ﻭﺍﻟﺧﺎﺭﺝ ؛‬

‫‪44‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﺍﺳﺗﻧﺯﺍﻑ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﻏﯾﺭ ﺍﻟﻣﺗﺟﺩﺩﺓ واﻷﺧطﺎر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ‪:‬‬

‫ﺛﻣﺔ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺗﺻﺩﻱ ﻟﻸﺯﻣﺔ ﺍﻟﺑﯾﺋﯾﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎﺝ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋﻥ ﺗﻐﯾﯾﺭ ﻓﻲ ادارة اﻟﺳﯾﺎﺳ ﺔ‬
‫ﯾدرﻛون ﺃﻥ ﺇﺣﺩﻯ ﺍﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﻻ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻊ ﻭﺟﻭﺩ ﻣﻘﺗﺭﺣﺎﺕ ﻋﺩﯾﺩﺓ ﺇﻻ ﺃﻥ اﻟﻘﻠﯾﻠﯾن‬
‫ﻣﻔﺭ ﻣﻧﻬﺎ ﻫﻭ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣﻭ ﺍﻻﻟﺗﺯﺍﻡ ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ وﺑﺄﻧﻣﺎط ﺣﯾﺎة أﻛﺛر ﺑﺳﺎطﺔ ﺑﻌﯾدة ﻋن ﻋطﺎﻟﺔ اﻟﺗرف ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬


‫ان ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗ م ﺗداوﻟﻪ ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻓﯾوﺟد ﻓرق ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد‬
‫ﻛﻌﻠم واﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻓﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﯾدرس ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺑﻘت اﻻﺷﺎرة ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟواردة ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻛﻧظﺎم ﻓﻬو ﯾﺷﯾر اﻟﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ )‪ ،(www.yel.org/vb/showthread.php‬ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﺑﺄﻧﻪ ذﻟك اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذي ﯾرﺿﻰ ﺑﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﺗوﺟﯾﻪ ﻧﺷﺎطﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻬدف اﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎت أﻓرادﻩ‪ ،‬وﺗﺣدﯾد‬
‫اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻼﺋم ﻻﻧﺗﺎج اﻟﻣوارد وﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻋﻠﯾﻬم ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻬذا اﻟﻬدف)ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪،2005،‬ص‪ ،(4.‬وﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎﺗﺎﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﺣﯾﺎة‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺎﻓﻲ زﻣﺎن ﺑﻌﯾﻧِ ﻪ‪ .‬وﯾرﻛز اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﻘواﻋد‬
‫واﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫واﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى )‪.(www.arab-ency.com‬‬

‫وﻗد ﻋرﻓت اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣراﺣل ﺗطورﻫﺎ أﻧظﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋدﯾدة ‪ ،‬ﺳﻧﺗﻌرف اﻟﻰ ﺑﻌ ض‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬


‫ﯾﻌرف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﻧظﺎم اﻗﺗﺻﺎدي ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻧﻣط ﻣن اﻧﺗﺎ ج‬
‫ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ طﺑﻘﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن‪ ،‬طﺑﻘﺔ ﻣﺎﻟﻛﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن أﻓراد‬
‫أو ﺷرﻛﺎت أو ﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬اﻟذﯾن ﯾﺷﺗرون ﻗوة اﻟﻌﻣل ﻟﺗﺷﻐﯾل ﻣﺷروﻋﺎﺗﻬم‪ ،‬و طﺑﻘــﺔ اﻟﻌﻣﺎل اﻟﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ ﺑﯾﻊ‬
‫ﻗوة ﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻷن ﻟﯾس ﻷﻓرادﻫﺎ وﺳﺎﺋل اإﻟﻧﺗﺎج و ال رأس اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻬم اﻟﻌﻣل ﻟﺣﺳﺎﺑﻬم‬
‫اﻟﺧﺎص)اﻟﻛﯾﺎﻟﻲ‪،1990،‬ص‪.(789.‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 1- 1‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﯾرﺗﻛز اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1- 1- 1‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗرف اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺣق اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺗﻣﻠك اﻷﻣوال ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ‬
‫اﻷﻣوال ﺳﻠﻌﺎ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ أو ﺳﻠﻌﺎ إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬و ﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋ ﻠﻰ اﻷﻣوال ﯾﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻔرﻋﯾﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺣق اﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﺣق اﻻﺳﺗﻐﻼل وﺣق اﻟﺗﺻرف‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن اﻻﻋﺗراف ﺑﺣق اﻹرث ﻛﺳﺑب‬
‫ﻣن أﺳﺑﺎب ﻛﺳب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻣن ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻻﻋﺗراف ﻟﻸﻓراد ﺑﺣق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ أن ﺗﺻﺑﺢ ﻛل اﻷﻣوال اﻟﻣوﺟودة‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻟﻸﻓراد ﻣﻠﻛﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗﻣﻠك ﺟزءا ﻣن اﻟﺛروة اﻟﻘوﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ ،‬وأراﺿﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻧﺎﺟم‪ ،‬واﻟﻐﺎﺑﺎت‪ ،‬واﻟﻬﯾﺎﻛل اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﺎﻟطرق‬
‫واﻟﻣﺻﺎرف واﻟﺟﺳور‪ ،‬و ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أن ﺗﺣﺎط ﺑﺑﻌض اﻟﻘﯾود اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫ﻣراﻋﺎة ﻻﻋﺗﺑﺎرات اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻛﺎﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺎﻟك ﻣن اﺳﺗﺧدام ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺿر ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫ﺟﯾراﻧﻪ أو رﻓﺎﻫﯾﺔ ﻣﺟﺗﻣﻌﻪ)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪ (43.‬؛‬

‫‪ 2- 1- 1‬ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد واﻟﻌﻣل ‪:‬‬


‫ﻓﺎﻟﻌﻣل ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﺣر ﻏﯾر ﻣﻘﯾد‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﯾرﺗﺑط ‪-‬ﺷﺄﻧﻪ ﻛﺷﺄ ن‬
‫أي ﺳﻠﻌﺔ ‪ -‬ﺑﻘﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪ ،‬ﻓﻛل ﻋﻣل ﻣﺑﺎع ﯾدﻓﻊ أﺟرا ﻋﻧﻪ ﯾﺣددﻩ اﻟﻌﻘد اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻘوة‬
‫اﻟﻌﻣل واﻟﺷﺎري ﻟﻬﺎ)أﯾوب‪،1965،‬ص‪ . (57.‬ﻓﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﯾﻘوم أﺳﺎﺳﺎﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋ ﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬دون ﺗدﺧل ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدوﻟﺔ ﺑﻘﺻد‬
‫اﻟﺣد ﻣن ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب أو ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﯾﻛﻔل ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺑﺎدل وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل اﻷﻣوال‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﯾﻌﺑر اﻟﻌﻘد ﻋن أﺳﻠوب اﻷﻓراد ﻓﻲ ﺗﺻرﯾف ﺷؤوﻧ ﻬم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬و ﯾﻣﻛن ﺑﺎﻟﻌﻘد أن ﺗﻘوم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻧوع آﺧر ﻣن اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺎت)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪ (44.‬؛‬

‫‪ 3- 1- 1‬ﻣﺑدأ ﻋدم ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑدأ ﺑﺳﯾط‪ ،‬إذا ﺗﻣﺗﻊ اﻟﻧﺷﺎط اﻷﻓراد ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎن اﻟﻌﻣل اﻟﺣر ﻟﻸﺳواق ﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﯾ ﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ‪ ،‬ﻓ ﻌﻠﯾﻪ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺗرك اﻷﺳواق ﺗﻘوم‬

‫‪46‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺑدورﻫﺎ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ‪ ،‬وﻟﻬذا ﻓﻌﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ أﻻ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬إﻻ ﻓﻲ أﺿﯾق ﻧطﺎق‪ ،‬ﻛﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﻣﻠﻛﯾﺎت‪ ،‬وﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾم‪ ،‬واﻟﺷرطﺔ واﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬واﻟدﻓﺎع ﻋن ﺳﯾﺎدة اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻬدﯾدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ‬
‫وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻷﺳواق ﯾﻬدد ﺣدوث اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺄﻗﺻﻰ ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ وﻓق اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫو ﺗﺳﺎﻋد أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ وﺗذﻟل ﻟﻬم اﻟﻌﻘﺑﺎت ‪ ،‬وﺗوﻓر اﻷﻣن‬
‫داﺧل اﻟﺑﻼد وﺗﺣﻣﻲ ﺣدودﻫﺎ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻬﯾﺊ اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻼزم ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ داﺧل‬
‫اﻷﺳواق)‪(abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics‬؛‬

‫‪ 4- 1- 1‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪ ،‬ﺣﯾ ث ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة‬
‫اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺗﺧﻔﯾض اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ إﻟﻰ أﻗل ﺣد ﻣﻣﻛن‪ ،‬وﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‬
‫اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣﻘق أﻋﻠﻰ ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻸﺳواق وﻫذا ﯾؤد ي ﺑدورﻩ اﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻓﺎﻩ ا ﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪ ،‬وﻫذ ا طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ؛‬

‫‪ 5- 1- 1‬ﻣﺑدأ ﺣﺎﻓز اﻟرﺑﺢ ﻟﻣﺎﻟك وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج ‪:‬‬

‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻣﺎﻟك وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج ﻫو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺟﻣﻊ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﻲ اطﺎر ﻣﺷروﻋ ﻪ‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫو ﺑذﻟك ﯾﻣﺛل اﻟﺷﺧص اﻷﺳﺎﺳﻲ و اﻟﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ)أﯾوب‪،1967،‬ص‪ ،(57.‬ﻓﯾﻌد ﺣﺎﻓز اﻟرﺑ ﺢ ﻫو اﻟداﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ وﻫو اﻟﻣﺣرك‬
‫اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻷي ﻗرار ﯾﺗﺧذﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟون‪ ،‬وﺑﻣﺎ أن اﻟرﺑﺢ ﻫو اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﯾرادات واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ‪ ،‬ﻓﺈن أﺻﺣﺎب وﺳﺎﺋل‬
‫اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﯾﻘوﻣون ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﻗﺻﻰ أرﺑﺎح ﻣﻣﻛﻧﺔ؛‬

‫‪ 6- 1- 1‬ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪:‬‬

‫ﻟﻣـﺎ ﻛــﺎن اﻟﻣﻧــﺗﺞ ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ ﺗﺣﻘﯾــق أﻗﺻــﻰ رﺑـﺢ‪ ،‬ﻓــﺈن رﻏﺑــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــدد ﻣﺟــﺎﻻت‬
‫اﻹﻧﺗــﺎج اﻟﺗــﻲ ﻓﯾﻬ ــﺎ رﺑــﺢ أﻛﺑــر‪ ،‬وﻟ ــذﻟك ﺣــﯾن ﺗ ــزداد رﻏﺑــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓ ــﻲ ﻣﻧــﺗﺞ ﻣﻌــﯾن ﯾ ــزداد طﻠــﺑﻬم ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﯾﺗّﺟــﻪ اﻟﻣﻧﺗﺟ ــون إﻟ ـﻰ إﻧﺗــﺎج ﻫ ــذا اﻟﻣﻧــﺗﺞ ﻟﯾرﺑﺣ ـوا أﻛﺛ ــر‪ ،‬إذا ﻓرﻏﺑــﺎت اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻫ ــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــرر ﻣ ــﺎ‬

‫‪47‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾﺟ ــب اﻧﺗﺎﺟ ــﻪ‪ ،‬ﻫ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾ ﻌ ــرف ﺑﺳ ــﯾﺎدة اﻟﻣﺳ ــﺗﻬﻠك‪ ،‬إن ﻛﻣﯾـ ــﺔ إﻧﺗ ــﺎج ﺳ ــﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ﺗﺗﺣـ ــدد ﺣﺳ ــب درﺟ ــﺔ رﻏﺑـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻓﯾﻬﺎ؛‬

‫‪ 7- 1- 1‬ﻣﺑدأ ﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن ﻛﺂﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫ﺗوﺟ ــد رﻏﺑـ ــﺎت ﻟﻠﻣﺳـ ــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓـ ــﻲ ﺳ ــﻠﻊ ﻣﻌﯾﻧـ ــﺔ‪ ،‬ﻫـ ــذﻩ اﻟرﻏﺑـ ــﺎت ﺗﺳ ــﻣﻰ ﺑﻘـ ــوى اﻟطﻠـ ــب‪ ،‬وﺗوﺟـ ــد رﻏﺑـ ــﺎت‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺗﺟــﯾن ﻓ ــﻲ ﻋ ــرض ﻣﻧﺗﺟ ــﺎﺗﻬم وﺑﯾﻌ ﻬ ــﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾ ــق أﻗﺻ ــﻰ رﺑ ــﺢ ﻣﻣﻛ ــن‪ ،‬وﯾﺳ ــﻣﻰ ذﻟ ــك ﺑﻘ ــوى اﻟ ﻌ ــرض‪ ،‬ﻓﻧﺗﯾﺟ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن ﻗوى اﻟطﻠب وﻗوى اﻟﻌرض ﺗﺗﺣدد اﻷﺳﻌﺎر وﺗﺗﺟدد ﻛﻣﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﺗﺞ ﻓﻲ اﻟﺳوق‪.‬‬

‫‪ 2- 1‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﺗﺿﻣن اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳس واﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﺗواﻓق ﻣﻊ اﻟطﺑﯾﻌ ﺔ‬


‫اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣﺎﻓز اﻟرﺑﺢ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﯾﻣﻛن اﺟﻣﺎل‬
‫ﺑﻌض اﻟﺟواﻧب اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪):‬طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪( 52.‬‬

‫• ﺗطور اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺣدوث طﻔرة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺗطور ﻷﺳﺎﻟﯾب اﻻﻧﺗﺎج ﻣن أﺳﺑﺎب ظﻬور اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﺗﺣﺳﯾن ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘد ﺣﻘق ﻫذا اﻟﻧظﺎم طﻔرة اﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ؛‬

‫• ﺗﺣﺳﯾن ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ‪:‬‬


‫ﻟﻘد ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﺗطور اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وظﻬور ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ﺟدﯾدة‬
‫ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻔﺎوت اﻟﻣﻠﺣوظ ﺑﯾن طﺑﻘﺗﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛‬

‫• ﻛﻔﺎءة اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻬدف ﻣن أي ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح ‪،‬‬
‫ﻓﺈن ذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺄﻓﺿل طرﯾﻘﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‬
‫ﺗﻛﻔل اﻧﺧﻔﺎض اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻛﺑر اﻷرﺑﺎح ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 3- 1‬ﻋﯾوب اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣﻧﻪ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳس واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗﺑدو ﻓ ﻲ‬
‫ظﺎﻫرﻫﺎ ﺻﺎﻟﺣﺔ وﻣﻐرﯾﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺣﺎﻓز اﻟرﺑﺢ ﻓﺈن ﻟﻪ ﻣﺳﺎوئ ﻋدﯾدة‬
‫أﻫﻣﻬﺎ‪):‬اﻷﻧﺻﺎري‪،2009- 2008،‬ص ص ‪( 25- 23 .‬‬

‫• اﺳﺗﻔﺣﺎل ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻛﺎر ‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻــد ﺑﺎﻻﺣﺗﻛ ــﺎر اﻧﻔـ ـراد ﻣﺷــروع ﻣ ــن اﻟﻣﺷ ــروﻋﺎت ﺑﻌﻣــل إﻧﺗ ــﺎج ﻣ ﻌ ــﯾن ﯾﻘــوم ﺑ ــﻪ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﻻ ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ‬
‫ﻣﺷــروع آﺧــر ﻣﻧﺎﻓﺳــﺗﻪ ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وﯾﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ذﻟــك أن اﻟﻣﺣﺗ ﻛــر ﯾﺳــﺗطﯾﻊ اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــوق ﻣــن ﺣﯾــث ﺗﺣدﯾــد‬
‫اﻷﺳـﻌﺎر واﻟﻛﻣﯾـﺎت‪ ،‬وﯾﺗﻌطـل ﺟﻬـﺎز اﻟـﺛﻣن وﯾﻔ ﻘـد ﻓﺎﻋﻠﯾﺗـﻪ ﻓـﻲ ﺗوزﯾـﻊ وﺗﺧﺻـﯾص اﻟﻣـوارد ﺑﺷـﻛل ﯾﺣﻘـق اﻟﻛﻔـﺎءة‬
‫وﻣن ﻣﺳﺎوئ اﻻﺣﺗﻛﺎر أن اﻟﻣﺣﺗ ﻛـر ﯾﻠﺟـﺄ إﻟـﻰ ﺗﺣدﯾـد ﺣﺟـم اﻹﻧﺗـﺎج‪ ،‬وﺣرﻣـﺎن اﻟﺳـوق ﻣـن اﻟﺳـﻠﻌﺔ ﻟرﻓـﻊ أﺳـﻌﺎرﻫﺎ‬
‫وﺗﺣﻘﯾـق أرﺑﺎﺣــﻪ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾــﺔ‪ ،‬ورﻏـم أن ﻓــﻲ إﻣﻛــﺎن اﻟﻣﺻـﺎﻧﻊ واﻟ ﻣ ـزارع أن ﺗﻧــﺗﺞ اﻟﻣزﯾـد وﺑﺄﺳــﻌﺎر ﻣﻧﺧﻔﺿــﺔ‪ ،‬إﻻ‬
‫أن اﻟﻣﺣﺗ ﻛـ ـرﯾن ﯾﻔﺿ ــﻠون ﺑﻘـ ــﺎء آﻻﺗﻬ ــم ﻋﺎطﻠـ ــﺔ وﻣـ ـزارﻋﻬم ﯾﺎﺑﺳـ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻘـ ــل اﻟﻣ ﻌ ــروض ﻣـ ــن اﻟﺳ ــﻠﻌﺔ وﺗرﺗﻔـ ــﻊ‬
‫أﺳــﻌﺎرﻫﺎ‪ ،‬وﻫ ﻛــذا ﯾــؤدي اﻻﺣﺗﻛــﺎر إﻟــﻰ ﺳــوء اﺳــﺗﺧدام ﻟﻠﻣ ـوارد اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬و إﻟــﻰ اﺳــﺗﻐﻼل اﻟﻣﺳــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻣــن‬
‫طرف أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال؛‬

‫• ﺳوء ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل واﻟﺛروة‪:‬‬

‫ـر ﻟﻧـدرة‬
‫ﯾرﺗﻛز اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدد ﻣن اﻟدﻋﺎﺋم أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻣﻠ ﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻧظ ا‬
‫ﻋﻧﺎﺻـر اﻹﻧﺗـﺎج ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟ ﻌـدد اﻟﺳـﻛﺎن ﻓـﻲ ﻛـل دوﻟـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـن اﻟﻣﺷـﺎﻫد أن ﺗﺗرﻛـز ﻋﻧﺎﺻـر اﻹﻧﺗـﺎج ﻓـﻲ أﯾــدي‬
‫ﻓﺋـﺔ ﻗﻠﯾﻠـﺔ ﻣـن اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬وﯾﺑﻘـﻰ ﺟﻣﻬـور اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ ﻣـن اﻟطﺑﻘــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ اﻟﻛﺎدﺣـﺔ‪ ،‬وﻫ ﻛـذا ﯾـرﺑﺢ أﺻــﺣﺎب رؤوس‬
‫اﻷﻣوال ﻣن ﻋﻧﺎﺻر إﻧﺗﺎﺟﻬم ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻫـو اﻟﺣـﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻷﺻـﺣﺎب اﻷ ارﺿـﻲ ﻣـﺛﻼً اﻟـذﯾن ﯾﺣﺻـﻠون اﻟرﯾـﻊ‬
‫أو اﻹﯾﺟﺎر‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻌﻣﺎل اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﻠﻛون ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺣﺻـﻠون ﻋﻠـﻰ دﺧﻠﻬـم ﻣﻘﺎﺑـل اﻟﻣﺟﻬـود اﻟـذي‬
‫ﯾﺑذﻟوﻧــﻪ‪ ،‬وﻣــن اﻟطﺑﯾﻌــﻲ إزاء ﻫــذا اﻟوﺿــﻊ أن ﯾــزداد أﺻــﺣﺎب رؤوس اﻷ ﻣ ـوال ﺛ ـراء ﻧﺗﯾﺟــﺔ ﻻرﺗ ﻔــﺎع دﺧــوﻟﻬم‬
‫وﻣـن ﺛـم ﯾﻣﻛـﻧﻬم ادﺧـﺎر ﺟـزء ﻣـن ﻫـذا اﻟـدﺧل‪ٕ ،‬واﻋـﺎدة اﺳـﺗﺛﻣﺎر ﻣﻣـﺎ ﯾـؤدي إﻟـﻰ زﯾـﺎدة ﻣﻠﻛﯾـﺔ ﻋﻧﺎﺻـر اﻹﻧﺗـﺎج‬
‫وﺗراﻛﻣﻬـﺎ ﻓـﻲ أﯾــدي ﻋـدد ﻗﻠﯾـل ﻣــن اﻷﻓـراد‪ ،‬وﻋﻠـﻰ اﻟﺟﻬــﺔ اﻷﺧـرى ﺗظـل اﻟطﺑﻘــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳـﺗوى ﻣﻌﯾﺷــﻲ‬
‫ﻣـﻧﺧﻔض‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺎﻣـل اﻟـذي ﯾﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ دﺧـل ﻣـﻧﺧﻔض ﻻ ﯾـﺗﻣﻛن ﻣـن اﻻدﺧـﺎر‪ ،‬وﻣـن ﺛـم ﻻ ﯾﻣﻠـك ﻋﻧﺎﺻـر‬
‫اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ زﯾﺎدة ﺣدة اﻟﺗﻔﺎوت اﻟطﺑﻘﻲ؛‬

‫‪49‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﻛرر اﻷزﻣﺎت واﻟﺗﻘﻠﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘــد ﺳــﺎد اﻻﻋﺗﻘ ــﺎد أن ﺟﻬ ــﺎز اﻟــﺛﻣن ﻓ ــﻲ إطــﺎر ﻣــن اﻟﺣرﯾ ــﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻔﯾ ــل ﺑﺗﺣﻘﯾــق اﻻﺳ ــﺗﺧدام‬
‫اﻷﻣﺛل واﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺳﯾر اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ أدى إﻟـﻰ ظﻬـور اﻟﺑطﺎﻟـﺔ‪ ،‬ودﺧـول اﻻﻗﺗﺻـﺎد‬
‫ﻓﻲ أزﻣﺎت دورﯾـﺔ ﻣﺗﻼﺣﻘـﺔ‪ ،‬ﻓﻣـﻊ ﺗوﺳـﻊ اﻟﻧﺷـﺎط اﻻﻗﺗﺻـﺎدي ﻓـﻲ اﻟﻧظـﺎم اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ ﺗـزداد أرﺑـﺎح اﻟﻣﻧﺗﺟـﯾن‪ ،‬ﻣﻣـﺎ‬
‫ﯾـؤدي إﻟــﻰ اﺳــﺗﺧدام اﻷرﺑــﺎح ﻓ ـﻲ ﺗوﺳــﯾﻊ وزﯾــﺎدة اﻟطﺎﻗــﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣــن ﻣ ﻌــدات وﻣﺻــﺎﻧﻊ وآﻻت ﺑزﯾــﺎدة ﻫﺎﺋﻠــﺔ‬
‫إﻻ أن ﻫـذﻩ اﻟزﯾـﺎدة ﻓـﻲ اﻟطﺎﻗـﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾـﺔ ﻻ ﯾﻘﺎﺑﻠﻬـﺎ ﻋـﺎدة وﻻ ﯾﺻـﺎﺣﺑﻬﺎ زﯾـﺎدة ﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ دﺧـول اﻟﻌﻣـﺎل‪ ،‬وﻣــن‬
‫ﺛـم ﻻ ﺗـزداد ﻗــدرة اﻟﻌﻣـﺎل اﻟﺷـراﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟ ﻘــدر اﻟ ﻛـﺎﻓﻲ ﻻﺳـﺗﯾﻌﺎب اﻟزﯾــﺎدة ﻓـﻲ اﻟطﺎﻗـﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺣـدث ﺗ ﻛــدس‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺗﺟـﺎت‪ ،‬وﻣــن ﺛــم ﯾﺗﺟــﻪ أﺻـﺣﺎب اﻟﻌﻣــل إﻟــﻰ ﺗﺧﻔــﯾض ﺣﺟـم اﻹﻧﺗــﺎج ﻋــن طرﯾــق اﻻﺳـﺗﻐﻧﺎء ﻋــن أﻋــداد ﻣــن‬
‫اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗظﻬر اﻟﺑطﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻫﻛذا اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺗؤدي إﻟـﻰ زﯾـﺎدة اﻷزﻣـﺔ وﺗﻔﺎﻗﻣﻬـﺎ‪ .‬وﻣـن أﺳـﺑﺎب ا ﻷزﻣـﺎت‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟﻧظ ــﺎم اﻟ أرﺳ ــﻣﺎﻟﻲ أﯾﺿـ ـﺎ أن اﻟﻣﻧﺗﺟ ــﯾن ﻻ ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﺗوﻗﻌـ ـوا ﺑدﻗ ــﺔ ﻋﺎﻟﯾ ــﺔ طﻠ ــب اﻟﻣﺳ ــﺗﻬﻠﻛﯾن ﻓ ــﻲ اﻷﺟـ ــل‬
‫اﻟطوﯾــل‪ ،‬وﺧﺻوﺻ ــﺎ ﻓ ــﻲ ظ ــل ﺣ ــدوث ﺗﻐﯾـ ـرات ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾ ــﺔ ﻣﺗﻼﺣﻘ ــﺔ‪ ،‬وﯾﺗرﺗ ــب ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك أن اﻟطﻠ ــب‬
‫اﻟﻔﻌﻠـﻲ ﻋﻠـﻰ ﺳـﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧــﺔ ﻗـد ﯾزﯾـد وﻗــد ﯾـﻧﻘص ﻋﻣـﺎ ﻛـﺎن ﯾﺗوﻗﻌــﻪ اﻟﻣﻧظﻣـون‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾــؤدي إﻟـﻰ اﺧـﺗﻼل اﻟﺗ ـوازن‬
‫ﺑـﯾن اﻹﻧﺗـﺎج واﻻﺳـﺗﻬﻼك‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻘﻠﺑـﺎت اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ ﺑـﯾن اﻟـرواج واﻟﻛﺳـﺎد‪ ،‬ﻫـﻲ ﻓـﻲ اﻟواﻗـﻊ ﺳـﻣﺔ ﻣـن ﺳـﻣﺎت اﻟﻧظـﺎم‬
‫اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﻓﺗ ـرة ﯾــزداد ﺣﺟـم اﻟﻧﺷــﺎط اﻻﻗﺗﺻــﺎدي وﯾﺣــدث رواج واﻧﺗﻌــﺎش‪ ،‬وﻓـﻲ ﻓﺗ ـرة أﺧــرى ﯾﻘــل ﺣﺟــم‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﯾﺣدث ﻛﺳﺎد ورﻛود؛‬

‫• اﻟﺣرﯾﺔ اﻟوﻫﻣﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻟﺣرﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ اﻓﺗرﺿـﻬﺎ أﻧﺻـﺎر اﻟﻣـذﻫب اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ ﻟﯾﺳـت ﻣطﻠﻘـﺔ‪ ،‬إذ ﻻ ﺗﺗﻣﺗـﻊ ﺑﻬـﺎ ﺳـوى ﻓﺋـﺔ ﻣﺣـدودة‬
‫اﻷﻓـ ـراد ﻫ ــﻲ ﻓﺋ ــﺔ ﻣ ــﻼك ﻋﻧﺎﺻـ ــر اﻹﻧﺗ ــﺎج‪ ،‬ﻓﺣرﯾ ــﺔ اﻟﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﺳـ ــﺑﯾل اﻟﻣﺛ ــﺎل‪،‬ﻻ ﯾﺗ ﻣﺗ ــﻊ ﺑﻬ ــﺎ اﻟﻌﺎ ﻣـ ــل‬ ‫ﻣ ــن‬
‫اﻷﺟﯾـر اﻟــذي ﻏﺎﻟﺑـﺎ ﻣــﺎ ﯾﻌﺟــز ﻋـن إﯾﺟــﺎد اﻟﻌﻣــل اﻟـذي ﯾرﻏــب ﻓﯾــﻪ‪ ،‬وذﻟـك ﺑﺳــﺑب اﺷ ـﺗداد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳـﺔ ﺑــﯾن اﻟطﺑﻘــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻣﻠـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻛـون ﻏﺎﻟﺑﯾـﺔ اﻟ ﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﺟﺑــرﻫم ﻋﻠـﻰ ﻗﺑـول أﺟـور ﻣﻧﺧﻔﺿـﺔ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻻ ﯾﺗﻌرﺿ ـوا ﻟﻠﺑطﺎﻟـﺔ‬
‫واﻟﺗﺷـرد‪ .‬وﻛـذﻟك اﻟﺣـﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ ﻟﺣرﯾـﺔ اﻻﺳـﺗﻬﻼك ﻓﻠﯾﺳـت ﻣطﻠﻘـﺔ أﯾﺿـﺎ‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﯾﺣـد ﻣﻧﻬـﺎ اﻟـدﺧل اﻟـذي ﯾﺣﺻـل‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ﻛل ﻓرد ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ‪ ،‬وﯾﺗرﺗـب ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أن طﺑﻘـﺔ اﻟﻌﻣـﺎل اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﺻـل ﻋﻠـﻰ دﺧـل ﻣـﻧﺧﻔض ﻻ ﺗﺳـﺗطﯾﻊ‬
‫اﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 4- 1‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬


‫ان ﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﯾﺗﻛﻔل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺑﺗوﺟﯾﻪ اﻷﻓراد ﻧﺣو ﻓرص‬
‫اﻟرﺑﺢ اﻟﻣوﺟودة‪ ،‬ﻓﻬو أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻻﯾﺟﺎد اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬ﻓﺎرﺗﻔﺎع اﻷﺛﻣﺎن ﯾؤدي اﻟﻰ زﯾﺎدة‬
‫أرﺑﺎح أﺻﺣﺎب رؤوس اﻷﻣوال‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾدﻓﻌﻬم اﻟﻰ اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗزداد اﻟﻛﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻧﺧﻔﺎض أﺛﻣﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻷﺛﻣﺎن ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ‬
‫ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎ ج ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟرﻏﺑﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن‪ ،‬ﻓﺎزدﯾﺎد اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ ﯾؤدي اﻟﻰ‬
‫ارﺗﻔﺎع اﺳﻌﺎرﻫﺎ‪ ،‬واﻟﻌﻛس ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض أرﺑﺎح ﻣﻧﺗﺟﯾﻬﺎ واﻧﻛﻣﺎش اﻧﺗﺎﺟﻬﺎ أو ﺗوﻗﻔﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻧذر‬
‫ارﺗﻔﺎع اﻷﺛﻣﺎن ﺑﺎﻟﻧدرة اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻌﺔ ﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﺔ‪ ،‬ﻓدور اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد‬
‫اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻻ ﯾﻘل ﻋن دورﻩ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﺎﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﯾﻧﺧﻔض ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻷﺛﻣﺎن وﯾرﺗﻔﻊ ﺑﺈﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن اﻷﺛﻣﺎن ﺗؤدي اﻟﻰ ﺗﺣوﯾل ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ اﻧﺧﻔﺿت أﺛﻣﺎن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﻰ‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ارﺗﻔﻌت أﺛﻣﺎن ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ﯾﺗم ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻣوارد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺣﺳب ﺗﻔﺿﯾﻼت‬
‫اﻷﻓراد ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺳﯾﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص ص‪ . (49- 48 .‬وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻓﻲ ظل ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗﻲ ﺗم اﻻﺷﺎرة اﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ‪ ،‬ﻓﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾﻌﺑر ﻋن ﺗﻠك اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ واﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ‬
‫ﻟﻸﺛﻣﺎن اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻔﺎﻋل ﻗوى اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬ﻛﻔﯾل ﻟﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗوﺟﯾﻪ‬
‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪.‬‬

‫‪ - 2‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺷﺗراﻛﻲ‬

‫اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺍﺻﻁﻼﺡ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻣﻌﻧﻰ ﻭﻓﻕ ﺍﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻣﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﻌﺩﯾﺩﺓ ﺍﻟﻣﻧﺿﻭﯾﺔ ﺗﺣﺕ ﻟواء ﺍﻟﻧﻅﺎ ﻡ‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻛﻣﺎدرس ﻭﻣﺫﺍﻫﺏ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪ ،‬ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻡ ﺍﻟﻣﺷﺗﺭﻙ ﺑﯾﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺗﯾﺎﺭﺍﺕ ﺭﻏﻡ ﺗﺑﺎﯾﻥ ﺍﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﺧﺗﻼﻑ‬
‫ﻧﺯﻋﺎﺗﻬﺎ ﻫﻭ ﻣﻧﺎﻫﺿﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺫﻫﺏ ﺍﻟﻔﺭﺩﻱ ﺍﻟﺣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻛرﺳﺗﻪ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻭﺗﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﻼل ﺍﻟﻧﻅﺭﯾﺔ‬
‫ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل ﺍﻟﻧﻅﺭﯾﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﯾﺔ‪ ،‬ﻭﺿﺭﻭﺭﺓ ﺗﺩﺧ ل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺑﺎﯾﻥ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻧﻅﺭ‬
‫ﺣﻭل ﺣﺩﻭﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺗﺩﺧل ﺑﯾﻥ ﻣﺅﯾﺩ ﻟﻣﺟﺭﺩ ﺍﻟﺗﺩﺧل ﻟﺗﺣﺳﯾﻥ أوﺿﺎع اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻭﻣﻧﺎﺻﺭ ﻟﻔﮑﺭﺓ‬
‫ﺇﻟﻐﺎء ﺍﻟﻣﻠﮑﯾﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﮑل ﺻﻭﺭﻫﺎ ﻭﺇﺣﻼل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻣﺣل ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺣﺎﻓﺯ ﺍﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺣل ﺣﺎﻓﺯ‬
‫ﺍﻟﺭﺑﺢ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻧظﺎم ﺗﻣﺗﻠك ﻓﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻛﺎﻷراﺿﻲ واﻵﻻت واﻟﻣﺻﺎﻧﻊ‪ ،‬وﺗﺗﺧذ‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘرارات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺟﻬﺎز اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي)ﺑوﯾﻠﻲ‪،2015- 2014 ،‬ص ص‪.(354،356.‬‬

‫‪51‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 1- 2‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﻘﻭﻡ ﺍﻟﻔﮑﺭ ﺍﻻﺷﺗﺭاﻛـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﮑﺭﺓ ﺗﺩﺧل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺷﺎﻁ ﺍﻻﻗﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺻﺎﺩﻯ‪ ،‬ﻟﺗﺣﻘﯾﻕ ﻣﺎ ﻗﺩ‬
‫ﯾﻌﺟﺯ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻘﯾﺎﻡ ﺑﻪ‪ ،‬وﻟﻠﺣﺩ ﻣﻥ ﺍﻵﺛﺎﺭ اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻥ اﻟﺗـ ـراﻛم اﻟ أرﺳ ــﻣﺎﻟﻲ ﺗﺯﺍﯾﺩ ﻭﺗرﻛ ــز ﺍﻟﺛﺭﻭﺓ ﻓﻰ ﺃﯾﺩﻯ‬
‫ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ‪ ،‬وﻻﯾﺟـﺎد ﻓــرص أﻛﺛــر ﻟﺗﺷــﻐﯾل اﻟﻌﻣــﺎل ﻣـﻊ اﻟﺳــﻌﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻻﺳــﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻــﺎدي‬
‫ﻭﺍﻟﺣﺩ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﻘﻠﺑﺎﺕ ﺍﻟﺗﻰ ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ ﺗﻧﺗﺎﺑﻪ‪ ،‬وﯾﻛﻣــن ﺗﻠﺧ ــﯾص أﻫ ــم اﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــﺎم ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﻧظ ــﺎم اﻻﻗﺗﺻ ــﺎدي‬
‫اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ 1- 1- 2‬ﻣﺑدأ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج‪:‬‬

‫ﯾﻘـوم اﻟﻧظـﺎم اﻻﺷــﺗراﻛﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾـﺔ ﻟوﺳــﺎﺋل اﻻﻧﺗـﺎج ﻋﻠــﻰ ﻋ ﻛـس اﻟﻧظ ـﺎم اﻟ أرﺳـﻣﺎﻟﻲ اﻟــذي‬
‫ﯾﻘـوم ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔردﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﻔردﯾــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻧظــﺎم اﻻﺷ ـﺗراﻛﻲ ﺗﻛـﺎد ﺗﻧﺣﺻــر ﻓــﻲ أﺷـﯾﺎء ﺑﺳــﯾطﺔ ﻛﺎﻟﺳــﻠﻊ‬
‫اﻻﺳــﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻓـ ـﺎﻟﻔرد ﻻ ﯾﺣ ــق ﻟ ــﻪ اﻣــﺗﻼك وﺳ ــﺎﺋل اﻻﻧﺗ ــﺎج واﻟﻣـ ـوارد اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗرﺗ ــب ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻋﻣﻠﯾ ــﺎت‬
‫اﻧﺗﺎﺟﯾــﺔ‪ ،‬ﻓ ﻣﻠﻛﯾــﺔ وﺳ ــﺎﺋل اﻻﻧﺗــﺎج ﺗﻛ ــون ﻟﺟﻣﯾــﻊ اﻻﻓ ـراد ﻣﻌ ــﺎ ﺗــدﯾرﻫﺎ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ ﻟﻬــﺎ ﺑﺗﺣدﯾ ــد اﻟﺳــﻠﻊ اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﯾﺟــب اﻧﺗﺎﺟﻬــﺎ وﺗوزﯾﻌﻬــﺎ ﺑــﯾن اﻻﻓـ ـراد‪ ،‬وﺗﺄﺧــذ اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾــﺔ ﻟوﺳــﺎﺋل اﻹﻧﺗ ــﺎج إﺣــدى ﺻــورﺗﯾن‪ ،‬إ ﻣــﺎ ﻣﻠﻛﯾ ــﺔ‬
‫اﻟدوﻟــﺔ وﻫــﻲ اﻷﻛﺛــر ﺷــﯾوﻋﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗطﺑﯾﻘــﺎت اﻻﺷ ــﺗراﻛﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﺟﻣﻌﯾــﺎت اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾــﺔ ﺣﯾــث ﺗﻧﺷــﺄ ﺟﻣﻌﯾــﺎت ﺗﻌﺎوﻧﯾ ــﺔ‬
‫ـﺛﻼ ﺗﻛـ ــون ﻫﻧ ــﺎك ﺟﻣﻌﯾ ــﺎت ﺗﺿـ ــم ﻛ ــل واﺣـ ـدة ﻣﻧ ﻬـ ــﺎ‬
‫ﻟﻣﻠ ــك اﻷراﺿـ ـﻲ اﻟزراﻋﯾ ــﺔ‪ ،‬أو اﻟﺻـ ــﻧﺎﻋﺎت اﻟﺻ ــﻐﯾرة‪ ،‬ﻓ ﻣ ـ ً‬
‫ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻔﻼﺣـﯾن ﻟﺗﻣﻠ ـك ﻣﺳـﺎﺣﺔ ﻣـن اﻷ ارﺿـﻲ اﻟزراﻋﯾــﺔ)‪ .(kenanaonline.com‬و ﯾـؤدي إﻟﻐـﺎء اﻟﻣﻠﻛﯾــﺔ‬
‫اﻟ ﻔردﯾـﺔ إﻟــﻰ ﺗﻘرﯾــب اﻟﻔ ـوارق ﺑــﯾن اﻟطﺑﻘـﺎت و اﺧﺗﻔــﺎء طﺑﻘــﺔ اﻟرأﺳــﻣﺎﻟﯾﯾن‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫـذا اﻟﻧظــﺎم ﯾﺗﻘــﺎض اﻟﻔــرد أﺟ ـرﻩ‬
‫ﻧظﯾر ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣن اﻟﺟﻬـد‪ ،‬و ﯾﺻـﺑﺢ اﻟﺟﻬـد اﻟﻣﺑـذول ﻓـﻲ اﻹﻧﺗـﺎج ﻫـو أﺳـﺎس اﻟﺗﻔرﻗـﺔ ﻓـﻲ ﻣﺳـﺗوى اﻟﻣﻌﯾﺷـﺔ ﺑـﯾن‬
‫ا ﻷﻓ ـراد‪ ،‬وﺗﺧﺗﻔــﻲ ﺑــذﻟك اﻟطﺑﻘــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﺻــل ﻋﻠ ــﻰ دﺧــل دون أن ﺗﺳــﺎﻫم ﻓــﻲ اﻹﻧﺗــﺎج ﺑﺎﻟﻌﻣ ـل)طﻠ ﺑ ــﺔ‪،2007،‬ص‬

‫ص‪(67- 66.‬؛‬

‫‪ 2- 1- 2‬ﻣﺑدأ اﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ‪:‬‬

‫ﺗﻣﺛل ﺍﻻﯾﺩﯾﻭﻟﻭﺟﯾﺎ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺭﺩ ﻓﻌل ﻟﻼﯾﺩﯾﻭﻟﻭﺟﯾﺎ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻌﻧﺎﺻﺭﻫﺎ ﺍﻟﻣﺗﻌﺩﺩﺓ‬
‫ﻓﺗﻠك ﺍﻻﯾﺩﯾﻭﻟﻭﺟﯾﺎ ﺑﺩﺃﺕ ﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧﺩ "ﺳﺎﻥ ﺳﯾﻣﻭﻥ " ﻭ"ﻓﻭﺭﯾﯾﻪ" ‪ ،‬ﺛﻡ ﺃﺻﺑﺣﺕ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻭﻣﺎﺩﯾﺔ " ﻣﺎرﻛس"‪ ،‬ﻓﻣﻧﻬﺞ‬
‫" ﻣﺎرﻛس" ﯾﻘﻭﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻧﻅﺭﯾﺔ ﺍﻟﺩﯾﺎﻟﮑﺗﯾﮑﯾﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺟﺩﻟﯾﺔ ﻟﻠﮑﻭﻥ‪ ،‬ﻭﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻥ ﺍﻹﻧﺳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻁﺑﯾﻌﺔ ﻓﻲ ﺳﻌﯾﻪ‬
‫ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺭ ﻟﺗﺣﻭﯾﻠﻬﺎ ﻭﺍﻟﺗﺣﮑﻡ ﻓﯾﻬﺎ ﻭﺍﻟﺳﯾﻁﺭﺓ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻛل ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﻁﺑﯾﻌﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺃﻭ ﺍﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻭﺟﺩ ﻓﻲ‬

‫‪52‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺣرﻛﺔ ﻣﺳﺗﻣﺭﺓ ﻭﺗﺣﻭل ﻻ ﯾﺗﻭﻗﻑ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻲء ﻧﻬﺎﺋﻲ ﻭﺛﺎﺑﺕ ﻛﻣﺎ ﻫﻭ ﻣﻘﺭﺭ ﻟﺩﻯ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﻁﺑﯾﻌﻲ‬
‫ﻭﻗﻭﺍﻧﯾﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺗﺻﺎﺭﻉ ﺍﻷﺿﺩﺍﺩ ﻭﺍﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺎﺕ ﺍﻟﺩﺍﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﺗﺟﻌﻠﻪ ﺩﯾﺎﻟﯾﮑﺗﯾﮑﯾﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﺷﯾﺋﺎ ﺟﺩﯾﺩﺍ ﯾﺣﻣ ل‬
‫ﺧﺻﺎﺋﺹ ﺟﺩﯾﺩﺓ‪ ،‬ﻭﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘﻭﻡ ﺍﻻﯾﺩﯾﻭﻟﻭﺟﯾﺔ ﺍﻻﺷﺗﺭﺍ ﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﮑﺭﺓ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﺍﻟﻔﺭﺩﯾﺔ‬
‫ﻭﺗﺣل ﻓﮑﺭﺓ ﺍﻟﺭﺷﺎﺩﺓ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺣل ﺍﻟﺭﺷﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺭﺩﯾﺔ)ﺑوﯾﻠﻲ‪،2015- 2014 ،‬ص ص‪. (359- 358 .‬‬

‫‪ 3- 1- 2‬ﻣﺑدأ اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﻐﺎء ﺣﺎﻓز اﻟرﺑﺢ ‪:‬‬

‫ﯾﺳﻌﻰ اﻷﻓراد داﺧل اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ ﻛل اﻟﻔوارق اﻟطﺑﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺎد ت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬و ذﻟك ﻋﺑر إﻟﻐﺎء ﻧظﺎ م ﺣﺎﻓز اﻟرﺑﺢ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻬدف ﻣن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ‪ ،‬ﻷن اﻟرﺑﺢ ﻋﻧدﻫم وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل ﺳوء اﻻﺳﺗﻐﻼل ﯾؤدي إﻟﻰ ﺳوء اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻟدﺧل‬
‫واﻟﺛروة‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣل ﻣﺣل اﻟرﺑﺢ ﻛﺣﺎﻓز اﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺷﻌور اﻟﻘوﻣﻲ واﻟوطﻧﻲ‪ ،‬واﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﺷﺑﺎع ﺣــﺎﺟﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬و ﻧظﯾر ﻋدم وﺟود اﻟرﺑﺢ ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﺑﺗﻐطﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎت‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻓﺎﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣﺟﺎﻧﻲ ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ واﻟﺗرﻓﯾﻪ ﻣﺟﺎﻧﻲ وﻫﻛذا‪ ،‬وﯾﺗﻠﺧص اﻟداﻓﻊ اﻟروﺣﻲ ﻓﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺷﺑـﺎع ﻛل اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ و اﻟ ﻣﻌﻧوﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻛل اﻷﻓراد ﺑطرﯾﻘﺔ ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‬
‫ﺗﻛﻔل اﻟﻌداﻟﺔ و اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ إﻧﺗﺎج و ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة‪ ،‬و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻣﯾم ﻣﻠﻛﯾﺔ وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج و ﻣﻧﻊ‬
‫ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﺷﺧﺻﻲ)أﯾوب‪،1965،‬ص ‪(59.‬؛‬

‫‪ 4- 1- 2‬ﻣﺑدأ اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺗﻭﻓﺭ اﻟﻣﺑﺎدئ ﺍﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧﻅﺭﯾﺎ ﻭﻋﻣﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺍﻟﻣﺗﺑﻧﻲ ﻟﻠﻧﻅﺎﻡ اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬ﻭﺑﺎﻋﺗﺑﺎﺭ ﺍﻟﺩﻭﻟ ﺔ‬
‫ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ﻭﻫﻲ ﺗﻣﻠﻙ ﻭﺳﺎﺋ ل ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﻭﺗﺣﺩﺩ ﺃﻭﻟﻭﯾﺎﺕ ﺍﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾﻕ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻣﻌﻠﻥ ﻭﻫﻭ‬
‫ﺇﺷﺑﺎﻉ ﺍﻟﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻐﺎﻟﺑﯾﺔ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻌﻁﯾﺎﺕ ﺗﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺗﻧﻅﯾﻡ ﺍﻟﻌﻣﻠﯾﺎﺕ‬
‫ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻹﻧﺗﺎﺝ ﻭﺍﻟﺗﻭﺯﯾﻊ ﻣﻥ ﺧﻼ ل ﺍﻟﺗﺧﻁﯾﻁ ﺍﻟﻣرﻛزي ﺍﻵﻣﺭ ﺍﻟﻣﻠﺯﻡ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺩﻭﻟﺔ‬
‫ﻭﺑﺻﻔﺗﻬﺎ ﻣﺎﻟﻙ ﻭﺳﺎﺋل ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﺗﻬﺩﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻕ ﺗﻐﯾﺭ ﻣﺳﺗﻣﺭ ﻓﻲ ﻫﯾﮑل ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻥ ﺧﻼ ل‬
‫ﻭﺿﻊ ﺧﻁﺔ ﻗﻭﻣﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﺗﺣﺩﺩ ﺃﻫﺩﺍﻑ ﺍﻻﺳﺗﻬﻼﻙ ﻭﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ‪ ،‬ﻭﺗﺣﺩﺩ ﺗﻭﺯﯾﻊ ﺍﻟﻣﻭﺍﺭﺩ ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬
‫ﻭﺗﺣﺩﺩ ﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﺗﻭﻟﻰ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺿﺑﻁ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺍﻟﺗﻭﺯﯾﻊ ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣﻥ ﺗﺣﻘﯾﻕ ﺍﻹﺷﺑﺎﻉ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫ﻟﻠﺣﺎﺟﺎﺕ‪ ،‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺿﻭﺍﺑﻁ ﻭﺍﻵﻟﯾﺎﺕ ﺗﺟﻌل ﻣﻥ ﺍﻟﺧﻁﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﻓﻲ ﻅ ل ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻟﯾﺳﺕ ﺧﻁﺔ‬
‫ﺗﻧﺑﺅ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﺍﻟﻣﺗﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﯾﻪ ﻟﻼﺻﻁﻼﺡ ﻓﻲ ﻣﺟﺎ ل ﺗﻘﺭﯾﺭ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت‬

‫‪53‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﮑﻧﻬﺎ ﺧﻁﺔ ﻣﻠﺯﻣﺔ ﻟﮑل ﺍﻟﻬﯾﺋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻁﺎﻋﺎﺕ ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣﻥ ﺍﻟﺭﺷﺎﺩﺓ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ)ﺑوﯾﻠﻲ‪،2015- 2014 ،‬ص‪.(361 .‬‬

‫‪ 2- 2‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪:‬‬

‫ﯾؤﻛد اﻟواﻗﻊ أن ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻋدة ﻣزاﯾﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻧﻛﺎرﻫﺎ)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪: (71.‬‬

‫• اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻐﯾب ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ أو‬
‫اﻟﻣﻌﻧوي أو ذو اﻟﺛروة‪ ،‬وﻣن ﺗم ﺗﻐﯾب ﻋﻧﻪ اﻟﺳﻠطﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻘﺗرن اﻟﺳﻠطﺔ ﺑﺎﻟﺛروة‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻷﺳﺎس ﺗﺻﺑﺢ اﻟدوﻟﺔ اﻟوﺣﯾدة ﺻﺎﺣﺑت اﻟﺳﻠطﺔ؛‬

‫• اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﻟﻠدﺧل؛‬

‫• اﻻﺧﺗﻔﺎء اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻸزﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدورﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ؛‬

‫• ﻏﯾﺎب ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻛﺎر ﻓﻲ اﻷﺳواق وﻣﺎ ﯾرﺗﺑط ﺑﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 3- 2‬ﻋﯾوب اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪:‬‬

‫ﺇﺫﺍ ﻛﺎن ﺍﻟﻬﺩﻑ ﻣﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻰ ﻭﻧﺷﺭ ﺍﻟﻌﺩﺍﻟﺔ ﻓـ ﻰ ﺗﻭﺯﯾ ﻊ‬
‫ﺍﻟﺩﺧﻭل ﺑﯾﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺗﺣﻘﯾﻕ ﺍﻻﺳﺗﻘﺭﺍﺭ ﻓﻰ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩ ﺍﻟﻘﻭﻣﻰ‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ ﺍﻟﺳﻣﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻧﻅﺎﻡ‬
‫ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻭﺁﻟﯾﺎﺕ ﻋﻣﻠﻪ ﺍﻧﺻﺭﻓﺕ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﻧﻅﺭﻱ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﻟﺗﻁﺑﯾﻕ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺑﺎﺩﺉ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺧﺎﻟﻑ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺏ ﺍﻷﺣﯾﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻡ ﺍﻟﺗﻧﻅﯾﺭ ﻟﻪ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺍﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﺎﻗﺿﺎﺕ ﻋﺩﺓ ﻣﻥ‬
‫ﺣﯾﺙ ﺍﻟﻔﮑﺭﺓ ﻭﺍﻟﺗﻁﺑﯾﻕ ‪ ،‬ﻭﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﮑﻥ ﺇﺟﻣﺎ ل ﺃﻫﻡ ﻋﯾﻭﺏ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﻭﺍﻻﻧﺗﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻣﻭﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫) ‪(kantakji.com/media/175155/ektsad1.pdf‬‬

‫• ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻻﺷﺗﺭاﻛﻲ ﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺣﻭﺍﻓﺯﺍﻟﻣﺎﺩﯾﺔ ﻭﺍﻟﻣﻌﻧﻭﯾﺔ ﺍﻟﺗﻰ‬
‫ﺗﺷﺟﻊ ﺍﻟﻌﻣﺎل ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻻ ﺗرﻗﻰ ﻓﻰ ﻗﻭﺗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺎﻓﺯ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﻓﻰ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ‬
‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺗم ﻓﻘﺩ ﺃﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻭﺩ ﻧﻭﻉ ﻣﻥ ﺍﻟﺗﺭﺍﺧﻰ ﻣﻥ ﺟﺎﻧﺏ ﺑﻌﺽ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺷﺭﻓﯾﻥ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣ ـﺳﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻋﺎﺕ ؛‬

‫‪54‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻣﻥ ﻭﺟﻭﺩ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺭﺩﻉ ﻟﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﺍﻟﻣﻬﻣﻠﯾﻥ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺣﻭﺍﻓﺯ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﻷداء‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺃﯾﺿﺎﻟم ﺗﺑﻠﻎ ﻓﻰ ﺩﺭﺟﺗﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ ﯾﺗﻌﺭﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻣﻧﺗﺞ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻰ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﻰ ﻣﻥ ﺧﺳﺎﺋﺭ ﻗﺩ‬
‫ﺗﺅﺩﻯ ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻠﻙ؛‬

‫• ﻛذﻟك ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻭﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣﻥ ﻣرﻛزﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺟﻣﻊ ﻓﯾﻪ ﺳـﻠﻁﺔ ﺍﺗﺧﺎﺫ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﻓﻰ ﺃﯾﺩﻯ‬
‫ﻣﺟﻣﻭﻋﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﻣﺧﻁﻁـﯾﻥ‪ ،‬ﻭﻟـﺫﻟﻙ ﻓـﺎﻟﻘﺭﺍﺭﺍت ﺍﻟﺧﺎﻁﺋﺔ ﺍﻟﺗﻰ ﺃﺻﺩﺭﺗﻬﺎ ﻣﺛل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺳﻠﻁﺎﺕ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ‬
‫ﺁﺛﺎﺭ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل‪ ،‬ﻓﻰ ﺣﯾﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻧﻅﺎﻡ ﺍﻟﺭﺃﺳﻣﺎﻟﻰ ﻧﺟد ﺃﻥ ﺍﺗﺧﺎﺫ ﺃﻯ ﻣﻧﺗﺞ ﻟﻘﺭﺍﺭ ﺧـﺎﻁﺊ ﻟن‬
‫ﯾﮑﻭﻥ ﻟﻪ ﻧﻔﺱ ﺣﺟم ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺳﻟﺑﯾﺔ ﻣﻥ ﺣﯾﺙ ﺷﻣﻭﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﻧﺗﺞ وﺣدﻩ ﺳﯾﺗﺣﻣل ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗرارﻩ؛‬

‫• ﻭﻣﻥ ﺃﻫﻡ اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ وﺟﻬت ﻟﻠﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟروﺗﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻛﻛل‪ ،‬ﺣﯾث أن ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺗﻘوم ﺳواء ﺑﻁﺭﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺃﻭ ﻏﯾﺭ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺑﺈﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﻣﻥ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﯾﺗﻁﻠﺏ ﻭﺟﻭﺩ ﺟﻬﺎﺯ اداري ﺿﺧم وﻓﻌﺎل ‪ ،‬ﻭﻭﺟﻭﺩ ﻧﻅﺎﻡ ﻟﻠﻣﺭﺍﻗﺑﺔ‬
‫ﺍﻟﺩﻗﯾﻘﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺭﺓ‪ ،‬وﻫذا ﺑدورﻩ ﯾؤدي ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺗﮑﺎﻟﯾﻑ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ ﻣﻥ ﻧﺎﺣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻰ ﺗﻌطﯾل اﻟ ﻛﺛﯾر‬
‫ﻣن اﻻﺟراءات ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ‪.‬‬

‫‪ 4- 2‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ‪:‬‬

‫إن ﺟﻬﺎز اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﯾﺗﻛﻔل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺗوزﯾﻊ ﻣوارد‬
‫اﻻﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﺧطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ‪ ،‬وﺗﻠﺗزم ﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺣدات‬
‫اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬وﯾﺳﺎﻋد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋدد ﻣن اﻻدارات ﺗﺧﺗص ﻛل ادارة‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﺑدراﺳﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ واﻗﺗراح ﻣﺎ ﺗراﻩ ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻣن ﻗرارات‪ ،‬وﺗﺗوﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﺑدراﺳﺔ اﻗﺗراﺣﺎت‬
‫اﻻدارات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ واﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﺿﺣﯾﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﺣﺎﺟﺎت ﻻﺷﺑﺎع أﺧرى ﺣﺳب ﻣدى ﺗوﻓر اﻟﻣوارد وﻣﺎ‬
‫ﻫو ﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺟﻬﺎز اﻟﺗﺧطﯾط ﯾﺿﻊ اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﻌدﻻت اﻻﻧﺗﺎج ﻛﻣﺎ وﻧوﻋﺎ ‪،‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺗﻔﺻﯾﻠﻲ ﯾﺑﯾن ﻟﻛل وﺣدة ﻣن اﻟوﺣدات اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻧﺻﯾﺑﻬﺎ ﻣن اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻛﻠﻲ وﻣﺎ ﯾﻠزم ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا‬
‫اﻻﻧﺗﺎج ﻣن ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،،‬وﻻ ﺗﺳﺗﻬدف ﺧطﺔ اﻻﻧﺗﺎج ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ واﻧﻣﺎ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺣدد‬
‫اﻟﺧطﺔ اﻟﻣوﺿﻌﺔ ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻣرﻛزي ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﻬﻼك وﻫﯾﻛﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻻ‬
‫ﯾﺗم طﺑﻘﺎ ﻟﻠطﻠب اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺎ وﺿﻌﺗﻪ اﻟﺧطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وان ﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ ﻋﻠﻬﺎ‬
‫ﺗﺣدﯾد ﻣﺎ ﯾﺟب اﺳﺗﻬﻼﻛﻪ وﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾﺎت اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬وﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن ﯾﺣدد ﻛذﻟك ﻓﻲ اطﺎر اﻟﺧطﺔ‬

‫‪55‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﯾﺗم اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋن طرﯾق اﻟﺧطﺔ ﻛذﻟك وﺗوزﯾﻊ ﻗدر ﻣن اﻟﻘدرة‬
‫اﻟﺷراﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﺎل ﺑﻘدر ﯾﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﻘدار اﻻﻧﺗﺎج)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص ص ‪.(69- 68‬‬

‫‪ - 3‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ‬

‫ان اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻫو ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺻول اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻟﻘرآ ن‬
‫واﻟﺳﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻼﺋم اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻧﺎ واﻟﻌﺻر اﻟذي ﻧﻌﯾش ﻓﯾﻪ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻻﺳﻼم ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻛل زﻣﺎن‬
‫وﻣﻛﺎن)اﻟرﻣﺎﻧﻲ‪،‬اﻟﻌدد‪،175،1996‬ص ‪. (13.‬‬

‫‪ 1- 3‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ ‪:‬‬

‫ﯾرﺗﻛز اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺗﻣﯾزا ﻋن ﻏﯾرﻩ‬
‫ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻪ ووﺳﺎﺋﻠﻪ وأﻫداﻓﻪ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﻧﻌرض ﺑﺷﻛل ﻣوﺟز أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ 1- 1- 3‬ﻣﺑدأ اﻟﻌﻘﯾدة‪:‬‬

‫ان اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ ﻧﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﻌﻘﯾدة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻻﯾﻣﺎن ﺑﺎﷲ وﺗﻘواﻩ ﻋﻣﻼ ﻣ ن‬
‫ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﻻ ﯾﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛﻣﻪ‪ ،‬ﻓﯾﺟﻣﻌﻬﻣﺎ ارﺗﺑﺎط ﻣن ﻧوع‬
‫اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ وﻻ ﯾﺣل ﻟﻪ اﻟﺧروج ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻛون ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ ﻣﻊ ﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟﻌﻘﯾدة اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ وﻣﻛﯾﻔﺔ‬
‫ﺑﻬﺎ)اﻟرﻣﺎﻧﻲ‪،‬اﻟﻌدد‪،175،1996‬ص‪ . ( 21.‬وﯾﻧدرج ﺿﻣن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳس اﻟﻌﻘﺎﺋدﯾﺔ ﻓﺎﻷﺳﺎ س‬
‫اﻷول ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻻﺳﺗﺧﻼف ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﺳﺎن ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم ﻣﺳﺗﺧﻠف ﻣن اﷲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرض ﻟﻌﻣﺎرﺗﻬﺎ واﺳﺗﺛﻣﺎر‬
‫ﺧﯾراﺗﻬﺎ‪ ،‬واﻷﺳﺎ س اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺗﺳﺧﯾر ذﻟك أن اﻷرض زﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺧرة ﻟﻼﻧﺳﺎن ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﺣﻘﯾق‬
‫اﻻﺳﺗﺧﻼف‪ ،‬واﻷﺳﺎس اﻟﺛﺎﻟث اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻓﺗﺳﺧﯾر اﻷرض واﺳﺗﺧﻼﻓﻬﺎ ﯾﻘﺗﺿﯾﺎن اﻧﺗﻔﺎع اﻻﻧﺳﺎن ﺑﻣﺎ ﯾوﺟد ﻣن‬
‫ﻣوارد‪ ،‬واﻷﺳﺎس اﻟراﺑﻊ اﻟوﺳﺎﺋﻠﯾﺔ ﻓﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻧﺗﺎﺟﺎ واﺳﺗﻬﻼﻛﺎ واﺳﺗﺛﻣﺎرا ﻟﯾس ﻏﺎﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ وﺳﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﻌﺑﺎدة اﷲ واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟدﯾن‪ ،‬واﻷﺳﺎس اﻟﺧﺎﻣس اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻌ ﻣوﻣﯾﺔ ﻓﺎﺳﺗﺧﻼف اﻷرض واﻻﻧﺗﻔﺎع ﺑﻣواردﻫﺎ‬
‫ﻻ ﯾﺧﺗص اﷲ ﺑﻬﺎ اﷲ ﻓرﯾﻘﺎ ﻣن اﻟﻧﺎس دون ﻏﯾرﻩ‪ ،‬واﻷﺳﺎس اﻟﺳﺎدس اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ذﻟك أن ﻣﺎ ﯾﻘﺗﻧﯾﻪ اﻻﻧﺳﺎن‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻛﺳﺑﻪ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻻ ﯾﻌطﻲ ﻟﺻﺎﺣﺑﻪ اﻣﺗﯾﺎزا ﺧﺎﺻﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﻠﺣق ﺑﻪ ﻓﻘدان اﻟﻣﺎل أو اﻟﻔﻘر ﻋﺿﺎﺿﺔ‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺳﺎﺑﻊ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﯾﺗﺣﻣل ﻛل اﻧﺳﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻣﻠﻪ وﻧﺷﺎطﻪ وﻫو اﻟﻣﺳؤول ﻋﻧﻪ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ دﻧﯾوﯾﺔ‬
‫وﻣﺳؤوﻟﯾﺔ أﺧروﯾﺔ )اﻟرﻣﺎﻧﻲ‪،‬اﻟﻌدد‪،175،1996‬ص ص‪(28- 26 .‬؛‬

‫‪56‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 1- 3‬ﻣﺑدأ اﻷﺧﻼ ق‪:‬‬

‫ﻻ ﺗﻧﻔﺻل اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻋن اﻟﺟﺎﻧب اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺳواء ﻣن ﺣﯾث اﻟوﺳﺎﺋ ل‬


‫واﻟﻧظرﯾﺎت أو ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻘﺎﺻد واﻷﻫداف‪ ،‬وﻟﻬذا ﻓﺈن ﺗدﻋﯾم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن أﻫم اﻟﻣﻘﺎﺻد‬
‫اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ)ﺻﺎﻟﺢ‪،1985،‬ص‪(51.‬؛‬

‫‪ 3- 1- 3‬ﻣﺑدأ اﻟﺛواب واﻟﻌﻘﺎب ‪:‬‬

‫ان اﻟﻣﺳﻠم ﯾﺳﺗﻬدف ﻣن أﻋﻣﺎﻟﻪ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻧﯾل أﻛﺑر ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺛواب ﻓﻲ اﻵﺧرة‬
‫اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻋن طرﯾق اﻟﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻬﺞ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وطﺑﻘﺎ ﻟﺷرﯾﻌﺗﻪ )ﺷوﻗﻲ‪،1983،‬ص‪(56.‬؛‬

‫‪ 3- 1- 3‬ﻣﺑدأ اﻟﺣﻼل واﻟﺣرام ‪:‬‬

‫ﺗﺗدﺧل ﻗﺎﻋدة اﻟﺣﻼل واﻟﺣرام ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻊ واﻻﺑﺎﺣﺔ وﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻷن ﻗﺎﻋدة اﻟﺣﻼ ل‬
‫واﻟﺣرام ﺗﺿﻊ ﻓﻲ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺳﻼﻣﻲ) اﻟﻧﺟﺎر‪،1985،‬ص‪.(17.‬‬

‫‪ 2- 3‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻻﺳﻼﻣﻲ‬

‫إن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎء اﻻﻗﺗﺻـﺎد اﻟﻐرﺑﻲ ﻟﻌﻼﺟﻬﺎ ﺗﺗﻠﺧص ﻋﻧدﻫم ﻓﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻧدرة‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﯾﻘﺻدون‬
‫ﺑﻬﺎ أن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣـﺔ أﻗـل ﻣـن اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ‪ ،‬وﻟﻛن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟزءا ﻣن ﻧظرة‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓ ﻼ ﯾﻌﺗـرف ﺑﻬذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻔﻛر اﻟﻐرﺑﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ ﺗﻧﺑﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻧظر اﻹﺳﻼم ﻻ ﻣن ﻧدرة اﻟﻣوارد وﻟﻛن ﻣن ﺳوء ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎاﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗد ﺧﻠق اﻷرض وﻗدر ﻓﯾﻬﺎ أﻗواﺗﻬﺎ‬
‫وﻫﻲ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛل ﻣن دب ﻋﻠﯾﻬﺎ طﯾﻠﺔ ﺣﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬وﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ﻓﺈن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﺣﯾن ﯾﺗﺧﻠﻰ اﻟﻧﺎ س‬
‫ﻋن اﻟﺳﯾر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷرزاق وﻓق ﻣﺎ أﻣرﻫم ﺑﻪ اﻟـرزاق‪ ،‬ﻓﺣﯾﺋﻧذ ﯾﻧﺷﺄ اﻻﺧﺗﻼل وﺗﺑدأ اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﻻ ﻋﻼج‬
‫ﻟﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻌودة ﻟﻣﻧﻬﺞ اﻹﺳﻼم اﻟﻘوﯾم ) ‪.(rahmah.vs120080.hl-users.com‬‬

‫‪ - 4‬اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻫو اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺳﻣﺎت ﻋدة أﻧظﻣﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾ ﺔ‬
‫أي ﺳﻣﺎت ﻧظﺎﻣﯾن أو أﻛﺛر‪ ،‬وﻟم ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ إطﺎرﻩ ﺳﻣﺎت ﻣﺣددة ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻧظﺎﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﺑﺻﻔﺎﺗﻪ‬

‫‪57‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻧﻘﯾﺔ )اﻷﺻﻠﯾﺔ ( ‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ أو ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﻪ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻹﺛﻧﯾن ﻣﻌﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾﺗم‬
‫ﻓﯾﻪ اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻧظﺎﻣﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠطﺎ )‪.(babymahaza.blogsp ot.com‬‬

‫‪ 1- 4‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠط ‪:‬‬

‫ان اﻟﻧظـﺎم اﻻﻗﺗﺻـﺎدي اﻟﻣﺧـﺗﻠط ﻫــو اﻟﻧظـﺎم اﻟـذي ﺗﺣﻘــق واﻗﻌﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻛــل اﻷﻧظﻣـﺔ اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ اﻟﻣﺗﺑﻌــﺔ‬
‫ﻓــﻲ دول اﻟ ﻌ ــﺎﻟم ﺑﺷ ــﻘﯾﻪ اﻻﺷــﺗراﻛﻲ واﻟ أرﺳ ــﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑ ــﺎرﻩ اﻟﻧظــﺎم اﻟ ــذي ﯾﺟﻣ ــﻊ ﺑــﯾن ﺳ ــﻣﺎت اﻷﻧظ ﻣ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ‬
‫وﯾﻛﻣن ﺗﻠﺧﯾص أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪(babymahaza.blogsp ot.com) :‬‬

‫• أﻫﻣﯾﺔ وﺟود اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ واﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك وﺟود اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻣﺷروﻋﺎت‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد وأداء ﻧﺷﺎطﻪ ؛‬

‫• وﺟود ﻗدر ﻣن اﻟﺗﺧطﯾط أو اﻟﺗوﺟﯾﻪ اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣدى ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻣﻊ اﻻﻋﺗﻣﺎد وﺑﺣدود‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق واﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ رﻏم اﻻﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻣدى ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ؛‬

‫• ﻣن أﻫداف اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻰ اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻧﺣو‬
‫اﻟوﺻول إﻟﯾﻬﺎ وﻟﻛن ﺗﺣت ﻣراﻗﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗﻧ ظﯾم ﻋﻣﻠﻬﺎ ﺑﺳن اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ وﺗﺷﺟﯾﻌﻬﺎ وﺗﺣﻔﯾزﻫﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻌوﻧﺎت واﻟ ﻣﻧﺢ ﻣن أﺟل أداء دورﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬وﻛذﻟك ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻌﻲ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﻠوﺻول إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل إدارﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬رﻏم اﺧﺗﻼف اﻟﻣدى اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ‬
‫ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺗﯾن‪ ،‬وﻫذا ﻏﺎﻟﺑﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﺻراﻋﺎ ﺑﯾن أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺣﻛوﻣﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬم ﻻ ﯾﻔﺿﻠون‬
‫اﻟﺗدﺧل اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﺗﺑر ﺳﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺳﻣﺎت اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط ؛‬

‫• اﻟﻘﯾﺎ م ﺑﺎﻟدور اﻟﻣﻬم ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ‬
‫رﻏم أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻛﻣﺷروﻋﺎت اﻟﻣﺎء واﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟطرق واﻟﺟﺳور ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل اﻟﻌﺎم وﻏﯾرﻫﺎ ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر‬
‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻣن اﻟدﻓﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺗﺿ ﻣن اﻷﻣن اﻟداﺧﻠﻲ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ؛‬

‫• ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻌﻣﺎل وﺗوﻓﯾر اﻟﻌﻣل ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻌﺎطﻠﯾن‬
‫واﻟﻌﺟزة‪ ،‬وذﻟك ﺑﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺳﯾن اﻟظروف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺳﻘﯾف اﻟﺣد اﻷدﻧﻰ ﻟﻸﺟور‪ ،‬واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن‬
‫ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل‪ ،‬واﻟﺣد ﻣن اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻌﺎﻣل‪ ،‬وﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطرد اﻟﻛﯾﻔﻲ‪ ،‬وﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺄﻣﯾن واﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬
‫ﻟﻠﻌﺎطﻠﯾن ﻋن اﻟﻌﻣل‪ ،‬واﻟﺗﻌوﯾض ﻋن إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻌﻣل‪ ،‬واﻟﺗﺄﻣﯾن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻏﯾر ذﻟك ؛‬

‫‪58‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• ﻗﯾﺎم اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺧﺗﻠط وﻣن ﺧﻼل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗوﻓﯾر اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﯾﺗم اﻹﻧﺗﺎج طﺑﻘﺎ‬
‫ﻟرﻏﺑﺎﺗﻪ وﺗﻔﺿﯾﻼﺗﻪ‪ ،‬وﺗوﻓﯾر اﻹﻋﺎﻧﺎت ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻏﯾر اﻟﻘﺎ درﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻣﺎ إﻟﻰ‬
‫ذﻟك‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺎﻓظ اﻟﻧظﺎ م ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺗﺞ ‪ ،‬ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﺗوﻓﯾر اﻟﻘواﻧﯾن ﻟﻌﻣل آﻟﯾﺔ اﻟﺳوق ‪,‬وﺟﻬﺎز‬
‫اﻷﺳﻌﺎر وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد وﻏﯾرﻫﺎ ‪.‬‬

‫‪ 2- 4‬ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺧﺗﻠ ط‬

‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﻣﺑﺎدﺋﻪ ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ واﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬ﻓﺈن ﻧظرﺗ ﻪ‬
‫اﺗﺟﺎﻩ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن ﺟﻬﺎز اﻟﺗﺧطﯾط اﻟﻣرﻛزي ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻹﯾﺟﺎد ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻻﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬وﺗﺑﻧﻲ أﯾﺿﺎ ﺟﻬﺎز اﻟﺛﻣن وﺗرك آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق ﺗﺄﺧذ‬
‫ﻣﺟراﻫﺎ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬اﻷ ﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬

‫ﯾﻌﺑر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻬود اﻟذي ﯾﺑدﻟﻪ اﻟﻔرد ﻻﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ أو ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال‬
‫واﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن اﻷﻓﻌﺎل واﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺄﺧذﻫﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﻣﯾدان اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص‬
‫اﻻﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ) وﻟﻌﻠو‪،1981،‬ص‪ ،(454.‬وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧظﺎم ﻣن اﻟﻧظم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟوﺣدات اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻧﺗﺎج وﺗوزﯾﻊ وﺗداول‬
‫اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ)دوﯾدار‪،2002،‬ص‪ ،(17.‬ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬
‫ﯾﻌﺑر ﻓﻲ ﺟوﻫرﻩ ﻋن ﺳﻠوك اﻟﻔرد أﺛﻧﺎء ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺎﻻﻧﺗﺎج واﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ واﻟﺗوزﯾﻊ واﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺳﻧﺗﻌرض‬
‫اﻟﻰ ﺑﻌض ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اﻻﻧﺗﺎج‪:‬‬

‫ان ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج ﺗﻌﺑر ﻋن ذﻟك اﻟﺻراع ﺑﯾن اﻻﻧﺳﺎن واﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬وأن اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻراع ﻻ‬
‫ﯾﻌﯾش ﺑﻣﻔردﻩ ٕواﻧﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ أﺛﻧﺎﺋﻬﺎ ﺗﻘوم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن أﻓراد‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﺎج ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل ﺑﯾﻧﻬم‪،‬‬
‫ﻓﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل داﺧل اﻟوﺣدة اﻟوﺣدة اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن اﻋﺗﻣﺎد ﻣﺗﺑﺎدل‬
‫ﺑﯾن اﻟوﺣدات اﻋﺗﻣﺎدا ﺗﺗﺳﻊ ﺷﺑﻛﺗﻪ وﻣداﻩ ﺑﺈزدﯾﺎد درﺟﺔ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻣل‪ ،‬ﻓﺎﻟوﺣدة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺧﻠﯾﺔ‬

‫‪59‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﻧﺷﺎطﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟوﺣدات اﻷﺧرى ﺳواءا ﻓﻲ ﺣﺻوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫو‬
‫ﺿروري ﻟﻼﻧﺗﺎج‪ ،‬أو ﻓﻲ ﺗﺻرﯾف ﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﻪ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﺎج ﺗدور ﺣول‬
‫ﻋﻼﻗﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺗﺣدد اﻟطرق اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﻬﺎ وﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج وﻣن ﺗم أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻌﺎون وﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﻛﻣﺎ‬
‫ﺗﺣدد ﻧﺻﯾب ﻛل ﻓرد ﻓﻲ ﻧﺎﺗﺞ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ)دوﯾدار‪،1993،‬ص‪.(276.‬‬

‫ﻓﯾﺷﻣل اﻹﻧﺗﺎ ج ﻓﻲ ا ﻟﻌﺮف اﻻﻗﺗﺻﺎد ي ﻛل ﻣﺎ ﯾﺆدى إ ﻟﻰ إﯾﺟﺎ د اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو إ ﻟﻰ زﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة‬


‫ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻓﺗﺣﻮﯾﻞ اﻟ ﻣواد اﻟﺧﺎم إﻟﻰ ﺳﻠﻊ ﻣﺻﻧ ﻮﻋﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﻧﻘﻞ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﮑﺎن ﺗواﻓرﻫﺎ إﻟﻰ‬
‫ﻣﮑﺎن ﯾﻧدر ﻓﯾﻪ وﺟﻮد ﻫﺎ ﻧﺷﺎ ط ﻣﻧﺗﺞ ‪ ،‬وﺗﺧ ﺰﯾ ﻦ اﻟﻣﺣﺻﻮل ﻣﻦ وﻗت اﻟﺣﺻﺎد ﻟﺗﻮزﯾﻊ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣدار‬
‫اﻟﻌﺎم ﺣﺳب اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﻧﺷﺎ ط ﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬واﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻦ اﻟﺑﺎﺋﻌﯾﻦ واﻟﻣﺷﺗﺮﯾﻦ ﻧﺷﺎط ﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺷﺎط اﻷول ﺗﻧﺗﺞ‬
‫ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺷﮑﻠﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﮑﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻟث ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ زﻣﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺮاﺑﻊ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ‬
‫ﻣﻧﻔﻌﺔا ﻟﻣﻠﮑﯾﺔ)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪. (125.‬‬

‫ﻓﯾرى اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣدﯾث أن اﻹﻧﺗﺎج ﻟﯾس ﺧﻠق اﻟﻣﺎدة ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﺧﻠ ق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ‪،‬أو إﺿﺎﻓ ﺔ‬
‫ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺟدﯾدة ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر إﯾﺟﺎد اﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ ﻣن ﻗﺑل‪ ،‬ﻓﺎﻟﺧﻠق ﻟﯾس ﻣن ﺻﻧﻊ اﻹﻧﺳﺎن‬
‫ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﻣن ﻋﻣل ﯾﻧﻔرد ﺑﻪ اﻟﺧﺎﻟق ﺳﺑﺣﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ‪ ،‬وﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ طﺎﻗﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﻫو ﺗﻐﯾﯾر ﺷﻛل اﻟﻣﺎدة ﺑﻣﺎ‬
‫ﯾﺗﻧﺎﺳب وطرق اﺷﺑﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺣﺎﺟﺎت)ﺳﻌﯾد‪،2010،‬ص‪.( 218،‬‬

‫‪ 1- 1‬اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫ﻟﻘد ﺗطور ﻛﺛﯾرا ﻣﺣﺗوى ﻓﺿﺎء اﻹﻧﺗﺎج ﻣﻧذ ﻋﻬد اﻟﻔﯾزوﻗراط ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر‪ ،‬ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت‬
‫اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﺑﺄن اﻹﻧﺗﺎج ﻛل ﻋﻣل ﯾﺧﻠق ﻧﺎﺗﺟﺎ ﺻﺎﻓﯾﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻌﻣل ﯾﺿﯾف ﻣﻘدارا ﻣن اﻟﻣوارد‬
‫أﻛﺑر ﻣن ذﻟك اﻟﻣﻘدار اﻟذي ﯾﻛون ﻗد ﺗم ﺑذﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬وﻟﻘد ذﻫب اﻟطﺑﯾﻌﯾون إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟزراﻋﺔ‬
‫ﻫﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻧﺗﺟﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻷن اﻟزراﻋﺔ ﺣﺳﺑﻬم وﺣدﻫﺎ ﺗؤدي إﻟﻰ أن‬
‫ﯾﺣﺻل اﻟﻣزارع ﻋﻠﻰ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣوارد أﻛﺑر ﻣن ﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣوارد اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻧﺗﺎج اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل‬
‫اﻟزراﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ ﺣﺳﺑﻬم ﻫو وﺣدﻩ اﻟذي ﯾﺧﻠق اﻟﺛروة‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻋﺗﺑر ﺑﺄن‬
‫ﻋﺎﻣل اﻟﻌﻣل ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻔﻬوم اﻻﻧﺗﺎج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻛر اﻟﺣدي أو‬
‫اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻓﻘد اﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻔﻛر اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ واﻋﺗﺑر اﻻﻧﺗﺎج ﻛذﻟك ﺧﻠق ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔﻛر‬

‫‪60‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺣدﯾث ﻓﻘد ادﻣﺟوا ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻷرﺑﻊ )اﻷرض‪،‬اﻟﻌﻣل‪،‬رأس اﻟﻣﺎل‪،‬اﻟﻌﻣل( ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم‬
‫اﻻﻧﺗﺎج)ﻋﻣﺎري‪،2014- 2013 ،‬ص ص‪.(4- 3 .‬‬

‫‪ 2- 1‬ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‬

‫ان ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻫﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻘد ﻛﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻓﻲ اﻟﺑداﯾ ﺔ‬
‫ﯾﻘﺳﻣون ﻋواﻣل اﻹﻧﺗﺎج إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻋواﻣل‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬم ﻟم‬
‫ﯾﻌﺗرﻓوا ﺑﻌﻧﺻر اﻟﺗﻧظﯾم ﻛﻌﺎﻣل ﻣﺳﺗﻘل ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻹﻧﺗﺎج واﻟﺳﺑب ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻐﺎﻟب ﻫو اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدﯾرﻫﺎ ﺷﺧص واﺣد‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﻣرور اﻟوﻗت وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ازداد ﺣﺟم اﻟﻣﺷروﻋﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻛﺑرى)ﻣﻧدور‪،2002،‬ص‪ ،(263.‬وﻗد أﺿﯾف‬
‫اﻟﻌﺎﻣل اﻟراﺑﻊ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ اﻻﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻻﺑراز أﻫﻣﯾﺔ دور اﻟﻣﻧظم ﻓﻲ‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﺎﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ واﻟﺗﻧﺳﯾق‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﻔﺎق اﻟﻔﻌﻠﻲ‬
‫ﻣﻊ ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﺣﺻوﻟﻪ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪.(125.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﺳﻧﺗﻌرض اﻟﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻷرﺑﻌﺔ‪:‬‬

‫‪ 1- 2- 1‬اﻷرض ‪:‬‬

‫اﻷرض ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺷﺎﺋﻊ ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ذﻟك اﻟﺟزء اﻟﯾﺎﺑس ﻣن اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اطﺎر ﻋﻠم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻣﻌﻧﺎﻫﺎ أوﺳﻊ ﻣن ذﻟك ﻟﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺗدﺧل اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﯾﺟﺎدﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻷرض‬
‫ﺗﺷﻣل ﻛل ﻣﺎ أوﺟدﻩ اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺳﺧرﻩ ﻟﻼﻧﺳﺎن‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﯾﺎﺑﺳﺔ ﺑل ﺗﺷﺗﻣل ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎطﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﻌﺎدن وﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳطﺣﻬﺎ ﻣ ن ﻏﺎﺑﺎت وﻣوارد ﻣﺎﺋﯾﺔ وﺛروات طﺑﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻷرض ﻣﻔﻬوم ﻋﺎم‬
‫ﯾﺷﻣل ﻛل ﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﻼﻧﺳﺎن ﻋﻣل ﻓﻲ اﯾﺟﺎدﻩ)اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ‪،2007،‬ص ‪(38.‬؛‬

‫‪ 2- 2- 1‬اﻟﻌﻣل ‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم اﻟﻌﻣﻞ اﻹﻧﺳﺎﻧﻰ اﻟذي ﯾﻣﺛ ﻞ ﺟﻬدا ﺑﺷﺮﯾﺎ ﻋﺿﻠﯾﺎ أو ذﻫﻧﯾﺎ‪ ،‬وﯾﺗﻮﻗ ﻒ‬
‫دور اﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج ﻋﻠﻰ ﺣﺟﻢ اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ وﻋﻠﻰ ﻛﻔﺎﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪ ،(126.‬ﻓﯾﻌﺗﺑر‬
‫اﻟﻌﻣل ﻣن أﺑرز ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج وأﻫﻣﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠف ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن ﻣﻔﻬوم اﻟﻌﻣل اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻣل‬

‫‪61‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻓﻲ اﻻطﺎر اﻟﻌﺎم ﯾﻘﺻد ﺑﻪ أي ﺟﻬد أو ﻓﻌل ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻻﻧﺳﺎن‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻطﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻌﻣل‬
‫ﺳوى اﻟﻣﺟﻬودات اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻻﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﯾﻛﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻌﻣل‪ ،‬اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﻌﺿﻠﻲ واﻟﻌﻣل اﻟذﻫﻣﻲ‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن أي ﻣﺟﻬود اﻧﺳﺎﻧﻲ ﻻ ﯾﺧﻠوا ﻣن ﻫذﯾن اﻟﻧوﻋﯾن‪ ،‬اﻻ أﻧﻪ ﯾوﺟد‬
‫أﻋﻣﺎل ﯾﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ طﺎﺑﻊ ﻋن آﺧر)اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ‪،2007،‬ص ص ‪(36- 35 .‬؛‬

‫‪ 3- 2- 1‬رأس اﻟﻣﺎل ‪:‬‬

‫رأس اﻟﻣﺎل ﻓﻲ ا ﻟﻌﺮف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋﻦ ﻣﺟﻣﻮﻋﺔ ﻣن اﻷﻣوال اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓ ﻲ‬
‫اﻹﻧﺗﺎج ﻟﺰﯾﺎدة إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣﻞ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ‪ ،‬أو ﻫﻲ اﻟﺛروة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ إ ﻧﺗﺎ ج ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت أﺧﺮ ى‪ ،‬وﯾﻌﺑر‬
‫ﻋﻦ ﻫذﻩ اﻟﺛروة ﺑﻣﺟﻣﻮع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬وﯾﻌﺑﺮ ﻋﺎدة ﻋ ﻦ رأس اﻟﻣﺎل‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدى ﺑﺮأس اﻟﻣﺎل اﻟﻌﯾﻧﻲ أو اﻟﻔﻧﻲ‪ ،‬وﻓﻛرة رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻔﻧﻲ ﻓﻛرة ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻌﺮ ﻓﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧظم‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬أﻣﺎ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﯾﻌﺗﺮ ف ﺑﻪ ﻟﻸﻓﺮاد ﻓﻲ اﻟﻧظم ا ﻟﺗﻲ ﺗﻘر ﺣﻖ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ا ﻟﻔﺮدﯾﺔ ﻟﻠﻣوارد‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗرف ﺑﻬﺎ ﻟﻠﺟﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪.(145.‬‬

‫وﯾﻔرق ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺛﺎﺑت واﻟذي ﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻷﺻول اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻫ و‬
‫ﻛل ﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج ﻷﻛﺛر ﻣن ﻣرة دون أن ﯾﻔن ﻟﻣﺟرد اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻣرة واﺣدة‪ ،‬ﻓرأس اﻟﻣﺎل‬
‫اﻟﺛﺎﺑت ﯾﻣﻛن ﺗﻛرار اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻣر اﻻﻧﺗﺎﺟﻲ ﻛﺎﻵﻻت واﻟﻣﻌدات واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ‬
‫ووﺳﺎﺋل اﻟﻧﻘل‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗداول أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑرأس اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎﻣل‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻧك‬
‫اﺳﺗﺧداﻣﻪ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻔﻧﻰ ﺑﻣﺟرد اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻣرة واﺣدة ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج ﻛﺎﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﺳﻠﻊ اﻟوﺳﯾطﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﯾﻛﻣن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص اﻟذي ﺗرﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻸﻓراد‬
‫واﻟوﺣدات اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص‪ ،‬ورأس اﻟﻣﺎل اﻟﻌﺎم أو ﻣﺎﯾﻌرف ﺑﺎﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟذي‬
‫ﺗرﺟﻊ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻠدوﻟﺔ)اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ‪،2007،‬ص ص‪(41- 40 .‬؛‬

‫‪ 4- 2- 1‬اﻟﺗﻧظﯾم ‪:‬‬

‫ان اﻟﺗﻧظﯾ م ﻫو ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺄﻟﯾف ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻷﺧرى وﻓق ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن أﺟل اﺗﻣﺎم‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻊ ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬وﺗﻛﻣن اﻟﻣﺧﺎطرة ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗﯾﻘن ﻣن ﻋﺎﺋد اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ)اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ‪،2007،‬ص‪ ، (41.‬ﻓﻘد أﺿﺎف " ﻣﺎرﺷﺎل " اﻟﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋﺎﻣﻼ راﺑﻌﺎ ﻫو‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬وﯾﺗوﻟﻰ ﻣﻬﻣﺔ ﺗﻧظﯾم اﻻﻧﺗﺎج ﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﻧظم‪ ،‬وﯾﺗﻣﺛل ﺟوﻫر وظﯾﻔﺔ‬

‫‪62‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﻣﻧظم ﻓﻲ اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﻧﺑؤات اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ ﻋن اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻣﺗﺣﻣﻼ ﻛل اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻧﺑؤات)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪ ، (153.‬وﯾرﻓض ﺑﻌض‬
‫اﻟﻛﺗﺎب اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻼ ﻣن ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻣﺳﺗﻘﻼ ﻋن اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﯾدﻟﻠون ذﻟك ﺑﺄن ﻫﻧﺎك أﻋﻣﺎﻻ ﺗﺗطﻠب‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﺑﻬﺎ ﻛﻔﺎءات ذﻫﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻬﺎرات اﻟذﻫﻧﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻧظﻣﯾن‪ ،‬وﻟﯾس ﺻﺣﯾﺣﺎ أن‬
‫اﻟﻣﻧظم ﯾﺗﺣﻣل وﺣدﻩ ﻣﺧﺎطر اﻟﻣﺷروع‪ ،‬ﻓﻘد ﯾﺗﻌرض اﻟﻌﻣﺎل ﻛذﻟك ﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻧظرا ﻟﻔﺷل اﻟﻣﺷروع‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك‬
‫ﯾﺑﻘﻰ ﻟﻠﻣﻧظم وﺿﻊ ﺧﺎص ﯾﻣﯾزﻩ ﻋن اﻟﻌﺎﻣل‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺳﺗﻘل ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺷروﻋﻪ‪ ،‬ﻛطﺑﯾﻌﺔ‬
‫اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳوف ﯾﻧﺗﺟﻬﺎ واﻟﺳوق اﻟذي ﺳﯾدﺧل ﻓﯾﻪ‪ ،‬وﻧﺳ ب اﺷراك ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺣﺟم اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻻﻧﺗﺎج واﻟﺷﻛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺷروع)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص ص ‪.(155- 154 .‬‬

‫‪ 3- 1‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎج‬

‫ﻟﻺﻧﺗﺎج أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ﺗﻛﻣن أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺧﻠق وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر‬
‫ﻧﺷﺎط اﻻﻧﺗﺎج اﻟداﻓﻊ واﻟﻣﺣرك ﻟﻠﻌﺟﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﯾراد ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪):‬زﻫواﻧﻲ‪،2007- 2006 ،‬ص‪( 25.‬‬

‫• اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ)اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ(‪ :‬ذﻟك ﺑﺗﻐﯾﯾر ﺟوﻫر اﻟﻣﺎدة وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺎدة ﻧﻔﻌﯾﺔ ﺳواء ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ؛‬

‫• اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻧﻘل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ إﻟﻰ أﻣﺎﻛن أﻛﺛر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ وذﻟك ﻋن طرﯾق‬
‫اﻟﻧﻘل اﻟذي ﯾﻌد طرﯾﻘﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ؛‬

‫• اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟزﻣﻧﯾﺔ‪ :‬وذﻟك ﻋن اﻹدﺧﺎل واﻟﺗﺧزﯾن و اﺧﺗﺑﺎر اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب اﻟذي ﺗزداد ﻓﯾﻪ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻬﺎ؛‬

‫• اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ‪ :‬وذﻟك ﻋن طرﯾق اﻟﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ أو اﻟﺧدﻣﺔ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣن ﺷﺧص إﻟﻰ آﺧر؛‬

‫• اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬وﻫﻲ ﻣﺣﺻﻠﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﯾﻣﻛن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﺑﺗﻛﺎﻣل ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وذﻟك ﻋن‬
‫طرﯾق ﺗﺣ ﻘﯾق اﻷﻫداف واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ 4- 1‬ادارة اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ‪:‬‬

‫ﺗﻌددت و ﺗﺑﺎﯾﻧت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ أوردﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون و اﻟﻣﻬﺗﻣون ﺑﻣوﺿوع إدارة اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺷﺎع إ ﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻣﻧذ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت‪ ،‬ﻓﺎﻹﻧﺗﺎج ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﯾﻘﺻد ﺑﻪ إﻻ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ‬

‫‪63‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣول اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ ﻟﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت ‪ ،‬اﺗﺳﻊ ﻟﯾﺷﻣل ﻛل اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﻧظﻣﺎت‬
‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟزراﻋﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺧدﻣﯾﺔ و ﻏﯾرﻫﺎ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت‪ .‬وردت ﻋدة ﺗﻌﺎرﯾف‬
‫ﻟﻺدارة اﻹﻧﺗﺎج و اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ ،‬ﺻﻧﻔت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣداﺧﯾل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ و ﺣﺳب اﻟﺗطور اﻟزﻣﻧﻲ‪):‬اﻟﻌزاوي‪،2006،‬ص‪( 18.‬‬

‫• ادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ :‬اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار‬

‫ﺗﻬﺗم إدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬وﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ إﻧﺗﺎ ج‬
‫اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة و ﺑﺎﻟﻛﻣﯾﺎت و اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣطﻠوﺑﺔ و ﺑﺄﻗل اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ؛‬

‫• ادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ :‬ادارة أﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺣوﯾل‬

‫ﺗﻌرف إدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺑﺄﻧﻬﺎ إدارة ﻧظم اﻟﺗﺣوﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺣول اﻟﻣدﺧﻼت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎ ج‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻰ ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ إﻟﻰ ﺳﻠﻊ و ﺧدﻣﺎت ؛‬

‫• ادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ :‬ادارة اﻟﻣوارد‬

‫إﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻫذ ا اﻟﺗﻌرﯾف ﻓﺈن إدارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﻌﻧﻲ إدارة ﺟﻣ ﯾﻊ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ و اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﻬدف‬
‫ﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت ؛‬

‫• ادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ :‬ادارة أﻧظﻣﺔ اﻻﻧﺗﺎج‬

‫إ دارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﺗﻌﻧﻲ ﻟﻣﻌظم اﻟﻣﻧظﻣﯾن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ إدارة أﻧظﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺎﻧﺗﺎج اﻟﺳﻠﻊ أ و‬
‫ﺗﻘدﯾم اﻟﺧدﻣﺎت أو ﻛﻼﻫﻣﺎ ﻣﻌﺎ‪.‬‬

‫‪ 5- 1‬اﻻﻧﺗﺎج واﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻋرف ‪ Paul M ali‬اﻻﻧﺘﺎﺟﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ "ﻗﯾﺎ س ﻣدى ﻛﻔﺎءة ﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣوارد ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وﻫﻲ ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﻸداء ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣن إﻧﻔﺎق‬
‫‪ ، (Paul Mali,‬ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑرت " ﻣؤﺷر ﻟوﺻف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻧﺗﺎج واﻟﻌواﻣل اﻟﺿرورﯾﺔ‬ ‫)‪1978, p.6‬‬ ‫اﻟﻣوارد"‬
‫ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ " )‪ ، (www.oecol.org/fr/travail/8454123 pdf‬وﻛﻣﺎ ﻋرﻓت اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن‬
‫إﻧﺗﺎج ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ وﻫذان اﻷﺧﯾران ﯾﻌﺗﺑران ﻣﺧرﺟﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬وﺑﯾن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣدﺧﻼت‬
‫‪،‬ﻓﺈﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻫﻲ ﻣؤﺷر‬ ‫اﻹﻧﺗﺎج")‪(www.travail.gouv.qc.ca/productivité.pdf‬‬ ‫اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻫذا‬

‫‪64‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾرﺑط ﺑﯾن ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ )ﺳﻠﻌﺔ أو ﺧدﻣﺔ( ‪ ،‬وﺑﯾن درﺟﺔ ﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد اﻟﺿرورﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ أﻧﻪ ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ﺑﯾن ﻣﻔﻬوم إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻣل‪ ،‬اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة‪ ،‬ﻓزﯾﺎدة اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣ ﻌﺎ‪ ،‬أي ﺗﺣﻘﯾق اﻷﻫداف‬
‫اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻣﺳطرة ﺑﺄﻗل ﻗدر ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﻣوارد‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﺗﺷﻛل ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻟﻛﻔﺎءة‪ ،‬وﻫذان اﻷﺧﯾران ﻫﻣﺎ ﻣؤﺷران ﯾﻌﺑران ﻋن أداء اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ اﻟﻌﻣل ﻣؤﺷر‬
‫ﻟﻠﺣﻛم ﻋﻠﯾﻪ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﺣﯾن اﻻﻧﺗﺎج وﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺗﻌرض إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺷﻣل ﻓﻲ ا ﻟﻌﺮف اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛل ﻣﺎ ﯾﺆدى إﻟﻰ إﯾﺟﺎ د‬

‫اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ أو إﻟﻰ زﯾﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﺳﻠﻊ أو ﺧدﻣﺎت‪ ،‬ﻓﺗﺣ ﻮﯾﻞ اﻟ ﻣواد اﻟﺧﺎم إﻟﻰ ﺳﻠﻊ ﻣﺻﻧ ﻮﻋﺔ ﻧﺷﺎط ﻣﻧﺗﺞ ‪،‬‬
‫وﻧﻘﻞ اﻟﺳﻠﻊ ﻣﻦ ﻣﮑﺎن ﺗواﻓرﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﮑﺎن ﯾﻧدر ﻓﯾﻪ وﺟﻮدﻫﺎ ﻧﺷﺎط ﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬وﺗﺧﺰﯾﻦ اﻟﻣﺣﺻﻮل ﻣﻦ وﻗت‬
‫اﻟﺣﺻﺎد ﻟﺗﻮ زﯾﻊ ﻋﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﻌﺎم ﺣﺳب اﻟﺣﺎﺟﺔ إ ﻟﯾﻪ ﻧﺷﺎ ط ﻣﻧﺗﺞ ‪ ،‬واﻟوﺳﺎطﺔ ﺑﯾﻦ ا ﻟﺑﺎﺋﻌﯾ ﻦ‬

‫وا ﻟﻣﺷﺗﺮﯾﻦ ﻧﺷﺎ ط ﻣﻧﺗﺞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺷﺎط اﻷول ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﺷﮑﻠﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ﻣﮑﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ز ﻣﺎﻧﯾﺔ ‪ ،‬واﻟﺮاﺑﻊ ﺗﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣﻧﻔﻌﺔ ا ﻟﻣﻠﮑﯾﺔ)طﻠﺑﺔ‪،2007،‬ص‪.(125.‬‬

‫وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻻﻧﺗﺎج ﻫو ﺧﻠق ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ ﻣن ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت‪ ،‬وﯾﺗطﻠب اﺳﺗﺧدام ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛ ل‬

‫ﻣدﺧﻼت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ اﻟﻰ ﻣﺧرﺟﺎت ﺗﺄﺧذ ﺷﻛل ﺳﻠﻊ وﺧدﻣﺎت‪ ،‬واﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن ﺗﻠك‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣدﺧﻼت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ وﻣﺧرﺟﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻟﻔ ﻌﺎﻟﯾﺔ وﻛﻔﺎءة اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ - 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ‬

‫ﯾﻌرف اﻟﺑﻌض اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺄﻧﻪ" ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ واﻟﺛروة ﻋﻠﻰ ﻗوى اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ "‬

‫)ﻫﺎﺷم‪،1970،‬ص ‪ ،( 349.‬وﯾﻌرﻓﻪ اﻟﺑﻌض ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻪ" ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻛﻠﻲ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‬

‫وﻗطﺎﻋﺎﺗﻪ ")ﺷﯾﺣﺔ‪،1999،‬ص‪ ،(613.‬وﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﺗﻌرﯾف اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺄﻧﻪ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗ م ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗﻘﺳﯾم‬

‫اﻟﺛروة واﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﯾﯾن ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﺋﺎﺗﻪ وﻗطﺎﻋﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺗﺑﻌﺎ ﻷﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺳﺎﺋد‬

‫وﻓﻲ ظل اﻟﻘﯾم واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﺗطﻠﻌﺎت اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 1- 2‬أﺑﻌﺎد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ‪:‬‬

‫ﺗﺗﻌﻠق ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺛﻠﻰ ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺛروة واﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﯾﯾن ﻋﻠﻰ أﻓراد‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻗطﺎﻋﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻧظرا ﻟﻸﺑﻌﺎد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ واﻷﺧﻼﻗﯾﺔ اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ‪ ،‬وﯾﻛﻣن‬

‫ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺑﺄﺑﻌﺎدﻫﺎ اﻟﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻓﺗراض طرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺛروة واﻟدﺧل‪ ،‬ﺗﻘوم ﻛل‬

‫ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد وﻣﺳوﻏﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﺧرى‪ ،‬وﺳﻧ ﻠﺧص اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل طرﯾﻘﺔ‬
‫ﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ‪):‬اﻟدﺑﺎغ‪،2003،‬ص ص ‪( 22- 20 .‬‬

‫‪ 1- 1- 2‬اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل ‪:‬‬

‫ﺗﻘﺿﻲ ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺈﺣﻼل اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ أﻏﻠب ﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة‬

‫واﻟدﺧل ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾﺗﻣﯾز ﻋن ﻏﯾرﻩ‬
‫ﺑﻬذا اﻻﻋﺗﺑﺎر‪ ،‬ﻓﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻛل ﺗﻣﺎﯾز ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن أﻛﺛر ﻫذا‬

‫اﻟﺗﻔﺎوت ﻣﺻدرﻩ اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ؛‬

‫‪ 2- 1- 2‬اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل ‪:‬‬

‫وﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌد اﻟﻔردي ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬وﺗﻘﺿﻲ ﺑﺈﻗرار اﻻﺧﺗﻼ ف ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة‬
‫واﻟدﺧل ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣﻬﻣﺎ ﺑﻠﻎ ﻣن ﻓﺣش واﺗﺳﺎع‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻧظرة ﻓردﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎﻟرﻩ ﻓردا‬

‫ﻣﺗﻣﯾزا ﻋن ﻏﯾرﻩ ﺑﻣواﻫﺑﻪ وﺛروﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺟﻣﻌﻬﺎ ﺑﺟﻬدﻩ أو ﻣن ﻋﻧد أﺑﺎﺋﻪ‪ ،‬ﻓﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ أن ﺗﻘر‬

‫اﻟﺗﻔﺎوت ٕواﻻ ﻟﻐﺎﺑت دواﻓﻊ اﻟﻌﻣل ﻟدى اﻷﻓراد وﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل؛‬

‫‪ 3- 1- 2‬اﻟﺑﻌد اﻟﻔردي واﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة ‪:‬‬

‫ان ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺑﻌد اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل ﯾﻌﯾق اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ واﻟﻌﻣل ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻐﯾﺎ ب‬

‫اﻟﺣواﻓز‪ ،‬وﻣﺎ ﻟﻬذا اﻷﻣر ﻣن ﻣﺗرﺗﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﺗﻘدﻣﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺑﻌد اﻟﻔردي ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ‬

‫ﺗﺧل ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك ﻣن ﺗﻔﺎوت طﺑﻘﻲ واﺳﺗﻐﻼل ﻟﻠطﺑﻘﺔ اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن‬

‫اﻟﺑﻌدﯾن وﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﺗزان ﺑﯾن ﻛﻔﺎءة اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻫذا اﻟﺑﻌد اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ‬

‫اﻟﺛروة واﻟدﺧل ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪.‬‬


‫‪66‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 2‬أﻧواع اﻟﺗوزﯾﻊ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗﺑﺎﯾﻧت ﻧظرة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻧﺣو أﺑﻌﺎد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ إﻻ أﻧﻬم اﺳﺗطﺎﻋوا أن ﯾﻘﺳﻣوا أﻧواع اﻟﺗوزﯾ ﻊ‬
‫اﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ‪:‬‬

‫‪ 1- 2- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟوطﯾﻔﻲ ‪:‬‬

‫ان اﻟﻣﻘﯾﺎس اﻷول اﻟذي ﯾﻌﺗﻣدﻩ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻟﻘﯾﺎس ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻫو اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ ‪ ،‬واﻟذي‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺗوزﯾﻊ ﻋواﺋد ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﻬﻧﺎ ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻷرﺑﻌﺔ )اﻷرض‪ ،‬اﻟﻌﻣل‬

‫رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬اﻟﺗﻧظﯾم( ﺣﺳب ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل ﻋﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﯾﻘﺗﺿﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل‬

‫اﻟﻘوﻣﻲ ﻋﻠﻰ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذﯾن ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﻘدار ﻣﺎﯾﻣﻠﻛﻪ وأﻫﻣﯾﺔ ﻣﺳﺎﻫﺗﻣﻪ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻣﯾز ﻧﺻﯾب ﻛل ﻓرد ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﻋن اﻵﺧر ﺑﺎﻟﻧظر اﻟﻰ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل واﺣد‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ)ﺑن ﺟﻠﯾﻠﻲ‪،2005،‬ص‪.(47.‬‬

‫‪ 2- 2- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠدﺧل ﻣﻘﯾﺎﺳﺎ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ﺷﺎﺋﻌﺎ ﻟدى اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‪ ،‬ﻓﻬو ﯾوﺿﺢ ﺗﻘﺳﯾ م‬

‫ﻟﻸﻓراد أو اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬وﻻ ﯾﻬم ﻫﻧﺎ ﻣﺻدر دﺧل اﻷﻓراد‪ ،‬وﯾﺗم‬
‫ﺗرﺗﯾب أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺗرﺗﯾﺑﺎ ﺗﺻﺎﻋدﯾﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﻟدﺧوﻟﻬم‪ ،‬وﯾﻘوﻣون ﻛذﻟك ﺑﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت وأﺣﺟﺎم‬
‫ﻣﺗﻣﯾزة ﺣﺳب اﻟدﺧل ‪ ،‬ﺛم ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻠﻣﻬﺎ ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ دﺧﻠﯾﺔ)ﺗودارو‪،‬ﺗرﺟﻣﺔ‬

‫ﺣﺳﻧﻲ وﻣﺣﻣود‪،2008،‬ص‪ ،(200.‬ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﯾﺗم ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن‬
‫ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل واﺣد ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﺗوزﯾﻊ ذو طﺎﺑﻊ ﺟﻣﺎﻋﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪.‬‬

‫‪ 3- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﺧﺗﻠﻔت اﻷﻧظﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد طرق ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل‪ ،‬ﺗﺑﻌﺎ ﻻﺧﺗﻼف اﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﻛل‬

‫ﻧظﺎم واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻓﯾﻣﺎﯾﻠﻲ ﺳﻧﺗﻌرض اﻟﯾﻬﺎ ﺑﺎﯾﺟﺎز ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 1- 3- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج وﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺗﻔﺎوت ﻓ ﻲ‬
‫ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﻣﺳﺄﻟﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﻣﺗطﻠب ﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗواﻓﻘت ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف ﻣﻊ اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك واﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾك واﻟﻛﯾﻧزﯾﯾن‪ ،‬واﺗﻔﻘت ﻛل ﻣدرﺳﺔ‬

‫ﻣﻊ اﻷﺧرى أن اﻟﺗﻔﺎوت ﻓﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ ﺷرط ﺿروري ﻟﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﺎﻫﺗﻣوا ﺑدراﺳﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ‬

‫ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻠﻰ ﻋواﺋد ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬وﺗﺑﻧﻰ ﺑذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾ ﻊ‬

‫اﻟدﺧل ﺣﺳب ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻷرﺑﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ 2- 3- 2‬اﻟﺗوزﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪:‬‬

‫ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟوﺳﺎﺋل اﻻﻧﺗﺎج واﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة واﻟدﺧل ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻛﻛل‪ ،‬وﺗﻛون ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻛﻣﯾﺔ‬

‫اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺑذول وﻧوﻋﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌد اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ‪.‬‬

‫‪ 4- 2‬ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ‪:‬‬

‫ان ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻫو ﺗﻘﺳﯾم اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ ﺑﯾن أﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو ﻓﺋﺎﺗﻪ‪ ،‬اﻟذﯾ ن‬
‫ﺳﺎﻫﻣوا ﻓﻲ اﻻﻧﺗﺎج اﻟﻘوﻣﻲ ﺣﺳب ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻛل ﻓرد أو ﻓﺋﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ظل اطﺎر ﻣﻌﯾن ﻣن اﻟﻘﯾم واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد‬

‫واﻟﺗطﻠﻌﺎت اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﻟﻘد أطﻠق اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺳﻣﯾﺎت‪،‬‬

‫ﻓﻘد أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻛﻼﺳﻛﯾون" ﻧطرﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ"‪ ،‬ﺛم ﺷﺎﻋت ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺗﺳﻣﯾﺔ "ﻧظرﯾﺔ أﺛﻣﺎن‬
‫ﻋﻧﺎﺻر اﻻﻧﺗﺎج ")اﻟدﺑﺎغ‪،2003،‬ص‪ .( 38.‬وﻗد ﺣدد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون أرﺑﻌﺔ أﻧواع ﻣن اﻟﻌواﺋد ﺗﻘﺎﺑل اﻷﻧواع اﻷرﺑﻊ‬

‫ﻟﻌواﻣل اﻻﻧﺗﺎج‪ ،‬ﻓﺎﻟرﯾﻊ ﻋﺎﺋد اﻷرض‪ ،‬واﻷﺟر ﻋﺎﺋد اﻟﻌﻣل‪ ،‬واﻟﻔﺎﺋدة ﻋﺎﺋد رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬واﻟرﺑﺢ ﻋﺎﺋد اﻟﺗﻧظﯾم ‪،‬‬

‫وﺳﻧﺑﯾن ﻣدﻟول ﻛل ﻧوع ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ 1- 4- 2‬اﻟرﯾﻊ ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﻋرف " داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو" اﻟرﯾﻊ ﺑﺄﻧﻪ " ذﻟك اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾدﻓﻊ ﻟﻣﻼك اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل‬

‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ") ‪ ،(Goumeziane,2003,p.37‬ﻓﻘد ﻧﺗﺞ اﻟرﯾﻊ ﻣن ﻛون اﻷرض اﻟزراﻋﯾﺔ‬
‫‪68‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﺗﻣﺗﻠك وﺗﻣﺛل ﻗﯾﻣﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﻧدرة ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ‪ ،‬ﻗد ﻛﺗب "داﻓﯾد رﯾﻛﺎردو" ﻓﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﺻدد أﻧﻪ "ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺳﺗﻘر ﺟﻣﺎﻋﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻷول ﻣرة ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺎ‪ ،‬ﺣﯾث اﻷراﺿﻲ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ‬

‫ﺷﺎﺳﻌﺔ وﻣﺗوﻓرة ﺑﻛﺛرة‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻛﻔﻲ اﺳﺗﻐﻼل ﺟزء ﺻﻐﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻻﺳﺗﻐﻼ ل‬

‫ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ رؤوس أﻣوال ﻛﺑﯾرة‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن وﺟود رﯾﻊ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻣن أﺣد ﻣن‬

‫أﻓراد اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ ﺳﯾﻘوم ﺑﺷراء ﺣﻘوق اﺳﺗﻐﻼل ﻷراﺿﻲ ﻣﻣﻠوﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾوﺟد اﻟﻛﺛﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻼ ﻣﺎﻟك "‬

‫)‪. (Lahouari,1991,p.55‬‬

‫‪ 2- 4- 2‬اﻷﺟر ‪:‬‬

‫ﯾﺧﺗﻠف ﻣﻔﻬوم وطﺑﯾﻌﺔ اﻷﺟر ﺑﯾن اﻟﻧظﺎﻣﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ واﻹﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻛون اﻷﺟور ﺗﺷﻛل‬
‫ﺟزءاً ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻣﻠﻛﯾﺔ ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣرﺗﻛزة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺗﺑرز اﻟﻣﻠ ﻛﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻹﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻛﺎن ﻻﺑد ﻣن وﺟود إﺧﺗﻼف ﻓﻲ‬

‫ﻣﻔﻬوم اﻷﺟر ‪ .‬ﻓﻘد ﻋرف اﻷﺟر ﺑﺄﻧﻪ " ﺛﻣن اﻟﻌﻣل أو اﻟﻣﻘدار ﻣن اﻟﻧﻘود اﻟذي ﯾدﻓﻌﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل إﻟﻰ‬

‫اﻟﻌﺎﻣل ﻧظﯾر ﺧدﻣﺎت ﯾؤدﯾﻬﺎ ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل‪ ،‬وﻫﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣل ﺗﻣﺛل اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎ‬

‫ﯾﺑذﻟﻪ ﻣن ﻣﺟﻬود ﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺣﺳﺎب ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل")ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ‪،2000،‬ص‪ ،(359.‬ﻛﻣﺎ ﻋرف ﺑﺄﻧﻪ "‬

‫ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ‪ ،‬وﯾﺗﺣدد ﺑﻣﺎ ﯾﺿﻣن ﻣﺳﺗوى ﻣن اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻼﺋﻘﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺑﺗوى اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬

‫اﻟدﺧل‬ ‫ﺗﻛوﯾن‬ ‫ﻓﻲ‬ ‫ﻓرد‬ ‫ﻛل‬ ‫اﻷﻓراد ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻬم ﺑﻪ‬ ‫ﺑﯾن‬ ‫ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬وﯾﺗﻔﺎوت‬ ‫واﻟﺣﺿﺎري‬
‫اﻟﻘوﻣﻲ ")اﻟﺷطﺎ‪،1982،‬ص‪ .(14.‬واﻟﺗطرق اﻟﻰ ﻣﻔﻬوم اﻷﺟر ﻻ ﯾ ﻛﺗﻣل دون اﻟﺗﻌرض أﺷﻛﺎﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻧﻔرق ﺑﯾن‬

‫اﻷﺟر اﻟﻧﻘدي وﻫو اﻟﻣﻘﺎﺑل اﻟﻧﻘدي ﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟﻔرد‪ ،‬واﻷﺟر اﻟﻌﯾﻧﻲ وﻫو ﻣﻘﺎﺑل ﻏﯾر ﻣﺎدي‬

‫ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺷﻛل ﺧدﻣﺎت ﯾﻘدﻣﻬﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﻌﻣل ﻟﻠﻌﺎﻣل ﻛﺎﻟﻣواﺻﻼت واﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟطﺑﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬واﻷﺟر‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ وﯾﺗﺧذ ﺛﻼث أﺷﻛﺎل أﺟر اﻟزﻣن‪ ،‬أﺟر اﻟوﺣدات وأﺟر اﻟﻣﻛﺎﻓﺄة)اﻟﺑ راوي‪،1997،‬ص‪.(18.‬‬

‫‪ 3- 4- 2‬اﻟﻔﺎﺋدة ‪:‬‬

‫ﺗﻌددت آراء وﻛﺗﺎﺑﺎت رﺟﺎل اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺣول ﺗﺣدﯾد دﻗﯾق ﻟﻣﻔﻬوم ﻟﻠﻔﺎﺋدة‪ ،‬وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻌدد ﻫذﻩ اﻵراء‬

‫إﻻ أن ﺟوﻫرﻫﺎ ذا ﻣﺿﻣون واﺣد‪ ،‬ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ "آدم ﺳﻣﯾث" ﺑﺄﻧﻪ " ﺛﻣن ﻹﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن‬
‫ﺗﺿﺣﯾﺔ )إدﺧﺎرﯾﺔ( ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ")ﺣرﺑﻲ وﻋرﯾﻘﺎت‪،2006،‬ص‪ ،(110.‬ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻪ "رﯾﻛﺎردو" ﺑﺄﻧﻪ " ا ﻟﺗﻌوﯾض اﻟذي‬

‫‪69‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻣﻘﺗرض ﻋن اﻟرﺑﺢ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﻘﻘﻪ ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣﺎﻟﻪ ")ﺑﻠﻌزوز‪،2004،‬ص‪ ، (36.‬واﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻧد‬
‫" ﻛﯾﻧز" ﻫﻲ " ﺛﻣن اﻟﺗﻧﺎزل ﻋن اﻟﺳﯾوﻟﺔ‪ ،‬أو ﺛﻣن ﻋدم اﻻﻛﺗﻧﺎز‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺛﻣن اﻟذي ﯾﺟب دﻓﻌﻪ ﻟﺣﺎﻣﻠﻲ اﻷﻣوال‬

‫ﻟﻠﺗﻧﺎزل ﻋن اﻷﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻧﻘدﯾﺔ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺻول أﺧرى ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺎطر‬
‫أﻛﺑر ")اﻟﺑﺑﻼوي‪،1997،‬ص‪.(145.‬‬

‫‪ 4- 4- 2‬اﻟرﺑﺢ ‪:‬‬

‫اﻟرﺑﺢ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻫو اﻟﻌﺎﺋد اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﻧظم ﻣن ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎﺭﻩ ﺃﺣﺩ ﻋﻭﺍﻣ ل‬

‫ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ‪ ،‬وذﻟك ﺑﻌد اﻗﺗطﺎﻋﻪ ﻟﻌواﺋد ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج اﻷﺧرى‪ ،‬ﻭﯾﻼﺣﻅ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﯾﺧﺗﻠﻑ ﻋﻥ ﺑﺎﻗﻰ ﺃﺛﻣﺎﻥ‬

‫ﺧﺩﻣﺎﺕ ﻋﻭﺍﻣـل ﺍﻹﻧﺗ ـﺎﺝ ‪ .‬ﻭﻣﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﻏﯾﺭ ﺛﺎﺑﺕ ﺑل ﯾﺗﻌﺭﺽ ﻟﺗﻘﻠﺑﺎﺕ ﮑﺛﯾﺭﺓ ﺗﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻅﺭﻭﻑ ﺇﻧﺗﺎﺝ‬
‫ﺍﻟﺳﻠﻊ ﻭﺗﮑﻠﻔﺗﻬﺎ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺽ ﻭﺍﻟﻁﻠﺏ ﻭﻅﺭﻭﻑ ﺍﻷﺳﻭﺍﻕ ‪.‬‬

‫‪ - 3‬اﻻﺳﺗﻬﻼك‬

‫ﻟﻘد ﻋرف ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗطورات ﻧظرﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺑﻔﺿل ﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬واﺑـرز ﻣـن وظـف ﻫـدا‬

‫اﻟﻣﺻـطﻠﺢ ﻓـﻲ ﻧظرﯾﺗـﻪ ﻫـو اﻻﻗﺗﺻـﺎدي اﻹﻧﺟﻠﯾـزي " ﻛﯾﻧـز"‪ ،‬اﻟذي وﺿﻊ أﺳس اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟدﯾد‬

‫ﺑﻌد اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻـﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 1929‬ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ اﻟﻣﺷﻬور "اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل واﻟﻔﺎﺋدة واﻟﻧﻘود"‪،‬ﺣﯾث‬

‫ﺣﻠل " ﻛﯾﻧـز " اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻟﻠﻌﺎﺋﻼت وﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻓـﻲ إطـﺎر ﺧطﺗـﻪ اﻟراﻣﯾﺔ‬

‫إﻟﻰ ﺗﺷﻐﯾل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﻔﺿل إﻧﻌﺎش اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻗد اﺗﺑﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻧﻬﺟـﻪ ﻓـﻲ دراﺳﺎﺗﻬم ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣـن ﺟﻬـﺔ وﺑـﯾن اﻻدﺧﺎر ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى)ﺣﺑﯾل ‪،‬‬

‫اﻟﻌدد‪،15‬ص ‪.(217.‬‬

‫ان وﺿﻊ ﺗﻌرﯾف ﻣﺣدد ﻟﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻧظرﯾﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻷﻣر اﻟﺻﻌب‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗ ﻌدد اﻟﻌﻧﺎﺻر‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾدﻩ ‪ ،‬ﻓﻘد ﻋرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " اﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻠﻊ‬
‫واﻟﺧدﻣﺎت ﺑﻐرض اﺷﺑﺎع اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﻬو اﻻﺳﺗﺧدام اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ")ﻧوري‬

‫وآﺧرون‪،2007،‬ص‪ ،(16.‬وﯾ ﻘﺻد ﺑﻪ ﻛذﻟك "ﺣﺻول اﻷﻓراد واﻷﺳر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﺟل‬

‫اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ‪ ،‬وﻣن اﻟواﺿﺢ أن اﻟﺳﻠﻊ ﻏﯾر اﻟﻣ ﻌﻣرة ﺗﺳﺗﻬﻠك اﺳﺗﻬﻼﻛﺎ ﻣﺑﺎﺷرا‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﻌﻣرة ﻓﯾﻣﻛن‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻﺗﻬﺎ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ)اﻷﺷﻘر‪،2002،‬ص ‪ ،(8 .‬وﯾ ﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻬﻼك‬

‫‪70‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻛذﻟك ذﻟك اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ اﻟذي ﯾﺧﺻص ﻟﺷراء اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﻊ‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺔ و ﺗﺣﻘق اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ‪ ،‬وﯾﺷﻛل اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن اﻹﻧﻔﺎق اﻟﻛﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ و‬

‫اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻘوﻣﻲ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ‪ % 75‬ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ ﻟﻣﺧﺗﻠف‬
‫اﻟدول)اﻟﺳﻣﺎن وآﺧرون‪،2008،‬ص‪.(201.‬‬

‫‪ 1- 3‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺣﺳب "ﻛﯾﻧز"‪:‬‬

‫ﯾﺭﻯ " ﻛﯾﻧز" ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻟﻙ ﻋﻭﺍﻣل ﺭﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﯾل ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻗﻼﻉ ﻋن ﺍﻷﻧﻔﺎﻕ ﻣﻥ‬

‫ﺩﺧﻭﻟﻬﻡ ﻟﻘد ﺻﻧف ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل اﻟﻌواﻣل اﻟﻰ‪:‬‬

‫‪ 1- 1- 3‬اﻟﻌواﻣل اﻟذاﺗﯾﺔ ‪:‬‬

‫وﻫﻲ ﺗﻣﺛل وﺟﻬﺔ ﻧظر ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺣﺗﺔ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗؤدي اﻟﻰ ﻣﯾل اﻷﻓراد ﻷﻗل ﻣﺳﺗوى ﻣن‬
‫اﻻﻧﻔﺎق‪ ،‬وﻗد ﺗم ﺗﺣدﯾد أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻓﻲ‪ ):‬ﺣﺳﯾن وﺳﻌﯾد‪،2003،‬ص‪( 241.‬‬

‫• ﺗﻛوﯾن اﻻﺣﺗﯾﺎطﻲ اﻟطﺎرئ وﻏﻲ اﻟﻣﺗوﻗﻊ؛‬

‫• اﯾﺟﺎد ظروف أﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬وذﻟك ﻋﻧد ﺑﻠوغ اﻟﻔرد ﺳن ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻣن أﺟل ﺗﻌﻠﯾم أﻓراد أﺳرﺗﻪ وﻣﺎ‬

‫ﺷﺎﺑﻪ ذﻟك؛‬

‫• اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻬﻼك ﺣﻘﯾﻘﻲ أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى أﻓﺿل؛‬

‫• اﻻدﺧﺎر ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻏﺎﯾﺎت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ واﻟﻣﺗﺎﺟرة؛‬

‫• ﺗﻛوﯾن ﺛروة ﻟﻣن ﺑﻌدﻩ؛‬


‫• اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺟرد ﻋﺎطﻔﺔ اﻟﺑﺧل أو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻪ إزاء ﻛل اﻧﻔﺎق ‪.‬‬

‫‪ 2- 1- 3‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫وﺗﻣﺛل اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾش ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎل داﻟ ﺔ‬

‫اﻻﺳﺗﻬﻼ ك إﻟﻰ ا ﻟﯾﺳﺎ ر ﻓﯾﻧﺗﺞ ﻋ ن ذﻟك زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬أو ا ﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾ ن ﻓﯾؤدي ذﻟك اﻟﻰ‬
‫اﻧﺧﻔﺎض ا ﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬واﻫم ﻫذﻩ ا ﻟﻌوا ﻣل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪):‬داود‪،2010،‬ص ص ‪(115- 114 .‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟﺛروة ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺭﻑ ﺍﻟﺛﺭﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﻣﺗﻠﮑﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻣﻥ ﺍﻷﻣﻭﺍل ﺍﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﻌﻧﺩ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻟﺛﺭﻭ ﺓ‬
‫ﻧﺟﺩ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﯾﺯﯾﺩ ﺣﺗﻰ ﻭﺇﻥ ﻟﻡ ﯾﺗﻐﯾﺭ ﺍﻟﺩﺧل ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﺳﯾﻧﻔﻕ ﺃﮑﺛﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﺳﺎﺑﻕ ﻭﻫﺫﺍ ﺑﺩﻭﺭﻩ‬

‫ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺗﻘﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﻌﮑﺱ ﺻﺣﯾﺢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻟﺛﺭﻭﺓ ؛‬

‫• اﻟدﺧل ‪:‬‬

‫ﺍﺫ ﯾﻠﻌب ﺍﻟدﺧل ﺩﻭﺭا ﻣﻬﻣﺎ ﻓﻰ ﺗﺣدﯾد اﺳﺗﻬﻼك اﻷﻓراد‪ ،‬ﻓﺑﺯﯾﺎﺩﺗﻪ ﯾﺯﺩﺍﺩ ﺍﻻﺳﺗﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﻌﮑ ﺱ‬

‫ﺻﺣﯾﺢ‪ ،‬ﻓﺎﺻﺣﺎﺏ ﺍﻟﺩﺧﻭ ل ﺍﻟﺿﻌﯾﻔﺔ ﻭﺍﻟﻣﺗﻭﺳﻁﺔ ﯾﻣﺿﻭﻥ ﻭﻗﺗﺎ أﻛﺑرا ﻓﻰ ﻋﻧﺎﺻﺭ ﺍﻻﺳﺗﻬﻼﻙ ﺍﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻰ‬

‫ﺍﻟﻣﻧﺎﺯل ﻭﺍﻟﻣﻼﺑﺱ ﻭﺍﻟﺗﻌﻠﯾﻡ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻷﻛﺛر ﺩﺧﻼ ﻓﯾﻧﻔﻘون ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﯾﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺩﯾﮑﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺗﺭﻓﯾﻪ ؛‬

‫• ﻣﺳﺗوى اﻷﺳﻌﺎر ‪:‬‬

‫ﺗﺗﺄﺛر اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﺑﺎﻟﺗﻐﯾارت اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ا ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎم‬

‫ﻟﻸﺳﻌﺎر‪ ،‬وﻫذا اﻷﺛر ﻣﺎ ﯾطﻠ ق ﻋﻠﯾﻪ اﺛ ر "ﺑﯾﺟو "‪ ،‬ﻓﺎﺗﺟﺎﻩ اﻷﺳﻌﺎ ر إﻟﻰ اﻻﻧﺧﻔﺎ ض ﺳﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة ا ﻟﻘﯾﻣﺔ‬

‫اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻸﺻول اﻟﺳﺎﺋﻠﺔ أي اﻟﻘوة اﻟﺷارﺋﯾﺔ ﻟﻠﺛروة‪ ،‬وﺳﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ زﯾﺎدة ﻧﺳﺑﺔ اﻟدﺧ ل اﻟذي ﯾﺧﺻ ص‬

‫ﻟﻼﺳﺗﻬﻼ ك ؛‬

‫• ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة‪:‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑﺭ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﻋﻭﺍﺋﺩ ﻭﺣﻭﺍﻓﺯ ﺍﻹﺩﺧﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻌﻧﺩ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺗﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﻔﺭﺹ ﺍﻟﺿﺎﺋﻌ ﺔ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﻭﻫﺫﺍ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻹﺩﺧﺎﺭ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﻣﺑﺎﻟﻎ ﺃﻗل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻠﻊ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ‪،‬‬

‫ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺳﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺗﻘﺎ ل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﻔل ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻧﺩ ﻧﻔ ﺱ‬
‫ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧل ﺍﻟﺳﺎﺑﻕ ﺗﻧﺧﻔﺽ ﺍﻟﮑﻣﯾﺎﺕ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﮑﯾﺔ ﻭﻋﻧﺩﻣﺎ ﺗﻧﺧﻔﺽ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺳﯾﺅﺩﻱ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺃﻧﺗﻘﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺗﺯﯾﺩ ﺍﻟﮑﻣﯾﺎﺕ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ؛‬

‫‪72‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟﺗوﻗﻌﺎت ‪:‬‬

‫ﺗؤﺛر ا ﻟﺗو ﻗﻌﺎت واﻟﺗﻧﺑؤات ا ﻟﺧﺎﺻﺔ واﻷﺳﻌﺎر واﻟﺛروة ﻋﻠﻰ ﻣﻌدﻻت اﻻﺳﺗﻬﻼك ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗوﻗﻊ ا ﻟﻔرد‬
‫زﯾﺎدة ﻓﻲ دﺧﻠﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﺳﯾﻘوم ﺑﺷراء ﻛﻣﯾﺎت اﻛﺑر ﻣ ن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎ ت ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎ ر ﻣﺎ ﺳﯾﺣﺻ ل ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ورﻏ م أن اﻟد ﺧل اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﺗﻐﯾ ر ﺑﻌد‪ ،‬إﻻ أن ﺳﻠوك ا ﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ﻗد ﺗﻐﯾر واﻧﻌﻛ س ﻋﻠﻰ ﺳﻠوﻛﻪ‬

‫اﻟﺋرﺗﺋﻲ ‪ ،‬وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻣﻧﺣﻧﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼ ك ﻗد ا ﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ‪ ،‬وﺑﺷﻛ ل ﻋﺎ م ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧ ت اﻟﺗو ﻗﻌﺎت ﻣﺗﻔﺎﺋﻠﺔ‬

‫ﺣول اﻟد ﺧل وا ﻟﺛروة ﻛﻠﻣﺎ ازداد اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻋﻧ د ا ﻷﻓراد‪ ،‬واﻟﻌﻛ س ﺻﺣﯾﺢ ﻓﺎﻟﺗو ﻗﻌﺎ ت اﻟﻣﺗﺷﺎﺋﻣﺔ ﺗ دﻋ و إﻟﻰ‬

‫ﺗﻘﻠﯾل اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﻣﯾل أﻛﺛر ﻧﺣ و اﻻدﺧﺎر؛‬

‫• اﻵﺛﺎر اﻟدﯾﻣوﻏراﻓﯾﺔ واﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪:‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷ ك ﻓﯾﻪ أﻧﺎﻟ زﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﺗﻌﻧﻲ زﯾﺎدة ا ﻹﻗﺑﺎ لﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬وذ ﻟك ﻻ ن‬
‫أﻧﺎﻟﺑﻌد اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋﻧد ﻋﺎﻣل اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑل ﯾﺗﻌدى إﻟﻰاﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣري ﻟﻠﺳﻛﺎن‪،‬‬

‫واﻟﺑﻌد اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ وﻏﯾرﻫﺎ ‪ ،‬و ﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺎن ﻛﺎﻧ ت اﻟزﯾﺎدة ا ﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ زﯾﺎدة ا ﻻﺳﺗﻬﻼ ك ﻓﻲ‬

‫ا ﻟﻣطﻠق‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣري ﻟﻠﺳﻛﺎ ن واﻟﺑﻌد اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟم ﯾﺧﻠﻗﺄﻧﻣﺎط ﺎ اﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻣﺗﻧو ﻋﺔ‬

‫و ﻣﺗﺟ ددة ﺑﺎﺳﺗﻣارر ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ زﯾﺎدة ﺣﺟم ا ﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ا ﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﺑﻬﺎ ﻓﺋﺔ اﻟﺷﺑﺎ ب‬

‫ذات ا ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ ا ﻟﻣرﺗﻔﻊ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ا ﻟﻣﺗﻔﺗﺢ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻣﺎ ط اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗ رﺗﺑ ط ﺑﺎﻟﺗطور‬
‫واﻟﺣداﺛﺔ واﻻﻧﻔﺗﺎ ح ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻷﺧرى؛‬

‫• اﻟﺿراﺋب ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺄﺛﺭ ﺍﻟﺩﺧل ﺍﻟﻣﻣﮑﻥ ﺍﻟﺗﺻﺭﻑ ﻓﯾﻪ ﻟﻸﻓﺭﺍﺩ ﺑﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺿﺭﺍﺋﺏ ﺍﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺫﻟﻙ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﻓ ﻲ‬

‫ﻣﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﺿﺭﺍﺋﺏ ﺗﻘﻠل ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺧل ﺍﻟﻣﻣﮑﻥ ﺍﻟﺗﺻﺭﻑ ﻓﯾﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻬﻠﮑﯾﻥ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﻡ ﯾﺧﻔﺿﻭﻥ ﺇﺳﺗﻬﻼﮑﻬﻡ‬

‫ﻭﻣﻥ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺃﺧﺭﻯ ﻓﺈﻥ ﺗﺧﻔﯾﺽ ﺍﻟﺿﺭﺍﺋﺏ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺇﺳﺗﻬﻼﮑﻬﻡ ﺍﻟﺟﺎﺭﻱ ؛‬

‫• اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺍﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻠك اﻻﺟراءات ﺍﻟﺗﻰ ﺗﺗﺑﻌﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻧﻘﻭﺩ ﻭﺳﺭﻋ ﺔ‬

‫ﺗداوﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﯾﻔﺗرض " ﻛﯾﻧز " ﺍﻥ ﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ﺍﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻥ ﺟﺎﻧﺏ ﺍﻟﺣﮑﻭﻣﺔ ﺗؤدي ﺍﻟﻲ ﺗﻭﺯﯾﻊ اﻟدﺧل ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ‬
‫‪73‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬ﻓﺈن ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺍﻟﺩﯾﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺗﺅﺛﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﻣﻥ ﺧﻼل ﺗﺄﺛﯾﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﺧل اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻭﺍﻟﺩﺧ ل‬
‫ﺍﻟﻧﻘﺩﻯ؛‬

‫• اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد ‪:‬‬

‫ﯾﺗﻌﻠق ﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﺑﺧﺻﺎﺋ ص ﻛل ﺷﻌب ﻣ ن اﻟﺷﻌوب ‪ ،‬ﻋﺎداﺗﻪ وﺗﻘﺎﻟﯾدﻩ وطﻘ وﺳﻪ اﻟد ﯾﻧﯾﺔ واﻟوطﻧﯾ ﺔ‬

‫ﻓﻬﻧﺎك ﺷﻌوب ﺗﻛﺛر ﻣن أ ﻛ ل اﻟﻠﺣوم واﻷﺳﻣﺎ ك ﻣﺛﻼ ‪ ،‬و ﻫﻧﺎ ك ﺷﻌوب أﺧرى ﺗﺗﻐذى ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎ ت اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ اﻟ درﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ‪ ،‬وأﺧرى ﺗﻧﻔق ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﺋﺔ ا ﻟﻣﻧﺎزل ﺑﺳﺑب اﻟطﻘ س اﻟﺑﺎرد‪..‬اﻟﺦ ‪ ،‬و ﻣ ن‬

‫اﻟﻣﻌﺗﻘد أن ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدات اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﻟدى ﻛل ﺷﻌب ﻣن اﻟﺷﻌوب ﻣﺳﺗﻘرة إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾ ر وﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﻣﻊ‬

‫اﻟز ﻣن إﻻ ﺗﻐﯾرا طﻔﯾﻔﺎ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻌﺎدات اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ا ﻟﻣﺗﺑﺎﯾﻧﺔ ﺗﺟﻌل اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫إﻟﻰ أﺧر ‪ ،‬وﺗﺟﻌل ا ﻟﺗر ﻛﯾﺑﺔ اﻟﺳﻠﻌﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أﯾﺿﺎ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ آﺧر ‪.‬‬

‫‪ 2- 3‬ﻧظرﯾﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼ ك‪:‬‬

‫ﺗوﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺣﺎوﻟت دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻻدﺧﺎر‪ ،‬ﻣن أﺟل اﻟﺗوﻓﯾ ق‬

‫ﺑﯾن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﺧرﺟت ﺑﻬﺎ داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر وداﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻻﺟل اﻟطوﯾل‪ ،‬وﻣن‬

‫ﺗم ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟدﺧل واﻻﺳﺗﻬﻼك ‪.‬‬

‫‪ 1- 2- 3‬ﻧظرﯾﺔ اﻟدﺧل اﻟﻣطﻠق ‪:‬‬

‫ﺗﺷﯾﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﻅﺭﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﯾﺗﺣﺩﺩ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻣﻁﻠﻕ ﻟﻠﺩﺧ ل‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﯾﻌﻧ ﻰ‬

‫ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾﻥ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﻭﺍﻟﺩﺧل ﺗﺗﻣﺛ ل ﻓﻰ ﺩﺍﻟﺔ ﺍﻹﺳﺗﻬﻼﻙ ﻓﻲ ﺍﻷﺟ ل ﺍﻟﻘﺻﯾﺭ ‪ ،‬ﻭﯾﺭﻯ ﻣﺅﯾﺩﻭ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻧﻅﺭﯾﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺩﺍﻟﺔ ﺳﻭﻑ ﺗﻧﺗﻘل ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﻣﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻣﻥ ﻭﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ ﺩﺍﻟﺔ ﺇﺳﺗﻬﻼﻙ ﺍﻷﺟ ل‬
‫ﺍﻟﻁﻭﯾل)اﺑدﺟﻣﺎن‪،1999،‬ص ص‪.(142- 141 .‬‬

‫‪ 2- 2- 3‬ﻧظرﯾﺔ ﻓرﺿﯾﺔ اﻟدﺧل اﻟﻧﺳﺑﻲ‪:‬‬

‫ﻗدم "دﯾزﻧﺑري" ﻧظرﯾﺗﻪ ﻫذﻩ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن داﻟﺔ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻘﺻﯾر وﻓﻲ اﻷﺟ ل‬

‫اﻟطوﯾل ‪ ،‬وﻣﻔﺎد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدﺧل واﻻﺳﺗﻬﻼك ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻧﺎﺳﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ارﺗﻔﻊ‬

‫‪74‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻟدﺧل وﺑﻘﻲ ﺗوزﯾﻌﻪ ﺛﺎﺑت ﻓﺈن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺳﯾزﯾد ﻛﻧ ﺳﺑﺔ ﻣن اﻟدﺧل‪ ،‬واﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻠﻔرد ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﻠوك اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ ﻟﻶﺧرﯾن ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﯾزداد اﻟدﺧل اﻟﻣطﻠق ﺑﻧﻔس اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻓﺎن اﻟﻣرﻛز اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻸﻓراد ﻓ ﻲ ﺳﻠم‬

‫ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل ﺳﯾﺑﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ‪ ،‬وأن اﻟدﺧل اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻬم ﺳﯾﺑﻘﻰ ﺛﺎﺑت ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ اﻟدﺧل‬

‫اﻟﻣطﻠق‪ ،‬ﻛون اﻷﻓراد ﺳﯾﺳﺗﻣرون ﻓﻲ إﻧﻔﺎق ﺟزء ﻣن دﺧﻠﻬم اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك و اﻟذي ﺣﺻﻠوا ﻋﻠﯾﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻗﺑل اﻟزﯾﺎدة) اﻟوادي‪،1989،‬ص‪. (294.‬‬

‫‪ 3- 2- 3‬ﻧظرﯾﺔ اﻟدﺧل اﻟداﺋم ‪:‬‬

‫ﺻﺎغ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ " ﻣﻠﺗون ﻓرﯾدﻣﺎن"‪ ،‬وﺟﺎءت ﻟﺗﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﯾن اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺎ ح‬

‫ﻓﯾرى "ﻓرﯾدﻣﺎن" أن اﺳﺗﻬﻼك اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟدﺧل اﻟﻣﺗﺣﻘق ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧﺔ‪ ،‬أي ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟدﺧل اﻟذي ﺗﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ دﺧﻠﻬﺎ اﻟداﺋم‪ ،‬ﻓﻬذا اﻷﺧﯾر ﻫو ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛون ﺳﻠوﻛﻬم)ﺑن‬

‫ﻗﺎﻧﺔ‪،2013،‬ص‪.(8.‬‬

‫‪ 4- 2- 3‬ﻧظرﯾﺔ دورة اﻟﺣﯾﺎة ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗوﺻل "ﻓراﻧﻛو ﻣودﺟﻠﯾﺎﻧﻲ" اﻟﻰ ﻧظرﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﺳﺗﻬﻼك ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﯾﺗﺣﺩﺩ ﺍﺳﺎﺳ ﺎ‬

‫ﺑﻌﻭﺍﻣل ﻁﻭﯾﻠﺔ ﺍﻷﺟ ل ﻭﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺩﺧ ل ﺍﻟﻣﺗﻭﻗﻊ ﺍﻟﺣﺻﻭ ل ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼ ل ﺣﯾﺎﺗﻬﻡ ‪ ،‬ﻭﻭﻓﻘﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ‬

‫ﻋﻥ ﺩﻭﺭﺓ ﺣﯾﺎﺓ ﺍﻟﺩﺧل ﻓﺎﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﯾﺣﺎﻭﻟﻭﻥ ﺍﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭ ﺇﻧﻔﺎﻗﻬﻡ ﺍﻻﺳﺗﻬﻼﮑﻰ ﻣﻥ ﺧﻼل ﺍﻟﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺷﮑ ل ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻟﺩﺧﻠﻬﻡ ﺧﻼل ﺣﯾﺎﺗﻬﻡ)ﺟوراﺗﯾن وآﺧرون‪،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن‪،1988،‬ص‪. (250.‬‬

‫‪ - 4‬اﻻدﺧﺎر‬
‫ﯾﻌﺗﺑر اﻻدﺧﺎر ظﺎﻫرة اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻷﻓراد واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‪ ،‬وﻫو ﻓﺎﺋض اﻟدﺧل ﻋ ن‬

‫اﻻﺳﺗﻬﻼك‪ ،‬أي أﻧﻪ اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟدﺧل وﻣﺎ ﯾﻧﻔق ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻟدى ﯾطﻠق ﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ‬

‫اﻻدﺧﺎر ﻟﻔظ اﻟﻔﺎﺋض ‪ ،‬ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌﺎرﯾف اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ا ﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﺄن اﻻدﺧﺎر ‪ ،‬ﻓﻠم‬

‫ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻣﺗﺧﺻون ﺣول ﺗﻌرﯾف واﺣد‪ ،‬ﺣﯾث ﻋرف اﻻدﺧﺎر ﺑﺄﻧﻪ "اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟزء ﻣﻣﺎ ﯾﺣوزﻩ اﻹﻧﺳﺎن‬

‫اﺣﺗﯾﺎطﺎ ﻟﻠظروف اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ‪ ،‬وﺣﺗﻰ ﯾوﻓر ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻣﺎ ﻫو ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﻣ ن اﻻﺳﺗﻘرار واﻷﻣن ﻓﻲ ﯾوﻣﻪ‬

‫وﻏدﻩ") رﯾﺎض‪،1966،‬ص‪ ،(27.‬وﻛﻣﺎ اﻋﺗﺑر اﻻدﺧﺎر ﺑﺄﻧﻪ "ﺗﻠك اﻟﺣﺻﺔ ﻣن اﻟدﺧول اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﺟﻪ‬

‫‪75‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك" ) ‪ ،(Romain,2004,p.52‬وﻛﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻدﺧﺎر ﺑﺄﻧﻪ " اﻟﺟزء ﻣن اﻟدﺧل اﻟﺟﺎري اﻟﻐﯾر ﻣوﺟﻪ‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك اﻟﺟﺎري ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ") ‪. (Guy ots,1979,p.47‬‬

‫‪ 1- 4‬اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫إن اﻻدﺧﺎر ﻣن اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠف ﺣوﻟﻬﺎ اﻟﻣﻔﻛرﯾن وذﻟك ﻟﺗﻌدد ﺟواﻧﺑﻪ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻓﻘد‬

‫اﻋﺗﺑرﻩ اﻟﻛﻼﺳﯾك ﺑﺄﻧﻪ ﻗﯾﻣﺔ ﻣﺧﺻوﻣﺔ ﻣن اﺳﺗﻬﻼك ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻬﻼك ﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻫم ﺑذﻟك ﯾﺄﺧذون ﺑﻌﯾن‬

‫اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت وﻣﺟﻣوع اﻷﻣوال اﻟﻧﻘدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﻫذا اﻻدﺧﺎر‪ ،‬ﻓﺎﻻدﺧﺎر ﻓﻲ‬

‫ﻧظر اﻟﻛﻼﺳﯾك ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﺷﻛ ﻼ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻣﺻﺎرﯾف‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أو‬

‫اﻟﺗﺟﻬﯾزات‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻛل ادﺧﺎر ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺳﺗﺛﻣﺎر وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﻠل ﻣن اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬ﻓﯾﺗم‬
‫ﺗﺣوﯾل اﻻدﺧﺎر إﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋن طرﯾق ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬و اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‬

‫وﺑواﺳطﺗﻪ ﯾﺑﻘﻰ "ﻗﺎﻧون ﺳﺎي" ﺻﺎﻟﺣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد ﺗﺳود ﻓﯾﻪ اﻟﻧﻘود‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﯾﻣﺛل اﻻدﺧﺎر ﻋرض ﻫذﻩ اﻟﻣوارد‪ ،‬وﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻣﻘﺎﺑل ﻟﻬذﻩ اﻟﻣوارد وﻫو اﻟذي ﯾﺣﻘق‬

‫ﻣﺳﺗوى اﻟﺗوازن ‪ ،‬وﺑذﻟك ﻧﺟد أن اﻟطﻠب ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻫو داﻟﺔ ﻣﺗﻧﺎﻗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة وداﻟﺔ‬

‫اﻻدﺧﺎر داﻟﺔ ﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ)ﺑوﺗﯾﺎرة‪،2017- 2016 ،‬ص ص‪ .(29- 28 .‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدرﺳﺔ اﻟﻧﯾوﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ‬

‫وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ "ﻓﺎﻟراس" و"ﻓﯾﺷر" اﻟﻠذان ﯾﻌﺗﺑران أن اﻻﻛﺗﻧﺎز ﻫو اﻣﺗﻧﺎع اﻟﻣﺳﺗﻬﻠﻛﯾن ﻋن ﺷراء إﻧﺗﺎج ﻣﺗﺎح‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ زﯾﺎدة ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾرى "ﻓﺎﻟراس" ﻛذﻟك أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻫو اﻟﻣﺗﻐﯾر اﻟذي ﯾﻌﺎدل ﺑﯾن‬
‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻛﻠﻲ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬أﻣﺎ "أﻟﻔرﯾد ﻣﺎرﺷﺎل" ﯾرى أن ﻫﻧﺎك ﻋﻧﺻرﯾن ﻣؤﺛرﯾن ﻓﻲ اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت‬

‫واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﻛل ﻣن اﻟدﺧل واﻟﺛروة‪ ،‬وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻫو اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻻﺳﺗﺧدام رأس اﻟﻣﺎل‬

‫ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬واﻟﺳﻌر اﻟذي ﯾﺗﻌﺎدل ﻓﯾﻪ ﻛل ﻣن اﻟﻌرض اﻟﻛﻠﻲ ﻟرأس اﻟﻣﺎل واﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ﻫو اﻟﺗوازﻧﻲ ﻓﻲ‬

‫اﻟﺳوق ﻋﻧد ﻧﻔس اﻟﺳﻌر‪ ،‬وﺑذﻟك ﻓﺈن اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻘود اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن إﻟﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺣﺗﯾﺎطﺎﺗﻬم‬

‫ﺑﺎﻟﻧﻘود‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﺣﯾﺎزﺗﻬم اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻠﻧﻘود ﺗﺟﻌل أﻋﻣﺎﻟﻬم أﻛﺛر ﺳﻬوﻟﺔ وﺗﻌطﻲ ﻟﻬم ﻓرﺻﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة‪ ،‬وﻫذا‬

‫اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ ﺗراﻛم اﻟﻧﻘود ﯾﻘود اﻷﻋوا ن إﻟﻰ ﺗﺟﻣﯾد ﻣوارد ﻣﻬﻣﺔ ﺑدﻻ ﻣن ﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﻧﺣو اﻻﺳﺗﻬﻼك‬

‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺣﯾ ث ﯾﻘوم اﻷﻋوان ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻔﻘد ﻣن ﺟﻬﺔ وﺑﯾن اﻷﺷﻛﺎل اﻷﺧرى ﻟﻠﺣﯾﺎزة ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫أﺧرى‪ ،‬أﻣﺎ " ﻛﯾﻧز " ﯾﻌﺗﺑر أن اﻻدﺧﺎر ﯾﻣﺛل اﻟﺟزء ﻏﯾر اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك ﻣن اﻟدﺧل ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣﻠﯾل‬

‫‪76‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ رﺻﯾد ﺣﺳﺎب أو ﺑﺎﻗﻲ اﻟدﺧل ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ ﺿوء ارﺗﺑﺎطﻪ ﺑﻌدة ﻋواﻣل ﻛﺎﻟﻌﺎدات‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻸﻋوا ن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‪ ،‬ﻣﺳﺗوى اﻹﺷﺑﺎع‪....،‬إﻟﺦ )داود وآﺧرون‪،‬دت‪،‬ص‪.(108.‬‬

‫‪ 2- 4‬أﻧواع اﻻدﺧﺎر ‪:‬‬

‫ﻫﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻧواع ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر‪ ،‬ﻓﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻛوﯾن ﻧﺟد اﻻدﺧﺎ ر‬

‫اﻻﺟﺑﺎري واﻻدﺧﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎري‪ ،‬وﺣﺳب اﻟﺣدود اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ﻧﺟد اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ‪ ،‬وﺣﺳب‬

‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣدﺧر ﻧﺟد ادﺧﺎر اﻟدوﻟﺔ وادﺧﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وادﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت‪ ،‬وﺳﻧﺗﻌرض اﻟﯾﻬﺎ ﺗﺑﻌﺎ ﺑﺎﯾﺟﺎز ﻓﯾﻣﺎ‬

‫ﯾﺄﺗﻲ ‪:‬‬

‫‪ 1- 2- 4‬اﻻدﺧﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎري واﻻدﺧﺎر اﻻﺟﺑﺎري ‪:‬‬

‫ان اﻻدﺧﺎر اﻻﺧﺗﯾﺎري ﻫو ادﺧﺎر ﻓردي ﻣﺗروك ﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻔرد ووﻋﯾﻪ وﻗدرﺗﻪ ورﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ‪،‬‬
‫دون أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك داﻓﻊ ﺧﺎرﺟﻲ ﯾﺟﺑرﻩ ﻋﻠﯾﻪ أو ﯾﻠزﻣﻪ ﺑﻪ‪ ،‬أﻣﺎ اﻻدﺧﺎر اﻻﺟﺑﺎري ﻫو اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﺗﻠﺟﺄ‬

‫إﻟﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ وﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد‪ ،‬وﯾﺗﺣﻘق ﺑﺎﻓﺗطﺎع دزء ﻣن اﻟدﺧل ﺑﺻورة إﻟزاﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﻧوع ﯾﻌﺗﺑر‬
‫ﻣﺻدرا ﻣﻬﻣﺎ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ)رﯾﺎض‪،1966،‬ص‪ (34.‬؛‬

‫‪ 2- 2- 4‬اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻫو ﻣﺟﻣوع ﻣدﺧرات اﻟدوﻟﺔ داﺧل ﺣدودﻫﺎ اﻟﺟﻌراﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣدﺧرات‬

‫اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وﻣدﺧرات ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل وﻣدﺧرات اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‬

‫ﻟﻬﺎ)اﻟﺣﻘﺑﺎﻧﻲ‪،1999،‬ص‪ ، (24.‬أﻣﺎ اﻻدﺧﺎر اﻟوطﻧﻲ ﻓﻬو اﻻدﺧﺎر اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﺗوﻟد ﻣن ﺟﺎﻧب أطراف اﻟﻧﺷﺎط‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدي داﺧل ﺣدود اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺟزء ﯾﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج وﻫو ﺻﺎﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ)اﻟﺻﻌﯾدي‪،1989،‬ص‪ (24.‬؛‬

‫‪ 3- 2- 4‬ادﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت وادﺧﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت وادﺧﺎر اﻟدوﻟﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﺗﻣﺛل ادﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﻓراد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔﯾض دﺧوﻟﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻧﻔﻘوﻧﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك وﯾوﺟﻪ اﻟﻔﺎﺋض ﻟﻼدﺧﺎر‪ ،‬ﺑﺄن ﯾوﺿﻊ ﻓﻲ ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﺗوﻓﯾر‪ ،‬أو ﺑواﻟﯾص اﻟﺗﺄﻣﯾن‪ ،‬أو اﻟوداﺋﻊ‬

‫‪77‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻵﺟﻠﺔ‪ ،‬أو ﺷراء أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬أو ا ﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ أﺳﻬم اﻟﺷرﻛﺎت‪ ،‬أﻣﺎ ادﺧﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻓﯾﻣﺛل ﯾﻣﺛل ادﺧﺎر‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت )ﻗطﺎع اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎص واﻟﻌﻣوﻣﻲ( ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺧﺻﺻﻪ اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻧﺗﺟﺔ‬

‫واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺧدﻣﻲ ﻣن أرﺑﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ادﺧﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أن‬

‫اﻟﺣﻛوﻣﺎت ﺗﻌﻣل داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻣواردﻫﺎ وﺗﺧﻔﯾض ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ أي ﺗﻛوﯾن رأس‬

‫ﻣﺎل ﺣﻘﯾﻘﻲ ﺟدﯾد‪ ،‬أو ﺗودﻋﻪ ﻛﺎﺣﺗﯾﺎطﻲ ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﯾط أر ﻣن ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات‬

‫اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ وﻧﻘﺻد ﺑﺎﻟﻌﺟز زﯾﺎدة ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﻔﻘﺎت ﻋن اﻹﯾرادات‪ ،‬ﻫذا اﻟﻔﺎﺋض ﻫو ﻣﺎ ﯾﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﺑﺎﻻدﺧﺎر‬

‫اﻟﺣﻛوﻣﻲ‪ .‬وﯾﺗﺣﻘق اﻻدﺧﺎر اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺎﻟﻔرق ﺑﯾن اﻹﯾرادات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ‬

‫وﺗﺗﻣﺛل أﻫم اﻹﯾرادات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺿراﺋب اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻗﺗطﺎﻋ ﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻣن دﺧول اﻷﻓراد‬
‫واﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟدوﻟﺔ)ﺳﻼﻣﻲ‪،2007،‬ص ص‪.( 12- 11 .‬‬

‫‪ 3- 4‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ اﻻدﺧﺎر ‪:‬‬

‫إن اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ اﻻدﺧﺎر ﻷن أي ﻋﺎﻣل ﯾزﯾد‬

‫ﻣن اﺳﺗﻬﻼك ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻘﻠل ﻣن اﻻدﺧﺎر‪ ،‬أي اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗزﯾد اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗﻘﻠل ﻣن اﻟﻣدﺧرات واﻟﻌواﻣل‬

‫اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻠل ﻣن اﻻﺳﺗﻬﻼك ﺗزﯾد ﻣن اﻻدﺧﺎر)ﻋﻘﯾل وﻋرﯾﺑﺎت‪،2007،‬ص‪ ،(131.‬ﻓﻬﻧﺎك ﻋدة ﻋواﻣل ذاﺗﯾﺔ ﺗرﺗﺑط‬

‫ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺳﻠوك اﻷﻓراد ﻛﻣﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ‬

‫ﺗﺗطﻠﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺗوﻗﻌﺎت ﻣن ﺿﻣﺎن اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ أو اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو اﻻدﺧﺎر‪ ،‬وﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺗﺣدد‬
‫ﺳﻠوك اﻷﻓراد ﺳواء اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﻲ أم ادﺧﺎري‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺣدد ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﯾﺎس وأﻧﻬﺎ ذات ﺳﻣﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ)اﻟﻧﺟﻔﻲ‪،2000،‬ص ص‪. (225- 224 .‬‬

‫‪ - 5‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﻟﻘد ﺗﻌددت اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓﻘد ﻋرف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ " ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت ﺗﻠﯾﻬﺎ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣ ن‬

‫اﻻﯾرادات وذﻟك ﻓﻲ ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻗد ﯾﻛون ﻣﺎدي ﻛﺎﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻟﻣﻌدات واﻵﻻت‬

‫وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬أو ﻏﯾر ﻣﺎدي ﻛﺎﻟﻧﻘود ﺗﺣت اﻟطﻠب ﻛﺎﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات)ﻗﺎدري‪،2004،‬ص‪ ،(11.‬و ﻛﻣﺎ ﻋرف ﻛذﻟك‬

‫ﺑﺄﻧﻪ " اﺳﺗﻌداد اﻟﺷﺧص ﻟﺗﺣﻣل درﺟﺔ ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ أﻣﻼ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟرﺑﺢ‬
‫اﻟﻣﻼﺋم ) ‪ ،(Gveg,1997,p.273‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﺛل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر أﺧرى " ﻛل ﺗﺿﺣﯾﺔ آﻧﯾﺔ ﺑﺎﻷﻣوال ﻋﻠﻰ‬

‫‪78‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫أﻣل اﻟﺣﺻول ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ اﯾرادات أو ﺗدﻓﻘﺎت ﻧﻘدﯾﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث اﻟﻌﺎﺋد اﻟﻛﻠﻲ‬
‫أﻛﺑر ﻣن اﻟﻧﻔﻘﺎت اﻷوﻟﯾﺔ) ‪.(Boughaba,2005,p.8‬‬

‫‪ 1- 5‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ‪:‬‬

‫ان اﻟﻧﻣوذج اﻟﻧظري اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد وﺗﺣﻠﯾل ﻣﻔﻬوم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻣن ﺧﻼل اﺑراز اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗ ﻲ‬

‫ﺗرﺑط اﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد أن ﻛﻼ ﻣن "آدم ﺳﻣﯾث" و"ﺟون ﺳﺗﯾوارت ﻣﯾل" ﻻ ﯾﻣﯾزان ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن‬

‫اﻻدﺧﺎر‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑران أن اﻻدﺧﺎر ﯾﻌﺎدل اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اطﺎر ﻣﺑدأ اﻟﺗﺷﻐﯾل اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﻣوارد وﺗﺣول اﻻدﺧﺎر‬

‫طﺑﯾﻌﯾﺎ اﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر) ‪ ،(Dowidar,1974,p.182‬ﻓﺎﻻدﺧﺎر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻛﻼﺳﯾك ﻫو ﻗرار ﺑﻌدم اﺳﺗﻬﻼك ﻗﺳط‬

‫ﻣن اﻟدﺧل واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬أي ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن رؤوس اﻷﻣوال) ‪ ،(Samuelson,1995,p.142‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬


‫ﻓرؤوس اﻷﻣوال اﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ أي اﻟﻣدﺧرة أﺻﻼ ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗراﻛم واﻟذي ﯾﻌﺑرون ﻋﻧﻪ اﻟﻛﻼﺳ ﯾك‬

‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات‪ ،‬وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﯾﻪ ﻓﺣﺳﺑﻬم ﻓﺈن زﯾﺎدة اﻟﺗراﻛم اﻟذي ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻪ ﯾزداد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ‬

‫ﺑﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻧﺗﺎ ج ﯾرﺗﺑط ﺑﻣﺳﺗوى اﻟرﺑﺢ‪ ،‬ﻓﺑزﯾﺎدة اﻷرﺑﺎح ﺗزداد ادﺧﺎرات اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﯾن اﻟﺗﻲ ﺳوف ﺗﺳﺗﺛﻣر ﻓﯾﻣﺎ‬

‫ﺑﻌد) ‪ .(Samuelson,1995,p.145‬أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ "اﻟﻛﯾﻧزﯾﺔ" ﯾرﺗﻛز ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن أو‬

‫ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺧذي ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﻓ ﻌﻣﻠﯾﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟﻘرارات ﺑﺎﻟﻣردود اﻟﻣﻧﺗظر ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻵﻟﯾﺎت واﻟﻣﻌدات‬

‫ﻣوﺿوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻟﻛن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن ﻫذا اﻟﻣردود ﻻ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻻ ﺧﻼل اﻟزﻣن ) ﻓﺗرة ﺣﯾﺎة وﺳﺎﺋل‬

‫اﻻﻧﺗﺎج ﻣوﺿوع اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر( ‪ ،‬ﻓﺈن ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺗﺧذ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدى ﺗﻘدﯾرات أو ﺗﺻورات‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﺑﻣﺎ ﺳﯾﺣﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻋدة ﻣﺗﻐﯾرات ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻻﺗﺧﺎذ ﻗرار اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫وأﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ذﻟك ) ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﻣﺳﺗوى اﻟدﺧل وﺗوزﯾﻌﻪ‪ ،‬ﻣﺧزون رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬ﺗﻐﯾرات ﻣﺳﺗوى‬

‫اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ‪ ، (..‬إﻻ أن " ﻛﯾﻧز " ﯾﻔﺿل اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟذاﺗﯾﺔ أو اﻟﺳﯾﻛوﻟوﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗﻔﺎؤل أو اﻟﺗﺷﺎؤم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ‬

‫ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑل وﺗﺻورات وﺗوﻗﻌﺎت ﻣﺗﺧذي ﻗ اررات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﻫذا ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌل ﻣﺳﺗوى اﻻﻧﻔﺎق ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺳﻠﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺗذﺑذﺑﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب رﺑطﻪ ﺑﻣﺗﻐﯾرات ﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ اﻟﻣدى‬

‫اﻟﻘﺻﯾر)ﺑوﺗﯾﺎرة‪،2017- 2016،‬ص‪. (48.‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ 2- 5‬ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪:‬‬

‫ﻟﻘﺩ ﺍﺧﺗﻠﻑ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﻭﻥ ﺣﻭ ل طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺣﺩﺩﺍﺕ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬ﺣﯾﺙ ﻟﻡ ﯾﮑﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺇﺟﻣﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺭﺃﻱ‬
‫ﺑﯾﻧﻬم ﺑﺧﺻوﺻﻬﺎ‪ ،‬وﻟﮑﻥ ﻣﻥ ﺍﻟﻭﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﻟداﻓﻊ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﺗﺄﺛﯾﺭ ﺭﺋﯾﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻓﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ‬

‫ﯾﺅﺛﺭ ﺍﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﺑﺣﯾﺙ ﯾﺯﯾﺩ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ‪ ،‬ﺃﻭ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﺑﺣﯾﺙ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻧﺧﻔﺎض ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ‪ ،‬ﻭﺑﺷﮑ ل ﻋﺎﻡ ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ‬
‫ﻧوﺟز ﻣﺎ ﺃﺟﻣﻊ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺣﺩﺩﺍﺕ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺿﻣﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل ﺍﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪):‬ﻋرﻗوب‪- 2011 ،‬‬

‫‪،2012‬ص ص‪(16- 12 .‬‬

‫‪ 1- 2- 5‬اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺩ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻟﻣﺣﺩﺩﺍﺕ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻧﻅﺭﺍ ﻻﺭﺗﺑﺎﻁﻬﺎ ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻣﻥ ﺣﯾﺙ ﺗﺄﺛﯾﺭ ﻩ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ ﺍ \ﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎﺩ ﺑﺷﮑل ﻣﺑﺎﺷﺭ ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺟﻣﻠﺔ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫• ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ‪:‬‬

‫ﺗﻌﻧﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺗﺧﻔﯾﺽ ﺍﻟﻘﯾﻣﺔ ﺍﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺩﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻧﻘﺩﯾﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﯾﺗﻡ ﺍﻟﺣﺻﻭل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑل‪ ،‬ﻫﺫﺍ ﻣﺎ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺧﻔﯾﺽ ﻓﺭﺹ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺑﻬﺫﺍ ﺗﻣﺛل ﺍﻟﻣﻌﺩﻻﺕ ﺍﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻷﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋـﺩﺓ‬

‫ﻣﺣﺩﺩﺍ ﺃﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ‪ ،‬ﻓﻠﻘد اﻋﺗﺑر " ﻛﯾﻧز " ﺃﻥ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﯾﺗﺣﺩﺩ ﺑﺎﻟﺗﻐﯾﺭﺍﺕ ﻓﻲ‬

‫ﺳﻌﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ‪ ،‬ﻓﮑﻠﻣﺎ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺳﻌﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﺍﻧﺧﻔﺽ ﺣﺟﻡ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﮑﺱ ﺻﺣﯾﺢ ؛‬

‫• اﻷرﺑﺎح ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺩ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﺃﺣﺩ ﺍﻟﻣﺣﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻓﻬﻭ ﯾﺯﯾﺩ ﻣﻥ ﻣﻘﺩﺭﺓ ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻣ ﻥ‬

‫ﺣﯾﺙ ﺇﻣﮑﺎﻧﯾﺔ ﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﺗﻣﻭﯾ ل ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﺍﺗﺧﺫ ﺗﺣﻠﯾ ل ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻥ ﺍﻟﺭﺑﺢ‬
‫ﻭﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺃﺷﮑﺎﻻ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻋﺗﺑر ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﯾﺗﺄﺛﺭ ﻁﺭﺩﯾﺎ ﺑﺎﻟﺭﺑﺢ ﻣﻊ ﻣﺭﺍﻋﺎﺓ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﯾﺭ‬

‫ﻫﻭ ﺃﺣﺩ ﻣﮑﻭﻧﺎﺕ ﺍﻟﺩﺧ ل ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺩﺧ ل ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ﻓﻬﺫﺍ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻟﺭﺑﺢ ‪ ،‬ﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﺗﻅﻬﺭ‬

‫ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﺑﯾﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻭﺍﻟﺩﺧ ل ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ‪ ،‬ﻭﺍﻓﺗﺭﺽ ﺍﻟﺑﻌﺽ ﺍﻵﺧﺭ ﺃﻥ ﺗﻐﯾﺭﺍﺕ ﺍﻟﺭﺑﺢ ﻋﻠﻰ‬

‫ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﮑﻠﻲ أﻛﺛر ﺃﻫﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺃﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺩﺍﻟﯾﺔ ﺑﯾﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻭﺍﻷﺭﺑﺎﺡ‪ ،‬ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‬

‫‪80‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾﺗﺄﺛﺭ ﺑﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ ﯾﮑﻭﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧل ‪ -‬ﺣﺳﺏ ﻧﻅﺭﯾﺔ‬
‫ﻣﺿﺎﻋﻑ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ‪ -‬ﻭﺍﻟﺫﻱ ﯾﮑﻭﻥ ﺑﺩﻭﺭﻩ ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ؛‬

‫• ﻣﻌدل اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟرﺑﺢ ‪:‬‬

‫ﺣﺳﺏ ﻧﻅﺭﯾﺔ ﺍﻟﻣﻌﺟل‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻻ ﯾﺗﺄﺛﺭ ﺑﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧ ل ﺑﻘﺩﺭ ﻣﺎ ﯾﺗﺄﺛﺭ ﺑﻣﻌﺩل ﺍﻟﺗﻐﯾﺭ ﻓ ﻲ‬

‫ﺍﻟﺩﺧل‪ ،‬وﯾﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﯾر رﻗم اﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻘوﻣﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻰ ﻣﻌدل ﻧﻣو ﺳرﯾﻊ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟك ﯾوﺿﺢ‬

‫اﻗﺗﺻﺎدا ﺗﻭﺳﻌﯾﺎ ﯾﺧﻠﻕ ﻓﺭﺹ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻣﺗﺯﺍﯾﺩﺓ‪ ،‬ﻭﯾﻌﻁﻲ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺭﺻﺔ ﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﻣﺑﯾﻌﺎﺕ ‪ ،‬ﺃﻱ ﺯﯾﺎﺩﺓ‬

‫ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ‪ ،‬ﺍﻷﻣﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﯾﺳﺗﺩﻋﻲ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺇﻧﺗﺎﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺳﻠﻊ ﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺯﯾﺎﺩﺓ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻭﻫﺫﻩ ﺍﻟﺯﯾﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺇﻧﺗﺎﺝ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت اﻻﺳﺗﻬﻼﻛﯾﺔ ﺗﺗﻁﻠﺏ ﺑﺩﻭﺭﻫﺎ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻟﻁﺎﻗﺔ‬
‫ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ -‬ﺃﻱ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ‪ -‬ﻭﻧﺳﺗﻧﺗﺞ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﯾﺭ‪ ،‬ﺃﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧل ﺍﻟﻘﻭﻣﻲ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ‬

‫ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ؛‬

‫• رأس اﻟﻣﺎل ‪:‬‬

‫ﯾﺗﻔق ﻣﻌظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﻭﺟﺩ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻠﻕ ﺃﻭ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻣﺎ ل‬

‫ﺍﻟﻣﺎﺩﻱ‪ ،‬ﻭﻟﺗﮑﻭﯾﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻷﺧﯾﺭ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗطﻠب ﺍﻟﻘﯾﺎﻡ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺍﻻﺩﺧﺎﺭ‪ ،‬ﺃﻱ ﻣﺎ ﯾﻔﺳﺭ ﻗﺩﺭﺓ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻣﺗﻧﺎﻉ‬

‫ﻋﻥ ﺍﺳﺗﻬﻼﻙ ﺟﺯﺀ ﻣﻥ ﺍﻟﺩﺧل ﻭﺗﻭﺟﯾﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺩﺧﺎﺭ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﯾﮑﻭﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻻ ﯾﺭﺗﺑﻁ ﻣﻊ‬

‫ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺧﺎﺭﺟﻲ ﺑﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﮑﺳﯾﺔ ﻓﺈﻥ ﻣﺻﺩﺭ ﺗﮑﻭﯾﻥ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻣﺎل ﯾﮑﻭﻥ ﻋﻥ‬

‫ﻁﺭﯾﻕ ﺍﻟﻘﺭﻭﺽ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﻫﻧﺎ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻣﺟﻣﻭﻉ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﺳﯾﮑﻭﻥ أﻛﺑر ﻣﻥ ﻣﺟﻣﻭﻉ ﺍﻟﻣﺩﺧـﺭﺍﺕ ﻭﺫﻟﻙ ﺑﻣﻘﺩﺍﺭ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻘـﺭﻭﺽ‪ ،‬وﻛﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻻﺑﺩ ﻭﺃﻥ ﯾﺗﺭﺗﺏ ﻋﻠﯾﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺃس ﻣﺎل ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ؛‬

‫• اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ وزﯾﺎدة اﻟﻧﻣو اﻟﺳﻛﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺇﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻓﺔ ﺍﻟﺗﮑﻧﻭﻟﻭﺟﯾﺔ ﺗﻘﻠل ﻣﻥ ﺗﮑﺎﻟﯾﻑ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻔﯾﺯ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺩﻭل ﺍﻵ ﻥ‬

‫ﺗﺗﺳﺎﺑﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺗﻁﻭﯾﺭ ﻭﺍﻟﺗﺣﺩﯾﺙ ﻭﺍﺳﺗﺧﺩﺍﻡ ﻭﺳﺎﺋل ﺗﮑﻧﻭﻟﻭﺟﯾﺔ ﻣﺗﻁﻭﺭﺓ ﻟﻔﻧﻭﻥ ﺍﻹﻧﺗﺎﺝ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺍﻟﻣﻌﺭﻭﻑ ﺃﻥ‬

‫ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺗﮑﻧﻭﻟﻭﺟﻲ ﺳﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻭﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻧﺷﺎﻁ ﺃﻭ ﻣﺟﺎ ل‬

‫‪81‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ﯾﺗﻭﻗﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﮑﻠﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ ﺗﺅﺩﻱ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﻧﻣﻭ ﺍﻟﺳﮑﺎﻥ ﻭاﻛﺗﺷﺎف ﻣﻧﺎﻁﻕ ﺟﺩﯾﺩﺓ ﺃﻭ ﻣﻭﺍﺭﺩ‬
‫ﺃﻭﻟﯾﺔ ﺟﺩﯾﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻅﻬﻭﺭ ﻣﺎ ﯾﻌﺭﻑ "ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ" ﺃﻭ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘل ؛‬

‫• اﻟﺣواﻓز ‪:‬‬

‫ﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣﻭﺍﻓﺯ ﺍﻟﺗﺷﺟﯾﻊ ﻭﺍﻟﺗﺳﻬﯾﻼﺕ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺍﻟﺗﻲ ﺗﻘﺩﻣﻬﺎ ﺍﻟﺩﻭل ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣﺭﯾﻥ ‪ ،‬ﻭﺗﺷﻣل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﻭﺍﻓﺯ‬

‫ﺗﺳﻬﯾﻼﺕ ﻟﻼﻗﺗﺭﺍﺽ ﺑﻣﻌﺩﻻﺕ ﻓﻭﺍﺋﺩ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻭﻓﺗﺭﺍﺕ ﺍﺳﺗﺣﻘﺎﻕ ﻁﻭﯾﻠﺔ ﺍﻷﺟل ﻭﺗﻘﺩﯾﻡ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺟﺩﻭﻯ‬

‫ﻟﻠﻣﺷﺎﺭﯾﻊ ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺍﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺭﻣﺯﯾﺔ ﻭﺍﻟﻘﺿﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻭﺗﯾﻥ ﻓﻲ ﺍﻧﺟﺎﺯ ﺍﻟﻣﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﯾﺔ‬

‫ﻭﺗﺷﺟﯾﻊ ﺍﻟﮑﻔﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﻭﺟﺫﺑﻬﻡ ﻟﻠﻌﻣل ﺩﺍﺧ ل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ‪ ،‬ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺣﻭﺍﻓﺯ ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﺳﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ‬

‫ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﻭﺍﻧﺗﻘﺎل ﻣﻧﺣﻧﻰ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ ؛‬

‫• اﻟطﻠب اﻟﻛﻠﻲ ‪:‬‬

‫ﺗﺅﺩﻱ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺣﺟﻡ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻠﻊ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺣﺟﻡ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﺷﺟﯾ ﻊ‬

‫ﺍﻟﻣﺳﺗﺛﻣﺭﯾﻥ ﻭﺟﺫﺑﻬﻡ ﻟﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺗﻬﻡ ‪ .‬ﻭﯾﺗﻭﻗﻑ ﺣﺟﻡ ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺩﺓ ﻋﻭﺍﻣل ﻣﻥ ﺃﻫﻣﻬﺎ‬

‫ﺳﻌﺭ ﺍﻟﺳﻠﻌﺔ ﺍﻟﻣﻌﻘﻭل‪ ،‬ﺗﻭﺍﻓﻕ ﺍﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﺭﻏﺑﺎﺕ ﻭﺃﺫﻭﺍﻕ ﺍﻟﻣﺳﺗﻬﻠﮑﯾﻥ ﻭﺍﻟﺟﻭﺩﺓ ﻭﻋﺩﺩ ﺍﻟﻣﺳﺗﻬﻠﮑﯾﻥ ‪...‬ﺍﻟﺦ ؛‬

‫• اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﺳﻌﺎر ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺗﺑﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻣﺳﺗﻣﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻣﻥ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل ﺍﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺍﻟﻣﺅﺛﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧ ل‬

‫ﺍﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪ ،‬ﻷﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﺍﻟﺷﺭﺍﺋﯾﺔ ﻟﻠﻧﻘﻭﺩ ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﺩﺧ ل‬

‫ﺍﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻔﺭﺩ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟـﻲ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﻣﺳﺗﻭﻯ ﺍﻟﻣﻌﯾﺷـﺔ ‪ .‬ﻭﺑﻬﺫﺍ‪ ،‬ﯾﻧﺧﻔﺽ ﺍﻻﺩﺧـﺎﺭ ﻭﻣﻥ ﺛﻡ‪ ‬ﺍﻻﺳﺗﺛـ ﻣﺎﺭ ﻭﺫﻟﻙ‬
‫ﻷﻥ ﺍﻻﺳﺗﻬﻼﻙ ﯾﻣﺗﺹ ﺍﻟﺯﯾﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﺧل ‪.‬‬

‫‪ 2- 2- 5‬اﻟﻌواﻣل ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪:‬‬

‫ﻭﺗﺗﻣﺛل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟﺗوﻗﻌﺎت ‪:‬‬

‫ﺗﻠﻌﺏ ﺍﻟﺗﻭﻗﻌﺎﺕ ﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻭﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﻭﻗﻌﺎﺕ ﺍﻻﺗﺟﺎﻩ ﺍﻟﺳﺎﺋﺩ ﺳواءا‬
‫ﻛﺎن ﺗﻔﺎﺅل ﺃﻭ ﺗﺷﺎﺅﻡ ﺑﺷﺄﻥ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﻱ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻡ ﺍﻟﺗﻔﺎﺅل ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻘﺑ ل ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﻓﻬﺫﺍ‬

‫ﯾﻌﻁﻲ ﺩﺍﻓﻌﺎ ﻗﻭﯾﺎ ﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻟﻠﻌﻣل ﻭﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻭﻣﻥ ﺛﻡ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺳﻠﻊ ﻭﺍﻟﺧﺩﻣﺎﺕ‬

‫ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻣﻭ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻡ ﺍﻟﺗﺷﺎﺅﻡ ﻓﻬﺫﺍ ﯾﻧﻌﮑﺱ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩ ﺍﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻧﻣﻭﻩ‬

‫وﻣﻥ ﻫﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻣﺳﺗﺛﻣﺭ ﺍﻟﺗﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﻁﺎﻗﺗﻪ ﺍﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﺈﻥ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻩ ﻻ ﯾﺭﺍﻫﺎ ﺑﺳﺭﻋﺔ ‪ ،‬ﺑ ل ﺗﺗﻁﻠﺏ‬

‫ﻋﺩﺓ ﺳﻧـﻭﺍﺕ ﺃﻱ ﺗﻅﻬﺭ ﺍﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ‪ ،‬ﻓﻌﺎﻣل ﺍﻟﺗﻭﻗﻊ ﺇﺫا ﯾﻠﻌﺏ ﺩﻭﺭﺍ ﻓﻌﺎﻻ ﺧﺎﺻﺔ ﺣﻭل ﺍﻟﻁﻠﺏ ﻓﻲ‬

‫ﺍﻟﺳﻭﻕ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت؛‬

‫• اﻟﺿراﺋب ‪:‬‬

‫ﯾﻣﮑﻥ ﺃﻥ ﯾﺗﺭﺗﺏ ﻋﻠﻰ اﺟراءات ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺕ ﺿﺭﯾﺑﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺄﺛﯾﺭﺍ ﻛﺑﯾرا ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺍﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻣ ن‬

‫ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻋﺎﺕ ﻭﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺟﻡ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ‪ ،‬ﻓﻘﺩ ﺗﺅﺩﻱ ﺍﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺿﺭﯾﺑﯾﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ‬

‫ﺍﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ‪ ،‬ﻭﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺧﻼل ﺯﯾﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺗﺧﻔﯾﺽ ﺗﮑﻠﻔﺔ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻣﺎل‪ ،‬ﻓﻧﺟد ﻛﺛﯾرا ﻣﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﺗﻠﺟﺄ ﺇﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ‬

‫ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺑﺈﺻﺩﺍﺭ ﻗﻭﺍﻧﯾﻥ ﻟﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﺧﻼل ﺗﺳﻬﯾل اﻻﺟراءات ﻭﺗﺧﻔﯾﺽ ﺍﻟﺿﺭﺍﺋﺏ ﻋﻠﻰﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ‬

‫ﺍﻟﺟﺩﯾﺩﺓ‪ ،‬أ ﻭ رﺑﻣﺎ اﻻﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻟﻣﺩﺓ ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪ ،‬ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺏ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻥ ﺯﯾﺎﺩﺓ اﻷﻋﺑﺎءﺀ ﺍﻟﺿﺭﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﻣﺷﺭﻭﻉ ﺗﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾ ل ﺍﻟﺣﺎﻓﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ؛‬

‫• اﻟﻘروض ‪:‬‬

‫ﻋﻧﺩﻣﺎ ﯾﺗﻡ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻗﺭﺽ ﻣﻌﯾﻥ ﻓﻬﺫﺍ ﯾﻌﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺳﯾﺗﺑﻌﻪ ﺩﻓﻊ ﻓﻭﺍﺋﺩ ﻣﻧﺗﻅﻣﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻧﺳ ﻰ‬

‫ﺃﺻل ﺍﻟﺩﯾﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻣﻘﺭﺿﯾﻥ‪ ،‬ﻭﻫﺫﺍ ﯾﺅﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻷﺭﺑﺎﺡ ﺍﻟﻣﺗﻭﻗﻌﺔ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺍﻧﺧﻔﺎﺽ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ‪ ،‬ﻛﻣﺎ‬

‫ﺃﻥ ﺍﻟﺗﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﺽ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺟﻌ ل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺗﺭﻓﻊ ﻣﻥ ﺳﻌﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻟﺟﺫﺏ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻟﻼﻛﺗﺎب ﻓﻲ‬

‫ﺳﻧﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺭﻭﺽ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻌﺭ ﺍﻟﻔﺎﺋﺩﺓ ﯾﺅﺛﺭ ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﺧﺎﺹ ﻷﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺍﻟﻣﮑﺗﺗﺑﻭﻥ‬

‫ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﻭﺽ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﺳﺣﺑﻭﻥ ﺃﻣﻭﺍﻟﻬﻡ ﻣﻥ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ؛‬

‫‪83‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫• اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑﺭ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﮑﻠﻲ ‪ -‬ﻣﻥ ﺣﯾﺙ ﺍﻟﺣﺟﻡ ﺃﻭ ﻣﻥ ﺣﯾﺙ ﻣﻌﺩل ﻧﻣﻭﻩ ‪ -‬ﻣﻥ ﺃﻗل ﺍﻟﻣﺗﻐﯾﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ‬
‫ﺍﺳﺗﻘﺭﺍﺭﺍ‪ ،‬ﻟﺫﻟﻙ ﻛﺎن ﻣﻥ ﺍﻟﺿﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺗﺗﻡ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻧﺷﺎﻁ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻻﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﮑﻠﻲ ﻣﻥ‬

‫ﺧﻼ ل ﺳﯾﺎﺳﺎﺕ ﺍﻗﺗﺻﺎﺩﯾﺔ ﻏﯾﺭ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻛﺎﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﺍﻟﻧﻘﺩﯾﺔ ﻭﺍﻟﺳﯾﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺃﻭ ﻣﻥ ﺧﻼ ل ﺳﯾﺎﺳﺔ‬

‫ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷﺭﺓ ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣ ﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻛﻠﻲ اﻟﻌﺎم اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ وﺣدات اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم أو‬

‫اﻟوﺣدات اﻻدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 3- 5‬أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‬

‫ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ‪):‬ﻋطﺎ اﷲ‪،2011،‬ص‪( 13- 12 .‬‬

‫• زﯾﺎدة اﻻﻧﺗﺎج واﻻﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي اﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟدﺧل اﻟﻘوﻣﻲ وارﺗﻔﺎع ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ‬
‫ﺗﺣﺳﯾن ﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻐﯾﺷﺔ ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛‬

‫• ﺗوﻓﯾر ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ﻷﻓراد اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ؛‬

‫• رﻓﻊ ﻣﻌدل اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺧﻠق ﻣﻧﺎﺻب ﻋﻣل ﺟدﯾدة‪،‬‬

‫• زﯾﺎدة ﻣﻌدﻻت اﻟﺗراﻛم اﻟرأﺳﻣﺎي ﻟﻠدوﻟﺔ؛‬

‫• ﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻدﯾر وﺧﻠق أﺳواق دوﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣﻣﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗوﺳﻊ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري ‪.‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﻟﻘد ﺗوﺟﻪ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻧﺣو دراﺳﺔ اﻟﺳﻠوك اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻺﻧﺳﺎن واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﺑﻬدف ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺳﻌﻰ اذا ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻠﯾﻠﻪ وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻔرد‬

‫واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺛﻠﻰ‪ ،‬ﺣول ﻛﯾﻔﯾﺔ اﺳﺗﺧدام اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺣدودة اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت‬

‫اﻻﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻬدف اﻟﻰ ﺗوﺟﯾ ﻪ اﻷﻓراد ﻧﺣو أﻓﺿل اﻟﺑداﺋل ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن‬

‫اﻻﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف ودراﺳﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟظواﻫر واﻷﻧﺷطﺔ‬

‫‪84‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫ا ﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺛم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﯾﺟﺎد اﻟﻘواﻋد واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗؤدي اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻐﻼل اﻷﻣﺛل ﻟﻠﻣوارد اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ‬
‫أﻗﺻﻰ اﻟﺣﺎﺟﺎت‪ ،‬ﻓﺄﻫﻣﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣواﺿﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﯾدرﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻌﺗﺑر ﺟوﻫر اﻫﺗﻣﺎم‬

‫اﻻﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻓ ﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن اﻟﻌﻠوم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬ﺗطور ﻣﻊ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ وﺗﺟﺎوب ﻣﻊ اﻟﺗﺣوﻻت‬

‫واﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻬﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﻋﻠم ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ ﺳﻠوك اﻷﻓراد ازاء اﺳﺗﺧداﻣﻬم اﻟﻣوارد اﻟﻧﺎدرة واﻟﻣﺣدودة‬

‫ﻧﺳﺑﯾﺎ ﻻﺷﺑﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬم اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺗزاﯾدة ﺑﺎﺳﺗﻣرار‪ ،‬وذﻟك ﺑﺄﻓﺻل طرﯾﻘﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻬﺗم ﺑﻣﺧﺗﻠف‬

‫اﻟظواﻫر اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻷﺣد وﺟوﻩ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻧﺳﺎﻧﻲ وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن‬

‫داﺋرة اﻻﻧﺗﺎج اﻟﺗﺑﺎدل‪ ،‬اﻻﺳﺗﻬﻼك واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﺗﻔرع ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ظواﻫر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أﺧرى ﻛﺎﻟدﺧل‪ ،‬اﻻدﺧﺎر‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺿﺧم‪ ،‬اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﻋﻠم ﯾﺟﺳد وﯾﻌﻛس ﻋﻼﻗﺔ ذات اﺗﺟﺎﻫﯾن‪ ،‬ﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن‬

‫ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ ،‬وﻋﻼﻗﺔ اﻻﻧﺳﺎن ﺑـﺎﻻﻧﺳﺎن ‪.‬‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1- 1‬اﻟﻛﺗب ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اﺑدﺟﻣﺎن ﻣﺎﯾﻛل‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ :‬اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ ،‬دار اﻟﻣرﯾﺦ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 1999 ،‬‬

‫‪ - 2‬اﻷﺷﻘر أﺣﻣد‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬اﻟدار اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ودار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻷردن‪. 2002 ،‬‬

‫‪ - 3‬اﻷﻧﺻﺎري ﻋﻠﻲ ﻓﯾﺻل ﻋﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻔروق اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ واﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﻛوﯾت‪. 2009- 2008 ،‬‬

‫‪ - 4‬اﻟﺑﺎز ﻣﺣﻣد اﻟطﻧطﺎوي‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﺳر اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2000 ،‬‬

‫‪ - 5‬اﻟﺑﺑﻼوي ﺣﺎزم‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1997 ،‬‬

‫‪ - 6‬اﻟﺑراوي راﺷد‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1997،‬‬

‫‪ - 7‬اﻟﺣﺳﻧﺎوي ﻣﻬدي ﻛرﯾم‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ أوﻓﺳت‪ ،‬ﺑﻐداد‪. 1990 ،‬‬

‫‪ - 8‬اﻟرواﺷﻲ ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻓﺗﺣﻲ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳوق‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ طﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2007 ،‬‬

‫‪85‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 9‬اﻟﺳﻣﺎن ﻣﺣﻣد ﻣروان وآﺧرون‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫اﻷردن‪. 2008،‬‬

‫‪ - 10‬اﻟﺷطﺎ ﺣﻣﺎد ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠـﺟور واﻟﻣرﺗﺑﺎت‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 1982 ،‬‬

‫‪ - 11‬اﻟﺻﻌﯾدي ﻋﺑد اﷲ‪ ،‬اﻻدﺧﺎر واﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1989 ،‬‬

‫‪ - 12‬اﻟطوﯾل رواء زﻛﻲ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪. 2010 ،‬‬

‫‪ - 13‬اﻟﻌﺑﯾدي ﺳﻌﯾد ﻋﻠﻲ ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬دار اﻟدﺟﻠﺔ‪ ،‬اﻷردن‪. 2011 ،‬‬

‫‪ - 14‬اﻟﻌزاوي ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻻﻧﺗﺎج وادارة اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت‪ ،‬دار اﻟﯾﺎزوري اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪. 2006،‬‬

‫‪ - 15‬اﻟﻘرﯾﺷﻲ ﻣدﺣت‪ ،‬ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪. 2011،‬‬
‫‪ - 16‬اﻟﻛﯾﺎﻟﻲ ﻋﺑد اﻟوﻫﺎب‪ ،‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠدراﺳﺎت واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 1990 ،‬‬

‫‪ - 17‬اﻟﻠﺣﯾﺎﻧﻲ ﺳﻌد ﺑن ﺣﻣدان‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘرى‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 2007 ،‬‬

‫‪ - 18‬اﻟﻣﺣﺟوب رﻓﻌت‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1977 ،‬‬

‫‪ - 19‬اﻟﻣﺷﻬداﻧﻲ ﺧﺎﻟد أﺣﻣد ﻓرﺣﺎن‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻷﯾﺎم‪ ،‬اﻷردن‪. 2015 ،‬‬

‫‪ - 20‬اﻟﻧﺟﺎر أﺣﻣد‪ ،‬اﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬اﻻﺗﺣﺎد اﻟدوﻟﻲ ﻟﻠﺑﻧوك اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪. 1985،‬‬
‫‪ - 21‬اﻟﻧﺟﻔﻲ ﺳﺎﻟم ﺗوﻓﯾق‪ ،‬أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2000،‬‬

‫‪ - 22‬اﻟﻧﺟﻔﻲ ﺳﺎﻟم ﺗوﻓﯾق‪ ،‬أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬اﻟدار اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2000،‬‬

‫‪ - 23‬اﻟوادي ﻣﺣﻣود ﺣﺳﯾن‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوﯾق واﻟﺗورﯾدات‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1989،‬‬

‫‪ - 24‬أﯾوب اﻧطوان‪ ،‬دروس ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﻛﺗب واﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﺳورﯾﺎ‪. 1965 ،‬‬

‫‪ - 25‬ﺑن ﺟﻠﯾﻠﻲ رﯾﺎض‪ ،‬ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ داﻟﺔ اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﻣﻌﻬد اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠﺗﺧطﯾط‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪. 2005 ،‬‬

‫‪ - 26‬ﺑن ﻣﺣﻣود ﺳﻛﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣدﺧل ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2009 ،‬‬

‫‪ - 27‬ﺑوﺳﻌدة ﺳﻌﯾدة‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2016 ،‬‬
‫‪ - 28‬ﺗودارو ﻣﯾﺷﯾل‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﺣﺳﻧﻲ وﻣﺣﻣود‪ ،‬اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻣرﯾﺦ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 2008 ،‬‬


‫‪ - 29‬ﺟﻣﯾل ﺧﺎﻟد‪ ،‬أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟدوﻟﻲ‪ ،‬اﻷﻛﺎدﯾﻣﯾون ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪. 2014 ،‬‬

‫‪86‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 30‬ﺟوراﺗﯾن ﺟﯾﻣس وآﺧرون‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻋﺑد ا ﻟﻔﺗﺎح‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص‪،‬‬
‫دار اﻟﻣرﯾﺦ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 1988،‬‬

‫‪ - 31‬ﺣﺳﯾن ﻋﻠﻲ ﻣﺟﯾد وﺳﻌﯾد ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر ﻋﻔﺎف‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪،‬‬

‫اﻷردن‪. 2004 ،‬‬

‫‪ - 32‬ﺣﺳﯾن ﻋﻣر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ‪ :‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﻠوك اﻟرﺷﯾد‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ‬

‫ﻣﺻر‪. 1989،‬‬

‫‪ - 33‬ﺣﺳﯾن ﻣﺟﯾد ﻋﻠﻲ وﺳﻌﯾد ﻋﻔﺎف ﻋﺑد اﻟﺟﺑﺎر‪ ،‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬

‫اﻷردن‪. 2003،‬‬
‫‪ - 34‬ﺧﻠﯾل ﺳﺎﻣﻲ‪ ،‬اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻧﻘود واﻟﺑﻧوك‪ ،‬ﺷرﻛﺔ ﻛﺎظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗرﺟﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻛوﯾت‪. 1982 ،‬‬

‫‪ - 35‬داود ﺣﺳﺎم ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﯾﺳرة‪ ،‬اﻷردن‪. 2010،‬‬

‫‪ - 36‬داود ﻋﻣﺎد وآﺧرون‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﯾﺳرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬دت ‪.‬‬

‫‪ - 37‬دوﯾدار ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﺣداﺛﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 2002،‬‬

‫‪ - 38‬دوﯾدار ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪. 1993 ،‬‬

‫‪ - 39‬رﺟب ﻋزﻣﻲ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪. 1985 ،‬‬
‫‪ - 40‬رﯾﺎض اﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬اﻻدﺧﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻻﺷﺗراﻛﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1966 ،‬‬

‫‪ - 41‬ﺳﻌﯾد ﻋﺎﻣر ﻋﻠﻲ‪ ،‬ﻣﻘد ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ ﻧﺎﺷرون وﻣوزﻋون‪ ،‬اﻷردن‪. 2010،‬‬

‫‪ - 42‬ﺷوﻗﻲ دﻧﯾﺎ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور اﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧرﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‬

‫اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 1983 ،‬‬

‫‪ - 43‬ﺷﯾﺣﺔ ﻣﺻطﻔﻲ رﺷدي‪ ،‬ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬

‫اﻟﺟدﯾدة‪،‬ﻣﺻر‪. 1999،‬‬

‫‪ - 44‬ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﺎد اﺑراﻫﯾم‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬دار اﻟﺿﯾﺎء‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪. 1985،‬‬
‫‪ - 45‬طﻠﺑﺔ ﻣﺧﺗﺎر ﻋﺑد اﻟﺣﻛﯾم‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2007 ،‬‬

‫‪ - 46‬ﻋﺑد اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺻﻼح‪ ،‬ادارة اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2000 ،‬‬
‫‪ - 47‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن أﺣﻣد ﯾﺳري وﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﻣر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ‬

‫واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 1974 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 48‬ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﯾﺳري أﺣﻣد‪ ،‬ﺗطور اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬دار اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1994 ،‬‬
‫‪ - 49‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﺻﺑري‪ ،‬اﻟﻧظم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2005 ،‬‬

‫‪ - 50‬ﻋﺑد زﯾﺎد ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﺑداﯾﺔ‪ ،‬اﻷردن‪. 2010 ،‬‬

‫‪ - 51‬ﻋرﯾﻘﺎت ﻣﺣﻣد ﺣرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪. 2005،‬‬

‫‪ - 52‬ﻋطﺎ اﷲ ﻣﺎﺟد أﺣﻣد‪ ،‬ادارة اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬دار أﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪. 2011،‬‬

‫‪ - 53‬ﻗﺎدري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2004 ،‬‬

‫‪ - 54‬ﻗرﯾﺻﺔ ﺗﺎدرس ﺻﺑﺣﻲ وﯾوﻧس ﻣﺣﻣود‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 1984،‬‬

‫‪ - 55‬ﻣﻧدور أﺣﻣد ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﻣﻘدﻣﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 2002 ،‬‬
‫‪ - 56‬ﻧوري ﻧظﺎم ﻣﺣﻣد وآﺧرون‪ ،‬ﻣدﺧل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬دار زﻫران ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪. 2007 ،‬‬

‫‪ - 57‬ﻫﺎﺷم اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪. 1970 ،‬‬

‫‪ - 58‬وﻟﻌﻠو ﻓﺗﺢ اﷲ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﺣداﺛﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 1981 ،‬‬

‫‪ - 59‬وﻟﻌﻠو ﻓﺗﺢ اﷲ‪ ،‬اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬دار اﻟﺣداﺛﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪. 1986،‬‬

‫‪- 60‬ﺣرﺑﻲ ﻣﺣﻣد وﻋرﯾﻘﺎت ﻣوﺳﻰ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ :‬اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار واﺋل ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻷردن‪. 2006 ،‬‬

‫‪- 61‬ﻋﻘل ﺧﺿر وﻋرﯾﺑﺎت ﯾﺎﺳر‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ واﻟﻛﻠﻲ‪ ،‬دار ﯾﺎﻓﺎ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫اﻷردن‪. 2007،‬‬

‫‪ 2- 1‬أطروﺣﺎت اﻟدﻛﺗوراﻩ وﻣذﻛرات اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬

‫‪ - 62‬اﻟﺣﻘﺑﺎﻧﻲ ﻓﺎﻟﺢ ﺑن ﻋﺑد اﷲ ﺑن ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻻدﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ وأﺛرﻩ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ‬

‫اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ أم اﻟﻘرى‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪1999 ،‬‬

‫‪.‬‬

‫‪ - 63‬اﻟدﺑﺎغ أﯾﻣن ﻣﺻطﻔﻰ ﺣﺳﯾن‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌواﺋد ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل اﻻﻧﺗﺎج ﻓ ﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬أطروﺣﺔ‬

‫دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ وأﺻوﻟﻪ‪ ،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻷردن‪. 2003 ،‬‬

‫‪ - 64‬ﺑﻠﻌزوز ﺑن ﻋﻠﻲ‪ ،‬أﺛر ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺗﻌدﯾل ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪. 2004 ،‬‬

‫‪88‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 65‬ﺑن ﻗﺎﻧﺔ اﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬ﻧﺣو ﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج ﻫﯾﻛﻠﻲ ﺗﻧﺑؤي ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﺑﯾن ‪- 1970‬‬
‫‪ ،2009‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻋﻠوم ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪. 2013 ،3‬‬

‫‪ - 66‬ﺑوزﯾدي ﺟﻣﺎل‪ ،‬دور ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ اﺣداث اﻷزﻣﺎت‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬

‫واﻟﺑﻧوك‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻣﺣﻣد ﺑوﻗرة‪ ،‬ﺑوﻣرداس‪. 2012- 2011 ،‬‬

‫‪ - 67‬ﺑوﯾﻠﻲ ﺳﻛﯾﻧﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻧد اﺑن ﺧﻠدون واﻟﻣﻘرﯾزي‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‬

‫اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر‪ ،‬ﺑﺎﺗﻧﺔ‪. 1015- 2014 ،‬‬

‫‪ - 68‬ﺧﻠوﻓﻲ ﻋﺎﺋﺷﺔ‪ ،‬ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺗﻛﺗﻼت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻻﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ – دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ‬

‫اﻻﺗﺣﺎد اﻻوروﺑﻲ ‪ ،-‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻷﻋﻣﺎل واﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓرﺣﺎت ﻋﺑﺎس‪،‬‬
‫ﺳطﯾف‪. 2012- 2011 ،‬‬

‫‪ - 69‬رﺣﯾم ﺣﺳن‪ ،‬وظﺎﺋف اﻟﻧﻘد ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬

‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2002- 2001 ،‬‬

‫‪ - 70‬زﻫواﻧﻲ رﺿﺎ‪ ،‬ﺗﺣﺳﯾن ﺗﺧطﯾ ط اﻻﻧﺗﺎج ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻣﺗوﺳطﺔ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ‬

‫اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻدي ﻣرﺑﺎح‪ ،‬ورﻗﻠﺔ‪. 2007- 2006 ،‬‬

‫‪ - 71‬ﺳﻼﻣﻲ أﺣﻣد‪ ،‬دراﺳﺔ ﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻷﻫم ﻣﺣددات داﻟﺔ ادﺧﺎر اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ‪- 1970‬‬
‫‪ 2006‬واﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‪ ،‬ﺑﺳﻛرة ‪. 2007 ،‬‬

‫‪ - 72‬ﻋرﻗوب ﻧﺑﯾﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎ د اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻛﻠﻲ دراﺳﺔ‬

‫ﻧظرﯾﺔ وﻗﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة ‪ ،2008- 1970‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎس اﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪، 3‬‬

‫‪. 2012- 2011‬‬

‫‪ - 73‬ﻋﻣﺎري زﻫﯾر‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾل اﻗﺗﺻﺎدي ﻗﯾﺎﺳﻲ ﻷﻫم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻔﻼﺣﻲ‬

‫اﻟﺟزاﺋري ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ‪ ،2009- 1980‬أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر‪،‬‬

‫ﺑﺳﻛرة‪. 2014- 2013 ،‬‬

‫‪ 3- 1‬اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ - 74‬ﺑوﺗﯾﺎرة ﻋﻧﺗر‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‪- 2016 ،‬‬

‫‪. 2017‬‬

‫‪89‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

‫‪ - 75‬طوﯾطﻲ ﻣﺻطﻔﻰ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟزﺋﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻛﻠﻲ ﻣﺣﻧد أوﻟﺣﺎج‪ ،‬اﻟﺑوﯾرة‪- 2013 ،‬‬
‫‪. 2014‬‬

‫‪ 4- 1‬اﻟﻣﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ - 76‬اﻷﻗدي ﻣﺣﻣد أﺣﻣد‪ ،‬ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﺳﺗﻘرار ﺑﯾن اﻟطﻣوح اﻟﻧظري واﺷﻛﺎﻟﯾﺎت اﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت‬

‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌدد‪ ،1‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ‪ ،‬اﻟﯾﻣن‪. 1996 ،‬‬

‫‪ - 77‬اﻟرﻣﺎﻧﻲ زﯾد ﺑن ﻣﺣﻣد‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ راﺑطﺔ اﻟﻌﺎﻟم اﻻﺳﻼﻣﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد‪ 175‬ﺟدة‪ ،‬اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺳﻌودﯾﺔ‪. 1996 ،‬‬

‫‪ - 78‬ﺣﺑﯾل ﻣﺣﻣد ﻋﻣر‪ ،‬اﻟﻣظﺎﻫر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺣددة ﻟﻧﻣط اﻻﺳﺗﻬﻼك ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻠﯾﺑﻲ‪،‬‬

‫ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ، 15‬ﻟﯾﺑﯾﺎ‪. 2013 ،‬‬

‫‪ - 79‬ﺳﺑﻊ أﺣﻣد‪ ،‬دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﺑﯾن اﻟﺿرورة واﻟﺣدود‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺎت‬

‫اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،7‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‪ ،3‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2016 ،‬‬

‫‪ - 80‬ﻫﺎﺷم ﺣﻧﺎن ﻋﺑد اﻟﺧﺿر‪ ،‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ وﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ‬

‫اﻟﻐري ﻟﻠﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد‪ ،18‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻛوﻓﺔ‪ ،‬اﻟﻌراق‪. 2011 ،‬‬

‫‪ - 2‬ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪81- Boughaba A, Analyse et evaluation de projets, Berti edition, Paris, France,‬‬


‫‪2005 .‬‬
‫‪82- Dowidar M, L’économie politique une science sociale, FM Fondations,‬‬
‫‪Paris, France 1974 .‬‬
‫‪83- Goumeziane Smail, Le pouvoir des rentiers, Edition EDY2000, Alger,‬‬
‫‪L’Algerie, 2003 .‬‬
‫‪84- Guyot F, Elements de macro économie, Edition techip, Paris, France, 1979 .‬‬
‫‪85- Gved N, Finance d’entrprise les règles du jeu, Edition d’organisation, Paris,‬‬
‫‪France, 1997 .‬‬
‫‪86- Lahouri Addi, Etat et pouvoir :approche méthodologique et sociologique,‬‬
‫‪Edition ENAL, Alger, L’Algerie, 1991 .‬‬
‫‪90‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘﯾﺎس ﻣدﺧل ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد‬

87- Paule Mali, Improving Total Productivity, John Wiley and sons, New York,

1978.
88- Romain Christian, 24 Mots de l’économie et de la géstion, Edition maxi
livres, Paris, France , 2004 .
89- Samurlson A, Les grands courants de la pensée économique, Press
universitaire de Grenoble, Paris, 1995 .
:‫ اﻟرواﺑط اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬- 2

90-http://www.abeqtisad.com/abeqtisad/economic-thought/classical-economics.
91-http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=84612.
92-http://www.almerja.com/reading.php?idm=94353.
93-http://www.arab-ency.com.
94-http://www.babymahaza.blogspot.com.
95-http://www.elmahatta.com.
96-http://www.fichier-pdf.fr/2015/09/13/mustaqbal-414-samirabedalrasoul.
97-http://www.hama-univ.edu.sy.
98-http://www.kantakji.com/media/175155/ektsad1.pdf.
99-http://www.kau.edu.sa.
100-http://www.kau.edu.sa/Files/0002132/Subjects/ME1.pdf .
101-http://www.kenanaonline.com.
102-http://www.noonpost.org .
103-http://www.oecol.org/fr/travail/8454123 pdf
104-http://www.philadelphia.edu.jo.
105-http://www.rahmah.vs120080.hl-users.com.
106-http://www.site.iugaza.edu.ps.
107-http://www.travail.gouv.qc.ca/productivité.pdf./
108-http://www.univ28.7olm.org.
109-http://www.uobabylon.edu.iq.
110-http://www.virtuelcampus.univ-msila.dz.
111-http://www.yel.org/vb/showthread.php.

91

You might also like