You are on page 1of 40

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫ع المفتوح‬ ‫ر‬
‫منصة زادي للتعلم الش ي‬
‫الحقيبة القرآنية‬

‫ثان‬
‫مقرر المساق ال ي‬

‫كيف تحفظ القرآن الكريم؟‬


‫تقديم‬
‫الشيخ‪ :‬عبد هللا بن محمد الطوالة‬
‫نب بعده‪،‬‬ ‫الحمد هلل وحده والصالة والسالم عىل من ال ي‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فأهال وسهال بطالب منصة زادي يف هذا المساق الجديد (كيف تحفظ‬
‫القرآن الكريم؟)‪.‬‬
‫ً‬ ‫هل راودك ٌ‬
‫حلم أن تحفظ القرآن الكريم كامال؟؟ أن تكون حافظا من أهل‬
‫القرآن؟؟‬
‫ً‬
‫هل فكرت يوما ماذا يتطلب منك حفظ كتاب هللا؟؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ماذا لو كان هذا الهدف العظيم ميسورا وممكنا‪ ،‬رغم كل ما قد يحتج به‬
‫البعض من أعذار واهية‪،‬‬
‫يف هذا المساق المبارك بإذن هللا سنجيب عىل تساؤالت ر‬
‫كثية‪،‬‬
‫ينبغ أن نحفظ القرآن الكريم؟؟‬
‫لماذا ي‬
‫وبإتقان شديد؟؟‬
‫ٍ‬ ‫هل بإمكان الشخص العادي أن يحفظ كتاب هللا كامال‬
‫تعي من أراد؟؟‬ ‫هل هناك طرق وأساليب نموذجية ر‬
‫وأكي سنحاول أن نتعرف بإذن هللا‪ ،‬يف هذا المساق‬ ‫كل ذلك ر‬
‫التعليم‪ ،‬ولقد قسم إىل أرب ع وحدات‬
‫ي‬ ‫لهذا سأكون معكم يف هذا المساق‬
‫رئيسة؛ وضمن كل وحدة عدد من الدروس‪.‬‬
‫الوحدة األوىل‪ :‬مدخل إىل حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وفيه أربعة دروس‪.‬‬ ‫•‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬أسس يف حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وفيه ثالثة دروس‪.‬‬ ‫•‬
‫النموذج‪ ،‬وفيه أربعة دروس‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬عوامل يف الحفظ‬ ‫•‬

‫لتحسي الحفظ وتقويته‪ ،‬وفيه خمسة‬


‫ر‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل مساعدة‬ ‫•‬
‫دروس‪.‬‬
‫وسنكون معكم عىل مدى أربعة أسابيع بحول هللا تعاىل‪.‬‬
‫الوحدة األوىل‪ :‬مدخل إىل حفظ القرآن الكريم‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة األوىل‪ :‬لماذا احفظ القرآن الكريم؟‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من فضائل حفظ القرآن‪:‬‬
‫المبي‪ ،‬وذكره‬ ‫ر‬ ‫المتي‪ ،‬ورصاطه‪ ،‬ونوره‬ ‫ر‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألنه حبل هللا‬
‫الحكيم‪ ،‬من قال به صدق‪ ،‬ومن حكم به عدل‪ ،‬ومن عمل به هدي‪ ،‬ال‬
‫اليداد‪ ،‬وال يشبع منه العلماء‪.‬‬ ‫كية ر‬ ‫تنقض عجائبه‪ ،‬وال يخلق من ر‬
‫رَ ْ ٌ َ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫آن كالبي ِت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شء ِمن القر ِ‬ ‫احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن ((ال ِذي ليس ِ يف جو ِف ِه ي‬ ‫َ‬
‫•‬

‫واليمذي]‪.‬‬‫الخرب))[رواه أحمد ر‬
‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬
‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن الذي يحفظه يقال له يوم القيامة ((اقرأ وارت ِق‪ ،‬ورتل‬
‫عند آخر آية تقرؤها)) [رواه أبو داود ر‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ َ ِّ‬
‫واليمذي]‬ ‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫مي‬ ‫ِ‬ ‫فإن‬ ‫نيا‪،‬‬ ‫الد‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ترت‬ ‫كما كنت‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫السف َرة الك َرام ال َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن ((ال َماه ُر بالق ْرآن َم َع َّ‬ ‫ْ‬
‫ير ِة)) [رواه مسلم]‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َِ ْ َ ُ ِ َ َ ْ َ ِ َ ْ َ ً َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫اب أقواما ويضع ِب ِه آخ ِرين))‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ك‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫ه‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫هللا‬ ‫ن‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن)) ِإ‬
‫والدارم]‬
‫ي‬ ‫[رواه ابن حبان‬
‫َ ْ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َّ َ ُ ْ َ َ َ َّ َ ُ‬
‫خي الناس ((خ ريكم من تعلم القرآن وعلمه))‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألكون من ر‬
‫[رواه البخاري]‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألنال من هداياته وبركاته {إن هذا الق ْرآن يه ِدي ِلل ِ رب ِ َ‬ ‫َّ‬
‫ه‬ ‫ي ي‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬
‫أقوم} [اإلرساء‪]9 :‬‬
‫الن ُ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اس‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ليكون يىل نورا ورحمة وشفاء لما يف الصدور {يا أيها‬
‫َ‬ ‫ُّ ُ َ ُ ً َ َ ْ َ ٌ ِّ ْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َّ ْ َ ٌ ِّ َّ ِّ ُ ْ َ َ ٌ ِّ‬
‫ور وه ُدى ورحمة للمؤ ِم ِن ري}‬ ‫قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما ف الصد‬
‫َ‬ ‫ِ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ِ َ ْ َ ُ ْ ِ ًي َ َ ًّ ُ ِ ْ َ َّ ْ ُ َ َ َ ْ َ ْ َ‬
‫ُ[ي ُون ُس ‪ ]57‬وقال‪{ :‬وكذ ِلك أوحينا ِإليك قرآنا عر ِبيا ِلتن ِذر أم القرى ومن حولها}‬
‫[الشورى‪]7 :‬‬
‫ًَ‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ ْ ُْ‬
‫يه‬
‫هللا‪ ،‬ليكون يىل ذكرا يف الدنيا واآلخرة {لقد أنزلنا ِإليكم ِكتابا ِف ِ‬ ‫• احفظ كتاب‬
‫ُُْْ َََ َْ ُ َ‬
‫ِذكركم أفَل تع ِقلون} [األنبياء‪]10 :‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن القرآن العظيم (( َيأ رن َي ْو َم الق َي َامة شف ً‬ ‫ْ‬
‫يعا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِي‬ ‫َ‬
‫اب ِه))[رواه مسلم]‬
‫َ‬
‫ِألصح‬ ‫ْ‬
‫ْ ُ َّ َ َ َّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل وخاصته)) [رواه أحمد وابن‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ً ،‬ألن أهل القرآن هم ((أهل ِ‬
‫ماجه] وكف بها ررسفا‪.‬‬
‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألن حفظه من أقوى أسباب الثبات عىل الهداية { َو َقالَ‬
‫َُ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ِّ َ َ َ ْ ْ ُ ْ ُ ُ ْ َ ً َ َ ً َ َ َ ُ َ ِّ َ‬
‫ال ِذين كفروا لوَل نزل علي ِه القرآن جملة و ِاحدة كذ ِلك ِلنثبت ِب ِه فؤادك‬
‫َ َ َّ ْ َ ُ َ ْ ً‬
‫ورتلناه ترِتيَل} [الفرقان ‪]32‬‬
‫‪:‬‬
‫ً‬
‫حب ال أكون ممن يهجر كتاب هللا عياذا باهلل { َو َ‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪ ،‬ر‬
‫قال‬
‫َ ُْْ َ َْ ُ ً‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ول يا َر ِّب إ َّن َق ْ‬ ‫الر ُس ُ‬‫َّ‬
‫م اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [اإلرساء‪]30‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫وتدبره { َب ْل ه َو َآيات‬ ‫ألستعي بذلك عىل تالوته وفهمه‬ ‫• احفظ كتاب هللا‪،‬‬
‫ٌ َْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ ٌ‬ ‫َّ َ ُ ر ُ ْ َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ِّ َ ٌ‬
‫ين أوتوا َال ِعلم} [العنكبوت‪ِ { ]49 :‬كتاب أنزلناه ِإليك مبارك‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ور‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ف‬‫بي َّن َّ ِ ي‬
‫ات‬
‫َ َِ َ َ َِّ َ ُ ُ ْ ْ‬ ‫ِل َيدب ُ‬
‫باب} [ص‪]29 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫األ‬ ‫وا‬ ‫ول‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫آيات‬
‫ِ‬ ‫وا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫خي عاجل وال آجل إال والقرآن موصل إليه معينا‬ ‫احفظ كتاب هللا‪ ،‬ألنه ما من ر‬
‫ًَ َ َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ َ َّ ْ‬
‫نافلة لك} [اإلرساء‪]79 :‬‬‫بإذن هللا عليه {و ِمن اللي ِل فتهج ِ ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫د‬
‫الثان من الوحدة األوىل‪ :‬هل أقدر عىل حفظ القرآن؟‬
‫ي‬ ‫الدرس‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬المخزون الهائل‪.‬‬
‫الثان‪ :‬قواعد يف استغالل القدرات العقلية‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫• العنرص األول‪ :‬المخزون الهائل‪:‬‬


‫كبية‪،‬‬ ‫لقد منح هللا األنسان قدرات هائلة‪ ،‬وطاقات ضخمة‪ ،‬وامكانيات ر‬
‫الكثي من الدراسات واألبحاث تؤكد أن االنسان العادي‬ ‫ر‬ ‫ومواهب متعددة‪ ،‬إال أن‬
‫جزء‬ ‫شء قليل‪ .‬ولو أن االنسان تمكن من‬ ‫ال يفعل من هذا المخزون إال ر‬
‫تفعيل ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫كثيا‪.‬‬
‫ر‬ ‫شيئا‬ ‫إضاف مما يملكه من هذا المخزون لحقق من النتائج واإلنجازات‬ ‫ي‬
‫الثان‪ :‬قواعد يف استغالل القدرات العقلية‪:‬‬ ‫• العنرص ي‬
‫القاعدة األوىل‪ :‬تقول‪ :‬أن االنسان إذا بذل كل ما يستطيع فستدهشه النتائج‪،‬‬
‫بش عاديون‪ ،‬لكنهم بذلوا‬ ‫المتمية إنما هم ف الحقيقة ر ٌ‬ ‫ر‬ ‫والذين يحققون النتائج‬
‫ي‬
‫من الجهد كل ما يستطيعون‪ ،‬ولذلك حققوا تلك النتائج واإلنجازات‪.‬‬
‫مكن لك إذا بذلت نفس األسباب‪.‬‬ ‫القاعدة الثانية‪ :‬تقول‪ :‬ما هو ُممك ٌن لغيك ُم ٌ‬
‫ر‬ ‫ِ‬
‫تأثي كم هائل من الرسائل‬ ‫ومع األسف الشديد‪ :‬فغالبية الناس يقعون تحت ر‬
‫السنيي فشكلت عندهم‬ ‫ر‬ ‫السلبية المحبطة سمعوها ممن حولهم‪ ،‬تراكمت عي‬
‫الكبي‪،‬‬
‫ر‬ ‫قناعة سلبية قوية أنهم لن يستطيعوا أن يحققوا هذا الهدف‬
‫نعم ربما عانوا من تجارب سابقة لم يحالفهم فيها النجاح‪ ،‬ربما أن أسباب‬
‫ً‬
‫خاطئا‪ ،‬ربما أصابهم ر‬
‫ش‬ ‫ي‬ ‫النجاح لم تكتمل لهم يف تلك التجربة‪ ،‬ربما سلكوا طريقا‬
‫من الكسل وضعف الهمة فانقطعوا ولم يكملوا‪ ،‬ربما انشغلوا بأشياء أخرى‬
‫رصفتهم عن اكمال طريقهم‪.‬‬
‫ً‬
‫وعىل هذا فلن يستطيع االنسان أن يدخل يف تجربة جديدة إال إذا كان مقتنعا‬
‫قناعة إيجابية تامة قوية بأنه يملك مقومات النجاح وبأنه يستطيع بإذن هللا أن‬
‫ويقي‪.‬‬‫حب يصل إىل هدفه بكل ثقة ر‬ ‫يواصل طريقة ويستمر فيه ر‬
‫تغيي القناعات طريق إىل حفظ القرآن‪.‬‬ ‫الدرس الثالث من الوحدة األوىل‪ :‬ر‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫تغيي القناعات مفتاح النجاح‪.‬‬ ‫• األول‪ :‬ر‬
‫الثان‪ :‬مرتكزات النجاح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫َ‬ ‫تغيي القناعات مفتاح النجاح‪:‬‬ ‫• العنرص األول‪ :‬ر‬


‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يقول هللا تعاىل‪{ :‬إ َّن َّ َ‬
‫اَّلل ال ُي َغ رِّ ُي ما بق ْوم َح رَّب ُي َغ رِّ ُ‬
‫يوا ما ِبأنف ِس ِهم} [الرعد ‪]11‬‬ ‫ِ ٍ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ َِ ْ َ َ‬
‫القدش‪(( :‬أنا ِعند ظن عب ِدي ين)) [رواه البخاري ومسلم]‬ ‫ي‬ ‫وف الحديث‬ ‫ي‬
‫ِ‬
‫فتتغي معه حياته ومنجزاته ونتائجه؟؟ إنه‬ ‫ر‬ ‫يتغي يف االنسان‬ ‫فما هو الذي ر‬
‫‪.‬‬‫حياتك‬ ‫تتغي‬ ‫قناعاتك‪،‬‬ ‫غي‬‫القناعات‪ .‬نعم ر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫األصل يف االنسان أنه خلق لينجح‪ ،‬قال تعاىل‪{ :‬لقد خلقنا ِاإلنسان ِ يف أ ْح َس ِن‬
‫َْ‬
‫بغي ذلك واستسلم للفشل‪.‬‬ ‫رض االنسان لنفسه ر‬ ‫ي‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫]‬ ‫‪4‬‬ ‫[التي‪:‬‬
‫ر‬ ‫}‬ ‫يم‬
‫ت ِ ٍ‬
‫و‬ ‫ق‬
‫الثان‪ :‬مرتكزات النجاح‪:‬‬ ‫• العنرص ي‬
‫أساسي‪:‬‬
‫ر‬ ‫والنجاح يف أي مجال يحتاج إىل أمرين‬
‫األول‪ :‬امتالك قناعة إيجابية قوية بأنه بإذن هللا قادر عىل أن يصل إىل ما‬
‫يصبو إليه من نجاح أو إنجاز‪ ،‬وإال فإن االنسان هو أول من يهزم نفسه‪.‬‬
‫ومؤرسات قوية تدل عىل أن االنسان يملك طاقة عقلية‬ ‫ر‬ ‫كثية‬‫هناك دالئل ر‬
‫ويقي أن يحفظ كتاب هللا كامال‪،‬‬ ‫جبارة‪ ،‬يستطيع بها بكل سهولة ر‬
‫• منها‪ :‬حفظ اإلنسان لما ال يحض من النصوص والقصص واألحداث‬
‫والمشاهد والعناوين واألشكال والوجوه واألسماء والصفات والكلمات‬
‫والياكيب البيانية والصور البالغية والشواهد‬ ‫والمعان والتعابي واألفكار ر‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫األدبية‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫المعان بدقة‪ ،‬والربط ربي األشياء‬ ‫ي‬ ‫• ومنها‪ :‬قدرة اإلنسان المذهلة عىل فهم‬
‫والتميي ربي األلوان المتقاربة واألصوات المتشابهة والروائح‬ ‫ر‬ ‫المتناسقة‪،‬‬
‫وتخمي األبعاد واألوزان واألحجام والمسافات‪ ،‬وتحديد‬ ‫ر‬ ‫المتداخلة‪،‬‬
‫االختالفات المكانية والزمانية‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫للكثي من المهارات المعقدة كالكالم والقراءة والكتابة‪،‬‬ ‫ر‬ ‫• ومنها‪ :‬إتقان اإلنسان‬
‫كثي‪.‬‬ ‫وغيها ر‬ ‫واإلنشاد واإللقاء وسائر أنواع األلعاب العقلية والبدنية ر‬
‫بالماض‬
‫ي‬ ‫ومنها‪ :‬جيشان الذكريات حينما يرى اإلنسان أو يسمع ما يذكره‬ ‫•‬

‫وأحداثه وأشيائه (كمدرسته األوىل‪ ،‬وميله القديم‪ ،‬ولباسه األثري‪ ،‬وصور‬


‫الصبا‪ ،‬ونحو ذلك‪،).‬‬
‫لثان ‪:‬اتقان المهارات الالزمة لهذا المجال المراد النجاح فيه‪.‬‬
‫األمر ا ي‬
‫والمقصود بها اتقان السلوكيات العملية الالزمة للوصول إىل هدفه‪ ،‬ال بد أن‬
‫(يعب أن نبدأ من حيث‬
‫ي‬ ‫يكون لدينا اتقان ألفضل أساليب الحفظ والمراجعة‪،‬‬
‫اآلخرون وأن نستفيد من تجارب هم الناجحة‪.‬‬
‫الدرس الرابع من الوحدة األوىل‪ :‬حفظ القرآن ُميرس للجميع‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫• األول‪ :‬أوجه التشابه ربي القمر والقرآن الكريم‪.‬‬
‫الثان‪ :‬دالالت يش حفظ القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫• الثالث‪ :‬سبب تكرار قوله‪{ :‬ولقد يشنا القرآن}‪.‬‬


‫• العنرص األول‪ :‬أوجه التشابه ربي القمر والقرآن الكريم‪:‬‬
‫‪َّ ُ ْ ْ َ َ ْ ِّ َ ْ ُ َ ْ َّ َ ْ َ َ َ :‬‬
‫قال تعاىل {ولقد يشنا القرآن ِللذك ِر فهل ِمن مد ِكر} [القمر ‪ ]17‬هذه اآلية‬
‫‪:‬‬
‫ه أوجه؟ آية عظيمة من آيات هللا الدالة عىل‬ ‫الجليلة وردت يف سورة القمر‪ .‬فما ي‬
‫كمال قدرته وعظمته وحكمته‪.‬‬
‫• العلو والوضوح‪.‬‬
‫• النور والجمال‪.‬‬
‫غي ذلك من أوجه التشابه ربي القمر والقرآن الكريم‪.‬‬ ‫• الهداية واإلرشاد‪ .‬إىل ر‬
‫الثان‪ :‬دالالت يش حفظ القرآن الكريم‪:‬‬ ‫• العنرص‬
‫‪ َ َ َ :‬ي ْ َ َّ ْ َ ُ ْ َ ِّ ْ َ َ ْ ْ ُ َّ‬
‫قوله تعاىل {ولقد يشنا القرآن ِللذك ِر فهل ِمن مد ِكر} [القمر‪ ]17 :‬آية ذات داللة‬
‫عميقة ومعان جليلة‪.‬‬
‫• فالقرآن الكريم سهل التناول‪.‬‬
‫• قريب الفهم والتأمل‪.‬‬
‫المعان والدالالت‪.‬‬
‫ي‬ ‫• غزير‬
‫• بليغ األسلوب‪.‬‬
‫• قوي الحبك ر‬
‫واليكيب‪.‬‬
‫َ‬ ‫• جميل النغمة والجرس‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫• ترتاح النفس لسماعة‪َ { .‬يا أ ُّي َها الن ُ‬
‫اس قد َج َاءتك ْم َم ْو ِعظة ِم ْن َ ِّربك ْم َو ِشف ٌاء ِل َما‬
‫ُ ُ‬
‫ون ُ‬
‫س ‪]57‬‬
‫الص ُد َ ُ ً َ َ ْ َ ٌ ْ ُ ْ َ‬
‫ور وهدى ورحمة ِللمؤ ِم ِن ري} [ي‬
‫ف ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِي‬
‫• العنرص الثالث‪ :‬سبب تكرار قوله‪{ :‬ولقد يشنا القرآن}‪:‬‬
‫وف هذا داللة واضحة‬ ‫ورود هذه اآلية يف سورة القمر أرب ع مرات ي‬ ‫لقد تكرر‬
‫ً‬
‫ألحد يف ترك ذلك‪ .‬فال يعذر‬ ‫أن القرآن ميش جدا لكل من أراد حفظه‪ .‬وأنه ال عذر‬
‫ٍَ َ َ ْ َ َّ ْ َ ُ ْ َ ِّ ْ‬ ‫بضعف اإلمكانيات‪ ،‬وال ر‬
‫بكية االنشغاالت‪ .‬فاهلل يقول‪{ :‬ولقد يشنا القرآن ِللذك ِر‬
‫َ َ ْ ْ ُ َّ‬
‫فهل ِمن مد ِكر} [القمر‪]17 :‬‬
‫يقول الشيخ ابن باز رحمه هللا‪( :‬والمعب أن هللا يش هذا القرآن للحفظ‬
‫ً‬
‫والفهم والتدبر والتالوة‪ .‬فجدير بالمؤمن والمؤمنة العناية بهذا القرآن حفظا‬
‫وتالوة وتدبرا ومذاكرة)‪ .‬ثم يقول‪( :..‬ومن صدق هللا يف طلب ذلك يش هللا له‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ْ َ ُ َ ِّ ْ َ‬
‫شنا الق ْرآن ِللذك ِر ف َه ْل ِم ْن ُم َّد ِكر} [القمر‪ )]17 :‬اـه‪.‬‬ ‫حفظه فاهلل يقول‪{ :‬ولقد ي‬
‫كية من يحفظ القرآن الكريم كامال‪ .‬حفظا قويا راسخا‪.‬‬ ‫وال أدل عىل ذلك من ر‬
‫كثيا‪ .‬بل إن بعضهم‬ ‫رغم تواضع امكانياتهم‪ ،‬بل إن بعضهم قد تقدمت به السن ر‬
‫والثماني‪ .‬وهناك من حفظ القرآن وهو يف لم يبلغ الخامس من‬ ‫ر‬ ‫السبعي‬
‫ر‬ ‫تجاوز‬
‫ً‬
‫عمره‪ .‬وكما إن هناك من االعاجم ومن ال يعرف من العربية شيئا لكنه يحفظ القرآن‬
‫ً‬
‫كامال‪.‬‬
‫ميش لكل من أمتلك عزيمة ورغبة جادة يف‬ ‫ٌ‬ ‫وكل ذلك يؤكد أن القرآن الكريم‬
‫حفظه‪ .‬وأن هللا بفضله وكرمه سيعينه وييش له مراده‪.‬‬
‫الوحدة الثانية‪ :‬أسس يف حفظ القرآن الكريم‪:‬‬
‫الدرس األول من الوحدة الثانية‪ :‬أسس حفظ القرآن‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أسس حفظ القرآن‪:‬‬
‫• األول‪ :‬تقوى هللا‪.‬‬
‫الثان‪ :‬االستعانة باهلل‪.‬‬‫ي‬ ‫•‬

‫المعاض‪.‬‬
‫ي‬ ‫• الثالث‪ :‬الحذر من‬
‫• الرابع‪ :‬اإلكثار من االستغفار‪.‬‬
‫• األساس األول‪ :‬تقوى هللا‪.‬‬
‫َّ َ َ ُ َ ِّ ُ ُ ُ َُّ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫• يقول هللا تعاىل‪{ :‬واتقوا اَّلل ويعلمكم اَّلل} [البقرة‪]282 :‬‬
‫ْ‬ ‫ُْ ُْ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َّ ُ‬
‫ي‬ ‫ول ِهَ يؤ ِتكم ِكفل ر ِ‬
‫آمن َّوا ُ ِب َر ُس ٌِ‬ ‫اَّلل ُ و ِ‬ ‫• ويقول جل وعال‪{ :‬يا أيها ال ِذين آمنوا اتقوا‬
‫َ‬
‫ون به َو َي ْغف ْر لك ْم َواَّلل غفور رح ٌ‬ ‫ْ َ ْ َ ََ ْ َ ْ َُْ ُ ً َْ ُ َ‬
‫يم} [الحديد‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن رحم ِت ِه ويجعل لكم نورا تمش ِ ِ‬
‫‪]28‬‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ ُ ْ َ ً َ ُ َ ِّْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ ْ َ َّ ُ‬
‫• ويقول هللا تعاىل‪{ :‬يا أيها ال ِذين آمنوا ِإن تتقوا اَّلل يجعل لكم فرقانا ويكفر‬
‫َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ ِّ َ ُ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ ُ ُ ْ َ ْ ْ‬
‫اتكم ويغ ِفر لكم واَّلل ذو الفضل العظيم} [سورة األنفال ‪]29‬‬ ‫عنكم سيئ ِ‬
‫َّ َ َ ْ َ ْ ِ َ ُ َ ِ ْ ِ َ ً َ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ ْ ُ‬ ‫‪َّ َ ْ َ َ :‬‬
‫• ويقول سبحانه {ومن يت ِق اَّلل يجعل له مخرجا ويرزقه ِمن حيث ال‬
‫َ ْ َ ُ‬
‫يحت ِسب} [الطالق‪]2 :‬‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫َ َ ْ َ َّ‬
‫• ويقول هللا تعاىل‪{ :‬ومن يت ِق اَّلل يجعل له ِمن أم ِر ِه يشا} [الطالق‪]4 :‬‬
‫َّ َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ ْ ُ َّ َ‬
‫• فالتقوى أساس كل عمل صالح؛ قال هللا { ِإنما يتقبل اَّلل ِمن المت ِق ري} [سورة‬
‫المائدة ‪]27‬‬
‫الثان‪ :‬االستعانة باهلل‪.‬‬ ‫• األساس ي‬
‫اس َتعنْ‬ ‫تأن االستعانة باهلل جل‪ ،‬فف الحديث الصحيح‪َ (( :‬و ْ‬ ‫التقوى‪ ،‬ر‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وبعد ْ َ ْ َ َ ي‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ش ٌء‪ ،‬فَل تق ْل ل ْو أن ف َعلت كان كذا وكذا‪ ،‬ولكن قلْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اهلل َو ََل َت ْع َجز‪ ،‬وإن أصابك ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َِب ِ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ َ ِ َ َ َ َ َّ َ ْ ي َ ْ َ ُ َ َ َ َّ ْي َ‬ ‫ق َد ُ‬
‫ان)) [رواه مسلم] والمعب أنه إذا‬ ‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ي‬ ‫الش‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫ح‬ ‫ت‬‫ف‬‫ت‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ن‬ ‫إ‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ف‬ ‫اء‬ ‫ش‬ ‫ا‬ ‫م‬‫و‬ ‫هللا‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫صحت استعانتك باهلل‪ ،‬فلن يأتيك العجز بإذن هللا‪.‬‬
‫خيي الدنيا واآلخرة‪،‬‬ ‫وألهمية االستعانة يف بلوغ كل ما يريده االنسان من ر‬
‫ً‬
‫ويستعي به يف كل ركعة من صالته‪ ،‬وبما ال يقل عن سبع‬ ‫ر‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫كثي‬‫فالمؤمن يدعو هللا ر‬
‫اك ن ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪َ َّ َ ُ ْ َ َّ :‬‬ ‫َ‬ ‫ر‬
‫ست ِع ري} [الفاتحة ‪.]5‬‬ ‫عشة مرة يف اليوم يقول { ِإياك نعبد و ِإي‬
‫المعاض‪.‬‬ ‫ي‬ ‫• األساس الثالث‪ :‬الحذر من‬
‫المآش‪،‬‬
‫ي‬ ‫فالمعاض تجلب‬ ‫ي‬ ‫والمعاض‪،‬‬
‫ي‬ ‫ثم ليحذر المسلم من الذنوب‬
‫وصغيها فهو التق ى‬ ‫ر‬ ‫كبيه ا‬ ‫خل الذنوب ر‬
‫ض الشوك يحذر ما يرى‬ ‫واصنع كماش فوق أر‬
‫إن الجبال من الحص ى‬ ‫ال تحقرن صغي رة‬
‫والمعاض حرمان التوفيق ونسيان العلم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ومن شؤم الذنوب‬
‫المعاض‬
‫ي‬ ‫فأرشدن إىل ترك‬ ‫هي‬ ‫حفظ‬
‫ي‬ ‫شكوت إىل وكيع سوء‬
‫لعاض‬
‫ي‬ ‫ونور اَّلل ال يهدى‬ ‫وأخي ين بأن العل م ن ور‬
‫إن ألحسب‬ ‫وأخرج ابن المبارك وأحمد يف الزهد عن ابن مسعود قال‪ :‬ي‬
‫الرجل ينىس العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها‪.‬‬
‫• األساس الرابع‪ :‬اإلكثار من االستغفار‪.‬‬
‫بكية‬ ‫بىسء من الذنوب‪ ،‬فعلية ر‬ ‫ر‬
‫ومن غلبته نفسه االمارة بالسوء‪ ،‬فتلوث ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫االستغفار‪.‬‬
‫ََُْ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫فاهلل تعاىل يقول‪ُ { :‬ق ْل يا عباد َي الذ َ‬
‫رسفوا َعىل أنف ِس ِه ْم ال تقنطوا ِم ْن‬ ‫ين أ ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ْ َ َ َ َ ْ ََ َ ْ ُُ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ َّ‬
‫القدش‪(( :‬يا ابن آدم لو َبلغت ذنوبك َعنان‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الحديث‬ ‫وف‬ ‫ي‬ ‫]‬ ‫‪53‬‬ ‫اَّلل} [الزمر‪:‬‬‫ِ‬ ‫رحم ِة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫استغف ْرتب غف ْرت لك‪َ ،‬وال أ َباىل‪َ ،‬يا ْاب َن آد َم إنك ل ْو أت ْيتب بق َراب األ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الس َماء ث َّم ْ‬ ‫َّ‬
‫ض‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫َ ًْ ََُْ َ ي ُ َ َ َ ْ َ ً‬ ‫َ ُ ي رْ ُ‬ ‫َ َ َ ُ َّ َ َ‬
‫شك ين شيئا ألتيتك ِبقر ِابها مغ ِفرة)) [رواه اليمذي]‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ب‬
‫خطايا ثم ل ِق ِ ي‬
‫يت‬
‫ِ ِ‬
‫وحبيبنا َالمصطف ﷺ وقد غفر له كان َ يستغفر هللا ويتوب إليه يف اليوم‬
‫َ َ َّ ُ َ َ ُ‬ ‫ت َل ُه ُص ْح َب ٌة‪ ،‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫َ ْ َ ِّ ْ ُ َ ِّ َ َ َ ْ‬
‫ال‪ِ « :‬إنه ل ُيغان‬ ‫هللا ﷺ‪ ،‬ق‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫مائة مرة‪ ،‬ع ِن األ َغر المز ِ ين‪ ،‬وكان‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ َ ْ َ ْ‬ ‫ََ َْ‬
‫ب‪ ،‬وإ ين ألستغ ِف ُر هللا‪ ِ ،‬يف اليو ِم ِمائة م َّر ٍة» [رواه مسلم]‬
‫عىل ق ِ ي ِ‬‫ل‬
‫فاتقوا هللا واستعينوا به عىل بلوغ أهدافكم وادعوه وأنتم موقنون باإلجابة‪.‬‬
‫كي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الثان من الوحدة الثانية‪ :‬وضوح الهدف والي ر‬ ‫ي‬ ‫الدرس‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬وضوح الهدف‪.‬‬
‫الثان‪ :‬التخطيط الجيد لبلوغ الهدف‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫• العنرص األول‪ :‬وضوح الهدف‪.‬‬


‫ً‬
‫ه الصفة األبرز واألقوى من صفات جميع‬ ‫ي‬ ‫‪،‬‬ ‫ملهما‬ ‫وضوح الهدف وكونه‬
‫الممية‪ ،‬أن‬
‫ر‬ ‫الناجحي وذوي اإلنجازات‬ ‫ر‬ ‫تبي من دراسة حياة كبار‬ ‫الناجحي‪ ،‬ولقد ر‬‫ر‬
‫هناك صفات عديدة مشيكة بينهم‪ ،‬كقوة اإلرادة والمثابرة وحسن التخطيط‪،‬‬ ‫ر‬
‫وامتالك المهارات الالزمة لبلوغ الهدف‪ ،‬والقدرة عىل تكوين العالقات مع من‬
‫يسهل لهم الوصول إىل هدفهم‪ ،‬وحسن إدارة الوقت وتنظيمه بالشكل السليم‪ ،‬إال‬
‫ً‬
‫ه وضوح الهدف وكونه حلما ملهما‪ ،‬يلهب‬ ‫إن الصفة األهم واألقوى بينهم ي‬
‫ًحب يحققوا مرادهم‪.‬‬ ‫حماسهم ويحرك مشاعرهم ويحفزهم للمض قدما ر‬
‫ي‬
‫الثان‪ :‬التخطيط الجيد لبلوغ الهدف‪.‬‬ ‫ي‬ ‫• العنرص‬
‫ه التخطيط الجيد‬ ‫الناجحي‬ ‫أولئك‬ ‫جميع‬ ‫بي‬ ‫كة‬
‫المشي‬ ‫ر‬ ‫والصفة الثانية‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫كي‪ ،‬فمن‬ ‫ر‬
‫يسهل تنفيذها‪ ،‬ثمَ صفة الي ر‬ ‫احل‬
‫َ‬ ‫لبلوغ الهدف وتقسيمة إىل أجزاء ومر‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫ت ال أ ْرضا ق َط َع‪َ ،‬وال ظ ْه ًرا أ ْب ر‬‫َ‬ ‫َ َّ ْ ُ ْ َ َّ‬
‫البيهف]‬
‫ي‬ ‫[رواه‬ ‫))‬ ‫ف‬ ‫وف الحديث ((ف ِإن المنب‬ ‫ركز أنجز‪ ،‬ي‬
‫أرأيتم إىل من يتسلق الجبل‪ ،‬إنه ال يفكر إال يف القمة‪ ،‬والقمة فقط‪ ،‬فركز‬
‫يكي من الدخول يف اليامج العلمية والدعوية‪،‬‬ ‫فكثي ممن ر‬ ‫تنجز‪ ،‬وإياك والتشتت ر ٌ‬
‫يصاب بالتشتت وضعف اإلنتاج وربما التوقف قبل الوصول للمراد‪ ،‬وهناك مقولة‬
‫الكبية نتاج عادات بسيطة‪.‬‬ ‫ر‬ ‫جميلة‪ :‬مفادها أن النجاحات‬
‫فاإلنسان يجب أن ال يفكر يف حجم اإلنجاز الذي سيحققه‪ ،‬بقدر ما يفكر‬
‫وف الحديث‪:‬‬ ‫ر‬
‫ويستمر َ يف َّ فعله حب يصل‪ ،‬ي‬ ‫ََْ ُ ُ َ ْ‬
‫عمل بسيط يتعود عليه‬ ‫ف تأسيس‬
‫ي َ ْ َ ُ َ َّ َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫خي‬‫هللا أدومه و ِإن قل)) [رواه مسلم]‪ ،‬فقليل مستمر ر‬ ‫((واعلموا أن أحب العم ِل ِإىل ِ‬
‫كثي منقطع‪.‬‬ ‫من ر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإذا كان هدفك وضحا ملهما‪ ،‬وخططت عىل الورق جيدا كيف تصل إليه‪،‬‬
‫كي‪ ،‬فركز تنجز‪ ،‬واجتهد تحرز‪ ،‬وهيا لتكون من حفاظ كتاب هللا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫فلن يبف إال الي ر‬
‫وقم وانطلق‪.‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثانية‪ :‬رفع الهمة يف حفظ القرآن‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬الهمة العالية طريق إىل حفظ القرآن‪.‬‬
‫الثان‪ :‬أسباب رفع الهمة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫• العنرص األول‪ :‬الهمة العالية طريق إىل حفظ القرآن‪.‬‬


‫َُّ‬ ‫َّ َ َ ُ َ ِّ ُ ُُ‬ ‫َّ ُ‬
‫ونفىس بتقوى هللا‪َ { ،‬واتقوا اَّلل ويعلمكم اَّلل} [البقرة‪ ]282 :‬ثم‬ ‫ي‬ ‫أوصيكم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اعلموا وفقكم هللا أنكم ف طريق مبارك‪ ،‬ر‬
‫ذلك‬ ‫تعاىل {وك َِّ‬ ‫ومشوع عظيم‪ ،‬قال هللا‬ ‫ٍ‬ ‫َ َ ُ ً ْ َْ ي‬ ‫َ‬
‫ر‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫أوح َينا ِإليك روحا ِمن أم ِرنا} [الشورى‪ ]52 :‬وقال سبحانه‪ِ { :‬إن هذا القرآن يه ِدي ِلل ِ يب‬
‫ٌ‬ ‫َ ْ‬
‫ه أق َو ُم} [اإلرساء‪ ]9 :‬لكنه طريق يحتاج إىل همة وعزيمة وصي‪ ،‬فاستعينوا باهلل‬ ‫ِي‬
‫صي َ‬
‫ظفر‪.‬‬ ‫واصيوا‪ ،‬فمن َ‬
‫ومدمن القر ِع لألبواب أن ي ِلجا‬ ‫ُ‬ ‫الصي أن يحظ بحاجته‬ ‫أخلق بذي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫لو‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪:‬‬ ‫َ‬
‫واإليمان‪ ،‬وعليك بع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج المبارك استفرغ الجهد والطاق ِة‪ ،‬وتسلح بالعلم‬ ‫أ ي‬
‫َّ‬
‫النفس‪.‬‬ ‫وسمو‬ ‫‪،‬‬ ‫ادة‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫اإل‬ ‫وقوة‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫ِ‬ ‫الهم‬
‫وتأن عىل قدر الكرام المكارمُ‬ ‫ر‬ ‫تأن ِالعزائمُ‬ ‫العزم ر‬ ‫ِ‬
‫أهل‬ ‫قدر‬ ‫فعىل‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫محب ُ‬ ‫يلقاه فيها َّ‬ ‫ُ‬ ‫فكل الذي‬ ‫ُّ‬ ‫همة نفس ِه‬ ‫العلياء َّ‬ ‫ُ‬ ‫ومن تك ِن‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫طارت به نح و المعال ي‬ ‫ة‬ ‫نفس تواق‬ ‫ومن كانت له‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫وبقدر الكد تكت ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫العال َسه َ‬ ‫طلب ُ‬ ‫َ‬
‫اىل‬‫ِي‬ ‫المع‬ ‫سب‬ ‫َ َِ‬ ‫ي‬ ‫الليال‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ومن‬
‫ُ‬ ‫أضاع ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ومن ر َام ُ‬
‫حال‬
‫العمرَّ يف طلب الم ِ‬ ‫د‬ ‫غي ك‬ ‫العال من ر‬
‫أبد الدهر بي ُ‬ ‫َ‬
‫الحف ر‬ ‫ِ ر‬ ‫ِيعش‬ ‫ومن يتهيب صعود الجب ال‬
‫األج َس امُ‬ ‫ت ف ُم َراد َها ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُّ ُ‬
‫َ‬ ‫ِ ُ‬ ‫ت ِعب ِ ي‬ ‫و ِإذا كانت النف وس ِكب ارا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫فكن رجال إن أتوا بعده‪ ،‬يقولون مر وهذا األثر‪ ،‬وما لم تكن قد وهبت نفسك‬ ‫َّ‬
‫ورب ِّ‬ ‫فحياتك لم تبدأ بعد‪ ،‬ر‬ ‫ُ‬
‫همة أحيت أمة وأوصلتها للقمة‪ ،‬فسابق‬ ‫عظيمة‬
‫ٍ‬ ‫لغاية‬
‫ال عىل‬ ‫فباب المجد ما ز َ‬ ‫ُ‬ ‫العظماء‪،‬‬ ‫َ‬
‫قوافل‬ ‫مات‪ ،‬وزاحم‬ ‫المكر‬ ‫ُ‬ ‫نحو العال‪ ،‬ونافس يف‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ِ‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫سيظل مسموحا ومفسوحا‪ ،‬و{إن َ‬
‫اَّلل َل ُيغ رِّ ُي َما‬ ‫ر ِ‬
‫ُ‬ ‫السبق‬
‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ومجال‬ ‫َ‬ ‫‪،‬‬‫مفتوحا‬ ‫مرصاعيه‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ب َق ْوم َح رَّب ُيغ رِّ ُيوا َما بأنفسه ْ‬ ‫َ‬
‫المعونة‪،‬‬
‫ِ‬ ‫هللا‬ ‫من‬ ‫تأن‬
‫ِ َي‬ ‫المؤونة‬ ‫قدر‬ ‫وعىل‬ ‫‪،‬‬ ‫]‬ ‫‪11‬‬ ‫‪:‬‬‫[الرعد‬ ‫}‬ ‫م‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وبقدر ما تتعب تنال ما تتمب‪ ،‬وكل من جد وجد‪ ،‬وكل من سار عىل الدرب وصل‪،‬‬
‫َ‬
‫اَّلل ق ِريب ِمن المح ِس ِن ري} [األعراف‪]56 :‬‬
‫ت َّ َ ٌ َ ْ ُ ْ‬ ‫َّ َ ْ َ َ‬
‫و{ ِإن رحم‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫غيك‪ ،‬وال أبطأ ممن سبقك‪ ،‬وال‬ ‫ج المبارك‪ :‬أنك لست بأقل من ر‬ ‫وتيقن أ ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫حرز‪،‬‬
‫نجز‪ ُ ،‬واجت ِهد ت ِ‬‫أهدافك‪ ،‬وركز ت ِ‬ ‫أدن ممن فاقك‪ ،‬فجهز أدواتك‪ ،‬وحدد‬
‫ُ‬
‫تستحق‪ ،‬وهيا‬ ‫ورس عىل بركة هللا‪ ،‬وقم وانطلق إىل حيث‬ ‫واستعن باهلل وال تعجز‪ِ ،‬‬
‫َّ َّ َ َ َ َّ َ ِ َّ َ ْ َ َّ َ ُ ْ ُ ِ ْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لتكون‪ ،‬أفضل ما يمكنك أن تكون‪ِ { ،‬إن اَّلل مع ال ِذين اتقوا وال ِذين هم مح ِسنون}‬
‫[النحل‪.]128 :‬‬
‫الثان‪ :‬أسباب رفع الهمة‪.‬‬
‫العنرص ي‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتقوية العزيمة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الهمة‬ ‫رفع‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫تساهم‬ ‫مهمة‬ ‫أسبابا‬ ‫ثم اعلم أن هناك‬
‫‪َ ْ َ ِّ َ ْ ُ َ ْ َ َ ْ ُ :‬‬
‫أولها‪ :‬الدعاء‪ ،‬واإللحاح عىل هللا‪ ،‬قال تعاىل {قل َما يعبأ ِبكم ر ين لوال‬ ‫•‬
‫ب َل ُك ْم إ َّن َّالذينَ‬ ‫قال َرُّب ُك ُم ْاد ُعون أ ْس َتج ْ‬
‫ُد َع ُاؤ ُك ْم} [الفرقان‪ ]77 :‬وقال سبحانه‪َ { :‬و َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِي‬ ‫َر َ َْ ُ ُ َ‬
‫ون َج َه َّن َ‬ ‫َ ْ َ ْ ُ َ‬
‫ون َع ْ‬
‫داخ ِرين} [غافر ‪]60‬‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫د‬ ‫ي‬‫س‬ ‫ن‬ ‫باد‬
‫ِ ِي‬ ‫ع‬ ‫ن‬ ‫يستك ِي‬
‫وما يدريك َما فعل الدعاء؟!‬ ‫أتلعب بالدعاء وتزدري ه‬
‫لها أمد‪ ،‬ولألمد انقض اء‪.‬‬ ‫تخظ ولكن‬ ‫ي‬ ‫سهام الليل ال‬
‫ثانيها‪ :‬الصدقة‪.‬‬ ‫•‬

‫ثالثها‪ :‬صالة النافلة‪.‬‬ ‫•‬

‫رابعها‪ :‬صوم التطوع‪.‬‬ ‫•‬


‫ً‬
‫الصالحي‪( ،‬نصف ساعة يوميا)‬ ‫ر‬ ‫سي‬‫خامسها‪ :‬قراءة ر‬ ‫•‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫كرر َّ‬ ‫ِّ‬


‫فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي‬ ‫عىل حديثهم يا حادي‬ ‫ي‬
‫سادسها‪ :‬حديث النفس‪.‬‬ ‫•‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ما أضيق العيش لوال فسحة األمل‬ ‫أعلل النفس باآلمال أرقبها‬
‫ماذا يجب عىل أن أفعل لك أرفع ر‬
‫همب يف حفظ القرآن‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫األدن"‪ ،‬عزمت بإذن هللا أن احفظ القرآن كامال خالل‪.‬‬
‫ي‬ ‫أن أكتب "العهد‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫الوحدة الثالثة‪ :‬عوامل يف الحفظ‬
‫الدرس األول من الوحدة الثالثة‪ :‬مقدمة يف علم النمذجة‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫• األول‪ :‬تعريف علم النمذجة‪.‬‬
‫الثان‪ :‬توظيف علم النمذجة يف حفظ القرآن‪.‬‬
‫ي‬ ‫•‬

‫العنرص األول‪ :‬تعريف علم النمذجة‪.‬‬ ‫•‬

‫النموذج‪ ،‬سنحاول أن نتعرف عىل ما‬ ‫ي‬ ‫قبل أن ندخل يف طريقة الحفظ‬
‫المميين‬
‫ر‬ ‫مجموعة من األشخاص‬ ‫علم ُ‬
‫يقوم عىل ُمراقبة‬ ‫ُيسم بعلم النمذجة‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫يف مجالهم‪( ،‬حفظ القرآن مثال) وذلك بغرض معرفة كيف يؤدون ذلك العمل‬
‫وتحليل سلوكياتهم من كل الجهات‬ ‫ُ‬ ‫الممية‪ ،‬فيتم ُمراقبتهم‬ ‫بتلك الطريقة‬
‫ر‬
‫يتم تصميم‬ ‫الممكنة‪ ،‬كالناحية النفسية والعقلية وآليات أداء المهارة‪ ،‬ومن َّثم ُّ‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫المشيكة بينهم‪ ،‬بحيث يحت ِذي بهذا‬ ‫مثاىل للمهارات واإلجراءات واألعمال‬ ‫ي‬ ‫نموذج‬
‫الوصول لنفس النتيجة من المتدربي ُ‬
‫الجدد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رُ‬
‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ويسي عىل منواله من أراد‬ ‫النموذج‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫لغيك ممكن لك إذا‬ ‫مكن ر‬ ‫‪:‬‬
‫الب تحدثنا عنها سابقا ما هو م ِ‬ ‫إنها القاعدة ي‬
‫بذلت نفس األسباب‪ ،‬فعلم النمذجة يحاول معرفة هذا األسباب‪ ،‬من خالل‬
‫ُ‬
‫تتجسد فيه ُّ‬
‫كل المهارات واإلجراءات واألعمال الالزمة‬ ‫مثاىل‬
‫ي‬ ‫تصميم نموذج‬
‫للوصول إىل نفس النتيجة‪.‬‬
‫الثان‪ :‬توظيف علم النمذجة يف حفظ القرآن‪.‬‬
‫العنرص ي‬ ‫•‬
‫ُ‬
‫الغوثان وفقه هللا‬
‫ي‬ ‫يحب‬ ‫ر‬ ‫الدكتور‬ ‫قام‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬‫النموذج‬
‫ي‬ ‫بالحفظ‬ ‫يتعلق‬ ‫وفيما‬
‫متميٍة من الحفاظ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وهو مدرب متمكن يف علم النمذجة بدراسة ومراقبة مجموعة ر‬
‫َّ‬
‫األعمال والسلوكيات‬
‫ِ‬ ‫وجميع‬ ‫اءات‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫واإلج‬ ‫ات‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫المها‬ ‫حدد‬ ‫أدائهم‪،‬‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫د‬‫وحد‬
‫الب جمعها‪ ،‬الطريقة‬ ‫صمم من خالل تلك النتائج ر‬ ‫َّ‬ ‫المتعلقة بالحفظ‪ ..‬ثم‬
‫ي‬
‫النموذجية للحفظ‪ ،‬وكذلك مواصفات البيئة النموذجية للحفظ‪ ،‬وكيف ُي ر ئ‬
‫هب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫النموذج‪ ،‬بما يف ذلك العوامل المساعدة عىل تسهيل‬ ‫ي‬ ‫للحفظ‬ ‫نفسة‬ ‫الحافظ‬
‫للمض‬ ‫الب تشجع الحافظ وتدفعه‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫الدوافع والمحفزات ي‬ ‫ِ‬ ‫وتقوية الحفظ‪ ،‬وتحديد‬
‫ً‬
‫قدما نحو تحقيق هدفه دون توقف‪ ،‬بحيث إذا أخذ الحافظ الجديد بهذه‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أسهل ُجهدا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يتمي بأنه‬‫النموذج‪ ،‬والذي ر‬ ‫ي‬ ‫الطريقة‪ ،‬فسيكون أقرب إىل الحفظ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫كيا‪ ،‬وأرسخ ِحفظا‪.‬‬ ‫وأقوى تر ر‬
‫فية‬ ‫تحتاج إىل ر‬ ‫ُ‬ ‫جديدة‬ ‫طريقة‬ ‫جديدة أو‬ ‫مهارة‬ ‫المهم عىل أن َّ‬
‫أي‬ ‫مع التنبيه ُ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫كافية من التطبيق والممارسة إىل أن يتعود االنسان عليها وتصبح مألوفة تماما له‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫ثم بعد ذلك يبدأ يف االستفادة الفعلية من هذه الطريقة‪ ،‬ولو رصبنا مثاال بالكتابة‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أصبعي ورغم أن‬ ‫ر‬ ‫تستخدم أصبعا أو‬ ‫ِ‬ ‫عىل لوحة المفاتيح‪ ،‬فهناك طرق تقليدية‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الكتابة بهذه الطريقة تؤدي الغرض‪ ،‬لكنها بطيئة ومجهدة‪ ،‬والطريقة النموذجية‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫للكتابة عىل لوحة المفاتيح ه باستخدام االصابع ر‬
‫وه طريقة رسيعة‬ ‫ي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫العش‬ ‫َّ ي‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وفعالة‪ ،‬وسهلة جدا لمن تدرب عليها جيدا حب يتقنها ويتعود عليها ويألفها تماما‪،‬‬
‫َّ‬
‫النموذج‬
‫ي‬ ‫الحفظ‬ ‫طريقة‬ ‫وهكذا‬ ‫أنجز‪،‬‬ ‫ز‬ ‫ك‬ ‫كما قال األوائل‪ :‬من ثبت نبت‪ ،‬ومن ر‬
‫الب سنوضحها يف الدروس القادمة‪.‬‬ ‫ر‬
‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫يضل‬ ‫تجي الحافظ عىل أن‬ ‫جدا ف الحفظ‪ ،‬ألنها ُ‬ ‫وفعالة‬ ‫سهلة‬ ‫ريقة‬ ‫فه ط‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ً ُ يً‬ ‫ُ‬
‫أكي معوقات الحفظ‬ ‫عىل‬ ‫الطريقة‬ ‫هذه‬ ‫تتغلب‬ ‫وبذلك‬ ‫الوقت‪،‬‬ ‫وال‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ز‬ ‫ك‬ ‫ر‬‫م‬ ‫نتبها‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫ِ ً‬ ‫ر‬
‫كي‪ ،‬لكن هذه الطريقة لن تصبح سهلة وفعالة ولن‬ ‫الكثيين وهو عدم الي ر‬ ‫ر‬ ‫لدى‬
‫ية من الممارسة والتدرب عليها‪ ،‬أي بعد أن‬ ‫فيٍة كاف‬ ‫تعظ النتائج المأمولة إال بعد ر‬
‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫تتقنها وتتعود عليها وتصبح مألوفة تماما عندك‪ ،‬وذلك مثلما يفعل من يتعلم‬
‫حب يتجاوز‬ ‫اجة أو السباحة أو أي طريقة جديدة‪ ،‬فهو لن يستفيد منها ر‬ ‫قيادة الدر ِ‬
‫ً‬
‫مرحلة التعلم ويألفها تماما إىل درجة االتقان‪.‬‬
‫ُ‬
‫ه أن تصي عىل ممارسة هذه الطريقة الجديدة يف‬ ‫هنا‬
‫َّ ي‬ ‫لمهمة‬ ‫ا‬ ‫فالنصيحة‬
‫ً‬ ‫كافية ر‬ ‫ً‬ ‫ر ً‬
‫حب تتعود عليها وتألفها تماما‪.‬‬ ‫فية‬ ‫الحفظ‬
‫الثان من الوحدة الثالثة‪ :‬تهيئة البيئية النموذجية لفظ القرآن‬
‫ي‬ ‫الدرس‬
‫الكريم‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة عنارص‪:‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫• األول‪ :‬مواصفات مكان الحفظ‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫الثان‪ :‬مواصفات زمان الحفظ‬
‫ي‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫• الثالث‪ :‬تخصيص نسخة ثابتة من المصحف‪.‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫العنرص األول‪ :‬مواصفات مكان الحفظ‬ ‫•‬

‫الماض عىل نبذة مخترصة عن علم النمذجة‪ ،‬وسنتعرف يف‬ ‫ي‬ ‫تعرفنا يف الدرس‬
‫وه تهيئة البيئة‬ ‫النموذج‬ ‫الحفظ‬ ‫لبات‬ ‫تط‬‫م‬‫هذا الدرس بإذن هللا‪ ،‬عىل أول ُ‬
‫ي ر ي‬ ‫ر‬
‫طويلة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫زمنية‬
‫ٍ‬ ‫ات‬‫فالدارس ٌ أو الحافظ سيبف يف هذا المكان في ٍ‬ ‫النموذجية للحفظ‪،‬‬
‫ُ‬
‫الحافظ ليستمر عىل نشاطه وحيويته‬ ‫ِ‬ ‫فال بد أن تكون البيئة ُمعينة عىل راحة‬
‫ُ‬ ‫ر ً‬
‫تمكنه من أداء مهمته عىل أكمل وجه‪.‬‬ ‫فية طويلة‪،‬‬ ‫كيه‬
‫وتر ر‬
‫ً‬
‫نعتن بمواصفات مكان الحفظ جيدا‪:‬‬ ‫ي‬ ‫فال بد إذن أن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫• أن يكون المكان ُ‬
‫المخصص للحفظ مكانا هادئا‪ ،‬خاليا من جميع عوامل‬
‫التشتت البرصية والسمعية والنفسية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫• وأن يكون مكانا ُمريحا للجسم والنفس‪.‬‬
‫ً‬
‫• وأن يكون مكانا جيد اإلضاءة‪ ،‬جيد التهوية‪.‬‬
‫ً‬
‫• وأن تكون درجة الحرارة ُمناسبة ومعتدلة‪ ،‬وحبذا لو أمكن استخدام أجهزة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الهواء‪ ،‬خصوصا إذا كان الجو ليس جيدا‪ ،‬أو كان االنسان‬ ‫ِ‬ ‫وترطيب‬
‫ِ‬ ‫تنقية‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تكي فيها حركة السيارات وعوادم الدخان ُ‬ ‫يعيش ف بيئة ر‬ ‫ُ‬
‫وملوثات البيئة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫بكية وثبتت فعاليتها‪ ،‬والدليل أن من يتيش لهم‬ ‫وهذه االجهزة متوفرة ر‬
‫الخروج إىل خارج البنيان حيث األجواء الطبيعية النقية‪ ،‬والهواء العليل‪،‬‬
‫مرتي‬‫والجو ًالمعتدل‪ ،‬يؤكدون أن قدرتهم عىل الحفظ والمراجعة تتضاعف ر‬
‫أو ثالثا‪ ،‬بل إن من يخرجون إىل فناء الميل أو سطوحه يف أوقات اعتدال‬
‫فعول ُمشابه لذلك‪ .‬هذا‬ ‫ٌ‬ ‫الجو وصفائه يذكرون مثل ذلك‪ ،‬وهذا األجهزة لها ُم‬
‫ما يتعلق بالمكان‪.‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫الثان‪ :‬مواصفات مكان الحفظ‬
‫العنرص ي‬ ‫•‬

‫عي عىل جودة الحفظ‬ ‫ُ‬


‫أما ما يتعلق بالزمان‪ ،‬فأنسب األوقات ما ي ًر‬
‫والب يكون الجو فيها صافيا بدرجة أكي‪ ،‬وكذلك ما‬ ‫ر‬
‫وترسيخه‪ ،‬كاألوقات الهادئة‪ ،‬ي‬
‫وحي يكون الجسم قد أخذ كفايته من النوم‬ ‫يكون بعد أوقات النوم والراحة‪ ،‬ر‬
‫وهضمت المعدة ما بها من طعام‪:‬‬
‫• وهكذا سنجد أن أفضل األوقات هو وقت السحر وما قبل الفجر‪ ،‬وهو الثلث‬
‫اإلله‪ ،‬وحيث الهدوء والصفاء‪ ،‬وحيث‬ ‫ي‬ ‫األخي من الليل‪ ،‬حيث بركة التيل‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫االكسجي المشبع‪ ،‬والذي يزيد من نشاط‬ ‫ر‬ ‫ترتفع فيه نسبة األوزون وهو‬
‫العقل وعطائه‪.‬‬
‫ش من ذلك‪.‬‬ ‫وقت ما بعد الفجر وأول النهار‪ ،‬فإن لم يتيش ر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫• ثم ر‬
‫ي‬ ‫يأن‬
‫ي‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫احة وبعد هضم الطعام‪،‬‬ ‫• فليكن بعد أن يأخذ الجسم كفايته من النوم والر ِ‬
‫كي‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ألن المعدة المآلى تسبب الخمول وضعف الي ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يتشاغل‬ ‫ينبغ لمن يريد الحفظ أن‬ ‫ي‬ ‫يقول االمام ابن الجوزي رحمه هللا‪" :‬‬
‫كيه عاليا)‪ ،‬ر‬‫ً‬ ‫به ف وقت جمع ر‬
‫ومب رأى نفسه مشغول‬ ‫(يعب حينما يكون تر ر‬ ‫ي‬ ‫الهم‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والكثي‬
‫ر‬ ‫القلب ترك الحفظ‪ ،‬ويحفظ قدر ما يمكنه دون تكلف‪ ،‬فإن القليل يثبت‬
‫الهم‪ ،‬وف أوقات ُ‬ ‫الس َحر لموضع جمع ر‬ ‫الحفظ ف َّ‬ ‫ُ‬ ‫ال يحصل‪ ،‬وقد ُم َ‬
‫البكور وأول‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫دح‬
‫ُ‬ ‫ئ‬
‫بحرصة خرصة‬
‫ِ‬ ‫شاط نهر‪ ،‬وال‬ ‫ينبغ أن يحفظ عىل‬ ‫ي‬ ‫وف هدوء الليل‪ ،‬وال‬ ‫النهار‪ ،‬ي‬
‫لئال ينشغل قلبه ويتشتت"‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫العنرص الثالث‪ :‬تخصيص نسخة ثابتة من المصحف‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫يخصص نسخة ثابتة من القرآن‬ ‫الحفظ أن‬
‫ِ‬ ‫ومن األمور المتعلقة ببيئة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلية يف الذاكرة‬
‫غيها‪ ،‬ألن مما يساعد عىل رسوخ ِ‬ ‫يحفظ منها‪ ،‬ويحرص أن ال ي ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تغي مكان اآلية فربما تشوشت‬ ‫تغيت النسخة ر‬ ‫ربطها بمكانها يف الصفحة‪ ،‬فإذا ر‬
‫واحدة من القرآن‬ ‫نسخة‬ ‫يثبت الحافظ عىل‬ ‫الذاكرة بذلك‪ ،‬ولذلك نوض بأن ُ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫ويستمر عليها ر‬
‫حب يختم بإذن هللا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫والخالصة أنه ال بد أن يكون المكان المخصص للحفظ مكانا هادئا‪ ،‬خاليا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من جميع عوامل التشتت‪ ،‬وأن يكون مكانا مريحا للجسم والنفس‪ ،‬وأن يكون‬
‫ً‬
‫مكانا جيد اإلضاءة‪ ،‬جيد التهوية‪ ،‬وأن تكون درجة الحرارة ُمناسبة‪ ،‬وأن يختار‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫احة وهضم‬ ‫يكون الجسم قد أخذ كفايته من النوم والر ِ‬ ‫وقتا مناسبا للحفظ ‪ ،‬وأن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الطعام‪ ،‬وأن يختار نسخة ثابتة من القرآن الكريم يحفظ منها‪ ،‬ثم ليثبت عىل‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫هذا االختيارات قدر اإلمكان‪ ،‬فال ُ‬
‫مرئ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫فل‬
‫ِ‬ ‫سخة‪،‬‬ ‫الن‬ ‫وال‬ ‫الزمان‬ ‫وال‬ ‫المكان‬ ‫غي‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هرِه ما ت َع َّودا‪ ،‬إال إذا كان ُمضطرا ُمكرها‪.‬‬
‫ِمن ِ‬
‫د‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الثالثة‪ :‬التهيئة النفسية لحفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من سبعة أمور‪:‬‬
‫• األول‪ :‬االهتمام بنظافة البدن وطهارته‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الجلوس الصحيح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫• الثالث‪ :‬تجديد اإلخالص هلل تبارك وتعاىل‪.‬‬


‫• الرابع‪ :‬المحافظة عىل األذكار‪.‬‬
‫• الخامس‪ :‬تحديد الهدف من الجلسة بدقة‪.‬‬
‫• السادس‪ :‬التنفس العميق‪.‬‬
‫التسخي‪.‬‬
‫ر‬ ‫• السابع‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعرفنا ف الدرس الماض كيف ن ر ئ‬
‫النموذج‪ ،‬وسنتعرف‬ ‫ُ ي‬ ‫هب البيئة للحفظ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫نهب عقولنا وقلوبنا‬ ‫ئ‬ ‫ُ‬ ‫ئ‬
‫نهب أنفسنا للحفظ‪ ،‬كيف ر‬ ‫يف هذا الدرس بإذن هللا‪ ،‬كيف ر‬
‫مهمة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وأجسادنا لجلسة الحفظ‪ ،‬وذلك بسبعة أمور‬
‫• األول‪ :‬االهتمام بنظافة البدن وطهارته‪.‬‬
‫ُ‬
‫شخصي يذهبان لخطبة‬ ‫ر‬ ‫بي‬
‫ر‬ ‫مقارنة‬ ‫ويمكن استشعار أهمية ذلك إذا عقدنا‬
‫اغتسل وتطهر‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وصالة الجمعة‪ ،‬يف نفس الوقت ونفس المسجد‪ ،‬إال أن أحدهما‬
‫ر‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شء‪ ،‬فأيهما الذي‬ ‫وتجمل‪ ،‬واآلخر لم يفعل من ذلك ي‬ ‫ولبس ثيابا نظيفة وتطيب‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫سيفهم ويستوعب ويستفيد أكي من الخطبة‪ ،‬ال شك أنه الذي ر ئ‬ ‫ر‬
‫وتجمل‬ ‫تهب بدنيا‬
‫أكي‪ ،‬وال شك أن الالئق بمن يجلس ربي يدي القرآن الكريم‬ ‫هو الذي سيستفيد ر‬
‫أن يكون يف أفضل هيئة يستطيعها‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الجلوس الصحيح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫ُ‬ ‫ر‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬


‫الب يشعر الجالس‬ ‫الجلسة ي‬ ‫وه‬
‫وذلك بأن يجلس الحافظ جلسة ِصحية‪ ،‬ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الظهر والرقبة والر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫أس كلها عمودية‬ ‫فيها بالجدية وعدم التهاون‪ ،‬ويكون فيها‬
‫ً‬ ‫ُمستقيمة‪ ،‬وهذا األمر ُم ٌ‬
‫توج‬ ‫ي‬ ‫االضطجاع‬ ‫من‬ ‫والقريبة‬ ‫المائلة‬ ‫الجلسة‬ ‫ألن‬ ‫جدا‬ ‫هم‬
‫وتجلب النوم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫كي‬ ‫ر‬ ‫للعقل بعد الجدية وتسبب ر‬
‫اج وضعف الي ر‬ ‫ي‬ ‫الي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سمح ر‬ ‫نعم ٌ‬
‫بىسء من ذلك يف المراجعة المتقدمة‪ ،‬أما الحفظ الجديد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫والمراجعات األوىل فال بد فيها من الجدية والجلوس جلسة ِصحية‪.‬‬
‫• الثالث‪ :‬تجديد اإلخالص هلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫فهو ررسط القبول‪ ،‬وكذلك االستعانة به جل وعال عىل إنجاز الحفظ وتثبيته‪،‬‬
‫ويش يىل حفظ‬ ‫وذلك بأن يدعو المسلم بخشوع وترصع‪" :‬اللهم أعب ووفقب ِّ‬
‫باهلل جل وعال ف كلِّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫يستعي‬‫ر‬ ‫كتابك"‪ ،‬ويكرر ذلك باستمرار‪ ،‬فإذا كان المسلم‬
‫يستعي باهلل تبارك‬ ‫ال‬ ‫فكيف‬ ‫}‬ ‫ي‬‫اك َن ْس َتع ُ‬ ‫‪َ َّ َ ُ ُ ْ َ َ َّ :‬‬
‫كعة ُيصليها { ِإياك نعبد و ِإي‬
‫ر‬ ‫]‪،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫[الفاتحة‬ ‫ِر‬ ‫ر ٍ‬
‫وتعاىل عىل حفظ كتابه وأن يكون من حملة القرآن وأهله‪.‬‬
‫• الرابع‪ :‬المحافظة عىل األذكار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الحافظ ف حالة نفسية جيدة‪ ،‬ومعنوية ُ‬ ‫ُ‬
‫يشعر بالراحة‬ ‫رتفعة‪ ،‬وأن‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫أن يظل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫والرضا تجاه نفسه وما يقوم به‪ ،‬وذلك بالمحافظة عىل أوراده من األذكار‪ ،‬خصوصا‬
‫نفسه ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ َ‬ ‫ُ‬
‫رسل لها رسائل إيجابية‬ ‫ِ‬ ‫وي‬ ‫ث‬ ‫أذكار الصباح والمساء‪ ،‬كما يمكنه أن يحد‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫حفزها عىل أداء مهمتها‪ ،‬وإتمامها‬ ‫شجعة‪ ،‬ترفع معنوياتها‪ ،‬وتشد من أزرها‪ ،‬وت ِ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ملموس‪ ،‬فالشاعر يقول‪ُ:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫إيجان‬ ‫وجد لذلك أثر‬ ‫وجه‪ ،‬وقد‬
‫عىل أحسن ٍ‬
‫ُ ُّ‬ ‫ي‬ ‫ٌِ‬ ‫ُ‬
‫قليل تقنع‬ ‫وإذا ترد إىل ٍ‬ ‫والنفس راغبة إذا رغبتها‬
‫وذلك عىل سبيل المثال كأن يذكر نفسه‪:‬‬
‫َ َ َ ْ َ َّ ُ ْ ُ ُ َ َ َ َّ َّ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫• بقول هللا تعاىل‪َ { :‬و َّالذ َ‬
‫اَّلل ل َم َع‬ ‫ين َجاهدوا ِفينا لنه ِدينهم سبلنا و ِإن‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ال ُمح ِس ِن ري} [العنكبوت ‪.]69 :‬‬
‫ْ ْ‬
‫اهلل وَل ت ْعجز)) [رواه مسلم]‪.‬‬
‫ََ َ َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ‬
‫• أو بقول المصطف ﷺ‪(( :‬واست ِعن ِب ِ‬
‫ً‬ ‫ُّ‬
‫كثيا‪.‬‬‫فسيقربب منها ر‬ ‫ي‬ ‫للقمة‬ ‫يوصلب‬
‫ي‬ ‫لم‬ ‫إن‬ ‫الجاد‬ ‫• أو يقول لنفسه‪ :‬العمل‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫وكل من َجد‬ ‫الدرب وصل‪ُّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عىل‬ ‫فكل من َ‬
‫سار‬ ‫نفس واصىل‪ُّ ،‬‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫• أو يقول‪ :‬يا‬
‫وجد‪.‬‬
‫نفىس يف المكان الالئق بها‪ ،‬ونحو ذلك‬ ‫ي‬ ‫• أو يقول‪ :‬بحول هللا وفضله‪ ،‬سأضع‬
‫من العبارات‪.‬‬
‫• الخامس‪ :‬تحديد الهدف من الجلسة بدقة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫إنجازه‪ ،‬وكون ُه شيئا واضحا ومحددا‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫االنسان المسبقة لما ُيريد‬ ‫ِ‬ ‫معرفة‬ ‫ألن‬
‫حب إكمال المهمة‪.‬‬ ‫يهب النفس والعقل لبذل الجهد الالزم‪ ،‬ر‬ ‫• ر ئ‬
‫واليدد (من أين‬ ‫واليكي‪ ،‬ويقض عىل الحية ر‬ ‫• ويرفع مستوى الجدية ر‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫أبدأ‪ ،‬وما الذي سأفعله اآلن)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫كما أنه ُ‬
‫عظ شعورا إيجابيا بالتقدم واإلنجاز‪ ،‬عندما يرى االنسان‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫نفسه وقد حقق هدفه‪.‬‬


‫إذن فال بد من تحديد الهدف من جلسة التحفيظ بدقة‪ ،‬فعىل سبيل‬
‫ً‬
‫جديدا‪ ،‬وسأراجع ر‬ ‫ً‬
‫عش‬ ‫المثال‪ :‬سأحفظ يف هذه الجلسة نصف صفحة حفظا‬
‫ً‬
‫صفحات مما حفظته سابقا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫• السادس‪ :‬التنفس العميق‪.‬‬
‫أساسي‪ ،‬السكر‬‫ر‬ ‫فلك يعمل الدماغ بكفاءة عالية فهو يحتاج إىل أمرين‬ ‫ي‬
‫الثان‪،‬‬
‫ي‬ ‫واالكسجي‪ ،‬والغالبية من الناس يعانون من زيادة األول ونقص‬ ‫ر‬ ‫األحادي‪،‬‬
‫االكسجي الواصل للدماغ‪ ،‬وللحصول عىل‬ ‫ر‬ ‫أي من زيادة السكر األحادي‪ ،‬ونقص‬
‫فينبغ أن نقلل من السكر والنشويات وأن نزيد من استنشاق‬ ‫ي‬ ‫نموذج‬
‫ي‬ ‫حفظ‬
‫االكسجي وذلك عن طريق التنفس العميق‪.‬‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يصل إىل أسفل‬ ‫كبية من الهواء تجعله‬ ‫والتنفس العميق هو أن تسحب كمية ر‬
‫الرئتي‪ ،‬وتجعل الصدر يرتفع بوضوح‪ ،‬ثم نحاول أن نكتم النفس لبضع ثوان‪،‬‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫النف‬
‫لك نفسح المجال للهواء ي‬ ‫الزفي نحاول أن نخرج أكي كمية منه ي‬ ‫وعندما نطلق ر‬
‫عند أخذ النفس الجديد‪ ،‬وللتنفس العميق فوائد عديدة‪ ،‬فهو يمنح الدماغ ما‬
‫االكسجي‪ ،‬ويضاعف القدرة عىل الحفظ والتذكر‪ ،‬ويزيد من طاقة‬ ‫ر‬ ‫يحتاجه من‬
‫ً‬
‫الغوثان متحدثا عن مردود التنفس‬
‫ي‬ ‫يحب‬
‫الجسم ونشاطه وحيويته‪ ،‬يقول الدكتور ر‬
‫العميق عىل الحفظ‪" :‬ستالحظون من خالل التجربة كيف سيتضاعف حفظكم‬
‫للقرآن عىل األقل ثالثة أضعاف"‪.‬‬
‫التسخي‪.‬‬
‫ر‬ ‫• السابع‪:‬‬
‫فمن المناسب للحافظ قبل أن يدخل يف جو الحفظ الجديد‪ ،‬أن ريينم‬
‫بآيات من القرآن‪ ،‬بما تيش من حفظه ولو من قصار السور‪ ،‬فيقرأ مقدار صفحة‬ ‫ٍ‬
‫ر‬
‫أو أقل‪ ،‬يقرأها بيتيل وتجويد يتغب بها‪ ،‬أو يسمعها بصوت قارئه المفضل‪ ،‬فتكون‬
‫بمثابة توطئة وتهيئة لجلسته مع القرآن الكريم‪.‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫الدرس الرابع من الوحدة الثالثة‪ :‬طريقة الحفظ‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من عنرصين‪:‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫• األول‪ :‬التهيئة قبل الحفظ‬
‫النموذج‪.‬‬ ‫الشوع يف الحفظ‬ ‫• الثان‪ :‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫العنرص األول‪ :‬التهيئة قبل الحفظ‬ ‫•‬
‫ً‬
‫النموذج‪ ،‬لم‬
‫ي‬ ‫بعد أن هيئنا بيئة نموذجية للحفظ‪ ،‬وهيئنا أنفسنا للحفظ‬
‫النموذج‬
‫ي‬ ‫النموذج‪ :‬فتخيل‪ :‬أنك اآلن يف مكانك‬ ‫يبق إال أن نتعلم طريقة الحفظ‬
‫ي ً‬
‫الذي خصصته للحفظ‪ ،‬وقد تهيئت بدنيا لجلسة الحفظ‪ ،‬فاغتسلت وتطهرت‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫صحية جادة‪ ،‬ثم توجهت إىل ربك تجدد له‬ ‫وتطيبت وتجملت‪ ،‬وجلست جلسة‬
‫جل وعال العون والتوفيق والقبول‪ ،‬ثم شجعت نفسك‬ ‫نية اإلخالص وتسأله َّ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫بىسء من الرسائل اإليجابية ُ‬ ‫ر‬
‫المحفزة‪ ،‬ثم تنفست تنفسا عميقا عدة مرات‪ ،‬ثم‬ ‫ي‬
‫الب تحفظها وتحب أن ِّ‬
‫تكررها‪.‬‬ ‫ر‬
‫ترنمت بقراءة ما تيش من اآليات ي‬
‫النموذج‪.‬‬ ‫العنرص الثان‪ :‬ر‬
‫الشوع يف الحفظ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫•‬

‫اآلن أنت تريد أن تحفظ الصفحة األوىل من سورة الملك مثال‪ ،‬افتح‬
‫ُمصحفك الذي خصصته للحفظ‪ ،‬عىل أول سور الملك‪ ،‬أنت اآلن تنظر إىل أول‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫بارك ال ِذي ِب َي ِد ِه ال ُملك} [الملك ‪ ،]1 :‬انظر فقط لهذا المقطع‬ ‫مقطع من اآلية األوىل‪{ ،‬ت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يف المصحف‪ ،‬انظر نظرة تصويرية مركزة‪ ،‬كأنك تريد تصوير هذا المقطع‪ ،‬كأنك‬
‫وف أثناء هذه النظرة التصويرية المركزة‪ ،‬تنفس‬ ‫ي‬ ‫تريد طباعته يف داخل عقلك‪،‬‬
‫سابقا‪ ،‬ثم أقرأ المقطع بصوت واضح مسموع‪ ،‬اقر ُ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫مرتي‬
‫ر‬ ‫أه‬ ‫ٍ‬ ‫حناه‬ ‫رس‬ ‫كما‬ ‫عميقا‬ ‫تنفسا‬
‫ثالثا‪ ،‬وف كل مرة حاول أن تغي من ُ‬ ‫ً‬
‫وطريقة قراءتك‪ ،‬ثم أغمض عينيك‬ ‫ِ‬ ‫عة‬
‫ِ‬ ‫رس‬ ‫ر‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫أو‬
‫ً‬
‫جيدا‪.‬‬
‫حب تشعر‬ ‫العيني ر‬ ‫ر‬ ‫كرر قراءته وانت مغمض‬ ‫واقرأ المقطع من حفظك‪ِّ ،‬‬
‫تماما‪ ،‬ثم افتح عينيك وانتقل للمقطع التاىل من اآلية‪َ { :‬و ُه َو َعىل ُكلِّ‬ ‫ً‬
‫بتمكنك منه‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ ِ‬
‫ش ٍء ق ِد ٌير} [الملك‪ ،]1 :‬وافعل به ما فعلته بالمقطع األول‪ ،‬النظرة المركزة‪ ،‬النفس‬ ‫ر ْ‬
‫ي‬
‫العيني‪ ،‬قراءة المقطع من‬ ‫ر‬ ‫مرتي أو ثالث‪ ،‬اغماض‬ ‫العميق‪ ،‬القراءة المسموعة ر‬
‫ً‬
‫المقطعي سويا عدة مرات‪.‬‬ ‫ر‬ ‫الذاكرة عدة مرات‪ ،‬ثم قبل أن تفتح عينيك اعد قراءة‬
‫ثم انتقل لآلية الثانية‪ :‬وافعل معها ما فعلته مع اآلية األوىل‪ ،‬جزئها حسب‬
‫صغية‪ ،‬بحيث ال يتجاوز كل مقطع خمس كلمات‪ ،‬افعل مع كل‬ ‫ر‬ ‫طولها إىل مقاطع‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫مقطع كما فعلت يف المقطع األول‪ ،‬ثم اربط كل مقطع مع ما قبله (غيبا)‪ ،‬حب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫العيني‪.‬‬ ‫ر‬ ‫تكتمل اآلية‪ ،‬ثم اربط اآلية الثانية باآلية األوىل غيبا وانت مغمض‬
‫صغية‪ ،‬وافعل مع كل‬ ‫ر‬ ‫ثم انتقل لآلية الثالثة‪ ،‬جزئها حسب طولها إىل مقاطع‬
‫ً‬
‫مقطع كما فعلت ف المقطع األول‪ ،‬ثم اربط كل مقطع مع ما قبله (غيبا)‪ ،‬ر‬
‫حب‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫السابقتي أي الثانية واألوىل‪ ،‬تقرأها غيبا‬ ‫ر‬ ‫باآليتي‬‫ر‬ ‫تكتمل اآلية الثالثة‪ ،‬ثم اربطها‬
‫العيني‪.‬‬
‫ر‬ ‫وانت مغمض‬
‫صغية‪ ،‬وافعل مع‬ ‫ر‬ ‫ثم اآلية الرابعة كذلك‪ ،‬جزئها حسب طولها إىل مقاطع‬
‫ً‬
‫كل مقطع كما فعلت يف المقطع األول‪ ،‬ثم اربط كل مقطع مع ما قبله (غيبا)‪ ،‬ح رب‬
‫السابقتي لها‪ ،‬أي الثالثة والثانية‪ ،‬تقرأها‬ ‫ر‬ ‫باآليتي‬‫ر‬ ‫تكتمل اآلية الرابعة‪ ،‬ثم اربطها‬
‫ً‬
‫العيني‪.‬‬
‫ر‬ ‫مغمض‬ ‫وانت‬ ‫غيبا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫آية‬ ‫وهكذا تستمر إىل نهاية الصفحة أو المقدار الذي حددته‪ ،‬تجزء كل ٍ‬
‫صغية‪ ،‬وتفعل مع كل مقطع ما فعلته يف المقطع األول‪،‬‬ ‫حسب طولها إىل مقاطع‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫باآليتي‬ ‫ر‬ ‫حب تكتمل اآلية‪ ،‬ثم تربطها‬ ‫(غيبا)‪ ،‬ر‬ ‫ثم تربط كل مقطع مع ما قبله‬
‫ً‬
‫العيني‪.‬‬
‫ر‬ ‫السابقتي لها‪ ،‬تقرأ اآليات الثالث غيبا وانت ُمغمض‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫العارسة مثال‪ ،‬فإنك‬ ‫ه اآلية‬‫فلو فرضنا أن آخر آية يف المقدار الذي حددته ي‬
‫السابقتي لها أي اآلية التاسعة‬ ‫ر‬ ‫باآليتي‬ ‫ر‬ ‫بعد أن تحفظها بنفس الطريقة‪ ،‬تربطها‬
‫غيبا وانت ُ‬ ‫ً‬
‫العيني‪،‬‬
‫ر‬ ‫غمض‬ ‫م‬ ‫والثامنة‪ ،‬تقرأ اآليات الثالث‬
‫ً‬
‫فإذا انتهيت من حفظ كامل المقدار المحدد‪ ،‬فأعد قراءة كامل المقدار غيبا وانت‬
‫عش مرات‪.‬‬ ‫يقل عن ر‬ ‫مغمض العيني‪ ،‬ما ال ُ‬
‫ر‬
‫وهناك طريقة جميلة وفعالة تساعد عىل ربط اآليات ببعضها عند بداية‬
‫الب تحفظها‪،‬‬ ‫تضيف آلخر اآلية ر‬ ‫َ‬ ‫وه أن‬ ‫الحفظ‪ ،‬وعند تثبيت الحفظ الضعيف‪،‬‬
‫َّ‬ ‫َ َ َ ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫الب بعدها‪ ،‬وكأنها جزء منها‪ ،‬مثال{ ‪:‬تبارك ال ِذي ِبي ِد ِه‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫من َاآلية َ ي‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫كلمتي‬
‫َ‬
‫ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫كلمة أو‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْْ‬
‫ش ٍء ق ِدير (‪ )1‬ال ِذي خلق[ }[الملك ‪ ،]2-1:‬وهذه الطريقة أيضا‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ر‬
‫ٌ‬ ‫الملك وهو عىل كل ي‬
‫الكثي من الحفاظ‪،‬‬ ‫ر‬ ‫يعان منها‬‫ي‬ ‫وه مشكلة‬ ‫تساعد يف ربط الصفحات ببعضها ي‬
‫وسنتعرف عىل المزيد من وسائل الربط والتثبيت يف الدروس القادمة بإذن هللا‪.‬‬
‫لتحسي الحفظ وتقويته‪.‬‬
‫ر‬ ‫الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل مساعدة‬
‫الدرس األول من الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل تقوية الدافعية لحفظ القرآن‬
‫الكريم‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من أربعة وسائل‪:‬‬
‫• األوىل‪ :‬الهمة العالية‪.‬‬
‫ُ‬
‫يد شيخ قارئ مرب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬ ‫الحفظ‬ ‫• الثانية‪:‬‬
‫التنافس مع األقر ِان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫• الثالثة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحفاظ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫• الرابعة‪ :‬قراءة ِس ر ِي الع ِ‬
‫لماء‬
‫• الوسيلة األوىل‪ :‬الهمة العالية‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتقوية‬
‫ِ‬ ‫اله َّم ِة‪،‬‬ ‫رفع‬ ‫وسائل‬ ‫أهم‬ ‫عىل‬ ‫الدرس‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫ف‬ ‫هللا‬ ‫بإذن‬ ‫سنتعرف‬
‫ِ ِ ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ي‬
‫وه الباعث عليها‬ ‫ي‬ ‫األعمال وبدايتها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ه طليعة‬ ‫ي‬ ‫الدافعية للحفظ‪ ،‬فالهمة‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ممهم وعز ِائمهم‪ِ { ،‬إن َس ْع َيك ْم لش رَّب}‬ ‫ِ‬ ‫بتفاوت ِه‬ ‫ِ‬ ‫والناس إنما يتفاوتون‬ ‫ُ‬ ‫والمحرك لها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫اقي َب االنسان من‬ ‫همة‪ ،‬وارتفعت العزيمة‪ ،‬كلما ر‬
‫ِ‬
‫[سورة الليل ‪ ،]4‬وكلما عظمت ال َّ‬
‫ِ‬
‫ر‬
‫هم ٍة أوصلت للقمة‪،‬‬ ‫أكي‪ ،‬وكم من َّ‬ ‫النجاح ر‬
‫حب ُ‬ ‫يلقاه فيها ُم َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َّ َ‬
‫ب‬ ‫فكل الذي‬ ‫نفسه‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫ومن تكن العلياء هم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫كل إنسان بحسب َّ‬ ‫ُّ‬
‫ورفع نفسه‪ ،‬علت‬ ‫زيمته‪ ،‬فمن اجتهد‬ ‫ِ‬ ‫ته وع‬ ‫ِ‬ ‫هم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫وارتفعت‪ ،‬ومن َّ َ‬
‫ينبغ للعاقل اللبيب‪،‬‬ ‫َّ ي‬ ‫ولذا‬ ‫وانحدرت‪،‬‬ ‫لت‬ ‫سف‬ ‫وأهملها‪،‬‬ ‫بها‬ ‫قرص‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫أن َ‬
‫يستحق أن‬ ‫ِ‬ ‫األمر‬ ‫إن‬ ‫ووهللا‬
‫ِ‬ ‫عزيمته‪،‬‬ ‫ورفع‬ ‫‪،‬‬ ‫ته‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫بتقوية‬‫ِ‬ ‫االهتمام‬ ‫غاية‬ ‫يهتم‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ِ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫يضع له االنسان جدوال خاصا‪ ،‬يمأله بالطاعات والقربات‪ ،‬والنوافل والصدقات‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫جل وعال‪ ،‬عىس أن ُ‬
‫الخي عالية‪،‬‬ ‫ُر‬ ‫كر َمه ربه‪ ،‬ويرزقه ِهمة يف‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫يتوسل بها إىل ربه َّ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫المرء وعزيمته‪ ،‬صلح له ما‬ ‫وعزيمة يف معاىل األمور ماضية‪ ،‬فمب صلحت همة‬
‫ِ َّ‬ ‫َ ُّ ُ‬
‫والخيات‪ ،‬وحقق ما يصبوا إليه من‬ ‫ر‬ ‫المعاىل‬
‫ي‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫ور َاءها من األعمال‪ ،‬وزاد حظ‬
‫أهداف وغايات‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫يد شيخ قارئ مرب‪.‬‬ ‫• الوسيلة الثانية‪ :‬الحفظ عىل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ َّ َ‬ ‫كما أن من األمور ر‬
‫الب ترفع الهمة وتزيد الدافعية لحفظ كتاب هللا تعاىل‪:‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫حيث أن َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كل من له تجربة ناجحة يف حفظ القرآن‬ ‫يد شيخ قارئ مرب‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫عىل‬ ‫الحفظ‬
‫يد شيخ متقن مرب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أمر يف غاية األهمية‪،‬‬ ‫يتفق عىل أن قراءة القرآن وحفظه عىل ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫ليس فقط لتصحيح القراءة والتأكد من سالمة المحفوظ لغة وتجويدا‪ ،‬بل هو‬
‫الدافعية واالستمرارية‪ ،‬فكما يقال‪ :‬االرتباط‬ ‫وتقوية‬ ‫الثبات‬ ‫وسائل‬ ‫كذلك من ِّ‬
‫أهم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وي ر ُ‬
‫شي‬ ‫نص ُح لك ُ‬ ‫وي َ‬ ‫ويراعيك‪َ ،‬‬ ‫يقوي االنضباط‪ ،‬ومن حسنات الشيخ أنه ُيتاب ُعك ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وتجاربه‪ ،‬ي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫شج ُعك‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫اءتك‪،‬‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫صح‬ ‫ِ‬ ‫وي‬ ‫أخطاءك‪،‬‬ ‫م‬ ‫قو‬
‫ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اته‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ك‬ ‫فيد‬ ‫عليك‪ ،‬وي‬
‫عات ُبك إذا تماديت‪ ،‬فال ِغ يب لطالب القرآن‬ ‫ويدفعك إذا تراخيت‪ ،‬وي‬ ‫ُ‬ ‫إذا تقدمت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫خي‪ ،‬وبارك يف أعمارهم‬ ‫عن شيخ يتابعه وي هت ُم به‪ ،‬جزا هللا مشايخنا عنا كل ر‬
‫وم ُنهم‪.‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫واعمالهم‪ ،‬ورفع قدرهم ومقامهم ف الدنيا واآلخرة‪َّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫وتقبل هللا‬ ‫ي‬
‫التنافس مع األقر ِان‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫• الوسيلة الثالثة‪:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫ومن األمور ر‬
‫الب ترفع الهمة وتزيد الدافعية لحفظ كتاب هللا تعاىل‪:‬‬ ‫ي‬
‫َ َ َ ََََْ َ‬ ‫َّ‬ ‫الحق َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫اف‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ف‬ ‫ك‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ذ‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ ِ ْي‬ ‫ة‬ ‫الجن‬ ‫نعيم‬ ‫عن‬ ‫وعال‬ ‫جل‬ ‫التنافس مع األقر ِان‪ ،‬يقول‬
‫َ‬ ‫المطففي ‪ ،]26‬ويقول َّ‬ ‫ْ ََُ ُ َ‬
‫ات} [المائدة‪،]48 :‬‬ ‫ر ْ ِ‬ ‫ي‬ ‫خ‬ ‫ال‬ ‫وا‬ ‫ق‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫اس‬ ‫ف‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬‫وعال‬ ‫جل‬ ‫ر‬ ‫[سورة‬ ‫}‬ ‫ون‬ ‫المتن ِافس‬
‫َ‬ ‫ََْ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫ي‪َ :‬ر ُج ٌل آت ُاه‬ ‫اَّلل ﷺ‪«َ :‬ال ح َسد ْ ِإال ْ يف َ اثن َت ِر‬ ‫سول ِ‬ ‫وف الحديث المتفق عليه‪ ،‬قال ر‬
‫اَّلل الحك َمة‪ ،‬ف ُه َو َي ْقض بهاَ‬ ‫اَّلل َم ًاَل‪َ ،‬ف َس َّل َط ُه َع َىل َه َل َكته ف ْال َح ِّق‪َ ،‬و َر ُج ٌل آت ُاه َّ ُ‬ ‫َّ ي ُ‬
‫ِ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِي‬ ‫َ ُ َ ِّ‬
‫ويعلمها»‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫عدل‬
‫هة دور محفز يف رفع م ُِ‬ ‫اسات عدة‪ ،‬أن َللمنافسة اليي ِ‬ ‫وقد أظهرت در ٍ‬
‫الجهد والعطاء‪ ،‬وتمنحه‬ ‫تدفع االنسان لبذل المزيد من ُ‬ ‫ُ‬ ‫كي‪ ،‬وأنها‬ ‫االنضباط ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والي ر‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫أكيَ‬ ‫وتجعله ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫شعورا إيجابيا يساعده عىل تحقيق المزيد من األداء األفضل‪ ،‬بل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫والصعوبات‪ ،‬وتزرع فيه رغبة قوية ُمستديمة‪،‬‬ ‫تصميما عىل ُمواجهة التحديات‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫التمي والتحسن‪ ،‬ر‬
‫سهم ذلك يف‬ ‫تنافسية نزي هة‪ ،‬فسي ِ‬ ‫ٍ‬ ‫فمب تيش للحافظ بيئة‬ ‫نحو ر‬
‫الب تخلو من التنافس‪ ،‬لذلك يقول‬ ‫ِ ر‬
‫البيئة ي‬ ‫إنتاجية‬
‫ِ‬ ‫إنتاجية أعىل من‬ ‫ٍ‬ ‫تحقيق‬ ‫ِ‬
‫الشاعر‪ :‬عن المرء ال تسأل وسل عن قرينه‪ ،‬فكل قرين بالمقارن يقتدي‪.‬‬
‫وكل هذا يمكن أن يوجد يف بيئة حلقات التحفيظ ومقارئ القرآن الكريم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المتعاوني‪ ،‬وكم‬ ‫ر‬ ‫المتقني‪ ،‬واألقر ِان‬ ‫ر‬ ‫حيث يجد فيها الحافظ ُبغيته من الشيوخ‬
‫بمعاىل‬
‫ي‬ ‫كبي يف ربط المسلم بكتاب هللا عز وجل‪ ،‬واالنشغال‬ ‫للحلقات من دور ر‬
‫أحب األعمال إىل هللا‪ ،‬وكم للحلقات من أثر واضح‬ ‫ِّ‬ ‫األمور‪ ،‬واستثمار األوقات يف‬
‫ُ‬
‫وزيادة اإلتقان‪ ،‬إضافة إىل األجور العظيمة‪ ،‬والجوائز‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫الحفظ‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫وتقد‬ ‫االنضباط‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اجت َم َع ق ْو ٌم ِ يف َب ْي ٍت‬ ‫القيمة‪ ،‬جاء ف صحيح مسلم قال عليه الصالة والسالم‪َ (( :‬و َما ْ‬ ‫ِّ‬
‫َّ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َّ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫ي َُْ َ َ‬
‫ْ‬
‫هللا‪ ،‬ويتدارسونه بينهم‪ِ ،‬إَل نزلت علي ِه ِم الس ِكينة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫هللا‪ ،‬يتلون ِكتاب‬ ‫ِ‬ ‫وت‬‫ِ‬ ‫ِم ْن ُب ُي‬
‫َو َغش َي ْت ُه ُم َّ ْ َ ُ َ َ َّ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ْ َ ُ‬
‫الرحمة وحفتهم المَل ِئكة‪ ،‬وذك َرهم هللا ِفيمن ِعنده)) [رواه مسلم]‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والحفاظ‪.‬‬ ‫• الوسيلة الرابعة‪ :‬قراءة ِس ر ِي َالع ِ‬
‫لماء‬
‫َِ‬ ‫ُ‬ ‫الب ترفع َّ‬ ‫ومن األمور ر‬
‫وتزيد الدافعية لحفظ كتاب هللا تعاىل‪:‬‬ ‫الهمة‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اءة س ري ُ‬ ‫ُ‬
‫ورد عنهم من قصص وأخبار‪ ،‬يقول هللا تعاىل‪:‬‬ ‫والحفاظ‪ ،‬وما‬ ‫ِ‬ ‫لماء‬
‫ِ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫قر‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ َ َ َّ ِ َ َ َ‬
‫{أول ِئك ال ِذين هدى اَّلل ف ِبهداهم اقت ِده} [سورة األنعام‪ :‬آية ‪ ]90‬فال شك أن االطالع عىل‬
‫َ‬ ‫ومعرفة أخبار الحفاظ ُ‬ ‫ُ‬
‫فوائد‬
‫ِ‬ ‫لذلك‬ ‫أن‬ ‫شك‬ ‫ال‬ ‫هم‪،‬‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫نج‬ ‫وم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ومناقبهم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العلماء‬
‫ِ‬ ‫سي‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫وي ُ‬ ‫ويحرك العزائ َم‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ض الهمم‪ُ ،‬‬ ‫تعددة‪ ،‬ومناف َع ُمؤكدة‪ ،‬فهو يستنه ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫زيل عن النفوس‬ ‫ُ ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫والمعاض‪،‬‬ ‫الذنوب‬ ‫ؤم‬ ‫ش‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫بها‬ ‫ق‬ ‫عل‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫اج‬ ‫ما تر َاكم عليها من ُغبار الغفلة ر‬
‫والي‬
‫ِ ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ُِ‬
‫فتنتعش بعد ذبول‪ ،‬وتنشط بعد خمول‪،‬‬ ‫ُ‬
‫فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي‬ ‫عىل حديثهم يا حادي‬ ‫كرر َّ‬
‫ُّ‬ ‫ي‬
‫كثي من‬ ‫إىل من ر‬ ‫َّ‬ ‫الرجال أحب‬ ‫ُ‬ ‫ويقول اإلمام َأبو حنيفة رحمه هللا‪ِ :‬‬
‫ي‬ ‫(س ري َ ِ‬ ‫َ‬
‫صارة‬ ‫ع‬ ‫وينهل من ُ‬
‫َ‬ ‫هم‪،‬‬ ‫ب‬ ‫يستفيد من ت ُ‬
‫جار‬ ‫أن‬ ‫عدم‬‫الفقه)‪ ،‬ثم إن االنسان لن ُي َ‬
‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬
‫ر‬
‫أفكارهم‪ ،‬ولو لم يكن يف قراءة ِس ري ِهم‪ ،‬إال رسف الصحبة لكف‪ ،‬فهم القوم ال يشف‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫بهم جليسهم؛ الرحمة تتيل بذكرهم‪ ،‬ومن أحب قوما حش معهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الب ُينصح بقراءتها يف هذا الباب‪:‬‬ ‫ر‬
‫ومن الكتب ي‬
‫صفحات من صي العلماء) للشيخ عبد الفتاح أبو غده‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .1‬كتاب (‬
‫‪ .2‬كتاب (قيمة الزمن عند العلماء) لنفس المؤلف عبد الفتاح أبو غده‪.‬‬
‫‪ .3‬كتاب (علو الهمة) لمحمد إسماعيل المقدم‪.‬‬
‫‪ .4‬كتاب (الهمة العالية) لمحمد إبراهيم الحمد‪.‬‬
‫طريق إىل القمة) لمحمد موش ر‬ ‫ٌ‬
‫الشيف‪.‬‬ ‫‪ .5‬كتاب (الهمة‬
‫الثان من الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل تسهيل حفظ القرآن الكريم‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الدرس‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثالثة وسائل‪:‬‬
‫ُ‬
‫آن الكريم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫القر‬ ‫تالوة‬ ‫مقاطع‬
‫َّ ِ‬ ‫سماع‬ ‫• األول‪:‬‬
‫ُ‬
‫ات‪.‬‬ ‫المقر ِر ِعدة مر ٍ‬ ‫الثان‪ :‬قراءة‬ ‫ي‬ ‫•‬
‫ُ‬
‫• الثالث‪ :‬االستفادة من تطبيقات الجوال‪.‬‬
‫ُ‬
‫آن الكريم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مقاطع تالوة القر‬ ‫ِ‬ ‫• الوسيلة األوىل‪ :‬سماع‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الب ت ِّ‬ ‫ُ‬
‫الحفظ قبل‬ ‫ِ‬ ‫سه ُل عملية‬ ‫نتعرف عىل بعض الوسائل واألساليب‪ ،‬ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ي ً‬ ‫ً‬
‫وأقرب ها تناوال وأكيها تداوال هو سماع‬ ‫ِ‬ ‫الوسائل‬ ‫هذه‬ ‫وأول‬ ‫‪،‬‬ ‫عمليا‬ ‫الدخول فيها‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫كثية جدا‪ ،‬ومتنوعة جدا ً‪..‬‬ ‫وه ر‬ ‫الكريم عي اليوتيوب‪ ،‬ي‬ ‫آن‬
‫مقاطع ًتالوة القر ِ‬ ‫ِ‬
‫ينتف من‬ ‫ر‬ ‫خصوصا بعد أن أصبح اإلنينت يف متناول الجميع‪ ،‬فعىل الحافظ أن‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كر ُر سماع المقطع الذي‬ ‫أدائه‪ ،‬ثم ُي ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ولطريقة‬
‫ِ‬ ‫يرتاح لصوته‬ ‫القراء‪ ،‬القارئ الذي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫يصل إىل‬ ‫المسلم عىل أن ينام وصوت القرآن‬ ‫سيحفظه غدا ِعدة مرات‪ ،‬ولو تعود‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫درسه الجديد وتثبيت‬ ‫ِ‬ ‫حفظ‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫كثي‬ ‫مسامعه بكل هدوء فسيسهل عىل نفسه ر‬
‫القديم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ات‪.‬‬‫المقر ِر ِعدة مر ٍ‬ ‫• الوسيلة الثانية‪ :‬قراءة‬
‫الب ِّ‬ ‫ً‬
‫تسه ُل عملية الحفظ قبل الدخول فيها‬ ‫ر‬
‫الة جدا ي‬
‫َّ‬
‫ً ومن ُ الوسائل الفع ِ‬
‫ات‪ ،‬وعىل‬ ‫الجوال ِعدة مر ً ٍ‬ ‫مصحف‬
‫ِ‬ ‫صحف الجيب‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬ ‫المقر ِر من ُم‬ ‫َّ‬ ‫عمليا‪ ،‬قراءة‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫في ُ‬ ‫ر‬
‫فيسهل‬ ‫طوال اليوم‪ ،‬فإن ذلك يجعل اآليات مألوفة عنده تماما‪،‬‬ ‫تباعدة‬
‫ات م ُ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫عليه ِحفظها فيما بعد‪ ،‬ويمكن للحافظ أن يفعل ذلك بكل سهولة‪ ،‬إذا تمكن من‬
‫أكيها‪.‬‬ ‫استغالل أوقات فراغه ف يومه وليلته وما ر‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫• الوسيلة الثالثة‪ :‬االستفادة من تطبيقات الجوال‪.‬‬
‫ُ‬
‫ومن أشهر الوسائل لتسهيل عملية الحفظ‪ ،‬االستفادة من تطبيقات‬
‫العشات من تطبيقات الجواالت الذكية‪ ،‬الخاصة بتحفيظ القرآن‬ ‫الجوال‪ ،‬هناك ر‬
‫يوفر العديد والعديد من الخصائص والمم ريات‪:‬‬ ‫الكريم‪ُ ،‬ك ٌّل منها ُ‬
‫• فمنها ما ُيساعد عىل تصحيح القراءة وتجويدها‪ ،‬كتطبيق (أتلوها صح)‪.‬‬
‫• ومنها ما يكرر تالوته المقطع المحدد‪ ،‬بالعدد المحدد‪ ،‬وبصوت القارئ‬
‫المفضل‪.‬‬
‫ُ‬
‫تمكي)‪ ،‬وتطبيق (تسميع)‬ ‫• ومنها ما يساعد عىل الحفظ والتسميع‪ ،‬كتطبيق ( ر‬
‫ون‪ ،‬يقوم‬ ‫إلكي‬ ‫سمع ر‬ ‫الب تحتوي عىل ُم ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫وغيها من التطبيقات ُالرائعة‪ ،‬ي‬ ‫ر‬
‫باالستماع للحافظ وينبهه إن أخطأ‪.‬‬
‫ُ‬
‫عمل‬ ‫جدول خاص لمتابعة الحفظ‪ ،‬وبإمكانه‬ ‫• ومن التطبيقات ما يحتوي عىل‬
‫ٍ‬
‫وغيها من‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫رسومات ومنحنيات بيانية ت ربي مستوى الطالب ومدى تقدمه‪ ،‬ر‬ ‫ٍ‬
‫ر ُ‬
‫عي الراغب عىل الحفظ والتسميع‪.‬‬ ‫الب ت ر‬ ‫ي‬ ‫والمميات الرائعة‬ ‫ر‬ ‫الخصائص‬
‫ُِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫• كما توجد تطبيقات خاصة بالمتابعة اليومية لكل ما يتعلق بنشاط الحافظ‪،‬‬
‫ُ‬ ‫كتطبيق (رفيق)‪ ،‬الذي يساعد الحافظ عىل تسجيل ِّ‬
‫كل ما يتعلق بمعلومات‬
‫نسبة ما َّتم‬
‫ِ‬ ‫بيانية حول‬
‫ٍ‬ ‫ورسومات‬
‫ٍ‬ ‫إحصائيات‬
‫ٍ‬ ‫حفظه ومراجعته‪ ،‬ثم تعطيه‬
‫نسيانه لعدم المراجعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حفظه‪ ،‬وما جرى‬
‫للتذكي بآخر ما ُحفظ أو روجع‪ ،‬كما تحتوى‬ ‫ر‬ ‫• كما تحتوى عىل عدة منبهات‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الهمة وتقوي العزيمة وتزيد‬ ‫َّ‬ ‫عىل رسائل محفزة‪ ،‬وأحاديث ُمرغبة ترفع‬
‫ُ‬ ‫الدافعية‪.‬‬
‫انينت تفاعليه (أون الين)‪ ،‬تابعة لجمعيات تحفيظ‬ ‫• كما أن هناك مواقع ر‬
‫ِ‬
‫القرآن‪ ،‬بها فصول افياضية لتعليم التالوة‪ ،‬وأخرى للحفظ والمراجعة‪،‬‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫تسي وفق منهج محدد‪ ،‬وتمنح شهادات‬ ‫وثالثة للتجويد واإلقراء‪ ،‬وكلها ر‬
‫وإجازات‪.‬‬
‫تش ُح‬ ‫االنينت‪ ،‬ر‬ ‫ورسوحات كثية ف اليوتيوب وعىل شبكة ر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫• وهناك مقاطع ر‬
‫َ‬
‫بالتفصيل خصائص تلك المواقع والتطبيقات وطريقة تشغيلها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫بالتعرف عليها واالستفادة منها‪ ،‬نسأل هللا تعاىل أن يجزي كل‬ ‫ِ‬ ‫ا‬
‫كثي‬ ‫ر‬ ‫انصح‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫خيا‪ ،‬وأن يبارك يف‬ ‫من ساهم يف اعداد تلك المواقع والتطبيقات ورسوحاتها ر‬
‫جهودهم وينفع بها‪.‬‬
‫الدرس الثالث من الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل تثبيت حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من سبعة وسائل‪:‬‬
‫• األوىل‪ :‬التكرار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المحفوظة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اآليات‬‫ِ‬ ‫• الثانية‪ :‬فهم‬
‫والحىس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫والسمغ‬
‫ي‬ ‫• الثالثة‪ :‬الربط البرصي‬
‫أول السورة بآخرها‪.‬‬ ‫‪ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ربط‬ ‫• الرابعة‬
‫اليد‪.‬‬
‫المحفوظ بخط ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتابة‬
‫ِ‬ ‫• الخامسة‪:‬‬
‫استخدام قلم الرصاص عىل هوامش المصحف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫• السادسة‪:‬‬
‫اءة الحفظ الجديد يف الصلوات المفروضة‬ ‫المداومة عىل قر ِ‬
‫ِ‬ ‫• السابعة‪:‬‬
‫والنوافل‪.‬‬
‫يقل عن‬ ‫ذكرت بعض االحصائيات أن من الطبيغ أن ينىس االنسان ما ال ُ‬
‫ي‬
‫حفظ ِه‪،‬‬‫ِ‬ ‫التاليي فقط‪ ،‬هذا إذا لم يجتهد يف تثبيت‬ ‫ر‬ ‫اليومي‬
‫ر‬ ‫‪ %95‬مما يحفظه خالل‬
‫ُ َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫لك ال يضيع جهده‬ ‫ُولذا فأن من الزم ما يجب عىل الحافظ‪ ،‬أن يثبت ِحفظه جيدا‪ ،‬ي‬
‫رض َهللا عنه‪،‬‬ ‫سدى‪ ،‬وقد ورد ف صحيح البخاري ومسلم عن أن موش األشعري‬
‫ي‪ َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ :‬ي َ ْ ُ ُ َ َّ َ َ ُ َي َ ُّ َ َ ُّ ً‬
‫النب ﷺ قال ((تعاهدوا هذا القرآن‪ ،‬فوال ِذي نفس محم ٍد ِبي ِد ِه لهو أشد تفلتا‬ ‫ي‬ ‫أن‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫عي عىل تثبيت الحفظ وزيادة‬ ‫كثية ومتنوعة ت ر‬ ‫ِمن ِاإل ِب ِل ِ يف عق ِلها))‪ ،‬وهناك وسائل ر‬
‫ُرسوخه بإذن هللا‪:‬‬
‫• الوسيلة األوىل‪ :‬التكرار‪.‬‬
‫كرر العلم يا جميل المحيا‪ ،‬وتدبره‬ ‫التكرار‪ ،‬فال رسوخ للحفظ إال بالتكرار‪ِّ ،‬‬
‫قر‪ ،‬وما ُهج َر ر‬
‫فر‪.‬‬ ‫الكثي‪ ،‬فما ُك ِّرر ر‬ ‫كرر أحال‪ ،‬وال بد من التكرار ر‬
‫فالم َّ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طريقة لتثبيت المحفوظ الجديد‬ ‫َ‬
‫أفضل‬ ‫ولقد توصل خياء الذاكرة إىل أن‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫ات زمنية‬ ‫في‬ ‫جيدا ف الذاكرة طويلة المدى‪ ،‬ه أن يكون التكر ُار عىل ر‬ ‫ورسوخه‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫أكي ر‬ ‫ُ‬
‫ُمتباعدة‪ ،‬تبدأ قريبة من بعضها َّثم تتباعد ر َ‬
‫فينبغ أن تكون‬ ‫ي‬ ‫هذا‬ ‫وعىل‬ ‫‪،‬‬ ‫فأكي‬
‫ر‬ ‫ر ً‬
‫ات‬‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫م‬ ‫عش‬ ‫عن‬ ‫فيها‬ ‫ار‬ ‫ر‬ ‫التك‬ ‫يقل‬ ‫ال‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬‫ة‬ ‫المراجعة األوىل بعد حفظ الدرس مبارس‬
‫ويكرر التسميع‬ ‫متتالية‪ ،‬ثم تكون المراجعة الثانية بعد ساعة من المراجعة األوىل‪ِّ ،‬‬
‫ر ُ‬ ‫ُّ‬
‫الب تساهم‬ ‫اجعتي هما أهم المراجعات ي‬ ‫ر‬ ‫هاتي المر‬ ‫فيها من ثالث إىل خمس مرات‪ ،‬ر‬
‫ثبات المحفوظ ورسوخه بإذن هللا‪ ،‬ثم تكون المراجعة الثالثة بعد عدة ساعات‬ ‫يف ٍ‬
‫من المراجعة الثانية‪ ،‬ويفضل أن ال تقل عن ثالث مرات‪ ،‬ثم تكون المراجعة الرابعة‬
‫ً‬
‫مرتي‪.‬‬ ‫قبل النوم‪ ،‬مرة أو ر‬
‫حب‬ ‫تستكي التكرار‪ :‬يقول أبو بكر النيسابوري‪( :‬ال يحصل إتقان الدرس ر‬ ‫ر‬ ‫وال‬
‫َ ً‬
‫المعروفي بقوة حفظهم كانوا يكررون الدرس‬ ‫ر‬ ‫خمسي مرة)‪ ،‬وبعض المشايخ‬ ‫ر‬ ‫ُيعاد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مائة مرة‪ ،‬وقال أبو حامد‪( :‬إذا درستم فارفعوا‬ ‫ِ‬ ‫وإىل‬ ‫مرة‬ ‫سبعي‬
‫ر‬ ‫الجديد اىل‬
‫وأذهب للنوم)‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أصواتكم‪ ،‬فإنه أثبت للحفظ‬
‫إذا قسمنا برنامج الحفظ إىل ثالثة أقسام‪:‬‬
‫وجه تحفظه‪.‬‬ ‫‪ .1‬الدرس أو المقرر جديد هو‪ :‬آخر ٍ‬
‫يتغي باستمرار‪،‬‬ ‫أوجه تم حفظها‪ ،‬وألنه ر‬ ‫ٍ‬ ‫عشة‬ ‫‪ .2‬والحزب الجديد فهو‪ :‬آخر ر‬
‫ِ‬
‫يح ُل محل األقدم‪.‬‬ ‫فالدرس الجديد ِ‬
‫‪ .3‬واألجزاء القديمة‪ :‬ما ُحفظ قبل ذلك‪.‬‬
‫الحزب‬‫ُ‬ ‫عشين مرة‪،‬‬ ‫الدرس الجديد ُيكرر كما ذكرنا ف يومه ما ال يقل عن ر‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫يوميا‪ُ ،‬‬‫ً‬ ‫ُ‬
‫اجعتي بما ال يقل عن ساعة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫فصل‬ ‫وي‬ ‫مرتي‬
‫الجديد‪ ،‬يراجع ر‬
‫الزمن فهذا أفضل من رسدها متوالية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اجع بمعدل جزئي يوميا‪َّ ،‬‬ ‫في ُ‬ ‫أما األجزاء القديمة‪ :‬ر‬
‫وكل ما راجع حفظه كامال‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫اليوم من القرآن ما ال يقل عن ثالثة أجز ٍاء‬ ‫ي‬ ‫الورد‬ ‫عاد من جديد‪ ،‬وبذلك يكون‬
‫ً‬
‫يوميا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫المحفوظة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اآليات‬
‫ِ‬ ‫• الوسيلة الثانية‪ :‬فهم‬
‫ُ‬ ‫ومن أعظم وسائل تثبيت الحفظ‪َ :‬ف ُ‬
‫وجه‬‫ِ‬ ‫ومعرفة‬ ‫‪،‬‬ ‫المحفوظة‬
‫ِ‬ ‫اآليات‬
‫ِ‬ ‫هم‬
‫رٌ‬
‫تفسي‬ ‫يش ونحوه‪ ،‬وهو‬ ‫بالتفسي ُ‬
‫الم‬ ‫يستعي‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫ويمكن‬ ‫بعضها ببعض‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ارتباط ِ‬ ‫ِ‬
‫اآليات فيسهل ِحفظها‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وربطها بخواتيم‬ ‫ُ‬ ‫يهتم ر‬‫خترص ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وجزة ِ‬ ‫ٍ‬ ‫م‬ ‫بصورة‬
‫ٍ‬ ‫المعان‬
‫ي‬ ‫ح‬‫بش‬
‫ُ ُ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫‪.‬‬ ‫ها‬ ‫ثبات‬ ‫ويزداد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫تعاىل‪ِ { :‬إذ قال ِت ْام َرأة ِع ْم َران َر ِّب ِإ ين نذ ْرت لك َما ِ يف‬ ‫َ‬ ‫مثال ذلك يف قوله‬
‫يع ال َعل ُ‬ ‫ْ‬ ‫السم ُ‬ ‫َب ْطب ُم َح َّر ًرا َف َت َق َّب ْل م ِّب إنك أنت َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫تفسيها‪:‬‬ ‫ر‬ ‫يم} [آل عمران‪ ،]35:‬جاء يف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ي ِ‬ ‫ِي‬
‫ر‬
‫بنيب‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العليم‬ ‫‪،‬‬ ‫لدعان‬ ‫ئ‬ ‫ُ‬
‫السميع‬ ‫وحدك‬ ‫أنت‬ ‫إنك‬ ‫;‬ ‫مب‬ ‫ل‬ ‫َّ‬
‫فتقب‬
‫اَّللُ‬ ‫َّ َ َ ْ ً َ َ ً ُ َ ي ْ ُ َ ُ ْ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ‬ ‫ي‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ي‬
‫وف قوله تعاىل‪ِ { :‬إن تق ِرضوا اَّلل قرضا حسنا يض ِاعفه لكم ويغ ِفر لكم و‬ ‫َ ُ ٌ َي‬
‫تفسيها‪ :‬وهللا شكور ألهل اإلنفاق بحسن‬ ‫ٌ‬ ‫شكور ح ِليم} [سورة التغابن ‪ ،]17‬جاء يف‬ ‫ٌ‬
‫ر‬
‫حليم ال يعجل بالعقوبة عىل َمن عصاه‪ ،‬وهكذا ف ر‬
‫أكي‬ ‫ٌ‬ ‫الجزاء عىل ما أنفقوا‪،‬‬
‫ي‬
‫المواضع‪.‬‬
‫والحىس‪.‬‬
‫ي‬ ‫والسمغ‬
‫ي‬ ‫• الوسيلة الثالثة‪ :‬الربط البرصي‬
‫والحىس‪.‬‬ ‫والسمغ ُ ي‬ ‫ي‬ ‫الحفظ ورسوخه‪ :‬الربط البرصي‬ ‫ِ‬ ‫ومن وسائل تثبيت‬
‫الربط البرصي‪ :‬ير ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلية‬
‫ِ‬ ‫اآلية يف المصحف‪ ،‬وربط‬ ‫ِ‬ ‫شكل‬
‫ِ‬ ‫تخيل‬ ‫عىل‬ ‫كز‬
‫الخطوط‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اليمي‪ ،‬وسط يسار الخ)‪ ،‬كما يمكن استخدام‬ ‫بمكانها يف الصفحة (أعىل‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الحفظ‬
‫ِ‬ ‫ومناطق‬
‫ِ‬ ‫اآليات المتشابهة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نهايات‬
‫ِ‬ ‫تميي‬
‫لزيادة ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫واأللوان‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذات‬ ‫المميِة‪ِ ،‬‬ ‫ر‬ ‫والحروف‬
‫ِ‬ ‫الكلمات‬
‫ِ‬ ‫بعض‬‫ِ‬ ‫السمغ‪ :‬يركز عىل صوت‬ ‫ي‬ ‫والربط‬
‫الشي‬ ‫كالسي والص ِاد والزاي‪ ،‬كما يمكن استخدام حروف ر‬ ‫ر‬ ‫والجرس القوي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الصفي‬
‫رِ‬
‫الممية للربط ربي اآليات وتثبيت‬ ‫ر‬ ‫وغيها من الحروف‬ ‫والضاد والخاء والطاء ر‬
‫الحفظ‪.‬‬
‫الربط الحىس‪ :‬في ُ‬ ‫ُ‬
‫تفسي اآليات والربط ربي معانيها‪ ،‬كما ذكرنا يف‬ ‫رِ‬ ‫كز عىل‬ ‫ي ر‬ ‫أما‬
‫التفسي سابقا‪.‬‬ ‫ر‬
‫الشوحات ومقاطع اليوتيوب‪ ،‬كلٌّ‬ ‫العشات من ر‬ ‫ُ‬ ‫ومن فضل هللا أن هناك ر‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ً‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫منها يوضح باألمثلة طرقا ُمختلفة للربط ربي اآلية ونهايتها‪ ،‬أو الربط ربي اآلية وما‬
‫للتميي ربي اآلية وما ُيشبهها يف المواضع األخرى‪.‬‬ ‫ر‬ ‫بعدها‪ ،‬أو‬
‫أول السورة بآخرها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫• الوسيلة الرابعة‪ :‬ربط ِ‬
‫ً‪ُ :‬‬
‫أول السورة بآخرها‪ ،‬فبعد أن ُي ِت َّم‬ ‫ِ‬ ‫ربط‬ ‫ومن وسائل تثبيت الحفظ ايضا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫كاملة‪ُ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫سورة أخرى إال بعد أن‬ ‫فظ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ح‬ ‫إىل‬ ‫ينتقل‬ ‫أال‬ ‫ستحسن‬ ‫ي‬ ‫السورة‬ ‫فظ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫الحافظ‬
‫َ ٍ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يربط أول السورة المحفوظة بآخرها‪ ،‬وذلك بأن ي ِّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ات‪،‬‬ ‫كاملة ِعدة مر ٍ‬ ‫سمع السورة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بسهولة‬
‫ٍ‬ ‫جري لسانه بها‬ ‫ات متتالية‪ ،‬إىل أن ي ِ‬ ‫المفضل ً‪ِ ،‬عدة م ًر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يسمعها من قارئه‬ ‫أو‬
‫وي ْش‪ ،‬وتصبح يف ذهنه ِوحدة ُم ريابطة ُمتماسكة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫اليد‪.‬‬‫المحفوظ بخط ِ‬ ‫ِ‬ ‫كتابة‬
‫ِ‬ ‫• الوسيلة الخامسة‪:‬‬
‫ً‬
‫النمط‬ ‫ِ‬ ‫ألصحاب‬ ‫خصوصا‬ ‫ائعة والسهلة‪،‬‬ ‫ومن وسائل تثبيت الحفظ الر ِ‬
‫اليد‪،‬‬ ‫ُ‬
‫المحفوظ بخط ِ‬ ‫ِ‬ ‫لكتابة‬
‫ِ‬ ‫الملونة‬
‫ِ‬ ‫واألقالم‬
‫ِ‬ ‫البيضاء‬
‫ِ‬ ‫السبورة‬
‫ِ‬ ‫استخدام‬ ‫الحىس‪،‬‬ ‫ُي‬
‫مواضع الخطأ يف دفي خاص‪،‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫حول ِّ ُ ِ‬ ‫ُ‬
‫كما يمكن تسجيل بعض المالحظات‬
‫ُ‬
‫الحواس‪ ،‬وبذلك يتعزز‬ ‫ِ‬ ‫جميع‬ ‫ل‬ ‫فع‬ ‫ت‬ ‫أنها‬ ‫الوسيلة‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫ة‬ ‫ومي‬ ‫اجعته باستمرار‪ ،‬ر‬ ‫ِ‬ ‫ومر‬
‫ُ‬ ‫تثبيت المحفوظ ر‬ ‫ُ‬
‫ينظر بعينه‪،‬‬ ‫وسيلة يف نفس الوقت‪ ،‬فالذي يكتب‬ ‫ٍ‬ ‫بأكي من‬
‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والنطق‪.‬‬ ‫ويحرك يده‪ ،‬وإذا رفع صوته فقرأ ما يكتب‪ ،‬فعل حاسة السمع‬
‫استخدام قلم الرصاص عىل هوامش المصحف‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫• الوسيلة السادسة‪:‬‬
‫استخدام قلم الرصاص عىل هوامش المصحف‬ ‫ِ‬ ‫ومن وسائل تثبيت الحفظ‪:‬‬
‫وتحت أماكن الخطأ والضعف‪ ،‬وتسجيل المالحظات حول ذلك‪ ،‬ثم محوها إذا‬
‫حرج من فعل ذلك بنسخته الخاصة‪ ،‬فهو ٌ‬
‫جائز‬ ‫َّتم التأكد من جودة حفظها‪ ،‬وال َ‬
‫ِ‬
‫بإذن هللا‪.‬‬
‫اءة الحفظ الجديد يف الصلوات‬ ‫المداومة عىل قر ِ‬ ‫ِ‬ ‫• الوسيلة السابعة‪:‬‬
‫المفروضة والنوافل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومن وسائل تثبيت الحفظ َّ‬
‫اءة الحفظ الجديد‬ ‫ِ‬ ‫ر‬‫ق‬ ‫عىل‬ ‫المداومة‬
‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫جدا‬ ‫الفعالة‬
‫ُ‬
‫يف الصلوات المفروضة والنوافل‪ ،‬وليكن ُمصحفك معك أو بجوارك‪ ،‬لتتعرف عىل‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وتوثقها بقلم الرصاص عىل الهامش كما ذكرنا سابقا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ها‪،‬‬ ‫وتصوب‬ ‫أخطاءك‬
‫ِ‬
‫الدرس الرابع من الوحدة الرابعة‪ :‬نصائح يف حفظ القرآن الكريم (‪.)1‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من سبع نصائح‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫• األوىل‪ :‬كن جادا ومثابرا‪.‬‬
‫اجعة‪.‬‬
‫• الثانية‪ :‬اإلكثار من المر ً ِ‬
‫َّ‬
‫أولوية يف حياتك‪.‬‬ ‫• الثالثة‪ :‬اجعل القرآن‬
‫ُ‬ ‫المراجعة ولو ر‬ ‫• الرابعة‪ :‬حافظ عىل ُ‬
‫كيت اشغالك‪.‬‬
‫• الخامسة‪ :‬أسأل أهل الخيِة من الحفاظ‪.‬‬
‫• السادسة‪ :‬ابدأ بحفظ السور األسهل‪.‬‬
‫ر‬
‫واالسياحة‪.‬‬ ‫• السابعة‪ :‬أخذ الراحة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫النصيحة األوىل‪ :‬كن جادا ومثابرا‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يوم جدد نيتك‪،‬‬ ‫وف كل ٍ‬ ‫هدفك وغايتك‪ ،‬ي‬ ‫سيك نحو ِ‬ ‫كن جادا ومثابرا يف ر‬
‫وشجع نفسك‪ ،‬واستعن باهلل وال تعجز‪.‬‬ ‫وقوي عزيمتك‪،‬‬ ‫همتك‪ِّ ،‬‬‫واشحذ َّ‬
‫ِ‬
‫ر‬
‫تأن المكارم‬ ‫تأن العز ُ‬ ‫ر‬
‫وعىل قدر ٌالكرام ي‬ ‫ائم‬ ‫العزم ي‬
‫ِ‬ ‫أهل‬‫قدر ِ‬ ‫فعىل ِ‬
‫نفس تواقة‪ ،‬طارت به نحو‬ ‫ٌ‬ ‫وبقدر ما تتعب تنال ما تتمب‪ ،‬ومن كانت له‬
‫ُ‬
‫العال َسه َر اللياىل‪ ،‬ومن األمثال المشهورة‪ :‬كل من َ‬ ‫طلب ُ‬‫َ‬
‫عىل‬
‫ي‬ ‫سار‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫المعاىل‪ ،‬ومن‬
‫ي‬
‫ثبت نبت‪ ،‬ومن صيَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الدرب وصل‪ ،‬وكل من جد وجد‪ ،‬وكل َمن زرع َ حصد‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫ظفر‪ ،‬وف ُمحكم التييل‪{ :‬إ َّنا ََل ُنض ُ‬
‫يع أ ْج َر َم ْن أ ْح َس َن َع َمَل} [الكهف‪.]30 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫اجعة‪.‬‬
‫النصيحة الثانية‪ :‬اإلكثار من المر ِ‬ ‫•‬

‫كي من الحفظ‬ ‫فأكي من المراجعة وال ُت ر‬ ‫ر‬ ‫حماسك للحفظ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫إذا ارتفع‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫المحفوظ‬ ‫ثبات‬ ‫الجديد‪ ،‬ئ‬
‫ِ‬ ‫وجه يوميا‪ ،‬مع ِ‬ ‫ٍ‬ ‫نصف‬
‫ِ‬ ‫واحد أو‬
‫ٍ‬ ‫وجه‬ ‫ٍ‬ ‫بحفظ‬
‫ِ‬ ‫تكتف‬
‫ً ي‬ ‫فلي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫المحفوظ‬
‫ِ‬ ‫اعطاء‬
‫ِ‬ ‫الحفظ دون‬ ‫ِ‬ ‫زيادة‬
‫ِ‬ ‫بكثي‪ ،‬من‬ ‫خي وأفضل ر‬ ‫سوخ ِه جيدا‪ ،‬فهو ر‬ ‫ور ِ‬
‫والتثبيت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫اجعة‬
‫ُِ‬ ‫ر‬ ‫الم‬ ‫من‬ ‫حقه‬
‫ُ‬
‫أشبه بمن َي ُرصُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫واألمر‬ ‫بكثي من الحفظ الجديد‪،‬‬ ‫ر‬ ‫فالمراجعة والتثبيت أهم‬
‫ضعيفا‪ ،‬فما أن ر َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لكنه ُيهم ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ ً‬
‫يسي‬ ‫يربطها ربطا‬ ‫أو‬ ‫ربطها‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫‪،‬‬ ‫سيارته‬
‫ِ‬ ‫فوق‬ ‫ة‬ ‫كثي‬‫ر‬ ‫اعة‬ ‫ِبض‬
‫ُ‬ ‫ِ ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫قليال ر‬
‫بالتساقط واحدة بعد األخرى‪ ،‬فالحفظ هو‬ ‫ِ‬ ‫حب تبدأ أغراضه‬ ‫طريقة‬
‫ِ‬ ‫يف‬
‫ُ‬
‫الرص‪ ،‬والمراجعة ه ر‬ ‫ُّ‬
‫اليبيط‪.‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫قيد علومك بالحبال الواثقة‬ ‫العلم صيد والتعاهد قيده‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫من ثم تيكها خالء طالق ة‬ ‫فمن الحماقة أن تصيد غزالة‬
‫َّ ً‬
‫أولوية يف حياتك‪.‬‬ ‫النصيحة الثالثة‪ :‬اجعل القرآن‬ ‫•‬
‫ٌ‬
‫مشغول بطريقة‬ ‫كية االشغال‪ُ ،‬‬
‫الكل‬ ‫اعلم أنه ليس هناك من ال ُيعان من ر‬
‫َّ ً‬ ‫ي‬ ‫َّ‬
‫يقدمونه عىل كل‬‫ما‪ ،‬بما ذلك الحفاظ‪ ،‬إال أنهم جعلوا القرآن أولوية يف حياتهم‪ِ ،‬‬
‫شء‪.‬‬ ‫ر‬
‫َّ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫وهنا موطن النصيحة‪ :‬إذا أردت أن تحفظ القرآن‪ ،‬فاجعل القرآن أولوية‬
‫ُ‬ ‫له نفسك وعقلك وقلبك ووقتك ُ‬ ‫ُ‬ ‫ف حياتك‪ِّ ،‬‬
‫وجهدك‪ ،‬فالقرآن عزيز‪ ،‬لن‬ ‫فرغ‬ ‫ُي‬
‫ُ َّ‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫عطيه كلك‪.‬‬
‫ِ‬ ‫يعطيك بعضه‪ ،‬حب ت‬
‫ُ‬ ‫المراجعة ولو ر‬
‫النصيحة الرابعة‪ :‬حافظ عىل ُ‬
‫كيت اشغالك‪.‬‬ ‫•‬
‫لبت عىل حفظ الجديد‪ ،‬فإياك أن ُت َ‬
‫غلب عىل ُ‬ ‫ُ َ‬
‫المراجعة‪ ،‬حافظ عىل‬ ‫ُ ِ‬ ‫إذا غ‬
‫ً ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫يؤدي‬
‫اجعة أبدا‪ ،‬فيكها ِ‬
‫الم ُراجعة ولو كيت اشغالك‪ ،‬وال تسمح لنفسك بيك المر ِ‬
‫اج واالنقطاع‪ ،‬ثم‬ ‫رلياكم المطلوب‪ ،‬ثم الشعور بالعجز واإلحباط‪ ،‬ثم ر‬
‫الي‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كم عىل النفس بعدم االستطاعة‪.‬‬ ‫االستسالم‪ ،‬ثم ُ‬
‫الح ُ‬
‫المراجعة‪ ،‬بل استعن باهلل وواصل‬ ‫فال تسمح لنفسك ر‬
‫بالياج وترك ُ‬
‫أدومها وإن قل‪َّ.‬‬ ‫ي‬
‫األعمال إىل هللا ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أحب‬ ‫وجاهد واستمر‪ ،‬واعلم أن‬
‫النصيحة الخامسة‪ :‬أسأل أهل الخي ِة من الحفاظ‪.‬‬ ‫•‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫مسيتك القرآنية‪ ،‬فأسأل أهل‬
‫إذا أشكل عليك أمر‪ ،‬أو واجهتك مشكلة يف ر ِ‬
‫الشاف بإذن هللا‪.‬‬
‫ي‬ ‫الخيِة من الحفاظ الذين سبقوك‪ ،‬فستجد عندهم الجواب‬
‫النصيحة السادسة‪ :‬ابدأ بحفظ السور األسهل‪.‬‬ ‫•‬
‫ً‬
‫فكثي من الناس يستسهلون سورا ُمعينة‪ ،‬كسورة يوسف‪ ،‬والكهف وطه‬ ‫رٌ‬
‫ً‬ ‫وجزء َّ‬
‫عم وتبارك‪ ،‬فلو بدأت ِحفظك من السور ر‬ ‫ُ‬
‫الب تراها سهلة‪ ،‬فسيكون‬‫ي‬ ‫ومريم‪،‬‬
‫والمتابعة‪ ،‬بإذن هللا تعاىل وعونه‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وحافز عىل االستمرار ُ‬ ‫ٌ‬
‫تشجيع للنفس‪،‬‬ ‫يف ذلك‬
‫النصيحة السابعة‪ :‬أخذ الراحة وا ر‬
‫السياحة‪.‬‬ ‫•‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫بعد ِّ‬
‫ج‬ ‫تسي ي‬ ‫اجعة المرك ِزة‪ ،‬يفضل أن‬
‫الحفظ والمر ُ َِ‬
‫ساعة من َ ِ‬
‫ٍ‬ ‫نصف‬
‫ِ‬ ‫كل‬
‫َّ‬ ‫العلماء أن قدرة الدماغ عىل ر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ذكر‬
‫ِ‬ ‫والت‬ ‫كي‬
‫ر‬ ‫الي‬ ‫وجد‬ ‫فقد‬ ‫دقائق‪،‬‬ ‫خمس‬ ‫لمدة‬
‫ِ‬ ‫وترتاح‬
‫ً ِ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ ً‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫ساعة‬
‫ٍ‬ ‫نصف‬
‫ِ‬ ‫قصية‪ ،‬كل‬‫وتقل تدريجيا مع الوقت‪ ،‬هذا إذا لم يعظ راحة ر‬ ‫تتناقص ِ‬
‫ً‬
‫تقريبا‪.‬‬
‫الدرس الخامس من الوحدة الرابعة‪ :‬نصائح يف حفظ القرآن الكريم (‪)2‬‬
‫عنارص الدرس‪ :‬يتكون هذا الدرس من ثمانية نصائح‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫• الثامنة‪ :‬أكي من ررسب ِ‬
‫الماء‪.‬‬
‫• التاسعة‪ :‬واظب عىل ُممارسة الرياضة المعتدلة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬
‫العارسة‪ :‬غذ عقلك جيدا‪.‬‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫• الحادية ر‬
‫عشة‪ :‬خذ ِكفايتك من النوم‪.‬‬
‫المراجعة والتثبيت‪.‬‬ ‫عشة‪ :‬تكثيف ُ‬ ‫• الثانية ر‬
‫عود نفسك عىل استثمار الدقائق ُ‬
‫المهدرة‪.‬‬ ‫عشة‪ِّ :‬‬ ‫• الثالثة ر‬
‫ِ‬
‫عشة‪ :‬تعاهد اخالصك هلل تعاىل باستمرار‪.‬‬ ‫• الرابعة ر‬
‫عشة‪ :‬ال تتحدث عن حفظك‪.‬‬ ‫• الخامسة ر‬
‫رُ‬ ‫ر‬
‫الماء‪.‬‬
‫النصيحةً الثامنة‪ :‬أكي من رسب ِ‬ ‫•‬
‫ُ‬ ‫ُ ر ُ‬ ‫ُ‬
‫يكون ما نسبته (‪ )% 78‬من‬ ‫اجعة‪ ،‬فالماء‬
‫ِ‬ ‫ر‬‫والم‬ ‫الحفظ‬
‫ِ‬ ‫أثناء‬ ‫صوصا‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫مكونات الدماغ‪ ،‬وجاء يف أحد الدراسات أنه كلما قل الماء يف الجسم كلما أصبح‬
‫ر‬ ‫بشب ما ال يق ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الدماغ ر‬
‫كاسات‬
‫ٍ‬ ‫عش‬ ‫عن‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫اسة‬ ‫ر‬‫الد‬ ‫وتوض‬
‫ي‬ ‫‪،‬‬‫ا‬‫كي‬ ‫ر‬ ‫تر‬ ‫وأقل‬ ‫‪،‬‬‫ضعفا‬ ‫أكي‬
‫ً‬
‫من الماء يوميا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فليكي منه‪ ،‬فهو ٌ‬ ‫ر‬ ‫ماء َ‬ ‫ومن تيش له ُ‬
‫ماء مبارك يساعد عىل الحفظ‪ ،‬جاء‬ ‫زمزم‬
‫‪ َ َ َ ْ َ ُ َ :‬رُ َ َ ُ‬
‫رسب له)) [رواه اإلمام أحمد]‪.‬‬ ‫يف الحديث الصحيح ((ماء زمزم ِلما ِ‬
‫النصيحة التاسعة‪ :‬واظب عىل ُممارسة الرياضة المعتدلة‪.‬‬ ‫•‬
‫كالمىس الشي ع وتمارين اللياقة‪ ،‬فقد أكدت ر ٌ‬
‫كثي من الدراسات أن األنشطة‬ ‫ر‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫الدماغ عىل التعلم‪ ،‬كما أنها‬ ‫ات‬
‫ر‬ ‫د‬‫ق‬ ‫لزيادة‬ ‫طريقة‬ ‫أفضل‬ ‫ه‬ ‫عتدلة‬ ‫الرياضية ُ‬
‫الم‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُ ي‬ ‫ُ ُ‬
‫وتقض عىل الملل‪ ،‬وينصح الخياء بممارسة‬ ‫ي‬ ‫الذاكرة‪،‬‬ ‫نعش‬ ‫وت‬ ‫النشاط‪،‬‬ ‫جدد‬ ‫ت‬
‫ات يف األسبوع بمعدل (‪ )30-20‬دقيقة يف المرة‬ ‫الرياضة المعتدلة ثالث مر ٍ‬
‫الواحدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬
‫العارسة‪ :‬غذ عقلك جيدا‪.‬‬ ‫النصيحة‬ ‫•‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫تبب ِجسما وعقال سليما‪ ،‬الغذاء الجيد‬
‫هللا) ي‬ ‫الب (بإذن‬
‫ه ري‬ ‫ُ ُ فالتغذية الجيدة ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كي والحفظ والتذكر‪.‬‬ ‫يعزز قدرات العقل‪ ،‬ومنها الي ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أساسية‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عنارص‬ ‫يوفر للدماغ ما يحتاجه من‬ ‫والغذاء الجيد‪ :‬هو الذي‬
‫كاألحماض الدهنية (المكشات‪ ،‬السمك‪ ،‬أوميغا ‪ ،)3‬واألحماض األمينية (البيض‪،‬‬
‫ً‬
‫الفول‪ ،‬الحليب)‪ ،‬والخرصوات الورقية‪ ،‬والفيتامينات‪ ،‬خصوصا (مجموعة‬
‫ُّ‬
‫والبطنة‬
‫ِ‬ ‫خمة‬ ‫الت‬ ‫فيتامي ب)‪ ،‬مع التقليل من القهوة والمنبهات‪ ،‬والحذر من‬
‫ر‬
‫ً ر ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفطنة‪ ،‬وما مأل ابن آدم وعاء رسا من بطنه‪.‬‬
‫وتخليط الطعام‪ ،‬فالبطنة تذهب ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫النصيحة الحادية ر‬
‫فايتك من النوم‪.‬‬ ‫عشة‪ :‬خذ ِك‬ ‫•‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫يشحن العقل‪،‬‬ ‫ساعات يوميا‪ ،‬هو الذي‬
‫ٍ‬ ‫المتواصل‪ ،‬بمعدل ‪6‬‬
‫ِ‬ ‫فالنوم العميق‬
‫ُ‬
‫ويسمح له أن ُيرت َ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ ُ‬
‫ب‬ ‫ُ ِ‬ ‫الدماغ‪،‬‬ ‫ات‬ ‫ر‬ ‫د‬‫ق‬ ‫عزز‬ ‫وي‬ ‫لذاكرة‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ويقوي‬ ‫هن‬ ‫الذ‬ ‫نشط‬ ‫وي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫معلوماته ُ‬
‫سلب عىل قدرات‬ ‫ي‬ ‫مردود‬ ‫فله‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫المتقط‬ ‫والنوم‬
‫ِ‬ ‫السهر‬
‫ِ‬ ‫بعكس‬ ‫عالجها‪،‬‬ ‫وي‬
‫كي والحفظ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫الدماغ‪ ،‬وعىل مستوى الي ر‬
‫عشة‪ :‬تكثيف ُ‬
‫المراجعة والتثبيت‪.‬‬ ‫النصيحة الثانية ر‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫انتهيت من حفظ خم َ‬ ‫ُ‬
‫جديدة‪ ،‬توقف عن الحفظ شهرا أو‬
‫ٍ‬ ‫اء‬
‫ٍ‬ ‫ز‬‫أج‬ ‫ة‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫لما‬ ‫ك‬
‫خمسة‬ ‫رسد‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫شهرين‪ ،‬وركز فقط عىل تكثيف المراجعة والتثبيت‪ ،‬حب تصل إىل ً ِ‬
‫النظر للمصحف ُمطلقا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫وبدون‬ ‫ونصف‪،‬‬ ‫ساعة‬
‫ٍ‬ ‫من‬ ‫أقل‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫توالية‬
‫ٍ‬
‫أجزاء ُ‬
‫م‬ ‫ٍ‬
‫الدقائق‬ ‫استثمار‬ ‫عىل‬ ‫نفسك‬ ‫د‬ ‫عشة‪ِّ :‬‬
‫عو‬ ‫النصيحة الثالثة ر‬ ‫•‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫المهدرة‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫فهو ٌّ‬
‫وأفضل عادات‬
‫ِ‬ ‫أقوى‬ ‫من‬ ‫عادة‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫بل‬ ‫المهرة‪،‬‬ ‫اظ‬
‫ِ‬ ‫الحف‬ ‫رس من أرسار‬
‫جميل حول موضوع التعود‪ ،‬يقول فيه‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وللمتنب بيت‬ ‫ي‬ ‫الناجحي‪،‬‬
‫ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫الدولة الطعن يف العدا‬
‫ِ‬ ‫سيف‬‫ِ‬ ‫وعادة‬ ‫لكل أمرئ من دهره ما تعودا‬
‫الئ َم موضوع النجاح‪:‬‬ ‫ُ‬
‫وقد حورته لي ِ‬
‫للنجاح ُمؤك دا‬ ‫ُ ِ‬
‫ٌ‬
‫سبيل‬ ‫وذاك‬ ‫لكل أمرئ من دهره ما تعودا‬
‫ُ‬
‫ادة القوية‪ ،‬سيتمكن االنسان من التعود‬ ‫الوع واالنتباه‪ ،‬مع اإلر ِ‬ ‫ي‬ ‫بقليل من‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كثي من أوقاته المهدرة‪ ،‬فيما يقربه من تحقيق أهدافه‪،‬‬ ‫عىل توظيف ر‬
‫ُ‬ ‫اليوم للدقائق ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الفرد العادي‪ ،‬تزيد‬
‫َِ‬ ‫حياة‬ ‫ف‬ ‫ِ ي‬ ‫هدرة‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫المعدل‬ ‫أن‬ ‫تؤكد‬ ‫فاإلحصائيات‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الدقائق‬
‫ِ‬ ‫هذه‬ ‫توظيف‬ ‫ون‬ ‫يستطيع‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫فقط‬ ‫والناجحون‬ ‫‪،‬‬‫يوميا‬ ‫دقيقة‬
‫ٍ‬ ‫المئة‬
‫ِ‬ ‫عن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بطريقة ت ُ‬
‫أهدافهم‪ ،‬فإذا تمكن الحافظ من استثمار بعض هذه‬ ‫ِ‬ ‫قرب هم من تحقيق‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هدرة يف الحفظ والمراجعة‪ ،‬فستبهره النتائج بإذن هللا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الدقائق الم ِ‬
‫النصيحة الرابعة ر‬
‫عشة‪ :‬تعاهد اخالصك هلل تعاىل باستمرار‪.‬‬ ‫•‬

‫وغيها من الطاعات‪ ،‬بنية أن‬ ‫واالستغفار ً ر‬ ‫وال تتوقف عن الدعاء والصدقة‬


‫َ‬
‫حب تموت‪َ { ،‬وق َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يثبتك هللا تعاىل عىل تعاهد القرآن حفظا ومراجعة وتدبرا ر‬
‫ال‬
‫ت به ُف َؤ َاد َك َو َرَّت ْل َناهُ‬ ‫َّ َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ِّ َ َ َ ْ ْ ُ ْ ُ ِ ُ ْ َ ً َ َ ً َ َ َ ُ َ ِّ َ‬
‫َال ِذ ًين كفروا لوَل نزل علي ِه القرآن جملة و ِاحدة كذ ِلك ِلنثب ِ ِ‬
‫ت ْرتيَل} [سورة الفرقان ‪.]32‬‬
‫ِ‬
‫النصيحة الخامسة ر‬
‫عشة‪ :‬ال تتحدث عن حفظك‪.‬‬ ‫•‬
‫ُ‬
‫ومهارتك‪ ،‬فذلك‬
‫ِ‬ ‫قدار مراجعتك لكل أحد‪ ،‬وال تستعرض قدر ِاتك‬
‫وال عن ِم ِ‬
‫ُ‬
‫وأسلم لعافيتك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أخلص لربك‪،‬‬
‫الختام‪.‬‬
‫ي‬ ‫المقطع‬
‫نب بعده أما بعد‪:‬‬
‫• الحمد هلل وحده والصالة والسالم عىل من ال ي‬
‫• هذا هو‪ :‬خاتمة الدروس‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬أهم الوصايا والتوجيهات‪:‬‬
‫• األوىل‪ :‬ملخص المساق‪.‬‬
‫• الثانية‪ :‬مساقات لها صلة بهذا المساق‪.‬‬
‫• الثالثة‪ :‬أهم الكتب المتعلقة بهذا المساق‪.‬‬
‫ملخص المساق‪.‬‬ ‫•‬

‫يتكون هذا المساق من أرب ع وحدات‪:‬‬


‫• الوحدة األوىل‪ :‬مدخل إىل حفظ القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬لماذا احفظ القرآن الكريم؟‬
‫الثان‪ :‬هل أقدر عىل حفظ القرآن؟‬ ‫‪ o‬الدرس ي‬
‫تغيي القناعات طريق إىل حفظ القرآن‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬ر‬
‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬حفظ القرآن ُميش للجميع‪.‬‬
‫• الوحدة الثانية‪ :‬أسس يف حفظ القرآن الكريم‪:‬‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬أعظم أساس لحفظ القرآن‪.‬‬
‫كي‪.‬‬ ‫ر‬
‫الثان‪ :‬وضوح الهدف والي ر‬
‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬رفع الهمة يف حفظ القرآن‪.‬‬
‫النموذج‪:‬‬
‫ي‬ ‫• الوحدة الثالثة‪ :‬عوامل يف الحفظ‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬مقدمة يف علم النمذجة‪.‬‬
‫الثان‪ :‬تهيئة البيئية النموذجية لفظ القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬التهيئة النفسية لحفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫النموذج‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ o‬الدرس الرابع‪ :‬طريقة الحفظ‬
‫لتحسي الحفظ وتقويته‪:‬‬ ‫ر‬ ‫• الوحدة الرابعة‪ :‬وسائل مساعدة‬
‫‪ o‬الدرس األول‪ :‬وسائل تقوية الدافعية لحفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫الثان‪ :‬وسائل تسهيل حفظ القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ o‬الدرس ي‬
‫‪ o‬الدرس الثالث‪ :‬وسائل تثبيت حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫الدرس الرابع‪ :‬نصائح يف حفظ القرآن الكريم (‪.)1‬‬ ‫‪o‬‬

‫الدرس الخامس‪ :‬نصائح يف حفظ القرآن الكريم (‪.)2‬‬ ‫‪o‬‬

‫مساقات لها صلة بهذا المساق‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ o‬كيف نفهم القرآن الكريم؟ من تقديم الشيخ أ‪.‬د محمد‬


‫الربيعة‪.‬‬
‫‪ o‬فن التدبر‪ ،‬من تقديم الشيخ أ‪.‬د محمد الربيعة‪.‬‬
‫‪ o‬كيف نتعامل مع القرآن؟ مجموعة مشايخ‪.‬‬
‫أهم الكتب المتعلقة بهذا المساق‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ 9 o‬أرسار لحفظ القرآن الكريم – مجدي فارق عبيد‪.‬‬


‫‪ o‬قواعد يف حفظ القرآن الكريم‪ -‬فهد سالم الكندري‪.‬‬
‫‪ o‬حقق حلمك يف حفظ القرآن الكريم – عبد هللا الملحم‪.‬‬
‫الغوثان‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ o‬كيف تحفظ القرآن الكريم؟ – د‪ .‬ر‬
‫يحب‬
‫عش خطوات – حسن أحمد حسن‬ ‫‪ o‬كيف تحفظ القرآن ف ر‬
‫ي‬
‫همام‪.‬‬
‫‪ o‬كيف تحفظ القرآن؟ – د‪ .‬مصطف مراد‪.‬‬
‫الشجان‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ o‬كيف تحفظ القرآن؟ –د‪ .‬راغب‬

You might also like