Professional Documents
Culture Documents
Madmon
Madmon
المقدمة:
يعتبر تحميل المضمون أحد األساليب البحثية شائعة االستخدام في الدراسات اإلعالمية وىو
يندرج تحت منيج المسح في الدراسات الوصفية ،وىو من أقدم األدوات البحثية التي استخدمت في
المنيج العممي ،واألكثر شيوعاً في البحوث المعنية بالرسالة اإلعالمية أيا كانت موضوعاتيا وما فييا
من أفكار ومعان ،فيي المنتج األساسي في العممية االتصالية ،وىي التي ييدف من خالليا القائم
وعادة ما يتم تحميل المضمون من خالل اإلجابة عمى أسئمة معينة ومحددة يتم صياغتيا
مسبقاً ،بحيث تساعد اإلجابة عمى ىذه األسئمة في وصف وتصنيف محتوى المادة المدروسة،
وييدف ىذا األسموب إلى التعرف بطريقة عممية منظمة عمى اتجاىات المادة التي يتم تحميميا،
وكذلك الوقوف عمى خصائصيا بحيث يتم كل ذلك بعيداً عن االنطباعات الذاتية أو المعالجات
العشوائية.
وخالل ىذا التقرير سيتم تسميط الضوء عمى عدد من مفاىيم تحميل المضمون والتي ارتبطت
بتطور عموم االتصال الجماىيري بصفة عامة واإلعالم بصفة خاصة ،وان كان ىناك اختالفاً واضحاً
في بعض المحددات الخاصة بتعريف تحميل المضمون ،كما سيتم عرض العديد من االستخدامات
مع تطور استخدام تحميل المضمون وتطبيقو في الدراسات اإلعالمية المختمفة ،ازدادت معو
البحوث والدراسات التي تبحث في الجوانب النظرية والمنيجية ،سواء من خالل التقديم المستقل ليا،
أو من خالل األطر المنيجية لمدراسات اإلعالمية ومنيا تحميل المضمون ،وقدمت ىذه الدراسات
تعريفات عديدة منذ بداية األربعينات وحتى الثمانينات ،ويمكن أن نميز بين اتجاىين رئيسين
لمتعريف ،ولكن قبل ذلك سنعرض مفيوم التحميل والمضمون كالً عمى حدة:
التحميل :Analysisعممية مالزمة لمفكر اإلنساني ،تستيدف إدراك األشياء والظاىرات بوضوح من
خالل عزل عناصرىا بعضيا عن بعض ،ومعرفة خصائص أو سمات ىذه العناصر وطبيعة
العالقات التي تقوم بينيا ..وىذه ىي الفكرة العامة لعممية التحميل ميما اختمفت األساليب والوسائل أو
تطورت بتطور المعارف والعموم.
المحتوى :Contentىو كل ما يقولو الفرد أو يكتبو ليحقق من خاللو أىدافاً اتصالية مع آخرين..
وىو عبارة عن رموز لغوية يتم تنظيميا بطريقة معينة ترتبط بشخصية الفرد – مصدر -وسماتو
االجتماعية ..فيصبح مظي اًر من مظاىر السموك يميزه عن غيره من األفراد ،ويستيدف جميو اًر محدداً
بسماتو واحتياجاتو واىتماماتو ليدرك ما في المحتوى من معاني وأفكار فيتحقق المقاء والمشاركة بين
المصدر والجميور.
1
ومن أىم التعريفات في ىذا المجال تعريف برنارد بيرلسون الذي يعتبر من الثقاة في موضوع
تحميل المحتوى وتطبيقاتو ،ويعرف بيرلسون تحميل المحتوى بأنو ":أسموب البحث الذي ييدف إلى
الوصف ،الطمي ،والموضوعي ،والمنيجي ،لممحتوى الظاىر لالتصال".
تعريف كابالن ،وجولدسن عام(3491م)" :القائم بتحميل المضمون يسعى إلى عمل تصنيف كمي
لمضمون معين ،عمى أساس نظام معين لمفئات تم إعداده بطريقة تضمن توفير مادة مرتبطة
بفروض معينة ذات عالقة بيذا المضمون".
تعريف جانيس عام (3491م)" :تحميل المضمون ىو األسموب الذي يستخدم في تصنيف وتبويب
المادة اإلعالمية ،ويعتمد أساساً عمى تقدير الباحث أو مجموعة من الباحثين ،ويتم بمقتضاه تقسيم
المضمون إلى فئات باالستناد إلى قواعد واضحة ،بافتراض أن تقدير القائم بالتحميل يتم عمى أساس
أنو باحث عممي ،وتحدد نتائج تحميل المضمون تك اررات ظيور أو ورود وحدات التحميل في السياق".
تعريف كارترايت (3494م) :التبادل في استخدام مصطمحي "تحميل المضمون" و"الترميز" يعني
وصف السموك االتصالي الرمزي وصفاً موضوعياً ،منيجياً ،كمياً.
2
إلى الرسالة في حد ذاتيا ،ولكن لكل التساؤالت المحيطة بعممية االتصال مباشرة ،فاليدف األساس
من عممية التحميل ىو االستدالل.
تعريف باد عام (3491م) :تحميل المضمون ىو األسموب المنيجي لتحميل محتوى الرسالة اإلعالمية
وأسموب تناوليا ومعالجتيا ،وىو أداة تستخدم في مالحظة السموك االتصالي العمني وتحميمو".
تعريف كموز كربندورف ( 3491م) :تحميل المضمون ىو أحد األساليب البحثية التي تستخدم في
تحميل المواد اإلعالمية بيدف التوصل إلى استدالالت واستنتاجات صحيحة ومطابقة في حالة إعادة
البحث أو التحميل.
وفي تعريف شامل وواضح لتحميل المضمون يجمع بين كل من االتجاىين الوصفي
واالستداللي ومتطمبات التحميل ومستوى النتائج التي يستيدف القائم بالتحميل تحقيقيا ،لذلك فإننا نرى
أن تحميل المحتوى ىو" :مجموعة الخطوات المنيجية التي تسعى إلى اكتشاف المعاني الكامنة في
المحتوى ،والعالقات االرتباطية بيذه المعاني ،من خالل البحث الكمي ،الموضوعي والمنظم
لمسمات الظاىرة في ىذا المحتوى".
ويتوفر في سياق التعريف الجمع بين اتجاىات التعريف سابقة الذكر ،بوصفيا مراحل لمتحميل من
جانب ،ويتوفر أيضاً رؤيتنا ألىداف التحميل ومستوياتيا كاآلتي:
ينظر ىذا التعريف إلى الرسالة ومحتواىا باعتبارىا عنص ار ال ينعزل عن عناصر العممية
اإلعالمية األخرى ،ويقرر وجود عالقة ارتباطيو وتأثيرات متبادلة في إطار السياق االجتماعي
العام كما تشير إليو النماذج المتعددة لالتصال بصفة عامة واإلعالم بصفة خاصة.
3
يحدد التعريف أىداف عممية التحميل في الكشف عن المعاني الكامنة والعالقات االرتباطية بيذه
المعاني ،وىذه تتفق مع مفيوم االستدالل والتنبؤ بحركة العممية اإلعالمية وعناصرىا وتأثيراتيا
كما تراه النظريات والتعميمات المعاصرة في اإلعالم وتأثيراتو.
يفترض أن البحث يتم بداية في المحتوى الظاىر ،ألن مطمب الموضوعية ال يمكن تحقيقو بدقة
إال من خالل البحث في المحتوى الظاىر .ثم يأتي بعد ذلك االستدالل من خالل التفسيرات
المرتبطة ببناء العالقات والنظم السموكية واإلعالمية ونظرياتيا.
ال يقمل التعريف من البحوث الوصفية في تحميل المحتوى التي تحقق ىدف وصف المحتوى
الظاىر ،حيث يرتبط بيدف التحميل الذي يمكن أن يقف عند ىذه الحدود ألغراض وصف الواقع
الراىن أو التغيير في أنماط النشر واإلذاعة وميارات الممارسة.
يؤكد التعريف عمى توظيف إجراءات منيجية واضحة ومحددة تقود الباحث إلى تقرير النتائج
بشكل منيجي منتظم ،يتفق مع األسس العممية لمبحث ،وتستقل مجموعة الخطوات المنيجية
بخصائص ومميزات تتفق مع متطمبات عممية التحميل.
4
.11ينبغي أن تكون نتائج تحميل المضمون قابمة لمتعميم.
.11تدمج نتائج تحميل المضمون مع بقية النتائج األخرى لمبحث لدراستيا في إطار أعم وأشمل،
وتحميل المادة اإلعالمية تحميالً متكامالً في سياقيا العام وظروفيا الموضوعية المحيطة بيا.
.2االنتظام أو النظامية:
يعني االنتظام أن يتم التحميل في ضوء خطة عممية تتضح فييا الفروض ،وتتحدد عمى أساسيا
الفئات ،وتتبين من خالليا الخطوات التي مر بيا التحميل حتى انتيى الباحث إلى ما انتيى إليو من
نتائج ،وأن يراعي االىتمام باإلجراءات المنيجية التي تساعد عمى تحقيق الثبات والصدق في
اإلجراءات والنتائج ،ويتجنب النظرات الجزئية والعوامل التي تؤدي إلى التحيز أو االبتعاد عن
الموضوعية.
5
ويشير "ويمر ودومنيك" إلى أن النظامية في تحميل المضمون تعني أن عممية التقييم-أي تقييم
المضمون موضع التحميل -يجب أن تكون منتظمة بمعنى أن جميع عناصر المضمون يجب أن
تعامل تماماً بنفس الطريقة وأن يكون ىناك دليل واحد لمتقييم وتغيير اإلجراءات التحميمية في البحث
الواحد يؤدي إلى فساد النتائج.
.1العمومية:
يعني شرط العمومية ضرورة ارتباط نتائج تحميل المضمون باإلطار النظري لمدراسة ،حتى تمثل
قيمة كبيرة في تقدم العمم والمعرفة التي ال يحققيا االكتفاء بوصف المحتوى فقط دون تفسيرىا من
خالل عالقة المحتوى بمتغيرات أخرى في العممية اإلعالمية مثل سمات المصدر أو الجميور أو
الظروف اإلعالمية بصفة عامة .وىذا يتطمب صياغة الفروض واستخدام العينات من خالل التراث
النظري أو التجريبي حتى نصل إلى نتائج يمكن أن تصبح استشيادات صحيحة وعامة بدراسة
الظاىرة محل التحميل.
.4أسموب عممي:
س بببق اإلش ببارة إل ببى أن أس ببموب تحمي ببل المحت ببوى يتص ببف بالموض ببوعية ،أي أن ببو يتص ببف بالص ببدق
والثبببات ،وىمببا مببن صببفات األسببموب العممببي ،باإلضببافة إلببى مببا سبببق فببإن أسببموب تحميببل المحتببوى
يتصف بكثير من صفات األسموب العممي نذكر منيا:
ييببدف أسببموب تحميببل المحتببوى مببن خببالل د ارسببة ظ بواىر المحتببوى إلببى وضببع ق بوانين لتفسببيرىا،
والكشف عن العالقات التي بين بعضيا وبعض.
يتم وضع تعريفا إجرائية محددة لفئات التحميل التي يتم استخداميا.
ييتم أسموب تحميل المحتوى بوصف وتنسيق النقاط التي تحتوييا مادة
التصال ،وىذا يسيل فيميا والحكم عمييا.
6
.1يرتبط تحميل المضمون أساساً باالتجاه الكمي ،لدرجة أن بعض الباحثين يذىبون إلى أن الحاجة
إلى تحميل المضمون –كأسموب وأدلة -تنتقي في حالة عدم اإلجابة عمى التساؤل البحثي
المطروح إجابة كمية ،كما أكد بعض الباحثين-في تعريفيم لتحميل المضمون-عمى أنو عممية
تصنيف لفئات المضمون بطريقة عددية كمية.
.2يعتمد التحميل الكمي عمى العد والقياس باستخدام األرقام مما يؤدي إلى توفير كم من المعمومات
يمكن التحكم فيو باستخدام األساليب الرياضية واإلحصائية ،والخروج باستنتاجات كمية تساعد
القائم بالتحميل في التوصل إلى النتائج ،أما التحميل الكيفي فيعتمد عمى انطباعات الباحث -بعد
قراءة المادة موضع التحميل -ثم قيامو بالعمميات االستنتاجية بناء عمى ىذه االنطباعات دون
استخدام أسموب العد أو القياس بالمعنى الرياضي اإلحصائي ،وىو ما يحتمل معو حدوث خطأ
في االستنتاج نظ اًر لعدم االعتماد أساساً عمى بيانات كمية تمخص اتجاىات المضمون ،وىو ما
يشكل خطورة بحثية في عممية التحميل.
ال يعتبر التحميل الكمي أو استخدام األساليب الرياضية واإلحصائية ىدفاً في حد ذاتو ،وانما .3
ىو وسيمة تستخدم لزيادة كفاءة التحميل ودقتو وشمولو وتعبيره تعبي اًر صحيحاً عن المضمون،
وابتعاده عن التخمينات واالنطباعات والتقديرات الذاتية لمباحث.
.4صعوبة االعتماد عمى األسموب الكمي فقط في تحميل المضمون ،ألن"الكم وحدة مجرد مظيرية
إحصائية ال تعتبر ميزة في حد ذاتيا ،كما أن التحميل الكيفي دون االستعانة بالضبط الرياضي ال
يؤدي إلى تحميل منيجي دقيق ،والكم يؤدي إلى التنبؤ الكيفي ،كما أن الكيف ىو الذي ينير
السبيل لمعرفة مغزى الكم ،وىذا ما يؤدي إلى التكامل في استخدام كال األسموبين".
بعض الباحثين عقد مقارنة بين التحميل الكمي والتحميل الكيفي ،خمصوا منيا إلى مجموعة من
النتائج التالية:
التحميل الكمي التحميل الكيفي الرقم
.1التحميل الكيفي يعتبر تحميالً كمياً إلى درجة كبيرة ،واالختالف فقط في طريقة عرض المعمومات
ووصفيا ،فالتحميل الكيفي يصف األرقام بطريقة كيفية ،كما أنو يستخدم المصطمحات التي تشير إلى
التناقض أو التزايد أو االىتمام الواضح أو الكبير وغيرىا من المصطمحات التي تعبر كيفياً عن بيانات
كمية تم استخالصيا من المضمون
7
يركز عمى معرفة التكرار النسبي ليذا المفيوم .2يركز عمى ظيور مضمون معين أو اختفائو
.3يسعى إلى النظر إلى المضمون باعتباره يركز عمى المضمون ذاتو دون الربط بالمتغيرات أو
الظاىرات الخارجية انعكاساً لظاىرات أعمق
.4يتم إعداد فئات التحميل الكمي من حيث نوعيتيا وعددىا بطريقة أكثر إحكاما ودقة من التحميل الكيفي
.6يساعد التحميل الكمي عمى تقديم المعمومات في شكل جداول ،مما يؤدي إلى سيولة االطالع عمييا،
وادراك النتائج األساسية بشكل مبسط وواضح.
.7يساعد في مرحمة القراءة التمييدية لممضمون يعتبر تحميالً منتظماً لممضمون يسعى إلى اختبار
المراد تحميمو بيدف تكوين الفروض واكتشاف فروض بحثية موضوعية ،أو لإلجابة عمى التساؤالت
البحثية المطروحة. العالقات
.8أسموباً انطباعياً أو ذاتياً يستيدف التوصل إلى أسموباً عممياً موضوعياً يستيدف التوصل إلى مادة
موضوعية وثابتة واستبعاد التحيز مالحظات عامة عن خصائص المضمون
يعطي بيانات دقيقة محددة .9يعطي نتائج ومؤشرات عامة
8
ضرورة معرفة الباحث ودرايتو بالجوانب الفنية واإلجرائية والمنيجية لكل أسموب وتمكنو منيا إلى
الدرجة التي تسمح لو باإلفادة القصوى من كال األسموبين في انجاز تحميل المضمون بمستوى عال،
وبقدر كبير من الشمول واإلحاطة واالرتباط بالمتغيرات الخاصة بالبحث وبالمشكمة البحثية في
إطارىا الموضوعي العام.
9
من النوايا الخفية لممضمون ،مثل مقاطع الكممات ،وتعبيرات الوجو ،والصمت ،والحركات التمثيمية،
والتركيز عمى كممات معينة ،والعناوين والصور ،واأللوان من حيث مساحتيا وشكميا وكميتيا،
واستخدام العناصر التيبوغرافية األخرى في عرض المادة اإلعالمية وتقديميا ،وكذلك استخدام
المؤثرات الصوتية والمنظرية وغيرىا من العوامل التي تضيف إلى النص الجامد أبعاداً جديدة تثري
عممية التحميل ،وتسيم في توفير المعمومات التي تساعد في تحقيق الكشف عن النوايا الخفية
لممضمون.
ومن أبرز األمثمة التي تؤكد عمى ىذا الجانب ما تنبأ بو جورج ىرتزوج-من خالل تحميل
المضمون -من قرب نياية ىتمر السياسية ،فقد اعتمد في تحميمو "عمى دراسة طبقات الصوت
والوقفات ونغم األداء الخطابي ليتمر مع مقارنتو بعدة مواقف سابقة ،مما يؤكد أن تحميل المضمون ال
يعتمد عمى األلفاظ وعدىا عداً آلياً فحسب ،وانما ينبغي دراسة الموقف بشكل متكامل.
10
وقد أسيم كالً من ىولستي وبرلسون أسياماً عممياً كبي اًر في إيضاح االستخدامات المتنوعة
لتحميل المضمون من زاوية الدراسات اإلعالمية ،وفي ىذا اإلطار يذىب ىولستى إلى أن عممية
االتصال تتكون من ستة عناصر أساسية ىي المصدر أو القائم باالتصال وعممية الترميز ،والوسائل
االتصالية ،والرسالة وعممية استقبال الرموز وتفسيرىا ،وجميور المتمقين لمرسالة ،ويستخدم تحميل
المضمون لموصول إلى استدالالت بشأن ىذه العناصر التي تنطوي عمييا عممية االتصال باإلضافة
إلى إمكانية استخدامو أيضاً في محاولة التعرف عمى مسببات االتصال وتأثيراتو.
وقد حصر "برلسون" استخدامات تحميل المضمون في ثالث فئات عريضة يخرج من كل منيا
مجموعة من االستخدامات الفرعية ،وىذه الفئات:
.3تحديد ووصف خصائص االتصال ،ويتفرع منيا:
المقارنة بين أدوات االتصال ومستوياتيا.
الربط بين خصائص القائم باالتصال وما يقدمو من رسائل.
الربط بين أىداف االتصال ومحتواه.
تحميل أساليب الدعاية وأساليب اإلقناع والتأثير.
الكشف عن خصائص األسموب الذي تقدم بو المادة اإلعالمية.
قياس مقروءية المواد اإلعالمية المطبوعة.
.2تحديد أىداف االتصال والطرق التي اتبعت في عرض مادتو ،ويتفرع منيا:
تحديد أىداف القائم باالتصال.
التعرف عمى الحالة السيكولوجية لجميور وسائل اإلعالم.
الكشف عن وجود دعاية في دولة ما.
الحصول عمى معمومات سياسية أو عسكرية ألغراض أمنية.
11
وباإلضافة إلى تصنيف برلسون لالستخدامات المختمفة لتحميل المضمون ،فقد قدم –ىولستي-
تصنيفاً ال يختمف كثي اًر عن تصنيف –برلسون -ويتداخل معو في كثير من االستخدامات الفرعية،
ويشمل تصنيف ىولستي ثالث فئات رئيسية أيضاً يندرج تحتيا فئات فرعية عديدة ،وىي:
وصف خصائص االتصال ،ويتضمن: .3
ماذا قيل..؟؟
-وصف االتجاىات في مضمون االتصال.
-الربط بين الخصائص المعروفة الظاىرة لمقائم باالتصال والرسائل االتصالية التي يقوم بتقديميا.
-المقارنة بين مضمون االتصال والمعايير االتصالية.
كيف قيل..؟؟
-تحميل أساليب اإلقناع والتأثير.
-تحميل أنماط االتصال.
لمن..؟؟
-الربط بين الخصائص المعروفة لجميور المتمقين والرسائل الموجية الييم.
-وصف أنماط العممية االتصالية.
12
ويمكن تحديد أطر استخدامات تحميل المحتوى من خالل اتجاىات التعريف السابق اإلشارة إلييا،
وقد قدمنا أن اتجاىات التعريف ال تعني انفصاالً تاماً بينيا ،بل إنيا تقرر بوجود مستويين لمتحميل،
األول وىو الذي يحقق ىدف الوصف لممحتوى الظاىر ،والثاني الذي يحقق ىدف االستدالل عن
المعاني الكامنة والعالقات اإلرتباطية بالمحتوى ،ومن خالل ىذين المستويين يمكن أن نحدد إطار
االستخدامات الذي يتفق مع طبيعة كل مستوى وأىدافو:
ويتوقف التحميل في ىذا اإلطار عند حدود وصف المحتوى ذاتو ،دون تجاوز ذلك إلى الكشف أو
االستدالل عن متغيرات أخرى خارج بناء ىذا المحتوى ،وذلك مثل الحاالت االتية:
.3الكشف عن مراكز االىتمام في المحتوى سواء في الموضوعات أو الشخصيات أو المصادر أو
األقاليم والدول والتجمعات..إلى آخره .وذلك من خالل رصد تكرار النشر أو اإلذاعة والمقارنة
خالل فترة معينة أو العدد من البرامج واإلذاعات والمحطات والصحف واجراء المقارنات بين
تكرار النشر واإلذاعة التخاذىا دليالً عمى وصف مستويات اىتمام الوسائل أو وسائل اإلعالم
والمقارنة بينيا عبر الزمن أو بين ىذه الوسائل.
الكشف عن وظائف اإلعالم التي تتبناىا ىذه الوسائل في محتواىا اإلعالمي ،وترتيب ىذه .2
الوظائف في عالقاتيا ببعضيا بما يعكس مستوى اىتمام الوسائل بيذه الوظائف.
.3الكشف عن تدفق المعمومات ،ومصادرىا .ومن جانب آخر يمكن الكشف أيضاً عن اتجاىات
التبادل اإلخباري أو المعموماتي بين الوسائل اإلعالمية في الدولة أو بين الدول المختمفة.
.4دراسة فنون اإلقناع في المحتوى ،وتحديد االستماالت المختمفة ،واإلجابة عمى األسئمة الخاصة
باالستماالت التي تميل الوسائل إلى استخداميا أكثر من غيرىا.
.5بحوث ضبط المعمومات من خالل المقارنة بين ما ىو منشور أو مذاع فعالً (مخرجات) وما تم
الحصول عميو لمنشر واإلذاعة من مصادر مختمفة (مدخالت) متى توفرت المعمومات والبيانات
الخاصة بمصادر الحصول عمى األخبار والمعمومات.
.6الدراسات المغوية المختمفة التي تعتمد عمى الصحف باعتبارىا وثائق لغوية ،مثل دراسة
األسموب ،وداللة المعاني ،ويسر القراءة ..وغيرىا من البحوث والدراسات التي تعتمد بداية عمى
وصف المحتوى الظاىر كأساس لبناء الدراسات المغوية بعد ذلك.
.7الكشف عن أساليب الممارسة ،ووصف ميارات العرض والتقديم وبناء الشكل والتصميم واختيار
القوالب الفنية لمنشر أو اإلذاعة.
13
ومثل ىذه البحوث والدراسات ،بجانب أنيا تحقق أىدافيا من خالل وصف المحتوى ذاتو ،إال أن
نتائج الوصف أيضاً يمكن أن تشكل قاعدة معرفية لالستدالل مثل التعرف عمى السياسات التحريرية
لمصحف والقائمين عمييا واتجاىاتيا أو تقويم األداء والممارسة ..وغيرىا من األىداف التي تعتمد في
تقريرىا عمى مثل النتائج الوصفية لعدد من البحوث والدراسات.
14
تحميل األدوار التي تقوم بيا القوى السياسية واالقتصادية واالجتماعية في حركة الظاىرات
االجتماعية ،والكشف عن اتجاىات الييمنة عمى النشر واإلذاعة وعالقاتيا وأىدافيا.
تحميل األدوار التاريخية لممجتمعات ،أو النظم ،أو القوى من خالل األقوال واألحداث التي
تناولتيا الصحف بالذات في محتواىا باعتبارىا من وثائق المراحل التاريخية التي يمكن االعتماد
عمييا في حالة غياب المصادر التاريخية األولية.
وىذه األمثمة أو بعضيا بجانب أنيا تفيد في وصف المحددات الخاصة بشخصية الكاتب أو
المحرر ،فإنو تفيد أيضاً من خالل االتفاق أو االختالف بين مجموعة الكتاب أو المحررين في فترة
ما ،تفيد في تحديد خصائص ىذه الفترة أو المرحمة الزمنية ،ومن جانب آخر تفيد في تحديد السمات
الخاصة بما نسميو المدارس الصحفية التي يجتمع ليا عدد من المحددات التي تميزىا عن غيرىا
مثل االتجاىات العامة واألسموب والميارات الخاصة بفنون الكتابة والتحرير ..الخ.
15
.3يعكس االستدالل عن خصائص المتمقين ،خصائص المجتمع واألنماط الثقافية السائدة في
المجتمع الكل أو بين فئات جميور المتمقين ،ويمكن االستدالل عنيا من المحتوى الموجو إلى ىذه
الفئات ،أو ما تكتبو ىذه الفئات في األبواب والزوايا المتخصصة مثل بريد القراء أو رسائل إلى
المحرر ،أو اتجاىات الحوار مع المستمعين أو المشاىدين في البرامج الحوارية أو برامج المسابقات
أو المقاءات اإلذاعية والتمفزيونية.
يمكن أن نحدد عدداً من األمثمة والنماذج الستخدامات تحميل المحتوى في االستدالل عن قراء
الصحف وخصائصيم واتجاىاتيم ،منيا:
بحوث الكشف عن األنماط الثقافية السائدة في المجتمع والذي يمثمو ىؤالء القراء ،أو األنماط
الثقافية بين جماعات القراء ،مثل الشباب واإلناث والعمال والطالب والمينيين..إلى آخره بوصفيم
يكونون جماعات خاصة من جميور القراء ،ويدخل في إطار ىذه األنماط االتجاىات والقيم
والعادات والتقاليد واألعراف وغيرىا من األنماط التي يعكسيا محتوى الصحف المنشور.
الكشف عن التغير في ىذه األنماط ،واختبار العالقة بين ىذا التغير واتجاىاتو ،باعتباره متغي اًر
تابعاً لمتغيرات أخرى مستغمة تؤثر فييا.
يدخل في إطار ىذه البحوث ،األىداف التي يسعى إلييا المجتمع ككل ،ووسائل تحقيقيا ،حيث
تمثل سمة من سماتو أو التي يسعى إلييا األفراد وطرق تحقيقيا خالل الفترات والمراحل الزمنية
المختمفة ،والتي تعتبر محدداً ثقافياً أيضاً يميز ىذه الفترات أو المراحل وعمى سبيل المثال تباين
مالمح الستينات والسبعينات من حيث تأثيرىا في أىداف المجتمع وأفراده.
الكشف عن بعض السمات العامة أو الخصائص األولية والسكانية لقراء الصحف ،والعالقة بين
اتجاىاتيم أو أنماطيم الثقافية وىذه السمات ،وىذه العالقة يمكن دراستيا بوضوح من خالل
التوقيعات المذيمة بالسن أو المستوى التعميمي أو المينة التي يقرنيا بعض قراء الصحف
بمراسالتيم أو آرائيم أو أفكارىم التي يرسمونيا إلى ىذه الصحف.
.9في مراحل سابقة كان يسود االعتقاد بصعوبة االستدالل عن تأثيرات وسائل اإلعالم ،وعدم القدرة
عمى فصل تأثيراتيا عن التأثيرات االجتماعية األخرى ،إال أن النظريات الحديثة قدمت العديد من
األدلة عمى قوة وسائل اإلعالم وتأثيراتيا في المجتمع وقدمت الدليل عمى ذلك من خالل نظريات
التفاعل الرمزي والغرس ،وترتيب األولويات ونظريات التسويق االجتماعي وغيرىا التي استندت بداية
عمى وجود ىذا التأثير ،بل إن اتجاىات المدرسة النقدية دعمت تحميل محتوى اإلعالم لتأكيد
16
التفسيرات الخاصة بالييمنة أو السيطرة أو النفوذ التي تمارسو القوى السياسية واالجتماعية عمى
وسائل اإلعالم وتوجيو محتواىا لتحقيق مصالحيا.
ويمكن أن تقدم نتائج تحميل المحتوى دليالً إلى ذلك في االستخدامات التي تمثميا النماذج أو
األمثمة اآلتية:
تقدم رسائل القراء أو بريد المحرر ،دليالً عمى التفاعل والمشاركة ،والتأييد أو المعارضة لبعض
القضايا أو الموضوعات أو المواقف التي تتناوليا الصحف ،وىذا يشير إلى حد ما إلى مستوى
األثر الذي أحدثو ىذا التناول مع الرأي العام ،ولذلك يفيد ىذا االستخدام كثي اًر في بحوث الرأي
العام ،خصوصاً عندما يتوفر المناخ المؤيد لحرية الرأي والصحافة ،بحيث تصبح الصحف بما
تقدمو في محتوى أداة صادقة لمتعبير عن الرأي العام واتجاىاتو.
ويدخل في ىذا اإلطار أيضاً دراسة االستجابات المفظية وأنماطيا ،نحو بعض الموضوعات أو
القضايا أو المواقف ،والتي يمكن من خالليا تصنيف االستجابات المفظية في فئات أو أنماط
تغيير في وصف الخصائص الثقافية السائدة لممجتمع و أفراده خالل فترة أو مرحمة زمنية معينة.
دراسة مراكز االىتمام لجميور الق ارء بالموضوعات والقضايا والمواقف والشخصيات المختمفة،
وبصفة خاصة تمك التي تتناوليا الصحف ،والكشف عن العالقة بين مراكز اىتمام الصحف
والقراء ،لتقرير مدى قيام ىذه الصحيفة بوظائفيا ،ومدى إدراكيا التجاىات وأفكار وميول قرائيا.
ويدخل في ىذا اإلطار أيضاً ،بحوث تقويم السياسات واألىداف ،وبصفة خاصة الحمالت
الصحفية المختمفة ،واستجابة جميور القراء نحوىا ،باعتبارىا أحد المؤشرات الدالة عمى نجاح
الحمالت الصحفية واخفاقيا.
17
المراجع:
.1إسماعيل ،محمود حسن ( :)1996مناىج البحث في إعالم الطفل ،الطبعة األولى ،بدون :دار
النشر لمجامعات.
.2بدر ،أحمد ( :)1998مناىج البحث في االتصال والرأي العام واإلعالم الدولي ،القاىرة :دار
قباء لمطباعة والنشر والتوزيع.
.3حسين ،سمير محمد ( :)3893تحميل المضمون ،الطبعة األولى ،القاىرة :عالم الكتب.
.4حسين،سببمير محمببد ( :)2006دراساااات فاااي منااااىج البحاااث العممي..بحاااوث اإلعاااالم ،الطبعببة
الثانية ،القاىرة:عالم الكتب.
.5طعيمة ،رشدي ( :)1987تحميل المحتوى في العموم اإلنسانية :مفيومو..أسسو..استخداماتو،
بدون طبعة ،القاىرة :دار الفكر العربي.
.6زغيب ،شيماء ذو الفقار ( :)2119مناىج البحث واالستخدامات اإلحصائية في الدراسات
اإلعالمية ،الطبعة األولى ،القاىرة :الدار المصرية المبنانية.
.7عبد العزيز ،بركات ( :)2111مناىج البحث اإلعالمي..األصول النظرية وميارات التطبيق،
الطبعة األولى ،القاىرة :دار الكتاب لمحديث.
.8عبد الحميد ،محمد ( :)2111تحميل المحتوى في بحوث اإلعالم ،الطبعة األولى ،القاىرة :عالم
الكتب.
.9عبد الحميد ،محمد ( :)2114البحث العممي في الدراسات اإلعالمية ،الطبعة الثانية ،القاىرة:
عالم الكتب.
.31عميان،ربحي،غنيم،عثمبان( :)2004أساليب البحث العمماي األساس النظرياة والتطبياق العمماي،
الطبعة األولى ،عمان :دار صفاء لمنشر والتوزيع.
.11عبد الرحمن ،عواطف ( :)2111بحوث في الصحافة المعاصرة ،الطبعة األولى ،القاىرة :العربي
لمنشر والتوزيع.
.12عبيدات ،ذوقان ; عدس ،عبد الرحمن ; عبد الحق ،كايد ( :)1996البحث العممي:
مفيومو..وأدواتو..وأساليبو ،الطبعة الخامسة ،عمان :دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع.
.13عبد الحميد محمد ( :)1992بحوث الصحافة ،الطبعة األولى ،القاىرة :عالم الكتب.
.14عبد الرحمن،عواطف ; سالم ،نادية ; عبد المجيد ليمى ( :)1982تحميل المضمون في الدراسات
اإلعالمية ،بدون.
18