You are on page 1of 35

‫اململكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫جامعة اإلمام حممد بن سعود‬
‫اإلسالمية‬
‫كلية الشريعة ابلحساء‬
‫قسم الشريعة‬

‫(األحكام الفقهية المتعلقة بالغبار)‬


‫حبث فقهي مقدم يف املستوى (السادس) ملرحلة البكالوريوس‬

‫إعداد الطالب‪:‬‬
‫(أمحد حممد ايدقار)‬

‫الرقم اجلامعي‪)439000411( :‬‬

‫إشراف فضيلة الشيخ‪(/‬د‪.‬حممد عبدهللا بوطيبان)‬


‫(األستاذ املساعد بكلية الشريعة ابألحساء)‬

‫العام اجلامعي‬
‫‪1443-1442‬هـ‬
‫(‪)2‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املقدمة ‪:‬‬
‫إن احلمدهلل‪ ،‬حنمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات أعمالنا(‪ ،)1‬من يهده هللا فال مضل‬
‫له‪ ،‬ومن يضلل فال هادي له‪ ،‬وأشهد أن ال إله إآل هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن حممداً عبده ورسوله(‪ . )2‬أما‬
‫بعد ‪:‬‬

‫ُّمسلِمو ا‬
‫ن)[آل عمران – ‪] 103‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّللا اح َّق تُ اقاته اواال َتاُوتُ َّن إَّال اوأانتُم ْ ُ‬
‫ين اآمنُوا اتَّ ُقوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫(َي أايُّ اها الذ ا‬
‫ا‬
‫(واما‬
‫فإن اإلنس ان قد حلقه هللا س ب انه وتعاىل لعبادته‪ ،‬وقد قال س ب انه وتعاىل يف كتابه يف س ورة الذارَيت‪ :‬ا‬
‫اإلنس إَِّال لِي عب ُد ِ‬ ‫حلا ْق ِ‬
‫ون)[الذارايت – ‪ ،]56‬قال علي بن أيب طالب رضي هللا عنه‪ (:‬ما حلقت اْلن واإلنس‬ ‫ت ا ْْل َّن او ِْ ا ا ْ ُ‬
‫ا ُ‬
‫(‪)3‬‬
‫ليقروا يل ابلعبادة طوعاً أو‬
‫إال آلمرهم أن يعبدوين وأدعوهم إىل عباديت) ‪ ،‬وقال ابن عباس رض ي هللا عنهما‪ (:‬إال ّ‬
‫كرهاً)(‪ . )4‬فلما كانت الغاية من حلق اخللق عبادة هللا س ب انه وتعاىل‪ ،‬وجبت العناية ابلعلم الش رعي‪ ،‬والحكام‬
‫الفقهية اليت تدل العبد إىل عبادة هللا س ب انه‪ ،‬حاص ة وأن مب ثنا تتعلق به أعظم العبادات اليت أوجبها س ب انه‬
‫وتعاىل كالطهارة‪ ،‬والص الة‪ ،‬والص وم‪ ،‬والص الة هي أعظم العبادات البدنية‪ ،‬جاء يف احلديث أن ابن مس عود رض ي‬
‫هللا عنه قال‪( :‬س نلت النهللا ص لم هللا عليه وس لم‪:‬أي العمل أفض ل قال‪ :‬الص الة لوقتها)(‪ ،)5‬قال ابن حجر‪(:‬‬
‫ض ُل الن اَّوافِ ِل‪ ،)6()..‬وقد ذكر هللا‬ ‫وْ اونا ْفلُ اها أافْ ا‬‫ض ل الْ ُف ُر ِ‬
‫ض اها أافْ ا ُ‬
‫لص االةُ فا اف ْر ُ‬
‫وأافْض ل عِباد ِ‬
‫ات الْبا اد ِن با ْع اد َّ‬
‫الش اه اادتا ْ ِ ا َّ‬ ‫ا ا ُ اا‬
‫ك‬ ‫يف القرآن يف مواض ث كثته تُب أ ية الص الة ولر ا علم العبد املممن‪ ،‬ومنها قوله س ب انه‪ ﴿ :‬اتْل ما أ ِ‬
‫ُوح اي إِلاْي ا‬ ‫ُا‬
‫ص ناعُو ان ﴾‬ ‫اَّللُ يا ْعلا ُم اما تا ْ‬ ‫لص الةا تا ْن اهم اع ِن الْ اف ْ اش اء اوالْ ُمن اك ِر اولا ِذ ْك ُر َّ‬
‫اَّللِ أا ْك اَبُ او َّ‬ ‫اب اوأاقِِم َّ‬
‫الص الةا إِ َّن ا َّ‬ ‫ِمن الْكِتا ِ‬
‫ا‬
‫[العنكبوت‪ .]45:‬واحلديث عن أ ية الصالة ومكانتها يطول ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويف بعض الرواَيت جاءت بلفظ (ومن سيئات أعمالنا)‪ ،‬كما يف سنن ابن ماجه ‪.‬‬
‫(‪ )2‬احل دي ث ال ذي أحرج ه ال‪،‬م ذي‪ ،‬كت اب‪ :‬النك ا ‪ ،‬ابب‪ :‬م ا ج اء يف حطب ة النك ا ‪ ،‬رقم‪ ،)245\4( )1105(:‬وابن م اج ه‪،‬‬
‫كتاب‪ :‬النكا ابب‪ :‬حطبة النكا ‪ ،‬رقم(‪ ،)432\2( )1892‬وغت ا‪ ،‬وقال ال‪،‬مذي‪ :‬حديث حسن ‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬هذه اخلطبة العظيمة املعروفة ب ‪ :‬دحطبة احلاجةد يايد فيها بعض الباحث ‪ ،‬أو اخلطباء والوعا دونس تهديهد‪ ،‬مث أ ا غت‬
‫واردة يف هذه اخلطبة‪ ،‬وبعض هم يقدم فيها ما يش اء أو يمحر‪ ،‬ور ا زاد فيها ما ليس منها‪ ،‬وحكم هذه الاَيدة إن ذكرها علم‬
‫أ ا واردة يف الس نة فإن ذلك يعد حالف هديه ص لم هللا عليه وس لم‪ ،‬وذلك لنه الاوز التص رف يف الوراد ولو بتبديل لفظ‪،‬‬
‫حىت ولو مل يتغت املعىن؛ أما إن ذكر الاَيدة مث اعتقاده عدم ورود ا فال أبس بذلك‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬معامل التنايل‪ ،‬للبغوي‪.380 /7‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اْلامث لحكام القرآن‪ ،‬للقرطهللا‪.507 /19‬‬
‫(‪ )5‬متفق عليه‪ ،‬ذكره البخاري يف ابب‪:‬فض ل الص الة لوقتها ‪1/ /‬ص‪ ،112/‬وذكره اإلمام مس لم يف ابب‪:‬بيان كون اإلنان ابهلل‬
‫تعاىل أفضل العمال‪/1 /‬ص‪. 90‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حتفة احملتا إلبن حجر اهليتمي ‪. 220 /2‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫وأما فيما يتعلق ابلص وم‪ ،‬فال فم علم مممن عظم هذه العبادة اليت قد حص ح هللا س ب انه وتعاىل ش هراًكامالً‬
‫هلذا العبادة‪ ،‬وكذلك اس ت ب لنا ص يام النوافل من ايالاية أَيم من كل ش هر(‪ ،)1‬وأيض اً ماذكره النهللا ص لم هللا عليه‬
‫وس لم من كون أن أفض ل الص يام بعد ش هر رمض ان‪ ،‬ص يام نهللا هللا داوود عليه الس الم(‪ ،)2‬واىل آحره من ص يام‬
‫النوافل وما ي‪،‬تب عليها من الجور و الفضائل العظيمة(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وأما الطهارة ف إ ا ش طر اإلنان‪ ،‬كما أحَب بذلك النهللا ص لم هللا عليه وس لم فقال‪(:‬الطهور ش طر اإلنان)‬
‫وهي معىن تعبدي من آاثرها النظافة ولكنهما ال يتالزمان دائماً‪ ،‬فقد يكون اإلنسان نظيفاً وليس طاهراً وقد يكون‬
‫طاهراً وليس نظيفاً‪ ،‬ولكن الرتباط الطهارة يف الغالب ابملاء‪ ،‬ولكون املاء أداة النظافة الرئيس ية فقد ارتبطت الطهارة‬
‫ابلنظافة‪ ،‬ولكنهما ال يتطابقان وال يتالزمان‪ ،‬فالطهارة مقص ودة بذا ا يف ش ريعتنا‪ ،‬والنظافة مقص ودة بذا ا يف‬
‫ش ريعتنا‪ ،‬وهذه عبادة وهذه عبادة أحرإ إذا ص ت النية‪ ،‬فإذا اغتس لت املرأة وهي حائض اء نظيف طاهر فهي‬
‫نظيفة ولكن ال حيكم هلا ابلطهارة‪ ،‬وإذا اغتس ل اْلنب اء وس خ طاهر فإنه حيكم له ابلطهارة مث أنه غت نظيف‪،‬‬
‫وقد تكون الثياب نظيفة وليس ت طاهرة كنن غس لت ابلك ول علم رأي من يعتَب الك ول وس اً (وهي قض ية‬
‫حالفية)‪ ،‬وقد تكون وس خة وحيكم هلا ابلطهارة‪ ،‬فالطهارة إذن معىن تعبدي حيكم به إذا توافرت ش روط ذلك من‬
‫انتفاء مانث وحتقيق مطلوب(‪ .)5‬والطهارة أنوا‪ ::‬منها املعنوي‪ :‬وهو الطهارة من الكفر والش ر وأمراْ القلوب‬
‫وغتها‪ ،‬ومنها الطهارة احلس ية‪ :‬وهي الطهارة من النجاس ات كالبول و الغائ ‪ ،‬والطهارة ابلغس ل لل ائض و‬
‫(‪)6‬‬
‫النفساء‪ .‬واملممن مطالب بكال الطهارت‬

‫وم ُك َّل اش ْهر‬


‫ص ا‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري يف ابب‪:‬حق اْلس م يف الص وم ‪/3‬ص‪ 39‬قال النهللا ص لم هللا عليه وس لم‪ (:‬إِ َّن ِِبا ْس بِ ا‬
‫ك أا ْن تا ُ‬
‫اياالااياةا أ َّاَيم)‪.‬‬
‫الصي ِام إِ اىل َِّ ِ‬
‫الصالاةِ إِ اىل ا ََّّللِ صالاةُ داود‪ ،‬وأاح ُّ ِ‬
‫ام اد ُاواد‪ :‬اكا ان يانا ُام‬
‫اَّلل صيا ُ‬ ‫ب ّا‬ ‫ا ا ُا ا ا‬ ‫ب َّ‬‫اح ُّ‬ ‫(‪ )2‬متفق عليه‪ ،‬رواه البخاري يف ااب ٌ‬
‫ب‪ :‬أ ا‬
‫وم يا ْوًما اويُ ْف ِط ُر يا ْوًما ‪/4‬ص‪ .160‬و رواه مسلم يف ابب‪ :‬النهي عن صوم الدهر ملن‬ ‫صُ‬
‫ام ُس ُد اسهُ‪ ،‬اويا ُ‬ ‫ف اللَّْي ِل اويا ُق ُ‬
‫وم ايُلُثاهُ‪ ،‬اويانا ُ‬ ‫ص ا‬
‫ِ‬
‫نْ‬
‫تضرر به أو فوت به ح قا أو مل يفطر العيدين والتشريق‪ ،‬وبيان تفضيل صوم يوم‪ ،‬وإفطار يوم ‪. 816/2‬‬

‫(‪ )3‬كصيام عرفة‪ ،‬فقد ايبت عن النهللا صلم هللا عليه وسلم أنه يكفر سنة ماضية‪ ،‬وسنة ابقية واحلديث عند مسلم‪.‬‬
‫وكصيام عاشوراء‪ ،‬فقد ايبت عن النهللا صلم هللا عليه وسلم أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة ابقية‪ ،‬واحلديث عند مسلم ‪.‬‬

‫(‪ )4‬رواه مسلم‪ ،‬يف ابب‪:‬فضل الوضوء‪/1 ،‬ص‪. 203‬‬


‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬الساس يف السنة و فقهها‪ ،‬ل سعيد حوإ‪/1 ،‬ص‪. 254‬‬
‫(‪ )6‬املصدر السابق ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫وتتجلم أ ية الطهارة من كو ا تتعلق ابلعبادات كالص الة‪ ،‬فإ ا ش رط لص ة الص الة‪ ،‬وال تُقبل الص الة بال طهارة‬
‫اَّلل ص الاةا أ ِ‬
‫احد ُك ْم إِذاا أ ْ‬
‫(‪)1‬‬
‫ض نا)‬
‫ث اح َّىت ياتا او َّ‬
‫اح اد ا‬ ‫ا‬ ‫كما جاء احلديث‪ ،‬قال النهللا ص لم هللا عليه وس لم ‪ (:‬اليا ْقبا ُل َُّ ا‬
‫كما أن الطهارة له إرتباط بتالوة القرآن‪ ،‬وأحكام املس اجد‪ ،‬وابحلائض و النفس اء‪ ،‬وابلكافر إذا أس لم‪ ،‬وله تعلق‬
‫ابحلياة الاوجية وإىل آحره‪. ..‬‬
‫‪ -‬أ ية الب ث ‪:‬‬
‫احلديث حول أ ية ما ذكرت كالم كثت و يطول‪ ،‬وليس مراد هذا الب ث احلديث عن أ ية الص الة و الص وم‬
‫والطهارة‪ ،‬ولكين أوردت فضل كل منها؛ لتبي مكانتها وأ يتها‪ ،‬فإذا عرفنا أ يتها‪ ،‬وأن الشر‪ :‬قد حثنا عليها‪ ،‬زاد‬
‫ذلك من أ ية هذا الب ث‪ ،‬وجاء ذكر هذا الكالم كمدحل ملوضوعنا وهو د أحكام الغبار الفقهية د ‪.‬‬
‫ومم ا ياي د من أ ي ة ه ذا املب ث‪ ،‬تعلقه ا ابهم العب ادات‪ ،‬وق د ذكرت آنف اً يف ب داي ة املب ث‪ ،‬أن الغ اي ة من حلق‬
‫اخللق عبادة هللا س ب انه‪ ،‬وهذا الب ث س يكون دليل إن ش اء هللا إىل كيفية عبادة هللا س ب انه علم الوجه الذي‬
‫يرضيه يف أايناء حدوث الغبار‪ ،‬الذي له أحكامه اخلاصة‪.‬‬

‫ويف احلقيقة إين وجدت أن املباحث حول د أحكام الغبار الفقهية د ش ي ة جداً‪ ،‬فلم أقف علم مب ثاً حاص اً‬
‫يعتين إبحكام الغبار‪ ،‬ومل أجد مملفاً حاص اً إبحكام الغبار‪ ،‬وإ ا وجدت كالماً متفرقاً يف ُكتب الفقهاء‪ .‬فلعل هذا‬
‫مما يايد أ ية الب ث عن أحكام الغبار‪ ،‬فال ش يء أهم وأعظم من معرفة مراد هللا س ب انه من عباده‪ ،‬وحاص ةً وأين‬
‫كما ذكرت أن له تعلق ابهم العبادات ‪.‬‬
‫‪ -‬منهجية الب ث ‪:‬‬
‫‪ -‬تصور املسنلة املراد ِبثها قبل احلكم عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬ذكر احلكم مث الدليل إن كانت حمل إتفاق ‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كانت حالفية ‪ :‬حترير حمل الناا‪ – :‬والقوال يف املسنلة وذكر كل قول بدليله ‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة اإلقتصار علم املذاهب الربعة الفقهية ‪.‬‬
‫‪ -‬ال‪،‬جيح يف اية املسنلة ‪.‬‬
‫وهللا أسنل التوفيق و السداد ‪.‬‬

‫**************‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف كتاب‪ :‬احليل ‪ ،‬ابب‪:‬الصالة‪\9 ،‬ص‪. 23‬‬


‫(‪)5‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬


‫‪ -‬التمهيد ‪ :‬وفيه مطلبان ‪:‬‬
‫• املطلب األول‪ :‬تعريف الغبار يف اللغة و اإلصطالح ‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬الغبار و األلفاظ ذات الصلة ‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث األول ‪ :‬الغبار وأحكام الطهارة فيه؛ وفيه مطلبان ‪:‬‬


‫• املطلب األول‪ :‬طهارة الغبار وجناسته ‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬أشرتاط الغبار يف التيمم‬

‫‪ -‬املبحث الثاين‪ :‬الغبار وأحكام الصالة‪ ،‬وفيه ثالثة مطالب‪:‬‬


‫• املطلب األول‪ :‬تغطية الوجه ألجل الغبار‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬مجع الصالة لعذر الغبار ‪.‬‬
‫• املطلب الثالث‪ :‬ترك اجلماعة يف املسجد لعذر الغبار ‪.‬‬

‫‪ -‬املبحث الثالث‪ :‬الغبار وأحكام الصيام‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬‬


‫• املطلب األول‪ :‬التباس دخول الشهر ألجل الغبار ‪.‬‬
‫• املطلب الثاين‪ :‬اثر الغبار على صحة الصيام ‪.‬‬

‫• اخلامتة ‪.‬‬

‫• الفهارس‪ :‬ملا ورد ذكره يف البحث من ( آايت – أحاديث – مراجع – موضوعات ) ‪.‬‬

‫************‬
‫(‪)6‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫التمهيد ‪:‬‬

‫‪ o‬املطلب األول‪ :‬تعريف الغبار لغة واصطالحا ‪:‬‬

‫ال‪،‬اب أاو الرماد اوناو‪ :‬ادقِيق من ْ‬


‫اخل تكْتب بِِه رسائل‬ ‫أ‪ -‬أما الغبار لغة‪ :‬اما دق من ُّا‬
‫احلمام(‪.)1‬‬
‫ْ‬
‫ب‪ -‬وأما تعريفه يف االصطال فال ر عن معناه اللغوي(‪.)2‬‬

‫‪ o‬املطلب الثاين‪ :‬الغبار و األلفاظ ذات الصلة ‪:‬‬

‫يح يا ُد ُّل اعلام غُ ْ اَبة او اس اواد‪ .‬اوُك ُّل لا ْون يا ْعلُوهُ اس او ٌاد فا ُه او‬ ‫اف والتَّاء والْ ِميم أاصل ِ‬
‫ص ٌ‬ ‫‪ .1‬القتام‪ :‬الْ اق ُ ا ُ ا ُ ْ ٌ ا‬
‫يش‪ .‬اوام اكا ٌن قا ِاِتٌ‪ُ ،‬م ْغ اَبٌّ ُمظْلِ ُم‬ ‫اسوُد‪ ،‬اوِمْنهُ ااب ٌز أاقْ تام ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال‪ :‬الْ اقتا ُام‪ :‬الْغُبا ُار ْال ْ ا‬ ‫أاقْ تا ُم‪ .‬اويُ اق ُ‬
‫احي(‪.)3‬‬ ‫النَّو ِ‬
‫ا‬
‫ِ‬
‫ك الْ ُق ْ ا‪،‬ةُ‪:‬‬ ‫ضيِيق‪ِ .‬م ْن ذال ا‬ ‫يح يا ُد ُّل اعلام اَْت ِميث اوتا ْ‬‫ص ٌ‬
‫الراء أاصل ِ‬
‫اف اوالتَّاءُ او َّ ُ ْ ٌ ا‬ ‫‪ .2‬الق‪،‬ة‪( :‬قااا‪ )،‬الْ اق ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫يق‪ .‬يُ اق ُ‬ ‫َّضيِ ُ‬
‫اإلقْ تا ُار‪ :‬الت ْ‬ ‫ا‬ ‫الصائِ ِد فِ ِيه; او ْ‬
‫اْلا ْم ُث قُا‪ .ٌ،‬و ِْ‬ ‫ض ِيق ِه اواَتا ُّم ِث َّ‬ ‫الصائِ ِد; و ُِسّي قُْ‪،‬ةً لِ ِ‬
‫ت َّ ا ا ا‬ ‫باْي ُ‬
‫ين إِ اذا أانْ اف ُقوا املْ يُ ْس ِرفُوا اواملْ يا ْق ُ‪ُ،‬وا‪.‬‬ ‫اَّللُ تا اع ااىل‪ :‬او َّ‬
‫الذ ا‬ ‫ال َّ‬ ‫الر ُج ُل اعلام أ ْاهلِ ِه يا ْق ُ‪ ،ُ،‬اوأاقْاا‪ ،‬اوقاَّا‪ .،‬قا ا‬ ‫قااا‪َّ ،‬‬
‫وه ُه ْم قاا‪ ٌ،‬اواال‬ ‫اَّللُ تا اع ااىل‪ ﴿ :‬اواال ياْراه ُق ُو ُج ا‬‫ال َّ‬‫اب‪ :‬الْ اق ا‪ :ُ،‬اما يا ْغ اشم الْ او ْجها ِم ْن اك ْرب‪ .‬قا ا‬ ‫وِمن الْب ِ‬
‫ا ا ا‬
‫ِذلَّةٌ﴾ [يُونُ َس ‪ . ]26‬اوالْ اق ا‪ :ُ،‬الْغُبا ُار(‪.)4‬‬
‫‪ .3‬اهلبوة‪( :‬ا ْهلاْب اوةُ) الْغااَباةُ(‪. )5‬‬
‫‪ .4‬اهلباء‪ :‬دقاق ال‪،‬اب(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املعجم الوسي ‪ /2 ،‬ص‪143‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪/31 ،‬ص‪. 133‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة البن فارس‪/5 ،‬ص‪. 58‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة ‪/5‬ص‪. 55‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬خمتار الص ا ‪/1 :‬ص‪. 324‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬جممل اللغة البن فارس‪ :‬ص‪. 198‬‬
‫(‪)7‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫**************‬
‫• املبحث األول‪ :‬الغبار وأحكام الطهارة فيه‬

‫• املطلب األول‪ :‬طهارة الغبار و جناسته ‪:‬‬

‫‪ .1 o‬تعريف الطهارة ‪:‬‬


‫تعريف الطهارة لغة‪ :‬والطهارة‪ :‬فضل ما تطهرت به‪ .‬والتطهر‪ :‬التناه والكف عن اإلمث وما ال امل‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫ورجل طاهر الثياب أي مناه؛ ومنه قول هللا عا وجل يف ذكر قوم لوط وقوهلم يف مممين قوم لوط‪:‬‬
‫﴿إِ َُّْم أُ اَن ٌس ياتاطا َّهُرو ان ﴾(‪)1‬‬
‫ب‪ .‬تعريف الطهارة اصطالحاً‪ :‬رفث حدث أو أزالة وس أو ما يف معنا ا(‪)2‬‬

‫‪ .2 o‬تعريف النجاسة‪:‬‬
‫س‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ َّ ِ‬ ‫ص ِ ٌ ُّ‬ ‫أ‪ .‬تعريف النجاسة لغة‪ :‬النُّو ُن وا ْْلِ ِ‬
‫س اواوا ٌ‬
‫يح يا ُدل اعلام ح االف الط اه اارة‪ .‬او اش ْيءٌ او ٌ‬ ‫اص ٌل ا‬‫الس ُ أ ْ‬ ‫يم او ّ‬
‫ا ُ‬
‫س‪ :‬الْ اق اذ ُر(‪.)3‬‬ ‫ِ‬
‫َّج ُ‬
‫قاذٌر‪ .‬اوالن ا‬
‫ب‪ .‬تعريف النجاسة اصطالحا‪ :‬الن ا‬
‫(‪)4‬‬
‫اسةُ اش ْر ًعا اع ٌْ ُم ْستا ْق اذ ارةٌ اش ْر ًعا‬
‫َّج ا‬
‫‪ .3 o‬طهارة الغبار وجناسته‪:‬‬
‫❖ القول األول‪:‬‬
‫ذهب احلنفية(‪ )5‬واحلنابلة(‪ )6‬يف اْلملة إىل أن غبار النجاس ة وس إال أنه يعفم عن يس ته إذا وقث يف املاء أو‬
‫يف اللنب وحنو ا من املائعات‪ ،‬وكذا إذا علق بش يء رطب كالثوب املبلول لعس ر الت رز عن ذلك بش رط أن ال‬
‫تظهر له صفة يف الشي الطاهر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬لسان العرب إلبن منظور‪/4 ( :‬ص‪. )506‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/1 ( :‬ص‪. )79‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬مقاييس اللغة البن فارس‪/5 ( :‬ص‪. )93‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬الب ر الرائق البن ويم‪/2 ( :‬ص‪. )232‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية ابن عابدين‪ / 1 ( :‬ص‪ ،)216 – 147‬والشباه والنظائر البن ويم‪( :‬ص‪. )65‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬كش اف القنا‪/1 ( ::‬ص ‪ ،)197 - 186‬والش ر الكبت علم املقنث لعبدالرمن املقدس ي‪/1 (:‬ص‪ .)294‬قال‪(:‬‬
‫ودحان النجاسة وغبارها وس فإن إجتمث منه شأ أو القم جسما صقيال فصار ماء فهو وس إال إذا قلنا أن النجاسة تطهر‬
‫(‪)8‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫❖ القول الثاين‪ :‬وعند املالكية(‪ )1‬والشافعية(‪ : )2‬يعفم عن يست غبار النجاسة‪.‬‬


‫والذي يظهر وهللا أعلم أن الغبار ال يضر وال ينجس بسببه ولذلك لعدة أمور ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫قال القمويل‪ :‬النجس إذا القم شيئا طاهرا‪ ،‬و ا جافان‪ :‬ال ينجسه‬ ‫‪-1‬‬
‫أيض اً لو قُدر أنه القم جس م اإلنس ان وبه عرق أو رطوبة فال يض ره‪ ،‬إلنه يس ت‪ ،‬واليس ت معفو عنه‬ ‫‪-2‬‬
‫كما قال النووي‪ (:‬ذا كانت أعض اهه رطبة فهبت الريح فنص ابه غبار الطريق أو غبار الس رج مل‬
‫(‪)4‬‬
‫يضره)‬
‫أن الصل فيه الطهارة‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ولو قُدر أيض اً أن الغبار كان حيمل النجاس ة فإن ذلك مما يش ق اإلح‪،‬از عنه‪ ،‬قال ش يخ اإلس الم ابن‬ ‫‪-4‬‬
‫تيمية رمه هللا‪ (:‬فالدحان والبخار املس ت يل عن النجاس ة طاهر؛ لنه أجااء هوائية وَنرية ومائية؛‬
‫وليس فيه ش يء من وص ف اخلبث‪ .‬وعلم القول اآلحر فال بد أن يعفم من ذلك عما يش ق االح‪،‬از‬
‫منه كما يعفم عما يش ق االح‪،‬از منه علم أص ح القول )(‪ .)5‬قال املرداوي‪(:‬ويعفم عن يس ت دحان‬
‫النجاس ة‪ ،‬وغبارها و ارها‪ ،‬يُعفم عنه مامل تظهر له ص فة علم الص يح من املذهب‪ ...‬وأطلق أبو‬
‫املعايل العفو عن غبار النجاسة ومل يقيده ابلتيست؛ إلن الت رز إىل ذلك ال سبيل إليه)(‪.)6‬‬
‫قال ساحة العالمة ابن ابز رمه هللا‪ (:‬اليض ر‪ ،‬الغبار والدحان اليض ر‪ ،‬هذا مما يعفم عنه‪ ،‬والينبغي الوس وس ة‬
‫فيه) {امل وقث الرسي لسماحة الشيخ اإلمام ابن ابز رمه هللا‪ ،‬سمال‪:‬حكم الغبار املنبعث من مكان وس}‬

‫ابإلس ت الة وما أص اب اإلنس ان من دحان النجاس ة وغبارها فلم اتمث منه ش أ وال هرت له ص فة فهو طاهر لعدم إمكان‬
‫الت رز منه)‪.‬‬
‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪/1 :‬ص‪ . 74‬قال‪(:‬ويعفم عما تعلق بذيل ايوب املرأة اليابس من الغبار النجس) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/2 :‬ص‪ . 601‬قال‪ (:‬ذا كانت أعض اهه رطبة فهبت الريح فنص ابه غبار الطريق أو غبار الس رج مل‬
‫يض ره)‪ ،‬ومغين احملتا للش ربيين‪/1 (:‬ص‪ )128‬قال‪(:‬ويعفم‪ ..‬وعن قليل دحان وس وغبار س رج وحنوه مما حتمله الريح‬
‫كالذر)‪ ،‬والش باه والنظائر للس يوطي‪(:‬ص‪ .)426‬قال‪(:‬وال يُتنجس من غبار الس رج ) ‪-‬نقل بتص رف‪ ،-‬وذكر بعدها أبيات‬
‫قال فيها ‪ :‬جناسة تنجس إال يف صور ‪ ...‬ما قل عرفا من دخان أو شعر ‪ ..‬ومن غبار وقليل ما بصر ‪ ..‬يدركه ومنفذ ال من بشر ‪.‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الشباه والنظائر للسيوطي‪(:‬ص‪. )432‬‬


‫(‪ )4‬سبق عاوه يف احلاشية رقم ‪ /2‬ص‪. 8:‬‬
‫(‪ )5‬جممو‪ :‬الفتاوإ‪/21 (:‬ص‪. )71‬‬
‫(‪ )6‬اإلنصاف للمرداوي‪/1 (:‬ص‪. )333‬‬
‫(‪)9‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫• املطلب الثاين‪ :‬إشرتاط الغبار يف التيمم‬


‫‪ .1 o‬تعريف التيمم‪:‬‬
‫تُ ِ‬
‫نف ُقو ان﴾[البقرة‪]45-‬‬ ‫أ‪ .‬تعريف التيمم لغة‪ :‬القصد‪ ،‬كما يف قوله تعاىل‪﴿ :‬واال تاي َّمموا ا ْخلابِ ا ِ‬
‫يث منْهُ‬ ‫ا ا ُ‬
‫أي‪ :‬وال تقصدوا اخلبيث(‪ .)1‬قال املثقب العبدي ‪:‬‬
‫فما أدري إذا ميمت أرضا ‪ ..‬أريد اخلري أيهما يليين‬
‫اأخلري الذي أان أبتغيه ‪ ..‬أم الشر الذي هو يبتغيين(‪. )2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ب‪ .‬تعريف التيمم اصطالحا‪ :‬مسح الوجه واليدين ب‪،‬اب طهور علم وجه خمصوص‬
‫‪ .2 o‬سبب مشروعية التيمم ‪:‬‬
‫يشر‪ :‬التيمم عند فقد املاء‪ ،‬وهو مشرو‪ :‬ابلكتاب والسنة واإلمجا‪::‬‬
‫ك ْم﴾[النساء‪]43-‬‬
‫َوأَيْدي ُ‬
‫س ُحوا ب ُو ُجوه ُك ْم‬
‫صعي ًدا طَيبًا فَ ْام َ‬
‫‪ .1‬يف القرآن‪﴿ :‬فَـتَـيَ َّم ُموا َ‬ ‫▪‬

‫‪ .2‬يف السـنة‪ :‬قد اسـتفاا التيمم عن رسـول هللا صـلى هللا عليه وسـلم‪ ،‬وأصـحابه رضـي هللا‬ ‫▪‬

‫عنهم‪ ،‬قوالً وعمالً‪ ،‬ومن ذلك قصــة مشــروعيته‪ ،‬كما يف ا ديث يف قصــة أم املامنة عا شــة‬
‫رضــي هللا تعاع عنها قالت‪ (:‬حرجنا مث رس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم يف بعض أس فاره حىت‬
‫إذا كنا ابلبيداء أو بذات اْليش انقطث عقد يل فنقام رس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم علم‬
‫التماس ه وأقام الناس معه وليس وا علم ماء وليس معهم ماء‪ ،‬فنتم الناس إىل أيب بكر الص ديق‬
‫فقالوا‪ :‬أال ترإ ما ص نعت عائش ة أقامت برس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم وابلناس وليس وا علم‬
‫ماء وليس معهم ماء‪ ،‬قالت عائش ة‪ :‬فجاء أبو بكر ورس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم واض ث رأس ه‬
‫علم فخذي قد َنم فقال‪ :‬حبس ت رس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم والناس وليس وا علم ماء‬
‫وليس معهم ماء‪ ،‬فعاتبين أبو بكر وقال‪ :‬ما ش اء هللا أن يقول وجعل يطعن بيده يف حاص ريت فما‬
‫ننعين من الت ر إال مكان رأس رس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم علم فخذي‪ ،‬فنام رس ول هللا‬
‫ص لم هللا عليه وس لم حىت أص بح علم غت ماء فننال هللا آية التيمم فقال أس يد بن حضت ما هي‬
‫أبول بركتكم َي آل أيب بكر‪ ،‬قالت‪ :‬فبعثنا البعت الذي كنت عليه فوجدَن العقد حتته)(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬تفست البغوي‪(:‬ص‪. )45‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ذيب اللغة لألزهري‪/15 (:‬ص‪. )365‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬كشاف القنا‪ :‬للبهويت‪/1 (:‬ص‪. )160‬‬
‫(‪ )4‬متفق عليه‪ :‬أحرجه البخاري‪ :‬يف ك تاب ( أص اب النهللا ص لم هللا عليه وس لم‪ /‬ابب‪:‬قول النهللا ص لم هللا عليه وس لم‪:‬لو كنت‬
‫متخذ حليال‪/5 /‬ص‪ ،)7‬وأحرجه مسلم‪ :‬يف كتاب (احليض‪ /‬ابب‪:‬التيمم‪/1 /‬ص‪. )297‬‬
‫(‪)10‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫▪ ‪ .3‬وأمــا اإلمجــاق‪ :‬فقــد أمجع أهــل العلم على مش ـ ـ ـ ـ ــروعيــة التيمم(‪ ،)1‬وأمجعوا على أنــه من‬
‫هـذه األمـة(‪ ،)2‬جـاء يف ا ـديـث‪ (:‬أعطيـت سس ـ ـ ـ ـ ــا م يعطهن أحـد من األنبيـاء‬ ‫خص ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫قبلي‪ ...‬وجعلت يل األرا مسـجدا وطهورا)(‪ ،)3‬قال شـيخ اإلسـالم‪(:‬إن من ترك التيمم مع‬
‫حاجته إليه فهو من جنس اليهود والنصــارى؛ ألنه م يقبل هذه اخلصــيصــة الَّ ميَّت هللا تعاع‬
‫هبا هذه األمة‪.)4()..‬‬

‫• إشرتاط الغبار يف التيمم ‪:‬‬


‫أمجث أهل العلم علم جواز التيمم ابل‪،‬اب(‪ ،)5‬واحتلفوا يف حكم التيمم بغت ال‪،‬اب ‪:‬‬
‫❖ القول األول‪ :‬الجيوز التيمم بغري الرتاب‪ ،‬وهو قول الشـ ـ ـ ـ ـ ــافعيـة(‪ ،)6‬وا نـابلـة(‪ ،)7‬وهو‬
‫قول للمالكية(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مراتب اإلمجا‪ :‬إلبن حام‪(:‬ص‪ )22‬قال‪ (:‬وأمجعوا أن املس افر س فرا يكون ايالاية أَيم فص اعدا وال اد ماء وال نبيذا فان‬
‫التيمم له ابل‪،‬اب الطاهر جائا يف الوض وء للص الة الفريض ة حاص ة‪ ،‬وأمجعوا أنه إن تيمم لكل ص الة فقد ص الها بطهارة‪،‬‬
‫وأمجعوا أن املريض ال ذي يمذي ه امل اء وال ا ده مث ذل ك أن ل ه التيمم)‪ .‬وينظر‪ :‬اإلمج ا‪ :‬إلبن من ذر‪(:‬ص‪ ،)36‬ق ال‪ (:‬وأمجعوا‬
‫علم أن التيمم ابل‪،‬اب الغبار جائا)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬مواهب اْلليل للرعيين‪ ،)325/1 (:‬قال‪ (:‬وانعقد اإلمجا‪ :‬علم مشروعيته وعلم أنه من حصائح هذه المة لطفا من‬
‫هللا هبا وإحساَن)‪.‬‬
‫(‪ )3‬متفق عليه‪ :‬أحرجه البخاري يف كتاب‪(:‬الص الة‪ /‬ابب‪:‬قول النهللا ص لم هللا عليه وس لم دجعلت يل الرْ مس جدا وطهوراد‬
‫‪/1 /‬ص‪ ،/)95‬وأحرجه اإلمام مسلم يف كتاب‪(:‬املساجد ومواضث الصالة‪/1 /‬ص‪. )370‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬جممو‪ :‬الفتاوإ‪/22 (:‬ص‪ . ) 33‬علل ذلك‪ :‬لكونه مل يقبل برحصة هللا سب انه وتعاىل ‪.‬‬
‫(‪ )5‬سبق ذكر اإلمجا‪ (::‬ص‪/10:‬حاشية رقم‪.)1 :‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/2 (:‬ص‪ ،)213‬قال‪ (:‬أما حكم املس نلة فمذهبنا أنه ال يص ح التيمم إال ب‪،‬اب هذا هو املعروف يف‬
‫املذهب وبه قطث الص اب)‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬ش ر منتهم اإلرادات‪/1 (:‬ص‪ ،)97‬قال‪ (:‬الش رط (الثالث‪ :‬تراب) فال يص ح تيمم برمل أو نورة أو جح‪ ،‬أو حنت‬
‫حجارة أو حنوه)‪.‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬مواهب اْلليل‪/1 (:‬ص‪.)513‬‬
‫(‪)11‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬أدلة القول األول‪:‬‬


‫صعي ًدا طَيبًا﴾[النساء‪ ،]43-‬قالوا‪ :‬أن الصعيد اليقع على تراب ذي غبار(‪.)1‬‬
‫‪ .1‬قوله تعاع‪﴿ :‬فَـتَـيَ َّم ُموا َ‬
‫‪ .2‬أن وصــف الطيب ال يقع إال إال يف مكان اإلنبات‪ ،‬وهو الرتاب دون غريه‪ ،‬كما قال تعاع‪﴿ :‬والبلد‬
‫الطيب خيرج نباته إبذن ربه﴾[األعراف‪. ]58-‬‬
‫‪ .3‬قوله تعاع‪﴿ :‬فامســحوا بوجوهكم وأيديكم منه﴾[املا دة‪ ،]6-‬قالوا‪ :‬أن صــيغة (منه) تقتضــي التبعي ‪،‬‬
‫إمنا يتصــور يف الرتاب ال يف ا جر(‪ ،)2‬وقالوا‪ :‬أن لفظ املســال ال يتصــور إال مع الرتاب؛ إذ‬ ‫والتبعي‬
‫ال يصدق (مسحت يدي ابملنديل) إال ويف اليد شيء يتال(‪.)3‬‬
‫‪ .4‬حديث النيب صــلى هللا عليه وســلم‪ (:‬فضــلنا على الناس بثال ‪ :‬جعلت صــفوفنا كصــفوف املال كة‪،‬‬
‫وجعلــت لنــا األرا كلهــا مس ـ ـ ـ ـ ـجــدا‪ ،‬وجعلــت تربتهــا لنــا طهورا إذا م جنــد املــاء)(‪ .)4‬الشـ ـ ـ ـ ـ ــاهــد من‬
‫ا ديث‪:‬قوله عليه السالم (تربتها) وم يعة غري الرتاب(‪.)5‬‬
‫❖ القول الثــاين‪ :‬جيوز التيمم بغري الرتاب ممــا ص ـ ـ ـ ـ ـعــد من األرا من رمــل وج ‪ .‬وهو‬
‫(‪)7‬‬
‫قول‪:‬ا نفية(‪ ،)6‬واملالكية‬
‫‪ -‬أدلة القول الثاين‪:‬‬
‫‪ .1‬قوله تعاع‪﴿ :‬فتيمموا صـعيدا طيبا﴾[النسـاء‪ ،]43-‬قالوا‪ :‬أن الصـعيد من الصـعود‪ ،‬وهو العلو؛ فكل ما‬
‫تص ـ ـ ـ ــاعد على وجه األرا‪ ،‬فهو ص ـ ـ ـ ــعيد جيوز التيمم به‪ ،‬وهللا س ـ ـ ـ ــبحانه يعلم أن الناس يطرقون يف‬
‫شيئا دون شيء(‪.)8‬‬ ‫أسفارهم أراضي رملية‪ ،‬وحجرية‪ ،‬وترابية‪ ،‬فلم خيص‬
‫‪ .2‬قال النيب عليه الصـ ــالة والسـ ــالم‪ (:‬وجعلت يل األرا مسـ ــجدا وطهورا)(‪ )9‬أن احلديث يدل علم أن‬
‫‪.‬‬
‫كل موضث جازت الصالة فيه‪ ،‬جاز التيمم به‪ ،‬ومعلوم أنه ال يش‪،‬ط ْلواز الصالة أن يكون علم تراب‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الم لإلمام الشافعي‪/1 (:‬ص‪ ،)66‬قال‪(:‬اليقث اسم الصعيد اال علم تراب ذي غبار) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الذحتة للقرايف‪/1 (:‬ص‪.)347‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم يف كتاب‪(:‬املساجد ومواضث الصالة‪/1 /‬ص‪.)371‬‬
‫(‪ )5‬الذحتة للقرايف‪/1 (:‬ص‪.)348‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تبي احلقائق للايلعي‪/1 (:‬ص‪ .)39‬قال‪ (:‬وقوله ‪ -‬عليه السالم ‪« -‬وجعلت يل الرْ مسجدا وطهورا وكل واحد‬
‫من الصعيد والرْ يتناول مجيث أجااء الرْ فيكون حجة علم من مل ير التيمم بغت ال‪،‬اب)‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬بداية اجملتهد البن رش د‪/1 (:‬ص‪ .)77‬قال‪ (:‬ذهب مالك‪ ،‬وأص ابه إىل أنه اوز التيمم بكل ما ص عد علم وجه‬
‫الرْ من أجاائها يف املشهور عنه‪ :‬احلصا والرمل وال‪،‬اب)‪.‬‬
‫(‪ )8‬الذحتة للقرايف‪/1 (:‬ص‪.)347‬‬
‫(‪ )9‬سبق ختراه‪(:‬ص‪/10:‬حاشية‪.) 3:‬‬
‫(‪)12‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬الرتجيال ‪:‬‬
‫ص عِي ًدا‬
‫طايِّبًا﴾[النس ـ ـ ـ ـ ــاء‪]43-‬‬
‫والذي يظهر – وهللا أعلم – أنه اوز التيمم بغت ال‪،‬اب‪ ،‬لقول هللا تعاىل‪﴿:‬فاتا يا َّم ُموا ا‬
‫فالص عيد هو‪ :‬وجه الرْ(‪ . )1‬ولفعل النهللا عليه الص الة والس الم‪ ،‬جاء يف احلديث عن أيب جهيم رض ي هللا عنه‬
‫قال‪ (:‬أقبل النهللا ص لم هللا عليه وس لم من حنو بئر مجل‪ ،‬فلقيه رجل فس لم عليه‪ ،‬فلم يرد عليه النهللا ص لم هللا عليه‬
‫(‪)2‬‬
‫وسلم حىت أقبل علم اْلدار‪ ،‬فمسح بوجهه ويديه‪ ،‬مث رد عليه السالم)‬
‫حم‪،‬ق أو غت اِ‬
‫حم‪،‬ق‪ ،‬وط‬ ‫كل ما علم الرْ من تُراب‪ ،‬اورْمل‪ ،‬وحجر اِ‬ ‫الص واب‪َّ :‬‬
‫أن َّ‬ ‫قال العالمة إبن عثيم ‪(:‬و َّ‬
‫رطب‪ ،‬أو َيبس فإِنه يُ َّ‬
‫تيمم به)(‪.)3‬‬
‫وال شك أن الفضل أن يكون التيمم ابل‪،‬اب أفضل‪ ،‬ولكن ان مل اد فال حر إن شا ء هللا ‪.‬‬
‫• وأما إشرتاط الغبار يف التيمم فقد أختلف أهل العلم يف إشرتاط الغبار ‪:‬‬
‫❖ القول األول‪ :‬الاوز التيمم إال ب‪،‬اب ذي غب ار‪ ،‬وهو قول‪:‬الش افعي ة(‪ ،)4‬واحلن ابل ة(‪،)5‬‬
‫واحتاره أب ويوسف من احلنفية(‪.)6‬‬
‫‪ -‬أدلة القول األول‪﴿ :‬فامسـحوا بوجوهكم وأيديكم منه﴾‪ ،‬وجه اإلس تدالل‪ :‬أن من للتبعيض وهي تدل علم‬
‫شيء يلت ق ابليد من الغبار ولو يست‪.‬‬
‫وأجيـب عنـه‪ :‬أوال‪ :‬أن كلم ة د من ه د يف اآلي ة ليس ت دال ة علم التبعيض‪ ،‬وإ ا هي البت داء الغ اي ة‪ ،‬كم ا يف قول ه تع اىل‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ِِ‬ ‫اسر ٰإ بِعْب ِدهِ لاْي ًال ِمن الْمس ِج ِد ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫احلاارام إِ اىل الْ ام ْسجد ْالاقْ ا‬
‫صم﴾[اإلسراء‪. ]1-‬‬ ‫ّا ا ْ‬ ‫﴿سْب ا ا ان الَّذي أ ْ ا ا‬
‫ُ‬
‫صعِ ً‬
‫يدا طايِّبًا﴾[املا دة‪.]6-‬‬ ‫‪ -‬اثنياً‪:‬أن آية التيمم يف سورة املائدة ليس فيها كلمة (منه) قال تعاىل‪﴿ :‬فاتا يا َّم ُموا ا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬لسان العرب البن منظور‪/2 (:‬ص‪ .)245‬قال‪ (:‬وقال أبو إس اق‪ :‬الصعيد وجه الرْ) ‪.‬‬
‫(‪ )2‬متفق عليه‪ :‬أحرجه يف البخاري يف كتاب‪(:‬التيمم‪ /‬ابب‪:‬التيمم يف احلض ر إن مل اد ماء وحاف فوات الص الة‪/1 /‬ص‪.)75‬‬
‫وأحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬احليض‪/‬ابب‪:‬التيمم‪/1 /‬ص‪.)281‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الشر املمتث‪/1 (:‬ص‪. )393‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/2 (:‬ص‪)213‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬اإلنص اف يف معرفة الراجح من اخلالف‪ ،‬حتقيق‪:‬د‪.‬عبدهللا ال‪،‬كي‪/2 (:‬ص‪ ،)214‬قال املرداوي‪ (:‬وال اوز التيمم إال‬
‫ب‪،‬اب طاهر له غبار يعلق ابليد)‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬املبسوط للسرحسي‪/1 (:‬ص‪ .)108‬قال‪ (:‬وكان أبو يوسف ‪ -‬رمه هللا تعاىل ‪ -‬يقول أوال ال اوز التيمم إال ابل‪،‬اب‬
‫والرمل مث رجث فقال‪ :‬ال اائه إال ابل‪،‬اب اخلالح)‪.‬‬
‫(‪)13‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬اثلثا‪ :‬يف حديث عمار رض ي هللا عنه الذي رواه البخاري وفيه‪ ،‬فقال النهللا ‪ -‬ص لم هللا عليه وس لم ‪ :-‬د إ ا‬
‫كان يكفيك هكذا‪ ،‬فض رب النهللا ص لم هللا عليه وس لم بكفيه الرْ‪ ،‬ونفخ فيهما‪ ،‬مث مس ح وجهه وكفيه‬
‫د(‪ ،)1‬والنفخ قد يايل أاير ال‪،‬اب و الغبار‪.‬‬
‫‪ -‬رابعا‪ :‬أن الرس ول ص لم هللا عليه وس لم كان يس افر يف الرْ الرملية‪ ،‬ومل ينقل عنه تر التيمم لعدم وجود‬
‫الغبار‪.‬‬
‫❖ القول الثـاين‪:‬ال يتش ـ ـ ـ ـ ــرط الغبـار‪ .‬وهو مـذهـب املـالكيـة(‪ )2‬و ا نفيـة(‪ ، )3‬فيجوز عنـدهم‬
‫التيمم بـ‪ :‬تراب‪ ،‬أوج ‪ ،‬أو نورة‪ ،‬أو رمل‪ ،‬أو غري ذلك‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وعند املالكية‪ :‬جيوز التيمم بكل ما على األرا حىت ا شيش النابت على وجه األرا‬
‫‪ o‬سبب اخلالف بينهم‪:‬‬
‫ص عِ ً‬
‫يدا طايِّبًا﴾‪ ،‬فمنهم من قال‪:‬أنه يطلق علم ال‪،‬اب اخلالح‪،‬‬ ‫‪ .1‬احتالفهم يف تفس ت قوله تعاىل‪﴿ :‬فاتا يا َّم ُموا ا‬
‫مستدل ا ُروي عن ابن عباس‪:‬قال دأطيب الصعيد احلرث‪،‬وأرْ احلرثد(‪،)5‬‬
‫وأجيب عنه ‪ :‬أنه ليس فيه دليل علم أن الص عيد ‪ :‬ال‪،‬اب‪،‬لن قوله د أطيب الص عيد د اس م تفض يل‪،‬‬
‫فهو يدل علم أن غت أرْ احلرث يس مم ص عيدا‪ ،‬لكن أرْ احلرث أطيب الص عيد‪ ،‬واس تدل بعض هم‬
‫بقول ه د طيب ا د ف الرْ الطيب ة‪ :‬هي الق ابل ة لإلنب ات‪ ،‬ففيه ا إش ارة إىل اعتب ار ال‪،‬اب‪،‬كم ا يف قول ِه‬
‫ث اال ا ْر إَِّال ناكِ ًدا﴾[العراف‪]58-‬‬ ‫ِ‬
‫ُُ‬ ‫ب ا ُْر ُ نابااتُهُ إبِِ ْذ ِن اربِِّه ۖ اوالَّذي احبُ ا‬ ‫ِ‬
‫﴿والْبا لا ُد الطَّيّ ُ‬
‫تعاىل‪ :‬ا‬
‫‪ .2‬القول الثاين‪ :‬أن الص عيد هو‪ :‬وجه الرْ‪ ،‬وقال الباجي‪ :‬د الص عيد وجه الرْ ترااب كان أو رمال أو‬
‫حجرا‪ ،‬قاله ابن العرايب وأبو إس اق‪ ،‬والاجا ‪ ،‬قال أبو إس اق‪ :‬ال أعلم فيه حالفا ب أهل اللغة(‪. )6‬‬
‫فهذان إمامان من أهل اللغة حيكيان اإلمجا‪ :‬علم أن الص عيد هو وجه الرْ‪ ،‬وينفيان وقو‪ :‬احتالف‬
‫ب أهل اللغة يف ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬متفق علي ه‪ :‬أحرج ه البخ اري يف كت اب‪(:‬التيمم‪ /‬ابب‪:‬ه ل املتيمم ينفخ فيهم ا‪/1 /‬ص‪ .)75‬أحرج ه مس لم يف‬
‫كتاب‪(:‬احليض‪/‬ابب‪:‬التيمم‪/1 /‬ص‪.)280‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬االستذكار البن عبدالَب‪/1 (:‬ص‪ .)309‬قال‪ (:‬فكل موضث جازت الصالة فيه من الرْ جائا التيمم به)‪.‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أحكام القرآن للجص اص‪/2 (:‬ص‪ .)490‬قال‪ (:‬وروإ احلس ن بن زَيد عن أيب حنيفة أنه اايه إذا تر اليس ت منه;‬
‫وهذا أوىل ذهبه; لن من أصله جواز التيمم ابحلجارة اليت ال غبار عليها)‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املقدمات‪/1 (:‬ص‪.)112‬‬
‫(‪ )5‬إسناده ضعيف‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬تفست الطَبي‪/15 (:‬ص‪.)196‬‬
‫(‪)14‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬أدلة القول الثاين‪:‬‬


‫‪ .1‬قول النهللا ص لم هللا عليه وس لم‪(:‬أعطيت مخس ا مل يعطهن أحد قبلي‪ :‬نص رت ابلرعب مس تة ش هر‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وجعلت يل الرْ مسجدا وطهورا‪ ،‬فننا رجل من أميت أدركته الصالة فليصل‪)..‬‬
‫‪ o‬وجه اإلستدالل‪ :‬كل موضث جازت الصالة فيه من الرْ جاز التيمم به‪.‬‬
‫‪ .2‬أنه صلم هللا عليه وسلم يف غاوة تبو مر برمال كثتة‪ ،‬ومل يكن حيمل معه ال‪،‬اب‪ ،‬ومل ينقل أنه كان يصلي‬
‫بدون تيمم‪.‬‬
‫‪ .3‬لو كان التيمم تح ابل‪،‬اب ْلاءت النصوص صرحية واض ة ابلنهي عن التيمم ابلرمال واحلجارة وحنوها؛‬
‫لن المر يتعلق ابلطهارة‪ ،‬والطهارة تتعلق ابلركن الثاين لإلس الم وهو الص الة‪ ،‬فلما مل صت نص وص تنهم‬
‫عن التيمم بغت ال‪،‬اب‪ ،‬علم أن الرْ كلها اوز التيمم عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر – وهللا أعلم‪ -‬أن الغبار ليس ش رطاً يف التيمم؛ وذلك إلن الص عيد كما س بق يقص د به‪ :‬كل ما ص عد‬
‫من الرْ‪ ،‬ولن النهللا ص لم هللا عليه وس لم ملا س افر مث أص ابه إىل تبو ‪ ،‬مل حيمل معه ال‪،‬اب‪ ،‬ومل صمر بذلك‬
‫صلم هللا عليه وسلم ‪.‬‬

‫************‬

‫(‪ )1‬سبق ختراه‪(:‬ص‪/10:‬حاشية‪.)3‬‬


‫(‪)15‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬الغبار وأحكام الصالة‬


‫• املطلب األول‪ :‬تغطية الوجه ألجل الغبار ‪:‬‬
‫ال حالف ب الفقهاء يف كراهة التلثم ‪ -‬وهو تغطية النف والفم ‪ -‬يف الصالة(‪ ،)1‬واستدلوا ِبديث النهللا صلم هللا‬
‫عليه وسلم‪ (:‬م أن يغطي الرجل فاه)(‪.)2‬‬
‫قال ابن املنذر‪ :‬كل من أحفظ عنه من أهل العلم يكره التلثم وتغطية الفم يف الصالة إال احلسن‪ ،‬فإنه كره التلثم‬
‫ورحح يف تغطية الفم‪ .‬وكره ابن عمر وسعيد واحلسن البصري والوزاعي ومالك وأمد وإس اق التلثم يف‬
‫الصالة(‪.)3‬‬
‫‪ o‬والتلثم عند املالكية‪ :‬هو ما يصل آلحر الشفة السفلم ‪.‬‬
‫‪ o‬وعند الشافعية‪ :‬هو تغطية الفم‪.‬‬
‫‪ o‬وعند احلنابلة‪ :‬التلثم علم الفم والنف‪.‬‬
‫▪ ولكن إذا دعت احلاجة إىل تغطية الوجه؛ ملرْ‪ ،‬أو برد‪ ،‬أو غبار وإىل آحره‪ ..‬فتاول الكراهة‪ ،‬كما قال‬
‫اإلمام أمد رمه هللا‪ (:‬ال أبس بتغطية الوجه حلر أو برد)(‪.)4‬‬
‫▪ وقد نح الصولييون علم زوال الكراهة عند احلاجة‪ ،‬قال ابن القيم‪ (:‬ما ُحِّرم لس ِّد الذرائث فإنه يُبا‬
‫لل اجة واملصل ة الراج ة)(‪ .)5‬فإذا كان هذا مث ما حرم للسد‪ ،‬فمن ابب أوىل أن تنتفي الكراهة‬
‫لل اجة اليت حتققت ضوابطها الشرعية‪ .‬والذي يظهر أنه ال حر من تغطية الوجه لل اجة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الفت اوإ اهلن دي ة‪/1 (:‬ص‪ ،)107‬والقوان الفقهي ة إلبن جاي الكلهللا‪(:‬ص‪ .)288‬ق ال‪ (:‬وأم ا املكروه ف التلثم وتغطي ة‬
‫النف يف الص الة)‪ ،‬و روض ة الطالب للنووي‪/1 (:‬ص‪ ،)289‬قال‪ (:‬ويكره أن يص لي الرجل ملثما)‪ ،‬وكش اف القنا‪:‬‬
‫للبهويت‪/1 (:‬ص‪ ،)276‬قال‪(:‬و يكره يف الص الة تغطية الوجه)‪ ،‬وحاش ية ابن عابدين‪/1 (:‬ص‪.)654‬قال‪ (:‬وكذا روي عن‬
‫أيب حنيفة‪ .‬قال يف الب ر‪ :‬ووجهه أن تغطية الفم منهي عنها كما رواه أبو داود وغته‪ ،‬وإ ا أبي ت للضرورة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه أبوداود يف كتاب‪(:‬الص الة‪ /‬ابب‪ :‬ما جاء يف الس دل‪/1 /‬ص‪ )174‬وقال عنه‪:‬حس ن‪ ،‬واحلاكم (‪ ،)253 /1‬وص ه‬
‫علم شرطهما ووافقه الذههللا‪ ،‬وقد رجح الشيخ أمد شاكر تص ي ه أو حتسينه علم القل‪ ،‬وحسنه اللباين يف ص يح اْلامث‬
‫(يف ابب‪:‬املناهي‪/2 /‬ص‪. )1160‬‬

‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الوس يف السنن واإلمجا‪ :‬واالحتالف إلبن املنذر‪/3 (:‬ص‪.)265‬‬


‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حاشية الروْ املربث البن قاسم‪/1 (:‬ص‪/513‬حاشية‪.)4:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬زاد املعاد إلبن القيم‪/4 (:‬ص‪.)78‬‬
‫(‪)16‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مجع الصالة لعذر الغبار ‪.‬‬


‫أوال‪ :‬اجلمع بة الصلوات هي رخصة من هللا سبحانه وتعاع‪ ،‬وختفيفاً على العباد يف حال املشقة‪ ،‬أو الوصف‬
‫الذي يدعي األخذ ابلرخصة‪ ،‬كالسفر(‪ ،)1‬ونتول املطر الشديد(‪،)2‬وللخوف(‪ .)3‬وذلك إلن الصور املذكورة‬
‫فيها مشقة ادعت ا اجة إع اجلمع‪ ،‬وهللا سبحانه وتعاع حيب أن أييت العبد مثل هذه الرخصة كما جاء يف‬
‫ا ديث عن النيب صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪(:‬إن هللا حيب أن تاتى رخصه‪ ،‬كما يكره أن تاتى‬
‫معصيته)(‪.)4‬والغبار أيضاً قد حتصل به املشقة‪ ،‬ولكن هل هي من املشقة الَّ جتيت لنا اجلمع ألجلها؟‬
‫‪ o‬أوالً‪ :‬هل ورد أن النيب صلى هللا عليه وسلم مجع ألجل الغبار؟‬
‫مل يثبت الدليل علم أن النهللا صلم هللا عليه وسلم مجث لجل الغبار‪ ،‬وقد يكون هذا مما يضعف قول من يقول إبنه‬
‫اوز اْلمث للغبار‪ ،‬حيث أن الغبار ليس من المور احملدايه! ومث ذلك مل يرد الدليل علم اْلمث لجله‪ ،‬وقد يُقال‬
‫أنه ليس ابلضرورة أن تُذكر كل مسنلة بعينها‪ ،‬وإ ا يكفي يف كون أن الشر‪ :‬رحح يف اْلمث لجل املشقة‪ ،‬وإذا‬
‫ُوجدت املشقة يف الغبار فما املانث من اْلمث !‪ .‬وسينيت تفصيل ذلك إبذن هللا ‪.‬‬
‫مصطلال الغبار فإن الفقهاء م ينصوا عليه بعينه‪ ،‬وإمنا كانوا يذكرون الريال‬ ‫• تنبيه ‪ [ :‬فيما خي‬
‫الشديدة‪ ،‬ومن املعلوم أن الريال الشديدة قد تكون مصحوبة ابلغبار‪ ،‬فإذا كان من يقول جبواز‬
‫اجلمع ألجل الريال الشديدة‪ ،‬فإن الغبار فيه زايدة مشقة]‪.‬‬
‫❖ القول األول‪ :‬ذهب اجلمهور إع عدم جواز اجلمع ألجل الريال الشديدة‪ ،‬وإليه ذهب‬
‫اجلمهور من‪:‬ا نفية(‪ ،)5‬واملالكية(‪ ،)6‬والشافعية(‪.)7‬‬

‫(‪ )1‬عن أنس بن مالك رض ي هللا عنه قال‪(:‬كان النهللا ص لم هللا عليه وس لم إذا ارحتل قبل أن تايغ الش مس أحر الظهر إىل وقت‬
‫العصر‪ ،‬مث امث بينهما‪ ،‬وإذا زاغت صلم الظهر مث ركب)‪ ،‬متفق عليه‪:‬أحرجه البخاري يف‪ (:‬أبواب تقصت الصالة‪/‬ابب‪:‬يمحر‬
‫الظهر إىل العصر إذا ارحتل قبل أن تايغ الشمس‪/2 /‬ص‪ ،)46‬وأحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬صالة املسافرين وقصرها‪/‬ابب‪:‬جواز‬
‫اْلمث ب الصالت يف السفر‪/1 /‬ص‪.)489‬‬
‫(‪ )2‬قال ابن عباس رض ي هللا عنهما‪ (:‬مجث رس ول هللا ص لم هللا عليه وس لم ب الظهر والعص ر‪ ،‬واملغرب والعش اء ابملدينة‪ ،‬يف غت‬
‫حوف‪ ،‬وال مطر ) أحرجه مس لم يف كتاب‪(:‬ص الة املس افرين وقص رها‪/‬ابب‪:‬اْلمث ب الص الت يف احلض ر‪/1 /‬ص‪،)490‬‬
‫فاستدل مجهور الفقهاء علم جواز اْلمث يف املطر؛ لقوله‪(:‬يف غت مطر)‪ ،‬وهذا يُشعر أن اْلمث للمطر كان معروفاً بينهم‪.‬‬
‫(‪ )3‬لل ديث الذي سبق ذكره يف احلاشية رقم‪.2:‬‬
‫(‪ )4‬رواه اإلمام أمد يف املسند‪/10 :‬ص‪ ، 107‬وص ه ابن حانة يف ص ي ه‪:‬ابب‪:‬ا(ست باب الفطر يف السفر‪/3 /‬ص‪)259‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬حاشية ابن عابدين‪/1 (:‬ص‪ ،)381‬قال‪( (:‬وال مجث ب فرض يف وقت بعذر) سفر ومطر حالفا للشافعي)‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬حاشية الدسوقي‪ ،) 370/1 (:‬قال‪ (:‬دقوله ال لط أو لمةد أي‪ :‬ولو كان مث كل منهما ريح شديدة)‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/4 (:‬ص‪ ،)383‬قال‪ (:‬ملشهور يف املذهب واملعروف‪ ..‬نه ال اوز اْلمث ابملرص والريح والظلمة)‪.‬‬
‫(‪)17‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫• أما املذهب ا نفي ‪ :‬فإهنم اليرون ابجلمع أصالً إال يف عرفة و متدلفة فقط‪ ،‬قال الكسا ي‪:‬‬
‫(قال أص ابنا‪ :‬إنه ال اوز اْلمث ب فرض يف وقت أحد ا إال بعرفة واملادلفة فيجمث ب الظهر‬
‫والعصر يف وقت الظهر بعرفة‪ ،‬وب املغرب والعشاء يف وقت العشاء ادلفة‪ ،‬اتفق عليه رواة نسك‬
‫رسول هللا ‪ -‬صلم هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه فعله‪ ،‬وال اوز اْلمث بعذر السفر واملطر)(‪.)1‬‬
‫• وأما املالكية(‪ )2‬والشافعية(‪ : )3‬فقالوا بعدم اْلمث يف الريح الشديدة؛ إلنه مل يرد أن النهللا صلم هللا‬
‫عليه وسلم مجث لجل الريح الشديدة‪.‬‬
‫❖ القول الثاين‪ :‬ذهب احلنابلة إىل جواز اْلمث من أجل الريح الباردة أو الشديدة‪ ،‬إال أ م‬
‫احتلفوا يف اش‪،‬اط كو ا ابلليل الظلمة علم قول ‪:‬‬
‫‪ o‬القول األول‪ :‬يش‪،‬ط مث كو ا ابلليل مث الظلمة‪ ،‬ما عدا الريح الشديدة الباردة(‪ ،)4‬فال تُش‪،‬ط هلا الظلمة‪،‬‬
‫وهذا هو املعتمد عند احلنابلة(‪.)5‬‬
‫‪ o‬القول الثاين‪ :‬ال يش‪،‬ط هلا الليل وال الظلمة‪ ،‬بل اوز اْلمث بسببها حىت النهار‪ ،‬وهو احتيار القاضي أيب‬
‫يعلم‪ ،‬وأيب اخلطاب‪ ،‬وابن تيمية‪.‬‬
‫‪ -‬أدلة القا لة جبواز اجلمع ألجل الريال الشديدة ‪:‬‬
‫‪ .1‬استدلوا ا رواه َنفث عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪(:‬اذن ابن عمر يف ليلة ابردة بضجنان‪ ،‬مث قال‪:‬‬
‫صلوا يف رحالكم‪ ،‬فنحَبَن أن رسول هللا صلم هللا عليه وسلم كان صمر ممذَن يمذن‪ ،‬مث يقول علم إايره)(‪.)6‬‬
‫‪ .2‬لوجود املشقة‪ ،‬فإ م قاسوا الريح الشديدة ابملطر؛ إلش‪،‬اكهما يف املشقة ‪.‬‬
‫‪ -‬الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر وهللا أعلم جواز اْلمث لجل الغبار؛ ملا فيه من املشقة اليت حتصل بسبب الغبار‪ ،‬وملعوم أن الشريعة‬
‫قد رحصت يف املطر والسفر لجل املشقة‪ ،‬واملشقة يف الغبار اهرة جداً‪ ،‬وقد ذكر العالمة ابن عثثيم رمه هللا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬بدائث الصنائث للكسائي‪/1 (:‬ص‪.)126‬‬


‫(‪ )2‬املرجث السابق‪ :‬يف‪(:‬ص‪/16:‬حاشية‪.)2:‬‬
‫(‪ )3‬املرجث السابق‪ :‬يف‪(:‬ص‪/16‬حاشية‪.)3:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬اإلقنا‪ :‬لل جاوي‪/1 (:‬ص‪،)184‬قال‪ (:‬واوز ب العشاءين ال الظهرين ملطر يبل الثياب زاد مجث أو النعل أو البدن وتوجد معه‬
‫مشقة ال الطل والثلج وبرد وجليد ووحل وريح شديدة ابردة)‪ ،‬املنتهم للبهويت‪.)298/1 (:‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬مطالب أويل النهي يف ش ر غاية املنتهم‪/1 (:‬ص‪،)734‬قال‪ (:‬و تح مجث مغرب وعش اء بثلج وبرد وجليد ووحل‬
‫وريح شديدة ابردة)‪.‬‬
‫(‪ )6‬رواه البخاري يف كتاب‪(:‬الذان‪/‬ابب‪:‬الذان للمسافر‪/1 /‬ص‪.)129‬‬
‫(‪)18‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫تعاىل جواز اْلمث لجل الريح الشديدة الباردة(‪ ،)1‬وقد ذهب مجاعة من أهل العلم إىل جواز اْلمث يف احلضر لجل‬
‫احلاجة كما ذكره النووي(‪ ،)2‬والشك أن الغبار يف حاجة ومشقة علم الناس حيتاجون بسببه إىل اْلمث للصالة‪ ،‬ومما‬
‫يدل علم ذلك حديث ابن عباس رضي هللا عنهما ملا سئل عن السبب الذي جعل النهللا صلم هللا عليه وسلم امث‬
‫الصالة‪ ،‬قال‪(:‬كي ال حير أمته)(‪.)3‬وقد رجح ابن عثيم جواز اْلمث للرَي املص وبة ابل‪،‬اب‪(:‬لكن لو فرْ أن‬
‫هذه الرَي الشديدة حتمل ترااب يتناير به اإلنسان ويشق عليه‪ ،‬فإ ا دحل يف القاعدة العامة‪ ،‬وهي املشقة‪ ،‬وحينئذ‬
‫اوز اْلمث)‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫الفقهاء على الغبار؟‬ ‫‪ o‬مسألة‪ :‬ملاذا م ين‬
‫يرجع إع ذلك عدة أسباب وهي‪:‬‬
‫• أوال‪ :‬أن نح الفقهاء علم كل أمر أو شنن‪ ،‬اوز له اْلمث‪ ،‬من الصعوبة كان؛ لن المور اليت‬
‫اوز هلا اْلمث‪ ،‬ليست حمصورة‪ ،‬وإ ا احملصور واملعدود‪ ،‬إ ا هي العلل العامة‪ ،‬وعموم املشقة وما‬
‫يندر حتتها كثتة جداً‪ ،‬وإال لقائل قائل أيضاً‪ :‬ملاذا مل ينصوا علم جواز اْلمث‪ ،‬ملن انكسر ساقه‪،‬‬
‫وجَبها وشق عليه الوضوء‪ ،‬واخل‪..‬‬
‫• اثنياً‪ :‬أن احلكم يدور مث العلة وجوداً أو عدماً‪ ،‬فمىت وجدت العلة‪ِ ،‬‬
‫وجد احلكم‪ ،‬ومىت ختلفت العلة؛‬ ‫ُ‬
‫ختلف احلكم‪.‬‬
‫• اثلثا‪ :‬أن القول جبواز اْلمث‪ ،‬مبين علم العلم بكون الريح املص وبة ابلغبار‪ ،‬سبباً حلصول املشقة أو‬
‫(‪)4‬‬
‫املرْ أو زَيدته أو الضرر‪ ،‬وقد أايبت العلم احلديث ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬الش ر املمتث إلبن عثيم ‪/4 (:‬ص‪،)393‬قال‪ (:‬فنس باب اْلمث هي ‪:‬الس فر‪ ،‬واملرْ‪ ،‬واملطر‪ ،‬والوحل‪ ،‬والريح‬
‫الش ديدة الباردة‪ ،‬ولكن ال تن ص ر يف هذه الس باب اخلمس ة‪ ،‬بل هذه اخلمس ة اليت ذكرها اململف كالتمثيل لقاعدة عامة‬
‫وهي ‪:‬املشقة‪ ،‬وهلذا اوز اْلمث للمست اضة ب الظهرين‪ ،‬وب العشائ ملشقة الوضوء عليها لكل صالة‪ ،‬واوز اْلمث أيضا‬
‫لإلنس ان إذا كان يف س فر وكان املاء بعيدا عنه‪ ،‬ويش ق عليه أن يذهب إىل املاء ليتوض ن لكل ص الة‪ ،‬حىت وإن قلنا بعدم جواز‬
‫اْلمث يف السفر للنازل‪ ،‬وذلك ملشقة الوضوء عليه لكل صالة)‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬ش ر النووي علم ص يح مس لم‪/4 (:‬ص‪ ،)219‬قال‪ (:‬وذهب مجاعة من الئمة إىل جواز اْلمث يف احلض ر لل اجة‬
‫ملن ال يتخذه عادة وهو قول بن ستين وأشهب من أص اب مالك وحكاه اخلطايب عن القفال والشاشي الكبت من أص اب‬
‫الشافعي عن أيب إس اق املروزي عن مجاعة من أص اب احلديث واحتاره بن املنذر)‪.‬‬
‫(‪ )3‬سبق ختراه‪ :‬يف‪(:‬ص‪/16‬حاشية‪.)2‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حكم اْلمث يف الريح املص وبة ابلغبار خترااً علم مذهب اإلمام أمد ل ‪:‬د‪.‬صاحل الصاهود ‪ :‬ص‪ ،150‬وِت نقل الكالم‬
‫بتص رف‪ ،‬ومل يتم ذكر كل الس باب اليت ذكرها الش يخ‪ ،‬والش يخ ذكر هذا الكالم حتت عنوان دملاذا مل ينح فقهاء احلنابلةد‬
‫ولكن أوردت السباب هنا دون ختصيح احلنابلة؛ إلن السباب املذكورة تقث علم غتهم من الفقهاء‪.‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(‪)19‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬ترك اجلماعة يف املسجد لعذر الغبار ‪.‬‬

‫أوال مما ينبغي أن يُعلم أن لصالة اْلماعة فضل عظيم‪ ،‬جاء يف احلديث أن النهللا صلم هللا عليه وسلم قال‪(:‬صالةُ‬
‫ين ادرجةً)(‪ ،)1‬وجاء يف احلديث اآلحر‪ (:‬امن صلَّم العِشاءا يف مجاعة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بسبث وعشر ا‬‫فض ُل علم صالة الف ّذ ا‬
‫اْلماعة تا ُ‬
‫يل ُكلَّه)(‪ ،)2‬فهذه أجور عظيمة ال يضيعها إال‬ ‫َّ َّ َّ‬ ‫ومن صلَّم‬ ‫فكنَّ ا ِ‬
‫الصبح يف مجاعة فكن ا صلم الل ا‬
‫ا‬ ‫صف اللَّيل‪ ،‬ا‬
‫قام ن ا‬
‫ا‬
‫حمروم!‪ .‬والحاديث يف فضل اْلماعة كثتة ‪.‬‬
‫فلذلك ال ينبغي التخلف عن اْلماعة لي عذر من العذار‪ ،‬جاء رجل أعمم إىل النهللا صلم هللا عليه وسلم‬
‫يستنذنه يف تر اْلماعة فقال له‪(:‬ال أجد لك رحصة!)(‪ ،)3‬ومن املواضث اليت يتب لنا فيها أ ية صالة اْلماعة‬
‫وعظمتها‪ ،‬صالة اخلوف‪ ،‬حيث أن هللا سب انه وتعاىل مل اعل اخلوف سبباً ل‪ ،‬اْلماعة‪ ،‬وهذا ال شك يدل‬
‫علم أهيمتها كما ذكرت آنفاً‪ .‬قال ابن مسعود رضي هللا عنه يصف حال الص ابة رضوان هللا عليهم مث صالة‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْلماعة‪(:‬ل اق ْد رأاي ت ناا وما ي تخلَّف ع ِن َّ ِ‬
‫يض لايا ْمشي ب ْ ا‬ ‫الص االة َّإال ُمنااف ٌق ق ْد عُل ام ن افاقُهُ‪ ،‬أ ْاو ام ِر ٌ‬
‫يض‪ ،‬إ ْن كا ان املاِر ُ‬ ‫ا ْ ُ ا اا ا ُ ا‬
‫وإن ِمن ُسنا ان اهلُادإ‬
‫اَّللُ عليه وسلَّ ام اعلَّ امناا ُسنا ان اهلُادإ‪َّ ،‬‬‫صلَّم َّ‬ ‫قال‪ :‬إ ْن ر ا ِ‬‫الص االةِ‪ ،‬او ا‬
‫حىت اصِْيتا َّ‬‫ار ُجلا ْ ِ َّ‬
‫سول هللا ا‬ ‫ا‬
‫الص االةا يف امل ْس ِج ِد الذي يُ امذَّ ُن فِ ِيه)(‪ ،)4‬وهذا احلديث مما يدل علم وجوب صالة اْلماعة‪ ،‬وإن كان هنا‬ ‫َّ‬
‫ا‬
‫حالف ب أهل العلم‪ ،‬لكن لعل القول بوجوب اْلماعة هو ال هر و القوإ لقوة أدلته‪ ،‬وجاء يف احلديث عن‬
‫النهللا صلم هللا عليه وسلم أنه قال‪(:‬لقد مت أن آمر رجال يصلي ابلناس‪ ،‬مث أحرق علم رجال يتخلفون عن‬
‫اْلمعة بيو م)(‪ .)5‬فلهذا ينبغي التنبه وعدم التخلف عن اْلماعة إال لعذر يدعي تر اْلماعة‪ .‬والغبار كما تقدم‬
‫فيه مشقة‪ ،‬وسينيت بيان حكم تر اْلماعة لجل الغبار‪.‬‬

‫(‪ )1‬متفق عليه‪:‬أحرجه البخاري يف كتاب‪(:‬الذان‪/‬ابب‪:‬فض ل ص الة اْلماعة‪/1 /‬ص‪ ،)131‬وأحرجه مس لم يف كتاب‪(:‬املس اجد‬
‫ومواضث الصالة‪/‬ابب‪:‬فضل صالة اْلماعة‪/1 /‬ص‪.)450‬‬
‫(‪ )2‬أحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬املساجد ومواضث الصالة‪/‬ابب‪:‬فضل صالة العشاء‪/1 /‬ص‪.)454‬‬
‫(‪ )3‬أحرجه أبو داود يف كتاب‪(:‬الص الة‪/‬ابب‪:‬التش ديد يف تر اْلماعة‪/1 /‬ص‪ ،)151‬وقال عنه‪ :‬حس ن ص يح‪ ،‬وص ه‬
‫اللباين يف (ص يح أيب داود‪/3 /‬ص‪.)71‬‬
‫(‪ )4‬أحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬املساجد ومواضث الصالة‪/‬ابب‪:‬صالة اْلماعة من سنن اهلدإ‪/1 /‬ص‪.)453‬‬
‫(‪ )5‬أحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬املساجد ومواضث الصالة‪/‬ابب‪:‬فضل صالة اْلماعة‪/1 /‬ص‪.)452‬‬
‫(‪)20‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫ترك اجلماعة ألجل الغبار‪:‬‬


‫أوال كما تقدم ذكره أن الفقهاء م ينصوا على الغبار‪ ،‬ولكن نصوا على مسا ل تشبه الغبار‪ ،‬مثل الريال‬
‫الشديدة‪ ،‬والطة والوحل ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬أتفق الفقهاء من املذاهب الربعة علم جواز تر اْلماعة لجل الريح الشديدة ليالً‬
‫• واستدلوا ‪:‬‬
‫أن ابن عمر أذن ابلصالة يف ليلة ذات برد وريح‪ ،‬فقال‪ :‬د أال صلوا يف الرحالد‪ ،‬مث قال‪( :‬إن رسول هللا‬
‫صلم هللا عليه وسلم كان صمر املمذن إذا كانت ليلة ابردة ذات مطر يقول‪ :‬أال صلوا يف الرحال)(‪.)2‬‬
‫• وجه الداللة‪:‬‬
‫أن ابن عمر رضي هللا عنهما قاس الريح علم املطر‪ ،‬والعلة اْلامعة هي املشقة الالحقة ‪.‬‬
‫وقالوا إبن املشقة عظيمة يف الليل دون النهار ‪.‬‬
‫• الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر وهللا أعلم جواز تر اْلماعة لجل الغبار الشديد الذي فيه مشقة‪ ،‬سواءً كان الغبار ليالً أو‬
‫اراً‪ ،‬والعَبة بوجود املشقة املعتَبة‪ ،‬ال بوقت وجود املشقة‪ ،‬فقوهلم يف الليلة املظلمة ليس عليه دليل كما ذكر ذلك‬
‫العالمة ابن عثيم رمه هللا‪ ،‬حيث قال‪(:‬وهذا الشرط ليس عليه دليل؛ لن احلديث الذي استدلوا به وهو‬
‫حديث ابن عمر «يف الليلة الباردة أو املطتة ليس فيه اش‪،‬اط أن تكون الليلة مظلمة‪ ،‬ولنه ال أاير للظلمة أو النور‬
‫يف هذا المر‪ ،‬فالظلمة ال تايد من برودة اْلو‪ ،‬والص و ال يايد من سخونة اْلو يف الليل)(‪.)3‬‬
‫وقال رمه هللا‪(:‬فالص يح‪ :‬أنه إذا وجدت ريح ابردة شديدة تشق علم الناس فإنه عذر يف تر اْلمعة‬
‫واْلماعة)(‪ ،)4‬وقد سبق ذكر قول الشيخ رمه هللا عن الريح املص وبة ابل‪،‬اب أ ا تدحل يف القاعدة وأ ا تكون‬
‫سبباً للجمث‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬مراقي الفال للش رنباليل‪(:‬ص‪،)113‬قال‪ (:‬يس ث حض ور اْلماعة ‪ ..‬ريض وش دة ريح ليال ال ارا)‪ ،‬وينظر‪ :‬التا‬
‫واإلكليل‪/2 (:‬ص‪ ،)560‬وينظر‪ :‬روضة الطالب للنووي‪/1 (:‬ص‪ ،)344‬واإلنصاف للمرداوي‪/2 (:‬ص‪.)302‬‬
‫(‪ )2‬سبق ختراه يف‪(:‬ص‪/17‬حاشية‪.)6‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الشر املمتث‪/4 (:‬ص‪.)318‬‬
‫(‪ )4‬املصدر السابق ‪. 319/4‬‬
‫(‪)21‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬الغبار وأحكام الصيام‪.‬‬


‫• املطلب األول‪ :‬التباس دخول الشهر ألجل الغبار‪:‬‬

‫‪ o‬املسألة‪ :‬يف حال التباس رؤية اهلالل ليلة الثالثة‪ ،‬ففي هذه ا الة فهل حيكم بتمام شهر شعبان‬
‫ورمضان إبكمال عدهتما ثالثة يوماً؟ أو حيكم ببداية الشهر الصوم وحلول العيد؟‬
‫‪ -‬اختلف أهل العلم يف هذه املسألة على قولة‪:‬‬
‫❖ القول األول‪:‬‬

‫ذهب احلنفية(‪ ،)1‬واملالكية(‪ ،)2‬والشافعية(‪ ،)3‬إىل إكمال عدة شعبان ورمضان ايالاي يوماً إذا مل نكن رهية‬
‫هالل رمضان أو شوال بسبب الغبار وغته‪.‬‬
‫❖ القول الثاين‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ذهب احلنابلة إىل صيام يوم الثالاي من شعبان‪ ،‬إذا مل يتمكن من رهية اهلالل بسبب الغبار وحنوه‬
‫• أدلة القول األول‪:‬‬
‫‪ .1‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬صوموا لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غيب عليكم‪ ،‬فأكملوا عدة‬
‫شعبان ثالثة)‬
‫(‪)5‬‬

‫‪ .2‬قال النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬الشهر تسع وعشرون ليلة‪ ،‬فال تصوموا حىت تروه‪ ،‬فإن غم عليكم‬
‫فأكملوا العدة ثالثة)(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حتفة الفقهاء للسمرقندي‪/1 (:‬ص‪ ،)345‬قال‪ (:‬وإن كانت متغيمة فإنه يكمل شعبان ايالاي يوما)‪.‬‬
‫(‪)2‬ينظر‪ :‬الفواكه الدواين للنفراوي‪/1 (:‬ص‪ ،)304‬قال‪ (:‬يثبت ص وم رمض ان ليلة الواحد والثالاي اليت ابتداهها من غرة ش عبان‪،‬‬
‫ولو تواىل الغيم شهورا ففي الطراز عن مالك يكملون عدة اْلميث حىت يظهر حالفه)‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الم للش افعي‪/1 (:‬ص‪ ،)103‬ملا ذكر حديث ابن عمر رض ي هللا عنهما‪ ،‬قال وهبذا نقول أي‪:‬إكمال عدة ش عبان‬
‫ورمضان‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املب د‪/3 (::‬ص‪ ،)4‬ق ال‪ (:‬وإن ح ال دون منظره غيم أو ق‪ ،‬ليل ة الثالاي ‪ ،‬وج ب ص ي ام ه بني ة رمض ان يف اهر‬
‫املذهب)‪.‬‬
‫(‪ )5‬أحرجه البخاري يف كتاب‪(:‬الصوم‪/‬ابب‪:‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم إذا رأيتم اهلالل فصوموا‪/3 /..‬ص‪.)26‬‬
‫(‪ )6‬أحرجه البخاري يف كتاب‪(:‬ا لصوم‪/‬ابب‪:‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم إذا رأيتم اهلالل فصوموا‪/3 /..‬ص‪.)27‬‬
‫(‪)22‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ .3‬قال النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن أغمي عليكم فعدوا‬
‫ثالثة)(‪.)1‬‬

‫• وجه الداللة من األحايث السابقة‪:‬‬


‫قول عليه الصالة والسالم‪(:‬فإن غهللا)‪ ،‬و(فإن غم)‪ ،‬و(فإن أغمي عليكم) أمر إبكمال عدة شعبان أو‬
‫رمضان يف حال عدم التمكن من الرهية بسبب الغبار أو الغيوم وغتها‪..‬‬
‫• أدلة القول الثاين‪:‬‬
‫‪ .1‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪ (:‬ال تصوموا حىت تروا اهلالل‪ ،‬والتفطروا حىت تروه‪ ،‬فإن غم عليكم‬
‫(‪)2‬‬
‫فاقدروا له)‬
‫‪ .2‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬إمنا الشهر تسع وعشرون ليلة‪،‬‬
‫فال تصوموا حىت تروه‪ ،‬وال تفطروا حىت تروه‪ ،‬فإن غم عليكم فاقدروا له)(‪.)3‬‬
‫• وجه الداللة من ا ديثة‪:‬‬
‫﴿وَمن قُد َر َعلَْيه‬
‫أن قول النيب صلى هللا عليه ‪ (:‬اقدروا له) أي ضيقوا له العدد‪ ،‬ومنه قوله تعاع‪َ :‬‬
‫ر ْزقُهُ﴾[الطالق‪ ،]7-‬أي ضيق عليه‪ ،‬فإذا م يتمكن الناس من رؤية هالل رمضان يضيقوا له‪ ،‬والتضييق له أن جيعل‬
‫شعبان تسعة وعشرون يوماً(‪.)4‬‬
‫• الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر وهللا أعلم أن الصواب الذي عليه اْلمهور وهو إكمال عدة شعبان ورمضان إذا مل يُتمكن‬
‫من رهية اهلالل؛ وذلك لقوة الدلة اليت استدلوا هبا‪ ،‬واستناداً علم الصل وهو بقاء الشهر وهللا أعلم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬الصيام‪/‬ابب‪:‬وجوب صوم رمضان لرهية اهلالل‪/2 /..‬ص‪.)726‬‬


‫(‪ )2‬متفق عليه‪ :‬أحرجه البخاري يف كتاب‪(:‬الصوم‪ /‬ابب‪:‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪:‬إذا رأيتم اهلالل‪/3 /..‬ص‪ ،)27‬وأحرجه‬
‫مسلم يف كتاب‪(:‬الصيام‪/‬ابب‪ :‬وجوب صوم رمضان لرهية اهلالل‪/2 /..‬ص‪.)759‬‬
‫(‪ )3‬سبق ختراه‪ :‬يف‪(:‬ص‪/21‬حاشية‪.)6:‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬كشاف القنا‪/2 (::‬ص‪.)301‬‬
‫(‪)23‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬أثر الغبار على صحة الصيام‬


‫وفيه عدة مسا ل‪:‬‬
‫‪ o‬املسألة األوع‪ :‬إذا حجبت السماء ابلغبار وغريه وم يعرف الوقت بسببه فأكل وشرب يظن أن‬
‫الفجر م يطلع أو العكس ‪ ..‬فهل عليه قضاء؟‬

‫• اتفق اْلمهور من احلنفية(‪ ،)1‬واملالكية(‪ ،)2‬والشافعية(‪ ،)3‬واحلنابلة(‪ ،)4‬إىل أنه اب عليه القضاء‪.‬‬
‫• أدلتهم‪:‬‬
‫اس اوِد ِم ان الْ اف ْج ِر ۖ ُمثَّ أاَِتُّوا‬ ‫ِ‬ ‫‪ .1‬قول هللا تعاع‪﴿ :‬وُكلُوا وا ْشربوا ح َّىت ي تا ب َّ لا ُكم ا ْخلاي ُ ْالاب ي ِ‬
‫ض م ان ا ْخلاْي ْال ْ‬
‫ا ا اُ ا ٰ ا ا ا ُ ْ ْا ُ‬
‫ِ‬
‫الصيا اام إِ اىل اللَّْي ِل﴾[البقرة‪.]187-‬‬
‫ّ‬
‫▪ وجه الداللة‪ :‬أنه إذا أكل بسبب وجود الغبار‪ ،‬وهو يظن أن الفجر طلث‪ ،‬أو الشمس غابت‬
‫وهي مل تغب‪ ،‬فقد أفطر‪ ،‬وهللا تعاىل أمر ابلصيام إىل الليل ‪.‬‬
‫▪ وأجيب عنه‪ :‬إبنه إ ا أكل وهو يظن غياب الشمس أو أنه الفجر مل يطلث‪ ،‬وقد تعذر عنده‬
‫وسعها﴾[البقرة‪.]286-‬‬ ‫معرفة الوقت‪ ،‬و﴿ال يكلف نفساً إال‬
‫‪ .2‬حديث أمساء بنت أيب بكر رضي هللا عنهما قالت‪(:‬أفطرَن علم عهد رسول هللا صلم هللا عليه‬
‫وسلم يوم غيم مث طلعت الشمسد قيل هلشام‪ :‬فنمروا ابلقضاء‪ ،‬فقال‪ :‬البد من قضاء‪ ،‬وقال معمر‬
‫سعت هشاماً يقول‪ :‬ال أدري أقضوا أم ال؟(‪.)5‬‬
‫‪ .3‬أن عمر رضي هللا عنه‪ :‬أفطر يف رمضان يف يوم ذي غيم‪ ،‬ورأإ أنه قد أمسم وغابت الشمس‪،‬‬
‫فجاءَن رجل فقال‪َ :‬ي أمت الممن قد طلعت الشمس‪ ،‬فقال عمر‪ :‬اخلطب يست‪ ،‬وقد اجتهدَن(‪.)6‬‬
‫• وجه الداللة‪:‬‬
‫إذا وجب القضاء بسبب حجب الغيم للشمس‪ ،‬وجب كذلك بسبب حجب الغبار وغته‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املبسوط للسرحسي‪/3 (:‬ص‪.)55‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬االستذكار إلبن عبدالَب‪/3 (:‬ص‪.)344‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الم للشافعي‪/2 (:‬ص‪.)105‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬املغين إلبن قدامه‪/3 (:‬ص‪.)147‬‬
‫(‪ )5‬رواه البخاري يف كتاب‪(:‬الصوم‪/‬ابب‪:‬إذا أفطر يف رمضان مث طلعت الشمس‪/3 /‬ص‪.)37‬‬
‫(‪ )6‬قال عنه ابن امللق يف البدر املنت ص يح‪/5 :‬ص‪.740‬‬
‫(‪)24‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫• الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر وهللا أعلم أنه الاب القضاء؛ وذلك إلنه قد تعذر عليه معرفة الوقت‪ ،‬وقد هللا سب انه وتعاع‪:‬‬
‫﴿ربَّـنَا َال تُـ َااخ ْذ َان إن نَّسينَا أ َْو أَ ْخطَأ َْان ﴾[البقرة‪ ،]286-‬ولقول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬إن هللا جتاوز عن أمَّ‬
‫َ‬
‫اخلطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)(‪ ،)1‬وكذلك حلديث أساء رضي هللا عنها قالت‪ :‬أفطرَن علم عهد رسول هللا‬
‫صلم هللا عليه وسلم‪ ،‬يوم غيم مث طلعت الشمس)‪ ،‬لو كان القضاء واجباً لمرهم به‪ ،‬وأيضاً أنه مل يقصد الفطر يف‬
‫أايناء وقت الصوم فال يلامه القضاء‪ ،‬فهو كالناسي‪ ،‬وهذا القول ذهب إليه شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا(‪،)2‬‬
‫ومن املعاصرين اإلمام العالمة ابن عثيمة رمحه هللا تعاع(‪.)3‬‬
‫‪ o‬املسألة الثانية‪ :‬لو دخل الغبار يف حلق الصا م بغري قصد‪ ،‬فهل يفطر؟‬
‫أتفق الفقهاء من احلنفية‪ ،‬واملالكية‪ ،‬والشافعية‪ ،‬واحلنابلة(‪ )4‬إىل أنه ال يفطر؛ وذلك ملشقة الت رز عنه‪ ،‬وقد حكم‬
‫اإلمجا‪ :‬ابن جاي املالكي علم ذلك(‪.)5‬‬
‫وزاد احلافظ النووي إىل أنه لو مل يطبق فمه‪ ،‬ووصل الغبار إىل حلقه فإنه ال يفطر ‪ ،‬قال‪ (:‬فلو فتح فمه عمدا حىت‬
‫دحله الغبار‪ ،‬ووصل وجهه‪ ،‬فوجهان حكا ا البغوي‪ ،‬واملتويل وغت ا‪ .‬قال البغوي‪( :‬أصحهما) ال يفطر؛ لنه‬
‫معفو عن جنسه)(‪.)6‬‬
‫قال ابن عثيم رمه هللا‪ (:‬ولو فرْ أنه يف مكان فيه دحان‪ ،‬أو غبار‪ ،‬واثر الغبار‪ ،‬أو الدحان حىت استنشقه‪،‬‬
‫فوصل املعدة؛ فإنه ال يفطر)(‪.)7‬‬

‫يح‬ ‫ه اللب اين يف ص‬ ‫(‪ )1‬رواه بن م اج ه يف كت اب‪(:‬الطالق‪/‬ابب‪ :‬طالق املكره والن اس ي‪/1 /‬ص‪ ،)659‬وص‬
‫اْلمث‪/1 (:‬ص‪.)358‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬جممو‪ :‬الفتاوإ‪/5 (:‬ص‪.)572‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬الشر املمتث‪/6 (:‬ص‪.)394‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬حتف ة امللو ‪/1 (:‬ص‪ ،)141‬وش ر خمتص ر حلي ل‪/2 (:‬ص‪ ،)258‬مغين احملت ا ‪/1 (:‬ص‪ ،)429‬والروْ‬
‫املربث‪.)423/1 (:‬‬
‫(‪ )5‬القوان الفقهية إلبن جاي الكلهللا‪(:‬ص‪.)80‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬اجملمو‪ :‬للنووي‪/6 (:‬ص‪.)328‬‬
‫(‪ )7‬لقاء الباب املفتو ‪ :‬ص‪.21‬‬
‫(‪)25‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ o‬املسألة الثالثة ‪ :‬حكم صيام يوم الثالثة من شعبان إذا م يتمكن رؤية اهلالل بسبب الغبار أو غريه‪،‬‬
‫وهل جيوز صيامه احتياطاً‪:‬‬
‫❖ القول األول‪:‬‬

‫يكره صومه علم أنه من رمضان‪ ،‬واليكره تطوعاً‪ ،‬وإليه ذهب احلنفية(‪،)1‬واملالكية(‪.)2‬‬
‫❖ القول الثاين‪:‬‬
‫حيرم صوم ذلك اليوم‪ ،‬إال يوافق عادة له يف تطوعه‪ ،‬كمن اعتاد صيام الاين واخلميس‪ ،‬أو كمن اعتاد صيام‬
‫نهللا هللا داود‪ ،‬أو كان عليه قضاء‪ ،‬أو صيام نذر‪ ،‬وإىل هذا القول ذهب إليه الشافعية(‪ ،)3‬وقول عند املالكية(‪،)4‬‬
‫ورواية عند احلنابلة(‪.)5‬‬
‫❖ القول الثالث‪:‬‬
‫اب صوم يوم الثالاي من شعبان‪ ،‬وإليه ذهب احلنابلة وهو مذهب عمر وابنه عبدهللا رضي اهلل عنهما(‪.)6‬‬
‫❖ القول الرابع‪:‬‬

‫أن الناس يف يوم الشك تبث لإلمام‪ ،‬فإن صام صاموا‪ ،‬وإن أفطر أفطروا‪ ،‬وهو قول لل نابلة(‪ ،)7‬وقول ابن‬
‫(‪)8‬‬
‫ستين‬
‫• أدلة القول األول‪:‬‬
‫‪ .1‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬ال تقدموا رمضان بصوم يوم‪ ،‬واليوم إال رجل كان يصوم صوماً‬
‫(‪)9‬‬
‫فليصمه)‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬املبسوط للسرحسي‪/3 (:‬ص‪.)63‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الفواكه والدواين للنفراوي‪/1 (:‬ص‪.)306‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬اإلقنا‪ :‬للشربيين‪/1 (:‬ص‪.)239‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬مواهب اْلليل للرعيين‪/2 (:‬ص‪.)393‬‬
‫(‪ )5‬ينظر‪ :‬املبد‪ :‬إلبن مفلح‪/3 (:‬ص‪.)5‬‬
‫(‪ )6‬ينظر‪ :‬املغين إلبن قدامه‪/3 (:‬ص‪.)108‬‬
‫(‪ )7‬ينظر‪ :‬الكايف إلبن قدامه‪/1 (:‬ص‪.)347‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬اجملمو‪/6 (::‬ص‪.)427‬‬
‫(‪ )9‬متفق علي ه‪ ،‬أحرج ه البخ اري يف كت اب‪(:‬الص وم‪/‬ابب‪:‬اليتق دمن رمض ان بص وم يوم‪/3 /..‬ص‪ ،)28‬ومس لم يف‬
‫كتاب‪(:‬الصيام‪/‬ابب‪:‬التقدموا رمضان بصوم يوم أو يوم ‪/2 /‬ص‪.)762‬‬
‫(‪)26‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ .2‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬التقدموا الشهر حىت تروا اهلالل أو تكملوا العدة‪ ،‬مث صوموا حىت تروا‬
‫اهلالل أو تكملوا العدة)(‪.)1‬‬
‫• أدلة القول الثاين‪:‬‬
‫‪ .1‬قوله صلم هللا عليه وسلم‪(:‬صوموا لرهيته وأفطروا لرهيته‪ ،‬فإن غهللا عليكم‪ ،‬فنكملوا عدة شعبان ايالاي‬
‫يوماً)(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬الشهر تسث وعشرون ليلة‪ ،‬فال تصوموا حىت تروه‪ ،‬فإن غم عليكم‬
‫فنكملوا العدة ايالاي )(‪.)3‬‬
‫‪ .3‬قوله صلم هللا عليه وسلم‪(:‬إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فنفطروا فإن أغمي عليكم فعدوا ايالاي )(‪.)4‬‬
‫• أدلة القول الثالث‪:‬‬
‫‪ .1‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬إ ا الشهر تسث وعشرون‪ ،‬فال‬
‫تصوموا حىت تروه‪ ،‬والتفطروا حىت تروه‪ ،‬فإن غم عليكم فاقدروا له)(‪.)5‬‬
‫‪ .2‬قول عائشة وعلي رضي هللا عنهما‪(:‬لن أصوم يوماً من شعبان أحب إيل من أن أفطر يوماً من‬
‫رمضان)(‪.)6‬‬
‫• دليل القول الرابع‪ :‬قول النهللا صلم هللا عليه وسلم‪(:‬الصوم يوم تصومون‪ ،‬والفطر يوم‬
‫تفطرون‪ ،‬والض م يوم تض ون)(‪.)7‬‬
‫▪ الرتجيال‪:‬‬
‫والذي يظهر وهللا أعلم أن الصواب هو القول الثاين وهو حترمي صوم يوم الشك؛ لنهي النهللا صلم هللا عليه وسلم‬
‫عن تقدم رمضان بصيام أو يوم ‪ ،‬ومل يرحح النهللا إال ملن كانت له عادة‪ ،‬واحتار هذا القول العالمة ابن عثيم‬
‫رمه هللا(‪.)8‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن حبان يف كتاب‪(:‬الصوم‪/‬ابب‪:‬رهية اهلالل‪/8 /‬ص‪.)238‬‬


‫(‪ )2‬سبق ختراه يف‪:‬ص‪/21‬حاشية‪5:‬‬
‫(‪ )3‬سبق ختراه يف‪:‬ص‪/21‬حاشية‪.5‬‬
‫(‪ )4‬سبق ختراه يف‪:‬ص‪/22‬حاشية‪.1‬‬
‫(‪ )5‬سبق ختراه‪.‬‬
‫(‪ )6‬أحرجه البيهقي يف السنن الكَبإ يف كتاب‪(:‬الصيام‪/‬ابب‪:‬من رحح من الص ابة يف صوم يوم الشك‪/4 /‬ص‪.)355‬‬
‫ه‬ ‫(‪ )7‬رواه ال‪،‬مذي يف كتاب‪(:‬الص وم‪/‬ابب‪:‬ما جاء الص وم يوم تص ومون‪ ،‬والفطر يوم تفطرون‪ )..‬وقاله عنه حس ن غريب‪ ،‬وص‬
‫ابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )8‬ينظر‪ :‬الشر املمتث‪/6 (:‬ص‪.)318‬‬
‫(‪)27‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬
‫ويف اخلتام أمحدهللا سبحانه وتعاع على توفيقه وتيسريه‪ ،‬وأرجو من هللا أن أكون قد ُوفقت يف مجع وإعداد‬
‫هذا البحث‪.‬‬
‫‪ -‬أبرز نتا ج البحث ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن الغبار ليس بنجس‪ ،‬وهذا القول ذهب إليه املالكية والشافعية والعالمة ابن ابز رمحه هللا‪.‬‬
‫‪ .2‬جيوز التيمم بغري الرتاب‪ ،‬والشرتط فيه الغبار ‪.‬‬
‫‪ .3‬جيوز تغطية الوجه يف الصالة وتتول الكراهة؛ للحاجة ‪.‬‬
‫‪ .4‬جيوز مجع الصالة للغبار وذلك لوجود املشقة ‪.‬‬
‫‪ .5‬جيوز ترك اجلماعة للغبار الذي فيه مشقة معتربة ‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا م يُتمكن من رؤية اهلالل بسبب الغبار أو غريه ليلة الثالثة من شعبان أو رمضان فالصواب‬
‫إكمال عدة الشهر ثالثة ‪.‬‬
‫‪ .7‬إذا حجبت السماء ابلغبار وغريه وم يعرف الوقت وأفطر ومن مث تبة أنه أفطر يف أثناء وقت الصيام‬
‫فال قضاء عليه وصومه صحيال ‪.‬‬
‫‪ .8‬أتفق الفقهاء على أنه لو دخل الغبار يف فم الصا م فال شيء عليه‪ ،‬وحكى ابن جتي اإلمجاق على‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ .9‬ال جيوز صيام يوم الشك؛ وذلك لنهي النيب صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫هذه أبرز املسا ل الَّ مت التوصل إليها‪،‬وأوصي نفسي والقارئ الكرمي أبمهية العناية ابلعلم الشرعي الذي‬
‫املسا ل الَّ تتعلق فيها أهم العبادات الَّ ال يتم إميان العبد إال‬ ‫يقوده إع ربه سبحانه وتعاع‪ ،‬خاصةً بع‬
‫هبا‪ ،‬ويكفي أن نعلم أن طلب العلم شرعي هي عالمة بينة واضحة يف إرادة اخلري من رب العاملة لعبده كما‬
‫جاء يف ا ديث عن النيب صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪(:‬من يرد هللا به خرياً يفقهه يف الدين)(‪.)1‬‬
‫ختاماً‪ :‬إن كان من صواب فال شك وال ريب أنه من وهللا وحده‪ ،‬وإن كان من خطأ فمن نفسي ومن‬
‫الشيطان‪ ،‬وهللا تعاع أعلم وصلى هللا وابرك على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أحرجه مسلم يف كتاب‪(:‬الاكاة‪/‬ابب‪:‬النهي عن املسنلة‪/2 /‬ص‪.)719‬‬


‫(‪)28‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫أوال‪ :‬فهرس اآلايت‬


‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫طرف اآلية‬

‫سورة البقرة‪:‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪45‬‬ ‫يث م ْنهُ تُنف ُقو َن‬
‫اخلَب َ‬
‫َوَال تَـيَ َّم ُموا ْ‬
‫‪23‬‬ ‫‪187‬‬ ‫ط‬
‫اخلَْي ُ‬
‫ة لَ ُك ُم ْ‬
‫ىت يَـتَـبَ َّ َ‬
‫َوُكلُوا َوا ْش َربُوا َح َّ ٰ‬
‫‪23‬‬ ‫‪286‬‬ ‫سا إ َّال ُو ْس َع َها‬ ‫ف َّ‬
‫اّللُ نَـ ْف ً‬ ‫َال يُ َكل ُ‬
‫‪24‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ْان إن نَّسينَا‬
‫َربَّـنَا َال تُـ َااخذ َ‬
‫سورة آل عمران‬
‫‪2‬‬ ‫‪103‬‬ ‫آمنُوا اتَّـ ُقوا َّ‬
‫اّللَ َح َّق تُـ َقاته‬ ‫ايأَيُّـ َها الَّذ َ‬
‫ين َ‬
‫سورة النساء‬
‫‪11-10-9‬‬ ‫‪43‬‬ ‫صعي ًدا طَيبًا‬
‫فَـتَـيَ َّم ُموا َ‬
‫سورة املا دة‬
‫‪12-11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫س ُحوا ب ُو ُجوه ُك ْم َوأَيْدي ُكم م ْنهُ‬
‫فَ ْام َ‬
‫سورة األعراف‬
‫‪13-11‬‬ ‫‪58‬‬ ‫ج نَـبَاتُهُ‬ ‫َوالْبَـلَ ُد الطَّي ُ‬
‫ب َخيُْر ُ‬
‫سورة يونس‬
‫‪6‬‬ ‫‪26‬‬ ‫وه ُه ْم‬
‫َوَال يَـ ْرَه ُق ُو ُج َ‬
‫سورة اإلسراء‬
‫‪12‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ُس ْب َحا َن الَّذي أ ْ‬
‫َس َر ٰى ب َع ْبده‬
‫سورة العنكبوت‬
‫‪2‬‬ ‫‪45‬‬ ‫الصالةَ‬
‫ك م َن الْكتَاب َوأَقم َّ‬
‫اتْ ُل َما أُوح َي إل َْي َ‬
‫سورة الذارايت‬
‫‪2‬‬ ‫‪56‬‬ ‫نس إ َّال ليَـ ْعبُ ُدون‬
‫ت ا ْجل َّن َو ْاإل َ‬
‫َوَما َخلَ ْق ُ‬
‫سورة الطالق‬
‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬ ‫َوَمن قُد َر َعلَيْه ر ْزقُهُ‬
‫(‪)29‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬فهرس األحاديث واآلاثر‬


‫رقم الصفحة‬ ‫طرف ا ديث أو األثر‬

‫‪22‬‬ ‫إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فنفطروا‬

‫‪17‬‬ ‫اذن ابن عمر يف ليلة ابردة بضجنان‬


‫‪13‬‬ ‫أطيب الصعيد احلرث‬

‫‪10‬‬ ‫أعطيت مخسا مل يعطهن أحد من النبياء قبلي‬


‫‪23‬‬ ‫أفطرَن علم عهد رسول هللا صلم هللا عليه وسلم يوم غيم‬

‫‪12‬‬ ‫أقبل النهللا صلم هللا عليه وسلم من حنو بئر مجل‬
‫‪2‬‬ ‫ليقروا يل ابلعبادة طوعاً أو كرهاً‬
‫إال ّ‬
‫‪24‬‬ ‫إن هللا َتاوز عن أميت اخلطن‬
‫‪13‬‬ ‫إ ا كان يكفيك هكذا‬

‫‪16‬‬ ‫مجث رسول هللا صلم هللا عليه وسلم ب الظهر والعصر‬
‫‪9‬‬ ‫حرجنا مث رسول هللا صلم هللا عليه وسلم يف بعض أسفاره‬

‫‪23‬‬ ‫اخلطب يست‪ ،‬وقد اجتهدَن‬


‫‪2‬‬ ‫سنلت النهللا صلم هللا عليه وسلم‪:‬أي العمل أفضل‬
‫‪21‬‬ ‫الشهر تسث وعشرون ليلة‬

‫‪19‬‬ ‫فض ُل‬ ‫ِ‬


‫اْلماعة تا ُ‬ ‫صالةُ‬
‫‪26‬‬ ‫الصوم يوم تصومون‬

‫‪21‬‬ ‫صوموا لرهيته‪ ،‬وأفطروا لرهيته‬


‫‪3‬‬ ‫الطهور شطر اإلنان‬

‫‪11‬‬ ‫فضلنا علم الناس بثالث‬


‫‪16‬‬ ‫كان النهللا صلم هللا عليه وسلم إذا ارحتل قبل أن تايغ الشمس‬

‫‪19‬‬ ‫ال أجد لك رحصة‬


‫‪22‬‬ ‫ال تصوموا حىت تروا اهلالل‬

‫‪25‬‬ ‫ال تقدموا رمضان بصوم يوم‬


‫‪26‬‬ ‫التقدموا الشهر حىت تروا اهلالل‬

‫‪26‬‬ ‫لن أصوم يوماً من شعبان‬


‫اَّلل صالاةا أ ِ‬
‫‪4‬‬ ‫ث‬ ‫احد ُك ْم إِذاا أ ْ‬
‫اح اد ا‬ ‫اليا ْقبا ُل َُّ ا ا‬
‫‪19‬‬ ‫الص االةِ َّإال ُمناافِ ٌق‬ ‫ل اق ْد ارأايْتُناا اوما ياتا اخلَّ ُ‬
‫ف عا ِن َّ‬
‫(‪)30‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫لقد مت أن آمر رجال يصلي ابلناس‬


‫‪2‬‬ ‫ما حلقت اْلن واإلنس إال آلمرهم أن يعبدوين‬

‫‪19‬‬ ‫امن صلَّم العِشاءا يف مجاعة‬


‫‪19‬‬ ‫صف اللَّيل‬‫من صلَّم العِشاء يف مجاعة‪ ،‬فكنَّ ا ِ‬
‫قام ن ا‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫‪15‬‬ ‫م أن يغطي الرجل فاه‬
‫(‪)31‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬فهرس املصادر و املراجع‪.‬‬


‫‪ -‬كتب املذهب ا نفي ‪:‬‬
‫‪ .1‬املبسوط للمملف‪ :‬حممد بن أمد بن أيب سهل مشس الئمة السرحسي املتوىف سنة‪483(:‬ه )‪.‬‬
‫‪ .2‬حتفة الفقهاء‪ :‬حممد بن أمد بن أيب أمد أبوبكر عال الدين السمرقندي املتوىف سنة‪540(:‬ه )‪.‬‬
‫‪ .3‬حتفة امللو ‪ :‬زين الدين أبوعبدهللا حممد بن أيب بكر بن عبدالقادر الرازي املتوىف سنة‪666(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬تبي احلقائق‪ :‬عثمان بن علي بن حمجن البارعي فخر الدين الايلعي املتوىف سنة‪743(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬الشباه والنظائر‪ :‬زين الدين بن إبراهيم بن حممد املعروف ب ويم املصري املتوىف سنة‪970(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .6‬الب ر الرائق‪ :‬البن ويم ‪.‬‬
‫‪ .7‬مراقي الفال ‪ :‬حسن بن عمار بن علي الشرنبالي املتوىف سنة ‪.)1069(:‬‬
‫‪ .8‬حاشية ابن عابدين‪ :‬حممد أم بن عمر بن عبدالعايا عابدين الدمشي املتوىف سنة‪1252(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .9‬الفتاوإ اهلندية‪ :‬جملموعة من اململف من العلماء برائسة نظام الدين البلخي ‪1310(:‬ه)‬
‫‪ -‬كتب املذهب املالكي‬
‫‪ .1‬االستذكار‪ :‬أبوعمر يوسف بن عبدهللا بن حممد بن عبدالَب النمري القرطهللا املتوىف سنة‪463(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬املقدمات املمهدات‪ :‬أبو الوليد حممد بن أمد بن رشد القرطهللا املتوىف سنة‪520(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .3‬بداية اجملتهد و اية املقتصد‪ :‬أبو الوليد حممد بن أمد بن حممد بن أمد بن رشد املعروف ب ‪:‬بن رشد احلفيد املتوىف‬
‫سنة‪595(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬الذحتة‪ :‬أبوالعباس شهاب الدين أمد بن ادريس بن عبدالرمن املالكي الشهت ابلقرايف املتوىف سنة‪684(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬القوان الفقهية‪ :‬أبوالقاسم حممد بن أمد بن عبدهللا ابن جاي الكلهللا الغرَنطي املتوىف سنة‪741(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .6‬التا واإلكليل ملختصر حليل‪ :‬حممد بن يوسف بن أيب القاسم بن يوسف العبدري الغرَنطي املتوىف سنة‪897(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .7‬مواهب اْلليل شر خمتصر حليل‪ :‬أبوعبدهللا حممد بن حممد بن عبدالرمن الطرابلسي املغريب املعروف ب ابحلطاب الرعيين‬
‫املالكي املتوىف سنة‪954(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .8‬شر خمتصر حليل للخرشي‪ :‬حممد بن عبدهللا اخلرشي املالكي أبوعبدهللا املتوىف سنة‪1101(:‬ه)‬
‫‪ .9‬الفواكه و الدواين‪ :‬أمد بن غامن بن سامل ابن مهنا النفراوي الزهري املالكي املتوىف سنة‪1126(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .10‬حاشية الدسوقي‪ :‬حممد بن أمد بن عرفة الدسوقي املالكي املتوىف سنة‪1230(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬كتب املذهب الشافعي‬
‫‪ .1‬الم‪ :‬الشافعي أبوعبدهللا حممد بن إدريس بن العباس املطلهللا القرشي املكي املتوىف سنة‪204(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬الوس يف السنن واإلمجا‪ :‬واالحتالف‪ :‬أبوبكر حممد بن إبراهيم النيسابوري املتوىف سنة‪319(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .3‬روضة الطالب وعمدة املفت ‪ :‬أبو زكرَي حميي الدين حيىي بن شرف النووي املتوىف سنة‪676(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬اجملمو‪ ::‬للنووي ‪.‬‬
‫‪ .5‬الشباه و النظائر‪ :‬عبدالرمن بن أيب بكر جالل الدين السيوطي املتوىف سنة‪911(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .6‬مغين احملتا ‪ :‬حممد بن أمد اخلطيب الشربيين الشافعي املتوىف سنة‪977(:‬ه)‪.‬‬
‫(‪)32‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬كتب املذهب ا نبلي‬


‫‪ .1‬املغين‪ :‬أبوحممد موفق الدين عبدهللا بن أمد بن حممد بن قدامه املقدسي املتوىف سنة‪620(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬الكايف‪ :‬إلبن قدامه ‪.‬‬
‫‪ .3‬الشر الكبت علم منت املقنث‪ :‬عبدالرمن بن حممد بن أمد بن قدامة املقدسي املتوىف سنة‪682(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬املبد‪ :‬شر املقنث‪ :‬إبراهيم بن حممد بن عبدهللا بن حممد ابن مفلح املتوىف سنة‪884(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلنصاف‪ :‬عالء الدين أبو احلسن علي بن سليمان املرداوي املتوىف سنة‪885(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلقنا‪ ::‬موسم بن أمد بن موسم بن سامل بن عيسم احلجاوي املتوىف سنة‪968(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .7‬كشاف القنا‪ ::‬منصور بن يونس بن صال الدين ابن حس ابن إدريس البهويت املتوىف سنة‪1051(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .8‬شر منتهم اإلرادات‪ :‬للبهويت‬
‫‪ .9‬الروْ املربث‪ :‬للبهويت ‪.‬‬
‫‪ .10‬مطالب أويل النهم شر غاية النهم‪ :‬مصطفم بن سعد بن عبده السيوطي الرحيباين املتوىف سنة‪1243(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .11‬حاشية الروْ املربث‪ :‬عبدالرمن بن حممد بن قاسم العاصمي احلنبلي النجدي املعروف ب ابن قاسم املتوىف‬
‫سنة‪.)1392(:‬‬
‫‪ -‬كتب اإلمجاق ‪:‬‬
‫‪ .‬مراتب اإلمجا‪ ::‬أبوحممد علي بن أمد بن سعيد بن حام الندلسي املتوىف سنة‪456(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬مراجع القرآن وعلومه‪:‬‬
‫‪ .1‬جامث البيان يف أتويل القرآن‪ :‬حممد بن جرير بن يايد بن كثت أبوجعفر الطَبي املتوىف سنة‪310(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬معامل تنايل القرآن‪ :‬أبوحممد احلس بن مسعود بن حممد البغوي املتوىف سنة‪510(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬مراجع السنة النبوية‪:‬‬
‫‪ .1‬ص يح البخاري‪ :‬حممد بن إساعيل أبوعبدهللا البخاري املتوىف سنة‪256(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬ص يح مسلم‪ :‬مسلم بن احلجا أبواحلسن القشتي النيسابوري املتوىف سنة‪261(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .3‬سنن أيب داود‪ :‬سليمان بن الشعث بن إس اق السجستاين املتوىف سنة‪275(:‬ه)‬
‫‪ .4‬سنن ابن ماجه‪ :‬أبوعبدهللا حممد بن يايد القاويين املتوىف سنة‪273(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .5‬سنن ال‪،‬مذي‪ :‬حممد بن عيسم سن اسورة بن موسم الض ا ال‪،‬مذي املتوىف سنة‪279(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .6‬السنن الكَبإ للبيهقي‪ :‬أمد بن احلس بن علي بن موسم اخلراساين أبو بكر البيهقي املتوىف سنة‪458(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .7‬البدر املنت‪ :‬ابن امللقن سرا الدين أبو حفح عمر بن علي بن أمد الشافعي املتوىف سنة‪804(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .8‬ص يح اْلامث‪ :‬أبوعبدالرمن حممد بن َنصر الدين اللباين املتوىف سنة‪1420(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ -‬الكتب املعاصرة‪:‬‬
‫‪ .1‬الشر املمتث‪ :‬حممد بن صاحل بن حممد العثيم املتوىف سنة‪1421(:‬ه)‪.‬‬
‫‪ .2‬لقاء الباب املفتو ‪ :‬إلبن عثيم ‪.‬‬
‫‪ .3‬حكم اْلمث يف الريح املص وبة ابلغبار خترااً علم مذهب اإلمام أمد‪ :‬صاحل بن عبدهللا الصاهود‪.‬‬
‫‪ .4‬أحكام التربة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬ال بن عبدالرمن بن عبدهللا الَباهيم‪.‬‬
‫‪ -‬كتب الفتاوى ‪ :‬جممو‪ :‬الفتاوإ‪ :‬تقي الدين أمد بن عبداحلليم بن تيمية احلراين املتوىف سنة‪782(:‬ه)‪.‬‬
‫(‪)33‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫‪ -‬املواقع اإللكرتونية ‪:‬‬


‫‪ .1‬املوقث الرسي لسماحة الشيخ اإلمام العالمة عبدالعايا بن ابز رمه هللا ‪.‬‬
‫‪ .2‬املكتبة الشاملة احلديثة ‪.‬‬
‫‪ .3‬اإلسالم سمال و جواب ‪.‬‬
‫‪ .4‬إسالم ويب ‪.‬‬
‫‪ .5‬املوسوعة الفقهية الكويتية ‪.‬‬
‫(‪)34‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

‫فهرس املوضوعات‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫املوضوق‬

‫صفحة الغالف ‪1 ..............................................................................................‬‬


‫املقدمة‪2 ......................................................................................................‬‬
‫التمهيد‪6 ......................................................................................................‬‬
‫الغبار وأحكام الطهارة‪7.........................................................................................‬‬
‫طهارة الغبار وواسته‪7...........................................................................................‬‬
‫تعريف التيمم‪9..................................................................................................‬‬
‫إش‪،‬اط الغبار يف التيمم‪12 ........................................................................................‬‬
‫الغبار وأحكام الصالة‪15 ........................................................................................‬‬
‫تغطية الوجه يف الصالة لجل الغبار‪15 .............................................................................‬‬
‫مجث الصالة لعذر الغبار‪16 .......................................................................................‬‬
‫تر اْلماعة لعذر الغبار‪19.......................................................................................‬‬
‫الغبار وأحكام الصيام‪21 .......................................................................................‬‬
‫التباس دحول الشهر لجل الغبار‪21 .............................................................................‬‬
‫أاير الغبار علم ص ة الصيام‪23...................................................................................‬‬
‫حكم صيام يوم الشك‪25........................................................................................‬‬
‫اخلاَتة‪27 ......................................................................................................‬‬
‫فهرس اآلَيت‪28................................................................................................‬‬
‫فهرس االحاديث‪29.............................................................................................‬‬
‫فهرس املراجث واملصادر‪31.......................................................................................‬‬
‫فهرس املواقث االلك‪،‬ونية‪33......................................................................................‬‬
‫(‪)35‬‬ ‫الحكام الفقهية املتعلقة ابلغبار‪.‬‬

You might also like