Professional Documents
Culture Documents
تمهيد:
تعد البنوك التجارية جوهر النظام املصريف وحمرك االقتصاد الوطين وقد شهد هذا القطاع يف العقود األخرية
تطورات كبرية مما أدى إىل فتح جماالت أوسع للبنوك واملؤسسات املالية و باألخص البنوك التجارية يف االستثمار
وحتقيق اإلرباح ،فبجانب استفادة البنوك من هذا التطور السريع ظهرت باملقابل حتديات من شاهنا التقليل من
املكاسب والفرص املتاحة و هتديد نشاطها و استمراريتها ومنها املخاطر املصرفية اليت تواجه العمل املصريف.
ويف ظل تصاعد هذه املخاطر بدأ البحث اجلدي عن اآلليات الكفيلة ملواجهتها ،وكأول خطوة تشكلت جلنة
بازل لألنظمة املصرفية واملمارسات الرقابية يف هناية ،1974وأصدرت هذه األخرية عدة تقارير فيما خيص الرقابة
املصرفية كبازل 1وبازل 2و بازل .3
وهذا ما سنتطرق له يف هذا الفصل حبيث قسمناه إىل ثالثة فصول وكل فصل إىل ثالث مباحث كما يلي:
2
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
لقد احتلت البنوك مكان هامة منذ مدة طويلة يف املنظومات االقتصادية وتتزايد أمهيتها مع التطورات اليت
متس اقتصاديات الدول .خاصة وأهنا تقوم بتمويل خمتلف املشاريع و القطاعات ملواكبة خمتلف التطورات السريعة.
إن البنوك التجارية أهم عنصر من عناصر االقتصاد الوطين واألساس ايل يقوم عليه ،ويف هذا املطلب
سنتطرق البنوك التجارية من خالل تعريفها و ذكر نشأهتا و خصائصها وحتدي أنواعها ووظائفها وميزانيتها.
هنا سنذكر نشأة البنوك التجارية و مفهومها و كذا حتديد خصائصها وذكر أمهيتها البالغة.
ترجع نشأة البنوك التجارية إىل الفرتة األخرية من القرون الوسطى .حني قام التجار و املرابني و الصياغ يف
أوروبا بقبول أموال املودعني مقابل إصدار إيصاالت وشهادات إيداع مببلغ الوديعة .وقد الحظ الصيارفة أن تلك
اإليصاالت أخذت تلقى قبوال عاما يف التداول للوفاء ببعض االلتزامات .وان أصحاب هذه الودائع ال يتقدمون
لسحب ودائعهم دفعة واحدة بل بنسب معينة .وتبقى باقي الودائع جممدة لدى الصراف مما أوحى له بالقيام
بإقراضها .ومن هنا اخذ البنك هبذا الشكل يدفع فوائد إىل أصحاب الودائع لتشجيع املودعني.ومل يعد الغرض من
عملية اإليداع هو حفظ الوديعة فحسب .بل التطلع إىل احلصول على فائدة .وهبذا تطور نشاط البنك يف جمال
تلقي الودائع مقابل فائدة وتقدمي القروض بناء على هذه الودائع لقاء فائدة أيضا.
تأسس أول بنك يف مدينة البندقية االيطالية سنة 1517م .مث أعقبه يف عام 1609إنشاء بنك أمسرتدام.
وكان غرضه األساسي حفظ الودائع و حتويلها عند الطلب من حساب مودع إىل حساب مودع آخر .غري انه مل
حيافظ على ثقة األفراد .حيث توقف عن الدفع وأغلقت أبوابه عام 1814م.
أخذ عدد البنوك يزداد تدرجييا منذ بداية القرن .18وكانت غالبيتها مؤسسات ميتلكها أفراد و عائالت.
حيث كانت القوانني تقضي حبماية املودعني .ففي حالة اإلفالس ميكن الرجوع إىل األموال اخلاصة ألصحاب هذه
3
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
البنوك .تلك القوانني و تعديالهتا أدت إىل إنشاء البنوك كشركات مسامهة و الفضل يف ذلك يعود إىل انتشار أثار
الثورة الصناعية يف دول أوروبا اليت أدت إىل منو الشركات و كرب حجمها .و اتساع نشاطها .فربزت احلاجة إىل
بنوك كبرية احلجم تستطيع القيام بتمويل هذه الشركات .وقد مت تأسيس عدد من هذه البنوك اليت اتسعت أعماهلا
1
حىت أقامت هلا فروعا يف كل مكان.
يعود أصل كلمة بنك إىل اللغة االيطالية و هي كلمة"" BANCOاليت تعين املصطبة اليت جيلس عليها
الصرافون لتحويل العملة͵ تطور معناها ليعرب عن املنضدة اليت يتم فوقها عد و تداول العمالت͵ مث أصبحت أخريا
2
تعرب عن املكان الذي توجد به املنضدة و جتري فيه املتاجرة بالنقود.
فالبنك هو مؤسسة مالية تنصب عملياهتا الرئيسية على جتميع املوارد أو األموال الفائضة عن حاجات
أصحاهبا (أفراد ،مؤسسات ،دولة) ،و إعادة إقراضها وفق أسس معينة أو استثمارها يف جماالت أخرى.
بالرغم من تعدد التعاريف املرتبطة بالبنوك التجارية فهي تفيد بأن البنك التجاري هو مؤسسة مالية غري
متخصصة ،تعمل يف السوق النقدي تتطلع أساسا لتلقي الودائع مبختلف أنواعها ،كما تتميز عملياهتا بشكل
خاص بالتعامل باالئتمان قصري األجل.
يعترب البنك التجاري وسيطا ينصب عمله على التعامل بالنقود ،وهو خيضع لقواعد و معايري حمددة
بتنظيمات و قوانني خاصة ،فهو وسيط ملزم باستقبال و منح و إنشاء و حتويل النقود ،وهو خيضع لقواعد و
معايري حمددة بتنظيمات و قوانني خاصة ،ويستعمل يف ممارسة نشاطه منتجات تتمثل يف تقنيات التعامل بالنقود.
يعرف البنك التجاري أيضا بأنه " املؤسسة اليت تستعمل النقود كمادة أولية ،حيث تعمل على حتويل هذه
النقود إىل منتجات و تضعها حتت تصرف زبائنها ،فهي بذلك مؤسسة مسرية بقواعد جتارية و اليت تشرتي و
حتول وتبيع ،كما أهنا متلك كأي مؤسسة أموال خاصة أين يشكل جزء منها املخزون األدىن ،غري أن ما مييزها عن
3
بقية املؤسسات هو أهنا تشرتي دائما مادهتا األولية باالقرتاض و تبيع منتجاهتا دائما باإلقراض".
-1العاني إيمان̧ البنوك التجارية و تحديات التجارة االلكترونية̧ مذكرة نيل شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية ،غير منشورة،جامعة
منتوري،قسنطينة ،2007-2006 ،ص.3
-2شاكر القز ويني ،محاضرات في اقتصاد البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثانية ،الجزائر ،1992،ص.4
-3العاني إيمان ،مرجع سابق ذكره ،ص.4
4
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
للبنوك التجارية مسات وخصائص متيزها عن غريها من مؤسسات األعمال األخرى وتتمثل يف )الربحية،
السيولة ،الضمان (األمان) ،النمو(.
أوال :الربحية
يسعى البنك مثل املؤسسات األخرى إىل حتقيق أكرب ربح ممكن إلرضاء املسامهني .وهو ناتج عن الفرق بني
اإليرادات اإلمجالية و النفقات الكلية للبنك .و تتحقق إيرادات البنك نتيجة لعمليات اإلقراض و االستثمار اليت يقوم
هبا البنك نظري خدماته املختلفة.إضافة إىل األرباح الرأمسالية اليت قد تنتج عن ارتفاع القيم السوقية لبعض أصول
البنك .أما نفقاته فتتمثل يف النفقات اإلدارية و التشغيلية و الفوائد اليت يدفعها البنك عن اسرتدادها .هلذا وحىت
يتمكن البنك من حتقيق مبدأ الرحبية البد من تقليل نفقاته إىل أدىن حد ممكن لتحقيق أكرب إيراد ممكن.
ثانيا :السيولة
وهي متثل مقدرة البنك على االحتفاظ يف أي وقت بتوازن بني املبالغ املودعة و املبالغ املسحوبة .مبعىن انه
يكون على استعداد لتلبية طلب السحب يف أي حلظة .باعتبار أن اجلانب األكرب من موارده تتمثل يف ودائع تستحق
عند الطلب .فنقص السيولة سوف يؤدي إىل الدخول يف وضعية اخلطر .و عدم القدرة على تلبية طلبات السحب
تعين اإلفالس .هلذا يستوجب عليه عدم تأجيل سداد املستحقات .فبمجرد إشاعة عن عدم توفري السيولة تكفي
لزعزعة ثقة عمالئه .مما قد يدفعهم لسحب ودائعهم و هو ما يعرضه لإلفالس .هلذا على البنك أن يؤمن نفسه
من خطر السيولة و أن ال يغامر بتوظيف كل أمواله لتحقيق الربح فقط .و إمنا عليه ترك جزء منها
4
ملواجهة طلبات السحب املفاجئة.
5
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
يتسم رأس املال البنك التجاري بالصغر إذ ال تزيد نسبته عن صايف األصول %10و هذا يعين صغر
حاجة األمان بالنسبة للمودعني الذين يعتمد البنك على أمواهلم كمصدر لالستثمار ،فالبنك ال يستطيع أن
يستوعب خسارة تزيد عن قيمة رأس املال ،فإذا زادت اخلسارة فقد تلتهم جزءا من أموال املودعني و النتيجة هي
إعالن إفالس البنك لذلك يسعى البنك دائما لكسب ثقة املودعني وهو حيرص كامل احلرص على أمواهلم .املنطق
و القانون أي أن اخذ مطالب بإعادة احلق إىل أهله حيث يعرب عن هذا احلرص بضمانات يطلبها عن إقراضه
لآلخرين.
رابعا :النمو
يصل البنك إىل اهلدف املؤمن من خالل تعظيم أرقام نشاط اإلقراض و اإليرادات املتولدة عنه و اليت ال تتم
إال جبهد إمنائي منظم و مكثف يراعي شروط اإلقراض اجليد و استقطاب عمالء متميزين و التقييم املستمر ألداء
و سياسات البنوك املنافسة بالسوق.حيث يكون على إدارة البنك حتقيق التوازن يف منو البنك يتناسب مع حجم
1
موارده و الفرص التسويقية املتاحة أمامه و درجة العوائد املمكن حتقيقها و درجة املخاطر املصاحبة.
تتجلى أمهية البنوك من خالل دور الوساطة الذي تقوم به ،و كذا قدرهتا على جتميع أرصدة ضخمة من
2
الودائع فيما يلي:
بدون وساطة البنوك التجارية ،يتعني على صاحب الفائض املايل أن جيد املستثمر (صاحب العجز)
الذي
تتوافق رغباته معه والعكس صحيح (املبلغ ،املدة والشروط املالئمة لالثنني ).
بدون وساطة البنوك التجارية تكون املخاطرة أكرب القتصار املشاركة على مشروع واحد.
نظرا لألرصدة الضخمة اجملمعة ،ميكن للبنوك التجارية أن تدخل يف مشاريع طويلة األجل.
- 1منير إبراهيم الهندي ،إدارة البنوك التجارية مدخل اتخاذ القرارات" .جامعة طنطا".الطبعة الثالثة .1996 .ص.10
- 2مخلوفي عبد الرزاق ،تقييم مخاطر االئتمان باستعمال أدوات التحليل اإلحصائي "دراسة حالة" ،مذكرة نيل شهادة ماجستير في
علم التسيير ،جامعة المدية ، 2013/2012 ،ص.5
6
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
تسعى البنوك التجارية مبختلف أنواعها لتحقيق جمموعة من األهداف و هذا لتعزيز مكانتها و دورها سواء
يف االقتصاد الوين أو عند املتعاملني و املستثمرين.
من خالل نشاطات البنك التجاري تتح األهداف اليت يسعى لتحقيقها وأمهها حتقيق اكرب قدر ممكن من
األرباح مع األخذ بعني االعتبار توفري كل من السيولة الالزمة وكذا عامل األمان.
حياول البنك تعظيم أرباحه من خالل تعومي إيراداته أوال تدنيه تكاليفه حيث تأخذ اإليرادات شكل
الفوائد على القروض اليت مينحها للغري أو عوائد ملوجداته من األصول املالية مبختلف أنواعها أو العموالت اليت
حيصل عليها مقابل اخلدمات البنكية ،أما التكاليف فيتحمل البنك نوعني منها :التكاليف التشغيلية (أجور
العمال ،مصاريف االستغالل )...والتكاليف التجارية املالية(أرباح بيع و شراء العمالت ،الفوائد ،العمالت
الدائنة.)...
-1عبد القادر خليل ،مبادئ االقتصاد النقدي و المصرفي ،الجزء الثاني،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2012 ،ص.112
7
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
نقصد بالسيولة يف البنك ،قدرته على الوفاء بالتزاماته املتمثلة يف القدرة على جماهبة طلبات سحب املودعني
ومقابلة طلبات االئتمان ،لذلك جند أن البنوك تقوم بتوليف أمواهلا يف توليفة وتشكيلة متكاملة من األصول
1
املناسبة اليت جتعل من قدرة البنك على سبيل جزء منها بسرعة ملواجهة حركات السحب أمرا ميسورا.
ال تستطيع البنوك التجارية استيعاب خسائر تزيد عن رأس ماهلا ،فأي خسائر من هذا النوع معناه التهام
جزء من أموال املودعني وبالتايل إفالس البنك التجاري وهلذا تسعى البنوك التجارية إىل توفري أكرب قدر من األمان
2
للمودعني من خالل جتنب املشروعات ذات الدرجة العالية من املخاطر.
ولكن نالحظ من خالل األهداف السابقة أن هناك تعارض فيما بينها فاالحتفاظ بالسيولة عاطلة يؤثر
ويقلل من رحبية البنك ،والسعي لتعظيم األرباح يؤدي بالبنك إىل املخاطرة مما خيل هبدف األمان ،لذلك يسعى
البنك وحياول دائما املواءمة بني هذه األهداف مما يعكس إدارة ا لبنك الفعال.
تتعدد البنوك التجارية وتنقسم إىل عدة أنواع وهذا وفق الزاوية اليت ينظر من خالهلا إىل هذه البنوك وذلك
3
على النحو التايل:
.1البنوك التجارية العامة :و يقصد هبا تلك البنوك اليت يقع مركزها الرئيسي يف العاصمة أو يف إحدى
املدن الكربى نشاطها من خالل فروع على مستوى الدولة أو خارجها ،و تقوم هذه البنوك بكافة األعمال
-1عبد الحميد محمد الشواربي ،إدارة المخاطر االئتمانية ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،دون تاريخ ،ص.87
-2طه طارق ،إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية ،بدون دار نشر ،اإلسكندرية ،مصر ،2000 ،ص.160
-3بن رمضان رشيد وقبلي محمد ،التحليل المالي في البنك التجارية ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية ،الملحقة الجامعية
''مغنية'' ،2016-2015 ،ص11
8
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
التقليدية للبنوك التجارية ،و متنح االئتمان قصري و متوسط اآلجال كذلك تباشر كافة جماالت الصرف األجنيب ،و
متويل التجارة اخلارجية.
.2البنوك التجارية المحلية :ويقصد هبا تلك البنوك اليت يقتصر نشاطها على منطقة جغرافية حمدودة
نسبية ،مثل حمافظ معينة أو مدينة أو والية أو إقليم حمدد.
و يقع املركز الرئيسي للبنك و الفروع يف هذه املنطقة احملددة ،و تتميز هذه البنوك بصغر حجمها ،كذلك
فهي ترتبط بالبيئة احمليطة هبا ،و ينعكس ذلك على جمموعة اخلدمات املصرفية اليت تقوم بتقدميها.
.1بنوك الجملة :ويقصد هبا البنوك اليت تتعامل مع كبار العمالء واملنشآت الكربى.
.2بنوك التجزئة :و يقصد هبا تلك البنوك اليت تتعامل مع صغار العمالء ،و املنشآت الصغرى ،لكنها
تسعى لالجتذاب أكرب عدد ممكن و تتميز هذه البنوك مبا تتميز به فهي منتشرة جغرافيا و تتعامل بأصغر
الوحدات املالية قيمة من خالل خلق املنافع الزمنية و املكانية ،و منفعة التملك و التعامل لألفراد ،و بذلك فإن
التجزئة تسعى إىل توزيع خدمات البنك من خالل املستهلك النهائي.
.1البنوك التجارية ذات الفروع :وهي تلك البنوك اليت تتخذ يف الغالب شكل شركات املسامهة
كشكل قانونيا ،هلا فروع متعددة تغطي أغلب أحناء الدولة والسيما األماكن اهلامة ،وتتبع الالمركزية يف تسيري
أمورها ،حيث يرتك للفرع تدبري شؤونه ،فال يرجع للمركز الرئيسي للبنك إال فيما يتعلق باألمور اهلامة اليت ينص
عليها يف الئحة البنك ،وبطبيعة األمور ،فإن البنك الرئيسي يضع السياسة العامة اليت هتدف هبا الفروع.
ويتميز هذا النوع من البنوك بأنه يعمل على النطاق الوطين وخيضع للقوانني العامة للدولة ،وليس لقوانني
احملافظات اليت يقع الفرع يف نطاقها اجلغرايف ،كما تقوم بكافة األعمال التقليدية للبنوك التجارية وتقدمي القروض
قصرية اآلجال واملتوسطة اآلجال كما تتعامل يف جماالت الصرف األجنيب.
9
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
.1بنوك السالسل :نشأت بنوك السالسل مع منو كبري حلجم البنوك التجارية ،و منو حجم األعمال
اليت متوهلا من أجل تقدمي خدماهتا إىل خمتلف فئات اجملتمع ،و هذه البنوك تعد نشاطها من خالل فتح سلسلة
متكاملة من الفروع ،و هي عبارة عن عدة بنوك منفصلة عن بعضها إداريا و لكن يشرف عليها مركز رئيسي واحد
يتوىل رسم السياسات العامة اليت تلتزم هبا كافة وحدات السلسلة ،كما ينسق األعمال و النشاط بني الوحدات
بعضها ببعض ،و ال يوجد هذا النوع من البنوك التجارية إال يف الواليات املتحدة األمريكية.
.2بنوك المجموعات :و هي أشبه بالشركات القابضة اليت تتوىل إنشاء عدة بنوك أو شركات مالية
فتملك معظم رأمساهلا و تشرف على سياستها و تقوم بتوجيهها ،و هلذا النوع من البنوك طابع احتكاري ،و قد
انتشرت مثل هذه البنوك يف الواليات املتحدة األمريكية و دول غرب أوربا.
.3البنوك الفردية :و هي منشآت صغرية ميلكها أفراد أو شركات أشخاص ،و يقتصر عملها يف الغالب
على منطقة صغرية أو تتميز عن باقي أنواع البنوك بأهنا تقتصر توظيف مواردها على أصول بالغة السيولة مثل
األوراق املالية و األوراق التجارية املخصومة ،و غري ذلك من األصول القابلة للتحويل إىل نقود يف وقت قصري و
بدون خسائر ،و يرجع السبب يف ذلك إىل أهنا ال تستطيع حتمل خماطر توزيع أمواهلا يف قروض متوسطة أو طويلة
األجل لصغر حجم مواردها.
تلعب البنوك دورا أساسيا لألعوان االقتصاديني ،إذ متثل الوسيط بني العارضني والطالبني باعتبارها مصدرا
رئيسيا لتمويل املشاريع االقتصادية واإلنتاجية للمؤسسات ،فهي تؤثر تأثريا قويا يف مجيع اجملاالت ،وهذا من خالل
1
األدوار الرئيسية اليت تقدمها واليت ميكن إجيازها فيما يلي:
يعترب البنك املركزي األداة الرئيسية لتنفيذ سياسة الدولة االقتصادية واليت تتحكم يف الكتلة النقدية وهذا عن
طريق الرقابة ،إذ يعمل جاهدا على عدم إحداث التضخم أو التقليص حجم النقد يف البالد.
-1منير إبراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،الطبعة الثالثة 2000ص.05
10
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
لتوضيح دور الوساطة الذي يقوم به البنك التجاري سنعرض باختصار الشكل التايل الذي يوضح دورة
تدفق األموال بني الوحدات اإلنتاجية وبني مجهور املستهلكني الذي ميثل العاملني يف تلك الوحدات ويشري
الشكل املذكور أن إىل النقود تتدفق من الوحدات اإلنتاجية إىل املستهلكني يف صورة أجور نقدية ،حيث يقوم
املستهلكني باستخدام تلك األجور يف شراء السلع واخلدمات اليت تنتجها تلك الوحدات و ذلك من خالل
الشكل التايل:
وسطاء
أجور نقدية
منير إبراهيم هندي ،إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي لحديث ،اإلسكندرية ،الطبعة الثالثة المصدر:
2000ص66.
تعترب البنوك التجارية من أهم البنوك اليت تقدم لزبائنها خدماهتا املصرفية دون متييز ،فهي تتيح للمدخرين
فرص متنوعة الستثمار مدخراهتم.
11
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
حىت يتمكن البنك التجاري من مزاولة نشاه البنكي حيتاج ايل التمويل الالزم لذلك يقوم دائما بالبحث عن
مصادر متويل جديدة وهذا حىت يستطيع القيام بوظائفه و اليت يقوم عليها نشاطه.
تنقسم وظائف البنك حسب طبيعتها إىل نوعني وظائف تقليدية تقوم مبزاولتها منذ ظهوره ،وأخرى حديثة
ظهرت بعد التطور الذي شهدته البنوك التجارية.
تتمثل الوظائف التقليدية و اليت اعتاد البنك القيام هبا منذ ظهورها فيما يلي:
.Iقبول الودائع
تعترب هذه الوظيفة من أقدم و أهم الوظائف ،حيث تتلقى البنوك التجارية الودائع من جهات و هيئات
خمتلفة ،إذ أهنا تعترب من أكثر مصادر األموال خصوبة ،و تشكل الودائع اجلزء األكرب من موارد البنوك وعليها
تتوقف الكثري من عمليات الوساطة البنكية كمنح القروض و إنشاء النقود.
وهناك عدة أنواع من الودائع البنكية تتمثل يف:
.1الودائع الجارية(تحت الطلب)
و هي من أهم الودائع النقدية ،وهي اليت يستطيع أصحاهبا السحب منها كليا أو جزئيا يف أي وقت ،و
نظرا ملا يقتضيه هذا النوع من الودائع من احتفاظ البنك يف خزانته بنقود كافية لدفع املبالغ املودعة ،فان البنك ال
يدفع عنها أية فائدة .و يقصد املودع هنا استخدام الوديعة كأداة لتسوية التزاماته عن طريق الشيكات أو أوامر
1
النقل املصريف و لذا يسلم املصرف عادة إىل املودع دفرت شيكات هلذا الغرض.
.2الودائع ألجل
-1عاشور أمال ،النظام البنكي من الطبيعة العمومية إلى خوصصة النشاط ،مذكرة لنيل شهادة ماستر أكاديمي ،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة 2015/2014 ،ص.25
12
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
وهي الودائع اليت يضعها أصحاهبا يف البنوك و يتفق على عدم اسرتدادها إال بعد اجل معني كستة أشهر
أو سنة ،و هذا النوع أكثر فائدة للبنك إذ يتمتع حبرية أوفر يف استعماهلا و لذا يكون سعر الفائدة فيها مرتفعا
نسيبا.1
.3ودائع بإخطار
هذا النوع من الودائع يتم فيه االتفاق بني املودع و البنك عند فتح احلساب على مدة بقائه لديه ،ال جيوز
سحبها فور انتهاء املدة إال بعد إخطار البنك بنية السحب قبل التاريخ احملدد لسحبها مبدة معينة.
.4ودائع التوفير
وهي متثل مدخرات يودعها أصحاهبا حلني احلاجة إليها بدال من تركها عاطلـة فـي خـزائنهم اخلاصة،
وتفويت فرصة احلصول على عائد مقابلها دون التضحية باعتبارها سيولـة ،حيث ميكـن السحب منها يف أي وقت
2
دون وجود قيود على السحب منها.
.IIتقديم القروض
وهو ما يعرف مبنح االئتمان حيث تقوم البنوك التجارية باإلقراض .ويعترب هذا األخري من املهام التقليدية
اليت تقوم هبا البنوك التجارية حيث تقوم مبنح رجال األعمال ائتمانا قصري األجل مما يعطيهم وسيلة دفع حاضرة
كاألوراق النقدية و الودائع حتت الطلب تستخدم يف متويل العمليات التجارية أو اإلنتاجية .يف مقابل هذه اخلدمة
اليت تؤديها البنوك التجارية و اليت يرتتب عنها ختليها عن بعض أمواهلا ملدة معينة هي مدة القرض فإهنا حتصل على
3
مبلغ ميثل نسبة معينة من مبلغ القرض و يسمى هذا املبلغ بالفائدة و حتصل هذه النسبة على أساس سنوي.
.1قروض بدون ضمان :متنح للمتعاملني الرئيسيني مع البنك كونه متأكد من مركزهم املايل ألن يف
األصل البنك التجاري ال يقدم قروض بدون ضمان.
.2قروض بضمانات مختلفة :و نذكر منها ما يلي
13
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
كالمها لتجنب خطر عدم التسديد حيث يلجأ البنك ملنح القرض بضمان حقيقي و هو أصل معني
للعميل حيث ال يرجعه له إال بعد أن يستعيد قيمة القرض الذي مينحه للعميل مع الفائدة.
هي تلك الوظائف اليت ظهرت نتيجة للتطورات املتالحقة يف البيئة االقتصادية احمليطة واليت جعلت البنوك
التجارية تطلع بوظائف من كل البنوك املتخصصة وبنوك االستثمار ،فضال عن تقدمي اخلدمات املتنوعة املستحدثة،
1
ومن أمثلة األنشطة غري التقليدية اليت تقوم هبا ما يلي:
.1الخدمات المصرفية االستثمارية :واليت تتضمن ثالث وظائف أساسية وتتعلق خبدمات تغطية
اإلصدارات اجلديدة ،خدمات تسويق املنتجات املالية باإلضافة إىل تقدمي خدمات االستشارات املالية ،وإنشاء
املشاريع االستثمارية ومتويلها ومتابعتها إداريا.
.2لقيام بالعمليات خارج الميزانية :وتتمثل هذه العمليات يف فتح االعتمادات املستندية وتقدمي
خطابات الضمان باإلضافة إىل التعامل يف املشتقات املالية.
.3خدمات وحدات الترست (:)Trustوتعين شراء وبيع األوراق املالية لصاحل الغري وكذا متابعتها
وتسيري حمافظ األوراق املالية وتقدمي االستشارة يف هذا اجملال .وتتم إدارة تلك العمليات يف ظل نظام متكامل
للمعلومات وباستخدام خرباء متخصصني يف عمليات االستثمار واهلندسة املالية.
.4إنشاء صناديق االستثمار وشركات رأس المال المخاطر :تقوم شركات رأس املال املخاطر
بتقدمي الدعم املايل والفين الالزمني للمشروعات الواعدة اليت تعمل يف جماالت استثمارية عالية املخاطر ،أمال يف
جين أرباح رأمسالية ذات معدل مرتفع يف األجلني املتوسط والطويل ،هذا فضال عن تقدمي االستثمارات املالية
الالزمة للمشروعات القائمة اليت تواجه صعوبات خاصة وتتوافر لديها إمكانيات ذاتية الستعادة منوها ،ولكنها يف
حاجة إىل إعادة هيكلة مالية مما يساعد على إعادة ترتيب أوضاع املشروع املتعثر.
14
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
.5تقديم التمويل التأجيري ) :(leasingيعترب التمويل التأجريي من عناصر دفع التنمية االقتصادية،
ووسيلة جديدة لتمويل املشروعات اليت تعاين من صعوبات مالية .وميكن للبنوك املسامهة يف نشاط التمويل
التأجريي من خالل املشاركة يف تأسيس شركات التمويل التأجريي أو القيام بإعداد الدراسات الالزمة هلذا النوع
من التمويل ،كذلك القيام بدور املستشار املايل واالقتصادي ألي من األطراف املشاركة ،فضال عن القيام
بعمليات الرتويج لصفقات التمويل التأجريي.
.6القيام بعمليات Factoringو :Forfaitingتعترب هذه العمليات من أهم عمليات
الوساطة املالية اليت تقدمها البنوك ،حيث تنصب على تقدمي جمموعة من اخلدمات من خالل تقييم اجلدارة
االئتمانية للمؤسسات ،فيقوم البنك بشراء الذمم املدينة سواء كانت كمبياالت ،سندات إذنية ،فواتري ...اخل،
املوجودة لدى املؤسسات الصناعية والتجارية اليت ترتاوح مدهتا ما بني 30يوما و 120يوما ،واليت تتوقع هذه
املؤسسات حتصيلها من مدينيها خالل السنة املالية ،وذلك هبدف توفري سيولة نقدية هلا دون احلاجة النتظار
تواريخ استحقاقها ،على أن تقوم البنوك املقدمة هلذه اخلدمة بتحصيل تلك احلقوق عند حلول تاريخ االستحقاق.
.7المساهمة في تنشيط سوق األوراق المالية :وذلك بقيام البنك باملسامهة يف إنشاء الشركات
اليت تعمل يف جمال األوراق املالية ودعمها والعمل على تطويرها .والقيام بتدوير حمافظ األوراق املالية لصاحلها
وإدارة حمافظ األوراق املالية لصاحل عمالئها.
.8إدارة ممتلكات وتركات العمالء :يوصي بعض العمالء البنوك بإدارة أعماهلم وممتلكاهتم ألوالدهم
القصر بعد وفاهتم أن إىل يبلغوا سن الرشد ،حمددين للبنك جماالت استثمار تلك األموال وكيفية التصرف بالعوائد،
وقد يتم ذلك أثناء حياة العميل لرييح نفسه من عناء االستثمار وليستفيد من خربة البنك يف هذا اجملال.
.9بيع الخدمات التأمينية :تقوم بعض البنوك ببيع خدمات التأمني مثلها مثل شركات التأمني ،وتكون
هذه اخلدمات أساسا مرتبطة ببعض اخلدمات املصرفية املقدمة للعميل لتظهر يف شكل حزمة أو خدمة متكاملة.
ميثل هذا اجلانب مصادر األموال اليت حيصل عليها البنك التجاري لتمويل أنشطته املختلفة اليت حيقق من
خالهلا األرباح اليت يسعى إىل تعظيمها إلرضاء محلة األسهم وتعزيز مركزه املايل .ويتم على أساس مصدر االلتزام
15
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
تصنيف خصوم البنك التجاري أو التزاماته إىل جمموعتني ،األوىل يطلق عليها املوارد الذاتية ألهنا متثل التزامات
1
البنك قبل أصحاب رأمساله ،و الثانية يطلق عليها املوارد اخلارجية ألهنا متثل التزامات البنك قبل الغري.
تشمل كل من رأس املال املدفوع وما يبقيه البنك من نواتج نشاطه يف شكل خمصصات ،احتياطات ،و
أرباح حمتجزة.
ميثل مسامهة أصحاب املشروع يف إنشاء البنك التجاري و أي إضافات أو ختفيضات قد تطرأ عليها يف
فرتات الحقة ،و ال ميثل إال جزءا ضئيال من املوارد املالية اليت ميكن للبنك أن يستخدمها يف مزاولة نشاطه ،و مع
ذلك فهو مؤشر عن متانة املركز املايل للبنك أو أساس الثقة اليت حيظى هبا يف الدوائر املالية و يرجع ذلك لألسباب
2
اآلتية:
إن إظهار مقدار ما أسهم به أصحاب البنك من أموال يعمل على خلق وزيادة ثقة العمالء يف البنك
التجاري يف بداية عمله و هو عامل مهم الطمئناهنم على ودائعهم.
يستخدم رأس املال املدفوع يف هتيئة ظروف العمل املناسب للبنك من مبان و أثاث ودفع مرتبات
املوظفني الدعاية و اإلعالن و ذلك حلني اشتهار البنك يف السوق و تزايد حجم معامالته.
يضطر البنك التجاري يف بداية عمله إىل تقدمي القروض من أمواله اخلاصة حلني كسب ثقة املودعني.
يستخدم البنك رأس املال املدفوع لتغطية جزء من االستثمارات طويلة األجل اليت يضطر البنك إىل
الدخول فيها و اليت ال يستطيع أن يقوم بتغطيتها كاملة من الودائع اليت يضطر البنك إىل الدخول فيها و اليت ال
يستطيع أن يقوم بتغطيتها كاملة من الودائع اليت تكون حتت الطلب أو آلجال قصرية.
يستخدم البنك رأس املال املدفع لتغطية ما قد يتعرض له من خسائر خالل مزاولته لنشاطه .
.2االحتياطات
16
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
تقتطع االحتياطات من األرباح ملقابلة طارئ حمدد حتديدا هنائيا وقت تكوين االحتياطي .االحتياطيات
وهي بأشكاهلا املختلفة تعترب مصدرا من مصادر التمويل الداخلية وأهنا من طبيعة رأس املال نفسها مبعىن أنه كلما
زادت االحتياطيات زاد ضمان وثقة املودعني يف البنك لألسباب اليت ذكرت يف رأس املال املدفوع وهي على
نوعني خاصة و قانونية.1
االحتياطي الخاص :وهو االحتياطي يكونه البنك من تلقاء نفسه من غري أن يفرضه عليه القانون
وهذا هبدف تدعيم املركز املايل للبنك يف مواجهة املتعاملني واجلمهور أو من أجل تاليف كل اخلسارة يف قيمة
أصول البنك
االحتياطي القانوني :وهو احتياطي يفرضه القانون و ينص على أن يكون بنسبة معينة من رأس املال
و القصد من تكوينه هو الوقاية ضد كل اخلسارة قد تنتج عن عمليات البنك .
.3المخصصات:
ويقصد هبا األرصدة اليت يتم حتميلها للنتيجة احملققة يف هناية الفرتة املالية وتكون هذه املخصصات يف
العادة جلعل القيمة الدفرتية لألصول مساوية للقيمة احلقيقية هلا يف تاريخ إعداد امليزانية طبقا ألسس التقييم
املتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول ومن أمثلة عن ذلك خمصصات الديون املشكوك فيها خمصصات
اهتالك األصول الثابتة خمصصات هبوط أسعار األوراق املالية.2
ومتثل الفارق بني األرباح اليت حققها البنك يف سنة معينة و األرباح اليت وزعها بالفعل على مسامهيه وهو
بند ذو طبيعة انتقالية يقيد فيه ما حيققه البنك من أرباح غري موزعة متهيدا لتوجيهها سواء كانت توزيعات على
املسامهني أو تدعيما لالحتياطي أو تغطية للخسارة .
وما ميكن اإلشارة إليه أنه إذا ما نظرنا إىل األمهية النسبية للموارد الذاتية للبنوك التجارية جندها ضئيلة
بالنسبة ملواردها الكلية األمر الذي يؤكد ضآلة أمهيتها كمصدر لتمويل استخدامات هذه البنوك كما أن هذا
17
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
يعكس تأثري البنوك التجارية على النشاط االقتصادي يف اجملتمع و الذي ميكن قياسه حبجم التسهيالت اليت
متنحها و االستثمارات اليت تقم هبا و الذي يفوق بكثري ذلك التأثري املستمد من مواردها الذاتية:1
وهي املوارد املالية اليت حيصل عليها البنك التجاري من غري املسامهني وهي متثل التزامات للغري وتنصرف
كلمة الغري إىل أي شخص طبيعي أو اعتباري يلتزم قبله البنك " حبق نقدي " ويكون هذا احلق النقدي يف شكل
2
وديعة أو قرض.
.1الودائع
متثل الودائع أهم مصدر ملوارد البنوك التجارية وهي تعرب عن حقوق املدعني قبل البنك نتيجة للقيام بعملية
اإليداع احلقيقي أو االئتمان و اإليداع احلقيقي يشمل إيداعات العمالء املباشرة من مدخراهتم أما اإليداع
االئتماين أو املشتق فيشمل الودائع اليت ختلقها البنوك التجارية يف جمموعها وهي أكثر بكثري جدا من الودائع
األصلية فالوديعة االئتمانية لبنك ما قد يكون مصدرها وديعة أصلية أو وديعة ائتمانية يف بنك أخر أو يف نفس
البنك عند حتويلها من املقرتض صاحب احلساب املفتوح إىل أحد عمالء البنك ومبكن تقسيم الودائع بصفة عامة
إىل األنواع التالية :
-1أسامة كامل وعبد الغني حامد ،النقود و البنوك ،مؤسسة لورد العالمية للشؤون الجامعية ،البحرين ،2006 ،ص.110
-2مخلوفي عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص.16- 15
18
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
أ -الودائع الجارية أو تحت الطلب :تظهر هذه الودائع يف شكل حسابات جارية حيتفظ هبا العمالء
لدى البنوك التجارية ،وهي قابلة للسحب مباشرة عند الطلب وبدون سابق إخطار من العميل .ومييل العمالء إىل
االحتفاظ بالودائع حتت الطلب لدى البنوك التجارية لعدة اعتبارات منها:
البنك مكان أمني حلفظ أمواهلم ومحايتها تع من رضها للسرقة أو الضياع.
سهولة الدفع بالشيكات بدال من الدفع النقدي.
البنك جهة منظمة يقوم بتنظيم احلسابات والرقابة عليها حبيث يقدم للعميل سجل كامل
بإراداته ومسحوباته.
يف العادة ال يقوم البنك التجاري بدفع أية فوائد على مثل هذه الودائع ،بل على العكس من ذلك حتتسب
البنوك لنفسها رسوما ضئيلة حتصلها من املودعني لتغطية بعض املصروفات اخلاصة باالحتفاظ وتسيري هذه الودائع
ب -الودائع ألجل :وهي الودائع اليت حتتوي على ما يودع بالبنوك التجارية لفرتات زمنية معينة وال يلتزم
البنك بدفعها إال بعد امليعاد احملدد من قبل .ومن وجهة نظر العميل فهي متثل مدخرات يتم استثمارها لفرتات
معينة مقابل احلصول على عائد مضمون يتمثل يف الفائدة ،وال ميكن له السحب من هذه الوديعة إال بعد انقضاء
الفرتة املتفق عليها.
ت -الودائع بإخطار :وهي عبارة عن أموال مودعة لدى البنك التجاري ال حيق ألصحاهبا السحب
منها إال بعد إخطار البنك بفرتة حتدد عند اإليداع وباملقابل يدفع البنك فائدة على هذه الودائع.
ث -الودائع االدخارية :وتسمى أيضا ودائع التوفري ،وهي متثل مدخرات يودعها أصحاهبا حلني
احلاجة إليها بدال من تركها عاطلة يف خزائنهم اخلاصة وتفويت فرصة احلصول على عائد مقابلها دون التضحية
باعتبار السيولة ،حيث ميكن السحب منها أي يف وقت.
ج -الودائع المجمدة :متثل مبالغ يودعها العمالء كغطاء لعمليات مصرفية تقوم البنوك هبا حلساهبم،
كالتغطية على عمليات االعتمادات املستندية ،خطابات الضمان والكفالة .ومن الواضح أن جتميد هذه املبالغ
يعطي للبنك فرصة استغالهلا وذلك على ضوء الظروف والعوامل اليت حتكم مدة بقائها جممدة لديه.
.2شيكات حواالت و اعتمادات دورية مستحقة الدفع
وهي عبارة عن التزامات أو ذمم على البنك ،يكون البنك ملزما بتسديدها عند تاريخ استحقاقها.
19
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
ميثل هذا املورد التزامات على البنك التجاري قبل البنوك األخرى ،كما أنه ميثل أحد مصادر التمويل اليت
يلجأ إليها البنك ملواجهة الزيادة الطارئة يف طلب األفراد على نقود الودائع .ويعترب جلوء البنك إىل مثل هذا
االقرتاض طارئا سرعان ما يزول بزوال األسباب الداعية له.
البنك املركزي هو بنك البنوك وهو املق ِرض األخري للبنوك التجارية عند احتياجها إىل أموال سائلة ملواجهة
ُ
الطلب املتزايد ألسباب متنوعة مثل العوامل املومسية .أن غري البنك املركزي ال يعطي البنوك التجارية حق االقرتاض
يف أي وقت وبدون ضوابط ،أنه بل يقوم بدراسة طلبات القروض حىت يتسىن له االقتناع بتصرفات البنك التجاري
ووجاهة احتياجه ومعرفة مدى انضباطه وتنفيذه للتعليمات الصادرة عن البنك املركزي.
ميثل هذا اجلانب استخدامات األموال اليت حيصل عليها البنك التجاري من مصادر التمويل املختلفة واليت
حتكم طبيعتها النقدية نوع ومنط توزيع هذه االستخدامات ،كما يالحظ أن قيد التوفيق بني عاملي الرحبية والسيولة
يفرض على البنك التجاري منطا معينا هليكل االستخدامات ينشد معه حتقيق أعلى معدل ممكن للربح مع
احملافظة على أنسب مركز سيولة إىل جانب ختفيض مستوى املخاطرة إىل حدوده الدنيا املمكنة .فهدف حتقيق
الربح بالنسبة للبنك التجاري يدفعه إىل عدم ترك موارده النقدية عاطلة ال تدر عائدا ،بل يتعني عليه أن يوظفها يف
1
خمتلف االستخدامات املمكنة واليت ميكن تقسيمها على حسب درجة سيولتها إىل:
20
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
ويطلق عليها السيولة من الدرجة األوىل ،وميثلها من أصول البنك النقود احلاضرة اليت حيتفظ هبا البنك يف
خزائنه ،واليت تأخذ شكل األوراق النقدية ،وذلك باإلضافة ما إىل يزيد من أرصدة البنك املودعة لدى البنك
املركزي عن حد الرصيد الدائن الذي يلتزم باالحتفاظ به لديه ،والودائع حتت الطلب اليت حيتفظ هبا البنك لدى
البنوك التجارية األخرى ،وأخريا الشيكات حتت التحصيل من هذه البنوك لصاحل البنك.
يطلق عليها السيولة من الدرجة الثانية ،وهي نوعيات من التوظيف قصري األجل ذات سيولة مرتفعة ،حيث
ميكن حتويلها إىل نقدية يف أسرع وقت وبأقل جهد ونفقة ممكنة .وهي حتقق هدفا مزدوجا :السيولة املرتفعة لضمان
السداد واالسرتداد من جهة ،وحتقيق العائد من االستغالل من جهة أخرى ،ومن أمثلة تلك األصول أذونات
اخلزانة واألوراق احلكومية قصرية األجل ،واألوراق التجارية املخصومة ،و القبوالت املصرفية.
.3القروض
النشاط الرئيسي للبنك التجاري هو منح القروض أو االئتمان أما .األولوية املعطاة للسيولة من الدرجة
األوىل من أو الدرجة الثانية ،فاملقصود منها عملية توظيف بسيط ،ذات عائد متواضع ،تضمن للبنك إمكانية
السداد ومواجهة طلبات السحب يف أما .حال القروض ،فاألمر يتعلق بتوظيف حقيقي ،حيقق عائدا مناسبا
ولكنه يف الوقت نفسه ميثل خطورة معينة .فالقروض اليت مينحها البنك لعمالئه حيصل يف مقابلها على سعر فائدة
جمزي حيتسب على أساس مدة وطبيعة وقيمة القرض ،كما تكون هذه القروض يف شكل نقود قانونية ،ضمان،
اعتمادات مستندية ...اخل.
خيصص البنك نسبة معينة من أمواله لتوظيفها يف شراء األوراق املالية من أسهم وسندات ،وهي متثل سيولة
من الدرجة الثالثة يصعب حتويلها إىل سيولة من الدرجة ألوىل ،حيث حتتاج إىل الوقت واجلهد وتكون عرضة
للتقلبات يف القيمة وهي تنطوي على احتماالت اخلسارة والربح .ومتثل توظيفات طويلة األجل.
.5األصول الثابتة
21
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
هذه األصول وإن كانت عقيمة يف حد ذاهتا ،أهنا إال تعترب ضرورية لقيام البنك بوظائفه ،وتتمثل األصول
الثابتة يف املباين اليت ميارس فيها البنك نشاطه ،واألدوات واملعدات اليت يستخدمها ،باإلضافة إىل بعض األصول
األخرى اليت هلا صلة وثيقة بعمليات اإلقراض ،مثل خمازن البنك اليت حيتفظ هبا ببعض أنواع الضمانات العينية اليت
تكون حبوزته .و تعترب األصول الثابتة من أقل األصول سيولة ومعظمها ال ميكن تصفيته إال يف حالة تصفية البنك.
نظرا للتطور الذي شهده القطاع املصريف باإلضافة إىل تطور وتوسع نشاط البنوك التجارية قد صاحبه ظهور
مشاكل جديدة تعرقل وهتدد هذه البنوك أال و هي املخاطر املصرفية فمع كل ظهور ملعامالت جديدة تتجلى
خماطر هلذه املعامالت ،وها ما دفع اإلدارات اليت تسري البنوك التفكري و البحث عن سبل فعالة ملواجهة هذه
املخاطر مما أدى إىل ظهور إدارة املخاطر املصرفية اليت تتمثل مهمتها األساسية يف حتديد املخاطر و دراستها حماولة
إجياد حلول هلا ،وهذا ما سنتطرق له يف هذا املبحث.
تعد املخاطر املصرفية العدو األول للبنوك التجارية حبيث هتدد نشاطها و استمراريتها مما قد حيول بينها وبني
هدفها األساسي إال و هو حتقيق اكرب قدر ممكن من األرباح .
شهدت املخاطر املصرفية بدورها عدة تطورات خالل السنوات ،كما أن هلا عدة تعاريف نذكرها فيما
يلي.
إن ما مييز البيئة املصرفية خالل فرتة السبعينات هو االستقرار الذي كان نتيجة تضافر عدة عوامل ساعدت
على حتقيقه .فقد كانت الصناعة ختضع للتنظيم القانوين ،والعمليات املصرفية التجارية كانت تقوم أساسا على
جتميع املوارد واالقرتاض .كما أن حمدودية املنافسة سهلت على حتقيق رحبية معتربة ومستقرة ،فضال على أن اهليئات
22
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
التنظيمية كانت منشغلة بسالمة الصناعة والسيطرة على قوة خلق النقود اخلاصة هبا ،هذا باإلضافة إىل كون حوافز
1
التغيري واملنافسة كانت منخفضة.
أما ابتداًء من مطلع الثمانينات ،سجلت موجات من التغيري اجلذري يف الصناعة ،األمر الذي أدى إىل
اتساع وتنوع املنتجات واخلدمات املصرفية ،وابتكار منتجات جديدة باستمرار خاصة من أولئك العاملني يف
األسواق املالية ،كما نشط البحث عن فرص ومنتجات سوقية جديدة ،حيث تطورت خدمات القيمة املضافة مثل
متلك األصول ومتويل املشروعات وبطاقة االئتمان واملشتقات مبعدل سريع ،كما دخلت البنوك جماالت أعمال
جديدة وواجهت خماطر جديدة ،وتناقصت احلصة السوقية للوساطة مع منو أسواق رأس املال ،واشتدت املنافسة
داخل احلصص السوقية القائمة.
إن موجات التغيري املسجلة آنذاك ولدت املخاطر املصرفية وزادت من حدهتا خاصة مع اشتداد املنافسة
وابتكار منتجات جديدة والتحول من الصريفة التجارية إىل أسواق رأس املال ،وازدياد تقلب األسواق واختفاء
العوائق واحلواجز القدمية اليت حدت من نطاق عمليات خمتلف املؤسسات املالية ،بعبارة أخرى أن زيادة حدة
املخاطر بشكل كبري يف العصور احلديثة يرجع أساسا إىل أمرين مرتبطني بطبيعة االقتصاد احلديث ،ومها :زيادة
معدالت التغيري يف احلياة االقتصادية من ناحية ،وزيادة معدالت الرتابط والتداخل بني قطاعات االقتصاد من
ناحية أخرى.
وعلى اعتبار أن قطاع البنوك حيتل مكانة متميزة داخل القطاع املايل ،حيث يعترب من أقدم املؤسسات املالية
وأكثرها انتشاًرا ،فضال عن صلته املباشرة بنظم املدفوعات وإدارة حركة النقود اليت متثل احملرك األساسي للنشاط
االقتصادي ،فقد انصب االهتمام العاملي على كيفية تنظيم وترشيد إدارة البنوك للمخاطر والذي بات من أهم
اهتمامات اجملتمع الدويل.2
تعددت التعاريف و اختلفت باختالف وجهات النظر ،ومن أهم هذه التعاريف ما يلي:
-1عبد العال حماد ،إدارة المخاطر :أفراد ،إدارات ،شركات ،بنوك ،الدار الجامعية ،القاهرة، 2003 ،ص.194
-2نجار حياة ،إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقية بازل ،أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،جامعة فرحات عباس ،سطيف،
، 2014- 2013ص.48
23
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
املخاطر هي درجة االختالفات يف التدفق النقدي الفعلي للمقرتح االستثماري عن التدفق النقدي املقدر
أو املتوقع .
احتمالية تعرض البنك إىل خسائر غري متوقعة و غري خمطط هلا أو تذبذب العائد املتوقع على استثمار ما
مبا قد يؤثر على حتقيق أهداف البنك و على تنفيذها بنجاح و قد تؤدي يف حال عدم التمكن من السيطرة عليها
و على أثارها إىل القضاء على البنك و إفالسه .
احتمالية تعرض البنك إىل خسائر غري متوقعة وغري خمطط هلا فضالً عن تذبذب العائد املتوقع على
استثمار معني «.
من خالل التعاريف السابقة ميكن إعطاء تعريف شامل و هو » :املخاطر بشكل عام هي إحدى نتائج
حالة عدم التأكد و اليت تقاس من خالل االحنراف عن العائد املتوقع و املخاطر يف البنك تنشأ نتيجة أي عملية
أو قرار ائتماين ينطوي على حالة عدم التأكد فيما يتعلق بالعائد«.
-نقص التنوع.
-نقص السيولة.
-إرادة البنك يف التعرض للمخاطر.
إن هذه املصادر الثالثة متصلة وتؤثر على بعضها البعض ،حيث ميكن اعتبار إرادة البنوك يف التعرض
للمخاطر املربر األساسي للفوائد اليت جتنيها .فكلما كانت املخاطر احمليطة مبنح القروض كبرية ،كلما كان العائد
املتوقع منه كبريا .لذلك من املمكن أن تتعرض البنوك إىل املخاطر هبدف تعظيم العائد.
املخاطر املصرفية ناجتة عن مصدرين ،كما أن هناك عدة عوامل تأثر على املخاطر ميكن ذكها تاليا.
24
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
.1المخاطر النظامية
تعرف املخاطرة النظامية بأهنا ":تلك املخاطر اليت تؤدي إىل تقلب العائد املتوقع لكافة االستثمارات
1
القائمة أو املقرتحة يف كافة املؤسسات".
و يطلق عليها املخاطر العامة وهي تأثر بشكل مباشر على النظام املصريف ككل ألهنا مرتبطة حبالة عدم
التأكد و التنبؤ الدقيق مبا يستجد من أحداث و تطورات مستقبلية ،نتيجة عوامل يصعب التحكم فيها
مثل :زيادة حدة التضخم والتوجه حنو العوملة املصرفية باإلضافة إىل اشتداد املنافسة ما بني البنوك و غريها.
وهي تعين "أن البنوك تتعرض إىل نوع يف املخاطر بسبب جمموعة متغريات هامة أدت إىل زيادة املخاطر اليت
تتعرض هلا البنوك بشكل عام حبيث ال تتمكن من أن تتجنبها ألهنا وليدة عوامل يصعب التحكم فيها أو التنبؤ
2
باحتماالت حصوهلا".
وهي عبارة عن املخاطرة املتبقية اليت تنفرد هبا مؤسسة بنكية أو صناعة ما ،أو هي ذلك اجلزء من املخاطرة
الكلية اليت تنفرد هبا ورقة مالية معينة .وهي تنشأ عادة نتيجة ظروف معينة مثل ضعف إدارة البنك ،اإلضرابات
العمالية ،األخطاء اإلدارية وتغري أذواق العمالء نتيجة ظهور منتجات جديدة مما يؤثر على عوائد البنك.
3
وبالتايل فإن املخاطر اخلاصة ميكن التنبؤ هبا على حنو مستقل ،وميكن كتابتها يف شكل معادلة كما يلي:
25
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
وهي خماطر خاصة الرتباطها باملخاطر الداخلية للبنك ،وميكن جتنب هذا النوع من املخاطر بالتنويع يف
احملفظة االستثمارية للبنك.
.1التغيرات القانونية واإلشرافية :تعترب هذه التغريات داعمة ملعايري إدارة االئتمان السليمة .كما أن
وضع رقابة رمسية على مركز املخاطرة يعكس نوع املعايري اليت تلتزم بتطبيقها اإلدارة البنكية.
.2تذبذب العوامل الخارجية :إن التغريات والتقلبات يف أسعار الفائدة وأسعار الصرف تؤثر بشكل
كبري على ميزانية املؤسسات ،حيث أهنا قد حتحول أرباحها إىل خسائر ،كما أهنا تؤثر على خزينة البنك ،وذلك
ألن البنك حساس للتغريات يف أسعار الفائدة.
.3إن بعض النشاطات المالية للبنك ال تظهر في الميزانية على شكل أصول أو التزامات
بالرغم أن لها أثر واضح على عوائد ومخاطر البنوك ،و تتمثل هذه النشاطات يف:
• تلك النشاطات اليت تدر أرباحا أو مصاريف دون امتالك أصول أو خلق التزامات ،مثال ذلك عمل
البنك كسمسار حيث يتقاضى أجراً على توفري األموال لطالبيها دون منح قروض أو زيادة الودائع لديه ،أو أن
حيصل على أجر لقاء قيامه بإدارة النقد دون احلاجة إىل أصول أو ترتيب التزامات.
• التعهدات أو االلتزامات الطارئة ،وهو ما يقصد به تعهد البنك بالقيام بعمل معني مستقبال
مقابل أجر يتقاضاه.
.4الضغوط التنافسية :إن البيئة التنافسية اليت تعمل هبا البنوك تؤثر بشكل مباشر أو غري مباشر على
املخاطرة .وعليه فإن البنوك تعد نفسها ملواجهة املنافسة.
26
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
.5التطورات التكنولوجية :إن التطورات اليت حتصل يف حقل تكنولوجيا املعلومات تؤثر على العملية
الكلية اليت تشمل حتديد ،قياس وإدارة املخاطر .حيث تعترب التكنولوجيا من العوامل الرئيسية اليت تساهم يف حتديد
مزايا املنافسة بني املؤسسات املختلفة ،كما أن حتليل وإدارة املخاطر مبنيان على أساس معاجلة املعلومات.
وبالتايل فإن فعالية وسالمة قرارات البنك تتوقف على قدرته على معرفة املخاطر وحتديد طبيعتها والتكيف
معها وهو ما يستوجب من البنك ضرورة معرفة خمتلف األنواع الرئيسية للمخاطر املصرفية وحتديد مصادرها ،حىت
يتمكن متخذ القرار من الوصول إىل قرارات سليمة وموضوعية.
أوال :المخاطر المالية :تتضمن مجيع املخاطر املتصلة بإدارة موجودات و مطلوبات البنك و هذا
النوع من اخلاطر يتطلب رقابة و إشراف مستمرين من قبل إدارات البنوك وفقا لتوجه و حركة السوق و األوضاع
االقتصادية و االرتباط باألطراف األخرى ذات العالقة و حتقق البنوك بإدارة هذه املخاطر رحبا أو خسارة ومن أهم
أنواع اخلاطر املالية ما يلي :
.1المخاطر االئتمانية :وهي اخلسائر املالية احملتملة الناجتة عن عدم قيام العميل بالوفاء بالتزاماته جتاه
البنك بالوقت احملدد واليت يتأثر هبا إيرادات البنك و رأمساله وتعترب القروض أهم مصادر خماطر االئتمان وتعترب
هذه املخاطر من أهم املخاطر اليت تواجه البنوك.
.2مخاطر السيولة :هي املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا البنك جراء تدفق غري متوقع لودائع عمالئه
للخارج بسبب تغري مفاجئ يف سلوك املودعني ،ومثل هذا الوضع ميكن أن يفرض على البنك نشاطاً غري اعتيادي
يف التمويل قصري األجل إلعادة متويل الفجوة النامجة عن نقص السيولة يف السوق بأسعار مرتفعة.
.3مخاطر السوق :وتنتج هذه املخاطر بسبب التغري العام يف األسعار ويف السياسات على مستوى
االقتصاد ككل ،أما خماطر السوق اخلاصة فتنشأ عندما يكون هناك تغري يف أسعار أصول أو أدوات متداولة بعينها
نتيجة ظروف خاصة هبا وتنقسم خماطر السوق إىل:
27
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
مخاطر سعر الفائدة :يقصد بسعر الفائدة سعر إجيار النقود ،أما خماطر سعر الفائدة فهي املخاطر
اليت تنشأ عن تقلبات أسعار الفائدة مما قد يؤدي إىل حتقيق خسائر ملموسة للبنك يف حالة عدم اتساق أجال
إعادة تسعري من كل االلتزامات واألصول .وتتصاعد هذه املخاطر يف حالة عدم توافر نظام معلومات يتيح ما
يلي:
الوقوف على معدالت تكلفة االلتزامات ومعدالت العائد على األصول
حتديد مقدار الفجوة بني األصول وااللتزامات من حيث إعادة التسعري ومدى احلساسية ملتغريات أسعار
الفائدة.
مخاطر أسعار الصرف :وهي املخاطر الناجتة عن التعامل بالعمالت األجنبية وحدوث تذبذب
يف أسعار العمالت تنتج عنه خسائر للبنك ويكون يف هذا حال كون من جزء ميزانية البنك حمررا بعمالت أجنبية
حبيث يرتتب عن ذلك ربح أو خسارة يؤثر على النتائج املصرفية ،وعموما يرتبط خطر الصرف بعمليات االسترياد
والتصدير املقيمة بالعملة األجنبية.
مخاطر أسعار األوراق المالية :هي خماطر احتمالية تعرض البنك خلسائر بسبب التقلبات يف
األسعار السوقية للسندات واألسهم .ويعترب قياس خماطر األسعار يف غاية األمهية من أجل إدراك اخلسائر احملتملة
والتأكد أن من هذه اخلسائر ال تؤثر بشكل كبري على رأس املال .
ثانيا :مخاطر التشغيل :تعترب خماطر التشغيل من املستجدات يف عامل إدارة املخاطر احلديثة ،وهي
تعين اخلسارة الناجتة عن الفشل يف النشاط الداخلي وإجراءات الرقابة .يشمل هذا النوع املخـاطر العملية املتولدة
من العمليات اليومية للمؤسسة ،وال يتضمن عادة فرصة للربح ،فاملؤسسة أن إما حتقق خسارة وإما ال حتققها و ،
عدم ظهور أية خسائر للعمليات ال يعين عدم وجود هذه املخاطر ،ومن املهم لإلدارة العليا التأكد من وجود
برنامج لتقومي حتليل خماطر العمليات.
فاملخاطر النامجة عن عدم كفاية أنظمة املعلومات ،الفشل التقين ،خمالفة أنظمة الرقابة ،االختالس،التزوير،
تزييف العمالت ،السرقة والسطو ،اجلرائم اإللكرتونية والكوارث الطبيعية مجيعها خسائر غري متوقعة تدخل ضمن
خانة املخاطر التشغيلية.
28
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
1
ومن أهم أنواع املخاطر التشغيلية ما يلي:
.1االحتيال الداخلي :تلك األفعال اليت هتدف إىل الغش أو إساءة استعمال املمتلكات أو التحايل
على القانون واللوائح التنظيمية أو سياسة البنك من قبل مسئوليه أو العاملني فيه
.2االحتيال الخارجي :أي األفعال اليت يقوم هبا طرف ثالث من النوع الذي يهدف إىل الغش أو
إساءة استعمال املمتلكات أو التحايل على القانون.
.3ممارسات العمل واألمان الوظيفي :هي األحداث املرتبطة بعالقات املوظفني مثل مطالبات
التعويض من املوظفني النامجة عن التفريق والتمييز يف املعاملة والفصل اجلائر من الوظيفة ،وخرق قواعد األمن
والسالمة أو األعمال اليت ينتج عنها دفع تعويضات عن إصابات شخصية واملطالبات الوظيفية األخرى.
.4الممارسات المتعلقة بالعمالء و المنتجات واألعمال :اخلسائر الناجتة عن اإلخفاق غري
املتعمد أو الناتج عن اإلمهال يف الوفاء بااللتزامات املهنية جتاه العمالء.
.5األضرار في الموجودات المادية :اخلسائر أو األضرار اليت تلحق باملوجودات املادية جراء كارثة
طبيعية أي أو أحداث أخرى.
.6توقف العمل والخلل في األنظمة :اخلسائر الناجتة أي عن تعطيل يف األعمال أو يف خلل
األنظمة مبا فيها أنظمة احلاسوب واالتصاالت.
.7التنفيذ وإدارة المعامالت :اخلسائر الناجتة عن اإلخفاق يف تنفيذ املعامالت يف أو إدارة العمليات
والعالقات مع األطراف األخرى.
ثالثا :مخاطر األعمال :تتعرض البنوك يف جمال عملها للعديد من املخاطر أمهها:
.1المخاطر القانونية :و يقصد هبا حدوث التزام غري متوقع أو فقد جانب من قيمة أصل نتيجة عدم
توافر رأي قانوين سليم أو عدم كفاية املستندات القانونية .كما ميكن أن تنشأ هذه املخاطر يف حالة انتهاك
القوانني أو القواعد أو الضوابط املقررة خاصة تلك املتعلقة مبكافحة غسيل األموال ،أو نتيجة عدم التحديد
الواضح للحقوق وااللتزامات القانونية الناجتة عن العمليات املصرفية االلكرتونية ،ومن ذلك عدم وضوح مدى توافر
29
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
قواعد حلماية املستهلكني يف بعض الدول أو عدم املعرفة القانونية لبعض االتفاقات املربمة باستخدام وسائل
الوساطة االلكرتونية.
.2مخاطر االلتزامات :ويقصد هبا تعرض البنك لعقوبات سواء يف شكل جزاءات مالية أو احلرمان من
ممارسة نشاط معني نتيجة ارتكابه خمالفات .
.3المخاطر اإلستراتيجية :هي تلك املخاطر احلالية واملستقبلية اليت ميكن أن يكون هلا تأثري على
إيرادات البنك وعلى رأس ،ماله نتيجة الختاذ قرارات خاطئة أو التنفيذ اخلاطئ للقرارات وعدم التجاوب املناسب
مع التغريات يف القطاع املصريف ،ويتحمل جملس إدارة البنك املسؤولية الكاملة عن املخاطر اإلسرتاتيجية وكذلك
إدارة البنك العليا اليت تتمثل مسؤوليتها يف ضمان وجود إدارة خماطر إسرتاتيجية مناسبة للبنك.
.4مخاطر السمعة :وهـي املخـاطر الناجتـة عـن تـوفر رأي عـام سـليب اجتـاه البنـك ،نتيجـة عـدم قدرتـه علـى
تق ـ ـ ــدمي خدماتـ ـ ـ ــه البنكي ـ ـ ــة وفـ ـ ـ ــق مع ـ ـ ــايري األمـ ـ ـ ــان ،السـ ـ ـ ـرية والدقـ ـ ـ ـ ــة مـ ـ ـ ـ ــع االس ـ ـ ـ ــتمرارية واالسـ ـ ـ ـ ــتجابة الفوري ـ ـ ـ ــة
الحتياجات ومتطلبات الزبائن.
أصبحت إدارة املخاطر من أهم متطلبات البنوك التجارية بسبب دورها اهلام و هذا ما سنتطرق له يف هذا
املطلب من خالل ذكر مفهومها و تعديد خصائصها و حتديد أهدافها كما يلي:
ميكن تعريف إدارة املخاطر ":بأهنا تعترب إدارة للرقابة والتحكم يف املخاطر املختلفة حبثا عن حتقيق
1
العالقة املثلى للعائد واملخاطرة ".
عــرف معهــد املــدققني الــداخليني إدارة املخــاطر على أهنا" :عمليــة حتديــد ،تقيــيم ،إدارة ،ومراقبــة
األحــداث أو الظروف و ذلك هبدف تزويد اإلدارة بتأكيد معقول فيما يتعلق بإجناز وحتقيق أهداف املؤسسة
1
املخطط هلا ".
30
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
" إدارة املخاطر هي نظام متكامل وشامل لتهيئة البيئة املناسبة واألدوات الالزمة لتوقع ودراسة املخاطر
احملتملة وحتديدها وقياسها وحتديد مقدار آثارها احملتملة على أعمال املصرف وأصوله وإيراداته ووضع اخلطط
املناسبة ملا يلزم وميكن القيام به لتجنب هذه املخاطر أو لكبحها والسيطرة عليها وضبطها للتخفيف من آثارها
2
إن مل ميكن القضاء على مصادرها ".
كما عرفها معهد إدارة املخاطر على أهنا " اجلزء األساسي يف اإلدارة اإلسرتاتيجية يل مؤسسة ،فهي
اإلجراءات اليت تتبعها املؤسسات بشكل منظم ملواجهة األخطار املصاحبة ألنشطها ،هبدف حتقيق املزايا املستدامة
من كل نشاط و من حمفظة كل نشاط ".3
من خالل ما سبق ميكن إعطاء تعريف شامل إلدارة املخاطر" هي وسيلة وعملية تقوم بتوقع و حتديد
املخاطر و التعرف عليها و تقييمها و قياسها ملواجهتها وحماولة التقليل منها أو جتنبها و هذا من أجل ضمان
تنفيذ اسرتاتيجيات املؤسسة و حتقيق أهدافها املسطرة".
إلدارة املخاطر عدة خصائص تتميز هبا كما أن هلا أمهية كبرية الستمرارية املؤسسة.
معظم املخاطر اليت قد تتعرض هلا املؤسسات هي املخاطر املالية بالدرجة األوىل ،مثل خماطر اإلفالس.
تتنـوع هـذه املخـاطر حسـب جمـال ختصـص كـل مؤسسـة ،وتشـرتك املؤسسـات املاليـة عمومـا يف ثالثـة
خمـاطر هامة هي :خماطر السوق ،خماطر االئتمان وخماطر السيولة.
متتاز إدارة املخاطر بقدرة تنبؤية خصوصا يف جمال حتديد اخلسائر ،مما يقـود املؤسسـات إىل البحـث
الـدائم عن البديل األمثل للتخلص ،أو التخفيض من اخلسائر وآثارها إىل أدىن حد ممكن.
-1سعودي حفصية ،فعالية وأداء وظيفة المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر بالمؤسسة االقتصادية دراسة ميدانية ،مذكرة لنيل
شهادة ماستر في علوم التسيير ،جامعة حمه لخضر بالوادي ، 2015-2014 ،ص.38
-2شعبان فرج ،العمليات المصرفية و إدارة المخاطر ،محاضرات لطلبة الماستر ،جامعة البويرة ، 2014-2013 ،ص.77
-3سعودي حفصية ،مرجع سابق ذكره ،ص.38
-4هيفاء غانية ،إدارة المخاطر المصرفية على ضوء مقررات بازل 2و ، 3مذكرة لنيل شهادة ماستر في مالية وبنوك ،جامعة حمه
لخضر بالوادي، 2015-2014 ،ص.17
31
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
متتاز إدارة املخاطر بأهنا تعمل على إجياد احللول فيما يتعلق بكيفية مواجهة املخاطر ،و التعامل معها،
أو حتويلها باستخدام األساليب املتاحة ،أو ابتكار األدوات واألساليب اجلديدة مثل :املشتقات املالية.
املخاطر اليت تواجه خمتلف األنشطة اليت تقوم هبا املؤسسات تنعكس بالضرورة على حقوقها والتزاماهتا
بصــورة ســلبية أو إجيابيــة ،وتتميــز إدارة املخــاطر يف هــذا اجلانــب بوجــود ارتبــاط قــوي بينهــا ،وبــني بــاقي الوظائف،
واألنظمة األخرى املوجودة داخل املؤسسة مثل :مراقبة التسيري ،وإدارة األصول واخلصوم .
32
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
إحكام الرقابة والسيطرة على املخاطر يف األنشطة أو األعمال اليت ترتبط باألوراق املالية والتسهيالت
االئتمانية وغريها من أدوات االستثمار.
حتديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع املخاطر وعلى مجيع مستوياهتا.
العمل على احلد من اخلسائر وتقليلها إىل أدىن حد ممكن وتأمينها من خالل الرقابة الفورية أو من
خالل حتويلها إىل جهات خارجية.
عداد الدراسات قبل اخلسائر أو بعدها وذلك بغرض منع أو تقليل اخلسائر احملتملة ،مع حتديد أية
خماطر يتعني السيطرة عليها واستخدام األدوات اليت تعود إىل دفع حدوثها ،أو تكرار مثل هذه املخاطر.
محاية االستثمارات وذلك من خالل محاية قدرهتا الدائمة على توليد األرباح رغم أي خسائر عارضة.
إن إدارة املخاطر والتخطيط الستمرارية العمل مها عمليتني مربوطتني مع بعضيهما البعض وال جيوز
فصلهما ،حيث أن عملية إدارة املخاطر توفر الكثري من املدخالت لعملية التخطيط الستمرارية العمل.
تقوم إدارة املخاطر بوضع تقارير دورية بشأن حجم املخاطر اليت يتعرض هلا االستثمار.
ومنه ميكن القول أن كل أهداف إدارة املخاطر تندرج حتت عملية البحث عن مجيع املخاطر ودراستها
وحتديد آثارها وطرق السيطرة عليها ،والعمل على إجياد طرق جديدة فاعلة ومناسبة للتخفيف منها وحلها
ومعاجلتها.
ليكون عمل إدارة املخاطر صحيحا و سليما جيب توفر مبادئ ترتكز عليها كما أنه جيب استخدام عدة
أدوات ضرورية و إتباع مراحل معينة نتطرق إليها كما يلي:
أن يكون لدى كل بنك جلنة مستقلة تسمى جلنة إدارة املخاطر هتتم بإعداد السياسة العامة أما اإلدارة
املتخصصة إلدارة املخاطر فتتوىل تنفيذ تلك السياسات ،كما تقوم مبراقبة وقياس املخاطر بشكل دوري.
33
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
تعيني مسئول خماطر لكل نوع من املخاطر الرئيسية تكون لديه خربة كافية يف اجملال املصريف.
وضـع نظـام حمـدد لقيـاس ومراقبـة املخـاطر يف كـل بنـك لتحديـد مسـتوى كـل نـوع مـن املخـاطر الـيت ميكـن
قياسها وبشكل دقيق ملعرفة وحتديد تأثريها على رحبية البنك ومالءتـه الرأمساليـة وحتديـد األسـقف االحرتازيـة
لالئتمان والسيولة والسوق.
تقييم موجودات كل بنك وخاصة االستثمارية كمبدأ أساسي لقياس املخاطر والرحبية.
استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة املخاطر ووضع ضوابط أمان مالئمة هلا.
ضرورة وجود وحدة تدقيق داخلي مستقلة بالبنوك تتبع جملس اإلدارة بالبنك مباشرة وتقـوم بالتـدقيق
جلميـع
أعمال البنك مبا فيها إدارة املخاطر.
تقـع مسؤولية إدارة املخاطر بشكل أساسي على عاتق جملس اإلدارة لكل بنك ،الذي يعده املسامهني
املسئولني عن أعمال البنك ،وهو ما يستوجب فهم املخاطر اليت يواجهها التأكد من أهنا تدار بأسلوب فعال و
كفء.
على جملس اإلدارة إقرار إسرتاتيجية إدارة املخاطر وتشجيع القائمني على اإلدارة إىل قبول وأخذ املخاطر
بعقالنية يف إطار هذه السياسات والعمل على جتنب املخاطر اليت يصعب عليهم تقييمها.
وضع ضوابط أمان جلميع األنظمة املعلوماتية الرئيسة لكل بنك من أجل احلفاظ على صحة وسالمة
وسرية املعلومات.
وضع خطط للطوارئ معززة بإجراءات وقائية ضد األزمات يتم املوافقة عليها من قبل املسئولني للتأكد
من أن البنك قادر على حتمل أي أزمة.
توجد عدة تقنيات و أساليب تعتمد عليها إدارة املخاطر املصرفية ،وختتلف هذه التقنيات باختالف نوع
1
املخاطر ،و ميكن ذكرها كما يلي:
34
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
يتم حتاشي املخاطرة عندما يرفض الفرد أو املنظمة قبوهلا حىت ولو للحظة ،ألن التعرض للمخاطرة غري
مسموح له بأن يدخل حيز الوجود ،ويتحقق ذلك عن طريق جمرد عدم القيام بالعمل أو االستثمار املنشئ
املخاطرة فإذا أراد عدم املخاطرة يفقد مدخراته يف مشروع فيه جمازفة عليه أن خيتار مشروعا ينطوي على خماطرة
أقل وإذا أرادت حتاشي املخاطرة املرتبطة حبيازة ملكية ال يشرتي األمالك بل استئجارها بدال من ذلك وإذا كان
من احملتمل أن يكون استخدام منتج ما( املقصود هنا منتوج مايل :سهم أو سند) حمفوفا باملخاطرة فال يلجأ
لذلك.
ويعد تفادي املخاطرة أحد أساليب التعامل مع املخاطرة ولكنه تقنية سالبة وليست إجيابية وهلذا السبب
يكون أحيانا مدخال غري مرضي للتعامل مع خماطر كثرية فلو استخدم تفادي املخاطر بشكل مكثف حلرمت
املؤسسات أو املستثمرين من فرص كثرية لتحقيق الربح و لرمبا عجزوا عن حتقيق أهدافهم.
.2تقليل المخاطرة
األوىل من خالل منع املخاطرة والتحكم فيها ومثلها يف ذلك برامج السالمة وتدابري منع اخلسارة سوى
أمثلة حملاوالت التعامل مع املخاطرة عن طريق منع حدوث اخلسارة أو تقليل فرص حدوثها وهو نفس الشيء
بالنسبة للمخاطر املالية.
بعض التقنيات يكون اهلدف منها منع حدوث اخلسارة على حيث أن البعض اآلخر يكون اهلدف منه
التحكم يف شدة اخلسارة إذا وقعت .و يقال أن منع اخلسارة هو الوسيلة األكثر مرغوبة للتعامل مع املخاطرة فإذا
أمكن القضاء متاما على احتمال اخلسارة فإن املخاطرة سيتم القضاء عليها أيضا .و مع ذلك فإن منع حدوث
اخلسارة ميكن أيضا أن يكون مدخال للتعامل مع املخاطرة فمهما حاولت واجتهدت يف احملاولة لن تستطيع أبدا
أن متنع مجيع اخلسائر ،باإلضافة إىل ذلك فإنه يف بعض األحيان قد يكلف منع اخلسائر أكثر من اخلسائر نفسها.
و املخاطرة ميكن أيضا تقليلها بشكل إمجايل من خالل استخدام قانون األعداد الكبرية فعن طريق دمج
عدد كبري من وحدات التعرض ميكن التوصل لتقديرات دقيقة بشكل معقول للخسائر املستقبلية جملموعة ما .و
بناءا على هذه التقديرات ميكن ملنظمة مثل شركة تأمني أن تفرتض إمكانية حدوث خسارة نتيجة ملثل هذا
التعرض وال تواجه بعد نفس احتمال اخلسارة نفسها.
35
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
.3االحتفاظ بالمخاطرة
رمبا يكون االحتفاظ باملخاطرة األسلوب األكثر شيوعا للتعامل مع املخاطرة فاملنظمات تواجه عددا غري
حمدود تقريبا من املخاطر ويف معظم األحوال ال يتم القيام بشيء حياهلا وعندما ال يتم اختاذ إجراء اجيايب لتفادي
املخاطرة أو تقليلها أو حتويلها يتم بذلك االحتفاظ باحتمال اخلسارة الذي تنطوي عليه تلك املخاطرة.
واالحتفاظ باملخاطرة قد يكون شعوريا أو ال شعوريا ويتم االحتفاظ الشعوري أو الواعي باملخاطرة عندما ال يتم
إدراك املخاطرة فيتم استفاؤها ال شعوريا ،ويف هذه احلاالت حيتفظ الشخص املعرض للمخاطرة بالعواقب املالية
للخسارة احملتملة دون إدراك أنه يفعل ذلك.
كما قد يكون االحتفاظ باملخاطرة طوعيا أو غري طوعي ويتميز االحتفاظ الطوعي باملخاطرة بإدراك وجود
املخاطرة ووجود اتفاق أو موافقة ضمنية على حتمل اخلسائر ذات الصلة ويتم اختاذ قرار االحتفاظ مبخاطرة ما
طوعية ألنه ال توجد بدائل أخرى أكثر جاذبية ،أما االحتفاظ غري الطوعي باملخاطرة فيحدث عندما يتم
االحتفاظ ال شعوريا باملخاطرة وأيضا عندما ال يكون باإلمكان حتاشي املخاطرة أو حتويلها أو اإلقالل منها.
واالحتفاظ باملخاطرة أسلوب مشروع للتعامل مع املخاطرة بل أنه يكون يف بعض احلاالت الطريقة
األفضل ،وجيب على كل منظمة أن تقرر أي املخاطر جيب أن حتتفظ هبا وأيها ينبغي عليها أن تتفاداها أو حتوهلا
بناءا على هامش االحتماالت اخلاص هبا أو قدرهتا على حتمل اخلسارة .فاخلسارة اليت قد تكون كارثة مالية
بالنسبة ملنظمة ما أو مستثمر وقد يسهل حتملها بالنسبة ألخرى أو مستثمر آخر وكقاعدة عامة فإن املخاطرة اليت
1
ينبغي االحتفاظ هبا هي تلك اليت تؤدي إىل خسائر معينة صغرية نسبيا.
.4تحويل المخاطرة
من املمكن نقل أو حتويل املخاطرة من شخص إىل شخص آخر أكثر استعداد لتحملها وميكن
استخدام أسلوب التحويل يف التعامل مع كل من املخاطر ومن األمثلة املمتازة الستخدام تقنية التحويل للتعامل
36
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
مع املخاطر التحوط فهو وسيلة من وسائل حتويل املخاطر املالية ويتم بالشراء والبيع من أجل التسليم املستقبلي
لألصول املالية اجلاري التعامل هبا .ويقوم املتعاملون واملعاجلون وفقا له (التحوط) حبماية أنفسهم من حدوث
تراجع أو اخنفاض يف سعر السوق بني وقت شرائهم ملنتج مايل ما ووقت بيعهم له .وهو عبارة عن تزامن البيع
والشراء بغرض التسليم الفوري مع الشراء أو البيع بغرض التسليم املستقبلي.
وغالبا ما يتم حتويل املخاطرة من خالل عقود ،ويعد اتفاق harmless holdالذي يتحمل مبقتضاه
شخص مسؤولية شخص آخر عن اخلسارة مثاال ملثل هذا التحويل .على سبيل املثال أيضا ميكن حتويل املخاطرة
عن طريق التأمني ،ففي مقابل دفع مبلغ حمدد )قسط التأمني( يسدده أحد الطرفني ،يوافق الطرف الثاين على
تعويض الطرف األول حىت مبلغ معني عن اخلسارة احملددة اجلائزة احلدوث.
.5اقتسام المخاطرة
يعد اقتسام املخاطرة حالة خاصة لتحويل املخاطرة وهو أيضا صورة من صور االحتفاظ باملخاطر وعندما
يتم اقتسام املخاطرة يتم حتويل احتمال اخلسارة من الفرد إىل اجملموعة ،ومع ذلك فاالقتسام أحد صور االحتفاظ
الذي يتم يف ظله االحتفاظ باملخاطرة احملولة إىل اجملموعة إىل جانب خماطر أفراد اجملموعة اآلخرين .ويعد التأمني
أداة أخرى هتدف للتعامل مع املخاطرة من خالل االقتسام حيث أنه إحدى خصائص وسيلة التأمني هي اقتسام
املخاطرة بواسطة أفراد اجملموعة
تعتمد إدارة املخاطر على جمموعة من اخلطوات و اليت جيب إتباعها يف عملها ملواجهة املخاطر ،وميكن
1
حتديد هذه اخلطوات يف املراحل األساسية التالية:
تعترب اخلطوة األوىل يف إدارة املخاطر هي حتديدها ،حيث أن كل منتج أو خدمة يقدمها البنك تنطوي على
خماطر عدة ،مثال يف حال منح قرض فإنه ينجم عنه أربعة خماطر وهي خماطر االئتمان ،خماطر سعر الفائدة ،خماطر
37
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
السيولة ،واملخاطر التشغيلية .وعليه فإن حتديد املخاطر جيب ي أن كون عملية مستمرة من أجل فهم وإدراك
املخاطر على مستوى كل عملية أو نشاط من أنشطة البنك.
يتم بعد حتديد املخاطر اليت قد يتعرض هلا البنك قياس مستوى هذه املخاطر ،حبيث جيب األخذ باالعتبار
عند القياس أن كل نوع من املخاطر له ثالثة أبعاد وهي حجم املخاطر ،مدهتا واحتمالية حدوثه .و لذلك فإن
القياس الصحيح للمخاطر والذي يتم يف الوقت املناسب يعترب امرأ بالغ األمهية يف عملية إدارة املخاطر.
بعد حتديد املخاطر وقياسها يتم وضع املعايري املناسبة لضبط هذه املخاطر ،مبعىن آخر ،جتنب أو ختفيض
اخلسائر احملتملة اليت يتعرض هلا البنك لدى ممارسته أنشطته املختلفة ،ويتحقق ذلك من خالل ثالث طرق
أساسية:
تعترب هذه اخلطوة جوهرية يف إدارة املخاطر كوهنا تبقي إدارة البنك قادرة على السيطرة على املخاطر اليت
يواجهها البنك ،حيث أن جيب يتوفر نظام معلومات قادر على حتديد وقياس املخاطر بدقة و يف الوقت نفسه
قادر على مراقبة التغيريات املهمة يف وضع املخاطر لدى البنك.
لقد أولت جلنة بازل للرقابة املصرفية اهتماما كبريا إلدارة املخاطر املصرفية وجتلى هذا االهتمام من خالل
التعاون الدويل يف جمال الرقابة واإلشراف على البنوك وهذا عن طريق االهتمام بأنظمتها والرقابة عليها وإدارة
38
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
املخاطر اليت هتددها ،وقد جتلت عن هذا التعاون اتفاقيات و مقررات أصدرهتا اللجنة مسيت مبقررات جلنة بازل I
و IIو III
وجه العلماء يف جمال البنوك اهتماما كبريا حبجم رأس املال خصوصا أنه يعترب أول دفاع عند تعرض البنك
للخسائر نتيجة العمليات اليت من خالهلا يوظف أمواله والت ال ختلو من اخلطر ،لذلك وجب البحث عن بل هلذا
املشكل الكبري و هذا ما توج مبعايري اتفاقية بازل .Iو هذا ما سنتطرق له تاليا:
بالرغم من التطور الذي طرأ على اتفاقيات بازل منذ نشأهتا و تعددت مفاهيمها اال أهنا تصب يف نفس
اهلدف أال و هو محاية رأس مال البنوك.
يف ظل كل األزمات واملخاطر اليت مست القطاع املصريف العاملي واليت أدت إىل إفالس بعض البنوك العاملية
بدأ التفكرييف البحث عن آليات ملواجهة تلك املخاطر ،وإجياد فكر مشرتك بني البنوك املركزية يف خمتلف دول
العامل يقوم على التنسيق بني سلطاهتا الرقابية للتقليل من املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك ،ونتيجة لذلك تشكلت
جلنة بازل أو بال للرقابة املصرفية من جمموعة الدول الصناعية العشر يف هناية 1974حتت إشراف بنك التسويات
الدولية مبدينة بازل بسويسرا حتت مسمى جلنة القواعد وممارسات الرقابة على العمليات البنكية وذلك من طرف
حمافظي البنوك املركزية هلذه الدول.
أصدرت هذه اللجنة أول معيار هلا للرقابة املصرفية يف عام 1988أطلق عليه معيار املالءة املصرفية
(كفاية رأس املال) أو معيار كوك (اسم رئيس اللجنة) ،وطلب من البنوك االلتزام به عام1992
39
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
تأسست جلنة بازل للرقابة املصرفية حتت مسمى "جلنة األنظمة املصرفية واملمارسات الرقابية ،من طرف
حمافظي البنوك املركزية لدول اجملموعة العشرة مع هناية 1974م حتت إشراف بنك التسويات الدولية مبدينة بازل
بسويسرا .ويقتصر أعضاؤها على مسئولني من هيئات الرقابة املصرفية ومن البنوك املركزية للدول الصناعية الكربى
املتمثلة يف كل من (:بلجيكا ،كندا ،فرنسا ،أملانيا ،إيطاليا ،اليابان ،هولندا ،سويسرا ،السويد ،بريطانيا ،إسبانيا،
1
لوكسمبورغ والواليات املتحدة األمريكية).
جلنة بازل هي جلنة استشارية فنية ال تستند إىل أية اتفاقية دولية وإمنا أنشئت مبقتضى قرار من حمافظي
البنوك املركزية للدول الصناعية .جتتمع هذه اللجنة أربع مرات سنويا وتساعدها فرق عمل مكونة من فنيني لدراسة
خمتلف جوانب الرقابة على البنوك .استطاعت هذه اللجنة أن تساهم بقدر كبري يف إعطاء إطار دويل للرقابة
املصرفية وإجياد فكر مشرتك بني البنوك املركزية يف دول العامل املختلفة يقوم على التنسيق بني خمتلف السلطات
الرقابية والتفكري يف إجياد آليات ملواجهة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إدراكا منها بأمهية وخطورة القطاع املصريف.
2
وبذلك أصبحت هذه اللجنة متثل حجر األساس للتعاون الدويل يف جمال الرقابة املصرفية.
3
ثالثا :أهداف لجنة بازل:
تعترب جلنة بازل منذ إنشائها ملتقى التعاون للدول األعضاء يف جمال الرقابة البنكية .فهي هتدف بشكل عام
وعلى املستوى الدويل ،إىل تعزيز نوعية وفعالية الرقابة البنكية وذلك من خالل حتديد ثالثة حماور للتدخل هي:
املسامهة يف تقوية استقرار النظام املصريف الدويل وخاصة بعد تفاقم أزمة املديونية اخلارجية يف الدول
النامية بسبب توسع البنوك الدولية خاصة األمريكية منها اليت تورطت يف ديون منفردة أو معدومة يف دول أمريكا
الالتينية وآسيا وإفريقيا مما اضطرها إىل إسقاط الديون أو وتريقها.
1
- www.arablaw.org/download/banking_instr_capital_jo.doc
-2نجار حياة ،المرجع السابق ،ص94
-3نجار حياة ،نفس المرجع السابق ،ص95
40
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
إزالة مصدر رئيسي للمنافسة غري املتكافئة بني البنوك يف األسواق الدولية ،واملتمثل يف الفروق يف
املتطلبات الرقابية الوطنية بشأن رأس املال املصريف ،ما دفع جلنة بازل إىل التأكيد على ضرورة توافر العدالة
والتناسق يف تطبيق نسب كفاية رأس املال.
العمل على إجياد آليات للتكيف مع التغريات املصرفية العاملية ويف مقدمتها العوملة املالية ،مبا يف ذلك
التشريعات واللوائح واملعوقات اليت حتد من اتساع وتعميق النشاط املصريف للبنوك عرب أحناء العامل يف ظل الثورة
التكنولوجية واملعرفية.
حتسني األساليب الفنية للرقابة على أعمال البنوك وتسهيل عملية تداول املعلومات حول تلك
األساليب بني السلطات النقدية املختلفة.
ما ميكن استخالصه يف األخري أن جلنة بازل هي جلنة للرقابة املصرفية الدولية عملت منذ تأسيسها على
إقرار معيار دويل موحد لكفاية رأس املال للداللة على مكانة املركز املايل للبنك ويقوي ثقة املودعني فيه من جهة،
وتقليل املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك من جهة أخرى
بعد سلسلة من االجتماعات توصلت اللجنة إىل إعداد تقريرها األول الذي استهدف حتقيق التوافق يف
األنظمة واملمارسات الرقابية الوطنية ،فيما يتعلق بقياس كفاية رأس املال واملعيار الواجب تطبيقه يف املصارف اليت
متارس األعمال الدولية ويف يوم 1987/12/10،أقر احملافظون املركزيون ذلك التقرير واتفقوا على توجيهه للنشر
والتوزيع على الدول األعضاء يف اجملموعة ،لكي تدرسه املصارف املركزية خالل مدة 6أشهر .وأجنزت تقريرها
النهائي بعد دراسة ما وردها من توصيات وآراء وقدمته يف جويلية 1988،حيث مت إقراره من قبل جملس احملافظني
2
باسم اتفاق بازل .1وقد ركزت هذه االتفاقية على اجلوانب التالية:
41
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
هتدف االتفاقية إىل حساب احلدود الدنيا لرأس املال أخذا يف االعتبار املخاطر االئتمانية أساسا ،باإلضافة
إىل مراعاة خماطر الدول إىل حد ما ومل يشمل معيار كفاية امل رأس املال كما جاء باالتفاقية عام 1988مواجهة
املخاطر األخرى ،مثل خماطر سعر الفائدة خماطر سعر الصرف و خماطر االستثمار يف األوراق املالية.
حيث مت تركيز االهتمام على نوعية األصول ومستوى املخصصات اليت جيب تكوينها لألصول أو الديون
املشكوك يف حتصيلها وغريها من املخصصات ،وذلك ألنه ال يكمن تصور أن يفوق معيار رأس املال لدى بنك
من البنوك احلد األدىن.
ثالثا :تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية
تم تصنيف الدول يف ضوء تقرير اللجنة إىل جمموعتني ،على النحو التايل:
المجموعة األولى :وهي جممـوعة الدول ذات املخاطر املتدنية ،وتضم جمموعتني فرعيتني مها:
-الدول األعضاء يف جلنة بازل جمموعة العشرة ،يضاف إىل ذلك دولتان مها :سويسرا واململكة العربية
السعودية.
-الدول اليت قامت بعقد بعض الرتتيبات االقرتاضية خاصة مع صندوق النقد الدويل وهي :اسرتاليا،
النمسا ،فنلندا ،اليونان ،أيسلندا ،ايرلندا ،نيوزلندا ،النرويج ،الربتغال ،السعودية وتركيا .وتضم هذه جمموعة دول
منظمة التعاون االقتصادي والتنمية OECDودول ذات ترتيبات خاصة مع صندوق النقد الدويل.
المجموعة الثانية :وهي جمموعة الدول ذات املخاطر العالية وتشمل كل دول العامل اليت مل تذكر يف
اجملموعة األوىل ،وتضم مجيع الدول اإلسالمية باستثناء السعودية وتركيا.
42
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
إن الوزن الرتجيحي خيتلف باختالف األصل من جهة ،وكذلك اختالف امللتزم باألصل أي املدين من جهة
1
أخرى .فعند حساب معيار كفاية رأس املال ،ترجح خماطر األصل من خالل مخسة أوزان هي:
وإلتاحة قدر من املرونة يف جمال التطبيق للدول املختلفة ،فقد تركت اللجنة للسلطات النقدية احمللية حرية
اختيار وحتديد بعض أوزان املخاطر كما أن إعطاء وزن خماطر ألصل ما ال يعين أنه أصل مشكوك يف حتصيله
بذات الدرجة ،وإمنا هو أسلوب ترجيحي للتفرقة بني أصل وآخر حسب درجة املخاطر بعد تكوين املخصصات
الالزمة و اجلدول املوايل يعكس لنا أوزان املخاطرة حسب أصناف األصول
43
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
جدول رقــم( :)1-1أوزان المخاطرة حسب أصناف األصول داخل الميزانية العمومية للبنك
-املطلوبات من مؤسسات القطاع العام احمللية والقروض املضمونة من قبلها (باستثناء صفر ،% 50 ،%20 ،%10 ،أ
احلكومة املركزية)؛ % 100حسب تقدير السلطة.
-مطلوبات من بنوك مرخصة يف دول ()OCDEأو قروض مضمونة من قبلها. ب
-املطلوبات من بنوك التنمية عابرة األمم مثل البنك الدويل ،بنك التنمية اإلفريقي ،بنك أ
التنمية األسيوي ،بنوك االستثمار األورويب واالحتاد الدويل لبنوك التنمية) واملطلوبات املضمونة
أو املعززة بضمانات األوراق املالية الصادرة عن تلك البنوك؛
-املطلوبات من البنوك املسجلة يف( )OCDEوالقروض املضمونة من قبل هذه البنوك؛ ب
-املطلوبات من البنوك يف أقطار خارج دول ( )OCDEواليت بقي من استحقاقاهتا أقل
من سنة ،والقروض املضمونة من البنوك املسجلة خارجOCDEواليت تبقى من أجلها سنة ج %20
واحدة؛
-مطلوبات من مؤسسات القطاع العام غري املسجلة يف()OCDEباستثناء احلكومة د
املركزية ،والقروض املضمونة من قبل تلك املؤسسات.
- -القروض املضمونة بالكامل برهونات على العقارات السكنية املشغولة أو اليت سوف أ % 50
تشغل من قبل املقرتض ،أو تلك املؤجرة.
-مطلوبات من القطاع اخلاص؛ أ
-مطلوبات من البنوك املسجلة خارج()OCDEوبقي على استحقاقها أكثر من سنة؛ ب
-مطلوبات من احلكومات املركزية لدول خارج ( )OCDEما مل تكون بالعملة احمللية؛ ج
-املوجودات الثابتة مثل املباين واآلالت واملعدات وغريها؛ د % 100
-العقارات واالستثمارات األخرى؛ ه
-األدوات الرأمسالية الصادرة من قبل بنوك أخرى( ما مل تكن مطروحة من رأس املال). و
-مجيع املوجودات األخرى. ي
المصدر :طارق عبد العال حماد ،دليل المستثمر إلى بورصة األوراق المالية ،المكتب العربي ،القاهرة،2000 ،
ص.139-138
44
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
1
خامسا :مكونات رأس المال المصرفي :يتم حتديد كفاية رأس املال حسب توصيات بازل Iوفق:
-ربط احتياطات رأس املال لدى البنك باألخطار الناجتة عن أنشطته املختلفة ،بغض النظر
عما إذا كانت متضمنة يف ميزانية البنك أو خارج ميزانيته.
-تقسيم رأس املال إىل جمموعتني أو شرحيتني مها:
رأس املال األساسي :ويتكون من حقوق املسامهني واالحتياطات املعلنة واالحتياطات العامة والقانونية
إضافة إىل األرباح احملتجزة .وعند حساب كفاية رأس املال تستبعد الشهرة واالستثمارات املتبادلة يف رؤوس أموال
البنوك.
رأس املال املساند (التكميلي) :ويشمل االحتياطات غري املعلنة ،احتياطات إعادة التقييم ،احتياطات
مواجهة ديون متعثرة ،اإلقراض متوسط األجل من املسامهني واألوراق املالية (األسهم والسندات اليت تتحول إىل
أسهم بعد فرتة ) .كما جتدر اإلشارة أنه تفرض قيود على رأس املال املسانـد هي:
أن ال يتعدى رأس املـال املساند % 200من عناصـر رأس املال األساسـي.
إخضـاع احتياطات إعادة التقيـيم إىل خصـم نسبة % 22من قيمتـه.
أن يكون احلد األقصى للمخصصات املكونة ملواجهة أي خماطر غري حمددة %2.12من األصول
وااللتزامات العرضية اخلطرة مرجحـة بأوزان.
أن يكون احلد األقصى للقروض املساندة %20من رأس املال األساسي هبدف عدم تركيز االعتماد
على هذه القروض.
وهبذا ،فإن معيار كوك للمالءة املصرفية حسب مقررات جلنة بازل Iهو معدل كفاية رأس املال
الذي حيسب بالصيغة التالية:
45
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
1
الفرع الثالث :تعديل اتفاقية بازل I
إن أول تعديل مس اتفاقية بازل1كان يف أفريل ،1995حيث أصدرت جلنة بازل لإلشراف املصريف
جمموعة من املقرتحات لتطبيق معايري رأس املال بإدخال خماطر السوق اليت تتحملها البنوك.ويف هذا اإلطار
وضعت اللجنة خطة للسماح للبنوك باستخدام مناذج داخلية لقياس خماطر السوق واليت ختتلف من بنك
آلخر،كبديل الستخدام القياس املوحد .واعتربت اللجنة أن االستحداث الذي جاء به التعديل يف اتفاق رأس املال
هو خطوة ضرورية حنو تقوية النظام املصريف العاملي واألسواق املالية بشكل عام ،وأنه يوفر ضمانات رأمسالية صرحية
وحمددة ضد خماطر األسعار اليت تتعرض هلا البنوك خاصة الناشئة منها ،أثناء ممارستها ألنشطتها املختلفة.
باإلضافة لذلك منحت البنوك املرونة يف التطبيق ،إذ تعطي هذه االتفاقية للبنوك حرية اختيار مناهج مبسطة أو
أكثر تعقيدا حسب حجم البنوك وقدرهتا على التعامل مع تلك املخاطر.
وبالرغم أن تعديل 1995أبقى على نفس املالءة املصرفية كما ورد يف بازل ،1أي أنه أدخل بعض
التعديل على مكونات النسبة كما يلي:
مسح للبنوك بإصدار دين متأخر الرتبة قصري األجل ليدخل ضمن الشرحية الثالثة لرأس املال،وذلك
ملواجهة جزء من خماطرها السوقية ،وهبذا يصبح رأس املال اإلمجايل يتكون من:
رأس المال اإلجمالي=الشريحة األولى )رأس المال المدفوع +االحتياطات +األرباح المحتجزة ( +
الشريحة الثانية)رأس المال المساند (+الشريحة الثالثة )الدين متأخر الرتبة قصير األجل(.
أن يكون على شكل قروض مساندة هلا فرتة استحقاق أصلية ال تقل عن السنتني ،وأن تكون يف حدود
%25من رأس مال البنك )الشرحية األوىل(املخصص لدعم املخاطر السوقية؛
أن يكون صاحلا لتغطية املخاطر السوقية فقط مبا يف ذلك خماطر الصرف األجنيب؛
جيوز استبدال عناصر الشرحية الثانية بالشرحية الثالثة من رأس املال وذلك حىت تضمن احلد وهو.%25
اخلضوع لنص التجميد الذي ينص على عدم جواز دفع الفائدة أو أصل الدين إذا كان ذلك سوف
خيفض رأس مال البنك إىل حد أدىن من متطلباته الرأمسالية؛
إن تكون الشرحية األوىل من رأس املال اكرب أو تساوي الشرحية الثانية والشرحية الثالثة معا.
46
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
وعليه ،حتدد الصيغة الرأمسالية بعد إدخال خماطر السوق يف احتساب معدل كفاية رأس املال بالبنوك ،على
النحو التايل:
اقرتحت جلنة بازل سنة 1999إطارا جديدا حلساب معدل كفاية رأس املال بدل النسبة اليت جاءت يف
االتفاقية األوىل حبيث يأخذ بعني االعتبار معامل املخاطرة يف ميزانيات البنوك ،وفصلت أكثر يف هذا اإلطار
بتاريخ 16جانفي 2001مع انتظار آراء وتعليقات ومالحظات اهليئات املعنية واملختصة كصندوق النقد
الدويل( )FMIإىل غاية هناية شهر ماي 2001كحد أقصى حىت تصدر النسخة النهائية هلا قبل هناية عام
2001إال أهنا تأخرت بسبب كثرة املالحظات عليها حىت جوان 2004وأصبحت جاهزة وقابلة للتنفيذ بدءا
1
من هذا التاريخ إىل غاية هناية . 2006
-1هيفاء غانية ،إدارة المخاطر المصرفية على ضوء مقررات بازل 2و 3دراسة ميدانية ،مرجع سابق ذكره.ص.39
-2نفس املرجع السابق ،ص.39
47
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
كذلك من أهم مزايا اتفاقية بازل الثانية أهنا تشجع على إدارة املخاطر من خالل متطلبات رأس املال احلساسة
للمخاطر اليت تواجهها؛
هتدف هذه االتفاقية إىل إنشاء طريقة أكثر مشولية يف معاجلة املخاطر.
حددت املتطلبات الدنيا لرأس املال الرقايب ،أي حجم رأس املال الذي جيب على البنوك تأمينه لتغطية
املخاطر واليت تبلغ %8من جممل املوجودات املوجودة املوزونة باملخاطر إال أن اإلطار اجلديد يعترب أكثر مشوال يف
معاجلة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك ،حبيث يقدم املقرتح اجلديـد طـرق ومـداخل تـرتاوح بني البسيط واملعقـد
بالنسـبة ألساليب قياس املخاطر ،هـذا وقد صنفت جلنة بازل املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إىل ثالث جمموعـات
رئيـسية وهي املخاطر االئتمانية ،خماطر التشـغيل وخماطر السوق ،وعلى هذا األساس حيسب معدل كفاية رأس
املال كما يلي:
هذه الركيزة خاصة مبتابعة السلطات اإلشرافية لكفاية رأس املال والرقابة عليها وتستند إىل أربعة مبادئ
رئيسية وهي:
المبدأ األول :يتعني قيام البنوك بعملية تقييم شاملة ملدى كفاية وتناسب رأس املال مع حجم وطبيعة
املخاطر اليت تواجهها؛
48
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
المبدأ الثاني :ينبغي ع لى املراقبني أن يقوموا مبراجعة وتقييم التقديرات الداخلية للبنوك بشأن كفاية رأس
املال باإلضافة إىل قدرهتا على اإلشراف وضمان التزامها مبعدالت رأس املال وينبغي على املراقبني أن يتخذوا ما
يروه من إجراءات رقابية يف احلاالت اليت تستلزم ذلك؛
المبدأ الثالث :ينبغي على املراقبني أن يتوقعوا قيام البنوك بتحقيق مستويات من رأس املال أعلـى مـن
احلـدود الـدنيا الواجب االحتفاظ هبا وان يكون هلؤالء املراقبني القدرة على مطالبة البنوك بتوفري أية احتياجات
إضافية مطلوبة من رأس املال؛
المبدأ الرابع :ينبغي على املراقبني التدخل يف مراحل مبكرة ملنع اخنفاض رأس مال البنك عن احلدود
الدنيا الواجب االحتفاظ هبا وهلم أن يطلبوا اختاذ اإلجراءات الالزمة لعالج جوانب القصور وحبيث يتم استيفاء
نسب رأس املال املطلوب على وجه السرعة.
إن هدف انضباط السوق هو التزام البنوك بنشر البيانات اخلاصة بأساليب تقدير املخاطر وفقا لظروف
السوق ،مما يؤكد دور السوق يف تقدير املخاطر ،فلجنة بازل من خالل هذه الركيزة تسعى إىل تعزيز الشفافية
واإلفصاح ،وجتدر اإلشارة إىل أنه لتحقيق االنضباط الفعال لسوق جيب أن يتوفر نظام دقيق وسريع للمعلومات
ميكن االع تماد عليه حىت تستطيع األطراف املشاركة يف السوق تقييم أداء املؤسسات ومدى كفاءهتا وقدرهتا على
أدارة املخاطر إدارة املخاطر ،ولقد شددت جلنة بازل يف توصيتها على ضرورة إعالم املشاركني يف السوق مبدى
مالئمة األموال اخلاصة ملخاطر البنك وكذلك مناهج املراقبة الداخلية املستعملة من طرف البنوك.
49
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
المصدر :املالمح األساسية التفاقية بازل IIو الدول النامية ،سلسلة أوراق عمل ،صندوق النقد العريب ،أبو ظيب2004،
،ص18
50
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
متيزت اتفاقية بازل IIمبجموعة من اخلصائص عن االتفاقيات األخرى كما أهنا ظهرت بعض االختالفات
بينها و بني بازل .I
.1نظرة متكاملة للمخاطر :جاء التعديل اجلديد التفاقية كفاية رأس املال ،منطلقا من فكرة أوسع
للمخاطر ،وأن األمر ليس جمرد ضمان حد أدىن ملستلزمات رأس املال بل أن هناك ضرورة لنظرة أوسع
للمخاطر تتجاوز جمرد خماطر االئتمان إلدخال املظاهر األخرى للمخاطر وخباصة خماطر التشغيل ،فضال
عن أن التعامل مع املخاطر ال يقتصر على جمرد توفري حد أدىن من رأس املال بل يتطلب مراعاة منظومة
كاملة من مبادئ اإلدارة السليمة للبنك والتحقق من الوفاء هبا ،ومن هنا أضاف اتفاق بازل IIالدعامة
الثانية املتعلقة بعمليات املراجعة الرقابية.
.2حساسية أكبر للسوق في تقدير المخاطر :جاء اتفاق بازل IIإلضفاء مزيد من االحتكام
لتقدير السوق هلذه املخاطر ،فالفكرة الرئيسية ملفهوم املخاطر وفق التعديل ،هو أهنا أصبحت أكثر
حساسية لتقديرات السوق ،فمع مراعاة املبادئ األساسية للرقابة الفعالة على البنوك ظهرت فكرة رأس
املال االقتصادي واليت متكن البنك من حتديد مدى كفاية رأس املال استنادا إىل مستوى املخاطر
املتوقعة.
.3إلغاء التمييز مع زيادة المرونة :عمدت اللجنة إىل إلغاء التمييز بني الدول فاملخاطر هي املخاطر
أينما كانت ،والسوق وحدها هي األكثر قدرة على تقديرها ،وذلك عن طريق توفري املزيد من املرونة
أمام البنوك يف تطبيقها ملعايري كفاية رأس املال اجلديد ،واستمرار ملنطق توفري أكرب قدر من املرونة ملراعاة
ظروف الدول والبنوك ،ومتثل التعددية يف األساليب املتاحة ليس فقط مزيدا من اخليارات واملرونة أمام
البنوك وإمنا ترشد أيضا إىل مسار ممكن للتطور والتقدم يف أساليب إدارة املخاطر.
51
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
ختتلف اتفاقية بازل األوىل عن االتفاقية الثانية من عدة نواحي نتيجة التعديالت بعد النقائص و التعديالت
يف االتفاقية األوىل ،وميكن ذكر أوجه االختالف يف اجلدول التايل:
إن اهنيار بنك ( ليمان براذر)األمريكي يف 15سبتمرب 2008كان الشرارة األوىل لظهور أزمة مالية
مصرفية عاملية كشفت عن مدى هشاشة النظام املصريف األمريكي وكذا عن االحنراف املفرط يف توريق الرهونات
العقارية عند عجز أصحاهبا عن سداد القروض.
52
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
عقب حدوث األزمة املالية العاملية 2008اجتمع القائمون على جلنة بازل لرقابة املصرفية إلعداد قواعد
ج ديدة لتنتشل النظام املصريف من هذه األزمة اليت عصفت به حتت مسمى مقررات بازل.
إن حدوث األزمة بعد فرتة قصرية من تطبيق بازل يف الدول املتقدمة جعل هذه االتفاقية على احملك كوهنا
جاءت لتعزيز صالبة النظام املصريف ،وهو ما عجل مبراجعة عميقة وشاملة لألنظمة والتشريعات املالية واملصرفية،
1
وميكن إيراد أهم أسباب نشوء هذه األزمة فيما يلي:
كشفت األزمة املالية العاملية أن البنوك يف خمتلف دول العامل تتوفر على املستوى الكايف من األموال اخلاصة
ذات النوعية اجليدة لتغطية املخاطر اليت يكتنفها العمل املصريف ،واملقصود هبا هي الشرحية األوىل بالتحديد اليت
تعترب صغرية جدا مقارنة مع حجم املخاطر الكبرية اليت تتعرض هلا البنوك ،ويعود السبب يف هذا إىل الصعوبات
اليت وجدهتا البنوك يف تكوين النواة الصلبة أو ما يطلق عليه املكون الرئيسي لشرحية األموال اخلاصة القاعدية يف
الوقت احلرج لألزمة
بينت األزمة أن هناك نقصا يف شفافية السوق نتيجة عدم كفاية مستوى اإلفصاح املصريف ،مما عقد من
عملية تقييم األموال اخلاصة ومقارنتها من بنك إىل آخـر ،مما أن مؤسسـات تقيـيم املخـاطر قـد عملـت علـى
تضـليل املستثمرين من خالل منح تقييم عايل حملافظ مالية حتتوي على أصول عالية املخاطر.
وهـو ما يعين أن هذه املؤسسات قد كانت تسعى بالدرجة األوىل إىل خدمة مصاحلها اخلاصة دون النظر
النعكاسات املعلومات املغلوطة على النظام املصريف واالقتصاد.
-1جنار حياة ،اتفاقية بازل 3وآثارها المحتملة على النظام المصرفي الجزائري ،جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،العدد،13،2013ص ص-278
.279
53
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
رغم أن اتفاقية بازل 2قد جاءت مبفهوم موسع للمخاطر املصرفية ،إال أن هناك العديد من املخاطر
أمهلتها و سامهت بشكل كبري يف إحداث األزمة،ومنها خماطر احملافظ املالية للتفاوض ،املخاطر الكربى املرتبطة
بالعمليات على املشتقات واليت شكلت نسبة هامة من نشاط البنوك نظرا للتطور الكبري الذي عرفته السوق املالية
فيا لسنوات األخرية،واستعمال املشتقات كوسيلة إلدارة املخاطر.
لقد كان من نتائج تسابق البنوك يف الدول املتقدمة لتوظيف أمواهلا من أجل تعظيم أرباحها واستغالل فرتة
رواج السوق هو إمهاهلا لقضية السيولة ،وهو ما كان له انعكاسا سلبيا عليها إذ مل تتمكن من اإليفاء بطلبات
عمالئها مبجرد ظهور بوادر األزمة واليت نتج عنها هتافت املودعني على سحب أمواهلم من البنوك.
حيث عمدت الكثري من البنوك إىل ختفيض متطلبات رأس املال من خالل التوريق وإعادة التوريق لألصول
ونقلها من داخل امليزانية إىل خارجها ،مظهرًة بذلك معدل كفاية رأس املال أعلى من الواقع.علما أن التوريـق هـو
عملية تتضمن حتويل ديون ضعيفة السيولة إىل سندات يتم تداوهلا يف السوق.وقد بالغت البنوك يف الدول املتقدمة
بشكل كبري يف هذه العملية ،ففي سنة 2007بلغت هذه الديون 10000مليـار دوالر أمريكي يف سوق
التداول األمريكي وهي متثل %40منه ،بينما كانت قيمة السندات اليت أصدرهتا املؤسسات 5800مليار دوالر
أمريكي وبالتايل فاالبتكارات املالية كان هلا دورا بارزا يف إحداث األزمة العاملية املعاصرة.
جلأت البنوك إىل بناء مديونية مفرطة داخل وخارج امليزانية وهذا من أجل التعظيم من أثر الرفع املايل وزيادة
مرد وديتها ،وقد ترافق ذلك مع تآكل تدرجيي ملستوى ونوعية قاعدة رأس املال.
54
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
ينص على حتسني نوعية وبنية وشفافية قاعدة رساميل البنوك ،وجتعل مفهوم رأس املال األساسي مقتصرا
على رأس املال املكتتب به واألرباح غري املوزعة من جهة مضافا إليها أدوات رأس املال غري املشروطة بعوائد وغري
املقيدة بتاريخ استحقاق ،أي األدوات القادرة علـى استيعاب اخلسائر فور حدوثها .أما رأس املال املساند فقد
يقتصر بدوره على أدوات رأس املال املقيدة خلمس سنوات على األقل والقابلة لتحمل اخلسائر قبل الودائع أو قبل
أية مطلوبات للغري على البنك وأسقطت بازل IIIكل ما عدا ذلك من مكونات رأس املال اليت كانت مقبولة
عمال باالتفاقات السابقة.
ينص على تغطية خماطر اجلهات املقرتضة املقابلة والناشئة عن العمليات يف املشتقات ومتويل سندات الدين
وعمليات الريبو من خالل فرض متطلبات رأس مال إضافية للمخاطر املذكورة ،وكذلك لتغطية اخلسائر الناجتة عن
إعادة تقييم األصول املالية على ضوء تقلبات أسعارها يف السوق.
دخلت نسبة جديدة تقيس مضاعف الرساميل وهي نسبة الرافعة املالية واليت حتسب بقسمة إمجايل املخاطر
داخل وخارج امليزانية على رأس املال باملفهوم الضيق الذي ورد يف احملور األول وحتسب الرافعة املالية كما يلي:
إجمالي الديون
-1معهد الدراسات المصرفية،اتفاقية بازل الثالثة ،مجلة اضاءات مالية ومصرفية ،السلسلة الخامسة ،العدد ،5الكويت ،ديسمبر.2012
55
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
يتكلم أساسا عن نظام يهدف إىل حث البنوك على أن ال تربط عمليات اإلقراض اليت تقوم هبا بشكل
كامل بالدورة االقتصادية ألن ذلك يربط نشاطها هبا ففي حالة النمو واالزدهار تنشط البنوك بشكل كبري فيما
خيص متويل األنشطة االقتصادية ،أما يف حالة الركود االقتصادي يرتاجع نشاط اإلقراض فتتسبب يف إطالة فرتة هذا
الركود.
ينص على معايري جديدة إلدارة ومراقبة خماطر السيولة يف البنوك نظرا ألمهيتها يف القطاع املصريف خاصة
بعد حدوث األزمة العامل ية ولقد جاءت بنسبتني لسيولة النسبة األوىل يف األجل القصري والثانية يف األجل املتوسط
والطويل ،وحتسب كما يلي:
رغم أن نصوص االتفاقية غري هنائية وقابلة للتغيري حىت ،2018إال أهنا حتمل الكثري من التعقيد يف
سواء يف طبيعتها أو كيفية تطبيقها وهلذا يرتتب على البنوك مسؤولية إضافية يف عقد دورات تدريبية وخاصة البنوك
اليت مل تطبق بازل 2ألهنا ستجد صعوبة يف استيعاهبا؛
التعريف اجلديد لرأس املال ورفع ترجيح بعض أنواع املخاطر وإدراج خماطر جديدة ،سيعمل على ختفيض
نسبة كفاية رأس املال ،وهو ما جيعل البنوك تبحث عن مصادر جديدة لرأس املال ،باالقتطاع من األرباح ،أو عدم
توزيعها أصال ،وبالتايل تنخفض رحبية السهم مما ينعكس سلبا على قيمة أسهم البنك يف األسواق املالية.ومن جهة
56
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
أخرى قد ال يكون السهم املصدر مرغوبا فيه من قبل املستثمرين إذا كان البنك ال حيقق أرباحا أو ال يوزعها،
وبالتايل ستجد البنوك صعوبات فيتدبر رأس املال؛
االلتزام مبعايري السيولة اجلديدة سيجعل البنوك حتتفظ مبخزون إضايف من األصول عالية السيولة ،ما يعين
اخنفاض توظيفها.كما أن اخلوف من حدوث أزمات سيولة يف املستقبل جيعلها تركز على االستثمارات قصرية
األجل واملضمونة العائد كاألوراق املالية احلكومية والديون اخلاصة اليت يكون تنقيطها االئتماين جيدا.
االلتزام بالرافعة املالية املفروضة سيؤدي إىل تراجع نسبة اإلقراض يف البنوك ،ما يؤثر سلبا على رحبيتها
وحيرم النشاط االقتصادي من التمويل ،كما أهنا ستسعى لتعويض تراجع نشاط اإلقراض برفع معدل
الفائدة،وبالتايل يبحث العمالء عن مصادر متويل أخرى كاألسواق املالية؛
تراجع نشاط اإلقراض يرفع معدل الفائدة ،وبالتايل يبحث العمالء عن مصادر متويل أخرى كاألسواق
املالية؛
حلد من تعامالت البنوك يف ما بينها للتقليل من انتقال األزمات ،كما يرتاجع تعاملها باملشتقات يف
األسواق املالية املنظمة وغري املنظمة ،وعمليات التوريق وإعادة التوريق وذلك للقيود اليت فرضت على نشاطها يف
هذه اجملاالت.
57
إدارة المخاطر في البنوك التجارية الفصل األول
خالصة الفصل
يف هذا الفصل تطرقنا إىل البنوك التجارية و اليت تعد كوسيط مايل يسهر على تنظيم العالقة التبادلية بني
خمتلف املؤسسات االقتصادية فهي تعترب احملرك األساسي للنشاط االقتصادي ألي بلد وتساهم يف التنمية بسبب
اتصاهلا باحلياة االقتصادية ،وهذا عن طريق العمل الذي تقوم ( كحفظ األموال ،تقدمي الفروض ،التمويل،
االستثمار...اخل)
كما تضمن هذا الفصل خمتلف املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك التجارية بسبب طبيعة نشاطها ،فكل نوع
من العمليات تصاحبه نوع معني من املخاطر اليت هتدد نشاطها حتقيق أهدافها ،و لتحقيق استمرارها جيب أن
تكون على استعداد تام ملواجهة هذه املخاطر وإدارهتا من خالل املبادئ األساسية إلدارة املخاطر والبحث عن
طرق للتقليل من آثارها.
وبسبب املخاطر اليت هددت كيان البنوك التجارية خاصة الكربى منها جاء اقرتاح تأسيس جلنة للرقابة
املصرفية حتت مسمى ( لجنة بازل للرقابة المصرفية ) و اليت لعبت دورا هاما للتنسيق بني أنظمة الرقابة ملختلف
البنوك عن طريق وضع توصيات مت اختاذها كمعايري دولية هبدف ضمان كفاءة النظام املصريف و استقراره ومحاية
املودعني و هذا عن طريق إصدار مقررات بازل Iو IIو.III
وقد شهدت البنوك عدة تطورات مست أنظمتها مما أدى إىل ظهور فئة جديدة من البنوك و اليت مسيت
بالبنوك االلكرتونية واليت هتتم بتقدمي خدمات االلكرتونية وهذا ما جعلها عرضة ملخاطر جديدة ،وكل هذا
سنتطرق له يف الفصل الثاين.
58