You are on page 1of 57

‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعد البنوك التجارية جوهر النظام املصريف وحمرك االقتصاد الوطين وقد شهد هذا القطاع يف العقود األخرية‬
‫تطورات كبرية مما أدى إىل فتح جماالت أوسع للبنوك واملؤسسات املالية و باألخص البنوك التجارية يف االستثمار‬
‫وحتقيق اإلرباح‪ ،‬فبجانب استفادة البنوك من هذا التطور السريع ظهرت باملقابل حتديات من شاهنا التقليل من‬
‫املكاسب والفرص املتاحة و هتديد نشاطها و استمراريتها ومنها املخاطر املصرفية اليت تواجه العمل املصريف‪.‬‬

‫ويف ظل تصاعد هذه املخاطر بدأ البحث اجلدي عن اآلليات الكفيلة ملواجهتها‪ ،‬وكأول خطوة تشكلت جلنة‬
‫بازل لألنظمة املصرفية واملمارسات الرقابية يف هناية ‪ ،1974‬وأصدرت هذه األخرية عدة تقارير فيما خيص الرقابة‬
‫املصرفية كبازل ‪ 1‬وبازل ‪ 2‬و بازل ‪.3‬‬

‫وهذا ما سنتطرق له يف هذا الفصل حبيث قسمناه إىل ثالثة فصول وكل فصل إىل ثالث مباحث كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية البنوك التجارية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إدارة المخاطر وفق متطلبات لجنة بازل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية البنوك التجارية‬

‫لقد احتلت البنوك مكان هامة منذ مدة طويلة يف املنظومات االقتصادية وتتزايد أمهيتها مع التطورات اليت‬
‫متس اقتصاديات الدول‪ .‬خاصة وأهنا تقوم بتمويل خمتلف املشاريع و القطاعات ملواكبة خمتلف التطورات السريعة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة و مفهوم البنوك التجارية وخصائصها و أهميتها‬

‫إن البنوك التجارية أهم عنصر من عناصر االقتصاد الوطين واألساس ايل يقوم عليه ‪ ،‬ويف هذا املطلب‬
‫سنتطرق البنوك التجارية من خالل تعريفها و ذكر نشأهتا و خصائصها وحتدي أنواعها ووظائفها وميزانيتها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة ومفهوم البنوك التجارية‬

‫هنا سنذكر نشأة البنوك التجارية و مفهومها و كذا حتديد خصائصها وذكر أمهيتها البالغة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة البنوك التجارية‬

‫ترجع نشأة البنوك التجارية إىل الفرتة األخرية من القرون الوسطى‪ .‬حني قام التجار و املرابني و الصياغ يف‬
‫أوروبا بقبول أموال املودعني مقابل إصدار إيصاالت وشهادات إيداع مببلغ الوديعة‪ .‬وقد الحظ الصيارفة أن تلك‬
‫اإليصاالت أخذت تلقى قبوال عاما يف التداول للوفاء ببعض االلتزامات‪ .‬وان أصحاب هذه الودائع ال يتقدمون‬
‫لسحب ودائعهم دفعة واحدة بل بنسب معينة‪ .‬وتبقى باقي الودائع جممدة لدى الصراف مما أوحى له بالقيام‬
‫بإقراضها‪ .‬ومن هنا اخذ البنك هبذا الشكل يدفع فوائد إىل أصحاب الودائع لتشجيع املودعني‪.‬ومل يعد الغرض من‬
‫عملية اإليداع هو حفظ الوديعة فحسب‪ .‬بل التطلع إىل احلصول على فائدة‪ .‬وهبذا تطور نشاط البنك يف جمال‬
‫تلقي الودائع مقابل فائدة وتقدمي القروض بناء على هذه الودائع لقاء فائدة أيضا‪.‬‬

‫تأسس أول بنك يف مدينة البندقية االيطالية سنة ‪1517‬م‪ .‬مث أعقبه يف عام ‪ 1609‬إنشاء بنك أمسرتدام‪.‬‬
‫وكان غرضه األساسي حفظ الودائع و حتويلها عند الطلب من حساب مودع إىل حساب مودع آخر‪ .‬غري انه مل‬
‫حيافظ على ثقة األفراد‪ .‬حيث توقف عن الدفع وأغلقت أبوابه عام ‪1814‬م‪.‬‬

‫أخذ عدد البنوك يزداد تدرجييا منذ بداية القرن ‪ .18‬وكانت غالبيتها مؤسسات ميتلكها أفراد و عائالت‪.‬‬
‫حيث كانت القوانني تقضي حبماية املودعني‪ .‬ففي حالة اإلفالس ميكن الرجوع إىل األموال اخلاصة ألصحاب هذه‬

‫‪3‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫البنوك‪ .‬تلك القوانني و تعديالهتا أدت إىل إنشاء البنوك كشركات مسامهة و الفضل يف ذلك يعود إىل انتشار أثار‬
‫الثورة الصناعية يف دول أوروبا اليت أدت إىل منو الشركات و كرب حجمها‪ .‬و اتساع نشاطها‪ .‬فربزت احلاجة إىل‬
‫بنوك كبرية احلجم تستطيع القيام بتمويل هذه الشركات‪ .‬وقد مت تأسيس عدد من هذه البنوك اليت اتسعت أعماهلا‬
‫‪1‬‬
‫حىت أقامت هلا فروعا يف كل مكان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف البنوك التجارية‬

‫يعود أصل كلمة بنك إىل اللغة االيطالية و هي كلمة"‪" BANCO‬اليت تعين املصطبة اليت جيلس عليها‬
‫الصرافون لتحويل العملة͵ تطور معناها ليعرب عن املنضدة اليت يتم فوقها عد و تداول العمالت͵ مث أصبحت أخريا‬
‫‪2‬‬
‫تعرب عن املكان الذي توجد به املنضدة و جتري فيه املتاجرة بالنقود‪.‬‬

‫فالبنك هو مؤسسة مالية تنصب عملياهتا الرئيسية على جتميع املوارد أو األموال الفائضة عن حاجات‬
‫أصحاهبا (أفراد‪ ،‬مؤسسات ‪ ،‬دولة) ‪ ،‬و إعادة إقراضها وفق أسس معينة أو استثمارها يف جماالت أخرى‪.‬‬

‫بالرغم من تعدد التعاريف املرتبطة بالبنوك التجارية فهي تفيد بأن البنك التجاري هو مؤسسة مالية غري‬
‫متخصصة ‪ ،‬تعمل يف السوق النقدي تتطلع أساسا لتلقي الودائع مبختلف أنواعها‪ ،‬كما تتميز عملياهتا بشكل‬
‫خاص بالتعامل باالئتمان قصري األجل‪.‬‬

‫يعترب البنك التجاري وسيطا ينصب عمله على التعامل بالنقود‪ ،‬وهو خيضع لقواعد و معايري حمددة‬
‫بتنظيمات و قوانني خاصة‪ ،‬فهو وسيط ملزم باستقبال و منح و إنشاء و حتويل النقود‪ ،‬وهو خيضع لقواعد و‬
‫معايري حمددة بتنظيمات و قوانني خاصة ‪،‬ويستعمل يف ممارسة نشاطه منتجات تتمثل يف تقنيات التعامل بالنقود‪.‬‬

‫يعرف البنك التجاري أيضا بأنه " املؤسسة اليت تستعمل النقود كمادة أولية‪ ،‬حيث تعمل على حتويل هذه‬
‫النقود إىل منتجات و تضعها حتت تصرف زبائنها‪ ،‬فهي بذلك مؤسسة مسرية بقواعد جتارية و اليت تشرتي و‬
‫حتول وتبيع‪ ،‬كما أهنا متلك كأي مؤسسة أموال خاصة أين يشكل جزء منها املخزون األدىن‪ ،‬غري أن ما مييزها عن‬
‫‪3‬‬
‫بقية املؤسسات هو أهنا تشرتي دائما مادهتا األولية باالقرتاض و تبيع منتجاهتا دائما باإلقراض"‪.‬‬

‫‪ -1‬العاني إيمان̧ البنوك التجارية و تحديات التجارة االلكترونية̧ مذكرة نيل شهادة ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬غير منشورة‪،‬جامعة‬
‫منتوري‪،‬قسنطينة‪ ،2007-2006 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -2‬شاكر القز ويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الجزائر ‪ ،1992،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -3‬العاني إيمان‪ ،‬مرجع سابق ذكره ‪،‬ص‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪:‬خصائص البنوك التجارية‬

‫للبنوك التجارية مسات وخصائص متيزها عن غريها من مؤسسات األعمال األخرى وتتمثل يف )الربحية‪،‬‬
‫السيولة‪ ،‬الضمان (األمان)‪ ،‬النمو(‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الربحية‬

‫يسعى البنك مثل املؤسسات األخرى إىل حتقيق أكرب ربح ممكن إلرضاء املسامهني‪ .‬وهو ناتج عن الفرق بني‬
‫اإليرادات اإلمجالية و النفقات الكلية للبنك‪ .‬و تتحقق إيرادات البنك نتيجة لعمليات اإلقراض و االستثمار اليت يقوم‬
‫هبا البنك نظري خدماته املختلفة‪.‬إضافة إىل األرباح الرأمسالية اليت قد تنتج عن ارتفاع القيم السوقية لبعض أصول‬
‫البنك‪ .‬أما نفقاته فتتمثل يف النفقات اإلدارية و التشغيلية و الفوائد اليت يدفعها البنك عن اسرتدادها‪ .‬هلذا وحىت‬
‫يتمكن البنك من حتقيق مبدأ الرحبية البد من تقليل نفقاته إىل أدىن حد ممكن لتحقيق أكرب إيراد ممكن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السيولة‬

‫وهي متثل مقدرة البنك على االحتفاظ يف أي وقت بتوازن بني املبالغ املودعة و املبالغ املسحوبة‪ .‬مبعىن انه‬
‫يكون على استعداد لتلبية طلب السحب يف أي حلظة‪ .‬باعتبار أن اجلانب األكرب من موارده تتمثل يف ودائع تستحق‬
‫عند الطلب‪ .‬فنقص السيولة سوف يؤدي إىل الدخول يف وضعية اخلطر‪ .‬و عدم القدرة على تلبية طلبات السحب‬
‫تعين اإلفالس‪ .‬هلذا يستوجب عليه عدم تأجيل سداد املستحقات‪ .‬فبمجرد إشاعة عن عدم توفري السيولة تكفي‬
‫لزعزعة ثقة عمالئه‪ .‬مما قد يدفعهم لسحب ودائعهم و هو ما يعرضه لإلفالس‪ .‬هلذا على البنك أن يؤمن نفسه‬
‫من خطر السيولة و أن ال يغامر بتوظيف كل أمواله لتحقيق الربح فقط‪ .‬و إمنا عليه ترك جزء منها‬
‫‪4‬‬
‫ملواجهة طلبات السحب املفاجئة‪.‬‬

‫‪-4‬العاني إيمان ‪.‬نفس المرج السابق‪ .‬ص‪.8‬‬

‫‪5‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬الضمان( األمان)‬

‫يتسم رأس املال البنك التجاري بالصغر إذ ال تزيد نسبته عن صايف األصول ‪ %10‬و هذا يعين صغر‬
‫حاجة األمان بالنسبة للمودعني الذين يعتمد البنك على أمواهلم كمصدر لالستثمار ‪ ،‬فالبنك ال يستطيع أن‬
‫يستوعب خسارة تزيد عن قيمة رأس املال ‪ ،‬فإذا زادت اخلسارة فقد تلتهم جزءا من أموال املودعني و النتيجة هي‬
‫إعالن إفالس البنك لذلك يسعى البنك دائما لكسب ثقة املودعني وهو حيرص كامل احلرص على أمواهلم‪ .‬املنطق‬
‫و القانون أي أن اخذ مطالب بإعادة احلق إىل أهله حيث يعرب عن هذا احلرص بضمانات يطلبها عن إقراضه‬
‫لآلخرين‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النمو‬

‫يصل البنك إىل اهلدف املؤمن من خالل تعظيم أرقام نشاط اإلقراض و اإليرادات املتولدة عنه و اليت ال تتم‬
‫إال جبهد إمنائي منظم و مكثف يراعي شروط اإلقراض اجليد و استقطاب عمالء متميزين و التقييم املستمر ألداء‬
‫و سياسات البنوك املنافسة بالسوق‪.‬حيث يكون على إدارة البنك حتقيق التوازن يف منو البنك يتناسب مع حجم‬
‫‪1‬‬
‫موارده و الفرص التسويقية املتاحة أمامه و درجة العوائد املمكن حتقيقها و درجة املخاطر املصاحبة‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية البنوك التجارية‬

‫تتجلى أمهية البنوك من خالل دور الوساطة الذي تقوم به‪ ،‬و كذا قدرهتا على جتميع أرصدة ضخمة من‬
‫‪2‬‬
‫الودائع فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬بدون وساطة البنوك التجارية‪ ،‬يتعني على صاحب الفائض املايل أن جيد املستثمر (صاحب العجز)‬
‫الذي‬
‫تتوافق رغباته معه والعكس صحيح (املبلغ‪ ،‬املدة والشروط املالئمة لالثنني )‪.‬‬
‫‪ ‬بدون وساطة البنوك التجارية تكون املخاطرة أكرب القتصار املشاركة على مشروع واحد‪.‬‬
‫‪ ‬نظرا لألرصدة الضخمة اجملمعة‪ ،‬ميكن للبنوك التجارية أن تدخل يف مشاريع طويلة األجل‪.‬‬

‫‪ - 1‬منير إبراهيم الهندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية مدخل اتخاذ القرارات‪" .‬جامعة طنطا"‪.‬الطبعة الثالثة‪ .1996 .‬ص‪.10‬‬
‫‪ - 2‬مخلوفي عبد الرزاق ‪ ،‬تقييم مخاطر االئتمان باستعمال أدوات التحليل اإلحصائي "دراسة حالة"‪ ،‬مذكرة نيل شهادة ماجستير في‬
‫علم التسيير‪ ،‬جامعة المدية‪ ، 2013/2012 ،‬ص‪.5‬‬

‫‪6‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬إن وساطة البنوك التجارية تزيد من سيولة االقتصاد‪.‬‬


‫‪ ‬نظرا لتنوع استثمارات البنوك التجارية فإهنا توزع املخاطر مما ‪ ،‬جيعل يف اإلمكان الدخول يف مشاريع‬
‫ذات خماطرة عالية‪.‬‬
‫‪ ‬بتقدمي أصول مالية متنوعة للمستثمرين وبعائد خمتلف وشروط خمتلفة فإهنا‪ ،‬تستوعب كل الرغبات‬
‫وتستجيب‬
‫‪ ‬كما تربز أمهيتها كذلك من خالل تأثريها على العرض الكلي للنقود‪ ،‬فهي ال تقبل الودائع فقط بل‬
‫تقوم بإنشائها أيضا‪ ،‬وهي بذلك أكرب الوسطاء املاليني تأثريا على االقتصاد‪ ،‬األمر الذي جعل منها هدفا‬
‫‪1‬‬
‫للسياسات النقدية‪ ،‬وحمل تركيز من طرف البنك املركزي الذي يتوىل تنفيذ السياسات ومراقبة البنوك‪.‬‬
‫‪ ‬تساهم كذلك بشكل فعال يف حتقيق منو اقتصادي ناتج عن تفاعل هذه البنوك واملتعاملني معها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف‪ .‬أنواع و دور البنوك التجارية‬

‫تسعى البنوك التجارية مبختلف أنواعها لتحقيق جمموعة من األهداف و هذا لتعزيز مكانتها و دورها سواء‬
‫يف االقتصاد الوين أو عند املتعاملني و املستثمرين‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف البنوك التجارية‬

‫من خالل نشاطات البنك التجاري تتح األهداف اليت يسعى لتحقيقها وأمهها حتقيق اكرب قدر ممكن من‬
‫األرباح مع األخذ بعني االعتبار توفري كل من السيولة الالزمة وكذا عامل األمان‪.‬‬

‫أوال‪ :‬هدف الربحية‬

‫حياول البنك تعظيم أرباحه من خالل تعومي إيراداته أوال تدنيه تكاليفه حيث تأخذ اإليرادات شكل‬
‫الفوائد على القروض اليت مينحها للغري أو عوائد ملوجداته من األصول املالية مبختلف أنواعها أو العموالت اليت‬
‫حيصل عليها مقابل اخلدمات البنكية ‪ ،‬أما التكاليف فيتحمل البنك نوعني منها‪ :‬التكاليف التشغيلية (أجور‬
‫العمال‪ ،‬مصاريف االستغالل‪ )...‬والتكاليف التجارية املالية(أرباح بيع و شراء العمالت‪ ،‬الفوائد‪ ،‬العمالت‬
‫الدائنة‪.)...‬‬

‫‪ -1‬عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي و المصرفي‪ ،‬الجزء الثاني‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ، 2012 ،‬ص‪.112‬‬

‫‪7‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬هدف السيولة‬

‫نقصد بالسيولة يف البنك‪ ،‬قدرته على الوفاء بالتزاماته املتمثلة يف القدرة على جماهبة طلبات سحب املودعني‬
‫ومقابلة طلبات االئتمان‪ ،‬لذلك جند أن البنوك تقوم بتوليف أمواهلا يف توليفة وتشكيلة متكاملة من األصول‬
‫‪1‬‬
‫املناسبة اليت جتعل من قدرة البنك على سبيل جزء منها بسرعة ملواجهة حركات السحب أمرا ميسورا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬هدف األمان‬

‫ال تستطيع البنوك التجارية استيعاب خسائر تزيد عن رأس ماهلا‪ ،‬فأي خسائر من هذا النوع معناه التهام‬
‫جزء من أموال املودعني وبالتايل إفالس البنك التجاري وهلذا تسعى البنوك التجارية إىل توفري أكرب قدر من األمان‬
‫‪2‬‬
‫للمودعني من خالل جتنب املشروعات ذات الدرجة العالية من املخاطر‪.‬‬

‫ولكن نالحظ من خالل األهداف السابقة أن هناك تعارض فيما بينها فاالحتفاظ بالسيولة عاطلة يؤثر‬
‫ويقلل من رحبية البنك‪ ،‬والسعي لتعظيم األرباح يؤدي بالبنك إىل املخاطرة مما خيل هبدف األمان‪ ،‬لذلك يسعى‬
‫البنك وحياول دائما املواءمة بني هذه األهداف مما يعكس إدارة ا لبنك الفعال‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع البنوك التجارية‬

‫تتعدد البنوك التجارية وتنقسم إىل عدة أنواع وهذا وفق الزاوية اليت ينظر من خالهلا إىل هذه البنوك وذلك‬
‫‪3‬‬
‫على النحو التايل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث نشاطها ومدى تغطيتها للمناطق الجغرافية‬

‫‪ .1‬البنوك التجارية العامة‪ :‬و يقصد هبا تلك البنوك اليت يقع مركزها الرئيسي يف العاصمة أو يف إحدى‬
‫املدن الكربى نشاطها من خالل فروع على مستوى الدولة أو خارجها‪ ،‬و تقوم هذه البنوك بكافة األعمال‬

‫‪ -1‬عبد الحميد محمد الشواربي‪ ،‬إدارة المخاطر االئتمانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دون تاريخ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -2‬طه طارق‪ ،‬إدارة البنوك ونظم المعلومات المصرفية‪ ،‬بدون دار نشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ -3‬بن رمضان رشيد وقبلي محمد‪ ،‬التحليل المالي في البنك التجارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم االقتصادية‪ ،‬الملحقة الجامعية‬
‫''مغنية''‪ ،2016-2015 ،‬ص‪11‬‬

‫‪8‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫التقليدية للبنوك التجارية‪ ،‬و متنح االئتمان قصري و متوسط اآلجال كذلك تباشر كافة جماالت الصرف األجنيب‪ ،‬و‬
‫متويل التجارة اخلارجية‪.‬‬
‫‪.2‬البنوك التجارية المحلية‪ :‬ويقصد هبا تلك البنوك اليت يقتصر نشاطها على منطقة جغرافية حمدودة‬
‫نسبية‪ ،‬مثل حمافظ معينة أو مدينة أو والية أو إقليم حمدد‪.‬‬

‫و يقع املركز الرئيسي للبنك و الفروع يف هذه املنطقة احملددة‪ ،‬و تتميز هذه البنوك بصغر حجمها‪ ،‬كذلك‬
‫فهي ترتبط بالبيئة احمليطة هبا‪ ،‬و ينعكس ذلك على جمموعة اخلدمات املصرفية اليت تقوم بتقدميها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث حجم النشاط‬

‫‪ .1‬بنوك الجملة‪ :‬ويقصد هبا البنوك اليت تتعامل مع كبار العمالء واملنشآت الكربى‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك التجزئة‪ :‬و يقصد هبا تلك البنوك اليت تتعامل مع صغار العمالء‪ ،‬و املنشآت الصغرى‪ ،‬لكنها‬
‫تسعى لالجتذاب أكرب عدد ممكن و تتميز هذه البنوك مبا تتميز به فهي منتشرة جغرافيا و تتعامل بأصغر‬
‫الوحدات املالية قيمة من خالل خلق املنافع الزمنية و املكانية‪ ،‬و منفعة التملك و التعامل لألفراد‪ ،‬و بذلك فإن‬
‫التجزئة تسعى إىل توزيع خدمات البنك من خالل املستهلك النهائي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬من حيث الفروع‬

‫‪ .1‬البنوك التجارية ذات الفروع‪ :‬وهي تلك البنوك اليت تتخذ يف الغالب شكل شركات املسامهة‬
‫كشكل قانونيا‪ ،‬هلا فروع متعددة تغطي أغلب أحناء الدولة والسيما األماكن اهلامة‪ ،‬وتتبع الالمركزية يف تسيري‬
‫أمورها‪ ،‬حيث يرتك للفرع تدبري شؤونه‪ ،‬فال يرجع للمركز الرئيسي للبنك إال فيما يتعلق باألمور اهلامة اليت ينص‬
‫عليها يف الئحة البنك‪ ،‬وبطبيعة األمور‪ ،‬فإن البنك الرئيسي يضع السياسة العامة اليت هتدف هبا الفروع‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من البنوك بأنه يعمل على النطاق الوطين وخيضع للقوانني العامة للدولة‪ ،‬وليس لقوانني‬
‫احملافظات اليت يقع الفرع يف نطاقها اجلغرايف‪ ،‬كما تقوم بكافة األعمال التقليدية للبنوك التجارية وتقدمي القروض‬
‫قصرية اآلجال واملتوسطة اآلجال كما تتعامل يف جماالت الصرف األجنيب‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .1‬بنوك السالسل‪ :‬نشأت بنوك السالسل مع منو كبري حلجم البنوك التجارية‪ ،‬و منو حجم األعمال‬
‫اليت متوهلا من أجل تقدمي خدماهتا إىل خمتلف فئات اجملتمع‪ ،‬و هذه البنوك تعد نشاطها من خالل فتح سلسلة‬
‫متكاملة من الفروع‪ ،‬و هي عبارة عن عدة بنوك منفصلة عن بعضها إداريا و لكن يشرف عليها مركز رئيسي واحد‬
‫يتوىل رسم السياسات العامة اليت تلتزم هبا كافة وحدات السلسلة‪ ،‬كما ينسق األعمال و النشاط بني الوحدات‬
‫بعضها ببعض‪ ،‬و ال يوجد هذا النوع من البنوك التجارية إال يف الواليات املتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ .2‬بنوك المجموعات‪ :‬و هي أشبه بالشركات القابضة اليت تتوىل إنشاء عدة بنوك أو شركات مالية‬
‫فتملك معظم رأمساهلا و تشرف على سياستها و تقوم بتوجيهها‪ ،‬و هلذا النوع من البنوك طابع احتكاري‪ ،‬و قد‬
‫انتشرت مثل هذه البنوك يف الواليات املتحدة األمريكية و دول غرب أوربا‪.‬‬
‫‪ .3‬البنوك الفردية‪ :‬و هي منشآت صغرية ميلكها أفراد أو شركات أشخاص‪ ،‬و يقتصر عملها يف الغالب‬
‫على منطقة صغرية أو تتميز عن باقي أنواع البنوك بأهنا تقتصر توظيف مواردها على أصول بالغة السيولة مثل‬
‫األوراق املالية و األوراق التجارية املخصومة‪ ،‬و غري ذلك من األصول القابلة للتحويل إىل نقود يف وقت قصري و‬
‫بدون خسائر‪ ،‬و يرجع السبب يف ذلك إىل أهنا ال تستطيع حتمل خماطر توزيع أمواهلا يف قروض متوسطة أو طويلة‬
‫األجل لصغر حجم مواردها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور البنوك التجارية‬

‫تلعب البنوك دورا أساسيا لألعوان االقتصاديني‪ ،‬إذ متثل الوسيط بني العارضني والطالبني باعتبارها مصدرا‬
‫رئيسيا لتمويل املشاريع االقتصادية واإلنتاجية للمؤسسات‪ ،‬فهي تؤثر تأثريا قويا يف مجيع اجملاالت‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫‪1‬‬
‫األدوار الرئيسية اليت تقدمها واليت ميكن إجيازها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬دور الرقابة‬

‫يعترب البنك املركزي األداة الرئيسية لتنفيذ سياسة الدولة االقتصادية واليت تتحكم يف الكتلة النقدية وهذا عن‬
‫طريق الرقابة‪ ،‬إذ يعمل جاهدا على عدم إحداث التضخم أو التقليص حجم النقد يف البالد‪.‬‬

‫‪ -1‬منير إبراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪2000‬ص‪.05‬‬

‫‪10‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬دور الوساطة‬

‫لتوضيح دور الوساطة الذي يقوم به البنك التجاري سنعرض باختصار الشكل التايل الذي يوضح دورة‬
‫تدفق األموال بني الوحدات اإلنتاجية وبني مجهور املستهلكني الذي ميثل العاملني يف تلك الوحدات ويشري‬
‫الشكل املذكور أن إىل النقود تتدفق من الوحدات اإلنتاجية إىل املستهلكني يف صورة أجور نقدية‪ ،‬حيث يقوم‬
‫املستهلكني باستخدام تلك األجور يف شراء السلع واخلدمات اليت تنتجها تلك الوحدات و ذلك من خالل‬
‫الشكل التايل‪:‬‬

‫الشكل(‪: )1-1‬دورة تدفق األموال‬

‫وسطاء‬

‫نقود لالدخار‬ ‫األموال المقترضة‬


‫نقود موجهة‬

‫المستهلكين‬ ‫الوحدات اإلنتاجية‬

‫أجور نقدية‬

‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ ،‬المكتب العربي لحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة الثالثة‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪2000‬ص‪66.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدور االستثماري‬

‫تعترب البنوك التجارية من أهم البنوك اليت تقدم لزبائنها خدماهتا املصرفية دون متييز‪ ،‬فهي تتيح للمدخرين‬
‫فرص متنوعة الستثمار مدخراهتم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وظائف وموارد واستخدامات البنك التجاري‬

‫‪11‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫حىت يتمكن البنك التجاري من مزاولة نشاه البنكي حيتاج ايل التمويل الالزم لذلك يقوم دائما بالبحث عن‬
‫مصادر متويل جديدة وهذا حىت يستطيع القيام بوظائفه و اليت يقوم عليها نشاطه‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وظائف البنك التجاري‬

‫تنقسم وظائف البنك حسب طبيعتها إىل نوعني وظائف تقليدية تقوم مبزاولتها منذ ظهوره‪ ،‬وأخرى حديثة‬
‫ظهرت بعد التطور الذي شهدته البنوك التجارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوظائف التقليدية‬

‫تتمثل الوظائف التقليدية و اليت اعتاد البنك القيام هبا منذ ظهورها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .I‬قبول الودائع‬
‫تعترب هذه الوظيفة من أقدم و أهم الوظائف‪ ،‬حيث تتلقى البنوك التجارية الودائع من جهات و هيئات‬
‫خمتلفة‪ ،‬إذ أهنا تعترب من أكثر مصادر األموال خصوبة‪ ،‬و تشكل الودائع اجلزء األكرب من موارد البنوك وعليها‬
‫تتوقف الكثري من عمليات الوساطة البنكية كمنح القروض و إنشاء النقود‪.‬‬
‫وهناك عدة أنواع من الودائع البنكية تتمثل يف‪:‬‬
‫‪.1‬الودائع الجارية(تحت الطلب)‬

‫و هي من أهم الودائع النقدية‪ ،‬وهي اليت يستطيع أصحاهبا السحب منها كليا أو جزئيا يف أي وقت ‪،‬و‬
‫نظرا ملا يقتضيه هذا النوع من الودائع من احتفاظ البنك يف خزانته بنقود كافية لدفع املبالغ املودعة‪ ،‬فان البنك ال‬
‫يدفع عنها أية فائدة ‪ .‬و يقصد املودع هنا استخدام الوديعة كأداة لتسوية التزاماته عن طريق الشيكات أو أوامر‬
‫‪1‬‬
‫النقل املصريف و لذا يسلم املصرف عادة إىل املودع دفرت شيكات هلذا الغرض‪.‬‬

‫‪.2‬الودائع ألجل‬

‫‪ -1‬عاشور أمال‪ ،‬النظام البنكي من الطبيعة العمومية إلى خوصصة النشاط ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر أكاديمي‪ ،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة‪ 2015/2014 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪12‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وهي الودائع اليت يضعها أصحاهبا يف البنوك و يتفق على عدم اسرتدادها إال بعد اجل معني كستة أشهر‬
‫أو سنة‪ ،‬و هذا النوع أكثر فائدة للبنك إذ يتمتع حبرية أوفر يف استعماهلا و لذا يكون سعر الفائدة فيها مرتفعا‬
‫نسيبا‪.1‬‬

‫‪.3‬ودائع بإخطار‬

‫هذا النوع من الودائع يتم فيه االتفاق بني املودع و البنك عند فتح احلساب على مدة بقائه لديه‪ ،‬ال جيوز‬
‫سحبها فور انتهاء املدة إال بعد إخطار البنك بنية السحب قبل التاريخ احملدد لسحبها مبدة معينة‪.‬‬

‫‪.4‬ودائع التوفير‬
‫وهي متثل مدخرات يودعها أصحاهبا حلني احلاجة إليها بدال من تركها عاطلـة فـي خـزائنهم اخلاصة‪،‬‬
‫وتفويت فرصة احلصول على عائد مقابلها دون التضحية باعتبارها سيولـة‪ ،‬حيث ميكـن السحب منها يف أي وقت‬
‫‪2‬‬
‫دون وجود قيود على السحب منها‪.‬‬
‫‪ .II‬تقديم القروض‬

‫وهو ما يعرف مبنح االئتمان حيث تقوم البنوك التجارية باإلقراض‪ .‬ويعترب هذا األخري من املهام التقليدية‬
‫اليت تقوم هبا البنوك التجارية حيث تقوم مبنح رجال األعمال ائتمانا قصري األجل مما يعطيهم وسيلة دفع حاضرة‬
‫كاألوراق النقدية و الودائع حتت الطلب تستخدم يف متويل العمليات التجارية أو اإلنتاجية‪ .‬يف مقابل هذه اخلدمة‬
‫اليت تؤديها البنوك التجارية و اليت يرتتب عنها ختليها عن بعض أمواهلا ملدة معينة هي مدة القرض فإهنا حتصل على‬
‫‪3‬‬
‫مبلغ ميثل نسبة معينة من مبلغ القرض و يسمى هذا املبلغ بالفائدة و حتصل هذه النسبة على أساس سنوي‪.‬‬

‫وتنقسم القروض إىل ثالثة أنواع ‪:‬‬

‫‪ .1‬قروض بدون ضمان‪ :‬متنح للمتعاملني الرئيسيني مع البنك كونه متأكد من مركزهم املايل ألن يف‬
‫األصل البنك التجاري ال يقدم قروض بدون ضمان‪.‬‬
‫‪ .2‬قروض بضمانات مختلفة‪ :‬و نذكر منها ما يلي‬

‫‪ -1‬عاشور أمال‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪ -2‬العاني إيمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -3‬بن رمضان رشيد و قبلي محمد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫‪13‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬قرض بضمان السلع املختلفة‪.‬‬


‫‪ ‬قرض بضمان أوراق مالية‪.‬‬

‫كالمها لتجنب خطر عدم التسديد حيث يلجأ البنك ملنح القرض بضمان حقيقي و هو أصل معني‬
‫للعميل حيث ال يرجعه له إال بعد أن يستعيد قيمة القرض الذي مينحه للعميل مع الفائدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوظائف الحديثة‬

‫هي تلك الوظائف اليت ظهرت نتيجة للتطورات املتالحقة يف البيئة االقتصادية احمليطة واليت جعلت البنوك‬
‫التجارية تطلع بوظائف من كل البنوك املتخصصة وبنوك االستثمار‪ ،‬فضال عن تقدمي اخلدمات املتنوعة املستحدثة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ومن أمثلة األنشطة غري التقليدية اليت تقوم هبا ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬الخدمات المصرفية االستثمارية‪ :‬واليت تتضمن ثالث وظائف أساسية وتتعلق خبدمات تغطية‬
‫اإلصدارات اجلديدة‪ ،‬خدمات تسويق املنتجات املالية باإلضافة إىل تقدمي خدمات االستشارات املالية‪ ،‬وإنشاء‬
‫املشاريع االستثمارية ومتويلها ومتابعتها إداريا‪.‬‬
‫‪ .2‬لقيام بالعمليات خارج الميزانية‪ :‬وتتمثل هذه العمليات يف فتح االعتمادات املستندية وتقدمي‬
‫خطابات الضمان باإلضافة إىل التعامل يف املشتقات املالية‪.‬‬
‫‪ .3‬خدمات وحدات الترست (‪:)Trust‬وتعين شراء وبيع األوراق املالية لصاحل الغري وكذا متابعتها‬
‫وتسيري حمافظ األوراق املالية وتقدمي االستشارة يف هذا اجملال‪ .‬وتتم إدارة تلك العمليات يف ظل نظام متكامل‬
‫للمعلومات وباستخدام خرباء متخصصني يف عمليات االستثمار واهلندسة املالية‪.‬‬
‫‪ .4‬إنشاء صناديق االستثمار وشركات رأس المال المخاطر‪ :‬تقوم شركات رأس املال املخاطر‬
‫بتقدمي الدعم املايل والفين الالزمني للمشروعات الواعدة اليت تعمل يف جماالت استثمارية عالية املخاطر‪ ،‬أمال يف‬
‫جين أرباح رأمسالية ذات معدل مرتفع يف األجلني املتوسط والطويل‪ ،‬هذا فضال عن تقدمي االستثمارات املالية‬
‫الالزمة للمشروعات القائمة اليت تواجه صعوبات خاصة وتتوافر لديها إمكانيات ذاتية الستعادة منوها‪ ،‬ولكنها يف‬
‫حاجة إىل إعادة هيكلة مالية مما يساعد على إعادة ترتيب أوضاع املشروع املتعثر‪.‬‬

‫‪ -1‬بن رمضان رشيد و قبلي محمد‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪14‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .5‬تقديم التمويل التأجيري )‪ :(leasing‬يعترب التمويل التأجريي من عناصر دفع التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫ووسيلة جديدة لتمويل املشروعات اليت تعاين من صعوبات مالية ‪.‬وميكن للبنوك املسامهة يف نشاط التمويل‬
‫التأجريي من خالل املشاركة يف تأسيس شركات التمويل التأجريي أو القيام بإعداد الدراسات الالزمة هلذا النوع‬
‫من التمويل‪ ،‬كذلك القيام بدور املستشار املايل واالقتصادي ألي من األطراف املشاركة‪ ،‬فضال عن القيام‬
‫بعمليات الرتويج لصفقات التمويل التأجريي‪.‬‬
‫‪ .6‬القيام بعمليات ‪Factoring‬و ‪ :Forfaiting‬تعترب هذه العمليات من أهم عمليات‬
‫الوساطة املالية اليت تقدمها البنوك‪ ،‬حيث تنصب على تقدمي جمموعة من اخلدمات من خالل تقييم اجلدارة‬
‫االئتمانية للمؤسسات‪ ،‬فيقوم البنك بشراء الذمم املدينة سواء كانت كمبياالت‪ ،‬سندات إذنية‪ ،‬فواتري ‪...‬اخل‪،‬‬
‫املوجودة لدى املؤسسات الصناعية والتجارية اليت ترتاوح مدهتا ما بني ‪30‬يوما و ‪120‬يوما‪ ،‬واليت تتوقع هذه‬
‫املؤسسات حتصيلها من مدينيها خالل السنة املالية‪ ،‬وذلك هبدف توفري سيولة نقدية هلا دون احلاجة النتظار‬
‫تواريخ استحقاقها‪ ،‬على أن تقوم البنوك املقدمة هلذه اخلدمة بتحصيل تلك احلقوق عند حلول تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ .7‬المساهمة في تنشيط سوق األوراق المالية‪ :‬وذلك بقيام البنك باملسامهة يف إنشاء الشركات‬
‫اليت تعمل يف جمال األوراق املالية ودعمها والعمل على تطويرها‪ .‬والقيام بتدوير حمافظ األوراق املالية لصاحلها‬
‫وإدارة حمافظ األوراق املالية لصاحل عمالئها‪.‬‬
‫‪ .8‬إدارة ممتلكات وتركات العمالء‪ :‬يوصي بعض العمالء البنوك بإدارة أعماهلم وممتلكاهتم ألوالدهم‬
‫القصر بعد وفاهتم أن إىل يبلغوا سن الرشد‪ ،‬حمددين للبنك جماالت استثمار تلك األموال وكيفية التصرف بالعوائد‪،‬‬
‫وقد يتم ذلك أثناء حياة العميل لرييح نفسه من عناء االستثمار وليستفيد من خربة البنك يف هذا اجملال‪.‬‬
‫‪ .9‬بيع الخدمات التأمينية‪ :‬تقوم بعض البنوك ببيع خدمات التأمني مثلها مثل شركات التأمني‪ ،‬وتكون‬
‫هذه اخلدمات أساسا مرتبطة ببعض اخلدمات املصرفية املقدمة للعميل لتظهر يف شكل حزمة أو خدمة متكاملة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موارد البنك التجاري (الخصوم)‬

‫ميثل هذا اجلانب مصادر األموال اليت حيصل عليها البنك التجاري لتمويل أنشطته املختلفة اليت حيقق من‬
‫خالهلا األرباح اليت يسعى إىل تعظيمها إلرضاء محلة األسهم وتعزيز مركزه املايل‪ .‬ويتم على أساس مصدر االلتزام‬

‫‪15‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تصنيف خصوم البنك التجاري أو التزاماته إىل جمموعتني‪ ،‬األوىل يطلق عليها املوارد الذاتية ألهنا متثل التزامات‬
‫‪1‬‬
‫البنك قبل أصحاب رأمساله‪ ،‬و الثانية يطلق عليها املوارد اخلارجية ألهنا متثل التزامات البنك قبل الغري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الموارد الذاتية‬

‫تشمل كل من رأس املال املدفوع وما يبقيه البنك من نواتج نشاطه يف شكل خمصصات‪ ،‬احتياطات‪ ،‬و‬
‫أرباح حمتجزة‪.‬‬

‫‪.1‬رأس المال المدفوع‬

‫ميثل مسامهة أصحاب املشروع يف إنشاء البنك التجاري و أي إضافات أو ختفيضات قد تطرأ عليها يف‬
‫فرتات الحقة‪ ،‬و ال ميثل إال جزءا ضئيال من املوارد املالية اليت ميكن للبنك أن يستخدمها يف مزاولة نشاطه‪ ،‬و مع‬
‫ذلك فهو مؤشر عن متانة املركز املايل للبنك أو أساس الثقة اليت حيظى هبا يف الدوائر املالية و يرجع ذلك لألسباب‬
‫‪2‬‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬إن إظهار مقدار ما أسهم به أصحاب البنك من أموال يعمل على خلق وزيادة ثقة العمالء يف البنك‬
‫التجاري يف بداية عمله و هو عامل مهم الطمئناهنم على ودائعهم‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم رأس املال املدفوع يف هتيئة ظروف العمل املناسب للبنك من مبان و أثاث ودفع مرتبات‬
‫املوظفني الدعاية و اإلعالن و ذلك حلني اشتهار البنك يف السوق و تزايد حجم معامالته‪.‬‬
‫‪ ‬يضطر البنك التجاري يف بداية عمله إىل تقدمي القروض من أمواله اخلاصة حلني كسب ثقة املودعني‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم البنك رأس املال املدفوع لتغطية جزء من االستثمارات طويلة األجل اليت يضطر البنك إىل‬
‫الدخول فيها و اليت ال يستطيع أن يقوم بتغطيتها كاملة من الودائع اليت يضطر البنك إىل الدخول فيها و اليت ال‬
‫يستطيع أن يقوم بتغطيتها كاملة من الودائع اليت تكون حتت الطلب أو آلجال قصرية‪.‬‬
‫‪ ‬يستخدم البنك رأس املال املدفع لتغطية ما قد يتعرض له من خسائر خالل مزاولته لنشاطه ‪.‬‬
‫‪.2‬االحتياطات‬

‫‪ -1‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪ -2‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.13 -12‬‬

‫‪16‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تقتطع االحتياطات من األرباح ملقابلة طارئ حمدد حتديدا هنائيا وقت تكوين االحتياطي‪ .‬االحتياطيات‬
‫وهي بأشكاهلا املختلفة تعترب مصدرا من مصادر التمويل الداخلية وأهنا من طبيعة رأس املال نفسها مبعىن أنه كلما‬
‫زادت االحتياطيات زاد ضمان وثقة املودعني يف البنك لألسباب اليت ذكرت يف رأس املال املدفوع وهي على‬
‫نوعني خاصة و قانونية‪.1‬‬

‫‪ ‬االحتياطي الخاص‪ :‬وهو االحتياطي يكونه البنك من تلقاء نفسه من غري أن يفرضه عليه القانون‬
‫وهذا هبدف تدعيم املركز املايل للبنك يف مواجهة املتعاملني واجلمهور أو من أجل تاليف كل اخلسارة يف قيمة‬
‫أصول البنك‬
‫‪ ‬االحتياطي القانوني‪ :‬وهو احتياطي يفرضه القانون و ينص على أن يكون بنسبة معينة من رأس املال‬
‫و القصد من تكوينه هو الوقاية ضد كل اخلسارة قد تنتج عن عمليات البنك ‪.‬‬
‫‪.3‬المخصصات‪:‬‬

‫ويقصد هبا األرصدة اليت يتم حتميلها للنتيجة احملققة يف هناية الفرتة املالية وتكون هذه املخصصات يف‬
‫العادة جلعل القيمة الدفرتية لألصول مساوية للقيمة احلقيقية هلا يف تاريخ إعداد امليزانية طبقا ألسس التقييم‬
‫املتعارف عليها لكل نوع من أنواع األصول ومن أمثلة عن ذلك خمصصات الديون املشكوك فيها خمصصات‬
‫اهتالك األصول الثابتة خمصصات هبوط أسعار األوراق املالية‪.2‬‬

‫‪.4‬األرباح غير موزعة‬

‫ومتثل الفارق بني األرباح اليت حققها البنك يف سنة معينة و األرباح اليت وزعها بالفعل على مسامهيه وهو‬
‫بند ذو طبيعة انتقالية يقيد فيه ما حيققه البنك من أرباح غري موزعة متهيدا لتوجيهها سواء كانت توزيعات على‬
‫املسامهني أو تدعيما لالحتياطي أو تغطية للخسارة ‪.‬‬

‫وما ميكن اإلشارة إليه أنه إذا ما نظرنا إىل األمهية النسبية للموارد الذاتية للبنوك التجارية جندها ضئيلة‬
‫بالنسبة ملواردها الكلية األمر الذي يؤكد ضآلة أمهيتها كمصدر لتمويل استخدامات هذه البنوك كما أن هذا‬

‫‪ -1‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬نفس مرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬


‫‪ -2‬مخلوفي عب الرزاق‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14‬‬

‫‪17‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يعكس تأثري البنوك التجارية على النشاط االقتصادي يف اجملتمع و الذي ميكن قياسه حبجم التسهيالت اليت‬
‫متنحها و االستثمارات اليت تقم هبا و الذي يفوق بكثري ذلك التأثري املستمد من مواردها الذاتية‪:1‬‬

‫هذا يالحظ أن موارد البنك الذاتية تستخدم يف األغراض التالية‬

‫‪ ‬رأس مال البنك ضروري لبداية عمل البنك‬


‫‪ ‬رأس املال و االحتياطي يشكالن ضمانا ضد اخلسائر البنك يف أول عهده‬
‫‪ ‬أموال البنك الذاتية تساعد على كسب ثقة العمالء‬
‫‪ ‬قياس يقيس به املالكون مقدار ما ميلكون من ثروة مستثمرة يف ذالك البنك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموارد غير الذاتية‬

‫وهي املوارد املالية اليت حيصل عليها البنك التجاري من غري املسامهني وهي متثل التزامات للغري وتنصرف‬
‫كلمة الغري إىل أي شخص طبيعي أو اعتباري يلتزم قبله البنك " حبق نقدي " ويكون هذا احلق النقدي يف شكل‬
‫‪2‬‬
‫وديعة أو قرض‪.‬‬

‫‪.1‬الودائع‬

‫متثل الودائع أهم مصدر ملوارد البنوك التجارية وهي تعرب عن حقوق املدعني قبل البنك نتيجة للقيام بعملية‬
‫اإليداع احلقيقي أو االئتمان و اإليداع احلقيقي يشمل إيداعات العمالء املباشرة من مدخراهتم أما اإليداع‬
‫االئتماين أو املشتق فيشمل الودائع اليت ختلقها البنوك التجارية يف جمموعها وهي أكثر بكثري جدا من الودائع‬
‫األصلية فالوديعة االئتمانية لبنك ما قد يكون مصدرها وديعة أصلية أو وديعة ائتمانية يف بنك أخر أو يف نفس‬
‫البنك عند حتويلها من املقرتض صاحب احلساب املفتوح إىل أحد عمالء البنك ومبكن تقسيم الودائع بصفة عامة‬
‫إىل األنواع التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أسامة كامل وعبد الغني حامد‪ ،‬النقود و البنوك‪ ،‬مؤسسة لورد العالمية للشؤون الجامعية‪ ،‬البحرين ‪ ،2006 ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -2‬مخلوفي عبد الرزاق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16- 15‬‬

‫‪18‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أ‪ -‬الودائع الجارية أو تحت الطلب‪ :‬تظهر هذه الودائع يف شكل حسابات جارية حيتفظ هبا العمالء‬
‫لدى البنوك التجارية‪ ،‬وهي قابلة للسحب مباشرة عند الطلب وبدون سابق إخطار من العميل‪ .‬ومييل العمالء إىل‬
‫االحتفاظ بالودائع حتت الطلب لدى البنوك التجارية لعدة اعتبارات منها‪:‬‬
‫‪ ‬البنك مكان أمني حلفظ أمواهلم ومحايتها تع من رضها للسرقة أو الضياع‪.‬‬
‫‪ ‬سهولة الدفع بالشيكات بدال من الدفع النقدي‪.‬‬
‫‪ ‬البنك جهة منظمة يقوم بتنظيم احلسابات والرقابة عليها حبيث يقدم للعميل سجل كامل‬
‫بإراداته ومسحوباته‪.‬‬

‫يف العادة ال يقوم البنك التجاري بدفع أية فوائد على مثل هذه الودائع‪ ،‬بل على العكس من ذلك حتتسب‬
‫البنوك لنفسها رسوما ضئيلة حتصلها من املودعني لتغطية بعض املصروفات اخلاصة باالحتفاظ وتسيري هذه الودائع‬

‫ب‪ -‬الودائع ألجل‪ :‬وهي الودائع اليت حتتوي على ما يودع بالبنوك التجارية لفرتات زمنية معينة وال يلتزم‬
‫البنك بدفعها إال بعد امليعاد احملدد من قبل‪ .‬ومن وجهة نظر العميل فهي متثل مدخرات يتم استثمارها لفرتات‬
‫معينة مقابل احلصول على عائد مضمون يتمثل يف الفائدة‪ ،‬وال ميكن له السحب من هذه الوديعة إال بعد انقضاء‬
‫الفرتة املتفق عليها‪.‬‬
‫ت‪ -‬الودائع بإخطار‪ :‬وهي عبارة عن أموال مودعة لدى البنك التجاري ال حيق ألصحاهبا السحب‬
‫منها إال بعد إخطار البنك بفرتة حتدد عند اإليداع وباملقابل يدفع البنك فائدة على هذه الودائع‪.‬‬
‫ث‪ -‬الودائع االدخارية‪ :‬وتسمى أيضا ودائع التوفري‪ ،‬وهي متثل مدخرات يودعها أصحاهبا حلني‬
‫احلاجة إليها بدال من تركها عاطلة يف خزائنهم اخلاصة وتفويت فرصة احلصول على عائد مقابلها دون التضحية‬
‫باعتبار السيولة‪ ،‬حيث ميكن السحب منها أي يف وقت‪.‬‬
‫ج‪ -‬الودائع المجمدة‪ :‬متثل مبالغ يودعها العمالء كغطاء لعمليات مصرفية تقوم البنوك هبا حلساهبم‪،‬‬
‫كالتغطية على عمليات االعتمادات املستندية‪ ،‬خطابات الضمان والكفالة‪ .‬ومن الواضح أن جتميد هذه املبالغ‬
‫يعطي للبنك فرصة استغالهلا وذلك على ضوء الظروف والعوامل اليت حتكم مدة بقائها جممدة لديه‪.‬‬
‫‪.2‬شيكات حواالت و اعتمادات دورية مستحقة الدفع‬

‫وهي عبارة عن التزامات أو ذمم على البنك‪ ،‬يكون البنك ملزما بتسديدها عند تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.3‬المستحق للبنوك األخرى‬

‫ميثل هذا املورد التزامات على البنك التجاري قبل البنوك األخرى‪ ،‬كما أنه ميثل أحد مصادر التمويل اليت‬
‫يلجأ إليها البنك ملواجهة الزيادة الطارئة يف طلب األفراد على نقود الودائع‪ .‬ويعترب جلوء البنك إىل مثل هذا‬
‫االقرتاض طارئا سرعان ما يزول بزوال األسباب الداعية له‪.‬‬

‫‪ .4‬االقتراض من البنك المركزي‬

‫البنك املركزي هو بنك البنوك وهو املق ِرض األخري للبنوك التجارية عند احتياجها إىل أموال سائلة ملواجهة‬
‫ُ‬
‫الطلب املتزايد ألسباب متنوعة مثل العوامل املومسية‪ .‬أن غري البنك املركزي ال يعطي البنوك التجارية حق االقرتاض‬
‫يف أي وقت وبدون ضوابط‪ ،‬أنه بل يقوم بدراسة طلبات القروض حىت يتسىن له االقتناع بتصرفات البنك التجاري‬
‫ووجاهة احتياجه ومعرفة مدى انضباطه وتنفيذه للتعليمات الصادرة عن البنك املركزي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستخدامات (األصول)‬

‫ميثل هذا اجلانب استخدامات األموال اليت حيصل عليها البنك التجاري من مصادر التمويل املختلفة واليت‬
‫حتكم طبيعتها النقدية نوع ومنط توزيع هذه االستخدامات‪ ،‬كما يالحظ أن قيد التوفيق بني عاملي الرحبية والسيولة‬
‫يفرض على البنك التجاري منطا معينا هليكل االستخدامات ينشد معه حتقيق أعلى معدل ممكن للربح مع‬
‫احملافظة على أنسب مركز سيولة إىل جانب ختفيض مستوى املخاطرة إىل حدوده الدنيا املمكنة‪ .‬فهدف حتقيق‬
‫الربح بالنسبة للبنك التجاري يدفعه إىل عدم ترك موارده النقدية عاطلة ال تدر عائدا‪ ،‬بل يتعني عليه أن يوظفها يف‬
‫‪1‬‬
‫خمتلف االستخدامات املمكنة واليت ميكن تقسيمها على حسب درجة سيولتها إىل‪:‬‬

‫‪.1‬األرصدة النقدية الحاضرة‬

‫‪ -1‬أسامة كامل و عبد الغني حامد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.114‬‬

‫‪20‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ويطلق عليها السيولة من الدرجة األوىل‪ ،‬وميثلها من أصول البنك النقود احلاضرة اليت حيتفظ هبا البنك يف‬
‫خزائنه‪ ،‬واليت تأخذ شكل األوراق النقدية‪ ،‬وذلك باإلضافة ما إىل يزيد من أرصدة البنك املودعة لدى البنك‬
‫املركزي عن حد الرصيد الدائن الذي يلتزم باالحتفاظ به لديه‪ ،‬والودائع حتت الطلب اليت حيتفظ هبا البنك لدى‬
‫البنوك التجارية األخرى‪ ،‬وأخريا الشيكات حتت التحصيل من هذه البنوك لصاحل البنك‪.‬‬

‫‪.2‬مجموعة األصول التي تغلب عليها سمة السيولة‬

‫يطلق عليها السيولة من الدرجة الثانية‪ ،‬وهي نوعيات من التوظيف قصري األجل ذات سيولة مرتفعة‪ ،‬حيث‬
‫ميكن حتويلها إىل نقدية يف أسرع وقت وبأقل جهد ونفقة ممكنة‪ .‬وهي حتقق هدفا مزدوجا‪ :‬السيولة املرتفعة لضمان‬
‫السداد واالسرتداد من جهة ‪ ،‬وحتقيق العائد من االستغالل من جهة أخرى‪ ،‬ومن أمثلة تلك األصول أذونات‬
‫اخلزانة واألوراق احلكومية قصرية األجل‪ ،‬واألوراق التجارية املخصومة‪ ،‬و القبوالت املصرفية‪.‬‬

‫‪.3‬القروض‬

‫النشاط الرئيسي للبنك التجاري هو منح القروض أو االئتمان أما‪ .‬األولوية املعطاة للسيولة من الدرجة‬
‫األوىل من أو الدرجة الثانية‪ ،‬فاملقصود منها عملية توظيف بسيط‪ ،‬ذات عائد متواضع‪ ،‬تضمن للبنك إمكانية‬
‫السداد ومواجهة طلبات السحب يف أما ‪ .‬حال القروض‪ ،‬فاألمر يتعلق بتوظيف حقيقي‪ ،‬حيقق عائدا مناسبا‬
‫ولكنه يف الوقت نفسه ميثل خطورة معينة‪ .‬فالقروض اليت مينحها البنك لعمالئه حيصل يف مقابلها على سعر فائدة‬
‫جمزي حيتسب على أساس مدة وطبيعة وقيمة القرض‪ ،‬كما تكون هذه القروض يف شكل نقود قانونية‪ ،‬ضمان‪،‬‬
‫اعتمادات مستندية ‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪.4‬االستثمارات (محفظة األوراق المالية)‬

‫خيصص البنك نسبة معينة من أمواله لتوظيفها يف شراء األوراق املالية من أسهم وسندات‪ ،‬وهي متثل سيولة‬
‫من الدرجة الثالثة يصعب حتويلها إىل سيولة من الدرجة ألوىل‪ ،‬حيث حتتاج إىل الوقت واجلهد وتكون عرضة‬
‫للتقلبات يف القيمة وهي تنطوي على احتماالت اخلسارة والربح‪ .‬ومتثل توظيفات طويلة األجل‪.‬‬

‫‪ .5‬األصول الثابتة‬

‫‪21‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه األصول وإن كانت عقيمة يف حد ذاهتا ‪ ،‬أهنا إال تعترب ضرورية لقيام البنك بوظائفه‪ ،‬وتتمثل األصول‬
‫الثابتة يف املباين اليت ميارس فيها البنك نشاطه‪ ،‬واألدوات واملعدات اليت يستخدمها‪ ،‬باإلضافة إىل بعض األصول‬
‫األخرى اليت هلا صلة وثيقة بعمليات اإلقراض‪ ،‬مثل خمازن البنك اليت حيتفظ هبا ببعض أنواع الضمانات العينية اليت‬
‫تكون حبوزته‪ .‬و تعترب األصول الثابتة من أقل األصول سيولة ومعظمها ال ميكن تصفيته إال يف حالة تصفية البنك‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية‬

‫نظرا للتطور الذي شهده القطاع املصريف باإلضافة إىل تطور وتوسع نشاط البنوك التجارية قد صاحبه ظهور‬
‫مشاكل جديدة تعرقل وهتدد هذه البنوك أال و هي املخاطر املصرفية فمع كل ظهور ملعامالت جديدة تتجلى‬
‫خماطر هلذه املعامالت ‪ ،‬وها ما دفع اإلدارات اليت تسري البنوك التفكري و البحث عن سبل فعالة ملواجهة هذه‬
‫املخاطر مما أدى إىل ظهور إدارة املخاطر املصرفية اليت تتمثل مهمتها األساسية يف حتديد املخاطر و دراستها حماولة‬
‫إجياد حلول هلا ‪ ،‬وهذا ما سنتطرق له يف هذا املبحث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية المخاطر المصرفية‬

‫تعد املخاطر املصرفية العدو األول للبنوك التجارية حبيث هتدد نشاطها و استمراريتها مما قد حيول بينها وبني‬
‫هدفها األساسي إال و هو حتقيق اكرب قدر ممكن من األرباح ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفية و تطورها‬

‫شهدت املخاطر املصرفية بدورها عدة تطورات خالل السنوات ‪ ،‬كما أن هلا عدة تعاريف نذكرها فيما‬
‫يلي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة وتطور المخاطر المصرفية‬

‫إن ما مييز البيئة املصرفية خالل فرتة السبعينات هو االستقرار الذي كان نتيجة تضافر عدة عوامل ساعدت‬
‫على حتقيقه‪ .‬فقد كانت الصناعة ختضع للتنظيم القانوين‪ ،‬والعمليات املصرفية التجارية كانت تقوم أساسا على‬
‫جتميع املوارد واالقرتاض‪ .‬كما أن حمدودية املنافسة سهلت على حتقيق رحبية معتربة ومستقرة‪ ،‬فضال على أن اهليئات‬

‫‪22‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫التنظيمية كانت منشغلة بسالمة الصناعة والسيطرة على قوة خلق النقود اخلاصة هبا‪ ،‬هذا باإلضافة إىل كون حوافز‬
‫‪1‬‬
‫التغيري واملنافسة كانت منخفضة‪.‬‬

‫أما ابتداًء من مطلع الثمانينات‪ ،‬سجلت موجات من التغيري اجلذري يف الصناعة‪ ،‬األمر الذي أدى إىل‬
‫اتساع وتنوع املنتجات واخلدمات املصرفية‪ ،‬وابتكار منتجات جديدة باستمرار خاصة من أولئك العاملني يف‬
‫األسواق املالية‪ ،‬كما نشط البحث عن فرص ومنتجات سوقية جديدة‪ ،‬حيث تطورت خدمات القيمة املضافة مثل‬
‫متلك األصول ومتويل املشروعات وبطاقة االئتمان واملشتقات مبعدل سريع‪ ،‬كما دخلت البنوك جماالت أعمال‬
‫جديدة وواجهت خماطر جديدة‪ ،‬وتناقصت احلصة السوقية للوساطة مع منو أسواق رأس املال‪ ،‬واشتدت املنافسة‬
‫داخل احلصص السوقية القائمة‪.‬‬

‫إن موجات التغيري املسجلة آنذاك ولدت املخاطر املصرفية وزادت من حدهتا خاصة مع اشتداد املنافسة‬
‫وابتكار منتجات جديدة والتحول من الصريفة التجارية إىل أسواق رأس املال‪ ،‬وازدياد تقلب األسواق واختفاء‬
‫العوائق واحلواجز القدمية اليت حدت من نطاق عمليات خمتلف املؤسسات املالية ‪ ،‬بعبارة أخرى أن زيادة حدة‬
‫املخاطر بشكل كبري يف العصور احلديثة يرجع أساسا إىل أمرين مرتبطني بطبيعة االقتصاد احلديث‪ ،‬ومها‪ :‬زيادة‬
‫معدالت التغيري يف احلياة االقتصادية من ناحية‪ ،‬وزيادة معدالت الرتابط والتداخل بني قطاعات االقتصاد من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫وعلى اعتبار أن قطاع البنوك حيتل مكانة متميزة داخل القطاع املايل‪ ،‬حيث يعترب من أقدم املؤسسات املالية‬
‫وأكثرها انتشاًرا‪ ،‬فضال عن صلته املباشرة بنظم املدفوعات وإدارة حركة النقود اليت متثل احملرك األساسي للنشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬فقد انصب االهتمام العاملي على كيفية تنظيم وترشيد إدارة البنوك للمخاطر والذي بات من أهم‬
‫اهتمامات اجملتمع الدويل‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم المخاطر المصرفية‬

‫تعددت التعاريف و اختلفت باختالف وجهات النظر‪ ،‬ومن أهم هذه التعاريف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر‪ :‬أفراد‪ ،‬إدارات ‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪، 2003 ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ -2‬نجار حياة‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية وفق اتفاقية بازل ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪،‬‬
‫‪ ، 2014- 2013‬ص‪.48‬‬

‫‪23‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫املخاطر هي درجة االختالفات يف التدفق النقدي الفعلي للمقرتح االستثماري عن التدفق النقدي املقدر‬
‫أو املتوقع ‪.‬‬

‫احتمالية تعرض البنك إىل خسائر غري متوقعة و غري خمطط هلا أو تذبذب العائد املتوقع على استثمار ما‬
‫مبا قد يؤثر على حتقيق أهداف البنك و على تنفيذها بنجاح و قد تؤدي يف حال عدم التمكن من السيطرة عليها‬
‫و على أثارها إىل القضاء على البنك و إفالسه ‪.‬‬

‫أهنا التقلبات يف القيمة السوقية للبنك‪.‬‬

‫احتمالية تعرض البنك إىل خسائر غري متوقعة وغري خمطط هلا فضالً عن تذبذب العائد املتوقع على‬
‫استثمار معني «‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة ميكن إعطاء تعريف شامل و هو‪ » :‬املخاطر بشكل عام هي إحدى نتائج‬
‫حالة عدم التأكد و اليت تقاس من خالل االحنراف عن العائد املتوقع و املخاطر يف البنك تنشأ نتيجة أي عملية‬
‫أو قرار ائتماين ينطوي على حالة عدم التأكد فيما يتعلق بالعائد«‪.‬‬

‫و تنشأ املخاطر املصرفية أساساً من مصادر معينة هي‪:1‬‬

‫‪ -‬نقص التنوع‪.‬‬
‫‪ -‬نقص السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬إرادة البنك يف التعرض للمخاطر‪.‬‬

‫إن هذه املصادر الثالثة متصلة وتؤثر على بعضها البعض‪ ،‬حيث ميكن اعتبار إرادة البنوك يف التعرض‬
‫للمخاطر املربر األساسي للفوائد اليت جتنيها‪ .‬فكلما كانت املخاطر احمليطة مبنح القروض كبرية‪ ،‬كلما كان العائد‬
‫املتوقع منه كبريا‪ .‬لذلك من املمكن أن تتعرض البنوك إىل املخاطر هبدف تعظيم العائد‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر المخاطر المصرفية و العوامل المؤثرة فيها‬

‫املخاطر املصرفية ناجتة عن مصدرين‪ ،‬كما أن هناك عدة عوامل تأثر على املخاطر ميكن ذكها تاليا‪.‬‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪24‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬مصادر المخاطر المصرفية‬

‫هناك مصدرين تنتج عنهما املخاطر املصرفية يتمثالن فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬المخاطر النظامية‬

‫تعرف املخاطرة النظامية بأهنا ‪ ":‬تلك املخاطر اليت تؤدي إىل تقلب العائد املتوقع لكافة االستثمارات‬
‫‪1‬‬
‫القائمة أو املقرتحة يف كافة املؤسسات"‪.‬‬

‫و يطلق عليها املخاطر العامة وهي تأثر بشكل مباشر على النظام املصريف ككل ألهنا مرتبطة حبالة عدم‬
‫التأكد و التنبؤ الدقيق مبا يستجد من أحداث و تطورات مستقبلية ‪ ،‬نتيجة عوامل يصعب التحكم فيها‬
‫مثل‪ :‬زيادة حدة التضخم والتوجه حنو العوملة املصرفية باإلضافة إىل اشتداد املنافسة ما بني البنوك و غريها‪.‬‬

‫وهي تعين "أن البنوك تتعرض إىل نوع يف املخاطر بسبب جمموعة متغريات هامة أدت إىل زيادة املخاطر اليت‬
‫تتعرض هلا البنوك بشكل عام حبيث ال تتمكن من أن تتجنبها ألهنا وليدة عوامل يصعب التحكم فيها أو التنبؤ‬
‫‪2‬‬
‫باحتماالت حصوهلا"‪.‬‬

‫‪.2‬المخاطر غير النظامية‬

‫وهي عبارة عن املخاطرة املتبقية اليت تنفرد هبا مؤسسة بنكية أو صناعة ما‪ ،‬أو هي ذلك اجلزء من املخاطرة‬
‫الكلية اليت تنفرد هبا ورقة مالية معينة‪ .‬وهي تنشأ عادة نتيجة ظروف معينة مثل ضعف إدارة البنك‪ ،‬اإلضرابات‬
‫العمالية‪ ،‬األخطاء اإلدارية وتغري أذواق العمالء نتيجة ظهور منتجات جديدة مما يؤثر على عوائد البنك‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وبالتايل فإن املخاطر اخلاصة ميكن التنبؤ هبا على حنو مستقل‪ ،‬وميكن كتابتها يف شكل معادلة كما يلي‪:‬‬

‫المخاطرة الكلية = المخاطرة النظامية ‪ +‬المخاطرة غير نظامية‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.52‬‬


‫‪ -2‬خضراوي نعيمة‪ ،‬إدارة المخاطر البنكية‪ :‬دراسة مقارنة بين البنوك التقليدية و اإلسالمية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر ببسكرة‪ ،2009 -2008 ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -3‬نجار حياة‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.52‬‬

‫‪25‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وهي خماطر خاصة الرتباطها باملخاطر الداخلية للبنك‪ ،‬وميكن جتنب هذا النوع من املخاطر بالتنويع يف‬
‫احملفظة االستثمارية للبنك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العوامل المؤثرة في المخاطر المصرفية‬


‫‪1‬‬
‫هناك مخسة عوامل هلا تأثري على املخاطر املصرفية ميكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التغيرات القانونية واإلشرافية‪ :‬تعترب هذه التغريات داعمة ملعايري إدارة االئتمان السليمة‪ .‬كما أن‬
‫وضع رقابة رمسية على مركز املخاطرة يعكس نوع املعايري اليت تلتزم بتطبيقها اإلدارة البنكية‪.‬‬
‫‪ .2‬تذبذب العوامل الخارجية‪ :‬إن التغريات والتقلبات يف أسعار الفائدة وأسعار الصرف تؤثر بشكل‬
‫كبري على ميزانية املؤسسات‪ ،‬حيث أهنا قد حتحول أرباحها إىل خسائر‪ ،‬كما أهنا تؤثر على خزينة البنك‪ ،‬وذلك‬
‫ألن البنك حساس للتغريات يف أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ .3‬إن بعض النشاطات المالية للبنك ال تظهر في الميزانية على شكل أصول أو التزامات‬
‫بالرغم أن لها أثر واضح على عوائد ومخاطر البنوك‪ ،‬و تتمثل هذه النشاطات يف‪:‬‬
‫• تلك النشاطات اليت تدر أرباحا أو مصاريف دون امتالك أصول أو خلق التزامات‪ ،‬مثال ذلك عمل‬
‫البنك كسمسار حيث يتقاضى أجراً على توفري األموال لطالبيها دون منح قروض أو زيادة الودائع لديه‪ ،‬أو أن‬
‫حيصل على أجر لقاء قيامه بإدارة النقد دون احلاجة إىل أصول أو ترتيب التزامات‪.‬‬
‫• التعهدات أو االلتزامات الطارئة‪ ،‬وهو ما يقصد به تعهد البنك بالقيام بعمل معني مستقبال‬
‫مقابل أجر يتقاضاه‪.‬‬
‫‪ .4‬الضغوط التنافسية‪ :‬إن البيئة التنافسية اليت تعمل هبا البنوك تؤثر بشكل مباشر أو غري مباشر على‬
‫املخاطرة‪ .‬وعليه فإن البنوك تعد نفسها ملواجهة املنافسة‪.‬‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.50‬‬

‫‪26‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .5‬التطورات التكنولوجية‪ :‬إن التطورات اليت حتصل يف حقل تكنولوجيا املعلومات تؤثر على العملية‬
‫الكلية اليت تشمل حتديد‪ ،‬قياس وإدارة املخاطر‪ .‬حيث تعترب التكنولوجيا من العوامل الرئيسية اليت تساهم يف حتديد‬
‫مزايا املنافسة بني املؤسسات املختلفة‪ ،‬كما أن حتليل وإدارة املخاطر مبنيان على أساس معاجلة املعلومات‪.‬‬

‫وبالتايل فإن فعالية وسالمة قرارات البنك تتوقف على قدرته على معرفة املخاطر وحتديد طبيعتها والتكيف‬
‫معها وهو ما يستوجب من البنك ضرورة معرفة خمتلف األنواع الرئيسية للمخاطر املصرفية وحتديد مصادرها‪ ،‬حىت‬
‫يتمكن متخذ القرار من الوصول إىل قرارات سليمة وموضوعية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع المخاطر المصرفية‬


‫‪1‬‬
‫تعاين البنوك التجارية من عدة خماطر تتنوع وختتلف حبسب طبيعتها‪ ،‬نذكرها كالتايل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المخاطر المالية ‪ :‬تتضمن مجيع املخاطر املتصلة بإدارة موجودات و مطلوبات البنك و هذا‬
‫النوع من اخلاطر يتطلب رقابة و إشراف مستمرين من قبل إدارات البنوك وفقا لتوجه و حركة السوق و األوضاع‬
‫االقتصادية و االرتباط باألطراف األخرى ذات العالقة و حتقق البنوك بإدارة هذه املخاطر رحبا أو خسارة ومن أهم‬
‫أنواع اخلاطر املالية ما يلي ‪:‬‬

‫‪.1‬المخاطر االئتمانية‪ :‬وهي اخلسائر املالية احملتملة الناجتة عن عدم قيام العميل بالوفاء بالتزاماته جتاه‬
‫البنك بالوقت احملدد واليت يتأثر هبا إيرادات البنك و رأمساله وتعترب القروض أهم مصادر خماطر االئتمان وتعترب‬
‫هذه املخاطر من أهم املخاطر اليت تواجه البنوك‪.‬‬
‫‪ .2‬مخاطر السيولة‪ :‬هي املخاطر اليت ميكن أن يتعرض هلا البنك جراء تدفق غري متوقع لودائع عمالئه‬
‫للخارج بسبب تغري مفاجئ يف سلوك املودعني‪ ،‬ومثل هذا الوضع ميكن أن يفرض على البنك نشاطاً غري اعتيادي‬
‫يف التمويل قصري األجل إلعادة متويل الفجوة النامجة عن نقص السيولة يف السوق بأسعار مرتفعة‪.‬‬
‫‪.3‬مخاطر السوق‪ :‬وتنتج هذه املخاطر بسبب التغري العام يف األسعار ويف السياسات على مستوى‬
‫االقتصاد ككل‪ ،‬أما خماطر السوق اخلاصة فتنشأ عندما يكون هناك تغري يف أسعار أصول أو أدوات متداولة بعينها‬
‫نتيجة ظروف خاصة هبا وتنقسم خماطر السوق إىل‪:‬‬

‫‪ -1‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.23-20‬‬

‫‪27‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬مخاطر سعر الفائدة‪ :‬يقصد بسعر الفائدة سعر إجيار النقود‪ ،‬أما خماطر سعر الفائدة فهي املخاطر‬
‫اليت تنشأ عن تقلبات أسعار الفائدة مما قد يؤدي إىل حتقيق خسائر ملموسة للبنك يف حالة عدم اتساق أجال‬
‫إعادة تسعري من كل االلتزامات واألصول‪ .‬وتتصاعد هذه املخاطر يف حالة عدم توافر نظام معلومات يتيح ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الوقوف على معدالت تكلفة االلتزامات ومعدالت العائد على األصول‬
‫‪ ‬حتديد مقدار الفجوة بني األصول وااللتزامات من حيث إعادة التسعري ومدى احلساسية ملتغريات أسعار‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر أسعار الصرف‪ :‬وهي املخاطر الناجتة عن التعامل بالعمالت األجنبية وحدوث تذبذب‬
‫يف أسعار العمالت تنتج عنه خسائر للبنك ويكون يف هذا حال كون من جزء ميزانية البنك حمررا بعمالت أجنبية‬
‫حبيث يرتتب عن ذلك ربح أو خسارة يؤثر على النتائج املصرفية‪ ،‬وعموما يرتبط خطر الصرف بعمليات االسترياد‬
‫والتصدير املقيمة بالعملة األجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬مخاطر أسعار األوراق المالية‪ :‬هي خماطر احتمالية تعرض البنك خلسائر بسبب التقلبات يف‬
‫األسعار السوقية للسندات واألسهم‪ .‬ويعترب قياس خماطر األسعار يف غاية األمهية من أجل إدراك اخلسائر احملتملة‬
‫والتأكد أن من هذه اخلسائر ال تؤثر بشكل كبري على رأس املال ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخاطر التشغيل ‪ :‬تعترب خماطر التشغيل من املستجدات يف عامل إدارة املخاطر احلديثة‪ ،‬وهي‬
‫تعين اخلسارة الناجتة عن الفشل يف النشاط الداخلي وإجراءات الرقابة‪ .‬يشمل هذا النوع املخـاطر العملية املتولدة‬
‫من العمليات اليومية للمؤسسة‪ ،‬وال يتضمن عادة فرصة للربح‪ ،‬فاملؤسسة أن إما حتقق خسارة وإما ال حتققها و ‪،‬‬
‫عدم ظهور أية خسائر للعمليات ال يعين عدم وجود هذه املخاطر‪ ،‬ومن املهم لإلدارة العليا التأكد من وجود‬
‫برنامج لتقومي حتليل خماطر العمليات‪.‬‬

‫فاملخاطر النامجة عن عدم كفاية أنظمة املعلومات‪ ،‬الفشل التقين‪ ،‬خمالفة أنظمة الرقابة‪ ،‬االختالس‪،‬التزوير‪،‬‬
‫تزييف العمالت‪ ،‬السرقة والسطو‪ ،‬اجلرائم اإللكرتونية والكوارث الطبيعية مجيعها خسائر غري متوقعة تدخل ضمن‬
‫خانة املخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫ومن أهم أنواع املخاطر التشغيلية ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬االحتيال الداخلي‪ :‬تلك األفعال اليت هتدف إىل الغش أو إساءة استعمال املمتلكات أو التحايل‬
‫على القانون واللوائح التنظيمية أو سياسة البنك من قبل مسئوليه أو العاملني فيه‬
‫‪ .2‬االحتيال الخارجي‪ :‬أي األفعال اليت يقوم هبا طرف ثالث من النوع الذي يهدف إىل الغش أو‬
‫إساءة استعمال املمتلكات أو التحايل على القانون‪.‬‬
‫‪ .3‬ممارسات العمل واألمان الوظيفي‪ :‬هي األحداث املرتبطة بعالقات املوظفني مثل مطالبات‬
‫التعويض من املوظفني النامجة عن التفريق والتمييز يف املعاملة والفصل اجلائر من الوظيفة‪ ،‬وخرق قواعد األمن‬
‫والسالمة أو األعمال اليت ينتج عنها دفع تعويضات عن إصابات شخصية واملطالبات الوظيفية األخرى‪.‬‬
‫‪ .4‬الممارسات المتعلقة بالعمالء و المنتجات واألعمال‪ :‬اخلسائر الناجتة عن اإلخفاق غري‬
‫املتعمد أو الناتج عن اإلمهال يف الوفاء بااللتزامات املهنية جتاه العمالء‪.‬‬
‫‪ .5‬األضرار في الموجودات المادية‪ :‬اخلسائر أو األضرار اليت تلحق باملوجودات املادية جراء كارثة‬
‫طبيعية أي أو أحداث أخرى‪.‬‬
‫‪ .6‬توقف العمل والخلل في األنظمة‪ :‬اخلسائر الناجتة أي عن تعطيل يف األعمال أو يف خلل‬
‫األنظمة مبا فيها أنظمة احلاسوب واالتصاالت‪.‬‬
‫‪ .7‬التنفيذ وإدارة المعامالت‪ :‬اخلسائر الناجتة عن اإلخفاق يف تنفيذ املعامالت يف أو إدارة العمليات‬
‫والعالقات مع األطراف األخرى‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مخاطر األعمال‪ :‬تتعرض البنوك يف جمال عملها للعديد من املخاطر أمهها‪:‬‬

‫‪ .1‬المخاطر القانونية‪ :‬و يقصد هبا حدوث التزام غري متوقع أو فقد جانب من قيمة أصل نتيجة عدم‬
‫توافر رأي قانوين سليم أو عدم كفاية املستندات القانونية‪ .‬كما ميكن أن تنشأ هذه املخاطر يف حالة انتهاك‬
‫القوانني أو القواعد أو الضوابط املقررة خاصة تلك املتعلقة مبكافحة غسيل األموال‪ ،‬أو نتيجة عدم التحديد‬
‫الواضح للحقوق وااللتزامات القانونية الناجتة عن العمليات املصرفية االلكرتونية‪ ،‬ومن ذلك عدم وضوح مدى توافر‬

‫‪ -1‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪23-20‬‬

‫‪29‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫قواعد حلماية املستهلكني يف بعض الدول أو عدم املعرفة القانونية لبعض االتفاقات املربمة باستخدام وسائل‬
‫الوساطة االلكرتونية‪.‬‬
‫‪ .2‬مخاطر االلتزامات‪ :‬ويقصد هبا تعرض البنك لعقوبات سواء يف شكل جزاءات مالية أو احلرمان من‬
‫ممارسة نشاط معني نتيجة ارتكابه خمالفات ‪.‬‬
‫‪ .3‬المخاطر اإلستراتيجية‪ :‬هي تلك املخاطر احلالية واملستقبلية اليت ميكن أن يكون هلا تأثري على‬
‫إيرادات البنك وعلى رأس ‪،‬ماله نتيجة الختاذ قرارات خاطئة أو التنفيذ اخلاطئ للقرارات وعدم التجاوب املناسب‬
‫مع التغريات يف القطاع املصريف‪ ،‬ويتحمل جملس إدارة البنك املسؤولية الكاملة عن املخاطر اإلسرتاتيجية وكذلك‬
‫إدارة البنك العليا اليت تتمثل مسؤوليتها يف ضمان وجود إدارة خماطر إسرتاتيجية مناسبة للبنك‪.‬‬
‫‪ .4‬مخاطر السمعة‪ :‬وهـي املخـاطر الناجتـة عـن تـوفر رأي عـام سـليب اجتـاه البنـك‪ ،‬نتيجـة عـدم قدرتـه علـى‬
‫تق ـ ـ ــدمي خدماتـ ـ ـ ــه البنكي ـ ـ ــة وفـ ـ ـ ــق مع ـ ـ ــايري األمـ ـ ـ ــان‪ ،‬السـ ـ ـ ـرية والدقـ ـ ـ ـ ــة مـ ـ ـ ـ ــع االس ـ ـ ـ ــتمرارية واالسـ ـ ـ ـ ــتجابة الفوري ـ ـ ـ ــة‬
‫الحتياجات ومتطلبات الزبائن‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مفهوم إدارة المخاطر و خصائصها و أهدافها‬

‫أصبحت إدارة املخاطر من أهم متطلبات البنوك التجارية بسبب دورها اهلام و هذا ما سنتطرق له يف هذا‬
‫املطلب من خالل ذكر مفهومها و تعديد خصائصها و حتديد أهدافها كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم إدارة المخاطر‬

‫إلدارة املخاطر عدة تعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬ميكن تعريف إدارة املخاطر‪ ":‬بأهنا تعترب إدارة للرقابة والتحكم يف املخاطر املختلفة حبثا عن حتقيق‬
‫‪1‬‬
‫العالقة املثلى للعائد واملخاطرة "‪.‬‬
‫‪ ‬عــرف معهــد املــدققني الــداخليني إدارة املخــاطر على أهنا‪" :‬عمليــة حتديــد‪ ،‬تقيــيم‪ ،‬إدارة‪ ،‬ومراقبــة‬
‫األحــداث أو الظروف و ذلك هبدف تزويد اإلدارة بتأكيد معقول فيما يتعلق بإجناز وحتقيق أهداف املؤسسة‬
‫‪1‬‬
‫املخطط هلا "‪.‬‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫‪30‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ " ‬إدارة املخاطر هي نظام متكامل وشامل لتهيئة البيئة املناسبة واألدوات الالزمة لتوقع ودراسة املخاطر‬
‫احملتملة وحتديدها وقياسها وحتديد مقدار آثارها احملتملة على أعمال املصرف وأصوله وإيراداته ووضع اخلطط‬
‫املناسبة ملا يلزم وميكن القيام به لتجنب هذه املخاطر أو لكبحها والسيطرة عليها وضبطها للتخفيف من آثارها‬
‫‪2‬‬
‫إن مل ميكن القضاء على مصادرها "‪.‬‬
‫‪ ‬كما عرفها معهد إدارة املخاطر على أهنا " اجلزء األساسي يف اإلدارة اإلسرتاتيجية يل مؤسسة ‪ ،‬فهي‬
‫اإلجراءات اليت تتبعها املؤسسات بشكل منظم ملواجهة األخطار املصاحبة ألنشطها‪ ،‬هبدف حتقيق املزايا املستدامة‬
‫من كل نشاط و من حمفظة كل نشاط "‪.3‬‬

‫من خالل ما سبق ميكن إعطاء تعريف شامل إلدارة املخاطر" هي وسيلة وعملية تقوم بتوقع و حتديد‬
‫املخاطر و التعرف عليها و تقييمها و قياسها ملواجهتها وحماولة التقليل منها أو جتنبها و هذا من أجل ضمان‬
‫تنفيذ اسرتاتيجيات املؤسسة و حتقيق أهدافها املسطرة"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص و أهمية إدارة المخاطر‬

‫إلدارة املخاطر عدة خصائص تتميز هبا كما أن هلا أمهية كبرية الستمرارية املؤسسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬خصائص إدارة المخاطر‬


‫‪4‬‬
‫متتاز إدارة املخاطر يف املؤسسات بشكل عام مبجموعة من اخلصائص هي‪:‬‬

‫‪ ‬معظم املخاطر اليت قد تتعرض هلا املؤسسات هي املخاطر املالية بالدرجة األوىل‪ ،‬مثل خماطر اإلفالس‪.‬‬
‫‪ ‬تتنـوع هـذه املخـاطر حسـب جمـال ختصـص كـل مؤسسـة‪ ،‬وتشـرتك املؤسسـات املاليـة عمومـا يف ثالثـة‬
‫خمـاطر هامة هي‪ :‬خماطر السوق‪ ،‬خماطر االئتمان وخماطر السيولة‪.‬‬
‫‪ ‬متتاز إدارة املخاطر بقدرة تنبؤية خصوصا يف جمال حتديد اخلسائر‪ ،‬مما يقـود املؤسسـات إىل البحـث‬
‫الـدائم عن البديل األمثل للتخلص‪ ،‬أو التخفيض من اخلسائر وآثارها إىل أدىن حد ممكن‪.‬‬

‫‪ -1‬سعودي حفصية‪ ،‬فعالية وأداء وظيفة المراجعة الداخلية في إدارة المخاطر بالمؤسسة االقتصادية دراسة ميدانية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة ماستر في علوم التسيير‪ ،‬جامعة حمه لخضر بالوادي‪ ، 2015-2014 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -2‬شعبان فرج‪ ،‬العمليات المصرفية و إدارة المخاطر‪ ،‬محاضرات لطلبة الماستر ‪ ،‬جامعة البويرة‪ ، 2014-2013 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ -3‬سعودي حفصية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -4‬هيفاء غانية‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية على ضوء مقررات بازل ‪2‬و‪ ، 3‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في مالية وبنوك‪ ،‬جامعة حمه‬
‫لخضر بالوادي‪، 2015-2014 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪31‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬متتاز إدارة املخاطر بأهنا تعمل على إجياد احللول فيما يتعلق بكيفية مواجهة املخاطر‪ ،‬و التعامل معها‪،‬‬
‫أو حتويلها باستخدام األساليب املتاحة‪ ،‬أو ابتكار األدوات واألساليب اجلديدة مثل‪ :‬املشتقات املالية‪.‬‬
‫‪ ‬املخاطر اليت تواجه خمتلف األنشطة اليت تقوم هبا املؤسسات تنعكس بالضرورة على حقوقها والتزاماهتا‬
‫بصــورة ســلبية أو إجيابيــة‪ ،‬وتتميــز إدارة املخــاطر يف هــذا اجلانــب بوجــود ارتبــاط قــوي بينهــا‪ ،‬وبــني بــاقي الوظائف‪،‬‬
‫واألنظمة األخرى املوجودة داخل املؤسسة مثل‪ :‬مراقبة التسيري‪ ،‬وإدارة األصول واخلصوم ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية إدارة المخاطر‬


‫‪1‬‬
‫ميكن إبراز أمهية إدارة املخاطر املصرفية يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬احملافظة على األصول املوجودة حلماية مصاحل املودعني والدائنني واملستثمرين‪.‬‬


‫‪ ‬حكام الرقابة والسيطرة على املخاطر يف األنشطة‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬العمـل علـى احلـد مـن اخلسـائر وتقليلهـا إىل أدىن حـد ممكـن وتأمينهـا مـن خـالل الرقابـة الفوريـة أو مـن‬
‫خالل حتويلها إىل جهات خارجية‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد التصرفات واإلجراءات اليت يتعني القيام هبا فيما يتعلق مبخاطر معينة لرقابة األحداث و السيطرة‬
‫على اخلسائر‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد الدراسات قبل اخلسائر أو بعد حدوثها هبدف منعها أو منع تكرار حدوثها‪.‬‬
‫‪ ‬محاية صورة البنك بتوفري الثقـة املناسـبة لـدى املـودعني والـدائنني واملسـتثمرين حبمايـة قـدرا علـى توليـد‬
‫األرباح رغم أي خسائر عارضة قد تؤدي إىل تقلص األرباح أو عدم حتقيقها‪.‬‬
‫بازل‪.‬‬ ‫‪ ‬مساعدة البنك على احتساب معدل كفاية رأس املال وفقا للمقرتحات للجنة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف إدارة المخاطر‬


‫‪2‬‬
‫هتدف إدارة املخاطر لتحقيق جمموعة من األهداف تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬احملافظة على األصول املوجودة حلماية مصاحل املستثمرين‪ ،‬املودعني والدائنني‪.‬‬

‫‪ -1‬هيفاء غانية‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬


‫‪ - 2‬شعبان فرح‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.78‬‬

‫‪32‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬إحكام الرقابة والسيطرة على املخاطر يف األنشطة أو األعمال اليت ترتبط باألوراق املالية والتسهيالت‬
‫االئتمانية وغريها من أدوات االستثمار‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد العالج النوعي لكل نوع من أنواع املخاطر وعلى مجيع مستوياهتا‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على احلد من اخلسائر وتقليلها إىل أدىن حد ممكن وتأمينها من خالل الرقابة الفورية أو من‬
‫خالل حتويلها إىل جهات خارجية‪.‬‬
‫‪ ‬عداد الدراسات قبل اخلسائر أو بعدها وذلك بغرض منع أو تقليل اخلسائر احملتملة‪ ،‬مع حتديد أية‬
‫خماطر يتعني السيطرة عليها واستخدام األدوات اليت تعود إىل دفع حدوثها‪ ،‬أو تكرار مثل هذه املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬محاية االستثمارات وذلك من خالل محاية قدرهتا الدائمة على توليد األرباح رغم أي خسائر عارضة‪.‬‬
‫‪ ‬إن إدارة املخاطر والتخطيط الستمرارية العمل مها عمليتني مربوطتني مع بعضيهما البعض وال جيوز‬
‫فصلهما‪ ،‬حيث أن عملية إدارة املخاطر توفر الكثري من املدخالت لعملية التخطيط الستمرارية العمل‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم إدارة املخاطر بوضع تقارير دورية بشأن حجم املخاطر اليت يتعرض هلا االستثمار‪.‬‬

‫ومنه ميكن القول أن كل أهداف إدارة املخاطر تندرج حتت عملية البحث عن مجيع املخاطر ودراستها‬
‫وحتديد آثارها وطرق السيطرة عليها‪ ،‬والعمل على إجياد طرق جديدة فاعلة ومناسبة للتخفيف منها وحلها‬
‫ومعاجلتها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبادئ‪ ،‬أدوات ومراحل إدارة المخاطر‬

‫ليكون عمل إدارة املخاطر صحيحا و سليما جيب توفر مبادئ ترتكز عليها كما أنه جيب استخدام عدة‬
‫أدوات ضرورية و إتباع مراحل معينة نتطرق إليها كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ إدارة المخاطر‬


‫‪1‬‬
‫لضمان إدارة املخاطر بصفة جيدة و صحيحة جيب االلتزام باملبادئ التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون لدى كل بنك جلنة مستقلة تسمى جلنة إدارة املخاطر هتتم بإعداد السياسة العامة أما اإلدارة‬
‫املتخصصة إلدارة املخاطر فتتوىل تنفيذ تلك السياسات‪ ،‬كما تقوم مبراقبة وقياس املخاطر بشكل دوري‪.‬‬

‫‪ -1‬هيفاء غانية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪33‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬تعيني مسئول خماطر لكل نوع من املخاطر الرئيسية تكون لديه خربة كافية يف اجملال املصريف‪.‬‬
‫‪ ‬وضـع نظـام حمـدد لقيـاس ومراقبـة املخـاطر يف كـل بنـك لتحديـد مسـتوى كـل نـوع مـن املخـاطر الـيت ميكـن‬
‫قياسها وبشكل دقيق ملعرفة وحتديد تأثريها على رحبية البنك ومالءتـه الرأمساليـة وحتديـد األسـقف االحرتازيـة‬
‫لالئتمان والسيولة والسوق‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم موجودات كل بنك وخاصة االستثمارية كمبدأ أساسي لقياس املخاطر والرحبية‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام أنظمة معلومات حديثة إلدارة املخاطر ووضع ضوابط أمان مالئمة هلا‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة وجود وحدة تدقيق داخلي مستقلة بالبنوك تتبع جملس اإلدارة بالبنك مباشرة وتقـوم بالتـدقيق‬
‫جلميـع‬
‫أعمال البنك مبا فيها إدارة املخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬تقـع مسؤولية إدارة املخاطر بشكل أساسي على عاتق جملس اإلدارة لكل بنك‪ ،‬الذي يعده املسامهني‬
‫املسئولني عن أعمال البنك‪ ،‬وهو ما يستوجب فهم املخاطر اليت يواجهها التأكد من أهنا تدار بأسلوب فعال و‬
‫كفء‪.‬‬
‫‪ ‬على جملس اإلدارة إقرار إسرتاتيجية إدارة املخاطر وتشجيع القائمني على اإلدارة إىل قبول وأخذ املخاطر‬
‫بعقالنية يف إطار هذه السياسات والعمل على جتنب املخاطر اليت يصعب عليهم تقييمها‪.‬‬
‫‪ ‬وضع ضوابط أمان جلميع األنظمة املعلوماتية الرئيسة لكل بنك من أجل احلفاظ على صحة وسالمة‬
‫وسرية املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬وضع خطط للطوارئ معززة بإجراءات وقائية ضد األزمات يتم املوافقة عليها من قبل املسئولني للتأكد‬
‫من أن البنك قادر على حتمل أي أزمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدوات(أساليب) إدارة المخاطر‬

‫توجد عدة تقنيات و أساليب تعتمد عليها إدارة املخاطر املصرفية‪ ،‬وختتلف هذه التقنيات باختالف نوع‬
‫‪1‬‬
‫املخاطر‪ ،‬و ميكن ذكرها كما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحاشي أو تفادي المخاطرة‬

‫‪ -1‬شعبان فرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.81-80‬‬

‫‪34‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫يتم حتاشي املخاطرة عندما يرفض الفرد أو املنظمة قبوهلا حىت ولو للحظة‪ ،‬ألن التعرض للمخاطرة غري‬
‫مسموح له بأن يدخل حيز الوجود‪ ،‬ويتحقق ذلك عن طريق جمرد عدم القيام بالعمل أو االستثمار املنشئ‬
‫املخاطرة فإذا أراد عدم املخاطرة يفقد مدخراته يف مشروع فيه جمازفة عليه أن خيتار مشروعا ينطوي على خماطرة‬
‫أقل وإذا أرادت حتاشي املخاطرة املرتبطة حبيازة ملكية ال يشرتي األمالك بل استئجارها بدال من ذلك وإذا كان‬
‫من احملتمل أن يكون استخدام منتج ما( املقصود هنا منتوج مايل‪ :‬سهم أو سند) حمفوفا باملخاطرة فال يلجأ‬
‫لذلك‪.‬‬

‫ويعد تفادي املخاطرة أحد أساليب التعامل مع املخاطرة ولكنه تقنية سالبة وليست إجيابية وهلذا السبب‬
‫يكون أحيانا مدخال غري مرضي للتعامل مع خماطر كثرية فلو استخدم تفادي املخاطر بشكل مكثف حلرمت‬
‫املؤسسات أو املستثمرين من فرص كثرية لتحقيق الربح و لرمبا عجزوا عن حتقيق أهدافهم‪.‬‬

‫‪ .2‬تقليل المخاطرة‬

‫ميكن كذلك إدارة املخاطر املالية من خالل تقليلها وذلك بطريقتني‪:‬‬

‫األوىل من خالل منع املخاطرة والتحكم فيها ومثلها يف ذلك برامج السالمة وتدابري منع اخلسارة سوى‬
‫أمثلة حملاوالت التعامل مع املخاطرة عن طريق منع حدوث اخلسارة أو تقليل فرص حدوثها وهو نفس الشيء‬
‫بالنسبة للمخاطر املالية‪.‬‬

‫بعض التقنيات يكون اهلدف منها منع حدوث اخلسارة على حيث أن البعض اآلخر يكون اهلدف منه‬
‫التحكم يف شدة اخلسارة إذا وقعت‪ .‬و يقال أن منع اخلسارة هو الوسيلة األكثر مرغوبة للتعامل مع املخاطرة فإذا‬
‫أمكن القضاء متاما على احتمال اخلسارة فإن املخاطرة سيتم القضاء عليها أيضا‪ .‬و مع ذلك فإن منع حدوث‬
‫اخلسارة ميكن أيضا أن يكون مدخال للتعامل مع املخاطرة فمهما حاولت واجتهدت يف احملاولة لن تستطيع أبدا‬
‫أن متنع مجيع اخلسائر‪ ،‬باإلضافة إىل ذلك فإنه يف بعض األحيان قد يكلف منع اخلسائر أكثر من اخلسائر نفسها‪.‬‬

‫و املخاطرة ميكن أيضا تقليلها بشكل إمجايل من خالل استخدام قانون األعداد الكبرية فعن طريق دمج‬
‫عدد كبري من وحدات التعرض ميكن التوصل لتقديرات دقيقة بشكل معقول للخسائر املستقبلية جملموعة ما‪ .‬و‬
‫بناءا على هذه التقديرات ميكن ملنظمة مثل شركة تأمني أن تفرتض إمكانية حدوث خسارة نتيجة ملثل هذا‬
‫التعرض وال تواجه بعد نفس احتمال اخلسارة نفسها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬االحتفاظ بالمخاطرة‬

‫رمبا يكون االحتفاظ باملخاطرة األسلوب األكثر شيوعا للتعامل مع املخاطرة فاملنظمات تواجه عددا غري‬
‫حمدود تقريبا من املخاطر ويف معظم األحوال ال يتم القيام بشيء حياهلا وعندما ال يتم اختاذ إجراء اجيايب لتفادي‬
‫املخاطرة أو تقليلها أو حتويلها يتم بذلك االحتفاظ باحتمال اخلسارة الذي تنطوي عليه تلك املخاطرة‪.‬‬
‫واالحتفاظ باملخاطرة قد يكون شعوريا أو ال شعوريا ويتم االحتفاظ الشعوري أو الواعي باملخاطرة عندما ال يتم‬
‫إدراك املخاطرة فيتم استفاؤها ال شعوريا ‪ ،‬ويف هذه احلاالت حيتفظ الشخص املعرض للمخاطرة بالعواقب املالية‬
‫للخسارة احملتملة دون إدراك أنه يفعل ذلك‪.‬‬

‫كما قد يكون االحتفاظ باملخاطرة طوعيا أو غري طوعي ويتميز االحتفاظ الطوعي باملخاطرة بإدراك وجود‬
‫املخاطرة ووجود اتفاق أو موافقة ضمنية على حتمل اخلسائر ذات الصلة ويتم اختاذ قرار االحتفاظ مبخاطرة ما‬
‫طوعية ألنه ال توجد بدائل أخرى أكثر جاذبية‪ ،‬أما االحتفاظ غري الطوعي باملخاطرة فيحدث عندما يتم‬
‫االحتفاظ ال شعوريا باملخاطرة وأيضا عندما ال يكون باإلمكان حتاشي املخاطرة أو حتويلها أو اإلقالل منها‪.‬‬

‫واالحتفاظ باملخاطرة أسلوب مشروع للتعامل مع املخاطرة بل أنه يكون يف بعض احلاالت الطريقة‬
‫األفضل‪ ،‬وجيب على كل منظمة أن تقرر أي املخاطر جيب أن حتتفظ هبا وأيها ينبغي عليها أن تتفاداها أو حتوهلا‬
‫بناءا على هامش االحتماالت اخلاص هبا أو قدرهتا على حتمل اخلسارة‪ .‬فاخلسارة اليت قد تكون كارثة مالية‬
‫بالنسبة ملنظمة ما أو مستثمر وقد يسهل حتملها بالنسبة ألخرى أو مستثمر آخر وكقاعدة عامة فإن املخاطرة اليت‬
‫‪1‬‬
‫ينبغي االحتفاظ هبا هي تلك اليت تؤدي إىل خسائر معينة صغرية نسبيا‪.‬‬

‫‪ .4‬تحويل المخاطرة‬

‫من املمكن نقل أو حتويل املخاطرة من شخص إىل شخص آخر أكثر استعداد لتحملها وميكن‬
‫استخدام أسلوب التحويل يف التعامل مع كل من املخاطر ومن األمثلة املمتازة الستخدام تقنية التحويل للتعامل‬

‫‪ -1‬شعبان فرج‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪،،‬ص ص‪.81-80‬‬

‫‪36‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫مع املخاطر التحوط فهو وسيلة من وسائل حتويل املخاطر املالية ويتم بالشراء والبيع من أجل التسليم املستقبلي‬
‫لألصول املالية اجلاري التعامل هبا‪ .‬ويقوم املتعاملون واملعاجلون وفقا له (التحوط) حبماية أنفسهم من حدوث‬
‫تراجع أو اخنفاض يف سعر السوق بني وقت شرائهم ملنتج مايل ما ووقت بيعهم له‪ .‬وهو عبارة عن تزامن البيع‬
‫والشراء بغرض التسليم الفوري مع الشراء أو البيع بغرض التسليم املستقبلي‪.‬‬

‫وغالبا ما يتم حتويل املخاطرة من خالل عقود‪ ،‬ويعد اتفاق ‪ harmless hold‬الذي يتحمل مبقتضاه‬
‫شخص مسؤولية شخص آخر عن اخلسارة مثاال ملثل هذا التحويل‪ .‬على سبيل املثال أيضا ميكن حتويل املخاطرة‬
‫عن طريق التأمني‪ ،‬ففي مقابل دفع مبلغ حمدد )قسط التأمني( يسدده أحد الطرفني‪ ،‬يوافق الطرف الثاين على‬
‫تعويض الطرف األول حىت مبلغ معني عن اخلسارة احملددة اجلائزة احلدوث‪.‬‬

‫‪ .5‬اقتسام المخاطرة‬

‫يعد اقتسام املخاطرة حالة خاصة لتحويل املخاطرة وهو أيضا صورة من صور االحتفاظ باملخاطر وعندما‬
‫يتم اقتسام املخاطرة يتم حتويل احتمال اخلسارة من الفرد إىل اجملموعة‪ ،‬ومع ذلك فاالقتسام أحد صور االحتفاظ‬
‫الذي يتم يف ظله االحتفاظ باملخاطرة احملولة إىل اجملموعة إىل جانب خماطر أفراد اجملموعة اآلخرين‪ .‬ويعد التأمني‬
‫أداة أخرى هتدف للتعامل مع املخاطرة من خالل االقتسام حيث أنه إحدى خصائص وسيلة التأمني هي اقتسام‬
‫املخاطرة بواسطة أفراد اجملموعة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مراحل إدارة المخاطر المصرفية‬

‫تعتمد إدارة املخاطر على جمموعة من اخلطوات و اليت جيب إتباعها يف عملها ملواجهة املخاطر‪ ،‬وميكن‬
‫‪1‬‬
‫حتديد هذه اخلطوات يف املراحل األساسية التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد المخاطر‬

‫تعترب اخلطوة األوىل يف إدارة املخاطر هي حتديدها‪ ،‬حيث أن كل منتج أو خدمة يقدمها البنك تنطوي على‬
‫خماطر عدة‪ ،‬مثال يف حال منح قرض فإنه ينجم عنه أربعة خماطر وهي خماطر االئتمان‪ ،‬خماطر سعر الفائدة‪ ،‬خماطر‬

‫‪ -1‬مخلوفي عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪37‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫السيولة‪ ،‬واملخاطر التشغيلية‪ .‬وعليه فإن حتديد املخاطر جيب ي أن كون عملية مستمرة من أجل فهم وإدراك‬
‫املخاطر على مستوى كل عملية أو نشاط من أنشطة البنك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قياس المخاطر‬

‫يتم بعد حتديد املخاطر اليت قد يتعرض هلا البنك قياس مستوى هذه املخاطر‪ ،‬حبيث جيب األخذ باالعتبار‬
‫عند القياس أن كل نوع من املخاطر له ثالثة أبعاد وهي حجم املخاطر ‪ ،‬مدهتا واحتمالية حدوثه ‪ .‬و لذلك فإن‬
‫القياس الصحيح للمخاطر والذي يتم يف الوقت املناسب يعترب امرأ بالغ األمهية يف عملية إدارة املخاطر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضبط وتخفيض المخاطر‬

‫بعد حتديد املخاطر وقياسها يتم وضع املعايري املناسبة لضبط هذه املخاطر‪ ،‬مبعىن آخر‪ ،‬جتنب أو ختفيض‬
‫اخلسائر احملتملة اليت يتعرض هلا البنك لدى ممارسته أنشطته املختلفة‪ ،‬ويتحقق ذلك من خالل ثالث طرق‬
‫أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬جتنب الدخول يف أسواق أو منتجات معينة‪.‬‬


‫‪ .2‬وضع قيود على بعض األنشطة كسقوف االئتمان والتداول واملتاجرة وحتديد الصالحيات للمستويات‬
‫اإلدارية املختلفة‪.‬‬
‫(‪.‬‬ ‫‪ .3‬إلغاء تأثري املخاطر من خالل تبين أسلوب نقل املخاطرة ) التأمني ‪ ،‬الضمان‬

‫رابعا‪ :‬مراقبة المخاطر‬

‫تعترب هذه اخلطوة جوهرية يف إدارة املخاطر كوهنا تبقي إدارة البنك قادرة على السيطرة على املخاطر اليت‬
‫يواجهها البنك‪ ،‬حيث أن جيب يتوفر نظام معلومات قادر على حتديد وقياس املخاطر بدقة و يف الوقت نفسه‬
‫قادر على مراقبة التغيريات املهمة يف وضع املخاطر لدى البنك‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬إدارة المخاطر المصرفية وفق مقررات بازل‬

‫لقد أولت جلنة بازل للرقابة املصرفية اهتماما كبريا إلدارة املخاطر املصرفية وجتلى هذا االهتمام من خالل‬
‫التعاون الدويل يف جمال الرقابة واإلشراف على البنوك وهذا عن طريق االهتمام بأنظمتها والرقابة عليها وإدارة‬

‫‪38‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫املخاطر اليت هتددها‪ ،‬وقد جتلت عن هذا التعاون اتفاقيات و مقررات أصدرهتا اللجنة مسيت مبقررات جلنة بازل ‪I‬‬
‫و ‪ II‬و ‪III‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مقررات لجنة بازل ‪I‬‬

‫وجه العلماء يف جمال البنوك اهتماما كبريا حبجم رأس املال خصوصا أنه يعترب أول دفاع عند تعرض البنك‬
‫للخسائر نتيجة العمليات اليت من خالهلا يوظف أمواله والت ال ختلو من اخلطر‪ ،‬لذلك وجب البحث عن بل هلذا‬
‫املشكل الكبري و هذا ما توج مبعايري اتفاقية بازل ‪.I‬و هذا ما سنتطرق له تاليا‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة و مفهوم لجنة بازل‬

‫بالرغم من التطور الذي طرأ على اتفاقيات بازل منذ نشأهتا و تعددت مفاهيمها اال أهنا تصب يف نفس‬
‫اهلدف أال و هو محاية رأس مال البنوك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬نشأة لجنة بازل‪:‬‬

‫يف ظل كل األزمات واملخاطر اليت مست القطاع املصريف العاملي واليت أدت إىل إفالس بعض البنوك العاملية‬
‫بدأ التفكرييف البحث عن آليات ملواجهة تلك املخاطر‪ ،‬وإجياد فكر مشرتك بني البنوك املركزية يف خمتلف دول‬
‫العامل يقوم على التنسيق بني سلطاهتا الرقابية للتقليل من املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك‪ ،‬ونتيجة لذلك تشكلت‬
‫جلنة بازل أو بال للرقابة املصرفية من جمموعة الدول الصناعية العشر يف هناية ‪ 1974‬حتت إشراف بنك التسويات‬
‫الدولية مبدينة بازل بسويسرا حتت مسمى جلنة القواعد وممارسات الرقابة على العمليات البنكية وذلك من طرف‬
‫حمافظي البنوك املركزية هلذه الدول‪.‬‬

‫أصدرت هذه اللجنة أول معيار هلا للرقابة املصرفية يف عام ‪ 1988‬أطلق عليه معيار املالءة املصرفية‬
‫(كفاية رأس املال) أو معيار كوك (اسم رئيس اللجنة)‪ ،‬وطلب من البنوك االلتزام به عام‪1992‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف لجنة بازل‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫تأسست جلنة بازل للرقابة املصرفية حتت مسمى "جلنة األنظمة املصرفية واملمارسات الرقابية ‪ ،‬من طرف‬
‫حمافظي البنوك املركزية لدول اجملموعة العشرة مع هناية ‪1974‬م حتت إشراف بنك التسويات الدولية مبدينة بازل‬
‫بسويسرا‪ .‬ويقتصر أعضاؤها على مسئولني من هيئات الرقابة املصرفية ومن البنوك املركزية للدول الصناعية الكربى‬
‫املتمثلة يف كل من‪ (:‬بلجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬أملانيا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬اليابان‪ ،‬هولندا‪ ،‬سويسرا‪ ،‬السويد‪ ،‬بريطانيا‪ ،‬إسبانيا‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫لوكسمبورغ والواليات املتحدة األمريكية)‪.‬‬

‫جلنة بازل هي جلنة استشارية فنية ال تستند إىل أية اتفاقية دولية وإمنا أنشئت مبقتضى قرار من حمافظي‬
‫البنوك املركزية للدول الصناعية‪ .‬جتتمع هذه اللجنة أربع مرات سنويا وتساعدها فرق عمل مكونة من فنيني لدراسة‬
‫خمتلف جوانب الرقابة على البنوك‪ .‬استطاعت هذه اللجنة أن تساهم بقدر كبري يف إعطاء إطار دويل للرقابة‬
‫املصرفية وإجياد فكر مشرتك بني البنوك املركزية يف دول العامل املختلفة يقوم على التنسيق بني خمتلف السلطات‬
‫الرقابية والتفكري يف إجياد آليات ملواجهة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إدراكا منها بأمهية وخطورة القطاع املصريف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبذلك أصبحت هذه اللجنة متثل حجر األساس للتعاون الدويل يف جمال الرقابة املصرفية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أهداف لجنة بازل‪:‬‬

‫تعترب جلنة بازل منذ إنشائها ملتقى التعاون للدول األعضاء يف جمال الرقابة البنكية‪ .‬فهي هتدف بشكل عام‬
‫وعلى املستوى الدويل‪ ،‬إىل تعزيز نوعية وفعالية الرقابة البنكية وذلك من خالل حتديد ثالثة حماور للتدخل هي‪:‬‬

‫‪ ‬تبادل املعلومات حول املمارسات الوطنية للرقابة‪.‬‬


‫‪ ‬حتسني فعالية التقنيات املستخدمة يف مراقبة النشاط البنكي العاملي‪.‬‬
‫‪ ‬حتديد املعايري االحرتازية الدنيا‪.‬‬

‫وبالتايل ميكن إجياز أهداف جلنة بازل يف النقاط األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ ‬املسامهة يف تقوية استقرار النظام املصريف الدويل وخاصة بعد تفاقم أزمة املديونية اخلارجية يف الدول‬
‫النامية بسبب توسع البنوك الدولية خاصة األمريكية منها اليت تورطت يف ديون منفردة أو معدومة يف دول أمريكا‬
‫الالتينية وآسيا وإفريقيا مما اضطرها إىل إسقاط الديون أو وتريقها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪- www.arablaw.org/download/banking_instr_capital_jo.doc‬‬
‫‪ -2‬نجار حياة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪94‬‬
‫‪ -3‬نجار حياة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪95‬‬

‫‪40‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬إزالة مصدر رئيسي للمنافسة غري املتكافئة بني البنوك يف األسواق الدولية‪ ،‬واملتمثل يف الفروق يف‬
‫املتطلبات الرقابية الوطنية بشأن رأس املال املصريف‪ ،‬ما دفع جلنة بازل إىل التأكيد على ضرورة توافر العدالة‬
‫والتناسق يف تطبيق نسب كفاية رأس املال‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إجياد آليات للتكيف مع التغريات املصرفية العاملية ويف مقدمتها العوملة املالية‪ ،‬مبا يف ذلك‬
‫التشريعات واللوائح واملعوقات اليت حتد من اتساع وتعميق النشاط املصريف للبنوك عرب أحناء العامل يف ظل الثورة‬
‫التكنولوجية واملعرفية‪.‬‬
‫‪ ‬حتسني األساليب الفنية للرقابة على أعمال البنوك وتسهيل عملية تداول املعلومات حول تلك‬
‫األساليب بني السلطات النقدية املختلفة‪.‬‬

‫ما ميكن استخالصه يف األخري أن جلنة بازل هي جلنة للرقابة املصرفية الدولية عملت منذ تأسيسها على‬
‫إقرار معيار دويل موحد لكفاية رأس املال للداللة على مكانة املركز املايل للبنك ويقوي ثقة املودعني فيه من جهة‪،‬‬
‫وتقليل املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك من جهة أخرى‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقررات لجنة بازل ‪I‬‬

‫بعد سلسلة من االجتماعات توصلت اللجنة إىل إعداد تقريرها األول الذي استهدف حتقيق التوافق يف‬
‫األنظمة واملمارسات الرقابية الوطنية‪ ،‬فيما يتعلق بقياس كفاية رأس املال واملعيار الواجب تطبيقه يف املصارف اليت‬
‫متارس األعمال الدولية ويف يوم ‪1987/12/10،‬أقر احملافظون املركزيون ذلك التقرير واتفقوا على توجيهه للنشر‬
‫والتوزيع على الدول األعضاء يف اجملموعة‪ ،‬لكي تدرسه املصارف املركزية خالل مدة ‪6‬أشهر‪ .‬وأجنزت تقريرها‬
‫النهائي بعد دراسة ما وردها من توصيات وآراء وقدمته يف جويلية ‪1988،‬حيث مت إقراره من قبل جملس احملافظني‬
‫‪2‬‬
‫باسم اتفاق بازل‪ .1‬وقد ركزت هذه االتفاقية على اجلوانب التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬شعبان فرج‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.95‬‬


‫‪-2‬شعبان فرح‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.96-95‬‬

‫‪41‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬التركيز على المخاطر االئتمانية‪:‬‬

‫هتدف االتفاقية إىل حساب احلدود الدنيا لرأس املال أخذا يف االعتبار املخاطر االئتمانية أساسا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل مراعاة خماطر الدول إىل حد ما ومل يشمل معيار كفاية امل رأس املال كما جاء باالتفاقية عام ‪1988‬مواجهة‬
‫املخاطر األخرى‪ ،‬مثل خماطر سعر الفائدة خماطر سعر الصرف و خماطر االستثمار يف األوراق املالية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعميق االهتمام بنوعية األصول وكفاية المخصصات الواجب تكوينها‪:‬‬

‫حيث مت تركيز االهتمام على نوعية األصول ومستوى املخصصات اليت جيب تكوينها لألصول أو الديون‬
‫املشكوك يف حتصيلها وغريها من املخصصات‪ ،‬وذلك ألنه ال يكمن تصور أن يفوق معيار رأس املال لدى بنك‬
‫من البنوك احلد األدىن‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تقسيم دول العالم إلى مجموعتين من حيث أوزان المخاطر االئتمانية‬

‫تم تصنيف الدول يف ضوء تقرير اللجنة إىل جمموعتني‪ ،‬على النحو التايل‪:‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬وهي جممـوعة الدول ذات املخاطر املتدنية‪ ،‬وتضم جمموعتني فرعيتني مها‪:‬‬

‫‪ -‬الدول األعضاء يف جلنة بازل جمموعة العشرة‪ ،‬يضاف إىل ذلك دولتان مها ‪ :‬سويسرا واململكة العربية‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ -‬الدول اليت قامت بعقد بعض الرتتيبات االقرتاضية خاصة مع صندوق النقد الدويل وهي ‪ :‬اسرتاليا‪،‬‬
‫النمسا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬اليونان‪ ،‬أيسلندا‪ ،‬ايرلندا‪ ،‬نيوزلندا‪ ،‬النرويج‪ ،‬الربتغال‪ ،‬السعودية وتركيا‪ .‬وتضم هذه جمموعة دول‬
‫منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ‪OECD‬ودول ذات ترتيبات خاصة مع صندوق النقد الدويل‪.‬‬

‫المجموعة الثانية‪ :‬وهي جمموعة الدول ذات املخاطر العالية وتشمل كل دول العامل اليت مل تذكر يف‬
‫اجملموعة األوىل‪ ،‬وتضم مجيع الدول اإلسالمية باستثناء السعودية وتركيا‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا ‪ :‬وضع أوزان ترجيحية مختلفة لدرجة مخاطر األصول‪:‬‬

‫إن الوزن الرتجيحي خيتلف باختالف األصل من جهة‪ ،‬وكذلك اختالف امللتزم باألصل أي املدين من جهة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى‪ .‬فعند حساب معيار كفاية رأس املال‪ ،‬ترجح خماطر األصل من خالل مخسة أوزان هي‪:‬‬

‫(صفر باملائة ‪.(%100 , %50 , %20 , %10 ,‬‬

‫وإلتاحة قدر من املرونة يف جمال التطبيق للدول املختلفة‪ ،‬فقد تركت اللجنة للسلطات النقدية احمللية حرية‬
‫اختيار وحتديد بعض أوزان املخاطر كما أن إعطاء وزن خماطر ألصل ما ال يعين أنه أصل مشكوك يف حتصيله‬
‫بذات الدرجة‪ ،‬وإمنا هو أسلوب ترجيحي للتفرقة بني أصل وآخر حسب درجة املخاطر بعد تكوين املخصصات‬
‫الالزمة و اجلدول املوايل يعكس لنا أوزان املخاطرة حسب أصناف األصول‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.96‬‬

‫‪43‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقــم(‪ :)1-1‬أوزان المخاطرة حسب أصناف األصول داخل الميزانية العمومية للبنك‬

‫األصول‬ ‫الترتيب‬ ‫درجة المخاطرة‬


‫‪ -‬النقدية؛‬ ‫أ‬
‫‪ -‬املطلوبات من احلكومات املركزية والبنوك املركزية مقومة بالعملة الوطنية املعمول هبا؛‬ ‫ب‬
‫‪ -‬املطلوبات األخرى من احلكومات املركزية لدول )‪(OCDE‬‬ ‫ج‬
‫وبنوكها املركزية؛‬ ‫صفر‪%‬‬
‫‪ -‬املطلوبات املعززة بضمانات نقدية أو باألوراق املالية للحكومات املركزية لدول‪.‬‬ ‫د‬

‫‪ -‬املطلوبات من مؤسسات القطاع العام احمللية والقروض املضمونة من قبلها (باستثناء‬ ‫صفر‪ ،% 50 ،%20 ،%10 ،‬أ‬
‫احلكومة املركزية)؛‬ ‫‪ % 100‬حسب تقدير السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬مطلوبات من بنوك مرخصة يف دول (‪)OCDE‬أو قروض مضمونة من قبلها‪.‬‬ ‫ب‬

‫‪ -‬املطلوبات من بنوك التنمية عابرة األمم مثل البنك الدويل‪ ،‬بنك التنمية اإلفريقي‪ ،‬بنك‬ ‫أ‬
‫التنمية األسيوي‪ ،‬بنوك االستثمار األورويب واالحتاد الدويل لبنوك التنمية) واملطلوبات املضمونة‬
‫أو املعززة بضمانات األوراق املالية الصادرة عن تلك البنوك؛‬
‫‪ -‬املطلوبات من البنوك املسجلة يف( ‪ )OCDE‬والقروض املضمونة من قبل هذه البنوك؛‬ ‫ب‬
‫‪ -‬املطلوبات من البنوك يف أقطار خارج دول (‪ )OCDE‬واليت بقي من استحقاقاهتا أقل‬
‫من سنة‪ ،‬والقروض املضمونة من البنوك املسجلة خارج‪OCDE‬واليت تبقى من أجلها سنة‬ ‫ج‬ ‫‪%20‬‬
‫واحدة؛‬
‫‪ -‬مطلوبات من مؤسسات القطاع العام غري املسجلة يف(‪)OCDE‬باستثناء احلكومة‬ ‫د‬
‫املركزية‪ ،‬والقروض املضمونة من قبل تلك املؤسسات‪.‬‬
‫‪- -‬القروض املضمونة بالكامل برهونات على العقارات السكنية املشغولة أو اليت سوف‬ ‫أ‬ ‫‪% 50‬‬
‫تشغل من قبل املقرتض‪ ،‬أو تلك املؤجرة‪.‬‬
‫‪ -‬مطلوبات من القطاع اخلاص؛‬ ‫أ‬
‫‪ -‬مطلوبات من البنوك املسجلة خارج(‪)OCDE‬وبقي على استحقاقها أكثر من سنة؛‬ ‫ب‬
‫‪ -‬مطلوبات من احلكومات املركزية لدول خارج (‪ )OCDE‬ما مل تكون بالعملة احمللية؛‬ ‫ج‬
‫‪ -‬املوجودات الثابتة مثل املباين واآلالت واملعدات وغريها؛‬ ‫د‬ ‫‪% 100‬‬
‫‪ -‬العقارات واالستثمارات األخرى؛‬ ‫ه‬
‫‪ -‬األدوات الرأمسالية الصادرة من قبل بنوك أخرى( ما مل تكن مطروحة من رأس املال)‪.‬‬ ‫و‬
‫‪ -‬مجيع املوجودات األخرى‪.‬‬ ‫ي‬
‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل المستثمر إلى بورصة األوراق المالية‪ ،‬المكتب العربي‪ ،‬القاهرة‪،2000 ،‬‬
‫ص‪.139-138‬‬

‫‪44‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫خامسا ‪ :‬مكونات رأس المال المصرفي‪ :‬يتم حتديد كفاية رأس املال حسب توصيات بازل ‪I‬وفق‪:‬‬

‫‪ -‬ربط احتياطات رأس املال لدى البنك باألخطار الناجتة عن أنشطته املختلفة‪ ،‬بغض النظر‬
‫عما إذا كانت متضمنة يف ميزانية البنك أو خارج ميزانيته‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم رأس املال إىل جمموعتني أو شرحيتني مها‪:‬‬
‫‪ ‬رأس املال األساسي‪ :‬ويتكون من حقوق املسامهني واالحتياطات املعلنة واالحتياطات العامة والقانونية‬
‫إضافة إىل األرباح احملتجزة‪ .‬وعند حساب كفاية رأس املال تستبعد الشهرة واالستثمارات املتبادلة يف رؤوس أموال‬
‫البنوك‪.‬‬
‫‪ ‬رأس املال املساند (التكميلي)‪ :‬ويشمل االحتياطات غري املعلنة‪ ،‬احتياطات إعادة التقييم‪ ،‬احتياطات‬
‫مواجهة ديون متعثرة‪ ،‬اإلقراض متوسط األجل من املسامهني واألوراق املالية (األسهم والسندات اليت تتحول إىل‬
‫أسهم بعد فرتة ) ‪ .‬كما جتدر اإلشارة أنه تفرض قيود على رأس املال املسانـد هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن ال يتعدى رأس املـال املساند ‪% 200‬من عناصـر رأس املال األساسـي‪.‬‬
‫‪ ‬إخضـاع احتياطات إعادة التقيـيم إىل خصـم نسبة ‪% 22‬من قيمتـه‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون احلد األقصى للمخصصات املكونة ملواجهة أي خماطر غري حمددة ‪%2.12‬من األصول‬
‫وااللتزامات العرضية اخلطرة مرجحـة بأوزان‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون احلد األقصى للقروض املساندة ‪%20‬من رأس املال األساسي هبدف عدم تركيز االعتماد‬
‫على هذه القروض‪.‬‬

‫وهبذا ‪ ،‬فإن معيار كوك للمالءة املصرفية حسب مقررات جلنة بازل ‪ I‬هو معدل كفاية رأس املال‬
‫الذي حيسب بالصيغة التالية‪:‬‬

‫رأس المال ( الشريحة األولى ‪ +‬الشريحة الثانية)‬

‫≥‪%8‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال =‬

‫المخاطر باألوزان المرجحة لألصول‬

‫‪ -1‬نجار حياة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪45‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تعديل اتفاقية بازل ‪I‬‬

‫إن أول تعديل مس اتفاقية بازل‪1‬كان يف أفريل‪ ،1995‬حيث أصدرت جلنة بازل لإلشراف املصريف‬
‫جمموعة من املقرتحات لتطبيق معايري رأس املال بإدخال خماطر السوق اليت تتحملها البنوك‪.‬ويف هذا اإلطار‬
‫وضعت اللجنة خطة للسماح للبنوك باستخدام مناذج داخلية لقياس خماطر السوق واليت ختتلف من بنك‬
‫آلخر‪،‬كبديل الستخدام القياس املوحد‪ .‬واعتربت اللجنة أن االستحداث الذي جاء به التعديل يف اتفاق رأس املال‬
‫هو خطوة ضرورية حنو تقوية النظام املصريف العاملي واألسواق املالية بشكل عام‪ ،‬وأنه يوفر ضمانات رأمسالية صرحية‬
‫وحمددة ضد خماطر األسعار اليت تتعرض هلا البنوك خاصة الناشئة منها‪ ،‬أثناء ممارستها ألنشطتها املختلفة‪.‬‬
‫باإلضافة لذلك منحت البنوك املرونة يف التطبيق‪ ،‬إذ تعطي هذه االتفاقية للبنوك حرية اختيار مناهج مبسطة أو‬
‫أكثر تعقيدا حسب حجم البنوك وقدرهتا على التعامل مع تلك املخاطر‪.‬‬

‫وبالرغم أن تعديل ‪ 1995‬أبقى على نفس املالءة املصرفية كما ورد يف بازل‪ ،1‬أي أنه أدخل بعض‬
‫التعديل على مكونات النسبة كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬مسح للبنوك بإصدار دين متأخر الرتبة قصري األجل ليدخل ضمن الشرحية الثالثة لرأس املال‪،‬وذلك‬
‫ملواجهة جزء من خماطرها السوقية‪ ،‬وهبذا يصبح رأس املال اإلمجايل يتكون من‪:‬‬

‫رأس المال اإلجمالي=الشريحة األولى )رأس المال المدفوع ‪+‬االحتياطات ‪+‬األرباح المحتجزة ( ‪+‬‬
‫الشريحة الثانية)رأس المال المساند ‪(+‬الشريحة الثالثة )الدين متأخر الرتبة قصير األجل(‪.‬‬

‫علما أنه جيب أن تتوفر يف الشرحية األخرية الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون على شكل قروض مساندة هلا فرتة استحقاق أصلية ال تقل عن السنتني‪ ،‬وأن تكون يف حدود‬
‫‪%25‬من رأس مال البنك )الشرحية األوىل(املخصص لدعم املخاطر السوقية؛‬
‫‪ ‬أن يكون صاحلا لتغطية املخاطر السوقية فقط مبا يف ذلك خماطر الصرف األجنيب؛‬
‫‪ ‬جيوز استبدال عناصر الشرحية الثانية بالشرحية الثالثة من رأس املال وذلك حىت تضمن احلد وهو‪.%25‬‬
‫‪ ‬اخلضوع لنص التجميد الذي ينص على عدم جواز دفع الفائدة أو أصل الدين إذا كان ذلك سوف‬
‫خيفض رأس مال البنك إىل حد أدىن من متطلباته الرأمسالية؛‬
‫‪ ‬إن تكون الشرحية األوىل من رأس املال اكرب أو تساوي الشرحية الثانية والشرحية الثالثة معا‪.‬‬

‫‪ -1‬نجار حياة ‪ ،‬نفس المرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.101-100‬‬

‫‪46‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫وعليه‪ ،‬حتدد الصيغة الرأمسالية بعد إدخال خماطر السوق يف احتساب معدل كفاية رأس املال بالبنوك‪ ،‬على‬
‫النحو التايل‪:‬‬

‫رأس المال(الشريحة األولى ‪ +‬الثانية ‪ +‬الثالثة)‬

‫≥ ‪%8‬‬ ‫معدل كفاية رأس المال =‬

‫األصول المرجحة بأوزان المخاطر ‪ +‬مقياس المخاطرة السوقية ‪%12.5‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مقررات لجنة بازل ‪II‬‬

‫اقرتحت جلنة بازل سنة ‪1999‬إطارا جديدا حلساب معدل كفاية رأس املال بدل النسبة اليت جاءت يف‬
‫االتفاقية األوىل حبيث يأخذ بعني االعتبار معامل املخاطرة يف ميزانيات البنوك‪ ،‬وفصلت أكثر يف هذا اإلطار‬
‫بتاريخ ‪16‬جانفي ‪ 2001‬مع انتظار آراء وتعليقات ومالحظات اهليئات املعنية واملختصة كصندوق النقد‬
‫الدويل(‪ )FMI‬إىل غاية هناية شهر ماي ‪ 2001‬كحد أقصى حىت تصدر النسخة النهائية هلا قبل هناية عام‬
‫‪ 2001‬إال أهنا تأخرت بسبب كثرة املالحظات عليها حىت جوان ‪ 2004‬وأصبحت جاهزة وقابلة للتنفيذ بدءا‬
‫‪1‬‬
‫من هذا التاريخ إىل غاية هناية ‪. 2006‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف اتفاقية بازل ‪II‬‬


‫‪2‬‬
‫قامت جلنة بازل بإصدار اتفاقية بازل الثانية لتحقيق مجلة من األهداف نذكر منها ما يل‪:‬‬

‫‪ ‬الرفع من معدالت األمان وسالمة ومتانة النظام املايل العاملي؛‬


‫‪ ‬إدراج العديد من املخاطر مل تكن مدرجة من قبل وإجياد مناذج اختبار جديدة أكثر مالئمة للتطبيق يف‬
‫البنوك على كافة مستويات؛‬
‫‪ ‬يعترب اهلدف الرئيسي التفاقية بازل الثانية هو تدعيم صالبة النظام البنكي الدويل وذلك من خالل‬
‫ضمان أن قياس متطلبات رأس املال ال متثل مصدرا لعدم التوازن يف املنافسة بني البنوك العاملية الكبرية‪ ،‬كما يعترب‬

‫‪ -1‬هيفاء غانية‪ ،‬إدارة المخاطر المصرفية على ضوء مقررات بازل ‪2‬و‪ 3‬دراسة ميدانية‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪.‬ص‪.39‬‬
‫‪ -2‬نفس املرجع السابق‪ ،‬ص‪.39‬‬

‫‪47‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫كذلك من أهم مزايا اتفاقية بازل الثانية أهنا تشجع على إدارة املخاطر من خالل متطلبات رأس املال احلساسة‬
‫للمخاطر اليت تواجهها؛‬
‫‪ ‬هتدف هذه االتفاقية إىل إنشاء طريقة أكثر مشولية يف معاجلة املخاطر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الركائز األساسية التفاقية بازل‪II‬‬


‫‪1‬‬
‫التفاقية بازل ‪ II‬جمموعة من الركائز تقوم عليها تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحد األدنى لمتطلبات رأس المال‪:‬‬

‫حددت املتطلبات الدنيا لرأس املال الرقايب‪ ،‬أي حجم رأس املال الذي جيب على البنوك تأمينه لتغطية‬
‫املخاطر واليت تبلغ ‪ %8‬من جممل املوجودات املوجودة املوزونة باملخاطر إال أن اإلطار اجلديد يعترب أكثر مشوال يف‬
‫معاجلة املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك‪ ،‬حبيث يقدم املقرتح اجلديـد طـرق ومـداخل تـرتاوح بني البسيط واملعقـد‬
‫بالنسـبة ألساليب قياس املخاطر‪ ،‬هـذا وقد صنفت جلنة بازل املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك إىل ثالث جمموعـات‬
‫رئيـسية وهي املخاطر االئتمانية‪ ،‬خماطر التشـغيل وخماطر السوق‪ ،‬وعلى هذا األساس حيسب معدل كفاية رأس‬
‫املال كما يلي‪:‬‬

‫رأس المال اإلجمالي (الشريحة األولى ‪ +‬الثانية ‪ +‬الثالثة)‬

‫≥ ‪%8‬‬ ‫كفاية رأس المال (‪= )2004‬‬

‫مخاطر االئتمان ‪ +‬مخاطر السوق ‪ +‬مخاطر التشغيل‬

‫ثانيا‪ :‬المراجعة اإلشرافية‬

‫هذه الركيزة خاصة مبتابعة السلطات اإلشرافية لكفاية رأس املال والرقابة عليها وتستند إىل أربعة مبادئ‬
‫رئيسية وهي‪:‬‬

‫‪ ‬المبدأ األول‪ :‬يتعني قيام البنوك بعملية تقييم شاملة ملدى كفاية وتناسب رأس املال مع حجم وطبيعة‬
‫املخاطر اليت تواجهها؛‬

‫‪ -1‬هيفاء غانية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫‪48‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬المبدأ الثاني‪ :‬ينبغي ع لى املراقبني أن يقوموا مبراجعة وتقييم التقديرات الداخلية للبنوك بشأن كفاية رأس‬
‫املال باإلضافة إىل قدرهتا على اإلشراف وضمان التزامها مبعدالت رأس املال وينبغي على املراقبني أن يتخذوا ما‬
‫يروه من إجراءات رقابية يف احلاالت اليت تستلزم ذلك؛‬
‫‪ ‬المبدأ الثالث‪ :‬ينبغي على املراقبني أن يتوقعوا قيام البنوك بتحقيق مستويات من رأس املال أعلـى مـن‬
‫احلـدود الـدنيا الواجب االحتفاظ هبا وان يكون هلؤالء املراقبني القدرة على مطالبة البنوك بتوفري أية احتياجات‬
‫إضافية مطلوبة من رأس املال؛‬
‫‪ ‬المبدأ الرابع‪ :‬ينبغي على املراقبني التدخل يف مراحل مبكرة ملنع اخنفاض رأس مال البنك عن احلدود‬
‫الدنيا الواجب االحتفاظ هبا وهلم أن يطلبوا اختاذ اإلجراءات الالزمة لعالج جوانب القصور وحبيث يتم استيفاء‬
‫نسب رأس املال املطلوب على وجه السرعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬انضباط السوق‬

‫إن هدف انضباط السوق هو التزام البنوك بنشر البيانات اخلاصة بأساليب تقدير املخاطر وفقا لظروف‬
‫السوق‪ ،‬مما يؤكد دور السوق يف تقدير املخاطر‪ ،‬فلجنة بازل من خالل هذه الركيزة تسعى إىل تعزيز الشفافية‬
‫واإلفصاح‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أنه لتحقيق االنضباط الفعال لسوق جيب أن يتوفر نظام دقيق وسريع للمعلومات‬
‫ميكن االع تماد عليه حىت تستطيع األطراف املشاركة يف السوق تقييم أداء املؤسسات ومدى كفاءهتا وقدرهتا على‬
‫أدارة املخاطر إدارة املخاطر‪ ،‬ولقد شددت جلنة بازل يف توصيتها على ضرورة إعالم املشاركني يف السوق مبدى‬
‫مالئمة األموال اخلاصة ملخاطر البنك وكذلك مناهج املراقبة الداخلية املستعملة من طرف البنوك‪.‬‬

‫وميكن تلخيص الدعائم الثالثة يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪49‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫جدول رقم(‪:)2-1‬الدعائم الثالثة التفاقية بازل ‪II‬‬

‫الدعامة األولى‬ ‫الدعامة الثانية‬ ‫الدعامة الثالثة‬


‫الرقابية‪:‬‬ ‫المراجعة‬ ‫عمليات‬
‫األدنى‪:‬‬ ‫الحد‬ ‫متطلبات‬
‫رئيسية؛‬ ‫مبادئ‬ ‫أربعة‬
‫•ال تغيري يف معدل املمثل ‪%8‬كذلك ال‬
‫•يتوجب على املصارف امتالك أساليب لتقييم‬
‫تغيري جوهري يف احتساب متطلبات رأس املال‬
‫الكفاية الكلية لرأس املال وفقا حلجم املخاطر‪ ،‬وأن‬
‫السوق‬ ‫خماطر‬ ‫جتاه‬ ‫السوق‪:‬‬ ‫انضباط‬
‫متتلك أيضا إسرتاتيجية للمحافظة على مستويات‬
‫•تغيري كبري يف أساليب احتساب املتطلبات‬ ‫•يعمل انضباط السوق على‬
‫املطلوبة؛‬ ‫املال‬ ‫رأس‬
‫جتاه املخاطر االئتمانية كما مت إضافة متطلبات‬ ‫تشجيع سالمة املصارف‬
‫•يتوجب على اجلهة الرقابية مراجعة أساليب تقييم‬
‫التشغيلية؛‬ ‫املخاطر‬ ‫جتاه‬ ‫وكفاء ا‬
‫كفاية رأس املال لدى املصارف اخلاضعة هلا‪ ،‬واختاذ‬
‫•بالنسبة للمخاطر االئتمانية هناك ثالث‬ ‫من خالل التأكيد على تعزيز‬
‫اإلجراءات املناسبة عند قناعتها بعدم كفاية رأس املال‬
‫أساليب خمتلفة الحتساب احلد األدىن وهو‬ ‫الشفافية؛‬
‫املوجود؛‬
‫األسلوب املعياري وأسلوب التقييم الداخلي‬ ‫•هناك إفصاح أساسي‬
‫•تعيني على اجلهة الرقابية أن تتوقع احتفاظ‬
‫األساسي وأسلوب التقييم الداخلي املتقدم‬ ‫وإفصاح مكمل جلعل انضباط‬
‫املصارف بزيادة يف رأس املال عن احلد األدىن‬
‫وهناك حوافز للمصارف الستخدام أساليب‬ ‫السوق أكثر فعالية ويشمل‬
‫املطلوب‬
‫القيم الداخلي‪ ،‬إال أن ذلك يتطلب تواجد‬ ‫اإلفصاح أربعة نواحي رئيسية‬
‫وأن متتلك هذه اجلهة القدرة على إلزامها بذلك؛‬
‫أنظمة رقابية فعالة وكفاءة كبرية يف مجع‬ ‫وهي نطاق التطبيق‪ ،‬تكوين رأس‬
‫•يتعني على اجلهة الرقابية التدخل يف وقت مبكر‬
‫املخاطر؛‬ ‫وإدارة‬ ‫املعلومات‬ ‫املال‪ ،‬وعمليات تقييم وإدارة‬
‫ملنع اخنفاض أو تراجع رأس املال على املستوى‬
‫•بالنسبة للمخاطر التشغيلية هناك ثالثة‬ ‫املخاطر باإلضافة إىل كفاية رأس‬
‫املطلوب‪ ،‬واختاذ إجراءات سريعة يف حال عدم‬
‫أساليب يف احتساب متطلبات احلد األدىن لرأس‬ ‫املال‬
‫املستوى؛‬ ‫هذا‬ ‫على‬ ‫احملافظة‬
‫املال وهو أسلوب املؤشر األساسي واألسلوب‬
‫•هناك اهتمام يف عمليات املراجعة الرقابية بصورة‬
‫املعياري وأسلوب القياس املتقدم ويتم االختيار‬
‫رئيسية مبخاطر الرتكز وخماطر أسعار الفائدة وخماطر‬
‫وفقا لشروط ومعايري معينة‪.‬‬
‫الرهانات‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬املالمح األساسية التفاقية بازل ‪ II‬و الدول النامية‪ ،‬سلسلة أوراق عمل‪ ،‬صندوق النقد العريب‪ ،‬أبو ظيب‪2004،‬‬
‫‪،‬ص‪18‬‬

‫‪50‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الخصائص الجديدة لبازل‪ II‬و أوجه اختالفها عن بازل‪I‬‬

‫متيزت اتفاقية بازل‪ II‬مبجموعة من اخلصائص عن االتفاقيات األخرى كما أهنا ظهرت بعض االختالفات‬
‫بينها و بني بازل ‪.I‬‬

‫أوال‪ :‬الخصائص الجديدة لمقترحات كفاية رأس المال‬

‫‪ .1‬نظرة متكاملة للمخاطر ‪:‬جاء التعديل اجلديد التفاقية كفاية رأس املال‪ ،‬منطلقا من فكرة أوسع‬
‫للمخاطر‪ ،‬وأن األمر ليس جمرد ضمان حد أدىن ملستلزمات رأس املال بل أن هناك ضرورة لنظرة أوسع‬
‫للمخاطر تتجاوز جمرد خماطر االئتمان إلدخال املظاهر األخرى للمخاطر وخباصة خماطر التشغيل‪ ،‬فضال‬
‫عن أن التعامل مع املخاطر ال يقتصر على جمرد توفري حد أدىن من رأس املال بل يتطلب مراعاة منظومة‬
‫كاملة من مبادئ اإلدارة السليمة للبنك والتحقق من الوفاء هبا‪ ،‬ومن هنا أضاف اتفاق بازل ‪II‬الدعامة‬
‫الثانية املتعلقة بعمليات املراجعة الرقابية‪.‬‬
‫‪ .2‬حساسية أكبر للسوق في تقدير المخاطر ‪:‬جاء اتفاق بازل ‪II‬إلضفاء مزيد من االحتكام‬
‫لتقدير السوق هلذه املخاطر‪ ،‬فالفكرة الرئيسية ملفهوم املخاطر وفق التعديل‪ ،‬هو أهنا أصبحت أكثر‬
‫حساسية لتقديرات السوق‪ ،‬فمع مراعاة املبادئ األساسية للرقابة الفعالة على البنوك ظهرت فكرة رأس‬
‫املال االقتصادي واليت متكن البنك من حتديد مدى كفاية رأس املال استنادا إىل مستوى املخاطر‬
‫املتوقعة‪.‬‬
‫‪ .3‬إلغاء التمييز مع زيادة المرونة ‪ :‬عمدت اللجنة إىل إلغاء التمييز بني الدول فاملخاطر هي املخاطر‬
‫أينما كانت ‪ ،‬والسوق وحدها هي األكثر قدرة على تقديرها‪ ،‬وذلك عن طريق توفري املزيد من املرونة‬
‫أمام البنوك يف تطبيقها ملعايري كفاية رأس املال اجلديد‪ ،‬واستمرار ملنطق توفري أكرب قدر من املرونة ملراعاة‬
‫ظروف الدول والبنوك‪ ،‬ومتثل التعددية يف األساليب املتاحة ليس فقط مزيدا من اخليارات واملرونة أمام‬
‫البنوك وإمنا ترشد أيضا إىل مسار ممكن للتطور والتقدم يف أساليب إدارة املخاطر‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ :‬أوجه االختالف بين بازل ‪I‬وبازل‪II‬‬

‫ختتلف اتفاقية بازل األوىل عن االتفاقية الثانية من عدة نواحي نتيجة التعديالت بعد النقائص و التعديالت‬
‫يف االتفاقية األوىل‪ ،‬وميكن ذكر أوجه االختالف يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫الجدول(‪ :)3-1‬أوجه االختالف بين بازل ‪ I‬و بازل ‪.II‬‬

‫معيار بازل ‪II‬‬ ‫معيار بازل ‪I‬‬


‫‪ -1‬ركزت على حتديد آلية خماطر واحدة الحتساب ‪ -1‬اعتمدت على ثالث ركائز هي احلد األدىن‬
‫ملتطلبات رأس املال واملراجعة اإلشرافية واالنضباطية‬ ‫متطلبات احلد األدىن لرأس املال؛‬
‫والسوقية؛‬
‫‪ -2‬تطبق بازل ‪ II‬على الشركات املالية واملصرفية‬ ‫‪ -2‬تطبق بازل ‪ I‬على املصارف فقط؛‬
‫القابضة اليت تظم ميزانيات الشركات التابعة هلا‪ ،‬فضال‬
‫عن مشول االتفاقية لشركات االستثمار والتامني واليت‬
‫تقوم مبهمة قبول الودائع أو فتح االئتمان؛‬
‫‪ -3‬حددت معايري بازل نسبة ‪ %8‬لنسبة رأس املال ‪-3‬أبقت معايري بازل ‪ II‬على نفس النسبة إال أهنا‬
‫إىل املوجودات املرجحة باملخاطر واليت تشمل خماطر أضافت خماطر التشغيل إىل خماطر االئتمان وخماطر‬
‫السوق؛‬ ‫االئتمان وخماطر السوق؛‬
‫‪ -4‬اعتمدت معايري بازل‪ I‬املدخل املعياري لتقييم ‪ -4‬اعتمدت معايري بازل ‪ II‬على مداخل متعددة‬
‫باإلضافة إىل املدخل ملعياري‪.‬‬ ‫املخاطر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬اتفاقية بازل ‪III‬‬

‫إن اهنيار بنك ( ليمان براذر)األمريكي يف ‪ 15‬سبتمرب ‪ 2008‬كان الشرارة األوىل لظهور أزمة مالية‬
‫مصرفية عاملية كشفت عن مدى هشاشة النظام املصريف األمريكي وكذا عن االحنراف املفرط يف توريق الرهونات‬
‫العقارية عند عجز أصحاهبا عن سداد القروض‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب ظهور لجنة بازل ‪III‬‬

‫عقب حدوث األزمة املالية العاملية ‪ 2008‬اجتمع القائمون على جلنة بازل لرقابة املصرفية إلعداد قواعد‬
‫ج ديدة لتنتشل النظام املصريف من هذه األزمة اليت عصفت به حتت مسمى مقررات بازل‪.‬‬

‫إن حدوث األزمة بعد فرتة قصرية من تطبيق بازل يف الدول املتقدمة جعل هذه االتفاقية على احملك كوهنا‬
‫جاءت لتعزيز صالبة النظام املصريف‪ ،‬وهو ما عجل مبراجعة عميقة وشاملة لألنظمة والتشريعات املالية واملصرفية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وميكن إيراد أهم أسباب نشوء هذه األزمة فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬نقص رؤوس األموال المالئمة‬

‫كشفت األزمة املالية العاملية أن البنوك يف خمتلف دول العامل تتوفر على املستوى الكايف من األموال اخلاصة‬
‫ذات النوعية اجليدة لتغطية املخاطر اليت يكتنفها العمل املصريف‪ ،‬واملقصود هبا هي الشرحية األوىل بالتحديد اليت‬
‫تعترب صغرية جدا مقارنة مع حجم املخاطر الكبرية اليت تتعرض هلا البنوك‪ ،‬ويعود السبب يف هذا إىل الصعوبات‬
‫اليت وجدهتا البنوك يف تكوين النواة الصلبة أو ما يطلق عليه املكون الرئيسي لشرحية األموال اخلاصة القاعدية يف‬
‫الوقت احلرج لألزمة‬

‫ثانيا‪ :‬عدم كفاية شفافية السوق‬

‫بينت األزمة أن هناك نقصا يف شفافية السوق نتيجة عدم كفاية مستوى اإلفصاح املصريف‪ ،‬مما عقد من‬
‫عملية تقييم األموال اخلاصة ومقارنتها من بنك إىل آخـر‪ ،‬مما أن مؤسسـات تقيـيم املخـاطر قـد عملـت علـى‬
‫تضـليل املستثمرين من خالل منح تقييم عايل حملافظ مالية حتتوي على أصول عالية املخاطر‪.‬‬

‫وهـو ما يعين أن هذه املؤسسات قد كانت تسعى بالدرجة األوىل إىل خدمة مصاحلها اخلاصة دون النظر‬
‫النعكاسات املعلومات املغلوطة على النظام املصريف واالقتصاد‪.‬‬

‫‪ -1‬جنار حياة‪ ،‬اتفاقية بازل ‪ 3‬وآثارها المحتملة على النظام المصرفي الجزائري‪ ،‬جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬العدد‪،13،2013‬ص ص‪-278‬‬
‫‪.279‬‬

‫‪53‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ :‬إهمال بعض أنواع المخاطر‬

‫رغم أن اتفاقية بازل ‪ 2‬قد جاءت مبفهوم موسع للمخاطر املصرفية‪ ،‬إال أن هناك العديد من املخاطر‬
‫أمهلتها و سامهت بشكل كبري يف إحداث األزمة‪،‬ومنها خماطر احملافظ املالية للتفاوض‪ ،‬املخاطر الكربى املرتبطة‬
‫بالعمليات على املشتقات واليت شكلت نسبة هامة من نشاط البنوك نظرا للتطور الكبري الذي عرفته السوق املالية‬
‫فيا لسنوات األخرية‪،‬واستعمال املشتقات كوسيلة إلدارة املخاطر‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النقص في سيولة البنوك‬

‫لقد كان من نتائج تسابق البنوك يف الدول املتقدمة لتوظيف أمواهلا من أجل تعظيم أرباحها واستغالل فرتة‬
‫رواج السوق هو إمهاهلا لقضية السيولة‪ ،‬وهو ما كان له انعكاسا سلبيا عليها إذ مل تتمكن من اإليفاء بطلبات‬
‫عمالئها مبجرد ظهور بوادر األزمة واليت نتج عنها هتافت املودعني على سحب أمواهلم من البنوك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المبالغة في عمليات التوريق المعقدة‬

‫حيث عمدت الكثري من البنوك إىل ختفيض متطلبات رأس املال من خالل التوريق وإعادة التوريق لألصول‬
‫ونقلها من داخل امليزانية إىل خارجها‪ ،‬مظهرًة بذلك معدل كفاية رأس املال أعلى من الواقع‪.‬علما أن التوريـق هـو‬
‫عملية تتضمن حتويل ديون ضعيفة السيولة إىل سندات يتم تداوهلا يف السوق‪.‬وقد بالغت البنوك يف الدول املتقدمة‬
‫بشكل كبري يف هذه العملية‪ ،‬ففي سنة ‪ 2007‬بلغت هذه الديون ‪ 10000‬مليـار دوالر أمريكي يف سوق‬
‫التداول األمريكي وهي متثل ‪ %40‬منه‪ ،‬بينما كانت قيمة السندات اليت أصدرهتا املؤسسات ‪ 5800‬مليار دوالر‬
‫أمريكي وبالتايل فاالبتكارات املالية كان هلا دورا بارزا يف إحداث األزمة العاملية املعاصرة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬اإلفراط في المديونية‬

‫جلأت البنوك إىل بناء مديونية مفرطة داخل وخارج امليزانية وهذا من أجل التعظيم من أثر الرفع املايل وزيادة‬
‫مرد وديتها‪ ،‬وقد ترافق ذلك مع تآكل تدرجيي ملستوى ونوعية قاعدة رأس املال‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬محاور اتفاقية بازل ‪III‬‬


‫‪1‬‬
‫جاء نص اتفاقية بازل ‪ III‬حيتوي على مخسة حماور نذكرها فيما يلي‬

‫أوال‪ :‬المحور األول‬

‫ينص على حتسني نوعية وبنية وشفافية قاعدة رساميل البنوك‪ ،‬وجتعل مفهوم رأس املال األساسي مقتصرا‬
‫على رأس املال املكتتب به واألرباح غري املوزعة من جهة مضافا إليها أدوات رأس املال غري املشروطة بعوائد وغري‬
‫املقيدة بتاريخ استحقاق‪ ،‬أي األدوات القادرة علـى استيعاب اخلسائر فور حدوثها‪ .‬أما رأس املال املساند فقد‬
‫يقتصر بدوره على أدوات رأس املال املقيدة خلمس سنوات على األقل والقابلة لتحمل اخلسائر قبل الودائع أو قبل‬
‫أية مطلوبات للغري على البنك وأسقطت بازل ‪ III‬كل ما عدا ذلك من مكونات رأس املال اليت كانت مقبولة‬
‫عمال باالتفاقات السابقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحور الثاني‬

‫ينص على تغطية خماطر اجلهات املقرتضة املقابلة والناشئة عن العمليات يف املشتقات ومتويل سندات الدين‬
‫وعمليات الريبو من خالل فرض متطلبات رأس مال إضافية للمخاطر املذكورة‪ ،‬وكذلك لتغطية اخلسائر الناجتة عن‬
‫إعادة تقييم األصول املالية على ضوء تقلبات أسعارها يف السوق‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحور الثالث‬

‫دخلت نسبة جديدة تقيس مضاعف الرساميل وهي نسبة الرافعة املالية واليت حتسب بقسمة إمجايل املخاطر‬
‫داخل وخارج امليزانية على رأس املال باملفهوم الضيق الذي ورد يف احملور األول وحتسب الرافعة املالية كما يلي‪:‬‬

‫الشريحة األولى لرأس المال‬

‫≥ ‪%3‬‬ ‫الرافعة المالية =‬

‫إجمالي الديون‬

‫‪ -1‬معهد الدراسات المصرفية‪،‬اتفاقية بازل الثالثة‪ ،‬مجلة اضاءات مالية ومصرفية‪ ،‬السلسلة الخامسة‪ ،‬العدد‪ ،5‬الكويت‪ ،‬ديسمبر‪.2012‬‬

‫‪55‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫رابعا‪ :‬المحور الرابع‬

‫يتكلم أساسا عن نظام يهدف إىل حث البنوك على أن ال تربط عمليات اإلقراض اليت تقوم هبا بشكل‬
‫كامل بالدورة االقتصادية ألن ذلك يربط نشاطها هبا ففي حالة النمو واالزدهار تنشط البنوك بشكل كبري فيما‬
‫خيص متويل األنشطة االقتصادية‪ ،‬أما يف حالة الركود االقتصادي يرتاجع نشاط اإلقراض فتتسبب يف إطالة فرتة هذا‬
‫الركود‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬المحور الخامس‬

‫ينص على معايري جديدة إلدارة ومراقبة خماطر السيولة يف البنوك نظرا ألمهيتها يف القطاع املصريف خاصة‬
‫بعد حدوث األزمة العامل ية ولقد جاءت بنسبتني لسيولة النسبة األوىل يف األجل القصري والثانية يف األجل املتوسط‬
‫والطويل‪ ،‬وحتسب كما يلي‪:‬‬

‫نسبة األصول مرتفعة السيولة‬

‫× ‪100‬‬ ‫نسبة تغطية السيولة =‬

‫صافي التدفقات النقدية خالل ‪ 30‬يوم‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تحديات اتفاقية بازل ‪III‬‬

‫حتمل هذه االتفاقية عدة حتديات نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬رغم أن نصوص االتفاقية غري هنائية وقابلة للتغيري حىت‪ ،2018‬إال أهنا حتمل الكثري من التعقيد يف‬
‫سواء يف طبيعتها أو كيفية تطبيقها وهلذا يرتتب على البنوك مسؤولية إضافية يف عقد دورات تدريبية وخاصة البنوك‬
‫اليت مل تطبق بازل‪ 2‬ألهنا ستجد صعوبة يف استيعاهبا؛‬
‫‪ ‬التعريف اجلديد لرأس املال ورفع ترجيح بعض أنواع املخاطر وإدراج خماطر جديدة‪ ،‬سيعمل على ختفيض‬
‫نسبة كفاية رأس املال‪ ،‬وهو ما جيعل البنوك تبحث عن مصادر جديدة لرأس املال‪ ،‬باالقتطاع من األرباح‪ ،‬أو عدم‬
‫توزيعها أصال‪ ،‬وبالتايل تنخفض رحبية السهم مما ينعكس سلبا على قيمة أسهم البنك يف األسواق املالية‪.‬ومن جهة‬

‫‪56‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫أخرى قد ال يكون السهم املصدر مرغوبا فيه من قبل املستثمرين إذا كان البنك ال حيقق أرباحا أو ال يوزعها‪،‬‬
‫وبالتايل ستجد البنوك صعوبات فيتدبر رأس املال؛‬
‫‪ ‬االلتزام مبعايري السيولة اجلديدة سيجعل البنوك حتتفظ مبخزون إضايف من األصول عالية السيولة‪ ،‬ما يعين‬
‫اخنفاض توظيفها‪.‬كما أن اخلوف من حدوث أزمات سيولة يف املستقبل جيعلها تركز على االستثمارات قصرية‬
‫األجل واملضمونة العائد كاألوراق املالية احلكومية والديون اخلاصة اليت يكون تنقيطها االئتماين جيدا‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام بالرافعة املالية املفروضة سيؤدي إىل تراجع نسبة اإلقراض يف البنوك‪ ،‬ما يؤثر سلبا على رحبيتها‬
‫وحيرم النشاط االقتصادي من التمويل‪ ،‬كما أهنا ستسعى لتعويض تراجع نشاط اإلقراض برفع معدل‬
‫الفائدة‪،‬وبالتايل يبحث العمالء عن مصادر متويل أخرى كاألسواق املالية؛‬
‫‪ ‬تراجع نشاط اإلقراض يرفع معدل الفائدة‪ ،‬وبالتايل يبحث العمالء عن مصادر متويل أخرى كاألسواق‬
‫املالية؛‬
‫‪ ‬حلد من تعامالت البنوك يف ما بينها للتقليل من انتقال األزمات‪ ،‬كما يرتاجع تعاملها باملشتقات يف‬
‫األسواق املالية املنظمة وغري املنظمة‪ ،‬وعمليات التوريق وإعادة التوريق وذلك للقيود اليت فرضت على نشاطها يف‬
‫هذه اجملاالت‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫إدارة المخاطر في البنوك التجارية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‬

‫يف هذا الفصل تطرقنا إىل البنوك التجارية و اليت تعد كوسيط مايل يسهر على تنظيم العالقة التبادلية بني‬
‫خمتلف املؤسسات االقتصادية فهي تعترب احملرك األساسي للنشاط االقتصادي ألي بلد وتساهم يف التنمية بسبب‬
‫اتصاهلا باحلياة االقتصادية‪ ،‬وهذا عن طريق العمل الذي تقوم ( كحفظ األموال‪ ،‬تقدمي الفروض‪ ،‬التمويل‪،‬‬
‫االستثمار‪...‬اخل)‬

‫كما تضمن هذا الفصل خمتلف املخاطر اليت تتعرض هلا البنوك التجارية بسبب طبيعة نشاطها‪ ،‬فكل نوع‬
‫من العمليات تصاحبه نوع معني من املخاطر اليت هتدد نشاطها حتقيق أهدافها ‪ ،‬و لتحقيق استمرارها جيب أن‬
‫تكون على استعداد تام ملواجهة هذه املخاطر وإدارهتا من خالل املبادئ األساسية إلدارة املخاطر والبحث عن‬
‫طرق للتقليل من آثارها‪.‬‬

‫وبسبب املخاطر اليت هددت كيان البنوك التجارية خاصة الكربى منها جاء اقرتاح تأسيس جلنة للرقابة‬
‫املصرفية حتت مسمى ( لجنة بازل للرقابة المصرفية ) و اليت لعبت دورا هاما للتنسيق بني أنظمة الرقابة ملختلف‬
‫البنوك عن طريق وضع توصيات مت اختاذها كمعايري دولية هبدف ضمان كفاءة النظام املصريف و استقراره ومحاية‬
‫املودعني و هذا عن طريق إصدار مقررات بازل ‪ I‬و‪ II‬و‪.III‬‬

‫وقد شهدت البنوك عدة تطورات مست أنظمتها مما أدى إىل ظهور فئة جديدة من البنوك و اليت مسيت‬
‫بالبنوك االلكرتونية واليت هتتم بتقدمي خدمات االلكرتونية وهذا ما جعلها عرضة ملخاطر جديدة‪ ،‬وكل هذا‬
‫سنتطرق له يف الفصل الثاين‪.‬‬

‫‪58‬‬

You might also like